مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 243093 / تحميل: 4994
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

[٩٢١٦] ٢ - وفي بعض نسخه: « إذا أردت الخروج إلى الحج، ودعّت أهلك وأوصيت وقضيت ما عليك من الدين، وأحسنت الوصيّة لأنّك لا تدري كيف يكون، عسى أن لا ترجع من سفرك، ثم صلّ ركعتين وتقول: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة الحزن، اللهم احفظني في سفري، واستخلف لي في أهلي وولدي، [ وردني ](١) في عافية إلى أهلي ورهطي ».

١١ -( باب تحريم العمل بعلم النجوم وتعلّمه، إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر)

[٩٢١٧] ١ - أحمد بن محمد السياري في التنزيل والتحريف: عن البرقي، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبان بن تغلب، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قرأ بنا علي (صلوات الله عليه) في النحر(١) : « وتجعلون(٢) شكركم انكم إذا مطرتم تكذبون » فلما انصرف قال: « إني قد عرفت أنه سيقول قائل منكم: لم قرأ هذا(٣) ؟ قرأتها إنّي(٤) سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقرأ كذلك، أنّهم كانوا إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله: وتجعلون شكركم إذا مطرتم أنكم تكذّبون ».

__________________

٢ - وفي بعض نسخه وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١١

١ - التنزيل والتحريف ص ٥٩.

(١) في المصدر: الفجر.

(٢) وفيه: أتجعلون.

(٣) وفيه: هكذا.

(٤) وفيه: لأني.

١٢١

[٩٢١٨] ٢ - القطب الراوندي في الخرائج: روي أن في وقعة تبوك أصاب الناس عطش، فقالوا: يا رسول الله، لو دعوت الله لسقانا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لو دعوت الله لسقيت » قالوا: يا رسول الله ادع لنا الله ليسقينا، فدعا فسالت الأودية فإذا قوم على شفير الوادي يقولون: مطرنا بنوء(١) الذراع وبنوء كذا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ألا ترون؟ » فقال خالد: ألا اضرب أعناقهم؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « [ لا هم ](٢) يقولون هكذا، وهم يعلمون أن الله أنزله ».

[٩٢١٩] ٣ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: عن هشام بن الحكم، قال: سأل الزنديق، أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: ما تقول فيمن زعم أن هذا التدبير الذي يظهر في هذا العالم تدبير النجوم السبعة؟ قالعليه‌السلام : « يحتاجون إلى دليل، إن هذا العالم الأكبر والعالم الأصغر، من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك، وتدور حيث دارت متعبة لا تفتر وسائرة لا تقف، ثم قال: وأنّ كلّ(١) نجم منها موكل مدبر، فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين، فلو كانت قديمة أزليّة لم تتغير من حال إلى حال » قال: فما تقول في علم النجوم؟ قال: « هو علم قلت منافعه وكثرت مضرّاته، لأنه لا يدفع

__________________

٢ - الخرائج ص ٢١.

(١) النوء: النجم إذا مال للمغيب وكانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا: أي مطرنا بطلوع نجم وسقوط آخر والذراع: نجم من نجوم كوكبة الجوزاء.

(لسان العرب ج ١ ص ١٧٥. مجمع البحرين ج ١ ص ٤٢٢).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - الاحتجاج ص ٣٤٧.

(١) في المصدر: لكل.

١٢٢

به المقدور، ولا يتقى به المحذور، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وإن أخبر هو بخبر لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضادّ الله في علمه بزعمه أنه يردّ قضاء الله عن خلقه » الخبر.

[٩٢٢٠] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن أبي بصير قال: رأيت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن النجوم، فلما خرج من عنده قلت له: هذا علم له أصل؟ قال: « نعم » قلت: حدثني عنه، قال: « أحدثك عنه بالسعد(١) ولا أحدّثك بالنحس، إن الله جلّ اسمه فرض صلاة الفجر لأول ساعة فهو فرض وهي سعد، وفرض(٢) الظهر لسبع ساعات وهو فرض وهي سعد، وجعل العصر لتسع ساعات وهو فرض وهي سعد، والمغرب لأوّل ساعة من الليل وهو فرض وهي سعد، والعتمة لثلاث ساعات وهو فرض وهي سعد ».

[٩٢٢١] ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب الاستخارة: قال: ذكر الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد في كتاب له في العمل(١) ، ما هذا لفظه: دعاء الاستخارة عن الصادقعليه‌السلام ، تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة تقول:

« اللهم إنك خلقت أقواما يلجؤون إلى مطالع النجوم، لأوقات حركاتهم وسكونهم وتصرفهم وعقدهم، وخلقتني أبرأ إليك من اللجأ

__________________

٤ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٢٦٥.

(١) في المصدر: بالصعب.

(٢) وفيه: وجعل.

٥ - فتح الأبواب ص ٢٩ وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٧٠ ح ٢٣.

(١) كذا.

١٢٣

إليها، ومن طلب الاختيارات بها، وأتيقن أنّك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها، ولم تسهل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها، وأنّك قادر على نقلها في مداراتها في مسيرها عن السعود العامة والخاصة إلى النحوس، ومن النحوس الشاملة والمفردة إلى السعود، لأنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، ولأنّها خلق من خلقك وصنعة من صنيعك، وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله، واستمد(٢) الاختيار لنفسه، وهم أولئك ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو »، إلى آخر الدعاء وقد مرّ(٣) في كتاب الصلاة.

١٢ -( باب استحباب افتتاح السفر بالصدقة، وجواز السفر بعدها في الأوقات المكروهة، واستحباب كونها عند وضع الرجل في الركاب)

[٩٢٢٢] ١ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « تصدّق واخرج أيّ يوم شئت ».

[٩٢٢٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أتى إلى أبي رجل من أصحابه أراد سفرا ليودعه، فقال [ له: إن ](١) أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام ، كان إذا أراد الخروج

__________________

(٢) وفي نسخة: استبد - منه قدس سره -.

(٣) تقدم برقم ٧ من الباب ١ من أبواب صلاة الاستخارة.

الباب ١٢

١ - الهداية ص ٤٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢٤

إلى بعض أمواله، اشترى سلامته من الله بما تيسّر، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، فإذا (سلّمه الله)(٢) وانصرف شكر الله تعالى، وتصدّق(٣) بما تيسر، فودّعه الرجل ومضى، ولم يفعل من ذلك شيئا فعطب في الطريق، فبلغ ذلك أبا جعفرعليه‌السلام فقال: كان(٤) الرجل وعظ لو اتعظ ».

[٩٢٢٤] ٣ - زيد الزراد في أصله قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة، وليقل: اللهم أظلّني تحت كنفك، وهب لي السلامة في وجهي هذا، ابتغاء السلامة والعافية والمغفرة، واصرف [ عنّي ](١) أنواع البلاء، اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا، وحجابا وسترا ومانعا، وحاجزا من كلّ مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، إنّك وهّاب جواد ماجد كريم، فإنّك إذا فعلت ذلك وقلته، لم تزل في ظل صدقتك، ما نزل بلاء من السماء إلّا ودفعه عنك، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلّا وصدّه عنك، ولا أرادك من هوام الأرض شئ من تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك، إلّا وقمعته الصدقة ».

__________________

(٢) وفيه: سلّم.

(٣) وفيه زيادة: أيضاً.

(٤) وفيه: قد كان.

٣ - كتاب زيد الزرّاد ص ١٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢٥

١٣ -( باب استحباب حمل العصا من لوز مرّ في السفر، وما يستحب قراءته حينئذٍ)

[٩٢٢٥] ١ - السيد علي بن طاووس في كتاب أمان الأخطار: قال: روي عن الأئمةعليهم‌السلام أنهم قالوا: « إذا أراد أحدكم ان يسافر فليصحب معه في سفره عصا من شجر اللوز المرّ، وليكتب هذه الأحرف في رقّ، ويحفر العصا ويجعل الرق فيها، وهي: سلمخس وهبه لهوه(١) با. ابنه. باويه صاف(٢) . صسابه هي ».

١٤ -( باب استحباب حمل العصا في السفر والحضر، والصغر والكبر)

[٩٢٢٦] ١ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من مشى مع العصا في السفر والحضر للتواضع، يكتب له بكل خطوة الف حسنة، ومحا عنه الف سيئة، ورفع له الف درجة ».

١٥ -( باب استحباب صلاة ركعتين أو أربع ركعات، عند إرادة السفر، وجمع العيال، والدعاء بالمأثور)

[٩٢٢٧] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

__________________

الباب ١٣

١ - أمان الأخطار ص ٣٣ باختلاف يسير في رسم الحروف التي في ذيل الحديث.

(١) في نسخة: يهون (منه قدّه).

(٢) وفي نسخة: صاون (منه قدّه).

