بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 113759 / تحميل: 3950
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

« جعل اللَّه فيه منتهى رضوانه » و من أحسن ديناً ممّن أسلم وجهه للَّه .١ ، . فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون٢ و من يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه٣ و من أحسن قولاً ممّن دعا إلى اللَّه و عمل صالحاً و قال انني من المسلمين .٤ بلى من أسلم وجهه للَّه و هو محسن فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون٥ . هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين .٦ و لكن إذا أكمل بالولاية فقال تعالى بعد إنزال الولاية :

اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً .٧ .

« و ذروة دعائمه » أي : أعلى أعمدته و الضمير في ( دعائمه ) راجع إليه تعالى كما في ( رضوانه ) و الاضافة فيه بمعنى اللام و مثله قوله .

« و سنام طاعته » و الأصل في السنام سنام الابل .

« فهو » أي : الاسلام .

« عند اللَّه وثيق الأركان » أي : محكمها . فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن باللَّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و اللَّه سميع عليم٨ .

« رفيع البنيان » الاسلام يعلو و لا يعلى عليه .

____________________

( ١ ) النساء : ١٢٥ .

( ٢ ) البقرة : ١١٢ .

( ٣ ) آل عمران : ٨٥ .

( ٤ ) فصّلت : ٣٣ .

( ٥ ) البقرة : ١١٢ .

( ٦ ) الحج : ٧٨ .

( ٧ ) المائدة : ٣ .

( ٨ ) البقرة : ٢٥٦ .

٣٨١

و في ( الاسد ) قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله في ابن بنته زينب علي بن أبي العاص و كان مسترضعا في بني غاضرة و كان أبوه يومئذ مشركا فضمّه إليه من شاركني في بنيي فانا أحق به منه و ايما كافر شارك مسلما في شي‏ء فالمسلم أحقّ به منه .

« مضي‏ء النيران » أفمن شرح اللَّه صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر اللَّه أولئك في ضلال مبين١ .

« عزيز السلطان » لقد نصركم اللَّه في مواطن كثيرة .٢ .

و اذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآويكم و أيّدكم بنصره .٣ إنّا فتحنا لكن فتحا مبينا٤ إذا جاء نصر اللَّه و الفتح و رأيت الناس يدخلون في دين اللَّه أفواجاً٥ .

« مشرف المنار » أي : عاليه .

« معوز » من ( أعوزه الشي‏ء ) إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه .

« المثار » من ( اثار الصيد ) هيجه قال :

أثار الليث في عريس غيل

له الويلات ممّا يستثير

« فشرّفوه و اتّبعوه و أدّوا إليه حقّه وضعوه مواضيعه » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( مواضعه ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان انّه لكم عدو

____________________

( ١ ) الزمر : ٢٢ .

( ٢ ) التوبة : ٢٥ .

( ٣ ) الانفال : ٢٦ .

( ٤ ) الفتح : ١ .

( ٥ ) النصر : ١ ٢ .

٣٨٢

مبين١ يمنون عليك ان أسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل اللَّه يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين٢ .

٨

الحكمة ( ٣١٠ ) قال عليه السّلام :

لاَ يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اَللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ أقول : الأصل فيه ما رواه المسعودي في ( مروجه ) مرفوعا ، و سبط ابن الجوزي في ( تذكرته ) مسندا قال الأول أنّ سائلا وقف على باب عليّ عليه السلام فقال للحسن عليه السّلام قل لامك تدفع إليه درهما ، فقال انما عندنا ستة دراهم للدقيق فقال عليه السّلام « لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده » ثم أمر للسائل بالستة الدراهم كلّها فما برح عليه السّلام حتى مر به رجل يقود بعيرا ، فاشتراه منه بمائة و أربعين درهما و انسأ أجله ثمانية أيام ، فلم يحل أجله حتى مر به رجل و البعير معقول فقال بكم هذا ؟ فقال بمأتي درهم ، فقال قد أخذته ، فوزن له الثمن فدفع منه مائة و أربعين درهما للذي ابتاعه منه ،

و دخل بالستين الباقية على فاطمة عليها السّلام فسألته من أين هي فقال عليه السلام هذه تصديق لمّا جاء به أبوك صلَّى اللَّه عليه و آله من جاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها٣ .

و روى الثاني مسندا عن أبي أراكة ، جاء سائل إلى علي عليه السّلام فقال لبعض ولده إذهب إلى أمك ، و قل لها هات ذاك الدرهم الذي عندك فمضى ثم عاد ، و قال قالت خبأناه للدقيق ، فقال إذهب و ائتني به ، فأتاه به فدفعه إلى السائل و قال :

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٠٨ .

( ٢ ) الحجرات : ١٧ .

( ٣ ) الانعام : ١٦٠ .

٣٨٣

« لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده » فبينا هو يتحدّث إذ مر به رجل يبيع جملا ، فاشتراه منه بمائة درهم ، ثم باعه بمأتين فدفع المائة إلى ولده ، و قال له إذهب بها إلى امك و قل لها ، هذا ما وعدنا اللَّه على لسان نبيه .

« لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد اللَّه » هكذا في ( المصرية ) و فيها سقط فزاد ( ابن أبي الحديد و الخطّية ) ( سبحانه ) و كذا ( ابن ميثم ) ، لكن في ( الخطّية ) ( تعالى ) .

« أوثق منه بما في يده » لكونه لازم الايمان بكونه رازقا ، و انّه لو لا حفظ اللَّه لسلب ما في يده و قيل لأبي حازم ما مالك ؟ قال ما لان الثقة بما عند اللَّه و اليأس ممّا في أيدي الناس .

و ورد عن عترته عليهم السّلام ما يقرب من كلامه عليه السّلام و علائم أخر فعن الصادق عليه السّلام « لا يجد الرجل حلاوة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا . ، ثم قال حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا ، و ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، و لا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا الا يكون بما في يدك أوثق منه بما في يد اللَّه عز و جل .

و عن الرضا عليه السّلام لا يكون المؤمن مؤمنا ، حتى يكون فيه ثلاث خصال سنّة من ربّه ، و سنّة من نبيّه ، و سنّة من وليه ، فاما السنّة من ربه ، فكتمان سرّه ،

قال جل جلاله : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسولٍ١ و أما السنّة من نبيّه صلَّى اللَّه عليه و آله فمداراة الناس قال تعالى : خذ العفو و أمر بالعُرف و اعرض عن الجاهلين٢ و أما السنة من وليّه ، فالصبر في

____________________

( ١ ) الجن : ٢٦ ٢٧ .

( ٢ ) الاعراف : ١٩٩ .

٣٨٤

البأساء و الضراء ، يقول تعالى : . و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس اولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتّقون١ .

و عنهم عليهم السّلام من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غضّ بصره لم يرتد إليه طرفه حتى يعقبه اللَّه ايمانا يجد طعمه .

٩

الحكمة ( ٤٥٨ ) و قال عليه السّلام :

عَلاَمَةُ اَلْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ اَلصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى اَلْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وَ أَلاَّ يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَ أَنْ تَتَّقِيَ اَللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ « الايمان » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ، « علامة الايمان » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) .

« ان تؤثر » أي : تختار .

« الصدق حيث يضرّك في دنياك » .

« على الكذب ، حيث ينفعك » فيها كما ان علامة المريض الذي له شعور ان يؤثر الدواء المرّ على الطعام الحلو .

و كيف لا و قد قال تعالى : انما يفتري الكذِبَ الذينَ لا يؤمنون .٢ .

و عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يكون المؤمن جبانا و بخيلا و لا يكون كاذبا .

و في ( الكافي ) عن الأصبغ ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام لا يجد عبد طعم الايمان ، حتى يترك الكذب هزله و جدّه .

____________________

( ١ ) البقرة : ١٧٧ .

( ٢ ) النحل : ١٠٥ .

