فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب10%

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 364

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب
  • البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 69623 / تحميل: 9505
الحجم الحجم الحجم
فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سلسلة مصادر بحار الأنوار - ٧

فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب

في الاستخارات

تأليف: السيّد الجليل أبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحسني الحلّي

(٥٨٩ - ٦٤٤ هـ)

تحقيق: حامد الخفّاف

مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث

١

مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث

الطبعة الثانية

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

٢

دليل الكتاب

تمهيد ... ... ... ... ... ... ٧

مقدّمة الكتاب، وتنقسم قسمين:

القسم الأوّل: ترجمة المؤلّف ...... ... ... ... .....٩

القسم الثاني: حول كتاب فتح الأبواب ... ... ... ٤١

نماذج مصوّرة من المخطوطات ...... ... .... ١٠١

متن الكتاب ...... ... ... ... ....١٠٩

الفهارس العامّة ...... ... ... ... ....٣١١

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد للطبعة الثانية

مرّت سنوات، على نفاد الطبعة الأُولى لكتاب فتح الأبواب في الاستخارات للسيد ابن طاووس، وكنت خلالها ولا أزال مشغولاً بما يمنعني من إعادة النظر فيه، مصحِّحاً ومدقِّقاً ومستدركاً، حتى أصبح تأخير صدور الطبعة الثانية يُعدّ إجحافاً بحقّ قارئ يلحّ في طلبه فلا يجده في الأسواق، أو محقّق يحتاجه كمصدر فلا يجد إليه سبيلاً، حتى سُرقت نسختي الوحيدة من مكتبتي الخاصّة من قِبَل صديق يجوّز سرقة الكتب حين الاحتياج لها!!. فتوكّلت على الله وعزمت على طباعته ثانية بما تيسّر من إعادة النظر فيه، مستذكراً - هنا - أُستاذي سماحة العلاّمة المحقّق السيد عبد العزيز الطباطبائي (قُدّس سرّه)، مستغرقاً في ذكراه، وأريحيّته العلمية، وأنا أقف إجلالاً لمقامه الرفيع، وأياديه البيضاء، سائلاً المولى القدير أن يتغمّده برحمته الواسعة، ويسكنه الفسيح من جنانه.

المحقّق

٥

٦

تمهيد

تمثّل (الاستخارة) في أفكار جمع كثير من أبناء الطائفة الشيعية عقيدة راسخة، يؤمنون بفاعليتها على المستوى العملي بعد أن اطّلعوا على أصولها النظرية من خلال الأحاديث والأخبار، حتى أنّ طلب الخير من الله في الفعل وتركه تجاوز الحالات الفردية الخاصة إلى القضايا الاجتماعية والمسائل المصيرية، كالزواج والمشاريع التجارية وغير ذلك من الأمور الهامّة.

فهناك مَن أسهب في الاستخارة، حتى راحت تتدخّل في شؤونه الحياتية الشخصيّة وتصرّفاته اليومية، إيماناً منه بأن لا خيار أفضل ممّا يختاره الله عزّ وجل لعباده، وهذا الصنف من الناس يتمتّع - عادةً - بنقاء السريرة وصفائها، وسلامة النفس وطيبها.

فيما يعتقد آخرون أنّ الاستخارة خُصِّصت لحالات معيّنة، لا يستطيع الإنسان فيها أن يعزم بضرس قاطع على رأي معيّن، فيستخير من الله عزّ وجل في الفعل وعدم الفعل، وشعارهم فيما يعتقدون مقولة: (الخيرة عند الحيرة).

وهناك صنف آخر لا يرى العمل بالاستخارة، لاعتبارات عدّة، لا

٧

مجال لذكرها، وشعارهم في ذلك قوله تعالى:( وَإذَا عَزَمْتَ فتَوَكَّل عَلَى الله ) .

ولا أريد في هذه العجالة الدخول في معمعة المفاضلة بين الآراء، بقدر ما أؤكّد على أن الاستخارة - بالنظر إلى الأمر الواقع - تمثّل ظاهرة اجتماعية عميقة الجذور، تحمل في طيّاتها من الايجابيات والسلبيات ما يستحق الدراسة والبحث، من أجل بناء مجتمع إسلامي رصين، يحمل معتقداته الفكرية على أساس من الإيمان بالله والدليل العلمي.

