• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24851 / تحميل: 5973
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

شباهة الولد

لا بد للولد أن يشبه أما الأعمام وأما الاخوال ، ولهذا الشبه أسرار عجيبة والإسلام العظيم كاشف الاسرار ، ما من معضلة الاّ ويحلّها الإسلام لأنه جاء الكمال البشرية ، لذا ترى ( بونابرت نابليون ) يقول : ( ان أملي الوحيد في الحياة هي أن اعيش حتى تتاح لي الفرصة لأجمع الحكماء والمفكرين من اقطار العالم لأضع معهم دستورا متحد الشكل على اساس من تعاليم القرآن الرفيعة ، لأن هذه التعاليم هي التي يمكنها أن تقود الناس الى الخير والسعادة والرفاه )(١) . هذا هو الإسلام وهذه شهادات اعاظم العالم له.

١ ـ وأمّا شبه الولد واخواله : فاذا سبق نطفة الرجل نطفة المرءة الى الرحم خرج شبه الوالد الى أعمامه ، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب. واذا سبق نطفة المرءة نطفة الرجل الى الرحم خرج يشبه الى اخواله ، ومن نطفتها يكون الشعر والجلد واللحم لأنها صفراء رقيقة علل الشرئع ، العلّة الثالثة ، ص ١.

__________________

(١) الإسلام ابدا.

٢١

الاجتناب عن ولد الزّنا

لا ينبغي للعاقل أن يخالط كل من عرض له ، وانما ينبغي له الانتقاء ، فان الناس صناديق مغلفة ، لا يدري ما تحتويه ، وقد علّمتنا التجارب أنّ ما تضر هي اكثر بكثير مما تنفع ، فيا ولدي عليك بالتأني فيما تختار ، وعليك بالتأمّل فيمن تترك ، وكن على هون في مسيرك الصعب ، واعلم أن الحذر ينجي من الخظر.

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويهرحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عم محمد بن سنان ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن ورست ، عن أبي ابراهيم عليه صلوات رب العالمين ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خمسة يجتنبون على كل حال : المجذوم. والأبرص. والمجنون وولد الزنا ، والأعرابي الخصال ، باب الخمسه ، ص ٢٣٣ ، الحديث ٤٢.

٢٢

شراكة الشّيطان

 لعن الله ابليس ، انّه لا يترك الانسان في كل المجالات ، في العبادات والمعاملات والمجاملات ، وفي الاحوال والابدان ، فالكيّس كل الكيّس من اتقى شرّه وابتعد عنه بالاستعاذة منه بالله العظيم في كل وقت وآن ، حتى عند الاصابة فانّه من اخطر الأمور ، وأثره من أسوء الأثار ، فالحذار الحذار.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّ الله حرّم الجنّة على كل فاحش بذئ ، قليل الحياء ، لا يبالي ما قال وما قيل فيه ، أمّا أنّه ان تنسبه لم تجده الاّ لبغي او شرك الشيطان. قيل : يا رسول الله وفي الناس شياطين ؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم ، أو ما تقرأ قول الله عزّ وجلّ :( وشاركهم في الأموال والأولاد ) . الأسراء آية ٦٤ تحف العقول ، مواعظ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ص ٣١.

٢٣

تاثير الماكولات في الاولاد

أشياء ينبغي تعلّمها واستعمالها وهي مؤثّرة في الولد ، وأخرى ينبغي تعلّمها والعمل بها فهي ايضا لها الأثر الوضعي بالنسبة للولد ، بل الاولاد ، وكلاهما اي العمل والاستعمال يؤثّران في الاولاد سواء كانوا في الصلب او في الرحم أو مولودين صغارا أم كبارا. فاليك بعض ما فيها التأثير الحسن ان شاء الله تعالى.

١ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في حديث الاربعمائة : أكل السفرجل قوّة للقلب الضّعيف ، ويطيب المعدة ، ويزيد في قوّة الفوآد ويشجع الجبان ، ويحسن الولد المواعظ العددية ، ص ٢٨٩.

٢ ـ وقالعليه‌السلام : حنكو اولادكم بالتمر ، هكذا فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( بالحسن وبالحسينعليهما‌السلام ) المواعظ العددية ، باب الاربعمائة ، ص ٣٠٨.

