بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 113550 / تحميل: 3927
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

النّخلة العيدانة و التموّر مثله و قوله تعالى يوم تمور السّماء موراً١ قال الضّحاك تموج موجا و قال أبو عبيدة تكفأ و الأخفش مثله « و فطرها » قال تعالى :

إذا السماء انفطرت٢ « و ارجّ الأرض » رجّه أي : حرّكه و زلزله . .

و في سورة الواقعة اذا رجّت الأرض رجّاً٣ ، « و أرجفها » قال تعالى :

يوم ترجف الأرض و الجبال و كانت الجبال كثيباً مهيلاً٤ « و قلع الجبال و نسفها » في ( الصحاح ) : نسفت البناء نسفا قلعته .٥ .

في ( ١٠٥ ) طه و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً و لا أمتاً « و دكّ بعضها بعضا من هيبة جلالته و مخوف سطوته » في ( الصحاح ) : دككت الشي‏ء دكّا إذا ضربته و كسرته حتّى سوّيته بالأرض و منه قوله تعالى : فدكّتا دكّة واحدةً٦ . .

و تمام الآية فاذا نفخ في الصّور نفخةٌ واحدةٌ و حملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّة واحدةً فيومئذٍ وقعت الواقعة و انشقّت السماء فهي يومئذٍ واهيةٌ٧ .

« و أخرج من فيها » اذا زُلزلت الأرض زلزالها و أخرجت أرض أثقالها و قال الإنسان مالها٨ « فجدّدهم على اخلاقهم » اخلاقهم بكسر الهمزة مصدر أخلق و في ( الصحاح ) خلق الثوب ( بالضّمّ ) خلوقة أي بلي

____________________

( ١ ) الطور : ٩ .

( ٢ ) الانفطار : ١ .

( ٣ ) الواقعة : ٤ .

( ٤ ) المزمل : ١٤ .

( ٥ ) الصحاح : ( نسف ) .

( ٦ ) الصحاح : ( دكك ) ، و الحاقة : ١٤ .

( ٧ ) الحاقة : ١٣ ١٦ .

( ٨ ) الزلزال : ١ ٣ .

٢٦١

و أخلق الثوب مثله١ . .

قال تعالى : قال من يحيى العظام و هي رميمٌ قال يحييها الذي أنشأها أوّل مرّةٍ و هو بكلِّ خلقٍ عليمٌ٢ « و جمعهم بعد تفرّقهم » و قلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً٣ ، أي هم و آل فرعون « ثمّ ميّزهم لما يريد من مسآءلتهم عن خفايا الأعمال » و امتازوا اليوم أيّها المجرمون أ لم أعهد اليكم يا بني ادم أن لا تعبدوا الشيطان انّه لكم عدوٌ مبين و ان اعبدوني هذا صراطٌ مستقيم٤ ، و قفوهم انّهم مسئولون٥ .

« و خبايا الأفعال » في ( الصحاح ) : اختبأت استترت٦ . .

و ان كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ آتينا بها و كفى بنا حاسبين٧ ،

ان تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السّماوات أو في الأرض يأتِ بها اللَّه ان اللَّه لطيفٌ خبيرٌ٨ « و جعلهم فريقين » فريقٌ في الجنّة و فريقٌ في السّعير٩ « أنعم على هؤلاء » و من يطع اللَّه و الرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللَّه عليهم من النبيّين و الصّدّيقين و الشهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقاً١٠ « و انتقم من هؤلاء » . إنّا من المجرمين

____________________

( ١ ) الصحاح : ( خلق ) .

( ٢ ) يس : ٧٨ ٧٩ .

( ٣ ) الاسراء : ١٠٤ .

( ٤ ) يس : ٥٩ ٦١ .

( ٥ ) الصافات : ٢٤ .

( ٦ ) الصحاح : ( خبأ ) .

( ٧ ) الأنبياء : ٤٧ .

( ٨ ) لقمان : ١٦ .

( ٩ ) الشورى : ٧ .

( ١٠ ) النساء : ٦٩ .

٢٦٢

منتقمون١ « فأمّا أهل طاعته فأثابهم بجواره » إنّ المتّقين في جنّاتٍ و نهرٍ في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ٢ « و خلّدهم في داره » قال تعالى بعد ذكر عذاب المكذّبين قل أذلك خيرٌ أم جنّة الخلد التي وعد المتّقون كانت لهم جزاءً و مصيراً لهم فيها ما يشآؤن خالدين كان على ربّك وعداً مسؤولاً٣ ،

و عباد الرّحمن الذين يمشون على الأرض هوناً و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً و الّذين يبيتون لربِّهم سجّداً و قياماً و الّذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراماً إنّها ساءت مستقراً و مقاما و الّذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواماً و الّذين لا يدعون مع اللَّه إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرّم اللَّه إلاّ بالحقّ و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً إلاّ من تاب و آمن و عمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل اللَّه سيئاتهم حسناتٍ كان اللَّه غفوراً رحيماً و من تاب و عمل صالحاً فانّه يتوب الى اللَّه متاباً و الّذين لا يشهدون الزّور و اذا مرّوا باللّغو مرّوا كراماً و الذين اذا ذكّروا بآيات ربِّهم لم يخرّوا عليها صُمّاً و عمياناً و الّذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا و ذرّيّاتنا قرّة أعينٍ و اجعلنا للمتقين إماماً أولئك يجزون الغرفة بما صبروا و يلقّون فيها تحيّةً و سلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً و مقاماً٤ ، « حيث لا يظعن النّزال » في ( الصحاح ) : ظعن أي : سار٥ . .

ادخلوها بسلام آمنين و نزعنا ما في صدورهم من غلّ اخواناً على

____________________

( ١ ) السجدة : ٢٢ .

( ٢ ) القمر : ٥٤ ٥٥ .

( ٣ ) الفرقان : ٦٣ ٧٦ .

( ٤ ) الفرقان : ٦٣ ٧٦ .

( ٥ ) الصحاح : ( ظعن ) .

٢٦٣

سررٍ متقابلين لا يمسّهم فيها نصبٌ و ما هم منها بمخرجين١ « و لا يتغيّر لهم الحال » . ادخلوا الجنّة لا خوفٌ عليكم و لا أنتم تحزنون٢ « و لا تنوبهم الافزاع » في ( الصحاح ) : النّوبة ( بالضّمّ ) الاسم من قولك نابه أمر و انتابه أي :

أصابه و النائبة المصيبة واحدة نوائب الدّهر٣ . .

للّذين أحسنوا الحسنى و زيادةٌ و لا يرهق وجوههم قترٌ و لا ذلّةٌ أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون٤ « و لا تنالهم الأسقام » إنَّ الّذين قالوا ربُّنا اللَّه ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنّة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدّنيا و في الآخرة و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدّعون نُزلاً من غفورٍ رحيمٍ٥ « و لا تعرض لهم الأخطار » في ( الصّحاح ) : الخطر الاشراف على الهلاك٦ ، « و لا تشخصهم الأسفار » تشخص من الاشخاص في ( الصحاح ) : شخص من بلد الى بلد ، ذهب و أشخصه غيره٧ . .

قد أفلح المؤمنون الّذين في صلاتهم خاشعون و الّذين هم عن اللّغو معرضون و الّذين هم للزّكاة فاعلون و الّذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانّهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون و الّذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون و الّذين هم

____________________

( ١ ) الحجر : ٤٦ ٤٨ .

( ٢ ) الأعراف : ٤٩ .

( ٣ ) الصحاح : ( نوب ) .

( ٤ ) يونس : ٢٦ .

( ٥ ) فصلت : ٣٠ ٣٢ .

( ٦ ) الصحاح : ( خطر ) .

( ٧ ) الصحاح : ( شخص ) .

٢٦٤

على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون١ « و أما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار » جهنّم يصلونها و بئس القرار٢ ، فأوردهم النّار و بئس الورد المورود٣ « و غلّ الأيدي الى الأعناق » في ( الصحاح ) : الغلّ واحد الاغلال يقال في رقبته غلّ من حديد و غللت يده الى عنقه و قد غلّ فهو مغلول٤ . .

إنّا اعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالاً و سعيراً٥ ، و جعلنا الأغلالال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلاّ ما كانوا يعملون٦ ، فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم و السّلاسل يسحبون في الحميم ثمّ في النار يسجرون٧ ، خذوه فغلّوه ثمّ الجحيم صلّوه ثمّ في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه٨ ، و اما قوله تعالى إنّا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي الى الأذقان فهم مقمحون و جعلنا من بين أيديهم سدّاً و من خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون٩ ، و قد استند اليه الخوئي فهو مثل ضربه اللّه تعالى للكفّار في الدنيا١٠ « و قرن النّواصي بالاقدام » في ( ٤١ ) الرّحمن يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي و الاقدام .

____________________

( ١ ) المؤمنون : ١ ١١ .

( ٢ ) إبراهيم : ٢٩ .

( ٣ ) هود : ٩٨ .

( ٤ ) الصحاح : ( غلل ) .

( ٥ ) الدهر : ٤ .

( ٦ ) سبأ : ٣٣ .

( ٧ ) غافر : ٧٠ ٧٢ .

( ٨ ) الحاقة : ٣٠ ٣٢ .

( ٩ ) يس : ٨ ٩ .

