مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242603 / تحميل: 4985
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

صنع كما صنعت أستجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.

[٩٣٥٣] ٥ - أبو علي بن الشيخ الطوسي (ره) في أماليه: عن أبيه، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد المنصوري، عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس قال: قلت للعسكريعليه‌السلام ذات يوم: يا سيدي قد وقع إليّ اختيارات الأيام عن سيدنا الصادقعليه‌السلام ، ممّا حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهّر(١) ، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا الصادقعليه‌السلام في كلّ شهر فأعرضه عليك، فقال: افعل فلمّا عرضته عليه وصحّحته، قلت له: يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد، لما ذكر فيها من النحس(٢) والمخاوف، فتدلّني على الاحتراز من المخاوف فيها، فإنّما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها، فقال لي: « يا سهل، إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجّة البحار الغامرة، وسباسب البيداء(٣) الغابرة(٤) ، بين سباع وذئاب، وأعادي الجن والإنس، لآمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عزّوجلّ، وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرينعليهم‌السلام ، وتوجّه حيث شئت، واقصد ما شئت [ يا سهل ](٥) إذا أصبحت وقلت ثلاثا: أصبحت اللّهم معتصما بذمامك المنيع، الذي لا يطاول ولا يحاول، من كلّ طارق وغاشم، من سائر ما خلقت ومن(٦) خلقت:

__________________

٥ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٣.

(١) في المصدر: مظفر.

(٢) في نسخة: التحذير (منه قدّه).

(٣) في نسخة: البيد (منه قدّه).

(٤) في نسخة: الغايرة (منه قدّه).

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في نسخة: من خلقت وما (منه قدّه).

٢٤١

من خلقك الصامت والناطق، في جنّة من كلّ مخوف، بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، محتجبا(٧) من كلّ قاصد لي إلى أذيّة، بجدار حصين(٨) الإخلاص في الاعتراف بحقّهم، والتمسّك بحبلهم جميعا، موقنا أن الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم، أُوالي من والوا وأُجانب من جانبوا فأعذني اللّهم بهم من شرّ كلّ ما أتقيه، يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقلتها عشيّا ثلاثا، حصلت في حصن من مخاوفك، وأمن من محذورك، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه، فقدم أمام توجّهك الحمد لله ربّ العالمين، والمعوذتين، وآية الكرسي، وسورة القدر، وآخر آية في سورة آل عمران وقل: اللّهم بك يصول الصائل » إلى آخر ما تقدم في باب الاستعاذة والاحتجاب.

[٩٣٥٤] ٦ - ومن أدعيّة السرّ بالسند المتقدم: « يا محمد ومن كان غائبا، وأحبّ أن أُؤَدّيه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل في غربته: يا جامعا بين أهل الجنّة على تألف من القلوب، وشدّة تواصل(١) منه(٢) في المحبة، ويا جامعاً بين أهل طاعته وبين من خلقه لها، ويا مفرّجاً(٣) عن كلّ محزون، ويا مؤمّل(٤) كلّ غريب، ويا راحمي في غربتي بحسن

__________________

(٧) في نسخة: محتجزاً (منه قدّه).

(٨) في نسخة: حصن (منه قدّه).

٦ - البلد الأمين ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ٣٢٣.

(١) في نسخة: تواجد (منه قدّه).

(٢) في نسخة: منهم (منه قدّه).

(٣) في نسخة: ويا مفرّج (منه قدّه).

(٤) في المصدر: موئل.

٢٤٢

الحفظ والكلاءة(٥) والمعونة إليّ، ويا مفرّج ما بي من الضيق والحزن، اجمع(٦) بيني وبين أحبّتي(٧) ، ويا مؤلفاً بين الأحبّة(٨) ، صلّ على محمد وآل محمد، ولا تفجعني بانقطاع رؤية(٩) أهلي وولدي عنّي(١٠) ، ولا تفجع أهلي بانقطاع رؤيتي(١١) عنهم، بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي، فذلك دعائي إياك [ فارحمني ](١٢) يا أرحم الراحمين فإنّه إذا قال ذلك آنسته في غربته، وحفظته في الأهل، وأديتّه سالما مع قضائي له الحاجة ».

[٩٣٥٥] ٧ - جامع الأخبار: استوصى رجل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عند خروجه إلى السفر، فقالعليه‌السلام : « إن أرد ت الصاحب فالله يكفيك، وإن أردت الرفيق فالكرام الكاتبون تكفيك(١) وإن أردت المؤنس فالقرآن يكفيك، وإن أردت العبرة فالدنيا تكفيك، وإن أردت العمل فالعبادة تكفيك، وإن أردت الوعظ فالموت يكفيك، وإن لم يكفك ما ذكرت فالنار يوم القيامة تكفيك ».

[٩٣٥٦] ٨ - الشيخ حسن بن فضل بن الحسن الطبرسي في مكارم

__________________

(٥) في نسخة: والكلابة (منه قدّه).

(٦) في نسخة: بالجمع (منه قدّه).

(٧) في نسخة: أحبائي (منه قدّه).

(٨) في نسخة: الأحبّاء (منه قدّه).

(٩) في نسخة: أوبة (منه قدّه).

(١٠) في نسخة: بامتناع رؤياهم عنّي (منه قدّه).

(١١) في نسخة: أوبتي (منه قدّه).

(١٢) أثبتناه من المصدر.

٧ - جامع الأخبار ص ٢١٢.

(١) في نسخة: يكفونك (منه قدّه)

٨ - مكارم الأخلاق ص ٣٥٣.

٢٤٣

الأخلاق: الدعاء في الوحدة: يا أرض ربي وربّك الله، أعوذ بالله من شرّك، وشرّ ما فيك، وشرّ ما خلق فيك، ومن شرّ ما يحاذر عليك، أعوذ بالله من شرّ كلّ أسد وأسود، وحيّة وعقرب من ساكن البلد، ومن شرّ والد وما ولد( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (١) الحمد لله بنعمته وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا في السفر، وأفضل علينا، فإنّه لا حول ولا قوة إلّا بالله ثم يقرأ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) إلى آخرها، فإنّه لا يؤذيك شئ من السباع والهوام، والحيّات والعقارب، إذا قرأت ذلك، ولو بتّ على الحيّة بإذن الله.

[٩٣٥٧] ٩ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه أمر بالوليمة وقال: « هي في أربع: العرس، والخرس(١) والاعذار(٢) والوكيرة - إلى أن قال - والوكيرة قدوم الرجل من سفره ».

[٩٣٥٨] ١٠ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه لم يرتحل من منزل إلّا وصلّى عليه ركعتين، وقال: « حتى يشهد عليّ بالصلاة ».

[٩٣٥٩] ١١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه إذا

__________________

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٧.

(١) الخُرْس: بضم وسكون: طعام يصنع للولادة (مجمع البحرين ج ٤ ص ٦٤).

(٢) الإعذار: الختان، ثم قيل للطعام الذي يطعم في الختان: إعذاراً (مجمع البحسرين ج ٣ ص ٣٩٩).

١٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

١١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٦ ح ١٣٣.

٢٤٤

كان في سفر فأقبل الليل قال: « أرض ربّي وربّك الله، أعوذ بالله من شرّك، وشرّ ما فيك، وشرّ ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحيّة والعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « سيروا سير أضعفكم(١) ».

[٩٣٦٠] ١٢ - مجموعة الشهيد (ره): نقلاً من كتاب عماد المحتاج إلى معرفة مناسك الحاج لا بن البرّاج: روي: أن من قرأ القدر عند خروجه من بيته رجع إليه.

[٩٣٦١] ١٣ - السيد هبة الله في مجموع الرائق: في خواص القرآن: الذاريات إذا قرأها المسافر، أمن وحرس في طريقه.

ونقله الشهيد في مجموعته(١) : عن الصادقعليه‌السلام : الممتحنة من أدمن قراءتها في السفر والسحر، أمن حوادثه حتى يرجع إلى مأمنه.

سورة نوح إذا تلاها المعقل سهل خروجه: وإن كان للسفر فتح له باب الفرج والحظّ إلى أن يعود إلى بيته.

[٩٣٦٢] ١٤ - وفي مجموعة الشهيد: عن الصادقعليه‌السلام ، هكذا: « وإن كان في السير فتح له باب الفرج، وحفظ إلى أن يعود إلى أهله ».

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨٤ ح ١٢٧.

١٢ - مجموعة الشهيد

١٣ - مجموع الرائق ص ٥.

(١) مجموعة الشهيد

١٤ - مجموعة الشهيد.

٢٤٥

المرسلات: من أراد السفر قرأها، والمسافر يحفظ بقراءتها من كلّ طارق.

