الميزان في تفسير القرآن الجزء ٢٠

الميزان في تفسير القرآن6%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 568

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 568 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 220012 / تحميل: 7018
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

.

____________________

=> بكاء الرسول على أمه: زار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قبر أمه وبكا عليها وأبكى من حوله: راجع: سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، تاريخ بغداد للخطيب ج ٧ / ٢٧٩، الغدير ج ٦ / ١٦٥.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على أهل بيته: راجع: ينابيع المودة ص ١٣٥ باب ٤٥، فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤ ح ٣٧١، سيرتنا وسنتنا ص ١١٢، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، سنن ابن ماجة ج ٢ / ٥١٨، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤، مقاتل الطالبيين ص ٢٩٠ ط الحيدرية.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمة: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤.

بكاء الرسول على الإمام الحسن: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٣٤ و ٣٥ و ٣٨ و ٣٩ و ٤٧ و ٥٥ و ٦٤ و ٦٦ و ٧٤ و ٧٥ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٢ و ٩٧ و ١٠٣ و ١٠٦ و ١٠٨ و ١١٣ و ١١٥ و ١١٦ و ١١٩، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٨٧ و ٨٨ و ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٢ و ١٧٠ وج ٢ / ١٦٧، ذخائر العقبى ص ١١٩ و ١٤٧ و ١٤٨، فرائد السمطين ج ٢ / ١٠٤ ح ٤١٢ وص ١٧٢ ح ٤٦٠، دلائل النبوة للبيهقي في ترجمة الإمام الحسين، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ح ٦٢٩ و ٦٣٠ و ٦٣١ و ٦٢٢ و ٦٢٦ و ٦٢٧ و ٦٢٨ و ٦١١ و ٦١٢ و ٦١٣ و ٦١٤، الفصول المهمة ص ١٥٤ و ١٤٥، الصواعق ص ١١٥ ط ١ وص ١٩٠ ط المحمدية، الخصائص الكبرى ج ٢ / ١٢٥ و ١٢٦، المستدرك ج ٣ / ١٧٦، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبى طالب للكنجي الشافعي ص ٢٧٩ ط الغرى، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٨٧ و ١٨٨ و ١٨٩ و ١٧٩، أعلام النبوة الماوردي ص ٨٣ ب ١٢، جوهرة الكلام ص ١١٧ و ١٢٠، كنز العمال ج ٦ / ٢٢٣ ط ١ وج ١٣ / ١١٢ ط ٢ وج ٣ / ١٠٨ ط ١، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٥، الطبقات =>

٣٠١

.

____________________

=> الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، المسند لأحمد بن حنبل ج ٢ / ٦٠ و ٦١ ط ٢، البداية والنهاية لابن كثير ج ٦ / ٢٣٠ وج ٨ / ١٩٩، الروض النضير ج ١ / ٨٩ و ٩٢ و ٩٣، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن مجموعة " الحسين والسنة " ص ١٢٢ ح ٤٥ و ٤٨ و ٥١ و ٥٣ و ٥٤ و ٩٥، طرح التثريب للعراقي ج ١ / ٤٢، المواهب اللدنية ج ٢ / ١٩٥، تذكرة الخواص ص ١٤٢، السراط السوي للشيخاني ص ٩٣، أمالي الشجري ص ١٦٣ و ١٦٦ و ١٨١ و ١٦٩، تهذيب التهذيب ج ٢ / ٣٤٧، فضائل أحمد بن حنبل ترجمة الحسين، ينابيع المودة ص ٢٢٠ و ٣١٨ و ٣٢٠ تاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ / ١٠، سير أعلام النبلاء ج ٣ / ١٩٣ و ١٩٤.

بكاء الرسول على عثمان بن مضعون: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ١٦٢، المستدرك للحاكم ج ٣ /، سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٤٥، الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن سنن البيهقي ج ٣ / ٤٠٦، حلية الأولياء ج ١ / ١٠٥، الاستيعاب ج ٢ / ٤٩٥، الإصابة ج ٢ / ٤٦٤، أسد الغابة ج ٣ / ٣٨٧، سنن الترمذي أبواب الجنائز، دعوة الحسينية ص ٥٣.

بكاء الصحابة بمحضر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٣.

بكاء الرسول على رقية: راجع: الغدير ج ٧ / ٢١٤ وج ٣ / ٢٤، الروض الانف ج ٣ / ٢٤، مستدرك الحاكم ج ٤ / ٤٧، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ / ٣٤٨ وصححه، الإصابة ج ٤ / ٣٠٤ و ٤٨٩ الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ٢٨٨ وج ٤ / ١٥، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٨، ذخائر العقبى ص ١٦٦ وفيه أم كلثوم، قاموس الرجال ج ١٠ / ٤٣٩ و ٤٤٠.

٧ - بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على فاطمة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ٨٨ ح ٤٠٥، مروج الذهب للمسعودي ج ٢ / ٢٩٨ دعوة الحسينية ص ٦٥، مستدرك الحاكم ج ٣ ك معرفة الصحابة.

بكاء الإمام علىعليه‌السلام على الإمام الحسين: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، سيرتنا =>

٣٠٢

.

____________________

=> وسنتنا ص ١١٦ و ١١٧ و ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٣ و ١٦٣، المعجم الكبير للطبراني ج ١، تذكرة الأمة للسبط بن الجوزي ص ١٤٢، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٢، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٩١، دعوة الحسينية ص ١١٦.

بكاء الإمام أمير المؤمنين على ولده حين مر بكربلاء: راجع: ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠، دعوة الحسينية ص ٩٦ و ٩٧.

بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على عمه حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يأمر بالبكاء على مالك الأشتر: قال في حقه: " على مثل مالك فلتبك البواكي ". راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٣٠ ط ١ وج ٦ / ٧٧ بتحقيق أبو الفضل، الكامل لابن الاثير ج ٣ / ١٧٨ وفى طبع آخر ج ٣ / ١٥٣، تاج العروس ج ٢ / ٤٥٤، لسان العرب ج ٤ / ٣٣٦.

٨ - فاطمة الزهراء تبكى على أبيها: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١ و ٣١٢، صحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته، سنن أبى داود ج ٢ / ١٩٧، سنن النسائي ج ٤ / ١٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٦٣، تاريخ بغداد ج ٧ / ٢٨٩، صحيح مسلم ك الفضائل باب فضائل فاطمة، سنن الترمذي أبواب المناقب باب مناقب فاطمة ج ٥ ص ٣٦١ ح ٣٩٦٤، خصائص النسائي ص ٤٨ ط النجف، دعوة الحسينية، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي ص ٨٠ - ٨١ ط ١ النجف، المناقب للخوارزمي ص ٦٢، ينابيع المودة ص ٨٠ و ٨١ و ٢٦٥.

وروى ابن عساكر في " التحفة " قال: جاءت فاطمة رضي ‌الله‌ عنها فوقفت على قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينيها وبكت وأنشأت تقول :

ماذا على من شم تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا

راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٤٠٥، السيرة النبوية لابن سيد الناس ج ٢ / ٣٤٠، الشمائل للقاري ج ٢ / ٢١٠، الاتحاف للشبراوي ص ٩، صلح الاخوان ص ٥٧، =>

٣٠٣

.

____________________

=> مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٦٣، السيرة النبوية لزين دحلان ج ٣ / ٣٩١، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج ٣ / ١٢٠٥، الغدير ج ٥ / ١٤٧ وغيرهم.

٩ - بكاء أم سلمة على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٦٢ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٤، الصواعق المحرقة ص ١١٥ ط ١، صحيح الترمذي ج ١٣ / ١٩٣، دلائل النبوة للبيهقي باب رؤية النبي في المنام، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ص، المستدرك للحاكم ج ٤ / ١٩، دعوة الحسينية ص ١٠١، كفاية الطالب للكنجي ص ٢٨٦ ط الغرى، جامع الأصول ج، أسد الغابة ج ٢ / ٢٢، تيسير الوصول لابن الديبع ج ٣ / ٢٧٧، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٧، مطالب السئول لابن طلحة ص ٧١، مشكاة المصابيح ج ٢ / ١٧١، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٣٩، الخصائص الكبرى للسيوطي ج ٢ / ١٢٦، شرح بهجة المحافل ج٢ / ٢٣٦، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص ٧٠، ينابيع المودة ص ٣٣١.

بكاء أم سلمة على الوليد بن الوليد: قالت أم سلمة بنت أبى أمية: جزعت حين مات الوليد بن الوليد جزعا لم أجزعه على ميت فقلت لأبكين عليه بكاءا تحدث به نساء الأوس والخزرج، وقلت غريب توفى في بلاد غربة، فاستأذنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأذن لى في البكاء.. ". راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ / ١٣٣. وقريب منه في: وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك التجارة ب ١٧ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.

