مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٦

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 550

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 550
المشاهدات: 300747
تحميل: 6268


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300747 / تحميل: 6268
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 6

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

 ٢٠ -( باب استحباب تكرار التكبير عقيب الصلوات بقدر الإمكان، وتكبير المسبوق بعد إتمام صلاته)

٦٦٥٠ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال: « ومن سبقه الإمام بالصلاة لم يكبر حتى يقضي ما فاته، ثم يكبر بعد ذلك إذا سلم ».

 ٢١ -( باب استحباب التكبير في العيدين عقيب النافلة، والفريضة)

٦٦٥١ / ١ - الجعفريات: بالإسناد عن جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « التشريق واجب على الرجال والنساء، في السفر والحضر دبر كل صلاة ».

 ٢٢ -( باب استحباب الدعاء بين التكبيرات في صلاة العيد بالمأثور وغيره)

٦٦٥٢ / ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ويقنت بين كل تكبيرتين، والقنوت، أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداً عبده ورسوله،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، اللهم أنت أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والمغفرة، وأهل التقوى والرحمة، أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمّد

____________________________

الباب - ٢٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٧.

الباب - ٢١

١ - الجعفريات ص ٤٦.

الباب - ٢٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١٢، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٦٧ ح ١٧.

١٤١

ذخراً ومزيداً، أن تصلي عليه وعلى آله، وأسألك بهذا اليوم الذي شرفته، وكرمته، وعظمته، وفضلته، بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أن تغفر لي، ولجميع المؤمنين، والمؤمنات، والمسلمين، والمسلمات، الأحياء منهم، والأموات، إنك مجيب الدعوات، يا أرحم الراحمين ».

٦٦٥٣ / ٢ - الشيخ الطوسي في المصباح في صفة صلاة العيد: ثم يرفع يديه بالتكبير: فإذا كبر قال: اللهم أنت(١) أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى و، المغفرة أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذخراً ومزيداً، أن تصلي على محمّد وآل محمّد، وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمّداً وآل محمّد، وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمّدا وآل محمّد، صلواتك عليه وعليهم، اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك الصالحون(٢) ، ثم يكبر ثالثة، ورابعة، وخامسة، وسادسة، مثل ذلك تفصل بين كل تكبيرتين بما ذكرنا(٣) من الدعاء.

٦٦٥٤ / ٣ - السيد علي بن طاووس: اعلم أننا وقفنا على عدّة روايات في صفات صلاة العيد بإسناده إلى ابن أبي قرة، وإلى أبي جعفر بن بابويه، وإلى أبي جعفر الطوسي، وها نحن ذاكرون، رواية واحدة، ثم ذكر رواية المصباح، وفي البحار واما ما ذكره الشيخ في المصباح فلم

____________________________

٢ - مصباح المتهجد ص ٥٩٨، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٩ ح ٢٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة: المخلصون، منه (قدّه).

(٣) في المصدر: ذكرناه.

٣ - إقبال الأعمال ص ٢٨٨، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٨٠ ذيل الحديث ٢٩.

١٤٢

أره في رواية، والظاهر أنه مأخوذ من رواية معتبرة عنده اختاره فيه، إذ لا سبيل للاجتهاد في مثله.

٦٦٥٥ / ٤ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: أخبرنا جماعة بطرقهم المرضيات إلى المشايخ المعظمين محمّد بن محمّد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله، وجعفر بن قولويه، وأبي جعفر الطوسي، وغيرهم، بإسنادهم جمعياً إلى سعد بن عبدالله من كتاب فضل الدعاء المتفق على ثقته، وفضلته وعدالته، باسناده فيه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « صلاة العيدين تكبر فيهما(١) اثنتي عشرة تكبيرة، سبع تكبيرات في الأُولى، وخمس تكبيرات في الثانية، تكبير(٢) باستفتاح الصلاة، ثم تقرأ الحمد وسورة سبح اسم ربك الأعلى، ثم تكبر وتقول: الله أكبر أهل الكبرياء والعظمة، والجلال والقدرة، والسلطان والعزة، والمغفرة والرحمة، الله أكبر أول كل شئ وآخر كل شئ، وبديع كل شئ ومنتهاه، وعالم كل شئ ومنتهاه، الله أكبر مدبر الأُمور وباعث من في القبور، قابل الأعمال، مبدئ الخفيات، معلن السرائر، ومصير كل شئ ومرده إليه، الله أكبر عظيم الملكوت، شديد الجبروت، حي لا يموت، الله أكبر دائم لا يزول، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، ثم تكبر، وتركع، وتسجد سجدتين، فذلك سبع تكبيرات، أولها استفتاح الصلاة، وآخرها تكبير الركوع، وتقول في ركوعك: خشع لك قلبي، وسمعي، وبصري، وشعري، وبشري، وما أقلت الأرض مني الله رب العالمين، سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاث مرات، فإن