[٩٣٦٣] ١٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره، والطبرسي في مجمع البيان: عن جبير بن مطعم، قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أتحبّ يا جبير أن تكون إذا خرجت سفراً من أمثل أصحابك هيئة، وأكثرهم زادا؟ » قلت: نعم بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، قال: « فاقرأ هذه السور الخمس: قل يا أيّها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ بربّ الناس، وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم » قال جبير: وكنت غير كثير المال، وكنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج، فأكون أكثرهم(١) همّة، وأمثلهم زادا، حتى أرجع من سفري ذلك.

[٩٣٦٤] ١٦ - السيد علي بن عبد الحميد النيلي في الأنوار المضيئة: على ما نقله عنه بعض المعاصرين، قال: ومن ذلك ما نقلته عن بعض أهل الخير والصلاح (ره)، أنه إذا كان آخر جمعة من شهر رمضان فاجلس تجاه الشمس، فإذا صارت بين الحاجبين فاكتب: لا آلاء إلّا ألاؤك كعسكون كعسلمين، وبالحق أنزلناه، وبالحق نزل أوّل الآية السادسة بعد المائة من سورة الأسرى، إلى ذكر الإرسال، وذكر أنّ لذلك وقعا عظيما في حفظ الأموال، وما يوضع فيه على كلّ حال، وأنه مختص بفضائل غريبة، وأقاصيص عجيبة.

__________________

١٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٩٥، ورواه الطبرسي في مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥١.

(١) في نسخة: أكبرهم (منه قدّه).

١٦ - الأنوار المضيئة.

٢٤٦

ولقد جربته فرأيته كما قال، وأعطيته لكثير من الناس فرأوا منه في الأسفار غرائب من الآثار في حفظ الأموال، ما أغناهم عن السلاح والرجال والحرب والقتال، ولقد انتفعنا به، وكثير من الأصحاب، نفعا كثيراً مرّة حتى إذا خفنا من نهب ما نرسله من الحوائج، يجعل فيه ذلك الاسم المبارك، ولو نهب غيره لم ينهب ثم قال: إنه كان على باب المشهد الشريف الغروي جماعة من الأعراب على ظهور خيولهم، إن خرج خارج نهبوه إلى آخر ما ذكره من الأمر العجيب، ثم قال: وله آثار غريبة في الحفظ، لو ذكرناها لأطلنا البحث، انتهى.

٢٤٧

أبواب أحكام الدواب في السفر وغيره

١ -( باب استحباب اقتناء الخيل وإكرامها)

[٩٣٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إنّ الله وملائكته يصلون على أصحاب الخيل، من اتخذها وأعدّها لمارق في دينه أو مشرك».

[٩٣٦٦] ٢ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أن صهيل الخيل يفزع(١) قلوب الأعداء، ورأيت جبرئيل يتبسم عند صهيلها، فقلت: يا جبرئيل لم تتبسم؟ فقال: وما يمنعني والكفار ترجف قلوبهم عند صهيلها، وترعد كلاهم ».

[٩٣٦٧] ٣ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رجلاً من خرش كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، ومع الخرشي فرس، وكان

__________________

أبواب أحكام الدواب في السفر وغيره

الباب ١

١ - الجعفريات ص ٨٦.

٢ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) في المصدر: ليقرع.

٣ - الجعفريات ص ٨٧.

٢٤٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يستأنس إلى فرسه(١) ، ففقده فبعث إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: « ما فعل فرسك؟ قال: اشتدّ عليّ شغنه فأخصيته، فقال: مه مه مثلت به، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، أعرافها أدفاؤها، ونواصيها جمالها، وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٦٨] ٤ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، نزل عن فرسه فقال: قم بارك الله فيك، حتى نصلّي ثم نأتيك، فمضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى المسجد، وأنّ الفرس لقائم ما يتزمزم(١) ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : بارك الله فيك ».

[٩٣٦٩] ٥ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رجلاً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وهو قائم على فرس له، فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وعليكم السلام، فقال الرجل: إنّما أنا وحدي، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : عليك وعلى فرسك ».

[٩٣٧٠] ٦ - القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة ».

__________________

(١) في المصدر: صهيله.

٤ - الجعفريات ص ٨٧.

(١) الزمزمة: الصوت الخفيّ (لسان العرب ج ١٢ ص ٢٧٤).

٥ - الجعفريات ص ٨٧.

٦ - الشهاب ص ٧١ ح ١٧٢، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٦.

٢٤٩

[٩٣٧١] ٧ - دعائم الاسلام: روينا عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: إنّ الله وملائكته يصلّون على أصحاب الخيل، من اتخذها فأعدّها في سبيل الله ».

[٩٣٧٢] ٨ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من ارتبط فرسا في سبيل الله، كان علفه وكلّ ما يناله(١) ، وما يكون منه وأثره، حسنات في ميزانه يوم القيامة ».

[٩٣٧٣] ٩ - وعنه (عليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « صهل (فرس في سبيل الله)(١) وعندي جبرئيل فتبسم، فقلت: لم تبسمت يا جبرئيل؟ قال: وما يمنعني أن أتبسم والكفار ترتاع قلوبهم، وترعد كلاهم، عند صهل خيول المسلمين ».

[٩٣٧٤] ١٠ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « مرّ رجل من المسلمين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وهو على فرس له، فسلّم [ عليه ](١) فقال [ له رسول الله ](٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وعليكما السلام، فقلت: يا رسول الله أليس هو [ رجلاً ](٣) واحداً؟ فقال: سلّمت عليه، وعلى فرسه ».

[٩٣٧٥] ١١ - وعنهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ،

__________________

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) في المصدر: يطأ عليه.

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

(١) ما بين القوسين في المصدر: فرسي.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

(١، ٢، ٣) أثبتناه من المصدر.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٢٥٠

أنه قال: « الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، أعرافها أدفاؤها ونواصيها جمالها، وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٧٦] ١٢ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أبي جعفر المدائني، عن القسم بن الحسن، عن أبيه الحسن بن زيد، عن أبيه، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، عن أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لمّا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق الخيل، قال لريح الجنوب: إنّي خالق منك خلقاً فأجعله عزّاً لأوليائي، ومذلّة على أعدائي، وجمالا لأهل طاعتي فقالت: الريح أُخلق، فقبض منها قبضة فخلق فرساً، فقال له: خلقتك غريبا، وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبّحونني ويحمدونني ويكبّرونني، فتسبّحين إذا سبّحوا، وتهلّلين إذا هلّلوا وتكبّرين إذا كبّروا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ما من تسبيحة وتحميدة وتمجيدة وتكبيرة يكبّرها صاحبها، فتسمعها إلّا وتجيبه بمثلها، ثم قال: لمّا سمعت الملائكة صفة الفرس وعاينوا خلقها، قالت: ربّ نحن ملائكتك نسبّحك ونحمدك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خلقا بلقا(١) أعناقها كأعناق البخت(٢) ، فلما أرسل الفرس إلى الأرض، واستوت

__________________

١٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٢.

(١) البَلَق بالتحريك، سواد في بياض (مجمع البحرين ج ٥ ص ١٤٠).

(٢) البخت: هي جمال طول الأعناق، واللفظة معرّبة (النهاية ج ١ ص ١٠١).

٢٥١

قدماه على الأرض صهل، فقيل: بوركت من دابّة أذلّ بصهيلك المشركين، وأذلّ به أعناقهم، واملأ به آذانهم، وأرعد به قلوبهم، فلمّا عرض الله على آدم من كلّ شئ، قال له: إختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس فقيل له: إخترت عزّك، وعزّ ولدك، خالدا ما خلّدوا، وباقيا ما بقوا، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك ومنه »(٣) .

٢ -( باب استحباب التوسعة في الانفاق على الخيل)

[٩٣٧٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدّثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه الحسينعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، بعث مع عليعليه‌السلام ، ثلاثين فرساً في غزاة السلاسل، فقال: يا علي أتلو عليك آية في نفقة الخيل( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) (١) يا علي هي النفقة على الخيل ينفق الرجل سرّاً وعلانية ».

__________________

(٣) جاء في هامش المخطوط والطبعة الحجرية ما نصّه: « وهذا الخبر رواه الثعلبي في تفسيره في سورة آل عمران قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقيل الأنصاري، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قالا: أخبرنا أبو منصور محمد الفنكي، قال: أخبرنا محمد بن الأشرس، قال: أخبرنا أبو جعفر المدائني، قال: أخبرنا القاسم بن الحسن بن زيد الخ، وكان في نسختي من التفسير بعض الأسقام فنقلت متن الخبر عن تفسير الثعلبي والله أعلم » (منه قدّه).

الباب ٢

١ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) البقرة ٢: ٢٧٤.

