بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٣

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 617
المشاهدات: 184837
تحميل: 6520


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184837 / تحميل: 6520
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 13

مؤلف:
العربية

إلى مواضعها فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته انشقّت عن كبده١ .

و في الخبر : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أو صني قال : احفظ لسانك .

قال : أو صني قال : احفظ لسانك قال : أوصني قال : احفظ لسانك ويحك و هل يكبّ الناس على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم٢ .

و عنهمعليهم‌السلام : يعذب اللّه اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح .

فيقول : أي : رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك و انتهك به الأموال و الفروج٣ .

١٦ الحكمة ( ١٧٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَللَّجَاجَةُ تَسُلُّ اَلرَّأْيَ « تسل » بضمّ التاء من السل .

و عنهعليه‌السلام : من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا قيل : و ما هن ؟ قال : العجلة ، و التواني ، و اللجاج ، و العجب٤ .

و في ( المروج ) : قال معاوية : قبّح اللّه اللجاج إنّه لعقور ، ما ركبته قط إلاّ خذلت٥ .

و في ( أنساب البلاذري ) كان ابن الزبير رجلا إذا عرض له الرأي أمضاه

____________________

( ١ ) مروج الذهب ٣ : ٢٠ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ١١٣ الرواية ٣ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١١٥ الرواية ١٦ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٨ : ٤٣ الرواية ٣٤ الباب ١٦ ، و ٧٨ : ٦٥ الرواية ١٤٤ الباب ١٦ .

( ٥ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٠ .

٣٤١

من غير روية و لا مشاورة ، فكتب إلى عبد اللّه بن مطيع في نفي بني أمية عن المدينة إلى الشام و مروان يومئذ شيخهم و ابنه عبد الملك ناسكهم و من يصدرون عن رأيه ، و كان بعبد الملك جدري ظهر به ، فأشخصهم ابن مطيع ،

فحمل مروان ابنه عبد الملك على جمل و شدّه عليه شدّا ، فدخلهم من إخراجهم من المدينة أمر عظيم ، فاجتمع وجوه قريش إلى ابن الزبير فقالوا : إنّما بعثت أفاعي لا يبل سليمها ، أمثل مروان و بني امية يشخصون إلى الشام فوجّه ابن الزبير رسولا إلى ابن مطيع بكتاب يأمره فيه بإقرار بني امية بالمدينة و ترك إشخاصهم ، فأتبعهم حتى و افاهم بأدني أرض الشام ، فعرض عليهم الإنصراف فأبوا ، و قال عبد الملك و قد نقه من مرضه للرسول : قل لأبي خبيب : إنّا نقول « لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه » يصنع اللّه لنا١ .

١٧ الحكمة ( ١٨١ ) و قالعليه‌السلام :

ثَمَرَةُ اَلتَّفْرِيطِ اَلنَّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ اَلْحَزْمِ اَلسَّلاَمَةُ في ( العقد ) : قالوا : لا ينبغي للعاقل أن يستصغر شيئا من الخطأ و الزلل ،

فانه متى استصغر الصغير يوشك أن يقع في الكبير ، فقد رأينا الملك يؤتى من العدو المحتقر ، و رأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير ، و رأينا الأنهار تندفق من الجداول الصغار٢ .

و قالوا : لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلاّ لإحدى ثلاث : كريم قصر به عن قدره فاحتمل لذلك ضغنا ، أو لئيم بلغ ما لا يستحق فأورثه ذلك بطرا ،

____________________

( ١ ) الأنساب ، للبلاذري .

( ٢ ) لم نعثر عليه في العقد الفريد .

٣٤٢

و رجل منع حظّه من الإنصاف فشكا تفريطا .

و قيل لرجل سلب ملكه : ما الذي سلبك ملكك ؟ قال : دفع شغل اليوم إلى غد ، و التماس عدّة بتضييع عدد ، و استكفاء كلّ مخدوع عن عقله .

١٨ الحكمة ( ١٨٢ ) و ( ٤٧١ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ خَيْرَ فِي اَلصَّمْتِ عَنِ اَلْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي اَلْقَوْلِ بِالْجَهْلِ أقول : رواه ( الروضة ) و أكثروا الكلام في أفضلية الصمت و الكلام١ ،

ففي ( ديوان المعاني ) : عن أبي تمام قال : تذاكرنا الكلام و الصمت في مجلس سعيد بن عبد العزيز ، فقال : ليس النجم كالقمر ، إنّك إنّما تمدح السكوت بالكلام و لا تمدح الكلام بالسكوت٢ .

