بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 617
المشاهدات: 185011
تحميل: 6527


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185011 / تحميل: 6527
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 13

مؤلف:
العربية

الحسن المفقود ، و ان الماء أطيب الطيب الموجود .

و الخامسة و السادسة ، الحفظ لماله و الارعاع على حشمه و عياله ،

و اعلمي ان أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير ، و أصل الارعاع على الحشم و العيال حسن التدبير .

و التاسعة و العاشرة ، لا تفشين له سرّا ، و لا تعصين له أمرا ، فانّك ان أفشيت سره لم تأمني غدره ، و ان عصيت أمره أو غرت صدره .

و قال : و انكح ضرار بن عمرو الضبي ابنته من معبد بن زراة فلمّا أخرجها إليه قال : يا بنية امسكي عليك الفضلين : فضل الغلمة ، و فضل الكلام و ضرار هو الذي رفع عقيرته بعكاظ و قال ألا ان شرّ حائل أم فزوجوا الأمهات و ذلك انّه صرع بين الرماح فاشبل عليه اخوته لامه حتى استنقذوه .

و قال : و من قبيح التبعل ما أوصت اعرابية ابنتها عند هدائها فقالت لها :

اقلعي زج رمحه فان أقر فاقلعي سنانه ، فان أقر فاكسري العظام بسيفه ، فان أقرّ فاقطعي اللحم على ترسه ، فان أقر فضعي الاكاف على ظهره ، فانما هو حمار .

٥ الحكمة ( ٧ )

اَلصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ وَ أَعْمَالُ اَلْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ أقول : و جعله ابن ميثم و الخطّية جزء العنوان الثاني و لا يأباه ابن أبي الحديد .

« الصدقة دواء منجح » قال ابن أبي الحديد هو مثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله داووا مرضاكم بالصدقة .

١٤١

« و أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم » قال :هو من قوله تعالى يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء . .١ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ٢ و من كلام بعضهم انما تقدّم على ما قدمت ، و لست تقدم على ما تركت فاثر ما تلقاه غدا على ما لا تراه أبدا .

٦ من غريب كلامه ( ٦ ) و في حديثهعليه‌السلام :

إِنَّ اَلرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ اَلدَّيْنُ اَلظَّنُونُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ فالظنون الذي لا يعلم صاحبه أ يقضيه من الذي هو عليه أم لا فكأنه الذي يظن به فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه و هذا من أفصح الكلام و كذلك كل أمر تطلبه و لا تدري على أي شي‏ء أنت منه فهو ظنون و على ذلك قول ؟ الأعشى ؟

من يجعل الجد الظنون الذي

جنب صوب اللجب الماطر

مثل الفراتي إذا ما طما

يقذف بالبوصي و الماهر

و الجد البئر العادية في الصحراء و الظنون التي لا يعلم فيها ماء أم لا « ان الرجل إذا كان له الدين الظنون يجب عليه أن يزكيه لما مضى إذا قبضه » الأصل في نسبته إليهعليه‌السلام أبو عبيدة على نقل ابن أبي الحديد فقال : العمل

____________________

( ١ ) آل عمران : ٣٠ .

( ٢ ) الزلزلة : ٧ ٨ .

١٤٢

عندنا على قول عليعليه‌السلام من كون الزكاة بعد القبض على الدائن و ان كان لا يرجوه ، لا على المديون كما روي عن إبراهيم » إلاّ انّه غير معلوم ، فقال الجزري في نهايته ، في حديث عمر : ( لا زكاة في الدين الظنون ) أي الذي لا يدري صاحبه يصل إليه أم لا ، و منه حديث علي و قيل عثمان ( في الدين الظنون يزكيه إذا قبضه لمّا مضى )١ و لا أثر لنا في الظنون إذا كان بالمعنى الذي ذكره المصنف بل قال السيد و الشيخان : ( لا زكاة في الدين إلاّ إذا كان تأخيره من جهة مالكه ) و حينئذ فيمكن حمل ( الظنون ) على ما إذا ظن انّه إذا أراد الداين أخذه أمكنه ، و هكذا نقل ابن ميثم تفسيره عن بعض و ظاهر العماني و الاسكافي وجوب الزكاة على المديون مطلقا و به قال الحلي٢ .

هذا و نقل ابن ميثم في الشقشقية عن الكيدري عن بعض الكتب القديمة في تفسير الكتاب المذكور فيها الذي ناولهعليه‌السلام سوادي ان في ذاك الكتاب كان عشر مسائل و خامستها ( رجل عليه من الدين ألف درهم و له في كيسه ألف درهم فضمّنه ضامن بألف درهم فحال عليهما الحول فالزكاة على أي المالين يجب ؟ فقال : ان ضمن الضامن باجازة من عليه الدين فلا يكون عليه و ان ضمنه من غير اذنه فالزكاة مفروضة في ماله ) .

