بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 607
المشاهدات: 105591
تحميل: 3074


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 105591 / تحميل: 3074
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 12

مؤلف:
العربية

الكحل فلا تموت الرّوح كلّما صاروا مثل الكحل عادوا ، و الخامسة : الهاوية فيها يدعون يا مالك أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد يسيل من جلودهم كأنّه مهل فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها و هو قوله تعالى و ان يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب و ساءت مرتفقاً١ ، و من هوى فيها هوى سبعين عاما و كلّما احترق جلده بدل جلدا غيره ، و السّادسة : هي السّعير فيها ثلاثمائة سرادق من نار في كلّ سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كلّ قصر ثلاثمائة بيت من نار و في كلّ بيت ثلاثمائة لون من عذاب النّار فيها حيّات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار و هو الّذي يقول تعالى فيه إنّا اعتدنا للكافرين سلاسلاً و أغلالاً و سعيراً٢ ، و السابعة : جهنّم و فيها الفلق و هو جبّ في جهنّم إذا فتح سعر النّار سعراً و هو أشدّ النّار عذاباً و امّا سعود فجبل من صفر من نار وسط جهنّم ، و امّا اثام فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل و هو أشدّ النّار عذابا٣ .

« فاللَّه اللَّه معشر العباد و أنتم سالمون في الصّحة قبل السّقم » في الخبر :

اغتنموا خمسا قبل خمس صحّتك قبل سقمك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك٤ .

« و في الفسحة قبل الضيّق » في ( الصحاح ) : الفسحة السّعة .

« فاسعوا في فكاك رقابكم » في الخبر : بينما النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله مستظلّ بظلّ

____________________

( ١ ) الكهف : ٢٩ .

( ٢ ) الدهر : ٤ .

( ٣ ) تفسير القمي ١ : ٣٧٦ .

( ٤ ) الأمالي للطوسي ٢ : ١٣٩ .

١٤١

شجرة في يوم شديد الحرّ إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثم جعل يتمرّغ في الرّمضاء يكوي ظهره مرّة و جبهته مرّة و يقول يا نفس ذوقي فما عند اللَّه أعظم ممّا صنعت بك و النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله ينظر إلى ما يصنع ثمّ انّ الرّجل لبس ثيابه ثمّ أقبل فأومى إليه النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بيده و دعاه فقال له : يا عبد اللَّه لقد صنعت شيئا ما رأيت أحدا من النّاس صنعه فما حملك على ذلك ؟ قال : حملني عليه مخافة اللّه تعالى فقال لقد خفت اللّه حقّ مخافته .١ .

« من قبل أن تغلق رهائنها » في ( الصحاح ) : غلق الرّهن غلقا أي : استحقّه المرتهن و ذلك إذا لم يفتكّ في الوقت المشروط و في الحديث لا يغلق الرّهن٢ ،

قال زهير :

و فارقتك برهن لا فكاك له

يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا٣

و كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة٤ .

هذا ، و في ( الأغاني ) : رهن عروة بن الورد امرأته الغفاريّة على الشراب قال انّما جاء بها إلى بني النّضير و كان صعلوكا يغير فسقوه الخمر فلّما انتشى منعوه و لا شي‏ء معه إلاّ امرأته فرهنها و لم يزل يشرب حتى غلقت فلمّا قال لها انطلقي قالت لا سبيل إلى ذلك قد أغلقتني فبهذا صارت عند بني النّضير و لمّا أجلا النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بني النّضير عن المدينة كانت فيهم سلمى٥ .

« اسهروا عيونكم » في ( المصباح ) : السّهر : عدم النّوم في الليل .٦ .

____________________

( ١ ) البحار للمجلسي ٧٠ : ٣٧٨ .

( ٢ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٣ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٤ ) المدثر : ٣٨ .

( ٥ ) الأغاني ٣ : ٣٨ .

( ٦ ) المصباح المنير : ٣٥٣ ( سهر ) .

١٤٢

كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون١ ،

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً و ممّا رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفسٌ ما اُخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون٢ .

« و أضمروا بطونكم » في ( الصحاح ) : الضمر و الضُمّر مثل العسر و العسر الهزال و خفّة اللّحم .٣ .