و قال بعضهم :

لئن ندمت على سكوتي مرة

لقد ندمت على الكلام مرارا٣

و قيل : لو كان بعض الكلام من ورق لكان جلّ السكوت من ذهب٤ .

إلاّ أنّ الصواب : أنّ الكلام من حيث هو أفضل ، فقد قال تعالىخلق الإنسان ٥ ،علّمه البيان ٦ و قال عز و جل .فلما كلّمة قال إنّك اليوم

____________________

( ١ ) روضة الكافي للكليني ٨ : ٢ ح ٤ .

( ٢ ) ديوان المعاني ١ : ١٤٩ .

( ٣ ) الظرائف : ٥٨ ، كذلك المستطرف ١ : ١٨٧ ، لملك في الفرس .

( ٤ ) الظرائف : ٥٨ .

( ٥ ) الرحمن : ٣ .

( ٦ ) الرحمن : ٤ .

٣٤٣

لدينا مكين أمين ١ .

و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : المرء بأصغريه قلبه و لسانه٢ .

و قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه٣ .

فإن كان للكلام مقتض فلا خير في السكوت ، و ان لم يكن فلا خير في الكلام ، كما قالعليه‌السلام فكلامهعليه‌السلام هو القول الفصل في المقام و لبعضهم :

عجبت لإزراء العيي بنفسه

و صمت الذي [ قد ] كان بالقول أعلما

و في الصمت ستر في العيي و إنّما

صحيفة لب المرء أن يتكلّما

و أراد جمع ذم الحجاج و شتمه لسليمان بن عبد الملك لأنّ الحجاج أراد خلعه ، فقال بعضهم : انّه قنور بن قنور و أتى بكلمات من هذا القبيل فقال سليمان : ما هذا الشتم فقال آخر : إنّ عدو اللّه كان يتزيّن تزيّن المومسة و يصعد المنبر فيتكلّم بكلام أولياء اللّه و ينزل فيعمل عمل الجبابرة فقال سليمان : هذا الكلام .

هذا و ابن أبي الحديد لم ينقل العنوان إلاّ من الأخير ، مع أنّ الأول في جميع النسخ ، و صدقه ابن ميثم فهو مما كرّره المصنف سهوا٤ .

١٩ الحكمة ( ١٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ اَلْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ أقول : إنّما قالعليه‌السلام « للظالم البادي » لأن المنتقم لا لوم عليه ، قال

____________________

( ١ ) يوسف : ٥٤ .

( ٢ ) بحار ٧ : ٤ ح ١ .

( ٣ ) بحار ٤٠ : ١٦٣ ح ٥٤ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٩ .

٣٤٤

تعالى .فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .١ و قال تعالىو جزاء سيئة سيئة مثلها .٢ و قالوا : البادى‏ء أظلم .

و أما الظالم البادى‏ء فقد قال تعالىو يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ٣ .

و في ( الكامل ) في قصة قتل المقتدر و حرب مونس معه : كان المقتدر قد أمر فنودي : من جاء بأسير فله عشرة دنانير و من جاء برأس فله خمسة دنانير فلما انهزم أصحابه لقيه جمع من أصحاب مونس فشهروا عليه سيوفهم فقال : ويحكم أنا الخليفة قالوا قد عرفناك يا سفلة أنت خليفة إبليس تبذل في كلّ رأس خمسة دنانير و في كلّ أسير عشرة دنانير ، فضرب على عاتقه و ذبح و أخذوا عليه جميع ما عليه حتى تركوه مكشوف العورة فستره بعضهم بحشيش٤ .

هذا و ابن أبي الحديد قدّم العنوان من هنا قريبا من ثلاثين عنوانا٥ .

٢٠ الحكمة ( ٢١٥ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْخِلاَفُ يَهْدِمُ اَلرَّأْيَ أقول : إنّ الرأي كبنيان ، و الخلاف هدم له ، و الشواهد له كثيرة ، و منها قصّة جذيمة الأبرش و مخالفته رأي قيصر و منها قصّة هوازن في حنين

____________________

( ١ ) البقرة : ١٩٤ .