٣٨٥

و عن أبي جعفر عليه السّلام كان علي بن الحسين عليه السّلام يقول لولده اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير ، في كلّ جد و هزل ، فان الرجل ، إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ، و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ما زال العبد يصدق حتى يكتبه اللَّه صدّيقا ، و لا يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللَّه كذّابا .

و عنه عليه السّلام ان الكذب هو خراب الايمان ، و ان اللَّه تعالى جعل للشرّ أقفالا ،

و جعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، و الكذب شرّ من الشراب .

و عنه عليه السّلام ان أوّل من يكذب الكذّاب اللَّه ثم الملكان اللذان معه ، ثم هو يعلم أنّه كاذب .

و عن الصادق عليه السّلام أن ممّا أعان اللّه به على الكذابين النسيان و قال عيسى عليه السّلام من كثر كذبه ذهب بهاؤه .

و قال عليه السّلام لأبي بصير ، ان العبد ليصدق حتى يكتب عند اللَّه من الصادقين ، و يكذب حتى يكتب عند اللَّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال تعالى صدق و برّ ، و إذا كذب قال تعالى كذب و فجر .

و يكفي في فضل الصدق قوله تعالى : . و كونوا مع الصادقين١ و قول الصادق عليه السّلام ان اللَّه تعالى ، لم يبعث نبيّاً إلاّ بصدق الحديث و اداء الامانة إلى البر و الفاجر ، و بعث عليه السّلام إلى عبد اللَّه بن أبي يعفور انظر ما بلغ به علي عليه السّلام عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فألزمه ان عليا عليه السّلام انما بلغ ما بلغ بصدق الحديث ،

و اداء الامانة ، و قال عليه السّلام لفضيل بن يسار ان الصادق أوّل من يصدقه هو اللَّه عز و جل .

و في ( تاريخ بغداد ) ، كان لربعي بن خراش العبسي ابنان عاصيان في زمن الحجّاج ، فقيل للحجاج ان أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته

____________________

( ١ ) التوبة : ١١٩ .

٣٨٦

عنهما ، فأرسل إليه ، أين ابناك ؟ فقال : هما في البيت ، فقال الحجاج قد عفونا عنك بصدقك .

و في ( السير ) أن الحجاج أمر بقتل أحد الأسارى من أصحاب ابن الأشعث ، فقال : لا تقتلني ، فلي عندك يد ، قال : ما هي ؟ قال : سبّك ابن الأشعث يوما ، و أنا دافعت عنك ، قال : هل لك شاهد ؟ قال : نعم فلان رجل آخر من أسارى ابن الأشعث فقال له : هل دافع عني ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أيضا دافعت ؟

قال لا : قال لم ؟ قال : لأني كنت أبغضك و أسر بسبك فقال الحجاج عفوت عن الأول بدفاعه عني ، و عفوت عنك بصدقك في بغضي ، و ممّا يقرب من قوله عليه السّلام ( ان تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك ) قولهم ( عليك بالصدق و ان جر عليك المغارم ، و إيّاك و الكذب و ان ساق عليك المغانم ) .

هذا : و من الأكاذيب الهزلية ، ما في ( كامل المبرد ) ( قال تكاذب اعرابيان ،

فقال أحدهما خرجت مرة على فرس لي فإذا بظلمة شديدة فيممتها حتى وصلت إليها ، فإذا قطعة من الليل لم تنتبه فما زلت أحمل بفرسي عليها حتى انبهتها فانجابت فقال الآخر لقد رميت ظبيا مرّة بسهم فعدل الظبي يمنة فعدل السهم يمنة خلفه ، فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه ، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه ، فانحدر الظبي ، فانحدر السهم خلفه حتى أخذه .

« و ان لا يكون في حديثك فضل عن عملك » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( عن علمك ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) قال تعالى : و لا تقفُ ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئُولا١ .

و عن الباقر عليه السّلام ( من أفتى الناس بغير علم و لا هدى لعنته ملائكة

____________________

( ١ ) الاسراء : ٣٦ .

٣٨٧

الرحمة و ملائكة العذاب و عليه وزر من عمل بفتياه فان قيل ان ( عن عملك ) أيضا صحيح لأنّه في معنى قوله تعالى كبُرَ مقتاً عند اللَّه أن تقولوا ما لا تفعلون١ .

قلت : بل لا معنى له لأن ( عملك ) يدل على وقوع عمل منه .

« و ان تتقي اللَّه في حديث غيرك حتى لا يكون فيه غيبته و ما يسوؤه لو سمعه » .

قال تعالى : . لا يغتب بعضكم بعضاً أ يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه٢ .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يا معشر من أسلم بلسانه ، و لم يسلم بقلبه ، لا تتبعوا عثرات المسلمين ، فانّه من يتّبع عثرات المسلمين يتّبع اللَّه عثراته ، و من تتبع اللَّه عثراته يفضحه .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه ، و قال الصادق عليه السّلام من قال في مؤمن ما رأته عيناه ، و سمعته أذناه فهو من الذين قال تعالى فيهم : ان الذين يحبّون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم .٣ .

١٠

الحكمة ( ٣٠٩ ) و قال عليه السّلام :

اِتَّقُوا ظُنُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ اَلْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ

____________________

( ١ ) الصف : ٣ .

( ٢ ) الحجرات : ١٢ .

( ٣ ) النور : ١٩ .

٣٨٨

أقول : الأصل فيه قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله « اتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللَّه » .

و روى محمد بن بابويه ، في معاني أخباره ، عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة ، قلت لجعفر بن محمّد عليه السّلام في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها ،

فقال ان شئت أخبرتك قبل أن تسألني و ان شئت فسل ، قلت و بأي شي‏ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ فقال بالتوسم و التفرس أما سمعت قول اللَّه تعالى ان في ذلك لآيات للمتوسّمين١ .

و قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله « اتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللَّه » فقلت له فاخبرني بمسألتي ، قال أردت أن تسألني عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لم لم يطق حمله علي عليه السّلام عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته ، و ما ظهر منه ،

من قلع باب خيبر ، و الرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، فقلت له عن هذا أردت و اللَّه أن أسألك فاخبرني فقال : ان عليّا عليه السّلام بالنبي صلَّى اللَّه عليه و آله تشرّف و به ارتفع و به وصل إلى ان اطفأ نار الشرك ،

و أبطل كلّ معبود من دون اللَّه عز و جل و لو علاه النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لحطّ الأصنام لكان بعلي عليه السّلام مرتفعا و شريفا و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا ترى ان عليا عليه السّلام قال لمّا علوت ظهر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها أما علمت ان المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله .

و قد قال علي عليه السّلام « أنا من أحمد كالضوء من الضوء » أما علمت ان محمّدا و عليّا صلَّى اللَّه عليه و آله كانا نورين بين يدي اللَّه تعالى قبل خلق الخلق بألفي عام ،

و ان الملائكة لمّا رأت ذلك النور ، رأت له أصلا قد تشعّب منه شعاع لامع فقالت

____________________

( ١ ) الحجر : ٧٥ .

٣٨٩

إلهنا ، ما هذا النور ؟ فقال تعالى : هذا نور من نوري ، اصله نبوة و فرعه امامة اما النبوة فلمحمّد عبدي ، و اما الإمامة فلعلي حجّتي و وليي ، و لولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله رفع يد علي عليه السّلام بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض ابطيه ، فجعله مولى المسلمين و امامهم و قد احتمل الحسن و الحسين يوم حظيرة بني النجّار ، فلمّا قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما قال نعم الراكبان هما و أبوهما خير منهما .

و ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله كان يصلّي بأصحابه ، فأطال سجدة من سجداته ، فلما سلّم قيل له قد أطلت هذه السجدة ، فقال : « ان ابني ارتحلني ، فكرهت ان اعاجله حتى ينزل » .

و انما أراد بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبي صلَّى اللَّه عليه و آله امام نبي ، و علي عليه السّلام امام ليس بنبي ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبّوة فقلت له زدني يا بن رسول اللَّه فقال انّك لأهل للزيادة ، ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله حمل عليا عليه السّلام على ظهره ، يريد بذلك أنّه أبو ولده ، و امامة الائمة من صلبه ، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء ،

و اراد أن يعلم بذلك أصحابه أنّه تحوّل الجدب خصبا .

