• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24818 / تحميل: 5964
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

الذل

هناك أمور كثيرة تسبب ذل الانسان ، كالجهل والحمق وحقارة النفس وما اشبه. ومن هذه الامور تتعلق بشخص الانسان ، يعني يتمكن دفعها ان اراد ، ومنها ما لا تتعلق بشخصه ، وانما هي مرتبطه بالقضاء والقدر مثل اليتم والفقر وعدم الشخصيه وما اشبه ، وقد اخبرنا بذلك صادق آل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

١ ـ حدّثنا احمد بن محمّد بن الهيثم العجليرحمه‌الله قال : حدثنا ابو العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيت ، قال : حدثنا تميم بن بهلون ، عن ابيه ، عن عبيد الله بن الفضل الهاشمي ، قال : قال ابو عبد اللهعليه‌السلام ثلاثة من عازهم ذل : ـ الوالد. والسلطان. والغريم الخصال باب الثلاثة ، ص ١٥٥ ، الحديث ٢٧١.

١٢١

توابع المرء

لا بدّ للانسان من الرّحيل ، فانّ هذه الحياة ليست مقاماً للمقام ، كل من عليها فان ، أمّا ، فاذا يبقى وماذا يأخذ ؟ يقول الناس ما ترك ، وتقول الملائكة ما قدم ؟. أمّا ما تركه فهو للوارث يتنعّم ، به وأما الذي يأخذه وهو تابع وباق اليه : هي ثلاث : قالها الامام ابو عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام .

١ ـ حدثنا أبيرحمه‌الله قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن على بن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ليس تبيع الرجل بعد موته من الأجر الاّ ثلاث خصال : صدقة اجراها في حياته فهي تجري تعد موته الى يوم القيمة وصدقة موقوفة الاّ تورّث ، اود هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، او ولد صالح يستغفر له الخصال ، باب الثلاثة ، ص ١١٩ ، الحديث ١٨٤. اقول : هنيئا لمن رزقه الله هذه فانه لا ينالها الاّ ذو حظ عظيم ، فيا ليتنا لم نحرم منها ان شاء الله تعالى.

١٢٢

نقص العيش

هناك أسباب تنقص العيش ، وتنهك الجسم ، وتتعب القلب ، و تضل العقل ، أجارنا الله تعالى منها جميعا ، وقد نبّهنا عليها أئمتنا سادات البشر صلوات الله وتحيّاته عليهم اجمعين كي نحذر منها جهد امكاننا حتى لا نبتلى في الحياة فتفوتنا السعادة لا سمح الله.

١ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد ، قال : حدثني ابو عبد الله الرازي عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد السجتاني ، عن أبي عبد الله عليه صلوات الله ، قال : خمس خصال ـ الى أن قالعليه‌السلام ـ من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب. فأولها صحة البدن. والثانية الأمن. والثالثه السعة في الرزق. والرابعة الانيس الموافق ، قلت : وما الأنيس الموافق ؟ قالعليه‌السلام : الزوجة الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال ، الدعة اي الراحة السعه في الحياة الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٣١ ، الحديث ٣٤. وقد تقلنا هذا الحديث في فصل تقص العيش لجهة اخرى فيه.

١٢٣

التمتع بالولد بعد الموت

لماذا نحب الولد ؟ لأنا نتمتع به ، ويمكن أن يدوم هذا التمتع والتمتع ويتصل سلكه الى الآخرة ، الى بعد هذا التمتع المنقطع ، والتمتع هناك دائم والالتذاذ باقي ، لكن بشرط أن يربي الأب الولد حسب ما يرتضيه الله جلّ وعلا ذكره ، فان تعب عليه ورباّه تربية صالحة ، يكون الولد له رحمة ، وان تركه في الوسط المنحرف المنجرف فضل عن الصواب ، فانه يتحمل التبعة ويكون الولد عليه نقمة ـ والعياذ بالله ـ ربنا اصلحنا وذرياتنا واجعلنا مسلمين لك انك على كل شيء قدير.

١ ـ حدثنا أبيرحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب الصيرفي ، عن الهيثم أبي كهمس ، عن ابيعبد اللهعليه‌السلام ، قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته ولد صالح يستعفر له. ومصحف يقرء فيه وقليب ( بئر ) يحفره. وغرس يغرسه. وصدقه ماء يجريه. وسنّة

١٢٤

حسنة يؤخذ بها بعده الخصال ، باب الستة ، ص ٢٦٣ ، الحيث ٩.