٢٥٢

[٩٣٧٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « يا علي، النفقة على الخيل المرتبطة في سبيل الله، هي النفقة التي قال الله عزّوجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) (١) ».

[٩٣٧٩] ٣ - الصدوق في الفقيه: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، والمنفق عليها في سبيل الله، كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها ».

[٩٣٨٠] ٤ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن ثوبان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أفضل دينار دينار أنفقه الرجل على عياله، ودينار أنفقه على دابّته في سبيل الله » الخبر.

٣ -( باب استحباب استسمان الدابة)

[٩٣٨١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في حديث: ومن اتخذ دابّة فليستفرهها(١) ».

ورواه في دعائم الاسلام عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثله(٢) .

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) البقرة ٢: ٢٧٤.

٣ - الفقيه ج ٢ ص ١٨٥ ح ٨٣٥.

٤ - در اللآلي ج ١ ص ١٥.

الباب ٣

١ - الجعفريات ص ١٥٧.

(١) استفرهوا ضحاياكم: أي استحسنوها (مجمع البحرين ج ٦ ص ٣٥٥).

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦٠.

٢٥٣

٤ -( باب استحباب اختيار البرذون والبغل على اقتناء الحمار)

[٩٣٨٢] ١ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: قيل حجّ الرشيد فلقيه موسىعليه‌السلام على بغلة له، فقال له الرشيد: مثلك في حسبك ونسبك وتقدمك تلقاني على بغلة؟ قال: « تطأطأت عن خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلّة الحمير ».

[٩٣٨٣] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق مرسلا: ولمّا حجّ الرشيد استقبله موسى بن جعفرعليهما‌السلام بالمدينة على بغل، فقال له الرشيد يا أبا الحسن عزّت بك الخيل حتى ركبت بغلاً؟ فقال له موسىعليه‌السلام : « إنه يتضع عن خيلاء الخيل، ويرتفع عن ذلّة العير، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خيار الأمور أوسطها ».

٥ -( باب ما يستحب اختياره من ألوان الخيل والبغال والحمير والإبل، وما يكره منها)

[٩٣٨٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا خيل أبقى من الدهّم، ولا امرأة كبنت العمّ ».

__________________

الباب ٤

١ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٥ ح ٣٣، عن اعلام الدين ص ٩٨.

٢ - الأخلاق

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ٩٠.

٢٥٤

[٩٣٨٥] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ غزاة، فعطش الناس عطشا شديداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : هل من مغيث بالماء؟ فضرب الناس يمينا وشمالا، فجاء رجل على فرس أشقر بين يديه قربة من ماء، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللهم بارك في الشقر، فجاء رجل آخر على فرس أشقر بين يديه قربتان من ماء، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللهم بارك في الشقر، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : شقرها خيارها، وكمتها(١) صلابها، ودهمها ملوكها، فلعن الله من جزّ أعرافها وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٨٦] ٣ - البحار، عن كتاب الأمامة والتبصرة: عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضّال، عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « شقرها خيارها » وذكر مثله.

[٩٣٨٧] ٤ - وعن السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « خير الخيل الأدهم الأقرح، المحجل ثلاثا طلق اليد اليمنى ».

[٩٣٨٨] ٥ - المفيد في الارشاد: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن

__________________

٢ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) الكُمت: جمع كميت: وهي الحمراء (لسان العرب ج ٢ ص ٨١).

٣ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٣٤ بل عن جامع الأحاديث ص ١٤.

٤ - البحار ج ٦٤ ص ١٨٠ ح ٣٩ عن المجازات النبويّة ص ١٢١ ح ٨٨.

٥ - إرشاد المفيد ص ٣٤٣.

٢٥٥

الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن علي بن زيد بن الحسين بن زيد بن عليعليه‌السلام ، قال: كان لي فرس، وكنت به معجبا أكثر ذكره في المجالس، فدخلت على أبي محمدعليه‌السلام يوما فقال: « ما فعل فرسك؟ » إلى أن ذكر أنه مات، قال: ثم دخلت على أبي محمدعليه‌السلام ، وأقول في نفسي ليته أخلف علي دابّة، فقال قبل أن أتحدث بشئ: « نعم، نخلف عليك، يا غلام أعطه برذوني الكميت - ثم قال - هذا خير من فرسك، وأطول عمراً وأوطأ ».

[٩٣٨٩] ٦ - نصر بن مزاحم في كتاب صفّين: عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: كان عليعليه‌السلام يركب بغلة له قبل أن تلتقي الفئتان بصفّين فلمّا حضرت الحرب، وبات تلك اللّيلة يعبّئ(١) الكتائب حتى أصبح قال: « إئتوني بفرسي » فأُتي له بفرس أدهم يبحث الأرض بيديه جميعا، له حمحمة وصهيل فركبه، الخبر.

[٩٣٩٠] ٧ - القاضي أبو عبد الله القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « يمن الخيل في شقرها ».

ورواه في عوالي اللآلي: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

مجموعة الشهيد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « لو اجتمعت الخيل ثم أرسلت لحاها تقودها الشقر »(٢) .

__________________

٦ - كتاب وقعة صفين ص ٢٣٠ عن عمر، عن الحارث بن حصيرة وغيره، مع اختلاف في اللفظ.

(١) في المخطوط يعني، وما أثبتناه من المصدر.

٧ - الشهاب ص ٧١ ح ١٧٣، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٣٧.

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧١ ح ١٩٩.

(٢) مجموعة الشهيد ص ١٠٤.

٢٥٦

٦ -( باب استحباب اختيار المركب الهنئ، وكراهة الإقتصار على المركب السوء)

[٩٣٩١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنئ، والولد الصالح ».

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثله، وفيه: المرء المؤمن(١) .

[٩٣٩٢] ٢ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، اشترى مهراً بمائة صاع إلى سنة ».

٧ -( باب حقوق الدابة الواجبة والمندوبة)

[٩٣٩٣] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : للدابة على صاحبها ستّ خصال: يعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها

__________________

الباب ٦

١ - الجعفريات ص ٩٩.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٥ ح ٧٠٩.

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

الباب ٧

١ - الجعفريات ٨٥.

٢٥٧

إلّا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق ولا يكلّفها من السير إلّا طاقتها، ولا يقف عليها فواقا(١) ».

[٩٣٩٤] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي، فرب دابة مركوبة خير من راكبها، وأطوع لله، وأكثر ذكراً ».

[٩٣٩٥] ٣ - وبهذا الإسناد: عن علي بن الحسين، عن آبائهعليهم‌السلام : « أن أبا ذر تمعّك(١) فرسه ذات يوم فتحمحم(٢) في تمعّكه، فقال أبو ذر: حسبك الآن فقد استجيب لك، فاسترجع القوم فقالوا: قد خولط(٣) أبو ذر، فقال: ما لكم؟ قالوا: تكلم بهيمة من البهائم، فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول في الفرس إذا تمعك: دعا بدعوتين فيستجاب له، يقول: اللّهم اجعلني أحبّ ماله إليه، والدعوة الثانية يقول: اللّهم ارزقه الشهادة على ظهري، فدعوتاه مستجابتان ».

[٩٣٩٦] ٤ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

(١) الفُواق: بضمّ الفاء: أن تحلب الناقة ثمّ تترك ساعة حتى تدرّ ثمّ تحلب (لسان العرب ج ١٠ ص ٢١٨).

٢ - الجعفريات ص ٨٥.

٣ - الجعفريات ص ٨٥.

(١) تمعّك: تمرّغ وتقلّب في التراب (مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٨٨).

(٢) الحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل (لسان العرب ج ١٢ ص ١٦١).

(٣) خولط الرجل فهو مُخالَط: إذا تغيّر عقله (لسان العرب ج ٧ ص ٢٩٥).

٤ - الجعفريات ص ٨٦.

٢٥٨

قلّدوا النساء ولو بسير، وقلّدوا الخيل، ولا تقلّدوها الأوتار ».

[٩٣٩٧] ٥ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نهى أن تُحمَّل الدواب فوق طاقتها(١) ، وأن تُضَيَّعَ حتى تهلك، وقال: لا تتخذوا ظهور الدوّاب كراسيّ، فربّ دابة مركوبة خيرٌ من راكبها، وأطوُع لله [ منه ](٢) وأكثر ذكراً، ونظرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى ناقةٍ مُحَمّلَةٍ قد ثقلت فقال: أين صاحبها: فلم يوجد فقال: مروه أن يستعدّ لها غداً للخصومة ».

[٩٣٩٨] ٦ - وعن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « يجب للدابة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعلفها إذ نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها إلّا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق، ولا يكلّفها من السير ما لا تقدر عليه، ولا يقف عليها فُوَاقاً ».

