مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 243140 / تحميل: 4997
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

اسيئي بنا أو احسني لا ملومة

لدينا و لا مقليّة ان تقلّت١

هذا ، و في ( الكافي ) في خبر مرور عيسى عليه السّلام على قرية اهلكوا بالعذاب ،

و طلب الحواريّين سؤالهم عن السّبب حتّى يجتنب ، فسألهم فأجابه واحد لطاعة أهل المعاصي ، و حبّ الدّنيا ، فقال عيسى عليه السّلام له : كيف كان حبّكم للدّنيا ؟ قال : كحبّ الصبيّ لأمّه إذا أقبلت علينا فرحنا و إذا أدبرت عنّا بكينا و حزنّا .٢ .

و في ( غرائس الثعلبي ) : يحكى أنّ عبد اللَّه بن طاهر لما قدم نيسابور صحبه من أولاد المجوس شابّ متطبّب ، يدّعي تحقيق الكلام ، و أظهر مسئلة تحريق الأنفس بالنّار و كان يزعم أنّ الجسد كثيف منتن في حال الحياة فاذا مات فلا حكمة في دفنه ، و التسبّب إلى زيادة نتنه و إنّ الواجب إحراقه و اذراء رماده ، فقيل لبعض الفقهاء : إنّ النّاس قد افتتنوا بمقالة هذا المجوسي ، فكتب إلى عبد اللَّه بن طاهر ان اجمع بيننا و بين هذا المجوسي لنسمع منه فاجتمعوا عند عبد اللَّه فلمّا تكلّم المجوسي بمقالته تلك قال له الفقيه : أخبرنا عن صبّيّ تدّعيه أمّه و حاضنته أيّهما أولى به ؟ فقال : الام ، فقال : إنّ هذه الأرض هي الامّ منها خلق الخلق فهي أولى بأولادها أن يردّوا إليها ، فأفحم المجوسيّ و أنشد لأمّة بن أبي الصلت :

و الأرض معقلنا و كانت أمّنا

فيها مقابرنا و فيها نولد٣

شبّه عليه السّلام هنا الدّنيا بأم ، و في قوله عليه السّلام ( و قد طلّقتك ثلاثا ) بزوجة سوء فكلّ منهما من وجه ، فتشبيهها بالزوجة من حيث عشق النّاس لها عشقهم

____________________

( ١ ) ديوان عمر بن أبي ربيعة : ٣٤٥ قالها في ( هند ) .

( ٢ ) الكافي ٤ : ٦ ح ١١ .

( ٣ ) عرائس المجالس للثعلبي : ٩ .

٤١

للنّساء و بالامّ من حيث نشؤهم و تربيتهم فيها لكنّها امّ غير عاطفة ، و قد قيل بالفارسية :

آبستنى كه اين همه فرزند زاد و كشت

ديگر كه چشم دارد از او مهر مادرى

هذا ، و في ( الطبري ) في أيّام ابن الزبير : كان رجل يقال له أبو هريرة يحمل على الخوارج و يقول :

كيف ترون يا كلاب النّار

شد أبي هريرة الهرار

فلّما طال ذلك على الخوارج من قوله ، كمن له رجل منهم ، فضربه على حبل عاتقه فصرعه ، فاحتمله أصحابه فداووه ، و أخذت الخوارج بعد ذلك يناديهم يقولون : يا أعداء اللَّه ما فعل أبو هريرة الهرار ، فيقولون : يا أعداء اللَّه و اللَّه ما عليه من بأس ، و لم يلبث أبو هريرة أن برى‏ء ، ثمّ خرج عليهم بعد ،

فأخذوا يقولون له : يا عدوّ اللَّه أما و اللَّه لقد رجونا أن نكون قد أزرناك أمّك ،

فيقول لهم : يا فسّاق ما ذكركم أمّي ؟ فأخذوا يقولون : إنّه يغضب لامّه و هو آتيها عاجلا ، فقال له أصحابه : ويحك إنّما يعنون النّار١ .

أشار إلى قوله تعالى : و أمّا من خفّت موازينه فاُمّه هاوية و ما أدراك ماهية نارٌ حامية٢ .

٤٣

الحكمة ( ١٣١ ) وَ قَالَ ع وَ سَمِعَ رَجُلاً يَذُمُّ اَلدُّنْيَا :

أَيُّهَا اَلذَّامُّ لِلدُّنْيَا اَلْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا اَلْمُنْخَدِعُ بِأَبَاطِيلِهَا أَ تَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ

____________________

( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٥٨٤ .

( ٢ ) القارعة : ٨ ١١ .

٤٢

تَذُمُّهَا أَنْتَ اَلْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا أَمْ هِيَ اَلْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ مَتَى اِسْتَهْوَتْكَ أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ أَ بِمَصَارِعِ آبَائِكَ مِنَ اَلْبِلَى أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ اَلثَّرَى كَمْ عَلَّلْتَ بِكَفَّيْكَ وَ كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ تَبْغِي لَهُمُ اَلشِّفَاءَ وَ تَسْتَوْصِفُ لَهُمُ اَلْأَطِبَّاءَ غَدَاةَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ وَ لاَ يُجْدِي عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ وَ لَمْ تُسْعَفْ بِطَلِبَتِكَ وَ لَمْ تَدْفَعْ عَنْهُ بِقُوَّتِكَ وَ قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ اَلدُّنْيَا نَفْسَكَ وَ بِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ إِنَّ اَلدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا وَ دَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا وَ دَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا وَ دَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنِ اِتَّعَظَ بِهَا مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اَللَّهِ وَ مُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اَللَّهِ وَ مَهْبِطُ وَحْيِ اَللَّهِ وَ مَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اَللَّهِ اِكْتَسَبُوا فِيهَا اَلرَّحْمَةَ وَ رَبِحُوا فِيهَا اَلْجَنَّةَ فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَ قَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا وَ نَادَتْ بِفِرَاقِهَا وَ نَعَتْ نَفْسَهَا وَ أَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلاَئِهَا اَلْبَلاَءَ وَ شَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى اَلسُّرُورِ رَاحَتْ بِعَافِيَةٍ وَ اِبْتَكَرَتْ بِفَجِيعَةٍ تَرْغِيباً وَ تَرْهِيباً وَ تَخْوِيفاً وَ تَحْذِيراً فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ اَلنَّدَامَةِ وَ حَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ذَكَّرَتْهُمُ اَلدُّنْيَا فَتَذَكَّرُوا وَ حَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا وَ وَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا

٤٣

أقول : رواه الشيخ في ( أماليه ) عن جابر الأنصاري ، قال : بينا أمير المؤمنين عليه السّلام في جماعة من أصحابه أنا فيهم ، إذ ذكروا الدنيا و تصرّفها بأهلها ، فذمها رجل فذهب في ذمّها كلّ مذهب ، فقال عليه السّلام له : أيّها الذام للدّنيا أنت المتجرّم عليها أم هي المتجرّمة عليك ؟ فقال : بل أنا المتجرّم عليها ،

فقال عليه السّلام : فبم تذمّها ؟ أليست منزل صدق لمن صدّقها ؟ و دار غنى لمن تزوّد منها ؟ و دار عافية لمن فهم عنها ؟ و مساجد أنبياء اللَّه ، و مهبط وحيه ، و مصلّى ملائكته ، و متجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرّحمة ، و ربحوا فيها الجنّة ، فمن ذا

٤٤

يذمّها و قد أذنت ببينها ، و نادت بانقطاعها ، و نعت نفسها و أهلها ، فمثّلت ببلائها البلاء ، و شوّقت بسرورها إلى سرور ، تخويفا و ترغيبا إذا ابتكرت بعافية راحت بفجيعة ، فذمّها رجال فرّطوا غداة النّدامة ، و حمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير فيا أيّها الذّام للدنيا المغترّ بغرورها ، متى استذمّت إليك ، أم متى غرتك ؟ أبمضاجع آبائك من البلى ؟ أم بمصارع أمّهاتك تحت الثّرى ؟ كم مرّضت بيديك ؟ و عالجت بكفّيك ؟ تلتمس لهم الشّفاء و تستوصف لهم الأطباء لم تنفعهم بشفاعتك و لم تسعفهم في طلبتك مثّلت لك ويحك الدّنيا بمصرعهم مصرعك و بمضجعهم مضجعك حين لا يغنى بكاؤك و لا ينفعك احبّاؤك١ .

