فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب10%

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 364

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب
  • البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 69657 / تحميل: 9514
الحجم الحجم الحجم
فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

سبب النّزول

ذكر المفسّرون والمحدّثون والمؤرّخون بصورة مفصّلة سبب نزول هذه الآيات ، وخلاصة ما ذكروه هي ما يلي :

كان في المدينة ثلاث قبائل من اليهود وهم : «بنو النضير» ، و «بنو قريظة» ، و «بنو قينقاع» ، ويذكر أنّهم لم يكونوا من أهل الحجاز أصلا ، وإنّما قدموا إليها واستقرّوا فيها ، وذلك لما قرءوه في كتبهم العقائدية من قرب ظهور نبي في أرض المدينة ، حيث كانوا بانتظار هذا الظهور العظيم.

وعند ما هاجر الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة عقد معهم حلفا بعدم تعرّض كلّ منهما للآخر ، إلّا أنّهم كلّما وجدوا فرصة مناسبة لم يألوا جهدا في نقض العهد.

ومن جملة ذلك أنّهم نقضوا العهد بعد غزوة احد ، التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة.

فقد ذهب «كعب بن الأشرف» زعيم قبيلة «بني النضير» مع أربعين فارسا إلى مكّة ، وهنالك عقد مع قريش حلفا لقتال محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجاء أبو سفيان مع أربعين شخصا ، وكعب بن الأشرف مع أربعين نفرا من اليهود ، ودخلا معا إلى المسجد الحرام ووثقوا العهد في حرم الكعبة ، فعلم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك عن طريق الوحي.

والمؤامرة الاخرى هي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل يوما مع شيوخ الصحابة وكبارهم إلى حي بني النضير ، وذلك بحجّة استقراض مبلغ من المال منهم كديّة لقتيلين من طائفة بني عامر ، قتلهما (عمرو بن اميّة) أحد المسلمين ، وربّما كان الهدف من ذلك هو معرفة أخبار اليهود عن قرب حتّى لا يباغت المسلمون بذلك.

فبينما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتحدّث مع كعب بن الأشرف إذ حيكت مؤامرة يهودية لاغتيال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتنادى القوم : إنّكم لا تحصلون على هذا الرجل بمثل هذه الحالة وها هو قد جلس بالقرب من حائطكم ، فليذهب أحدكم إلى السطح ويرميه بحجر عظيم ويريحنا منه ، فقام «عمرو بن جحاش» وأبدى

١٦١

استعداده لتنفيذ الأمر ، وذهب إلى السطح لتنفيذ عمله الإجرامي ، إلّا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم عن طريق الوحي بذلك ، فقفل راجعا إلى المدينة دون أن يتحدّث بحديث مع أصحابه ، إلّا أنّ الصحابة تصوّروا أنّ الرّسول سيعود مرّة اخرى ، ولمّا عرفوا فيما بعد أنّ الرّسول في المدينة عاد الصحابة إليها أيضا.

وهنا أصبح من المسلّم لدى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقض اليهود للعهد ، فأعطى أمرا للاستعداد والتهيّؤ لقتالهم.

وجاء في بعض الروايات أيضا أنّ أحد شعراء بنو النضير هجا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشعر يتضمّن مسّا بكرامة الرّسول وهذا دليل آخر لنقضهم العهد.

وبدأت خطّة المسلمين في مواجهة اليهود وكانت الخطوة الاولى أن أمر رسول الله (محمّد بن سلمة) أن يقتل كعب بن الأشرف زعيم اليهود ، إذ كانت له به معرفة ، وقد نفّذ هذا العمل بعد مقدّمات وقتله.

إنّ قتل كعب بن الأشرف أوجد هزّة وتخلخلا في صفوف اليهود ، عند ذلك أعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرا للمسلمين أن يتحرّكوا لقتال هذه الفئة الباغية الناقضة للعهد.

وعند ما علم اليهود بهذا لجأوا إلى قلاعهم المحكمة وحصونهم القويّة ، وأحكموا الأبواب ، إلّا أنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر أن تقلع أشجار النخيل القريبة من القلاع.

لقد أنجز هذا العمل لأسباب عدّة : منها أنّ حبّ اليهود لأموالهم قد يخرجهم من قلاعهم بعد رؤية تلف ممتلكاتهم ، وبالتالي يكون اشتباك المسلمين معهم مباشرة ، كما يوجد احتمال آخر ، وهو أنّ هذه الأشجار كانت تضايق المسلمين في مناوراتهم مع اليهود قرب قلاعهم وكان لا بدّ من أن تقلع.

وعلى كلّ حال ، فقد ارتفع صوت اليهود عند ما شعروا بالضيق ، وهم محاصرون في حصونهم فقالوا : يا محمّد ، لقد كنت تنهى عن هذا ، فما الذي حدا

١٦٢

بك لتأمر قومك بقطع نخيلنا؟

فنزلت الآية (٥) من الآيات محلّ البحث وبيّنت بأنّ هذا العمل هو أمر من اللهعزوجل .

واستمرّت المحاصرة لعدّة أيّام ، ومنعا لسفك الدماء اقترح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم أن يتركوا ديارهم وأراضيهم ويرحلوا من المدينة ، فوافقوا على هذا وحملوا مقدارا من أموالهم تاركين القسم الآخر واستقرّ قسم منهم في «أذرعات الشام» ، وقليل منهم في «خيبر» ، وجماعة ثالثة في «الحيرة» ، وتركوا بقيّة أموالهم وأراضيهم وبساتينهم وبيوتهم بيد المسلمين بعد أن قاموا بتخريب ما يمكن لدى خروجهم منها.

وقد حدثت هذه الحادثة بعد غزوة (احد) بستّة أشهر ، إلّا أنّ آخرين قالوا : إنّها وقعت بعد غزوة بدر بستّة أشهر(١) .

* * *

التّفسير

نهاية مؤامرة يهود بني النضير :

بدأت هذه السورة بتنزيه وتسبيح الله وبيان عزّته وحكمته ، يقول سبحانه :( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

وهذه في الحقيقة مقدّمة لبيان قصّة يهود بني النضير ، أولئك الذين انحرفوا عن طريق التوحيد ومعرفة الله وصفاته ، وبالإضافة إلى كونهم مغرورين بإمكاناتهم وقدرتهم وعزّتهم ويتآمرون على الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

التسبيح العامّ الوارد في الآية لجميع موجودات الأرض والسماء ، أعمّ من

__________________

(١) مجمع البيان وتفسير علي بن إبراهيم وتفسير القرطبي ونور الثقلين (نهاية الآيات مورد البحث) مقتبس باختصار.

١٦٣

الملائكة والبشر والحيوانات والنباتات والجمادات يمكن أن يكون بلسان «القال» ويمكن أن يكون بلسان «حال» هذه المخلوقات حول دقّة النظام المثير للعجب لها في خلق كلّ ذرّة من ذرّات هذا الوجود ، وهو التسليم المطلق لله سبحانه والاعتراف بعلمه وقدرته وعظمته وحكمته.

ومن جهة اخرى فإنّ قسما من العلماء يعتقدون أنّ كلّ موجود في العالم له نصيب وقدر من العقل والإدراك والشعور ، بالرغم من أنّنا لم ندركه ولم نطلع عليه ، وبهذا الدليل فإنّ هذه المخلوقات تسبّح بلسانها ، بالرغم من أنّ آذاننا ليس لها القدرة على سماعها ، والعالم بأجمعه منشغل بحمد الله وتسبيحه وإن كنّا غير مطّلعين على ذلك.

الأولياء الذين فتحت لهم عين الغيب يتبادلون أسرار الوجود مع كلّ موجودات العالم ، ويسمعون نطق الماء والطين بصورة واضحة ، إذ أنّ هذا النطق محسوس من قبل أهل المعرفة. (وهناك شرح أكثر حول هذا الموضوع في تفسير الآية ٤٤ من سورة الإسراء).

وبعد بيان المقدّمة أعلاه نستعرض أبعاد قصّة يهود بني النضير في المدينة حيث يقول سبحانه :( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ) .

«حشر» في الأصل تحريك جماعة وإخراجها من مقرّها إلى ميدان حرب وما إلى ذلك ، والمقصود منه هنا اجتماع وحركة المسلمين من المدينة إلى قلاع اليهود ، أو اجتماع اليهود لمحاربة المسلمين ، ولأنّ هذا أوّل اجتماع من نوعه فقد سمّي في القرآن الكريم بأوّل الحشر ، وهذه بحدّ ذاتها إشارة لطيفة إلى بداية المواجهة المقبلة مع يهود بني النضير ويهود خيبر وأمثالهم.

والعجيب أنّ جمعا من المفسّرين ذكروا احتمالات للآية لا تتناسب أبدا مع محتواها ، ومن جملتها أنّ المقصود بالحشر الأوّل ما يقع مقابل حشر يوم القيامة ،

١٦٤

وهو القيام من القبور إلى الحشر ، والأعجب من ذلك أنّ البعض أخذ هذه الآية دليلا على أنّ حشر يوم القيامة يقع في أرض الشام التي ابعد اليهود إليها ، وهذه الاحتمالات الضعيفة ربّما كان منشؤها من وجود كلمة «الحشر» ، في حين أنّ هذه الكلمة لم تكن تستعمل هذا بمعنى الحشر في القيامة ، بل تطلق على كلّ اجتماع وخروج إلى ميدان ما ، قال تعالى :( وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ ) (١) .