( ٢ ) الشورى : ٤٠ .

( ٣ ) الفرقان : ٢٧ .

( ٤ ) الكامل ٨ : ٢٤٢ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٦٩ ، عنونه برقم ( ١٥٢ ) .

٣٤٥

و مخالفة رئيسهم دريد في رأيه .

٢١ الحكمة ( ٢٤٣ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا اِزْدَحَمَ اَلْجَوَابُ خَفِيَ اَلصَّوَابُ قالوا : الغلط يوجب اللغط و قال المأمون لهاشمي رفع صوته على آخر : الصواب : في الأسدّ لا الأشدّ .

و قال العتابي : لو سكت من لا يعلم عمّا لا يعلم سقط الاختلاف .

و كان المفضل الضبي إذا لم يرض الجواب أنشد الذي أجابه قول الفرزدق :

أعد نظرا يا عبد قيس فإنّما

أضاءت لك النار الحمار المقيدا١

٢٢ الحكمة ( ٢٢١ ) و قالعليه‌السلام :

بِئْسَ اَلزَّادُ إِلَى اَلْمَعَادِ اَلْعُدْوَانُ عَلَى اَلْعِبَادِ أقول : و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتّقوا الظلم فإنّه ظلمات يوم القيامة٢ و قال تعالىإنّ ربّك لبالمرصاد ٣ قال الصادقعليه‌السلام : المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة و كما أنّ عدوان العباد بئس الزاد للمعاد بئس الرياش للمعاش٤ .

____________________

( ١ ) ديوان الفرزدق : ١٨٠ و فيه « فربما » بدلا من « فإنما » .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٣٢ .

( ٣ ) الفجر : ١٤ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣١ .

٣٤٦

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أتاني جبرئيل قط إلاّ و عظني و آخر قوله لي « إيّاك و مشارّة الناس فإنّها تكشف العورة و تذهب بالعزّ و في خبر فإنّها تورث المعرة و تظهر المعورة١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : من زرع العداوة حصد ما بذر٢ .

٢٣ الحكمة ( ٢٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْمَظْلُومِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنَ اَلظَّالِمِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ و الحكمة ( ٣٤١ ) و قالعليه‌السلام :

يَوْمُ اَلْعَدْلِ عَلَى اَلظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ اَلْجَوْرِ عَلَى اَلْمَظْلُومِ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنّف في الثاني عن الأول و إلاّ لقال بعد الأول : « و روي بلفظ آخر » ، أو نبّه في الثاني على مرّه بلفظ آخر .

و كيف كان ففي ( الكافي ) : دخل رجلان على الصادقعليه‌السلام في مداراة بينهما ، فلما سمع كلامهما قال : أما إنّه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم ، أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ، و من يفعل الشرّ فلا ينكر الشرّ إذا فعل به ، إنّما يحصد ابن آدم ما يزرع ، و ليس يحصد أحد من المرّ حلوا و لا من الحلو مرّا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما٣ .

و عنهعليه‌السلام : من ظلم سلّط اللّه عليه من يظلمه أو سلّط على عقبه أو على

____________________

( ١ ) بحار الأنوار ٧٣ : ٤٠٨ الرواية ١٣ .

( ٢ ) البحار ٧٣ : ٤٠٩ الرواية ١٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ٢٢ .

٣٤٧

عقب عقبه ، يقول تعالى و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريّة ضعافا خافوا عليهم فليتقوا اللّه و ليقولوا قولاً سديداً١ .

و عنهعليه‌السلام : أوحى اللّه تعالى إلى نبي في مملكة جبّار أن ائته و قل له : إنّي لم أستعملك على سفك الدماء و اتخاذ الأموال ، و إنّما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين ، و إنّي لم أدع ظلامتهم و إن كانوا كفّارا٢ .

و عن الباقرعليه‌السلام : ما انتصر اللّه من ظالم إلاّ بظالم ، قال تعالى : و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون٣ .