١٠ - بكاء أم أيمن على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١. وقالت ترثيه :

عين جودى فان بذلك للدم

ع شفاء، فأكثر م البكاء

حين قالوا: الرسول أمسى فقيدا

ميتا كان ذاك كل البلاء

=>

٣٠٤

..

____________________

=>

وأبكيا خير من رزئناه في الدن‍

يا ومن خصه بوحى السماء

بدموع غزيرة منك حتى

يقضى الله فيك خير القضاء

راجع: الطبقات ج ٢ / ٣٣٢ و ٣٣٣، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٤٦.

١١ - الجن تبكى على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ١٤١ ح ٩٦ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٢، كفاية الطالب ص ٤٤٢ - ٤٤٣ باب الحسين وشهادته، دعوة الحسينية ص ١٠٣، ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠.

١٢ - الصحابة يبكون على الإمام الحسين في مجلس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج ١ / ١٦٣، سيرتنا وسنتنا ص ٤٧.

١٣ - الناس يبكون على أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: أنساب الأشراف ج ٣ / ٢٩ ح ٤٣.

١٤ - نساء آل البيت يبكين الإمام الحسين عند الوداع: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

١٥ - الإمام الحسين يبكى على أبيهعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٠٤ ح ١٤٠٤.

١٦ - الإمام الحسين يبكى على طفله الرضيع: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٥٢، دعوة الحسينية ص ١١١.

الإمام الحسين يبكى على ابنه على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١، ينابيع المودة.

١٧ - الإمام علي بن الحسين يقيم المأتم على أبيه في كربلاء بعد رجوعه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ١١٧. الإمام على بن الحسين يبكى على أبيه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، ينابيع المودة، حلية الأولياء لأبي نعيم، =>

٣٠٥

.

____________________

=> دعوة الحسينية ص ١١٦ و ١٢١، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب الدفن ح ٧ و ١٠ و ١١، اللهوف لابن طاوس ص ٨٠، مثير الأحزان ص ٩٢، مقدمة مرآة العقول ج ٢ / ٣١٨.

١٨ - ابن عباس يبكى الإمام الحسنعليه‌السلام : راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ / ١٤٤، الغدير ج ١١ / ١٢. ابن عباس يبكى الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: الصواعق لابن حجر ب ١١ فصل ٣ ص ١٩٤، دعوة الحسينية ص ٩٨، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٠٦ - ٢٠٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٥٢ ط الحيدرية.

١٩ - محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٢٩ ط دار الأندلس وفيه رثاه بقوله: سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما خضر في دوح الحجاز قضيب -

محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسين: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ٥٢، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ٩٧، ينابيع المودة ص ٣٣٤ - ٣٣٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٣٧.

٢٠ - بكاء زينب على أخيها الإمام الحسين: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣ ب ٦١، دعوة الحسينية ص ٩٩ و ١١٢.

٢١ - سكينة تبكى أباها: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٢.

٢٢ - أم كلثوم تبكى على أبيها: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣، دعوة الحسينية ص ٧٤. أم كلثوم تبكى على أخيها الحسين: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٩، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٦

.

____________________

=> ٢٣ - نساء آل البيت يبكين على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

٢٤ - النساء والصبيان والرجال يبكون الإمام الحسن سبعة أيام: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٢٣٥ ح ٣٧٣.

٢٥ - فاختة بنت قرظة تبكى الإمام الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٣٠ ط دار الأندلس.

٢٦ - سودة بنت عمارة تبكى أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٤٥ ح ١٥٠٣.

٢٧ - سائر الناس يبكون على الإمام الحسين عند شهادته: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ج ٣ / ٦، شرح ابن أبى الحديد ج ١٦ / ١١، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٣٦ ح ٣٧٤، تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٣ / ٢٦٥.

٢٨ - المسلمون يبكون حمزة: راجع: شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٣٨، دعوة الحسينية ص ٧٩.

٢٩ - الحارث بن الصمة يبكى على حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

٣٠ - أبو هريرة يبكى على الإمام الحسن: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٢٩ ح ٣٦٧.

٣١ - بكاء بلال على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٣٥٦ و ١٤٠٥، شفاء السقام للسبكي ص ٣٩ و ٤٠، الغدير ج ٥ / ١٤٧، أسد الغابة ج ١ / ٢٠٨، صلح الاخوان ص ٥٧، مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٥٧، المواهب اللدنية.

٣٢ - الإمام الشافعي يرثى الإمام الحسين: راجع: معراج الوصول للزرندى، ينابيع المودة ب ٦٢، دعوة الحسينية ص ١٢٢ و ١٢٣. =>

٣٠٧

.

____________________

=> ٣٣ - الزهري يبكى إذا ذكر السجادعليه‌السلام : راجع: حلية الأولياء ج ٣ / ١٣٥، ينابيع المودة ص ٣٧٨ ط اسلامبول، كفاية الطالب ص ٢٩٩ ط الغرى، اثبات الهداة ج ٣ / ٣٠ ط جديد.

٣٤ - ابن الهبارية يبكى الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٣٥ - سليمان بن قتة يبكى الإمام الحسين: راجع: الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة سليمان المذكور، دعوة الحسينية ص ١٢٣.

٣٦ - بكاء حمنة بنت جحش على زوجها وتقرير الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٨، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٤ غزوة أحد.

٣٧ - أنس بن مالك يبكى على الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص عن الترمذي، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٨ - زيد بن أرقم يبكى الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٩ - راهب يبكى على الإمام الحسين ثم يسلم: راجع: رشفة الصادى لأبي بكر الحضرمي، الصواعق لابن حجر، ينابيع المودة، تذكرة الخواص، دعوة الحسينية ص ١١٤ - ١١٧، مقتل الحسين لأبي مخنف.

٤٠ - الحسن البصري يبكى على الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١١٧، الاستيعاب لابن عبد البر.

٤١ - أهل المدينة يبكون على الإمام الحسين: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص، دعوة الحسينية ص ١١٧، ينابيع المودة، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٨

.

____________________

=> ٤٢ - فاطمة بنت عقيل تبكى اخوتها: راجع: دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٤٣ - صفية بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أفاطم بكى ولا تسأمى

بصبحك ما طلع الكوكب

هو المرء يبكى وحق البكاء

هو الماجد السيد الطيب

الخ -

وقالت أيضا:

أعيني جودا بدمع سجم

يبادر غربا بما منهدم

أعيني فاسحنفرا واسكبا

بوجد وحزن شديد الالم

وقالت أيضا:

عين جودى بدمعة تسكاب

للنبى المطهر الاواب

وأندبي المصطفى فعمى وخصى

بدموع غزيرة الاسراب

عين من تندبين بعد نبى

خصه الله ربنا بالكتاب

راجع بقية أشعارها في: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٨ و ٣٢٩ و ٣٣٠.

٤٤ - هند بنت الحارث بن عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودى بدمع منك وابتدرى

كما تنزل ماء الغيث فانشعبا

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٠.

٤٥ - أبو الطفيل يبكى على الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: المناقب للخوارزمي ص ٢٣٩، دعوة الحسينية ص ٧٠.

٤٦ - الخضر يبكى على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : صحيح مسلم ك الفضائل فضائل أم أيمن، دلائل البيهقي.

٤٧ - أروى بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بقولها :

ألا يا عين ويحك أسعديني

بدمعك ما بقيت وطاوعيني

ألا يا عين ويحك واستهلى

على نور البلاد وأسعديني

الخ - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٥. =>

٣٠٩

.

____________________

=> ٤٨ - عاتكة بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودي ما بقيت بعبرة

سحا على خير البرية أحمد

يا عين فاحتفلي وسحي واسجمي

وابكي على نور البلاد محمد

إلى ان قالت:

فابكي المبارك والموفق ذا التقى

حامى الحقيقة ذا الرشاد المرشد

وقالت:

عيني جودا طوال الدهر وانهمرا

سكبا وسحا بدمع غير تعذير

يا عين فاسحنفرى بالدمع واحتفلي

حتى الممات بسجل غير منزور

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي

للمصطفى دون خلق الله بالنور

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٦.

وقالت أيضا:

أعيني جودا بالدموع السواجم

على المصطفى بالنور من آل هاشم

راجع: نفس المصدر.

٤٩ - هند بنت أثاثة بن عباد بن عبدالمطلب تبك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

ألا يا عين بكى لا تملى

فقد بكر النعي بمن هويت

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣١.

٥٠ - عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أمست مراكبه أوحشت

وقد كان يركبها زينها

وأمست تبكى على سيد

تردد عبرتها عينها

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٢.

٥١ - بكاء زينب الصغرى بنت عقيل بن أبى طالب على قتلا الطف وتقول :

ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم وكنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وأنصاري وذريتي

منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوى رحم

راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن " الحسين والسنة " =>

٣١٠

.

____________________

=> ص ١٣٧ ح ٨٧، دعوة الحسينية ص ١٢١ و ١٢٤، ينابيع المودة باب ٦٠.