____________________________

٤ - إقبال الأعمال ص ٤٢٨.

(١) في المصدر: فيها.

(٢) وفيه: تكبّر.

١٤٣

أحببت أن تزيد فزد ما شئت، ثم ترفع رأسك [ من الركوع ](٣) وتعتدل وتقيم صلبك وتقول: الحمد لله، والحول والعظمة والقدرة، والقوة، والعزة، والسلطان والملك، والجبروت، والكبرياء، وما سكن في الليل والنهار، لله رب العالمين، لا شريك له ثم تسجد وتقول في سجودك: سجد وجهي البالي، الفاني، الخاطئ، المذنب، لوجهك لباقي، الدائم، العزيز، الحكيم، غير مستنكف [ ولا مستحسر ولا مستعظم ](٤) ولا متجبر بل بائس فقير خائف مستجير عبد ذليل مهين حقير، سبحانك [ وبحمدك ](٥) أستغفرك، وأتوب إليك، ثم تسبح وترفع رأسك، وتقول: اللهم صل على محمّد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمة، واغفر لي، وارحمني، ولا تقطع بي عن محمّد وآل محمّد في الدنيا والآخرة، واجعلني معهم، وفيهم، وفي زمرتهم، ومن المقربين، آمين رب العالمين، ثم تسجد الثانية، وتقول مثل الذي قلت في الأُولى، فإذا نهضت في الثانية، تقول: برئت إلى الله من الحول والقوة، لا حول ولا قوة إلا بالله ثم تقرأ فاتحة الكتاب، وسورة والشمس وضحيها، ثم تكبر وتقول: الله أكبر خشعت لك يا رب الأصوات، وعنت لك الوجوه، وحارت من دونك الأبصار، الله أكبر [ الله أكبر ](٦) كلت الألسن عن صفة عظمتك، والنواصي كلها بيدك، ومقادير الأُمور كلها إليك، لا يقضي فيها غيرك، ولا يتم شئ منها دونك، (الله أكبر أحاط بكل شئ علمك، وقهر كل شئ عزك، ونفذ في كل شئ أمرك، وقام كل شئ بك)(٧) الله أكبر تواضع كل شئ لعظمتك، وذل كل شئ

____________________________

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) و (٥) و (٦) أثبتناها من المصدر.

(٧) ما بين القوسين ليس في المصدر.

١٤٤

لعزك واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضع كل شئ لملكك، الله أكبر، ثم تكبر وتقول وأنت راكع مثل ما قلت في ركوعك الأول، وكذلك في السجود مثل ما قلت في الركعة الأُولى، ثم تشهد بما تتشهد به في الصلاة(٨) ».

 ٢٣ -( باب جواز خروج النساء في العيد للصلاة وعدم وجوبها عليهن، وكراهة خروج ذوات الهيئات والجمال منهن)

٦٦٥٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال: « رخص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في خروج النساء العواتق(١) للعيدين للتعرض للرزق يعني النكاح ».

٦٦٥٧ / ٢ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمر النساء أن يصلين في العيدين أربع ركعات.

 ٢٤ -( باب أن وقت صلاة العيد ما بين طلوع الشمس إلى الزوال، واستحباب كون ذبح الأضحية بعد الصلاة)

٦٦٥٨ / ١ - الصدوق في المقنع: وليس لهما أذان ولا إقامة، وأذانهما طلوع

____________________________

(٨) في المصدر: ساير الصلوات.

الباب - ٢٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٦، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧.