في ( الفقيه ) : قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : ألا أخبركم بشي‏ء ان فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا بلى قال الصّوم يسودّ وجهه و الصّدقة تكسر ظهره و الحبّ في اللّه تعالى و المؤازرة على العمل الصّالح يقطع دابره و الاستغفار يقطع و تينه و لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الأبدان الصّيام و قال تعالى الصّوم لي و أنا أجزي به و للصائم فرحتان حين يفطر و حين يلقى ربّه و الّذي نفس محمّد بيده لخلوق فم الصائم عن اللَّه أطيب من ريح المسك٤ .

« و استعملوا أقدامكم » روى ( ثواب الأعمال ) و نقله الخوئي أيضا عن الصادق عليه السّلام قال : إنّ اللَّه تعالى ليهمّ ان يعذّب أهل الأرض جميعا حتّى لا يتحاشى منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي و اجترحوا السيئات فاذا نظر إلى الشّيب ناقلي أقدامهم إلى الصلاة و الولدان يتعلّمون القرآن رحمهم فأخّر ذلك عنهم٥ .

« و انفقوا أموالكم » و انفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت

____________________

( ١ ) الذاريات : ١٧ ١٨ .

( ٢ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضمر ) .

( ٤ ) الفقيه للصدوق ١ : ٧٥ ح ١٧٧٤ .

( ٥ ) ثواب الأعمال : ٦٦ .

١٤٣

فيقول ربِّ لو لا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق و أكن من الصّالحين و لن يؤخّر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها و اللَّه خبيرٌ بما تعملون١ .

« و خذوا من أجسادكم فجدّدوا » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب :

« تجودوا » كما في ( ابن ميثم و الخطيّة )٣ أو « فجودوا » كما في ( ابن أبي الحديد )٤ .

« بها على أنفسكم » يا أيها الذين آمنوا اتّقوا اللَّه و لتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ .٥ .

« و لا تبخلوا بها عنها » و من يبخل فانّما يبخل عن نفسه٦ .

« فقد قال اللَّه سبحانه » في الآية السابعة من سورة محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله : يا أيها الذين آمنوا :

« إن تنصروا اللَّه ينصركم و يثبّت أقدامكم و قال تعالى » : في ( ١١ ) من الحديد :

« من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له و له أجرٌ كريم » و في ( ٢٤٥ ) من البقرة : من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له اضعافاً كثيرةً و اللَّه يقبض و يبسط و إليه ترجعون .

« و لم يستنصركم من ذلّ » كما هو شأن المستنصرين من المخلوقين .

« و لم يستقرضكم من قلّ » في ( الصحاح ) : القلّ و القلّة ، مثل الذّل و الذّلّة ،

____________________

( ١ ) المنافقون : ١٠ ١١ .

( ٢ ) الطبعة المصرية المصححة « و جودوا بها » : ٣٩٦ .

( ٣ ) ابن ميثم « فجددوا بها » ٣ : ٢٩٩ و الخطية « تجودوا بها » : ١٦٥ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد : « فجودوا بها » ١٠ : ١٢٣ .

( ٥ ) الحشر : ١٨ .

( ٦ ) محمّد : ٣٨ .

١٤٤

يقال : الحمد للَّه على القلّ و الكثر و ماله قلّ و لا كثر ، و في الحديث : الرّبا و ان كثر فهو إلى قلّ ، و أنشد الأصمعي :

و قد يقصر القلّ الفتى دون همّه

و قد كان لو لا القلّ طلاّع أنجد١

و يقال : هو قلّ بن قلّ إذا كان لا يعرف هو و لا أبواه .

« إستنصركم و له جنود السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم » الأصل فيه قوله تعالى في الفتح و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عليماً حكيماً٢ و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عزيزاً حكيماً٣ .

« و استقرضكم و له خزائن السّماوات و الأرض و هو الغنيّ الحميد » الأصل فيه قوله تعالى هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللَّه حتّى ينفضّوا و للَّه خزائن السماوات و الأرض و لكنّ المنافقين لا يفقهون٤ .

« أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا » هكذا في ( المصرية )٥ و في ( ابن أبي الحديد ) : و غيره٦ « و انّما أراد . » و لنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبول أخباركم٧ إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيُّهم أحسن عملاً٨ الّذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً .٩ و ليبتلي اللَّه ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و اللَّه عليم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( قلل ) .

( ٢ ) الفتح : ٤ .

( ٣ ) الفتح : ٧ .

( ٤ ) المنافقون : ٧ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٣٩٦ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم كالمصرية .

( ٧ ) محمّد : ٣١ .

( ٨ ) الكهف : ٧ .

( ٩ ) الملك : ٢ .