[٩٣٩٩] ٧ - السيد الرضي في المجازات النبويّة: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « قلّدوا الخيْلَ، ولا تُقلِّدُوها الأوتَارَ ».

[٩٤٠٠] ٨ - ابن شهرآشوب في المناقب: في سياق أحوال السجادعليه‌السلام : عن زرارة بن أعين: لقد حجّ على ناقة عشرين حجة، فما قرعها بسوط.

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المخطوط: أحمالها، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

٧ - المجازات النبويّة ص ٢٥٧.

٨ - المناقب ج ٤ ص ١٥٥.

٢٥٩

ورواه صاحب الحلية: عن عمرو بن ثابت.

٨ -( باب كراهة ضرب الدابة على وجهها وغيره ولعنها)

:[٩٤٠١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن توسم الدواب في وجُوهها، فإنّها تسبّح بحمد ربّها عزّوجلّ، وأن يضرب في(١) وجهها ».

[٩٤٠٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام (١) : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، سمع رجلاً يلعن بعيراً(٢) ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إرجع لا تصحبنا على بعير ملعون ».

وعن عليعليه‌السلام ، أنه يكره(٣) سبّ البهائم.

[٩٤٠٣] ٣ - الحسين بن حمدان الحضيني، عن علي بن الطيب الصابوني، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: « لمّا كان في الليلة التي توفي

__________________

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ٨٥.

(١) في ليس في المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المصدر: عن جعفر بن محمدعليه‌السلام .

(٢) وفيه: بعيره.

(٣) في المصدر: وكان عليعليه‌السلام يكره ..

٣ - الهداية ص ٤٧ ب.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

بدليّة فجمعت الطبعة المصرية بينهما فاقتصر ( ابن ميثم )١ على الأول ،

و القمّي على الثاني ، و لا معنى للجمع بينهما لأنّه لا مناسبة في أن يقال : « نسينا كلّ رجل واعظ و امرأة واعظة » ثم الظاهر أصحّيتة « واعظة » لكونها قرينة « جائحة » في الفقرة بعدها ، و المراد : كلّ صفة و خصلة واعظة .

« و رمينا بكلّ جائحة » أي : رمينا بكلّ خصلة مهلكة ، و الجائحة : الشدّة التي يحتاج المال ، أي : يستأصله من سنة أو فتنة .

هذا و في ( العيون ) : ( كان الحسن يعني البصري إذا شيّع جنازة لم ينتفع به أهله و ولده و اخوانه ثلاثا )٢ .

هذا ، و في ( ابن أبي الحديد٣ و ابن ميثم٤ و الخطية )٥ جعل ( طوبى لمن ذلّ في نفسه . ) الذي في ( المصرية )٦ بعد هذا العنوان ، جزء هذا العنوان فهو الصحيح و يشهد له مستنده خبر ( تفسير القمي ) أيضا .

١٩

الحكمة ( ١٣٠ ) و قال عليه السلام و قد رجع من صفّين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة :

يَا أَهْلَ اَلدِّيَارِ اَلْمُوحِشَةِ وَ اَلْمَحَالِّ اَلْمُقْفِرَةِ وَ اَلْقُبُورِ اَلْمُظْلِمَةِ يَا أَهْلَ اَلتُّرْبَةِ وَ يَا أَهْلَ اَلْغُرْبَةِ وَ يَا أَهْلَ اَلْوَحْشَةِ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ وَ نَحْنُ

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٣٠٦ بلفظ « واعظة » .

 ( ٢ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٣٦٢ .

 ( ٣ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٣١١ .

 ( ٤ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٣٦ .

 ( ٥ ) النسخة الخطية : ٣١٩ .

 ( ٦ ) الطبعة المصرية المصححة أعطته رقما جديدا هو ( ١٢٤ ) لفصلها عمّا سبقها راجع صفحة : ٦٨٥ من الطبعة المصرية

٣٢١

لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ أَمَّا اَلدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ وَ أَمَّا اَلْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ وَ أَمَّا اَلْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْكَلاَمِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ اَلزَّادِ اَلتَّقْوَى أقول : رواه نصر بن مزاحم في ( صفينه ) ، و ( الطبري في تاريخه ) مع اختلاف ، روى الأوّل في طيّ ذكر رجوعه عليه السلام من صفّين ، عن عبد الرحمن بن جندب قال ثم مضى عليه السلام حتّى جزنا دور بني عوف ، فإذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية ، فقال عليه السلام : ما هذه القبور ؟ فقال له قدامة بن عجلان الأزدي : إنّ خبّاب بن الأرت توّفي بعد مخرجك ، فأوصى أن يدفن في الظّهر ،

و كان الناس يدفنون في دورهم و أفنيتهم ، فقال عليه السلام : رحم اللّه خبّابا إلى أن قال فجاء عليه السلام حتى وقف عليهم ثم قال : « السلام عليكم يا أهل الدّيار الموحشة و المحالّ المقفرة ، من المؤمنين و المؤمنات ، و المسلمين و المسلمات ، أنتم لنا سلف و فرط ، و نحن لكم تبع ، و بكم عمّا قليل لاحقون .

اللّهم اغفر لنا و لهم ، و تجاوز عنّا و عنهم » ثم قال : « الحمد للّه الذي جعل الأرض كفاتا ، أحياء و أمواتا ، الحمد للّه الذي جعل منها خلقنا ، و فيها يعيدنا ، و عليها يحشرنا ، طوبى لمن ذكر المعاد ، و عمل للحساب ، و قنع بالكفاف ، و رضي عن اللّه بذلك » ثمّ أقبل حتّى دخل سكّة الثّوريين١ .

و مثله الثاني مع أدنى اختلاف٢ و رواه ( عقد ابن عبد ربه ) و ( بيان الجاحظ ) فقالا : « كان عليّ كرّم اللّه وجهه إذا دخل المقبرة قال : أما المنازل فقد سكنت ، و أمّا الأزواج فقد نكحت ، فهذا خبر ما عندنا فليت شعري ما عندكم ، ثم

ــــــــــــ

 ( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٥٣١ .

 ( ٢ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٤ : ٤٥ .

٣٢٢

قال : و الذي نفسي بيده لو اذن لهم في الكلام لقالوا : انّ خير الزّاد التقوى ، و كان يقول عليه السلام إذا دخل المقبرة : « السلام عليكم أهل الدّيار الموحشة ، و المحالّ المقفرة ، من المؤمنين و المؤمنات اللّهمّ اغفر لنا و لهم ، و تجاوز بعفوك عنّا و عنهم ، ثم يقول : الحمد للّه الذي جعل الأرض كفاتا احياء و أمواتا ، و الحمد للّه الذي منها خلقنا و إليها يعيدنا و عليها يحشرنا ، طوبى لمن ذكر المعاد و عمل الحسنات و قنع بالكفاف و رضي عن اللّه عزّ و جل »١ و رواه ( الفقيه )٢ مختصرا .

قوله : « و قال عليه السلام و قد رجع من صفّين » بين دور بني عوف و سكّة الثوريّين .

« فأشرف على القبور بظاهر الكوفة » قد عرفت من رواية نصر أنّها قبور حدثت بعد شخوصه عليه السلام إلى الشام و الأوّل منها قبر خبّاب .

و في ( تفسير القمي ) : نظر عليه السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال :

« هذه كفات الأموات » أي : مساكنهم ثمّ نظر إلى بيوت الكوفة فقال : « هذه كفات الأحياء » ثم تلا قوله تعالى : ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء و أمواتا٣ .

و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : زوروا موتاكم فإنّهم يفرحون بزيارتكم ، و ليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه و عند قبر امّه بما يدعو لهما٤ و عن عليّ بن بلال : و كان مشى إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام : من أتى قبر

ــــــــــــ

 ( ١ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ٣ : ١٦٥ ، و البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ١٥٥ .

 ( ٢ ) الفقيه ١ : ١٧٩ .

 ( ٣ ) تفسير القمي ٢ : ٤٠٠ ، و الآية ٢٥ ، ٢٦ من سورة المرسلات .

 ( ٤ ) الكافي ٣ : ٢٣٠ ح ١٠ .

٣٢٣

أخيه ثم وضع يده على القبر و قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر١ سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر٢ و عن عمرو بن أبي المقدام : مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة فوقف عليه فقال : « اللّهمّ ارحم غربته ، وصل وحدته ، و آنس وحشته ، و اسكن إليه من رحمتك ما يستغني به عن رحمة من سواك و ألحقه بمن كان يتولاّه »٣ .