(١) العاتق: البكر التي لم تبن عن اهلها.. الشابّة أول ما تدرك، والجمع عواتق (لسان العرب - عتق - ج ١٠ ص ٢٣٥).

٢ - الجعفريات ص ٤٠.

الباب - ٢٤

١ - المقنع ص ٤٦.

١٤٥

الشمس قال: ولا تضحي حتى ينصرف الإمام.

 ٢٥ -( باب استحباب رفع اليدين عند كل تكبيرة، واستماع الخطبة)

٦٦٥٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال: « يستقبل الناس الإمام إذا خطب يوم العيد، وينصتون ».

 ٢٦ -( باب استحباب استشعار الحزن في العيدين لاغتصاب آل محمّدعليه‌السلام )

٦٦٦٠ / ١ - الشيخ أبوعمرو الكشي في رجاله: عن أحمد بن إبراهيم القزويني(١) ، عن بعض أصحابنا كان المعلى بن خنيس - رحمه الله - إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثاً مغبراً في ذل لهوف(٢) فإذا صعد الخطيب المنبر مد يديه نحو السماء، ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك، وأصفيائك، وموضع أُمنائك الذين خصصتهم بها انتزعوها(٣) وأنت المقدر للأشياء لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت، وأنّى شئت علمك في إرادتك كعلمك في

____________________________

الباب - ٢٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٦، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧.

الباب - ٢٦

١ - رجال الكشي: ص ٣٨١ ح ٧١٥، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٦٩ ح ١٩.

(١) في المصدر: القرشي والظاهر أنّ الصواب ما في المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٢٤١ ومجمع الرجال ج ٦ ص ١١٠ ».

(٢) اللَّهف واللَّهَف: الأسى والحزن والغيظ (لسان العرب - لهف - ج ٩ ص ٣٢١)، وفي المصدر: في زي ملهوف.

(٣) في المصدر: ابتزّوها، ابتززت الشئ: استلبته.. وابتز ثيابي: جردني منها وغلبني عليها. (مجمع البحرين - بزز - ج ٤ ص ٨).

١٤٦

خلقك حتى عاد صفوتك، وخلفاؤك مغلبوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلاً، وكتابك منبوذاً، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيك (صلواتك عليه وآله) متروكة، اللهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين، والغادين، والرائحين، والماضين، والغابرين، اللهم العن جبابرة زماننا، وأشياعهم، وأتباعهم، وأحزابهم، وإخوانهم، إنك على كل شئ قدير.

 ٢٧ -( باب استحباب الجهر بالقراءه في العيدين)

٦٦٦١ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يكبر في العيدين - إلى أن قال -: ويجهر بالقراءة » قال جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : « قال أبي: فعل ذلك أبوبكر ».

٦٦٦٢ / ٢ - وبهذا الإسناد عن جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يجهرون بالقراءة في العيدين، وفي الإستسقاء، ويصلون قبل الخطبة.

____________________________

الباب - ٢٧

١ - الجعفريات ص ٤٥.

٢ - الجعفريات ص ٤٥.

١٤٧

 ٢٨ -( باب استحباب إحياء ليلتي العيد)

٦٦٦٣ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: كان علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، يقول: « يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه أربع ليال، ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان ».

ورواه الشيخ الطوسي في أماليه(١) ، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث مثله.

دعائم الإسلام(٢) : عن جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام مثله.

٦٦٦٤ / ٢ - تفسير الإمامعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إن لله عزوجل خياراً من كل ما خلقه، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلة العيدين، وأما خياره من الأيام فأيام الجمع، والأعياد ».

____________________________

الباب - ٢٨

١ - الجعفريات ص ٤٦.

(١) أمالي الطوسي: لم نجده في النسخة المطبوعة عنه وعن دعائم الإسلام في البحار ج ٩١ ص ١٢٢ ح ١٢ وذكره في مصباح المتهجد ص ٥٩٢ بسند آخر.

(٢) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٤.

٢ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٧٨، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٢٦ ح ٢٣.

١٤٨

 ٢٩ -( باب استحباب العود من صلاة العيد وغيرها من غير طريق الذهاب)

٦٦٦٥ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إذا خرج من المصلى لم يرجع في الطريق الذي ابتدأ به ».

