بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 113548 / تحميل: 3926
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

قتادة(١) الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في صفات المؤمن: « هشّاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بجبّاس(٢) » الخبر.

٧ -( باب استحباب استفادة الإخوان والأصدقاء، والألفة بهم، وقبول العتاب)

[٩٥٥٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من استفاد أخاً في الله تعالى، زوّجه الله حوراء، فقالوا: يا رسول الله، وإن واخى أحدنا في اليوم سبعين أخاً؟ قال: إي والذي نفسي بيده، لو آخى ألفاً لزوجّه الله تعالى ألفاً ».

ورواه السيد الراوندي بإسناده، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

__________________

(١) في المصدر: قثم أبي قتادة، والظاهر هو الصحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٧٦ ».

(٢) الجبس: الجامد من كلّ شئ، الثقيل الروح (لسان العرب ج ٦ ص ٣٤).

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ١٩٥.

(١) نوادر الراوندي ص ١٢ باختلاف يسير.

٣٢١

٩٥٥٥ ] ٢ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن عمر بن محمد الزيّات، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « من استفاد أخاً [ في الله ](١) فقد استفاد بيتاً في الجنة ».

[٩٥٥٦] ٣ - ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عنهعليه‌السلام : مثله.

وفي الاختصاص(١) : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ومن جدّد أخاً في الإسلام، بنى الله له برجاً في الجنة من جوهرة ».

[٩٥٥٧] ٤ - العلامة الكراجكي في كنزه: نشد لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

« وليس كثيراً ألف خلّ وصاحب

وإن عدوّاً واحداً لكثير »

[٩٥٥٨] ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ما أحدث عبد أخاً في الله، إلّا أحدث الله له درجة في الجنة ».

[٩٥٥٩] ٦ - وقال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « عليكم بالإخوان، فإنّهم عدة في الدنيا والآخرة، ألا تسمعون إلى قوله تعالى:( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ، وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) (١) ».

__________________

٢ - أمالي المفيد ص ٣١٦ ح ٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٨٢.

(١) الاختصاص ص ٢٢٨.

٤ - كنز الكراجكي ص ٣٦.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) الشعراء ٢٦: ١٠٠ و ١٠١.

٣٢٢

٨ -( باب استحباب صحبة العاقل الكريم، اجتناب الأحمق اللئيم)

[٩٥٦٠] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا عليك أن تصحب ذا العقل، فإن لم تحمد بكرمه(١) انتفع بعقله(٢) واحترس من سئ الأخلاق، ولا تدع صحبة الكريم وإن لم تحمد عقله، ولكن تنتفع بكرمه بعقلك، وفرّ الفرار كلّه من الأحمق اللئيم ».

٩ -( باب استحباب اجتماع الإخوان، ومحادثتهم)

[٩٥٦١] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول لخيثمة « يا خيثمة، اقرأ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يعدو غنيّهم على فقيرهم، وقويّهم على ضعيفهم، وأن تشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاءهم حياة لأمرنا، ثم رفع يده فقال: رحم الله من أحيا أمرنا ».

[٩٥٦٢] ٢ - وفي الأمالي: عن الشريف الصالح أبي محمد الحسن بن حمزة

__________________

الباب ٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨، عنه في البحار ج ٧٤ ص ١٨٧ ح١٢.

(١) في المصدر: كرمه.

(٢) في المصدر: بكرمه.

الباب ٩

١ - الاختصاص ص ٢٩.

٢ - أمالي المفيد ص ٣٢٨ ح ١٣.

٣٢٣

(رحمه الله)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن الفضل، قال: حدّثني أبو تراب عبيد الله بن موسى، قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رحمه الله)، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، يقول: « ملاقاة الإخوان نشرة(١) ، وتلقيح للعقل، وإن كان نزراً قليلاً ».

[٩٥٦٣] ٣ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن جميل بن درّاج، عن معتب مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول لداود بن سرحان: « يا داود، أبلغ مواليّ عني السلام، وإنّي أقول: رحم الله عبداً اجتمع مع آخر، فتذاكرا أمرنا، فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لأمرنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا، وعاد إلى ذكرنا ».

[٩٥٦٤] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ثلاث راحات للمؤمن: لقاء الإخوان » الخبر.

[٩٥٦٥] ٥ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه أوصى

__________________

(١) النشرة: ما يكشف الداء ويزيله، ويبعث الحياة (لسان العرب ج ٥ ص ٢٠٩).

٣ - بشارة المصطفى ص ١١٠.

٤ - الجعفريات ص ٢٣١.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٢.

٣٢٤

بعض شيعته، فقال: « أما والله أنكم لعلى دين الله - إلى أن قالعليه‌السلام - رحم الله امرءاً أحيا أمرنا، فقيل: وما إحياء أمركم يا بن رسول الله؟ فقال: تذكرونه عند أهل العلم والدين واللّبّ ».

[٩٥٦٦] ٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن أبي الصباح، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: أردت أن أودعه، فقال: « يا خيثمة، أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله، وأوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم [ وقويهم على ضعيفهم ](١) وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإنّ لقاء بعضهم بعضاً في بيوتهم حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا » الخبر.

١٠ -( باب استحباب صحبة خيار الناس، والقديم من الأصدقاء، واجتناب صحبة شرارهم والحذر حتى من أوثقهم)

[٩٥٦٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : المرء على دين من يحال، فليتقّ الله المرء، ولينظر من يحال(١) ».

__________________

٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٠

١ - الجعفريات ص ١٤٨.

(١) استظهر المصنف (قده) في الموضعين « يخالل ».

٣٢٥

[٩٥٦٨] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « المؤمنون كأسنان المشط، يتساوون في الحقوق بينهم، ويتفاضلون بأعمالهم، والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « اختبروا الناس بأخدانهم، فإنّما يخادن الرجل من يعجبه نحوه(١) ».

[٩٥٦٩] ٣ - نهج البلاغة: في وصية أمير المؤمنين لولده الحسنعليهما‌السلام : « قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم ».

[٩٥٧٠] ٤ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن جابر بن عبد الله، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « لا تجلسوا إلّا عند كلّ عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشكّ إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الغش إلى النصيحة ».

[٩٥٧١] ٥ - الكراجكي في كنزه: روي أن سليمانعليه‌السلام ، قال: « لا تحكموا على رجل بشئ حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنّما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه، وينسب إلى أصحابه وأخدانه ».

__________________

٢ - الأخلاق:

(١) النحو: القصد والطريق يكون ظرفاً ويكون اسماً. (لسان العرب ج ١٥ ص ٣٠٩).

٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٨ ح ٣١.

٤ - البحار ج ٧٤ ص ١٨٨.

٥ - كنز الفوائد ص ٣٦.

٣٢٦

[٩٥٧٢] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أمير المؤمنين (عليه الاسلام)، قال: « جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر، ومصادقة الأخيار، وجمع الشرّ فالإذاعة، ومؤاخاة الأشرار ».

[٩٥٧٣] ٧ - الصدوق في صفات الشيعة: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، قال: « قال أميرالمؤمنينعليهم‌السلام : مجالسة الأشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار: ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، (ومجالسة الأبرار للفجّار)(١) تلحق الفجار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله، فهو على دين الله، وإن كانوا على غير دين الله، فلا حظ له في دين الله ».

[٩٥٧٤] ٨ - الشيخ الكشي في الرجال: روى علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، أنّه كان يقول لبنيه: « جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلّا مجالسة الناس، فجالسوا أهل المروّات، فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم ».

