زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز0%

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 171

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف: الصفحات: 171
المشاهدات: 65571
تحميل: 6121

توضيحات:

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 171 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65571 / تحميل: 6121
الحجم الحجم الحجم
زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

زواج أم كلثوم

(زواج اللّغز)

قراءة في نصوص زواج عمر من

أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام

تأليف

السيد علي الشهرستاني

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢

زواجُ أُمِّ كلثوم

٣

مركز الأبحاث العقائدية :

- إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم ٣٤

ص ب : ٣٣٣١ / ٣٧١٨٥

الهاتف : ٧٧٤٢٠٨٨ (٢٥١) (٠٠٩٨)

الفاكس : ٧٧٤٢٠٥٦ (٢٥١) (٠٠٩٨)

- العراق - النجف الأشرف - شارع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله - جنب مكتب آية الله العظمى السيّد السيستاني (دام ظله)

ص ب : ٧٢٩

الهاتف : ٣٣٢٦٧٩ (٠٠٩٦٤)

الموقع على الإنترنت : www.aqaed.com

البريد الإلكتروني : info@aqaed.com

الزواج اللُغز

السيّد علي الشهرستاني

منشورات الاجتهاد : ٩٨٩١٢٥٥١٤٤٢٦+

الطبعة الأولى / ١٥٠٠

١٤٢٨ ه- / ٢٠٠٧ م

(٥)(٨)٩١٢٥(٩)٩٦(٤)٩٧٨ : ISBN

٤

دليل الكتاب

المقدّمة - ٩

مقدمة المركز - ١٣

الإهداء - ١٩

تمهيد

والأقوال فيها ثمانية - ٢٤

الأقوال الأربعة التي قالت بها الشيعة -٢٥

القول الأوّل: عدم وقوع التزويج بين عمر وأم كلثوم - ٢٥

القول الثاني: وقوع التزويج لكنه كان عن إكراه - ٢٥

القول الثالث: إنّ المتزوج منها هي ربيبة الإمام لا بنته - ٢٦

القول الرابع: إن علياً زوّج عمر بن الخطاب جنية تشبه أم كلثوم - ٢٨

الأقوال التي ذهب إليها بعض الشيعة وبعض العامة - ٢٩

القول الخامس: إنكار وجود بنت لعلي اسمها أم كلثوم - ٢٩

القول السادس: أنّ أم كلثوم لم تكن من بنات فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل كانت من أم ولد - ٣١