و رواه ابن أبي شعبة في ( تحفه ) مرفوعا عن جابر الأنصاري أبسط ،

فقال : قال جابر كنّا مع أمير المؤمنين عليه السّلام بالبصرة ، فلمّا فرغ من قتال من قاتله أشرف علينا من آخر الليل ، فقال : فيهم أنتم ؟ قلنا : في ذمّ الدّنيا فقال : على م تذّم الدّنيا يا جابر ؟ ثمّ حمد اللَّه و أثنى عليه و قال : أما بعد فما بال أقوام يذمّون الدّنيا انتحلوا الزهد فيها ، الدّنيا منزل صدق لمن صدّقها ، و مسكن عافية لمن فهم عنها ، و دار غنى لمن تزوّد فيها ، مسجد أنبياء اللَّه ، و مهبط وحيه ، و مصلّى ملائكته ، و مسكن أحبّائه ، و متجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرّحمة و ربحوا منها الجنّة فمن ذا يذمّ الدّنيا يا جابر و قد آذنت ببينها و نادت بانقطاعها و نعت نفسها بالزّوال و مثلت ببلائها البلاء و شوّقت بسرورها إلى سرور راحت بفجيعة و ابتكرت بنعمة و عافية ترهيبا و ترغيبا يذمّها قوم عند النّدامة حدّثتهم جميعا فصدقتهم و ذكّرتهم فذكروا و وعظتهم فاتّعظوا و خوّفتهم فخافوا و شوّقتهم فاشتاقوا فأيّها الذّامّ للدّنيا المغترّ بغرورها متى استذمّت

____________________

( ١ ) الأمالي للطوسي : ٢٠٧ ح ٢ .

٤٥

إليك بل متى غرّتك بنفسها بمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع أمّهاتك من الثّرى كم مرّضت بيديك و علّلت بكفّيك تستوصف لهم الدّواء و تطلب لهم الأطباء لم تدرك فيه طلبتك و لم تسعف فيه بحاجتك بل مثّلت الدّنيا به نفسك و بحاله حالك غداة لا ينفعك أحبّاؤك و لا يغني عنك نداءك حين يشتدّ من الموت أعالين المرض و أليم لو عات المضض حين لا ينفع الأليل و لا يدفع العويل يحفز بها الحيزوم و يغصّ بها الحلقوم لا يسمعه النّداء و لا يروّحه الدّعاء فياطول الحزن عند انقطاع الأجل ثمّ يراح به على شرجع نقله أكفّ أربع فيضجع في قبره في طول لبث و ضيق جدث فذهبت الجدّة ، و انقطعت المدّة و رفضته العطفة اللّطفة لا تقاربه الأخلاّء و لا يلّم به الزّوّار و لا اتّسقت به الدّار انقطع دونه الأثر و استعجم دونه الخبر و بكّرت ورثته و اقتسمت تركته و لحقه الحوب و احاطت به الذّنوب فإن يكن قدّم خيرا طاب مكسبه و ان يكن قدّم شرّا تب منقلبه و كيف ينفع نفسا فرارها و الموت قصارها و القبر مزارها فكفى بهذا و اعطا كفى » ثم قال : يا جابر امض معي ، فمضيت معه حتّى أتينا القبور فقال : يا أهل التربة و يا أهل الغربة امّا المنازل فقد سكنت و امّا المواريث فقد قسمت و امّا الأزواج فقد نكحت ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ، ثمّ أمسك عنّي مليّا ثمّ رفع رأسه فقال : و الّذي أقلّ السّماء ، فعلت ، و سطح الأرض فدحت ، لو أذن للقوم في الكلام لقالوا : إنّا وجدنا خير الزّاد التقوى ، ثم قال : يا جابر إذا شئت فارجع١ .

( بيان ) شرجع : الجنازة .

و رواه ( كمال الدّين الشافعي في مطالب سؤوله ) فقال : و قال عليه السّلام : أيّها الذّامّ للدنيا أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك ؟ فقال قائل من

____________________

( ١ ) تحف العقول لابن شعبة الحراني : ١٨٦ .

٤٦

الحاضرين أنا المجترم عليها يا أمير المؤمنين فقال له : فلم ذممتها أليست دار صدق لمن صدقها و دار غنى لمن تزوّد منها و دار عافية لمن فهم عنها مسجد أحبّائه و مصلّى أنبيائه و مهبط الملائكة و متجر أوليائه اكتسبوا فيها الطاعة و ربحوا فيها الجنّة فمن ذا يذمّها و قد أذنت بانتهائها و نادت بانقضائها و أنذرت ببلائها فان راحت بفجيعة فقد غدت بمبتغى و ان أعصرت بمكروه فقد أسفرت بمشتهى إلى أن قال و إذا قتك شهدا و صبرا فإن ذممتها لصبرها فامدحها لشهدها و إلاّ فاطرحها لا مدح و لا ذمّ .١ .

و رواه ( أمالي المفيد ) كما يأتي في شرح بعض الفقرات .

و رواه الخطيب في الحسن بن ابان مسندا عنه عن بشير بن زإذان عن جعفر بن محمّد الصّادق عن آبائه عليهم السّلام قالوا كان علي عليه السّلام في مسجد الكوفة فسمع رجلا يشتم الدّنيا و يفحش في شتمها فقال له اجلس فجلس فقال : مالي أسمعك تشتم الدّنيا ، و تفحش في شتمها أو ليس هو اللّيل و النّهار و الشّمس و القمر سامعين مطيعين ، فأنشا يقول : إنَّ الدّنيا لمنزل صدق لمن صدقها و دار بلاء لمن فهم عنها ، و عافية لمن تزوّد منها ، منزل أحبّاء اللَّه ، و مهبط وحيه ، و مصلّى ملائكته ، و متجر أوليائه ، اكتسبوا الجنة و ربحوا فيها المغفرة ،

فذمّها أقوام غداة النّدامة و حمدها آخرون ذكّرتهم الدّنيا فذكّروا و حدّثتهم فصدّقوا فمن ذا يذمّها و قد أذنت ببينها ، و نادت بانقطاعها ، راحت بفجيعة ،

و ابتكرت بعافية ، تخويف و ترهيب ، يا أيّها الذّامّ للدّنيا المقبل بتغريرها متى استدنت إليك أم متى غرّتك ؟ أبمضاجع آبائك من الثّرى أو بمنازل أمّهاتك من البلى أم ببواكر الصّريخ من اخوانك أم بطوارق النّعي من أحبابك ؟ هل رأيت إلاّ ناعيا منعيا ، أو رأيت إلاّ وارثا موروثا ؟ كم علّلت بيديك أم كم مرّضت

____________________

( ١ ) مطالب السؤول لابن طلحة : ٥١ .

٤٧

بكفّيك ؟ تبتغي له الشّفاء و تستوصف الأطباء لم تنفعه بشفاعتك و لم تنجح له بطلبتك بل مثّلت لك به الدّنيا نفسك و بمضجعه مضجعك غداة لا يغني عنك بكاؤك و لا ينفعك أحبّاؤك فهيهات أيّ مواعظ للدّنيا لو نصتّ لها ؟ و أيّ دار لو فهمت عنها ؟ و أيّ عافية لو تزوّدت منها ؟ انصرف إذا شئت١ .

و رواه ابن قتيبة في ( زهد عيونه ) فقال : ذمّ رجل الدّنيا عند عليّ عليه السّلام فقال له : الدّنيا دار صدق لمن صدّقها و دار نجاة لمن فهم عنها و دار غنى لمن تزوّد منها مهبط وحي اللَّه و مصلّى ملائكته و مسجد أنبيائه و متجر أوليائه ربحوا منها الرّحمة و احتسبوا فيها الجنّة فمن ذا يذمّها و قد آذنت ببينها و نادت بفراقها و شبّهت بسرورها السّرور و ببلاءها البلاء ترغيبا و ترهيبا فيا أيّها الذّام للدّنيا المعلّل نفسه متى خدعتك الدّنيا أم متى استذمت إليك أبمصارع آبائك في البلى أم بمضاجع أمّهاتك في الثّرى كم مرّضت بيديك و علّلت بكفّيك تطلب له الشّفاء و تستوصف له الأطباء غداة لا يغني عنه دواؤك و لا ينفعه بكاؤك٢ .

و رواه المسعودي في ( مروجه ) فقال : كان علي عليه السّلام يقول : الدّنيا دار صدق لمن صدّقها و دار عافية لمن فهم عنها و دار غنى لمن تزوّد منها ، الدّنيا مسجد أحبّاء اللَّه و مصلّى ملائكة اللَّه و مهبط وحيه و متجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة و ربحوا فيها الجنّة فمن ذا يذمّها و قد أذنت ببينها و نادت بفراقها و نعت نفسها و أهلها و مثّلت لهم ببلاءها البلاء و شوّقت بسرورها إلى السّرور راحت بفجيعة و ابتكرت بعافية تحذيرا و ترغيبا و تخويفا فذمّها رجال غداة النّدامة و حمدها آخرون غبّ المكافأة ذكّرتهم فذكّروا تصاريفها و صدقتهم

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٧ : ٢٨٧ .

( ٢ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٣٢١ .