قول المصنف .

« فالظنون الذي » و في ( ابن ميثم ) ( هو الذي ) .

____________________

( ١ ) النهاية لابن الأثير ٣ : ١٦٤ ، مادة ( ظن ) منشورات اسماعيليان قم .

( ٢ ) يقول العلاّمة : و اما الدين : فإن كان معسرا أو جاحدا أو مما طلا ، أو كان مؤجلا ، لم تجب فيه الزكاة نهاية الأحكام ٢ : ٣٠٣ ، مؤسسة اسماعيليان ، قم ، و يقول المحقق الحلّي في « المعتبر » : للاصحاب في زكاة الدين قولان : أحدهما لا زكاة فيه حتى يحصل إلى صاحبه ، و يحول عليه الحول . و الآخر فيه الزكاة إذا كان تأخيره من جهة صاحبه ، بأن يكون على ملي باذل و هو مذهب الشيخين في النهاية و المبسوط ، و مذهب الشافعي و أبي حنيفة ، و مالك و أحمد :

راجع « المعتبر في شرح المختصر » لنجم الدين المحقق الحلي ٢ : ٤٩ ، مؤسسة سيد الشهداء ، قم .

١٤٣

« لا يعلم صاحبه أ يقضيه » هكذا في المصرية ، و الصواب : « ايقبضه » كما في ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية .

« من الذي هو عليه أم لا » إلى فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه » هكذا في ( المصرية و ابن أبي الحديد و الخطّية ) و لكن في ( ابن ميثم ) ( تارة يرجوه و تارة لا يرجوه ) .

« و هذا من أفصح الكلام » حيث عبّر عن معنى كثير بلفظ يسير .

« و كذلك كلّ امر تطلبه و لا تدري على أي شي‏ء أنت منه » و في ( الجمهرة ) ( و الظنون الذي لا يوثق بما عنده ، و كذلك في الركى أي لا يوثق بمائها ) .

« و على ذلك قول الأعشى » في تفضيل عامر على علقمة ( ما ) هكذا في ( المصرية ) و نسخة من ابن ميثم و لكن في ( ابن أبي الحديد و الخطّية ) ( من ) .

« يجعل الجد » بالضم .

« الظنون الذي جنب » أي : تجنب .

« صوب » أي : جانب .

« اللجب » وصف للسحاب المقدر ، و اللجب بالكسر الصوت .

« الماطر » .

« مثل الفراتي » أي : الفرات و الياء للتوكيد كقوله : « و الدهر بالانسان دواري » .

« إذا ما طما » من ( طما الماء ) إذا ارتفع .

« يقذف » أي : يرمي .

« بالبوصي » في ( الجمهرة ) البوصي السفينة و كانت بالفارسية بالزاي ،

فقلبتها العرب صادا .

« و الماهر » أي : السابح .

١٤٤

« و الجد البئر » اقتصر عليه ابن ميثم و زاد ابن أبي الحديد ( العادية في الصحراء ) و قال المعروف ان الجد بئر في موضع كثير الكلأ لا في الموات .

و مثل قول الأعشى قول الأخطل في يزيد :

يقلن إذا ما استقبل الصيف و قدة

وجر على الجد الظنون فانفدا

٧ الحكمة ( ١٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ اَلظَّمَأُ وَ كَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ اَلسَّهَرُ وَ اَلْعَنَاءُ حَبَّذَا نَوْمُ اَلْأَكْيَاسِ وَ إِفْطَارُهُمْ « كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ » هكذا في ( المصرية ) و الصواب :

( إلاّ الجوع و الظمأ ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) .

في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك و عدّد أشياء غير هذا و قال : لا يكن يوم صومك كيوم فطرك .

و عنهعليه‌السلام ان الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم و غضّوا أبصاركم و لا تنازعوا و لا تحاسدوا و سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله امرأة تسب جارية لها و هي صائمة ، فدعا بطعام فقال لها : كلي ،

فقالت اني صائمة فقال كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك ، ان الصوم ليس من الطعام و الشراب .

« و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ السهر » أي : عدم النوم في الليل .

« و العناء » أي : المشقة .

فالخوارج كانوا أهل سهر و عناء في قيام الليل و تلاوة القرآن و كذلك

١٤٥

كثير من الفرق الباطلة عاملة ناصبة و في الخبر الناصب لأهل البيت سواء صلّى أم زنا .