( ١٠ ) الخوئي ٧ : ٣٦٥ ح ١٠٨ .

٢٦٥

« و ألبسهم سرابيل القطران » في ( الصحاح ) عن الجاحظ : السّربال :

القميص و القطر بالكسر النحاس ، و منه قوله تعالى : من قطران١ . .

و تمام الآية و ترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد سرابيلهم من قطرانٍ و تغشى وجوههم النّار٢ .

« و مقطّعات النّيران » في سورة الحج ( ١٩ ) : هذان خصمان اختصموا في ربِّهم فالّذين كفروا قُطّعت لهم ثيابٌ من نارٍ . . « و في عذاب قد اشتدّ حرّه » في ( ١٩ ٢١ ) الحجّ يُصبُّ من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم و الجلود و لهم مقامع من حديد . فلا يخفّف عنهم العذاب و لا هم ينصرون٣ .

« و باب قد اطبق على أهله » في ( ٢٢ ) الحجّ كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ أعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق « في نار كلب و لجب » في ( الصحاح ) :

كلبه بالضّمّ الشدّة من البرد و غيره و كذلك الكلب بالتّحريك و دفعت عنك كلب فلان أي شرّه و اذاه و اللّجب الصّوت٤ « و لهب ساطع » في ( الصحاح ) : لهب النّار : لسانها و سطع الغبار و الرائحة و الصّبح اذا ارتفعت٥ « و قصيف هائل » في ( الصحاح ) : وعد قاصف : شديد الصّوت٦ . .

و اعتدنا لِمن كذّب بالسّاعة سعيراً اذا رأتهم من مكان بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً و زفيراً و اذا اُلقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هناك

____________________

( ١ ) الصحاح : ( سربل ) .

( ٢ ) إبراهيم : ٤٩ .

( ٣ ) البقرة : ٨٦ .

( ٤ ) الصحاح : ( كلب ) .

( ٥ ) الصحاح : ( لهب ) .

( ٦ ) الصحاح : ( قصف ) .

٢٦٦

ثبوراً لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً و ادعوا ثبوراً كثيراً١ « لا يظعن مقيمها » كذلك يريهم اللَّه أعمالهم حسراتٍ عليهم و ما هم بخارجين من النّار٢ ،

يريدون أن يخرجوا من النّار و ما هم بخارجين منها و لهم عذابٌ مقيم٣ ،

كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ اُعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق٤ .

« و لا يفادى أسيرها » إنّ الّذين كفروا لو أنّ لهم ما في الأرض جميعاً و مثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تُقبل منهم و لهم عذابٌ اليم٥ « و لا تفصم كبولها » في ( الصّحاح ) : فصم الشّي : كسره من غير أن يبيّن ، و الكبل القيد٦ .

« و لا مدّة للدّار فتفنى » و من خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون تلفح وجوههم النّار و هم فيها كالحون ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذّبون قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا و كنّا قوماً ضاليّن ربَّنا اخرجنا منها فان عدنا فإنّا ظالمون قال اخسئوا فيها و لا تكلِّمون٧ .

« و لا أجل للقوم فينقضى » و قال الّذين في النّار لخزنة جهنّم ادعوا ربّكم يخّف عنّا يوماً من العذاب قالوا ألم تك تأتيكم رسلكم بالبيّنات قالوا بلى قالوا فادعوا و ما دعاء الكافرين إلاّ في ضلالٍ٨ ، انّ المجرمين في عذاب جهنّم خالدون لا يفتّر عنهم و هم فيه مبلسون و ما ظلمناهم و لكن كانوا هم

____________________

( ١ ) الفرقان : ١١ ١٤ .

( ٢ ) البقرة : ١٦٧ .

( ٣ ) المائدة : ٣٧ .

( ٤ ) الحج : ٢٢ .

( ٥ ) المائدة : ٣٦ .

( ٦ ) الصحاح : ( فصم ) .

( ٧ ) المؤمنون : ١٠٣ ١٠٨ .

( ٨ ) غافر : ٤٩ ٥٠ .

٢٦٧

الظّالمين و نادوا يا مالك ليقض علينا ربُّك قال إنّكم ماكثون١ .

٢١

من الخطبة ( ٨٠ ) في خطبة عجيبة :

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اِقْتِدَاراً وَ مَرْبُوبُونَ اِقْتِسَاراً وَ مَقْبُوضُونَ اِحْتِضَاراً وَ مُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً وَ كَائِنُونَ رُفَاتاً وَ مَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً وَ مَدِينُونَ جَزَاءً وَ مُمَيَّزُونَ حِسَاباً قَدْ أُمْهِلُوا فِي طَلَبِ اَلْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِيلَ اَلْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ اَلْمُسْتَعْتِبِ وَ كُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ اَلرِّيَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ اَلْجِيَادِ وَ رَوِيَّةِ اَلاِرْتِيَادِ وَ أَنَاةِ اَلْمُقْتَبِسِ اَلْمُرْتَادِ فِي مُدَّةِ اَلْأَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ اَلْمَهَلِ فَيَا لَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً وَ مَوَاعِظَ شَافِيَةً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً وَ أَسْمَاعاً وَاعِيَةً وَ آرَاءً عَازِمَةً وَ أَلْبَاباً حَازِمَةً فَاتَّقُوا تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اِقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ أَيْقَنَ فَأَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ أَجَابَ فَأَنَابَ وَ رَجَعَ فَتَابَ وَ اِقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ أُرِيَ فَرَأَى فَأَسْرَعَ طَالِباً وَ نَجَا هَارِباً فَأَفَادَ ذَخِيرَةً وَ أَطَابَ سَرِيرَةً وَ عَمَّرَ مَعَاداً وَ اِسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَ وَجْهِ سَبِيلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ فَاتَّقُوا اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ وَ اِحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اِسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ وَ اَلْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ أقول : قوله عليه السّلام « عباد مخلوقون اقتدارا » و من آياته ان خلقكم من ترابٍ

____________________

( ١ ) الزخرف : ٧٤ ٧٧ .

٢٦٨

ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون١ ، اقرأ باسم ربِّك الذي خلق خلق الإنسان من علق٢ ، و لقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ثمّ جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين ثمّ خلقنا النطّفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثمَّ أنشأناه خلقاً آخر فتبارك اللَّه أحسن الخالقين٣ .

« و مربوبون اقتسارا » في ( الصحاح ) : رببت القوم : سستهم أي ، كنت فوقهم قال أبو نصر هو من الرّبوبية و قسره على الأمر : أكرهه عليه و كذلك اقتسره . .

و للَّه يسجد من في السّماوات و الأرض طوعاً و كرهاً و ظلالهم بالغدوّ و الآصال٤ ، قُل اللّهمّ مالك المُلك تؤتي الملك من تشاء و تنزع المُلك ممّن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شي‏ءٍ قديرٌ تولج الليل في النّهار و تولج النّهار في اللّيل و تخرج الحيّ من الميّت و تخرج الميّت من الحيّ و ترزق من تشاء بغير حساب٥ ، . قل أ فأتخذّتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً و لا ضرّا .٦ ، . و لا يملكون موتاً و لا حياةً و لا نشوراً٧ ، . و له أسلم من في السّماوات و الأرض طوعاً و كرهاً و إليه ترجعون٨ ، . يهب لمن يشاء إناثاً و يهبُ لمن يشاء الذّكور أو يزوّجهم

____________________

( ١ ) الروم : ٢٠ .

( ٢ ) العلق : ١ ٢ .

( ٣ ) المؤمنون : ١٢ ١٤ .

( ٤ ) الصحاح : ( ربب ) ، و الرعد : ١٥ .

( ٥ ) آل عمران : ٢٦ ٢٧ .

( ٦ ) الرعد : ١٦ .

( ٧ ) الفرقان : ٣ .

( ٨ ) آل عمران : ٨٣ .

٢٦٩

ذكراناً و إناثاً و يجعل من يشاء عقيماً .١ .

و روى ( توحيد الصّدوق ) عن أحد أصحاب أبي منصور المتطبّب قال :

كنت أنا و ابن أبي العوجاء و عبد اللَّه بن المقفّع في المسجد الحرام فقال ابن المقفّع : أترون هذا الخلق ( و أومى بيده الى موضع الطّواف ) ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانيّة إلاّ ذلك الشيخ الجالس ( يعني جعفر بن محمد عليه السّلام ) فأمّا الباقون فرعاع و بهائم فقال له ابن أبي العوجاء : و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء ؟ قال لأني رأيت عنده ما لم أر عندهم فقال بن أبي العوجاء : لا بدّ من اختبار ذلك فقال له ابن المقفّع : لا تفعل فانّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك فقال : ليس ذا رأيك لكنّك تخاف أن يضعف رأيك عندي في اجلالك إيّاه المحلّ الذي وصفت فقال له : امّا اذ توهّمت عليّ هذا فقم اليه و تحفظ ما استطعت من الزّلل و لا تثن عنانك الى ارسال يسلمك الى عقال و سمّه مالك أو عليك قال : فقام ابن أبي العوجاء و بقيت و ابن المقفّع فرجع الينا فقال : يا ابن المقفّع ما هذا ببشر و ان كان في الدّنيا روحانيّ يتجسّد اذا شاء ظاهراً و يتروّح إذا شاء باطناً فهو هذا فقال : و كيف ؟ قال : جلست عنده فلّما لم يبق عنده غيري ابتدأ بي فقال : ان يكن الأمر على ما يقول هؤلاء و هو على ما يقولون ( يعني أهل الطواف ) فقد سلموا و عطبتم و ان يكن الأمر على ما تقولون و ليس كما تقولون فقد استويتم أنتم و هم فقلت له : و أي شي‏ء نقول ؟ و أي شي‏ء يقولون ؟ ما قولي و قولهم إلاّ واحد قال : كيف يكون قولك و قولهم واحدا و هم يقولون : انّ لهم معادا و ثوابا و عقابا و يدينون بانّ للسّماء إلها و انّها عمران و أنتم تزعمون انّ السّماء خراب ليس فيها أحد ، قال : فاغتنمتها منه فقلت له : ما منعه ان كان الأمر كما تقول ان يظهر لخلقه و يدعوهم الى عبادته

____________________

( ١ ) الشورى : ٤٩ ٥٠ .