[٩٥٧٥] ٩ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم رفعه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في أصناف طلبة العلم:

__________________

٦ - اختصاص المفيد ص ٢١٨.

٧ - صفات الشيعة ص ٦ ح ٩، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٧.

(١) في المصدر: ومجالسة الفجار الأبرار.

٨ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٨ ح ٩٥٤.

٩ - أصول الكافي ج ١ ص ٣٩ ح ٥.

٣٢٧

« وصاحب العقل والفقه، ذو كآبة وحزن - إلى أن قالعليه‌السلام - عارفاً بأهل زمانه، مستوحشاً من أوثق إخوانه » الخبر.

١١ -( باب استحباب قبول النصح، وصحبة الإنسان من يعرّفه عيبه نصحاً، لا من يستره عنه غشاً)

[٩٥٧٦] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: « المؤمن يحتاج إلى (ثلاث خصال)(١) : توفيق من الله عزّوجلّ، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه ».

[٩٥٧٧] ٢ - وعن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، أنه قال لبعض مواليه: « عاتب فلاناً، وقل له: إن الله إذا أراد بعبد خيراً إذا عوتب(١) قبل ».

[٩٥٧٨] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « أحبّ إخواني إليّ، من أهدى إليّ عيوبي ».

١٢ -( باب استحباب مصادقة من يحفظ صديقه ولا يسلمه)

[٩٥٧٩] ١ - الطبرسي في المشكاة: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه

__________________

الباب ١١

١ - تحف العقول ص ٣٤٠.

(١) ليس في المصدر.

٢ - تحف العقول ص ٣٦٠.

(١) في المصدر: عوقب.

٣ - الاختصاص ص ٢٤٠.

الباب ١٢

١ - مشكاة الأنوار ص ٨٣.

٣٢٨

قال: « الصداقة محدودة، ومن لم تكن فيه تلك الحدود، فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود، فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة، أوّلها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة: أن لا يغيّره عنك(١) مال، ولا ولاية، والرابعة: أن لا يمنعك شيئاً ممّا تصل إليه مقدرته، والخامسة: أن لا يسلمك عند النكبات ».

[٩٥٨٠] ٢ - وقال الصادقعليه‌السلام ، لبعض أصحابه: « من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرّات، فلم يقل فيك شرّاً، فاتخذه لنفسك صديقاً ».

[٩٥٨١] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الذين تراهم لك أصدقاء، إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى، فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدة الصلاة، ومنهم كالذئب في المضرّة، ومنهم كالكلب في البصبصة، ومنهم كالثعلب في الروّغان، والسرقة صورهم مختلفة والحرفة واحدة، ما تصنع غداً إذا تركت فرداً وحيداً، لا أهل لك ولا ولد، إلّا الله ربّ العالمين ».

[٩٥٨٢] ٤ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين، عن أبي طالب محمد بن الحسن، عن أبي الحسن محمد بن الحسين، عن محمد بن وهبا أن، عن علي بن أحمد، عن

__________________

(١) ليس في المصدر.

٢ - مشكاة الأنوار، لم نعثر عليه في مظانه، ورواه في البحار ج ٧٤ ص ١٧٣ ح ٢ عن أمالي الصدوق ص ٥٣٢ ح ٧ وكذلك الحديث الذي قبله.

٣ - الاختصاص ص ٢٥٢.

٤ - بشارة المصطفى ص ٢٦.

٣٢٩

أحمد بن المفضل، عن راشد بن علي، عن عبد الله بن حفص(١) ، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطأة، عن كميل بزياد، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في وصيّته له: « يا كميل ومن أخوك؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة، ولا يغفل(٢) عنك عند الجريرة، ولا يدعك حتى تسأله، ويتركك وأمرك حتى تعلمه(٣) » الوصيّة.

[٩٥٨٣] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، يقول في مسجد الخيف: « إنّما سمّوا إخواناً لنزاهتهم عن الخيانة، وسمّوا أصدقاء لأنهم تصادقوا(١) حقوق المودّة ».

١٣ -( باب استحباب مواساة الإخوان بعضهم لبعض)

[٩٥٨٤] ١ - البحار، عن كتاب عتيق لبعض أصحابنا في الفضائل: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الموصلي، قال: أخبرني أبي، عن خالد، عن جابر بن يزيد الجعفي.

__________________

(١) كان في المخطوط « جهض » وهو تصحيف، وصوابه ما أثبتاه من المصدر، راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٤١٩ ح ٢٥٨.

(٢) في نسخة: ولا يقعد (منه قدّه).

(٣) في المصدر: يعلمه.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٢٢.

(١) في المصدر: يصادقوا.

باب ١٣

١ - البحار ٢٦ ص ١٧.

٣٣٠

وقال: وحدثنا أبو سليمان أحمد، قال: حدثنا محمد بن سعيد، عن أبي سعيد سهل بن زياد، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن جابر يزيد الجعفي - في حديث طويل - أنه قال: قلت لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : يا ابن رسول الله، هل بعد ذلك شئ يقصرهم؟ قالعليه‌السلام : « نعم، إذا قصّروا في حقوق إخوانهم، ولم يشاركوهم في أموالهم، ولم يشاوروهم في سرّ أمورهم وعلانيتهم، واستبدوا بحطام الدنيا دونهم، فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخاً، ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها، ما لا يطيقه ولا يحتمله من الأوجاع، في نفسه، وذهاب ماله، وتشتت شمله، لما قصّر في بر إخوانه ».

قال جابر: فاغتممت والله غمّاً شديداً، وقلت: يا ابن رسول الله، ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال: « يفرح لفرحه إذا فرح، ويحزن [ لحزنه ](١) إذا حزن، وينفذ أُموره كلّها فيحصلها، ولا يغتم لشئ من حطام الدنيا الفانية إلّا واساه، حتى يجريان في الخير والشرّ في قرن(٢) واحد » قلت [ يا ](٣) سيدي فكيف أوجب الله كلّ هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قالعليه‌السلام : « لأن المؤمن أخ المؤمن لأبيه وأُمّه، على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحقّ بما يملكه » قال جابر: سبحان الله، ومن يقدر على ذلك؟ قلعليه‌السلام : « من يريد أن يقرع أبواب الجنان، ويعانق الحور الحسان، ويجتمع معنا في دار السلام » قال جابر: فقلت هلكت والله يا ابن رسول الله، لأنّي

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وهو الحبل، وإشارته إلى مواساة أحدهما لصاحبه في متاع الدنيا (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٢٩).

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣٣١

قصّرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنّه يلزمني على التقصير كلّ هذا ولا عشره، وأنا أتوب إلى الله تعالى، يا بن رسول الله، ممّا كان منّي من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين.

[٩٥٨٥] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : سيّد الأعمال ثلاث: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله عزّوجلّ، وذكر(١) الله تعالى على كلّ حال ».

[٩٥٨٦] ٣ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن الفضل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « قال الله عزّوجلّ: إفترضت على عبادي عشر فرائض، إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي، وأبحتهم جناني - إلى أن قال تعالى - والعاشرة: أن يكون هو وأخوه في الدين شرعاً سواء » الخبر.

١٤ -( باب كراهة مواخاة الفاجر والأحمق والكذّاب)

[٩٥٨٧] ١ - الصدوق في صفات الشيعة: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: وذكرك.

٣ - التمحيص ص ٦٩ ح ١٦٧.