الرّعاية

الرعاية أمر يحسنّه العقل والنقل ، ومن حسنات المرء أن يكون مراعيا لمن له أدني صلة به ، فان الرعاية دليل العظمة وجلالة القدر ، فمن يكون عظيما في نفسه ، جليل القدر ، لا تفوته وعاية المحقّين ، من الايتام والمستضعفين.

١ ـ فقد قال أمير المؤمنين ، وقائد العز المحجّلينعليه‌السلام : من رعى الأيتام رعيّ في يتيمه. جاء في كتاب درر الكلم ، ص ٢٥٥.

١٢٥

الاقوال

توجد اقوال كثيرة من الانبياء والائمة: مما يخص الولد والوالد ولا تخلو من حكمة ثابتة او سنة عادلة او فلسفة متقنة او منطق سليم وما اشبه فعلينا وعلى من يأتي بعدنا الاستفادة والاستزاده منها فان العلم حياة القلوب.

١ ـ قال بعض الحكماء : رأيا امور الناس على خمسة اوجه : منها : القضاء والقدر وهو على خمسة اقسام الأهل والولد والمال والسلطان والعمر معدن الجواهر ص ٥١.

٢ ـ قيل أنس المرء في خمسة اشياء : منه : الولد البار معدن الجواهر ص ٥١.

١٢٦

الكبائر

ان المعاصي ـ كما قسمت في الشرع ـ على ضربين : الكبائر والصغائر ، وقال بعض الأعلام انه لا توجد صغائر فكل معصية بالنسبة : هي ما ذكر عفابها في القرآن ، وقد عدّها أئمّتنا: بأعداد مختلفة ويمكن الجمع بين اقوالهم: بأن نقول : كانوا: يراعون الزمان والمكان والسائل في اجوبتهم والأ فكل المعاصي كبيرة بالنسبة الى الأصغر منها ، والموارد تختلف.

١ ـ ففي مود قال الامام الصادقعليه‌السلام : الكبائر سبع فينا أنزلت ومنّا استحلّت : منها : عقوق الوالدين معدن الجواهر ص ٥٩.

٢ ـ روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الكبائر تسعة : منها : وعقوق الوالدين معدن الجواهر ص ٦٦.

٣ ـ وأرسل ـ اي في عيون اخبار الرضاعليه‌السلام ـ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا اخبركم بأكبر الكبائر : الاشراك بالله وعقوق الوالدين ، وقول الزور ـ أي الكذب ـ مكاسب الشيخ

١٢٧

الانصاري1 ، الكذب ، ص ١٦٠ ، الطبعة الجديدة وقال في التعليقة : راجع احياء العلوم للغزالي ، الجزء ٣. ص ١٣٥ ، سطر ١٢ ، وفي المصدر : ألا انبئكم ، بدل ألا اخبركم.

٤ ـ وفيه « اي كتاب الجعفريات » عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اكبر الكبائر : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ذرايع البيان ، تكملة الآفة الثامنة ، ص ٢٠٠.

١٢٨

الجبن

من الصفات الرذيلة صفة الجبن ، وهي من اخس الرذائل ، وأن تمكّنت ـ والعياذ بالله ـ من الانسان ، تجعله يهرت من كل شيء ، حتى ممّا له الخير ، وحتى من أعز الناس عليه وهو الأب مثلاً ، فيا أبنائنا نوصيكم أن لا تكونوا جبناء ، فتهربوا من المسؤلية ، ولا تكونوا متهوّرين فتعثوا في الأرض الفساد ، فخيرالأمور اواسطها ، واختار الوسط وكونوا شجعان لا تهربوا من الطاعة ولا تركبوا المعصية.

١ ـ حدّثنا محمد بن الحسنرحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يوسف أخي احمد بن يوسف بن القاسم الكاتب عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن سدير الصيرفي قال : قال ابو جعفر عليه الصلاة والسلام : لا تقارن ولا تواخي اربعة : الأحمق ، والبخيل ، والجبان ، والكذّاب ، أما الأحمق فانّه يريد ان ينفعك فيضرك. وأما البخيل فانه يأخذ منك ولا يعطيك. وأما الجبان فانّه يهرب عنك وعن والديه. وأما الأحمق فانّه يصدق ولا يصدق الخصال ، باب الاربعة ، ص ١٩٨ ، الحديث ١٠٠.