« يا أهل الديار الموحشة » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام في التسليم على أهل القبور : السلام على أهل الديار من المسلمين و المؤمنين ، رحم اللّه المستقدمين منّا و المستأخرين ، و انّا إن شاء اللّه بكم لاحقون٤ .

« و المحال المقفرة » من ( أقفرت الدّار ) : خلت ، و القفر : مفازة لا نبات فيها و لا ماء .

« و القبور المظلمة يا أهل التربة و يا أهل الغربة و يا أهل الوحشة » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : ما من موضع قبر إلاّ و هو ينطق كلّ يوم ثلاث مرّات : « أنا بيت التّراب ، أنا بيت البلى ، أنا بيت الدّود و زاد في خبر آخر : أنا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران »٥ .

« أنتم لنا فرط سابق » في ( الصحاح ) : الفرط بالتحريك الذي يتقدّم الواردة فيهيّئ لهم الأرسان و الدّلاء ، و يمدر الحياض ، و يستقي لهم ، و هو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع٦ ، يقال رجل فرط و قوم فرط ، و في الخبر :

ــــــــــــ

 ( ١ ) القدر : ١ .

 ( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٢٩ ح ٩ .

 ( ٣ ) الكافي للكليني ٣ : ٢٢٩ ح ٦ .

 ( ٤ ) الكافي ٣ : ٢٢٩ ح ٨ .

 ( ٥ ) الكافي ٣ : ٢٤٢ ح ٣ .

 ( ٦ ) الصحاح : ( فرط ) .

٣٢٤

« أنا فرطكم على الحوض » و منه قيل للطفل الميّت : « اللّهم اجعله لنا فرطا » أي :

اجرا يتقدّمنا حتّى نرد عليه١ .

« و نحن لكم تبع لاحق » في ( الفقيه ) : في التسليم على أهل القبور : السلام على أهل الديار من المؤمنين و المسلمين ، رحم اللّه المتقدّمين منكم و المتأخّرين ، و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون٢ .

و في ( المعجم ) : عزّى المازني بعض الهاشميين فقال :

انّي أعزّيك لا أنّي على ثقة

من الحياة و لكن سنّة الدّين

ليس المعزّي بباق بعد ميّته

و لا المعزّى و إن عاشا إلى حين٣

و في ( الأغاني ) : خرج النعمان بن المنذر إلى الصيد ، و معه عديّ بن زيد ،

فمرّوا بشجرة ، فقال عديّ : أتدري أيّها الملك ما تقول هذه الشجرة ؟ قال : لا .

قال : تقول :

ربّ ركب قد أناخوا عندنا

يشربون الخمر بالماء الزّلال

عصف الدهر بهم فانقرضوا

و كذاك الدّهر حالا بعد حال

ثم جاوز الشجرة فمرّ بمقبرة ، فقال : أتدري أيّها الملك ما تقول هذه المقبرة ؟ قال : لا قال : تقول :

أيها الرّكب المخبّون

على الأرض المجدّون

فكما أنتم كنّا

و كما نحن تكونون٤

و في ( العقد ) : قيل للرّقاشي ، و كان قد جلس بين المدينة و المقبرة : ما أجلسك هاهنا ؟ قال : « أنظر إلى هذين العسكرين ، فعسكر يقذف الأحياء

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح مادة ( فرط ) .

 ( ٢ ) الفقيه ١ : ١٧٩ .

 ( ٣ ) معجم الادباء للحموي ٧ : ١١٠ ترجمة ( بكر بن محمد ) .

 ( ٤ ) الأغاني ٢ : ٩٥ ٩٦ .

٣٢٥

و عسكر ، يلتقم الموتى »١ .

« أمّا الدّور فقد سكنت » هذه الفقرة إلى آخر العنوان جعلها المصنّف جزء كلامه عليه السلام في زيارة القبور بعد رجوعه من صفّين مع أنّها ليست في ( كتاب نصر ) و ( تاريخ الطبري ) اللّذين عرفت أنّهما مستندة ، و ( البيان ) و ( العقد ) قد عرفت أنّهما نقلا هذا مستقلاّ كذاك ، و الصواب ، كون هذا جزء كلامه عليه السلام بعد الجمل ، فروى ابن أبي شعبة في ( تحفه ) : قال جابر الأنصاري : كنّا مع أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة فلمّا فرغ من قتال من قاتله أشرف علينا في آخر الليل فقال : ما أنتم فيه ؟ فقلنا : في ذمّ الدّنيا ، فقال : علام تذمّ الدّنيا يا جابر ؟ إلى أن قال :

قال : يا جابر امض معي ، فمضيت معه حتّى أتينا القبور ، فقال : يا أهل التّربة ،

و يا أهل الغربة ، أمّا المنازل فقد سكنت و امّا المواريث فقد قسّمت و أمّا الأزواج فقد نكحت ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟ » ثمّ أمسك عنّي مليّا ثمّ رفع رأسه ، فقال : و الذي أقلّ السماء فعلت ، و سطح الأرض فدحت ، لو أذن للقوم في الكلام لقالوا : إنّا وجدنا خير الزّاد التقوى ثمّ قال : يا جابر إذا شئت فارجع٢ .

و ممّا قلنا يظهر أنّ المصنّف جمع بين كلاميه عليه السلام بعد صفّين و بعد الجمل في عنوان الأول لكونهما في موضوع واحد .

هذا ، و قوله : « فعلت » و « فدحت » في خبر ( التحف ) الفاء فيهما فاء التعقيب و « علت » و « دحت » فعلان من العلوّ و الدّحو .

« و أمّا الأزواج فقد نكحت » و مرّ في سابع الفصل قوله عليه السلام : « و صارت أموالهم للوارثين و أزواجهم لقوم آخرين » مع شرحه .

ــــــــــــ

 ( ١ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ٣ : ٢٣٦ .

 ( ٢ ) تحف العقول لابن شعبة الحراني : ١٨٦ .

٣٢٦

و في ( نفحة اليمن ) قيل : إنّ الهادي العبّاسي كان مغرما بجارية تسمّى غادر ، و كانت من أحسن النساء وجها و أكثرهنّ أدبا و ألطفهنّ طبعا و أطيبهنّ غناء ، فبينا هي ذات ليلة تنادمه ، و تغنّيه ، إذ تغيّر لونه و ظهر أثر الحزن عليه فقالت : ما بالك لا أراك اللّه ما تكره فقال : وقع في فكري السّاعة أنّي أموت و أنّ أخي هارون يلي الخلافة بعدي ، و إنّك تكونين معه كما أنت معي الآن فقالت : لا أبقاني اللّه بعدك أبدا و أخذت تلاطفه و تزيل هذا الخيال من خاطره ، فقال : لابدّ أن تحلفي لي أيمانا مغلّظة ألاّ تقربي إليه بعدي ، فحلفت على ذلك و أخذ عليها العهود و المواثيق ، ثمّ خرج و أرسل إلى أخيه هارون و أحلفه ألاّ يخلو بغادر ،

و أخذ عليه من المواثيق الغليظة ما أخذ عليها ، فلم يمض إلاّ شهر حتى مات الهادي ، و انتقلت الخلافة إلى هارون فطلبت الجارية فحضرت ، فأمرها بالأخذ في المنادمة ، فقالت : و كيف تصنع بتلك الأيمان و العهود ؟ فقال : قد كفّرت عنك و عن نفسي ثمّ خلا بها و وقعت من قلبه موقعا عظيما بحيث لم يكن يصبر عنها ساعة ، فبينا هي ذات ليلة نائمة في حجره إذ استيقظت مذعورة فقال : ما بالك فدتك نفسي قالت : رأيت أخاك ينشد :

أخلفت عهدي بعد ما

جاورت سكّان المقابر

و نسيتني و حنثت في

أيمانك الزّور الفواجر

و نكحت غادرة أخي

صدق الّذي سمّاك غادر

لا يهنك الألف الجديد

و لا تدر عنك الدوائر

فقال : فدتك نفسي انّما هي أضغاث أحلام ، فقالت كلاّ ثم ارتعدت و اضطربت بين يديه حتّى ماتت١ .

و في ( العيون ) ، قال المدائني : احتضر رجل من العرب و له ابن يدبّ بين

ــــــــــــ

 ( ١ ) نفحة اليمن للشرواني : ٢٤ .

٣٢٧

يديه و امّ الصبّيّ جالسة عند رأسه ، و اسم الصبّيّ معمر ، فقال :

و انّي لأخشى أن أموت فتنكحي

و يقذف في أيدي المراضع معمّر

و ترخي ستور دونه و قلائد

و يشغلكم عنه خلوق و مجمر

فما لبث أن مات ثمّ تزوّجت ثمّ صار ابنه معمر إلى ما ذكر١ .