٥١ - أبو بكر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول: يا عين فابكى ولا تسأمى * وحق البكاء على السيد - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٩.

وذكر بكائه على الرسول في: الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن صحيح البخاري ك المغازى ج ٦ / ٢٨١، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٣٤، طبقات ابن سعد ط مصر رقم التسلسل ٧٨٥، تاريخ الطبري ج ٣ / ١٩٨، صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن.

٥٢ - عبدالله بن أنيس يقول في رثاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ولكننى باك عليه ومتبع

مصيبته انى إلى الله راجع

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢١.

٥٣ - حسان بن ثابت يرثى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

يا عين جودى بدمع منك اسبال

ولا تملن من سح واعوال

وقال أيضا:

يا عين فأبكى رسول الله إذ ذكر

ذات الاله فنعم القائد الوالى

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٣ و ٣٢٤.

٥٤ - كعب بن مالك يبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول :

يا عين فابكى بدمع ذرى

لخير البرية والمصطفى

وبكى الرسول وحق البكاء

عليه لدى الحرب عند اللقا

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٤.

٥٥ - بكاء عمر بن الخطاب على شيخ قد مات: راجع: الرياض النضرة ج ٢ / ٥٤ ط ١، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣١٠.

بكى عمر على النعمان بن مقرن الذي توفى سنة ٢١ ه‍: وهذا يدل على ان الأسباب السياسية التي دعت إلى المنع عن البكاء في هذا الوقت قد ارتفعت. وإلا لماذا يصعد المنبر ويضع يده على رأسه ويبكى على النعمان ؟ راجع في بكائه على النعمان: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٩٧ بترجمة النعمان، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥.

٥٦ - ابن عمر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٢.

٣١١

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٢٩٣: -

بكى على عمه الحمزة أسد الله وأسد رسوله، قال ابن عبد البر(١) وغيره لما رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حمزة قتيلا بكى، فلما رأى ما مثل به شهق(٤١٢) .

وذكر الواقدي(٢) : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يومئذ إذا بكت صفية يبكي وإذا نشجت ينشج (قال): وجعلت فاطمة تبكي، فلما بكت بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤١٣) .

____________________

(١) في ترجمة حمزة من الاستيعاب (منه قدس).

(٤١٢) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عمه حمزة: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥ ط ١، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، الإمتاع للمقريزي ص ١٥٤، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٧٠، مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٧ و ٣١٠، ذخائر العقبى ص ١٨٠، دعوة الحسينية ص ٨٠، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٥ غزوة أحد.

وروى ابن مسعود قال: " ما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا قط أشد من بكائه على حمزة ابن عبدالمطلب لما قتل. - إلى ان قال - ووضعه في القبر ثم وقفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على جنازته وانتحب حتى نشغ من البكاء.. ". ذخائر العقبى ص ١٨١ قال محب الدين الطبري في شرح الحديث: النشغ: الشهيق حتى يبلغ به الغشى.، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٦.

(٢) كما في أوائل الجزء الخامس عشر من شرح النهج الحميدي في أواخر ص ٣٨٧ من ج ٣ (منه قدس).

(٤١٣) اشتمل هذا الحديث على بكاء النبي وتقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما لا يخفى (منه قدس).

الرسول يبكى مع صفية على حمزة: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٧، الإمتاع للمقريزى ص ١٥٤، الغدير ج ٦ / ١٦٥، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٧ (*).

٣١٢

وعن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - إذ كان جيش المسلمين في مؤتة -: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب. وان عيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتذرفان. (الحديث)(٤١٤) .

وذكر ابن عبد البر في ترجمة زيد من استيعابه: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى على جعفر وزيد، وقال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي(٤١٥) .

وعن أنس من حديث أخرجه البخاري في صحيحه(١) قال فيه. ثم دخلنا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تذرفان فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ! فقال: يابن عوف انها رحمة، ثم أتبعها باخرى، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا

____________________

(٤١٤) أخرجه البحتري في باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه صفحة ١٤٨ من الجزء الأول من صحيحه المطبوع سنة ١٣٣٤ بالمطبعة الملجية، وأخرجه أيضا في باب غزوة مؤتة أواخر صفحة ٣٩ من جزئه الثالث (منه قدس).

بكاء الرسول على جعفر: الكامل ج ٢ / ١٦١ ط دار الكتاب العربي، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، صحيح البخاري ك الجنائز باب الرجل ينعى إلى أهل الميت وكتاب فضل الجهاد والسير باب من تأمر في الحرب بغير امرة وكتاب المغازي باب غزوة مؤتة، ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧١.

(٤١٥) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على جعفر وزيد: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٥٤٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ح ٦، صحيح البخاري ك المناقب باب علامات النبوة في الإسلام، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٤٧، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧٣.

(١) راجع باب قول النبي انا بك لمحزونون من أبواب الجنائز ص ١٥٤ والتي بعدها من ج ١ (منه قدس) (*).

٣١٣

ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(٤١٦) .

وعن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي إليه ان ابنا لي قبض فأتنا فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت فرفع الصبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونفسه تتقعقع ففاضت عينا رسول الله، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وانما يرحم الله من عباده الرحماء. (الحديث)(٤١٧) .

وعن عبدالله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده ومعه عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى ؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رأى القوم بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكوا فقال: ألا تسمعون، ان الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم

____________________

(٤١٦) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنه إبراهيم: صحيح البخاري ك الجنائز باب قول النبي انا بك لمحزونون، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢١ ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ك الطهارة ح ٣ و ٤ و ٨، سنن أبى داود ج ٣ / ٥٨، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨٢، الغدير ج ٦ / ١٦٤، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ / ١٣٧ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٤، ذخائر العقبى ص ١٥٣ و ١٥٥، دعوة الحسينية ص ٥٠ و ٥١.

(٤١٧) أخرجه الشيخان في صحيحيهما، فراجع من صحيح البخاري صفحة ١٥٢ من جزئه الأول ومن صحيح مسلم باب البكاء على الميت من جزئه الأول (منه قدس).

بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابن بنته: راجع: سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، صحيح البخاري ك الجنائز، دعوة الحسينية ص ٤٨، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٣٩ ط العامرة.

٣١٤

(الحديث)(٤١٨) .

وفي ترجمة جعفر من الاستيعاب قال: لما جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نعي جعفر، أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها، قال: ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبكي البواكي "(٤١٩) .

وذكر أهل السير والأخبار كابن جرير وابن الأثير وابن كثير وصاحب العقد الفريد وغيرهم، ما قد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر في ص ٤٠ من الجزء الثاني من مسنده: من أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رجع من أحد جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولكن حمزة لا بواكي له. قال: ثم نام فانتبه وهن يبكن، قال فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة(٤٢٠) .

____________________

(٤١٨) أخرجه البخاري في باب البكاء عند المريض من أبواب الجنائز صفحة ١٥٥ من الجزء الأول من صحيحه، وأخرجه أيضا مسلم في باب البكاء على الميت صفحة ٣٤١ من الجزء الأول من صحيحه (منه قدس). بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجملة من الصحابة على سعد بن عبادة: راجع: صحيح البخاري ك الجنائز باب البكاء عند الميت، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٤٠ ط العامرة، دعوة الحسينية ص ٥٢.

(٤١٩) تضمن هذا الحديث تقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله على البكاء وأمره به على أن مجرد صدوره من سيدة النساء حجة (منه قدس). بكاء فاطمة الزهراء على جعفر وأمر النبي به: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢١١، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٢ ط بيروت.

(٤٢٠) أي يبكينه ويعددن محاسنه (منه قدس). النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعتب على الأنصار لعدم البكاء على حمزة: الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، =>

٣١٥

وفي ترجمة حمزة من الاستيعاب نقلا عن الواقدي، قال: لم تبك امرأة من الأنصار على ميت - بعد قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكن حمزة لا بواكي له - إلى اليوم، الا بدأن بالبكاء على حمزة(٤٢١) .

قلت: حسبك تلك السيرة المستمرة على بكاء حمزة من عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وكفى بها في رجحان البكاء على من هو كحمزة وان بعد العهد بموته. ولا تنسى ما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكن حمزة لا بواكي له من العتب عليهن لعدم نياحتهن عليه والبعث لهن على ندبه وبكائه. وحسبك به وبقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبك البواكي " دليلا على الاستحباب.

ومع ذلك كله فقد كان من رأي الخليفة عمر بن الخطاب النهي عن البكاء على الميت مهما كان عظيما حتى أنه كان يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب(١) يفعل هذا على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واستمر عليه طيلة حياته(٤٢٢) .

____________________

=> مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٨ من أبواب الدفن ح ٣.

(٤٢١) نساء الأنصار يبدئن بالبكاء على حمزة قبل البكاء على موتاهن: راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧ و ١٨ و ١٩، ذخائر العقبى ص ١٨٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ٤٢.