الباب ١٤

١ - جامع الأخبار ص ١٤١.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

١٢٦

آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « ما استخلف رجل على أهله خليفة إذا أراد سفرا، أفضل من ركعتين يصليهما عند خروجه(١) ، ثم يقول: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، وديني [ ودنياي ](٢) وآخرتي، وأمانتي وخاتمة عملي، ولا يفعل ذلك مؤمن إلّا أعطاه الله ما سأل ».

[٩٢٢٨] ٢ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن الحسن بن الحسين أو غيره، عن محمد بن سنان رفعه قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أراد سفرا، قال: « اللهم خلّ سبيلنا، وأحسن سيرنا - أو قال مسيرنا - وأعظم عافيتنا ».

[٩٢٢٩] ٣ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنّته: بعد ذكر الدعاء المروي في الكافي(١) والمحاسن(٢) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ثم قل مولاي(٣) انقطع الرجاء إلّا منك: وخابت الآمال إلّا فيك، أسألك إلهي بحق من حقّه واجب عليك، ممّن جعلت له الحقّ عندك، أن تصلي على محمّد وآل محمد، وأن تقضي حاجتي، ثم ادع بدعاء السفر، فتقول: محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمامي، وعلي ورائي، وفاطمة فوق رأسي، (والحسن عن يميني، والحسين عن

__________________

(١) في نسخة: الخروج (منه قدس سره).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - المحاسن ص ٣٥٠.

٣ - الجنة الواقية ص ١٨٦.

(١) الكافي ج ٣ ص ٢٨٣ ح ٢

(٢) المحاسن ص ٣٥٠ ح ٣٠.

(٣) في المصدر: يا مولاي.

١٢٧

يساري)(٤) ، وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجّةعليهم‌السلام ، حولي، إلهي ما خلقت خلقا خيرا منهم، فاجعل صلواتي بهم مقبوله، ودعواتي بهم مستجابة، وحوائجي بهم مقضيّة، وذنوبي بهم مغفورة: وآفاتي بهم مدفوعة، وأعدائي بهم مقهورة، وأرزاقي بهم مبسوطة، اللهم صلّ على محمد وآل محمد، تقول ذلك ثلاثا ثم تدعو بكلمات الفرج ».

قال في الحاشية(٥) : هذا دعاء السفر جليل القدر عظيم الشأن، يؤمن(٦) به المسافر، ذكره الشيخ، الأجل الحسين بن محمد بن علي المكيال طاب ثراه، في كتابه عمدة(٧) في الدعوات.

[٩٢٣٠] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا أردت سفرا فاجمع أهلك، وصلّ ركعتين وقل: اللهم إني أستودعك ديني، ونفسي، وأهلي، وولدي، وعيالي ».

[٩٢٣١] ٥ - الصدوق في المقنع: فإذا أردت الخروج إلى الحج فاجمع أهلك، وصلّ ركعتين، ومجّد الله كثيرا، وصلّ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وقل: اللهم إني أستودعك اليوم ديني، ونفسي، ومالي، وأهلي وولدي وجيراني، وأهل حزانتي(١) الشاهد منّا والغائب،

__________________

(٤) وفيه: والحسن والحسين عن يساري.

(٥) حاشية جنة الواقية ص ١٨٧.

(٦) في المصدر: يؤمن الله.

(٧) وفيه: عدّة.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦ باختلاف يسير، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ٢٣٥ ح ١٧.

٥ - المقنع ص ٦٧.

(١) الحُزانة: بالضم والتخفيف، عيال الرجل الذي يَتَحزّن لهم (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٣٢).

١٢٨

وجميع ما أنعمت به عليّ، اللهم اجعلنا في كنفك ومنعك، وعزّك وعياذك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وامتنع عائذك، ولا إله غيرك، توكّلت على الحيّ الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له وليّ من الذل، وكبره تكبير، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسحبان الله بكرة وأصيلا.

١٦ -( باب استحباب قيام المسافر على باب داره، وقراءة الفاتحة أمامه، وعن يمينه، وعن شماله، وآية الكرسي كذلك، والمعوذتين والاخلاص كذلك، والدعاء بالمأثور)

[٩٢٣٢] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام « وإذا أردت الخروج من منزلك فقل: بسم الله: ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، توكلت على الله، فإنّك إذا قلت هكذا، نادى ملك في قولك بسم الله: هديت أيّها العبد، وفي قولك لا حول ولا قوة إلّا بالله: وقيت، وفي قولك توكّلت على الله: كفيت، فيقول الشيطان حينئذ: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي؟ واقرأ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) مرّة عن يمينك، ومرّة عن يسارك، ومرّة عن خلفك، ومرّة [ من ](١) بين يديك، ومرّة من فوقك، ومرّة من تحتك، فإنّك تكون في يومك كلّه في أمان الله ».

[٩٢٣٣] ٢ - السيد علي بن طاووس في كتاب أمان الأخطار: قال: وروي أنه إذا وقف على باب داره، سبح تسبيح الزهراءعليها‌السلام وقرأ

__________________

الباب ١٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - أمان من الأخطار ص ٩٤.

١٢٩

الحمد وآية الكرسي كما قدمناه(١) ، وقال: اللهم إليك وجهت وجهي، وعليك خلفت أهلي ومالي(٢) وما خوّلتني، [ و ](٣) قد وثقت بك فلا تخيبني، يا من لا يخيّب من أراده، ولا يضيع من حفظه، اللهم صلّ على محمد وآل محمد(٤) ، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي يا أرحم الراحمين، اللهم بلغني ما توجّهت له، وسبّب لي المراد، وسخّر لي عبادك وبلادك، وارزقني زيارة نبيّك، ووليك أميرالمؤمنين، والأئمة من ولده، وجميع أهل بيته عليه وعليهم السلام، ومدّني بالمعونة في جميع أحوالي، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيري، فأكلّ واعطب، وزوّدني التقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم اجعلني أوجه من توجّه إليك.

وتقول أيضا: بسم الله وبالله، وتوكّلت على الله، واستغثت بالله، والجأت ظهري إلى الله، وفوّضت أمري إلى الله، ربّ آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت، لأنه لا يأتي بالخير إلهي إلّا أنت، [ ولا يصرف السوء إلّا أنت ](٥) عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، ولا إله غيرك.

فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا، ودعا بهذا الدعاء، لم يطرقه بلاء حتى يمسي ويؤوب إلى منزله، وكذلك من خرج في السماء ودعا به، لم يطرقه بلاء حتى يصبح ويؤوب إلى منزله.

__________________

(١) في هامش المخطوط: « أي كلّ واحد منهما أمامه وعن يمينه وعن شماله » منه قدّه.

(٢) في نسخة: ومالي وولدي، منه قدّه.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: وآله، منه قدّه.

(٥) أثبتناه من المصدر.

١٣٠

[٩٢٣٤] ٣ - الشيخ الطبرسي في كتاب كنوز النجاح: بالسند المتقدم في آخر أبواب وجوب الحج وشرائطه، عن الجواد، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليهم أجمعين)، ممّا علمه من أدعية الوسائل إلى المسائل، المناجاة بالسفر:

« اللهم إني أريد سفرا فخر لي فيه، وأوضح لي سبيل الرأي وفهمنيه، وافتح عزمي بالاستقامة، واشملني في سفري بالسلامة، وافدني به جزيل الحظّ والكرامة، واكلأني فيه بحرز الحفظ والحراسة، وجنبني اللهم وعثاء الأسفار، وسهل لي حزونة الأوعار، واطولي طول انبساط المراحل، وقرّب منّي بُعْدَ نأي المناهل، وباعد في المسير بين خطى الرواحل، حتى تقرب نياط البعيد، وتسهل وعور الشديد، ولقنّي في سفري اللهم نجح طائر الواقية، وهنّئني غنم العافية، وخفير الاستقلال، ودليل مجاوزة الأهوال، وباعث وفور الكفاية، وسانح خفير الولاية واجعله اللهم ربّ سببا عظيم السلم، حاصل الغنم، واجعل اللهم ربّ الليل سترا لي من الآفات، والنهار مانعا من الهلكات، واقطع عني قطع لصوصه بقدرتك، واحرسني من وحوشه بقوتك، حتى تكون السلامة فيه مصاحبتي، والعافية مقارنتي، واليمن سائقي، واليسر معانقي، والعسر مفارقي، والنجح بين مفارقي، والقدر موافقي، والأمن مرافقي، إنّك ذو المن والطول، والقوّة والحول، وأنت على كلّ شئ قدير ».

[٩٢٣٥] ٤ - البحار: عن خط السيد نظام الدين احمد الشيرازي، بأسانيده إلى أبي علي بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن أبي عبد الله

__________________

٣ - كنوز النجاح ورواه الكفعمي في البلد الأمين ص ٥١٧.

٤ - البحار ٩٥ ص ٣١٥، وسنده في ٣٢٥.