١٤٥

بذات الصّدور .١ و لو يشاء اللَّه لانتصر منهم و لكن ليبلو بعضهم ببعض .٢ و لو شاء اللَّه لجعلكم اُمّة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم٣ و رفع بعضكم فوق بعضٍ درجاتٍ ليبلوكم في ما آتاكم٤ ، و حكى تعالى عن سليمان مشيرا إلى عرش ملكة سبأ فلّما رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربّي ليبلوني ء أشكر أم أكفر و من شكر فانّما يشكر لنفسه و من كفر فإنّ ربّي غنيٌّ كريم٥ .

« فبادروا بأعمالكم » . فاستبقوا الخيرات إلي اللَّه مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون٦ .

« تكونوا مع جيران اللَّه في داره رافق بهم رسله » هكذا في النسخ الخطية لكنّ الظاهر كون ( في داره )٧ مصحّف ( في دار ) و كون قوله « رافق بهم رسله » مصحّف ( رافق فيها رسله ) ، و من يطع اللَّه و الرّسول فاُولئك مع الّذين أنعم اللَّه عليهم من النّبييّن و الصّديقين و الشهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقاً٨ .

« و أزارهم ملائكته » جنّاتُ عدنٍ يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرّياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ بابٍ سلامٌ عليكم بما

____________________

( ١ ) آل عمران : ١٥٤ .

( ٢ ) محمّد : ٤ .

( ٣ ) المائدة : ٤٨ .

( ٤ ) الأنعام : ١٦٥ .

( ٥ ) النمل : ٤٠ .

( ٦ ) المائدة : ٤٨ .

( ٧ ) الخطبة : ١٦٦ كما ذكر العلاّمة « قدّس سرُّه » .

( ٨ ) النساء : ٦٩ .

١٤٦

صبرتم فنعم عقبى الدّار١ .

« و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا » في ( الصحاح ) : الحسّ و الحسيس الصّوت الخفيّ٢ .

قال تعالى : لا يسمعون حسيسها و يشهد للفقرتين قوله تعالى مشيرا إلى جهنّم إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذين كنتم توعدون٣ .

« و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا » في ( الصحاح ) : اللّغوب التّعب و الاعياء تقول منه ( لغب يلغب بالضّمّ لغوبا و لب بالكسر يلغب لغوبا ، لغة ضعيفة و نصب الرّجل بالكسر نصبا تعب و انصبه غيره و همّ ناصب أي : ذو نصب مثل رجل تأمر و لابن و يقال هو فاعل بمعنى مفعول فيه لأنّه ينصب فيه و يتعب كقولهم ليل نائم أي : ينام فيه و يوم عاصف أي : يعصف فيه الريح .٤ .

كلامه عليه السّلام إشارة إلى قوله تعالى في ( ٣٥ ) فاطر حكاية عن أهل الجنّة و قالوا الحمد للَّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنَّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوبٌ٥ و في فاطر يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حرير٦ .

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٣ ٢٤ .

( ٢ ) الصحاح : ( حسس ) .

( ٣ ) الأنبياء : ١٠١ ١٠٣ .

( ٤ ) الصحاح : ( لغب ) .

( ٥ ) فاطر : ٣٤ ٣٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٥ .

١٤٧

« أقول ما تسمعون » قال تعالى و في ذلك فليتنافس المتنافسون١ .

« و اللَّه المستعان على نفسي و أنفسكم » إيّاك نعبد و إيّاك نستعين٢ ،

و ربُّنا الرّحمان المستعان على ما تصفون٣ .

« و هو حسبي » هكذا في ( المصرية )٤ ، و الصواب : « حسبنا » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٥ .

« و نعم الوكيل » قال تعالى الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً و قالوا حسبنا اللَّه و نِعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من اللَّه و فضلٍ لم يمسسهم سوءٌ و اتّبعوا رضوان اللَّه و اللَّه ذو فضلٍ عظيم٦ .

