بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 617
المشاهدات: 184827
تحميل: 6518


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184827 / تحميل: 6518
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 13

مؤلف:
العربية

كتاب بهج الصباغة

في شرح نهج البلاغة

المجلد الثالث عشر

الشيخ محمد تقي التّستري

١

المجلد الثالث عشر

٢

الفصل الحادي و الأربعون في ما قالهعليه‌السلام في القران

٣

١ في الخطبة ( ١ )

وَ خَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ اَلْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ وَ لاَ عَلَمٍ قَائِمٍ كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى اَلْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي اَلْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي اَلسُّنَّةِ نَسْخُهُ وَ وَاجِبٍ فِي اَلسُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي اَلْكِتَابِ تَرْكُهُ وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ « و خلف » نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤

« فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها » ما يتم به الحجّة عليهم .

« إذ لم يتركوهم هملا » أي : سدى كدابة تركوها ترعى ليلا و نهارا بلا راع .

« بغير طريق واضح » ليسلكوه .

« و لا علم » أي : راية .

« قائم » ليؤمّوه فلم يخلفهم كباقي الأنبياء بغير علم لكن كثيرا منهم لم يتركوا غير وصي و نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله خلف في امته كتابا و أوصياء .

روى مسلم في ( صحيحه ) ، عن زيد بن أرقم قال : قام فينا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله خطيبا بماء تدعى خما بين مكة و المدينة فحمد اللّه و أثنى و وعظ و ذكر ثم قال : أيها الناس انّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم الثقلين أوّلهما كتاب اللّه فيه النور فخذوا به و استمسكوا به فحث على كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال : و أهل بيتي اذكّركم اللّه في أهل بيتي ، اذكّركم اللّه في أهل بيتي .

« كتاب ربكم فيكم مبينا » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( كتاب ربكم مبينا ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) و لأن ( كتاب ) بدل من ( ما ) فلا معنى لكلمة ( فيكم ) قال تعالى :و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شي‏ء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ١ .و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم . . ٢ .

« حلاله و حرامه »قل انما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق و ان تشركوا باللّه ما لم ينزل به سلطانا و ان تقولوا

____________________

( ١ ) النحل : ٨٩ .

( ٢ ) النحل : ٤٤ .

٥

على اللّه ما لا تعلمون ١ .و يحل لهم الطيبات و يحرّم عليهم الخبائث . . ٢ قل من حرّم زينة اللّه التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق . .٣ .

« و فرائضه و فضائله » من الصلاة و الصيام و الخمس و الزكاة و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و غيرها ، و الانفاق و التفضل و العفو و غيرها .

« و ناسخه و منسوخه » قال القمي في ( تفسيره ) : كانت عدّة النساء في الجاهلية في الوفاة سنة فلمّا بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تركهم على ذلك و انزل :و الذين يتوفون منكم و يذرون أزواجاً وصيّة لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير اخراج . .٤ فكانت العدّة حولا فلمّا قوى الاسلام أنزل :و الذين يتوفون منكم و يذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا . .٥ فنسخت الأولى و مثله ان المرأة كانت في الجاهلية إذا زنت تحبس في بيتها حتى تموت ، و الرجل يؤذى فأنزل تعالى في ذلك :و اللائي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل اللّه لهنّ سبيلا ٦ و في الرجل :و اللذان يأتيانها منكم فآذوهما فان تابا و أصلحا فاعرضوا عنهما ان اللّه كان توّاباً رحيما ٧ فلمّا قوى الاسلام أنزل تعالى في ذلك :

____________________

( ١ ) الاعراف : ٣٣ .

( ٢ ) الاعراف : ١٥٧ .

( ٣ ) الاعراف : ٣٢ .

( ٤ ) البقرة : ٢٤٠ .

( ٥ ) البقرة : ٢٣٤ .

( ٦ ) النساء : ١٥ .

( ٧ ) النساء : ١٦ .

٦

الزانية و الزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة . .١ فنسخت هذه تلك و مثله كثير و آية نصفها منسوخة و نصفها متروكة على حالها و ذلك ان المسلمين كانوا ينكحون نساء أهل الكتاب و ينكحونهم فأنزل تعالى و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو أعجبكم . .٢ فنهى اللّه أن ينكح المسلم المشركة أو ينكح المشرك المسلمة ثم نسخ ( و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) بقوله في المائدة :

أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حلّ لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن . .٣ و ترك . . و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا .٤ لم ينسخ لأنّه لا يحلّ للمسلمة أن تنكح المشرك و يحل للمسلم أن يتزوج المشركة من اليهود و النصارى .