١٣١

الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن الحسين بن زكريا، عن صهيب بن عباد بن صهيب، عن أبيه عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث طويل - أنه قال: « قال الله تعالى في ليلة أسري بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يا محمد، ومن أراد الخروج من أهله لحاجة في سفر، فأحبّ أن اؤديه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل حين يخرج [ من بيته ](١) بسم الله مخرجي، وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن أخرج خروجي، وقد أحصى علمه ما في مخرجي ومرجعي، توكلت على الإله(٢) الأكبر توكل مفوض إليه امره، مستعين به على شؤونه، مستزيد من فضله، مبرئ نفسه من كلّ حول ومن كلّ قوّة إلّا به، خروج ضرير خرج بضرّه إلى من يكشفه عنه، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها، وخروج من ربّه أكبر ثقته، وأعظم رجائه، وأفضل أمنيته، الله ثقتي في جميع أموري كلّها، به فيها جميعا استعين، ولا شئ إلّا ما شاء الله في علمه، اسأل الله خير المخرج والمدخل، لا إله إلّا هو إليه المصير.

فإنه إذا قال ذلك، وجهت له في مدخله ومخرجه السرور، وأديته سالما » الخبر.

وهذا من جملة أدعية السرّ، ولها أسانيد متعددة في كتب الأصحاب.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: الله (منه قدّه).

١٣٢

[٩٢٣٦] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « وإذا خرج أحدكم في سفر، فليقل: اللهم أنت الصاحب في السفر، والحامل على الظهر، والخليفة في الأهل والمال والولد ».

[٩٢٣٧] ٦ - السيد هبة الله الراوندي في مجموع الرائق: دعاء السفر:

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بحق وليك علي بن الحسين، إلّا كفيتني مؤونة كلّ شيطان مريد، وسلطان عنيد، يتقوى عليّ ببطشه، وينتصر عليّ بجنده، إنّك جواد كريم.

اللهم إني أسئلك بحق وليك علي بن موسى الرضا، إلّا ما سلّمتني به في جميع أسفاري، في البراري، والبحار، والجبال، والقفار، والأودية، والغياض(١) ، من جميع ما أخافه وأحذره، إنّك رؤوف رحيم.

اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي الجواد، إلّا جدت علي من فضلك، وتفضلت عليّ من وسعك، ووسعت عليّ من رزقك، وأغنيتني عمّن سواك، وجعلت حاجتي إليك، وقضاءها عليك، فإنك لما تشاء قدير.

اللهم إني أسألك بحق وليّك وحجتك صاحب الزمان، إلّا أعنتني به على جميع أموري، وكفيتني به كلّ عدوّ، وهمّ، وغمّ، ودين،

__________________

٥ - تحف العقول ص ٨١.

٦ - مجموع الرائق ص ٥.

(١) الغياض: جمع غيضة، وهو ماء يجتمع فينبت فيه الشجر (لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢).

١٣٣

وضيق، ومخوف، ومحذور، ولولدي، ولجميع أهلي، وإخواني، ومن يعنيني امره، وخاصّتي، آمين ربّ العالمين.

ثم يقف على عتبة منزله ويدعو بهذا الدعاء، ويتوجّه من فوره: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله مخرجي ؤ، وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن اخرج خروجي، وأحصى بعلمه ما في مخرجي ورجعتي من عملي، وتوكّلت على الإله الأكبر عليه توكّلي، مفوّضا إليه أموري وشؤوني، مستزيدا من فضله، مبرئا نفسي من كلّ حول وقوة إلّا به، خرجت خروج ضرير خرج بضره إلى من يكشفه، خروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، خروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها، خروج من ربّه أكبر ثقته في جميع أُموره كلّها، وأعظم رجائه وأفضل أمنيته، في جميع ذلك استعين، لا شئ إلّا ما شاء الله في علمه، أسأل الله خير المدخل والمخرج، لا إله إلّا هو.

١٧ -( باب استحباب التسمية عند الركوب، والدعاء بالمأثور، وتذكر نعمة الله بالدواب، والامساك بالركاب)

[٩٢٣٨] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر، وعمر بن سعد، ومحمد بن عبيد(١) الله، قال عمر: حدثني رجل من الأنصار، عن الحارث به كعب الوالبي، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود(٢) قال: لما أراد عليعليه‌السلام الشخوص عن النخيلة،

__________________

الباب ١٧

١ - وقعة صفين ص ١٣١.

(١) في المصدر: عبد.

(٢) وفيه: عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود. والظاهر أنّ الصواب هو: عبد الرحمن بن عبيد بن الكنود « راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٥ ح٦٣٩٢).

١٣٤

قام في الناس - إلى أن قال - فلما أراد أن يركب وضع رجله في الركاب وقال: « بسم الله » فلما جلس على ظهرها قال:( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) (٣) .

ثم قال: « اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحيرة بعد اليقين، وسوء المنظر في الأهل، والمال(٤) اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل » الخبر.

[٩٢٣٩] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا وضعت رجلك في الركاب فقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك(١) ، فقل: الحمد لله (الذي هدانا إلى الاسلام، ومنّ علينا بالايمان، وعلمنا القرآن، ومنّ علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، سبحان)(٢) الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين(٣) والحمد لله ربّ العالمين ».

وفي بعض نسخه في موضع آخر(٤) : « ثم اركب راحلتك وقل: بسم الله وبالله سبحان من سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الحمد لله الذي سخر لنا هذا، وذلّل لنا، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلّم ».

__________________

(٣) الزخرف ٤٣: ١٣ و ١٤.

(٤) في المصدر زيادة: الولد.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) في المصدر: عملك.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) وفيه زيادة: وانا إلى ربّنا لمنقلبون.

(٤) عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤.

١٣٥

[٩٢٤٠] ٣ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه أراد سفرا فلما استوى على دابته قال: « الحمد لله الذي(١) سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وأنّا إلى ربّنا لمنقلبون، ثم قرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك(٢) إني ظلمت نفسي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت » ثم ضحك، فقيل له: يا أميرالمؤمنين من أيّ شئ ضحكت؟ قل: « رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال مثل ما قلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شئ تضحك؟ قال: أن الله عزّوجلّ يعجب بعبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره ».

[٩٢٤١] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه كان إذا استوى على راحلته خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثا، ثم قال: « سبحان الذي سخر لنا هذا وكنا له مقرنين، وأنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوعنّا بعده، اللهم أنت الصحاب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال » فإذا رجع قال: « آئبون تائبون عابدون، لربنا حامدون ».

[٩٢٤٢] ٥ - مجموعة الشهيد الأول: أخبرنا جماعة من أشياخنا، عن الشيخ

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٦.

(١) في المصدر: سبحان الذي.

(٢) في المصدر زيادة: اللهم.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٥.

٥ - مجموعة الشهيد ص ١٤٦.

١٣٦

الامام صفي الدين أبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحقّ الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن عبد الله المعروف بابن قاضي اليمن، إجازة عن عتيق بن سلامة السلماني عن، الحافظ محمد بن أبي القاسم (بن)(١) علي بن هبة الله بن عساكر.

وحدثني السيد النسّابة العلامة الفقيه المؤرّخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معيّة الحسيني، من لفظه قال: أخبرني جلال الدين محمد بن محمد الكوفي الواعظ، إجازةً: قال أخبرنا تاج الدين علي بن النجيب المعروف بابن الساعي المؤرخ، أنبأنا الحافظ ابن عساكر، أنبأنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قراءةً عليه بالكوفة بمسجد أبي إسحاق السبيعي، في ذي القعدة سنة احدى وخمسمائة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان المعروف بابن الخازن المعدل، أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي أنبأنا علي بن المنذر يعني الطريقي، أنبأنا محمد بن فضل عن يحيى بن عبد الله الأجلح الكندي الكوفي، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي، عن أبي زهير الحارث بن عبد الله، الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز(٢) ، فقال:

__________________

(١) الظاهر أن « ابن » زائدة، حيث أن بن عساكر: هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله « الكنى والألقاب ج ١ ص ٣٤٤ ».

(٢) الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٨).

١٣٧

« بسم الله » فلما استوى على الدابة قال: « الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضّلنا على كثير ممّن خلق، تفضيلا، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، ربّ اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت » ثم قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يقول: إن الله ليعجب بعبده إذا قال: ربّ اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ».

١٨ -( باب استحباب ذكر الله وتسبيحه وتهليله في المسير، والتسبيح عند الهبوط، والتكبير عند الصعود، والتهليل والتكبير عند كلّ شرف)

[٩٢٤٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وعليك بكثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير، والصلاة على محمد وآله ».

[٩٢٤٤] ٢ - علي بن طاووس في أمان الأخطار: وروي في لفظ التكبير، إذا علوت تلعة أو أكمة أو قنطرة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر، والحمد لله ربّ العالمين، اللهم لك الشرف على كلّ شرف.

ثم تقول: خرجت بحول الله وقوّته، بغير حول مني ولا قوّة، لكن بحول الله وقوّته، برأت إليك يا ربّ من الحول والقوّة، اللهم إني أسألك بركة سفري هذا وبركة أهله، اللهم إني أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا، تسوقه إليّ وأنا خافض في عافية بقدرتك

__________________

الباب ١٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٢ - أمان الأخطار ص ١٠١.

