• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24825 / تحميل: 5964
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

٧ ـ واعلم يا بني : ان انصف الناس من جمع ثلاثا : تواضعا عن رفعة وزهداً عن قدرةِ ، وانصافاً عن قوةٍ. وعليك بالقنوع ، ففيه ثلاث خلال : صيانة النفس ، وعز القدر ، وطرح مؤن الاستكبار. ولا تضع المعروف الى ثلاثة : اللئيم فانه بمنزلة السبخة ، والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت اليه انما هو مخافة الفحشة ، والاحمق فانه لا يعرف ما اسديت اليه ( نفس المصدر ).

٨ ـ واعلم أن الشكر ثلاث منازل : هو لمن فوقك بالطاعة ، ولنظيرك بالمكافأة ، ولمن دونك بالافضال ( نفس المصدر ).

٩ ـ لا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة : لا من كذاب فانه يقربها بالقول ويباعدها بالفعل ، ولا من احمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، ولا ممن له أكلة من جهة رجل فانه يؤثر اكلته على حاجتّك ( نفس المصدر ).

١٠ ـ اياك يا بني والكذب ، فان المرء لا يكذب الاّ من ثلاثة اشياء : اما لمهانة نفسه ، او لسخافة رأيه او لغلبة جهله ( نفس المصدر ).

١١ ـ واحذر مشاورة ثلاثة : الجاهل. والحاسد. وصاحب الهوى ( نفس المصدر ).

١٢ ـ واعلم أن ثلاثة أفضل ما كان لاغناء بهم عن ثلاثة : احزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعف ما تكون المرأة لاغنى بها عن الزوج ، واوفر ما تكون الدابّة لا غنى بها عن الوسط ( نفس

٤١

المصدر ).

١٣ ـ ثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم : من استشارك فانصح له ، ومن ائتمنك على أمانة فأدها اليه ، ومن كان بينك وبينه رحم فصلها معدن الجواهر ص ٣٨.

١٤ ـ قالعليه‌السلام عند وفاته لولده الحسنعليه‌السلام : يا بني احفظ عني اربعا : قالعليه‌السلام : و ما هن يا ابتي ؟ قال : اعلم أن اغنى الغنى العقل ، واكبر الفقر الحمق ، واوحش الوحشة العجب ، واكرم الحسب حسن الخلق الجواهر ص ٤٢.

١٥ ـ اوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترك اربعة. فقال : وما هن ؟ فقال : خذ حسن الحديث اذا حدثت ، وحسن الاستماع اذا حدثت ، وأيسر المروئة اذا خولفت ، وبحسن البشر اذا لقيت. واترك محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ، ومما راه السفيه ، ومصاحبة الماقت.

وحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات : اللجاجة والعجلة والعجب والشره ، فأما اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأما العجلة فثمرتها الحيرة ، وأما العجب فثمرته البغضة ، وأما الشره فثمرته الفقر.

وكن من اربعة على حذر : من الكريم اذا اهنته ، ومن العاقل اذا أهجته ، ومن الاحمق اذا مازجته ، ومن الفاجراذا صاحبته.

واحتفظ من اربع نفسك تأمن ما ينزل بغيرك : العجلة ، واللجاج ، والعجب ، والتواني.

٤٢

واعلم انه من اعطى اربعة لم يمنع اربعا : من اعطى الشكر لم يحرم المزيد ، ومن اعطى التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطى الاستخارة لم يمنع الخيرة ، ومن اعطى المشوره لم يمنع الصواب معدن الجواهر ص ٤٥.

١٦ ـ يا بني توق خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل الاقتدار ، والتثبط مع سقوط الاعذار ، واذاعة السّر قبل التمام ، والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد ، والعمل بالهوى وميل الطباع معدن الجواهر ص ٥٢.

١٧ ـ قال لقمان : يا بني احثك على ست خصال ليس منها خصلة الا تقّربك الى رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه : الأوله ان تعبد الله لا تشرك به شيئا ، الثانية الرضا بقدر الله تعالى فيما احببت او كرهت والثالثة تحب في الله وتبغض في الله ، والرابعة تحب للناس ما تحب لنفسك ، والخامسة كظم الغيظ والاحسان الى من اساء اليك ، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى معدن الجواهر ص ٥٥.