« حبذا نوم الأكياس و افطارهم » لأن نومهم و افطارهم أيضا عبادة لكونهما منهم لاستجمام قوى النفس حتى يقدروا على اداء الفرائض و النوافل و لذا قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا لا أصوم جميع الأيام ، و لا أقوم جميع الليل ، و نهى من فعل ذلك .

٨ الحكمة ( ١٤٦ ) و قالعليه‌السلام :

سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ اِدْفَعُوا أَمْوَاجَ اَلْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ أقول : هو ممّا رواه ( تحف ) ابن أبي شعبة ممّا قالهعليه‌السلام من الأربعمائة في آداب الدين و الدنيا .

« سوسوا » أي : دبروا .

« ايمانكم بالصدقة »فامّا من أعطى و اتّقى و صدق بالحسنى فسنيسّره لليسرى ١ .

« و حصنوا » أي : احفظوا .

« أموالكم بالزكاة » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ما ضاع مال في بر و لا بحر إلاّ بتضييع الزكاة و لا يصاد من الطير إلاّ ما ضيع تسبيحه .

و عنهعليه‌السلام ما من رجل يمنع درهما في حقه إلاّ أنفق اثنين في غير حقه .

و عنهعليه‌السلام ما أدّى أحد الزكاة فنقصت من ماله و لا منعها أحد فزادت

____________________

( ١ ) الليل : ٥ ٧ .

١٤٦

في ماله .

« و ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام ان الدعاء يرد القضاء ينقضه كما ينقض السلك و قد أبرم ابراما .

و عنهعليه‌السلام ان اللَّه ليدفع بالدعاء الأمر الذي علم أن يدعى له فيستجيب ،

و لو لا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لأصابه منه ما يجتثه من جديد الأرض .

و عن أبي الحسنعليه‌السلام الدعاء يرد ما قدر قدر و ما لم يقدر ؟ قيل : كيف ما لم يقدّر ؟ قال : حتى لا يكون .

هذا و لعل الأصل في قولهعليه‌السلام ( سوسوا ايمانكم بالصدقة ) ما رواه ( الجعفريات ) عنهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام مر بالسوق فنادى بأعلى صوته : ان أسواقكم هذه يحضرها ايمان فشوبوا ايمانكم بالصدقة فان اللَّه لا يقدّس من حلف باسمه كاذبا١ .

٩ الحكمة ( ١٣٧ ) و قالعليه‌السلام :

اِسْتَنْزِلُوا اَلرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ أقول : هو أيضا من حديث الاربعمائة ، في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال لابنه محمد كم فضل معك من تلك النفقة ؟ قال : أربعون دينارا ، قال : أخرج و تصدّق بها ، قال : انّه لم يبق معي غيرها ، قال تصدّق بها فان اللَّه تعالى يخلفها أما علمت انّ لكلّ شي‏ء مفتاحا و مفتاح الرزق الصدقة فتصدّق بها ، ففعل فما لبثعليه‌السلام عشرة أيام حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار ، فقال : يا بني أعطينا اللَّه أربعين دينارا فأعطانا أربعة آلاف .

____________________

( ١ ) الجعفريات ( الاشعثيات ) لمحمد الأشعث : ٢٣٦ طبع حجري ، ايران ، ١٣٧٠ ه ق .

١٤٧

و عنهعليه‌السلام ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلاّ أحسن اللَّه الخلافة على ولده من بعده و حسن الصدقة يقضي الدين و يخلف على البركة .

و نظير كلامهعليه‌السلام هذا كلام آخر لهعليه‌السلام ( في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق ) « إذا ابطأت عليك الأرزاق استغفر اللَّه يوسّع عليك » .

١٠ الحكمة ( ٢٥٨ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اَللَّهَ بِالصَّدَقَةِ أي افتقرتم قال تعالى : .و لا تقتلوا أولادكم من املاق .١ .

« فتاجروا اللَّه بالصدقة » قال ابن أبي الحديد جاء في الأثر ان عليّاعليه‌السلام عمل ليهودي في سقي نخل له في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخبزه قرصا فلمّا هم أن يفطر عليه أتاه سائل يستطعم فدفعه إليه و بات طاويا فتاجر اللَّه بتلك الصدقة فعد الناس هذه الصدقة من أعظم السخاء و أعظم العبادة ، و قال بعض شعراء الشيعة فيه و يذكر إعادة الشمس عليه ، و أحسن في ما قال :

جاد بالقرص و انطوى ملأ جنبيه

وعاء في الطعام و هو سغوب

فأعاد القرص المنير عليه القرص

و المقرض الكرام كسوب

قلت : و نظير اجادة هذا الشاعر في وصفهعليه‌السلام في الجمع بين قرص الخبز و قرص الشمس .