(١) تجد فعله هذا كله في آخر باب البكاء عند المريض ص ٢٥٥ من ج ١ من صحيح البخاري (منه قدس).

(٤٢٢) زجر وضرب عمر لمن يبكى على ميته: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٢ / ٦٨، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٠، =>

٣١٦

وقد أخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس(١) من جملة حديث ذكر فيه موت رقية بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكاء النساء عليها، قال: فجعل عمر يضربهن بسوطه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعهن يبكين، وقعد على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي، قال فجعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها. آه(٤٢٣)

وأخرج أيضا في مسند أبي هريرة(٢) حديثا جاء فيه: انه مر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جنازة معها بواكي فنهرهن عمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " دعهن فان النفس مصابة، والعين دامعة "(٤٢٤) .

وكانت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض، فكان عمر وابنه

____________________

=> السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، المستدرك للحاكم ج ١ / ١٨١ وج ٣ / ١٩١، سنن ابن ماجة ج ١ / ١٨١، مسند أحمد ج ٣ / ٣٣٣ وج ١ / ٢٣٧ و ٣٣٥، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، مسند الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة ترجمة عثمان بن مظعون ج ٢ / ٤٨٢، مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(١) في ص ٣٣٥ من الجزء الأول من مسنده (منه قدس).

(٤٢٣) النساء يبكين على رقية وعمر يضربهن: راجع: مسند أحمد ج ١ / ٣٣٥ ط ١، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٣ / ٨٩٤، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، الغدير ج ٦ / ١٥٩، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(٢) في ص ٣٣٣ من الجزء الثاني من مسنده (منه قدس).

(٤٢٤) وسمع يوما نائحة في بيت فدخل عليها - وذلك في عهد خلافته - فمال عليهن ضربا بدرته حتى بلغ النائحة فضربها حتى سقط خمارها ثم قال لغلامه: اضرب النائحة ويلك اضربها فانها نائحة لا حرمة لها إلى آخر ما كان منه يومئذ مما ذكره ابن أبى الحديد من هذه الواقعة ص ١١١ من المجلد الثالث من شرح النهج (منه قدس). السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، مسند أحمد ج ٢ / ٤٠٨، الغدير ج ٦ / ١٦٠ (*).

٣١٧

عبدالله يرويان عن النبي انهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ان الميت يعذب ببكاء أهله عليه(٤٢٥) .

وفي رواية: ببعض بكاء أهله عليه(٤٢٦) .

وفي ثالثة: ببكاء الحي عليه(٤٢٧) .

وفي رابعة: يعذب في قبره بما ينح عليه(٤٢٨) .

وفي رواية خامسة: من يبك عليه يعذب(٤٢٩) .

وهذه الروايات كلها خطأ من راويها بحكم العقل والنقل.

قال الفاضل النووي (حيث أورد هذه الروايات في باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه من شرح صحيح مسلم): هذه الروايات كلها من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله (قال): وأنكرت عائشة عليهما ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه واحتجت بقوله تعالى:( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (٤٣٠) .

قلت: وأنكر هذه الروايات أيضا ابن عباس(٤٣١) . وأئمة أهل البيت

____________________

(٤٢٥) صحيح مسلم ك الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ج ٣ / ٤١ و ٤٣ ط العامرة.

(٤٢٦) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٣.

(٤٢٧) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٨) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٩) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢.

(٤٣٠) سورة الأنعام: ١٦٤.

(٤٣١) ابن عباس ينكر روايات المنع عن البكاء: صحيح مسلم ج ١ / ٤٢ و ٤٣، اختلاف الحديث للشافعي في هامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري في أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، الغدير ج ٦ / ١٥٩ (*).

٣١٨

كافة واحتجوا على خطأ راويها(٤٣٢) ، وما زالت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض(٤٣٣) حتى ناحت على أبيها يوم وفاته، فكان بينها وبينه ما قد أخرجه الطبري عند ذكر وفاة أبي بكر في حوادث سنة ١٣ من الجزء الرابع من تاريخه بالإسناد إلى سعيد بن المسيب.

____________________

(٤٣٢) أهل البيت ينكرون روايات منع البكاء: وقد روت الشيعة عدة روايات في جواز البكاء على الميت ما لم يقل ما يسخط الرب. راجع: وسائل الشيعة ك الطهارة ب ٨٧ و ٨٨ من أبواب الدفن ج ٢ / ٩٢٠، جامع أحاديث الشيعة ج ٣ / ٤٦٩ ب ٦.

(٤٣٣) عائشة تنكر روايات عمر وابنه في المنع عن البكاء وتخطائهما في ذلك: راجع: صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٥، الغدير ج ٦ / ١٦٠ عن المستدرك للحاكم ج ١ / ٣٨١، اختلاف الحديث للشافعي بهامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، جامع بيان العلم ج ٢ / ١٠٥، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، مختصر المزني هامش كتاب الأم ج ١ / ١٨٧، الموطأ لمالك ج ١ / ٩٦، دعوة الحسينية للهمداني ص ٢٣. سنن الترمذي ك الجنائز باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ج ٢ / ٢٣٦ ح ١٠٠٩ وقال هذا الحديث صحيح وح ١٠١٠ (وقال بعده): حديث عائشة حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن عائشة.

(وقال) وقد ذهب أهل العلم إلى هذا وتأولوا هذه الآية( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) وهو قول الشافعي. وقد رجح الشافعي في اختلاف الحديث حديث عائشة على أحاديث عمر.

عمر لا يمنع عن البكاء في موت خالد بن الوليد المتوفى ٢٢ ه‍: راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٨ عن الإصابة ج ١ / ٤١٥، صفة الصفوة ج ١ / ٦٥٥، أسد الغابة ج ٢ / ٩٦، حياة الصحابة ج ١ / ٤٦٥، تاريخ الخميس ج ٢ / ٢٤٧. =>

٣١٩

قال: لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فنهاهن عن البكاء عليه، فأبين أن ينتهين فقال عمر لهشام بن الوليد: ادخل فأخرج إلي ابنة أبي قحافة، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرج عليك بيتي. فقال عمر لهشام: ادخل فقد أذنت لك، فدخل هشام فأخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر فعلاها بالدرة فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلك. آه(٤٣٤) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٠١: -

وهنا نلفت أولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله وخروجها بولديها في لمة من نسائها إلى البقيع يندبن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظل أراكة كانت هناك فلما قطعت بنى لها علي بيتا

____________________

=> النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ينهى عمر عن التعرض للذين يبكون موتاهم: راجع: الغدير ج ٦، مسند أحمد ج١ / ٢٣٧ و ٣٣٥ وج ٢ / ٤٠٨ وج ٣ / ٣٣٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٩١ وصححه وج ١ / ٣٨١، تلخيص المستدرك للذهبي، مسند أبى داود الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة بترجمة عثمان بن مضعون ج ٢ / ٤٨٢ مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، دعوة الحسينية ص ١٦، كنز العمال ج ٨ / ١١٧ ط ١.

(٤٣٤) عمر يضرب النساء في البكاء على أبى بكر: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد.

عمر يسمح لعائشة فقط أن تبك على أبيها: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١. ولأجل المزيد من الاطلاع على جواز البكاء راجع: كتاب دعوة الحسينية إلى مواهب الله السنية للشيخ محمد باقر الهمداني ففيه مباحث جيدة ومفيدة. (*)

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

جيدها حبل من مسد.

قال في مجمع البيان: و إذا قيل: هل كان يلزم أبالهب الإيمان بعد هذه السورة و هل كان يقدر على الإيمان و لو آمن لكان فيه تكذيب خبر الله سبحانه بأنّه سيصلى ناراً ذات لهب.

فالجواب أنّ الإيمان يلزمه لأنّ تكليف الإيمان ثابت عليه و إنّما توعّده الله بشرط أن لا يؤمن انتهى موضع الحاجة.

أقول: مبني الإشكال على الغفلة من أنّ تعلّق القضاء الحتميّ منه تعالى بفعل الإنسان الاختياريّ لا يستوجب بطلان الاختيار و اضطرار الإنسان على الفعل فإنّ الإرادة الإلهيّة - و كذا فعله تعالى - إنّما يتعلّق بفعله الاختياريّ على ما هو عليه أي أن يفعل الإنسان باختياره كذا و كذا فلو لم يقع الفعل اختياريّاً تخلّف مراده تعالى عن إرادته و هو محال و إذا كان الفعل المتعلّق للقضاء الموجب اختياريّاً كان تركه أيضاً اختياريّاً و إن كان لا يقع فافهم و قد تقدّم هذا البحث في غير موضع من المباحث السابقة.

فقد ظهر بذلك أنّ أبالهب كان في اختياره أن يؤمن و ينجو بذلك عن النار الّتي كان من المقضيّ المحتوم أن يدخلها بكفره.