٤٨

فصدّقوا حديثها فيا أيّها الذامّ للدّنيا المغترّ بغرورها متى استذامّت لك الدّنيا ؟

بل متى غرّتك من نفسها ؟ أبمضاجع آبائك من البلى ؟ أم بمصارع أمّهاتك من الثّرى ؟ كم قد علّلت بكفّيك و مرّضت بيديك ؟ من تبغي له الشّفاء و تستوصف له الأطباء لم تنفعه بشفائك .١ .

« قول المصنّف و قال عليه السّلام و قد سمع رجلا يذم الدنيا » قد عرفت من رواية ( تحف العقول ) : أنّ الرّجل كان من البصرة بعد الجمل ، و من رواية ( تاريخ بغداد ) انّه كان بالكوفة ، و لعلّه كان كلّ منهما فتكرار مثله غير بعيد .

و في ( اليتيمة ) فصل لأبي النّضر العتبي في الإنكار على من يذمّ الدّهر ( عتبك على الدهر داع إلى العتب عليك و استبطاؤك إيّاه صارف عنان اللّوم إليك فالدّهر سهم من سهام اللَّه منزعه عن مقابض أحكامه و مطلعه من جانب ما صرّرته مجاري أقلامه و الوقيعة فيه تمرس بحكم خالقه و باريه و مجاري الأشياء على قدر طباعها و بحسب ما في قواها و أوضاعها و من ذا الّذي يلوم الأراقم على النّهش بالأنياب و العقارب على اللّسع بالأذناب و انّى لها أن تذمّ و قد أشربت خلقتها السّم و حكم اللَّه في كلّ حال مطاع و بأمره رضا و اقتناع فاعف الزّمان عن قوارض لسانك و اضرب عليها حجاب القرص بأسنانك و اذكر قول النبيّ صلى اللَّه عليه و آله : لا تسبّوا الدّهر فانّ اللَّه هو الدّهر ، و عليك بالتسليم بحكم العليّ العظيم و ذاك أحمد عاقبة و أرشد دنيا و دين٢ .

و قال ابن أبي الحديد : هذا الفصل كلّه لمدح الدّنيا و هو ينبى‏ء عن اقتداره عليه السّلام على ما يريد من المعاني لأنّ كلامه كلّه في ذمّ الدّنيا و هو الآن

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٤١٩ .

( ٢ ) يتيمة الدهر للثعلبي ٤ : ٤٦٢ .

٤٩

يمدحها و هو صادق في ذاك و في هذا١ .

قلت : و في ( الاستيعاب ) : قدم عمرو بن الأهتم في وجوه قومه من بني تميم على النبي صلى اللَّه عليه و آله في سنة تسع ، و كان في من معه الزّبرقان بن بدر ،

فقال الزّبرقان : يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله أنا سيّد تميم ، و المطاع فيهم ، و المجاب فيهم آخذ لهم بحقوقهم و أمنعهم من الظلم ، و هذا ، يعني عمرو بن الأهتمّ ، يعلم ذلك فقال عمرو : إنه لشديد العارضة مانع لجانبه مطاع في دينه ، فقال الزّبرقان :

و اللَّه لقد كذب يا رسول اللَّه و ما منعه ان يتكلّم إلاّ الحسد ، فقال عمرو : أنا أحسدك ، فو اللَّه إنّك لئيم الخال ، حديث المال ، أحمق الولد ، مبغض في العشيرة ،

و اللَّه ما كذبت في الأولى و لقد صدقت في الثانية فقال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله : إنّ من البيان لسحرا٢ .

و في ( المعجم ) : روى أنّ خالد بن صفوان و كان عمرو بن الاهتمّ جدّ أبيه أكل يوما خبزا وجبنا فرآه أعرابي فسلّم عليه فقال له خالد : هلّم إلى الخبز و الجبن فإنّه حمض العرب ، و هو يسيغ اللّقمة و يفيق الشهوة ، و تطيب عليه الشربة ، فانحطّ الأعرابيّ فلم يبق شيئا فقال خالد : يا جارية زيدينا خبزا وجبنا ، فقالت : ما بقي عندنا من الجبن شي‏ء فقال خالد : الحمد للَّه الّذي صرف عنّا معرّته و كفانا مؤنته ، و اللَّه إنّه ما علمته ليقدح في السّن ، و يخشن الحلق ،

و يربو في المعدة ، و يعسر في المخرج فقال الأعرابي : و اللَّه ما رأيت قطّ قرب مدح من ذمّ أقرب من هذا٣ .

قوله عليه السّلام : « أيها الذّام للدنيا المغترّ بغرورها المخدوع باباطيلها » هكذا في

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٦ .

( ٢ ) الاستيعاب لابن عبد البر ٣ : ١١٦٣ ترجمة عمرو بن الأهتم .

( ٣ ) المعجم ١١ : ٣٤ .

٥٠

( المصرية )١ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم )٢ : « المنخدع » بدل « المخدوع » فهو الصحيح .

« أ تغتر بالدنيا ثمّ تذمّها » و في ( ابن أبي الحديد ) : « اتفتتن بها ثمّ تذمّها »٣ .

أنكر عليه السّلام ذمّه للدّنيا لكون الذامّ من محبّيها و عبدتها ، و الذمّ إنّما يحسن من الزّاهدين فيها و أغلب الناس هكذا يذمّون الدّنيا مع شغفهم بها حبّا ، قال شاعر :

قد أجمع الناس على ذمّها

و ما أرى منهم لها تاركا

لا تأمن الدّنيا على غدرها

كم غدرت قبل بامثالكا٤

و قال آخر :

إذا نصبوا للقول قالوا فاحسنوا

و لكن حسن القول خالفه الفعل

و ذمّوا لنا الدّنيا و هم يرضعونها

افاويق حتّى ما يدرّ لها ثعل٥

و قال أبو إسحاق التّيمي كما في الحلية :

ننافس في الدّنيا و نحن نعيبها

و قد حذرتناها لعمري خطوبها

و ما نحسب الأيّام تنقص مدّة

على انّها فينا سريع دبيبها

كأنّي برهط يحملون جنازتي

إلى حفرة يحثى عليّ كثيبها

و كم ثمّ من مسترجع متوجّع

و نائحة يعلو عليّ نحيبها

و باكية تبكي عليّ و انّني

لفي غفلة من صوتها ما اجيبها٦

____________________

( ١ ) المصرية : ٦٨٧ ح ١٣٢ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٥ ح ١٢٧ ، و ابن ميثم كالمصرية ٥ : ٣١٣ .

( ٣ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٥ .

( ٤ ) المستطرف من كل فن مستظرف ٢ : ٩٧ و هو للكناني .

( ٥ ) الكامل للمبرّد : ٥٢ ، ٦٥٧ .

( ٦ ) حلية الأولياء لأبي نعيم ١٠ : ١٤١ ترجمة ( ٥٠٥ ) .

٥١

« أنت المتجرّم عليها أم هي المتجرّمة عليك » التجرّم : ادّعاء الذّنب على من لم يذنب ، قال الشاعر :

تعد علي الذنب ان ظفرت به

و ان لم تجد ذنبا عليّ تجرّم

روى ( عيون ابن بابويه ) عنه عليه السّلام قال : قال عبد المطلب :

يعيب النّاس كلّهم زمانا

و ما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا و العيب فينا

و لو نطق الزّمان بنا هجانا

و إنّ الذّئب يأكل لحم ذئب

و يأكل بعضنا بعضا عيانا١

« متى استهوتك أم متى غرّتك » أي : حملتك على الهوى أو خدعتك .

« أ بمصارع آبائك من البلى » من ( بلى الثّوب ) و ( بلى الميّت ) : أفنته الأرض روى محمد بن أبي العتاهية عن ابن عبّاس ، قال : وجدت جمجمة في الجاهلية مكتوب عليها :

اذن الحيّ فاسمعي

اسمعي ثمّ عي و عي

أنا رهن بمصرعي

فاحذري مثل مصرعي٢

و قال الحسن : إنّ امرأ ليس بينه و بين آدم إلاّ أب قد مات لمعرق في الموت .

« أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى » الضجع : وضع الجنب على الأرض ،

و الثّرى : التراب النّدي .

في ( عرائس الثعالبي ) : يروى أنّ ملك الموت ، لمّا ورد على داود قال أفجئت داعيا أم ناعيا ؟ قال بل ناعيا فقال فهلاّ أرسلت إليّ قبل ذلك و آذنتني لأستعدّ للموت فقال : كم أرسلت إليك ؟ فقال : و من أرسلت ؟ قال أين أبوك ،

____________________

( ١ ) عيون أخبار الرضا للصدوق : ٣٠٦ ، كذلك الأمالي : ١٠٧ ، و أيضا المجلسي في البحار ١٥ : ١٢٥ .

( ٢ ) تاريخ بغداد ٦ : ٢٦ .