و وهب المتوكّل لأحمد بن حمدون جارية يقال لها ( صاحب ) من جواريه ، حسنة كاملة ، و حمل كلّ ما كان لها و كان شيئا كثيرا عظيما فلمّا مات ابن حمدون تزوّجت صاحب ، قال أبو علي بن المنجّم : فرأيته في النوم و هو يقول :

أبا عليّ ما ترى العجائبا

أصبح جسمي في التّراب غائبا

و استبدلت ( صاحب ) بعدي صاحبا

و كان أبوه حمدون ينادم المعتصم ، ثم الواثق ، و كان يعاتب المتوكّل في أيّام أخيه ، و لمّا مات الواثق نادم المتوكّل ، فلما كان في بعض الأيام أمر المتوكّل بإحضار فريدة جارية أخيه الواثق مكرهة ، و دفع إليها عود فغنّت غناء كالنّدبة ، فغضب المتوكّل ، فغنّت بتحزّن و شجى ، فزاد ذلك في طيب غنائها فوجم حمدون للرقّة التي تداخلته ، فغضب المتوكّل و رأى أنّه فعل ذلك بسبب أخيه ، و كان يبغض كلّ من مال إلى أخيه ، فأمر بنفيه إلى السّند و ضربه ثلاثمائة سوط و تزوّج المتوكّل فريدة بعد ذلك٢ .

و في ( الأغاني ) و العهدة عليه أعطى عبد اللّه بن أبي بكر ، عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل حديقة على ألاّ تتزوّج بعده ، و لما مات من السهم الذي أصابه بالطائف أنشأت تقول :

ــــــــــــ

 ( ١ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١١٥ ١١٦ .

 ( ٢ ) معجم الادباء للحموي ٢ : ٢٠٨ .

٣٢٨

فأقسمت لا تنفكّ عيني سخينة

عليك و لا ينفكّ جلدي أغبرا

مدى الدّهر ما غنّت حمامة أيكة

و ما طرد الليل الصباح المنوّرا

فخطبها عمر فقالت : قد كان أعطاني حديقة على ألاّ أتزوّج ، قال عمر :

فاستفتي ، فاستفتت أمير المؤمنين عليه السلام فقال عليه السلام لها : ردي الحديقة على أهله ،

فتزوّجها عمر ، فلما بنى لها دعا عدّة منهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال عليه السلام لعمر :

مرها تستتر اكلّمها ، فاستترت فقال عليه السلام لها :

فأقسمت لا تنفكّ عيني سخينة

عليك و لا ينفكّ جلدي أغبرا

فقال عمر : و ما أردت إلى هذا ؟ فقال عليه السلام : و ما أرادت إلى أن تقول ما لا تفعل ؟١ قال تعالى : كبر مقتا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون٢ .

هذا ، و في ( زنبيل القاجاري ) : أوصى أحد تجّار البصرة إلى الشيخ عليّ بن كاشف الغطاء مصرف ثلثه ، فأنفذ الشيخ وكيله فأخذ الثلث و أوصله إليه و صرفه إلى المستحقين لكنّه نسي محى الدّين النجفي ، و كان شاعرا أديبا و كان الوكيل تزوّج بزوجة البصريّ أيضا ، فاتفق حضور الوكيل و محيى الدين في درس الشيخ ، و كان دأب الشيخ أن يعطي ( الشرايع ) من كان من الطّلاب جيّد الأدب ليقرأ مسألة ، ثم يشرح هو ، فأعطى ( الشرائع ) محي الدين ليقرأ ، فأخذ الكتاب و فتحه و قرأ إنشاء من نفسه : « مسائل ، الأولى : تركة الميّت حبوة للوصيّ ، و في زوجته تردد ، و الأشبه أنّها جعالة للوكيل » فقال الشيخ : ما تقرأ ؟ فأعاد . فضحك الطّلاّب . و فهم الشيخ مراده فأرضى خاطره٣ .

« و أمّا الأموال فقد قسمت » في ( كنايات الجرجاني ) : قال الخليل مشيرا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأغاني ١٨ : ٦٠ .

 ( ٢ ) الصف : ٣ .

 ( ٣ ) معتمد الدولة ، زنبيل : ٢٦١ .

٣٢٩

إلى الأيام و الليالي :

و ينكحن أزواج الغيور عدوّه

و يقسمن ما يحوي الشّحيح من الوفر١

و في ( صفّين نصر ) : سمع أمير المؤمنين عليه السلام قائلا ينشد أبيات الأسود بن يعفر في أيوان كسرى :

ما ذا أؤمّل بعد آل محرّق

تركوا منازلهم و بعد إياد٢

فقال عليه السلام : هلاّ قرأتم : كم تركوا من جنّات و عيون و زروع و مقام كريم و نعمة كانوا فيها فاكهين كذلك و أورثناها قوما آخرين٣ و قال الحارث بن حلّزة :

بينا الفتى يسعى و يسعى له

تاح له من أمره خالج

يترك ما رقح من عيشه

يعيث فيه همج هامج

لا تكسع الشول باغبارها

إنّك لا تدري من النّاتج٤

« هذا خبر ما عندنا » « هذا » اشارة إلى ما مرّ من خبر دورهم و ازواجهم و أموالهم و ما قاله عليه السلام من أخبار الأحياء لهم هو الأكثر ، و عامّ لجميع الناس ،

و قد يخبرون موتاهم بأمور أخرى قال مهلهل في أخيه كليب الّذي يرميه بكونه زيرا لمّا طلب ثأره :

فلو نبش المقابر عن كليب

فيخبر بالذنائب أيّ زير٥

و قال آخر :

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكنايات للجرجاني : ٢٣ .

 ( ٢ ) صفين لنصر بن مزاحم : ١٤٢ ١٤٣ ، و كذلك في العقد الفريد ٣ : ٢٨٩ .

 ( ٣ ) الدخان : ٢٥ ٢٨ .

 ( ٤ ) لسان العرب ١٤ : ٣٢ و ١٥ : ١٢٩ .

 ( ٥ ) المصدر نفسه ٥ : ٦٥ و كذا الأصمعيات .

٣٣٠

قد كان بعدك أنباء و هنبثة

لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب١

« ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم إنّ خير الزاد التقوى » روى ( أمالي ابن الشيخ ) مسندا عن صهيب بن عباد عن جعفر بن محمد عليه السلام : أنّ عليا عليه السلام مرّ بمقبرة فسلّم ثم قال : السلام عليكم يا أهل المقبرة و التربة ، اعلموا أنّ المنازل بعدكم قد سكنت ، و أنّ الأموال بعدكم قد قسّمت ، و أنّ الأزواج بعدكم قد نكحت ، فهذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم ؟ فأجاب هاتف يسمع صوته و لا يرى شخصه : و عليك السلام يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته ، أما خبر ما عندنا فقد وجدنا ما عملنا ، و ربحنا ما قدّمنا ، و خسرنا ما خلّفنا ، فالتفت عليه السلام إلى أصحابه فقال : أسمعتم ؟ قالوا :

نعم قال : فتزوّدوا فإنّ خير الزّاد التقوى٢ .

و في ( الفقيه ) : وقف النبي صلّى اللّه عليه و آله على القتلى ببدر و قد جمعهم في قليب فقال : يا أهل القليب انّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا ؟ فقال المنافقون : إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يكلّم الموتى ، فنظر اليهم فقال : لو اذن لهم في الكلام ، لقالوا : نعم و إنّ خير الزّاد التقوى٣ .

و في ( جمل المفيد ) بعد ذكر هزيمة أهل الجمل : ثمّ سار عليه السلام حتى وقف على كعب بن سور القاضي و هو مجدّل بين القتلى ، و في عنقه المصحف فقال عليه السلام : نحّو المصحف و ضعوه في مواضع الطّهارة ، ثم قال : أجلسوا إليّ كعبا فأجلس ، فقال : يا كعب قد وجدت ما وعدني ربّي حقّا فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّا ؟ ثمّ قال : أضجعوه ، و تجاوز عليه السلام فمرّ على طلحة صريعا ،

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصدر نفسه ١٥ : ١٤٤ و قد نسبه إلى الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام .

 ( ٢ ) الأمالي : ٥٥ المجلس ٢ رقم ٧٦ .

 ( ٣ ) الفقيه ١ : ١٨٠ ح ٥٣٦ .