١٨ ـ ستة تحتاج الى سته اشياء : حسن الظن يحتاج الى القبول ، والحسب يحتاج الى الأدب ، والسرور يحتاج الى الامن ، والقراتة تحتاج الى الصداقة ، والشرف يحتاج الى التواضع ، والنجدة تحتاج الى الجد معدن الجواهر ص ٥٥.

١٩ ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اعلم ان اصعب ما على الانسان

٤٣

ستة اشياء : ان يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سره ، ويهجر هواه ، ويخالف شهوته ، ويمسك عن القول فيما الا يعنيه نفس المصدر.

٢٠ ـ ست خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزية العظيمة ، وجذب النفس الى العقل عند دواعي الشهوة ، ومداومة كتمان السّر ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار نفس المصدر.

٢١ ـ وأعلم أن النبل في ستة اشياء : مؤاخاه الأكفاء ، ومداراة الأعداء ، والحذر من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرع الغصّة ، ومعالجة الفرصة نفس المصدر.

٢٢ ـ وأعلم ان السخي من كانت فيه ست خصال : أن يكون مسروراً ببذله ، متبرعا بعطائه ، لا يتبعه منّا ولا أذى ، ولا يطلب عليه عوضا من دنيا ، يرى أنّه لما فعله مؤدّ له فرضا ، ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاضي له حقا نفس المصدر.

٢٣ ـ فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال : المعرفة بها ، وذكر ما يناسي منها عندك ، ومعرفة موليها ، وأن ينسبها اليه ، وأن يحسن لباسها ، وأن يقابل مسديها بالشكر عليها نفس المصدر.

٢٤ ـ وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الادب : الأولى : ألاّ تنازع من فوقك ، والثانية : ان لا تتعاطى ما لا تنال الثالثة :

٤٤

أن لا تقول ما لا تعلم ، الرابعة : أن لا يخالف لسانك ما في قلبك. الخامسة أن لا يخالف فولك فعلك ، السادسة : أن لا تدع الأمر اذا اقبل وان لا تطلبه اذا أدبر نفس المصدر.

٢٥ ـ واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أمّ الندمات ، وذلك ان فيها ست خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل ان يفهم. ويعزم فبل ان يفكر ، ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل أن يجرّب ، و يذم قبل ان يحمد. وهذه الخلال لا تكون في أحد الا صحب الندامة وعدم السلامة نفس المصدر.

٢٦ ـ واعلم ان ستة اشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الاصدقاء ، والمشي في الخضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ، وحمر الايام نفس المصدر.

٢٧ ـ وستة اشياء من مات فيها قاتل نفسه : من أكل طعاما قد اكله مرارا فلم يوافقه ، ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرء ما أكل ، ومن رأي بعض اخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالادوية المسكنة ، وأن اطال حبس الحاجة اذا هاجت به ، ومن اقام بالمكان الوحش وحده نفس المصدر.

٢٨ ـ واعلم أن من رضى بستة اشياء صفت له دنياه وصح له دينه : من رضى ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم الله له من رزقه ، وما يقضيه الله عليه ان آلمه خالف أمله معدن الجواهر ص ٥٧.

٤٥

باب ذكرما جاء في ستة.

٢٩ ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنه لا خير في سبعة الاّ بسبعة : لا خير في قول الاّ بفعل ، ولا في منظر الا بمخبره ، ولا في ملك الاّ بجود ، ولا في صداقة الاّ بوفاء ، ولا في فقه الاّ بورع ، ولا في عمل الاّ بنيّة ، ولا في حياة الاّ بصحةٍ وأمن معدن الجواهر ، ص ٦٠ ، باب ذكرما جاء في سبعة.

٣٠ ـ واعلم أن سبعة اشياء تؤدي الى فساد العقل : الكفاية التامة والتعظيم ، والشرف ، واهمال الفكر ، والأنفة في التعليم ، وشرب الخمر ، وملازمة النساء ، ومهالطة الجهال نفس المصدر ص ٦١.

٣١ ـ وسبعة اشياء يا ولدي لا تحسن بك أن تهملهن : زوجتك ما وافقتك ، ومعيشتك ما كفتك ، ودارك ما وسعتك ، وثيابك ما سترتك ، و دابتك ما حملتك ، وصاحبك ما انصفك ، وجليسك ما فهم عنك نفس المصدر.

٣٢ ـ وليس صديقك صديقك الاّ في سبعة اشياء : في اهلك ، و ولدك ، وعلتك ، ونكبتك ، وغيبتك ، وقلتك ، وبعد وفاتك نفس المصدر.