٥٢

و أين أمّك ، و أين أخوك ، و أين جارك ، و أين قهارمتك ، و أين فلان و فلان ؟ قال :

كلّهم ماتوا فقال : أما علمت أنّهم رسلي إليك ؟١ « كم علّلت بكفّيك » أي : كم عالجت المعلولين و خدمتهم بشخصك .

« و كم مرضت بيديك » أي ، التمريض : القيام على المريض .

« تبغي لهم الشفاء » أي : تطلب لهم الشّفاء .

« و تستوصف لهم الأطباء » أي : تطلب منهم وصف علاجه ، قال إبراهيم بن محمّد بن عرفة : رأيت عليّ بن العبّاس الرّومي يجود بنفسه ، فقلت له : ما حالك ؟ فأنشد :

غلط الطيبب عليّ غلطة مورد

عجزت موارده عن الاصدار

و الناس يلحون الطبيب و انّما

خطأ الطبيب إصابة المقدار٢

و قال عتاهية محمّد بن أبي العتاهية :

علل المريض من المنيّة

لا يعالجها الطبيب

هذا ، و قال عيسى بن محمّد الطّوماري : دخلنا على إبراهيم الحربي و هو مريض و قد كان يحمل ماءه إلى الطبيب و كان يجي‏ء إليه و يعالجه فجائت الجارية و ردّت الماء و قالت : مات الطبيب ، فبكى إبراهيم و أنشأ يقول :

إذا مات المعالج من سقام

فيوشك للمعالج أن يموت

و لبعضهم في طبيب :

عليله المسكن من شؤمه

في بحر هلك ماله ساحل

ثلاثة تدخل في دفعة

طلعته و النّعش و الغاسل

في ( الأغاني ) ، عن إسحاق الموصلي : لمّا مات أبوه قال : قال لي برصوما

____________________

( ١ ) عرائس المجالس للثعالبي : ٢٩٢ .

( ٢ ) وفيات الأعيان لابن خلكان ٣ : ٣٦١ .

٥٣

الزّامر و كان خرّيج أبيه أما في حقّي و خدمتي و ميلي اليكم و شكري لكم ما استوجب به أن تهب لي يوما من عمرك تفعل فيه ما أريد و لا تخالفني في شي‏ء ؟ فقلت : بلى و وعدته بيوم فأتاني فقال : مرلي بخلعة ففعلت و جعلت فيها جبّة و شي‏ء ، فلبسها ظاهرة ، و قال : إمض بنا إلى المجلس الّذي كنت آتي أباك فيه فمضينا جميعا إليه و قد خلّقته و طيّبته ، فلّما صار على باب المجلس رمى بنفسه إلى الأرض فتمرّغ في التراب ، و بكى و أخرج نايه و جعل ينوح في زمره ،

و يدور في المجلس و يقبّل المواضع التي كان أبي يجلس فيها و يبكي و يزمر ،

حتّى قضى من ذلك و طرا ثمّ ضرب بيده إلى ثيابه يشقّها و جعلت أسكته و أبكي معه ، فما سكن إلاّ بعد حين ، ثم دعا بثيابه فلبسها ، و قال : انّما سألتك أن تخلع عليَّ لئلاّ يقال انّ برصوما أنّما خرّق ثيابه ليخلع عليه إسحاق خيرا منها١ .

« لم ينفع أحدهم إشفاقك » أي : خوفك من حلول مكروه به في ( الأغاني ) :

ركب الرّشيد حمارا و دخل على إبراهيم الموصلي يعوده ، فقال له : كيف أنت ؟

قال : أنا و اللَّه كما قال الشاعر :

سقيم ملَّ منه أقربوه

و أسلمه المداوي و الحميم

و قال ابنه إسحاق الموصلي لمّا اشتدّ أمر القولنج على أبي و لزمه و كان يعتاده أحيانا قعد في الابزن عن خدمة الخليفة و عن نوبته في داره ،

فقال في ذلك :

ملّ و اللَّه طبيبي

عن مقاساة الّذي بي

سوف أنعى عن قريب

لعدوّ و حبيب

____________________

( ١ ) الأغاني ٥ : ٢٥٥ .

٥٤

فقال هارون : ( انّا للَّه ) و خرج فلم يبعد حتّى سمع الناعية عليه١ .

« و لم تسعف بطلبتك » هكذا في ( المصرية )٢ و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٣ « و لم تسعف فيه بطلبتك » فهو الصحيح .

قال ابن نباتة :

نعلّل بالدّواء إذا مرضنا

و هل يشفى من الموت الدّواء

و نختار الطبيب و هل طبيب

يؤخّر ما يقدّمه القضاء

و ما أنفاسنا إلاّ حساب

و لا حركاتنا إلاّ فناء٤

« و لم تدفع عنه بقوّتك » قال أبو هلال العسكري : فتأهّب لسقام ليس يشفيه طبيب .

« قد مثّلت لك به الدنيا نفسك » قال أبو العتاهية :

يا نفس قد مثّلت حا

لي هذه لك بعد حين

و شككت انّي ناصح

لك فاستملت إلى الظنّون

فتأمّلي ضعف الحرا

ك و كلّه بعد السّكون

و تيقَّني انّ الّذي

بك من علامات المنون٥

و قال المرتضى :

كم ذا تطيش سهام الموت مخطئة

عنّي و تصمي اخلاّئي و اخواني

و لو فطنت و قد أردى الزّمان أخي

علمت انّ الّذي أصماه أصماني

« و بمصرعه مصرعك » في ( تاريخ بغداد ) عن ابن عباس قال : وجدت

____________________

( ١ ) الأغاني ٥ : ٢٥٣ .

( ٢ ) المصرية المصححة « لم تسعف فيه » .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٥ و الخطية : ٣٢١ ، كما ذكر و ابن ميثم ٥ : ٣١٢ بلفظ « و لم تسعف بطلبتك » .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٩٣ .

( ٥ ) تاريخ بغداد ٦ : ٢٦٠ .

٥٥

جمجمة في الجاهلية مكتوب عليها : اذن الحيّ فاسمعي اسمعي ثم عي و عي أنا رهن بمضجعي فاحذري مثل مصرعي١ .

و عن المبرّد قال : دخلت على الجاحظ في آخر أيّامه و هو عليل فقلت له :

كيف أنت ؟ فقال : كيف يكون من نصفه مفلوج و لو نشر بالمناشير ما حسّ به ،

و نصفه الآخر منقرس لو طار الذّباب بقربه لآلمه ، و قال محمّد بن أبي العتاهية :

لربّما غوفص ذو شره

أصحّ ما كان و لم يسقم

يا واضع الميّت في قبره

خاطبك اللّحد فلم تفهم

و في ( كامل المبرّد ) عن صاحب له قال : وجدت رجلا في طريق مكّة معتكفا على قبر و هو يردّد شيئا و دموعه تكفّ على لحيته فقيل له : أ كان ابنك ؟

قال : لا كان عدوّا لي خرج إلى الصيد اياس ما كنت من عطبه و أكمل ما كان من صحته فرمى ظبيا فأقصده فذهب ليأخذه فعثر فتلقى بفؤاده ظبّة السهم و قد نجم من صفحة الظّبي فلحقه أولياؤه فاتنزعوا السهم و هو و الظّبي ميّتان فنمى إليّ خبره فأسرعت إلى قبره مغتبطا بفقده و انّي لضاحك السنّ إذ وقعت عيني على صخرة فرأيت عليها كتابا فهلّم فأقرأه و أومى إلى الصّخرة فاذا عليها :

و ما نحن إلاّ مثلهم غير اننّا

أقمنا قليلا بعدهم و تقدّموا٢

فقلت : أشهد انّك تبكي على من بكاؤك عليه أحقّ من النّسيب أي : تبكي على نفسك و هي أحقّ بالبكاء عليها من الأنسباء و الأقرباء الّذين يبكي النّاس عليهم .

« إنّ الدنيا دار صدق لمن صدَّقها » قال لبيد :

____________________

( ١ ) المصدر نفسه ٦ : ٢٦٠ و هي لأبي العتاهية أمر أن تكتب على قبره .

( ٢ ) الكامل في الأدب للمبرّد : ١٢٥٥ .

٥٦

فقولا له ان كان يضمر أمره

المّا يعظك الدّهر امّك هابل

فان أنت لم تصدقك نفسك فانتسب

لعلّك تهديك القرون الأوائل

فان لم تجد من دون عدنان باقيا

و دون معدّ فلترعك العوازل

و كلّ امرى‏ء منّا سيعلم سعيه

إذا جمعت عند الإله المحاصل١

« و دار عافية لمن فهم عنها » قد عرفت انّ في بعض روايات أسانيده بدله ( و أي دار لمن فهم عنها ) .

« و دار غنى لمن تزوّد منها » بالأعمال الصالحة .