قول الجامي في وصفهعليه‌السلام مشيرا إلى ايثاره ذاك و وصف شجاعته بالفارسية :

ملك دنيا به سنان گرفت

و ملك عقبى به سه نان

____________________

( ١ ) الانعام : ١٥١ .

١٤٨

١١ الحكمة ( ١٣٨ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ أقول : في ( ابن ميثم و الخطّية ) جزء سابقه ، ثم هو أيضا من حديث الأربعمائة و روي معناه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و في ( الكافي ) عن أبي الحسنعليه‌السلام من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة و المعنى من أيقن بالخلف في الدنيا الذي و عد تعالى في قوله : .و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين ١ و بالخلف في الآخرة و ذخرها كما أخبر تعالى :ما عندكم ينفد و ما عند اللَّه باق .٢ سهل عليه الجود بعطاه البتة ، و من لم يسهل عليه بعد ذلك فانما هو من ضعف يقينه بوعده تعالى .

و في ( تاريخ بغداد ) ، قال الفضل بن سهل : رأيت جملة البخل سوء الظن باللَّه تعالى ، و جملة السخاء حسن الظن باللَّه تعالى ، قال عز و جل :الشيطان يعدكم الفقر .٣ و قال عز و جل : .و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه و هو خير الرازقين ٤ .

و في ( الكافي ) عن البزنطي كتب الرضاعليه‌السلام إلى الجوادعليه‌السلام بلغني ان الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير و انما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، أسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلاّ من الباب

____________________

( ١ ) سبأ : ٣٩ .

( ٢ ) النحل : ٩٦ .

( ٣ ) البقرة : ٢٦٨ .

( ٤ ) سبأ : ٣٩ .

١٤٩

الكبير فإذا ركبت فليكن معك ذهب و فضة ثم لا يسألك أحد شيئا إلاّ أعطيته ،

و من سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقل من خمسين دينارا و الكثير إليك ، و من سألك من عماتك فلا تعطها أقلّ من خمسة و عشرين دينارا و الكثير إليك ، اني انما أريد بذلك أن يرفعك اللَّه فانفق و لا تخش من ذي العرش اقتارا .

و عن أبي جعفرعليه‌السلام ان الشمس لتطلع و معها أربعة أملاك : ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و أبشر ، و ملك ينادي يا صاحب الشرّ انزع و اقصر ، و ملك ينادي أعط منفقا خلفا و آت ممسكا تلفا ، و ملك ينضحها بالماء ، و لو لا ذلك اشتعلت الأرض .

و عنهعليه‌السلام من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنّة انفق و لا تخف فقرا و انصف الناس من نفسك ، و افش السّلام في العالم ، و اترك المراء و ان كنت محقا .

و عن صفوان دخل علي الرضاعليه‌السلام مولى له فقال له : هل أنفقت اليوم شيئا ؟ فقال : لا فقالعليه‌السلام فمن أين يخلف اللَّه علينا انفق و لو درهما واحدا .

و عن أمير المؤمنينعليه‌السلام من يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف اللَّه له ما أنفق في دنياه و يضاعف في آخرته .

و في ( المجمع ) عن الكلبي ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من تصدّق بصدقة فله مثلاها في الجنّة ، فقال أبو الدحداح الأنصاري : ان لي حديقتين فان تصدقت باحديهما فان لي مثليها في الجنّة ؟ قال نعم ، قال : و ام الدحداح معي ؟ قال نعم قال و الصبية معي ؟ قال نعم فتصدّق بأفضل حديقتيه و دفعها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزل :من ذا الذي يقرض اللَّه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة .١

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٤٥ .

١٥٠

فضاعف اللَّه صدقته ألفي ألف و ذلك قوله تعالى : .أضعافا كثيرة .١ فرجع أبو الدحداح فوجد ام الدحداح و الصبية في الحديقة التي جعلها صدقة فقام على الباب و تحرج أن يدخل فنادى و قال اني جعلت حديقتي هذه صدقة و اشتريت مثليها في الجنة و ام الدحداح معي و الصبية معي قالت : بارك اللَّه لك في ما شريت و في ما اشتريت فخرجوا و اسلموا الحديقة إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله كم من نخل متدل عذوقها في الجنّة لأبي الدحداح٢ .