١٢

من الخطبة ( ١٨٥ ) فَاللَّهَ اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَلدُّنْيَا مَاضِيَةٌ بِكُمْ عَلَى سَنَنٍ وَ أَنْتُمْ وَ اَلسَّاعَةُ فِي قَرَنٍ وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلَى صِرَاطِهَا وَ كَأَنَّهَا قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلاَزِلِهَا وَ أَنَاخَتْ بِكَلاَكِلِهَا وَ اِنْصَرَمَتِ اَلدُّنْيَا بِأَهْلِهَا وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا فَكَانَتْ كَيَوْمٍ مَضَى أَوْ شَهْرٍ اِنْقَضَى وَ صَارَ جَدِيدُهَا رَثّاً وَ سَمِينُهَا غَثّاً فِي مَوْقِفٍ ضَنْكِ اَلْمَقَامِ وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ وَ نَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا عَالٍ لَجَبُهَا سَاطِعٍ لَهَبُهَا مُتَغَيِّظٍ زَفِيرُهَا مُتَأَجِّجٍ سَعِيرُهَا بَعِيدٍ خُمُودُهَا ذَاكٍ وُقُودُهَا

____________________

( ١ ) المطففين : ٢٦ .

( ٢ ) فاتحة الكتاب : ٥ .

( ٣ ) الأنبياء : ١١٢ .

( ٤ ) المصرية : ٣٩٧ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ١٢٣ ، و النسخة الخطية : ١٦٦ « حسبنا » ، اما ابن ميثم ٣ : ٣٩٦ فكالمصرية .

( ٦ ) الزمر : ٧٣ .

١٤٨

مَخِيفٍ وَعِيدُهَا غَمٍ قَرَارُهَا مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا حَامِيَةٍ قُدُورُهَا فَظِيعَةٍ أُمُورُهَا وَ سِيقَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ زُمَراً ١ ٨ ٣٩ : ٧٣ قَدْ أُمِنَ اَلْعَذَابُ وَ اِنْقَطَعَ اَلْعِتَابُ وَ زُحْزِحُوا عَنِ اَلنَّارِ وَ اِطْمَأَنَّتْ بِهِمُ اَلدَّارُ وَ رَضُوا اَلْمَثْوَى وَ اَلْقَرَارَ اَلَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي اَلدُّنْيَا زَاكِيَةً وَ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً وَ كَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَ اِسْتِغْفَارًا وَ كَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلاً تَوَحُّشاً وَ اِنْقِطَاعاً فَجَعَلَ اَللَّهُ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ مَآباً وَ اَلْجَزَاءَ ثَوَاباً وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ٢٢ ٢٧ ٤٨ : ٢٦ فِي مُلْكٍ دَائِمٍ وَ نَعِيمٍ قَائِمٍ فَارْعَوْا عِبَادَ اَللَّهِ مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ وَ بِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ وَ مَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ وَ كَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ اَلْمَخُوفُ فَلاَ رَجْعَةً تُنَالُونَ وَ لاَ عَثْرَةً تُقَالُونَ اِسْتَعْمَلَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ عَفَا عَنَّا وَ عَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ أقول : قوله عليه السّلام « فاللّه اللّه » نصبه واجب ، إمّا بالتحذير نحو الضّيغم الضّيغم ، أي : اتّقوه ، و إمّا بالاغراء نحو أخاك أخاك ، أي : الزموه .

« عباد اللَّه » مناد حذف نداءه و التعبير به لكونه كالبرهان لأمره أوّلا مؤكّدا لوجوب رعايته تعالى فانّ العبد يجب عليه عقلا رعاية مولاه .

« فانّ الدّنيا ماضية بكم على سنن » في ( الصحاح ) : السّنن الطريقة يقال استقام فلان على سنن واحد .١ .

و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل٢ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سنن ) .

( ٢ ) سبأ : ٥٤ .

١٤٩

« و أنتم و السّاعة في قرن » في ( الصحاح ) : السّاعة : القيامة و القرن بالتّحريك جعل يقرن به العيران قال :

إنّي لدى الباب كالمشدود في قرن١

اقتربت السّاعة و انشقّ القمر٢ .

« و كأنّها قد جاءت بأشراطها » في ( الصحاح ) : اشراط السّاعة علاماتها .٣ .

في ( ١٨ ) من سورة محمّد : فهل ينظرون إلاّ الساعة ان تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها فانّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .

في ( تفسير البرهان ) عن ابن عباس قال : حججنا مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثمّ أقبل بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة إلى أن قال : فقال : من أشراط السّاعة إضاعة الصّلاة و اتّباع الشهوات و الميل إلى الأهواء إلى أن قال : و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة و يكون المطر قيظا و تغيض الكرام غيظا إلى أن قال : انّ عندها يؤتى بشي‏ء من المشرق و شي‏ء من المغرب يلون امّتي فالويل لضعفاء امّتي منهم و الويل لهم من اللَّه لا يرحمون صغيرا و لا يوقّرون كبيرا إلى أن قال :

ان عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و تكثر أولاد الزّنا يتغنّون بالقرآن و يمطرون في غير أوان المطر و يستحسنون الكوبه و المعازف و ينكرون الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الامة قال و عندها يتكلّم الرّويبضة قال سلمان : و ما الرويبضة ؟ قال : يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم .٤ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سوع ) و ( قرن ) .