٣٣ ـ اوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعدل في المنطق من ملامة الجلساء ، وبالروية في القول من الخطاء ، وبحسن

٤٦

اللفظ من البذاء ، وبالانصاف من الاعتداء ، وبلين الكنف من الجفاء وبالتودد من ضغائن الاعداء ، وبالمقاربة من الاستطالة ، الى آخره معدن الجواهر ، ص ٦٥ ، باب ذكر ما جاء في ثمانية.

٣٤ ـ واعلم ان من كان منه ثمانية كان له من الله ثمانية : من اتقى الله تعالى وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن اقرضه وفاه ، ومن سأله اعطاه ، ومن عمل بما يرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن انفق في سبيله جازاه. الاخيرة لا توجد في الاصل نفس المصدر.

٣٥ ـ وثمانية اشياء لا تنفع الاّ بثمانية : لا العقل الاّ بالورع ، ولا الحفظ الاّ بالعمل ، ولا شدة البطش الاّ بقوه القلب ، ولا الجمال الاّ بالحلاوة ، ولا السرور الاّ بالأمن ، ولا الحسب الاّ بالأدب ، ولا الحفظ الاّ بالكفاية ، ولا المروّة الا بالتواضع نفس المصدر.

٣٦ ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أن العجب لتسعة اشياء : لمن عرف الله تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز ، ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته الى عماره الدنيا مع علمه بفراقه لها ، ولمن عرف الآخرة وخرب مستقّره منها مع علمه بانتقاله اليها ، ولمن جر في ميدان امله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ، ولمن غفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا عيشه وهو لا يداري الى ما يصير أمره معدن الجواهر ، ص ٦٩ ، باب ما جاء في تسعة.

٣٧ ـ يا بني عليك بتسع خلال تسد في الناس وهو : العلم ، و

٤٧

الادب ، والفقه ، والعفة ، والامانة ، والوقار ، والحزم ، والحياء ، والكرم ، وهي عشرة من الاصل نفس المصدر.

٣٨ ـ يا بني صن بسعة بتسعة : صن عقلك بالعلم ، وجهلك بالحلم ، ودينك بمهالفة الهوى ، ومروتك بالعفاف ، وعرضك بالكرم ، ومنزلتك بالتواضع ، ومعيشتك بحسن التكسب ، ونهضتك بترك العجب ، ونعم الله تعالى عليك بالشكر نفس المصدر.

٣٩ ـ واعلم يا بني أن الحكماء ما ذموا شيئا ذمهم لتسع : الكذب والغضب الجزع والحسد ، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، و سوء الخلق والجهل.

ولا مدحوا شيئاً مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر ، و الرضا بالقسم ، والوفاء ، والكرم والتأيد ، وحسن الخلق ، والعلم نفس المصدر.

٤٠ ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب : البخيل والجبان ، والحريص ، والحسود ، وذي الهوى ، والكثير القصود مع النساء ، ومعلم الصبيان ، والمبتلي بامرأة سليطة. نقصت واحده وهي من الاصل معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في تسعة ص ٦٩.

٤١ ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اوصيك بعشرة : لا تستكثر من عيب ، فانه من اكثر من شيء عرف به ، ولا تأسف على اثم ، فانه شيء وقيته واقلل مما يشين ، تزدد يزين ،

٤٨

ومخاطبة السفلة فانهم يفرون ولا يشكون ، تعاب باستصحابهم ، ولاتحمد على اصطناعهم ، ولا تتجاوز بالأمور حدودها ، واذا انكرت امرك. فأمسك ، وجانب هواك فانه اضرما اتتعت ، واعمل بالحق فانه لا يضيق معه شيء ولا ينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك معدن الجواهر باب العشرة ، ص ٧٢.

٤٢ ـ واحفظ عني عشرة : اعلم ان الصدق قوة ، والكذب عجز ، والسر أمانة ، والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، الصمت زين ، الشح فقر ، والسخاء غنى معدن الجواهر باب ذكر ما جاء عشره ، ص ٧٢.

٤٣ ـ وفي ( الاختصاص ) عن مولانا الصادق عليه افضل الصلاة والسلام : عن امير المؤمنين عليه صلوات الله ، في وصيه لابنه محمد بن الحنفية : واعلم أن اللسان كلب عقور ، ان حليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة. فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ذرايع البيان ص ٩ ، المقالة الثانية.