وكذلك ما ورد في الاجتماع العظيم لمشاهدة المحاججة التي خاضها موسىعليه‌السلام مع سحرة فرعون حيث يقول سبحانه :( وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) (٢) .

ويضيف البارئعزوجل :( ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ ) لقد كانوا مغرورين وراضين عن أنفسهم إلى حدّ أنّهم اعتمدوا على حصونهم المنيعة ، وقدرتهم الماديّة الظاهرية. إنّ التعبير الذي ورد في الآية يوضّح لنا أنّ يهود بني النضير كانوا يتمتّعون بإمكانات واسعة وتجهيزات وعدد كثيرة في المدينة ، بحيث أنّهم لم يصدّقوا أنّهم سيغلبون بهذه السهولة ، وذلك ظنّ الآخرين أيضا.

ولأنّ الله سبحانه يريد أن يوضّح للجميع أن لا قوّة في الوجود تقاوم إرادته ، فإنّ إخراج اليهود من أراضيهم وديارهم بدون حرب ، هو دليل على قدرته سبحانه ، وتحدّ لليهود الذين ظنّوا أنّ حصونهم مانعتهم من الله.

ولذلك يضيف ـ استمرارا للبحث الذي ورد في الآية ـ قوله تعالى :( فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ) نعم ، إنّ هذا الجيش غير المرئي هو جيش الخوف الذي يرسله الله تعالى في كثير من الحروب لمساعدة المؤمنين ، وقد خيّم على قلوبهم ، وسلب منهم قدرة

__________________

(١) النمل ، الآية ١٧.

(٢) سورة طه ، الآية ٥٩.

١٦٥

الحركة والمقاومة ، لقد جهّزوا وهيّئوا أنفسهم لقتال المهاجرين والأنصار غافلين عن إرادة الله تعالى ، حيث يرسل لهم جيشا من داخلهم ويجعلهم في مأزق حرج إلى حدّ ينهمكون فيه على تخريب بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم من المسلمين.

صحيح أنّ مقتل زعيمهم «كعب بن الأشرف» ـ قبل الهجوم على قلاعهم وحصونهم ـ كان سببا في إرباكهم واضطراب صفوفهم ، إلّا أنّ من الطبيعي أنّ مقصود الآية غير ما تصوّره بعض المفسّرين ، فإنّ ما حدث كان نوعا من الإمداد الإلهي للمسلمين الذين حصل لهم مرّات عديدة حين جهادهم ضدّ الكفّار والمشركين.

والطريف هنا أنّ المسلمين كانوا يخرّبون الحصون من الخارج ليدخلوا إلى عمق قلاعهم ، واليهود كانوا يخرّبونها من الداخل حتّى لا يقع شيء مفيد منها بأيدي المسلمين ، ونتيجة لهذا فقد عمّ الخراب التامّ جميع قلاعهم وحصونهم.

وذكرت لهذه الآية تفاسير اخرى أيضا منها : أنّ اليهود كانوا يخربونها من الداخل لينهزموا ، أمّا المسلمون فتخريبهم لها من الخارج ليظفروا باليهود ويجهّزوا عليهم (إلّا أنّ هذا الاحتمال مستبعد).

أو يقال إنّ لهذه الآية معنى كنائي ، وذلك كقولنا : إنّ الشخص الفلاني هدم بيته وحياته بيده ، يعني أنّه بسبب جهله وتعنّته دمّر حياته.

أو أنّ المقصود من تخريب اليهود لبعض البيوت ، هو من أجل إغلاق الأزقّة الموجودة داخل القلاع ومنع المسلمين من التقدّم ولكي لا يستطيعوا السكن فيها.

أو أنّهم هدموا قسما من البيوت داخل القلعة حتّى إذا ما تحوّلت الحرب إلى داخلها يكون هنا لك مكان كاف للمناورة والحرب.

أو أنّ مواد بناء بعض البيوت كان ثمينا فخرّبوها لكي يحملوا ما هو مناسب منها ، إلّا أنّ التّفسير الأوّل أنسب من الجميع.

وفي نهاية الآية ـ بعنوان استنتاج كلّي ـ يقول تعالى :( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي

١٦٦

الْأَبْصارِ ) .

«اعتبروا» من مادّة (اعتبار) وفي الأصل مأخوذة من العبور ، أي العبور من شيء إلى شيء آخر ، ويقال لدمع العين «عبرة» بسبب عبور قطرات الدموع من العين ، وكذلك يقال (عبارة) لهذا السبب ، حيث أنّها تنقل المطالب والمفاهيم من شخص إلى آخر ، وإطلاق «تعبير المنام» على تفسير محتواه ، بسبب أنّه ينقل الإنسان من ظاهره إلى باطنه.

وبهذه المناسبة يقال للحوادث التي فيها دروس وعظات (عبر) لأنّها توضّح للإنسان سلسلة من التعاليم الكلية وتنقله من موضوع إلى آخر.

والتعبير بـ «اولي الأبصار» إشارة إلى الأشخاص الذين يتعاملون مع الحوادث بعين واقعية ويتوغلون إلى أعماقها.

كلمة (بصر) تقال دائما للعين الباصرة ، و «البصيرة» تقال للإدراك والوعي الداخلي(١) .

وفي الحقيقة أنّ «أولي الأبصار» هم أشخاص لهم القابلية على الاستفادة من (العبر) ، لذلك فإنّ القرآن الكريم يلفت نظرتهم للاستفادة من هذه الحادثة والاتّعاظ بها.

وممّا لا شكّ فيه أنّ المقصود من الإعتبار هو مقايسة الحوادث المتشابهة من خلال إعمال العقل ، كمقارنة حال الكفّار مع حال ناقضي العهد من يهود بني النضير ، إلّا أنّ هذه الجملة لا ترتبط أبدا بـ «القياسات الظنّية» التي يستفيد منها البعض في استنباط الأحكام الدينيّة.

والعجيب هنا أنّ بعض فقهاء أهل السنّة استفادوا من الآية أعلاه لإثبات هذا المقصود ، بالرغم من أنّ البعض الآخر لم يرتضوا ذلك.

__________________

(١) المفردات للراغب.

١٦٧

والخلاصة أنّ المقصود من العبرة والإعتبار في الآية أعلاه هو الانتقال المنطقي والقطعي من موضوع إلى آخر ، وليس العمل على أساس التصوّر والخيال.

وعلى كلّ حال فإنّ مصير طائفة «بني النضير» بتلك القدرة والعظمة والشوكة ، وبتلك الصورة من الاستحكامات القويّة ، صار موضع (عبرة) حيث أنّهم استسلموا لجماعة من المسلمين لا تقارن قوّاتها بقوّاتهم ، وبدون مواجهة مسلّحة ، بحيث كانوا يخرّبون بيوتهم بأيديهم وتركوا بقيّة أموالهم للمسلمين المحتاجين ، وتفرّقوا في بقاع عديدة من العالم ، في حين أنّ اليهود سكنوا في المدينة من أجل أن يدركوا النبي الموعود الذي ورد في كتبهم ، ويكونوا في الصفّ الأوّل من أعوانه كما ذكر المؤرّخون ذلك.

وبهذا الصدد نقرأ حديثا ورد عن الإمام الصادق حيث يقول : «كان أكثر عبادة أبي ذرّرحمه‌الله التفكّر والإعتبار»(١) .

ومع الأسف فإنّ كثير من الناس يفضّلون تجربة الشدائد والمحن والمصائب بأنفسهم ويذوقوا مرارة الخسائر شخصيّا ، ولا يعتبرون ولا يتّعظون بوضع الآخرين وما يواجهونه في أمثال هذه الموارد ، ويقول الإمام عليعليه‌السلام «السعيد من وعظ بغيره»(٢) .

وتضيف الآية اللاحقة( وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا ) .

وبدون شكّ فإنّ الجلاء عن الوطن وترك قسم كبير من رؤوس الأموال التي جهدوا جهدا بليغا في الحصول عليها ، هو بحدّ ذاته أمر مؤلم لهم ، وبناء على هذا فإنّ مراد الآية أعلاه أنّه لو لم يحلّ بهم هذا العذاب ، فإنّ بانتظار هم عذابا آخر هو القتل أو الأسر بيد المسلمين إلّا أنّ الله سبحانه أراد لهم التيه في الأرض

__________________

(١) كتاب الخصال مطابق لنقل نور الثقلين ، ج ٥ ص ٢٧٤.

(٢) نهج البلاغة ، خطبة ٨٦.

١٦٨

والتشرّد في العالم ، لأنّ هذا أشدّ ألما وأسى على نفوسهم ، إذ كلّما تذكّروا أرضهم وديارهم ومزارعهم وبساتينهم التي أصبحت بيد المسلمين. وكيف أنّهم شردوا منها بسبب نقضهم العهد ومؤامراتهم ضدّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ ألمهم وحزنهم ومتاعبهم تضاعف وخاصّة على المستوى النفسي.

نعم ، إنّ الله أراد لهذه الطائفة المغرورة والخائنة ، أن تبتلى بمثل هذا المصير البائس.