٢٧٠

حتّى لا يختلف منهم اثنان و لم احتجب عنهم و أرسل اليهم الرّسل و لو باشرهم بنفسه كان أقرب الى الايمان به فقال لي : ويلك و كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك و نشأك و لم تكن و كبرك بعد صغرك و قوّتك بعد ضعفك و ضعفك بعد قوّتك و سقمك بعد صحّتك و صحّتك بعد سقمك و رضاك بعد غضبك و غضبك بعد رضاك و حزنك بعد فرحك ، و فرحك بعد حزنك ، و حبّك بعد بغضك ، و بغضك بعد حبّك ، و عزمك بعد إباءك ، و إباءك بعد عزمك ، و شهوتك بعد كراهتك ، و كراهتك بعد شهوتك ، و رغبتك بعد رهبتك ،

و رهبتك بعد رغبتك ، و رجاك بعد يأسك ، و يأسك بعد رجاءك ، و خاطرك بما لم يكن في وهمك ، و غروب ما أنت معتقد عن ذهنك قال : و ما زال يعدّ عليّ قدراته التي هي في نفسي الّتي لا أدفعها حتّى ظننت انّه سيظهر فيما بيني و بينه١ .

« و مقبوضون احتضارا » اللَّه يتوفّى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت و يرسل الاُخرى الى أجلٍ مسمّىً انّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون٢ ، فلو لا إذا بلغت الحلقوم و أنتم حينئذٍ تنظرون و نحن أقرب اليه منكم و لكن لا تبصرون فلو لا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين٣ ، هو الذي يتوفاكم باللّيل و يعلم ما جرحتم بالنّهار ثمّ يبعثكم فيه ليقضي أجلٌ مسمّىً ثمّ اليه مرجعكم ثمّ ينبّئكم بما كنتم تعملون٤ ، و هو القاهر فوق عباده و يرسل عليكم حَفَظَةً حتّى اذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا و هم لا يفرّطون ثمّ ردّوا الى اللَّه

____________________

( ١ ) الاعتقادات للصدوق : ١٢٦ ح ٤ .

( ٢ ) الزمر : ٤٢ .

( ٣ ) الواقعة : ٨٣ ٨٧ .

( ٤ ) الأنعام : ٦٠ .

٢٧١

مولاهم الحقّ الا له الحكم و هو أسرع الحاسبين١ ، قل يتوفاكم ملكُ الموت الّذي وكّل بكم ثمّ إلى ربّكم ترجعون٢ ، قل انّ الموت الّذي تفرّون منه فانّه ملاقيكم ثمّ تردّون الى عالم الغيب و الشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون٣ ،

كلاّ إذا بلغت التّراقي و قيل من راقٍ و ظنَّ انّه الفراق و التفّت السّاق بالسّاق إلى ربِّك يومئذٍ المساق٤ .

« و مضمّنون اجداثا » فبعثَ اللَّه غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النّادمين٥ ، منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارةً اُخرى٦ ، و في الخبر سئل الباقر عليه السّلام لأيّ علّة يولد الإنسان هاهنا و يموت في موضع آخر فقال عليه السّلام : لأنّ اللَّه تعالى خلق خلقه من أديم الأرض فمرجع كلّ انسان الى تربته٧ ، ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياءً و أمواتاً٨ .

و روي عن يحيى بن هرثمة الذي أرسله المتوكّل لاشخاص الهادي عليه السّلام اليه انّه كان معه قائد شامي و كاتب متشيّع فقال له : من قول صاحبكم ليس من الأرض بقعة إلاّ و هي قبر أو ستكون قبراً فمن يموت في هذه البريّة العظيمة حتّى تمتلي قبورا و تضاحكوا منه فانخذل الى أن قال : فسرنا في الرّجوع الى

____________________

( ١ ) الأنعام : ٦١ ٦٢ .

( ٢ ) السجدة : ١١ .

( ٣ ) الجمعة : ٨ .

( ٤ ) القيامة : ٢٦ ٣٠ .

( ٥ ) المائدة : ٣١ .

( ٦ ) طه : ٥٥ .

( ٧ ) علل الأحكام للصدوق ١ : ٢٩٠ ، و نقله المجلسي في البحار ٥٧ : ٣٥٨ .

( ٨ ) المرسلات : ٢٥ ٢٦ .

٢٧٢

موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة و أرعدت و أبرقت حتّى اذا صارت على رؤسنا أرسلت علينا بردا مثل الصّخور و قد شدّ الهادي عليه السّلام على نفسه و غلمانه الخفاتين و لبسوا اللّبابيد و البرانس قبل و كنّا في تموز أشدّ ما يكون من الحرّ فقال لغلمانه : ادفعوا الى يحيى لبّادة و الى الكاتب برنسا فقتل البرد من أصحابي ثمانين و زالت السّحابة و رجع الحرّ فقال الهادي عليه السّلام : يا يحيى مر من بقي من أصحابك ليدفن من قد مات ، ثمّ قال : يا يحيى هكذا يملأ اللَّه قبورا قال يحيى : فرميت نفسي عن دابتي و قبّلت ركابه و قلت : اشهد انّكم خلفاء اللَّه في أرضه و كنت كافرا و قد أسلمت الآن على يديك و تشيّعت١ .

و في ( الصحاح ) الجدث : القبر و الجمع أجدث و أجداث ، قال المتنخّل الهذلي :

عرفت بأجدث فنعاف عرق

علامات كتحبير النّماط٢

قلت : كون أجدث جمع جدث أيضا غير معلوم و ان تبعه ( القاموس ) فلم يذكر ( المصباح ) و ( النّهاية ) غير ( أجداث )٣ و الشعر الذي أنشده غلط لأنّ أجدث فيه موضع كنعاف .

« و كائنون رفاتا » في ( الصحاح ) الرّفات : الحطام قال تعالى ءاذا كنّا عظاماً و رفاتاً .٤ .

و في ( غريب قرآن السّجستاني ) : رفاتا وفتاتا واحد و يقال الرّفات : ما تناثر من كلّ شي‏ء٥ .

« بلى و مبعوثون أفرادا » . يخرجون من الأجداث كأنّهم

____________________

( ١ ) الخرائج و الجرائح للقطب الراوندي : ٢٠٩ و نقله المجلسي في البحار ٥ : ١٤٢ ١٤٤ .

( ٢ ) الصحاح : ( جدث ) .

( ٣ ) المصباح المنير للفيتوري : ٩٢ ، قاموس المحيط للفيروز آبادي : ٢١٣ ( الجدث ) .

( ٤ ) الصحاح : ( رفت ) و الآية : ٤٩ من سورة الاسراء .

( ٥ ) غريب الحديث للسجستاني : ٨٩ .

٢٧٣

جرادٌ منتشرٌ١ .

« و مدينون جزاء » فلو لا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين٢ ، يومئذٍ يصدر النّاس اشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره٣ ، و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئاً و إن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ آتينا بها و كفى بنا حاسبين٤ ، يا بنيّ انّها ان تكُ مثقال حبّةٍ من خردل فتكن في صخرة أو في السّماوات أو في الأرض يأتِ بها اللَّه إنّ اللَّه لطيفٌ خبيرٌ٥ .

« و مميّزون حسابا » يا أيُّها النّاس اتّقوا ربّكم و اخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولده و لا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئاً إنّ وعد اللَّه حقٌّ فلا تغرّنكم الحياة الدُّنيا و لا يغرّنّكم باللَّه الغرور٦ ، و اتّقوا يوماً لا تجزى نفسٌ عن نفسٍ و لا يقبل منها عدلٌ و لا تنفعها شفاعةٌ و لا هم ينصرون٧ .

« قد أمهلوا في طلب المخرج » أفحسبتم انّما خلقناكم عبثاً و انّكم الينا لا ترجعون٨ ، أيحسب الإنسان أن يُترك سدى٩ .

« و هدوا سبيل المنهج » إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه

____________________

( ١ ) القمر : ٧ .

( ٢ ) الواقعة : ٨٥ ٨٦ .

( ٣ ) الزلزال : ٦ ٨ .

( ٤ ) الأنبياء : ٤٧ .

( ٥ ) لقمان : ١٦ .

( ٦ ) لقمان : ٣٣ .

( ٧ ) البقرة : ١٢٣ .

( ٨ ) المؤمنون : ١١٥ .

( ٩ ) القيامة : ٣٦ .