« و رخصه و عزائمه » قسّم القمي في ( تفسيره ) الرخصية إلى رخصة بعد عزيمة و رخصة مخيّر صاحبها بين الفعل و الترك ، و رخصة باطنها خلاف ظاهرها و قال في الأولى : ان اللّه تعالى فرض الوضوء و الغسل بالماء فقال :

إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم . إلى و ان كنتم جنبا فاطّهروا . . ٥ ثم رخّص لمن لم يجد الماء التيمم بالتراب فقال : .و ان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا

____________________

( ١ ) النور : ٢ .

( ٢ ) البقرة : ٢٢١ .

( ٣ ) المائدة : ٥ .

( ٤ ) البقرة : ٢٢١ .

( ٥ ) المائدة : ٦ .

٧

ماءً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم و أيديكم . ١ و مثله قوله :

حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا للّه قانتين ٢ ثم رخّص فقال فأن خفتم فرجالاً أو رُكباناً . ٣ و قال :فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا اللّه قياما و قعوداً و على جنوبكم . . ٤ فقال العالمعليه‌السلام الصحيح يصلّي قائما ،

و المريض جالساً فمن لم يقدر فمضطجعا و هذه رخصة بعد العزيمة و قال في الثانية و اما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار ان شاء أخذ و ان شاء ترك فان اللّه تعالىرخّص أن يعاقب الرجل الرجل على فعله به فقال و جزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على اللّه . ٥ فهذا بالخيار ان شاء عاقب و ان شاء عفا و قال في الثالثة و اما الرخصة التي ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها و لا يدان بباطنها فانّه تعالى نهى ان يتخذ المؤمن الكافر وليّاً فقال :

لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شي‏ء . . ٦ ثم رخّص عند التقية ان يصلّي بصلاته و يصوم بصيامه و يعمل بعمله في ظاهر و ان يدين اللّه في باطنه بخلاف ذلك فقال : . .

إلا ان تتقوا منهم تقاة . ٧ فهذا تفسير الرخصة ، و معنى قول الصادقعليه‌السلام ان اللّه تعالى يحب ان يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه .

« و خاصه و عامه » قسّم القمي في ( تفسيره ) العام و الخاص بما لفظه عام

____________________

( ١ ) المائدة : ٦ .

( ٢ ) البقرة : ٢٣٨ .

( ٣ ) البقرة : ٢٣٩ .

( ٤ ) النساء : ١٠٣ .

( ٥ ) الشورى : ٤٠ .

( ٦ ) آل عمران : ٢٨ .

( ٧ ) آل عمران : ٢٨ .

٨

و معناه خاص كقوله تعالى :يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و اني فضلتكم على العالمين ١ قال : انما فضلهم على عالمي زمانهم بأشياء خصصهم بها و بالعكس كقوله تعالى :من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا . . ٢ لفظه خاص في بني إسرائيل و معناه عام في الناس كلّهم .

« و عبره » قال ( خو ) كقوله تعالى :فأخذه اللّه نكال الآخرة و الاولى ان في ذلك لعبرة لمن يخشى ٣ و كقوله تعالى :يقلب اللّه الليل و النهار ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ٤ و كقوله تعالىو ان لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه من بين فرث و دم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين ٥ .

قلت و كقوله تعالى في آخر قصة يوسف :لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب . ٦ و كقوله تعالى :هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا و ظنوا انّهم ما نعتهم حصونهم من اللّه فاتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا و قذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ٧ و كقوله تعالى :قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل اللّه و اُخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين و اللّه يؤيّد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرةً

____________________

( ١ ) البقرة : ٤٧ .

( ٢ ) المائدة : ٣٢ .

( ٣ ) النازعات : ٢٥ ٢٦ .

( ٤ ) النور : ٤٤ .

( ٥ ) النحل : ٦٦ .

( ٦ ) يوسف : ١١١ .

( ٧ ) الحشر : ٢ .

٩

لأولي الأبصار ١ .

« و أمثاله » قال الخوئي كقوله تعالىمثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً . ٢ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبة . . ٣ .