وكان هذا عذابا دنيويا لهم ، إلّا أنّ لهم جولة اخرى مع عذاب أشدّ وأخزى ، ذلك هو عذاب الآخرة ، حيث يضيف سبحانه في نهاية الآية( وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ ) .

هذه عاقبتهم في الدنيا والآخرة ، وهي درس بليغ لكلّ من أعرض عن الحقّ والعدل وركب هواه ، وغرّته الدنيا وأعماه حبّ ذاته.

وبما أنّ ذكر هذه الحادثة مضافا إلى تجسيد قدرة الله وصدق الدعوة المحمّدية ، فهي في نفس الوقت تمثّل إنذارا وتنبيها لكلّ من يروم القيام بأعمال مماثلة لفعل بني النضير ، لذا ففي الآية اللاحقة يرشدنا سبحانه إلى هذا المعنى :( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (١) .

«شاقّوا» من مادّة (شقاق) وهي في الأصل بمعنى الشقّ والفصل بين شيئين ، وبما أنّ العدو يكون دائما في الطرف المقابل ، فإنّ كلمة (شقاق) تطلق على هذا العمل.

وجاء مضمون هذه الآية باختلاف جزئي جدّا في سورة الأنفال الآية ١٣ ، وذلك بعد غزوة بدر وانكسار شوكة المشركين ، والتي تبيّن عمومية محتواها من كلّ جهة ، في قوله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ

__________________

(١) «من» شرطية وجزاؤها محذوف وتقديره : ومن يشاقق الله يعاقبه فإن الله شديد العقاب.

١٦٩

فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) .

والشيء الجدير بالملاحظة أنّ بداية الآية الكريمة طرحت مسألة العداء لله ورسوله ، إلّا أنّ الحديث في ذيل الآية اقتصر عن العداء لله سبحانه فقط ، وهو إشارة إلى أنّ العداء لرسول الله هو عداء لله أيضا.

والتعبير بـ( شَدِيدُ الْعِقابِ ) لا يتنافى مع كون الله «أرحم الراحمين» لأنّه في موضع العفو والرحمة فالله أرحم الراحمين ، وفي موضع العقاب والعذاب فإنّ الله هو أشدّ المعاقبين ، كما جاء ذلك في الدعاء : «وأيقنت أنّك أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة ، وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة»(١) .

وفي الآية الأخيرة من الآيات مورد البحث نلاحظ جوابا على اعتراض يهود بني النضير على قطع المسلمين لنخيلهم ـ كما ورد في شأن النزول ـ بأمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتهيئة ظروف أفضل لقتال بني النضير أو لزيادة حزنهم وألمهم ، فيضطرّوا للنزول من قلاعهم ومنازلة المسلمين خارج القلعة وقد أثار هذا العمل غضب اليهود وحنقهم ، فقالوا : يا محمّد ، ألم تكن الناهي عن مثل هذه الأعمال؟ فنزلت الآية الكريمة مبيّنة لهم أنّ ذلك من أمر الله سبحانه حيث يقول البارئ :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ ) (٢) ( وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) .

«لينة» من مادّة (لون) تقال لنوع جيّد من النخل ، وقال آخرون : إنّها من مادّة (لين) بمعنى الليونة التي تطلق على نوع من النخل ، والتي لها أغصان ليّنة قريبة من الأرض وثمارها ليّنة ولذيذة.

وتفسّر (ليّنة) أحيانا بألوان وأنواع مختلفة من شجر النخيل ، أو النخل الكريم ، والتي جميعها ترجع إلى شيء واحد تقريبا.

__________________

(١) دعاء الافتتاح (من أدعية شهر رمضان المبارك).

(٢) «ما» في الآية أعلاه شرطية وجزاؤها (فبإذن الله).

١٧٠

وعلى كلّ حال فإنّ قسما من المسلمين أقدموا على قطع بعض نخيل بني النضير ، في الوقت الذي خالف البعض الآخر ذلك ، وهنا نزلت الآية أعلاه وفصلت نزاعهم في هذا الموضوع(١) .

وقال البعض الآخر : إنّ الآية دالّة على عمل شخصين من الصحابة ، وقد كان أحدهم يقوم بقطع الجيّد من شجر النخل ليغضب اليهود ويخرجهم من قلاعهم ، والآخر يقوم بقطع الرديء من الأشجار كي يبقي ما هو جيّد ومفيد ، وحصل خلاف بينهم في ذلك ، فنزلت الآية حيث أخبرت أنّ عملهما بإذن الله(٢) .

ولكن ظاهر الآية يدلّ على أنّ المسلمين قطعوا بعض نخل (اللينة) وهي نوع جيّد من النخل ، وتركوا قسما آخر ، ممّا أثار هذا العمل اليهود ، فأجابهم القرآن الكريم بأنّ هذا العمل لم يكن عن هوى نفس ، بل عن أمر إلهي صدر في هذا المجال ، وفي دائرة محدودة لكي لا تكون الخسائر فادحة.

وعلى كلّ حال فإنّ هذا العمل كان استثناء من الأحكام الإسلامية الأوّلية التي تنهي عن قطع الأشجار وقتل الحيوانات وتدمير وحرق المزارع والعمل أعلاه كان مرتبطا بمورد معيّن حيث أريد إخراج العدو من القلعة وجرّه إلى موقع أنسب للقتال وما إلى ذلك ـ وعادة توجد استثناءات جزئيّة في كلّ قانون ، كما في جواز أكل لحم الميّت عند الضرورة القصوى والإجبار.

جملة( وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) ترينا على الأقل أنّ أحد أهداف هذا العمل هو خزي ناقضي العهد هؤلاء ، وكسر لشوكتهم وتمزيق لروحيّتهم.

* * *

__________________

(١) تفسير أبو الفتوح الرازي ، ج ١١ ، ص ٩٣ ، وجاء هذا المعنى في الدرّ المنثور ، ج ٩ ، ص ١٨٨.

(٢) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٨٣.

١٧١

بحثان

١ ـ الجيوش الإلهيّة اللامرئية :

في الوقت الذي تعتبر القوى الماديّة أكبر سلاح لتحقيق الإنتصار من وجهة نظر الماديين ، فإنّ اعتماد المؤمنين يتمركز حول محورين (القيم المعنوية والإمكانات المادية) والذي قرأنا نموذجا منه في قصّة اندحار بني النضير كما بيّنت ذلك الآيات السابقة.

ونقرأ في هذه الآية أحد العوامل المؤثّرة في هذا الإنتصار حيث ألقى الله سبحانه الرعب في قلوب اليهود ، بحيث أخذوا يخرّبون بيوتهم بأيديهم ، وتخلّوا عن ديارهم وأموالهم مقابل السماح لهم بالخروج من المدينة.

وقد ورد هذا المعنى بصورة متكرّرة في القرآن الكريم ، منها ما ورد في قصّة اخرى حول قسم آخر من اليهود وهم (بنو قريظة). حيث اشتبكوا اشتباكا شديدا مع المسلمين بعد غزوة الأحزاب ، وفي هذا المعنى يقول سبحانه :( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ) .

وجاء هذا المعنى في غزوة بدر حيث يقول تعالى :( سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ) .

وبعض هذا الخوف الذي هو عبارة عن جيش إلهي غير مرئي يكاد يكون أمرا طبيعيّا ، ولكن بعضه يمثّل سرّا من الأسرار غير الواضحة لنا ، أمّا الطبيعي منه فانّ المؤمنين يرون أنفسهم منتصرين سواء قتل أو تغلّب على العدوّ. والشخص الذي يؤمن بهذا الإعتقاد لا يجد الخوف طريقا إليه ، ومثل هذا الإنسان سيكون أعجوبة في صموده وثباته كما يكون ـ أيضا ـ مصدر خوف وقلق لأعدائه ، والذي نلاحظه في عالم اليوم أنّ بلدانا عديدة تملك قدرات هائلة من الإمكانات العسكرية المتطورة والمادية الكبيرة ، تخشى من ثلّة من المؤمنين الصادقين

١٧٢

الذائدين عن الحقّ ، ويحاولون دائما تحاشي مواجهتهم.

وفي حديث حول هذا المعنى يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نصرت بالرعب مسيرة شهر»(١) .

يعني أنّ الرعب لم يصب الأعداء في خطّ المواجهة فحسب ، بل أصاب من كان من الأعداء على مسافة شهر واحد من جيش الإسلام.

وحول جيوش الإمام المهديعليه‌السلام نقرأ أنّ ثلاثة جيوش تحت أمره وهم : (الملائكة ، والمؤمنون ، والرعب)(٢) .

وفي الحقيقة ، إنّ الأعداء يبدلّون كافّة إمكاناتهم لتجنّب الضربة من الخارج ، إلّا أنّهم غفلوا عن أنّ الله سبحانه يهزمهم داخليّا ، حيث أنّ الضربة الداخلية أوجع للنفس ، ولا يمكن تداركها بسهولة ، حتّى لو وضعت تحت تصرّفهم كلّ الأسلحة والجيوش ، فإنّها غير قادرة على أن تحقّق النصر مع فقدان المعنوية العالية والروحية المؤهّلة لخوض القتال ، وبالتالي فإنّ الفشل والخسران أمر متوقّع جدّا لأمثال هؤلاء.