( ٢ ) القمر : ١ .

( ٣ ) الصحاح : ( شرط ) .

( ٤ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٨٢ ح ١ .

١٥٠

« و ازفت بأفراطها » في ( الصحاح ) : أزف الترحّل يأزف ازفا أي : دنا ، و منه قوله تعالى : أزِفت الازفة١ يعني القيامة و الفرط بالتّحريك الّذي يتقدّم الواردة فيهيى‏ء لهم الارسان و الدّلاء و يمدر الحياض و يستقي لهم و هو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع إلى أن قال و أفراط الصّبح أيضا أوائل تباشيره .٢ .

قلت : المناسب لكلامه عليه السّلام المعنى الثاني لافراط أي : أوائل تباشيرها ،

و قول ابن أبي الحديد : « و افراطها هم المتقدّمون السّابقون من الموتى . »٣ كما ترى فالسّابقون من الموتى افراط لنا لا للسّاعة كما في دعاء زيارة أهل القبور : « أنتم لنا فرط و انّا انشاء اللَّه بكم لاحقون » .

و قال ابن أبي الحديد : أيضا و يجوز ان يفسّر افراط الساعة بمقدّماتها و ما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجة كالدّجال و دابّة الأرض و نحوهما فيرجع إلى معنى اشراطها و انّما يختلف اللّفظ .٤ .

قال تعالى : أزِفَتِ الآزِفَةُ ليس لها من دون اللَّه كاشفةٌ٥ ، و انذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين .٦ .

« و وقفت بكم على صراطها » احشروا الّذين ظلموا و أزواجهم و ما كانوا يعبدون من دون اللَّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقوفهم إنّهم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( أزف ) ، و النجم : ٥٧ .

( ٢ ) الصحاح : ( أزف ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) النجم : ٥٧ ٥٨ .

( ٦ ) غافر : ٢٨ .

١٥١

مسئولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون١ .

و في ( تفسير البرهان ) عن ابن عبّاس قال : إذا كان يوم القيامة أمر اللَّه تعالى مالكا ان يسّعر النيران السّبع و يأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول يا ميكائيل مدّ الصّراط على متن جهنّم و يقول يا جبرئيل انصب ميزان العدل تحت العرش و ينادي يا محمّد قرّب امّتك للحساب ثمّ يأمر اللَّه تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كلّ قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و على كلّ قنطرة سبعون الف ملك قيام فيسألون هذه الأمّة نساءهم و رجالهم على القنطرة الاولى عن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و حبّ أهل بيت محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله فمن أتى به جاز على القنطرة الاولى كالبرق الخاطف و من لم يحبّ أهل بيته سقط على أمّ رأسه في قعر جهنّم و لو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقا ، و على القنطرة الثانية يسئلون عن الصّلاة و على الثالثة عن الزكاة و على الرابعة عن الصّيام و على الخامسة عن الحجّ و على السادسة عن الجهاد و على السابعة عن العدل فمن أتى بشي‏ء من ذلك جاز على الصّراط كالبرق الخاطف و من لم يأت عذّب .٢ .

و عن ( تفسير الثعلبي ) عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسئل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبّنا أهل البيت٣ .

« و كأنّها قد أشرفت بزلازلها » إذا زُلزلت الأرض زلزالها و اخرجت الأرض أثقالها و قال الإنسان مالها يومئذٍ تحدّث أخبارها بأنّ ربّك أوحى

____________________

( ١ ) الصافات : ٢٢ ٢٦ .

( ٢ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٧ ح ٦ .

( ٣ ) نقله المجلسي ٢٧ : ٣١١ ح ١ .

١٥٢

لها يومئذٍ يصدر النّاس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره١ ، و في أوّل سورة الحجّ يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شي‏ء عظيم يوم ترونها تذهل كلُّ مرضعةٍ عمّا أرضعت و تضع كلّ ذات حملٍ حملها و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللَّه شديد .

« و أناخت بكلاكلها » في ( الصحاح ) : أنخت الجمل فاستناخ : أبركته فبرك .٢ .