القول السابع: هو الق-ول بتزويجها من عمر، لك-ن عمر مات ولم يدخل بها - ٣٢

القول الثامن: أنّ عمر تزوج بأم كلثوم ودخل بها وأولدها زيداً ورقية - ٣٣

(١) الجانب التاريخي - ٣٣

(٢) الجانب الفقهي - ٣٤

(٣) الجانب العقائدي - ٣٤

٥

نصوص في التزويج

قول ابن سعد - ٣٧

قول ابن حجر - ٣٨

قول ابن الجوزي - ٣٩

رواية الطبري - ٤٠

قول الخطيب - ٤٠

قول الزرندي - ٤١

قول اليعقوبي - ٤٢

البحث التاريخي

مقدمتان - ٤٥

المقدمة الأولى: النص على الخليفة - ٤٥

المقدمة الثانية: عصمة الخليفة - ٤٥

عمر ودعوى القرابة - ٥١

عمر وتزوجه من النساء - ٥٩

قول عمر بيّن الحقيقة والادّعاء - ٦٩

فرضان في تحديد سن أم كلثوم - ٧٢

كلام المغيرة بن شعبة في مكة - ٧٦

مجمل ما تقوله الشيعة - ٨١

البحث الفقهي

أخبار في كتب السنة - ٨٧

(١) كيفية الصلاة على جنازة امرأة وطفل - ٨٧

٦

(٢) التكبير على الجنازة - ٨٨

(٣) ميراث الغرقى - ٨٩

(٤) عدة المتوفّى عنها زوجها - ٨٩

(٥) الوكالة في التزويج - ٩٠

أخبار في كتب الشيعة - ٩١

(١) ٢ صلاة الجنائز، وكيفية التكبير على الميت - ٩١

وقفة مع خبر عمار - ٩٧

(٣) ميراث الغرقى والمهدوم عليهم - ١٠٦

(٤) عدة المتوفّى عنها زوجها - ١٢٢

(٥) الوكالة في التزويج - ١٢٥

البحث العقائدي

س-ؤالان - ١٣٥

الأوّل: هل أن الزواج وقع عن طيب خاطر؟ - ١٣٥

الثاني: كيف يزوج الإمام علي بنته لكافر؟ - ١٣٥

جواب السؤال الأول - ١٣٥

جواب السؤال الثاني - ١٣٨

بقي هنا شيء: وهو أن إثبات هذا الزواج لا ينفع أهل السنة - ١٥٤

الخلاصة - ١٦٣

فهرس المصادر - ١٦٩

٧

٨

المقدمة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أبي القاسم محمّد ، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

والحمدُ لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده المعصومينعليهم‌السلام ، ووفّقنا للدفاع عن حريم أهل البيتعليهم‌السلام بما أُتينا من قوّة بيان وبنان

وبعد ، في أسفارنا الكثيرة للبلدان الإسلاميّة والأوربيّة ، كنّا كثيراً ما نلتقي بإخواننا في الدين أتباع مدرسة الخلفاء ، ويدور البحث بيننا في المسائل العقائدية الخلافية بين المسلمين ، وفي مقدّمتها مسألة الإمامة والخلافة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، التي تعدّ أهم مسألة عقائدية خلافية بين المسلمين ، ومنها تفرّعت المسائل الخلافية الأُخرى

وأوّل ما يثيره الإخوة السنّة ويتهموننا به ، هو عدم وجود أيّ خلاف وتباغض بين الإمام عليعليه‌السلام وعمر بن الخطّاب ، ويجعلون الدليل على مدّعاهم هذا هو تزويج عليعليه‌السلام ابنته أُمّ كلثوم لعمر بن الخطّاب

وأتذكّر في سفرتي الأخيرة إلى تونس واجهني أحد علمائهم - وقد

٩

ثار في وجهي مغضباً بعد أن دار بيننا نقاش حادّ حول موضوع الإمامة - قائلاً لي : لو خطب سيّدنا عمر ابنتك هل تزوّجه ؟

قلت : طبعاً لا

قال : أنت أفضل ، أم سيّدنا علي (كرّم الله وجه) ؟

قلت : سبحان الله !!! الجواب معلوم وواضح لكلّ أحد

فقال : سيّدنا علي (كرم الله وجهه) زوّج أُم كلثوم لسيّدنا عمررضي‌الله‌عنه ، أليس هذا دليل على عدم وجود التنافر بينهما ؟ أنتم الشّيعة اختلقتم هذه الأحاديث وزوّرتم التاريخ

وبدأت أوضّح له هذه المسألة وملابستها ، واختلاف أقوال العلماء سنّة وشيعة إلاّ أنّه لم يكن له استعداد لسماع كلامي ؛ لأنّه من الذين ختم الله على قلوبهم

وكان قد اجتمع عدد من الشباب حولنا يستمعون لحوارنا فكان همّى الوحيد هو إيصال كلامي لهم ، لا لهذا الرجل العنيد ، وبحمد الله اقتنع بعضهم بأدلّتنا ، ووعدني البعض الآخر بدراسة هذه المسألة والنظر في مصادرها

وعلى كلّ حال ، فإنّ كثيراً من علماء المخالفين يستدلّون بهذه القضية على عدم وجود أيّ تنافر بين الإمام عليعليه‌السلام وعمر بن الخطاب

وكأنّهم نسوا ، أو تناسوا ، الأحاديث والوقائع التاريخية الكثيرة التي تثبت التنافر والتباعد بينهما ، والتي منها قول الزهراءعليها‌السلام لأبي بكر ومر حينما دخلا منزلها) : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة أبنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني) ؟!