في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) : عن ( كتاب العبر ) : كان المعروف ببكبوش وزر لجلال الدولة بن بويه و استولى على أمره ، فقبض بكبوش على رجل من نباه البصرة و صادره و استأصله و خلاه كالميت ، فلما كان في بعض الأيام ركب بكبوش في مركب عظيم فصادف الرجل فقال له الرجل : اللّه بيني و بينك ، و اللّه لأرمينك بسهام الليل ، فأمر بكبوش بالإيقاع به فضرب حتى ترك ميتا و قال له : هذه سهام النهار قد أصابتك فلما كان بعد ثلاثة أيام قبض جلال الدولة على بكبوش و اجلس في حجرة على حصير و وكّل به من يسي‏ء إليه ، فدخل الفرّاشون لكنس الحجرة و شيل الحصير الذي تحته فوجدت رقعة فأخذها الفراشون و سلّموها إلى ابن الهدهد ( فراش سالار ) فقال : من طرحها ؟

فقال : ما دخل أحد و لا خرج و قرئت فإذا فيها :

سهام الليل لا تخطي و لكن

لها أمد و للأمد انقضاء

أتهزأ بالدعاء و تزدريه

تأمّل فيك ما صنع الدعاء

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ ح ١٣ ، و الآية ٩ من سورة النساء .

( ٢ ) بحار الانوار ١٤ : ٤٦٤ ح ٣٦ باب ٣١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٣٣٤ الرواية ١٩ ، و الآية ١٢٩ من سورة الأنعام .

٣٤٨

فأخبر جلال الدولة بشرح القصة ، فأمر الفراشين بضرب فكّه حتى تقع أسنانه و عذّب بكلّ نوع حتى هلك١ .

٢٤ الحكمة ( ٢٧٥ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَلطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ وَ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ وَ رُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ اَلْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وَ كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ اَلشَّيْ‏ءِ اَلْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ اَلرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ وَ اَلْأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ اَلْبَصَائِرِ وَ اَلْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ « الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير وفي » شبّهعليه‌السلام الطمع تارة بمن يوردك الماء و لا يصدرك فتهلك و اخرى بمن يضمن لك نيلك المقصود و لا يفي لك فتخيّب و يصدّق ما قالهعليه‌السلام طمع و افد البراجم فأورده و لم يصدره و ضمن له و لم يف و شرحه أنّ أسعد بن المنذر كان مسترضعا في بني دارم انصرف ذات يوم من صيده و به نبيذ ، فبعث كما تعبث الملوك ، فرماه رجل من بني دارم بسهم فقتله ، فغزاهم أخوه عمرو بن هند ملك الحيرة فقتلهم يوم القصيبة و يوم أوارة ، ثم أقسم ليحرقن منهم مائة فأخذ تسعة و تسعين رجلا منهم فقذفهم في النار ثم أراد أن يبرّ قسمه فأتى بعجوز فقالت :

ألا فتى يفدي هذه العجوز ثم قالت : هيهات صارت الفتيان حمما و مر وافد البراجم و هم بنو مالك بن حنظلة فاشتم رائحة اللحم فظنّ أنّ الملك يتّخذ طعاما ، فعرج إليه فأتي به إليه فقال له : من أنت ؟ قال : وافد البراجم فقال : الشقي وافد البراجم ثم أمر به فقذف في النار ، فعيّرت بنو تميم لطمع البرجمي في أكل الشواء بحب الطعام ، فقال بعضهم :

____________________

( ١ ) التذكرة ، لسبط ابن الجوزي : ٣٩٠ ٣٩١ .

٣٤٩

ألا أبلغ لديك بني تميم

بآية ما يحبّون الطعاما

إذا ما مات ميت من تميم

فسرك أن يعيش فجى‏ء بزاد

بخبز أو بتمر أو بلحم

أو الشي‏ء الملفف في البجاد

تراه ينقب البطحاء حولا

ليأكل رأس لقمان بن عاد١

« و ربما شرق شارب قبل ريه » مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة و تنتنه العرقة و تقتله الشرقة .

« و كلّما عظم قدر الشي‏ء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده » في ( الكافي ) :

كتب الجوادعليه‌السلام إلى رجل : ذكرت مصيبتك بابنك الذي كان أحب ولدك إليك ،

إنّما يأخذ اللّه تعالى من الولد و غيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة٢ .

« و الأماني تعمي أعين البصائر » ، .و غرتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه . . ٣ ،ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به . . ٤ .