٤٤ ـ حدثني ابرحمه‌الله قال : حدثنا سعد عبد الله قال : حدثني القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثنى حماد بن عيسى ، عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه ، يا بني لكل شيء علامة يعرف بها ، ويشهد عليها.

وأن للدين ثلاث علامات : العلم ، والايمان ، والعمل به.

وللايمان ثلاث علامات : الايمان بالله ، وكتبه ، ورسله.

٤٩

وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله ، وبما يحب ، وبما يكره.

وللعامل ثلاث علامات : الصلوة ، والصيام ، والزكوة.

وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطا فيما لا ينال.

وللظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظلمة.

وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله وعلانيته سريرته.

وللآثم ثلاث علامات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول.

وللمرائي ثلاث علامات : يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان الناس عنده ويتعرض في كل امر للمحمدة.

وللحاسد ثلاث علامات : يغتاب اذا غاب ، ويتملّق اذا شهد ، ويشمت بالمصيبة.

وللمسرف ثلاث علامات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له.

وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم.

وللغافل ثلاث علامات : السهو ، واللهو ، والنسيان.

قال حماد بن عيسى : قال ابو عبد اللهعليه‌السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب ، يبلغ العلم بها اكثر من الف باب ، والف باب ، والف باب. فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء الليل واطراف النهار ، فان اردت ان تقرّ عينك ، وتنال خير الدنيا والآخرة ، فاقطع الطمع مما في ايدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدثن

٥٠

نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك الخصال ، باب الثلاثة ، ص ٩٦ ، الحديث ١١٣.

٤٥ ـ حدثنا ابيرحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة. ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد ، ثم اخرجه من ذلك واجري له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له رزقاً من كسب ابويه برأفه ورحمه له من قلوبهما ، لايملكان غير ذلك ، حتى أنهما يؤثرانه على انفسهما في احوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار رزق ، وسوء ظن ، ويقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بني الخصال ، باب الثلاثة ، ص ٩٦ ، الحديث ١١٤.

٥١

جزاء الوالد

لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ، ـ والوجود من اهّم نعم الله تعالى على الانسان وليس هناك فضل لا يجازى ، كان على الولد ان يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن حق الوالد لا يؤدّي ولا يمكن تأديته على ما يفي حقه ولكن لا يترك الميسور بالمعسور.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يجزي ولد والده الا بشيء واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه معدن الجواهر ، باب ما جاء في واحد ، ص ٢١.

٢ ـ قال الصادقعليه‌السلام لاحد اصحابه وقد ذكر المسير : أن المأمور له من ذلك ثمانيه : منها سر سنتين بر والديك معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ، ص ٦٤.

٣ ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول يوم من أيام الآخرة ، مثّل ، له ماله و ولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت الى ولده ، فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا

٥٢

فماذا لي عندكم ؟. فيقولون : نؤدّيك الى حفرتك نواريك فيها الخ تسلية الفوآد في احوال البرزخ ، ص ٨٩.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير ، عن ابيه ، قال : قلت لأبي جعفر عليه صلوات الله : هل يجزي الولد والده ؟ فقالعليه‌السلام : ليس له جزاء الاّ في خصلتين : يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه الكافي ، ج ٢ ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ١٩.

٥٣

نهي الله عن المحارم

هناك امور نهى الله سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة على العباد ، والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولاريب أن الله تعالى لا يحرم على عباده امرا الاّ مضّره عليهم ، كما لا يوجب عليهم امرا الاّ وفيه مصلحة لهم ، فمن ائتمر بأوامر الله تعالى فقد سعد في الدنيا والآخره ، ومن عصى ـ والعياذ بالله ـ فقد هلك وهوى ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :

١ ـحرّمت عليكم امّهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وامهاتكم اللاتي ارضعتكم واخواتكم من الرضاعة ،وامّهات نسائكم ،وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي وخلتم بهّن ،فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ،وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم ،وأن تجمعوا بين الأختين الاّ ما قد سلف ،ان الله كان غفورا رحيما ( النساء ـ ٢٣ ).