٣٣١

فقال : أجلسوه فأجلس ، فقال يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربّي حقّا ، فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّا ؟ ثمّ قال : أضجعوه ، فقال رجل من القرّاء : يا أمير المؤمنين ما كلامك ؟ هذه الهامّ قد صديت ، لا تسمع لك كلاما ، و لا تردّ جوابا ،

فقال عليه السلام : إنّهما ليسمعان كلامي ، كما سمع أصحاب القليب كلام النبي صلّى اللّه عليه و آله و لو اذن لهما في الجواب لرأيت عجبا١ و روى ( محاسن البرقي ) : أنّ سلمان في جمعة مرّ على مقبرة فقال : السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين و المسلمين هل علمتم أنّ اليوم جمعة ؟ فلمّا رجع و نام أتاه آت ، فقال : و عليك السلام يا أبا عبد اللّه ، تكلّمت فسمعنا ، و سلّمت فرددنا ، و قلت : هل تعلمون أنّ اليوم جمعة ؟ و قد علمنا ما يقول الطير في يوم الجمعة قال : و ما يقول ؟ قال :

يقول : ( قدّوس قدّوس ربّنا الرحمن الملك و ما يعرف عظمة ربّنا من يحلف باسمه كاذبا ) و ذكروا انّ عمر بن عبد العزيز سمع خصيا للوليد بن عبد الملك على قبره و هو يقول : يا مولاي ماذا لقينا بعدك ؟ فقال له : اما و اللّه لو اذن له في الكلام لأخبر أنّه لقي أكثر٢ .

٢٠

الحكمة ( ١٣٢ ) و قال عليه السلام :

إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ لِدُوا لِلْمَوْتِ وَ اِجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ وَ اِبْنُوا لِلْخَرَابِ أقول : « إن للّه ملكا ينادي في كلّ يوم » ينبغي أن يحمل هذا النّداء على لسان الحال لا المقال ، و مثله ما في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : إنّ للقبر كلاما في كلّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) الجمل للمفيد : ٢١٠ .

 ( ٢ ) المحاسن للبرقي ١ : ١١٩ .

٣٣٢

يوم ، يقول : أنا بيت الغربة ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدّود ، أنا القبر ، أنا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّار ، فكلام القبر أيضا بلسان الحال١ .

« لدوا للموت » اللاّم فيه لام العاقبة كما في « للفناء » و « للخراب » في ما بعد .

قيل لرجل : لم مات فلان ؟ قال : لأنّه ولد و لكلّ سبع قوت ، و ابن آدم قوت سبع الموت ، و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : إنّ النّطفة إذا وقعت في الرّحم ،

بعث اللّه تعالى ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها ، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحنّ إليها حتّى يدفن فيها٢ .

« و اجمعوا للفناء » و تركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم .٣ .

و قيل بالفارسية :

اندك اندك خانمان آراستن

پس بيكبار از سرش برخاستن٤

و في الخبر : أنّ ابن آدم يمثّل له ماله في آخر يوم من دنياه و أوّل يوم من عقباه ، فيقول له : إنّي و اللّه كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك ؟ فيقول : خذ منّي كفنك٥ .

« و ابنوا للخراب » :

ما أنت معتبر بمن خربت

منه غداة قضى دساكره٦

قيل ليحيى البرمكيّ بعد قتل الرشيد لابنه جعفر : أمر بتخريب ديارك ،

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكافي ٣ : ٢٤٢ ح ٢ .

 ( ٢ ) الكافي للكليني ٣ : ٢٠٣ ح ٢ .

 ( ٣ ) الأنعام : ٩٤ .

 ( ٤ ) الكشكول للشيخ البهائي : ١٢٢ و ذكر في الديوان أنّه لمولوي : ٤٥ .

 ( ٥ ) الكافي ٣ : ٢٣١ ح ١ .

 ( ٦ ) لأبي العتاهية ، ذكره المسعودي في مروج الذهب ٣ : ٣٦٧ .

٣٣٣

فقال : كذلك تخرّب دياره ، فصار كما قال في قتل الأمين١

٢١

الحكمة ( ١٦٨ ) و قال عليه السلام :

اَلْأَمْرُ قَرِيبٌ وَ اَلاِصْطِحَابُ قَلِيلٌ أقول : « الأمر قريب » ، في ( مطالب سؤول ابن طلحة الشافعي ) قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام : أخبرني عن واجب و أوجب ، و عجب و أعجب ، و صعب و أصعب ، و قريب و أقرب ، فقال عليه السلام :

توب ربّ الورى واجب

و ترك الذّنوب أوجب

و الدهر في صرفه عجيب

و غفلة الناس عنه أعجب

و الصبر في النائبات صعب

لكن فوت الثّواب أصعب

و كلّ ما يرتجى قريب

و الموت من ذاك أقرب٢

و في ( الكافي ) عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : سئل أيّ المؤمنين أكيس ؟ فقال : أكثرهم ذكرا للموت ، و أشدّهم له استعدادا٣ .

« و الإصطحاب قليل » :

و كلّ أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك إلاّ الفرقدان٤

و في الخبر : نزل جبرئيل على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال له : يا محمّد عش ما شئت فانّك ميّت ، و أحبب من شئت فإنّك مفارقه ، و اعمل ما شئت فإنّك لاقيه٥

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٦ : ٤٩٤ .

 ( ٢ ) مطالب السؤول ابن طلحة الشافعي : ٦٢ .

 ( ٣ ) الكافي ٣ : ٢٥٨ ح ٢٧ .

 ( ٤ ) العقد الفريد ٣ : ٩٢ ، و الكامل للمبرد : ١٢٤٠ و هو بلفظ الفرقدان .

 ( ٥ ) الكافي ٣ : ٢٥٥ ح ١٧ .

٣٣٤

٢٢

الحكمة ( ١٨٢ ) و قال عليه السلام :

اَلرَّحِيلُ وَشِيكٌ الوشيك : ما كان سرعته عجيبا ، قال الشاعر في قتل خالد بن الوليد ، مالك بن نويرة و زناه بإمرأته :

أ تقتلهم ظلما و تنكح فيهم ؟

لو شكان هذا و الدّماء تصبب١

و في ( الصحاح ) : يقال عجبت من وشك ذاك الأمر و من وشكه بفتح الواو و ضمّها و ( وشكان ذاك الأمر )٢ كذلك أيضا ، في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : عجب لقوم حبس أوّلهم عن آخرهم ثمّ نودي فيهم بالرّحيل و هم يلعبون٣ .

و قيل بالفارسية : تا بار نهادى كه صداى كوچ است .

أيضا :

مرا در منزل جانان چه جاى امن چون هر دم

جرس فرياد ميدارد كه بربنديد محملها٤

٢٣

الحكمة ( ٤١٩ ) و قال عليه السلام :

مِسْكِينٌ اِبْنُ آدَمَ مَكْتُومُ اَلْأَجَلِ مَكْنُونُ اَلْعِلَلِ مَحْفُوظُ اَلْعَمَلِ تُؤْلِمُهُ اَلْبَقَّةُ وَ تَقْتُلُهُ اَلشَّرْقَةُ وَ تُنْتِنُهُ اَلْعَرْقَةُ

ــــــــــــ

 ( ١ ) لسان العرب ١٥ : ٣٠٩ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( و شك ) .

 ( ٣ ) الكافي ٣ : ٢٥٨ ح ٢٩ .

 ( ٤ ) ديوان حافظ : ١٠ .

٣٣٥

أقول : روى الفقرات الثلاث الأخيرة الدّميري في كتابه عن ( كامل ابن عدي ) عن الأصبغ عنه عليه السلام هكذا : قال عليه السلام في خطبة : ابن آدم و ما ابن آدم تؤلمه بقّة و تنتنه عرقة و تقتله شرقة١ .

« مسكين ابن آدم » تقديم الخبر للحصر لإختصاصه دون ساير الحيوانات بمجموع هذه الصفات و لأنّه عليه السلام في مقام بيان مسكنته فتقديم الخبر أهمّ .

« مكتوم الأجل » حتّى الأنبياء إذا لم يعلمهم اللّه تعالى قبل ذلك ، فمات داود عليه السلام فجأة ، خطيبا على المنبر ، و مات سليمان عليه السلام فجأة متّكئا على عصاه ناظرا في ملكه ، فأيّ مسكنة أشدّ منه و الأصل في كلامه عليه السلام قوله تعالى : و أجل مسمّى عنده٢ فلا يعلمه غيره و لنعم ما قيل بالفارسية :

ناگهان بانگى برآمد خواجه مرد .

« مكنون العلل » قال ابن معروف مشيرا إلى قوله عليه السلام هذا ، و قوله :

« مكتوم الأجل » :

يا بؤس للإنسان في

الدّنيا و إن نال الأمل

يعيش مكتوم العلل

فيها و مكتوم الأجل

بينا يرى في صحّة

مغتبطا قيل اعتلل

و بينما يوجد في

ها ثاويا قيل ارتحل

فأوفر الحظّ لمن

يتبعه حسن العمل

و في ( المعجم ) : كان إسحاق الموصلي يسأل اللّه أن لا يبتليه بالقولنج لما رأى من صعوبته على أبيه فأري في منامه كأنّ قائلا يقول له : قد أجيبت

ــــــــــــ

 ( ١ ) حياة الحيوان للدميري ١ : ٢١٨ .