١٢ الحكمة ( ٣٠٤ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَلْمِسْكِينَ رَسُولُ اَللَّهِ فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اَللَّهَ وَ مَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اَللَّهَ في ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام ان اللَّه تعالى يبعث يوم القيامة ناسا من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة معهم ملائكة يعيرونهم تعييرا شديدا يقولون هؤلاء الذين منعوا خيرا قليلا من خير كثير هؤلاء الذين أعطاهم اللَّه فمنعوا حق اللَّه في أموالهم .

١٣ الحكمة ( ٣٢٨ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ اَلْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ اَلْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ وَ اَللَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ

____________________

( ١ ) البقرة : ٢٤٥ .

( ٢ ) مجمع البيان للطبري ١ : ٣٤٩ دار احياء التراث العربي ، بيروت .

١٥١

هكذا في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) و زادت ( المصرية ) ( منه ) قبل ( غني ) و نقصت ( جده ) بعد ( تعالى ) .

في ( الكافي ) عن أبي جعفر الأحول قال سألني رجل من الزنادقة فقال كيف صارت الزكاة من كلّ ألف خمسة و عشرين درهما ؟ فقلت له : انما ذلك مثل الصلاة ثلاث و ثنتان و تربع فقبل مني ثم لقيت بعد ذلك أبا عبد اللَّهعليه‌السلام فسألته عن ذلك ، فقال ان اللَّه تعالى حسب الأموال و المساكين فوجد ما يكفيهم من كلّ ألف خمسة و عشرين و لو لم يكفهم لزادهم فرجعت إليه فأخبرته فقال جائت هذه المسألة على الابل من الحجاز ثم قال لو اني اعطيت أحدا طاعة لأعطيت صاحب هذا الكلام .

و عن قثم قلت لأبي عبد اللَّهعليه‌السلام جعلت فداك اخبرني كيف صارت من كلّ ألف خمسة و عشرين لم يكن أقلّ أو أكثر ما وجهها ؟ فقال : ان اللَّه عز و جل خلق الخلق كلّهم فعلم صغيرهم و كبيرهم و غنيهم و فقيرهم فجعل من كلّ ألف انسان خمسة و عشرين مسكينا ، و لو علم ان ذلك لا يسعهم لزادهم لأنّه خالقهم و هو أعلم بهم .

١٤ الحكمة ( ٢٩٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ أقول و زاد ابن أبي الحديد « و اسأل اللَّه العافية » في ( الفقيه ) عن الصادقعليه‌السلام إيّاكم و الكسل فان ربكم رحيم يشكر القليل ان الرجل يصلّي الركعتين يريد بهما وجه اللَّه تعالى فيدخله اللَّه الجنّة و انّه ليصوم يوما تطوعا يريد به وجه اللَّه تعالى فيدخله اللَّه به الجنّة .

١٥٢

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من صلاة يحضر وقتها إلاّ نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم .

و في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى : . ان الحسنات يذهبن السيئات .١ أي صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب في النهار و عنهعليه‌السلام من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين اللَّه ذنب .

و في ( ثواب الأعمال ) عن الصادقعليه‌السلام يؤتى يوم القيامة بشيخ فيدفع إليه كتابه ظاهره ممّا يلي الناس لا يرى إلاّ مساوى‏ء فيطول ذلك عليه فيقول يا رب : أ تامر بي إلى النار ؟ فيقول جل جلاله : يا شيخ انا استحيي أن أعذبك و قد كنت تصلّي لي في دار الدنيا اذهبوا بعبدي إلى الجنّة .

١٥ الخطبة ( ١٩٤ ) و من كلام لهعليه‌السلام كان يوصى به أصحابه :

تَعَاهَدُوا أَمْرَ اَلصَّلاَةِ وَ حَافِظُوا عَلَيْهَا وَ اِسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَ تَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ١٨ ٢٢ ٤ : ١٠٣أَ لاَ تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ اَلنَّارِ حِينَ سُئِلُوا ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ اَلْمُصَلِّينَ ١ ٩ ٧٤ : ٤٢ ٤٣ وَ إِنَّهَا لَتَحُتُّ اَلذُّنُوبَ حَتَّ اَلْوَرَقِ وَ تُطْلِقُهَا إِطْلاَقَ اَلرِّبَقِ وَ شَبَّهَهَا ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ بِالْحَمَّةِ تَكُونُ عَلَى بَابِ اَلرَّجُلِ فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي اَلْيَوْمِ وَ اَللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ اَلدَّرَنِ وَ قَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ وَ لاَ قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ وَلَدٍ وَ لاَ مَالٍ يَقُولُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُرِجالٌ لا

____________________

( ١ ) هود : ١١٤ .