١٠

فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه تزهق وهي تقول : (والله لأدعونّ الله عليك في كلّ صلاة أُصلّيها)

ثم خرج أبو بكر وهو يقول : (كلّ منكم يبيت مانقاً حليلته مسروراً بأهله وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي)

وقد كتب الكثير من علمائنا رسائل مستقلّة في هذه المسألة كان آخرها هذه الرسالة ، الصغيرة في حجمها الكبيرة في محتواها ، التي خطّها يراع أخونا وصديقنا العزيز العلاّمة المحقّق الحاج السيّد علي الشهرستاني (حفظه الله ورعاه) ، وقد أجاد فيها ، وأضاف لما كتبه السابقون أبحاثاً بكراً ، وتوصّل إلى نتائج لم يتوصّل إليها الذين سبقوه في هذا المضمّار ، فعدّت هذه الرسالة - كما سمعتُ من بعض الفضلاء أصحاب هذا الفنّ - أفضل ما كتب في هذه المسألة الخلافية ، وتلقّى مركزنا رسائل كثيرة تشيد بهذا المجهود العلمي وتثني على مؤلّفها الجليل

وأحصى السيّد الشهرستاني في رسالته هذه ثمانية أقوال في هذه المسألة ، وبحثها بحثاً علمياً دقيقاً من ثلاثة وجوه : الجانب التاريخي ، والجانب الفقهي ، والجانب العقائدي

وأثبت بالأدلّة القطعية : أنّ هذا الزواج وإن وقع فهو لا يعدّ فضيلة ولا منقبة لعمر بن الخطاب ، بل بالعكس يدلّ على تنافر وتباغض بين الطرفين ، وخير دليل على ذلك قول الإمام الصادقعليه‌السلام : (ذلك فرجٌ عَصَبْناه)

وبعد طباعة الكتاب وتوزيعه في مختلف دول العالم نفدت نسخه بسرعة ، لذلك ارتأى مركز الأبحاث العقائدية إعادة طبعه ثانية ، بعد أن

١١

أجرى المؤلّف الكريم بعض التعديلات على طبعته الأولى ، فجاءت هذه الطبعة مصحَّحة ومنقّحة ومزيدة

ونحن إذ نقوم بطباعة الكتاب ونشره ثانية نتمنّى لأخينا الكريم السيد المؤلّف دوام الصحة والعافية والموفقيّة التامّة لخدمة المذهب الحقّ مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، والحمد لله ربّ العالمين

محمّد الحسّون

٢٨ شعبان ١٤٢٧ ه-

site.aqaed.com/mohammad

muhammad@aqaed.com

١٢

مقدمة المركز :

إنّ الإسلام منهج حياتي كامل لهداية البشرية إلى الحق وإرشادها إلى ما يوصلها إلى الكمال المطلوب.

ولا يخفى أنّ الفهم الخاطئ لأي مفردة من مفردات هذا المنهج الرباني يؤدّي إلى انحراف البشرية عن جادة الحق وعرقلة حركتها نحو الكمال.

ومن هنا تكون القراءات الخاطئة لهذا الدين الحنيف هي السبب في الابتعاد عن الحق، نتيجة التمسك بالمفاهيم المنسوبة في الظاهر إلى الإسلام والبعيدة في الواقع عما يبتغيه الإسلام، فيكون مصير أتباع هذه القراءات الخاطئة التخبّط في المتاهات والالتحاق بمن يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

ولهذا بذل علماء المسلمين المهتمّين بمعرفة الحق غاية جهدهم - على مرّ العصور - لتنقيح الإسلام عن الشوائب العالقة به، وتطهيره من المفاهيم الدخيلة عليه، ودرء الشبهات المثارة حوله من:

أولاً: خارج الدائرة الإسلامية، وهي الشبهات المطروحة من قبل ذوي الانتماءات غير الإسلامية.

وثانياً: داخل الدائرة الإسلامية، وهي الشبهات المطروحة من قبل

١٣

أتباع المذاهب الإسلامية.