وكتاب (فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب) من أهم وأقدم الآثار التي تناولت موضوع الاستخارة، أنواعها كيفيّاتها، وكلّ ما يرتبط بها، استهدفنا بإحيائه وتحقيقه إثراء المكتبة الإسلامية في جانب قلّ ما كُتب فيه، بالإضافة إلى أهمّيّته المصدرية الحديثية، وما امتاز به من خصوصيات، تأتيك في القسم الثاني من المقدمّة، ونكون بذلك قد هيّأنا جزءاً من المادة الأوّلية لأيّ دراسة أو بحث يتناول هذه الظاهرة الاجتماعية.

ونأمل أن نكون قد وُفّقنا لإخراج هذا الأثر القيّم وتحقيقه بالصورة اللائقة والمناسِبة لقيمته العلمية، متضرّعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل هذا العمل المتواضع بقبول حسن، إنّه نعم المولى ونعم النصير.

حامد الخفّاف

١٠ ذي الحجّة ١٤٠٨ هـ

٨

مقدّمة الكتاب

القسم الأوّل

(ترجمة المؤلِّف)

ا - موجز عن حياته.

٢ - أُسرته:

أ - والده

ب - والدته

ج - أخوته

د - زوجته

هـ - أولاده

٣ - أقوال العلماء فيه.

٤ - مشايخه.

٥ - الرواة عنه.

٦ - مكتبته.

٧ - تصانيفه.

٨ - شعره.

٩ - وفاته ومدفنه.

٩

١٠

١ - موجز عن حياته

هو السيّد علي(*) بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد - هو الطاووس(١) - ابن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود(٢) بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط ابن مولانا أمير

____________________

(*) توجد ترجمته في: الإجازات، المطبوع في بحار الأنوار ١٠٧: ٣٧، الحوادث الجامعة: ٣٥٦، عمدة الطالب: ١٩٠، أمل الآمل ٢: ٢٠٥، بحار الأنوار ١: ١٣، مجمع البحرين - طوس - ٤: ٨٣، لؤلؤة البحرين: ٢٣٥، نقد الرجال:٢٤٤، هداية المحدثين: ٣٠٦، جامع الرواة ١: ٦٠٣، جامع المقال: ١٤٢، منتهى المقال: ٢٢٥، التعليقة للوحيد: ٢٣٩، مقابس الأنوار: ١٦، روضات الجنّات ٤: ٣٢٥، مستدرك الوسائل ٣: ٤٦٧، هدية العارفين ٥: ٧١٠، تنقيح المقال ٢: ٣١٠ / ٨٥٢٩، الكنى والألقاب ١: ٣٢٧، هدية الأحباب: ٧٠، سفينة البحار ٢: ٩٦، أعيان الشيعة ٨: ٣٥٨، معجم رجال الحديث ١٢: ١٨٨، الأعلام ٥: ٢٦، معجم المؤلّفين ٧: ٢٤٨، الأنوار الساطعة في المائة السابعة: ١١٦، السيد علي آل طاووس (بحث للشيخ محمد حسن آل ياسين)، موارد الإتحاف في نقباء الأشراف١: ١٠٧، البابليات لليعقوبي ١: ٦٥.

(١) لُقّب بالطاووس لأنّه كان مليح الصورة، وقدماه غير مناسبة لحسن صورته، يكنّى أبا عبد الله، وكان نقيب سورا (بحار الأنوار ١٠٧: ٤٤).

(٢) صاحب عمل النصف من رجب المشهور.

١١

المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(١) .

ولد رضوان الله عليه قبل ظهر يوم الخميس منتصف محرّم سنة ٥٨٩ هـ في مدينة الحلّة(٢) ، التي شهدت في تلك الفترة بداية ازدهار حركتها العلمية، التي شكّلت في ما بعد مدرسة فقهية خاصّة عرفت باسمها، تمثّل نتاجها الثقافي بتخريج عدد كبير من أساطين العلماء وكبار الفقهاء، الذين أخذوا بزمام الزعامة العلمية مدّة ثلاثة قرون تقريباً.