١٣٨

وقوّتك، اللهم سرت في سفري هذا، بلا ثقة منّي لغيرك ولا رجاء لسواك، فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك، ووفقني لطاعتك وعبادتك، حتى ترضى وبعد الرضى.

[٩٢٤٥] ٣ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إذا هبط سبّح، وإذا صعد كبّر ».

١٩ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور في المسير)

[٩٢٤٦] ١ - دعائم الاسلام: عن علي (صلوات الله عليه): أنه كان إذا برز للسفر فقال: « اشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمد (رسول الله)(١) عبده ورسوله، الحمد لله الذي هدانا للاسلام، وجعلنا من خير أمّة أخرجت للناس، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل [ والمال والولد، الهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ](٢) والمستعان في الأمر، اطوِ لنا البعد(٣) ، وسهّل لنا الحزونة، واكفنا المهم إنّك على كلّ شئ قدير ».

__________________

٣ - بعض نسخ الفقه الرضوي « ضمن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى » ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٢٤.

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: البعيد.

١٣٩

٢٠ -( باب استحباب الاستعاذة والاحتجاب، بالذكر والدعاء وتلاوة آية الكرسي، في المخاوف)

[٩٢٤٧] ١ - السيد فضل الله الراوندي في أدعية السر: بسنده المتقدم في أبواب الأذان وغيرها، والشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وغيره، بأسانيدهم عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أن الله تبارك وتعالى قال له في ليلة المعراج: يا محمد ومن خاف شيئا ممّا في الأرض من سبع أو هامّة، فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه: يا ذارئ ما في الأرض كلّها بعلمه، بعلمك يكون ما يكون ممّا ذرأت، لك السلطان على ما ذرأت، ولك السلطان القاهر على كلّ شئ دونك، يا عزيز يا منيع، إنّي أعوذ بك بقدرتك على كلّ شئ، من كلّ شئ يضرّ، من سبع أو هامّة أو عارض من سائر الدواب، يا خالقها بفطرته، صلّ على محمد وآل محمد، وادرأها عنّي، واحجزها ولا تسلّطها عليّ، وعافني من شرّها وبأسها، يا الله ذا العلم العظيم، حطني واحفظني بحفظك، واجنبني بسترك الوافي من مخاوفي، يا كريم وأجرني يا رحيم، فإنّه إذا قال ذلك، لم تضرّه دوابّ الأرض، التي ترى، والتي لا ترى.

يا محمد ومن خاف شيئا دوني من كيد الأعداء واللصوص، فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه: يا آخذا بنواصي خلقه والسافع(١) بها إلى قدره، والمنفذ فيها حكمه، وخالقها وجاعل قضائه

__________________

الباب ٢٠

١ - عنه في البحار ج ٩٥ ص ٣١١ باختلاف يسير « نقله عن البلد الأمين وفي ذيله ذكر عدة أسانيد منها السند المذكور أعلاه »، والبلد الأمين ص ٥٠٧، والمصباح ص ١٩١.

(١) في نسخة: السائق (منه قدّه).

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

إيّاكم و كفر النّعم لا تحلّ بكم النقم .١ « و الشحيح بك » في ( الصحاح ) الشّحّ البخل مع حرص تقول شححت بالكسر و شححت أيضا تشحّ و تشحّ و رجل شحيح و قوم شحاح و أشحّة و فلان يشحّ على فلان أي يضيّن به٢ ، « و لنعم دار من لم يرض بها دارا و محلُّ من لم يوطنها محلاّ » يا قوم إنّما هذه الحياة الدُّنيا متاعٌ و إنَّ الآخرة هي دار القرار٣ ، و إنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون٤ « و انّ السّعداء بالدّنيا هم الهاربون منها اليوم » إنَّ الّذين هم من خشية ربِّهم مشفقون و الّذين هم بآيات ربِّهم يؤمنون و الّذين بهم بربِّهم لا يشركون و الّذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلةٌ انّهم إلى ربّهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون٥ .

« إذا رجفت الرّاجفة » في سورة النازعات يوم ترجف الرّاجفة تتبعها الرّادفة قلوب يومئذٍ واجفةٌ أبصارها خاشعةٌ٦ .

قال القمّي في ( تفسيره ) : ترجف الرّاجفة أي : تنشقّ الأرض بأهلها٧ .

و في ( الصحاح ) : الرّجفة : الزلزلة ، و الرّجّاف البحر سمّى به لاضطرابه٨ ، « و حقّت بجلائلها القيامة » في ( الصّحاح ) حقّ الشّي‏ء يحقّ بالكسر أي وجب٩ . .

____________________

( ١ ) وقعة صفين لابن مزاحم : ١٤٣ .

( ٢ ) الصحاح : ( شحح ) .

( ٣ ) غافر : ٣٩ .

( ٤ ) العنكبوت : ٦٤ .

( ٥ ) المؤمنون : ٥٧ ٦١ .

( ٦ ) النّازعات : ٦ ٩ .

( ٧ ) تفسير القمي ١ : ٤٠٣ .

( ٨ ) الصحاح : ( رجف ) .

( ٩ ) الصحاح : ( حقق ) .

٢٠١

و الجلائل جمع جليلة و هي كلّ صفة عظيمة شديدة و لا وجه لاقتصار الصحاح فيه على معنى الثّمام فقال الجليل الثّمام و هو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت ، قال :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بمكّة حولي أذخر و جليل

الواحدة جليلة و الجمع جلائل قال : يلوذ بجنبي مرخة و جلائل١ . .

قال تعالى : يا أيها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شي‏ء عظيمٌ يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت و تضع كلّ ذات حملٍ حملها و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللَّه شديد٢ .

و روى الخطيب في عرفة بن يزيد انّ نافع بن الأزرق جاء الى ابن عبّاس فقال له اخبرني عن قوله تعالى : يوم يجمع اللَّه الرُّسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا .٣ و قوله تعالى : و نزعنا من كُلِّ اُمّةٍ شهيداً فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا انّ الحقّ للَّه .٤ فكيف علموا و قد قالوا لا علم لنا ، قال له و اخبرني عن قوله تعالى : ثمَّ إنّكم يوم القيامة عند ربِّكم تختصمون٥ ، و قوله تعالى :

لا تختصموا لديَّ .٦ ، فكيف يختصمون و قد قال لا تختصموا لديّ ، قال له و اخبرني عن قوله تعالى : اليوم نختم على أفواههم و تكلّمنا أيديهم و تشهد أرجلهم .٧ ، فكيف شهدوا و قد ختم على الأفواه ، فقال له : إنّ للقيامة أحوالا

____________________

( ١ ) الصحاح : ( جلل ) .

( ٢ ) الحج : ١ ٢ .

( ٣ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٣ : ٣٠٢ ( ٦٧٤٨ ) ، و الآية ١٠٩ من سورة المائدة .

( ٤ ) القصص : ٧٥ .

( ٥ ) الزمر : ٣١ .

( ٦ ) ق : ٢٨ .

( ٧ ) يس : ٦٥ .

٢٠٢

و أهوالا و فظائع و زلازل و ذهلت الامّهات عن الأولاد و قذفت الحوامل ما في البطون و سجّرت البحار و دكدكت الآكام و لم يلتفت والد الى ولد و لا والدة الى ولد و جي‏ء بالجنّة يلوح فيها قباب الدّرّ و الياقوت حتى تنصب عن يمين العرش ثم جي‏ء بجهنّم يقاد بسبعين ألف زمام من حديد ممسك بكلّ زمام سبعون ألف ملك١ . .

« و لحق بكلّ منسك أهله » في ( الصّحاح ) المنسك العبادة و النّاسك العابد و النّسيكة الذّبيحة و الجمع نسك و نسّاك تقول منه نسك فيه ينسك و المنسك و المنسك الموضع الّذي تذبح فيه النّسائك و قرى‏ء بهما قوله تعالى لكلِّ اُمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه .٢ .

قلت : ظاهره اختصاص المنسك و المناسك بموضع الذّبائح مع انّ المناسك تجي‏ء لمطلق عبادات الحجّ و مطلق ما في العبادات قال تعالى : فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا اللَّه كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً .٣ ، و قال تعالى حكاية عن ابراهيم : ربّنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذرّيتنا اُمّةً مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا انّك أنت التّواب الرحيم٤ ، و كذلك المنسك يجي‏ء لمطلق العبادة كما في قوله تعالى لكلّ اُمّةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه .٥ و مثله كلامه عليه السّلام الذي أصله الآية فالمراد به انّه لحق بكلّ شريعة و ملّة أهله فمن كان شرعه شرع اللَّه لحق به و من كان شرعه عن غير اللَّه لحق به أيضا ،

قال تعالى احشروا الّذين ظلموا و أزواجهم و ما كانوا يعبدون من دون اللَّه

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١٣ : ٣٠٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( نسك ) ، و الآية ٦٧ من سورة الحج .

