زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز0%

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 171

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف: الصفحات: 171
المشاهدات: 65513
تحميل: 6115

توضيحات:

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 171 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65513 / تحميل: 6115
الحجم الحجم الحجم
زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

زواج أم كلثوم الزواج اللّغز

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقال محمّد بن سعد في تسمية أولاد عمر بن الخطّاب: " وزيد الأكبر لا بقية له "(١) .

وقد عُدّ زيد بن عمر من العلماء، مع ابن عبّاس، بعد معاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء، وسلمان(٢) .

ولمعاوية حكاية طويلة مع زيد بن عمر، تؤكّد على أنّه كان رجلاً يمكنه أن يعترض ويردّ معاوية(٣) .

وقد ذكر ابن معين في تاريخه أسماء عدّة أشخاص كانوا أبناء لزيد بن عمر، كعبد الرحمن، ومحمّد.

كلّ هذه النصوص توضّح لنا: بأنّ زيداً لم يكن صغيراً كما صوّرته نصوص أخرى، بل كان رجلاً له مكانته عند التابعين، حتّى كانوا يعدّونه من العلماء مع ابن عبّاس، بعد معاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء، كما مرّ عليك في خبر الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وغيرهما.

فلو مات زيد في خلافة بعض بني أُميّة وهو غلامٌ، بمعنى: الطّار الشارب، فهذا لا يتّفق مع كونه بمنزلة ابن عبّاس عند الصحابة

____________________

(١) الطبقات لابن سعد ٣: ٢٦٥.

(٢) انظر الآحاد والمثاني ٤: ٨٦، وفيه: عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد الله بن مسعود، وأبو الدرداء، وسلمان، وعبد الله بن سلام، وكان العلماء بعد هؤلاء: زيد بن ثابت، ثم كان بعد زيد ابن عمر وابن عبّاس رضي الله عنهم، المعجم الكبير ٥: ١٠٨.

(٣) أنظر تاريخ دمشق ١٩: ٤٨٩ و ٤٨٤، الكامل في التاريخ ٣: ٣٧٣. سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠٢ مختصر تاريخ دمشق ٩: ١٩٠.

١٠١

والتابعين، وأن يعدّوه من العلماء، وهو الآخر لا يتّفق مع تدخله لحلّ حرب من حروب بني عدي.

فلو كان زيد قد عاش إلى خلافة بعض بني أُميّة، فما أخباره في عهد جدّه الإمام عليّعليه‌السلام ؟

وهل شارك في معركة الجمل وصفّين معه، أم عليه؟

بل، أيّ شيء خلّف له عمر بن الخطّاب من الميراث؟

وما هي كلمات حفصة وابن عمر وغيرهما من أولاد عمر في أخيهم زيد؟

ولماذا تظهر شخصية زيد بن عمر وأُمّه بعد وفاتهما في المصادر، ولا نرى لهما ذكراً واضحاً دقيقا قبل ذلك؟

وعلى أي شيء يدل هذا؟

كلّ هذه التساؤلات تشكّكنا في وجود شخص اسمه زيد بن عمر وأُمّه أُمّ كلثوم بنت عليّ(١) .

نعم، قد يكون هذا الشخص هو ابن أُمّ كلثوم بنت جرول - حسب ما قالته المصادر - وقد شارك مع أخيه عبيد الله بن عمر مع معاوية في وقعة صفّين، ثّم إنّ المؤرّخين وبلحاظ التطبيع التاريخي والعقائدي جعلوه ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ الصغيرة! وذلك لتطبيق الأهداف التي كانوا يرجونها.

____________________

(١) ونحن سنعود - ضمن بحثنا عن خبر القداح في المواريث - إلى هذا الأمر تارة أخرى بإذن الله ومشيئته.

١٠٢

أمّا الكلام عن الأمر الثاني:

وهو قول عمّار: " قالوا : إنّها السُنّة ".

ربّما يكون هذا الكلام مبهماً، حيث لا نعرف مراد المتكلّم - عمّار بن أبي عمّار - من نقله قولهم: (هذا هو السُنّة)، وربّما يقال:

أوّلاً: عنى بكلامه أن السُنّة هي تقديم الغلام إلى الإمام وإبعاد المرأة إلى القبلة.

ثانياً: أراد بها كون التكبير على الميت أربعاً لا خمساً.

ثالثاً: أراد بأنّ الصلاة على الميّت هي للإمام والأمير، لا لأوليائه، وبذلك جرت السُنّة.