و ظاهره انّ أناخ متعدّ و مقتضى قوله عليه السّلام لزومه ، و يشهد له قول ( الجمهرة ) : و أناخ البعير أناخة ، قال أوس بن حجر :

إذا جعجعوا بين الإناخة و الحس٣

و لعلّه مشترك ، ففي ( الطبري ) : أنّ الحسين عليه السّلام قال للمحاربي من أصحاب الحرّ : أنخ الراوية .٤ .

و في ( الصحاح ) : و الكلكل و الكلكال اسم الصّدر .٥ .

قالوا : يقال للأمر الثقيل قد أناخ علهيم بكلكله أي : هدّهم بكلكله و رضّهم كما يهدّ البعير البارك من تحته بصدره .

« و انصرمت الدّنيا بأهلها » هكذا في ( المصرية )٦ انصرمت بالميم و في

____________________

( ١ ) سورة الزلزلة .

( ٢ ) الصحاح : ( نخنخ ) .

( ٣ ) الجمهرة لابن دريد : ١٠٥٧ « خ ن و اي » .

( ٤ ) تاريخ الطبري ٤ : ٣٠٢ .

( ٥ ) الصحاح : ( كلل ) .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٣

( ابن أبي الحديد ) و انصرفت بالفاء و قال و يروى و انصرمت أي : انقضت .١ .

ثمّ عطف هذه الفقرة على قوله ( قد أشرفت بزلازلها ) عطف بالمعنى .

« و أخرجتهم من حضنها » في ( الصحاح ) : الحضن ما دون الابط إلى الكشح و حضن الضّبع و جاره و حضن الطائر بيضه إذا ضمّه إلى نفسه تحت جناحه و كذلك المرأة إذا حضنت ولدها .٢ .

قال تعالى و أخرجت الأرض أثقالها٣ .

« فكانت كيوم مضى أو شهر » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « و شهر » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« انقضى » و يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاّ ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم .٥ ، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهار .٦ كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيةً أو ضحاها٧ ، قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ فسئل العادّين قال ان لبثتم إلاّ قليلاً لو انّكم كنتم تعلمون٨ .

« و صار جديدها رثا » في ( الصحاح ) : الرّثّ : الشي‏ء البالي و جمعه : رثاث .

« و سمينها غثّا » في ( الصحاح ) : غثّ اللّحم فهو غثّ و غثيث إذا

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٠ .

( ٢ ) الصحاح : ( حضن ) .

( ٣ ) الزلزال : ٢ .

( ٤ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٢ ، كالمصرية في ابن أبي الحديد « و شهر » ، راجع ١٣ : ١١٠ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) يونس : ٤٥ .

( ٦ ) الاحقاف : ٣٥ .

( ٧ ) النازعات : ٤٦ .

( ٨ ) المؤمنون : ١١٢ ١١٤ .

١٥٤

كان مهزولا .١ .

قال الخوئي قال ابن ميثم : السّمين و الغثّ يحتمل أن يريد بهما الحقيقة و يحتمل أن يكنّى به عمّا كثر من لذّاتها و خيراتها و تغير ذلك بالموت و الزّوال ،

و اعترض عليه بأنّ جعل الكناية قسما للحقيقة بلا وجه لأنّ الكناية استعمال اللّفظ في غير ما وضع مع جواز إرادة ما وضع له٢ .

قلت : اعتراضه في غاية السّقوط فانّ تقابل الكناية و الحقيقة أمر واضح فانّ الحقيقة هنا بمعنى عدم الكناية فيكون تقابلهما كتقابل الوجود و العدم .

« في موقف ضنك المقام » في ( الصحاح ) : الضّنك : الضيّق .٣ .

قيل وصف بالضّنك لكثرة النّاس قال تعالى قل إنَّ الأوّلين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلوم٤ .

« و أمور مشتبه عظام » المراد امور عظيمة شبيه كلّ منها بالآخر في الفظاعة ، و في سورة القيامة فإذا برق البصر و خسف القمر و جمع الشّمس و القمر يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرُّ كلاّ لا وزر إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ ينبّوء الإنسان يومئذٍ بما قدّم و أخّر٥ ، و في الحاقّة فإذا نُفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ و حملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّةً واحدةً فيومئذٍ وقعت الواقعة و انشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهية٦ .

« و نار شديد كلبها » في ( الصحاح ) : الكلب بالضم : الشّدّة عند البرد و دفعت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( غثث ) .

( ٢ ) الخوئي ١١ : ٢٠٢ ح ١٨٩ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٨ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضنك ) .