و من هذا الباب الآيات النازلة في كفّار قريش أنّهم لا يؤمنون كقوله:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) البقرة: ٦، و قوله:( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى‏ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) يس: ٧، و من هذا الباب أيضاً آيات الطبع على القلوب.

( بحث روائي‏)

في المجمع في قوله تعالى:( وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصفا فقال: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟ فقال: أ رأيتكم إن أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم و ممسيكم ما كنتم

٥٤١

تصدّقونني؟ قالوا: بلى. قال: فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبولهب: تبّاً لك أ لهذا دعوتنا جميعاً؟ فأنزل الله عزّوجلّ:( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) .

أقول: و رواه أيضاً في تفسير السورة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس و لم يذكر فيه كون الدعوة عند نزول آية( وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ) الآية.

و فيه، أيضاً عن طارق المحاربيّ قال: بينما أنا بسوق ذي المجاز إذا أنا بشابّ يقول أيّها الناس قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا، و إذا برجل خلفه يرميه قد أدمى ساقيه و عرقوبيه و يقول: يا أيّها الناس إنّه كذّاب فلا تصدّقوه فقلت: من هذا؟ فقالوا: هو محمّد يزعم أنّه نبيّ و هذا عمّه أبولهب يزعم أنّه كذّاب.

و في قرب الإسناد، بإسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام في حديث طويل يذكر فيه آيات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من ذلك أنّ اُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبّت و مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبوبكر بن أبي قحافة فقال: يا رسول الله هذه اُمّ جميل محفظة أي مغضبة تريدك و معها حجر تريد أن ترميك به فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّها لا تراني فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟ قال: حيث شاء الله قالت: جئته و لو أراه لرميته فإنّه هجاني و اللّات و العزّى إنّي لشاعرة فقال أبوبكر: يا رسول الله لم ترك؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا. ضرب الله بيني و بينها حجابا.

أقول: و روي ما يقرب منه بغير واحد من طرق أهل السنّة.

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قال: كانت اُمّ جميل بنت صخر و كانت تنمّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و تنقل أحاديثه إلى الكفّار.

٥٤٢

( سورة الإخلاص مكّيّة و هي أربع آيات)

( سورة الإخلاص الآيات ١ - ٤)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ( ١ ) اللهُ الصَّمَدُ ( ٢ ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( ٣ ) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ( ٤ )

( بيان‏)

السورة تصفه تعالى بأحدية الذات و رجوع ما سواه إليه في جميع حوائجه الوجوديّة من دون أن يشاركه شي‏ء لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله، و هو التوحيد القرآني الّذي يختصّ به القرآن الكريم و يبني عليه جميع المعارف الإسلاميّة.

و قد تكاثرت الأخبار في فضل السورة حتّى ورد من طرق الفريقين أنّها تعدل ثلث القرآن كما سيجي‏ء إن شاء الله.

و السورة تحتمل المكّيّة و المدنيّة، و الظاهر من بعض ما ورد في سبب نزولها أنّها مكّيّة.

قوله تعالى: ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) هو ضمير الشأن و القصّة يفيد الاهتمام بمضمون الجملة التالية له، و الحقّ أنّ لفظ الجلالة علم بالغلبة له تعالى بالعربيّة كما أنّ له في غيرها من اللغات اسماً خاصّاً به، و قد تقدّم بعض الكلام فيه في تفسير سورة الفاتحة.

و أحد وصف مأخوذ من الوحدة كالواحد غير أنّ الأحد إنّما يطلق على ما لا يقبل الكثرة لا خارجاً و لا ذهناً و لذلك لا يقبل العدّ و لا يدخل في العدد بخلاف الواحد فإنّ كلّ واحد له ثانياً و ثالثاً إمّا خارجاً و إمّا ذهناً بتوهّم أو بفرض العقل فيصير بانضمامه كثيراً، و أمّا الأحد فكلّ ما فرض له ثانياً كان هو هو لم يزد عليه شي‏ء.

و اعتبر ذلك في قولك: ما جاءني من القوم أحد فإنّك تنفي به مجي‏ء اثنين منهم و أكثر كما تنفي مجي‏ء واحد منهم بخلاف ما لو قلت: ما جاءني واحد منهم فإنّك إنّما تنفي به مجي‏ء واحد منهم بالعدد و لا ينافيه مجي‏ء اثنين منهم أو أكثر، و لإفادته هذا

٥٤٣

المعنى لا يستعمل في الإيجاب مطلقاً إلّا فيه تعالى و من لطيف البيان في هذا الباب قول عليّ عليه أفضل السلام في بعض خطبه في توحيده تعالى: كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليل، و قد أوردنا طرفاً من كلامهعليه‌السلام في التوحيد في ذيل البحث عن توحيد القرآن في الجزء السادس من الكتاب.

قوله تعالى: ( اللهُ الصَّمَدُ ) الأصل في معنى الصمد القصد أو القصد مع الاعتماد يقال: صمده يصمده صمداً من باب نصر أي قصده أو قصده معتمداً عليه، و قد فسّروا الصمد - و هو صفة - بمعاني متعدّدة مرجع أكثرها إلى أنّه السيّد المصمود إليه أي المقصود في الحوائج، و إذا اُطلق في الآية و لم يقيّد بقيد فهو المقصود في الحوائج على الإطلاق.

و إذا كان الله تعالى هو الموجد لكلّ ذي وجود ممّا سواه يحتاج إليه فيقصده كلّ ما صدق عليه أنّه شي‏ء غيره، في ذاته و صفاته و آثاره قال تعالى:( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ ) الأعراف: ٥٤ و قال و أطلق:( وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏ ) النجم: ٤٢ فهو الصمد في كلّ حاجة في الوجود لا يقصد شيئاً إلّا و هو الّذي ينتهي إليه قصده و ينجح به طلبته و يقضي به حاجته.

و من هنا يظهر وجه دخول اللّام في الصمد و أنّه لإفادة الحصر فهو تعالى وحده الصمد على الإطلاق، و هذا بخلاف أحد في قوله:( اللهُ أَحَدٌ ) فإنّ أحداً بما يفيده من معنى الوحدة الخاصّة لا يطلق في الإثبات على غيره تعالى فلا حاجة فيه إلى عهد أو حصر.

و أمّا إظهار اسم الجلالة ثانياً حيث قيل:( اللهُ الصَّمَدُ ) و لم يقل: هو الصمد، و لم يقل: الله أحد صمد فالظاهر أنّ ذلك للإشارة إلى كون كلّ من الجملتين وحدها كافية في تعريفه تعالى حيث إنّ المقام مقام تعريفه تعالى بصفة تختصّ به فقيل: الله أحد الله الصمد إشارة إلى أنّ المعرفة به حاصلة سواء قيل كذا أو قيل كذا.

و الآيتان مع ذلك تصفانه تعالى بصفة الذات و صفة الفعل جميعاً فقوله:( اللهُ أَحَدٌ ) يصفه بالأحديّة الّتي هي عين الذات، و قوله:( اللهُ الصَّمَدُ ) يصفه بانتهاء كلّ شي‏ء إليه

٥٤٤

و هو من صفات الفعل.

و قيل: الصمد بمعنى المصمت الّذي ليس بأجوف فلا يأكل و لا يشرب و لا ينام و لا يلد و لا يولد و على هذا يكون قوله:( لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ ) تفسيراً للصمد.

قوله تعالى: ( لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الآيتان الكريمتان تنفيان عنه تعالى أن يلد شيئاً بتجزّيه في نفسه فينفصل عنه شي‏ء سنخه بأيّ معنى اُريد من الانفصال و الاشتقاق كما يقول به النصارى في المسيحعليه‌السلام إنّه ابن الله و كما يقول الوثنيّة في بعض آلهتهم أنّهم أبناء الله سبحانه.

و تنفيان عنه أن يكون متولّداً من شي‏ء آخر و مشتقّاً منه بأيّ معنى اُريد من الاشتقاق كما يقول الوثنيّة ففي آلهتهم من هو إله أبو إله و من هو آلهة اُمّ إله و من هو إله ابن إله.

و تنفيان أن يكون له كفؤ يعدله في ذاته أو في فعله(١) و هو الإيجاد و التدبير و لم يقل أحد من الملّيّين و غيرهم بالكفؤ الذاتيّ بأن يقول بتعدّد واجب الوجود عزّ اسمه، و أمّا الكفؤ في فعله و هو التدبير فقد قيل به كآلهة الوثنيّة من البشر كفرعون و نمرود من المدّعين للاُلوهيّة و ملاك الكفاءة عندهم استقلال من يرون اُلوهيّته في تدبير ما فوّض إليه تدبيره كما أنّه تعالى مستقلّ في تدبير من يدبّره و هم الأرباب و الآلهة و هو ربّ الأرباب و إله الآلهة.

و في معنى كفاءة هذا النوع من الإله ما يفرض من استقلال الفعل في شي‏ء من الممكنات فإنه كفاءة مرجعها استغناؤه عنه تعالى و هو محتاج من كلّ جهة و الآية تنفيها.

