• البداية
  • السابق
  • 203 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24820 / تحميل: 5964
الحجم الحجم الحجم
الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

مؤلف:
الناشر: ياس زهراء (عليها السلام)
العربية

وأمه وابيه وصاحبته وبنيه ) من هم ؟ فقالعليه‌السلام : قابيل يفر من هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من ابيه ابراهيم على نبينا وآله وعليه‌السلام ، والذي يفر من صاحبته لوطعليه‌السلام ، و الذي يفر من ابنه نوح ، يفرمن ابنه كنعان.

قال الصدوق; تعالى انما يفر موسى من أمّه خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها. وابراهيمعليه‌السلام انما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تاريخ الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٩ ، الحديث ١٠٢.

اقول : ان الفرار يشمل الجميع حسب ما يتصور لان القرآن الكريم وان كان له شأن نزول ، او خصوصية مورد ، الاّ أنه يعمّ الموارد ويشمل الجميع. نعم يمكن أن يكون أول من يفرهم هؤلاء الذين عدّهم أمير المؤمنين علي عليه افضل الصلاة السلام. ودليلنا : ان لفظ ( المرء ) اسم جنس ، و ( ال‍ ) يفيد العموم.

٦١

اللّعن

اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى ، وأي شيء أمّر وأنكى من الطرد ، نعوذ بالله من تلكم الأعمال التي توجب ذلك ، وهي كثير ، منها واهمّها ما جاء في الحديث الشريف المتعلّق بالولد ووالديه ، والولد والوالدة والتفرقة بينهما ، فهذه اشد موارد اللعن ، لعن الله آل اميّه كيف فرّقوا بين الأمهات وأبنائها. فهذه المخدّرة أم القاسم ابن الحسن المجتبىعليه‌السلام ترى ولدها بين حوافر الخيول. وهذه المصونة أم علي الاكبر ابن الحسين الشهيدعليه‌السلام تراى ولدها مقطّعا بالسيوف اربا اربا وقد فارق امّه. وهذه التقيه أم الرضيع ترى ولدها يتلظى من العطش ثم عند طلب الماء يرمي بسه من حرمله لعنه الله فبذبح من الوريد الى الوريد وهو على يدّ المظلوم أبي عبد الله روحي فداه ، وهكذا امّهات أخرى في كربلاء تثكل وتفارق أولادها ، كل ذلك ليحكم يزيد بن معاوية عليه وعلى آله لعائن أهل السموات والارضين ، لعائن الله والملائكة والناس اجمعين آمين.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعن الله من فرّق بين الوالدة وولدها غوالى الدرر ، حرف اللام ، ص ١٤٣.

٢ ـ قال ايضاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعن الله من لعن والديه المصدر السابق.

٦٢

الممقوت

كل شيء في الدنيا يكون ممقوتا في بعض الأوان والحالات ومن بعض الوجوه ، كما يكون ممدوحا ومستحسنا في الحالات والوجوه المعاكسة للوجوه والحالات والاوقات الأول.

ومن الاشياء المهمّة التى تؤخذ بنظر الاعتباء الكلّي هي الاموال والاولاد ، وهذه تارة تكون زينة الحياة الدنيا ، وأخرى تكون فتنة وامتحانا ، ثالثه تكون وزرا ووبالا ، حيث يمقته العقلاء ، وحتى تمقت في بعض الآيات والروايات.

١ ـ ( قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يا أبا ذر : انّي قد دعوت الله جلّ جلاله أن يجعل رزق من يجبني الكفاف ، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد پندهاى گرانمايهء پيغمبر گرامى ، ص ٣٠ ، الحديث ٥٦.

٦٣

الوأد

( واذا الموؤدة سئلت *بأي ذنب قتلت ) ( التكوير ـ ٨ ) كانت المظالم ـ في زمن الجاهلية ـ علت فوق الهامات ، فلا رادع ولا مانع ، وكان من جملتها وأو البنات ، كي لا يؤسروا في الغزوات ، لأن الغزو كان من شيمة الأعراب ، فهذه الطائفة تغزوا تلك ، وذي القبيلة تغزوا ذي ، ونيران الحرب والجهل قد أحرق الطريّ واليابس ، فأنجاهم الله برجل منهم ، هو أشرف الخلائق من الأولين والآخرين ، أبي القاسم الأمين ، محمد الهاشمي العربي المكي المدني الابطحي التهامي ، الذي قلب صفحة الشرك ، والظلم ، والكفر ، والنفاق ، الى التوحيد ، والعدل ، والايمان ، والسلام ، والإسلام ، فلا جهل ، ولا غزو ، ولا وأد فالعلم حل مكان الجهل ، والاستفرار حلّ مكان الغزو ، والدّلال والمحبّة حلّت مكان الوأد ، فجزاك الله يا رسول الله عنّا خيرا ، صلّى عليك مليك السماء.