( ٣ ) البقرة : ٢٠٠ .

( ٤ ) البقرة : ١٢٨ .

( ٥ ) الحج : ٦٧ .

٢٠٣

فاهدوهم الى صراط الجحيم١ .

و ممّا ذكرنا يظهر لك ما في قول ابن أبي الحديد في شرح كلامه عليه السّلام و المنسك الموضع الذي تذبح فيه الذبائح و هي ذبائح القربان٢ . فأيّ ربط لذلك بكلامه لكن سبب خبطه اقتصار الصحاح على ذاك المعنى ، « و بكلّ معبود عبدته » قال ابن أبي الحديد فان قلت فاذا كان يلحق بكلّ معبود عبدته فالنّصارى إذن يلحق بعيسى عليه السّلام و الغلاة بعليّ عليه السّلام و أجاب بأنّ المراد ان يؤمر الاتباع في الموقف بالتحيّز الى الجهة التي فيها الرؤساء ثمّ يقال للرّؤساء أهؤلاء عبدتكم فحينئذ يتبرّؤن منهم فينجو الرّؤساء و يهلك الاتباع كما قال سبحانه أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنّ أكثرهم بهم مؤمنون .٣ .

و هو كما ترى .

« و بكلّ مطاع أهل طاعته » و قالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلّونا السّبيلا ربّنا آتهم ضعفين من العذاب و العنهم لعناً كبيراً٤ .

« فلم يجر في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في الهواء و لا همس قدم في الأرض إلاّ بحقّه » قال ابن أبي الحديد : اختلفت الرّواة في ( يجر ) فرواه قوم يجر مضارع جرى فيكون المعنى فلم يكن و لم يتجدّد في ديوان حسابه ذلك اليوم صغير و لا حقير إلاّ بالحقّ و الإنصاف و هذا مثل قوله تعالى : . لا ظلم اليوم إنّ اللَّه سريع الحساب٥ و رواه قوم ( يجز ) مضارع جاز أي لم يسغ و لا

____________________

( ١ ) الصافات : ٢٢ ٢٣ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢٤٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢٤٢ ، و الآيتان ٤٠ ٤١ من سورة سبأ .

( ٤ ) الأحزاب : ٦٧ ٦٨ .

( ٥ ) غافر : ١٧ .

٢٠٤

يرخص ذلك اليوم لأحد من المكلّفين في حركة من الحركات المحقّرات المستصغرات إلاّ إذا كانت قد فعلها بالحقّ و رواها قوم فلم يجر من جار أي عدل عن الطّريق أي لم ذهب عنه سبحانه شي‏ء من محقّرات الأمور إلاّ بحقّه إلاّ ما لا فائدة في اثباته نحو الحركات المباحة و العبثيّة التي لا تدخل تحت التكليف١ . .

قلت : الأخير بلا وجه لأنّه لا معنى لأن يقال لم يكن يومئذ جور إلاّ بحقّه ،

قال ابن أبي الحديد : أيضا قال الرّاوندي : « خرق بصر » مرفوع لأنّه اسم ما لم يسمّ فاعله و لا أعرف لهذا الكلام معنى٢ .

قلت : الظّاهر أنّ الراوندي قرأ لم يجز مجهولا من الجزاء نظير قوله تعالى . هل يجزون إلاّ ما كانوا يعملون٣ و هو الأقرب من سائر ما ذكر و معنى « خرق بصر في الهواء » ممّره فيه و همس قدم في الأرض أخفى ما يكون من صوت القدم قال تعالى . فلا تسمع إلاّ همساً٤ .

« فكم حجّة يوم ذاك داحضة » في ( الصحاح ) : دحضت حجّة دحوضا بطلت٥ . .

قال تعالى : و الذين يحاجّون في اللَّه من بعد ما استجيب له حجّتهم داحضةٌ عند ربِّهم و عليهم غضبٌ و لهم عذاب شديدٌ٦ .

« و علائق عذر منقطعة » قال تعالى : يوم لا ينفع الظّالمين معذرتهم و لهم

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢٤٤ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢١٨ .

( ٣ ) الأعراف : ١٤٧ .

( ٤ ) طه : ١٠٨ .

( ٥ ) الصحاح : ( دحض ) .

( ٦ ) الشورى : ١٦ .

٢٠٥

اللّعنة و لهم سوءُ الدّار١ « فتحرّ من أمرك ما يقوم به عذرك » في ( الصحاح ) : يقال هو حرى أن يفعل بالفتح أي : خليق و جديد لا يثنّى و لا يجمع و اذا قلت هو حر بكسر الرّاء أو حريّ على فعيل ثنّيت و جمعت و منه اشتقّ التحريّ في الأشياء و هو طلب ما هو أحرى بالاستعمال في غلبة الظنّ٢ « و تثبت به حجّتك » و إذ قال اللَّه يا عيسى بن مريم أأنت قلت للنّاس اتّخذوني و اُمّي إلهين من دون اللَّه قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنَّك أنت علاّم الغيوب ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به ان اعبدوا اللَّه ربّي و ربّكم و كنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلّما توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم و أنت على كلّ شي‏ءٍ شهيدٌ إن تعذّبهم فإنّهم عبادك و ان تغفر لهم فانّك أنت العزيز الحكيم قال اللَّه هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها .٣ .

و في ( الكافي ) عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله يؤتي يوم القيامة برجل فيقال له : احتجّ فيقول يا ربّ خلقتني و هديتني و أوسعت عليّ فلم أزل أوسّع على خلقك و أيسّر عليهم لكي تنشر عليّ هذا اليوم رحمتك و تيسّره فيقول الرّب جلّ ثناؤه صدق عبدي ادخلوه الجنّة٤ .

« و خذ ما يبقى لك ممّا لا تبقى له » ما عندك ينفد و ما عند اللَّه باقٍ .٥ ،

و تركتم ما خّولناكم وراء ظهوركم .٦ « و تيسّر لسفرك » في ( الصحاح ) :

____________________

( ١ ) غافر : ٥٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( حرا ) .

( ٣ ) المائدة : ١١٦ ١١٩ .

( ٤ ) الكافي ٤ : ٤٠ ح ٨ .

( ٥ ) النحل : ٩٦ .

( ٦ ) الأنعام : ٩٤ .

٢٠٦

تيسّر لفلان الخروج و استيسر له بمعنى ، أي : تهيّأ١ . .

قال تعالى : و لتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ .٢ « و شم برق النّجاة » في ( الصحاح ) : في وشم أو شم البرق : لمع لمعا خفيفا قال أبو زيد : هو أوّل البرق حين برق و قال في شيم شمت فحائل الشي‏ء إذا تطلعت نحوها ببصرك منتظرا لها و شمت البرق اذا نظرت الى سحابه أين تمطر٣ . .

و مثله القاموس٤ ، و أظنّ ذكره في وشم و هما ، و لم يذكر ( الجمهرة ) و ( المصباح )٥ نظر البرق إلاّ في شيم و لفظه عليه السّلام أيضا من شيم لكن ان صحّ ما قال ( الصحاح ) فأوشم لمعانه في نفسه و شام ، نظر الانسان اليه اين يكون و كيف كان ، قال تعالى : يا أيها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارةٍ تُنجيكم من عذابٍ أليم تؤمنون باللَّه و رسوله و تجاهدون في سبيل اللَّه بأموالكم و أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار و مساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ذلك الفوز العظيم٦ .

« و أرحل مطايا التّشمير » في ( الصّحاح ) : رحلت البعير أرحله رحلا اذا شددت على ظهره الرّحل ، قال الأعشى :

رحلت سميّة غدوة احمالها

غضبي عليك فما تقول بدالها٧

و قال المثقب العبدي :

____________________

( ١ ) الصحاح : ( يسر ) .

( ٢ ) الحشر : ١٨ .

( ٣ ) الصحاح : ( و شم ) .

( ٤ ) القاموس المحيط للفيروز آبادي ( و شم ) .

( ٥ ) الجمهرة : ( شيم ) : ٨٢٢ ، و المصباح للفيتوري ( شيم ) : ٣٩٩ .

( ٦ ) الصف : ١٠ ١٢ .

( ٧ ) الصحاح : ( رحل ) و البيت في الديوان : ١٤٤ في مدح قيس بن معد .

٢٠٧

اذا ما قمت ارحلها بليل

تأوّه آهة الرجل الحزين١

و في ( المصباح ) : المطا وزان العصا : الظّهر ، و منه قيل للبعير مطيّة ( فعيله ) لأنّه يركب مطاه ذكرا كان أو انثى و يجمع على مطايا٢ و التشّمير في الأمر : السّرعة فيه و الخفّة و منه قيل شمّر في العبادة اذا بلغ و اجتهد و شمّر ثوبه رفعه . .