قلت له : زدني فقال : احتمله ليعلم قومه انّه هو الذي يخفف عن ظهر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ما عليه من الدين و العدات و الاداء عنه من بعده .

قلت له : زدني فقال : احتمله ليعلم بذلك انّه قد احتمله ، و ما حمل إلاّ لأنّه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا ، و قد قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السّلام : ان اللَّه تعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي و ذلك قوله تعالى ليغفر لك اللَّه ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر .١ و لمّا أنزل تعالى :

____________________

( ١ ) الفتح : ٢ .

٣٩٠

عليكم أنفسكم .١ قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضل إذا اهتديتم ، و علي نفسي و أخي ، أطيعوا عليّا ، فانّه مطهّر معصوم لا يضلّ و لا يشقى ، ثم تلا هذه الآية قل اطيعوا اللَّه و أطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل و عليكم ما حملتم ، و ان تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين٢ .

ثم قال جعفر بن محمد عليه السّلام لو أخبرتك أيّها الأمير ، بما في حمل النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله عليّا عليه السّلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها لقلت ان جعفر بن محمد مجنون ، فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه و قبّلت رأسه و قلت . اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته٣ .

و روى خبر حمل النبي صلَّى اللَّه عليه و آله له عليه السّلام لحط الأصنام الخطيب و في خبره ،

ان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لمّا حمله و نهض به صعد عليه السّلام علي الكعبة و تنحى النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فألقى علي عليه السّلام صنمهم و نزل٤ .

قلت : و يمكن أن يقال ان اصعاده بدون إنزاله للدلالة على انّه كالكعبة له العلو ، و ليس له حط و نزول أصلا .

١١

الحكمة ( ٣٣٣ ) و قال عليه السّلام في صفة المؤمن :

اَلْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ أَوْسَعُ شَيْ‏ءٍ صَدْراً وَ أَذَلُّ

____________________

( ١ ) المائدة : ١٠٥ .

( ٢ ) النور : ٥٤ .

( ٣ ) الانعام : ١٢٤ .

( ٤ ) الخطيب الخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين : الباب الحادي عشر : ٥٤ ( طبع حجري ) ١٣١١ خط محمد باقر ، كربلاء .

٣٩١

شَيْ‏ءٍ نَفْساً يَكْرَهُ اَلرِّفْعَةَ وَ يَشْنَأُ اَلسُّمْعَةَ طَوِيلٌ غَمُّهُ بَعِيدٌ هَمُّهُ كَثِيرٌ صَمْتُهُ مَشْغُولٌ وَقْتُهُ شَكُورٌ صَبُورٌ مَغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ سَهْلُ اَلْخَلِيقَةِ لَيِّنُ اَلْعَرِيكَةِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ اَلصَّلْدِ وَ هُوَ أَذَلُّ مِنَ اَلْعَبْدِ أقول الأصل فيه رواية مجاهد عن ابن عباس على ما في تذكرة سبط ابن الجوزي قال وصف أمير المؤمنين عليه السّلام المؤمن فقال :

« حزنه في قلبه ، و بشره في وجهه ، أوسع الناس صدرا ، و أرفعهم قدرا يكره الرفعة ، و لا يحب السمعة ، طويل غمّه ، بعيد همّه ، كثير صمته مشغول بما ينفعه ، شكور صبور ، قلبه بذكر اللَّه معمور ، سهل الخليقة لين العريكة » .

و في رواية ( الكافي ) جعله جزء خطبة همّام الآتية في ( ١٣ ) .

« المؤمن بشره في وجهه » كما كان عليه السّلام نفسه كذلك حتى عابه فاروقهم الفظ ذو الحوزة الخشناء بذلك و سمّى بشره دعابة فقال لابن عباس في الشورى كما في ( تاريخ اليعقوبي ) أترى صاحبكم لها موضعا ؟ قال له ابن عباس و انى يبعد من ذلك مع فضله و سابقته و قرابته و علمه ، فقال هو و اللَّه كما ذكرت و لو وليهم لحملهم على منهج الطريق و المحجّة الواضحة إلاّ ان فيه الدعابة في المجلس ، و استبداد الرأي ، و التبكيت للناس مع حداثة السن فقال له ابن عباس هلا استحدثتم سنة يوم الخندق قلت و في خبر آخر : انّه قال له :

هلاّ استحدثتم سنه يوم أخذ البراءة من صاحبك .

و في ( المناقب ) كان علي عليه السّلام بشره دائم ، و ثغره باسم ، غيث لمن رغب ،

و غياث لمن رهب ، مآل الآمل و ثمال الأرامل١ .

و قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لبني عبد المطلب انّكم لن تسعوا الناس بأموالكم

____________________

( ١ ) المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ١١٥ مؤسسة انتشارات علاّمة ، قم .

٣٩٢

فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر .

« و حزنه في قلبه » كما كان عليه السّلام كذلك ففي ( مروج المسعودي ) ، استسقى علي عليه السّلام يوم الجمل ، فاتى بعسل و ماء فحسا منه حسوة و قال هذا الطائفي و هو غريب البلد فقال عبد اللَّه بن جعفر ما شغلك ما نحن فيه عن علم هذا ؟ قال انّه و اللَّه ما حلا بصدر عمك شي‏ء قط من أمر الدنيا .

و فيه في وروده عليه السّلام البصرة قال المنذر بن الجارود لمّا قدم علي عليه السّلام البصرة ، دخل ممّا يلي الطف ، فأتى الزاوية فخرجت انظر إليه إلى أن قال : ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السّلام في أوّله راية كبيرة يقدمهم رجل كانما كسر و جبر قلت : من هؤلاء ؟ قيل : هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام و هذان الحسن و الحسين عن يمينه و شماله ، و هذا محمد بن الحنفية بين يديه معه الراية العظمى و هذا الذي خلفه عبد اللَّه بن جعفر و هؤلاء ولد عقيل و غيرهم من فتيان بني هاشم و هؤلاء المشايخ أهل بدر من المهاجرين و الأنصار فساروا حتى نزلوا الزاوية فصلّى أربع ركعات و عفر خديه على التراب و قد خالط ذلك دموعه ثم رفع يديه يدعو : اللّهم ربّ السماوات و ما أظلّت ، و الأرضين و ما أقلّت ، و ربّ العرش العظيم ، هذه البصرة أسألك من خيرها ، و أعوذ بك من شرّها ، اللّهم انزلنا فيها خير منزل و أنت خير المنزلين ، اللّهم هؤلاء القوم ، قد خلعوا طاعتي ، و بغوا عليّ و نكثوا بيعتي ، اللّهم احقن دماء المسلمين الخ .

« أوسع شي‏ء صدرا ، و أذلّ شي‏ء نفسا » في ( تاريخ بغداد ) قال ابن ميمون سألت ذا النون عن الصوفي فقال : من إذا نطق ابان نطقه عن الحقائق و إن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق١ .

و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله جالسا في المسجد ،

____________________

( ١ ) لم نعثر عليه في ترجمة « ذو النون المصري » راجع ( تاريخ بغداد ) ٨ : ٣٩٣ ٣٩٧ رقم الترجمة ( ٤٤٩٧ ) .

٣٩٣

فجاءت جارية لبعض الأنصار ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله فلم تقل شيئا و لم يقل صلَّى اللَّه عليه و آله لها شيئا ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات ففي الرابعة أخذت هدبة و رجعت ، فقال لها الناس فعل اللَّه بك حبست النبي صلَّى اللَّه عليه و آله ثلاث مرات ، لا تقولين شيئا فما حاجتك ؟ قالت ان لنا مريضا فأرسلني أهلي لأخذ هدبة من ثوبه يستشفي بها فاستحييت أن أقول له حتى أخذتها في الرابعة .

