بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 113584 / تحميل: 3933
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

الكحل فلا تموت الرّوح كلّما صاروا مثل الكحل عادوا ، و الخامسة : الهاوية فيها يدعون يا مالك أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد يسيل من جلودهم كأنّه مهل فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها و هو قوله تعالى و ان يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه بئس الشّراب و ساءت مرتفقاً١ ، و من هوى فيها هوى سبعين عاما و كلّما احترق جلده بدل جلدا غيره ، و السّادسة : هي السّعير فيها ثلاثمائة سرادق من نار في كلّ سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كلّ قصر ثلاثمائة بيت من نار و في كلّ بيت ثلاثمائة لون من عذاب النّار فيها حيّات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار و هو الّذي يقول تعالى فيه إنّا اعتدنا للكافرين سلاسلاً و أغلالاً و سعيراً٢ ، و السابعة : جهنّم و فيها الفلق و هو جبّ في جهنّم إذا فتح سعر النّار سعراً و هو أشدّ النّار عذاباً و امّا سعود فجبل من صفر من نار وسط جهنّم ، و امّا اثام فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل و هو أشدّ النّار عذابا٣ .

« فاللَّه اللَّه معشر العباد و أنتم سالمون في الصّحة قبل السّقم » في الخبر :

اغتنموا خمسا قبل خمس صحّتك قبل سقمك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك٤ .

« و في الفسحة قبل الضيّق » في ( الصحاح ) : الفسحة السّعة .

« فاسعوا في فكاك رقابكم » في الخبر : بينما النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله مستظلّ بظلّ

____________________

( ١ ) الكهف : ٢٩ .

( ٢ ) الدهر : ٤ .

( ٣ ) تفسير القمي ١ : ٣٧٦ .

( ٤ ) الأمالي للطوسي ٢ : ١٣٩ .

١٤١

شجرة في يوم شديد الحرّ إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثم جعل يتمرّغ في الرّمضاء يكوي ظهره مرّة و جبهته مرّة و يقول يا نفس ذوقي فما عند اللَّه أعظم ممّا صنعت بك و النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله ينظر إلى ما يصنع ثمّ انّ الرّجل لبس ثيابه ثمّ أقبل فأومى إليه النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بيده و دعاه فقال له : يا عبد اللَّه لقد صنعت شيئا ما رأيت أحدا من النّاس صنعه فما حملك على ذلك ؟ قال : حملني عليه مخافة اللّه تعالى فقال لقد خفت اللّه حقّ مخافته .١ .

« من قبل أن تغلق رهائنها » في ( الصحاح ) : غلق الرّهن غلقا أي : استحقّه المرتهن و ذلك إذا لم يفتكّ في الوقت المشروط و في الحديث لا يغلق الرّهن٢ ،

قال زهير :

و فارقتك برهن لا فكاك له

يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا٣

و كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة٤ .

هذا ، و في ( الأغاني ) : رهن عروة بن الورد امرأته الغفاريّة على الشراب قال انّما جاء بها إلى بني النّضير و كان صعلوكا يغير فسقوه الخمر فلّما انتشى منعوه و لا شي‏ء معه إلاّ امرأته فرهنها و لم يزل يشرب حتى غلقت فلمّا قال لها انطلقي قالت لا سبيل إلى ذلك قد أغلقتني فبهذا صارت عند بني النّضير و لمّا أجلا النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بني النّضير عن المدينة كانت فيهم سلمى٥ .

« اسهروا عيونكم » في ( المصباح ) : السّهر : عدم النّوم في الليل .٦ .

____________________

( ١ ) البحار للمجلسي ٧٠ : ٣٧٨ .

( ٢ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٣ ) الصحاح : ( غلق ) .

( ٤ ) المدثر : ٣٨ .

( ٥ ) الأغاني ٣ : ٣٨ .

( ٦ ) المصباح المنير : ٣٥٣ ( سهر ) .

١٤٢

كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون١ ،

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً و ممّا رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفسٌ ما اُخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون٢ .

« و أضمروا بطونكم » في ( الصحاح ) : الضمر و الضُمّر مثل العسر و العسر الهزال و خفّة اللّحم .٣ .

في ( الفقيه ) : قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : ألا أخبركم بشي‏ء ان فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا بلى قال الصّوم يسودّ وجهه و الصّدقة تكسر ظهره و الحبّ في اللّه تعالى و المؤازرة على العمل الصّالح يقطع دابره و الاستغفار يقطع و تينه و لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الأبدان الصّيام و قال تعالى الصّوم لي و أنا أجزي به و للصائم فرحتان حين يفطر و حين يلقى ربّه و الّذي نفس محمّد بيده لخلوق فم الصائم عن اللَّه أطيب من ريح المسك٤ .

« و استعملوا أقدامكم » روى ( ثواب الأعمال ) و نقله الخوئي أيضا عن الصادق عليه السّلام قال : إنّ اللَّه تعالى ليهمّ ان يعذّب أهل الأرض جميعا حتّى لا يتحاشى منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي و اجترحوا السيئات فاذا نظر إلى الشّيب ناقلي أقدامهم إلى الصلاة و الولدان يتعلّمون القرآن رحمهم فأخّر ذلك عنهم٥ .

« و انفقوا أموالكم » و انفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت

____________________

( ١ ) الذاريات : ١٧ ١٨ .

( ٢ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضمر ) .

( ٤ ) الفقيه للصدوق ١ : ٧٥ ح ١٧٧٤ .

( ٥ ) ثواب الأعمال : ٦٦ .

١٤٣

فيقول ربِّ لو لا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق و أكن من الصّالحين و لن يؤخّر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها و اللَّه خبيرٌ بما تعملون١ .

« و خذوا من أجسادكم فجدّدوا » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب :

« تجودوا » كما في ( ابن ميثم و الخطيّة )٣ أو « فجودوا » كما في ( ابن أبي الحديد )٤ .

« بها على أنفسكم » يا أيها الذين آمنوا اتّقوا اللَّه و لتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ .٥ .

« و لا تبخلوا بها عنها » و من يبخل فانّما يبخل عن نفسه٦ .

« فقد قال اللَّه سبحانه » في الآية السابعة من سورة محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله : يا أيها الذين آمنوا :

« إن تنصروا اللَّه ينصركم و يثبّت أقدامكم و قال تعالى » : في ( ١١ ) من الحديد :

« من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له و له أجرٌ كريم » و في ( ٢٤٥ ) من البقرة : من ذا الّذي يقرض اللَّه قرضاً حسناً فيضاعفه له اضعافاً كثيرةً و اللَّه يقبض و يبسط و إليه ترجعون .

« و لم يستنصركم من ذلّ » كما هو شأن المستنصرين من المخلوقين .

« و لم يستقرضكم من قلّ » في ( الصحاح ) : القلّ و القلّة ، مثل الذّل و الذّلّة ،

____________________

( ١ ) المنافقون : ١٠ ١١ .

( ٢ ) الطبعة المصرية المصححة « و جودوا بها » : ٣٩٦ .

( ٣ ) ابن ميثم « فجددوا بها » ٣ : ٢٩٩ و الخطية « تجودوا بها » : ١٦٥ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد : « فجودوا بها » ١٠ : ١٢٣ .

( ٥ ) الحشر : ١٨ .

( ٦ ) محمّد : ٣٨ .

١٤٤

يقال : الحمد للَّه على القلّ و الكثر و ماله قلّ و لا كثر ، و في الحديث : الرّبا و ان كثر فهو إلى قلّ ، و أنشد الأصمعي :

و قد يقصر القلّ الفتى دون همّه

و قد كان لو لا القلّ طلاّع أنجد١

و يقال : هو قلّ بن قلّ إذا كان لا يعرف هو و لا أبواه .

« إستنصركم و له جنود السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم » الأصل فيه قوله تعالى في الفتح و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عليماً حكيماً٢ و للَّه جنود السماوات و الأرض و كان اللَّه عزيزاً حكيماً٣ .