١٥٣

تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ وَ إِقامِ اَلصَّلاةِ وَ إِيتاءِ اَلزَّكاةِ ١ ١٦ ٢٤ : ٣٧١ وَ كَانَ ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ نَصِباً بِالصَّلاَةِ بَعْدَ اَلتَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ لِقَوْلِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُوَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اِصْطَبِرْ عَلَيْها ١ ٧ ٢٠ : ١٣٢٢ فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ وَ يُصْبِرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ ثُمَّ إِنَّ اَلزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ اَلصَّلاَةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ اَلْإِسْلاَمِ فَمَنْ أَعْطَاهَا طَيِّبَ اَلنَّفْسِ بِهَا فَإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً وَ مِنَ اَلنَّارِ حِجَازاً وَ وِقَايَةً فَلاَ يُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ وَ لاَ يُكْثِرَنَّ عَلَيْهَا لَهَفَهُ فَإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَيْرَ طَيِّبِ اَلنَّفْسِ بِهَا يَرْجُو بِهَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ مَغْبُونُ اَلْأَجْرِ ضَالُّ اَلْعَمَلِ طَوِيلُ اَلنَّدَمِ ثُمَّ أَدَاءَ اَلْأَمَانَةِ فَقَدْ خَابَ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَى اَلسَّمَاوَاتِ اَلْمَبْنِيَّةِ وَ اَلْأَرَضِينَ اَلْمَدْحُوَّةِ وَ اَلْجِبَالِ ذَاتِ اَلطُّولِ اَلْمَنْصُوبَةِ فَلاَ أَطْوَلَ وَ لاَ أَعْرَضَ وَ لاَ أَعْلَى وَ لاَ أَعْظَمَ مِنْهَا وَ لَوِ اِمْتَنَعَ شَيْ‏ءٌ بِطُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزٍّ لاَمْتَنَعْنَ وَ لَكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ اَلْعُقُوبَةِ وَ عَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُنَّ وَ هُوَ اَلْإِنْسَانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ١٩ ٢٢ ٣٣ : ٧٢ أقول : الأصل فيه ما رواه ( الكافي ) ( في الباب الثالث عشر من جهاده ) عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنينعليه‌السلام كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات ، يقول : تعاهدوا الصلاة و حافظوا عليها ، و استكثروا منها و تقرّبوا بها ،

فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، و قد علم ذلك الكفار حين سئلوا ما سلككم في سقر ؟ قالوا لم نك من المصلّين ، و قد عرف حقّها من طرقها و اكرم

____________________

( ١ ) النور : ٣٧ .

( ٢ ) طه : ١٣٢ .

١٥٤

بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع و لا قرّة عين من مال و لا ولد ،

يقول اللَّه عز و جل :رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللَّه و اقام الصلاة .١ و كان رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله منصبا لنفسه بالبشرى له بالجنة من ربه ، فقال عز و جل :و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .٢ و كان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه ، ثم ان الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لأهل الاسلام على أهل الاسلام ، و من لم يعطها طيب النفس بها ، يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فانّه جاهل بالسنّة ، مغبون الأجر ضال العمر ، طويل الندم بترك امر اللَّه تعالى و الرغبة عمّا عليه صالحوا عباد اللَّه ، يقول اللَّه تعالى :

و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى .٣ فقد خسر من ليس من أهلها و ضلّ عمله ، عرضت على السماوات المبنية ، و الأرض المهاد و الجبال المنصوبة ، فلا أطول و لا أعرض و لا أعلى و لا أعظم ، لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوّة أو عزّة امتنعن ، و لكن اشفقن من العقوبة الخبر .

قول المصنف :

و من كلام لهعليه‌السلام كان يوصي به أصحابه » قد عرفت من خبر ( الكافي ) انّهعليه‌السلام كان يوصي بذلك عند القتال ، و انما كانعليه‌السلام يفعل ذلك كيلا يتهاونوا بها وقت الحرب بعذر الحرب و لها شرع تعالى صلاة الخوف فقال :و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك الآية .٤ .

قولهعليه‌السلام :

« تعاهدوا » في معنى تعهدوا قال ابن دريد : قد يجيي تفعل و تفاعل بمعنى

____________________

( ١ ) النور : ٣٧ .

( ٢ ) طه : ١٣٢ .

( ٣ ) النساء : ١١٥ .