و في الخبر مرّت امرأة بذيه على النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و هو يأكل جالسا على الحضيض فقالت يا محمّد ، انّك تأكل أكل العبد و تجلس جلوسه ، فقال لها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و أي عبد أعبد مني .

و عن الصادق عليه السّلام أوحى اللَّه تعالى إلى موسى ، أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال يا رب لم ؟ قال اني قلبت عبادي ظهر البطن فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي نفسا منك ، انّك إذا صلّيت وضعت خدّك على التراب .

« يكره الرفعة » تلك الدار الآخرة نجعلُها للذين لا يريدون عُلوّاً في الأرضِ و لا فساداً و العاقبة للمتقين١ .

و في ( الكافي ) عن الباقر عليه السّلام ما ذئبان ضاريان في غنم ليس لها راع هذا في أوّلها و ذاك في آخرها ، أسرع فيها من حب الدنيا و الشرف في دين المؤمن .

« و يشنأ » أي : يبغض .

« السمعة » لأن عباداته خالصة لوجه اللَّه تعالى و يحبّ بقاءها على الخلوص ، و من ذكر عبادته خفية لواحد ينقص أجره من الخفاء إلى الجهر ،

فإذا ذكرها لاثنين تكون كالرياء بلا أجر .

« طويل غمّه » للنجاة من النار .

« بعيد همّه » لتحصيل الجنّة .

____________________

( ١ ) القصص : ٨٣ .

٣٩٤

« كثير صمته » في ( الخبر ) ان الصمت باب من أبواب الحكمة و انّه دليل على كلّ خير ، و كان العابد من بني اسرائيل ، لا يتعبّد حتى يصمت عشر سنين .

و عن الباقر عليه السّلام انما شيعتنا الخرس ، و قال المسيح عليه السّلام لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللَّه ، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللَّه قلوبهم قاسية ، و لكن لا يعلمون .

و في ( الخبر ) ، ان رجلا قال للنبي صلَّى اللَّه عليه و آله أوصني ثلاث مرات في كلّ مرة يقول له : احفظ لسانك حتى قال له في الثالثة : ويحك و هل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم .

و عن الصادق عليه السّلام في حكمة آل داود ( على العاقل ان يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ) .

« مشغول وقته » في ( الخبر ) ، للمؤمن ثلاث ساعات ، ساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يرمّ معاشه ، و ساعة يخلي بين نفسه و لذّتها في ما يحلّ و يجمل ،

و ليس للعاقل أن يكون شاخصا ، إلاّ في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم .

« شكور » في ( الخبر ) ، كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فقالوا له صنعت شيئا لم تصنعه ، فقال استقبلني جبرئيل فبشّرني ببشارات من اللَّه فسجدت شكرا للَّه لكلّ بشرى سجدة و كان صلَّى اللَّه عليه و آله ورد عليه أمر يسرّه قال : الحمد للَّه على هذه النعمة و إذا ورد عليه أمر يغتم به ، قال : الحمد للَّه على كلّ حال .

و عن الباقر عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عند عايشة في ليلتها فقالت له : لم تتعب نفسك ، و قد غفر اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخر ، فقال لها ألا أكون عبدا شكورا ؟

٣٩٥

« صبور » لكون الصبر من الايمان ، بمنزلة الرأس من الجسد .

و عن يونس بن يعقوب أمرني أبو عبد اللَّه عليه السّلام ان آتي المفضل و أعزيه باسماعيل و قال اقرى‏ء المفضل السّلام و قال له انا قد أصبنا باسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا ، انّا أردنا أمرا و أراد اللَّه تعالى أمرا فسلمنا لأمر اللَّه تعالى .

« مغمور » استعارة عن الانغماس في الماء .

« بفكرته » لأن الفكرة ، توجب العبرة و العبرة توجب الفوز و السعادة ،

و في ( الخبر ) ، سئل الصادق عليه السّلام عمّا روى « ان تفكّر ساعة خير من قيام ليلة » كيف ؟ قال : يمر بالخربة فيقول اين ساكنوك أين بانوك ، و عنه عليه السّلام أفضل العبادة ادمان التفكّر في اللَّه و في قدرته .

و في ( الكافي ) عن علي عليه السّلام « نبّه بالتفكر قلبك ، و جاف عن الليل جنبك ،

و اتق اللَّه ربك » و كان عليه السّلام يقول التفكّر يدعو إلى البرّ .

« ضنين بخلته » بضم الخاء ، فلا يتخذ خليلا لنفسه إلاّ من وثق بديانته و أمانته و عفته ، فقالوا ( عن المرء لا تسأل و سل عن خليله ) .

« سهل الخليقة لين العريكة » أي : الطبيعة .

عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله المؤمن هيِّن ليِّن ، كالجمل الألف ان قيِّد انقاد و ان أنيخ على صخرة استناخ .

« نفسه أصلب » أي : أشدّ .

« من الصلد » أي : الحجر الصلب الايبس .

عن الباقر عليه السّلام المؤمن أصلب من الجبل ، الجبل يستقل منه ، و المؤمن لا يستقل من دينه شي‏ء و عن الصادق عليه السّلام مر النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بقوم يربعون حجرا ،

فقال : ما هذا ؟ قالوا : نعرف بذلك أشدّنا ، و أقوانا ، فقال صلَّى اللَّه عليه و آله : ألا أخبركم بأشدّكم ، و أقواكم قالوا : بلى ، قال : أشدّكم و أقواكم الذي إذا رضى لم يدخله

٣٩٦

رضاه في إثم ، و لا باطل ، و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق .

« و هو أذل من العبد » عن الصادق عليه السّلام كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يجلس جلسة العبيد ، و يضع يده على الأرض ، و يأكل بثلاثة أصابع ، لا كالجبارين باصبعين .

و في ( العيون ) عن الرضا عليه السّلام قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله خمس لا أدعهن حتى الممات ، الأكل على الحضيض مع العبد ، و ركوبي الحمار موكفا ، و حلبي العنز بيدي ، و لبسي الصوف ، و التسليم على الصبيان ، لتكون سنّة من بعدي و لبعضهم :

تراه مكينا و هو للهو ماقت

به عن حديث القوم ما هو شاغله

و أزعجه علم عن الجهل كلّه

و ما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس من الجهّال حين يراهم

فليس له منهم خدين يهازله

تذكر ما يلقى من العيش اجلا

فاشغله عن عاجل العيش آجله

١٢

الخطبة ( ١٨٤ ) و من كلام له عليه السّلام :

فَمِنَ اَلْإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِي اَلْقُلُوبِ وَ مِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِيَّ بَيْنَ اَلْقُلُوبِ وَ اَلصُّدُورِ إِلَى أَجَلٍ فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ اَلْمَوْتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حَدُّ اَلْبَرَاءَةِ قول المصنف :

و من كلام له عليه السّلام هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( و من خطبة له عليه السّلام ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة ) .

« فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب » و هم الذين قال تعالى فيهم :

٣٩٧

الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر اللَّه ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب١ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي٢ .

و كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يقول لأمير المؤمنين عليه السّلام : « الايمان مخالط لحمك و دمك كما هو مخالط لحمي و دمي » .

« و منه ما يكون عواري » جمع العاريّة بالتشديد ، قال الجوهري كانها منسوبة إلى العار ، لأن طلبها عار و عيب و ينشد ، « انما أنفسنا عاريّة ،

و العواري قصاران ترد » .