باب ١٤

١ - صفات الشيعة ص ٦ و ٧، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٧ ح ٣١.

٣٣٢

ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، قال: « قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يوآخين كافراً، ولا يخالطن فاجراً، ومن آخى كافراً، أو خالط فاجراً، كان كافراً فاجراً ».

[٩٥٨٨] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن معاوية بن وهب، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي يقول: قم بالحق، ولا تعرض لما نابك، واعتزل عمّا لا يعنيك، وتجنّب عدوّك، واحذر صديقك من الأقوام إلّا الأمين الذي خشي الله، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرّك ».

١٥ -( باب كراهة مشاركة العبيد، والسفلة والفجار في الأمر)

[٩٥٨٩] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: إن كنت تحبّ أن تستتب لك النعمة، وتكمل لك المروّة وتصلح لك المعيشة، فلا تشرك العبيد والسفلة في أمرك، فإنّك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدّثوك كذبوك، وإن نكبت خذلوك » الخبر.

__________________

٢ - الاختصاص ص ٢٣٠.

باب ١٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٨٧ ح ١٢.

٣٣٣

١٦ -( باب تحريم مصاحبة الكذّاب، والفاسق، والبخيل، والأحمق وقاطع الرحم، ومحادثتهم ومرافقتهم، لغير ضرورة أو تقيّة)

[٩٥٩٠] ١ - نهج البلاغة: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا تصحب المائق(١) ، فإنّه يزيّن لك فعله، ويريد(٢) أن تكون مثله ».

وفيه: فيما كتبه إلى الحارث الهمداني: « واحذر صحابة من يضلّ رأيه، وينكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه ».

وقالعليه‌السلام : « وإيّاك ومصاحبة الفسّاق، فإن الشرّ بالشرّ ملحق ».

[٩٥٩١] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن مسلم، عن الصادق، عن أبيه، قال: « قال أبي علي بن الحسينعليهم‌السلام : يا بنيّ أُنظر خمسة فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق، فقال: يا أبه، من هم عرّفنيهم؟ قال: إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب، وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بائعك بأكلة وأقلّ من ذلك، وإيّاك ومصاحبه البخيل، فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّوجلّ، في

__________________

باب ١٦

١ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٥ ح ٢٩٣.

(١) المائق: الأحمق (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٧).

(٢) في المصدر: وَيَودُّ.

٢ - الاختصاص ص ٢٣٩.

٣٣٤

ثلاثة مواضع: قال الله عزّوجلّ:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ) (١) إلى آخر الآية، وقال عزّوجلّ:( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٢) وقال في البقرة:( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (٣) ».

[٩٥٩٢] ٣ - الصدوق في الخصال ومعاني الأخبار: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن البرقي رفعه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور، قال: قال عليعليه‌السلام للحسنعليه‌السلام ، فيما سأله عنه: « يا بنيّ ما السفه؟ قال: إتباع الدناة ومصاحبة الغواة ».

[٩٥٩٣] ٤ - وفي الأمالي: عن محمد بن الحسن بن الوليد، والحسن بن متيل، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في حديث له: « ومن لم يجتنب مصاحبة(١) الأحمق، يوشك(٢) أن يتخلّق

__________________

(١) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ٤٧: ٢٢ و ٢٣.

(٢) الرعد ١٣: ٢٥.

(٣) البقرة ٢: ٢٧.

٣ - الخصال، معاني الأخبار ص ٢٤٧، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٩٩ ح ٤.

٤ - أمالي الصدوق ص ٢٢٢.

(١) في المصدر: مصادقة.

(٢) في المصدر: أوشك.

٣٣٥

بأخلاقه ».

[٩٥٩٤] ٥ - الشهيد في الدرّة الباهرة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « العافية عشرة أجزاء: تسعة منها الصمت إلّا بذكر الله، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء ».

١٧ -( باب كراهة مجالسة الأنذال والأغنياء ومحادثة النساء)

[٩٥٩٥] ١ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « إيّاكم وعشار الملوك وأبناء الدنيا، فإن ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفراً، وإيّاكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا، وذلك داء دوي لا شفاء له، ويورث قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع، عليكم بالأشكال من الناس، والأوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجواهر، وإيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا، فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه، ولم يشف غيظه، واستصغر نعمة الله عنده، فيقلّ شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكراً، ولمزيده مستوجباً، ولجوده ساكناً ».

[٩٥٩٦] ٢ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول

__________________

٥ - الدرّة الباهرة ص ٢٦ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

الباب ١٧

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٧.

٢ - الخصال ص ٢٢٨ ح ٦٥.

٣٣٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة منافسة(١) النساء: يعني محادثتهن، ومماراة الأحمق [ تقول ](٢) ويقول ولا يرجع إلى خير(٣) مجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله، وما الموتى؟ قال: كلّ غنى مترف ».

[٩٥٩٧] ٣ - ثقة الإسلام في الكافي: عن محمد بن علي بن معمّر، عن محمد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن النضر، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنين في خطبة لهعليه‌السلام : ومن سفه على الناس شتم، ومن خالط الأنذال حقّر - إلى أن قال - ليس من جالس الجاهل بذي معقول، من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال ».

[٩٥٩٨] ٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « إيّاكم ومجالسة الموتى »، قيل: من هم؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « الأغنياء ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لا تدخلوا بيوت الأغنياء، فإنّها سخطة(١) للرزق ».

[٩٥٩٩] ٥ - القضاعي في الشهاب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه

__________________

(١) في المصدر والطبعة الحجرية: « مناقشة » وهو الصواب.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: [ أبداً ].

٣ - الكافي ج ٨ ح ٤ ص ٢٠ و ٢٢.

٤ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) سخط فلان عطاءه: استقله ولم يرضه (لسان العرب ج ٧ ص ٣١٣).

٥ - الشهاب ص ١٤٧ ح ٨٠٢.

٣٣٧

قال: « الواحدة خير من الجليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة ».

١٨ -( باب كراهة دخول موضع التهمة)

[٩٦٠٠] ١ - الصدوق في الخصال: عن القاسم بن محمد السراج، عن محمد بن أحمد الضبّي، عن محمد بن عبد العزيز الدينوري، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: قال لي: « يا سفيان، أمرني والدي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم » الخبر.

[٩٦٠١] ٢ - وفي معاني الأخبار: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أيّوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أولى الناس بالتهمة، من جالس أهل التهمة ».

ورواه في الأمالي(١) : عن محمد بن أحمد السناني، عن محمد بن

__________________

الباب ١٨

١ - الخصال ص ١٦٩.

٢ - معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ١، وفيه عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ .

(١) أمالي الصدوق ص ٢٨ ح ٤، وفيه عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٣٨

جعفر الأسدي(٢) ، عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن يونس بن ظبيان، عن الصادقعليه‌السلام : مثله.

[٩٦٠٢] ٣ - وفي صفات الشيعة: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « من جالس أهل الريب فهو مريب ».

[٩٦٠٣] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود يرفعه، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من أوقف نفسه موضع(١) التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن » الخبر.

[٩٦٠٤] ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقفن مواقف التهمة ».

١٩ -( باب استحباب توقّي فراسة المؤمن)

[٩٦٠٥] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قول الله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ

__________________

(٢) في المصدر: محمد بن أبي عبد الله الكوفي، وكلا الاسمين لرجل واحد « راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٧٢ و ج ١٥ ص ١٦٥ ».