ومن الطبيعي أن يَتْرُك الجو العلمي الذي تربّى في أحضانه السيد ابن طاووس أثراً إيجابياً طيّباً في حياته، كان بمثابة الحجر الأساس فيما وصل إليه من مراتب سامية في دنيا المعارف الإسلامية، فضلاً عمّا كانت تتمتّع به أُسرته من رصيد علمي ضخم، لا تخفى آثاره على الوليد الجديد.

ويحدّثنا السيد ابن طاووس عن تاريخ نشأته ودراسته، فيقول:

(أوّل ما نشأت بين جدي ورّام ووالدي وتعلّمت الخط والعربية، وقرأت علم الشريعة المحمدية وقرأت كتباً في أُصول الدين واشتغلت بعلم الفقه، وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعدّة سنين، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم وفُضّلت عليهم وابتدأت بحفظ الجمل والعقود وكان الذين سبقوني ما لأحدهم إلاّ الكتاب الذي يشتغل فيه، وكان لي عدّة كتب في الفقه من كتب جدّي ورّام انتقلت إليّ من والدتي (رض) بأسباب شرعيّة في حياتها فصرت أطالع بالليل كل شيء يقرأ فيه الجماعة الذي تقدّموني بالسنين، وأنظر كل ما قاله مصنّف عندي وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنّفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار

____________________

(١) الإجازات المطبوع في البحار ١٠٧: ٣٧، لؤلؤة البحرين: ٢٣٧.

(٢) كشف المحجّة: ٤، بحار الأنوار ١٠٧: ٤٥.

١٢

أعرف ما لا يعرفون وأناظرهم وفرغت من الجمل والعقود، وقرأت النهاية، فلمّا فرغت من الجزء الأوّل منها استظهرت على العلم بالفقه حتى كتب شيخي محمد بن نما خطّه لي على الجزء الأوّل وهو عندي الآن فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضاً ومن كتاب المبسوط، وقد استغنيت عن القراءة بالكلّية وقرأت بعد ذلك كتباً لجماعة بغير شرح، بل للرواية المرضية وسمعت ما يطول ذكر تفصيله)(١) .

ثم هاجر رضوان الله عليه إلى بغداد، ولم تحدِّد المصادر التاريخية سنة هجرته، إلاّ أنّه يمكن حصر الفترة المذكورة في حدود سنة٦٢٥ هـ تقريباً؛ لأنّ المصادر تذكر أنّه أقام في بغداد نحواً من ١٥ سنة، ثم رجع إلى الحلّة في أواخر عهد المستنصر المتوفّى سنة ٦٤٠ هـ(٢) .

وفي خلال تلك الفترة التي قضاها السيد في بغداد كان يتمتّع بمكانة مرموقة يُشار لها بالبنان، سواء على صعيد علاقاته بالمجتمع العلمي المتمثّل حينذاك بعلماء النظامية والمستنصرية ومناظراته معهم، أو على مستوى صلاته بالنظام القائم، على الرغم من عدم انشغاله بالشأن السياسي في تلك الفترة(٣) .

(وكان له مع الخليفة المستنصر من متانة الصلة وقوّة العلاقة ما يعتبر في طليعة ما حفل به تاريخه في بغداد، وكان من أوّل مظاهرها إنعام الخليفة عليه بدار سكناه، ثم أصبحت لرضي الدين من الدالّة ما يسمح له بالسعي لدى المستنصر في تعيين الرواتب للمحتاجين(٤) ، وما يدفع المستنصر إلى مفاتحته

____________________

(١) كشف المحجّة: ١٠٩، ١٢٩، ١٣٠، السيد علي آل طاووس: ٤.

(٢) كشف المحجّة: ١١٥، بحار الأنوار ١٠٧: ٤٥.

(٣) كشف المحجّة:٧٥، ٧٦، ٨٠.

(٤) فرج المهموم: ١٢٦.

١٣

في تسليم الوزراة له، ولعلّ حب المستنصر - كأبيه - للعلويين وعطفه عليهم واهتمامه بشؤونهم هو السبب في هذه العلاقة الأكيدة القويّة، وفي تدعيمها واستمرارها طوال تلك السنين)(١) .