« و استقرضكم و له خزائن السّماوات و الأرض و هو الغنيّ الحميد » الأصل فيه قوله تعالى هم الّذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللَّه حتّى ينفضّوا و للَّه خزائن السماوات و الأرض و لكنّ المنافقين لا يفقهون٤ .

« أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا » هكذا في ( المصرية )٥ و في ( ابن أبي الحديد ) : و غيره٦ « و انّما أراد . » و لنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبول أخباركم٧ إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيُّهم أحسن عملاً٨ الّذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً .٩ و ليبتلي اللَّه ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و اللَّه عليم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( قلل ) .

( ٢ ) الفتح : ٤ .

( ٣ ) الفتح : ٧ .

( ٤ ) المنافقون : ٧ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٣٩٦ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم كالمصرية .

( ٧ ) محمّد : ٣١ .

( ٨ ) الكهف : ٧ .

( ٩ ) الملك : ٢ .

١٤٥

بذات الصّدور .١ و لو يشاء اللَّه لانتصر منهم و لكن ليبلو بعضهم ببعض .٢ و لو شاء اللَّه لجعلكم اُمّة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم٣ و رفع بعضكم فوق بعضٍ درجاتٍ ليبلوكم في ما آتاكم٤ ، و حكى تعالى عن سليمان مشيرا إلى عرش ملكة سبأ فلّما رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربّي ليبلوني ء أشكر أم أكفر و من شكر فانّما يشكر لنفسه و من كفر فإنّ ربّي غنيٌّ كريم٥ .

« فبادروا بأعمالكم » . فاستبقوا الخيرات إلي اللَّه مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون٦ .

« تكونوا مع جيران اللَّه في داره رافق بهم رسله » هكذا في النسخ الخطية لكنّ الظاهر كون ( في داره )٧ مصحّف ( في دار ) و كون قوله « رافق بهم رسله » مصحّف ( رافق فيها رسله ) ، و من يطع اللَّه و الرّسول فاُولئك مع الّذين أنعم اللَّه عليهم من النّبييّن و الصّديقين و الشهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقاً٨ .

« و أزارهم ملائكته » جنّاتُ عدنٍ يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرّياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ بابٍ سلامٌ عليكم بما

____________________

( ١ ) آل عمران : ١٥٤ .

( ٢ ) محمّد : ٤ .

( ٣ ) المائدة : ٤٨ .

( ٤ ) الأنعام : ١٦٥ .

( ٥ ) النمل : ٤٠ .

( ٦ ) المائدة : ٤٨ .

( ٧ ) الخطبة : ١٦٦ كما ذكر العلاّمة « قدّس سرُّه » .

( ٨ ) النساء : ٦٩ .

١٤٦

صبرتم فنعم عقبى الدّار١ .

« و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا » في ( الصحاح ) : الحسّ و الحسيس الصّوت الخفيّ٢ .

قال تعالى : لا يسمعون حسيسها و يشهد للفقرتين قوله تعالى مشيرا إلى جهنّم إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذين كنتم توعدون٣ .

« و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا » في ( الصحاح ) : اللّغوب التّعب و الاعياء تقول منه ( لغب يلغب بالضّمّ لغوبا و لب بالكسر يلغب لغوبا ، لغة ضعيفة و نصب الرّجل بالكسر نصبا تعب و انصبه غيره و همّ ناصب أي : ذو نصب مثل رجل تأمر و لابن و يقال هو فاعل بمعنى مفعول فيه لأنّه ينصب فيه و يتعب كقولهم ليل نائم أي : ينام فيه و يوم عاصف أي : يعصف فيه الريح .٤ .

كلامه عليه السّلام إشارة إلى قوله تعالى في ( ٣٥ ) فاطر حكاية عن أهل الجنّة و قالوا الحمد للَّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنَّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوبٌ٥ و في فاطر يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حرير٦ .

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٣ ٢٤ .

( ٢ ) الصحاح : ( حسس ) .

( ٣ ) الأنبياء : ١٠١ ١٠٣ .

( ٤ ) الصحاح : ( لغب ) .

( ٥ ) فاطر : ٣٤ ٣٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٥ .

١٤٧

« أقول ما تسمعون » قال تعالى و في ذلك فليتنافس المتنافسون١ .

« و اللَّه المستعان على نفسي و أنفسكم » إيّاك نعبد و إيّاك نستعين٢ ،

و ربُّنا الرّحمان المستعان على ما تصفون٣ .

« و هو حسبي » هكذا في ( المصرية )٤ ، و الصواب : « حسبنا » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٥ .

« و نعم الوكيل » قال تعالى الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً و قالوا حسبنا اللَّه و نِعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من اللَّه و فضلٍ لم يمسسهم سوءٌ و اتّبعوا رضوان اللَّه و اللَّه ذو فضلٍ عظيم٦ .

١٢

من الخطبة ( ١٨٥ ) فَاللَّهَ اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَلدُّنْيَا مَاضِيَةٌ بِكُمْ عَلَى سَنَنٍ وَ أَنْتُمْ وَ اَلسَّاعَةُ فِي قَرَنٍ وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلَى صِرَاطِهَا وَ كَأَنَّهَا قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلاَزِلِهَا وَ أَنَاخَتْ بِكَلاَكِلِهَا وَ اِنْصَرَمَتِ اَلدُّنْيَا بِأَهْلِهَا وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا فَكَانَتْ كَيَوْمٍ مَضَى أَوْ شَهْرٍ اِنْقَضَى وَ صَارَ جَدِيدُهَا رَثّاً وَ سَمِينُهَا غَثّاً فِي مَوْقِفٍ ضَنْكِ اَلْمَقَامِ وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ وَ نَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا عَالٍ لَجَبُهَا سَاطِعٍ لَهَبُهَا مُتَغَيِّظٍ زَفِيرُهَا مُتَأَجِّجٍ سَعِيرُهَا بَعِيدٍ خُمُودُهَا ذَاكٍ وُقُودُهَا

____________________

( ١ ) المطففين : ٢٦ .

( ٢ ) فاتحة الكتاب : ٥ .

( ٣ ) الأنبياء : ١١٢ .

( ٤ ) المصرية : ٣٩٧ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ١٢٣ ، و النسخة الخطية : ١٦٦ « حسبنا » ، اما ابن ميثم ٣ : ٣٩٦ فكالمصرية .

( ٦ ) الزمر : ٧٣ .

١٤٨

مَخِيفٍ وَعِيدُهَا غَمٍ قَرَارُهَا مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا حَامِيَةٍ قُدُورُهَا فَظِيعَةٍ أُمُورُهَا وَ سِيقَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ زُمَراً ١ ٨ ٣٩ : ٧٣ قَدْ أُمِنَ اَلْعَذَابُ وَ اِنْقَطَعَ اَلْعِتَابُ وَ زُحْزِحُوا عَنِ اَلنَّارِ وَ اِطْمَأَنَّتْ بِهِمُ اَلدَّارُ وَ رَضُوا اَلْمَثْوَى وَ اَلْقَرَارَ اَلَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي اَلدُّنْيَا زَاكِيَةً وَ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً وَ كَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَ اِسْتِغْفَارًا وَ كَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلاً تَوَحُّشاً وَ اِنْقِطَاعاً فَجَعَلَ اَللَّهُ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ مَآباً وَ اَلْجَزَاءَ ثَوَاباً وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ٢٢ ٢٧ ٤٨ : ٢٦ فِي مُلْكٍ دَائِمٍ وَ نَعِيمٍ قَائِمٍ فَارْعَوْا عِبَادَ اَللَّهِ مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ وَ بِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ وَ مَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ وَ كَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ اَلْمَخُوفُ فَلاَ رَجْعَةً تُنَالُونَ وَ لاَ عَثْرَةً تُقَالُونَ اِسْتَعْمَلَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ عَفَا عَنَّا وَ عَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ أقول : قوله عليه السّلام « فاللّه اللّه » نصبه واجب ، إمّا بالتحذير نحو الضّيغم الضّيغم ، أي : اتّقوه ، و إمّا بالاغراء نحو أخاك أخاك ، أي : الزموه .