و في ( أمالي الشيخ ) : عن أبي المفضل عن رجل عن ابن السكيت عن الهاديعليه‌السلام : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إيّاكم و الإيطال بالمنى فإنّها من بضائع العجزة .

و أنشد ابن السكيت :

إذا ما رمى بي الهمّ في ضيق مذهب

رمت بالمنى عنه إلى مذهب رحب٥

« و الحظ يأتي من لا يأتيه » في ( الكامل ) بعد ذكر استيلاء علي بن بويه في

____________________

( ١ ) الأغاني ٢٢ : ١٩٢ ، و هو لابن الصعق العامري .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ١٠ .

( ٣ ) الحديد : ١٤ .

( ٤ ) النساء : ١٢٣ .

( ٥ ) الأمالي للشيخ : ٥٨ .

٣٥٠

سنة ( ٣٢٢ ) على شيراز : طلب الجند أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم ، فكاد ينحل أمره فقعد في غرفة دار الإمارة يفكّر في أمره ، فرأى حيّة خرجت من موضع في سقف تلك الغرفة و دخلت في ثقب هناك ، فدعا الفرّاشين ففتحوا الموضع فرأوا و راءه بابا فدخلوه إلى غرفة اخرى و فيها عشرة صناديق مملوة مالا و مصوغا و كان فيها ما قيمته خمسمائة ألف دينارا فأنفقها و ثبت ملكه إن كان قد أشرف على الزوال .

و حكى أنّه أراد أن يفصل ثيابا فدلّوه على خيّاط كان لياقوت صاحب شيراز قبله فأحضره فحضر خائفا و كان أصم ، فقال له عماد الدولة علي بن بويه : لا تخف فإنّما أحضرناك لتفصّل ثيابا فلم يفهم ما قال ، فابتدأ و حلف بالطلاق إنّ الصناديق التي عنده لياقوت ما فتحتها فتعجبّ من هذا الاتفاق فأمره بإحضارها فأحضر ثمانية صناديق فيها مال و ثياب قيمته ثلاثمائة ألف دينار ، ثم ظهر له من ودائع ياقوت يعقوب و عمرو ابني ليث جملة كثيرة فامتلأت خزائنه و ثبت ملكه١ .

٢٥ الحكمة ( ٢٨٥ ) و قالعليه‌السلام :

بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَلْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ اَلْغِرَّةِ أي : فلا تتعظون ، كمن لا يستضي‏ء بالنور إذا كان بينه و بينه حجاب ،

و المراد حثّهم على إزالة حجاب الغرةيا أيها الناس إنّ وعد اللّه حق فلا تغرّنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرّنّكم باللّه الغرور ٢ فان لم يسعوا في رفع

____________________

( ١ ) الكامل ٨ : ٢٧٦ ٢٧٧ .

( ٢ ) فاطر : ٥ .

٣٥١

الحجاب يضرب لهم حجاب في القيامة يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى و لكنكم فتنتم أنفسكم و تربصتم و ارتبتم و غرّتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه و غرّكم باللّه الغرور ١ .

٢٦ الحكمة ( ٣٤٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ اَلاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ قالت بنو تميم لسلامة بن جندل كما في ( العيون ) : اثن علينا بشعرك .

فقال : افعلوا حتى أثني٢ .

و قال عمرو بن معديكرب :

فلو أنّ قومي أنطقتني رماحهم

نطقت و لكن الرماح أجرت

و تقول العرب : لا تهرف قبل أن تعرف ، أي : لا تطنب في الثناء قبل الاختبار٣ .

« و التقصير عن الاستحقاق عي أو حسد » مدح رجل من أشراف تميم آخر منهم عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وفدهم عليه ، فقال الممدوح : قصّر في وصفي فذمّه المادح ثم قال : ما كذبت في مدحي الأول و صدقت في ذمّي الثاني رضيت عنه فقلت فيه أحسن ما أعرفه ، و أغضبني فقلت فيه شرّ ما أعرفه فأعجب

____________________

( ١ ) الحديد : ١٣ ١٤ .

( ٢ ) العيون ٣ : ١٦٩ .

( ٣ ) عيون الأخبار ٣ : ١٦٩ .

٣٥٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كلامه و قال : إنّ من البيان لسحرا١ .