ويذكر السيد ابن طاووس في مؤلّفاته محاولات الخليفة المستنصر لإقناعه بقبول منصب الإفتاء تارة(٢) ، ونقابة الطالبيين تارة أُخرى(٣) ، حتى وصل الأمر بأن عرض عليه الوزارة، فرفضها، مبرّراً ذلك بقوله للمستنصر:

(إن كان المراد بوزارتي على عادة الوزراء يمشّون أمورهم بكل مذهب وكل سبب، سواء كان ذلك موافقاً لرضا الله جلّ جلاله ورضا سيّد الأنبياء والمرسلين أو مخالفاً لهما في الآراء، فإنّك مَن أدخلته في الوزارة بهذه القاعدة قام بما جرت عليه العوائد الفاسدة، وإنْ أردت العمل في ذلك بكتاب الله جلّ جلاله وسنّة رسوله (صلّى الله عليه وآله) فهذا أمر لا يحتمله مَنْ في دارك ولا مماليكك ولا خدمك ولا حشمك ولا ملوك الأطراف، ويقال لك إذا سلكت سبيل العدل والإنصاف والزهد: إنّ هذا علي بن طاووس علوي حسني ما أراد بهذه الأمور إلاّ أن يعرّف أهل الدهور: أنّ الخلافة لو كانت إليهم كانوا على هذه القاعدة من السيرة، وأنّ في ذلك ردّاً على الخلفاء من سلفك وطعناً عليهم)(٤) .

وعاد بعد ذلك إلى الحلّة، والظاهر أنّ عودته كانت في أواخر عهد المستنصر، فبقي هناك مدّةً من الزمن، ثم انتقل إلى النجف فبقي فيها ثلاث سنين، ثم انتقل إلى كربلاء، وكان ينوي الإقامة فيها ثلاث سنين، ثم عاد

____________________

(١) السيد علي آل طاووس: ٧.

(٢) كشف المحجّة: ١١١.

(٣) نفس المصدر: ١١٢.

(٤) كشف المحجّة: ١١٤.

١٤

إلى بغداد سنة ٦٥٢ هـ، وبقي فيها إلى حين احتلال المغول بغداد، فشارك في أهوالها، وشملته آلامها، وفي ذلك يقول: (تمّ احتلال بغداد من قبل التتر في يوم الاثنين ١٨ محرّم سنة ٦٥٦ هـ، وبتنا ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية، فسلَّمنا الله جلّ جلاله من تلك الأهوال)(١) .

وفي سنة ٦٦١ هـ، ولي السيد ابن طاووس نقابة الطالبيين، وجلس على مرتبة خضراء، وفي ذلك يقول الشاعر علي بن حمزة مهنِّئاً:

فهذا عليّ نجل موسى بن جعفرٍ

شبيه عليّ نجل موسى بن جعفرِ

فذاك بِدَسْتٍ للإمامةِ أخضرٍ

وهذا بِدَستٍ للنقابةِ أخضرِ

لأنّ المأمون العبّاسي لما عهد إلى الإمام الرضا (عليه السلام) ألبسه لباس الخضرة، وأجلسه على وسادتين عظيمتين في الخضرة، وأمر الناس بلبس الخضرة(٢) .

واستمرّت ولاية النقابة إلى حين وفاته، وكانت مدّتها ثلاث سنين وأحد عشر شهراً(٣) .

____________________

(١) كشف المحجّة: ١١٥، ١١٨، فرج المهموم: ١٤٧، الإقبال: ٥٨٦،، السيد علي آل طاووس: ١٠.

(٢) الكنى والألقاب ١: ٣٢٨.

(٣) بحار الأنوار ١٠٧: ٤٥.

١٥

٢ - أُسرته

آل طاووس أسرة جليلة عريقة، جمعت من الشرف والعلياء مالا يخفى على أحد نسباً وحسباً، وقدّمت للمجتمع الإسلامي الكثير من رجالات الفكر والعقيدة، وإذا ما حاولنا أن نذكر كل أفراد هذه الأسرة فذلك مما يضيق به هذا المقام؛ لذا عزمنا على أن نقتصر في ذكر أُسرته على عائلته الشخصية المتكوّنة من والديه وإخوته وزوجته وأولاده.

أ - أبوه: هو السيّد الشريف أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الطاووس، كان من الرواة المحدِّثين، كتب رواياته في أوراق وأدراج، ولم يرتّبها في كتاب إلى أن توفّي، فجمعها ولده رضي الدين في أربع مجلّدات، وسمّاه (فرحة الناظر وبهجة الخاطر ممّا رواه والدي موسى بن جعفر).