« عباد اللَّه » مناد حذف نداءه و التعبير به لكونه كالبرهان لأمره أوّلا مؤكّدا لوجوب رعايته تعالى فانّ العبد يجب عليه عقلا رعاية مولاه .

« فانّ الدّنيا ماضية بكم على سنن » في ( الصحاح ) : السّنن الطريقة يقال استقام فلان على سنن واحد .١ .

و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل٢ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سنن ) .

( ٢ ) سبأ : ٥٤ .

١٤٩

« و أنتم و السّاعة في قرن » في ( الصحاح ) : السّاعة : القيامة و القرن بالتّحريك جعل يقرن به العيران قال :

إنّي لدى الباب كالمشدود في قرن١

اقتربت السّاعة و انشقّ القمر٢ .

« و كأنّها قد جاءت بأشراطها » في ( الصحاح ) : اشراط السّاعة علاماتها .٣ .

في ( ١٨ ) من سورة محمّد : فهل ينظرون إلاّ الساعة ان تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها فانّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .

في ( تفسير البرهان ) عن ابن عباس قال : حججنا مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثمّ أقبل بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة إلى أن قال : فقال : من أشراط السّاعة إضاعة الصّلاة و اتّباع الشهوات و الميل إلى الأهواء إلى أن قال : و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة و يكون المطر قيظا و تغيض الكرام غيظا إلى أن قال : انّ عندها يؤتى بشي‏ء من المشرق و شي‏ء من المغرب يلون امّتي فالويل لضعفاء امّتي منهم و الويل لهم من اللَّه لا يرحمون صغيرا و لا يوقّرون كبيرا إلى أن قال :

ان عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و تكثر أولاد الزّنا يتغنّون بالقرآن و يمطرون في غير أوان المطر و يستحسنون الكوبه و المعازف و ينكرون الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الامة قال و عندها يتكلّم الرّويبضة قال سلمان : و ما الرويبضة ؟ قال : يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم .٤ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سوع ) و ( قرن ) .

( ٢ ) القمر : ١ .

( ٣ ) الصحاح : ( شرط ) .

( ٤ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٨٢ ح ١ .

١٥٠

« و ازفت بأفراطها » في ( الصحاح ) : أزف الترحّل يأزف ازفا أي : دنا ، و منه قوله تعالى : أزِفت الازفة١ يعني القيامة و الفرط بالتّحريك الّذي يتقدّم الواردة فيهيى‏ء لهم الارسان و الدّلاء و يمدر الحياض و يستقي لهم و هو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع إلى أن قال و أفراط الصّبح أيضا أوائل تباشيره .٢ .

قلت : المناسب لكلامه عليه السّلام المعنى الثاني لافراط أي : أوائل تباشيرها ،

و قول ابن أبي الحديد : « و افراطها هم المتقدّمون السّابقون من الموتى . »٣ كما ترى فالسّابقون من الموتى افراط لنا لا للسّاعة كما في دعاء زيارة أهل القبور : « أنتم لنا فرط و انّا انشاء اللَّه بكم لاحقون » .

و قال ابن أبي الحديد : أيضا و يجوز ان يفسّر افراط الساعة بمقدّماتها و ما يظهر قبلها من خوارق العادات المزعجة كالدّجال و دابّة الأرض و نحوهما فيرجع إلى معنى اشراطها و انّما يختلف اللّفظ .٤ .

قال تعالى : أزِفَتِ الآزِفَةُ ليس لها من دون اللَّه كاشفةٌ٥ ، و انذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين .٦ .

« و وقفت بكم على صراطها » احشروا الّذين ظلموا و أزواجهم و ما كانوا يعبدون من دون اللَّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقوفهم إنّهم

____________________

( ١ ) الصحاح : ( أزف ) ، و النجم : ٥٧ .

( ٢ ) الصحاح : ( أزف ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٢ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) النجم : ٥٧ ٥٨ .

( ٦ ) غافر : ٢٨ .

١٥١

مسئولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون١ .

و في ( تفسير البرهان ) عن ابن عبّاس قال : إذا كان يوم القيامة أمر اللَّه تعالى مالكا ان يسّعر النيران السّبع و يأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول يا ميكائيل مدّ الصّراط على متن جهنّم و يقول يا جبرئيل انصب ميزان العدل تحت العرش و ينادي يا محمّد قرّب امّتك للحساب ثمّ يأمر اللَّه تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كلّ قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و على كلّ قنطرة سبعون الف ملك قيام فيسألون هذه الأمّة نساءهم و رجالهم على القنطرة الاولى عن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و حبّ أهل بيت محمّد صلَّى اللَّه عليه و آله فمن أتى به جاز على القنطرة الاولى كالبرق الخاطف و من لم يحبّ أهل بيته سقط على أمّ رأسه في قعر جهنّم و لو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقا ، و على القنطرة الثانية يسئلون عن الصّلاة و على الثالثة عن الزكاة و على الرابعة عن الصّيام و على الخامسة عن الحجّ و على السادسة عن الجهاد و على السابعة عن العدل فمن أتى بشي‏ء من ذلك جاز على الصّراط كالبرق الخاطف و من لم يأت عذّب .٢ .

و عن ( تفسير الثعلبي ) عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسئل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبّنا أهل البيت٣ .

« و كأنّها قد أشرفت بزلازلها » إذا زُلزلت الأرض زلزالها و اخرجت الأرض أثقالها و قال الإنسان مالها يومئذٍ تحدّث أخبارها بأنّ ربّك أوحى

____________________

( ١ ) الصافات : ٢٢ ٢٦ .

( ٢ ) البرهان للبحراني ٤ : ١٧ ح ٦ .

( ٣ ) نقله المجلسي ٢٧ : ٣١١ ح ١ .

١٥٢

لها يومئذٍ يصدر النّاس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره١ ، و في أوّل سورة الحجّ يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شي‏ء عظيم يوم ترونها تذهل كلُّ مرضعةٍ عمّا أرضعت و تضع كلّ ذات حملٍ حملها و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللَّه شديد .

« و أناخت بكلاكلها » في ( الصحاح ) : أنخت الجمل فاستناخ : أبركته فبرك .٢ .

و ظاهره انّ أناخ متعدّ و مقتضى قوله عليه السّلام لزومه ، و يشهد له قول ( الجمهرة ) : و أناخ البعير أناخة ، قال أوس بن حجر :

إذا جعجعوا بين الإناخة و الحس٣

و لعلّه مشترك ، ففي ( الطبري ) : أنّ الحسين عليه السّلام قال للمحاربي من أصحاب الحرّ : أنخ الراوية .٤ .

و في ( الصحاح ) : و الكلكل و الكلكال اسم الصّدر .٥ .

قالوا : يقال للأمر الثقيل قد أناخ علهيم بكلكله أي : هدّهم بكلكله و رضّهم كما يهدّ البعير البارك من تحته بصدره .

« و انصرمت الدّنيا بأهلها » هكذا في ( المصرية )٦ انصرمت بالميم و في

____________________

( ١ ) سورة الزلزلة .

( ٢ ) الصحاح : ( نخنخ ) .

( ٣ ) الجمهرة لابن دريد : ١٠٥٧ « خ ن و اي » .

( ٤ ) تاريخ الطبري ٤ : ٣٠٢ .

( ٥ ) الصحاح : ( كلل ) .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٣

( ابن أبي الحديد ) و انصرفت بالفاء و قال و يروى و انصرمت أي : انقضت .١ .

ثمّ عطف هذه الفقرة على قوله ( قد أشرفت بزلازلها ) عطف بالمعنى .

« و أخرجتهم من حضنها » في ( الصحاح ) : الحضن ما دون الابط إلى الكشح و حضن الضّبع و جاره و حضن الطائر بيضه إذا ضمّه إلى نفسه تحت جناحه و كذلك المرأة إذا حضنت ولدها .٢ .

قال تعالى و أخرجت الأرض أثقالها٣ .