قلت و كقوله تعالىو لقد صرَّفنا للناس في هذا القرآن من كلّ مثل فأبى أكثر الناس إلاّ كفورا ٤ و كقوله تعالىيا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس و لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه و ابل فتركه صلداً لا يقدرون على شي‏ء ممّا كسبوا و اللّه لا يهدي القوم الكافرين ٥ .

و مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات اللَّه و تثبيتاً من أنفسهم كمثل جنةٍ بربوة أصابها وابل فاتت أُكلها ضعفين فان لم يصبها و ابل فطل و اللّه بما تعملون بصير ٦ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كلّ الثمرات و أصابه الكبر و له ذرية ضعفاً فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبيّن اللّه لكم الآيات لعلّكم تتفكرون ٧ .

و كقوله تعالى مشيرا إلى المنافقين :مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً

____________________

( ١ ) آل عمران : ١٣ .

( ٢ ) الجمعة : ٥ .

( ٣ ) البقرة : ٢٦١ .

( ٤ ) الاسراء : ٨٩ .

( ٥ ) البقرة : ٢٦٤ .

( ٦ ) البقرة : ٢٦٥ .

( ٧ ) البقرة : ٢٦٦ .

١٠

فلمّا أضاءت ما حوله ذهب اللّه بنورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون ١ صم بكم عمي فهم لا يرجعون ٢ أو كصيب من السماء فيه ظلماتٌ و رعد و برق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت و اللَّه محيط بالكافرين ٣ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلّما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا و لو شاء اللّه لذهب بسمعهم و أبصارهم ان اللّه على كلّ شي‏ء قدير ٤ .

و كقوله تعالى :و اتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكرون ٥ .

و كقوله تعالى :مثل الذين اتخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً و ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ٦ .

و كقوله تعالىكمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال اني بري‏ء منك اني أخاف اللّه ربّ العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالمين ٧ .

و كقوله تعالى :لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً

____________________

( ١ ) البقرة : ١٧ .

( ٢ ) البقرة : ١٨ .

( ٣ ) البقرة : ١٩ .

( ٤ ) البقرة : ٢٠ .

( ٥ ) الاعراف : ١٧٥ ١٧٦ .

( ٦ ) العنكبوت : ٤١ .

( ٧ ) الحشر : ١٦ ١٧ .

١١

من خشية اللَّه و تلك الأمثال نضربها للناس لعلّهم يتفكرون ١ و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء و نداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ٢ .

و كقوله تعالىمشيرا إلى الكفّار مثل ما ينفقون في هذه الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته و ما ظلمهم اللّه و لكن أنفسهم يظلمون ٣ .

و كقوله تعالى :اعلموا انما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيثٍ أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من اللّه و رضوان و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ٤ .

و كقوله تعالى :مثل الجنّة التي وُعِد المتقون فيها أنهار من ماءٍ غير آسنٍ و أنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمه و أنهارٌ من خمرٍ لذّةٍ للشاربين و أنهار من عسلٍ مصفى و لهم فيها من كلّ الثمرات و مغفرةٌ من ربهم كمن هو خالد في النار و سقوا ماءً حميماً فقطّع أمعاءَهم ٥ .

انما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض ممّا يأكل الناس و الأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازَّينت و ظنّ أهلها انّهم قادرون عليها اتاها ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كان لم تغن بالأمس

____________________

( ١ ) الحشر : ٢١ .

( ٢ ) البقرة : ١٧١ .

( ٣ ) آل عمران : ١١٧ .

( ٤ ) الحديد : ٢٠ .

( ٥ ) محمد : ١٥ .

١٢

كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفكرون ١ .

و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح و كان اللَّه على كلّ شي‏ء مقتدرا ٢ ،

للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء و للَّه المثل الأعلى . . ٣ .

مثل الفريقين كالأعمى و الأصم و البصير و السميع هل يستويان مثلاً أ فلا تذكرون ٤ يا أيها الناس ضُرب مثلٌ فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون اللَّه لن يخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب ٥ .

اللَّه نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ دريّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضي‏ء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي اللّه لنوره من يشاء و يضرب اللّه الأمثال للناس و اللّه بكلّ شي‏ء عليم ٦ .

« و مرسله و محدوده » المرسل كقوله تعالى : .و امهات نسائكم . .٧ و المحدود كقوله تعالى : .و ربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن . .٨ و روى ان ابن مسعود أفتى بجواز نكاح أم غير المدخولة

____________________

( ١ ) يونس : ٢٤ .