٣ ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين : عن سيد الخلائق اجمعينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وتوقوا على اولادكم لبن البغي من النساء ، والمجنونة ، فان اللبن يعدي المواعظ العددية ، باب الاربعمائة ، ص ١٩١.

٢٤

٤ ـ وقالعليه‌السلام : اختنوا اولادكم يوم السابع لا يمنعكم حر و لا برد نفس المصدر ، ص ٣٠٧.

٢٥

البشائر

البشارة هي الخبر المسّر المفرح الذي يرتاح اليه الانسان وكل ما كانت البشارة من جليل او عظيم كانت هي الأخرى أجل واعظم وذات قيمة كبيرة. ومن هنا يعلم أن اكبر البشائر هي ما كانت من المصدر الا لاهي ، والتي يبشر بها الخلاق المتعال.

لكن ، مع ذلك كلّه ، ترى أن من البشائر ما يعكس فيها المطلوب فيبدل الفرح بالحزن ، والسرور بالهم والغم ، وذلك كما كان في زمن الجاهلية الأولى. والقرآن الكريم يحدثنا بكلا الأمرين.

١ ـاذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه ،اسمه المسيح عيسى بن مريم ، وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين *و يكلّم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين *قالت ربّ أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ،قال كذلك الله يخلق ما يشاء ،اذا قضى أمرا فانّما يقول له كن فيكون ( آل عمران ـ ٤٧ ).

٢ ـويجعلون لله البنات سبحانه ،ولهم ما يشتهون *واذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداّ وهو كظيم *يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ،أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ؟ألا ساء ما يحكمون ( النحل ـ ٥٩ ).

٢٦

وليمة المولود

كل انسان لا بد له من سرور يدخله عند اسباغ نعمة من الله تعالى عليه ، وأي نعمة بعد الايمان بالله تعالى هي اعظم واكبر من نعمة ولد صالح يستعين به الأب على دينه ودنياه ، والولد هو السبب المباشر الوحيد في بقاء نسل الأب ، وهو أقرب الأرحام اليه ، وقد جاء في الكتاب العزيز آيات عديدة في الرحم وصلتها ، فلأجل هذا كلّه يفرح الوالد يوم له الولد ، وقد سن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما يعبر عن الفرح والسرور عند الوالدين ، الا وهي الوليمة.

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويهرحمه‌الله قال : حدثنا الاعمّى محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن سجادة العابد واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، قال ابو الحسن الاول عليه الصلاة والسلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا وليمة الاّ في خمس : أ : في عرس. ب : او غرس. ج : او عذار. د : او وكار. ه‍ : او ركاز. فأما العرس : فالتزويج ، والغرس : النفاس بالولد : والعذار : الختان. والوكار : الرجل يشتري الدار. والركاز : الذي يقدم من مكّة الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٤ ، الحديث ٩١. ومثله الحديث ٩٢ فراجع.

٢٧

تسمية الاولاد

احدى موارد التعارف هو الاسم ، وهو أهم من بقية اسباب التعارف ، فالناس أنه لولا الاسم لما احضرت المعاني الكلية والجزئيه باسهل مؤنة في الذهن ، مثلا لو كنت في بلد ما ، واردت احضار الفيل في ذهن صاحبك ، كبف يمكن تناوله من غاباب الهند ، وكيف يمكنك ادخاله في ذهن صاحبك ، فتبين أن الاسم له اهمية كبيرة جدا بالنسبة الى جميع الاشياء والموجودات ، فمن هذا يلزم أن نسمي كل شيء ليعرف وجوده الخارجي بوجوده اللفظي ، منه الجنين في بطن أمّه فيستحب أن يسمى كي يثبت في الامة المرحومة ...

١ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : سمّوا اولادكم ، فان لم تدروا أذكرهم أم انثى فسموّهم بالأسماء التي تكون للذكر والانثى ، فان اسقاطكم اذا لقوكم في القيامة ولم تسمّوهم ، يقول لأبيه الا سمّيتني و قد سمّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محسناً قبل أن يولد المواعظ العددية ، باب الاربعمائة ، ص ٣٠٥.