٢ ـ مؤامرات اليهود المعاصرة

إنّ التاريخ الإسلامي اقترن منذ البداية بمؤامرات اليهود ، ففي كثير من الحوادث الأليمة والفجائع الدامية ترى أصابعهم مشهودة بشكل مباشر أو غير مباشر. والعجيب أنّ هؤلاء نزحوا إلى ديار الحجاز طمعا في أن يكونوا في الصفّ الأوّل من أصحاب النبي الموعود إلّا أنّهم بعد ظهوره أصبحوا من ألدّ أعدائه.

وعند ما نستقرئ حالتهم المعاصرة فإنّنا نلاحظ أيضا أنّهم متورّطون في أغلب المؤامرات المدبّرة ضدّ الإسلام ، ويتجسّد موقفهم هذا في داخل الأحداث

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، (نهاية الآية ١٥١ / آل عمران).

(٢) إثبات الهداة ، ج ٧ ، ص ١٢٤.

١٧٣

تارة ومن خارجها اخرى ، وفي الحقيقة فإنّ هذا هو موضع تأمّل واعتبار لمن كان له قلب وبصيرة.

والطريق الوحيد لكسر شوكتهم كما يؤكّده تاريخ صدر الإسلام ، هو التعامل الحدّي والجدّي معهم ، خصوصا مع الصهاينة الذين لا يتعاملون بمبادئ العدل والحقّ أبدا ، بل منطقهم القوّة ، وبغيرها لا يمكن التفاهم معهم ، ومع هذا فإنّ خوفهم الحقيقي هو من المؤمنين الصادقين.

وإذا كان المسلمون المعاصرون مسلّحين بالإيمان والاستقامة المبدئية ـ كأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فإنّ الرعب سيستحوذ على قلوب اليهود ونفوسهم ، وبالإمكان عندئذ إخراجهم من الأرض الإسلامية التي اغتصبوها بهذا الجيش الإلهي.

وهذا درس علّمنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إيّاه قبل أربعة عشر قرنا.

* * *

١٧٤

الآيتان

( وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٧) )

سبب النّزول

بما أنّ هذه الآيات تكملة للآيات القرآنية السابقة التي تتحدّث عن اندحار يهود بني النضير ، لذا فإنّ سبب نزولها هو استمرار لنفس أسباب نزول الآيات السابقة. والتوضيح كما يلي :

بعد خروج يهود بني النضير من المدينة بقيت بساتينهم وأراضيهم وبيوتهم

١٧٥

وقسم من أموالهم في المدينة ، فأشار بعض شيوخ المسلمين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تماشيا مع سنّة جاهلية ـ حيث قالوا له خذ الصفوة من أموالهم وربع ممتلكاتهم ، واترك لنا المتبقّي كي نقسّمه بيننا ، فنزلت الآيات أعلاه حيث أعلنت صراحة أنّ هذه الغنائم التي لم تكن بسبب قتال ، ولم تكن نتيجة حرب ، فإنّها جميعا من مختصات الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باعتباره رئيسا للدولة الإسلامية ، ويتصرّف بها كما يشاء ، وفقا لما يقدره من المصلحة في ذلك.

وسنلاحظ أنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسّم هذه الأموال بين المهاجرين الفقراء في المدينة ، وعلى قسم من الأنصار من ذوي الفاقة(١) .

التّفسير

حكم الغنائم بغير الحرب :

إنّ هذه الآيات ـ كما ذكر سابقا ـ تبيّن حكم غنائم بني النضير ، كما أنّها في نفس الوقت توضّح حكما عاما حول الغنائم التي يحصل عليها المسلمون بدون حرب ، كما ذكر ذلك في كتب الفقه الإسلامي بعنوان (الفيء).

يقول الله تعالى :( وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ) (٢) .

«أفاء» من مادّة (فيء) على وزن شيء ـ وهي في الأصل بمعنى الرجوع ، وإطلاق كلمة (فيء) على هذا اللون من الغنائم لعلّه باعتبار أنّ الله سبحانه قد خلق هذه النعم والهبات العظيمة في عالم الوجود في الأصل للمؤمنين ، وعلى رأسهم

__________________

(١) مجمع البيان نهاية الآيات مورد البحث وتفاسير اخرى.

(٢) «ما» في (ما أفاء الله ورسوله) موصولة في محلّ رفع مبتدأ وما في( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ ) نافية ، ومجموع هذه الجملة خبر ، وهنالك احتمال ثان : وهو أنّ (ما) في (ما أفاء) شرطية ، (وما) الثانية مع جملتها تكون جوابا للشرط ومجيء (الفاء) في صدر جملة الخبر حينما تكون فيها شبهة بالشرط ، فلا إشكال فيه.

١٧٦

الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي هو أشرف الكائنات ، وبناء على هذا فإنّ الجاحدين لوجود الله والعاصين له بالرغم من امتلاكهم للبعض من هذه النعم بموجب القواعد الشرعية والعرفية ، إلّا أنّهم يعتبرون غاصبين لها ، ولذلك فإنّ عودة هذه الأموال إلى أصحابها الحقيقيين (وهم المؤمنون) يسمّى (فيئا) في الحقيقة.

«أوجفتم» من مادّة (إيجاف) بمعنى السّوق السريع الذي يحدث غالبا في الحروب.

«خيل» بمعناه المتعارف عليه (وهي اسم جنس وجمعها خيول)(١) .

«ركاب» من مادّة (ركوب) وتطلق في الغالب على ركوب الجمال.

والهدف من مجموع الجملة أنّ جميع الموارد التي لم يحدث فيها قتال وفيها غنائم ، فإنّها لا توزّع بين المقاتلين ، وتوضع بصورة تامّة تحت تصرّف رئيس الدولة الإسلامية وهو يصرفها في الموارد التي سيأتي الحديث عنها لا حقا.

ثمّ يضيف سبحانه أنّ الانتصارات لا تكون غالبا لكم( وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

نعم ، لقد تحقّق الإنتصار على عدو قوي وشديد كيهود (بني النضير) وذلك بالمدد الإلهي الغيبي ، ولتعلموا أنّ الله قادر على كلّ شيء ، ويستطيع سبحانه بلحظة واحدة أن يذلّ الأقوياء ، ويسلّط عليهم فئة قليلة توجّه لهم ضربات موجعة وتسلب جميع إمكاناتهم.

ولا بدّ للمسلمين أن يتعلّموا من ذلك دروس المعرفة الإلهية ، ويلاحظوا علائم حقّانية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويلتزموا منهج الإخلاص والتوكّل على الذات الإلهية المقدّسة

__________________

(١) يقول الراغب في المفردات : إنّ الخيل في الأصل من مادّة (خيال) بمعنى التصوّرات الذهنية ، وخيلاء بمعنى التكبّر والتعالي على الآخرين لأنّه ناتج من تخيّل الفضيلة ، ولأنّ ركوب الإنسان على الحصان يشعر بالإحساس بنوع من الفخر والزهو غالبا ، لذلك أطلق لفظ الخيل على الحصان ، والنقطة الجديرة بالملاحظة أنّ خيل تطلق على الحصان وكذلك على راكبيه.

١٧٧

في جميع ممارساتهم.

وهنا قد يتبادر سؤال وهو : إنّ الحصول على غنائم بني النضير لم يتمّ بدون حرب ، بل إنّ المسلمين زحفوا بجيشهم نحو قلاعهم وحاصروها ، وقيل أنّ اشتباكا مسلّحا قد حصل في حدود ضيّقة بين الطرفين.

وفي مقام الجواب نقول : بأنّ قلاع بني النضير ـ كما ذكروا ـ لم تكن بعيدة عن المدينة ، وذكر بعض المفسّرين أنّ المسافة بين المدينة والقلاع ميلان وأنّ المسلمين ذهبوا إليها سيرا على أقدامهم ، وبناء على هذا فلم يواجهوا مشقّة حقيقية. أمّا بالنسبة لموضوع الاشتباك المسلّح فإنّه لم يثبت من الناحية التأريخية ، كما أنّ الحصار لم يستمرّ طويلا ، وبناء على هذا فإنّنا نستطيع القول بأنّه لم يحدث شيء يمكن أن نسمّيه قتالا ، ولم يرق دم على الأرض.

والآية اللاحقة تبيّن بوضوح مورد صرف (الفيء) الوارد في الآية السابقة وتقول بشكل قاعدة كليّة :( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) .

وهذا يعني أنّ هذه الغنائم ليست كباقي الغنائم الحربية التي يكون خمس منها فقط تحت تصرّف الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسائر المحتاجين ، والأربعة الأخماس الاخرى للمقاتلين.

وإذا ما صرّحت الآية السابقة برجوع جميع الغنائم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يفهم من ذلك أن يصرفها جميعا في موارده الشخصية ، وإنّما أعطيت له لكونه رئيسا للدولة الإسلامية ، وخاصّة كونه المتصدّي لتغطية حاجات المعوزين ، لذا فإنّ القسم الأكبر يصرف في هذا المجال.

وقد ذكر في هذه الآية بصورة عامّة ستّ مصارف للفيء.