١ ـ الوشّاء عن أحمد بن عائد ، عن أبي خديجه عن أبي عبد الله عليه أفضل السلام ، قال : جاء رجل الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : اني قد ولدت بنتا ، وربيتها ، حتى اذا بلغت ، فألبستها ، وحلّيتها ، ثم جئت بها الى قليب فدفعتها في جوفه ، وكان آخر ما سمعت منها ، وهي تقول : يا أبتاه !‍ فما كفّارة ذلك ؟ قال صلى

٦٤

الله عليه وآله : ألك أمّ حيّة ؟ قال : لا ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فلك خالة حيّة ، قال : نعم ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فأبررها ، فانها بمنزلة الأم ، يكفّر عنك ما صنعت ، قال أبو خديجه : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : متى كان هذا ؟ فقالعليه‌السلام : كان في الجاهليّة ، وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين ، فيلدون في قوم آخرين . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ٨.

٦٥

موجبات الرحمة على الوالد

ان الانسان مهما كانت له حسنات ومهما عمل الخيرات فانه مع ذلك محتاج كل الاحتياج الى رحمة الله تعالى. ولا ينبغي ان يكتفي الانسان بما قدّم ايام حياته لآخرته ، صحيح أنّ السراج يوضع أمام المرء ليرى طريقه ولكن الاحتياج اكثر مما يتصور ، فعليه ينبغي للرجل النبيه أن لا يقصّر في تربية ولده كي ينشأ نشأة صالحة حتى يكون بعده سببا لغفران ذنوب والديه بطلب المغفرة والدعاء ولا ينقطع الثواب بعد الوفاة.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سبعة اشياء يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته : منها : وخلّف ولداً صالحا يستغفر له بعد وفاته معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في سبعة ، ص ٥٩.

٢ ـ روي عن العالمعليه‌السلام أنه قال : ثمانية اشياء من كن فيه أدخله الله تعالى الجنة ونشر عليه الرحمة : منها : وأحسن تربية ولده معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ص ٦٤.

٣ ـ قال نبي الرحمةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله ولدا اعان ولده على برّه غوالي الدرر ، حرف الراء ، ص ٧٧.

٦٦

٤ ـ وفي الخصال عن امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : ما من الشيعة عبد يقارف نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، اما في مال واما في ولد ، وامّا في نفسه ، حتى يلقى الله عزوجل وماله ذنب ، وانّه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته تسليه الفوآد ، في سكرات الموت ، ص ٤٧.

٥ ـ وعن الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه: ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذّب صاحبه ، ثم مرّ به من قابل فاذا هو ليس يعذب ، فقال على نبينا وآله وعليه‌السلام : يا ربّ مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعّذب ، ثم مررت به العام فاذا هو ليس يعذّب ، فأوحى الله عزّوجل اليه : يا روح الله أنه اردك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه تسلية الفوآد ، في احوال البرزخ ، ص ٨٦.

٦ ـ في الخصال ابواب الستة ص ٢٦٣ ، الحديث ٩. مسندا عن الصادقعليه‌السلام قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له ، ومصحف يقرأ فيه ، وقليب يحفره ، وغرس يغرسه ، وصدقة ماء يجريه ، وسنّة حسنة يؤخذ بها من بعده تسلية الفوآد فيما يلحق الرجل بعد موته ص ١٣٤.

٧ ـ وفي البحار مسندا عن الصادقعليه‌السلام قال : ليس يتّبع الرجل بعد موته الى يوم القيامة من الأجر الاّ ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته الى يوم القيامة صدقة موقوفة لا

٦٧

تورث ، أو سنة هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها في بعده غيره او ولد صالح يستغفر له تسلية الفوآد : نفس المصدر.

٨ ـ وعن الصادقعليه‌السلام ، قال : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد باّر يستغفر له ، وسنّة خير يقتدي به فيها ، وصدقة تجري من بعده تسلية الفوآد ، نفس المصدر.