رابعاً: المقصود من كلامهم: (هذا هو السُنّة) أي: التسوية بين الموتى لا التدرج، لأن سعيد بن العاص سوّى بينهم، والصحابة أمضوا ذلك.

أو: أنّه أراد بذلك شيئاً آخر.

فلو كان مراده القول الأول، فهو صحيح ; لأنّ السُنّة عندنا هو أن يقدّم الغلام إلى الإمام وتبعد المرأة إلى القبلة، وفي ذلك صحاح مروياتنا(١) .

أمّا لو أراد بذلك القول الثاني، فإنه يخالف فقه أهل البيتعليهم‌السلام ، لأنّ أهل البيت كانوا يكبرون خمساً، ولا يرتضون التكبير على الميت أربعاً، فكيف يقبل الإمامان الحسن والحسين وابن الحنفية ما فعله ابن عمر مع أختهم المفترضة؟

والمطالع لفقه الطالبيّين يعرف أنّهم كانوا يصرّون على أنّ التكبير

____________________

(١) انظر أحاديث الباب في وسائل الشيعة ٣: ١٢٤ باب ٣٢.

١٠٣

على الميّت خمسٌ، ولا يرتضون غيره، وهذه حقيقة ثابتة دلّت عليها نصوص كثيرة.

فلو أريد من قولهم: "هذا هو السُنّة" هو التكبير على الميّت أربع تكبيرات فهو باطل لتخالفه مع فقه الطالبيّين(١) ، إلا أنّ نقول بأنّ أمّ كلثوم المفترضة هي بنت أبي بكر لا بنت عليّ، لتخالف فقه علي وأهل بيته مع فقه الحكّام في كثير من الأمور.

كلّ ذلك ونحن نستبعد أن يقدّم الإمام الحسن عبد الله بن عمر للصلاة على أُخته المفترضة، مع علمنا باستفاضة الأخبار في استحباب تقديم الهاشمي على غيره في الصلاة على الميّت(٢) .

وكذا نستبعد أنّ يسمح الإمام الحسن والحسين بصلاة سعيد بن العاص على أُختهم المفترضة، وهم يعلمون عداءه لأهل البيتعليهم‌السلام ، فقد جاء في بعض الأخبار: أنّ الإمام الحسين لمّا اضطر للصلاة على سعيد بن العاص قال: اللهم العنه لعناً وبيلاً، وعجل بروحه إلى جهنم تعجيلاً.

فقال له من بجنبه: أهكذا صلاتكم على موتاكم؟!

فقال: لا، بل على أعدائنا. ذكره فيالشفاء وغيره(٣) .

ويضيف صاحب الأزهار: وفي رواية الجامع عن مولى لبني هاشم عن

____________________

(١) مقاتل الطالبيّين: ٢٦٨ ٢٦٩.

(٢) راجع المعتبر للعلامّة الحلي ٢: ٣٤٧، باب صلاة الميّت، كشف الرموز ١: ١٩٢، باب صلاة الجنائز.

(٣) شرح الأزهار ١: ٤٣١.

١٠٤

دعاء الحسين بن علي على سعيد بن العاص: اللهم املأ جوفه ناراً، واملأ قبره ناراً، وأعد له عندك ناراً، فإنّه كان يوالي عدوك، ويعادي وليك، ويبغض أهل بيت نبيك.

فقلت: هكذا نصلي على عدونا.

ويمكن أنّ نجاب - على فرض التنزل والقبول بالأمر - بأنّ الإمام الحسين قدّم سعيد بن العاص في الصلاة على أخيه وقوله: لولا أنّها سنة ما تقدمت - كما جاء في بعض الأخبار - وهذا لا يمكن تفسيره مع نصب سعيد العداء لأهل البيتعليهم‌السلام .

فنقول لأولئك: لو صحّ الخبر فقد تكون تقية، وقد تكون بوصية من الإمام الحسن واستجابة لقوله: " بأنّ لا يراق بسببه محجمة دم " وبذلك يكون المراد من قوله: لولا السنّة في إمضاء الوصيّة(١) .

أمّا لو أراد القول الثالث والرابع فهو ممّا يجب البحث عنه كي نراه هل يتفق مع فقه أهل البيت أم لا؟ وهو ما نرجئه لوقت آخر.

كان هذا بعض الشيء عن مقصود عمّار بن أبي عمّار من جملة: (إنّها السُنّة) ، والآن مع خبر القداح في المواريث.