٢٧٤

فجعلناه سميعاً بصيراً إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً و إمّا كفوراً١ ،

و نفسٍ و ما سوّاها فألهمها فجورها و تقواها٢ ، بالرسول الباطن و هو العقل كما ذكّرها بالرسول الظاهر .

و في ( الصحاح ) النهج الطريق الواضح و كذلك المنهج و المنهاج٣ .

« و عمّروا مهل المستعتب » في ( الصحاح ) اعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني قال الخليل العتاب مخاطبة الاذلال و مذاكرة الموجدة٤ .

قال تعالى ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه و ما نزل من الحقِّ و لا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثيرٌ منهم فاسقون٥ .

و في الخبر أنّ قوله تعالى أ و لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر .٦ خطاب لابن ثماني عشرة سنة٧ .

و في ( الكافي ) عن الباقر عليه السّلام : أنّ الشّمس لتطلع و معها أربعة أملاك ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و ابشر و ملك ينادي يا صاحب الشّرّ انزع و اقصر٨ . .

« و كشف » هكذا في ( المصرية )٩ و الصواب ( و كشفت ) كما في ( ابن ابي

____________________

( ١ ) الدهر : ٢ ٣ .

( ٢ ) الشمس : ٧ ٨ .

( ٣ ) الصحاح : ( نهج ) .

( ٤ ) الصحاح : ( عتب ) .

( ٥ ) الحديد : ١٦ .

( ٦ ) فاطر : ٣٧ .

( ٧ ) مجمع البيان للطبري ٥ : ٣٠٦ .

( ٨ ) الكافي ٤ : ٤٢ ح ١ .

( ٩ ) الطبعة المصرية ، بلفظ ( كشفت ) : ١٩٠ ح ٧٩ .

٢٧٥

الحديد و ابن ميثم و الخطية )١ .

« عنهم سدف الرّيب » في ( الصحاح ) : قال الأصمعي السَّدفة و السدفة في لغة نجد : الظّلمة و في لغة غيرهم : الضّوء و كذلك السَّدف بالتّحريك ، و قال أبو عبيد و بعضهم يجعل السّدفة اختلاط الضّوء و الظّلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر و الاسفار و قد أسدف اللّيل أي اظلم ، و منه قول العجاج ( و اقطع الليل اذا ما أسدفا ) و السّدف اللّيل قال الشاعر ( بارعن كالسّدف المظلم )٢ .

و الرّيب الشّك و الرّيب ما رابك من أمر و الاسم الريبة بالكسر و هي التّهمة و الشّك . ، قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله للنّاس في حجّة الوداع ، ما من شي‏ء يقرّبكم من الجنّة إلاّ أمرتكم به و ما من شي‏ء يقرّبكم من النّار إلاّ نهيتكم عنه٣ .

و قال تعالى : لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرُّشد من الغيّ٤ .

« و خلوّ المضمار الجياد » في ( الصحاح ) : تضمير الفرس أن يعلفه حتّى يسمن ثمّ يرده الى القوت ، و ذلك في أربعين يوما و هذه المدّة تسمّى المضمار و الموضع الّذي يضمر فيه الخيل أيضا مضمار٥ .

و جاد الفرس أي : صار رائعا يجود جودة ( بالضّمّ ) فهو جواد للّذكر و الانثى من خيل جياد و أجياد و أجاويد . .

قال تعالى فاستبقوا الخيرات إلى اللَّه مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون٦ .

____________________

( ١ ) شرح بن ابي الحديد ٦ : ٢٥٢ و شرح ابن ميثم ٢ : ٢٤٤ ح ٨٠ بلفظ ( كشف ) .

( ٢ ) الصحاح : ( سدف ) .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٧٤ ح ٢ .

( ٤ ) البقرة : ٢٥٦ .

( ٥ ) الصحاح : ( ضمر ) .

( ٦ ) المائدة : ٤٨ .

٢٧٦

« و رويّة الارتياد » في ( الصحاح ) : الرّويّة : التفكّر في الأمر جرت في كلامهم غير مهموز١ .

قال وراد الكلا يروده رودا و ريادا و ارتاده ارتيادا بمعنى أي طلبه و الرّائد الّذي يرسل في طلب الكلأ يقال : لا يكذب الرّائد أهله . .

قال تعالى يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقوا اللَّه و لتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ و اتّقوا اللَّه انّ اللَّه خبيرٌ بما تعملون٢ ، و لا تكونوا كالّذين نسوا اللَّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النّار و أصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون٣ .

و قال عليه السّلام لكليب الجرمي لمّا بعثه قوم من البصرة اليه عليه السّلام قبل وروده عليه السّلام ليعلم لهم حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبّهة عنهم فبيّن عليه السّلام لهم ما علم به انّه على الحقّ ، ثمّ قال له : بايع فقال انّي رسول قوم و لا أفعل حتى أرجع اليهم و أرى ما يقولون ، فقال عليه السّلام لو انّهم بعثوك رائدا فرجعت اليهم و أخبرتهم عن الماء و الكلاء فخالفوا الى المعاطش و المجادب ما كنت صانعا ؟ قال كنت تاركهم قال عليه السّلام فامدد يدك إذن ، قال فما استطعت الامتناع بعد قيام الحجّة٤ .

« و أناة المقتبس المرتاد » في ( الصّحاح ) : تأنّى في الأمر أي : ترقق و انتظر و استأنى به أي : انتظر يقال استونى به حولا و الاسم الأناة مثل قناة ، تقول :

تأنّيتك حتّى لا أناة بي و القبس شعلة من النّار و كذلك المقباس٥ .

____________________

( ١ ) الصحاح : ( روا ) .

( ٢ ) الحشر : ١٨ .

( ٣ ) الحشر : ١٩ ٢٠ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ٢٩٩ .

( ٥ ) الصحاح : ( أنا ) .

٢٧٧

« في مدّة الأجل » و انفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِّ لو لا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق و أكن من الصّالحين و لن يؤخّر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها و اللَّه خبيرٌ بما تعملون١ .

« و مضطرب المهل » حكم عليه السّلام بكون مهل الانسان مضطربا لأنّ الانسان لا يدري أي وقت يجيي‏ء موته أفي شبابه أم كهولته أم شيخوخته .

« فيالها أمثالا صائبة » من قولهم سهم صائب و الأمثال الصّائبة للانسان و الدّنيا على أنحاء منها من حيث فنائها كقوله تعالى . يا أيُّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدُّنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون انما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض ممّا يأكل النّاس و الأنعام حتّى اذا أخذت الأرض زخرفها و ازّينت و ظنّ أهلها انّهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس .٢ ، و منها من حيث عدم ثبات من يستندون اليه من أهل الدّنيا كقوله تعالى مثل الّذين اتّخذوا من دون اللَّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً و إنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعملون٣ ، و منها من حيث عجز من يعتمدون عليه كقوله تعالى يا أيُّها النّاس ضرب مثلٌ فاستمعوا له انّ الّذين تدعون من دون اللَّه لن يخلقوا ذُباباً و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذّباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطّالب و المطلوب٤ .

« و مواعظ شافية » من أمراض الأخلاق الرّذيلة يا أيُّها النّاس قد جائتكم

____________________

( ١ ) المنافقون : ١٠ ١١ .

( ٢ ) يونس : ٢٣ ٢٤ .

( ٣ ) العنكبوت : ٤١ .

( ٤ ) الحج : ٧٣ .

٢٧٨

موعظةٌ من ربِّكم و شفاءٌ لما في الصّدور و هدىً و رحمةٌ للمؤمنين١ .

« لو صادفت قلوبا زاكية » يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللَّه بقلبٍ سليم٢ ، قد أفلح من زكاها و قد خاب من دسّاها٣ .

« و أسماعا واعية » في ( الصحاح ) : وعيه أي : حفظه . . . و تعيها أذُنٌ واعيةٌ٤ .

« و آراء عازمة » في ( الصّحاح ) عزمت على كذا عزما و عزما بالضّمّ و عزيمة و عزيما اذا أردت فعله و قطعت عليه قال تعالى و لم نجد له عزما٥ .

و في الخبر : المؤمن أشدّ من الجبل لا يعمل في دينه ، و قال الحسين عليه السّلام لو لم يكن لي ملجأ في الدّنيا و لا ناصر لما بايعت يزيد و حضر للجهاد في سبيل الحقّ مع تلك العدّة القليلة٦ .

« و البابا حازمة » في ( الصحاح ) : اللّب : العقل و الجمع ألباب ، و الحزم : ضبط الرّجل أمره ، و أخذه بالثّقة ، و حزم الرّجل ( بالضّمّ ) حزامة فهو حازم و احتزم و تحزّم بمعنى أي : تلبّب ، و ذلك اذا شدّ وسطه بحبل٧ . .

الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللَّه و أولئك هم اُولو الألباب٨ .

____________________

( ١ ) يونس : ٥٧ .

( ٢ ) الشعراء : ٨٨ ٨٩ .

( ٣ ) الشمس : ٩ ١٠ .

( ٤ ) الحاقة : ١٢ .

( ٥ ) طه : ١١٥ ، الصحاح : ( عزم ) .

( ٦ ) تفسير العياشي ٢ : ٣٠١ و نقله المجلسي في بحار الأنوار عن ( أبي عبد اللَّه ) ٦٣ : ٢٥٧ ح ١٢٥ .