« فكانت كيوم مضى أو شهر » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « و شهر » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« انقضى » و يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاّ ساعةً من النّهار يتعارفون بينهم .٥ ، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهار .٦ كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيةً أو ضحاها٧ ، قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ فسئل العادّين قال ان لبثتم إلاّ قليلاً لو انّكم كنتم تعلمون٨ .

« و صار جديدها رثا » في ( الصحاح ) : الرّثّ : الشي‏ء البالي و جمعه : رثاث .

« و سمينها غثّا » في ( الصحاح ) : غثّ اللّحم فهو غثّ و غثيث إذا

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٠ .

( ٢ ) الصحاح : ( حضن ) .

( ٣ ) الزلزال : ٢ .

( ٤ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٢ ، كالمصرية في ابن أبي الحديد « و شهر » ، راجع ١٣ : ١١٠ ح ٢٣٦ .

( ٥ ) يونس : ٤٥ .

( ٦ ) الاحقاف : ٣٥ .

( ٧ ) النازعات : ٤٦ .

( ٨ ) المؤمنون : ١١٢ ١١٤ .

١٥٤

كان مهزولا .١ .

قال الخوئي قال ابن ميثم : السّمين و الغثّ يحتمل أن يريد بهما الحقيقة و يحتمل أن يكنّى به عمّا كثر من لذّاتها و خيراتها و تغير ذلك بالموت و الزّوال ،

و اعترض عليه بأنّ جعل الكناية قسما للحقيقة بلا وجه لأنّ الكناية استعمال اللّفظ في غير ما وضع مع جواز إرادة ما وضع له٢ .

قلت : اعتراضه في غاية السّقوط فانّ تقابل الكناية و الحقيقة أمر واضح فانّ الحقيقة هنا بمعنى عدم الكناية فيكون تقابلهما كتقابل الوجود و العدم .

« في موقف ضنك المقام » في ( الصحاح ) : الضّنك : الضيّق .٣ .

قيل وصف بالضّنك لكثرة النّاس قال تعالى قل إنَّ الأوّلين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلوم٤ .

« و أمور مشتبه عظام » المراد امور عظيمة شبيه كلّ منها بالآخر في الفظاعة ، و في سورة القيامة فإذا برق البصر و خسف القمر و جمع الشّمس و القمر يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرُّ كلاّ لا وزر إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ ينبّوء الإنسان يومئذٍ بما قدّم و أخّر٥ ، و في الحاقّة فإذا نُفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ و حملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّةً واحدةً فيومئذٍ وقعت الواقعة و انشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهية٦ .

« و نار شديد كلبها » في ( الصحاح ) : الكلب بالضم : الشّدّة عند البرد و دفعت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( غثث ) .

( ٢ ) الخوئي ١١ : ٢٠٢ ح ١٨٩ ، و ابن ميثم ٤ : ٢٠٨ .

( ٣ ) الصحاح : ( ضنك ) .

( ٤ ) الواقعة : ٤٩ ٥٠ .

( ٥ ) القيامة : ٧ ١٣ .

( ٦ ) الحاقة : ١٣ ١٦ .

١٥٥

عنك كلب فلان أي : شرّه .١ .

قال تعالى : و رأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها و لم يجدوا عنها مصرفا٢ عال لجبها ، في ( الصحاح ) : اللّجب : الصوت٣ .

« ساطع لهبها » سطع النّار و الرّائحة و الصّبح سطوعا إذا ارتفع ، و لهب النّار لسانها قال تعالى سيصلى نارا ذات لهب٤ ، سندع الزّبانية٥ .

« متغيّظ زفيرها » في ( ١١ ) و ( ١٢ ) من الفرقان و اعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيراً إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً و زفيراً .

« متأجح سعيرها » في ( الصحاح ) : التأجّج : تلهّب النّار٦ ( و سعرت النّار و الحرب ) هيّجتها و ألهبتها و قرى‏ء و إذا الجحيم سُعرت٧ و سعّرت بالتّشديد أيضاً للمبالغة .

« بعيد خمودها » في ( الصحاح ) : خمدت النّار يخمد خمودا سكن لهبها و لم يطفى‏ء جمرها و همدت إذا طفى‏ء جمرها و الخمود على وزن التّنّور موضع يدفن فيه النّار لتخمد .٨ .

و في ( الجمهرة ) : خمدت النّار إذا سكن التهابها٩ .

« ذاك وقودها » في ( الصحاح ) : ذكت النّار تذكو ذكا مقصور أي : اشتعلت

____________________

( ١ ) الصحاح : ( كلب ) .

( ٢ ) الكهف : ٥٣ .

( ٣ ) الصحاح : ( لجب ) .

( ٤ ) المسد : ٣ .

( ٥ ) العلق : ١٨ .

( ٦ ) الصحاح : ( أجج ) .

( ٧ ) التكوير : ١٢ .

( ٨ ) الصحاح : ( خمد ) .

( ٩ ) الجمهرة لابن دريد : ٥٨ « خمد » .

١٥٦

و الوقود بالفتح الحطب .١ .

و قال ابن أبي الحديد : الوقود الضّمّ مصدر و لا يجوز الفتح لأنّه ما يوقد به كالحطب و نحوه و ذاك لا يوصف بأنّه ذاك٢ .

قلت : الحطب من حيث الذات لا يوصف بذاك و امّا مع الوصف الوقود به فلم لا يوصف .

« مخيف » هكذا في ( المصرية )٣ و الصواب : « مخوف » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٤ .

« وعيدها » في ( الإرشاد ) : لمّا عاد النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله من تبوك قدم عليه عمرو بن معد يكرب فقال له اسلم يا عمر و يؤمنك اللَّه من الفزع الأكبر قال : يا محمّد و ما الفزع الأكبر فأنّي لا أفزع ؟ فقال : يا عمرو انّه ليس كما تظنّ و تحسب انّ النّاس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميّت إلاّ نشر و لا حيّ إلاّ مات إلاّ ما شاء اللَّه ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات و يصفّون جميعا و تنشقّ الأرض و تهدّ الأرض و تخرّ الجبال هدّا و ترمي النّار بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلاّ انخلع قلبه و ذكر ذنبه و شغل بنفسه إلاّ ما شاء اللَّه فأين أنت يا عمر و من هذا ؟ قال الا اني أسمع أمرا عظيما فآمن٥ .

« غمّ قرارها » هكذا في ( المصرية )٦ غمّ بالمعجمة و في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) غمّ بالمهملة و فسّراه بمعنى العمى ، قال الأول : أي

____________________

( ١ ) الصحاح : ( ذكا ) .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ١١٣ لم يذكر عبارة مصدر .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

( ٤ ) ابن ميثم ٣ : ٢٠٢ كالمصرية « مخيف » و شرح ابن أبي الحديد ٣ : ١١٠ « مخوف » .

( ٥ ) الإرشاد للمفيد ١ : ١٤٥ .

( ٦ ) الطبعة المصرية : ٤١٣ .

١٥٧

لا يهتدي فيه لظلمتها .١ .

و على ما هنا فيمكن أن يفسّر بما في ( الصحاح ) : يوم غمّ إذا كان يأخذ بالنّفس من شدّة الحر٢ .

« مظلمة أقطارها » في ( الصحاح ) : القطر بالضّمّ النّاحية و الجانب و الجمع الأقطار٣ .

« حامية قدورها » و اما من خفّت موازينه فاُمّهُ هاويةٌ و ما أدراك ما هيةٌ نارٌ حاميةٌ٤ ، تصلى ناراً حاميةً تسقى من عينٍ آنيةٍ ليس لهم طعامٌ إلاّ من ضريع لا يُسمن و لا يُغني من جوع٥ .

« فظيعة أمورها » يوم ترجف الرّاجفة تتبعها الرّادفة قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ أبصارها خاشعةٌ٦ ، القارعة ما القارعة و ما أدراك ما القارعة يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث و تكون الجبال كالعِهن المنفوش٧ .

« و سيق الّذين اتّقوا الى الجنّة زمرا » اقتباس من قوله تعالى في ( ٧٣ ) الزّمر و سيق الّذين اتّقوا إلى الجنّة زُمَراً حتّى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين .

« قد أمن العذاب » الّذين آمنوا و لم يلبِسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد و ابن ميثم بلفظ « غم » راجع صفحة ٤٧٦ بند ١٥ .

( ٢ ) الصحاح : ( غمم ) .

( ٣ ) الصحاح : ( قطر ) .

( ٤ ) القارعة : ٨ ١١ .

( ٥ ) الغاشية : ٤ ٧ .

( ٦ ) النازعات : ٦ ٩ .

( ٧ ) القارعة : ١ ٥ .

١٥٨

الأمن و هم مهتدون١ .

« و انقطع العتاب » في ( الصحاح ) : قال الخليل العتاب مخاطبة الأذلال و مذاكرة الموجدة٢ .

« و زحزحوا عن النّار » في ( الصحاح ) : زحزحته عن كذا أي : باعدته عنه .٣ .

فمن زُحزح عن النّار و اُدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدُّنيا إلاّ متاع الغرور٤ .

« و اطمأنّت بهم الدّار و رضوا المثوى و القرار » في ( الصحاح ) : ثوى بالمكان :

أقام به و أبو مثوى الرّجل صاحب منزله و امّ مثواه صاحبته منزله .٥ .

يا أيَّتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنّتي٦ ، و هذا صراط ربِّك مستقيماً قد فصّلنا الآيات لقوم يذّكّرون لهم دار السّلام عند ربِّهم و هو وليّهم بما كانوا يعملون٧ ، و منهم سابق بالخيرات باذن اللَّه ذلك هو الفضل الكبير جنّاتُ عدنٍ يدخلوها يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حريرٌ و قالوا الحمد للَّه الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورُ شكورٌ الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ و لا يمسّنا فيها لغوب٨ ، للّذين

____________________

( ١ ) الأنعام : ٨٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( عقب ) .

( ٣ ) الصحاح : ( زحح ) .

( ٤ ) آل عمران : ١٨٥ .

( ٥ ) الصحاح : ( ثوا ) .

( ٦ ) الفجر : ٢٧ ٣٠ .

( ٧ ) الأنعام : ١٢٦ ١٢٧ .

( ٨ ) فاطر : ٣٢ ٣٥ .

١٥٩

أحسنوا في هذه حسنةٌ و لدار الآخرة خيرٌ و لنعم دار المتّقين جنّاتُ عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار و لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي اللَّه المتّقين١ ، فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنّي ظننت انّي ملاقٍ حسابيه فهو في عيشةٍ راضيةٍ في جنّةٍ عاليةٍ قطوفها دانيةٌ كلوا و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية٢ ، قال اللَّه هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك الفوز العظيم٣ ، و السّابقون الأوّلون من المهاجرين و الأنصار و الّذين اتّبعوهم باحسانٍ رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه و أعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم٤ .

لا تجد قوماً يؤمنون باللَّه و اليوم الآخر يوادّون من حادّ اللَّه و رسوله و لو كانوا آبائهم أو ابنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان و أيّدهم بروحٍ منه و يدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي اللَّه عنهم و رضوا عنه أولئك حزب اللَّه ألا إنّ حزب اللَّه هم المفلحون٥ ، و في البيّنة . رضى اللَّه عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشيَ ربّه٦ ، و في القارعة فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشةٍ راضية٧ .

« الّذين كانت أعمالهم في الدُّنيا زاكية » قد أفلح من زكاها٨ ، قد أفلح

____________________

( ١ ) النحل : ٣٠ ٣١ .

( ٢ ) الحاقة : ١٩ ٢٤ .

( ٣ ) المائدة : ١١٩ .

( ٤ ) التوبة : ١٠٠ .

( ٥ ) المجادلة : ٢٢ .

( ٦ ) البينة : ٨ .

( ٧ ) القارعة : ٧ ٨ .

( ٨ ) الشمس : ٩ .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

أمر ثابت بن قيس بلفظ الطلاق، حين خالع زوجته حبيبة بين يديه، وقال لها: « اعتدي » ثم التفت إلى أصحابه، وقال: « هي واحدة ».

٤ -( باب أن المختلعة يجوز أن يأخذ منها زوجها أكثر من المهر، ولا يجوز ذلك في المباراة)

[١٨٥٦٩] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأما الخلع فلا يكون الا من قبل المرأة - إلى أن قال - فإذا قالت هذه المقالة، فقد حل لزوجها ما يأخذ منها، وإن كان أكثر مما أعطاها من الصداق - إلى أن قال في المبارئة - وله أن يأخذ منها دون الصداق الذي أعطاها، وليس له أن يأخذ الكل ».

[١٨٥٧٠] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا جاء النشوز من قبل المرأة، ولم يجئ من قبل الزوج، فقد حل للرجل أن يأخذ كل شئ ساقه إليها ».

[١٨٥٧١] ٣ - ورواه في موضع آخر: بهذا السند، بزيادة تأتي.

[١٨٥٧٢] ٤ - الصدوق في المقنع: وأما الخلع فلا يكون الا من قبل المرأة، وهي أن تقول لزوجها: لا أبر لك قسما، ولا أطيع لك أمرا، ولا اغتسل لك من جنابة، ولأوطئن فراشك غيرك، ولأدخلن بيتك من تكرهه، ولا أقيم حدود الله، فإذا قالت هذا لزوجها، فقد حل ما أخذ منها وإن كان أكثر مما أعطاها من الصداق - إلى أن قال في المبارئة - ولا ينبغي أن يأخذ منها أكثر من مهرها، والمختلعة يحل لزوجها ما أخذ منها، لأنها تعتدي(١) في الكلام.

__________________

الباب ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٢.

٢ - الجعفريات ص ١٠٨.

٣ - المصدر السابق ص ١١٣.

٤ - المقنع ص ١١٧.

(١) في المصدر: تفتري وفي نسخة: تتعدي.

٣٨١

[١٨٥٧٣] ٥ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا جاء النشوز من قبل المرأة ولم يجئ من قبل الزوج، فقد حل للزوج أن يأخذ منها ما اتفقا عليه، وإن جاء النشوز من قبلهما جميعا، فأبغض كل واحد منها صاحبه، فلا يأخذ منها الا دون ما أعطاها ».

[١٨٥٧٤] ٦ - وعنهعليه‌السلام ، في حديث تقدم بعضه(١) : « وإن تعدت في القول، وافتدت به منه - من غير ضرر منه لها - بما أعطاها وفوق ما أعطاها، فذلك جائز ».

٥ -( باب أن طلاق المختلعة بائن لا رجعة فيه من عدم الرجوع في البذل، ولا توارث بينهما لو مات أحدهما في العدة)

[١٨٥٧٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: الخلع تطليقة بائنة، وتعتد المختلعة في بيتها كما تعتد المطلقة، إلا أنه لا رجعة له عليها الا برضاها، فإن اتفقا على الرجعة عقدا نكاحا مستقبلا ».

٦ -( باب أنه لا بد في الخلع والمباراة من شاهدين، وكون المرأة طاهرا طهرا لم يجامعها فيه، أو حاملا)

[١٨٥٧٦] ١ - دعائم الاسلام، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يكون الخلع والمباراة إلا في طهر من غير جماع، كما يكون الطلاق، ( والتخيير )(١) وبشهادة شاهدين عدلين ».

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٠ ح ١٠١٦.

٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٠ ح ١٠١٤.

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٨ ح ١٠٨٦.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٠ ح ١٠١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٨٢

٧ -( باب أن المختلعة إذا رجعت في البذل صار الطلاق رجعيا، وجاز للزوج الرجعة وكذا المباراة)

[١٨٥٧٧] ١ - الصدوق في المقنع، فإذا قالت هذا لزوجها، فقد حل ( له )(١) ما أخذ منها، وإن كان أكثر مما أعطاها من الصداق، وقد بانت منه وحلت للأزواج(٢) بعد انقضاء عدتها، وحل له أن يتزوج أختها من ساعته، ويقول: إن رجعت في شئ مما وهبتنيه، فأنا أملك ببضعك، فإن هو راجعها رد عليها ما أخذ منها، وهي على تطليقتين - إلى أن قال في المباراة - إلا أنه يقول: « على أنك إن رجعت ( علي )(٣) في شئ مما وهبته لي، فأنا أملك ببضعك ».