( ٢ ) الكهف : ٤٥ .

( ٣ ) النحل : ٦٠ .

( ٤ ) هود : ٢٤ .

( ٥ ) الحج : ٧٣ .

( ٦ ) النور : ٣٥ .

( ٧ ) النساء : ٢٣ .

( ٨ ) النساء : ٢٣ .

١٣

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام من أين قلت ذلك ؟ فقال : من قوله تعالى :

و ربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن . ١ فقالعليه‌السلام : ان هذه الآية مستثناة و آية .و امهات نسائكم . ٢ مرسلة .

و من أمثلة المرسل قوله تعالى في كفّارة اليمين : .. أو تحرير رقبة .٣ و في كفارة الظهار : .فتحرير رقبة من قبل ان يتماسّا . ٤ و من أمثلة المحدود قوله تعالى في دية القتل الخطأ في مواضع ثلاثة : و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ و من قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة و دية مسلَّمة إلى أهله إلا ان يصدقوا فان كان من قوم عدوّ لكم و هو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة و إن كان من قوم بينكم و بينهم ميثاق فديّة مسلمة الى اَهْلِهِ و تحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين .٥ .

« و محكمه » مثل القمي له بآية الوضوء و آية تحريم الميتة و الدم و لحم الخنزير و آية تحريم الامهات و باقي المحارم النسبية و الصهرية و الرضاعية و قال و مثله كثيرا ممّا استغنى بتنزيله عن تأويله .

« و متشابهه » قال القمي : المتشابه ما لفظه واحد و معناه مختلف ، منه الفتنة التي ذكرها اللّه في القرآن فمنها عذاب و هو قوله :يوم هم على النار يفتنون ٦ و قوله : .و الفتنة أكبر من القتل . ٧ و هي الكفر و منه الحبّ

____________________

( ١ ) النساء : ٢٣ .

( ٢ ) النساء : ٢٣ .

( ٣ ) المائدة : ٨٩ .

( ٤ ) المجادلة : ٣ .

( ٥ ) النساء : ٩٢ .

( ٦ ) الذاريات : ١٣ .

( ٧ ) البقرة : ٢١٧ .

١٤

كقوله تعالى : .انما أموالكم و أولادكم فتنة . .١ و منه اختبار و هو قوله تعالى : .الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ٢ و منه الحق و هو على وجوه كثيرة و منه الضلال و هو على وجوه كثيرة فهذا من المتشابه الذي لفظه واحد و معناه مختلف .

هذا ، و لم يكن أحد عالما بجميع ما في الكتاب ممّا عدّهعليه‌السلام من حلاله و حرامه ، و فرائضه و فضائله ، و ناسخه و منسوخه ، و رخصه و عزائمه ،

و خاصه و عامه ، و عبره و أمثاله ، و مرسله و محدوده ، و محكمه و متشابهه ،

غيرهعليه‌السلام روى العياشي في ( تفسيره ) عن الأصبغ قال : قدم عليعليه‌السلام الكوفة فصلّى بهم أربعين صباحا يقرأ بهمسبح اسم ربك الأعلى ٣ فقال المنافقون : لا و اللّه ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن و لو أحسن لقرأبنا غير هذه السورة فبلغه ذلك ، فقال : ويل لهم اني لأعرف ناسخه من منسوخه ،

و محكمه من متشابهه ، و فصله من وصله ، و حروفه من معانيه ، و اللّه ما من حرف نزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ و اني أعرف في من نزل و في أي موضع نزل و عن سليم بن قيس قال : سمعت علياعليه‌السلام يقول : ما نزلت آية على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ أقرأنيها و أملاها عليّ فكتبتها بخطي و علّمني تأويلها و تفسيرها ، و ناسخها و منسوخها ، و محكمها و متشابهها ، و ما ترك شيئا علّمه اللّه من حلال و لا حرام ، و لا أمر و لا نهي كان أو يكون ، من طاعة أو معصية إلاّ علمنيه و حفظته٤ الخبر

____________________

( ١ ) الانفال : ٢٨ .

( ٢ ) العنكبوت : ٢ .

( ٣ ) الاعلى : ١ .

( ٤ ) تفسير العياشي ، محمد بن مسعود ١ : ١٤ باب علم الأئمة رقم ( ١ و ٢ ) المكتبة العلمية قم .