٢٨

الكنية من الادب

ان العرف قد جعل لكل موضوع علاقات ، وجعل علامات للاحترام بالنسبة الى الآخرين ، فمثلا : جعل علامة احترام الوارد ، القيام أمامه واحترام الراجل أن يبدأه الراكب بالسلام ، وهلّم جرّا علامات الاحترام كثيرة وكثيرة جدا. وقد قرر الإسلام العظيم ما لا ينافيه من أعراف الناس ، فقلّل وكثّر ، وجرح واعدل ، ونفى وأثبت ، وأسس ما لم يكن يدركه الناس من قبل ، وكل ذلك بأمر من السماء ، على لسان خير البريّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وآله الميامين عليهم صلوات الملك العلاّم. فمن تعاليهم السّامية ، الأدب الرفيع ، حيث أن الرجل ينادي بكنيته اجلالا واعظاما له. فتمسّك بهم تسعد.

١ ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : من السنّة والبر ان يكنّى الرجل بأسم أبيه الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ١٦.

٢٩

الولد الصّالح

يخلف المرء في ثلاثة احدهما الولد ، فان من لم يكن له ولد لا ذكر له بعد الموت ، ولو أن هناك آثار أخرى تكون ذكرى له ، ولكن الولد اثر اكبر واكبر لا سيّما ان كان من الصالحين ، فانه يحيى والده في كل حين ، ربي لا تذرني فرداً وانت خير الوارثين ، فعليه امرنا بطلب الولد كي يكون لنا ثمرا جنيّا ان شاء الله تعالى.

١ ـ قال أمير المؤمنين عليه افضل تحيات رب العالمين : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اكاثر بكم الأمم غداً المواعظ العددية باب الاربعمائة ، ص ٢٩١.

٢ ـهنالك دعا زكريّا ربّه ، قال ربّ هب لي من لدنك ذرّية طيّبة أنك سميع الدعاء *فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ،ان الله يبشرك بيحيى مصدّقا بكلمة من الله ،وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين *قال ربّ أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقرا ،قال كذلك الله يفعل ما يشاء ( آل عمران ـ ٤٠ ).

٣٠

الكمال

لكل شيء زينة في الدنيا وزينة المرء كمال الأدب.

مما يجب على الولد أن يكون مؤدبّا في كل حال وكل حين ، لا سيما وبالخصوص عند والديه ، فان الأدب عند الوالدين مما يزيد في توفيق الانسان ، لذا ترى القرآن الكريم ينادي بأعلى صوته :

١ ـوقضى ربّك الاّ تعبدوا الاّ ايّاه ، وبالوالدين احسانا امّا يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما ،فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذّل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيّاني صغيراً ... ( بني اسرائيل ـ ٢٣ ).

٢ ـ قال ـ اي ابو ولاد الحناط ـ ثم قال ابو عبد الله عليه الصلاة والسلام : وأمّا قول الله تعالى( امّا يبلغّن عندك الكبر احدهما او كلاهما ، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) قالعليه‌السلام : ان اضجراك فلا تقل لهما أف ، ولا تنهرهما ان ضرباك. قالعليه‌السلام :( وقل لهما قولا كريما ) : قالعليه‌السلام : ان ضرباك فقل لهما غفر الله لكما ، فذلك منك قول كريم ذرايع البيان ، الآفه الثامنة ، ص ١٧٤.

٣ ـ قال مجاهد معناه ان بلغا عندك من الكبر ما يبولان ويحدثان

٣١

فلا تتقذّرهما ، وامط عنهما كما كانا يميطان عنك في حال الصغر، والمتبرم ويكثر قول أف ، وهي كلمة تدل على الضجر مجمع البيان ج ٦ ، ص ٤٠٩ ، ذيل آية( وقضى ربك ) من سورة بني اسرائيل.

٣٢

افضل الاعمال للولد

الأعمال على شطرين : اعمال ذات فضيلة ، واعمال ذات رذيلة. أما الرذائل فلسنا هنا بصددها. وأما الفضائل : فهي من الكلّي المشك ، أي لها مراتب متعددة ، فبعضها أفضل من البعض الآخر. ان قلت : كيف نرتّب هذا الترتيب ؟. قلنا هذا ترتيب رتّبه المولى جلّ وعلا شأنه ، وهو أعلم بالمصالح ، فكلما كانت المصلحة فيها أتم وأكمل فهي افضل ، وهذا ما يحكم به العقل و النقل. وما بعد الحّق الاّ الضلال.