[١٨٥٧٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأما المباراة(١) فهو أن تقول لزوجها: طلقني(٢) ولك ما عليك، فيقول لها: على أنك إن رجعت في شئ مما وهبته لي، فأنا أملك ببضعك، فيطلقها على هذا ».

٨ -( باب أن المباراة تكون مع كراهة كل من الزوجين صاحبه)

[١٨٥٧٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه

__________________

الباب ٧

١ - المقنع ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: للزواج.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٢.

(١) في الطبعة الحجرية: « المبارئة » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أطلقني.

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ١١٣.

٣٨٣

عليهم‌السلام ، قال: « قال علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : وأما المباراة، فإذا جاء النشوز من قبل الرجل والمرأة، وأبغض كل واحد منهما صاحبه وأراد الفرقة، تبرئ المرأة الزوج مما عليه، ويبرئ الرجل المرأة مما ساقه إليها من المهر، فيفترقان على تلك الحال، وهي تطليقة بائنة(١) إذا افترقا ».

[١٨٥٨٠] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وإن جاء النشوز من قبلهما جميعا، فأبغض كل واحد منهما صاحبه، فلا يأخذ منها الا دون ما أعطاها ».

٩ -( باب وجوب العدة على المختلعة والمباراة كعدة المطلقة)

[١٨٥٨١] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وتعتد المختلعة في بيتها، كما تعتد المطلقة، إلا أنه لا رجعة له عليها ».

١٠ -( باب عدم ثبوت المتعة للمختلعة)

[١٨٥٨٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام كان يقول: لكل مطلقة متعة الا المختلعة ».

__________________

(١) في المصدر: ثانية.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٠ ح ١٠١٦.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٨ ح ١٠٨٦.

الباب ١٠

١ - الجعفريات ص ١١٣.

٣٨٤

١١ -( باب أنه يجوز أن يتزوج أخت المختلعة قبل انقضاء العدة)

[١٨٥٨٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأما الخلع فلا يكون الا من قبل المرأة - إلى أن قال - وقد بانت منه ( وحلت للأزواج )(١) بعد انقضاء عدتها ( منه )(٢) ، فحل له أن يتزوج أختها من ساعته ».

١٢ -( باب أن المختلعة لا سكنى لها ولا نفقة)

[١٨٥٨٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « المطلقة البائن ليس لها نفقة ولا سكنى ».

١٣ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الخلع والمباراة)

[١٨٥٨٥] ١ - عوالي اللآلي: روي عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن: أن حبيبة بنت سهل أخبرتها: أنها كانت عند ثابت بن قيس بن شماس، وأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج إلى صلاة الصبح، فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من هذه؟ » فقالت: أنا حبيبة بنت سهل، لا أنا ولا ثابت، فلما جاء ثابت، قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هذه ( حبيبة )(١) ذكرت ما شاء الله أن تذكر » فقالت حبيبة: يا رسول الله كلما أعطاني عندي، فقال

__________________

الباب ١١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٩٠ ح ١٠٩٠.

الباب ١٣

١ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٣٩٢ ح ١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٨٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( لثابت )(٢) « خذ منها » وجلست في أهلها.

[١٨٥٨٦] ٢ - وفي رواية أخرى: أن حبيبة بنت سهل، كانت تحت قيس بن ثابت، وكان يحبها وتكرهه، وكان أصدقها حديقة بيني يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تعطيه الحديقة التي أصدقك إياها » فقالت: أزيده، فخلعها قيس على الحديقة، فلما أتم الخلع قال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اعتدي » ثم التفت إلى أصحابه فقال: « هي واحدة ».

وفي الحديث أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أمر(١) ثابت بن قيس بلفظ الطلاق.

[١٨٥٨٧] ٣ - وروي أن جميلة بنت عبد الله بن أبي، كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فكانت تبغضه ويحبها، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله، لا أنا ولا ثابت، لا يجمع رأسي ورأسه شئ، والله ما أعيب عليه في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر في الاسلام، ما أطيقه بغضا، إني رفعت جانب الخباء(١) فرأيته وقد أقبل في عدة، فإذا هو أشدهم سوادا، وأقصرهم قامة، وأقبحهم وجها، فنزلت آية الخلع، وكان قد أصدقها حديقة، فقال ثابت: يا رسول الله، فلترد علي الحديقة، قال: « فما تقولين؟ » قالت: نعم وأزيده، قال: لا، الحديقة فقط، فقال لثابت: « خذ منها ما أعطيتها، وخل عن سبيلها » فاختلعت منه بها، وهو أول خلع وقع في الاسلام.

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٣٩٢ ح ٢.

(١) في المصدر: لم يأمر.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٤٤ ح ٤٠٤.

(١) الخباء: خيمة من وبر أو صوف أو شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة، فان زاد فهو بيت ( مجمع البحرين ج ١ ص ١١٩ ).

٣٨٦

كتاب الظهار

١ -( باب أن من قال لزوجته، أنت علي كظهر أمي، حرم عليه وطؤها مع الشرائط حتى يكفر، وانه يحرم التلفظ بالظهار)

[١٨٥٨٨] ١ - عوالي اللآلي: روي عن خولة بنت مالك بن ثعلبة قالت: تظاهر مني زوجي أوس بن الصامت، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فشكوت إليه ذلك، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجادلني في زوجي أوس، يقول: « اتق الله، فإنه ابن عمك » فما برحت حتى نزلت الآية، قوله تعالى:( قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ) (١) الآيات، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعتق رقبة » فقلت: لا يجد، فقال: « يصوم شهرين متتابعين » فقلت: انه شيخ كبير، ما به من صيام، فقال: « يطعم ستين مسكينا » فقلت: ما له شئ، فأتى بعرق(٢) من تمر، فقلت: أضم إليه عرقا آخر وأتصدق به عنه، قال: « أحسنت تصدقي به على ستين مسكينا، وارجعي إلى ابن عمك ».

[١٨٥٨٩] ٢ - وروي أن خولة بنت ثعلبة، امرأة أوس بن الصامت - أخي عبادة - جاءت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في، فلما علا سني ونثرت بطني، جعلني إليه

__________________

كتاب الظهار

الباب ١

١ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٩٠ ح ٤٠ باختلاف يسير.

(١) المجادلة ٥٨: ١.

(٢) العرق: وعاء ينسج من خوض النخل وهو الزنبيل ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢١٤ ).

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٤٥ ح ٤٠٥.

٣٨٧

كأمه، وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا، فقال: « ما عندي في أمرك شئ ».

[١٨٥٩٠] ٣ - وروي أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لها: « حرمت عليه » فقالت: يا رسول الله، ما ذكر طلاقا، وإنما هو أبو أولادي، وأحب الناس إلي، ( فقال: « حرمت عليه » )(١) فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي، فكلما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « حرمت عليه » هتفت(٢) وشكت إلى الله، فنزلت آيات الظهار، فطلبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخيره بين الطلاق وامساكها، فاختار امساكها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كفر بعتق رقبة » فقال والله: مالي غيرها، وأشار إلى رقبته، فقال له: « صم شهرين متتابعين » فقال: لا طاقة لي بذلك، فقال: « أطعم ستين مسكينا » فقال: ما بين لابتيها أشد مسكنة مني، فأمر له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بشئ من مال الصدقة، وأمره أن يطعمه في كفارته، فشكا خصاصة حاله، وأنه أشد فاقة وضرورة ممن أمر بدفعه إليه، فضحك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمره بالاستغفار، وأباح له العود إليها.