١٥

« مفسرا » حال من ( كتاب ربكم ) كقوله ( مبينا حلاله و حرامه ) .

« مجمله » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( جمله ) كما في ( ابن أبي الحديد و الخطّية ) فتكون جمع الجملة بمعنى المجمل بقرينة ( غوامضه ) بعد .

« و مبيّنا غوامضه » قال القمي : اما ما تأويله مع تنزيله فمثل قوله :

أطيعوا اللَّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم . .١ فلم يستغن الناس بتنزيل الآية حتى فسّر لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أولوا الأمر و مثل قوله تعالى :

اتقوا اللَّه و كونوا مع الصادقين ٢ فلم يستغن الذين سمعوا هذا من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بتنزيل الآية حتى عرفهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الصادقون و مثل قوله :

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم . .٣ فلم يستغن الناس الذين سمعوا هذا من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى اخبرهم كم يصومون و كقوله تعالى :و اقيموا الصلاة و آتوا الزكاة . ٤ فلم يستغن الناس بهذا حتى اخبرهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كم يصلّون و كم يزكّون .

« بين ماخوذ ميثاق في علمه » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( بين ماخوذ ميثاق علمه ) كما في ( ابن أبي الحديد و الخطية و ابن ميثم ) .

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الاّ يقولوا على اللّه الاّ الحق . ٥ و إذا اخذ اللّه ميثاق الّذين اوتوا الكتاب لتبينّنه للنّاس و لا تكتمونه فنبذوه و راء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ٦ و إذا اخذ اللّه ميثاق

____________________

( ١ ) النساء : ٥٩ .

( ٢ ) التوبة : ١١٩ .

( ٣ ) البقرة : ١٨٣ .

( ٤ ) البقرة : ٤٣ .

( ٥ ) الاعراف : ١٦٩ .

( ٦ ) آل عمران : ١٨٧ .

١٦

النبيّين لمّا آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لمّا معكم لتؤمنن به و لتنصرنَّه قال ءأقررتم و أخذتم على ذلك اصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين فمن تولّى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون ١ .

« و موسع على العباد في جهله » أخذ جلّ و عزّ معرفته وجوده عليهم و وسّع عليهم جهلهم بكنه ذاته لقصورهم عن فهمه قال تعالى :و انّ إلى ربّك المنتهى ٢ فسر في الخبر انّه إذا انتهى الكلام إليه تعالى يجب الامساك و انّ قوما تكلتموا في ذاته تعالى فباهت عقولهم حتى كان الرّجل ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادى من خلفه فيجيب من بين يديه و مثل ( ابن أبي الحديد ) له بفواتح السّور و ( الخوئي ) بمتشابهات القرآن .

« و بين مثبت في الكتاب فرضه و معلوم في السنة نسخه » قال ابن أبي الحديد نسخ السنّة في رجم الزّاني المحصن ، الكتاب في قوله : .فامسكوهن في البيوت حتى يتوفّاهُنّ الموت ٣ قد عرفت انّ آية .فامسكوهن . .٤ نسخت بآية الزّانية . .٥ و انّما الرّجم غير مذكور في الكتاب بل في السنة و غاية ما يمكن ان يقال : انّ السنة نسخت عموم .فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة . ٦ إذا لم نقل بان المحصن عليه الجلد أيضا .

« و واجب في السنة اخذه و مرخص في الكتاب تركه » قال ابن أبي

____________________

( ١ ) آل عمران : ٨١ ٨٢ .

( ٢ ) النجم : ٤٢ .

( ٣ ) النساء : ١٥ .

( ٤ ) النساء : ١٥ .

( ٥ ) النور : ٢ .

( ٦ ) النور : ٢ .

١٧

الحديد مثل صوم يوم عاشورا كان واجبا بالسنّة ثم نسخة صوم شهر رمضان الواجب بنص الكتاب .

و قال الخوئي كالتوجه في الصلاة اولا إلى بيت المقدس بالسنة المنسوخ بقوله تعالى : .فول وجهك شطر المسجد الحرام . . ١ و كحرمة مباشرة النساء في الليل على الصائمين المنسوخ بقوله تعالى : .فالان باشروهن . . ٢ .

قلت و كحرمة الاكل بعد صلاة العشاء إذا نام في ليل شهر رمضان في السنة ، المنسوخة بقوله تعالى :. . و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر . . ٣ .

« و بين واجب بوقته » و في ( ابن أبي الحديد ) ( لوقته ) .