٢٧ الحكمة ( ٣٤٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ الحكمة ( ٤٧٧ ) و قالعليه‌السلام :

أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ أقول : الأصل فيهما واحد ، و قد غفل المصنف في الثاني عن الأوّل حتى ينبّه على ذلك كما هو دأبه ، و مفادهما واحد و المراد أنّ كلّ ذنب عدّه صاحبه هيّنا و خفيفا يصير أشدّ ذنب و لو كان ذنبا صغيرا .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما روي في ( الكافي ) : اتّقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر بأن يذنب و يقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك٢ .

و قال الصادقعليه‌السلام كما روي أيضا إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه : إيتوني بحطب فقالوا : نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب .

قال : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فأتوا بما صار بعضه على بعض .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هكذا تجتمع الذنوب ، إيّاكم و المحقرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شي‏ء طالبا يقول تعالى . و نكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شي‏ء أحصيناه في إمام مبين٣ .

____________________

( ١ ) الفقيه ٤ : ٣٧٩ الرواية ٥٨ الباب ٢ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٢٨٧ ح ١ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٢٨٨ ح ٣ ، و الآية ١٢ من سورة يس .

٣٥٣

و في دعاء أبي حمزة : إلهي ما عصيتك و أنا بربوبيتك جاحد ، و لا بأمرك مستخفّ ، و لا لو عيدك متهاون ، و لا لعقوبتك متعرّض ، و لكن خطيئة عرضت و سوّلت لي نفسي و غلبني هواي و أعانني عليها شقوتي١ .

و تارك الصلاة كافر دون الزاني ، لأن الزاني يزني من غلبة الشهوة و تارك الصلاة يتركها استخفافا بها و قالواعليهم‌السلام : لا تنال شفاعتنا مستخفا بالصلاة٢ هذا ، و نقل ابن المعتز في ( بديعه ) العنوان بلفظ آخر فقال : قال عليعليه‌السلام : « إنّ أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه »٣ .

٢٨ الحكمة ( ٣٦٢ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ اَلْمِرَاءَ في ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقي اللّه تعالى بهنّ دخل الجنّة من أي باب شاء : من حسن خلقه ، و خشي اللّه في المغيب و المحضر ، و ترك المراء و إن كان محقّا٤ .

و عن ابن أبي ليلى : لا أماري أخي فإمّا أن اكذبه و إمّا أن اغضبه٥ .

٢٩ الحكمة ( ٨٤ )

 وَ اِعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ اَلرِّيَاءِ شِرْكٌ وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ اَلْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلْإِيمَانِ

____________________

( ١ ) مفاتيح الجنان : ٣٤٥ .

( ٢ ) فقيه من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٠٦ ح ٦١٨ ، و هو للإمام الصادقعليه‌السلام .

( ٣ ) البديع لابن المعتز : ٣٧ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٠٠ ح ٢ .

( ٥ ) العقد الفريد ٣ : ٢٠ .

٣٥٤

وَ مَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ جَانِبُوا اَلْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ وَ اَلصَّادِقُ عَلَى شُرُفِ مَنْجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ وَ اَلْكَاذِبُ عَلَى شَفَا مَهْوَاةٍ وَ مَهَانَةٍ وَ لاَ تَحَاسَدُوا فَإِنَّ اَلْحَسَدَ يَأْكُلُ اَلْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ لاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا اَلْحَالِقَةُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَلْأَمَلَ يُسْهِي اَلْعَقْلَ وَ يُنْسِي اَلذِّكْرَ فَأَكْذِبُوا اَلْأَمَلَ فَإِنَّهُ غُرُورٌ وَ صَاحِبُهُ مَغْرُورٌ

٣٥٥

« و اعلموا أنّ يسير الرياء شرك » روى باب رياء ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : كلّ رياء شرك ، و من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه١ .

و عنهعليه‌السلام : قال تعالى : أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبل منه ألاّ ما كان خالصا٢ .

« و مجالسة أهل الهوى منسأة للايمان » فسر ابن أبي الحديد٣ « منسأة » بالنسيان و تبعه ابن ميثم و الخوئي و الصواب : كونه من « نسيئة البيع » و من قولهم « نسأت الإبل عن الحوض » إذا أخّرتها و دفعتها عنه ، و يقال للعصا منسأة لكونها آلة دفع المكروه و تأخيره قال شاعر :

أمن أجل حبل لا أباك ضربته

بمنسأة قد جر حبلك أحبلا٤

و قال آخر :

إذا دببت على المنسآة من هرم

فقد تباعد عنك اللهو و الغزل

و بالجملة المراد بالمنسأة العصا ، قال تعالى في سليمانعليه‌السلام . تأكل منسأته . .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٠١ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي : ٢٩٥ ح ٩ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٦ الخطبة ٨٥ .