( ٧ ) الصحاح : ( لبب ) .

( ٨ ) الزمر : ١٨ .

٢٧٩

« فاتّقوا » هكذا في ( المصرية )١ و الصواب ( فاتّقوا اللَّه ) كما في ( ابن ابي الحديد و ابن ميثم و ( الخطية )٢ .

« تقيّة من سمع فخشع » و إذا سمعوا ما اُنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقِّ .٣ ، ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه و ما نزل من الحقِّ و لا يكونوا كالّذين اُوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثيرٌ منهم فاسقون٤ .

« و اقترف فاعترف » في ( الصحاح ) : الاقتراف : الاكتساب و قارف فلان الخطيئة أي : خالطها٥ . .

و الذين اذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم .٦ .

في ( تفسير القمّي ) لمّا حاصر النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله بني قريظة قالوا ابعث لنا أبا لبابة نستشيره في أمرنا فقال صلَّى اللَّه عليه و آله له ائت حلفاءك فأتاهم فقالوا له ما ترى ؟

أ ننزل على حكمه ؟ فقال نعم و اعلموا انّ حكمه فيكم و أشار الى حلقه أي الذّبح ثمّ ندم فقال خنت اللَّه و رسوله و نزل من حصنهم و لم يرجع اليه صلَّى اللَّه عليه و آله و مرّ الى المسجد و شدّ في عنقه حبلا ثمّ شدّه الى الاسطوانة الّتي تسمّى اسطوانة التّوبة و قال لا أحلّه حتى أموت أو يتوب اللَّه عليّ فبلغ ذلك النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله فقال انّا لو أتانا لاستغفرنا اللَّه له و امّا اذ قصد الى ربّه فاللَّه أولى به

____________________

( ١ ) الطبعة المصرية المصححة كما ذكر المصنف : ١٩٠ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٢٥٥ ، و شرح ابن ميثم ٢ : ٢٤٦ بلفظ ( فأتقوا تقيّة ) .

( ٣ ) المائدة : ٨٣ .

( ٤ ) الحديد : ١٦ .

( ٥ ) الصحاح : ( قرف ) .

( ٦ ) آل عمران : ١٣٥ .

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

أُولئك هم الآمنون يوم القيامة(٥) وفي يد كوكبائيل(٦) لواء من نور، يضرب في السماء الرابعة، مكتوب عليه، لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، طوبى لأُمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يتصدّقون بالنهار، ويقومون في اللّيل بالدّعاء والاستغفار، ينظر الله إليهم ويرضى عنهم، وفي يد شمشائيل لواء من نور، يضرب في السماء الثالثة، مكتوب عليه: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله طوبى لأُمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صيامهم جنّة من النار. وفي يد اسماعيل لواء من نور، يضرب في السماء الثانية، مكتوب عليه، لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، (طوبى لأُمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و)(٧) يجوزون الصراط يوم القيامة كالبرق الخاطف، وفي يد دردائيل(٨) لواء من نور، يضرب في السماء الدنيا، مكتوب عليه: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، السلام عليكم يا أُمة محمّد، ابشروا بالنعيم الدّائم، وجوار الرّحمان، وجوار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجوار الملائكة ».

[ ٨٥٨٥ ] ٢ - وعنه: عن علي بن أبي خلف الطبري، عن محمّد بن اسحاق المروزي، عن اسحاق بن [ محمّد ](١) عن محمّد بن شعيب الناري، عن محمّد بن جمشيد، عن جوير، عن ليث بن ابي سليم، عن مجاهد، عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________________

(٥) جاء في هامش الحجرية ما نصّه: « قد سقط في الخبر أو النسخة ذكر ملكين وسماءين ».

(٦) في البحار: كوكيائيل.

(٧) ما بين القوسين ليس في البحار.

(٨) وفيه: درديائيل.

٢ - نوادر الراوندي، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٤ ح ٨ باختلاف يسير.

(١) أثبتناه من البحار.

٤٢١

« إنّ أبواب السماء تفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه، فليس من عبد يصلي في ليلة منه، إلّا كتب الله عزّوجلّ له بكلّ سجدة، الفا وخمسمائة حسنة، وبنى له بيتا في الجنّة من ياقوته حمراء، لها سبعون الف باب، لكل باب منها مصراعان من ذهب، موشحّ بياقوتة حمراء، وكان له بكلّ سجدة سجدها في ليل أو نهار، شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، فإذا صام أوّل يوم من شهر رمضان، غفر الله له كلّ ذنب تقدّم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان، وكان كفّارة إلى مثلها من الحول، وكان له بكل يوم يصومه من شهر رمضان، قصر في الجنّة، له ألف باب من ذهب، واستغفر له سبعون الف الف [ ملك ](٢) تأتي غدوة إلى أن توارى بالحجاب ».

[ ٨٥٨٦ ] ٣ - وعنه: عن علي عن عبدالله بن جعفر الحافظ، عن عمران بن أحمد، عن أبي محمّد سعيد، عن أحمد بن موسى، عن حماد بن عمرو، عن يزيد بن رفيع، عن ابي عالية، عن عبدالله بن مسعود قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « من صام رمضان، ثمّ حدث نفسه أن يصومه ان عاش، فإن مات بين ذلك دخل الجنّة، وما من نفقة إلّا ويسأل العبد عنها، إلّا النفقة في شهر رمضان صلة للعباد، وكان كفّارة لذنوبهم، ومن تصدق في شهر رمضان بصدقة، مثقال ذرّة فما فوقها، كان اثقل عند الله عزّوجلّ من جبال الأرض، ذهبا تصدق بها في غير رمضان، ومن قرأ آية في رمضان أو سبّح، كان له من الفضل على غيره، كفضلي على أُمتي، فطوبي لمن ادرك رمضان،

____________________________

(٢) أثبتناه من البحار.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٥ ح ٩.

٤٢٢

ثم طوبى له « فقالوا: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما طوبى؟ قال: » اخبرني جبرئيل: أنّها شجرة غرسها الله بيده، تحمل كلّ نعيم خلق(١) الله عزّوجلّ لأهل الجنّة، وأن عليها ثمارا بعدد النّجوم، في كلّ ثمرة مثل ثدي النّساء، تخرج في كلّ ثمرة منها اربعة انهار: ماء، وخمر، وعسل، ولبن، وسعة كلّ نهر ما بين المغرب والمشرق، وعرضه ما بين السماء والأرض، ومن صلّى ركعتين في رمضان، تحسب له ذلك بسبعمائة الف ركعة في غير رمضان، فإنّ العمل يضاعف في شهر رمضان »، فقالوا: يا رسول الله كم يضاعف؟ قال: « اخبرني جبرئيل قال: تضاعف الحسنات بالف الف، كلّ حسنة منها افضل من أُحد(٢) ، وهو قوله تعالى:( وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ) (٣) ».

[ ٨٥٨٧ ] ٤ - وعنه: عن عبد الرحيم بن محمّد، عن محمّد بن علي، [ عن أبي القاسم بن محمّد، عن أبي عبد الرحمان، عن اسحاق بن وهب، عن عبد الملك بن يزيد عن أبي إسماعيل بن خالد، عن جعفر بن محمّد(١) ، عن أبيه عن جده، عن علي بن ابي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من صام شهر رمضان، فاجتنب فيه الحرام والبهتان، رضي الله عنه، واوجب له الجنان ».

____________________________

(١) في البحار: خلقها.

(٢) وفيه: جبل أُحد.

(٣) البقرة ٢: ٢٦١.

٤ - نوادر الراوندي: النسخة المتوفرة خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٦ ح ١٠.

(١) أثبتناه من البحار.

٤٢٣

[ ٨٥٨٨ ] ٥ - وعنه: عن ابي الحسن بن علي، عن عبدالله بن جعفر، [ عن احمد بن محمّد ](١) عن احمد بن جعفر، عن الحسين بن اسماعيل، عن يوسف بن سعد، عن زايد القمي، عن مرّة الهمداني، عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله [ أنّه قال ](٢) وقد دنا رمضان: « لو يعلم العبد ما في رمضان، يودّ أن يكون رمضان السنة، فقال رجل من خزاعة: يا رسول الله، وما فيه؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الجنّة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول، فإذا كان أوّل ليلة من رمضان، هبت ريح من تحت العرش، فصفقت ورق الجنّة، فتنظر حور العين إلى ذلك، فيقلن: يا ربّ اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا، تقرّ أعيننا بهم وتقرّ اعينهم بنا، فما من عبد صام رمضان، إلّا زوّجه الله تعالى من الحور، في خيمة من درّة مجوّفة، كما نعت الله سبحانه وتعالى في كتابه:( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) (٣) على كلّ واحدة منهن سبعون [ ألف ](٤) حلة، ليست واحدة منهن على لون الأُخرى، ويعطى سبعين لونا(٥) من الطّيب، ليس منها طيب على لون آخر، وكلّ امرأة منهن على سرير من ياقوته حمراء، متوشّحة من درّ، عليها سبعون فراشا بطائنها من استبرق، وفوق سبعين فراشا سبعون أريكة، لكل امرأة منهن سبعون

____________________________

٥ - نوادر الراوندي: النسخة المتداولة خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٦ ح ١٢.

(١) أثبتناه من البحار.

(٢) أثبتناه من البحار.

(٣) الرحمن ٥٥: ٧٢.