١٢٩

سنن عبد المطلب

ان الله في خلقه شئون. كان قبل البعثة رجال عظماء ، يدينون لله تعالى بأحسن وجه ، والناس تائهون في وديان الجهالة والضلالة ، وهؤلاء المتدينون قد تمسّكوا بالعروة الوثقى ، أي تمسّكوا بارادة السماء والله سبحانه وتعالى هداهم الى اصوب الطرق والحبها ، فسنّوا سننا كبيرة وعظيمة بين الناس ، فأمضاها رب الأرباب تعالى وتقدّس ، وبقيت حتى البعثة وبعدها والى يوم القيامة ، ما كان لله ينمو. هكذا و الاّ فلا. فمن هؤلاء العظماء جدّنا شيخ بني هاشم ، عبد المطلب رضوان الله تعالى عليه ، وجزاه عنّا خيراً.

١ ـ حدثنا محمد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد ، قال حدثنا ابو يزيد ، قال : حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمي ، عن ابيه قال : حدثنا أنس بن محمد ابو مالك ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في وصيته له ، يا علي ان عبد المطلب سنّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام أ ـ حرّم نساء الآباء على الأبناء ، فأنزل الله عزّ وجلّ( ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء ) . ب ـ ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدّق به ، فأنزل الله عزّ وجلّ( واعلموا أن ما

١٣٠

غنمتم من شيء فان لله خمسه الى آخره. ج ـ ولمّا حفر زمزم سمّاها سقاية الحاج ، فأنزل الله عزّ وجلّ( اجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد كمن آمن بالله واليوم الآخر ) الآية. د ـ وسنّ في القتل مائة من الابل ، فأجري الله عزوجل ذلك في الإسلام. ه‍ ـ ولم يكن الطواف عدد عند قريش ، فسنّ فيهم عبد المطلب سبعة اشواط ، فأجري الله تعالى ذلك في الإسلام يا علي ان عبد المطلب كان لا يقسم بالازلام ، ولا يعبد الأصنام ، ولا يأكل ما ذبح على النصب ويقول : أنا على دين أبي ابراهيم على نبينا وآله وعليه‌السلام الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٤ ، الحديث ٩٠.

٢ ـ قال سيد الموحّدين وقائد الغزّ المحجّلين امير المؤمنين فداه روحي وارواح العالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابنائه الطاهرين الى يوم الدين : عقّوا عن اولادكم يوم السابع وتصدقوا بوزن شعرهم فضّة على مسلم ، وكذلك فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحسن والحسين8 وسائر ولده: المواعظ العددية ، باب الاربعمائة ، ص ٢٩٤.

١٣١

ذبح الولد

من العجيب الذي لا يكاد يصدّق ـ لولا الايمان ـ أن نبيّا من اولى العزم يرى في المنام أنه يذبح ولده ، ثم يقصد تصديق منامه ، وتلّه للجبين ، وناديناه ان يا ابراهيم قد صدّقت الرؤيا. وهكذا سيّد قريش عبد المطلب رضوان الله تعالى عليه ينذر ذبح ولده العاشر وهو عبد الله أبو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيفدي بمائة من الابل كما أفدي اسماعيل بذبح عظيم فبهذه وذلك يدفع عنها الذبح ويبقى الفخر مدي الزمان حتى يقول رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا ابن الذبيحين.

١ ـ حدثنا احمد بن الحسن القطّان ، قال : اخبرنا احمد بن محمد سعيد الكوفي ، قال : علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابيه قال : سألت ابا الحسن علي بن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام عن معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انا ابن الذبيحين ، قالعليه‌السلام : يعني اسماعيل بن ابراهيم الخليلعليه‌السلام ، وعبد الله بن عبد المطلب. أما اسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر الله به ابراهيم ، فلما ابلغ معه السعي ، قال يا بني اني أرى في المنام أني اذبحك ، فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ، ولم يقل له يا ابت افعل ما رأيت ، ستجدني ان شاء الله من الصابرين ، فلّما عزم