٣ - صفات الشيعة ص ٩ ح ١٦.

٤ - الاختصاص ص ٢٢٦.

(١) في المصدر: موقف.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب ١٩

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٧ ح ٢٨.

٣٣٩

لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (١) قال: « هم الأئمةعليهم‌السلام ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله لقوله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٢) ».

٢٠ -( باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي)

[٩٦٠٦] ١ - الصدوق في الخصال: في حديث الأربعمائة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما عطب امرؤ استشار ».

[٩٦٠٧] ٢ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عمرو بن جميع، [ رفعه إلى ](١) أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « [ مكتوب في التوراة ](٢) من لم يستشر يندم ».

[٩٦٠٨] ٣ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا مظاهرة أوثق من مشاورة ».

وقال(١) : « من استقبل وجوه الآراء، عرف مواقع الخطأ ».

[٩٦٠٩] ٤ - أبو الفتح الكراجكي: عنهعليه‌السلام ، قال: « لا رأي لمن انفرد برأيه ».

__________________

(١) الحجر ١٥: ٧٥.

(٢) الحجر ١٥: ٧٥.

الباب ٢٠

١ - الخصال ص ٦٢٠.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٠ ح ٣٧٩، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ١٠٤ ح٣٥.

(١) كان في المخطوط « عن » وهو سهو، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٧ ح ١١٣.

(١) نفس المصدر ج ٣ ص ١٩٣ ح ١٧٣.

٤ - كنز الفوائد ص ١٧١.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

« جعل اللَّه فيه منتهى رضوانه » و من أحسن ديناً ممّن أسلم وجهه للَّه .١ ، . فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون٢ و من يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه٣ و من أحسن قولاً ممّن دعا إلى اللَّه و عمل صالحاً و قال انني من المسلمين .٤ بلى من أسلم وجهه للَّه و هو محسن فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون٥ . هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين .٦ و لكن إذا أكمل بالولاية فقال تعالى بعد إنزال الولاية :

اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً .٧ .

« و ذروة دعائمه » أي : أعلى أعمدته و الضمير في ( دعائمه ) راجع إليه تعالى كما في ( رضوانه ) و الاضافة فيه بمعنى اللام و مثله قوله .

« و سنام طاعته » و الأصل في السنام سنام الابل .

« فهو » أي : الاسلام .

« عند اللَّه وثيق الأركان » أي : محكمها . فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن باللَّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و اللَّه سميع عليم٨ .

« رفيع البنيان » الاسلام يعلو و لا يعلى عليه .

____________________

( ١ ) النساء : ١٢٥ .

( ٢ ) البقرة : ١١٢ .

( ٣ ) آل عمران : ٨٥ .

( ٤ ) فصّلت : ٣٣ .

( ٥ ) البقرة : ١١٢ .

( ٦ ) الحج : ٧٨ .

( ٧ ) المائدة : ٣ .

( ٨ ) البقرة : ٢٥٦ .

٣٨١

و في ( الاسد ) قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله في ابن بنته زينب علي بن أبي العاص و كان مسترضعا في بني غاضرة و كان أبوه يومئذ مشركا فضمّه إليه من شاركني في بنيي فانا أحق به منه و ايما كافر شارك مسلما في شي‏ء فالمسلم أحقّ به منه .

« مضي‏ء النيران » أفمن شرح اللَّه صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر اللَّه أولئك في ضلال مبين١ .

« عزيز السلطان » لقد نصركم اللَّه في مواطن كثيرة .٢ .

و اذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآويكم و أيّدكم بنصره .٣ إنّا فتحنا لكن فتحا مبينا٤ إذا جاء نصر اللَّه و الفتح و رأيت الناس يدخلون في دين اللَّه أفواجاً٥ .

« مشرف المنار » أي : عاليه .

« معوز » من ( أعوزه الشي‏ء ) إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه .

« المثار » من ( اثار الصيد ) هيجه قال :

أثار الليث في عريس غيل

له الويلات ممّا يستثير

« فشرّفوه و اتّبعوه و أدّوا إليه حقّه وضعوه مواضيعه » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( مواضعه ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان انّه لكم عدو

____________________

( ١ ) الزمر : ٢٢ .

( ٢ ) التوبة : ٢٥ .

( ٣ ) الانفال : ٢٦ .

( ٤ ) الفتح : ١ .

( ٥ ) النصر : ١ ٢ .

٣٨٢

مبين١ يمنون عليك ان أسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل اللَّه يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين٢ .

٨

الحكمة ( ٣١٠ ) قال عليه السّلام :

لاَ يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اَللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ أقول : الأصل فيه ما رواه المسعودي في ( مروجه ) مرفوعا ، و سبط ابن الجوزي في ( تذكرته ) مسندا قال الأول أنّ سائلا وقف على باب عليّ عليه السلام فقال للحسن عليه السّلام قل لامك تدفع إليه درهما ، فقال انما عندنا ستة دراهم للدقيق فقال عليه السّلام « لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده » ثم أمر للسائل بالستة الدراهم كلّها فما برح عليه السّلام حتى مر به رجل يقود بعيرا ، فاشتراه منه بمائة و أربعين درهما و انسأ أجله ثمانية أيام ، فلم يحل أجله حتى مر به رجل و البعير معقول فقال بكم هذا ؟ فقال بمأتي درهم ، فقال قد أخذته ، فوزن له الثمن فدفع منه مائة و أربعين درهما للذي ابتاعه منه ،

و دخل بالستين الباقية على فاطمة عليها السّلام فسألته من أين هي فقال عليه السلام هذه تصديق لمّا جاء به أبوك صلَّى اللَّه عليه و آله من جاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها٣ .

و روى الثاني مسندا عن أبي أراكة ، جاء سائل إلى علي عليه السّلام فقال لبعض ولده إذهب إلى أمك ، و قل لها هات ذاك الدرهم الذي عندك فمضى ثم عاد ، و قال قالت خبأناه للدقيق ، فقال إذهب و ائتني به ، فأتاه به فدفعه إلى السائل و قال :

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٠٨ .

( ٢ ) الحجرات : ١٧ .

( ٣ ) الانعام : ١٦٠ .

٣٨٣

« لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده » فبينا هو يتحدّث إذ مر به رجل يبيع جملا ، فاشتراه منه بمائة درهم ، ثم باعه بمأتين فدفع المائة إلى ولده ، و قال له إذهب بها إلى امك و قل لها ، هذا ما وعدنا اللَّه على لسان نبيه .

« لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد اللَّه » هكذا في ( المصرية ) و فيها سقط فزاد ( ابن أبي الحديد و الخطّية ) ( سبحانه ) و كذا ( ابن ميثم ) ، لكن في ( الخطّية ) ( تعالى ) .

« أوثق منه بما في يده » لكونه لازم الايمان بكونه رازقا ، و انّه لو لا حفظ اللَّه لسلب ما في يده و قيل لأبي حازم ما مالك ؟ قال ما لان الثقة بما عند اللَّه و اليأس ممّا في أيدي الناس .

و ورد عن عترته عليهم السّلام ما يقرب من كلامه عليه السّلام و علائم أخر فعن الصادق عليه السّلام « لا يجد الرجل حلاوة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا . ، ثم قال حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا ، و ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، و لا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا الا يكون بما في يدك أوثق منه بما في يد اللَّه عز و جل .