سخط الله ورضاه

جاء في تاج العروس : السخط : ضد الرضا : وهو الكراهة للشيء وعدم الرضا به. وقد سخط : كفرح. يسخط سخطا وتسخط ، اي كره وتكرّه ، والمسخوط المكروه. وتقول كلما عملت له عملا تسخطه أي تكرّهه ولم يرضه. وهناك اعمال تصدر من العبد لم يكن لله فيها رضا فيسخطها بل ويسخط العبد كذلك. منها الولد يسخط والديه.

١ ـ عن الراوندي ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : من أسخط والديه فقد اسخط الله ، ومن اغضبهما فقد اغضب الله « تعالى » ذرايع البيان ص ٢٠٠ ، تكملة.

٦٨

جند العقل

انّ للعقل جنودا يحرسونه من الآفات ، ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ الله تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي لا تبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة تبارك ، وتعالى وفي هاتيك الجنود ـ وقد ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة ـ.

١ ـ هو البر بالوالدين :

( اقول ) ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها (٨١) جنديا كل منهم يكفي لأن يقود الانسان الى شاطئ الخير والسلامة والسعادة.

٦٩

الشّكر

 من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقد اوجبه العقل والنقل. أما العقل : لا شك ولا ريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسد آل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه. وأما النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة ما يدل على وجود شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء الإحسان الاّ الإحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. ثم من يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ، فانهما السبب الظاهري في وجود الانسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من نعمة الوجود وكان الانسان معدما لولا اقتضاء حكمه الله عزّ وجل جعل الابوين جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى. وهو القائل تعزّز وتقدس :( أن اشكر لي ولوالديك اليّ المصير ) ( لقمان ـ ١٤ ).

١ ـ حدثنا محمّد بن علي ماجيلويهرحمه‌الله قال : حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: ان الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكوة فمن صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاة ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجّل الخصال باب الثلاثة ، ص ١٢٣ الحديث.

٧٠

البر والبار

من أفضل الطاعات البر ، ومن افضل البّر ، بّر الوالدين فمرحى لمن بّر والديه ، وطوبى له ، فان الجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، وهو من السعداء ، وقد جرّبنا من كان برا بوالديه في زماننا هذا ورأيناه يعيش في سعة الرزق وتغدو وتروح عليه الايام وهو في بحبوحة النعيم ، سواء كان ثريا أم لا ، وسواء كان عاملا أم رب عمل ، والحكايات على هذه كثيرة وكثيرة جداً ، ليس المقام مقام السرد ، لخوف الخروج عن صلب الموضوع ، لكن كيف ما تعامل ابويك يعاملك ابناؤك.

١ ـ حدّثنا محّمد بن الحسن بن احمد بن الوليدرحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن الحسن بن علي بن رباط ، عن أبي بكر الخضرمي ، عن بعض اصحابه ، عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال : برّوا آبائكم يبركم ابنائكم ، وعفوا عن الناس تعف نسائكم الخصال ص ٤٤ ، باب الاثنين ، الحديث ٧٥.

٢ ـ حدّثنا ابيرحمه‌الله قال : حدّثني علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني ، عن احمد بن احمد بن محمد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسين بن مصعب الهمداني قال : سمعت أبا عبد الله

٧١

عليه‌السلام يقول : ثلاثة لا عذر لاحد فيها : اداء الامانة الى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبر الوالدين كانا أو فاجرين المصدر السابق ص ٩٨ ، باب الثلاثة الحديث ١١٨ ، وعن علي بن ابراهيم ، نفس المتن : الكافي ، ج ٢٠ ، ص ١٢٩ ، باب البر الحديث ١٥.

٣ ـ حدثنا أبيرحمه‌الله قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن ابي الخطاب ، عن الحسن بني محبوب ، عن عنبسة بن مصعب قال : سمعت ابا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ثلاث لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فهنّ رخصة : بر الوالدين برّ لن كانا او فاجرين ، ووفاء بالعهد للبر والفاجر ، واداء الامانة الى البر والفاجر المصدر السابق ص ١٠١ ، باب الثلاثة ، الحديث ١٢٩.