٥٤

الدافع الى الجنة

قد جعل الله تبارك وتعزز لكل شيء سببا ، فاحدى أسباب دخول الجنة هو دفع بعض الأشخاص وذلك لبعض الأعمال الذي قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر بالوالدين ، فانّه السبب الرئيسي في دخول الجنة. هكذا اقتضت حكمة الله تعالى.

١ ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن أبي عبد الله عليه صلوات الله ، قال سلام الله عليه : يأتي يوم القيامة شيء مثل الكبّة ، فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا البر الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، الحديث ٣ ...

أقول : كلمه البر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر بالوالدين يمكن تقييدها بهما ، وان قلت بالأعميّة : قلنا : فليكن أشخص أفرادها الوالدين.

٥٥

الخُلود

كلنا يعلم ان هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا يعلم أن من أهل النار من يخلد فيها ، وان أهل الجنة من الخالدين فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين لم يخلّدوا في النار ، لهم مدة معينّة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم الجنة ، وهذه الفرق الثالثة لا يرون ما هم عليه الاّ بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في دار الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بلا عمل عملوه في الدنيا ، وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى الله مقامه الشريف في شرح اعتقادات الصدوق :

١ ـ ( قال عليه الرحمه ) الجنة دار النعيم لا يلحق من دخلها نصب ، ولا يلحقهم فيها لغوب ، جعلها الله دارا لمن عرفه وعبده ، ونعيمها دائم لا انقطاع له ، والساكنون فيها على أضراب :

فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من عذاب الله تعالى.

ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة فاخترمته المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب.

ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان

٥٦

المخلّدون الذين جعل الله تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعالمين ، وليس في تصرفهم مشّاق عليهم ولا كلفة ، لأنهم مطبوعون اذ ذاك على المسارة بتصرفهم في حوائج أهل الدنيا.

تعدد الآباء

يظهر أن الانسان لم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد هو الأب الذي يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوّجك ، وهناك والدآخر ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين يقول :

العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه ـ الى آخره ـ. تحف العقول عن آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . مواعظ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ص ٣٢.

٥٧

نكاح المرأه ذات الاولاد

لا شك أن كل يريد المرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيبات ذوات أولاد ، فهل يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ كلا يقول ارباب هذا الفن : ان النساء على ثلاث : الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جميعه لك وحدك. الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها يكن نصف حبها لك والنصف الآخر بقى عند الناكح الأول. ومن رأت زوجا وولدت منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبّها ذرة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح والباقي لأولاده ، فما بقى لك شيء الاّ الأوامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح من قبلك ، وهذه الاخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها ومن ولدها نصيب. فايّاك واحذر.

١ ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن علي بن الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ، قال : قال ابو حنيفه النعمان بن ثابت : افيدك حديثاً طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ، قال ابو

٥٨

حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد الله بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا زيد تزوجت ، قال : قلت لا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوج تستعف مع عفتك ، ولا تتزوجن خمسا ، قال زيد : من هن يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال رسول الله صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : لا تتزوجن ، شهبرة ، ولا لهبرة ، ولا نهبرة ، ولا هيدرة ، ولا نقوتا فقال زيد : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهنّ لجاهل ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألستم عربا ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة وأما النهبرة فالقصيرة الذميمة وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة وأما اللفوت فذات الولد من غيرك والخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٧ ، الحديث ٩٨.

٥٩

الفرار من الولد

الولد عزيز جداً بحيث نرى تعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيء حّد ، ولكل مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ، فاذا خير المؤمن بين ترك الدين او الولد ، فلا شك أنه يترك الولد ، و يحافظ على دينه. وأما بالنسبة للآخرة التي هي دار جزاء وبقاء فكل ينادي وانفساه ، فلا والد يجزي عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، والأمر يومئذ لله تعالى ، فهناك ترى الغرار مما لا يطاق من سنن المرسلين. ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوحة جنتك ، وأهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين.

١ ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبد الله البصري بايلاق ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال : حدثنا موسى بن جعفرعليه‌السلام ، قال : حدثنا جعفر بن محمدعليه‌السلام ، قال : حدثنا محمد بن عليعليه‌السلام قال : حد ثنا علي بن الحسينعليه‌السلام ، قال : حدثنا الحسين بن علي: ، قال : كان علي ابن ابي طالبعليه‌السلام بالكوفة في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن مسأئل ، فكان فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول الله عزّ وجلّ( يوم يفر المرء من اخيه

٦٠