١ ـ حدثنا أبيرحمه‌الله قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن احمد بن أبي الله البرقي ، عن محمد بن احمد الأيادي ، عن عبد الله بم محمد عن عمرو بن شمر ، عن ابان بن محمد عن محمد بن علي8 ، قال : ما من عمل افضل يوم النحر من دم مسفوك ، او مشى في بر الوالدين ، أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلام ، او رجل اطعم من صالح نسكه ودعا الى بقيّتها جيرانه من اليتامى واهل المسكنة والمملوك ، وتعاهد الأسراء. الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٤٢ ، الحديث ٨٦.

٣٣

نصيحة الوالد لولده

لا ناصح كالأب بالنسبة الى ولده ، ولا يتصوّر أنّ هناك اب يبخل على ولده بالنصيحة ، ومن المستحيل أن يخرج الولد من قلب ابيه مهما كلّف الأمر ، لذا ترى الآباء يبالغون في نصح ابنائهم جزاهم الله خيرا.

١ ـ قال العباس بن عبد المطلب لا بنه : يا بني لا تعلم العلم لثلاث خصال : لتماري به ، ولترائي فيه ، ولتباهي به. ولا تدعه لثلاث خصال : لرغبة في الجهل ، ولزهد في العلم ، ولاستحياء في التعليم معدن الجواهر ص ٣٦.

٢ ـ ومن كلام لقمان لابنه : ثلاثة لا تعرفهم الا عند ثلاثة : لا تعرف الحليم الا عند الغضب ، والشجاع الاّ عند الحرب ، ولا اخاك الاّ عند الحاجة معدن الجواهر ص ٣٧.

٣٤

نصح الآباء للابناء

من المعلوم لزوم نصح الأبناء على الاباء ولما كان التعبّد لله اولى من كل شيء لزم على الأبناء ايضاً نصح الآباء في هذا المورد ، لذا ترى ابراهيمعليه‌السلام ينصح آذر ـ سواء كان عمّه او جدّه لأمه كما جاء في التفسير ـ فكلاهما يسمون أب عند العرب.

١ ـ قال تعالى :اذ قال لابيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر . ( ٤٢ ـ مريم )

٢ ـيا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فأتبعني ( ٤٣ ـ مريم )

٣ ـيا ابت لا تعبد الشيطان . ( ٤٤ ـ مريم )

٤ ـيا ابت اني اخاف أن يمسسك عذاب من الرحمن ( ٤٥ ـ مريم )

٣٥

الاطاعة

لو نظرنا الى أبعاد اطاعة الوالدين لرأيناها ابعد مما تتصور ، وذلك على لسان القرآن الكريم حيث قال : حاكيا عن اسماعيل ذبيح الله :

١ ـقال يا ابت افعل ما تؤمر . ( ١٠٢ ـ الصافات ) وهو ـ اي ابراهيمعليه‌السلام يريد ذبحه.

٢ ـ عن الراوندي ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه قال : ـ في حديث الى أن قال ـ وان امراك ان تخرج من اهلك و مالك فاخرج ولا تحزنهما ذرايع البيان ، ص ٢٠٠ ، تكمله.

٣ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طاعة الله طاعة الوالد غوالي الدرر ، حرف الطاء ، ص ١٠٧.

٤ ـواخفض لهما جناح الذل من الرحمة ( بني اسرائيل ٢٤ ).

٥ ـوان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ( العنكبوت ـ ٨ ).