« و دار موعظة لمن اتّعظ بها » في ( تاريخ بغداد ) : لمّا حضر أبو نؤاس الموت قال اكتبوا هذه الأبيات على قبري :

وعظتك اجداث صمت

و نعتك ازمنة خفت

و تكلّمت عن أوجه

تبلى و عن صور سبت

و أرتك قبرك في القبور

و أنت حيّ لم تمت٢

و للخاقاني بالفارسية :

پرويز كنون كم شد ، زان گمشده كمتر گوى

زرّين تره كو برخوان ، رو كم تركوا برخوان٣

« مسجد أحبّاء اللَّه » قال عيسى عليه السّلام ساعة قدم الدّنيا و أوصاني بالصّلاة و الزكاة ما دُمتُ حيّاً٤ .

و قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه و آله : « حبّب إليّ من دنياكم ثلاث إلى أن قال و قرّة

____________________

( ١ ) ديوان لبيد : ١٣١ ، يرثي النعمان بن المنذر .

( ٢ ) تاريخ بغداد ٧ : ٤٤٨ .

( ٣ ) ديوان الخاقاني : ٢٧٩ « ف » .

( ٤ ) مريم : ٣١ .

٥٧

عيني الصّلاة »١ .

« و مصلّى ملائكة اللَّه » روى ابن قولويه عن الصادق عليه السّلام : ما خلق اللَّه خلقا أكثر من الملائكة و انّه ينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام نهارهم فاذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر الرسول صلَّى اللَّه عليه و آله فيسلّمون عليه ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السّلام فيسلّمون عليه ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السّلام فيسلّمون عليه ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس .

و روى عن إسحاق بن عمّار قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : إنّي كنت بالبحيرة ليلة عرفة و كنت أصلّي و ثمّ نحو خمسين ألفا من النّاس جميلة وجوههم طيّبة أرواحهم و أقبلوا يصلّون الليل أجمع ، فلما طلع الفجر سجدت ثمّ رفعت فلم أر منهم أحدا إلى أن قال قال عليه السّلام له : إنّهم الملائكة الموكَّلون بقبر الحسين عليه السّلام٢ .

« و مهبط وحي اللَّه » من آدم إلى الخاتم عليهم السّلام .

« و متجر أولياء اللَّه ، اكتسبوا فيها الرّحمة و ربحوا فيها الجنّة » إنَّ اللَّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنَّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللَّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقّا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من اللَّه فاستبشروا ببيعكم الّذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم٣ .

« فمن ذا يذمّها و قد أذنت ببينها » أي : أعملت بفراقها و الأصل في الإيذان الإيصال إلى الأذن ، و يترجم بالفارسية بقولهم ( گوشزد )

ننافس في الدنيا و نحن نعيبها

و قد حذّرتنا لعمري خطوبها٤

____________________

( ١ ) الخصال للصدوق ١٧ : ٧٩ ، و نقله المجلسي في البحار ٧٦ : ١٤١ .

( ٢ ) رواه ابن الشيخ في المجالس : ٢ عن المفيد عن ابن قولويه و نقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٩ : ١٧٦ ح ٨ .

( ٣ ) التوبة : ١١١ .

( ٤ ) حلية الأولياء لأبي نعيم ١٠ : ١٤١ .

٥٨

« و نادت بفراقها » قال جحظة :

قد نادت الدّنيا على نفسها

لو كان في العالم من يسمع

كم واثق بالعمر واريته

و جامع بدّدت ما يجمع١

« و نعت » من النّعي رفع الصّوت بذكر الموت .

« نفسها و أهلها » في ( عيون القتيبي ) قيل : كنّا أجنّة في بطون امّهاتنا فسقط من سقط ، و كنّا في من بقي ثمّ كنّا مراضع فهلك منّا من هلك ، و بقي من بقى و كنّا إيفاعا و ذكر مثل ذلك ثمّ صرنا شبّانا و ذكر مثل ذلك ثمّ صرنا شيوخا لا أبالك فما تنتظر ؟ فهل بقيت حالة تنتقل إليها٢ .

« فمثّلت لهم ببلائها البلاء » إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين فمنّ اللَّه علينا و وقانا عذاب السّموم٣ .

« و شوّقتهم بسرورها الى السرور » و بشِّر الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات انّ لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل و أتوا به متشابها .٤ .

« راحت بعافية » في ( الصحاح ) : الروّاح نقيض الصّباح ، و هو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللّيل و قد يكون مصدر راح يروح نقيض ( غدا )٥ .

« و ابتكرت بفجيعة » قال الفيومي : ( قال ابن جنّي ) ( بكر و بكرّ و أبكر ) بمعنى الإسراع أي : وقت كان٦ .

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد ٤ : ٦٦ ترجمة جحظة البرمكي .

( ٢ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٣٦٣ و القول لمكحول .

( ٣ ) الطور : ٢٦ ٢٧ .

( ٤ ) البقرة : ٢٥ .

( ٥ ) الصحاح : ( روح ) .

( ٦ ) المصباح المنير للفيتوري : ٥٩ « بكر » .

٥٩

قلت : بل الأصل في البكور الشّروع أوّل النّهار في مقابل الرّواح و الشّروع أوّل النهار يستلزم الاسراع ، فانّ من أراد الاسراع في عمل ابتكر به ،

و الفجيعة : المصيبة الموجعة ، قال شاعر :

ان صفا عيش امرى‏ء في صبحها

جرّعته ممسيا كأس القذي١

« ترغيبا و ترهيبا و تخويفا و تحذيرا » مفاعيل لها لقوله ( فمثلّت ) و ( شوّقتهم ) و ( راحت ) و ( ابتكرت ) .

« فذمّها رجال غداة النّدامة » أي : صبح القيامة لأنّه يندم المجرمون فيها .

« و حمدها آخرون يوم القيامة ذكّرتهم فتذكّروا » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « فذكّروا » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة )٣ .

« و حدّثتهم فصدّقوا و وعظتهم فاتّعظوا » روى ( أمالي المفيد ) مسندا عن ابن عبّاس قال : سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قوله تعالى ألا إنّ أولياء اللَّه لا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون٤ من هم ؟ فقال هم قوم أخصلوا للَّه تعالى في عبادته و نظروا إلى باطن الدّنيا حين نظر النّاس إلى ظاهرها فعرفوا آجلها حين غرّ سواهم بعاجلها فتركوا منها ما علموا انّه سيتركهم و أماتوا منها ما علموا انّه سيميتهم ثم قال أيّها المعلّل نفسه بالدّنيا الرّاكض على حبائلها المجتهد في عمارة ما سيخرب منها ألم تر إلى مصارع آبائك في البلاء و مضاجع ابناءك تحت الجنادل و الثّرى كم مرّضت بيديك و علّلت بكفّيك تستوصف لهم الأطبّاء و تستعتب لهم الأحبّاء فلم يغن غناؤك و لا ينجع فيهم دواؤك ، و قال بعضهم « بينا هذه الدّنيا تصرح بزبدتها و تلحف فضل جناحها و تعزّ بركود رياحها إذ

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٦٤ .

( ٢ ) الطبعة المصرية : ٦٨٨ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٦ ، و ابن ميثم ٥ : ٣١٣ بلفظ « فتذكروا » ، أما الخطية : ٣٢١ فبلفظ « فذكروا » .

( ٤ ) يونس : ٦٢ .

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وقال سلمان الفارسي (رض): آسمان روز، اسم الملك الموكل بالطير(٦٢) (٦٣) .

اليوم الثامن والعشرون: قال مولانا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : « إنه يوم سعيد مبارك، ولد فيه يعقوبعليه‌السلام يصلح للسفر وجميع الحوائج وكلّ أمر، والعمارة، والبيع والشراء والدخول على السلطان، قاتل فيه أعداءك فإنك تظفر بهم، والتزويج(٦٤) ».

وفي رواية أخرى: لا تخرج فيه الدم، فإنّه ردئ، من مرض فيه يموت، ومن أبق فيه رجع، ومن ولد فيه يكون حسناً جميلاً مرزوقاً، محبوبا، محببا إلى الناس وإلى أهله، مشعوفا محزونا طول عمره، ويصيبه الغموم، ويبتلي في بدنه، ويعافي في آخر عمره، ويعمر طويلا، ويبتلي في بصره(٦٥) .

قال مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من ولد فيه يكون صبيح الوجه، مسعود الجد، مباركا ميمونا، ومن طلب فيه شيئا تم له، وكانت عاقبته محمودة ».

وقالت الفرس: إنه يوم ثقيل منحوس(٦٦) .

وفي رواية أخرى: يحمد فيه قضاء الحوائج ومبارك فيه قضاء

__________________

(٦٢) في نسخة: بالسماوات (منه قدّه).

(٦٣) البحار ج ٥٩ ص ٨٥ ح ١٨٧ عن العدد: ٦٩ أ.