« بين القلوب و الصدور » في ( الكافي ) قال عيسى شلقان : كنت قاعدا فمرّ أبو الحسن موسى عليه السّلام و معه بهيمة فقلت يا غلام ، ما ترى ما يصنع أبوك ؟

يأمرنا بالشي‏ء ثم ينهانا عنه ، أمرنا أن نتولّى أبا الخطاب ، ثم أمرنا أن نلعنه ،

و نتبرأ منه ، فقال عليه السّلام و هو غلام ، ان اللَّه خلق خلقا للايمان ، لا زوال له ، و خلق خلقا بين ذلك أعارهم الايمان يسمّون المعارين ، إذا شاء سلبهم ، و كان أبو الخطاب ممّن أعير الايمان ، فدخلت على أبيه عليه السّلام فأخبرته بما قلت له و ما قال لي فقال انّه نبعة نبوة » هذا و قال ابن ميثم ابن ابي الحديد في نسخة الرضي بخطه ، و نسخ كثيرة انما ذكر قسمان مستقرا في القلوب و عواري بين القلوب و الصدور ، و لكن نقل ابن أبي الحديد في النسخة التي شرح عليها الكتاب ثلاثة فزاد بينهما ، « و منه ما يكون عواري في القلوب » و قال في شرح الثلاثة الأول : ايمان عن برهان ، و الثاني ايمان عن جدل ، و الثالث ايمان عن تقليد .

____________________

( ١ ) الرعد : ٢٨ .

( ٢ ) الفجر : ٢٧ ٣٠ .

٣٩٨

قلت : حيث انّه تفرّد به و لم يوافقه عليه حتى الكيدري كما في تقديم خطبة همّام و خطب أخرى يعلم ان الثاني كان حاشية اجتهادية من بعض المحشين خلطت بالمتن في نسخة ابن أبي الحديد مع ان القول بكون ما في القلب عارية ركيك .

و بعد كون الايمان ثابتا و عارية .

« فإذا كانت لكم براءة من أحد ، فقفوه ، حتى يحضره الموت فعند ذلك » أي :

حضور الموت .

« يقع حد البراءة » منه و يعلم كون ايمانه غير مستقر .

في ( الكافي ) عن إسحاق بن عمّار ، قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام ان اللَّه تعالى جبل النبيين على نبوّتهم ، فلا يرتدُّون أبدا ، و جبل الأوصياء على وصاياهم ، فلا يرتدُّون أبدا ، و جبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدّون أبدا و منهم من أعير الايمان عاريّة فإذا هو دعا و ألح في الدعاء مات على الايمان .

و ممّا يشهد لوجوب الوقف في البراءة إلى موته ان كثيرا من السعداء يمشون في طريق الأشقياء و بالعكس ثم يرجع كلّ منهما إلى أصله .

١٣

الخطبة ( ١٨٨ ) و من خطبة له عليه السّلام يصف فيها المتّقين :

رُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع يُقَالُ لَهُ ؟ هَمَّامٌ ؟ كَانَ رَجُلاً عَابِداً فَقَالَ لَهُ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ صِفْ لِيَ اَلْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَتَثَاقَلَ ع عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ يَا ؟ هَمَّامُ ؟ اِتَّقِ اَللَّهَ وَ أَحْسِنْ فَ إِنَّ اَللَّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١ ٩ ١٦ : ١٢٨

٣٩٩

فَلَمْ يَقْنَعْ ؟ هَمَّامٌ ؟ بِهَذَا اَلْقَوْلِ حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى ؟ اَلنَّبِيِّ ص ؟ ثُمَّ قَالَ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ اَلدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ اَلْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ اَلصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ اَلاِقْتِصَادُ وَ مَشْيُهُمُ اَلتَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى اَلْعِلْمِ اَلنَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي اَلْبَلاَءِ كَالَّذِي نُزِّلَتْ فِي اَلرَّخَاءِ وَ لَوْ لاَ اَلْأَجَلُ اَلَّذِي كَتَبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى اَلثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ اَلْعِقَابِ عَظُمَ اَلْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَ اَلْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ اَلنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ أَرَادَتْهُمُ اَلدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَ أَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا أَمَّا اَللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ ؟ اَلْقُرْآنِ ؟ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَ ظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَ إِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَ ظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَ شَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَ أَكُفِّهِمْ وَ رُكَبِهِمْ وَ أَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

« لا، ولكن يعطى انسان انسان » الخبر.

[١٨٧٠٠] ٢ - ورواه أحمد بن عيسى في نوادره: عنه، مثله.

[١٨٧٠١] ٣ - وعن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، قال: سألته عن اطعام عشرة مساكين، أو ستين مسكينا، أ يجمع ذلك لإنسان واحد؟ قال: « لا اعطه واحدا واحدا، كما قال الله » قال: قلت: أفيعطيه الرجل قرابته؟ قال: « نعم » الخبر.

[١٨٧٠٢] ٤ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل: هل يطعم المكفر مسكينا واحدا عشرة أيام؟ قال: « لا، يطعم عشرة مساكين كما أمره الله » الخبر.

[١٨٧٠٣] ٥ - الصدوق في المقنع: فإن لم تجد في الكفارة إلا رجلا أو رجلين، فكرر عليهم حتى يستكمل.

١٤ -( باب أنه لا يجزئ اطعام الصغار في الكفارة منفردين، بل صغيرين بكبير، وإن الصغير والكبير والمرأة في الاعطاء سواء)

[١٨٧٠٤] ١ - الصدوق في المقنع: ولا يجوز اطعام الصغير في كفارة اليمين، ولكن صغيرين بكبير.

١٥ -( باب أنه يجوز اعطاء المستضعف من الكفارة مع عدم وجود المؤمن، وعدم جواز اعطاء الناصب)

[١٨٧٠٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٣٧ ح ١٧٠.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٢ ح ٣٢٦.

٥ - المقنع ص ١٣٦.

الباب ١٤

١ - المقنع ص ١٣٦.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٢ ح ٣٢٦.

٤٢١

سئل: هل يطعم المكفر مسكينا واحدا؟ - إلى أن قال - قيل له: فيطعم الضعفاء من غير أهل الولاية؟ قال: ( نعم، وان )(١) أهل الولاية أحب إلي إن وجدهم، فإن لم يجد منهم أحدا فالمستضعفين، فإن لم يجد الا ناصبا(٢) فلا يعطه، ودرهم يدفعه إلى مؤمن أفضل عند الله من ألف درهم يدفعها إلى غير مؤمن، وقد قال الله عز وجل:( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ) (٣) ».

[١٨٧٠٦] ٢ - العياشي في تفسيره: عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسنعليه‌السلام - في حديث في الكفارة - قال: قلت: فيعطي الرجل قرابته إذا كانوا محتاجين؟ قال: « نعم » قلت: فيعطيها إذا كانوا ضعفاء من غير أهل الولاية؟ فقال: « نعم، وأهل الولاية أحب إلي ».

[١٨٧٠٧] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام ، عن اطعام عشرة مساكين - إلى أن قال - قلت: فيعطيهم ضعفاء من غير أهل الولاية؟ قال: « نعم، وأهل الولاء أحب إلي ».

١٦ -( باب كفارة من حلف بالبراءة من الله ورسوله فحنث)

[١٨٧٠٨] ١ - الصدوق في المقنع: وإن قال رجل: إن كلم ذا قرابة له، فعليه المشي إلى بيت الله، وكلما يملكه في سبيل الله، وهو برئ من دين

__________________

(١) في المصدر: لا.

(٢) في الطبعة الحجرية: أباضيا، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) المجادلة ٥٨: ٢٢.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٣٦ ح ١٦٦.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

الباب ١٦

١ - المقنع ص ١٣٦.

٤٢٢

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنه يصوم ثلاثة أيام، ويتصدق على عشرة مساكين.

١٧ -( باب كفارة الوطئ في الحيض، وتزويج المرأة في عدتها)

[١٨٧٠٩] ١ - الصدوق في المقنع: وإذا وقع الرجل على امرأته وهي حائض، فإن عليه أن يتصدق على مسكين بقدر شبعه.

[١٨٧١٠] ٢ - وروي: ان جامعها في أول الحيض، فعليه أن يتصدق بدينار، وإن كان في وسطه فنصف دينار، وإن كان في آخره فربع دينار.

وباقي الاخبار تقدم في كتاب الحيض(١) .

١٨ -( باب كفارة خلف النذر)

[١٨٧١١] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن عبد الملك بن عمر، وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من جعل لله عليه أن لا يركب محرما سماه فركبه - قال: ولا اعلمه الا قال: - فليعتق رقبة، أو ليصم شهرين متتابعين، أو ليطعم ستين مسكينا ».