روى عنه ولده السيد علي، وروى عن جماعة منهم: علي بن محمد المدائني، والحسين بن رطبة، توفّي في المائة السابعة، ودُفن في الغري(١) .

ب - أُمّه: أجمعت المصادر أنّ أمّ المصنّف هي بنت الشيخ ورّام بن

____________________

(١) الإجازات المطبوع في البحار ١٠٧: ٣٩، الأنوار الساطعة: ١٨٥.

١٦

أبي فراس المالكي الأشتري المتوفّى سنة٦٠٥ هـ، أمّا ما ذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين، وتبعه في ذلك السيد الخونساري في روضات الجنّات من أنّ أُم أُم السيد ابن طاووس هي بنت الشيخ الطوسي(١) ، فباطل من وجوه، كما ذكر المحدّث النوري(٢) :

١ - إنّ انتساب السيد ابن طاووس إلى الشيخ الطوسي من جهة أبيه، كما ذكر في الإقبال، قال: فمن ذلك ما رويته عن والدي قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة، عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد، عن والده محمد بن الحسن الطوسي جدّ والدي من قِبل أُمّه، عن الشيخ المفيد(٣)

٢ - إنّ وفاة الشيخ ورّام في سنة٦٥٥ هـ، ووفاة الشيخ الطوسي في سنة ٤٦٠ هـ، فبين الوفاتين ١٤٥ سنة، فكيف يتصوّر كونه صهراً للشيخ على بنته، وإن فُرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ، مع أنّهم ذكروا أنّ الشيخ أجازها.

٣ - لم يذكر السيد ابن طاووس هذا الأمر في أيّ من مؤلفاته، مع شدّة حرصه على التفصيل في مثل هذه الأمور.

٤ - لم يتعرّض أحد من أصحاب التراجم والإجازات لهذا الأمر، مع العلم أنّ مصاهرة الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها.

____________________

(١) لؤلؤة البحرين: ٢٣٧، روضات الجنّات ٤: ٣٢٥.

(٢) مستدرك الوسائل ٣: ٤٧١، بتصرّف.

(٣) إقبال الأعمال: ٨٧.

١٧

ج - إخوته:

١ - السيد عزّ الدين الحسن بن موسى بن طاووس، توفّي في سنة ٦٥٤هـ(١) .

٢ - السيد شرف الدين أبو الفضائل محمد بن موسى بن طاووس، استشهد عند احتلال التتار بغداد في سنة ٦٥٦ هـ(٢) .

٣ - السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس، من مشايخ العلاّمة الحلّي، وابن داود صاحب الرجال، كان عالماً فاضلاً، له تصانيف عديدة في علوم الرجال والدراية والتفسير منها: (حل الإشكال) و(بشرى المحقّقين) و(شواهد القرآن) و(بناء المقالة الفاطمية) وغيرها من الآثار المهمّة، قال عنه ابن داود في كتابه الرجال: (ربّاني وعلّمني وأحسن إليّ)، توفّي بعد أخيه السيد رضي الدين علي بتسع سنين أي في سنة ٦٧٣ هـ(٣) .

د - زوجته: هي زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي، تزوّجها بعد هجرته إلى مشهد الإمام الكاظم (عليه السلام)، والذي أوجب فيما بعد طول استيطانه في بغداد(٤) .

هـ - أولاده:

١ - النقيب جلال الدين محمد بن علي بن طاووس، وُلد في يوم الثلاثاء المصادف ٩ محرّم سنة ٦٤٣ هـ في مدينة الحلّة، وقد كتب والده

____________________

(١) عمدة الطالب: ١٩٠.

(٢) عمدة الطالب: ١٩٠، الأنوار الساطعة: ١٧٦.

(٣) رجال ابن داود: ٤٦، عمدة الطالب: ٠ ١٩، الأنوار الساطعة: ١٣.

(٤) كشف المحجّة: ١١١.

١٨

(كشف المحجّة) وصية إليه وهو صغير في سنة ٦٤٩ هـ، وقد تولّى النقابة بعد وفاة والده سنة ٦٦٤ هـ، وبقي نقيباً إلى أن توفّي في سنة ٦٨٠ هـ(١) .