١ ـ سهم لله ، ومن البديهي أنّ الله تعالى مالك كلّ شيء ، وفي نفس الوقت غير محتاج لأي شيء ، وهذا نوع من النسبة التشريفية ، حتّى لا يحسّ بقيّة الأصناف

١٧٨

اللاحقة بالحقارة والذلّة ، بل يرون سهمهم مرادفا لسهم اللهعزوجل ، فلا ينقص من قدرهم شيء أمام الناس.

٢ ـ سهم الرّسول : ومن الطبيعي أن يصرف لتأمين احتياجاته الشخصيةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما يحتاجه لمقامه المقدّس وتوقّعات الناس منه.

٣ ـ سهم ذوي القربى : والمقصود بهم هنا وبدون شكّ أقرباء الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبني هاشم ، حيث أنّهم مستثنون من أخذ الزكاة والتي هي جزء من الأموال العامّة للمسلمين(١) .

وأساسا لا دليل على أنّ المقصود من ذوي القربى هم أقرباء الناس جميعا ، لأنّه في هذه الحالة ستشمل جميع المسلمين ، لأنّ الناس بعضهم أقرباء بعض.

ولكن هل هناك شرط يقضي أن يكون ذوو القربى من المحتاجين والفقراء أو لا يشترط ذلك؟ لقد اختلف المفسّرون في ذلك بالرغم من أنّ القرائن الموجودة في نهاية هذه الآية والآية اللاحقة توضّح لزوم شرط الحاجة.

(٤ ، ٥ ، ٦) : «سهم اليتامى» و «المساكين» و «أبناء السبيل» ، وهل أنّ جميع هؤلاء يلزم أن يكونوا هاشميين أو أنّها تشمل عموم اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟

اختلف المفسّرون في ذلك ، ففقهاء أهل السنّة ومفسّروهم يعتقدون أنّ هذا الأمر يشمل العموم ، في الوقت الذي اختلفت الروايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام في هذا المجال ، إذ يستفاد من قسم منها أنّ هذه الأسهم الثلاثة تخصّ اليتامى والمساكين وأبناء السبيل من بني هاشم فقط ، في حين صرّحت روايات اخرى بعمومية هذا الحكم ، ونقل أنّ الإمام الباقرعليه‌السلام قال : «كان أبي يقول : لنا سهم رسول

__________________

(١) هذا التّفسير لم يأت به الشيعة فقط ، حيث جاء ذكره في تفاسير أهل السنّة أيضا ، كما ذكر ذلك الفخر الرازي في التّفسير الكبير ، والبرسوني في روح البيان ، وسيّد قطب في ظلال القرآن ، والمراغي في تفسيره والآلوسي في روح المعاني.

١٧٩

الله ، وسهم ذي القربى ونحن شركاء الناس فيما بقي»(١) .

والآيات الثامنة والتاسعة من هذه السورة ، التي هي توضيح لهذه الآية ، تؤيّد أيضا أنّ هذا السهم لا يختّص ببني هاشم ، لأنّ الحديث دالّ على عموم فقراء المسلمين من المهاجرين والأنصار.

وبالإضافة إلى ذلك ، فقد نقل المفسّرون أنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حادثة بني النضير قسّم الأموال المتبقية بين المهاجرين من ذوي الحاجة والمسكنة ، وعلى ثلاثة أشخاص من طائفة الأنصار ، وهذا دليل آخر على عمومية مفهوم الآية. وإذا لم تكن بعض الروايات متناسبة معها ، فينبغي ترجيح ظاهر القرآن(٢) .

ثمّ يستعرض سبحانه فلسفة هذا التقسيم الدقيق بقوله تعالى :( كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ ) فيتداول الأغنياء الثروات فيما بينهم ويحرم منها الفقراء(٣) .

وذكر بعض المفسّرين سببا لنزول هذه الجملة بشكل خاصّ ، وأشير له بشكل إجمالي في السابق ، وهو أنّ مجموعة من زعماء المسلمين قد جاؤوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد واقعة بني النضير ، وقالوا له : خذ المنتخب وربع هذه الغنائم ، ودع الباقي لنا نقتسمه بيننا ، كما كان ذلك في زمن الجاهلية. فنزلت الآية أعلاه تحذّرهم من تداول هذه الأموال بين الأغنياء فقط.

والمفهوم الذي ورد في هذه الآية يوضّح أصلا أساسيّا في الإقتصاد الإسلامي وهو : وجوب التأكيد في الإقتصاد الإسلامي على عدم تمركز الثروات بيد فئة محدودة وطبقة معيّنة تتداولها فيما بينها ، مع كامل الاحترام للملكية

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٢٦١ ، ووسائل الشيعة ، ج ، ص ٣٦٨ ، حديث ١٢ وباب واحد من أبواب الأنفال.

(٢) وسائل الشيعة ، ج ٦ ، ص ٣٥٦ ، (حديث ٤ ، باب واحد من أبواب الأنفال).

(٣) (دولة) بفتح الدال وضمّها بمعنى واحد ، وفرّق البعض بين الإثنين وذكر أنّ (دولة) بفتح الدال تعني الأموال ، أمّا بضمّها فتعني الحرب والمقام ، وقيل أنّ الأوّل اسم مصدر ، والثاني مصدر ، وعلى كلّ حال فإنّ لها أصلا مشتركا من مادّة «تداول» بمعنى التعامل من يد إلى اخرى.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الكتاب

المؤلِّف

الصفحة

٢٢٨، ٢٣٢، ٢٤٩، ٢٨٧، ٢٨٩، ٢٩٢

الجمع بين الصحيحين

الحميدي

١٤٩

الدعوات

المستغفري

١٥٦

الدلائل

الحميري

٢٤٣

رسائل الأئمّة

الكليني

١٤٣

رسالة الصدوق إلى ولده

ابن بابويه الصدوق

٢٣١

الرسالة العزية

المفيد

١٧٦، ٢٤٠

السرائر

محمد بن إدريس

٢٨٦

الصحيفة السجّاديّة

الإمام زين العابدين (ع)

١٩٧

الصلاة

الحسين بن سعيد

٢٤٧، ٢٦١

عيون أخبار الرضا (عليه السلام)

الصدوق

٢٣٨

غياث سلطان الورى لسكّان الثرى

ابن طاووس

١٨٢

فردوس الأخبار

الديلمي

١٥٦

الفهرست

الطوسي

٢٤٢، ٢٤٩، ٢٦١، ٢٦٨

فهرست أسماء مصنّفي الشيعة

النجاشي

١٨٢، ١٩٠

الكافي

الكليني

١٨٢، ٢٢٧، ٢٣٢، ٣٠٥

كتاب محمد بن علي بن محمد

-

١٩٨

معاني الأخبار

الصدوق

١٣٦

المبسوط

الطوسي

١٧٧، ٢٤١

مختصر الفرائض الشرعية

أبو الصلاح الحلبي

٢٤٨

مختصر المصباح

الطوسي

١٨٨

المشيخة

الحسن بن محبوب

٢٧١

٣٤١

الكتاب

المؤلِّف

الصفحة

المصباح الكبير

الطوسي

١٦٥، ١٦٩، ١٨٦، ١٨٧، ١٨٨، ٢٢٨، ٢٤٩، ٢٦٥

المقنعة

المفيد

١٢٩، ١٣٠، ١٣١، ١٣٧، ٢٨٦، ٢٨٧، ٢٨٩

مَن لا يحضره الفقيه

الصدوق

٢٥٣

المهذّب

ابن البراج

٢٤٨

النهاية

الطوسي

١٧٧، ٢٤١، ٢٧١، ٢٧٢

هداية المسترشد

الطوسي

١٧٧، ٢٤٢

٣٤٢

٧ - فهرس الأماكن والبقاع

المكان                                                                                     الصفحة

البصرة........................................................................ ١١٣

بغداد.................................................................. ١٤٩، ٢٢٣

الحلّة.......................................................................... ٢٢٣

دار السلام.................................................................... ٢٢٣

الرّي.......................................................................... ١٨٢

زبالة.......................................................................... ٢٤٦

سمرقند........................................................................ ١٥٦

الشام......................................................................... ٢٥٢

فوشنج........................................................................ ١٥٢

المدرسة المستنصريّة.............................................................. ١٤٩

المدينة......................................................................... ٢٤٣

مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..................................... ١٤٢، ٢٤٣

مشهد الكاظم (صلوات الله عليه)................................................ ٢٧٨

مصر................................................................... ١٤٢، ٢٦٧

مكّة...................................................... ٢٤٣، ٢٤٧، ٢٥٢، ٢٦٧

اليمن......................................................................... ٢٦٧

٣٤٣

٨ - فهرس الفِرق والطوائف والأُمم

الصفحة

أصحاب أبي حنيفة............................................................. ١٥١

الإماميّة................................................................ ١٢٩، ١٨٧

أُمة محمد (صلّى الله عليه وآله)................................................... ١٨٠

بني آدم.......................................................... ١٢٤، ١٢٥، ٣٠٨

بني إسرائيل............................................................. ٢٩٥، ٢٩٦

السوفسطائية................................................................... ٣٠٣

الشيعة.................................................... ١٨٩، ١٩٢، ٢٤٢، ٢٩٢

العامّة.................................................................. ٢١٠، ٢١٤

الفطحية.................................................. ٢٩٠، ٢٩١، ٢٩٢، ٢٩٣

المعتزلة........................................................................ ١٦٧