٦ ـ قال « الصادقعليه‌السلام » : ( واخفض لهما جناح الذل

٣٦

من الرحمة ) قال : لا تملأ عينيك من النظر اليهما الاّ برأفة ورحمة ، ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ولا يدك فوق ايديهما ، ولا تقدّم قدّامهما مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٤٠٩ ، ذيل آية( وقضى ربك ) من سورة بني اسرائيل.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن الحسين بن محبوب ، عن أبي ولاّد الحنّاط ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن قول الله عزوجلّ :( وبالوالدين احسانا ) ما هذا الاحسان ؟. فقال عليه الصلاة والسلام : الاحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما ممّا يجتاجان اليه ، وان كانا مستغنيين ، أليس يقول عزوجلّ :( لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون ) قال : ثم قال أبو عبد الله عليه أفضل التحيات ، وأما قول الله عزوجلّ :( اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) . قال سلام الله عليه: ان اضجراك فلا تقل لهما أف ، ولا تنهرهما ان ضرباك. قال :( وقل لهما قولا كريما ) قالعليه‌السلام : ان ضرباك فقل لهما : غفر الله لكما ، فذلك منك قول كريم قال :( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) قالعليه‌السلام لا تملأ عينيك من النظر اليهما الاّ برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ولا يدك فوق ايديهما ، ولا تقدم قدّامهما الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، باب البر ، الحديث ١.

٨ ـ ابن محبوب ، عن خالد بن نافع التجلّي ، عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ان رجلا أتى النبي صلى الله

٣٧

عليه وآله وسلّم ، فقال : يا رسول الله أوصني ! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تشرك بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت الاّ وقلبك مطمئن بالايمان ، ووالديك فأطعهما وبرّهما ، حيين ّ كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك وما لك فافعل ، فان ذلك من الايمان الكافي ، ج٢ ، ص ١٢٦ ، باب البر ، الحديث ٢.

٣٨

وصايا الآباء للابناء

من حق الولد على الوالد أن يوصيه بما ينفعه ويرشده ويأدبّه ، كي لا يكون عضوا فاسدا في المجتمع وعالة وكلاّ عليه ، ولكي يكون بعده احد الثلاثة الذين يخلف بهم المرء وهو الولد الصالح ، ولو صلح الولد لكان عاملا مهمّا في جلب الرحمة لوالديه بعد الموت ، وهذا هو المطلوب.

١ ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني احذر خصلة واحده تسلم ، واتبع خصلة واحدة تغنم : لا تدخل مداخل السؤ تتهم ، واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز في خصلة واحدة ، وهي طاعة الله ، والذل في خلصة واحدة ، وهي معصية الله ، والغنا في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم الله ، والفقر في خصلة واحدة ، وهي استقلال نعم الله ، والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ، ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ، ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ، ويسودون بشيء واحد وهو الحلم. فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الازدياد ، وفي دنياك بشيء واحد وهو الاقتصاد. معدن الجواهر ص ٢٤.

٢ ـ قال لقمان لا بنه : يا بني أنهاك عن شيئين ، عن الكسل والضجر ، فانك اذا كسلت لم تؤدي حقا ، واذا ضجرت لم تصبر على حق. معدن الجواهر ص ٢٧.

٣٩

٣ ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ان أردت الخلاص فعليك بشيئين : لا تضع ما عندك الاّ في حقه ، ولا تأخذ ما ليس لك الاّ بحقه. تحصّن يا بني من الساعي عليك بشيئين : بالمداراة وحسن المعاشرة ، فانك لا تعدم احد شيئين : اما صداقة تحدث بينكما بؤمنك شره ، واما فرصة تظفرك به. معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اثنين ـ ص ٢٩.

٤ ـ وصية أخرى : يا بني احفظ عنّي ثلاثة : وقّر أباك تطل ايامك ، وقّر امك ترى لبنيك بنينا ، ولا تحد النظر الى والديك فتعقهما. معدن الجواهر ص ٣٧.

٥ ـ واعلم يا بني : أن الايام ثلاثة : أمس : يوم ماضي كأن لم يكن ، وغد : يوم منتظر كأن قد أتى ، واليوم : مقيم بغنيمة الا كآيس لتزود الخيرات وتقطعه الفجرة بالأماني ، مع أنها ليست ايام ولكنها ساعات ، وليست ساعات ولكنها اوقات أقل من ارتداد الطرف. معدن الجواهر ص ٣٧.

٦ ـ واعلم ان الناس في الدنيا بين ثلاثة احوال حسنات وسيئات ولذات ، وفي الآخرة بين ثلاثة احوال درجات ودركات ومحاسبات ، فمن عمل في الدنيا بالحسنات نال في الآخرة الدرجات ، ومن ترك في الدنيا السيئآت نجى في الآخرة من الدركات ، ومن هجر في الدنيا اللذات خلص في الآخرة من المحاسبات معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في ثلاثة. ص ٣٧.

٤٠