و عن الرضا عليه السّلام لا يكون المؤمن مؤمنا ، حتى يكون فيه ثلاث خصال سنّة من ربّه ، و سنّة من نبيّه ، و سنّة من وليه ، فاما السنّة من ربه ، فكتمان سرّه ،

قال جل جلاله : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسولٍ١ و أما السنّة من نبيّه صلَّى اللَّه عليه و آله فمداراة الناس قال تعالى : خذ العفو و أمر بالعُرف و اعرض عن الجاهلين٢ و أما السنة من وليّه ، فالصبر في

____________________

( ١ ) الجن : ٢٦ ٢٧ .

( ٢ ) الاعراف : ١٩٩ .

٣٨٤

البأساء و الضراء ، يقول تعالى : . و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس اولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتّقون١ .

و عنهم عليهم السّلام من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غضّ بصره لم يرتد إليه طرفه حتى يعقبه اللَّه ايمانا يجد طعمه .

٩

الحكمة ( ٤٥٨ ) و قال عليه السّلام :

عَلاَمَةُ اَلْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ اَلصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى اَلْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وَ أَلاَّ يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَ أَنْ تَتَّقِيَ اَللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ « الايمان » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ، « علامة الايمان » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) .

« ان تؤثر » أي : تختار .

« الصدق حيث يضرّك في دنياك » .

« على الكذب ، حيث ينفعك » فيها كما ان علامة المريض الذي له شعور ان يؤثر الدواء المرّ على الطعام الحلو .

و كيف لا و قد قال تعالى : انما يفتري الكذِبَ الذينَ لا يؤمنون .٢ .

و عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يكون المؤمن جبانا و بخيلا و لا يكون كاذبا .

و في ( الكافي ) عن الأصبغ ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام لا يجد عبد طعم الايمان ، حتى يترك الكذب هزله و جدّه .

____________________

( ١ ) البقرة : ١٧٧ .

( ٢ ) النحل : ١٠٥ .

٣٨٥

و عن أبي جعفر عليه السّلام كان علي بن الحسين عليه السّلام يقول لولده اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير ، في كلّ جد و هزل ، فان الرجل ، إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ، و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ما زال العبد يصدق حتى يكتبه اللَّه صدّيقا ، و لا يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللَّه كذّابا .

و عنه عليه السّلام ان الكذب هو خراب الايمان ، و ان اللَّه تعالى جعل للشرّ أقفالا ،

و جعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، و الكذب شرّ من الشراب .

و عنه عليه السّلام ان أوّل من يكذب الكذّاب اللَّه ثم الملكان اللذان معه ، ثم هو يعلم أنّه كاذب .

و عن الصادق عليه السّلام أن ممّا أعان اللّه به على الكذابين النسيان و قال عيسى عليه السّلام من كثر كذبه ذهب بهاؤه .

و قال عليه السّلام لأبي بصير ، ان العبد ليصدق حتى يكتب عند اللَّه من الصادقين ، و يكذب حتى يكتب عند اللَّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال تعالى صدق و برّ ، و إذا كذب قال تعالى كذب و فجر .

و يكفي في فضل الصدق قوله تعالى : . و كونوا مع الصادقين١ و قول الصادق عليه السّلام ان اللَّه تعالى ، لم يبعث نبيّاً إلاّ بصدق الحديث و اداء الامانة إلى البر و الفاجر ، و بعث عليه السّلام إلى عبد اللَّه بن أبي يعفور انظر ما بلغ به علي عليه السّلام عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فألزمه ان عليا عليه السّلام انما بلغ ما بلغ بصدق الحديث ،

و اداء الامانة ، و قال عليه السّلام لفضيل بن يسار ان الصادق أوّل من يصدقه هو اللَّه عز و جل .

و في ( تاريخ بغداد ) ، كان لربعي بن خراش العبسي ابنان عاصيان في زمن الحجّاج ، فقيل للحجاج ان أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته

____________________

( ١ ) التوبة : ١١٩ .

٣٨٦

عنهما ، فأرسل إليه ، أين ابناك ؟ فقال : هما في البيت ، فقال الحجاج قد عفونا عنك بصدقك .

و في ( السير ) أن الحجاج أمر بقتل أحد الأسارى من أصحاب ابن الأشعث ، فقال : لا تقتلني ، فلي عندك يد ، قال : ما هي ؟ قال : سبّك ابن الأشعث يوما ، و أنا دافعت عنك ، قال : هل لك شاهد ؟ قال : نعم فلان رجل آخر من أسارى ابن الأشعث فقال له : هل دافع عني ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أيضا دافعت ؟

قال لا : قال لم ؟ قال : لأني كنت أبغضك و أسر بسبك فقال الحجاج عفوت عن الأول بدفاعه عني ، و عفوت عنك بصدقك في بغضي ، و ممّا يقرب من قوله عليه السّلام ( ان تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك ) قولهم ( عليك بالصدق و ان جر عليك المغارم ، و إيّاك و الكذب و ان ساق عليك المغانم ) .

هذا : و من الأكاذيب الهزلية ، ما في ( كامل المبرد ) ( قال تكاذب اعرابيان ،

فقال أحدهما خرجت مرة على فرس لي فإذا بظلمة شديدة فيممتها حتى وصلت إليها ، فإذا قطعة من الليل لم تنتبه فما زلت أحمل بفرسي عليها حتى انبهتها فانجابت فقال الآخر لقد رميت ظبيا مرّة بسهم فعدل الظبي يمنة فعدل السهم يمنة خلفه ، فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه ، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه ، فانحدر الظبي ، فانحدر السهم خلفه حتى أخذه .

« و ان لا يكون في حديثك فضل عن عملك » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( عن علمك ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) قال تعالى : و لا تقفُ ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئُولا١ .

و عن الباقر عليه السّلام ( من أفتى الناس بغير علم و لا هدى لعنته ملائكة

____________________

( ١ ) الاسراء : ٣٦ .

٣٨٧

الرحمة و ملائكة العذاب و عليه وزر من عمل بفتياه فان قيل ان ( عن عملك ) أيضا صحيح لأنّه في معنى قوله تعالى كبُرَ مقتاً عند اللَّه أن تقولوا ما لا تفعلون١ .

قلت : بل لا معنى له لأن ( عملك ) يدل على وقوع عمل منه .

« و ان تتقي اللَّه في حديث غيرك حتى لا يكون فيه غيبته و ما يسوؤه لو سمعه » .

قال تعالى : . لا يغتب بعضكم بعضاً أ يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه٢ .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يا معشر من أسلم بلسانه ، و لم يسلم بقلبه ، لا تتبعوا عثرات المسلمين ، فانّه من يتّبع عثرات المسلمين يتّبع اللَّه عثراته ، و من تتبع اللَّه عثراته يفضحه .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه ، و قال الصادق عليه السّلام من قال في مؤمن ما رأته عيناه ، و سمعته أذناه فهو من الذين قال تعالى فيهم : ان الذين يحبّون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم .٣ .

١٠

الحكمة ( ٣٠٩ ) و قال عليه السّلام :

اِتَّقُوا ظُنُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ اَلْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ

____________________

( ١ ) الصف : ٣ .

( ٢ ) الحجرات : ١٢ .

( ٣ ) النور : ١٩ .

٣٨٨

أقول : الأصل فيه قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله « اتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللَّه » .

و روى محمد بن بابويه ، في معاني أخباره ، عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة ، قلت لجعفر بن محمّد عليه السّلام في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها ،

فقال ان شئت أخبرتك قبل أن تسألني و ان شئت فسل ، قلت و بأي شي‏ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ فقال بالتوسم و التفرس أما سمعت قول اللَّه تعالى ان في ذلك لآيات للمتوسّمين١ .

و قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله « اتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللَّه » فقلت له فاخبرني بمسألتي ، قال أردت أن تسألني عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لم لم يطق حمله علي عليه السّلام عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته ، و ما ظهر منه ،

من قلع باب خيبر ، و الرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، فقلت له عن هذا أردت و اللَّه أن أسألك فاخبرني فقال : ان عليّا عليه السّلام بالنبي صلَّى اللَّه عليه و آله تشرّف و به ارتفع و به وصل إلى ان اطفأ نار الشرك ،

و أبطل كلّ معبود من دون اللَّه عز و جل و لو علاه النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لحطّ الأصنام لكان بعلي عليه السّلام مرتفعا و شريفا و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا ترى ان عليا عليه السّلام قال لمّا علوت ظهر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها أما علمت ان المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله .

و قد قال علي عليه السّلام « أنا من أحمد كالضوء من الضوء » أما علمت ان محمّدا و عليّا صلَّى اللَّه عليه و آله كانا نورين بين يدي اللَّه تعالى قبل خلق الخلق بألفي عام ،

و ان الملائكة لمّا رأت ذلك النور ، رأت له أصلا قد تشعّب منه شعاع لامع فقالت

____________________

( ١ ) الحجر : ٧٥ .

٣٨٩

إلهنا ، ما هذا النور ؟ فقال تعالى : هذا نور من نوري ، اصله نبوة و فرعه امامة اما النبوة فلمحمّد عبدي ، و اما الإمامة فلعلي حجّتي و وليي ، و لولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله رفع يد علي عليه السّلام بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض ابطيه ، فجعله مولى المسلمين و امامهم و قد احتمل الحسن و الحسين يوم حظيرة بني النجّار ، فلمّا قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما قال نعم الراكبان هما و أبوهما خير منهما .

و ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله كان يصلّي بأصحابه ، فأطال سجدة من سجداته ، فلما سلّم قيل له قد أطلت هذه السجدة ، فقال : « ان ابني ارتحلني ، فكرهت ان اعاجله حتى ينزل » .

و انما أراد بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبي صلَّى اللَّه عليه و آله امام نبي ، و علي عليه السّلام امام ليس بنبي ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبّوة فقلت له زدني يا بن رسول اللَّه فقال انّك لأهل للزيادة ، ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله حمل عليا عليه السّلام على ظهره ، يريد بذلك أنّه أبو ولده ، و امامة الائمة من صلبه ، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء ،

و اراد أن يعلم بذلك أصحابه أنّه تحوّل الجدب خصبا .

قلت له : زدني فقال : احتمله ليعلم قومه انّه هو الذي يخفف عن ظهر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ما عليه من الدين و العدات و الاداء عنه من بعده .

قلت له : زدني فقال : احتمله ليعلم بذلك انّه قد احتمله ، و ما حمل إلاّ لأنّه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا ، و قد قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السّلام : ان اللَّه تعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي و ذلك قوله تعالى ليغفر لك اللَّه ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر .١ و لمّا أنزل تعالى :

____________________

( ١ ) الفتح : ٢ .

٣٩٠

عليكم أنفسكم .١ قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضل إذا اهتديتم ، و علي نفسي و أخي ، أطيعوا عليّا ، فانّه مطهّر معصوم لا يضلّ و لا يشقى ، ثم تلا هذه الآية قل اطيعوا اللَّه و أطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل و عليكم ما حملتم ، و ان تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين٢ .

ثم قال جعفر بن محمد عليه السّلام لو أخبرتك أيّها الأمير ، بما في حمل النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله عليّا عليه السّلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها لقلت ان جعفر بن محمد مجنون ، فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه و قبّلت رأسه و قلت . اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته٣ .

و روى خبر حمل النبي صلَّى اللَّه عليه و آله له عليه السّلام لحط الأصنام الخطيب و في خبره ،

ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لمّا حمله و نهض به صعد عليه السّلام علي الكعبة و تنحى النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فألقى علي عليه السّلام صنمهم و نزل٤ .

قلت : و يمكن أن يقال ان اصعاده بدون إنزاله للدلالة على انّه كالكعبة له العلو ، و ليس له حط و نزول أصلا .

١١

الحكمة ( ٣٣٣ ) و قال عليه السّلام في صفة المؤمن :

اَلْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ أَوْسَعُ شَيْ‏ءٍ صَدْراً وَ أَذَلُّ

____________________

( ١ ) المائدة : ١٠٥ .

( ٢ ) النور : ٥٤ .

( ٣ ) الانعام : ١٢٤ .

( ٤ ) الخطيب الخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين : الباب الحادي عشر : ٥٤ ( طبع حجري ) ١٣١١ خط محمد باقر ، كربلاء .

٣٩١

شَيْ‏ءٍ نَفْساً يَكْرَهُ اَلرِّفْعَةَ وَ يَشْنَأُ اَلسُّمْعَةَ طَوِيلٌ غَمُّهُ بَعِيدٌ هَمُّهُ كَثِيرٌ صَمْتُهُ مَشْغُولٌ وَقْتُهُ شَكُورٌ صَبُورٌ مَغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ سَهْلُ اَلْخَلِيقَةِ لَيِّنُ اَلْعَرِيكَةِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ اَلصَّلْدِ وَ هُوَ أَذَلُّ مِنَ اَلْعَبْدِ أقول الأصل فيه رواية مجاهد عن ابن عباس على ما في تذكرة سبط ابن الجوزي قال وصف أمير المؤمنين عليه السّلام المؤمن فقال :

« حزنه في قلبه ، و بشره في وجهه ، أوسع الناس صدرا ، و أرفعهم قدرا يكره الرفعة ، و لا يحب السمعة ، طويل غمّه ، بعيد همّه ، كثير صمته مشغول بما ينفعه ، شكور صبور ، قلبه بذكر اللَّه معمور ، سهل الخليقة لين العريكة » .

و في رواية ( الكافي ) جعله جزء خطبة همّام الآتية في ( ١٣ ) .

« المؤمن بشره في وجهه » كما كان عليه السّلام نفسه كذلك حتى عابه فاروقهم الفظ ذو الحوزة الخشناء بذلك و سمّى بشره دعابة فقال لابن عباس في الشورى كما في ( تاريخ اليعقوبي ) أترى صاحبكم لها موضعا ؟ قال له ابن عباس و انى يبعد من ذلك مع فضله و سابقته و قرابته و علمه ، فقال هو و اللَّه كما ذكرت و لو وليهم لحملهم على منهج الطريق و المحجّة الواضحة إلاّ ان فيه الدعابة في المجلس ، و استبداد الرأي ، و التبكيت للناس مع حداثة السن فقال له ابن عباس هلا استحدثتم سنة يوم الخندق قلت و في خبر آخر : انّه قال له :

هلاّ استحدثتم سنه يوم أخذ البراءة من صاحبك .

و في ( المناقب ) كان علي عليه السّلام بشره دائم ، و ثغره باسم ، غيث لمن رغب ،

و غياث لمن رهب ، مآل الآمل و ثمال الأرامل١ .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لبني عبد المطلب انّكم لن تسعوا الناس بأموالكم

____________________

( ١ ) المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ١١٥ مؤسسة انتشارات علاّمة ، قم .