اللاأدريّة....................................................................... ٣٠٣

٣٤٤

٩ - فهرس الأبيات الشعريّة

القافية                                                                                     الصفحة

من طريق النصح يبدي ويعيد..................................................... ٢٢٤

إلاّ على أكمهٍ لا يعرف القمرا.................................................... ١١١

يجد مرّاً به الماء الزلالا........................................................... ٣٠٠

فكيف ذاك وما لي عنهم بدل.................................................... ١٢٢

٣٤٥

١٠ - فهرس الأبواب والفصول

تمهيد. ٧

مقدّمة الكتاب.. ٩

القسم الأوّل: (ترجمة المؤلِّف) ٩

القسم الثاني: (حول كتاب فتح الأبواب) ٤١

الباب الأوّل: في بعض ما هداني الله جلَّ جلاله إليه من المعقول المقوّي لما رويته في الاستخارة من المنقول  ١٢١

الباب الثاني: في بعض ما عرفته من صريح القران هادياً إلى مشاورة الله جلّ جلاله، وحجّة على الإنسان  ١٢٣

الباب الثالث: في بعض ما وجدته من طريق الاعتبار كاشفاً لقوّة العمل في الاستخارة بما ورد في الأخبار ١٢٧

الباب الرابع: في بعض ما رويته من تهديد الله جلّ جلاله لعبده على ترك استخارته، وتأكيد ذلك ببعض ما أرويه عن خاصّته ١٢٩

الباب الخامس: في بعض ما رويته عن حجّة الله جلّ جلاله على بريّته في عدوله عن نفسه لمّا استشير - مع عصمته - إلى الأمر بالاستخارة، وهو حجّة الله على من كُلّف الاقتداء بإمامته ١٤١

الباب السادس: في بعض ما رَويته من عمل حجّة الله جلّ جلاله المعصوم في خاصّ نفسه بالاستخارة، أو أمره بذلك من طريق الخاصّة والجمهور، وقسمه بالله جلّ جلاله أنّه سبحانه يخير لمَن استخاره مطلقاً في سائر الأُمور ١٤٧

الباب السابع: في بعض ما رويته في أنَّ حجّة الله جلّ جلاله المعصوم (عليه أفضل الصلوات) لم يقتصر في الاستخارة على ما يسمّيه الناسُ مباحاَت، وأنّهُ استخار في المندوبات والطاعات، والفتوى بذلك عن بعض أصحابنا الثقات.. ١٦٧

الباب الثامن: فيما أقوله وبعض ما أرويه من فضل الاستخارة ومشاورة الله جلّ جلاله بالست رقاع، وبعض ما أعرفه من فوائد امتثال ذلك الأمر المطاع، وروايات بدعوات عند الاستخارات.. ١٧٩

٣٤٦

الباب التاسع: فيما أذكره من ترجيح العمل في الاستخارة بالرقاع الستّ المذكورة، وبيان بعض فضل ذلك على غيره من الروايات المأثورة ٢٠٩

الباب العاشر: فيما رويته أو رأيته من مشاورة الله جلّ جلاله بصلاة ركعتين والاستخارة برقعتين. ٢٢٧

الباب الحادي عشر: في بعض ما رويته من الاستخارة بمائة مرّة ومرّة ٢٣١

الباب الثاني عشر: في بعض ما رويته في الاستخارة بمائة مرّة، والإشارة في بعض الروايات إلى تعيين موضع الاستخارات، وإلى الاستخارة عقيب المفروضات.. ٢٣٥

الباب الثالث عشر: في بعض ما رويته من الاستخارة بسبعين مرّة ٢٤٩

الباب الرابع عشر: في بعض ما رويته ممّا يجري فيه الاستخارة بعشر مرّات.. ٢٥١

الباب الخامس عشر: في بعض ما رويته من الاستخارة بسبع مرّات.. ٢٥٣

الباب السادس عشر: في بعض ما رويته في الاستخارة بثلاث مرّات.. ٢٥٥

الباب السابع عشر: في بعض ما رويته في الاستخارة بمرّة واحدة ٢٥٧

الباب الثامن عشر: فيما رأيته في الاستخارة بقول ما شئت من مرّة ٢٥٩

الباب التاسع عشر: في بعض ما رأيته من مشاورة الله جلّ جلاله برقعتين في الطين والماء ٢٦٣

الباب العشرون: في بعض ما رويته أو رأيته من مشاورة الله جلّ جلاله بالمساهمة ٢٦٧

الباب الحادي والعشرون: في بعض ما رويته من مشاورة الله جلّ جلاله بالقرعة ٢٧١

الباب الثاني والعشرون: في استخارة الإنسان عن مَن يكلّفه الاستخارة من الإخوان. ٢٨١

الباب الثالث والعشرون: فيما لعلّه يكون سبباً لتوقّف قوم عن العمل بالاستخارة أو لإنكارها والجواب عن ذلك   ٢٨٣

الباب الرابع والعشرون: فيما أذكره من أنّ الاعتبار في صواب العبد في الأعمال والأقوال على ما وهب الله جلّ جلاله من العقل [ في المعقول، وعلى ما نبّه صلوات الله عليه في المنقول ] دون مَن خالف في ذلك على كل حال. ٣٠٣

٣٤٧

* الفهارس العامّة ٣١١

١ - فهرس الآيات القرآنيّة ٣١٣

٢ - فهرس الأحاديث القُدسيّة ٣١٧

٣ - فهرس الأحاديث الشريفة ٣١٨

٤ - فهرس الآثار ٣٢٥

٥ - فهرس الأعلام ٣٢٧

٦ - فهرس الكتب الواردة في المتن. ٣٤٠

٧ - فهرس الأماكن والبقاع. ٣٤٣

٨ - فهرس الفِرق والطوائف والأُمم. ٣٤٤

٩ - فهرس الأبيات الشعريّة ٣٤٥

١٠ - فهرس الأبواب والفصول. ٣٤٦

١١ - مصادر التحقيق. ٣٤٩

٣٤٨

١١ - مصادر التحقيق

١ - القرآن الكريم:

٢ - الاختصاص: تأليف الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (٤١٣ هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفاري، ١٤٠٢ هـ.

٣ - اختيار معرفة الرجال، المعروف برجال الكشي: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ هـ)، تصحيح وتعليق السيد حسن المصطفوي، نشر جامعة مشهد، ١٣٤٨ هـ ش.

٤ - أدعية السر: تأليف السيد ضياء الدين أبي الرضا فضل الله الراوندي، نسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامّة تحت رقم ٤٩٩.

٥ - إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: تأليف أبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني (٩٢٣ هـ)، نشر دار إحياء العربي، بيروت.

٦ - إرشاد المستبصر في الاستخارات: تأليف السيد عبد الله شبّر (١٢٤٢ هـ)، إعداد الشيخ رضا الأُستاذي، نشر مكتبة البصيرتي قم، الطبعة الثانية.

٧ - أساس البلاغة: تأليف العلاّمة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (٥٣٨ هـ)، تحقيق عبد الرحيم محمود، أُفست مكتب التبليغات الإِسلامي، قم.

٨ - الاستيعاب في معرفة الأصحاب: تأليف أبي عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد

٣٤٩

ابن عبد البر، (٤٦٣ هـ) المطبوع بهامش الإصابة في تمييز الصحابة، الطبعة الأُولى، ١٣٢٨ هـ، بمصر، مطبعة السعادة.

٩ - الإصابة في تمييز الصحابة: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ) الطبعة الأُولى ١٣٢٨ هـ، مطبعة السعادة، مصر.

١٠ - الأعلام: تأليف خير الدين الزركلي (١٣٩٦ هـ) الطبعة السادسة ١٩٨٤ م، نشر دار العلم للملايين، بيروت.

١١ - أعيان الشيعة: تأليف السيد محسن الأمين، تحقيق وإخراج ولده حسن الأمين، دار التعارف بيروت ١٤٠٣ هـ، بمطابع دار الجواد.

١٢ - إقبال الأعمال: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ)، نشر دار الكتب الإسلامية، طهران.

١٣ - الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ هـ)، مطبعة الخيام، قم ١٤٠٠ هـ.

١٤ - الأمالي: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ هـ) تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الأهلية بغداد، أُفست مكتبة الداوري، قم.

١٥ - الأمالي: تأليف الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (٣٨١ هـ)، تقديم الشيخ حسين الأعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي ١٤٠٠ هـ، الطبعة الخامسة.

١٦ - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ) منشورات مكتبة المفيد، قم.

١٧ - أمل الآمل: تأليف الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي (١١٠٤ هـ) تحقيق السيد أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف الأشرف.

١٨ - إنباه الرواة على أنباه النحاة: تأليف جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي (ت ٦٢٤ هـ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة

٣٥٠

الأُولى ١٤٠٦ هـ، دار الفكر العربي، القاهرة، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.

١٩ - الأنساب: تأليف أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (٥٦٢ هـ)، تحقيق الشيخ عبد الرحمان بن يحيى المعلمي اليماني، الطبعة الثانية ١٤٠٠ هـ، نشر محمد أمين دمج، بيروت.

٢٠ - أنصار الحسين: تأليف الشيخ محمد مهدي شمس الدين، الطبعة الثانية ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، نشر الدار الإِسلامية، بيروت.