(٤) أثبتناه من البحار.

(٥) في البحار: ألفاً.

٤٢٤

ألف(٦) وصيفة (لخدمتها، وسبعون للقياها زوجها)(٧) ، مع كلّ وصيفة منهن صحفة(٨) من ذهب، فيها لون من الطّعام، هذا لكلّ يوم صام من رمضان، سوى ما عمل من حسنات ».

[ ٨٥٨٩ ] ٦ - وعنه: عن عبد الجبّار بن احمد بن محمّد الرّوياني، عن عبد الواحد بن محمّد بن سلام، عن اسماعيل بن الزّاهد، عن محمّد بن احمد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مسلم بن ابراهيم، عن عمرو بن حمزة، عن ابي الرّبيع، عن أنس بن مالك قال: لمـّا حضر شهر رمضان، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سبحان الله، ماذا تستقبلون؟ وماذا يستقبلكم؟ » قالها ثلاث مرات، فقال عمر: وحي نزل أو عدوّ حضر، قال: « لا، ولكنّ الله تعالى يغفر في أوّل رمضان، لكلّ أهل هذه القبلة »، قال: ورجل في ناحية القوم يهزّ رأسه، ويقول: بخ بخ، فقال (النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ): « كأنّك ضاق صدرك ممـّا سمعت »، قال: لا والله، يا رسول الله، ولكن ذكرت المنافقين، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « المنافق كافر، وليس لكافر في ذا شئ ».

[ ٨٥٩٠ ] ٧ - وبهذا الإسناد: عن محمّد بن احمد، عن اسماعيل بن اسحاق، عن عبدالله بن مسلمة، عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ارتقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على

____________________________

(٦) كذا في الطبعة الحجرية والبحار، واستظهر الشيخ المصنف زيادتها.

(٧) ما بين القوسين ليس في البحار.

(٨) في البحار: صفحة.

٦ - نوادر الراوندي، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٧ ح ١٣.

٧ - نوادر الراوندي، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٧ ح ١٣.

٤٢٥

المنبر درجة، فقال: « آمين »، ثمّ ارتقى الثّانية فقال: « آمين »، ثمّ ارتقى الثّالثة فقال: « آمين » ثمّ استوى فجلس، فقال أصحابه: على ما أمّنت؟ فقال: « أتاني جبرئيل، فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنّة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين ».

[ ٨٥٩١ ] ٨ - وعنه: عن عبد الجبار بن احمد، عن الحاكم ابي الفضل التّرمذي، عن عبدالله بن صالح، عن محمّد بن احمد، عن اسماعيل بن اسحاق، عن ابراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمّد، عن سهيل بن مالك، عن أبيه، عن ابي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا استهلّ رمضان، غلقت أبواب النّار، وفتحت أبواب الجنّة(١) وصفدت الشياطين ».

[ ٨٥٩٢ ] ٩ - وعنه: عن عبد الواحد بن علي بن الحسين، عن عبد الواحد بن محمّد(١) عن احمد بن عمران بن موسى، عن احمد بن هشام، عن محمّد بن نصير(٢) عن احمد(٣) بن الهيثم، عن عمرو بن الأزهر، عن ابان بن ابي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول

____________________________

٨ - نوادر الراوندي، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٤.

(١) في البحار: الجنان.

٩ - نوادر الراوندي، النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٥.

(١) في البحار زيادة: عن الحسين بن محمّد.

(٢) في البحار: نصر.

(٣) في البحار: علي بن هيثم.

٤٢٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان، نادى الجليل تبارك وتعالى، رضوان خازن الجنّة، فيقول: [ يا رضوان فيقول ](٤) : لبّيك ربّي وسعديك، فيقول: نجد(٥) جنّتي وزيّنها، للصّائمين من أُمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تغلقها عنهم، حتّى ينقضي شهرهم، قال: ثمّ يقول: يا مالك، فيقول: لبّيك ربّي وسعديك، فيقول: اغلق أبواب الجحيم، عن الصّائمين من أُمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تفتحها عليهم، حتّى ينقضي شهرهم، ثمّ يقول لجبرئيل: [ يا جبرئيل ](٦) فيقول: لبّيك(٧) وسعديك، فيقول: انزل إلى الأرض، فغل فيها مردة الشياطين، حتّى لا يفسدوا على عبادي صومهم، ولله تبارك وتعالى ملك في السماء الدنيا، يقال له دردريا(٨) رأسه تحت العرش، وله جناحان: جناح مكلّل بالياقوت، والآخر بالدّر، وقد جاوز المشرق والمغرب، ينادي الشهر كله: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر اقصر هل من سائل فيعطى سؤله؟ وهل من داع فتستجاب دعوته؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ والله تعالى يقول الشهر كله: هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من مستغفر يغفر(٩) له؟ عبادي اصبروا وابشروا، فتوشكوا ان تنقلبوا إلى رحمتي وكرامتي، قال: ولله عزّوجلّ عتقاء عند كلّ فطر، رجال ونساء ».

____________________________

(٤) أثبتناه من البحار.

(٥) التنجيد: التزيين، يقال: بيت مُنَجَّد: أي مُزَيَّن (مجمع البحرين ج ٣ ص ١٤٩).

(٦) أثبتناه من البحار.

(٧) في البحار زيادة: ربِّي.

(٨) الظاهر درديائيل - منه (قدّه).

(٩) في البحار: فيغفر له، ويقول عزّوجلّ.

٤٢٧

[ ٨٥٩٣ ] ١٠ - وبهذا الأسناد: عن [ أحمد بن ](١) عمران بن موسى، عن احمد بن هاشم، عن احمد بن عبدالله بن ابي نصر، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن ابي هشام، عن محمّد بن محمّد، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اعطيت امتي في شهر رمضان خمس خصال، لم يعطاها احد قبلهم: خلوف(٢) فم الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك، وتستغفر له الملائكة حتّى يفطر، وتصفّد(٣) فيه مردة الشياطين، فلا يصلوا فيه [ إلى ](٤) ما كانوا يصلون في غيره، ويزيّن الله فيه كلّ يوم جنّته، ويقول: يوشك عبادي الصّالحون ان يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا اليك، ويغفر لهم في آخر ليلة منه »، قيل: يا رسول الله، أهي(٥) ليلة القدر؟ قال: « لا، ولكنّ العامل إنّما يوفّى أجره إذا انقضى عمله ».

[ ٨٥٩٤ ] ١١ - وعن أبي القاسم الورّاق، عن أبي محمّد، عن عمير(١) بن (احمد)، عن أبيه، عن محمّد بن سعيد، عن هدبة، عن همام بن

____________________________

١٠ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٥.

(١) أثبتناه من البحار.

(٢) الخلوف: رائحة الفم المتغير (مجمع البحرين ج ٥ ص ٥٣).

(٣) تصفد: أي تشد وتوثق بالأغلال. (مجمع البحرين ج ٣ ص ٨٨).

(٤) أثبتناه من البحار.

(٥) في البحار: أيّ.

١١ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٩ ح ١٨.

(١) في البحار: عمر.

(٢) كان في الطبعة الحجرية زيادة: « أبي أحمد عن عمر بن أحمد » وما أثبتناه من البحار.

٤٢٨

يحيى، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن سلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه ، قال: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر يوم [ من ](٣) شعبان فقال: « قد أظلكم شهر رمضان، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيامه لله عزّوجلّ تطوّعاً، من تقّرب فيه بخصلة من خير، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضة، كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصّبر [ والصبر ](٤) ثوابه الجنّة، وشهر المواساة، شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ».

[ ٨٥٩٥ ] ١٢ - وعن الورّاق، عن أبي محمّد، عن عماد بن احمد، عن الحسن(١) بن علي، عن محمّد بن العلاء، عن ابي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن ابي صالح، عن ابي هريرة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إذا كان أوّل ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلّقت ابواب النّار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب السماء فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير اقبل، ويا باغي الشر اقصر، ولله عزّوجلّ عتقاء من النّار، وذلك كلّ ليلة ».

[ ٨٥٩٦ ] ١٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الطيب الحسين بن محمّد التّمار، عن جعفر بن احمد، عن احمد بن محمّد بن ابي مسلم، عن

____________________________

(٣) أثبتناه من البحار.

(٤) أثبتناه من البحار.

١٢ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٥٠ ح ٢٠.

(١) في البحار: الحسين.

١٣ - أمالي المفيد ص ٢٢٩ ح ٣ باختلاف يسير.