[١٨٧١٢] ٢ - الصدوق في المقنع، والنذر على وجهين - إلى أن قال - فإن خالف لزمته الكفارة صيام شهرين متتابعين، وقد روي: كفارة يمين.

[١٨٧١٣] ٣ - وفي الهداية: مثله.

__________________

الباب ١٧

١ - المقنع ص ١٦.

٢ - المصدر السابق ص ١٦.

(١) تقدم في الباب ٢٣ و ٢٤ من أبواب الحيض.

الباب ١٨

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٥٩.

٣ - المقنع ص ١٣٧.

٣ - الهداية ص ٧٣.

٤٢٣

[١٨٧١٤] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية فكفارته كفارة يمين ».

١٩ -( باب أن من وجب عليه شهران متتابعان، فأفطر لمرض أو حيض، لم يبطل التتابع، ولم يجب الاستئناف)

[١٨٧١٥] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن رفاعة بن موسى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن رجل عليه صوم شهرين متتابعين، فيصوم ثم يمرض، هل يعتد به؟ قال: « نعم، أمر الله حبسه » قلت: امرأة نذرت صوم شهرين متتابعين، قال: « تصومه وتستأنف أيامها التي قعدت، حتى تتم الشهرين » قلت: أرأيت إن هي يئست من المحيض، تقضيه؟(١) قال: « لا، يجزيها الأول ».

[١٨٧١٦] ٢ - وعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام ، أن امرأة جعلت عليها صوم شهرين متتابعين، فتحيض، قال: « تصوم ما حاضت، فهو يجزؤها ».

٢٠ -( باب أنه يجزئ في الكفارة عتق أم الولد)

[١٨٧١٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى

__________________

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٩ ح ٢٢٩.

الباب ١٩

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٥٩.

(١) في المصدر: هل تقضيه.

٢ - المصدر السابق ص ٦٠.

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ١١٥.

٤٢٤

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام ، قال: « اليهودي والنصراني وأم الولد، يجوزون في كفارة الظهار، والصغير والكبير ».

[١٨٧١٨] ٢ - دعائم الاسلام: عنهعليه‌السلام ، مثله.

٢١ -( باب أنه لا يجزئ في الكفارة عتق الأعمى والمقعد والمجذوم والمعتوه، ويجزئ الأشل والأعرج والأقطع والأعور)

[١٨٧١٩] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يجوز في الرقبة الواجبة أعور ولا مجنون، ولا كل ذي عيب فاسد ».

[١٨٧٢٠] ٢ - دعائم الاسلام: عنه مثله، إلا أنه لم يذكر الأعور.

٢٢ -( باب وجوب كفارة الجمع بقتل المؤمن عمدا عدوانا)

[١٨٧٢١] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن فضالة بن أيوب، والقاسم بن محمد، عن أبان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر قال: قلت له: الرجل يقتل الرجل متعمدا، فقال: « عليه ثلاث كفارات: عتق رقبة، وصوم شهرين متتابعين، واطعام ستين مسكينا، وقال: أفتى علي بن الحسينعليهما‌السلام بمثله.

[١٨٧٢٢] ٢ - وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل: رجل مؤمن قتل مؤمنا وهو يعلم أنه مؤمن، غير أنه حمله الغضب

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٠٥٣.

الباب ٢١

١ - الجعفريات ص ١١٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٠٥٣.

الباب ٢٢

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٢ - المصدر السابق ص ٦١.

٤٢٥

على أن قتله - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « وأعتق رقبة، وصام شهرين متتابعين، وتصدق على ستين مسكينا ».

[١٨٧٢٣] ٣ - العياشي في تفسيره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا، له توبة؟  - إلى أن قال - قال: « واعتق نسمة، وصام شهرين متتابعين، وأطعم ستين مسكينا، توبة من الله ».

[١٨٧٢٤] ٤ - وعن سماعة قال: ( قلت لهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قول الله تبارك وتعالى:( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ) (١) - إلى أن قال -: قلت: وله توبة؟ قال: « نعم، يعتق رقبة، ويصوم شهرين متتابعين، ويطعم ستين مسكينا، ويتوب ويتضرع، فأرجو أن يتاب عليه ».

٢٣ -( باب أن من قتل مملوكه أو مملوك غيره عمدا، لزمه أيضا كفارة الجمع)

[١٨٧٢٥] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في رجل قتل مملوكه، قال: « يعجبني أن يعتق رقبة، ويصوم شهرين متتابعين، ويطعم ستين مسكينا، ثم يكون التوبة بعد ذلك ».

[١٨٧٢٦] ٢ - العياشي في تفسيره: عن علي بن جعفرعليه‌السلام ، عن

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦٧ ح ٢٣٩.

٤ - المصدر السابق ج ١ ص ٢٦٧ ح ٢٣٦.

(١) النساء ٤: ٩٣.

الباب ٢٣

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦١.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦٨.

٤٢٦

أخيه موسىعليه‌السلام ، قال: سألته عن رجل قتل مملوكه، قال: « عليه عتق رقبة، وصوم شهرين متتابعين، واطعام ستين مسكينا، ثم يكون التوبة بعد ذلك ».

٢٤ -( باب أن من ضرب مملوكه ولو بحق، استحب له الكفارة بعتقه)

[١٨٧٢٧] ١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من ضرب غلاما له حدا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه ».

[١٨٧٢٨] ٢ - أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات: روي أن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، ضرب غلاما(١) له ثم قال:( قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُ‌وا لِلَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ أَيَّامَ اللَّـهِ ) (٢) » ووضع السوط من يده، فبكى الغلام، فقال له: « لم تبكي؟ » فقال: لأني عبدك ممن أرجو أيام الله، فقال: « و أنت ترجو أيام الله، ولا أحب أن أملك من يرجو أيام الله، فائت قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقل: اللهم اغفر لعلي خطيئته، وأنت حر لوجه الله ».

٢٥ -( باب أن كفارة الغيبة الاستغفار لمن اغتابه)

[١٨٧٢٩] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن أحمد الحكيمي، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن المحبر، عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن خالد بن يزيد اليماني، عن انس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كفارة الاغتياب أن

__________________

الباب ٢٤

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٥ ح ١٢٤.

٢ - القراءات ص ٥٤.

(١) في المصدر: أراد ضرب غلام.

(٢) الجاثية ٤٥: ١٤.

الباب ٢٥

١ - أمالي المفيد ص ١٧١ ح ٧.

٤٢٧

تستغفر لمن اغتبته ».

٢٦ -( باب كفارة عمل السلطان، وكفارة الافطار في شهر رمضان)

[١٨٧٣٠] ١ - الشيخ المفيد في الروضة: عن عبد الرحمن الهاشمي قال: كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، استأذنته في عمل السلطان، فقال: « لا بأس به، ما لم يغير حكما، ولم يبطل حدا، وكفارته قضاء حوائج إخوانكم ».

٢٧ -( باب كفارة المجالس، وبقية الكفارات، وأحكامها)

[١٨٧٣١] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ختم مجلسه بهؤلاء الكلمات، إن كان مسيئا كن كفارات لاساءته، وإن كان محسنا ازداد حسنا(١) ، وهي: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ».

[١٨٧٣٢] ٢ - عوالي اللآلي: عن سعيد بن جبير، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا قمت من مجلسك تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، اغفر لي وتب علي، وقال: انه كفارة المجلس ».

[١٨٧٣٣] ٣ - الشهيد الثاني في منية المريد: روي أن النبي ( صلى الله عليه

__________________

الباب ٢٦

١ - روضة المفيد:

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ٢٢٦.

(١) في المصدر: إحسانا.

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦ ح ٦٠.

٣ - منية المريد ص ٩٩.

٤٢٨

وآله ) إذا فرغ من حديثه، وأراد أن يقوم من مجلسه، يقول: « اللهم اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمدنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ».

ويقول إذا قام من مجلسه: « سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك( سُبْحَانَ رَ‌بِّكَ رَ‌بِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْ‌سَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ) (١) ».