و روى ابن بابويه عن سفيان بن عيينة قال : رأى الزّهري عليّ بن الحسين عليه السّلام في ليلة باردة مطيرة و على ظهره دقيق و حطب و هو يمشي فقال له يا ابن رسول اللَّه ما هذا ؟ قال اريد سفرا اعتدّ له زادا الى موضع حريز فقال الزّهري فهذا غلامي يحمله عنك فأبى ، قال أفأحمله عنك ؟ فإني أرفعك عن حمله فقال عليه السّلام : لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري و يحسن وردي على ما أرد عليه أسألك بحقّ اللَّه لما مضيت لحاجتك و تركتني فانصرف عنه فلّما كان بعد أيّام قال له يا ابن رسول اللَّه لست أرى لذلك السّفر الذي ذكرته أثرا قال : بلى يا زهري ليس ما ظننته و لكنّه الموت و له استعدّ و انّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام و بذل النّدى٣ .

١٥

من الخطبة ( ١٧١ ) فَإِذَا رَأَيْتُمْ خَيْراً فَأَعِينُوا عَلَيْهِ وَ إِذَا رَأَيْتُمْ شَرّاً فَاذْهَبُوا عَنْهُ فَإِنَّ ؟ رَسُولَ اَللَّهِ ص ؟ كَانَ يَقُولُ يَا اِبْنَ آدَمَ اِعْمَلِ اَلْخَيْرَ وَ دَعِ اَلشَّرَّ فَإِذَا أَنْتَ جَوَادٌ قَاصِدٌ أَلاَ وَ إِنَّ اَلظُّلْمَ ثَلاَثَةٌ فَظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ وَ ظُلْمٌ لاَ يُتْرَكُ وَ ظُلْمٌ

____________________

( ١ ) الصحاح : ( رحل ) .

( ٢ ) المصباح : ( مطل ) ٢٧٤ .

( ٣ ) علل الشرائع للصدوق : ( ٢٣١ ح ٥ .

٢٠٨

مَغْفُورٌ لاَ يُطْلَبُ فَأَمَّا اَلظُّلْمُ اَلَّذِي لاَ يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اَللَّهُ إِنَّ اَللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ١ ٧ ٤ : ٤٨ وَ أَمَّا اَلظُّلْمُ اَلَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ اَلْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ اَلْهَنَاتِ وَ أَمَّا اَلظُّلْمُ اَلَّذِي لاَ يُتْرَكُ فَظُلْمُ اَلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً اَلْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيدٌ لَيْسَ هُوَ جَرْحاً بِاْلمُدَى وَ لاَ ضَرْباً بِالسِّيَاطِ وَ لَكِنَّهُ مَا يُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ فَإِيَّاكُمْ وَ اَلتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اَللَّهِ فَإِنَّ جَمَاعَةً فِيمَا تَكْرَهُونَ مِنَ اَلْحَقِّ خَيْرٌ مِنْ فُرْقَةٍ فِيمَا تُحِبُّونَ مِنَ اَلْبَاطِلِ وَ إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُعْطِ أَحَداً بِفُرْقَةٍ خَيْراً مِمَّنْ مَضَى وَ لاَ مِمَّنْ بَقِيَ يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ اَلنَّاسِ وَ طُوبَى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اِشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ وَ اَلنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ أقول : أمّا قوله عليه السّلام « فاذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه و إذا رأيتم شرّا فاذهبوا عنه » فقد قال تعالى تعاونوا على البرّ و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتّقوا اللَّه انّ اللَّه شديد العقاب١ .

و قال الشاعر :

الخير يبقى و ان طال الزّمان به

و الشّر أخبث ما أوعيت من زاد

« فان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله كان يقول يا ابن آدم اعمل الخير و دع الشّرّ فاذا انت جواد قاصد » الجواد يأتي لمعان ، قال في ( الصحاح ) : جاد الرّجل بماله و يجود فهو جواد و كذلك امرأة جواد قال :

صناع باشفاها حصان بشكرها

جواد بقوت البطن و العرق زافر

و تقول : سرنا عقبة جوادا أي : بعيدة و جاد الفرس أي : صار رائعا يجود جودة بالضّمّ فهو جواد للذّكر و الأنثى من خيل جياد و أجياد و أجاويد .٢ .

____________________

( ١ ) المائدة : ٢ .

( ٢ ) الصحاح : ( جود ) .

٢٠٩

و المراد منه هنا الأخير و كذلك قاصد يأتي لمعان ، قال في ( الصحاح ) :

أيضا القاصد القريب يقال : بيننا و بين الماء ليلة قاصدة أي : هيّنة السّير لا تعب فيه ، و لا بطؤ ، و القصد : بين الاسراف و التّقتير ، و القصد : العدل .١ .

و يمكن إرادة كلّ منها ، و يمكن أن يكون كلامه عليه السّلام إشارة الى قوله تعالى انّ الّذين قالوا ربّنا اللَّه ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنّة التي كنتم توعدون٢ .

و روى ( الكافي ) عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنّ الشّمس لتطلع و معها أربعة أملاك ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و ابشر و ملك ينادي يا صاحب الشّرّ انزع و اقصر و ملك ينادي اعط منفقا طلفا وات ممسكا تلفا و ملك ينضحها بالماء و لو لا ذلك اشتعلت الأرض٣ .

« ألا و انّ الظّلم ثلاثة فظلم لا يغفر و ظلم لا يترك و ظلم مغفور لا يطلب » و رواه ( الكافي ) عن أبي جعفر عليه السّلام أيضا .

« فأمّا الظّلم الّذي لا يغفر فالشّرك باللَّه » جعل عليه السّلام الشّرك من الظّلم لقوله تعالى و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللَّه انّ الشّرك لظلمٌ عظيم٤ و ورد في الخبر : أنّ الشّرك شرك جليّ و شرك خفيّ و الرّياء من الشرك الخفي٥ .

كما انّ المنافق كالمشرك لا يغفر تعالى له فقال لنبيّه صلَّى اللَّه عليه و آله . ان تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر اللَّه لهم ذلك بأنّهم كفروا باللَّه و رسوله و اللَّه

____________________

( ١ ) الصحاح : ( قصد ) .

( ٢ ) فصلت : ٣٠ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ٤٢ ح ١ .

( ٤ ) الكافي ٤ : ٢٣ ح ١ ، و الآية ١٣ من سورة لقمان .

( ٥ ) نقل العياشي في تفسيره ما يشابهه ٢ : ٣٥٢ ، و نقله المجلسي في البحار ٨١ : ٣٤٨ .

٢١٠

لا يهدي القوم الفاسقين١ .

« قال اللَّه إنّ اللَّه لا يغفر ان يشرك به » قال تعالى ذلك في موضعين من سورة النساء الأول في الآية ( ٤٨ ) إنَّ اللَّه لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك باللَّه فقد افترى إثماً عظيماً و الثاني في الآية ( ١١٦ ) إنّ اللَّه لا يغفر أن يُشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك باللَّه فقد ضلّ ضلالاً بعيداً .

« و أمّا الظلم الّذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات » في ( الصحاح ) :

في فلان هنات أي : خصلات شرّ و لا يقال ذلك في الخير٢ .

و في ( اللّسان ) ما معناه : منهم من يقول أصل هن هنو و تصغيره هنيّ ،

و منهم من يقول أصله هنّ و تصغيره هنين و الجمع هنات ، قال الكميت :

و قالت لي النّفس اشعب الصّدع و اهتبل

لإحدى الهنات المعضلات اهتبالها

و في حديث سطيح ( ثمّ تكون هنات و هنات ) أي شدائد و امور عظام .٣ .

إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم .٤ ، و الذين اذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذّنوب إلاّ اللَّه و لم يصّروا على ما فعلوا و هم يعلمون٥ ، الّذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلاّ اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة .٦ .

____________________

( ١ ) التوبة : ٨٠ .

( ٢ ) الصحاح : ( هنا ) .

( ٣ ) لسان العرب ١٥ : ٢١٠ .

( ٤ ) النساء : ٣١ .

( ٥ ) آل عمران : ١٣٥ .

( ٦ ) النجم : ٣٢ .

٢١١

و المراد بقوله عليه السّلام « عند بعض الهنات » وقوع العصيان منه غفلة ثمّ يتذّكر فورا كما هو مفاد تلك الآيات و امّا من يعص قصدا و يصرّ فهو ممّن قال تعالى بلى من كسب سيّئة و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون١ و انّما هو ظلم العبد نفسه لا ربّه لأنّه تعالى قال يا أيُّها الناس انّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدُّنيا ثمّ الينا مرجعكم فننبّئكم بما كنتم تعملون إنّما مثل الحياة الدُّنيا٢ . .

و في ( الكافي ) عن الصّادق و الكاظم عليهما السّلام عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : من أصبح لا يهمّ بظلم أحد غفر اللَّه له ما اجترم٣ .

« و أمّا الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا » روى ( الكافي ) عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام مبتدئا ( من ظلم سلّط اللَّه عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه فقال فانّ اللَّه تعالى يقول و ليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذُرِّيّةً ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا اللَّه و ليقولوا قولاً سديداً٤ .