٤٢٩

أحمد بن حليس الرّازي، عن القاسم بن الحكم العرني، عن هشام بن الوليد، عن حمّاد بن سليمان السّدوسي، عن أبي الحسن علي بن محمّد السّيرافي، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب، أنّه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « إنّ الجنّة لتنجّد وتزيّن من الحول إلى الحول، لدخول شهر رمضان، فإذا كان أوّل ليلة منه، هبت ريح من تحت العرش، يقال لها: المثيرة، تصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع(١) ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السّامعون أحسن منه، ويبرزن الحور العين، حتّى يقفن بين شرف الجنّة، فينادين: هل من خاطب إلى الله فيزوّجه؟ ثمّ يقلن: يا رضوان ما هذه اللّيلة؟ فيجيبهنّ بالتّلبية، ثمّ يقول: يا خيرات حسان، هذه أوّل ليلة من شهر رمضان، قد فتحت أبواب الجنان، للصائمين من أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويقول له عزّوجلّ: يا رضوان، افتح أبواب الجنان، يا مالك، إغلق أبواب جهنّم، عن الصائمين من أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا جبرئيل، اهبط إلى الأرض، فصفّد مردة الشياطين، وغلّهم بالأغلال، ثمّ اقذف بهم في لجج البحار، حتّى لا يفسدوا على أُمّة حبيبي صيامهم، قال ويقول الله تبارك وتعالى، في كلّ ليلة من شهر رمضان، ثلاث مرّات: هل من سائل فاعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ من يقرض الملي غير المعدم؟ الوفي غير الظالم قال وإنّ لله في آخر كلّ يوم من شهر رمضان، عند الإفطار، الف الف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة، أعتق في كلّ ساعة منها الف الف عتيق من النار، وكلّهم قد استوجب العذاب، فإذا كان في

____________________________

(١) مصراعا الباب: بابان منصوبان ينظمان جميعا مدخلهما في الوسط (لسان العرب ج ٨ ص ١٩٩).

٤٣٠

آخر شهر رمضان، أعتق الله في ذلك اليوم، بعدد ما أعتق من أوّل الشهر إلى آخره، فإذا كانت ليلة القدر، أمر الله عزّوجلّ جبرئيل فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض، ومعه لواء اخضر، فيركز اللّواء إلى ظهر الكعبة، وله ستمائة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة، فيجاوزان المشرق والمغرب، ويبيت جبرئيل والملائكة في هذه الليلة، فيسلّمون على كلّ قائم وقاعد ومصلّي وذاكر، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم، حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل: يا معشر الملائكة، الرّحيل الرّحيل، فيقولون: يا جبرئيل، فماذا صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين، من أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقول: إنّ الله تعالى، نظر إليهم في هذه الليلة، فعفا عنهم وغفر لهم، إلّا أربعة، قال فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مدمن الخمر، والعاقّ لوالديه، والقاطع الرّحم، والمشاجن(٢) ، فإذا كانت ليلة الفطر، وهي تسمّى ليلة الجوائز، اعطى الله تعالى العاملين أجرهم بغير حساب، فإذا كانت غداة يوم الفطر، بعث الله الملائكة في كلّ البلاد، فيهبطون إلى الأرض، ويقفون على أفواه السكك، فيقولون: يا أُمّه محمّد، اخرجوا إلى ربّ كريم، يعطي الجزيل، ويغفر العظيم، فإذا برزوا إلى مصلّاهم، قال الله عزّوجلّ للملائكة: ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال فتقول الملائكة: إلهنا وسيدنا، جزاؤه أن توفّي أجره، قال فيقول الله عزّوجلّ: فإني أُشهدكم ملائكتي، إنّي قد جعلت ثوابهم من صيام شهر رمضان، وقيامهم فيه، رضائي ومغفرتي، ويقول: يا عبادي سلوني، فوعزّتي وجلالي، لا تسألوني اليوم في

____________________________

(٢) في المصدر: والمشاحن، والظاهر هو الأصح. المشاحن: من الشحناء وهي العداوة والبغضاء (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٧١).

٤٣١

جمعكم، لاخرتكم ودنياكم، إلّا أعطيتكم، وعزّتي لاسترنّ عليكم عوراتكم ما راقبتموني، وعزّتي لآجرنكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود، انصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني ورضيت عنكم، قال: فتفرح الملائكة وتستبشر، ويهنّئ بعضهم بعضا، بما يعطي هذه الأُمة إذا افطروا ».

[ ٨٥٩٧ ] ١٤ - تفسير الإمامعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ لله خيارا من كلّ ما خلقه، فله من البقاع خيار، وله من اللّيالي والأيام خيار، وله من الشهور خيار، وله من عباده خيار، وله من خيارهم خيار، فأمّا خياره من البقاع فمكّة والمدينة وبيت المقدّس، وأمّا خياره من اللّيالي فليالي الجمع، وليلة النّصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيد، وأمّا خياره من الأيام، فأيّام الجمعة والأعياد، وأمّا خياره من الشهور، فرجب وشعبان وشهر رمضان - إلى أن قال - وإنّ الله عزّوجلّ اختار من الشهور، شهر رجب وشعبان وشهر رمضان، فشعبان أفضل الشهور، إلّا ممـّا كان من شهر رمضان، فإنه أفضل منه، وإنّ الله عزّوجلّ ينزل في شهر رمضان من الزّحمة، الف ضعف ما ينزل في سائر الشهور، ويحشر شهر رمضان في أحسن صوره في القيامة، على تلة لا يخفى هو عليها، على أحد ممّن ضمّه ذلك المحشر، ثمّ يأمر فيخلع عليه من كسوة الجنّة وخلعها، وأنواع سندسها وثيابها، حتّى يصير في العظم بحيث لا ينفذه بصر، ولا تعي علم مقداره أُذن، ولا يفهم كنهه قلب، ثمّ يقال للمنادي من بطنان العرش: ناد، فينادي: يا معشر الخلائق أما تعرفون هذا؟ فيجيب الخلائق يقولون: بلى لبّيك داعي ربّنا وسعديك، أما إننا لا

____________________________

٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٧٨.

٤٣٢

نعرفه، ثمّ يقول منادي ربّنا: هذا شهر رمضان، ما أكثر من سعد به منكم، وما اكثر من شقى به، ألا فليأته كلّ مؤمن له، معظّم بطاعة الله فيه، فليأخذ حظّه من هذا الخلع، فتقاسموها بينكم، على قدر طاعتكم لله وجدّكم، قال فيأتيه المؤمنون الّذين كانوا لله مطيعين، فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم، كانت في الدّنيا، فمنهم من يأخذ الف خلعة، ومنهم من يأخذ عشرة آلاف، ومنهم من يأخذ اكثر من ذلك، وأقلّ، فيشرفهم الله تعالى بكراماته، ألا وإن أقواما يتعاطون تلك الخلع، يقولون في أنفسهم: لقد كنّا بالله مؤمنين، وله موحّدين، وبفضل هذا الشهر معترفين، فيأخذونها ويلبسونها، فتقلّب على ابدانهم مقطّعات النيران، وسرابيل القطران، يخرج على كلّ واحد منهم بعدد كلّ سلكة من تلك الثّياب، افعى وحية وعقرب، وقد تناولوا من تلك الثّياب اعداداً مختلفة، على قدر اجرامهم، كلّ من كان جرمه اعظم، فعدد ثيابه اكثر، فمنهم الآخذ الف ثوب، ومنهم من أخذ عشرة آلاف ثوب، ومنهم من يأخذ اكثر من ذلك، وأنّها لأثقل على أبدانهم من الجبال الرّواسي، على ضعيف من الرّجال، ولو لا ما حكم الله تعالى، بأنّهم لا يموتون لماتوا، إن أقلّ قليل ذلك الثّقل والعذاب، ثمّ يخرج عليهم بعدد كلّ سلكة في تلك السرابيل، من القطران ومقطّعات النّيران، أفعى وحيّة وعقرب وأسد ونمر وكلب، من سباع النّار، فهذه تنهشه، وهذه تلدغة، وهذه تفرسه، وهذه تمزقه، وهذه تقطعه، يقولون: ما بالنا تحولت علينا هذه الثّياب؟ وقد كانت من سندس واستبرق، وأنواع خيار ثياب الجنّة، تحوّلت علينا مقطّعات النّيران وسرابيل قطران، وهي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذّة منعمة، فيقال لهم: ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان، وكنتم تعصون، وكانوا يعفّون، وكنتم تفجرون، وكانوا يخشون ربّهم، وكنتم تجترون،

٤٣٣

وكانوا يتّقون السّرق، وكنتم تسرقون، وكانوا يتقون ظلم عباد الله، وكنتم تظلمون، فتلك نتائج أفعالهم الحسنة، وهذه نتائج أفعالكم القبيحة، فهم في الجنّة خالدون، لا يشيبون فيها ولا يهرمون، ولا يحوّلون عنها ولا يخرجون ولا ينقلون، ولا يقلقون فيها ولا يغتمون، بل هم فيها سائرون فرحون مبتهجون آمنون مطمئنّون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وانتم في النار خالدون، تعذّبون فيها ولا تهاونون، من نيرانها وإلى زمهريرها تنقلون، وفي حميمها تغمسون، ومن زقّومها تطعمون، وبمقامعها تقمعون، وبضروب عذابها تعاقبون، لا أحياء أنتم فيها ولا تموتون، أبد الآبدين، إلّا من لحقته منكم رحمة ربّ العالمين، فخرج منها بشفاعة محمّد أفضل النبيّين، بعد العذاب الأليم، والنّكال الشديد ».

[ ٨٥٩٨ ] ١٥ - القطب الراوندي في لبّ اللّباب: عن سلمان قال: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في آخر يوم من شعبان، فقال: « يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوّعا، من تقرّب فيه بنافلة من الخير، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، وهو شهر الصّبر والصبر ثوابه الجنّة، وشهر المواساة، وشهر يزداد في رزق المؤمن، وشهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وهو للمؤمن غنم، وللمنافق غرم ».

[ ٨٥٩٩ ] ١٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان يرتقي المنبر، فامّن عند كلّ مرقاة، فسئل عن سبب ذلك، فقال: « دعا جبرئيل وأمّنت،

____________________________

١٥ - لب اللباب: مخطوط.