٢١ - الأنوار الساطعة في المائة السابعة: تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني تحقيق ولده الدكتور علي نقي المنزوي، الطبعة الأُولى ١٩٧٢ م، نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

٢٢ - إيضاح المكنون: تأليف إسماعيل باشا بن محمد أمين بن مير سليم البابائي البغدادي، أوفست دار الفكر ١٤٠٢ هـ، بيروت.

٢٣ - البابليّات: تأليف الشيخ محمد علي اليعقوبي. مطبعة الزهراء في النجف، ١٣٧٠ هـ، ١٩٥١ م.

٢٤ - بحار الأنوار: تأليف الشيخ محمد باقر المجلسي (١١١٠ هـ) أوفست دار إحياء التراث، بيروت، الطبعة الثالثة ١٤٠٣ هـ.

٢٥ - البداية والنهاية: تأليف الحافظ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (٧٧٤ هـ) نشر دار الفكر ١٤٠٢ هـ، بيروت.

٢٦ - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: تأليف أبي جعفر محمد بن أبي القاسم محمد بن علي الطبري، (من أعلام القرن السادس)، الطبعة الثانية نشر المكتبة الحيدرية ١٣٨٣ هـ - ١٩٦٣ م.

٢٧ - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: تأليف الحافظ جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (٩١١ هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأُولى ١٣٨٤ هـ.

٢٨ - البلد الأمين: تأليف الشيخ إبراهيم الكفعمي، نشر مكتبة الصدوق طهران.

٢٩ - تاج العروس من جواهر القاموس: تأليف محمد مرتضى الزبيدي، الطبعة

٣٥١

الأُولى ١٣٠٦ هـ، دار مكتبة الحياة، بيروت.

٣٠ - تأريخ بغداد: تأليف الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

٣١ - تأريخ نيشابور (المنتخب من السياق): تأليف الحافظ أبي الحسن عبد الغافر ابن إسماعيل الفارسي (٤٥١ - ٥٢٩ هـ)، انتخاب الحافظ أبي اسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني (٥٨١ - ٦٤١ هـ) إعداد محمد كاظم المحمودي، نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المشرفة، ١٤٠٣ هـ.

٣٢ - تحف العقول عن آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع) تقديم السيد محمد صدق بحر العلوم، الطبعة الخامسة، ١٣٨٠ هـ - ١٩٦١ م، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.

٣٣ - تذكرة الحفّاظ: تأليف الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (٧٤٨ هـ)، تصحيح عبد الرحمان بن يحيى المعلمي، نشر دار إحياء التراث.

٣٤ - التعليقة: للوحيد البهبهاني، الطبعة الحجرية.

٣٥ - التفسير: تأليف علي بن إبراهيم القمّي، تعليق السيد طيب الموسوي الجزائري، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطبعة الثالثة ١٤٠٤ هـ.

٣٦ - تقريب التهذيب: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ) تحقيق وتعليق عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الثانية (١٣٩٥ هـ) أوفست دار المعرفة، بيروت.

٣٧ - التكملة لوفيات النقلة: تأليف زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (٥٨١ - ٦٥٦ هـ)، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، الطبعة الثالثة ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٤ م، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت.

٣٨ - تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب: تأليف كمال الدين أبي الفضل عبد الرزاق بن تاج الدين أحمد المعروف بابن الفوطي (٧٢٣ هـ)، تحقيق

٣٥٢

الدكتور مصطفى جواد، المطبعة الهاشمية بدمشق، ١٩٦٢ م.

٣٩ - تنبيه الخواطر: تأليف أبي الحسين ورام بن أبي فراس المالكي الأشتري (٦٠٥ هـ) دار صعب، دار التعارف، بيروت.

٤٠ - تنقيح المقال: تأليف الشيخ عبد الله المامقاني، المطبعة المرتضوية (١٣٥٢ هـ)، النجف الأشرف.

٤١ - تهذيب الأحكام: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق السيد حسن الخرسان، دار الكتب الإِسلامية، طهران ١٣٩٠ هـ.

٤٢ - تهذيب التهذيب: تأليف شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ) الطبعة الأولى (١٣٢٥ هـ)، دائرة المعارف النظامية، الهند حيدر آباد الدكن.

٤٣ - التوحيد: تأليف الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (٣٨١ هـ)، تعليق السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإِسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم المشرّفة.

٤٤ - الثقات العيون في سادس القرون: تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني، تحقيق علي نقي المنزوي، دار الكتاب العربي، بيروت.

٤٥ - جامع الأصول من أحاديث الرسول: تأليف مجد الدين أبي السعادات المبارك ابن محمد المعروف بابن الأثير الجزري (٥٤٤ - ٦٠٦ هـ)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الثانية ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.

٤٦ - جامع الرواة: تأليف المولى محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، في قم ١٤٠٣ هـ.

٤٧ - جامع المقال فيما يتعلّق بأحوال الحديث والرجال: تأليف الشيخ فخر الدين الطريحي، تحقيق محمد كاظم الطريحي، نشر مكتبة جعفري تبريزي، طهران.

٤٨ - جمال الأُسبوع بكمال العمل المشروع: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ) أوفست منشورات الرضي، قم.

٣٥٣

٤٩ - جواهر البحرين في علماء البحرين: تأليف الشيخ سليمان الماحوزي (١٠٧٥ - ١١٢١ هـ) تحقيق السيد أحمد الحسيني، باهتمام السيد محمود المرعشي، نشر مكتبة آية الله المرعشي العامّة، قم، ١٤٠٤ هـ.

٥٠ - الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: تأليف الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي (١١٠٤ هـ) انتشارات طوس، مشهد.

٥١ - الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة: تأليف كمال الدين أبي الفضل عبد الرزاق بن الفوطي البغدادي (٧٢٣ هـ)، تحقيق الدكتور مصطفى جواد، نشر المكتبة العربية، بغداد.

٥٢ - الخرائج والجرائح: تأليف الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (٥٧٣ هـ)، نسخة مصورة عن مخطوطة محفوظة في مكتبة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإِحياء التراث في قم.

٥٣ - الخصال: تأليف الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (٣٨١ هـ)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، نشر جماعة المدرسين بقم ١٤٠٣ هـ.

٥٤ - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال: تأليف: العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر (٧٣٦ هـ)، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم، الطبعة الثانية ١٣٨١، نشر المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف.

٥٥ - ديوان ذي الرمّة: تحقيق كارليل هنري هيس، كمبردج ١٩١٩ م.

٥٦ - الذريعة إلى تصانيف الشيعة: تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني، أوفست دار الأضواء، بيروت.

٥٧ - ذكر أخبار أصبهان: تأليف الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، طبعة ليدن ١٩٣١ م.

٥٨ - ذكرى الشيعة: تأليف الشهيد الأوّل أبي عبد الله محمد بن مكي العاملي (٧٨٦ هـ) منشورات مكتبة البصيرتي، قم، طبعة حجرية.

٥٩ - ذيل تأريخ بغداد: تأليف الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار البغدادي (٦٤٣ هـ)، صُحّح بمشاركة

٣٥٤

الدكتور قيصر فرح، دار الكتب العالمية، بيروت.

٦٠ - الرجال: تأليف أبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي، تصحيح السيد كاظم الموسوي المياموي، مطبعة جامعة مشهد ١٣٤٢ هـ ش.

٦١ - الرجال: تأليف تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي (بعد ٧٠٧ هـ)، تحقيق السيد محمد صادق آل بحر العلوم، نشر المطبعة الحيدرية ١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م.

٦٢ - الرجال: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ هـ) تحقيق وتعليق السيد محمد صادق آل بحر العلوم، الطبعة الأُولى، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف (١٣٨١ هـ).

٦٣ - الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإمامية: تأليف العلاّمة المير محمد باقر الحسيني المرعشي الداماد، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي في قم، ١٤٠٥ هـ.

٦٤ - روضات الجنّات: تأليف السيد محمد باقر الموسوي الخوانساري، المطبعة الحيدرية طهران (١٣٩٠ هـ) أوفست مكتبة إسماعيليان، قم.

٦٥ - روضة المتّقين: تأليف الشيخ محمد تقي المجلسي (١٠٠٣ - ١٠٧٠ هـ) تعليق السيد حسين الموسوي والشيخ علي بناه الاشتهاردي، المطبعة العلمية قم، ١٣٩٩ هـ.

٦٦ - رياض العلماء وحياض الفضلاء: تأليف الميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني، تحقيق السيد أحمد الحسيني، نشر مكتبة آية الله المرعشي العامّة، قم ١٤٠١ هـ.

٦٧ - السرائر: تأليف أبي عبد الله محمد بن إدريس العجلي الحلّي (٥٩٨ هـ) انتشارات المعارف الإسلامية، طهران ١٣٩٠.

٦٨ - سعد السعود: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ) منشورات الرضي، قم ١٣٦٣ هـ ش.

٦٩ - سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار: تأليف الشيخ عباس القمّي (١٣٥٩ هـ) النجف الأشرف ١٣٥٥ هـ، مروي طهران.