وما "سلسلة ردّ الشبهات " التي يصدرها "مركز الأبحاث العقائدية " برعاية المرجع الديني الأعلى آية اللّه العظمى السيد السيستاني (دام ظله) إلاّ مساهمة جادة وخطوة هادفة للبحث بحياد وموضوعية تامة لمعرفة القراءات الإسلامية الصحيحة وتمييزها عن غيرها، ومن ثم المبادرة إلى ردّ القراءات الخاطئة التي عرّفت مختلف المفاهيم الإسلامية تعريفاً خاطئاً لا يتناسب مع حقيقة الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقد بذلنا قصارى جهدنا أن تكون بحوث هذه السلسلة بحوثاً موضوعية ومنزهة من التعصّب والتقليد الأعمى، لتكون ثمرتها الوصول إلى نتائج لم تتحكّم بها العاطفة المتحيّزة أو النزعة المتعصبة أو الرؤية الموروثة أو التصورات السابقة.

كما أننا وطّنا أنفسها على التمسّك بنتائج البحوث والدراسات ولو كانت هذه النتائج مخالفة للموروث والمفاهيم السائدة في بيئتنا الاجتماعية.

والجدير بالذكر أنّ هذه السلسلة لا تختص بمعالجة الشبهات المثارة داخل الدائرة الإسلامية فحسب، بل تقوم أيضاً بمعالجة الشبهات المثارة من خارج الدائرة الإسلامية، من قبيل شبهات سائر الأديان، والتي منها شبهات المستشرقين، أو الإشكاليات التي أثيرت خلال طرح بعض القضايا المعاصرة، كالعولمة والحداثة وغيرهما.

أضف إلى ذلك أنّ هذه السلسلة غير مختصة بالتأليف، بل هي تشمل تحقيق التراث المهتم بردّ الشبهات، بشرط أن يتم هذا التحقيق وفق المناهج الحديثة للتحقيق.

١٤

ومن أهم الشبهات التي أُثيرت داخل الدائرة الإسلامية، وطرحت بين المذاهب الإسلامية، هي مسألة "زواج عمر من أم كلثوم بنت الإمام علي عليه‌السلام ".

وتقرير محل النزاع هو:

أنّ بعض المسلمين حاول من خلال إثبات هذا الزواج أن يستدل على حسن علاقة أئمة أهل البيتعليهم‌السلام مع الخلفاء، ومن ثمّ الاستنتاج على صحة خلافتهم.

وفي المقابل شكّك البعض الآخر من المسلمين في وقوع هذا الزواج، وقال بأنّه ، على فرض وقوعه ، لا يدل على حسن العلاقة بين أئمة أهل البيتعليهم‌السلام والخلفاء.

وناقش هذا الموضوع علماء المسلمين من القدماء والمعاصرين، كلّ واحد منهم حسب منهجه الخاص به في البحث:

فمن الجاحظ وابن عبد ربه وابن حزم وجلال الدين الدواني، إلى الدهلوي والخطيب ومحمد مال الله وإحسان إلهي ظهير، الذين حاولوا إثبات هذا الزواج، والاستدلال به على صحة خلافة الخلفاء.

ومن الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي والسيد ابن طاووس، إلى المقدّس الأردبيلي والعلاّمة المجلسي والمحقق التستري والسيد ناصر حسين اللكهنوي والشيخ البلاغي، الذين شككوا في هذا الزواج، وأنه - على فرض وقوعه - لا يدلّ على حسن علاقة أئمة أهل البيتعليهم‌السلام مع الخلفاء، حتى إنّ بعضهم ألّف في ذلك كتاباً مستقلاًّ.

كما عقد المركز ندوة مستقلة تناولت هذا الموضوع من جوانب مختلفة، تمّ عرضها على شبكته العالمية على الانترنيت، ثم طبعها ضمن

١٥

"سلسلة الندوات العقائدية - ٢٩ ".

وعالج المركز أيضاً هذا الموضوع في شبكته على الانترنيت - قسم الأسئلة العقائدية - عن طريق إجابته على مختلف الأسئلة التي وصلت إليه من أنحاء العالم حول هذا الموضوع.

وهذا الكتاب الذي قدّمه المؤلّف (حفظه اللّه) إلى المركز ليكون باكورة هذه السلسلة، هو خطوة أخرى قام بها المؤلّف العلاّمة المحقق السيد علي الشهرستاني، لتمييز وردّ الشبهات المثارة حول هذه المسألة.