٦٦٦٦ / ٢ - دعائم الإسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنه كان إذا انصرف من المصلى يوم العيد، لم ينصرف على الطريق الذي خرج عليه.

٦٦٦٧ / ٣ - عوالي اللآلي، لابن أبي جمهور: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه كان يخرج إلى العيد من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقصد في الخروج أبعد الطريقين، ويقصد في الرجوع أقربهما.

 ٣٠ -( باب استحباب كثرة ذكر الله والعمل الصالح يوم العيد، وعدم جواز الإشتغال باللعب، والضحك)

٦٦٦٨ / ١ - نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام في بعض الأعياد: « إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا

____________________________

الباب - ٢٩

١ - الجعفريات ص ٤٧

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٦، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧.

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٢١ ح ٢٢، ٢٣.

الباب - ٣٠

١ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥٥ ح ٤٢٨.

١٤٩

يعصى الله فيه فهو يوم عيد ».

٦٦٦٩ / ٢ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: نقلاً عن أبي عبدالله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني في الجزء السابع من كتابه كتاب الأزمنة، قال: حدثني عبدالله بن جعفر أبوالعباس، عن محمّد بن يزيد النحوي، قال: خرج الحسن بن عليعليهما‌السلام في يوم فطر والناس يضحكون، فقال: « إن الله عزوجل جعل شهر رمضان مضماراً(١) لخلقه، يستبقون فيه إلى طاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، والعجب من الضاحك في هذا اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، والله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه، ومسئ بإساءته عن ترجيل(٢) شعره، وتصقيل(٣) ثوبه ».

٦٦٧٠ / ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن زين العابدينعليه‌السلام قال: « يتزين كل منكم يوم العيد إلى غسل وإلى كحل وليدع ما بلغ ما استطاع ولا يكونن أحدكم أحسن هيأة وأرذلكم عملاً ».

____________________________

٢ - إقبال الأعمال ص ٢٧٥، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١١٩ ح ٧.

(١) مضمار الفرس: غايته في السباق (لسان العرب - ضمر - ج ٤ ص ٤٩٢).

(٢) ترجيل الشعر: تسريحه. ورجّل شعره: أرسله بالمرجل وهو المشط (مجمع البحرين - رجل - ج ٥ ص ٣٨٠).

(٣) صقلت السيف.. جلوته.. وشئ صقيل: ملس (مجمع البحرين - صقل - ج ٥ ص ٤٠٦).

٣ - لبّ اللباب: مخطوط.

١٥٠

 ٣١ -( باب اشتراط وجوب صلاة العيد بحضور خمسة أحدهم الإمام)

٦٦٧١ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال في صلاة العيدين: « إذا كان القوم خمسة فصاعداً مع إمام في مصر، فعليهم أن يجمعوا للجمعة، والعيدين ».

 ٣٢ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صلاة العيدن)

٦٦٧٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه كان يقول في دعائه في العيدين والجمعة: « اللهم من تهيأ أو تعبأ، أو أعد، أو استد لوفادة على مخلوق رجاء رفده(١) وجائزته ونوافله(٢) ، فإليك يا سيدي كان تهيؤي، وإعدادي، وإستعدادي رجاء رفدك وجائزتك ونوافلك، فإني لم اتك بعمل صالح قدّمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته [ بل ](٣) أتيتك مقراً بالذنوب والإساءة على نفسي، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، اغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت، يا عظيم لا إله إلا أنت ».

٦٦٧٣ / ٢ - الصدوق في أماليه: عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن

____________________________

الباب - ٣١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٧، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٥.

الباب - ٣٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٥.

(١) الرفد: العطاء والصلة. (لسان العرب - رفد - ج ٣ ص ١٨١).

(٢) ونوافله ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢ - امالي الصدوق ص ١٤٢ ح ٥، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٤ ح ١.

١٥١

الحسن بن متيل، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن فضال، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن عبدالله بن لطيف، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « لما ضُرب الحسين بن عليعليهما‌السلام [ بالسيف ](١) ، ثم ابتدر ليقطع رأسه، نادى مناد من قبل رب العزة: ألا أيتها الأُمة المتحيرة الظالمة بعد نبيها، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر » قال: ثم قال أبوعبداللهعليه‌السلام : « لا جرم والله، وما وفقوا ولا يوفقون أبداً، حتى (يقوم)(٢) ثائر الحسينعليهما‌السلام ».