____________________

(١) انظر هامش الأزهار ٣: ٢١١، الأحكام للإمام يحيى: ١٥٤ وهامش مسند الإمام زيد: ١٧٢.

١٠٥

(٣) ميراث الغرقى والمهدوم عليهم:

روى الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي في المطبوع منتهذيب الأحكام (باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم في وقت واحد):

" عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن جعفر بن محمّد القمي، عن القدّاح، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: ماتت أُمّ كلثوم بنت عليّ وابنها زيد بن عمر بن الخطّاب في ساعة واحدة، لا يُدرى أيّهما هلك قبل، فلم يُورَّث أحدهما من الآخر، وصُلِّي عليهما جميعاً "(١) .

السند:

وفي هذا الإسناد جعفر بن محمّد، الذي قال عنه السيّد الخوئي: "جعفر بن محمّد القمي (= جعفر بن محمّد الأشعري)روى عن القدّاح، وروى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى، التهذيب: الجزء ٩، " باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم " الحديث ١٢٩٥. أقول: الظاهر إتحاده مع جعفر بن محمّد الأشعري المتقدم " (٢) .

وقد كانرحمه‌الله قد قال قبل ذلك:

"جعفر بن محمّد الأشعري (= جعفر بن محمّد القمي):وقع في إسناد عدّة من الروايات تبلغ مائة وعشرة موارد، فقد

____________________

(١) تهذيب الأحكام ٩: ٣٦٣ ح ١٢٩٥ وعنه في الوسائل ٢٦: ٣١٤ ح ٣٣٠٦٧ وفيه: عن ابن القدّاح.

(٢) معجم رجال الحديث ٥: ٩٩.

١٠٦

روى عن ابن القدّاح، ورواياته عنه بهذا العنوان تبلغ تسعة وسبعين مورداً، وعن عبد الله بن القدّاح، وعبد الله بن ميمون، وعبد الله بن ميمون القدّاح، وعبد الله الدهقان، والقدّاح ... "(١)

إلى أن يقول:

" أقول: قيل إنّ جعفر بن محمّد هذا هو جعفر بن محمّد بن عبيد الله الآتي، أو جعفر بن محمّد بن عيسى الأشعري، إلاّ أنّ كلاًّ منهما وإن كان محتملاً في نفس الأمر، لكنه لا دليل عليه، فإن جعفر بن محمّد بن عبيد الله لم يثبت أنّه كان أشعرياً، ومجرّد رواية كلّ منهما عن ابن القدّاح لا يثبت الاتّحاد. كما أن أحمد بن محمّد بن عيسى، لم يثبت أنّه كان له أخ يسمى بجعفر.

هذا، ومن المطمأَنّ به أنّ جعفر بن محمّد الأشعري هو جعفر بن محمّد بن عبيد الله الآتي، وذلك فإنّ جعفر بن محمّد الأشعري قد روى عن ابن القدّاح كثيراً يبلغ عددها مئة وتسعة موارد، ولم يذكر له رواية عن غيره إلاّ في مورد واحد... "(٢) .

وقال السيّد الخوئي أيضاً في ترجمة جعفر بن محمّد بن عبيد الله:

____________________

(١) معجم رجال الحديث ٥: ٦٨.

(٢) معجم رجال الحديث ٥: ٦(٨) ٧٠.

١٠٧

" روى عن عبدالله بن ميمون القدّاح، ويروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى. كامل الزيارات، باب في فضل كربلاء وزيارة الحسين ٨٨ الحديث ١١.

وقال الشيخ (١٥٠): " له كتاب رويناه عن عدّة من أصحابنا، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة، عن أحمد بن عبيد الله، عن ابنه، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله وطريقه إليه ضعيف بأبي المفضّل وبأبي بطّة وتقدّم في جعفر بن محمّد الأشعري ما له ربط بالمقام "(١) .

وقد علّق الشيخ التستري في كتابه" قاموس الرجال " على ما قاله الميرزا الأسترآبادي - في جعفر بن محمّد الأشعري من أنّه: جعفر بن محمّد بن عبد الله، الذي يروي عن ابن القدّاح كثيراً، أو جعفر بن محمّد بن عيسى الأشعري، أخو أحمد بن محمّد - بقوله:

" أقول: كان عليه أن يحقّق أولاً موضوعه وموضع وروده، هل ورد في الأخبار أو الرجال؟ ثمّ يردّد في المراد منه "(٢) .