و هذه الصفات الثلاث المنفيّة و إن أمكن تفريع نفيها على صفة أحديّته تعالى بوجه لكنّ الأسبق إلى الذهن تفرّعها على صفة صمديّته.

أمّا كونه لم يلد فإنّ الولادة الّتي هي نوع من التجّزي و التبعّض بأيّ معنى

____________________

(١) لم نذكر الصفة لأنّها إمّا صفة الذات فهي عين الذات و إمّا صفة الفعل منتزعة عن الفعل، منه.

٥٤٥

فسّرت لا تخلو من تركيب فيمن يلد، و حاجة المركّب إلى أجزائه ضروريّة و الله سبحانه صمد ينتهي إليه كلّ محتاج في حاجته و لا حاجة له، و أمّا كونه لم يولد فإنّ تولّد شي‏ء من شي‏ء لا يتمّ إلّا مع حاجة من المتولّد إلى ما ولد منه في وجوده و هو سبحانه صمد لا حاجة له، و أمّا أنّه لا كفؤ له فلأنّ الكفؤ سواء فرض كفواً له في ذاته أو في فعله لا تتحقّق كفاءته إلّا مع استقلاله و استغنائه عنه تعالى فيما فيه الكفاءة و الله سبحانه صمد على الإطلاق يحتاج إليه كلّ من سواه من كلّ جهة مفروضة.

فقد تبيّن أنّ ما في الآيتين من النفي متفرّع على صمديّته تعالى و مآل ما ذكر من صمديّته تعالى و ما يتفرّع عليه إلى إثبات توحّده تعالى في ذاته و صفاته و أفعاله بمعنى أنّه واحد لا يناظره شي‏ء و لا يشبهه فذاته تعالى بذاته و لذاته من غير استناد إلى غيره و احتياج إلى من سواه و كذا صفاته و أفعاله، و ذوات من سواه و صفاتهم و أفعالهم بإفاضة منه على ما يليق بساحة كبريائه و عظمته فمحصّل السورة وصفه تعالى بأنّه أحد واحد.

و ممّا قيل في الآية أنّ المراد بالكفؤ الزوجة فإنّ زوجة الرجل كفؤه فيكون في معنى قوله:( تَعالى‏ جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً ) و هو كما ترى.

( بحث روائي‏)

في الكافي، بإسناده عن محمّد بن مسلم عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إنّ اليهود سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: انسب لنا ربّك فلبث ثلاثاً لا يجيبهم ثمّ نزلت:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إلى آخرها.

أقول: و في الاحتجاج، عن العسكريعليه‌السلام : أنّ السائل عبدالله بن صوريا اليهوديّ، و في بعض روايات أهل السنّة: أنّ السائل عبدالله بن سلام سألهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك بمكّة ثمّ آمن و كتم إيمانه، و في بعضها أنّ اُناساً من اليهود سألوه ذلك، و في غير

٥٤٦

واحد من رواياتهم: أنّ مشركي مكّة سألوه ذلك‏، و كيف كان فالمراد بالنسبة النعت و الوصف.

و في المعاني، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن عليّعليه‌السلام في حديث: نسبة الله عزّوجلّ قل هو الله.

و في العلل، بإسناده عن الصادقعليه‌السلام في حديث المعراج: أنّ الله قال له أي للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت فإنّها نسبتي و نعتي.

أقول: و روي أيضاً بإسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام ما في معناه.

و في الدرّ المنثور، أخرج أبوعبيد في فضائله عن ابن عبّاس عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن.

أقول: و قد تكاثرت الروايات من طرقهم في هذا المعنى رووه عن عدّة من الصحابة كابن عبّاس و قد مرّ و أبي الدرداء و ابن عمر و جابر و ابن مسعود و أبي سعيد الخدريّ و معاذ بن أنس و أبي أيّوب و أبي أمامة و غيرهم عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و ورد أيضاً في عدّة من الروايات عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، و قد وجّهوا كون السورة تعدل ثلث القرآن بوجوه مختلفة أعدلها أنّ ما في القرآن من المعارف تنحلّ إلى الاُصول الثلاثة: التوحيد و النبوّة و المعاد و السورة تتضمّن واحداً من الثلاثة و هو التوحيد.

و في التوحيد، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام : رأيت الخضرعليه‌السلام في المنام قبل بدر بليلة فقلت له: علّمني شيئاً أنصر به على الأعداء فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلّا هو فلمّا أصبحت قصصتها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لي: يا عليّ علّمت الاسم الأعظم فكان على لساني يوم بدر.

و إنّ أميرالمؤمنينعليه‌السلام قرأ قل هو الله أحد فلمّا فرغ قال: يا هو يا من لا هو إلّا هو اغفر لي و انصرني على القوم الكافرين.

و في نهج البلاغة: الأحد لا بتأويل عدد.

أقول: و رواه في التوحيد، عن الرضاعليه‌السلام و لفظه: أحد لا بتأويل عدد.

و في اُصول الكافي، بإسناده عن داود بن القاسم الجعفريّ قال: قلت لأبي

٥٤٧

جعفر الثانيعليه‌السلام : ما الصمد؟ قالعليه‌السلام : السيّد المصمود إليه في القليل و الكثير.

أقول: و في تفسير الصمد معان اُخر مروية عنهمعليهم‌السلام فعن الباقرعليه‌السلام : الصمد السيّد المطاع الّذي ليس فوقه آمر و ناه‏، و عن الحسينعليه‌السلام : الصمد الّذي لا جوف له و الصمد الّذي لا ينام، و الصمد الّذي لم يزل و لا يزال‏، و عن السجّادعليه‌السلام : الصمد الّذي إذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون، و الصمد الّذي أبدع الأشياء فخلقها أضداداً و أشكالاً و أزواجاً و تفرّد بالوحدة بلا ضدّ و لا شكل و لا مثل و لا ندّ.

و الأصل في معنى الصمد هو الّذي رويناه عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام لما في مادّته لغة في معنى القصد فالمعاني المختلفة المنقولة عنهمعليهم‌السلام من التفسير يلازم المعنى فإنّ المعاني المذكورة لوازم كونه تعالى مقصوداً يرجع إليه كلّ شي‏ء في كلّ حاجة فإليه ينتهي الكلّ من دون أن تتحقّق فيه حاجة.

و في التوحيد، عن وهب بن وهب القرشيّ عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّعليهما‌السلام يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه و لا تتكلّموا فيه بغير علم فقد سمعت جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار، و إنّ الله سبحانه فسّر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد ثمّ فسّره فقال: لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد.

و فيه، بإسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليه‌السلام أنّه قال: و اعلم أنّ الله تعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث و لم يولد فيشارك.

و فيه، في خطبة اُخرى لعليّعليه‌السلام : الّذي لم يولد فيكون في العزّ مشاركاً و لم يلد فيكون موروثاً هالكاً.

و فيه، في خطبة لهعليه‌السلام : تعالى أن يكون له كفؤ فيشبه به.

أقول: و في المعاني المتقدّمة روايات اُخرى.

٥٤٨

( سورة الفلق مكية و هي خمس آيات)

( سورة الفلق الآيات ١ - ٥)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( ١ ) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ( ٢ ) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ( ٣ ) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ( ٤ ) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( ٥ )

( بيان‏)

أمر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعوذ بالله من كلّ شرّ و من بعضه خاصّة و السورة مدنيّة على ما يظهر ممّا ورد في سبب نزولها.

قوله تعالى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) العوذ هو الاعتصام و التحرّز من الشرّ بالالتجاء إلى من يدفعه، و الفلق بالفتح فالسكون الشقّ و الفرق، و الفلق بفتحتين صفة مشبهة بمعنى المفعول كالقصص بمعنى المقصوص، و الغالب إطلاقه على الصبح لأنّه المشقوق من الظلام، و عليه فالمعنى أعوذ بربّ الصبح الّذي يفلقه و يشقّه و مناسبة هذا التعبير للعوذ من الشرّ الّذي يستر الخير و يحجب دونه ظاهر.

و قيل: المراد بالفلق كلّ ما يفطر و يفلق عنه بالخلق و الإيجاد فإنّ في الخلق و الإيجاد شقاً للعدم و إخراجاً للموجود إلى الوجود فيكون مساويّاً للمخلوق، و قيل هو جبّ في جهنّم و يؤيّده بعض الروايات.

قوله تعالى: ( مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ) أي من شرّ من يحمل شرّاً من الإنس و الجنّ و الحيوانات و سائر ما له شرّ من الخلق فإنّ اشتمال مطلق ما خلق على الشرّ لا يستلزم الاستغراق.