وفي العلل(٣) : عن علي بن أحمد، عن الكليني، عن علي بن محمّد، عمن ذكره، عن محمّد بن سليمان، عن عبدالله بن لطيف، عن رزين، عن الصادقعليه‌السلام ، مثله.

٦٦٧٤ / ٣ - وعن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد الأشعري، عن السياري، عن محمّد بن إسماعيل الرازي، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في العامة؟ فإنه قد روي أنهم لا يوفقون لصوم، فقال لي: « أما إنهم(١) قد أُجيب(٢) دعوة الملك فيهم » قال: قلت: وكيف ذلك جعلت فداك؟ قال: « إن الناس لما قتلوا الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أمر الله عزّوجلّ ملكاً ينادي: أيتها الأُمة الظالمة

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: يثور، منه (قده).

(٣) علل الشرائع ص ٣٨٩ ح ٢، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٤ ح ٢.

٣ - علل الشرائع ص ٣٨٩ ح ١، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٥ ح ٤.

(١) في المصدر: إنه.

(٢) وفيه: أُجيبت.

١٥٢

القاتلة عترة نبيها، لا وفقكم الله لصوم، ولا فطر - وفي حديث آخر - لفطر ولا أضحى ».

٦٦٧٥ / ٤ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: بإسناده إلى أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: كنت بالمدينة وقدر وليها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية، وكان شهر رمضان، فلما كان في آخر ليلة منه، أمر مناديه أن ينادي في الناس بالخروج إلى البقيع لصلاة العيد، فغدوت من منزلي أُريد إلى سيدي علي بن الحسينعليهما‌السلام غلساً(١) ، فما مررت بسكة من سكك المدينة إلا لقيت أهله خارجين إلى البقيع، فيقولون: إلى أين تريد يا جابر؟ فأقول: إلى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، حتى أتيت المسجد، فدخلته فما وجدت فيه إلا سيدي علي بن الحسينعليهما‌السلام قائماً يصلي صلاة الفجر وحده، فوقفت وصليت بصلاته، فلما أن فرغ من صلاته سجد سجدة الشكر، ثم إنه جلس يدعو، وجلعت أُؤمن على دعائه، فما أتى إلى آخر دعائه حتى بزغت الشمس، فوثب قائماً على قدميه تجاه القبلة، وتجاه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، ثم انه رفع يديه حتى صارتا بإزاء وجهه، وقال: « إلهي وسيدي » الدعاء وهو طويل.

٦٦٧٦ / ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « إن الله أبدلكم بيومين يومين، بيوم

____________________________

٤ - إقبال الأعمال ص ٢٨٥، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٧ ح ٣.

(١) الغلس: ظلام آخر الليل (لسان العرب - غلس - ج ٦ ص ١٥٦).

٥ - لب الالباب: مخطوط.

١٥٣

النيروز والمهرجان الفطر والأضحى ».

٦٦٧٧ / ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إن الله بنى الجنة من ياقوت أحمر، وسبكت بالذهب، ستورها السندس والإستبرق أشجارها الزمرد، ثمارها الحلل، أعدها الله لهذه الأُمة يوم الفطر ».

٦٦٧٨ / ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إن الملائكة يقومون يوم العيد على أفواه السكة، ويقولون: اغدوا إلى رب كريم يعطي الجزيل، ويغفر العظيم ».

٦٦٧٩ / ٨ - وعن أميرالمؤمنينعليه‌السلام : أنه قال: « اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد ».

٦٦٨٠ / ٩ - الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد: خطبة يوم الفطر لأميرالمؤمنينعليه‌السلام : روى أبومخنف، عن جندب بن عبدالرحمن الأزدي، عن أبيه، أن علياًعليه‌السلام كان يخطب يوم الفطر، فيقول: الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) (١) لا نشرك بالله شيئاً، ولا نتخذ من دونه وليا، والحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، وهو الرحيم الغفور، كذلك الله ربنا جر ثناؤه ولا أمد له ولا غاية ولا

____________________________

٦ - ٨ - لب الالباب: مخطوط.