« و زائل في مستقبله » كزكاة الفطرة تسقط إذا لم تؤدّ في وقتها و اما صلاة الجمعة فبدل بعد وقتها بصلاة الظهر .

ثم الظاهر ان في الكلام سقطا لان المقام مقام التفضيل بين شيئين الا ان يقال ان الشق الاخر و هو الواجب في الوقت و خارجه كالصلوات اليومية لم يذكر لمعلوميته .

« و مباين بين محارمه » قال ابن أبي الحديد : يجب رفع ( مباين ) خبرا لمحذوف و لا يجوز جره بالعطف على ما قبله لانه ليس في القرآن مباين و غير مباين .

و قال ابن ميثم : عطف على المجرورات السابقة و في معنى الكلام

____________________

( ١ ) البقرة : ١٤٤ .

( ٢ ) البقرة : ١٨٧ .

( ٣ ) البقرة : ١٨٧ .

١٨

و تقديره لطف فان المحارم لمّا كانت هي محال الحكم المسمى بالحرمة صار المعنى ( و بين حكم مباين بين محاله ) .

و قال الخوئي : انه مجرور لجواز اضافة بين إلى ( شي‏ء ) يقوم مقام شيئين كقوله تعالى : .عوان بين ذلك . . ١ و كقول امري‏ء القيس ( بين الدخول فحومل ) لكون الدخول اسم مواضع .

قلت اما ما قاله ابن ميثم : ففيه تكلف لا تلطف ، و اما ما قاله الخوئي فخبط ، لان ما قاله صحيح جواز اضافة ( بين ) إلى ( محارمه ) بدون عطف عليه و اما ( مباين ) فيجب اما رفعه كما قال ابن أبي الحديد و اما تقدير بين له حتى يصح جره كما قال ابن ميثم و حيث ما قاله ابن ميثم تكلف لا يناسب كلامهعليه‌السلام يتعين رفعه الا ان الظن انه وقع في الكلام تبديل ، و ان قوله ( و مباين ) الخ كان بعد قوله ( و بين مقبول في ادناه ) الخ كما لا يخفى .

« من كبير اوعد عليه نيرانه » روى ( الكافي ) في باب الكبائر عن الجواد عن ابيه عن ابيهعليهم‌السلام قال : دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد اللّهعليه‌السلام فلمّا سلم و جلس تلا قولهالذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش ٢ ثم امسك ،

فقالعليه‌السلام له : ما اسكتك ؟ قال احب ان اعرف الكبائر من كتاب اللّه تعالى فقال :

نعم يا عمرو اكبر الكبائر الشرك .من يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة ٣ ثم اليأس من روح اللّه. لا ييأس من رَوح اللّه الا القوم الكافرون ٤ ثم الامن من مكر اللّه تعالى .فلا يأمن مكر اللّه الا القوم

____________________

( ١ ) البقرة : ٦٨ .

( ٢ ) الشورى : ٣٧ .

( ٣ ) المائدة : ٧٢ .

( ٤ ) يوسف : ٨٧ .

١٩

الخاسرون ١ و عقوق الوالدين فجعل تعالى العاق جباراً شقياً ٢ في حكايته عن عيسىعليه‌السلام و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقيا ٣ و قتل النفس بغير الحق و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها . . ٤ و قذف المحصنات ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم ٥ و اكل مال اليتيم ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلماً انما ياكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيرا ٦ و الفرار من الزحف و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من اللّه و مأواه جهنم و بئس المصير ٧ و اكل الربا الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ ٨ و السحر .و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق . .٩ و الزنا . و من يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب و يخلد فيه مهانا الا من تاب . ١٠ و اليمين الغموس ان الذين يشترون بعهد اللّه و ايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة . . ١١ و الغلول . و من يغلل يات بما غل يوم

____________________

( ١ ) الاعراف : ٩٩ .

( ٢ ) مريم : ٣٢ .

( ٣ ) مريم : ٣٢ .

( ٤ ) النساء : ٩٣ .

( ٥ ) النور : ٢٣٠ .

( ٦ ) النساء : ١٠ .

( ٧ ) الانفال : ١٦ .

( ٨ ) البقرة : ٢٧٥ .

( ٩ ) البقرة : ١٠٢ .

( ١٠ ) الفرقان : ٦٨ ٧٠ .

( ١١ ) آل عمران : ٧٧ .

٢٠