وكيف كان، فجعفر بن محمّد القمّي مشترك بين عدّة أشخاص منهم الثقة، ومنهم غير الثقة، ويمكن للمطالع وبمراجعة كتب مثل كتاب" جامع المقال في ما يتعلّق بأحوال الرجال " للشيخ فخر الدين الطريحي أو (هداية المحدّثين ) للكاظمي، أو غيرها من كتب المشتركات، أن

____________________

(١) معجم رجال الحديث ٥: ٨(٣) ٨٤

(٢) قاموس الرجال للشيخ التستري٢: ٦٦٥.

١٠٨

يستعلم حال ما نحن فيه ; إذ (لمّا يعسر التمييز تقف الرواية )(١) .

إذاً، كان جعفر بن محمّد مشترك بين الثقة وغيره، فهو إمّا جعفر بن محمّد الأشعري، أو جعفر بن محمّد بن عبيد الله، أو جعفر بن محمّد بن عيسى الأشعري، أو أنّ هؤلاء جميعاً شخص واحد، ولمّا تعسر التمييز بينهم وقفت الرواية عن الاحتجاج بها.

مشيرين إلى أنّ الراوي (جعفر بن محمّد القمّي) لم يرو عنه أحد في كتب الحديث بهذا الاسم إلاّ الشيخ الطوسي فيتهذيب الأحكام ، وعنه أخذ الحر العاملي فيوسائل الشيعة .

ففي المطبوع منتهذيب الأحكام : روى الشيخ بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن القمّي جعفر بن محمّد عن القدّاح(٢) .

وفي نسخة صاحب الوسائل منالتهذيب: عن ابن القدّاح(٣) .

فلو كانت الرواية عن ابن القدّاح، فهو عبدالله بن ميمون بن الأسود القدّاح، الثقة حسبما قاله النجاشي(٤) .

وأما لو كان عن القدّاح، فهو ميمون بن الأسود، الذي عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب السجّادعليه‌السلام (٥) ، وأخرى من أصحاب الباقرعليه‌السلام

____________________

(١) انظر جامع المقال في أحوال الرجال : ١٠٣ ، هداية المحدّثين : ١٨٣

(٢) تهذيب الأحكام ٩: ٣٦٢ ح ١٢٩٥، وروى له أيضاً في الاستبصار ١: ٤٧٧ ح ١٨٤٥، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن حمد بن عبد الله القمّي عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن جعفر عن أبيه.

(٣) وسائل الشيعة ٢٦: ٣١٤ ح ٣٣٠٦٧.

(٤) رجال النجاشي: ٢١٣ ت ٥٥٧.

(٥) رجال الشيخ الطوسي: ١٢٠ رقم ١٢٢٣.

١٠٩

قائلاً: ميمون القدّاح مولى بني مخزوم، مكّي(١) .

وثالثة من أصحاب الصادقعليه‌السلام قائلاً: ميمون القدّاح المكّي مولى بني هاشم روى عنهما.

ثم جاء السيّد الخوئي برواية الكليني، التي فيها مدح لميمون القدّاح وقال: (وغير بعيد أن يكون ميمون القدّاح مولى لهم سلام الله عليهم، من جهة ولائه لهم سلام الله عليهم أجمعين، ويظهر من الرواية شدّة اختصاصه بهم، كما يدلّ عليه قول ابن شريح فإنّه منهم، وفي هذا مدح عظيم، غير أنّ الرواية ضعيفة بجهالة رواتها) (٢) .

وعليه، فالراوية تعدّ مجهولة، لعدم ورود توثيق في جعفر بن محمّد القمّي، وفي القدّاح.

أمّا لو كان " ابن القدّاح " فهو ثقة، حسبما قاله النجاشي، لكنّها تنحصر في نسخة صاحب الوسائل.

أمّا نُسخ غالب فقهاءنا العظام ك (صاحب المستند )(٣) ، و(الجواهر )(٤) ، و(المسالك )(٥) ، و(مجمع الفائدة والبرهان )(٦) ، و(كشف اللثام )(٧) وغيرهم

____________________

(١) رجال الشيخ الطوسي : ٢٣١ رقم ٣١٣١

(٢) معجم رجال الحديث ٢٠: ١٢٧. وقال الشيخ المامقاني في تنقيح المقال ٣: ٢٦٥ ط قديم: الحديث دلّ على كون الرجل إمامياً، ولم أقف فيه على مدح يدرجه في الحسان. (وانظر قاموس الرجال ١٠: ٣٢٧) وقد أورده ابن داود الحلي في القسم الثاني من رجاله: ٢٨٢ وقال: ميمون القدّاح ين، ق [ جخ ] ملعون. تحت رقم ٥٣١، الطبعة الحيدرية.