٩ - مصباح المتهجد ص ٦٠٣، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩ ح ٥، ورد في هامش الصفحات من النسخة المخطوطة اختلاف بعض ألفاظ الحديث، ومما يظهر أن المؤلف (قده) قد صحح الحديث على نسخة أُخرى من المصدر وأثبت موادر الاختلاف فيها ولكثرتها لم نشر إلّا إلى القليل منها مما تمس الحاجة إليه.

(١) الأنعام ٦: ١.

١٥٤

نهاية ولا إله إلا هو، وإليه المصير، والحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، إن الله بالناس لرؤوف رحيم، اللهم ارحمنا برحمتك، واعممنا بعافيتك، وامددنا بعصمتك، ولا تخلنا من فضلك ورحمتك، إنك أنت الغفور الرحيم، والحمد لله الذي لا مقنوطاً من رحمته، ولا مخلواً من نعمته، ولا مؤيساً من روحه، ولا مستنكفاً عن عبادته، الذي بكلمته قامت السموات السبع، وقرت الأرضون السبع، وثبتت الجبال الرواسي، وجرت الرايح اللواقح، وسار في جو السماء السحاب، وقامت على حدودها البحار، فتبارك الله رب العالمين، اله قاهر قادر، ذل له المتعزون، وتضاءل له المتكبرون، ودان طوعاً وكرهاً له العالمون، نحمده بما حمد به نفسه وكما هو أهله، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما تخفي الصدور، وما تجن البحار، وما تواري الأسراب(٢) ، وما تغيض الأرحام(٣) وما تزداد، وكل شئ عنده بمقدار، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، لا توارى منه ظلمات، ولا تغيب عنه غائبة( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (٤) ويعلم ما يعمل العاملون، وإلى أي منقلب ينقلبون، ونستهدي الله بالهدى، ونعوذ به من الضلالة والردى، ونشهد أن محمّداً عبده ونبيّه، ورسوله إلى الناس كافة، وأمينه على وحيه، وأنه بلغ رسالة ربه، وجاهد في

____________________________

(٢) السرب: المسلك في خفية.. وحفير تحت الأرض لا منفذ له.. والجمع أسراب (المعجم الوسيط ص ١ ح ٤٢٥).

(٣) تغيض الأرحام: أي تنقص عن مقدار الحمل الذي يسلم معه الولد. (مجمع البحرين - غيض - ج ٤ ص ٢١٩).

(٤) الأنعام ٦: ٥٩.

١٥٥

الله المدبرين عنه، وعبده حتى أتاه اليقين،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أُوصيكم عباد الله بتقوى الله، الذي لا تبرح منه نعمة، ولا تفقد له رحمة، ولا يستغني عنه العباد، ولا تجزئ أنعمه الأعمال، الذي رغب في الآخرة، وزهد في الدنيا، وحذر عن المعاصي، وتعزز بالبقاء، وتفرد بالعز والبهاء (وذلل خلقه بالموت والفناء)(٥) ، وجعل الموت غاية المخلوقين، وسبيل الماضين، فهو معقود بنواصي الخلاق كلهم، حتم في رقابهم، لا يعجزه إباق الهارب، ولا يفوته ناء ولا آئب، يهدم كل لذة، ويزيل كل بهجة، ويقشع كل نعمة، عباد الله إن الدنيا دار رضي الله لأهلها الفناء، وفدر عليهم منها الجلاء، وكل ما فيها نافد، وكل من يسكنها بائد، وهي مع ذلك حلوة خضرة رائقة نضرة، قد زينت للطالب، ولاطت بقلب(٦) الراغب، يطبِّبها(٧) الطامع، ويجتويها الوجل الخائف، فارتحلوا رحمكم الله منها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد، ولا تطلبوا منها سوى البلغة، وكونوا فيها كسفر نزلوا منزلاً فتمتعوا منها بأدنى ظل، ثم ارتحلوا لشأنهم، ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون، وأضروا فيها بأنفسكم فإن ذلك أخف للحساب وأقرب من النجاة، وإياكم والتنعم بزخارفها، والتلهي بفاكهاتها، فإن في ذلك غفلة واغتراراً، الا وان الدنيا قد تنكرت وأدبرت وآذنت بوداع، الا وان الآخرة قد أقبلت وأشرفت ونادت باطلاع، الا وإن المضمار اليوم وغداً السباق، الا وإن السبقة الجنة، والغاية النار، أفلا

____________________________

(٥) ليس في المصدر والبحار.