١٦ - لب اللباب: مخطوط.

٤٣٤

قال: من أدرك والديه، ولم يؤدّ حقّهما، فلا غفر الله له، فقلت: آمين، ثمّ قال: من ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فلا غفر الله له، فقلت: آمين، ثمّ قال: من أدرك شهر رمضان ولا يتوب، فلا غفر الله له، فقلت: آمين - وفي الخبر - أنّ فريضة فيه، بسبعين فريضة في غيره، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : خفّفوا على المملوكين، في شهر رمضان ».

[ ٨٦٠٠ ] ١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأكثر في هذا الشهر المبارك، من قراءة القرآن، والصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكثرة الصّدقة، وذكر الله في آناء اللّيل والنهار، وبرّ الإخوان، وإفطارهم معك بما يمكنك، فإنّ في ذلك ثواباً عظيماً، وأجراً كبيراً ».

[ ٨٦٠١ ] ١٨ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن ابانة العكبري، عن سليمان بن المغيرة، عن أُمه قالت: سألت أُمّ سعيد - سريّة عليعليه‌السلام - عن صلاة عليعليه‌السلام ، في شهر رمضان، فقالت: رمضان وشوّال سواء، يحيي اللّيل كلّه.

[ ٨٦٠٢ ] ١٩ - ابن ابي جمهور في عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أيّما مؤمن أطعم مؤمنا ليلة من شهر رمضان، كتب الله له بذلك، مثل أجر من أعتق(١) ثلاثين نسمة مؤمنة، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة ».

____________________________

١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

١٨ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٢٣.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٥٣ ح ١٨.

(١) في المصدر زيادة: نسمة، قال ومن أطعمه شهر رمضان كله كتب الله له بذلك أجر من أعتق.

٤٣٥

[ ٨٦٠٣ ] ٢٠ - وفي درر اللآلي: عن رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: « إنّ شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنّة الثّمانية، وتغلق فيه أبواب النار السّبعة، ويصفد فيه كلّ شيطان مريد، وينادي مناد كلّ ليلة: يا طالب الخير هلمّ، ويا طالب الشّر امسك ».

[ ٨٦٠٤ ] ٢١ - وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان، فتحت أبواب الجنان، ولم يغلق منها باب الشهر كلّه، وأُغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب الشهر كلّه، وغلت عتاة الجنّ ومردة الشياطين، ونادى مناد من السماء، كلّ ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغي الخير تمّم وابشر، ويا باغي الشر أقصر وابصر، هل من مستغفر نغفر له؟ هل من تائب نتوب عليه؟ هل من داع فنستجيب له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ولله عند كلّ فطر من شهر رمضان، كلّ ليلة، عتقاء من النار، ستّون الفا، فإذا كان يوم الفطر، أعتق مثل ما أعتق في جميع ثلاثين مرّة، ستّين الفا، ستّين الفا ».

[ ٨٦٠٥ ] ٢٢ - دعائم الإسلام: بإسناده عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه كان يقول لبنيه: « إذا دخل شهر رمضان، فاجهدوا انفسكم فيه، فإن فيه تقسم الأرزاق، وتوقت الأرزاق وتوقت الآجال، ويكتب وفد الله الّذين(١) يفدون عليه، وفيه ليلة

____________________________

٢٠ - درر اللآلي ج ١ ص ١٥.

٢١ - درر اللآلي ج ١ ص ١٦.

٢٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٨.

(١) في المصدر: الذي.

٤٣٦

(القدر، التي)(٢) العمل فيها خير من العمل في الف شهر ».

[ ٨٦٠٦ ] ٢٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّه خطب الناس آخر يوم من شعبان، فقال: « أيّها الناس، أنّه قد اظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر، من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضة، كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصّبر، والصّبر ثوابه الجنّة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه من رزق المؤمن، من فطّر فيه صائما، كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النّار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ » فقال بعض القوم: يا رسول الله، ليس كلّنا يجد ما يفطر الصّائم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعطي الله هذا الثّواب، من فطّر صائما على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن أشبع صائما، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها، وهو شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفّف عن مملوكه فيه، غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما، فأمّا الخصلتان اللّتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلّا الله، وتستغفرونه، وأمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الله الجنّة. وتعوذون به من النار ».

[ ٨٦٠٧ ] ٢٤ - وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « من لم

____________________________

(٢) ليس في المصدر.

٢٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٨.

٢٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٩.

٤٣٧

يغفر له في شهر رمضان، لم يغفر له إلى مثله من قابل، إلّا أن يشهد عرفة ».

[ ٨٦٠٨ ] ٢٥ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه صعد المنبر فقال: « آمين - ثمّ قال - أيّها النّاس إنّ جبرائيل استقبلني، فقال: يا محمّد، من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه، فمات(١) فابعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين ».

١٢ -( باب كراهة قول رمضان من غير إضافة إلى الشهر، وعدم تحريمه، وكفّارة ذلك، وكراهة إنشاد الشعر فيه، ليلا ونهارا)

[ ٨٦٠٩ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا ابي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنّه كان يقول: « لا تقولوا رمضان، فإنكم لا تدرون ما رمضان، ومن قاله فليتصدّق، وليصم كفّارة لقوله، ولكن قولوا كما قال الله تعالى: شهر رمضان ».

[ ٨٦١٠ ] ٢ - الصّفار في بصائر الدّرجات: عن محمّد بن يحيى العطّار، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن احمد بن محمّد بن ابي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نحن

____________________________

٢٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٩.

(١) في المصدر: فدخل النار.

الباب - ١٢

١ - الجعفريات ص ٥٩.

٢ - بصائر الدرجات ص ٣٣١.

٤٣٨

عنده ثمانية رجال، فذكرنا رمضان فقال: « لا تقولوا: هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان فانّ رمضان اسم من أسماء الله تعالى، لا يجئ ولا يذهب، وإنّما يجئ ويذهب الزّائل، ولكن قولوا شهر رمضان، فالشهر مضاف إلى الاسم، والاسم اسم الله، وهو الشهر الّذي أُنزل فيه القرآن » الخبر.

١٣ -( باب استحباب الدعاء عند رؤية الهلال، وأوّل ليلة من شهر رمضان، بالمأثور)

[ ٨٦١١ ] ١ - الصدوق في الفقيه: (عن الصادقعليه‌السلام قال)(١) : « إذا رأيت هلال شهر رمضان، فلا تشر إليه، ولكن استقبل القبلة، وارفع يديك إلى الله عزّوجلّ، وخاطب الهلال تقول: ربّي وربّك الله ربّ العالمين، اللهم أهلّه علينا بالأمن والأمان، والسلامة والإسلام، والمسارعة إلى ما تحبّ وترضى، اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا خيره وعونه، واصرف عنّا ضرّه وشرّه، وبلاءه وفتنته ».

[ ٨٦١٢ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا رأيت هلال شهر رمضان، فلا تشر إليه، ولكن استقبل القبلة، وارفع يديك إلى الله، وخاطب الهلال، وكبّر في وجهه، ثمّ تقول: ربّي وربّك الله ربّ العالمين، اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والأمانة والإيمان، والسلامة والإسلام، والمسارعة إلى ما تحبّ وترضى، اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا عونه وخيره، واصرف عنّا شرّه وضرّه وبلاءه وفتنته ».

____________________________

الباب - ١٣

١ - الفقيه ج ٢ ص ٦٢ ح ٢.

(١) في المصدر: وقال أبيرضي‌الله‌عنه في رسالته إليّ.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٤٣٩

[ ٨٦١٣ ] ٣ - دعائم الإسلام: روينا عن علي (صلوات الله عليه)، أنّه كان إذا رأى الهلال قال: « الله أكبر، اللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشهر، وفتحه ونصره، ونوره ورزقه، واعوذ بك من شره، وشرّ ما بعده ».

[ ٨٦١٤ ] ٤ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: عن محمّد بن الحنفيّة، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا استهلّ هلال شهر رمضان، استقبل القبلة بوجهه، وقال: اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجلّلة ودفاع الاسقام، والعون على الصلاة والصيام، وتلاوة القرآن، اللّهمّ سلّمنا لشهر رمضان، وتسلّمه منّا، وسلّمنا فيه، حتّى ينقضي عنّا شهر رمضان، وقد عفوت عنّا، وغفرت لنا، ورحمتنا ».

[ ٨٦١٥ ] ٥ - وعن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: « مرّ علي بن الحسينعليهما‌السلام ، في طريقه يوماً إلى هلال شهر رمضان، فوقف فقال: أيّها الخلق المطيع، الدّائب السّريع، المتردّد في فلك التّقدير، المتصرّف في منازل التّدبير، آمنت بمن نوّر بك الظّلم، وأوضح بك البهم، وجعلك آية من آيات ملكه، وعلامة من علامات سلطانه، فحدّ بك الزّمان، وامتهنك(١) بالزّيادة والنقصان، والطّلوع والأُفول، والانارة والكسوف، في كلّ ذلك انت له مطيع، وإلى إرادته سريع، سبحانه ما أعجب ما أظهر من

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

٤ - إقبال الأعمال ص ١٧.

٥ - الإقبال ص ١٧ باختلاف.

(١) امتهنك: استخدمك (مجمع البحرين ج ٦ ص ٣٢١).

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607