[١٨٧٣٤] ٤ - رواه جماعة من فعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي بعض الروايات أن الثلاث آيات كفارة المجلس.

٢٨ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الكفارات)

[١٨٧٣٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يجزئ عتق المدبر عن الرقبة الواجبة ».

[١٨٧٣٦] ١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من مات وعليه صيام شهر، فليطعم عنه وليه مكان كل يوم مسكينا ».

__________________

(١) الصافات ٣٧: ١٨٠ - ١٨٢.

٤ - منية المريد ص ١٠٠.

الباب ٢٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣١٦ ح ١١٩١.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣١ ح ١٤.

٤٢٩

٤٣٠

أبواب اللعان

١ -( باب كيفيته، وجملة من أحكامه)

[١٨٧٣٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قذف الرجل امرأته، فإن هو رجع جلد الحد ثمانين، وردت عليه امرأته، وإن أقام على القذف لاعنها، والملاعنة أن يشهد بين يدي الامام أربع شهادات بالله ان لمن الصادقين، يقول: أشهد بالله أني رأيت رجلا في مكان مجلسي منها، أو يقول: أشهد بالله أن هذا الولد ليس مني، يقول ذلك أربع مرات، ويقول في كل مرة: واني فيما قلته لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، يقول: إن كنت لمن الكاذبين في قولي هذا فعلي لعنة الله، ثم تشهد هي كذلك أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين فيما قذفها، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ويؤمن الامام بعد فراغ كل واحد منهما من القول، قال: والسنة أن يجلس الامام للمتلاعنين، ويقيمهما بين يديه، كل أحد منهما مستقبل القبلة ».

[١٨٧٣٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واللعان يقوم الرجل مستقبل القبلة، فيحلف أربع مرات بالله أنه لمن الصادقين فيما رماها به، ثم يقول له الامام: اتق الله اتق الله، فإن لعنة الله شديدة، ثم يقول الرجل: لعنة الله

__________________

أبواب اللعان

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨١ ح ١٠٦٠.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

٤٣١

عليه إن كان من الكاذبين فيما رماها به، ثم تقوم المرأة مستقبلة(١) القبلة، فتحلف أربع مرات بالله أنه لمن الكاذبين فيما رماها به، ثم يقول الامام: اتقي الله فإن غضب الله شديد، ثم تقول المرأة: غضب الله عليها إن كان من الصادقين فيما رماها به، ثم يفرق بينهما، فلا تحل له أبدا ».

[١٨٧٣٩] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت الصادقعليه‌السلام ، عن قول الله عز وجل:( وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْ‌بَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ) (١) قال: « هو الرجل يقذف امرأته، فإذا أقر أنه كذب عليها، جلد الحد ثمانين، وردت إليه امرأته، وإن أبى إلا أن يقص لاعنها، فيبدأ هو فليشهد عليها بما قال لها أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين، وفي الخامسة يلعن نفسه، ويلعنه الامام، إن كان من الكاذبين، فإذا أرادت أن يدرأ عنها العذاب - والعذاب: الرجم - شهدت أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين، والخامسة يقول لها الامام أن تقول: إن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، فإن لم تفعل رجمت، فإن فعلت ردت عنها الرجم وفرق بينهما، ولم تحل له إلى يوم القيامة، ومن قذف ولدها منه فعليه الحد، ولا يرث من الولد، ويرثه أخواله ويرث أمه وترثه، إن كذب نفسه بعد اللعان ورد عليه الولد ولم ترد المرأة ».

[١٨٧٤٠] ٤ - عوالي اللآلي: روي في الحديث: أن هلال بن أمية قذف زوجته بشريك بن السحماء(١) ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « البينة،

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: مستقبل، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

(١) النور ٢٤: ٦.

٤ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤١١ ح ١.

(١) في الحجرية: «السمحاء » وفي المصدر: « شحماء » وما أثبتناه هو الصواب « راجع أسد الغابة ج ٢ ص ٣٩٧ و ٣٩٨ ».

٤٣٢

وإلا حد في ظهرك » فقال: يا رسول الله، يجد أحدنا مع امرأته رجلا، يلتمس البينة! فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « البينة، وإلا حد في ظهرك » فقال: والذي بعثك بالحق، انني لصادق، وسينزل الله ما يبرئ ظهري من الجلد، فنزل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ ) (٢) الآية.

[١٨٧٤١] ٥ - وفي حديث آخر: أن عويم العجلاني - وقيل عويمر(١) - أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلا، أيقتله فيقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك، فاذهب فأت بها » فجاء ( بها )(٢) فتلاعنا والآية نزلت في قصة هلال.

٢ -( باب أنه لا يقع اللعان الا بعد الدخول، وحكم الخلوة، فإن قذفها قبل لزمه الحد ولا يفرق بينهما)

[١٨٧٤٢] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يقع اللعان بين الزوجين، حتى يدخل الرجل بامرأته ».

[١٨٧٤٣] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وإن قذفها قبل أن يدخل بها، لم يلاعنها ويضرب الحد ».

[١٨٧٤٤] ٣ - وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام (، أنه سئل عن رجل طلق

__________________

(٢) النور ٢٤: ٦.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤١١ ح ٢.

(١) في الحجرية: « عويم » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٥.

٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٧.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٤ ح ١٠٧٠.

٤٣٣

امرأته قبل أن يدخل بها، فادعت انها حامل منه(١) ، قال: « إن قامت البينة أنه أرخى عليها سترا ثم أنكر الولد، لاعنها وبانت منه وعليه المهر كاملا، وكذلك اللعان لا يسقط عن الزوج شيئا من المهر، إذا تم وافترقا أو لم يتم وبقيا على حالهما ».

٣ -( باب أن من نكل قبل تمام اللعان، أو أكذب نفسه، من رجل أو امرأة، جلد الحد ولم يفرق بينهما)

[١٨٧٤٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في المتلاعنين: « إن لم يلاعن الرجل بعد أن رمى المرأة عند الوالي جلد الحد، وإن لاعن ولم تلاعن المرأة رجمت » الخبر.

[١٨٧٤٦] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا نكل الرجل في الخامسة فهي امرأته ويجلد الحد، وكذلك المرأة إن نكلت في الخامسة ».

[١٨٧٤٧] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قذف الرجل امرأته، فإن هو رجع جلد الحد ثمانين، وردت عليه امرأته » الخبر.

٤ -( باب أن من قذف زوجته لم يثبت بينهما لعان حتى يدعي معاينة الزنى، فإن لم يدع لزمه الحد مع عدم البينة ولا لعان، وكذا إذا قذفها غير الزوج من قرابة أو أجنبي)

[١٨٧٤٨] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن سماعة وأبي بصير قالا:

__________________

(١) في الحجرية: « عنه » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٢ ح ١٠٦٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٨.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨١ ح ١٠٦٠.

الباب ٤

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٤٣٤

قال الصادقعليه‌السلام : « ولا يكون لعان حتى يزعم أنه عاين ».

[١٨٧٤٩] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائه: أن أمير المؤمنين ( صلوات الله عليهم )، قال في قول الله عز وجل:( وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ ) (١) الآية، قال: « من قذف امرأته فلا لعان بينه وبينها حتى يدعي الرؤية، فيقول: رأيت رجلا بين رجليها يزني بها ».

[١٨٧٥٠] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « اللعان أن يقول الرجل لامرأته عند الوالي: اني رأيت رجلا في مكان مجلسي منها، أو ينتفي من ولدها فيقول: ليس مني، فإذا فعل ذلك تلاعنا عند الوالي ».

[١٨٧٥١] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا افترى الرجل على امرأته وقال: يا زانية، فليس بينهما لعان حتى يدعي الرؤية، أو ينتفي من الحمل أو الولد » الخبر.

٥ -( باب ثبوت اللعان بين الحر والزوجة المملوكة، وبين المملوك والحرة، وبين العبد والأمة، وبين المسلم والذمية، لا بين الحر وأمته)

[١٨٧٥٢] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « يقع اللعان بين الحرة، والمملوكة، واليهودية، والنصرانية ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨١ ح ١٠٥٨.