(٦) لاط حبّه بقلبي: لزق لوطاً وليطاً: يعني الحب اللازق بالقلب. (لسان العرب - ليط - ج ٧ ص ٣٩٦).

(٧) طباه.. يطبيه: إذا دعاه وصرفه إليه واختاره لنفسه. (لسان العرب - طبي - ج ١٥ ص ٣ و ٤).

١٥٦

تائب من خطيئته، قبل هجوم منيته، الا عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه، جعلنا الله وإياكم ممن يخافه ويرجو ثوابه، الا وان هذا اليوم يوم جعل الله لكم عيداً وجعلكم له أهلاً، فاذكروا الله يذكركم، وكبروه وعظموه، وسبحوه ومجدوه، وادعوه يستجب لكم، واستغفروه يغفر لكم، وتضروعوا وابتهلوا، وتوبوا وأنيبوا، وادوا فطرتكم، فإنها سنة نبيكم، وفريضة واجبة من ربكم، فليخرجها كل امرئ منكم عن نفسه، وعن عياله كلهم: ذكرهم وأنثاهم، صغيرهم وكبيرهم، وحرهم ومملوكهم، يخرج عن كل واحد منهم صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو نصف صاع من بر، من طيب كسبه، طيبة بذلك نفسه، عباد الله تعاونوا على البر والتقوى، وتراحموا وتعاطفوا، وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به، من إقامة الصلوات المكتوبات، وأداء الزكوات، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم، واتقوا الله فيما نهاكم عنه، وأطيعوه في اجتناب قذف المحصنات، وإتيان الفواحش، وشرب الخمر، وبخس المكيال، ونقص الميزان، وشهادة الزور، والفرار من الزحف، عصمنا الله وإياكم بالتقوى، وجعل الآخرة خيراً لنا ولكم من هذه الدنيا، إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد » إلى آخره.

ثم جلس وقام فقال: « الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله » وذكر فيها باقي الخطبة في يوم الجمعة.

١٥٧

خطبة يوم الأضحى(٨) : روى أبومخنف، عن عبدالرحمن بن جندب، عن أبيه، أن علياًعليه‌السلام خطب يوم الأضحى، فكبر وقال: « الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد على ما هدانا، وله الشكر على ما أبلانا، والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، الله أكبر زنة عرشه، ورضى نفسه، ومداد كلماته، وعدد قطر سماواته، ونطف(٩) بحوره، له الأسماء الحسنى، وله الحمد في الآخرة والأُولى، حتى يرضى وبعد الرضى، انه هو العلي الكبير، الله أكبر كبيراً متكبراً، وإلهاً عزيزاً متعززاً، ورحيماً عطوفاً متحنناً، يقبل التوبة ويقيل العثرة، ويعفو بعد القدرة، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون، الله أكبر كبيراً، ولا اله إلا الله مخلصاً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، والحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزاً عظيماً، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً، أُوصيكم عباد الله، بتقوى الله، وكثرة ذكر الموت، وأُحذركم الدنيا، التي لم يمتع بها أحد قبلكم، ولا تبقى لأحد بعدكم، فسبيل من فيها سبيل الماضين من أهلها، الا وانها قد تصرمت(١٠) وآذنت بانقضاء، وتنكر معروفها وأصبحت مدبرة مولية، فهي تهتف بالنفاء وتصرخ بالموت، وقد أمرّ منها ما كان حلواً،

____________________________

(٨) البحار ج ٩١ ص ٩٩ ح ٤.

(٩) النطفة: القليل من الماء.. والجمع: نطف.. والقربة تنطف: اي تقطر. (لسان العرب - نطف - ج ٩ ص ٣

٣٥ - ٣٣٦).

(١٠) الانصرام: الانقطاع، وانصرم الليل وتصرّم: ذهب. (مجمع البحرين - صرم - ج ٦ ص ١٠١).