٢ - النقيب رضي الدين علي بن علي بن طاووس، سَمِيّ والده، وُلد في يوم الجمعة ٨ محرّم سنة ٦٤٧ هـ في النجف الأشرف، يروي عن والده، وله كتاب (زوائد الفوائد)، والظاهر أنّه كان نسّابة مشهوراً، ولي النقابة بعد وفاة أخيه محمد في سنة ٦٨٠ هـ، وتوفّي بعد سنة ٧٠٤ هـ.

ومن الجدير بالذكر أنّ سيّدنا المذكور كان مورد شبهة لكثير من الباحثين والمحقّقين لتشابه اسمه واسم والده.

فمن ذلك ما وقع فيه الدكتور مصطفى جواد في تحقيقه لكتاب (تلخيص مجمع الآداب) لابن الفوطي، حيث ورد في ترجمة عفيف الدين أبي علي فرج بن حزقيل بن الفرج الإسرائيلي اليعقوبي الشاعر (أنّه كان يتردّد إلى حضرة النقيب الطاهر رضي الدين أبي القاسم علي بن علي بن طاووس الحسني ويسأله عن أشياء تتعلّق بالأُصول(٢) فخلط الدكتور مصطفى جواد بينه وبين أبيه إذ راح يترجم لوالده على أنّه المقصود في المتن، قائلاً: (المعروف في تسميته أنّه رضي الدين علي بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى النقيب العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة ٦٦٤ هـ ...)(٣) وساق ترجمة مفصّلة.

مع العلم أنّ نظرةً عابرةً في تضاعيف كتاب (تلخيص مجمع الآداب، نفسه تدلّنا - بما لا يدع مجالاً للشك - على أنّ المقصود هو ابن السيد ابن طاووس.

____________________

(١) كشف المحجّة: ٤، عمدة الطالب: ١٩٠، لؤلؤة البحرين: ٢٣٨، الأنوار الساطعة: ١٦٤.

(٢) تلخيص مجمع الآداب ١: ٥٠٩.

(٣) نفس المصدر (الهامش).

١٩

فقد ورد في ج ٢ ص ٨١٧ رقم ١١٩٤، في ترجمة عماد الدين أبي الفضل محمد بن الحسن بن أبي لاجك السلجوقي النيلي الفقيه الأديب (ولمّا توجّه النقيب رضي الدين علي بن طاووس إلى الحضرة في شوّال سنة أربع وسبعمائة، كان في الصحبة).

وورد في ج ٣ ص ٢٥٥، في ترجمة فخر الدين أبي الحسن اليحيوي المعروف بابن الأعرج، أنّه (استدعاه النقيب الطاهر رضي الدين أبو القاسم علي بن طاووس الحسني لما اهتمّ بجمع الأنساب سنة إحدى وسبعمائة).

وفي ج ٤ ص ٦٣٤ رقم ٢٧٩٠، في ترجمة السوكندي (وجاء إلى حضرة النقيب الطاهر رضي الدين أبي القاسم علي بن طاووس الحسني لتصحيح نسبه).

ولست أدري كيف لم يتنبه الدكتور لهذه التواريخ (٧٠١هـ، ٧٥٤ هـ) مع أنّها وردت في نفس الكتاب! وإذا تنبّه لها كيف استطاع أن يجمع بينها وبين تأريخ وفاة السيد علي بن طاووس في سنة ٦٦٤ هـ!!.

٣ - شرف الأشراف: وصفها والدها في كتابه الأمان من أخطار الأسفار والأزمان بـ (الحافظة الكاتبة) وقال عنها في سعد السعود: (ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الأشراف، حفظته وعمرها اثنا عشرة سنة)(١) .

٤ - فاطمة: قال السيد المؤلّف في كتابه سعد السعود: (فيما نذكره من مصحف معظّم تام أربعة أجزاء وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم (فاطمة) حفظته وعمرها دون تسع سنين)(٢) .

ويظهر ممّا ذكره السيد ابن طاووس في آخر رسالة المواسعة والمضايقة

____________________

(١) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: ١١٦، سعد السعود: ٢٦.

(٢) سعد السعود: ٢٧.