(٣) مستند الشيعة ١٩: ٤٥٢ و ٤٦٣.

(٤) جواهر الكلام ٣٩: ٣٠٨.

(٥) مسالك الإفهام ١٣: ٢٧٠.

(٦) مجمع الفائدة والبرهان ١١: ٥٢٩.

(٧) كشف اللثام ٩: ٥٢٥.

١١٠

فجميعها عن " القدّاح " لا ابنه، وهو مجهول.

ولمّا كان الرواي هو القدّاح ولم يثبت توثيق فيه، وكان في الرواية أيضاً جعفر بن محمّد القمّي المشترك في الرواية، سقطت عن الاعتبار، ولا يؤخذ بها.

وقد علّق العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ ه-) في كتابه "ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار " على الحديث الرابع عشر من أحاديث باب الغرقى والمهدوم عليهم بقوله: " مجهول، وجعفر بن محمّد هو ابن عبدالله المجهول "(١) .

____________________

(١) ملاذ الأخيار ١٥: ٣٨٢.

١١١

سؤلان؟!

لنا هنا سؤالان:

الأوّل: هل أنّ أُمّ كلثوم وزيداً ماتا في يوم واحد أم لا؟

الثاني: هل يمكن تعميم نصوص توريث الغرقى والمهدوم عليهم على الّذين ماتوا حتف أنفهم - كما في رواية القدّاح - أم لا؟

أمّا الجواب عن السؤال الأوّل:

فلا يمكن البتّ فيه بهذه السرعة، لأنّ النصوص مختلفة في ذلك، فتارة تصرح بأنّ زيد بن عمر مات وهو غلام(١) .

وأُخرى: مات وهو رجل(٢) .

وثالثة: مات وأُمّه في يوم واحد(٣) .

ورابعة: لم نر قيداً فيها(٤) .

وخامسة: مات على أثر نزاع نشب لبني عدي(٥) .

وسادسة: أن عبد الملك بن مروان سمّ زيداً وأُمّه فماتا، وذلك بعد ما قيل لعبد الملك: هذا ابن عليّ وابن عمر، فخاف على مُلكه فسمّهما(٦) .

____________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠٢، وفيه توفى شاباً ولم يعقد.

(٢) تاريخ المدينة ٢: ٦٥٤.

(٣) أنساب الأشراف: ١٩٠، نسب قريش: ٣٥٣.

(٤) السنن الكبرى للبيهقي ٧: ٧٠ - ٧١.

(٥) الاستيعاب بهامش الإصابة ٤: ٤٩١، سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠٢، وفيه: وقعت هوسة بالليل فركب زيد فيها فأصابه حجر فمات، السنن الكبرى للبيهقي ٧: ٧٠، تاريخ دمشق ١٩: ٤٨٣، ومختصر تاريخ دمشق ٩: ١٦١.

(٦) المصنّف لعبد الرزاق ٦: ١٦٤ / ح ١٠٣٥٤.

١١٢

وليس في كلّ تلك النصوص أنّه مات على أثر هدم حائط، أو أنّه غرق في بحر أو ما شابه ذلك.

ولكي نقف على الحقيقة أكثر لا بُدّ من استعراض الحدث في الكتب التاريخية والرواية.

والآن مع خبر ابن حبيب البغدادي (ت ٢٤٥)في المنمّق في أخبار قريش ، إذ أفرد باباً في كتابه بعنوان: (حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في الإسلام) أشار فيه إلى وجود رجلين قبل الإسلام كانا أشد النّاس عداوة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أحدهما: عمر بن الخطّاب.

والثاني: أبو الجهم بن حذيفة.

وقد فتح الله على عمر بن الخطّاب وهداه إلى الإسلام، أمّا أبو الجهم بن حذيفة فبقي على كفره، حتى أسلم يوم الفتح(١) .

ولمّا أسلم عمر وسمع بقوله تعالى:( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر ) (٢) طلّق زوجته أُمّ كلثوم بنت جرول والتي كانت تسمى: ب- (مليكة) مع أنه كان قد أولدها عبيد الله وزيداً و...(٣) .

وكان ذلك في الهدنة فخلف عليها أبو الجهم بن حذيفة(٤) .

ولمّا حدث نزاع في بني جهم جاء عبدالله وسليمان ابنا أبي الجهم إلى زيد بن عمر بن الخطّاب ; يسألاه النصر، فأجابهما، وقال: لا هضيمة

____________________

(١) المنمّق: ٢٩٤.