١٥٨

وكدر منها ما كان صفواً، فلم يبق منها إلا شفافة(١١) كشفافة الإناء، وجرعة كجرعة الإدواة، لو تمززها(١٢) الصديان(١٣) لم تنقع(١٤) غلته فازمعوا عباد الله على الرحيل عنها، واجمعوا متاركتها، فما من حي يطمع في بقاء، ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون، ولا يغلبنكم الأمل، ولا يطل عليكم الأمد، فتقسو قلوبكم، ولا تغتروا بالمنى، وخدع الشيطان وتسويفه، فإن الشيطان عدوكم، حريص على إهلاككم، تعبدوا لله عباد الله، أيام الحياة، فو الله لو حننتم حنين الواله المعجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار(١٥) متبتلي(١٦) الرهبان، وخرجتم إلى الله عزوجل من الأموال والأولاد، التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصتها كتبته، وحفظتها رسله، لكان قليلاً فيما ترجون من ثوابه، وتخشون من عقابه، وتالله لو انماثت(١٧) قلوبكم انمياثاً، وسالت من رهبة الله عيونكم

____________________________

(١١) الشفافة: بقيّة الماء واللبن في الإناء. (لسان العرب - شفف - ج ٩ ص ١٨١).

(١٢) التمزز: شرب الشراب قليلاً قليلاً ومزّه: مصّه، والمزّة: المرّة الواحدة. (لسان الرب - مزز - ج ٥ ص ٤١٠).

(١٣) الصدى: شدة العطش.. صدي فهو صديان. (لسان العرب - صدي - ج ١٤ ص ٤٥٣).

(١٤) شرب حتى نقع: اي شفي غليله وروي. (لسان العرب - نقع - ج ٨ ص ٣٦١).

(١٥) جأر.. جؤاراً: رفع صوته مع تضرع واستغاثة. (لسان العرب - جأر - ج ٤ ص ١١٢).

(١٦) التبتل: الإنقطاع إلى الله تعالى وإخلاص النية. (مجمع البحرين - بتل - ج ٥ ص ٣١٦).

(١٧) مثت الشئ في الماء: إذا اذبته فانماث هو فيه انمياثاً (مجمع البحرين - موث - ج ٢ ص ٢٦٥).

١٥٩

دماً(١٨) ، ثم عمرتم عمر الدنيا، على أفضل اجتهاد وعمل، ما جزت أعمالكم حق نعمة الله عليكم، ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم، جعلنا الله وإياكم من المقسطين التائبين الأوابين، الا وان هذا اليوم يوم حرمته عظيمة، وبركته مأمولة، والمغفرة فيه مرجوة، فاكثروا ذكر الله، وتعرضوا لثوابه بالتوبة والإنابة، والخضوع(١٩) والتضرع، فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو الرحيم الودود، ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضان، فلا يجزئ عنه جذع من المعز، ومن تمام الأضحية استشراف(٢٠) أُذنيها، وسلامة عينيها، فإذا سلمت الأُذن والعين سلمت الأضحية وتمت، وإن كانت عضباء(٢١) القرن، تجر رجليها(٢٢) إلى المنسك فإذا أضحيتم فكلوا منها وأطعموا وادخروا، واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأحسنوا العبادة، وأقيموا الشهادة بالقسط، وارغبوا فيما كتب الله لكم، وادوا ما فرض الله عليكم، من الحج، والصيام، والصلاة، والزكاة، ومعالم الإيمان، فإن ثواب الله عظيم، [ لا ينفد ](٢٣) وخيره جسيم، [ لا يبيد ](٢٤) وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وأعينوا الضعيف، وانصروا المظلوم، وخذوا فوق يد الظالم أو المريب، واحسنوا إلى نسائكم وما ملكت

____________________________

(١٨) في نسخة: دماءاً، منه (قده).

(١٩) في نسخة: الخشوع، منه (قده).

(٢٠) في حديث التضحية (امر ان تستشرف العين والأُذن) اي تتأمل سلامتهما من آفة كالعور والجدع (مجمع البحرين - شرف - ج ٥ ص ٧٥).

(٢١) العضباء: مكسورة القرن الداخل (مجمع البحرين - عضب - ج ٢ ص ١٢٣).

(٢٢) في نسخة: رجلها، منه (قده).

(٢٣ و ٢٤) أثبتناه من المصدر.

١٦٠