٤ ـ اخبرني الخليل بن احمد السجزي ، قال : اخبرنا ابو القاسم البغوي ، قال : حدّثني على يعني ابن الجعد ، قال : اخبرنا شعبة ، قال : اخبرني الوليد بن الغيران بن حريث ، قال : سمعت أبا عمرو الشيباني ،  قال : حدثني صاحب هذا الدار ، واشار بيده الى دار عبد الله بن مسعود ،  قال  : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اي الاعمال احب الى الله عز وجل ؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصلوة لوقتها. قلت ثم أي شيء ؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بر الوالدين. قلت ثم أي شيء ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الجهاد في سبيل الله عزوجل. قال فحدثني بهذا ، ولو استزدته لزادني الخصال ، باب الثلاثة ص١٢٩ الحديث ٢١٣.

٧٢

٥ ـ قال منقذ البشرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : برّ الوالدين يورث رضا الرحمن غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص ١٥.

٦ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بر الوالدين يجزي عن الجهاد نفس المصدر ...

٧ ـ وقال ايضاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سيّد الأبرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد موتهما المصدر السابق ، حرف السين ، ص ٩٠.

٨ ـوبرّا بوالديه ولم يكن جبّارا عصيّا ( مريم ـ آيه ١٤ ).

٩ ـووصينا الانسان بوالديه حسنا ( العنكبوت ـ ٨ ).

الحسين بن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟. قال صلوات الله وسلامه عليه : الصلاة لوقتها ، وبرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عزوجلّ الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ باب البر ، الحديث ٤.

١١ ـ عده من اصحابنا ، عن احمد بن خالد ، عن ابيه ، عن عبد الله بن بحر ، عن عبد الله ابن مسكان ، عمّن رواه ، عن أي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد

٧٣

الأنصاري في برّ الوالدين في قول الله عزوجلّ :( وبالوالدين احسانا ) ـ الى أن قالعليه‌السلام ـ( ووصينا الانسان بوالديه ( حسنا )وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) فقال عليه صلوات الله : انّ ذلك اعظم « من » يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال( وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ) ؟. فقالعليه‌السلام : لا بل أمر بصلتهما وأن جاهداه على الشرك ما زاد حقّهما الاّ عظما الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٦.

١٢ ـ محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن على بن الحكم ، وعدّه من اصحابنا ، عن احمد بن أبي عبد الله ، عن اسماعيل بن مهران ، جميعا عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان عن عمّار بن حيّان ، قال : خبّرت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، ببر اسماعيل ابني بي ، فقال : لقد كنت أحبّه ، وقد ازددت له حبّا ، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أتته اخت له من الرضاعة ، فلّما نظر اليها سرّ بها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدّثها ، ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت ، وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأنها كانت أبر بوالديها منه الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، باب البر ، الحديث ١٢.

١٣ ـ عنه « اي محمّد بن يحيى » عن علي بن الحكم ، عن سيف

٧٤

بن عميرة ، عن أبي الصبّاح ، عن جابر ، قال : سمعت رجلا يقول لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ان لي أبوين مخالفين ؟. فقالعليه‌السلام : برّهما كما تبرّ المسلمين عن يتولاّنا الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، باب البّر ، الحديث ١٤.

١٤ ـ عنه ـ البرقي ـ عن محمّد بن علي ، عن عبد الرحمان بن محمّد الأسدي ، عن حريب الغزال ، عن صدقة القتاب ، عن الحسن البصري ، قال : كنت مع أبي جعفرعليه‌السلام بمنى ، وقد مات رجل من قريش فقالعليه‌السلام : يا أبا سعد قم بنا الى جنازته ، فلّما دخلنا المقابر قالعليه‌السلام : ألا اخبركم بخمس خصال هي من البرّ ، والبرّ يدعوا الى الجنّة. قلت بلى. قالعليه‌السلام : اخفاء المصيبة وكتمانها ، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك ، وبرّ الوالدين ، فانّ برّهما لله رضى ، والاكثار من قول : ( لا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم ) فانّه من كنوز الجنّة ، والحبّ لمحمّد وآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اجمعين المحاسن ، كتاب الاشكال والقرائن ، ص ٨ ، الحديث ٢٧.

٧٥

برّ الوالدين

ان الله تبارك وتعالى يرحم عباده ، وجعل لكل شيء شيئا ولنزول رحمته على عباده ايضا اسباب ، منها اشفاق الاولاد ابويهما ...

١ ـ قال سيدّنا الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اربع خصال من كنّ فيه ادخله الله تعالى جنّته ونشر عليه رحمته : منها : من اشفق على والديه معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص ٣٩.

٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ألهم اربعة اشياء : من برّ والديه ، أنسئ في أجله ، ووسع عليه في رزقه ، ومنع بعقله ، وسهل عليه في ساقته يريد به الموت ، ولقّن حجته في قبره معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ص ٤٠.

٣ ـ روى عن العالمعليه‌السلام أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه ادخله الله تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وبرّ والديه معدن الجواهر باب ذكر ما في اربعة ص ٦٤.

٤ ـ وقال « رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » : تفتح ابواب

٧٦

السماء بالرحمة في اربع مواضع : عند نزول المطر ، وعند نظر الولد في وجه الوالدين. وعند فتح باب الكعبة. وعند فتح باب الكعبة وعند النكاح سفينة البحار ، باب الزاء بعده الواو ، ص ٥٦١.

٥ ـ قال امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : الله رحيم بعباده ومن رحمته أنه خلق مائه رحمة ، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم ، فبها يتراحم الناس ، وترحم الوالدة ولدها ، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها الى آخره الحديث تسلية الفوآد فصل في الشفاعة ص ١٩٥.

٧٧

البرّ بالاُم

مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الأم والأب ، فان حق الأم اكثر لأنها حملت وارضعت وربت وسهرت الليال ، كل ذلك في سبيل راحة الولد ، حتى كبر وشاب ، وصار يستلذ بلذة الوجود ، والآن حن وقت اداء الحق ، فيجب البر بها اكثر فأكثر.

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم الأقرب ! فالأقرب غوالي الدرر ، حرف الالف ، ص ١٣.

٢ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ايضاً : الجنّة تحت أقدام الأمهات المصدر السابق ، حرف الجيم ، ص ٤٢.

٣ ـ عن عائشة ، قالت : قلت : « يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » فأي الناس اعظم حقا على الرجل ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمه . ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص ١٩٧ ، نقلا عن المستدرك للحاكم.

٤ ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام والتحيات والبركات ، قال : جاء رجل الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٧٨

جاء رجل الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسليماً كثيرا كثيرا ، فقال يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبر ؟. قال صلوات الله عليه وعلى آله : أمك ، قال : ثم من ؟ قال أمّك ، قال ثم من ؟ أمّك ، قال : ثم من ؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أباك الكافي ، ج ٢ ، ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٩.

٥ ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن زكريا بن ابراهيم ، قال : كنت نصرانيا سلمت ، وحججت ، فدخلت على أبي اللهعليه‌السلام ، فقلت : أني النصرانية ، واني اسلمت ، فقالعليه‌السلام : وأي شيء رأيت في الإسلام ؟ قلت : قول الله عزّ وجلّ : « ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء » فقالعليه‌السلام : لقد هداك الله تعالى ، ثم قالعليه‌السلام : اللهم اهده ـ ثلاثا ـ سل عمّا شئت يا بني ، فقلت : ان أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة البصر ، فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم ؟. فقالعليه‌السلام : يأكلون لحم الخنزير ؟. فقلت لا ، ولا يمسّونه ، فقالعليه‌السلام : لا بأس ، فانظر أمك فبرّها ، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ، و لا تخبرنّ احدا أنّك أتيتني ، حتى تأتيني بمنى ان شاء الله ، قال : فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة الصفت لأمي ، وكنت اطعمها ، وأفلي ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع بي هذا وانت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟. فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت هذا الرجل هو نبي ؟ فقلت : لا ، و

٧٩

لكنه ابن نبيّ ، فقالت : يا بني ان هذا نبيّ ، ان هذه وصايا الانبياء ، فقلت : يا أمّه ، انّه ليس يكون بعد نبينا نبي ، ولكنه ابنه ، فقالت : يا بنيّ دينك خير دين ، أعرضه عليّ ، فعرضته عليها ، فدخلت في الإسلام وعلمتها ، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت : يا بنيّ أعد عليّ ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرّت به و ماتت ، فلمّا اصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٨، باب البر ، الحديث ١١.

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن معلّي بن محمد ، وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه سالم بن مكروم ، عن معلي بن خنيس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : جاء وسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن برّ الوالدين ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ابررأمك ، أبرر أمك ، أبرر أمك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، وبدأ بالأم قبل الأب الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠، باب البر ، الحديث ١٧.

٧ ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟. فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثنى بالحق « نبيا » لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ٢٠.

٨٠