قوله تعالى: ( وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ) في الصحاح: الغسق أوّل ظلمة اللّيل

٥٤٩

و قد غسق اللّيل يغسق إذا أظلم و الغاسق اللّيل إذا غاب الشفق. انتهى، و الوقوب الدخول فالمعنى و من شرّ اللّيل إذا دخل بظلمته. و نسبة الشرّ إلى اللّيل إنّما هي لكونه بظلمته يعين الشرير في شرّه لستره عليه فيقع فيه الشرّ أكثر ممّا يقع منه بالنهار، و الإنسان فيه أضعف منه في النهار تجاه هاجم الشرّ، و قيل: المراد بالغاسق كلّ هاجم يهجم بشرّه كائناً ما كان.

و ذكر شرّ اللّيل إذا دخل بعد ذكر شرّ ما خلق من ذكر الخاصّ بعد العامّ لزيادة الاهتمام و قد اهتمّ في السورة بثلاثة من أنواع الشرّ خاصّة هي شرّ اللّيل إذا دخل و شرّ سحر السحرة و شرّ الحاسد إذا حسد لغلبة الغفلة فيهنّ.

قوله تعالى: ( وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ) أي النساء الساحرات اللّاتي يسحرن بالعقد على المسحور و ينفثن في العقد. و خصّت النساء بالذكر لأنّ السحر كان فيهنّ و منهم أكثر من الرجال، و في الآية تصديق لتأثير السحر في الجملة، و نظيرها قوله تعالى: في قصّة هاروت و ماروت:( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) البقرة: ١٠٢ و نظيره ما في قصّة سحرة فرعون.

و قيل: المراد بالنفّاثات في العقد النساء اللّاتي يملن آراء أزواجهنّ إلى ما يرينه و يردنه فالعقد هو الرأي و النفث في العقد كناية عن حلّه، و هو بعيد.

قوله تعالى: ( وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ ) أي إذا تلبّس بالحسد و عمل بما في نفسه من الحسد بترتيب الأثر عليه.

و قيل: الآية تشمل العائن فعين العائن نوع حسد نفسانيّ يتحقّق منه إذا عاين ما يستكثره و يتعجّب منه.

٥٥٠

( بحث روائي‏)

في الدرّ المنثور، أخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال: سحر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوّذتين و قال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك و السحر في بئر فلان فأرسل عليّاً فجاء به فأمره أن يحلّ العقد و يقرأ آية فجعل يقرأ و يحلّ حتّى قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنّما نشط من عقال.

أقول: و عن كتاب طبّ الأئمّة، بإسناده إلى محمّد بن سنان عن المفضّل عن الصادقعليه‌السلام : مثله‏ و في هذا المعنى روايات كثيرة من طرق أهل السنّة باختلاف يسيرة، و في غير واحد منها أنّه أرسل مع عليّعليه‌السلام زبيراً و عمّاراً و فيه روايات اُخرى أيضاً من طرق أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

و ما استشكل به بعضهم في مضمون الروايات أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مصوناً من تأثير السحر كيف؟ و قد قال الله تعالى:( وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) الفرقان: ٩.

يدفعه أنّ مرادهم بالمسحور و المجنون بفساد العقل بالسحر و أمّا تأثّره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه و نحوه فلا دليل على مصونيّته منه.

و في المجمع، و روي: أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان كثيراً ما يعوّذ الحسن و الحسينعليهما‌السلام بهاتين السورتين.

و فيه، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اُنزلت عليّ آيات لم ينزل مثلهنّ المعوّذتان، أورده في الصحيح.

أقول: و أسندها في الدرّ المنثور، إلى الترمذيّ و النسائيّ و غيرهما أيضاً، و روي ما في معناه أيضاً عن الطبرانيّ في الأوسط عن ابن مسعود، و لعلّ المراد من عدم نزول مثلهنّ أنّهما في العوذة فقط و لا يشاركهما في ذلك غيرهما من السور.

و في الدرّ المنثور، أخرج أحمد و البزّار و الطبرانيّ و ابن مردويه من طرق صحيحة

٥٥١

عن ابن عبّاس و ابن مسعود أنّه كان يحكّ المعوّذتين من المصحف و يقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنّهما ليستا من كتاب الله إنّما اُمر النبيّ أن يتعوّذ بهما، و كان ابن مسعود لا يقرأ بهما.

أقول: ثمّ قال السيوطيّ قال البزّار: و لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة و قد صحّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قرأ بهما في الصلاة و قد اُثبتنا في المصحف انتهى.

و في تفسير القمّيّ، بإسناده عن أبي بكر الحضرميّ قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام إنّ ابن مسعود كان يمحو المعوّذتين من المصحف. فقال: كان أبي يقول: إنّما فعل ذلك ابن مسعود برأيه و هو [ هما ظ ] من القرآن.

أقول: و في هذا المعنى روايات كثيرة من طرق الفريقين على أنّ هناك تواتراً قطعيّاً من عامّة المنتحلين بالإسلام على كونهما من القرآن، و قد استشكل بعض المنكرين لإعجاز القرآن أنّه لو كان معجزاً في بلاغته لم يختلف في كون السورتين من القرآن مثل ابن مسعود، و اُجيب بأنّ التواتر القطعيّ كاف في ذلك على أنّه لم ينقل عنه أحد أنّه قال بعدم نزولهما على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو قال بعدم كونهما معجزتين في بلاغتهما بل قال بعدم كونهما جزء من القرآن و هو محجوج بالتواتر.

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الفلق جبّ في جهنّم مغطّى.

أقول: و في معناه غير واحد من الروايات‏ في بعضها: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : باب في النار إذ فتح سعّرت جهنّم: رواه عقبة بن عامر، و في بعضها: بئر في جهنّم إذا سعّرت جهنّم فمنه تسعّر، رواه عمرو بن عنبسة إلى غير ذلك.

و في المجمع، و قيل: الفلق جبّ في جهنّم يتعوّذ أهل جهنّم من شدّة حرّه: عن السدّيّ و رواه أبو حمزة الثماليّ و عليّ بن إبراهيم في تفسيرهما.

و في تفسير القمّيّ، عن أبيه عن النوفليّ عن السكوني عن أبي عبداللهعليه‌السلام

٥٥٢

قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كاد الفقر أن يكون كفراً و كاد الحسد أن يغلب القدر.

أقول: الرواية مرويّة بلفظها عن أنس عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

و في العيون، بإسناده عن السلطيّ عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كاد الحسد أن يسبق القدر.

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الحسد ليأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب.

٥٥٣

( سورة الناس مدنيّة و هي ستّ آيات)

( سورة الناس الآيات ١ - ٦)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ( ١ ) مَلِكِ النَّاسِ ( ٢ ) إِلَهِ النَّاسِ ( ٣ ) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ( ٤ ) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ( ٥ ) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ( ٦ )

( بيان‏)

أمر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعوذ بالله من شرّ الوسواس الخنّاس و السورة مدنيّة كسابقتها على ما يستفاد ممّا ورد في سبب نزولها بل المستفاد من الروايات أنّ السورتين نزلتا معاً.

قوله تعالى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ ) من طبع الإنسان إذا أقبل عليه شرّ يحذره و يخافه على نفسه و أحسّ من نفسه الضعف أن يلتجئ بمن يقوى على دفعه و يكفيه وقوعه و الّذي يراه صالحاً للعوذ و الاعتصام به أحد ثلاثة إمّا ربّ يلي أمره و يدبّره و يربّيه يرجع إليه في حوائجه عامّة، و ممّا يحتاج إليه في بقائه دفع ما يهدّده من الشرّ، و هذا سبب تامّ في نفسه، و إمّا ذو قوّة و سلطان بالغة قدرته نافذ حكمه يجيره إذا استجاره فيدفع عنه الشرّ بسلطته كملك من الملوك، و هذا أيضاً سبب تامّ مستقلّ في نفسه.

و هناك سبب ثالث و هو الإله المعبود فإنّ لازم معبوديّة الإله و خاصّة إذا كان واحداً لا شريك له إخلاص العبد نفسه له فلا يدعو إلّا إيّاه و لا يرجع في شي‏ء من حوائجه إلّا إليه فلا يريد إلّا ما أراده و لا يعمل إلّا ما يشاؤه.

و الله سبحانه ربّ الناس و ملك الناس و إله الناس كما جمع الصفات الثلاث لنفسه في قوله:( ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمر: ٦ و أشار

٥٥٤

تعالى إلى سببيّة ربوبيّته و اُلوهيّته بقوله:( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) المزمل: ٩، و إلى سببيّة ملكه بقوله:( لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) الحديد: ٥ فإن عاذ الإنسان من شرّ يهدّده إلى ربّ فالله سبحانه هو الربّ لا ربّ سواه و إن أراد بعوذه ملكاً فالله سبحانه هو الملك الحقّ له الملك و له الحكم(١) و إن أراد لذلك إلهاً فهو الإله لا إله غيره.

فقوله تعالى:( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) إلخ أمر لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعوذ به لأنّه من الناس و هو تعالى ربّ الناس ملك الناس إله الناس.