(٢) سورة الممتحنة : ١٠

(٢) البداية والنهاية ٧: ١٥٦.

(٣) الإصابة ٢: ٥١٩.

١١٣

عليكما ولا ضيم(١) .

فبنو الجهم كانوا يتناقشون ويتباحثون النزاع العائلي بينهم في الصباح نظرياً ولفظياً، ويطبقونه في المساء تطبيقا عملياً، وقد تدخّل زيد بن عمر لحلّ النزاع بين الأخوة، فأصابه شيء، فجرح، وقد أدّى ذلك إلى موته.

وقد كان زيد يتهم خالد بن أسلمَ - أخا زيد بن أسلم، من موالي عمر بن الخطّاب - بأنّه هو ضاربُهُ(٢) الضربة التي أدّت إلى موته.

وقد عاتب عبدالله بن عمر أخاه زيداً بقوله: اتّق الله يا زيد لا تدري من ضربك فلا تتهم خالداً...

كلّ هذه النصوص تؤكّد على أن زيداً - ابن أُمّ كلثوم بنت جرول، أو ابن أُمّ كلثوم بنت فاطمة - كان رجلاً مقبولاً عند الآخرين، بحيث كان يُقدّم على إخوته، أمثال: عبدالله بن عمر وأولاده، ولم يمكن تصوّر تقديمه على أولئك إلاّ لوجاهته ومكانته الاجتماعية.

ومن الطريف في الأمر أنّ غالب المؤرخين يذكرون وجود ابنين لعمر بن الخطّاب:

اسم أحدهما: زيد الأكبر، وهذا ابن أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، الذي مات مع أُمّه في يوم واحد حسبما يقولون(٣) .

وثانيهما: زيد الأصغر، وهو ابن أُمّ كلثوم بنت جرول(٤) .

وفي (المنمّق ) إن الذي تدخّل في النزاع هو ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ،

____________________

(١) المنمّق: ٣٠١.

(٢) انظر : تاريخ دمشق ١٩: ٤٨٩ ، مختصر تاريخ دمشق ٩: ١٦٢ ، والمنمّق : ٣١٠

(٣) عون المعبود ٨: ٦٦٥، عن المنذري.

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٢٦٩، تاريخ دمشق ٣٨: ٥٨.

١١٤

وقد مدحه بعض الشعراء مصرّحاً بأنّه من الفاطميين الذين نصروهم في هذا النزاع(١) .

ولو راجعت ترجمة أُمّ كلثوم بنت جرول في كتب التراجم لرايتها قد ولدت لعمر (عبيد الله وزيداً) قبل الإسلام، فيكون زيد هذا هو أكبر حقيقة من ابن أُمّ كلثوم بنت فاطمة.

فلماذا يطلق على ابن أُمّ كلثوم بنت جرول: الأصغر، ويقال عن ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب: الأكبر؟!!

هذا تساؤل يثار ويبحث عن جواب، ولا نرى مَقْنعاً - بعد الوقوف على كلّ هذه الملابسات - بما قالوه: من أنّه سميّ الأصغر: أكبر ; كرامةً لاتصاله برسول الله، وتسمى الأكبر حقيقة: أصغر ; لأنّه ليس له نسبة برسول الله.

ومن الطبيعي لو كان هناك نزاع بين بني جهم أن يتدخّل زيد ابن أُمّ كلثوم بنت جرول ; لكونه أقرب لبني جهم من ابن فاطمة وعليّ، وذلك للعلقة الموجودة بين أولاد عمر وأولاد جهم ; لأن أمّ زيد صارت زوجة أبي جهم بن حذيفة بعد عمر بن الخطّاب.

لكنّا نرى الأمر يختلف حسب فرضهم، حيث إنّهم يذكرون أنّ زيد ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ هو الذي تدخّل لحلّ النزاع مع أنّه كان صغيراً في ذلك الوقت، وليس بتلك المكانة التي كان يحظى بها إخوانه في بني جهم. في حين أنّ عصبيتهم القبلية كانت تدعوهم لتدخّل ابن أمّ كلثوم بنت جرول ;

____________________

(١) المنمّق : ٣٠٥ وفيه قول عبد الله بن أبي الجهم :

وزيدٌ اتيناه فهشَّ ولم يَخِمْ

لدن أن ندبناه ابن خير الفواطمِ

١١٥

لأنّه هو الأكبر والأشهر والأعرف عندهم.