١٣٢

على ذبحه فداه الله بذبح عظيم ، بكبش املح يأكل في سواد ، ويشرب في سواد ، وينظر في سواد ، ويمشي في سواد ، ويبول ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة اربعين عاماً ، وما خرج من رحم انثى ، وانّما قال الله جلّ وعزّ له كن فكان ليفدي به اسماعيل ، فكلما يذبح بمنى فهو فدية لاسماعيل الى يوم القيامة ، فهذا احد الذبيحين. وأمّا الآخر ، فان عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عزوجلّ أن يرزقه عشرة بنين ، ونذر لله عزوجلّ ان يذبح واحداً منهم متى اجاب الله دعوته ، فلما بلغوا عشرة « اولاد » قال قد وفي الله لي ، فلأوفّين لله عزوجل ، فأدخل ولده الكعبة ، واسهم بينهم ، فخرج سهم عبد الله أبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان احبّ ولده اليه ، ثم اجالها ثانية ، فخرج سهم عبد الله ، ثم اجالها ثالثه ، فخرج سهم عبد الله ، فأخذه وحبسه ، وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش وقنعته من ذلك ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين و يصحن ، فقالت له ابنته عاتكة ، يا ابتاه اعذر فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ في قتل ابنك ، قال فكيف اعذر يا بنيّة فانك مباركة ؟. قالت اعمد الى تلك السوائم التى لك في الحرم ، فاضرب باقداح على ابنك وعلى الابل ، واعط ربك حتى يرضى ، فبعث عبد المطلب الى ابله ، فأحضرها وعزل منها عشراً ، وضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله ، فما زال يزيد عشراً عشراً حتى بلغت مائة ، فضرب فخرج السهم على الابل ، فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة ، فقال عبد المطلب لا ، حتى اضرب بالقداح ثلاث مرّاة ، فضرب ثلاثا ، كل ذلك يخرج السهم على الابل ، فلمّا كان في الثالثة ، اجتذبه الزبير وابو طالب واخوانه من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلده خدّه الذي كان على الارض ، واقبلوا

١٣٣

يرفعونه ، ويقبّلونه ، ويمسحون عنه التراب ، وأمر عبد المطلب ان تنجر الابل بالخروره ، ولا يميع احد منها ، وكانت مائة. وكانت لعبد المطلب خمس سنن اجراها الله عز وجل في الإسلام : حرّم نساء الآباء على الابناء ، وسن الديه في القتل من الابل ، وكان يطوف بالبيت سبفة اشواط ، ووجد كنز فاخرج منه الخمس ، وسمي زمزم كما حفرها سقاية الحاج. ولو ان عبد المطلب كان حجه ، وأنّ عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم ابراهيم على نبينا وآله وعليه على ذبح ابنيه اسماعيل لما افتخر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالانتساب اليهما لأجل أنهما الذبيحان ، في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انا ابن الذبيحين ، والعلة التى من اجلها رفع الله عزوجلّ الذبح عن اسماعيل هي العلّة التي من اجلها رفع الله الذبح عن عبد الله ، وهي كون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة: في صلبيهما فببركة النبي والأئمّة: رفع الله الذبح عنهما ، فلم تجر السنة في الناس بقتل اولادهم ولو لا ذلك لوجب على الناس كل اضحى التقرّب الى الله تعالى ذكره بقتل اولادهم ، وكلّما يتقّرب الناس به الى الله عزّ وجّل من اضحية فهو فداء لاسماعيل الى يوم القيمة الخصال ، باب الاثنين ، ص ٤٥ ، الحديث ٧٨.

٢ ـ حدثنا احمد بن هارون الفاصي ، وجعفر بن محمّد بن مسروررحمه‌الله قالا : حدّثنا محمد بن جعفر بن بطة ، عن محمّد بن حسن الصفار ، عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عمن اخره ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول الله عز وجل( وما كنت لديهم اذ يلقون

١٣٤

اقلامهم ايهم يكفل مريم ) ( آل عمران ـ ٤٤ ) ، والسهام ستة ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم ، فوقفت السفينة في اللجّة ، فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرّات ، قال : فمضى يونس الى صدر السفينة ، فاذا الحوت فاتح فاه ، فرمي بنفسه. ثم كان عبد المطلب ولد له تسعة فنذر في العاشر ، ان يرزقه الله تعالى غلاماً أن يذبحه ، قالعليه‌السلام : فلمّا ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلبه ، فجاء بعشر من الابل وساهم عليها وعلى عبد الله ، فخرج السهام على عبد الله ، فزاد عشرا ، فلم يزل السهام يخرج على عبد الله ويزيد عشرا ، فلما « لأن » بلغت مائة خرجت السهام على الابل ، فقال عبد المطلب ما انصفت ربي فأعاد السهام ثلاثاً فخرجت على الابل ، فقال الآن علمت أن ربي قد رضى ، فنحرها الخصال ، باب الثلاثة ، ص ١٢٤ ، الحديث ١٩٨.

١٣٥

المصائب

الدنيا دار محفوفة باليلاء والمصائب ، فلا يسلم نزّالها ، ولا بد لكل انسان عاش وجه البسيطه أن يصاب بها ، فمن صبر ظفر، ومن لجّ كفر.