( ٤ ) الواقعة : ٤٩ ٥٠ .

( ٥ ) القيامة : ٧ ١٣ .

( ٦ ) الحاقة : ١٣ ١٦ .

١٥٥

عنك كلب فلان أي : شرّه .١ .

قال تعالى : و رأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها و لم يجدوا عنها مصرفا٢ عال لجبها ، في ( الصحاح ) : اللّجب : الصوت٣ .

« ساطع لهبها » سطع النّار و الرّائحة و الصّبح سطوعا إذا ارتفع ، و لهب النّار لسانها قال تعالى سيصلى نارا ذات لهب٤ ، سندع الزّبانية٥ .

« متغيّظ زفيرها » في ( ١١ ) و ( ١٢ ) من الفرقان و اعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيراً إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً و زفيراً .

« متأجح سعيرها » في ( الصحاح ) : التأجّج : تلهّب النّار٦ ( و سعرت النّار و الحرب ) هيّجتها و ألهبتها و قرى‏ء و إذا الجحيم سُعرت٧ و سعّرت بالتّشديد أيضاً للمبالغة .

« بعيد خمودها » في ( الصحاح ) : خمدت النّار يخمد خمودا سكن لهبها و لم يطفى‏ء جمرها و همدت إذا طفى‏ء جمرها و الخمود على وزن التّنّور موضع يدفن فيه النّار لتخمد .٨ .

و في ( الجمهرة ) : خمدت النّار إذا سكن التهابها٩ .

« ذاك وقودها » في ( الصحاح ) : ذكت النّار تذكو ذكا مقصور أي : اشتعلت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( كلب ) .

( ٢ ) الكهف : ٥٣ .

( ٣ ) الصحاح : ( لجب ) .

( ٤ ) المسد : ٣ .

( ٥ ) العلق : ١٨ .

( ٦ ) الصحاح : ( أجج ) .

( ٧ ) التكوير : ١٢ .

( ٨ ) الصحاح : ( خمد ) .

( ٩ ) الجمهرة لابن دريد : ٥٨ « خمد » .

١٥٦

و الوقود بالفتح الحطب .١ .

و قال ابن أبي الحديد : الوقود الضّمّ مصدر و لا يجوز الفتح لأنّه ما يوقد به كالحطب و نحوه و ذاك لا يوصف بأنّه ذاك٢ .

قلت : الحطب من حيث الذات لا يوصف بذاك و امّا مع الوصف الوقود به فلم لا يوصف .

« مخيف » هكذا في ( المصرية )٣ و الصواب : « مخوف » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« وعيدها » في ( الإرشاد ) : لمّا عاد النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله من تبوك قدم عليه عمرو بن معد يكرب فقال له اسلم يا عمر و يؤمنك اللَّه من الفزع الأكبر قال : يا محمّد و ما الفزع الأكبر فأنّي لا أفزع ؟ فقال : يا عمرو انّه ليس كما تظنّ و تحسب انّ النّاس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميّت إلاّ نشر و لا حيّ إلاّ مات إلاّ ما شاء اللَّه ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات و يصفّون جميعا و تنشقّ الأرض و تهدّ الأرض و تخرّ الجبال هدّا و ترمي النّار بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلاّ انخلع قلبه و ذكر ذنبه و شغل بنفسه إلاّ ما شاء اللَّه فأين أنت يا عمر و من هذا ؟ قال الا اني أسمع أمرا عظيما فآمن٥ .

« غمّ قرارها » هكذا في ( المصرية )٦ غمّ بالمعجمة و في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) غمّ بالمهملة و فسّراه بمعنى العمى ، قال الأول : أي

____________________

( ١ ) الصحاح : ( ذكا ) .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٣ لم يذكر عبارة مصدر .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

( ٤ ) ابن ميثم ٣ : ٢٠٢ كالمصرية « مخيف » و شرح ابن أبي الحديد ٣ : ١١٠ « مخوف » .

( ٥ ) الإرشاد للمفيد ١ : ١٤٥ .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٧

لا يهتدي فيه لظلمتها .١ .

و على ما هنا فيمكن أن يفسّر بما في ( الصحاح ) : يوم غمّ إذا كان يأخذ بالنّفس من شدّة الحر٢ .

« مظلمة أقطارها » في ( الصحاح ) : القطر بالضّمّ النّاحية و الجانب و الجمع الأقطار٣ .