٢٠

أنّه كانت لديه في عام ٦٦١ هـ أربع بنات، حيث قال: (انتهى قراءة هذا الكتاب ليلة الأربعاء ثامن عشر ربيع الآخر، سنة إحدى وستين وستمائة، والقاري له ولدي محمد حفظه الله، وعلى القراءة ولدي وأخوه علي وأربع أخواته وبنت خالي)(١) .

____________________

(١) رسالة المواسعة والمضايقة المنشورة في مجلّة تراثنا العدد (٧، ٨) ص ٣٥٤.

٢١

٣ - أقول العلماء فيه

١- قال العلاّمة الحلّي في منهاج الصلاح في مبحث الاستخارة: (السيد السند رضي الدين علي بن موسى بن طاووس، وكان أعبد مَن رأيناه من أهل زمانه)(١) .

وقال في بعض إجازاته: (وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكى لي بعضها، وروى لي والدي البعض الأخر)(٢) .

وقال أيضاً: (إنّ السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه)(٣) .

٢ - وقال ابن عنبة في عمدة الطالب: (ورضي الدين أبو القاسم علي السيد الزاهد، صاحب الكرامات، نقيب النقباء بالعراق)(٤) .

٣ - وأطراه الشيخ الحرّ العاملي قائلاً: (حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يُذكر، وكان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً)(٥) .

____________________

(١) عنه في مستدرك الوسائل ٣: ٤٦٩.

(٢ - ٣) أمل الآمل ٢: ٢٠٧.

(٤) عمدة الطالب: ١٩٠.

(٥) أمل الآمل ٢: ٢٠٥ / ٦٢٢.

٢٢

٤ - وأثنى عليه السيد التفريشي، حيث قال: (من أجلاّء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يُذكر، له كتب حسنة)(١) .

٥ - ووصفه العلاّمة المجلسي بـ (السيد النقيب الثقة الزاهد، جمال العارفين)(٢) .

٦ - وأسهب في مدحه الشيخ أسد الله الدزفولي، حيث قال: (السيد السند، المعظّم المعتمد، العالم، العابد الزاهد، الطيّب الطاهر، مالك أزمّة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات، والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السني، واللطف الجلي، أبي القاسم رضي الدين علي، بوّاه الله تحت ظلّه العرشي، وأنزل عليه بركاته كل غداة وعشي، وله كتب كثيرة)(٣) .

٧ - وقال عنه خاتمة المحدِّثين الشيخ النوري: (السيد الأجلّ الأكمل الأسعد الأورع الأزهد، صاحب الكرامات الباهرة رضي الدين أبو القاسم وأبو الحسن علي بن سعد الدين موسى بن جعفر آل طاووس، الذي ما اتفقت كلمة الأصحاب على اختلاف مشاربهم وطريقتهم على صدور الكرامات عن أحد ممّن تقدّمه أو تأخّر عنه غيره)(٤) .

وقال أيضاً: (وكان رحمه الله من عظماء المعظِّمين لشعائر الله تعالى، لا يذكر في أحد من تصانيفه الاسم المبارك إلاّ ويعقبه بقوله جلّ جلاله)(٥) .

____________________

(١) نقد الرجال: ٢٤٤.

(٢) بحار الأنوار ١: ١١٣.

(٣) مقابس الأنوار: ١٢.

(٤) مستدرك الوسائل ٣: ٣٦٧.

(٥) نفس المصدر ٣: ٤٦٩.

٢٣

٨ - وقال الشيخ عبّاس القمّي: (ابن طاووس يُطلق غالباً على رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحسيني السيد الأجل الأورع الأزهد، قدوة العارفين وكان رحمه الله مجمع الكمالات السامية، حتى الشعر والأدب والإنشاء، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء)(١) .

٩ - وقال عمر رضا كحالة عنه: (فقيه، محدّث، مؤرِّخ، أديب، مشارك في بعض العلوم)(٢) .

____________________

(١) الكنى والألقاب ١: ٣٢٧، ٣٢٨.

(٢) معجم المؤلّفين ٧: ٢٤٨.

٢٤

٤ - مشايخه

١ - الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني(١) .

٢ - بدر بن يعقوب المقرىء الأعجمي(٢) .

٣ - تاج الدين الحسن بن علي الدربي، يروي عنه صحيح مسلم(٣) .

٤ - الحسين بن أحمد السوراوي(٤) .

٥ - كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسني(٥) .