( ٤ ) النساء : ١٠٢ .

١٥٥

كتعهد و تعاهد و تضحك و تضاحك و تلعب و تلاعب ، و قد يفترقان مثل تكبر من الكبر و ( تكابر ) من السن .

« أمر الصلاة » في ( الكافي ) عن أبان بن تغلب : صلّيت خلف أبي عبد اللَّهعليه‌السلام بالمزدلفة فلمّا انصرف التفت اليّ فقال : الصلوات الخمس المفروضات من أقام حدودهن و حافظ على مواقيتهن لقى اللَّه يوم القيامة و له عنده عهد يدخله به الجنّة ، و من لم يقم حدودهن و لم يحافظ على مواقيتهن لقى اللَّه و لا عهد له ان شاء عذّبه و ان شاء غفر له .

« و حافظوا عليها »ان الانسان خلق هلوعا إذا مسّه الشرّ جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا إلاّ المصلّين الذين هم على صلوتهم دائمون و الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم و الذين يصدقون بيوم الدين و الذين هم من عذاب ربهم مشفقون ان عذاب ربهم غير مأمون و الذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى و راء ذلك فأولئك هم العادون و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون و الذين هم بشهاداتهم قائمون و الذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون ١ .

فسّر قوله تعالى في أول الآية : .على صلوتهم دائمون ٢ بالنافلة و في آخر الآية .على صلوتهم يحافظون ٣ بالفريضة ، روى ذلك ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام و قال تعالى :حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى .٤ .

____________________

( ١ ) المعارج : ١٩ ٣٥ .

( ٢ ) المعارج : ٢٣ .

( ٣ ) المعارج : ٣٤ .

( ٤ ) البقرة : ٢٣٨ .

١٥٦

و في ( الكافي ) عن أبي جعفرعليه‌السلام كلّ سهو في الصلاة يطرح منها غير ان اللَّه يتمّ بالنوافل ان أوّل ما يحاسب به العبد الصلاة فان قبلت قبل ما سواها ان الصلاة إذا ارتفعت في أوّل وقتها رجعت إلى صاحبها و هي بيضاء مشرقة ،

تقول : حفظتني حفظك اللَّه ، و إذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها و هي سوداء مظلمة تقول : ضيعتني ضيّعك اللَّه .

و عنهعليه‌السلام ايما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاّها لوقتها فليس هذا من الغافلين و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يزال الشيطان زعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس ، فاذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم .

« و استكثروا منها » قال عيسىعليه‌السلام في المهد :اني عبد اللَّه آتاني الكتاب و جعلني نبيا و جعلني مباركا أين ما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا ١ .

« و تقربوا بها » في ( الكافي ) عن الرضاعليه‌السلام الصلاة قربان كلّ تقي .

و عنهعليه‌السلام أقرب ما يكون العبد من اللَّه عز و جل و هو ساجد و ذلك قوله تعالىو اسجد و اقترب ٢ .

« فانها .كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ٣ » و إذا خرج وقتها يجب قضاؤها .

« أ لا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين » فالآية تدل على كون الكفار معاقبين بالفروع كالاصول و اما سقوط القضاء عن الكافر إذا أسلم فتفضل و لا تضاد ، فالعقد يوجب المهر كلّه ،

____________________

( ١ ) مريم : ٣٠ ٣١ .

( ٢ ) العلق : ١٩ .

( ٣ ) النساء : ١٠٣ .

١٥٧

و الطلاق قبل المس يسقط نصفه .

« و انها لتحت » أي : تناثر .

« الذنوب حت الورق » من الشجر قال الخوئي عن مجالس ابن الشيخ قال سلمان كنّا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظلّ شجرة ، فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه ،

فقال : ألا تسألوني عمّا صنعت قالوا : اخبرنا ، فقال ، ان العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاطت خطاياه كما تحاطت ورق هذه الشجرة .

« و تطلقها اطلاق الربق » قال الجوهري الربق بالكسر حبل فيه عدّة عرى يشدّ به البهم ، و الواحدة من العروة ربقة ، و الربيقة البهيمة المربوطة في الربق .