( ٤ ) لسان العرب ١٤ : ١١٨ ، و البيت منسوب لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٥٦

« و محضرة للشيطان » روى مجالسة أهل معاصي ( الكافي ) عن الجعفري قال : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن أبي يعقوب فقلت : إنّه خالي فقال : إنّه يقول في اللّه قولا عظيما ، يصف اللّه و لا يوصف ، فإما جلست معه و تركتنا و إمّا جلست معنا و تركته فقلت : هو يقول ما شاء ، أي شي‏ء علي منه إذا لم أقل بقوله فقال : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى و كان أبوه من أصحاب فرعون فتخلّف ليعظ أباه و يلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا ، فأتى موسىعليه‌السلام الخبر فقال : هو في رحمة اللّه و لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قاربت المذنب دفاع١ .

« جانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب للايمان » قال تعالىإنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون .٢ و روى باب كذب ( الكافي ) عنهعليه‌السلام : لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله و جدّه٣ .

و عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الكذب هو خراب الإيمان٤ .

« الصادق على شرف منجاة و كرامة » هكذا في ( المصرية )٥ ، و لكن في ( ابن أبي الحديد٦ و ابن ميثم و الخوئي و الخطية ) : « الصادق على شفا منجاة و كرامة » فهو الصحيح .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٤ ح ٢ .

( ٢ ) النحل : ١٠٥ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ١٠٥ ح ٨ .

( ٤ ) الكافي ٢ : ٣٣٩ الرواية ٤ .

( ٥ ) الطبعة المصرية : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، الخطبة ( ٨٥ ) ، شرح الخوئي ٦ : ١٢٤ الخطبة ( ٨٥ ) ، و شرح ابن ميثم البحراني ٢ : ٢٨١ الخطبة ( ٨٣ ) أما الخطية النسخية فكما ذكر العلاّمة انظر ص ٥٧ في النسخة الخطية .

٣٥٧

و روى باب صدق ( الكافي ) عن الباقرعليه‌السلام : إنّ الرجل ليصدق حتى يكتبه اللّه صديّقا١ .

و عن الصادقعليه‌السلام : إنّ العبد ليصدق حتى يكتب عند اللّه من الصادقين و يكذب حتّى يكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال تعالى : صدق و برّ ، و إذا كذب قال تعالى : كذب و فجر٢ .

و في ( تاريخ بغداد ) : كان لربعي بن خراش ابنان عاصيان زمن الحجاج ،

فقيل للحجاج إنّ أباهما لم يكذب قط فلو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه أين ابناك ؟ فقال : هما في البيت قال : قد عفونا عنهما لصدقك٣ .

و في السير : إنّ الحجاج أراد قتل أحد من أسارى أصحاب ابن الأشعث فقال له : لا تقتلني كان ابن الأشعث يوما يسبّك و أنا نهيته فقال : لك شاهد قال نعم ، و دعا أحد من الأسارى فشهد له ، فقال الحجاج : أنت نهيته قال : لا قال :

لم قال : لأني كنت مبغضك فقال الحجاج : عفوت عنكما الأول لدفاعه عنّي و الثاني لصدقه٤ .

« و الكاذب على شفا » هكذا في ( المصرية )٥ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية و الخوئي ) : « على شرف »٦ فهو الصحيح ، و إنما « شفا » كان في السابقة ، و ( المصرية ) عكست .

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٣٨ الرواية ٢ .

( ٢ ) الكافي ١ : ١٠٥ ح ٩ .

( ٣ ) تاريخ بغداد ٨ : ٤٣٣ .

( ٤ ) لم نعثر عليه في تراجم الحجاج و لا في كتب التاريخ الشهيرة .

( ٥ ) الطبعة المصرية لمحمّد عبده : ٢٠٣ .