والملاحظة الملفتة للنظر في أُسلوب طرح هذا الكتاب: أنّ المؤلّف بيّن فيه الأقوال التي ذكرها أتباع أهل البيتعليهم‌السلام وأتباع الخلفاء في هذا المجال، ثم تناولها بالبحث الموضوعي وناقشها بحياد تام.

كما تناول المؤلّف بعض جوانب هذا البحث بصورة لم تطرح فيما سبق بهذا التفصيل، منها:

- بحث عمر ودعوى القرابة.

- بحث عمر وتزّوجه من النساء.

- قضية المغيرة بن شعبة وربطها بالموضوع.

- دور أعداء الإمام عليعليه‌السلام في تطبيق وتطبيع هذا الزواج المفترض.

- كيفية دخول الروايات في المصادر الشيعية في البحث الفقهي فيما يتعلّق بأمّ كلثوم.

وغيرها من المسائل التي طرحها في كتابه هذا الذي أجرى فيه قراءة في نصوص زواج عمر من أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام ، وأجرى تحليلات دقيقة على النصوص التاريخية، وخرج بنتائج أهمّها:

- أنّ القول بوقوع الزواج - على فرض وقوعه - لا يضرّ المعتقد

١٦

الشيعي بقدر ما يضرّ المعتقد السنّي، لأنّ هذا الزواج له مبرّر ديني ووجه شرعي عند الشيعة، لكنه يفقد أي مبرر ديني ووجه شرعي عند أهل السنّة.

- أنّ طرح هذه المسألة بين الحين والآخر لا يخدم الطرف السنّي، بل يشدّد الأزمة بين الطرفين ولا يحلّها، ويوقف القارئ الشيعي على ظلامة أهل البيت أكثر مما مضى.

- أنّ أمّ كلثوم المدّعى الزواج بها فيها الكثير من الغموض: في أصل وجودها، ومقدار عمرها، وأزواجها، وكيفية خطبة عمر لها، ووليّها في التزويج، وأولادها، و... فالقضية من البدء إلى الختام محلّ نقض وإبرام.

وفي الختام يدعو المركز العلماء والمفكّرين إلى المساهمة في رفد هذه السلسلة، ويعلمهم بأنّه قام بعدّة خطوات كمقدّمة لهذا المشروع، يجعلها في متناول أيديهم، وهي:

أولاً : تجميع الشبهات المثارة من داخل الدائرة الإسلامية أو المطروحة من خارج الدائرة الإسلامية، وإجراء دراسة دقيقة حول هذه الشبهات، من أجل التوصّل إلى منشأ كلّ شبهة وسيرها التاريخي وتطوّرها، وقد تمّ هذا الأمر بعد أن أجرى المركز مسحاً ميدانياً للمئات من الكتب القديمة والحديثة وقد تم تنظيم هذه الشبهات حسب المواضيع وحسب الحروف الألف بائية.

ثانياً : تجميع الأدلّة وردّ الشبهات من مصادر المسلمين حول مختلف المواضيع العقائدية والمسائل الخلافية، وترتيبها حسب المواضيع وحسب الحروف الألف بائية، مع مراعاة الأقدم فالأقدم في هذه الأقوال، ليتعرّف

١٧

الباحث على منشأ الأدلة وسيرها التاريخي وتطوّرها بمرور الزمان.

ثالثاً : أعدّ المركز قبل ذلك كلّه فهرسة موضوعية للكتب المختصّة بالعقائد والمعارف العامة والمسائل الخلافية، في بطاقات موزعة حسب الحروف الألف بائية.

مركز الأبحاث العقائدية

فارس الحسون

٧ شعبان المعظم ١٤٢٥ ه-

١٨

الإهداء:

إلى جدي رسول الله

وإلى أمي فاطمة الزهراء

وإلى آبائي الكرام أئمّة أهل البيت

وإلى كلّ مظلوم من ولد عليّ وفاطمة

وإلى من يريد الوقوف على حقائق التاريخ بروح علمية

أهدي هذا الجهد المتواضع

المؤلّف

١٩

٢٠