في ( الفقيه ) عن الصادقعليه‌السلام لمّا هبط آدم من الجنّة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدمه فطال بكاؤه عليه فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال له ما يبكيك ؟ قال : من هذه الشامة قال : قم فصلّ فهذا وقت الصلاة الأولى فقام فصلّى فانحطت إلى عنقه فجاءه في الصلاة الثانية فقال قم فصلّ فصلّى إلى سرته فجاءه في الصلاة الثالثة فقال : قم فصل فصلّى فانحطت إلى ركبتيه فجاءه في الرابعة فقال قم فصل فصلّى فانحطت إلى قدميه فجاءه في الصلاة الخامسة فقال قم فصلّ فقام فصلّى فخرج منها فحمد اللَّه فقال له جبرئيل مثل ولدك في هذه الصلوات كمثلك من هذه الشامة ، من صلّى من ولدك في كلّ يوم و ليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة .

هذا ، و قال الخوئي ( و تطلقها اطلاق الربق ) على القلب ، و المراد انها تطلق اعناق النفوس من أغلال الذنوب اطلاق أعناق البهائم من الارباق مع انّه لا قلب و انما هو توهم كون الربق فاعل الاطلاق مع انّه مفعولها كما في حت الورق فكما ان المعنى في الأول ان الصلاة تحت الذنوب كحثّك للورق كذلك

١٥٨

المعنى في الثاني ان الصلاة تطلق الذنوب اطلاقك الربق عن البهائم .

هذا ، و كما شبهت الصلاة مع الذنوب في كلامهعليه‌السلام بحت الورق و اطلاق الربق كذلك شبّهت معها في كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء يطفى‏ء النار ففي الفقيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من صلاة يحضر وقتها إلاّ نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أو قد تموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم .

« و شبهها رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحمة » في ( الصحاح ) الحمة العين الحارة يستشفى بها الأعلاء و في الحديث ( العالم كالحمة ) .

« فهو يغتسل منها في اليوم و الليلة خمس مرات فما عسى ان يبقى عليه من الدرن » أي : الوسخ .

و درن المعاصي باطني و سئل الامام ، هل يعلم الملكان إذا هم بالحسنة أو السيئة ؟ فقالعليه‌السلام : هل يستوي ريح الطيب و ريح الكنيف فإذا همّ بالحسنة يخرج نفسه متطيبا ، و إذا همّ بالسيئة خرج نفسه منتنا و ورد في الكذب انّه يخرج من قلبه تعفّن يبلغ العرش فيلعنه من في السماء .

« و قد عرف حقّها رجال من المؤمنين الذين لا يشغلهم زينة متاع ، و لا قرّة عين من مال و لا ولد » ناظرة إلى قوله تعالىالمال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا ١ .

«يقول اللَّه سبحانه رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللَّه و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة .٢ » و بعده .يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار ٣ و قال تعالى :الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة . .٤ .

____________________

( ١ ) الكهف : ٤٦ .

( ٢ ) النور : ٣٧ .

( ٣ ) النور : ٣٧ .

( ٤ ) الحج : ٤١ .

١٥٩

« و كان رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصبا » أي : تعبا .

« بالصلاة بعد التبشير له بالجنة » هكذا في النسخ ، و الظاهر ان كون قوله ( بعد التبشير له بالجنّة ) مصحف « بعد الأمر له بالصلاة » كما يشهد له قوله بعد .

«يقول اللَّه سبحانه و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .١ » أي : احمل نفسك على الصبر عليها .

« فكان يأمر أهله » خصوصا كما يأمر باقي الناس عموما .

في ذيل الطبري مسندا عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة ستة أشهر على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرأيته إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي و فاطمةعليهما‌السلام فقال :

الصلاة انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا٢ و رواه الثعلبي في ( تفسيره ) عن أبي الحمراء٣ و رواه ( أماليا ) الشيخين أيضا٤ .

و روى الأندلسي في ( جمعه للصحاح الستة ) عن ( سنن أبي داود ) ،

و ( موطأ مالك ) عن أنس ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية ، فيقول الصلاة انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا٥ .

و روى اخطب الخطباء في اسناد له عن أبي سعيد الخدري ، ان

____________________

( ١ ) طه : ١٣٢ .

( ٢ ) الطبري : ذيل المذيل ( تاريخ الطبري ) : ٨٣ منشورات الأعلمي ، بيروت .

( ٣ ) ذكره ابن طاووس في الطرائف : ١٢٨ نقلا عن الثعلبي .

( ٤ ) الطوسي ، الأمالي ٥ : ٤٣ المجلس ( ٢١ ) رقم ( ١١٧٤ ) .

( ٥ ) ذكره ابن طاووس في الطرائف : ١٢٨ و نقله المجلسي بحار الأنوار ٣٥ : ٢٢٣ رواية ( ٣٠ ) و الأندلسي هو نفسه الحميدي صاحب كتاب الجمع بين الصحيحين .

١٦٠