ولكي يتأكد لك أنّ القوم سمّوا الأكبر بالأصغر، أقرأ ما قاله ابن شبة فيتاريخ المدينة: زيد الأصغر وعبد الله قُتلا يوم صفيّن زمن معاوية، وأمّهما أُمّ كلثوم بنت جرول (١)

وبنظرنا: إنّ تسليط الضوء على هذه الفترة من تاريخ العرب، وتاريخ زواج عمر من أُمّ كلثوم بنت جرول وطلاقه لها، هو اللغز الذي يمكن أن يفتح به موضوع تزويج عمر من أُمّ كلثوم بنت عليّ.

وأمّاالجواب عن السؤال الثاني :

فهو: إنّه لا خلاف بين الفقهاء في توريث الغرقى والمهدوم عليهم حسب تفصيل مذكور في كتب الفقه، بل الإجماع - بقسميه - دالٌّ عليه، والنصوصُ به متواترة.

لكن هنا تساؤل مفادُهُ: هل يمكن تعميم هذا الحكم على الّذين ماتوا حتف أنفهم في يوم واحد، بحيث لا يعلم أيّهما مات قبل الآخر، أم أنّه يختص بالغرقى والمهدوم عليهم؟

ذهب بعض الفقهاء إلى عدم ذلك ; للأصل، والإجماع الذي نقله صاحبمسالك الإفهام ، ولرواية القدّاح.

وهناك من شك في الإجماع ، وضَعَّف خبر القدّاح، وقال بالتوريث بناءً على أنّ العلّة قطعيّة، وهي: جهالة تقدم موت أحدهما على الآخر، كما

____________________

(١) تاريخ المدينة ٢: ٦٥٤

١١٦

مال إليه صاحب الرياض.

وقد علّق صاحب الجواهر على كلام صاحب الرياض بقوله:

" ومن الغريب ما في الرياض هنا من الميل إلى الأوّل [أي التوريث ] محتجاً عليه بقوة احتمال كون العلّة المُحْتَجّ بها قطعيّة منقّحة بطريق الاعتبار، لا مستنبطة بطريق المظنة لتلحق بالقياس

المحرم في الشريعة.. "(١) .

وقال الأردبيلي فيمجمع الفائدة والبرهان :

قال [ العلاّمة ] في (المختلف) : لنا أنّ الأصل عدم توريث أحدهما من صاحبه ; لعدم العلم ببقائه بعده، خرج عنه الغرقي والمهدوم عليهم ; للنصوص الدالة عليه، فيبقى الباقي على أصل المنع.

احتجّ: بأنّ العلّة الاشتباه، وهو موجود في القتل والحرق.

والجواب: المنع من التعليل بمطلق الاشتباه، فجاز أن يكون العلّة الاشتباه المستند إلى أحدهما، على أن قول ابن حمزة لا يخلو من قوة.

وأنت تعلم أنّ هذا الاحتجاج يدل على كون الأمر كذلك في مطلق الاشتباه، ولو كان الموت حتف أنفه، والظاهر أنّ لا قائل به، بل نقل الإجماع في (شرح الشرائع) على عدم القائل به.

وتؤيّده رواية القدّاح، عن جعفر عن أبيهعليهما‌السلام قال: ماتت

____________________

(١) جواهر الكلام ٣٩: ٣٠٩- ٣١١.

١١٧

أمّ كلثوم بنت عليّ عليه‌السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطّاب في ساعة واحدة لا يدرى أيّهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر، وصلى عليهما جميعاً. ولكنها ضعيفة مع مخالفتها لبعض الأصول (١) .

وعلى كُلّ حال، فإنّ عمدة من قال بعدم التوريث هو الأصل، لا رواية القدّاح، فلو كانت معتبرةً عندهم لما وصلت نوبة الاستدلال إلى الأصل.

وللوقوف على تشعّبات هذه المسألة يمكنك مراجعة كتاب (فقه الصادق ) للسيد صادق الروحاني(٢) ، لأنّ فيه مزيد بيان.

قال المحقّق السبزواري في آخر كتاب (كفاية الأحكام ) عند ذكره الأحكام المتفرقة لهذا الباب:

(مسائل: الأوّلى: من شروط الإرث عند الأصحاب العلم بحياة الوارث بعد موت الموروث، فلو علم موتهما معاً لم يرث أحدهما من الآخر، ولو اشتبه التقدّم والتأخر والمعية لم يرث المشتبه عندهم، إلاّ فيما استثنى، ونقل في (المسالك) الإجماع على ذلك، وقد روى القدّاح عن الصادق عليه السّلام عن أبيه قال: ماتت أُمّ كلثوم بنت عليّ... )

إلى أنّ يقول:

(وفي ثبوت الإجماع تأمّل، والرواية ضعيفة، ولم يذكر الأصحاب احتمال القرعة هاهنا، وهو احتمال صحيح إن لم يثبت إجماع على خلافه، كما هو الظاهر... )(٣) .