(٦٤) البحار ج ٥٩ ص ٨٦ ح ١٩٣ عن العدد: ٧١ ب.

(٦٥) البحار ج ٥٩ ص ٨٦ ح ١٩٤ عن العدد: ٧١ ب.

(٦٦) البحار ج ٥٩ ص ٨٦ ح ١٩٥ عن العدد: ٧٢ أ.

٢٠١

الأمور والمهمات، ودفع الضرورات، ولقاء القواد والحجاب والأجناد، وهو يوم مبارك سعيد، والأحلام فيه تصح من يومها.

وقال سلمان الفارسي (رض): راهياد(٦٧) روز، اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق

وروي: اسم الملك الموكل بالسموات(٦٨) .

اليوم التاسع والعشرون: قال مولانا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : « إنه يوم مختار، يصلح لكلّ حاجة، وإخراج الدم، وهو يوم سعيد لسائر الأمور والحوائج والأعمال، فيه بارك الله تعالى على الأرض المقدسة، ويصلح للنقلة، وشراء العبيد والبهائم، ولقاء الإخوان والأصدقاء، وفعل البر، والحركة، ويكره فيه الدين والسلف والأيمان، من سافر فيه يصيب مالا كثيرا، إلّا من كان كاتبا فإنّه يكره له ذلك، والرؤيا فيه صادقة ولا تقصّها إلّا بعد يوم، والمريض فيه يموت، والآبق فيه يوجد ولا تستخلف(٦٩) فيه أحدا ولا تأخذ فيه من أحد وادخل فيه على السلطان ولا تضرب فيه حرّا ولا عبدا، ومن ضلّت له ضالّة وجدها(٧٠) ».

وفي رواية: من مرض فيه يبرأ، ومن ولد فيه يكون صالحا حليما(٧١) .

__________________

(٦٧) في نسخة: رامياد (منه قدّه).

(٦٨) البحار ج ٥٩ ص ٨٦ ح ١٩٦ عن العدد: ٧٢ أ.

(٦٩) في المصدر: تستخلف.

(٧٠) البحار ج ٥٩ ص ٨٧ ح ٢٠٢ عن العدد: ٧٥ أ.

(٧١) البحار ج ٥٩ ص ٨٨ ح ٢٠٣ عن العدد: ٧٥ أ.

٢٠٢

وفي رواية أخرى: أنه متوسط لا محمود ولا مذموم، تجتنب فيه الحركة.

وقالت الفرس: إنه يوم جيد صالح، يحمد فيه النقلة والسفر والحركة، والمولود فيه يكون شجاعا، وهو صالح لكلّ حاجة، ولقاء الإخوان والأصدقاء والأوداء، وفعل الخير، والأحلام فيه تصح في يومها(٧٢) .

وقال سلمان الفارسي (رض): مار اسفند روز، اسم الملك الموكل بالأفنية(٧٣) والأزمان، والعقول والأسماع والأبصار.

وفي رواية أخرى: الموكّل بالأفئدة.

اليوم الثلاثون: قال مولانا جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : « إنه يوم مختار جيّد، يصلح لكلّ شئ، وللشراء والبيع، والزرع والغرس والبناء، والتزويج والسفر وإخراج الدم(٧٤) ».

وفي رواية أخرى: لا تسافر فيه، ولا تتعرض لغيره إلّا للمعاملة، وقلّل فيه الحركة، والسفر فيه ردئّ، ومن ولد فيه يكون حليما مباركا (صالحا، يرتفع أمره ويعلو شأنه، ولد فيه إسماعيل بن إبراهيمعليه‌السلام )(٧٥) ، وتعسّر تربيته(٧٦) ، ويسوء خلقه، ويرزق رزقا يكون لغيره، ويمنع من التمتع بشئ منه(٧٧) .

__________________

(٧٢) البحار ج ٥٩ ص ٨٨ ح ٢٠٤ عن العدد ٧٥ أ.

(٧٣) في نسخة: بالأوقات (منه قدّه).

(٧٤) البحار ج ٥٩ ص ٨٩ ح ٢١٠ عن العدد: ٧٧ ب.

(٧٥) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٧٦) في نسخة: وتعز رتبته (منه قدّه).

(٧٧) البحار ج ٥٩ ص ٨٩ ح ٢١١ عن العدد ٧٧ ب.

٢٠٣

وفي رواية أخرى: من ولد فيه كفي كلّ أمر يؤذيه، ويكون المولود فيه مباركا صالحا، يرتفع أمره ويعلو شأنه، ولد فيه إسماعيل بن إبراهيمعليه‌السلام ، وفيه خلق الله العقل، وأسكنه رؤوس من أحبّ من عباده، ومن هرب فيه اخذ، ومن ضلّت من ضالّة وجدها، ومن اقترض فيه شيئا ردّه سريعا، ومن مرض فيه برئ سريعا(٧٨) .

قال مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من ولد فيه يكون حليما مباركا صادقا أمينا، يعلو شأنه، ومن ضاع له شئ يجده بإذن الله تعالى ».

قالت الفرس: إنه يوم خفيف يحمد فيه سائر الأعمال والتصرفات، ويصلح لشرب الأدوية المسهلة.

وقال سلمان (رض): إيران(٧٩) روز، اسم الملك الموكل بالدهور والأزمنة(٨٠) .

[٩٢٦٠] ٨ - البحار، روي في بعض الكتب: عن الحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام : « أن في كلّ شهر من الشهور العربية، يوم نحس لا يصلح ارتكاب شئ من الأعمال فيه، سوى الخلوة والعبادة والصوم، وهي: الثاني والعشرون من المحرم، والعاشر من صفر، والرابع من ربيع الأول، والثامن والعشرون من ربيع الثاني، والثامن والعشرون من جمادى الأولى، والثاني(١) من جمادى

__________________

(٧٨) البحار ج ٥٩ ص ٨٩ ح ٢١٢ عن العدد: ٧٧ ب.

(٧٩) في نسخة: أنيران (منه قدّه).

(٨٠) البحار ج ٥٩ ص ٨٩ ح ٢١٣ عن العدد: ٧٧ ب.

٨ - البحار ج ٥٩ ص ٥٤ ح ٢.

(١) في المصدر: والثاني عشر.

٢٠٤

الثانية، والثاني عشر من رجب، والسادس والعشرون من شعبان، والرابع والعشرون من شهر رمضان، والثاني من شوّال، والثامن والعشرون من ذي القعدة، والثامن من ذي الحجّة ».

وروي المنع من السفر في الثامن من الشهر، والثالث والعشرين منه.

وروي: أنه يصلح السفر في الرابع، وفي الحادي والعشرين.

٢٢ -( باب استحباب تشييع المسافر وتوديعه)

[٩٢٦١] ١ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن علي بلال، عن علي بن عبد الله الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن أبي جهضم الأزدي، عن أبيه، أنه قال في حديث اخراج عثمان أبا ذر إلى الربذة: وتقدم أن لا يشيّعه أحد من الناس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فبكى حتى بل لحيته بدموعه، ثم قال: « هكذا يصنع بصاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إنّا لله وإنا إليه راجعون » ثم نهض ومعه الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وعبد الله بن العباس والفضل وقثم وعبيد الله، حتى لحقوا أبا ذر فشيّعوه الخبر.

[٩٢٦٢] ٢ - ثقة الإسلام في الكافي: عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن حفص التميمي، عن أبي جعفر الخثعمي، قال: لمّا سيّر عثمان أبا ذر إلى الربذة، شيّعه أمير

__________________

الباب ٢٢

١ - أمالي المفيد ص ١٦٥.

٢ - الكافي ج ٨ ص ٢٠٦ ح ٢٥١.

٢٠٥

المؤمنين [ وعقيل ](١) والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وعمّار بن ياسر (رضي الله عنه) الخبر.

[٩٢٦٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أنه شيّع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، في غزوة تبوك [ لما خرج إليها واستخلفه في المدينة ](١) ولم يتلقه [ لما انصرف ](٢) .

[٩٢٦٤] ٤ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري، معنعنا عن أبي ذر الغفاري وغيره، في حديث غزوة ذات السلاسل: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، دعا علياعليه‌السلام وبعثه في جيش قال: وخرج معه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يشيّعه، فكأني أنظر إليهم عند مسجد الأحزاب، وعليعليه‌السلام على فرس أشقر، وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يوصيه، ثم ودّعه الخبر.

وروى المفيد في الإرشاد: ما يقرب منه(١) .

٢٣ -( باب استحباب الدعاء للمسافر عند وادعه)

[٩٢٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١،٢) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٤ - تفسير فرات الكوفي ص ٢٢١.

(١) إرشاد المفيد ص ٨٧.

الباب ٢٣

١ - الجعفريات ص ٢١٩.

٢٠٦

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان إذا ودّع رجلا قال: سلمك الله، والميعاد الله عزّوجلّ ».