و عنه عليه السّلام : أوحى اللَّه تعالى الى نبيّ من الأنبياء في مملكة جبّار أن ائته و قل له : انّي لم استعملك على سفك الدّماء و اتّخاذ الأموال و انّما استعملتك لتكفّ عنّي أصوات المظلومين و انّي لم أدع ظلامتهم و ان كانوا كفّارا٥ .

« القصاص هناك شديد » روى ( الكافي ) عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله قال : من خاف

____________________

( ١ ) البقرة : ٨١ .

( ٢ ) يونس : ٢٣ ٢٤ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ٢٥ ح ٨ .

( ٤ ) الكافي للكليني ٤ : ٢٦ ح ١٣ ، و الآية ٩ من سورة النساء .

( ٥ ) الكافي ٢٧٤ ح ١٤ .

٢١٢

القصاص كفّ عن ظلم النّاس١ .

« ليس هو جرحا بالمدى » في ( الصحاح ) المدية بالضّمّ : الشفرة و قد تكسر و الجمع مديات و مدى٢ .

« و لا ضربا بالسّياط » في ( الصحاح ) السّوط الّذي يضرب به و الجمع أسواط و سياط٣ .

و في ( وزراء الجهشياري ) قلّد يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة العراق فلمّا صار اليه عزم على الجباية فخاف مكان صالح بن عبد الرحمن عند يزيد فقال لكاتبه هل الى صالح من سبيل قال : لا ، الاّ أن تظلمه قال : و كيف لي بظلمه ،

قال : كان رفع الى يزيد بن المهلّب ستّمأة ألف درهم و لم يأخذ منه بها براءة فكتب ابن هبيرة الى يزيد انّ بي الى صالح حاجة فان رأى ان يوجّهه اليّ فعل فدعا يزيد بصالح فأخبره فقال و اللّه ما به اليّ حاجة و لقد تركت العراق و لو أتاه أبكم أكمه عرف ما فيه فأنفذه اليه فلمّا وصل الى ابن هبيرة أمر به فعذّب فكان كلّما عذّب بضرب من العذاب قال هذا القصاص قد كنت أعذّب الناس بمثل هذا حتّى عذّب بضرب منه كان يدعى الفزاديّة كان اياس بن معاوية دلّ ابن هبيرة عليه فقال صالح هذا ما لم اعذّب به فلمّا ألحّ ابن هبيرة على صالح بالعذاب جاء جبلة بن عبد الرّحمن وجبهان بن محرز و النّعمان السّكسكي و قالوا نحن نضمن صالحا و ما عليه فقال لهم الكاتب احضروا المال فدخل الكاتب على ابن هبيرة فأعلمه فلم يخرج اليهم حتّى أمسوا و انصرفوا و أصبح صالح ميتا٤ .

____________________

( ١ ) الكافي ٤ : ٣٠ ح ٢٣ .

( ٢ ) الصحاح : ( مدا ) .

( ٣ ) الصحاح : ( سوط ) .

( ٤ ) الكتاب و الوزراء للجهشياري : ٥٨ .

٢١٣

« و لكنّه ما يستصغر ذلك معه » قال ابن أبي الحديد قال الأوزاعي للمنصور روي لي عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله لو أنّ ثوبا من ثياب أهل النّار علّق بين السماء و الأرض لأحرق أهل الأرض قاطبة فكيف بمن يتقمّصه و لو انّ ذنوبا من حميم جهنّم صبّ على ماء الأرض كلّه لآجنه حتّى لا يستطيع مخلوق شربه فكيف بمن يتجرّعه و لو انّ حلقة من سلاسل النّار وضعت على جبل لذاب كما يذوب الرّصاص فكيف بمن يسلك فيها و يرد فضلها على عاتقه١ .

أبو سعيد الخدري مرفوعا : لو ضرب جبال الدّنيا بمقمع من تلك المقامع من الحديد لصارت غبارا٢ .

و قال الحسن البصري : الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النّار انّهم أعجزوا الرّبّ و لكن اذا طغا بهم اللّهب أرسبتهم في النّار قال ثمّ خرّ الحسن صعقا و قال و دموعه تتحادر يا بن آدم نفسك فانّما هي نفس واحدة ان نجت نجوت و ان هلكت لم ينفعك من نجا و اللَّه ما يقدر العباد قدر حرّها و لو انّ رجلا كان بالمشرق و جهنّم بالمغرب ثم كشف عن غطاء واحد منها لغلت جمجمته و لو انّ دلوا من صديدها صبّ في الأرض ما بقي على وجهها شي‏ء فيه روح إلاّ مات٣ .

طاووس أيّها النّاس انّ النّار لمّا خلقت طارت أفئدة الملائكة فلّما خلقتم سكنت٤ .

مطرف بن الشّخير : انّكم لتذكرون الجنّة و انّ ذكر النّار قد حال بيني و بين أن أسأل اللَّه الجنّة٥ .

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٣٥ .

( ٢ ) المصدر نفسه ١٠ : ٣٦ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٣٦ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٣٦ .

( ٥ ) المصدر نفسه ١٠ : ٣٧ .

٢١٤

قلت : و في دعاء كميل : ( و هذا ما لا تقوم له السماوات و الأرض فكيف بي و أنا عبدك الضعيف الذّليل الحقير المسكين المستكين )١ .

و روى ( عقاب الأعمال ) عن عيص بن العاصم قال : ذكر عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام قاتل الحسين عليه السّلام فقال بعض أصحابه كنت أشتهي أن ينتقم اللَّه منه في الدّنيا فقال كأنّك تستقلّ له عذاب اللَّه و ما عند اللَّه أشدّ عذابا و أشدّ نكالا٢ .

« فأيّاكم و التّلوّن في دين اللَّه » في ( الصحاح ) : فلان متلوّن اذا كان لا يثبت على خلق واحد . .

قال الجاحظ في ( سفيانيّته ) كما نقل عنه ( ابن أبي الحديد ) في موضع آخر : قال عمر للزّبير بعد جعله من احدى ستّة الشورى : امّا أنت فوعقة لقس مؤمن الرّضا كافر الغضب يوما إنسان و يوما شيطان و لعلّها لو أفضت اليك ظلّت يومك تلاطم بالبطحاء على مدمن شعير أفرأيت أن أفضت اليك فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا اماما و من تكون يوم تغضب اماما الخ و لتلوّنه في دين اللّه يوما حارب عن أمير المؤمنين عليه السّلام و يوما حاربه و يوما قال لا ابايع غيره يوما كان أوّل من نكث بعد بيعته٣ .

« فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل » قل تعالوا اتل ما حرّم ربّكم عليكم ألاّ تشركوا به شيئا و بالوالدين احساناً و لا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم و إيّاهم و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللَّه إلاّ بالحقّ ذلكم وصّاكم به لعلّكم

____________________

( ١ ) عباس القمي ، مفاتيح الجنان ، دعاء كميل بن زياد : ١١٥ .

( ٢ ) عقاب الأعمال للصدوق : ٢٥٧ ح ١ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١ : ١٨٥ .

٢١٥

تعقلون و لا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلّف نفسا إلاّ وسعها و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى و بعهد اللَّه أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلّكم تذكّرون١ ، و انَّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه و لا تتّبعوا السُّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون٢ .

« و إنَّ اللّه سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا ممّن مضى و لا ممّن بقى » شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحا و الّذي أوحينا اليك و ما وصّينا به ابراهيم و موسى و عيسى ان أقيموا الدّين و لا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه اللَّه يجتبي اليه من يشاء و يهدي اليه من ينيب٣ .

« يا أيّها النّاس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب النّاس » في الخبر قال عزّ و جلّ لموسى عليه السّلام يا موسى احفظ وصيّتي لك بأربعة أوّلهنّ ما دمت لا ترى ذنوبك قد غفرت فلا تشتغل بعيب غيرك و الثّانية ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتمّ بسبب رزقك و الثّالثة ما دمت لا ترى زوال ملكي فلا ترج أحدا غيري و الرّابعة ما دمت لم تر الشيطان ميتا فلا تأمن مكره٤ .

« و طوبى لمن لزم بيته و أكل قوته » قال ( ابن أبي الحديد ) : قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله ان اللَّه يحبّ التقيّ النّقيّ الخفيّ٥ و كان يقال : الاستيناس بالنّاس من علامات الافلاس٦ .

____________________

( ١ ) الأنعام : ١٥١ ١٥٢ .

( ٢ ) الأنعام : ١٥٣ .

( ٣ ) الشورى : ١٣ .

( ٤ ) الخصال ١ : ١٠٣ ، و البحار ١٣ : ٣٤٤ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٠ : ٤٢ .

( ٦ ) المصدر نفسه ١٠ : ٤٤ .