[١٨٥٩١] ٤ - وروى سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر قال: كنت رجلا أ صيب من النساء ما لا يصيب غيري، فلما دخل رمضان خفت أن أصيبها فيتتابع بي حتى أصبح، فتظاهرت منها حتى ينسلخ رمضان، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف شئ منها، فما لبثت أن نزوت عليها، فلما أصبحت أتيت قومي فذكرت ذلك لهم، وسألتهم أن يمشوا معي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا: لا والله، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت له ذلك، فقال: « أعتق رقبة » فقلت: والذي بعثك بالحق نبيا، ما ملك رقبة

__________________

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٤٥ ح ٤٠٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) هتفت: صاحب ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٤٤ ).

٤ - المصدر السابق ج ٣ ص ٣٩٧ ح ٢.

٣٨٨

غيرها، وضربت بيدي على صفحة رقبتي، فقال: « صم شهرين » فقلت: هل أصبت ما أصبت الا من الصيام!؟ فقال: « أطعم ستين مسكينا » فقلت: والذي بعثك بالحق نبيا قد بتنا وحشين(١) ما لنا من طعام، فقال: « اذهب إلى صدقة بني زريق فليدفع إليك وسقا من تمر، فأطعم ستين مسكينا، وكل أنت وعيالك الباقي » قال: فرجعت إلى قومي فقلت: ( ما )(٢) وجدت عندكم الا الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السعة وحسن الخلق، وقد أمر لي بصدقتكم.

[١٨٥٩٢] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إياك أن تظاهر امرأتك، فإن الله غير قوما بالظهار، فقال:( مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرً‌ا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورً‌ا ) (١) ».

٢ -( باب أنه لا يقع الظهار الا في طهر لم يجامعها فيه، وشهادة شاهدين، في حال البلوغ والعقل والاختيار)

[١٨٥٩٣] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يكون ظهار في غير طهر بغير جماع ».

[١٨٥٩٤] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ولا يكون الظهار بيمين، وإنما الظهار أن يقول الرجل لامرأته، وهي طاهر من غير جماع: أنت علي كظهر أمي ».

__________________

(١) وحشين بفتح الواو وكسر الحاء وفتح الشين والوحش: الجائع من الناس وغيرهم لخلوه من الطعام ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٦٩ ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣١.

(١) المجادلة ٥٨: ٢.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٥.

٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٢.

٣٨٩

[١٨٥٩٥] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « إنما الظهار أن تقول لامرأتك، وهي طاهر في طهر لم تمسها فيه بحضرة شاهدين، أو بحضرة شهود: اشهدوا انها علي كظهر أمي، ولا تقول: إن فعلت كذا وكذا ».

[١٨٥٩٦] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا ظهار الا في طهر من غير مسيس(١) بشهادة شاهدين، في غير يمين، كما يكون الطلاق، فما عدا هذا أو شيئا منه، فليس بظهار ».

٣ -( باب أن المظاهر لو شبه الزوجة بإحدى المحرمات بقصدالظهار، حرمت عليه حتى يكفر)

[١٨٥٩٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام أنهم قالوا: « الظهار من كل ذات محرم، أم أو أخت أو عمة أو خالة، أو ما هو في مثل حالهن من ذوات المحارم، إذا قال: لامرأته أنت علي كظهر أمي، أو أختي، أو خالتي، أو عمتي، فهذا هو الظهار ».

[١٨٥٩٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأما الظهار ( فمعنى الظهار )(١) أن يقول الرجل لامرأته، أو ما ملكت يمينه: هي ( عليه )(٢) كظهر أمه، أو كظهر أخته، أو خالته، أو عمته، أو دايته، فإن فعل ذلك، وجب عليه للفظ ما فسرناه في باب الظهار ».

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٢.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٣.

(١) المسيس: الجماع ( لسان العرب ج ٦ ص ٢١٩ ).

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٩.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٩٠

٤ -( باب أن الظهار لا يقع بقصد الحلف، أو ارضاء الغير)

[١٨٥٩٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أن قال: « ولا يكون الظهار بيمين ».

[١٨٦٠٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « إذا حلفت في الظهار فليس بظهار ».

[١٨٦٠١] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا ظهار الا في طهر من غير مسيس، بشهادة شاهدين، في غير يمين ».

٥ -( باب أن الظهار قبل الدخول لا يقع)

[١٨٦٠٢] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل ظاهر من امرأته، قبل أن يدخل بها، فقال: « لا يكون ظهار ولا إيلاء، حتى يدخل بها ».

٦ -( باب وجوب الكفارة على المظاهر إذا أراد الوطئ، وعدم استقرارها، فإذا طلق سقطت، فان راجع وأراد الوطئ وجبت، فإن خرجت من العدة ثم تزوجها لم تجب)

[١٨٦٠٣] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الظهار، متى تقع على صاحبه الكفارة؟ قال: « إذا أراد أن يواقع امرأته »،

__________________

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٢.

٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٢.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٣.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٤٠.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٨ ح ١٠٤٩

٣٩١

قيل: فإن طلقها قبل أن يواقعها، أعليه كفارة؟ قال: « لا قد سقطت الكفارة ».

[١٨٦٠٤] ٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل ظاهر من امرأته، ثم طلقها تطليقة، قال: « إذا طلقها بطل الظهار ».

قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : فإن ظاهر منها ثم طلقها واحدة ثم راجعها، ما حاله؟ قال: « هي امرأته ويجب عليه ما يجب على المظاهر قبل أن يمسها، إذا أراد أن يواقعها كفر ثم واقعها » قيل: فإن تركها حتى يحل(١) أجلها، وتملك نفسها، ثم خطبها وتزوجها بعد ذلك، هل تلزمه كفارة ظهار قبل أن يمسها؟ قال: « لا، لأنها قد بانت منه وملكت نفسها، وهذا نكاح مجدد »(٢) .

[١٨٦٠٥] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن طلقها سقطت عنه الكفارة، فإن راجعها لزمته(١) ، فإن تركها حتى يمضي أجلها وتزوجها رجل آخر ثم طلقها، وأراد ( الأول )(٢) أن يتزوجها لم يلزمه الكفارة ».

٧ -( باب أن الظهار يقع من الحرة والأمة، زوجة كانت أو مملوكة)

[١٨٦٠٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال:

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٨ ح ١٠٥٠.

(١) في المصدر: يخلو.

(٢) في الطبعة الحجرية: مجرد، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣١.

(١) في الطبعة الحجرية: لزمتها، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ١١٥.

٣٩٢

حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: « من شاء باهلته، ليس في الأمة ظهار، لان الله عز وجل يقول:( الَّذِينَ يُظَاهِرُ‌ونَ مِن نِّسَائِهِمْ ) (١) والأمة ليست بزوجة ».

[١٨٦٠٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ليس بين الحر وأمته ظهار » وساق مثله.

[١٨٦٠٨] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « والظهار في الأمة كالظهار في الحرة - يعني إذا كانت زوجته(١) - فأما من ظاهر من أمته، فليس ذلك بظهار » قلت: هذا تقييد للخبر، نظرا إلى ما تقدم، وعليه جماعة من القدماء، ولكن يؤيد اطلاقه أخبار كثيرة، وقال الشيخ في المبسوط(٢) روى أصحابنا أن الظهار يقع بالأمة والمدبرة وأم الولد.

وعليه جل المتأخرين، والمسألة في غاية الاشكال، والاحتياط لا ينبغي تركه.

٨ -( باب أن الظهار يقع من الحر والعبد، إلا أن على العبد نصف الكفارة صوم شهر، وليس عليه عتق ولا اطعام)

[١٨٦٠٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا في الظهار: « الحر والمملوك فيه سواء، غير أن على المملوك نصف ما على الحر ».

__________________

(١) المجادلة ٥٨: ٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤١.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤١.

(١) في المصدر: زوجة.

(٢) المبسوط ج ٥ ص ١٤٨.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٠٥٢.

٣٩٣

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام في الصوم: « يصوم شهرا، وليس عليه عتق ولا كفارة، لان مال المملوك لمولاه، فليس عليه أن يعتق ولا أن يتصدق من ( مال )(١) مولاه، الا ان يأذن له مولاه في ذلك، ويتطوع له به من ماله، فإن ذلك يجزئ عنه ».