١ ـ قال الحسن بن على8 : مصائب الدنيا اربع منها موت الوالد وهو قاصم الظهر ، وموت الولد وهو صدع الفوآد معدن الجواهر ، باب ذكر ماء في اربعة ، ص ٤٢.

١٣٦

الفقدان

لا شك ولا ريب أن الولد قطعة من الكبد ، فهو اذ يمشي على الأرض يتحرّك كبد والديه بتحرك قدميه ، وما من أبوين الاّ ويعقدان آمالاً على ولدهما ، متى يجنيا ثمره ، ويرو أثره. فالله الله من ساعة يدنوا اليه هادم اللذات ومفرّق الجماعات ، الملك المقرب عند الملك العلاّم ، فسيترّد الأمانة ، وعندها تشب النيران في قلوب الأهل و الأحبة والاخوان ، فتحرق كبد الأبوين بلهب الفقد والفرقة.

١ ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوة رب العالمين ، فقد الولد محرّق الكبد. جاء في درر الكلم حرف الفاء ، ص ٢٠٩.

٢ ـ حدثنا ابو احمد محمد بن جعفر البنداد ، قال : حدثنا أبو العباس الحمادي ، قال : حدثنا محمد بن علي الصايغ ، قال : حدّثنا عمرو بن سهلو بن زنجلة الرازي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الاوزاعي ، عن أبي سلام الاسود ، عن ابي سالم راعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول خمس ما أثقلهنّ في الميزان : سبحان الله. والحمد لله ولا اله الاّ الله. والله اكبر. والولد الصالح يتوفّى لمسلم فيصبر ويحتسب الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢١٧ ، الحديث ١.

١٣٧

٣ ـ ( أقول ) كان خمسة من المشركين قد استهزؤا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنزل الله تعالى بلاء عليهم في آن واحد ، و نزلت الآيه الكريمه( انّا كفيناك المستهزئين ) . حدثنا احمد بن الحسن القطّان ، قال : حدثنا ابوالقاسم عبد الرحمن بن محمد الحسني ، قال : حدّثنا ابو العباس محمد بن على الخراساني ، قال : حدثنا ابو سعيد سهل بن صالح العياشي ، عن ابيه ، وابراهيم بن عبد الرحمن الأبلي ، قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بي علي قال : حدثنى أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن على: جميعا ، أن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ، قال : ليهودي من يهود الشام ـ الى أن قال ـ وأما الأسود بن عبد يغوث الى آخر في القصّه قال مصنّف الكتاب ـ يعني الخصال ـ ويقال في خبر آخر في الأسود قول آخر ، يقال أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قد دعا عليه ان يعمي الله بصره ، وأن يثكله ولده ، فلّما كان في ذلك اليوم ـ اي يوم نزول البلاء على النفرات الخمس ـ جاء حتى صار الى كدا ـ وهو جبل في اسفل مكة عن طريق اليمن ـ فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بورقة خضراء ، فضرب بها وجهه فعمي ، وبقى حتى اشكله الله عزّ وجلّ ولده يوم بدر ، ثم مات ( عليه ما يستحق من العذاب ).

١٣٨

التعزية

لا بد من تعزية من يصاب بمصيبة ، وأي مصيبة أدهي وأشد من فقد الولد فلقلبه الله وعظّم الله تعالى اجره ، وأجزل ثوابه ، وأجمل صبره ، وأخذ بيده يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ان شاء الله تعالى وتقدّس.

١ ـ عزّى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام من ربّ الأنام رجلا مات له ولد : ورزق ولد فقالعليه‌السلام : عظم الله اجرك فيما اباد ، و بارك لك فيما افاد. جاء في كتاب درر الكلم ، في حرف العين ص ٢٠٥.

١٣٩

الاحتساب

ينبغي بل يجب على كل مسلم فطن أن يعلم أن كل ما عنده هو من عند الله تعالى ، وأنّ الله حق في كل ما ملّكه وسلّطه عليه ما دام في قيد الحياة ، فلا يبخل بمال ولا ولد ولا أهل ولا نفس ، ويعطي ، وان كان الجميع ، في سبيل الله ولا تأخذه في الله شح نفس ، او غلّ يد ، فان العبد وما في يده كان لمولاه.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما : أيها الناس مالرقوب فيكم ؟. قالوا : الرجل يموت ولم يترك ولداً. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقدّم من ولده احداً يحتسبه عند الله تعالى ، وان كانوا كثيرا بعده تحف العقول ، مواعظ النبي ، ص ٣٣.

١٤٠