( ٦ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٥٤ ، ابن ميثم ٢ : ٢٨١ و النسخة الخطية كذلك انظر ص ٥٧ من النسخة الخطية ، و شرح الخوئي كذلك ٦ : ١٢٤ .

٣٥٨

« مهواة » أي : هوي و سقوط .

« و مهانة » أي : حقارة مصدر « مهن » .

في ( أمالي القالي ) : خرج أو في بن مطر الخزاعي و جابر الرزامي و مالك الرزامي من مازن ليغيروا على بني أسد بن خزيمة ، فلقوهم فقتل مالك و أرتث أو في جريحا ، فقال لجابر : احملني قال : إنّ بني أسد قريب و أنت ميت لا محالة ، و أن يقتل واحد خير من أن يقتل اثنان قال : فازحف بي إلى عماية قال :

فضاء لا يسترك منها شي‏ء قال : فانهض بي إلى قساس قال : ما قساس إلاّ حرملة لبني أسد قال : في أوان قال إنّما ذلك تحت أيديهم فأتى الحي فأخبرهم أنّ أوفى و مالكا قد قتلا ثم أن أوفى تحامل إلى بعض المياه فتعالج به حتى برئ ، ثم أقبل فقال رجل من القوم و جابر فيهم لو لا أن الموتى لم يأن بعثها لأنبأتكم أنّ هذا أو فى قال أبو عبيدة : فانسل جابر من القوم فما يدرى أين وقع و لا ولده إلى الساعة استحياء من القوم من الكذبة التي كذبها١ .

و عنهعليه‌السلام : الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار ، و لا يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع ابرة صدق فيسمّى عند اللّه كذّابا٢ .

و في ( كامل المبرد ) : روي أنّ أشراف الكوفة كانوا يظهرون بالكناسة فيتحدّثون على دوابهم حتى تطردهم الشمس ، فوقف عمرو بن معديكرب الزبيدي و خالد بن الصعقب النهدي ، فأقبل عمرو يحدّثه فقال : أغرنا مرة على بني نهد فخرجوا مستزعقين أي مقدمين لخالد بن الصعقب فحملت عليه فطعنته فأرديته ثم ملت بالصمصامة فأخذت رأسه ، فقال خالد خلل أي :

____________________

( ١ ) ذيل الأمالى : ٩١ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٢ : ٢٥٩ ح ٢٤ .

٣٥٩

استتر أبا ثور ان قتيلك هو المحدّث١ .

و قال ابن أبي الحديد : قال الشاعر :

لا يكذب المرء إلاّ من مهانته

أو عادة السوء أو [ من ] قلّة الأدب

لعض جيفة كلب خير رائحة

من كذبة المرء في جدّ و [ في ] لعب٢

« و لا » و في ( ابن ميثم و الخطية ) : « لا »٣ .

« تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب » في ( معارف ابن قتيبة ) : كان امية بن أبي الصلت قرأ الكتب المتقدّمة و رغب عن عبادة الأوثان و كان يخبر أن نبيّا قد أطلّ زمانه و كان يؤمل أن يكون هو فلما بلغه مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كفر به حسدا ، قالوا : و لما أنشد النبيّ شعره قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : آمن بلسانه و كفر بقلبه٤ .

و حسد قابيل هابيل فقتله .

و قال الخوئي : روي أنّ رجلا كان يغشى بعض الملوك و يقوم بحذائه و يقول له : أحسن إلى المحسن بإساءته فإن المسي‏ء سيكفيك اساءته فحسده رجل على ذلك المقام و الكلام فسعى به إلى الملك ، فقال : إن هذا الذي يقوم بحذائك و يقول ما يقول يزعم أنّ الملك أبخر فقال الملك : و كيف يصحّ ذلك عندي ؟ قال : تدعوه إليك فإنّه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشمّ ريحة البخر فقال له : انصرف حتى أنظر فخرج الحاسد و دعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم ، فخرج الرجل من عنده و قام بحذاء الملك على عاداته

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٢ : ٥٦٢ ٥٦٣ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٣٦٠ .

( ٣ ) في شرح ابن ميثم ورد لفظ « و لا » بخلاف ما ذكره ، أما الخطية فقد ورد « لا » : انظر شرح ابن ميثم ٦ : ٢٨٨ الخطبة ٥٧ .

( ٤ ) المعارف لابن قتيبة : ٦٠ .

٣٦٠