و ممّا تقدّم ظهر أوّلاً وجه تخصيص الصفات الثلاث: الربّ و الملك و الإله من بين سائر صفاته الكريمة بالذكر و كذا وجه ما بينها من الترتيب فذكر الربّ أوّلاً لأنّه أقرب من الإنسان و أخصّ ولاية ثمّ الملك لأنّه أبعد منالاً و أعمّ ولاية يقصده من لا وليّ له يخصّه و يكفيه ثمّ الإله لأنّه وليّ يقصده الإنسان عن إخلاصه لا عن طبعه المادّي.

و ثانياً وجه عدم وصل قوله:( مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ ) بالعطف و ذلك للإشارة إلى كون كلّ من الصفات سبباً مستقلّاً في دفع الشرّ فهو تعالى سبب مستقلّ لكونه ربّاً لكونه ملكاً لكونه إلهاً فله السببيّة بأيّ معنى اُريد السبب و قد مرّ نظير الوجه في قوله:( اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ) .

و بذلك يظهر أيضاً وجه تكرار لفظ الناس من غير أن يقال: ربّهم و إلههم فقد اُشير به إلى أنّ كلّاً من الصفات الثلاث يمكن أن يتعلّق بها العوذ وحدها من غير ذكر الاُخريين لاستقلالها و لله الأسماء الحسنى جميعاً، و للقوم في توجيه اختصاص هذه الصفات‏ و سائر ما مرّ من الخصوصيّات وجوه لا تغني شيئاً.

قوله تعالى: ( مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ) قال في المجمع: الوسواس حديث النفس بما هو كالصوت الخفيّ انتهى فهو مصدر كالوسوسة كما ذكره و ذكروا أنّه سماعيّ و القياس فيه كسر الواو كسائر المصادر من الرباعيّ المجرّد و كيف كان فالظاهر

____________________

(١) التغابن: ١.

٥٥٥

كما استظهر أنّ المراد به المعنى الوصفيّ مبالغة، و عن بعضهم أنّه صفة لا مصدر.

و الخنّاس صيغة مبالغة من الخنوس بمعنى الاختفاء بعد الظهور قيل: سمّي الشيطان خنّاساً لأنّه يوسوس للإنسان فإذا ذكر الله تعالى رجع و تأخّر ثمّ إذا غفل عاد إلى وسوسته.

قوله تعالى: ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) صفة للوسواس الخنّاس، و المراد بالصدور هي النفوس لأنّ متعلّق الوسوسة هو مبدأ الإدراك من الإنسان و هو نفسه و إنّما اُخذت الصدور مكاناً للوسواس لما أنّ الإدراك ينسب بحسب شيوع الاستعمال إلى القلب و القلب في الصدر كما قال تعالى:( وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحجّ: ٤٦.

قوله تعالى: ( مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ) بيان للوسواس الخنّاس و فيه إشارة إلى أنّ من الناس من هو ملحق بالشياطين و في زمرتهم كما قال تعالى:( شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ ) الأنعام: ١١٢.

وأمّا قيل: إنّ الناس يطلق علي جماعة الجنّ كما يطلق علي الإنس، و قوله:( مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ) بيان للناس بهذا المعني الأعمّ فتحكّم لا يصغي إليه.

وكذا ما قيل: إنّ قوله:( وَ النَّاسِ ) معطوف علي( الْوَسْواسِ ) والمعني من شرّ الوسواس الخنّاس من الجنّة و من شرّ الناس بعيد عن الفهم كما لا يخفي.

( بحث روائي‏)

في المجمع: أبوخديجة عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و هو شاك فرقاه بالمعوّذتين و قل هو الله أحد و قال: بسم الله أرقيك و الله يشفيك من كلّ داء يؤذيك خذها فلتهنيك فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ بربّ الناس إلى آخر السورة.

أقول: و تقدّم بعض الروايات الواردة في سبب نزول السورة.

٥٥٦

و فيه، روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس و إذا نسي التقم فذلك الوسواس الخنّاس.

و فيه، روى العيّاشيّ بإسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من مؤمن إلّا و لقلبه في صدره اُذنان اُذن ينفث فيها الملك و اُذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس فيؤيّد الله المؤمن بالملك، و هو قوله سبحانه:( وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) .

و في أمالي الصدوق، بإسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية:( وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) صعد إبليس جبلاً بمكّة يقال له ثوير فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا: يا سيّدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا و كذا. قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها.

فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها. قال: بما ذا؟ قال: أعدهم و اُمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال: أنت لها فوكّله بها إلى يوم القيامة.

أقول: تقدّم بعض الكلام في الشيطان في أوائل الجزء الثامن من الكتاب.

* * *

تمّ الكتاب و الحمد لله و اتّفق الفراغ من تأليفه في ليلة القدر المباركة الثالثة و العشرين من ليالي شهر رمضان من شهور سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة و الحمد لله على الدوام، و الصلاة على سيّدنا محمّد و آله و السلام.

٥٥٧

الفهرس

( سورة الملك مكّيّة و هي ثلاثون آية ). ٢

( سورة الملك الآيات ١ - ١٤ ). ٢

( بيان‏ ). ٣

( بحث روائي )‏. ١١

( سورة الملك الآيات ١٥ - ٢٢ ). ١٣

( بيان‏ ). ١٣

( بحث روائي )‏. ١٨

( سورة الملك الآيات ٢٣ - ٣٠ ). ١٩

( بيان‏ ). ١٩

( سورة القلم مكّيّة و هي اثنتان و خمسون آية )   ٢٤

( سورة القلم الآيات ١ - ٣٣ ). ٢٤

( بيان‏ ). ٢٥

( بحث روائي )‏. ٣٥

( سورة القلم الآيات ٣٤ - ٥٢ ). ٤٠

( بيان‏ ). ٤١

( بحث روائي )‏. ٥٠

( سورة الحاقّة مكّيّة و هي اثنتان و خمسون آية )   ٥٣

( سورة الحاقّة الآيات ١ - ١٢ ). ٥٣

( بيان‏ ). ٥٣

( بحث روائي )‏. ٥٨

( سورة الحاقّة الآيات ١٣ - ٣٧ ). ٦٠

( بيان‏ ). ٦١

( بحث روائي )‏. ٦٦

( سورة الحاقّة الآيات ٣٨ - ٥٢ ). ٦٨

( بيان‏ ). ٦٨

٥٥٨

( سورة المعارج مكّيّة و هي أربع و أربعون آية )   ٧٢

( سورة المعارج الآيات ١ - ١٨ ). ٧٢

( بيان‏ ). ٧٢

( بحث روائي‏ ). ٧٩

( سورة المعارج الآيات ١٩ - ٣٥ ). ٨١

( بيان‏ ). ٨١

( بحث روائي‏ ). ٨٧

( سورة المعارج الآيات ٣٦ - ٤٤ ). ٨٩

( بيان‏ ). ٨٩

( بحث روائي‏ ). ٩٥

( سورة نوح مكّيّة و هي ثمان و عشرون آية )   ٩٦

( سورة نوح الآيات ١ - ٢٤ ). ٩٦

( بيان‏ ). ٩٧

( بحث روائي‏ ). ١٠٦

( سورة نوح الآيات ٢٥ - ٢٨ ). ١٠٩

( بيان‏ ). ١٠٩

( سورة الجنّ مكّيّة و هي ثمان و عشرون آية )   ١١١

( سورة الجنّ الآيات ١ - ١٧ ). ١١١

( بيان‏ ). ١١٢

( كلام في الجنّ‏ ). ١١٢

( بحث روائي‏ ). ١٢١

( سورة الجنّ الآيات ١٨ - ٢٨ ). ١٢٤

( بيان‏ ). ١٢٤

( بحث روائي‏ ). ١٣٥

٥٥٩

( سورة المزّمّل مكّيّة و هي عشرون آية ). ١٣٦

( سورة المزّمّل الآيات ١ - ١٩ ). ١٣٦

( بيان‏ ). ١٣٧

( بحث روائي‏ ). ١٤٨

( سورة المزّمّل آية ٢٠ ). ١٥٢

( بيان‏ ). ١٥٢

( بحث روائي‏ ). ١٥٦

( سورة المدّثّر مكّيّة و هي ستّ و خمسون آية )   ١٥٨

( سورة المدّثّر الآيات ١ - ٧ ). ١٥٨

( بيان‏ ). ١٥٨

( بحث روائي‏ ). ١٦٣

( سورة المدّثّر الآيات ٨ - ٣١ ). ١٦٥

( بيان‏ ). ١٦٦

( ذنابة لما تقدّم من الكلام في النفاق‏ ). ١٧٢

( بحث روائي‏ ). ١٧٤

( سورة المدّثّر الآيات ٣٢ - ٤٨ ). ١٧٧

( بيان‏ ). ١٧٧

( سورة المدّثّر الآيات ٤٩ - ٥٦ ). ١٨٢

( بيان‏ ). ١٨٢

( بحث روائي‏ ). ١٨٥

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568