____________________

(١) مجمع الفائدة والبرهان ١١ : ٥٢٠

(٢) فقه الصادق ٣٤ : ٣١١

(٣) كفاية الأحكام : ٣٠٧

١١٨

وبهذا، فقد عرفت أنّ هناك من يذهب إلى إمكان سراية أحكام ميراث الغرقى والمهدوم عليهم إلى مَن مات حتف أنفه ؛ لاتّحاد العلّة في الجميع - وهو الاشتباه - إذ لا يُدرى أيّهما مات قبل الآخر، وهذا يرشدنا إلى إمكان تخطِّي رأي المشهور، وخصوصاً لو قسنا ما نقوله مع ما جاء عن العامّة في هذا الفرع وأمثاله فإنك لو راجعت كتب الصحاح والسُنن عند العامّة لوقفت على نصوص كثيرة عن زيد بن ثابت وغيره، توكّد على عدم التوريث، في حين جاء عن ابن عبّاس، وابن مسعود، وعليّ بن أبي طالب ما يشير إلى توريث أحدهما من الآخر، نترك بسط الكلام عن هذا الموضوع إلى حينه.

وبهذا فقد وقفنا على عدّة أمُور:

الأوّل:

الشّك في أصل وقوع الزواج، وعلى فرض وقوعه الشّك في ولادة زيد، وعلى فرض ولادته أيّهما هو؟

الثاني:

التشكيك في أنّ يكون زيد وأُمّه قد ماتا في يوم واحد. إذ لا نعرف سبب الموت: هل كان بسبب هدم الحائط أو الغرق؟ أو أنّ بني عدي ضربوا زيداً، أو أنّ عبد الملك بن مروان سمّهما؟ أو...

الثالث :

مسالة التوارث بين الأم والابن وإمكان مخالفته مع فقه أهل البيت.

الرابع:

إنّ قضية الزواج من أوّلها إلى آخرها تضجّ بالإشكالات والتناقضات: في كيفية الخطبة، والتزويج، والولادة، ومن هو المزوِّج، وما هو المهر، وهل كان برضاً أم غصباً، ومن هم أزواج أُمّ كلثوم بنت عليّ و...

وعليه، فقد اتّضح عدم إمكان أن يلزمنا الآخر بهاتين الروايتين

١١٩

وأمثالهما، والاستدلال على ضوئهما بولادة زيد من عمر بن الخطّاب وأُمّ كلثوم، لأنّ الروايات التي أرادوا الاستدلال بها على الإنجاب كانت هذه، وهي غير صحيحة بنظرنا، ومخالفة للحقائق التاريخية والأصول الشرعية عند الشيعة الإمامية.

أمّا عندهم.

فقد صرّح الزرقاني: بأنّ عمر قد مات عنها قبل بلوغها(١) . وخصوصاً لو أخذنا بنظر الاعتبار اختلاف النصوص.

ففيمختصر تاريخ دمشق : مات زيد وهو صغير(٢) .

وفي آخر: أنها ولدت له زيداً ورقية(٣) .

وفي ثالث: فاطمة وزيداً(٤) .

وفي رابع: عاش حتى صار رجلاً(٥) .

وفي خامس: إنّ لزيد بن عمر عقباً(٦) .

وفي سادس قتل بلا عقب(٧) .

إلى غيرها من الأقوال.

____________________

(١) شرح المواهب اللدنيّة ٧: ٩.

(٢) مختصر تاريخ دمشق ٩: ١٦٠.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠١، تركة النّبي: ٩٥، الذرية الطاهرة: ١١٨، تاريخ الطبري ٣: ٢٧٠، تاريخ دمشق ١٩: ٤٨٢.

(٤) المعارف: ١٨٥.

(٥) أنظر: تاريخ دمشق ٩: ٤٨٩، ٤٨٤، الكامل في التاريخ ٣: ٣٧٣، سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠٢.

(٦) هامش تاريخ دمشق ١٩: ٤٨٤.

(٧) سير أعلام النبلاء ٣: ٥٠٢، الطبقات الكبرى ٨: ٤٦٣.

١٢٠