[٩٢٦٦] ٢ - وعن الشريف أبي الحسن علي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي - صاحب الصلاة بواسط - قال: أخبرنا الأبهري، وهو أبوبكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري، حدثنا محمد بن عبد الله(١) بن وهب، قال حدثنا عبد الرحمن ابن أخي عبد الملك بن قريب الأصمعي، قال: حدثنا عمي عبد الملك الأصمعي، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، رجل يريد سفرا، فقال له: أوصني، فقال له: « إتق الله حيث ما كنت، واتبع السيئة الحسنة، وخالق الناس بخلق حسن » فلمّا ودّعه قال له: « زوّدك الله التقوى، وجنّبك الردى، وغفر لك ذنبك، ووجّهك إلى الخير حيثما توجّهت ».

[٩٢٦٧] ٣ - نوادر علي بن أسباط: عن رجل قال: ودّع أبو عبد اللهعليه‌السلام ، رجلا قال: « استودع الله نفسك، وأمانتك، ودينك، زوّدك الله زاد التقوى، ووجهك الله للخير(١) حيث توجهت » ثم التفت الينا فقال: « هكذا كان وداع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لعليعليه‌السلام ، إذا وجّهه في وجه(٢) من الوجوه ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٤٩.

(١) في المصدر: عبد الله بن محمد.

٣ - نوادر علي بن أسباط ص ١٣٤.

(١) في نسخة: خير (منه قدّه).

(٢) كان في المخطوط: جهة، وما أثبتناه من المصدر.

٢٠٧

[٩٢٦٨] ٤ - كتاب خلّاد السدي البزاز: قال: ودع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ علياعليه‌السلام ، فقال له: « زوّدك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ووجّه لك الخير حيثما توجّهت ».

[٩٢٦٩] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنه إذا ودع أحدا قال: « أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك ».

٢٤ -( باب كراهة الوحدة في السفر، واستحباب رفيق واحد، أو اثنين مع الحاجة إلى الزيادة)

[٩٢٧٠] ١ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نهى أن يسافر الرجل وحده، وقال: الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة نفر ».

[٩٢٧١] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لعن ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة، وحده، والنائم في بيت وحده ».

[٩٢٧٢] ٣ - القضاعي في كتاب الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الرفيق ثم(١) الطريق ».

[٩٢٧٣] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

__________________

٤ - كتاب خلاد السدي البزاز ص ١٠٧.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥١ ح ١١١.

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

٣ - الشهاب ص ٨٦ ح ٤٨٤.

(١) في المصدر: قبل.

٤ - الجعفريات ص ١٦٤.

٢٠٨

آبائه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: يا رسول الله، إني أردت شراء دار، أين تأمرني أشتري في جهينة، أم في مزينة، أم في ثقيف، أم في قريش؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الجوار ثم الدار، والرفيق ثم السفر(١) ».

[٩٢٧٤] ٥ - وعن محمد بن بريد المقرئ، حدثنا أيوب بن النجار، حدثنا الطيب بن محمد، عن عطا، عن أبي هريرة قال: لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مخنثي الرجال - إلى أن قال - وراكب الفلاة وحده.

[٩٢٧٥] ٦ - نهج البلاغة: في وصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام لولده الحسنعليهما‌السلام : « سل عن الرفيق قبل الطريق ».

[٩٢٧٦] ٧ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الأوزاعي - في حديث - أنه قال لقمان لا بنه: « يا بني الرفيق ثم الطريق ».

[٩٢٧٧] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال في المسافر وحده: « شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لو علم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب ميلا وحده »(١) .

__________________

(١) في نسخة: الطريق (منه قدّه).

٥ - الجعفريات ص ١٤٧.

٦ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٦٢.

٧ - الاختصاص ص ٣٣٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٩ ح ٣٣.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٥٠ ح ١٠٥.

٢٠٩

٢٥ -( باب أنه يستحب للمسافر مرافقة من يتزيّن به، ومن يرفق به، ومن يعرف حقّه)

[٩٢٧٨] ١ - [ علي بن ](١) محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن محمد بن وهبان، عن داود بن الهيثم، عن جدّه إسحاق بن بهلول، عن أبيه بهلول بن حسان، عن طلحة بن زيد الرقّي، عن الزبير بن عطا، عن عمير بن هانئ العبسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال له في حديث: « وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة عانك، وإن قلت صدّق قولك، وإن صلت شدّ صولتك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتّ عنه ابتدأك، وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا يأتيك منه البوائق، ولا يختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسما(٢) آثرك » الخبر.

[٩٢٧٩] ٢ - الشهيد في الدرر الباهرة: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه ».

__________________

الباب ٢٥

١ - كفاية الأثر ص ٢٢٨.

(١) أثبتناه لاستقامة اسم المؤلف.

(٢) في المصدر: منفساً.

٢ - الدرة الباهرة ص ٢٥.

٢١٠

٢٦ -( باب استحباب جمع الرفقاء نفقتهم وإخراجها)

[٩٢٨٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إن من سنّة السفر إذا خرج القوم إلى سفر، أن يخرجوا نفقاتهم جميعا، فإنّه أطيب لأنفسهم، وأحسن لذات بينهم ».

[٩٢٨١] ٢ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من سنة السفر إذا خرج القوم وكانوا رفقاء أن يخرجوا نفقاتهم جميعا، فيجمعوها وينفقوا منها معا، فإن ذلك أطيب لأنفسهم، وأحسن لذات بينهم ».

٢٧ -( باب استحباب كون الرفقاء أربعة، وكراهة زيادتهم على سبعة مع عدم الحاجة، وكراهة سبق الرفيق حتى يغيب عن البصر)

[٩٢٨٢] ١ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي بن سيف، عن أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن موسى، عن رجل من بني نوفل بن عبد المطلب، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أحبّ الصحابة إلى الله عزّوجلّ

__________________

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ١٧٠.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٤٦.

الباب ٢٧

١ - الخصال ص ٢٣٨ ح ٨٢.

٢١١

أربعة، وما زاد قوم على سبعة إلّا زاد لغطهم ».

[٩٢٨٣] ٢ - القاضي القضاعي في الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « خير الرفقاء أربعة ».

٢٨ -( باب استحباب الاستعانة على السفر بالحداء والشعر، دون الغناء وما فيه خنا)

[٩٢٨٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : زاد المسافر الحدو والشعر، ما كان منه ليس فيه خنا(١) ».

[٩٢٨٥] ٢ - محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب: قال وكان حادي بعض نسوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خادمه أنجشة فقال لأنجشة: « أرفق بالقوارير » وفي رواية: « لا تكسر القوارير ».

__________________

٢ - الشهاب ص ١٤٤ ح ٧٨٨.

الباب ٢٨

١ - الجعفريات ص ١٥٨.

(١) حَدا بالإبل حَدواً: إذا زجرها وغنّى لها ليحثها على السير، والخنا الفحش (مجمع البحرين ج ١ ص ٩٦).

٢ - المناقب ج ١ ص ١٤٧.

٢١٢

٢٩ -( باب استحباب صلاة ركعتين والدعاء لردّ الضالّة)

[٩٢٨٦] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق عن جابر الأنصاري: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، علّم عليا وفاطمةعليهما‌السلام هذا الدعاء وقال لهما: « إن نزلت بكما مصيبة، أو خفتما جور السلطان، أو ضلّت لكما ضالة، فأحسنا الوضوء، وصلّيا ركعتين، وارفعا أيديكما إلى السماء، وقولا: يا عالم الغيب والسرائر، يا مطاع، يا عليم، يا لله، يا لله، يا لله، يا هازم الأحزاب لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يا كائد فرعون لموسى، يا منجي عيسى من أيدي الظلمة، يا مخلص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كلّ خير، يا هاديا إلى كلّ خير، يا دالاً على كلّ خير، يا آمراً بكل خير، يا خالق الخير، ويا أهل الخير، أنت الله، رغبت إليك فيما قد علمت وأنت علام الغيوب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، ثم اسألا الحاجة تجابا إن شاء الله ».

[٩٢٨٧] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : « تصلّي ركعتين تقرأ فيهما يس، وتقول بعد فراغك منهما، رافعا يديك إلى السماء: اللّهم راد الضالّة، والهادي من الضلالة، صلّ على محمد وآل محمد، واحفظ عليّ ضالّتي، وارددها إليّ سالمة يا أرحم الراحمين، فإنّها من فضلك وعطائك، يا عباد الله في الأرض، ويا سيّارة الله في الأرض، ردّوا عليّ

__________________

الباب ٢٩

١ - مكارم الأخلاق ص ٣٤١.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٣٩٨.

٢١٣

ضالّتي، فإنّها من فضل الله وعطائه ».