(١) النور ٢٤: ٦.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨١ ح ١٠٥٩.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٧.

الباب ٥

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٤٣٥

[١٨٧٥٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « يلاعن المسلم امرأته الذمية إذا قذفها، وهذا على ظاهر كتاب الله عز وجل، ( لأنه يقول )(١) :( وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ ) (٢) وهذه زوجته ».

[١٨٧٥٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « اللعان بين كل زوجين، من حر أو مملوك، ويلاعن الحر المملوكة، والمملوك الحرة، والعبد الأمة ».

[١٨٧٥٥] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مثل ذلك.

[١٨٧٥٦] ٥ - الصدوق في المقنع: والعبد إذا قذف امرأته تلاعنا كما يتلاعن الحر، ويكون اللعان بين الحرة والمملوك، وبين العبد والأمة، وبين المسلم واليهودية والنصرانية.

[١٨٧٥٧] ٦ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « خمس من السناء ليس بينهن وبين أزواجهن لعان: اليهودية تكون تحت المسلم فيقذفها(١) ، والحرة تكون تحت العبد فيقذفها(٢) ، والمجلود في الفرية(٣) لان

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) النور ٢٤: ٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٥.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٥.

٥ - المقنع ص ١٢٠.

٦ - الجعفريات ص ١١٤.

(١) في المصدر زيادة: « والنصرانية تكون تحت المسلم فيقذفها ».

(٢) في المصدر زيادة: « والأمة تحت الحر فيقذفها ».

(٣) الفرية: القذف، وهو علي ثلاثة أوجه: رمي الرجل الرجل بالزنى، وإذا قال: إن أمه زانية، وإذا دعي لغير أبيه. ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣٢٩ ).

٤٣٦

الله جل ذكره يقول:( وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ) (٤) » الخبر.

قلت: الخبر مروي في الخصال(٥) والتهذيب(٦) ، وذكر الشيخ له ولما ماثله وجوها من الحمل، لعدم قابليتها لمعارضة ما تقدم من وجوه.

٦ -( باب أن من أقر بالولد، أو أكذب نفسه بعد اللعان، لم يلزمه الحد، ولم تحل له المرأة، ولحقه الولد فيرثه، ولا يرثه الأب، بل ترثه أمه وأخواله)

[١٨٧٥٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وإن تلاعنا وكان قد نفى الولد، أو الحمل إن كانت حاملا، أن يكون منه، ثم ادعاه بعد اللعان، فإن الولد(١) يرثه، ولا يرث هو الولد(٢) بدعواه، بعد أن لاعن عليه ونفاه، وإن كان ذلك قبل التلاعن(٣) ، ضرب الحد، ولحق به الولد، وكانت امرأته بحالها ».

[١٨٧٥٩] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في الملاعنة التي يقذفها زوجها، وينتفي من ولدها، ويتلاعنان ويفارقها، ثم يقول بعد ذلك: الولد ولدي، ويكذب نفسه، قال: « أما المرأة فلا ترجع إليه أبدا، وأما الولد فإنه يرد عليه إذا ادعاه، ولا ادعا(١) ولده، وليس له ميراث، ويرث الابن الأب، ولا يرث الأب الابن، ويكون ميراثه لامه أو لأخواله، ولمن يتسبب بأسبابهم ».

__________________

(٤) النور ٢٤: ٤.

(٥) الخصال ص ٣٠٤ ح ٨٣.

(٦) التهذيب ج ٨ ص ١٩٧ ح ٦٩٣.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٢ ح ١٠٦٢.

(١) في المصدر: الابن.

(٢) في المصدر: الابن.

(٣) في المصدر: اللعان.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٢ ح ١٠٦٣.

(١) في المصدر: يدع.

٤٣٧

[١٨٧٦٠] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وان ادعى الرجل بعد الملاعنة أنه ولده، لحق به ونسب إليه ».

[١٨٧٦١] ٣ - وروي في خبر آخر أنه: « لا ولا كرامة له، ولا غرو أن لا يرد إليه، فإن مات الأب ورثه الابن، وإن مات الابن لم يرثه أبوه ».

[١٨٧٦٢] ٥ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن الصادقعليه‌السلام - في حديث الملاعنة - أنه قال: « يرثه أخواله، ويرث أمه وترثه، إن كذب نفسه بعد اللعان، ورد عليه الولد، ولم ترد المرأة ».

[١٨٧٦٣] ٦ - الصدوق في المقنع: فإن ( أقر الرجل فيه بعد )(١) الملاعنة نسب إليه، فإن مات الأب ورثه الابن، وإن مات الابن لم يرثه الأب، وميراثه لامه، فإن ماتت أمه فميراثه لأخواله.

٧ -( باب أن من أقر بأحد التوأمين، لم يقبل منه انكار الآخر، وأن اللعان يثبت في العدة)

[١٨٧٦٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قذف الرجل امرأته ثم طلقها، فإن هو أقر بالكذب جلد الحد، وإن تمادي وكانت في عدتها لاعنها » الخبر.

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

٥ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٦ - المنقع ص ١٢٠.

(١) في نسخة: ادعى الرجل الولد بعد.

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٨.

٤٣٨

٨ -( باب عدم ثبوت اللعان بقذف الخرساء والصماء والأصم، وثبوت التحريم المؤبد بمجرد القذف)

[١٨٧٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « خمس من النساء ليس بينهن وبين أزواجهن لعان - إلى أن قال - والخرساء والأخرس ليس بينهما وبين أزواجهما لعان، لان اللعان لا يكون الا باللسان ».

[١٨٧٦٦] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « الخرساء والأخرس ليس بينهما لعان، لان اللعان لا يكون الا باللسان ».

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إذا قذف الرجل امرأته وهي خرساء، فرق بينهما ».

٩ -( باب أنه لا يثبت اللعان الا بنفي الولد، أو القذف مع دعوى المعاينة، ولا يجوز نفي الولد مع احتماله وإن كانت المرأة متهمة)

[١٨٧٦٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « اللعان أن يقول الرجل لامرأته عند الوالي: رأيت رجلا في مكان مجلسي منها، أو ينتفي من ولدها، فيقول: ليس ( هذا )(١) مني » الخبر.

[١٨٧٦٨] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا افترى الرجل على امرأته

__________________

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ١١٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٦.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨١ ح ١٠٥٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٧.

٤٣٩

وقال: يا زانية، فليس بينهما لعان، حتى يدعي الرؤية، أو ينتفي من الحمل أو الولد ».

[١٨٧٦٩] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أما اللعان فهو أن يرمي الرجل امرأته بالفجور، وينكر ولدها ».

[١٨٧٧٠] ٤ - عوالي اللآلي: روى عكرمة، عن ابن عباس: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لما لاعن بين هلال بن أمية وزوجته قال: « إن أتت به على نعت كذا، فما أراه الا من شريك بن السحماء » قال: فأتت به على النعت المكروه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لولا الايمان لكان لي ولها شأن ».

[١٨٧٧١] ٥ - وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فليست من الله في شئ، ولم تدخل جنته، وأيما رجل نفى نسب ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله عنه، وفضحه على رؤوس الخلائق من الأولين والآخرين ».

[١٨٧٧٢] ٦ - وروي أن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، إن امرأتي أتت بولد أسود، فقال: « هل لك من إبل؟ » فقال: نعم، فقال: « ما ألوانها؟ » قال: حمر، فقال: « فهل فيها من أورق؟ » فقال: نعم، فقال: « أنى ذلك؟ » قال: لعل أن يكون عرقا نزع، قال: « فكذلك، لعل أن يكون عرقا نزع ».

١٠ -( باب عدم ثبوت اللعان بقذف المجلود في الفرية)

[١٨٧٧٣] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن عليعليه‌السلام ، أنه

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

٤ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤١٨ ح ١٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤١٨ ح ١٩.

٦ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤١٨ ح ٢٠.

الباب ١٠

١ - الجعفريات ص ١١٤.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607