٣٩٢

فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر .

« و حزنه في قلبه » كما كان عليه السّلام كذلك ففي ( مروج المسعودي ) ، استسقى علي عليه السّلام يوم الجمل ، فاتى بعسل و ماء فحسا منه حسوة و قال هذا الطائفي و هو غريب البلد فقال عبد اللَّه بن جعفر ما شغلك ما نحن فيه عن علم هذا ؟ قال انّه و اللَّه ما حلا بصدر عمك شي‏ء قط من أمر الدنيا .

و فيه في وروده عليه السّلام البصرة قال المنذر بن الجارود لمّا قدم علي عليه السّلام البصرة ، دخل ممّا يلي الطف ، فأتى الزاوية فخرجت انظر إليه إلى أن قال : ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السّلام في أوّله راية كبيرة يقدمهم رجل كانما كسر و جبر قلت : من هؤلاء ؟ قيل : هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام و هذان الحسن و الحسين عن يمينه و شماله ، و هذا محمد بن الحنفية بين يديه معه الراية العظمى و هذا الذي خلفه عبد اللَّه بن جعفر و هؤلاء ولد عقيل و غيرهم من فتيان بني هاشم و هؤلاء المشايخ أهل بدر من المهاجرين و الأنصار فساروا حتى نزلوا الزاوية فصلّى أربع ركعات و عفر خديه على التراب و قد خالط ذلك دموعه ثم رفع يديه يدعو : اللّهم ربّ السماوات و ما أظلّت ، و الأرضين و ما أقلّت ، و ربّ العرش العظيم ، هذه البصرة أسألك من خيرها ، و أعوذ بك من شرّها ، اللّهم انزلنا فيها خير منزل و أنت خير المنزلين ، اللّهم هؤلاء القوم ، قد خلعوا طاعتي ، و بغوا عليّ و نكثوا بيعتي ، اللّهم احقن دماء المسلمين الخ .

« أوسع شي‏ء صدرا ، و أذلّ شي‏ء نفسا » في ( تاريخ بغداد ) قال ابن ميمون سألت ذا النون عن الصوفي فقال : من إذا نطق ابان نطقه عن الحقائق و إن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق١ .

و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله جالسا في المسجد ،

____________________

( ١ ) لم نعثر عليه في ترجمة « ذو النون المصري » راجع ( تاريخ بغداد ) ٨ : ٣٩٣ ٣٩٧ رقم الترجمة ( ٤٤٩٧ ) .

٣٩٣

فجاءت جارية لبعض الأنصار ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فلم تقل شيئا و لم يقل صلَّى اللَّه عليه و آله لها شيئا ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات ففي الرابعة أخذت هدبة و رجعت ، فقال لها الناس فعل اللَّه بك حبست النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ثلاث مرات ، لا تقولين شيئا فما حاجتك ؟ قالت ان لنا مريضا فأرسلني أهلي لأخذ هدبة من ثوبه يستشفي بها فاستحييت أن أقول له حتى أخذتها في الرابعة .

و في الخبر مرّت امرأة بذيه على النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و هو يأكل جالسا على الحضيض فقالت يا محمّد ، انّك تأكل أكل العبد و تجلس جلوسه ، فقال لها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و أي عبد أعبد مني .

و عن الصادق عليه السّلام أوحى اللَّه تعالى إلى موسى ، أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال يا رب لم ؟ قال اني قلبت عبادي ظهر البطن فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي نفسا منك ، انّك إذا صلّيت وضعت خدّك على التراب .

« يكره الرفعة » تلك الدار الآخرة نجعلُها للذين لا يريدون عُلوّاً في الأرضِ و لا فساداً و العاقبة للمتقين١ .

و في ( الكافي ) عن الباقر عليه السّلام ما ذئبان ضاريان في غنم ليس لها راع هذا في أوّلها و ذاك في آخرها ، أسرع فيها من حب الدنيا و الشرف في دين المؤمن .

« و يشنأ » أي : يبغض .

« السمعة » لأن عباداته خالصة لوجه اللَّه تعالى و يحبّ بقاءها على الخلوص ، و من ذكر عبادته خفية لواحد ينقص أجره من الخفاء إلى الجهر ،

فإذا ذكرها لاثنين تكون كالرياء بلا أجر .

« طويل غمّه » للنجاة من النار .

« بعيد همّه » لتحصيل الجنّة .

____________________

( ١ ) القصص : ٨٣ .

٣٩٤

« كثير صمته » في ( الخبر ) ان الصمت باب من أبواب الحكمة و انّه دليل على كلّ خير ، و كان العابد من بني اسرائيل ، لا يتعبّد حتى يصمت عشر سنين .

و عن الباقر عليه السّلام انما شيعتنا الخرس ، و قال المسيح عليه السّلام لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللَّه ، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللَّه قلوبهم قاسية ، و لكن لا يعلمون .

و في ( الخبر ) ، ان رجلا قال للنبي صلَّى اللَّه عليه و آله أوصني ثلاث مرات في كلّ مرة يقول له : احفظ لسانك حتى قال له في الثالثة : ويحك و هل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم .

و عن الصادق عليه السّلام في حكمة آل داود ( على العاقل ان يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ) .

« مشغول وقته » في ( الخبر ) ، للمؤمن ثلاث ساعات ، ساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يرمّ معاشه ، و ساعة يخلي بين نفسه و لذّتها في ما يحلّ و يجمل ،

و ليس للعاقل أن يكون شاخصا ، إلاّ في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم .

« شكور » في ( الخبر ) ، كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فقالوا له صنعت شيئا لم تصنعه ، فقال استقبلني جبرئيل فبشّرني ببشارات من اللَّه فسجدت شكرا للَّه لكلّ بشرى سجدة و كان صلَّى اللَّه عليه و آله ورد عليه أمر يسرّه قال : الحمد للَّه على هذه النعمة و إذا ورد عليه أمر يغتم به ، قال : الحمد للَّه على كلّ حال .

و عن الباقر عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عند عايشة في ليلتها فقالت له : لم تتعب نفسك ، و قد غفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخر ، فقال لها ألا أكون عبدا شكورا ؟

٣٩٥

« صبور » لكون الصبر من الايمان ، بمنزلة الرأس من الجسد .

و عن يونس بن يعقوب أمرني أبو عبد اللَّه عليه السّلام ان آتي المفضل و أعزيه باسماعيل و قال اقرى‏ء المفضل السّلام و قال له انا قد أصبنا باسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا ، انّا أردنا أمرا و أراد اللَّه تعالى أمرا فسلمنا لأمر اللَّه تعالى .

« مغمور » استعارة عن الانغماس في الماء .

« بفكرته » لأن الفكرة ، توجب العبرة و العبرة توجب الفوز و السعادة ،

و في ( الخبر ) ، سئل الصادق عليه السّلام عمّا روى « ان تفكّر ساعة خير من قيام ليلة » كيف ؟ قال : يمر بالخربة فيقول اين ساكنوك أين بانوك ، و عنه عليه السّلام أفضل العبادة ادمان التفكّر في اللَّه و في قدرته .

و في ( الكافي ) عن علي عليه السّلام « نبّه بالتفكر قلبك ، و جاف عن الليل جنبك ،

و اتق اللَّه ربك » و كان عليه السّلام يقول التفكّر يدعو إلى البرّ .