[٩٢٨٨] ٣ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « إذا ذهب لك ضالّة أو متاع، فقل:( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ - إلى قوله -كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (١) ثم تقول: اللّهم إنك تهدي من الضلالة، وتنجي من الغي(٢) ، وتردّ الضالّة، صلّ على محمد وآله، واغفر لي، وردّ ضالّتي ».

[٩٢٨٩] ٤ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنته: عن كتاب خواصّ القرآن: أنه من ضاع له شئ أو أبق، فليصلّ ضحى الجمعة ثماني ركعات، فإذا سلّم قرأ الضحى سبعا، وقال: يا صانع العجائب، يا راد كلّ غائب، يا جامع الشتات، يا من مقاليد الأمور بيده، اجمع عليّ كذا فإنّه لا جامع إلّا أنت.

ومن أدعية الضالّة(١) : يا من لا يخفى عنه مكتوم، ولا يشذّ عنه معلوم، ولا يغالبه منيع، ولا يطاوله رفيع، أردد بقدرتك عليّ ما في قبضتك، إنّك أهل الخيرات.

ومنها: اللهم هادي الضالّة، [ و ](٢) راد الضالّة، أسألك بعزّتك وسلطانك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تردّ عليّ ضالّتي، فإنّها من عطائك وفضلك ورزقك.

__________________

٣ - مكارم الأخلاق ص ٣٨٦.

(١) الأنعام ٦: ٥٩.

(٢) في المصدر: العمى.

٤ - جنة المأوى « المصباح » ص ١٨١.

(١) نفس المصدر ص ١٨٢.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢١٤

٣٠ -( باب استحباب اتخاذ السُفر (* ) في السفر والتنوق (** ) فيها، وكون حلقها حديدا لا صفرا)

[٩٢٩٠] ١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من كرم الرجل أن يطيب زاده في السفر ».

٣١ -( باب استحباب حمل المسافر إلى الحج والعمرة وغيرهما - إلّا زيارة الحسينعليه‌السلام - أطيب الزاد كاللوز، والسكر، ونحوه والإكثار من حمل الماء)

[٩٢٩١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « المروة مروّتان - إلى أن قال - وأمّا مروة السفر فبذل الزاد، وترك الخلاف على الأصحاب، والرواية عنهم إذا انصرفوا(١) ».

__________________

الباب ٣٠

(* ) السُّفَر: جمع سُفْرَة وهي الطعام الذي يتخذ للمسافر (لسان العرب ج ٤ ص ٣٦٨).

(** ) تَنوّق في الأمر: تأنّق وتجوّد وبالغ فيه (مجمع البحرين ج ٥ ص٢٤٢).

١ - الأخلاق: مخطوط.

الباب ٣١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٦.

(١) في المصدر: إفترقوا.

٢١٥

٣٢ -( باب استحباب حمل المسافر معه جميع ما يحتاج إليه من السلاح والآلات والأدوية، وخصوصا السيف والترس ورماح القنا والقسي العربية، لا الفارسية وجواز دفع اللص ونحوه ولو بالقتال)

[٩٢٩٢] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يسافر بستّة أشياء: بالقارورة، والمقص، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والسواك ».

[٩٢٩٣] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: في آداب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وكان لا يفارقه في أسفاره قارورة الدهن، والمكحلة، والمقراض، والمرآة، والسواك، والمشط.

وفي رواية: تكون معه الخيوط، والإبرة، والمخصف، والسيور، فيخيط ثيابه، ويخصف نعله.

[٩٢٩٤] ٣ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان إذا قام من الليل تسوك وإذا سافر سافر معه بستّة أشياء: القارورة، والمقصّ(١) ، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والسواك ».

__________________

الباب ٣٢

١ - الجعفريات ص ١٨٥.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٣٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١١٨.

(١) كان في المخطوط: والمقصين، وما أثبتناه من المصدر.

٢١٦

٣٣ -( باب استحباب استصحاب التربة الحسينية في السفر، وتقبيلها ووضعها على العينين والدعاء بالمأثور)

[٩٢٩٥] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضاعليه‌السلام من خراسان ثياب رزم(١) ، وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: هذا طين قبر الحسينعليه‌السلام ، ما كان(٢) يوجّه شيئا من الثياب ولا غيرها، إلّا ويجعل فيه الطين وكان يقول: « هو أمان بإذن الله ».

٣٤ -( باب استحباب استصحاب الخواتيم العقيق والفيروزج في السفر)

[٩٢٩٦] ١ - السيد علي بن طاووس في أمان الأخطار: عن السيد قريش بن السبيع المدني العلوي، في كتاب فضل العقيق، بإسناده المتصل عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « الخاتم العقيق أمان في السفر ».

ومنه في حديث آخر، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « الخاتم العقيق حرز في السفر ».

__________________

الباب ٣٣

١ - كامل الزيارات ص ٢٧٨.

(١) رزم: جمع رزمة: وهي الكارة من الثياب (مجمع البحرين ج ٦ ص ٧٢).

(٢) كان في المخطوط: ما كاد، وفي نسخة: ما يكاد. وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٣٤

١ - أمان الأخطار ص ٣٩.

٢١٧

٣٥ -( باب استحباب معونة المسافر، وخدمة الرفيق في السفر)

[٩٢٩٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين [ عن أبيه ](١) ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من أعان مؤمنا مسافرا في حاجة نفّس الله عنه ثلاثة وسبعين كربة: واحدة في الدنيا من الغم والهم، وثنتين وسبعين كربة عند الكربة(٢) العظمى، قيل يا رسول الله: وما الكربة العظمى؟ قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم، حتى أن إبراهيم (صلّى الله عليه) يقول:أسألك بخلّتي لا تسلمني إليها».

[٩٢٩٨] ٢ - تفسير الإمامعليه‌السلام : قوله عزّوجلّ:( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (١) [ قال الإمام: « يعني ومما رزقناهم ](٢) من الأموال، والقوى في الأبدان، والجاه - إلى أن قال - ويؤدّون من قوى الأبدان المعونات، كالرجل يقود ضريرا وينجيه من مهلكة، ويعين مسافر على حمل متاع على دابة قد سقط عنها » الخبر.

__________________

الباب ٣٥

١ - الجعفريات ص ١٩٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفيه: كربته.

٢ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٧.

(١) البقرة ٢: ٣.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢١٨

[٩٢٩٩] ٣ - عوالي اللآلي: روي أن رفقة كانوا في سفر، فلمّا قدموا قالوا: يا رسول الله، ما رأينا أفضل من فلان، كان يصوم النهار، فإذا نزلنا قام يصلي حتى نرحل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من كان يمهد له ويكفيه، ويعمل له؟ » فقالوا: نحن، قال: « كلّكم أفضل منه ».

٣٦ -( باب أنه يستحب أن يخلف الحاج والمعتمر بخيرفي الأهل والمال)

[٩٣٠٠] ١ - أحمد بن محمد بن فهد في عدّة الداعي: عن عيسى بن عبد الله القمي، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج، والمعتمر، فانظروا كيف تخلفونهم، والغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه ».

٣٧ -( باب كراهة التعريس على ظهر الطريق، والنزول في بطون الأودية، فإنّها مدارج السباع ومأوى الحيّات)

[٩٣٠١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين [ عن أبيه ](١) ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، في حديث: ولا تنزلوا في ظهر الطريق، ولا بطون الأودية، فإنّها مدارج الشياطين، ومأوى الحيّات ».

__________________

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٠ ح ١٢٧.

الباب ٣٦

١ - عدّة الداعي ص ١١٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٨٧ ح ٢.

الباب ٣٧

١ - الجعفريات ص ١٥٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢١٩

[٩٣٠٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ولا تنزلوا في ظهور الطريق، فإنّها مدارج السباع، ومأوى الحيّات ».

٣٨ -( باب خصال الفتوة والمروّة في السفر والحضر)

[٩٣٠٣] ١ - أصل من أصول قدمائنا: قال: دخل رجل على(١) جعفر بن محمدعليهما‌السلام وقال: يا ابن رسول الله، ما المروّة؟ قال: « ترك الظلم عند القدرة، ومواساة الإخوان في السعة، وإظهار نعم الله من غير كبر، والقنوع وقت العسر بالاستكانة، ومن عرف بالترئية(٢) سقط عنه اسم المروّة ».

[٩٣٠٤] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « المروّة مروّتان مروّة الحضر، ومروّة السفر، فأمّا مروّة الحضر: فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه، وأمّا مروّة السفر: فبذل الزاد، وترك الخلاف على الأصحاب، والرواية عنهم إذا انصرفوا(١) ».

[٩٣٠٥] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى،

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

الباب ٣٨

- أصل من أصول قدمائنا:

(١) في نسخة: إلى (منه قدّه).

(٢) الترئية: الرياء (لسان العرب ج ١٤ ص ٢٩٥).

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٦.

(١) في المصدر: إفترقوا.

٣ - الجعفريات ص ١٥١.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478