 ( ٢ ) الأنعام : ٢ .

٣٣٦

دعوتك و لست تموت بالقولنج و لكن تموت بضدّه ، فأصابه ذرب ، فمات منه سنة ( ٢٣٥ ) في خلافة المتوكّل١ .

و في ( المعجم ) أيضا : حدّث يموت بن المزرع قال وجّه المتوكّل في السنّة التي قتل فيها أن يحمل إليه الجاحظ من البصرة ، فقال لمن أراد حمله :

و ما يصنع بامرى‏ء ليس بطائل ، ذي شقّ مائل ، و لغاب سائل ، و فرج بائل ، و عقل حائل٢ و قال المبرّد دخلت على الجاحظ في آخر أيّامه و قلت له : كيف أنت ؟

فقال : كيف يكون من نصفه مفلوج لو حزّ بالمناشير ما شعر ، و نصفه الآخر منقرس لو طار الذّباب بقربه لآلمه و قال لمتطبّب يشكو إليه علّته : اصطلحت هذه الأضداد على جسدي إن أكلت باردا أخذ برجلي ، و إن أكلت حارّا أخذ برأسي٣ .

« محفوظ العمل » و كلّ صغير و كبير مستطر٤ ، ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد٥ ، يومئذ يصدر النّاس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره٦ ، . و ان كان مثقال حبّة من خردل آتينا بها و كفى بنا حاسبين٧ و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلاّ أحصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا .٨ يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل فتكن في صخرة أو

ــــــــــــ

 ( ١ ) معجم الادباء للحموي ٦ : ٥٣ ترجمة إسحاق الموصلي .

 ( ٢ ) معجم الادباء للحموي ١٦ : ١١٢ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه ١٦ : ١١٢ ترجمة الجاحظ .

 ( ٤ ) القمر : ٥٣ .

 ( ٥ ) ق : ١٨ .

 ( ٦ ) الزلزال : ٦ ٨ .

 ( ٧ ) الأنبياء : ٤٧ .

 ( ٨ ) الكهف : ٤٩ .

٣٣٧

في السماوات أو في الأرض يأت بها اللّه انّ اللّه لطيف خبير١ .

« تولمه البقّة » أي : البعوضة ، روي أنّ المنصور آذاه بعوض فكلّما دفعه عنه عاد إليه ، و كان عنده الصادق عليه السلام فقال له : لم خلق اللّه هذا البعوض ؟ قال :

ليذلّ به الجبابرة مثلك .

و قال الدّميري : يقال أنّ البقّ يتولّد من النّفس الحارّ و لشدّة رغبته في الإنسان لا يتمالك إذا شمّ رائحته إلاّ رمى نفسه عليه٢ .

و قال وهب بن منبّه : لمّا أرسل اللّه تعالى البعوض على النمرود اجتمع منه في عسكره ما لا يحصى ، فانفرد النمرود عن جيشه ، و دخل بيته ، و أغلق الأبواب ، و أرخى السّتور ، و نام على قفاه مفكّرا ، فدخلت بعوضة في أنفه و صعدت إلى دماغه فعذّب بها أربعين يوما حتّى أنّه كان يضرب برأسه الأرض ، و كان أعزّ النّاس عنده من يضرب رأسه ، ثم سقطت منه كالفرخ و هي تقول كذلك يسلّط اللّه رسله على من يشاء من عباده . ثم هلك حينئذ ، قال الطبرخزي :

و بعوضة قتلت بني كنعان٣

و كان بعض الجبابرة بالعراق يأخذ من يريد قتله ، فيخرجه مجرّدا إلى بعض الآجام التي بالبطائح و يتركه فيها مكتوفا تقتله البعوض في أسرع وقت .

« و تقتله الشّرقة » ( شرق بريقه ) غصّ به ، قال عديّ بن زيد :

لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصّان بالماء اعتصاري٤

و في ( الأغاني ) : نزل يزيد بن عبد الملك ببيت رأس بالشّام و معه

ــــــــــــ

 ( ١ ) لقمان : ١٦ .

 ( ٢ ) حياة الحيوان للدميري ١ : ٢١٧ .

 ( ٣ ) الدميري ، حياة الحيوان ١ : ١٨٢ .

 ( ٤ ) لسان العرب ٧ : ٩٧ .

٣٣٨

حبّابة فقال : زعموا أنّه لا تصفوا عيشة لأحد يوما إلى الليل إلاّ يكّدرها شي‏ء عليه و سأجرّب ذلك ، ثمّ قال لمن معه : إذا كان غد فلا تخبروني بشي‏ء و لا تأتوني بكتاب ، و قد خلا هو و حبّابة فأتيا بما يأكلان فأكلت حبّابة رمّانة فشرقت بحبّة منها فماتت فأقام لا يدفنها ثلاثا حتّى تغيّرت و أنتنت و هو يشمّها و يرشفها فعابوا عليه ما يصنع حتّى اذن في دفنها فما مضت إلاّ خمس عشرة ليلة حتّى دفن إلى جنبها١ .

« و تنتّنه العرقة » « تنتّنه » من باب التفعيل لا الإفعال ، ففي ( الصحاح ) : نتن الشي‏ء و أنتن بمعنى ، و نتّنه : غيره ، تنتينا : جعله منتنا ، و النتن : الرائحة الكريهة٢ .

و في ( الفقيه ) : قال الصادق عليه السلام : علّة غسل الجمعة أنّ الأنصار كانت تعمل في أموالها فإذا حضروا المسجد تأذّى الناس بأرواح آباطهم و أجسادهم ، فأمرهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بالغسل فجرت بذلك السّنّة٣ .

٢٤

الحكمة ( ٣٣٤ ) و قال عليه السلام :

لَوْ رَأَى اَلْعَبْدُ اَلْأَجَلَ وَ مَصِيرَهُ لَأَبْغَضَ اَلْأَمَلَ وَ غُرُورَهُ رواه ( الكافي )٤ و ( أمالي المفيد )٥ عنه هكذا : لو رأى العبد أجله و سرعته إليه لأبغض الأمل و ترك طلب الدّنيا .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأغاني ١٥ : ١٤٣ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( نتن ) .

 ( ٣ ) الفقيه ١ : ١١٢ ح ٢٣ .

 ( ٤ ) الكافي ٣ : ٢٥٩ ح ٣٠ .

 ( ٥ ) الأمالي للمفيد : ٣٠٩ ح ٨ .

٣٣٩

و في ( بيان الجاحظ ) : وجد في حجر مكتوب : يابن آدم لو أنّك رأيت يسير ما بقى من أجلك ، لزهدت في طول ما ترجو من أملك ، و لرغبت في الزّيادة في عملك ، و لأقصرت من حرصك و حيلك ، و انّما يلقاك غدا ندمك لو قد زلّت بك قدمك و أسلمك أهلك و حشمك ، و تبرأ منك القريب ، و انصرف عنك الحبيب ، فلا أنت إلى أهلك بعائد ، و لا في عملك بزائد١ .

و في ( المعجم ) : قال فضل بن حباب أبو خليفة :

و متعب السّفر مرتاح إلى بلد

و الموت يرصده في ذلك البلد

و ضاحك المنايا فوق هامته

لو كان يعلم غيبا مات من كمد

آماله فوق ظهر النّجم شامخة

و الموت من تحت اطليه على الرّصد

من كان لم يعط علما في بقاء غد

ماذا تفكّره في رزق بعد غد٢

٢٥

الحكمة ( ٣٦ ) و قال عليه السلام :

مَنْ أَطَالَ اَلْأَمَلَ أَسَاءَ اَلْعَمَلَ أقول : رواه ( الكافي ) هكذا : ( ما أطال عبد الأمل إلاّ أساء العمل )٣ قال بعضهم :

و منتظر للموت في كلّ ساعة

يشيّد بيتا دائما و يحصّن

له حين يتلوه حقيقة موقن

و أفعاله أفعال من ليس يوقن

عيان و انكار و كالجهل علمه

بمذهبه في كلّ ما يتيقّن٤

ــــــــــــ

 ( ١ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣٥ : ١٦٦ .

 ( ٢ ) الحموي ، معجم الادباء ١٦ : ٢٠٧ .

 ( ٣ ) الكافي ٣ : ٢٥٩ ح ٣٠ .

 ( ٤ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ٣ : ٢٠٧ لابن أبي حازم .

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478