[١٨٦١٠] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، ومحمد بن حمران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في المملوك يظاهر، قال: « عليه نصف ما على الحر صوم شهر، وليس عليه كفارة من صدقة ولا عتق ».

[١٨٦١١] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن حلف المملوك أو ظاهر، فليس عليه الا الصوم فقط، وهو شهران متتابعان ».

٩ -( باب أن من ظاهر من امرأة واحدة مرات متعددة، فعليه لكل ظهار كفارة)

[١٨٦١٢] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن محمد بن أبي عمير، عن حماد، عن الكلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن رجل ظاهر من امرأته ثلاث مرات، قال: « يكفر ثلاث مرات ».

[١٨٦١٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قضى فيمن ظاهر من امرأته ثلاث مرات، فقضى أن عليه ثلاث كفارات.

[١٨٦١٤] ٣ - وعن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، مثل ذلك.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٦.

الباب ٩

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٦.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٦.

٣٩٤

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنما ذلك إذا ظاهر الرجل من امرأته في مجالس شتى، وإن كان في أمر واحد فعليه كفارات شتى، وإن ظاهر ( منها )(١) مرارا في مجلس واحد فكفارته واحدة ».

١٠ -( باب أن من ظاهر من نساء متعددة، وجب عليه لكل واحدة كفارة واحدة)

[١٨٦١٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من ظاهر من أربع نسوة فأربع كفارات ».

[١٨٦١٦] ٢ - أظنه يعنيعليه‌السلام : إن تفرد كل واحدة منهن بالظهار، لأنا قد روينا عنه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل ظاهر من أربع نسوة، في مجلس واحد بلفظ واحد، قال: « كفارة واحدة ».

قلت: ما ظنه كأنه في غير محله، والمشهور المنصور عدم الفرق بين تعدد اللفظ ووحدته، للاخبار الكثيرة، وحمل الشيخ مثل الخبر الأخير على الوحدة في الجنس كالعتق والصوم والاطعام، وهو مع بعده لا بد منه.

١١ -( باب أن المظاهر إذا جامع قبل الكفارة عالما لزمه كفارة أخرى، ولم يحل له الوطئ حتى يكفر)

[١٨٦١٧] ١ - الصدوق في المقنع: فإن واقعها(١) من قبل أن يكفر، لزمته كفارة أخرى.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٧.

٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١٠٣٨.

الباب ١١

١ - المقنع ص ١١٨.

(١) في نسخة: وان جامع.

٣٩٥

[١٨٦١٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا قال الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي، وسكت فعليه الكفارة من قبل أن يجامع، فإن جامعت من قبل أن تكفر، لزمتك كفارة أخرى ».

[١٨٦١٩] ٣ - الصدوق في الهداية: مثله.

[١٨٦٢٠] ٤ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا في المظاهر: « لا يقرب حتى يكفر، فإذا أراد أن يعود إلى امرأته التي ظاهر منها كفر ».

[١٨٦٢١] ٥ - وسئل أبو عبد اللهعليه‌السلام ، عن المظاهر يواقع امرأته التي ظاهر منها قبل أن يكفر، قال: « ليس هكذا يفعل الفقيه » قيل: فإن فعل، قال: « أتى حدا من حدود الله عز وجل، وعليه اثم عظيم » قيل: فعليه كفارة غير الأولى، قال: « يستغفر الله ويتوب إليه، ويمسك عنها فلا يقربها حتى يكفر ».

١٢ -( باب جواز تعليق الظهار على الشرط، وكون الشرط هو الوطئ، وانه لا يقع الظهار قبل حصوله)

[١٨٦٢٢] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: المظاهر إذا قال لامرأته: أنت علي كظهر أمي، ولا يقول: إن فعلت كذا وكذا، فعليه كفارة قبل أن يواقع، وان قال: أنت علي كظهر أمي إن قربتك، كفر بعد ما يقربها.

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣١.

٣ - الهداية ص ٧١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٨ ح ١٠٤٨.

الباب ١٢

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٣٩٦

[١٨٦٢٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنه قال: « الظهار على وجهين: أحدهما فيه الكفارة قبل أن يواقع، والآخر فيه الكفارة بعد أن يواقع، فالذي فيه الكفارة بعد ما يواقع، قوله: أنت علي كظهر أمي إن قربتك، فيكفر بعدما يقربها، والثاني قوله: أنت علي كظهر أمي، ولا يقول: إن فعلت كذا كذا ».

[١٨٦٢٤] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سأله رجل فقال: يا بن رسول الله، إني قلت لامرأتي: أنت علي كظهر أمي أن خرجت من باب الحجرة، فخرجت، فقال: « ليس عليك شئ » فقال الرجل: إني أقوى على أن اكفر رقبة ورقبتين، قال: « ليس عليك شئ، قويت أو لم تقو، إذا حلفت بالظهار فليس ( ذلك )(١) بظهار، إنما الظهار أن تقول لامرأتك وهي طاهر في طهر لم تمسها فيه، بحضرة شاهدين أو ( بحضرة )(٢) شهود: اشهدوا أنها علي كظهر أمي، ولا تقول: إن فعلت كذا وكذا ».

[١٨٦٢٥] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن ظاهرت فهو على وجهين: فإذا قال الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي وسكت، فعليه الكفارة من قبل أن يجامع فإن جامعت من قبل أن تكفر لزمتك كفارة أخرى، فإن قال: هي عليه كظهر أمه إن فعل كذا وكذا، أو فعلت كذا وكذا، فليس عليه كفارة حتى يفعل ذلك الشئ ويجامع أو تفعل، فإن فعل لزمه الكفارة، ولا يجامع حتى يكفر يمينه ».

[١٨٦٢٦] ٥ - الصدوق في المقنع: وإذا ظاهر الرجل من امرأته فقال: هي

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٧ ح ١٠٤٣.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٧٦ ح ١٠٤٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣١.

٥ - المقنع ص ١١٨.

٣٩٧

عليه كظهر أمه وسكت، وساق مثله إلى قوله: يجامع فتلزمه الكفارة.

[١٨٦٢٧] ٦ - وفي الهداية: مثله.

١٣ -( باب ان المرأة إذا رفعت أمرها إلى الحاكم، فعليه أن يجبر المظاهر على الكفارة والوطئ إن لم يطلق، مع قدرته لا مع عجزه عن الكفارة)

[١٨٦٢٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل ظاهر من امرأته فلم يقربها، إلا أنه تركها وهو يراها مجردة من غير أن يمسها، هل يلزمه في ذلك شئ؟ قال: « هي امرأته وليس يحرم عليه ( شئ )(١) الا مجامعتها - يعني حتى يكفر - قيل: فإن رافعته إلى السلطان، فقالت: هذا زوجي قد ظاهر مني، وقد أمسكني لا يمسني مخافة أن يجب عليه ما يجب على المظاهر، قال: ليس يجبره على العتق والصيام والطعام، إذا لم يكن له ما يعتق، ولم يقو على أن يصوم، ولم يجد ما يطعم، وإن كان يقدر على أن يعتق، فإن على الامام أن يجبره على العتق، وعلى الصدقة إن كان عنده ما يتصدق، ولم يجد(٢) العتق، وقال: لا أستطيع الصوم، يفعل ذلك قبل أن يمسها، ومن بعد ما مسها، إن لم يكن كفر قبل المسيس ».

١٤ -( باب حكم اجتماع الايلاء والظهار)

[١٨٦٢٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليعليه‌السلام ، أن

__________________

٦ - الهداية ص ٧١.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٨ ح ١٠٥١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: « يجب » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ١١٥.

٣٩٨

رجلا آتاه فقال: انه آلى من امرأته وظاهر في ساعة واحدة، فقال: « كفارة واحدة ».

[١٨٦٣٠] ٢ - دعائم الاسلام: وقد روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي ( صلوات الله عليهم ): سئل عن رجل آلى من امرأته وظاهر منها في ساعة واحدة، فقال: « كفارة واحدة ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٧ ح ١٠٤٤.

٣٩٩

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607