« ضنين بخلته » بضم الخاء ، فلا يتخذ خليلا لنفسه إلاّ من وثق بديانته و أمانته و عفته ، فقالوا ( عن المرء لا تسأل و سل عن خليله ) .

« سهل الخليقة لين العريكة » أي : الطبيعة .

عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله المؤمن هيِّن ليِّن ، كالجمل الألف ان قيِّد انقاد و ان أنيخ على صخرة استناخ .

« نفسه أصلب » أي : أشدّ .

« من الصلد » أي : الحجر الصلب الايبس .

عن الباقر عليه السّلام المؤمن أصلب من الجبل ، الجبل يستقل منه ، و المؤمن لا يستقل من دينه شي‏ء و عن الصادق عليه السّلام مر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بقوم يربعون حجرا ،

فقال : ما هذا ؟ قالوا : نعرف بذلك أشدّنا ، و أقوانا ، فقال صلَّى اللَّه عليه و آله : ألا أخبركم بأشدّكم ، و أقواكم قالوا : بلى ، قال : أشدّكم و أقواكم الذي إذا رضى لم يدخله

٣٩٦

رضاه في إثم ، و لا باطل ، و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق .

« و هو أذل من العبد » عن الصادق عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يجلس جلسة العبيد ، و يضع يده على الأرض ، و يأكل بثلاثة أصابع ، لا كالجبارين باصبعين .

و في ( العيون ) عن الرضا عليه السّلام قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله خمس لا أدعهن حتى الممات ، الأكل على الحضيض مع العبد ، و ركوبي الحمار موكفا ، و حلبي العنز بيدي ، و لبسي الصوف ، و التسليم على الصبيان ، لتكون سنّة من بعدي و لبعضهم :

تراه مكينا و هو للهو ماقت

به عن حديث القوم ما هو شاغله

و أزعجه علم عن الجهل كلّه

و ما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس من الجهّال حين يراهم

فليس له منهم خدين يهازله

تذكر ما يلقى من العيش اجلا

فاشغله عن عاجل العيش آجله

١٢

الخطبة ( ١٨٤ ) و من كلام له عليه السّلام :

فَمِنَ اَلْإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِي اَلْقُلُوبِ وَ مِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِيَّ بَيْنَ اَلْقُلُوبِ وَ اَلصُّدُورِ إِلَى أَجَلٍ فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ اَلْمَوْتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حَدُّ اَلْبَرَاءَةِ قول المصنف :

و من كلام له عليه السّلام هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( و من خطبة له عليه السّلام ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة ) .

« فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب » و هم الذين قال تعالى فيهم :

٣٩٧

الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر اللَّه ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب١ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي٢ .

و كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يقول لأمير المؤمنين عليه السّلام : « الايمان مخالط لحمك و دمك كما هو مخالط لحمي و دمي » .

« و منه ما يكون عواري » جمع العاريّة بالتشديد ، قال الجوهري كانها منسوبة إلى العار ، لأن طلبها عار و عيب و ينشد ، « انما أنفسنا عاريّة ،

و العواري قصاران ترد » .

« بين القلوب و الصدور » في ( الكافي ) قال عيسى شلقان : كنت قاعدا فمرّ أبو الحسن موسى عليه السّلام و معه بهيمة فقلت يا غلام ، ما ترى ما يصنع أبوك ؟

يأمرنا بالشي‏ء ثم ينهانا عنه ، أمرنا أن نتولّى أبا الخطاب ، ثم أمرنا أن نلعنه ،

و نتبرأ منه ، فقال عليه السّلام و هو غلام ، ان اللَّه خلق خلقا للايمان ، لا زوال له ، و خلق خلقا بين ذلك أعارهم الايمان يسمّون المعارين ، إذا شاء سلبهم ، و كان أبو الخطاب ممّن أعير الايمان ، فدخلت على أبيه عليه السّلام فأخبرته بما قلت له و ما قال لي فقال انّه نبعة نبوة » هذا و قال ابن ميثم ابن ابي الحديد في نسخة الرضي بخطه ، و نسخ كثيرة انما ذكر قسمان مستقرا في القلوب و عواري بين القلوب و الصدور ، و لكن نقل ابن أبي الحديد في النسخة التي شرح عليها الكتاب ثلاثة فزاد بينهما ، « و منه ما يكون عواري في القلوب » و قال في شرح الثلاثة الأول : ايمان عن برهان ، و الثاني ايمان عن جدل ، و الثالث ايمان عن تقليد .

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٨ .

( ٢ ) الفجر : ٢٧ ٣٠ .

٣٩٨

قلت : حيث انّه تفرّد به و لم يوافقه عليه حتى الكيدري كما في تقديم خطبة همّام و خطب أخرى يعلم ان الثاني كان حاشية اجتهادية من بعض المحشين خلطت بالمتن في نسخة ابن أبي الحديد مع ان القول بكون ما في القلب عارية ركيك .

و بعد كون الايمان ثابتا و عارية .

« فإذا كانت لكم براءة من أحد ، فقفوه ، حتى يحضره الموت فعند ذلك » أي :

حضور الموت .

« يقع حد البراءة » منه و يعلم كون ايمانه غير مستقر .

في ( الكافي ) عن إسحاق بن عمّار ، قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام ان اللَّه تعالى جبل النبيين على نبوّتهم ، فلا يرتدُّون أبدا ، و جبل الأوصياء على وصاياهم ، فلا يرتدُّون أبدا ، و جبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدّون أبدا و منهم من أعير الايمان عاريّة فإذا هو دعا و ألح في الدعاء مات على الايمان .

و ممّا يشهد لوجوب الوقف في البراءة إلى موته ان كثيرا من السعداء يمشون في طريق الأشقياء و بالعكس ثم يرجع كلّ منهما إلى أصله .

١٣

الخطبة ( ١٨٨ ) و من خطبة له عليه السّلام يصف فيها المتّقين :

رُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع يُقَالُ لَهُ ؟ هَمَّامٌ ؟ كَانَ رَجُلاً عَابِداً فَقَالَ لَهُ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ صِفْ لِيَ اَلْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَتَثَاقَلَ ع عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ يَا ؟ هَمَّامُ ؟ اِتَّقِ اَللَّهَ وَ أَحْسِنْ فَ إِنَّ اَللَّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١ ٩ ١٦ : ١٢٨

٣٩٩

فَلَمْ يَقْنَعْ ؟ هَمَّامٌ ؟ بِهَذَا اَلْقَوْلِ حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى ؟ اَلنَّبِيِّ ص ؟ ثُمَّ قَالَ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ اَلدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ اَلْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ اَلصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ اَلاِقْتِصَادُ وَ مَشْيُهُمُ اَلتَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى اَلْعِلْمِ اَلنَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي اَلْبَلاَءِ كَالَّذِي نُزِّلَتْ فِي اَلرَّخَاءِ وَ لَوْ لاَ اَلْأَجَلُ اَلَّذِي كَتَبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى اَلثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ اَلْعِقَابِ عَظُمَ اَلْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَ اَلْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ اَلنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ أَرَادَتْهُمُ اَلدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَ أَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا أَمَّا اَللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ ؟ اَلْقُرْآنِ ؟ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَ ظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَ إِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَ ظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَ شَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَ أَكُفِّهِمْ وَ رُكَبِهِمْ وَ أَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607