٣٥٥

٧٠ - السنن الكبرى: تأليف الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (٤٥٨ هـ) دار المعرفة، بيروت.

٧١ - السنن: تأليف أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (٢٧٩ هـ) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر بيروت، ١٤٠٠ هـ.

٧٢ - السنن: تأليف أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني (٢٧٥ هـ)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر بيروت.

٧٣ - السيد علي آل طاووس، حياته - مؤلّفاته - خزانة كتبه: تأليف الشيخ محمد حسن آل ياسين، مُستلّ من المجلّد الثاني عشر من مجلّة المجمع العلمي العراقي، مطبعة المجمع العلمي العراقي ١٩٦٥ م.

٧٤ - سير أعلام النبلاء: تأليف الحافظ شمس محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (٧٤٨ هـ) الطبعة الثالثة ١٤٠٥ هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت.

٧٥ - شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب: تأليف أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.

٧٦ - صحاح اللغة وتاج العربية: تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت.

٧٧ - صحيح البخاري: تأليف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٧٨ - طبقات المفسّرين: تأليف الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (٩٤٥ هـ) مراجعة وضبط لجنة من العلماء بإشراف الناشر، الطبعة الأُولى ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، دار الكتب العلمية، بيروت.

٧٩ - العبر في خبر مَن غبر: تأليف الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (٧٤٨ هـ) تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، الطبعة الأُولى ١٤٠٥ هـ، دار الكتب العلمية بيروت.

٨٠ - عدّة الداعي ونجاح الساعي: تأليف الشيخ أحمد بن فهد الحلّي (٨٤١ هـ)، تصحيح أحمد الموحدي القمّي، نشر مكتبة الوجداني، قم.

٨١ - علماء البحرين: تأليف الشيخ سليمان الماحوزي (١٠٧٥ - ١١٢١ هـ)

٣٥٦

تحقيق السيد أحمد الحسيني، باهتمام السيد محمود المرعشي، نشر مكتبة آية الله المرعشي العامّة، قم ١٤٠٤ هـ.

٨٢ - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: تأليف السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (٨٤٨ هـ)، تصحيح محمد حسن آل الطالقاني، الطبعة الثانية، منشورات الرضي في قم، ١٣٦٢ هـ ش.

٨٣ - غاية النهاية في طبقات القرّاء: تأليف: شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (٨٣٣ هـ)، عنى بنشره ج برجستراسر، الطبعة الثالثة، ١٤٠٢ هـ، دار الكتب العلمية.

٨٤ - الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب: تأليف الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني.

٨٥ - غرر الحكم ودرر الكلم: تأليف عبد الواحد، شرح الشيخ محمد علي الأنصاري القمّي، ١٣٣٥ هـ ش.

٨٦ - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: تأليف الحافظ أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي (٨٥٢ هـ) الطبعة الثانية ١٤٠٢ هـ، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٨٧ - فرج المهموم في تأريخ علماء النجوم: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ) منشورات الرضي، قم، ١٣٦٣ هـ ش.

٨٨ - الفردوس بمأثور الخطاب: تأليف أبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمداني (٥٠٩ هـ)، تحقيق السعيد بن بسيوني زغلول، الطبعة الأُولى ١٤٠٦ هـ، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

٨٩ - الفَرْق بين الفِرَق: تأليف عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر دار المعرفة، بيروت.

٩٠ - فصل القضاء: تأليف السيد حسن الصدر، ضمن (اشنائي باجند نسخه خطى) للشيخ رضا الأُستاذي، شوّال سنة ١٣٩٦.

٩١ - الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الأُولى ١٤٠٦ هـ، نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام).

٣٥٧

٩٢ - فلاح السائل: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ).

٩٣ - فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم: تأليف الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي، نشر مجمع الذخائر الإسلامية، سنة ١٤٠٤ هـ.

٩٤ - فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، المعروف بـ (رجال النجاشي): تأليف أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي (٤٥٠ هـ) أوفست منشورات الداوري، قم.

والطبعة الجديدة الصادرة عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، تحقيق السيد موسى الزنجاني، ١٤٠٧ هـ، قم.

٩٥ - الفهرست: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تصحيح وتعليق السيد محمد صادق آل بحر العلوم، نشر المكتبة الرضوية ومطبعتها في النجف الأشرف.

٩٦ - فهرس النسخ الخطّيّة في مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي العامّة: إعداد السيد أحمد الحسيني، باهتمام السيد محمود المرعشي، مطبعة مهر استوار، قم، ١٣٩٥ هـ.

٩٧ - القاموس المحيط: تأليف الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، أوفست دار الفكر، بيروت ١٤٠٣ هـ.

٩٨ - قرب الإسناد: تأليف أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمّي، إصدار مكتبة نينوى الحديثة، الطبعة الحجرية.

٩٩ - قصص الأنبياء: تأليف الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (٥٧٣ هـ)، نسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة آية الله العظمى المرعشى العامّة برقم (٢٨٢٢).

١٠٠ - الكافي: تأليف أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (٣٢٩ هـ)، تحقيق وتصحيح الشيخ نجم الدين الآملي وعلي أكبر الغفاري، المطبعة الإسلامية (١٣٨٨) طهران.

١٠١ - الكافي في الفقه: تأليف الفقيه الأقدم أبي الصلاح الحلبي (٤٤٧ هـ)

٣٥٨

تحقيق الشيخ رضا الأُستاذي، نشر مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، أصفهان.

١٠٢ - الكامل في التأريخ: تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير، دار صادر بيروت ١٤٠٢ هـ.

١٠٣ - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: تأليف حاجي خليفة (١٠١٧ هـ) أوفست دار الفكر ١٤٠٢ هـ، بيروت.

١٠٤ - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: تأليف أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي، تعليق السيد هاشم الرسولي، سوق المسجد الجامع، تبريز.

١٠٥ - كشف المحجّة لثمرة المهجة: تأليف السيد علي بن موسى بن طاووس (٦٦٤ هـ)، نشر المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة ١٣٧٠ هـ - ١٩٥٠ م.

١٠٦ - الكشكول: تأليف الشيخ يوسف البحراني (١١٨٦ هـ) الطبعة الثانية، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥ م، نشر مؤسسة الوفاء ودار النعمان.

١٠٧ - الكنى والألقاب: تأليف الشيخ عباس القمّي (١٣٥٩ هـ)، مطبعة العرفان صيدا (١٣٥٨ هـ) أوفست انتشارات بيدار، قم.

١٠٨ - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال: تأليف علاء الدين علي المتقي بن حسام الهندي البرهان فوري (٩٧٥ هـ) ضبط وتصحيح الشيخ بكري حياتي والشيخ صفوة السقا، الطبعة الخامسة ١٠٤٥ هـ، مؤسسة الرسالة بيروت.

١٠٩ - كنز الفوائد: تأليف الشيخ أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي (٤٤٩ هـ) أوفست مكتبة المصطفوي، قم.

١١٠ - لسان العرب: تأليف ابن منظور أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، نشر أدب الحوزة، قم ١٤٠٥ هـ.

١١١ - لسان الميزان: تأليف أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ)، دائرة المعارف النظامية في الهند، حيدر آباد الدكن ١٣٢٩، أوفست مؤسسة الأعلمي، بيروت.

٣٥٩

١١٢ - لؤلؤة البحرين في الإِجازات وتراجم رجال الحديث: تأليف الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (١١٨٦ هـ)، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم، الطبعة الثانية، نشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) للطباعة والنشر.

١١٣ - المبسوط في فقه الإمامية: تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (٤٦٠ هـ) تصحيح السيد محمد تقي الكشفي، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.

١١٤ - مجمع البحرين: تأليف الشيخ فخر الدين الطريحي (١٠٨٥ هـ) تحقيق السيد أحمد الحسيني، نشر مرتضوي، طهران (١٣٦٢ هـ ش).

١١٥ - مجمع الرجال: تأليف زكي الدين المولى عناية الله بن علي القهبائي، تصحيح وتعليق السيد ضياء الدين العلاّمة الأصفهاني، أصفهان ١٣٨٤ هـ، أوفست إسماعيليان، قم.

١١٦ - مجموعة الشهيد الأوّل: نسخة مصوّرة عن مخطوطة محفوظة في مكتبة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث في قم.

١١٧ - المحاسن: تأليف الشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي، تعليق السيد جلال الدين الحسيني، الطبعة الثانية، نشر دار الكتب الإسلامية، قم.

١١٨ - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: تأليف أبي محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي اليمني المكّي (٧٦٨ هـ) الطبعة الثانية ١٣٩٠ هـ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، أوفست على الطبعة الأُولى المطبوعة في حيدر آباد ١٣٣٧ هـ.

١١٩ - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: تأليف شيخ الإسلام المولى محمد باقر المجلسي (١١١٠ هـ) نشر المكتبة الإسلامية، الطبعة الثانية ١٤٠٤ هـ.

١٢٠ - مستدرك الوسائل: تأليف الميرزا حسين النوري الطبرسي (١٣٢٠ هـ) الطبعة الحجرية، نشر المكتبة الإسلامية طهران، مؤسسة إسماعيليان، قم ١٣٨٢ هـ.

٣٦٠

361

362

363

364