« حامية قدورها » و اما من خفّت موازينه فاُمّهُ هاويةٌ و ما أدراك ما هيةٌ نارٌ حاميةٌ٤ ، تصلى ناراً حاميةً تسقى من عينٍ آنيةٍ ليس لهم طعامٌ إلاّ من ضريع لا يُسمن و لا يُغني من جوع٥ .

« فظيعة أمورها » يوم ترجف الرّاجفة تتبعها الرّادفة قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ أبصارها خاشعةٌ٦ ، القارعة ما القارعة و ما أدراك ما القارعة يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث و تكون الجبال كالعِهن المنفوش٧ .

« و سيق الّذين اتّقوا الى الجنّة زمرا » اقتباس من قوله تعالى في ( ٧٣ ) الزّمر و سيق الّذين اتّقوا إلى الجنّة زُمَراً حتّى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين .

« قد أمن العذاب » الّذين آمنوا و لم يلبِسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم بلفظ « غم » راجع صفحة ٤٧٦ بند ١٥ .

( ٢ ) الصحاح : ( غمم ) .

( ٣ ) الصحاح : ( قطر ) .

( ٤ ) القارعة : ٨ ١١ .

( ٥ ) الغاشية : ٤ ٧ .

( ٦ ) النازعات : ٦ ٩ .

( ٧ ) القارعة : ١ ٥ .

١٥٨

الأمن و هم مهتدون١ .

« و انقطع العتاب » في ( الصحاح ) : قال الخليل العتاب مخاطبة الأذلال و مذاكرة الموجدة٢ .

« و زحزحوا عن النّار » في ( الصحاح ) : زحزحته عن كذا أي : باعدته عنه .٣ .

فمن زُحزح عن النّار و اُدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدُّنيا إلاّ متاع الغرور٤ .

« و اطمأنّت بهم الدّار و رضوا المثوى و القرار » في ( الصحاح ) : ثوى بالمكان :

أقام به و أبو مثوى الرّجل صاحب منزله و امّ مثواه صاحبته منزله .٥ .

يا أيَّتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنّتي٦ ، و هذا صراط ربِّك مستقيماً قد فصّلنا الآيات لقوم يذّكّرون لهم دار السّلام عند ربِّهم و هو وليّهم بما كانوا يعملون٧ ، و منهم سابق بالخيرات باذن اللَّه ذلك هو الفضل الكبير جنّاتُ عدنٍ يدخلوها يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حريرٌ و قالوا الحمد للَّه الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورُ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوب٨ ، للّذين

____________________

( ١ ) الأنعام : ٨٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( عقب ) .

( ٣ ) الصحاح : ( زحح ) .

( ٤ ) آل عمران : ١٨٥ .

( ٥ ) الصحاح : ( ثوا ) .

( ٦ ) الفجر : ٢٧ ٣٠ .

( ٧ ) الأنعام : ١٢٦ ١٢٧ .

( ٨ ) فاطر : ٣٢ ٣٥ .

١٥٩

أحسنوا في هذه حسنةٌ و لدار الآخرة خيرٌ و لنعم دار المتّقين جنّاتُ عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار و لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللَّه المتّقين١ ، فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنّي ظننت انّي ملاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضيةٍ في جنّةٍ عاليةٍ قطوفها دانيةٌ كلوا و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية٢ ، قال اللَّه هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك الفوز العظيم٣ ، و السّابقون الأوّلون من المهاجرين و الأنصار و الّذين اتّبعوهم باحسانٍ رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه و أعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم٤ .

لا تجد قوماً يؤمنون باللَّه و اليوم الآخر يوادّون من حادّ اللَّه و رسوله و لو كانوا آبائهم أو ابنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان و أيّدهم بروحٍ منه و يدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه أولئك حزب اللَّه ألا إنّ حزب اللَّه هم المفلحون٥ ، و في البيّنة . رضى اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشيَ ربّه٦ ، و في القارعة فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشةٍ راضية٧ .

« الّذين كانت أعمالهم في الدُّنيا زاكية » قد أفلح من زكاها٨ ، قد أفلح

____________________

( ١ ) النحل : ٣٠ ٣١ .

( ٢ ) الحاقة : ١٩ ٢٤ .

( ٣ ) المائدة : ١١٩ .

( ٤ ) التوبة : ١٠٠ .

( ٥ ) المجادلة : ٢٢ .

( ٦ ) البينة : ٨ .

( ٧ ) القارعة : ٧ ٨ .

( ٨ ) الشمس : ٩ .

١٦٠