٢١٦

« و اشتغل بطاعة ربِّه و بكى على خطيئته » قال ابن أبي الحديد قيل لبعضهم ما أصبرك على الوحدة ؟ فقال لست وحدي ، أنا جليس ربّي اذا شئت ان يناجيني قرأت كتابه و اذا شئت أن اناجيه صلّيت١ .

و قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله لعبد اللَّه بن عامر الجهني لمّا سأله عن طريق النّجاة ،

يسعك بيتك و امسك عليك دينك و ابك على خطيئتك٢ .

و قيل للحسن هاهنا رجل لم نره قطّ جالسا إلاّ وحده خلف سارية فقال اذا رأيتموه فأخبروني فنظروا اليه ذات يوم فقالوا للحسن فمضى نحوه فقال ما يمنعك من مجالسة النّاس ؟ قال أمر شغلني عنهم ، قال : فما يمنعك أن تأتي هذا الرّجل الّذي يقال له الحسن ، فتجلس اليه قال : أمر شغلني عن النّاس و عن الحسن قال و ما ذاك ؟ قال إنّي أصبح و أمسي بين نعمة و ذنب ، فاشغل نفسي بشكر اللَّه على نعمه و الاستغفار من ذنوبي فقال له الحسن : أنت أفقه عندي من الحسن فالزم ما أنت عليه٣ .

« فكان من نفسه في شغل و النّاس منه في راحة » قال ابن أبي الحديد : قال الفضل اذا رأيت اللّيل مقبلا فرحت به و قلت اخلو بربّي و اذا رأيت الصّبح أدركني استرجعت كراهيّة لقاء النّاس و ان يجيى‏ء إليّ من يشغلني عن ربّي٤ .

قال ابن أبي الحديد كلامه عليه السّلام تختلف مناهجه رجّح هنا العزلة على المخالطة و كلامه عليه السّلام في دخوله على العلاء بن زياد الحارثي عائدا نهى عن العزلة و يجب أن يحمل ذلك على انّ من النّاس من العزلة خير له من المخالطة و منهم من هو بالضّدّ من ذلك .٥ .

____________________

( ١ ) المصدر نفسه ١٠ : ٤٢ .

( ٢ ) المصدر نفسه ١٠ : ٣٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٠ : ٤٣ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٠ : ٤٣ .

( ٥ ) المصدر نفسه ١٠ : ٥٢ .

٢١٧

قلت : بل كلامه عليه السّلام متّفق الأطراف و لم ينه العلاء عن العزلة و انّما كان العلاء ترك أهله و ولده و لهم حقوق و ترك الاكتساب له و لهم و هو واجب و كلامه عليه السّلام وارد في التنكّب عن مخالطة أهل الدّنيا الّذين دأبهم النّفاق و يلزمه الاشتغال بذكر عيوب النّاس و ترك عبادة اللَّه تعالى و المخاصمة مع عباده .

١٦

الخطبة ( ٢٠ ) و من خطبة له عليه السّلام :

فَإِنَّ اَلْغَايَةَ أَمَامَكُمْ وَ إِنَّ وَرَاءَكُمُ اَلسَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ أقول : إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام اللّه سبحانه و بعد كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بكل كلام لمال به راجحا و برز عليه سابقا فأمّا قوله عليه السلام تخففوا تلحقوا فما سمع كلام أقل منه مسموعا و لا أكثر محصولا و ما أبعد غورها من كلمه و أنفع نطفتها من حكمة و قد نبهنا في كتاب ( الخصائص ) على عظم قدرها و شرف جوهرها .

الخطبة ( ١٦٢ ) و من خطبة له عليه السّلام في أوّل خلافته :

إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ اَلْخَيْرَ وَ اَلشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ اَلْخَيْرِ تَهْتَدُوا وَ اِصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ اَلشَّرِّ تَقْصِدُوا اَلْفَرَائِضَ اَلْفَرَائِضَ أَدُّوهَا إِلَى اَللَّهِ تُؤَدِّكُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ حَرَاماً غَيْرَ مَجْهُولٍ وَ أَحَلَّ حَلاَلاً غَيْرَ مَدْخُولٍ وَ فَضَّلَ حُرْمَةَ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْحُرَمِ كُلِّهَا وَ شَدَّ بِالْإِخْلاَصِ وَ اَلتَّوْحِيدِ حُقُوقَ اَلْمُسْلِمِينَ فِي مَعَاقِدِهَا فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ اَلْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ لاَ يَحِلُّ أَذَى اَلْمُسْلِمِ إِلاَّ بِمَا يَجِبُ بَادِرُوا

٢١٨

أَمْرَ اَلْعَامَّةِ وَ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ وَ هُوَ اَلْمَوْتُ فَإِنَّ اَلنَّاسَ أَمَامَكُمْ وَ إِنَّ اَلسَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ مِنْ خَلْفِكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ اِتَّقُوا اَللَّهَ فِي عِبَادِهِ وَ بِلاَدِهِ فَإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ حَتَّى عَنِ اَلْبِقَاعِ وَ اَلْبَهَائِمِ وَ أَطِيعُوا اَللَّهَ وَ لاَ تَعْصُوهُ وَ إِذَا رَأَيْتُمُ اَلْخَيْرَ فَخُذُوا بِهِ وَ إِذَا رَأَيْتُمُ اَلشَّرَّ فَأَعْرِضُوا عَنْهُ أقول : قد تبيّن لك من جمعنا بين الخطبتين انّ الأصل في الأولى ذيل الأخيرة مع يسير اختلاف و لم يتفطّن لذاك المصنّف حتّى لا ينقل الاولى أو يعتذر في الثّانية بإعادتها لاختلافها اليسير ، ثمّ انّ الأصل في الثانية رواية ( الطبري ) قال : كتب إليّ السّدّي عن شعيب عن سيف عن سليمان بن أبي المغيرة عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال : أوّل خطبة خطب عليّ عليه السّلام قال حمد اللَّه و أثنى عليه ، فقال : انّ اللَّه عزّ و جلّ . و زاد في آخره و اذا كروا إذ أنتم قليلٌ مستضعفون في الأرض .١ .

قوله عليه السّلام في الثانية : « إنّ اللَّه أنزل كتابا هاديا بيّن فيه الخير و الشّرّ » هذا بيانٌ للنّاس و هُدى و موعظةٌ للمتّقين٢ ، كتابٌ فُصّلت آياته قُرآناً عربيّاً لقومٍ يعلمون بشيراً و نذيراً فاعرض أكثرهم فهم لا يسمعون٣ ، الحمد للَّه الّذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاً قيّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه و يُبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات انّ لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً و ينذر الّذين قالوا اتّخذ اللَّه ولداً٤ .

« فخذوا نهج الخير تهتدوا » اتّبعوا ما اُنزل اليكم من ربِّكم و لا تتّبعوا من

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٣ : ٤٥٧ ، و الآية ٢٦ من سورة الأنفال .

( ٢ ) آل عمران : ١٣٨ .

( ٣ ) فصلت : ٣ ٤ .

( ٤ ) الكهف : ١ ٤ .

٢١٩

دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون١ .

« و اصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا » في ( الصحاح ) : صدف عنّي أي أعرض٢ و السّمت : الطّريق و القصد العدل ، قال :

على حكم المأتيّ يوما اذا قضى

قضيّته ألاّ يجور و يقصد

قال الفّراء رفعه للمخالفة لأنّ معناه مخالف لما قبله فخولف بينهما في الإعراب٣ .

« الفرائض الفرائض أدوّها إلى اللَّه تؤدّكم الى الجنّة » في الخبر أعبد النّاس من أقام الفرائض٤ .

« إنّ اللَّه حرّم حراما غير مجهول و أحلّ حلالا غير مدخول » و يحلّ لهم الطّيبات و يُحرّم عليهم الخبائث٥ ، لا تحرّموا طيّبات ما أحَلّ اللَّه لكم و لا تعتدوا إنّ اللَّه لا يحبّ المعتدين و كلوا ممّا رزقكم اللَّه حلالاً طيّباً و اتّقوا اللَّه الّذي أنتم به مؤمنون٦ .

و انّما وصف عليه السّلام الحرام بكونه غير مجهول لأنّ كلّ شي‏ء لك حلال حتّى تعرف الحرام بعينه فتدعه و ذلك فيما لم يكن علم إجمالي ، و وصف الحلال بكونه غير مدخول لأنّه انّما أحلّ حلالا لم يدخل فيه الحرام فيحرم الحلال أيضا معه كما لو علم الحرام تفصيلا معيّنا و قال ابن أبي الحديد ذكر عليه السّلام انّ الحرام غير مجهول للمكلّف بل معلوم و الحلال غير مدخول أي لا

____________________

( ١ ) الأعراف : ٣ .

( ٢ ) الصحاح : (( صدف )) .

( ٣ ) الصحاح : ( قصد ) .

( ٤ ) الأمالي للصدوق : ٢٧ ح ٤ .

( ٥ ) الأعراف : ١٥٧ .

( ٦ ) المائدة : ٨٧ ٨٨ .

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478