٦ - سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة السوراوي، قرأ عليه

____________________

(١) فتح الأبواب: ١٣٦، جمال الأسبوع: ١٦٩، سعد السعود: ٢٣٣، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣.

(٢) فتح الأبواب: ٢٧٨.

(٣) مستدرك الوسائل ٣:٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧، السيد علي آل طاووس: ٥.

(٤) جمال الأسبوع: ٢٣، روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٢، الأنوار الساطعة: ١١٧، السيد علي آل طاووس: ٥.

(٥) اليقين: ١٨٧، الأنوار الساطعة: ١١٧، السيد علي ال طاووس: ٥.

٢٥

التبصرة وبعض المنهاج(١) .

٧- أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الحافظ (الخياط - الحناط)(٢) .

٨ - شمس الدين فخار بن معد الموسوي(٣) .

٩ - نجيب الدين محمد السوراوي = يحيى بن محمد(٤) .

١٠ - أبو حامد محي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الحلبي(٥) .

١١ - أبو عبد الله محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي(٦) .

١٢ - صفي الدين محمد بن معد الموسوي(٧) .

١٣ - الشيخ محمد بن نما(٨) .

١٤ - الشريف أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن الطاووس (والده)(٩) .

____________________

(١) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧، السيد علي آل طاووس: ٥.

(٢) فتح الأبواب:٢٦٤، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٢، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٣) مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٤) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١٥٩.

(٥) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٦) فتح الأبواب: ١٤٩، الإقبال: ٥٨٥، سعد السعود: ٧٣، السيد علي آل طاووس: ٥.

(٧) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٨) فتح الأبواب: ١٣١، أمل الآمل ٢: ٢٠٦، مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٣، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٩) فتح الأبواب: ١٣٧، ١٨٧، ٢٧١.

٢٦

٥ - تلاميذه والرواة عنه

١ - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني(١) .

٢- أحمد بن محمد العلوي(٢) .

٣- جعفر بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني(٣) .

٤ - جعفر بن نما الحلّي(٤) .

٥ - الحسن بن داود الحلّي(٥) .

٦ - الإمام الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي، الشهير بالعلاّمة الحلّي(٦) .

٧ - السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس(٧) .

٨ - السيد علي بن علي بن طاووس، صاحب كتاب (زوائد الفوائد)، ابن المؤلِّف(٨) .

____________________

(١ - ٣) الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٤) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧.

(٥) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٦) أمل الآمل ٢: ٢٠٧، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٧) أمل الآمل ٢: ٢٠٦، الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٨) الأنوار الساطعة: ١٠٧.

٢٧

٩ - علي بن عيسى الإربلي(١) .

١٠ - علي بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني(٢) .

١١ - محمد بن أحمد بن صالح القسيني(٣) .

١٢ - محمد بن بشير(٤) .

١٣ - الشيخ محمد بن صالح(٥) .

١٤ - السيد محمد بن علي بن طاووس، ابن المؤلِّف(٦) .

١٥ - محمد بن الموسوي(٧) .

١٦ - جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي(٨) .

١٧ - يوسف بن علي بن المطهّر (والد العلاّمة)(٩) .

____________________

(١) أمل الآمل ٢: ٢٠٦.

(٢ - ٤) الأنوار الساطعة: ١١٧.

(٥) أمل الآمل ٢: ٢٠٦.

(٦ - ٧) الأنوار الساطعة: ١١٧، ١٦٤.

(٨) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، بحار الأنوار ١٠٧: ٤٥.

(٩) روضات الجنّات ٤: ٣٣٧، الأنوار الساطعة: ١١٧.

٢٨

٦ - مكتبته

لا نبالغ في الأمر إذا قلنا: إنّ من أهم ما حفل به تاريخ السيد ابن طاووس الثقافي والعلمي المتدفق عطاءً، والذي لا يقتصر بمعطياته الثمينة على فترة زمنية محدّدة عاشها السيد في القرن السابع الهجري، هو مكتبته العظيمة التي ضمّت من ذخائر الكتب ونفائس الآثار ما يمثّل ثروة علمية ضخمة.

ولم تقتصر خزانة كتب السيد على صنف معيّن من العلوم، بل كانت بمثابة كنز جامع لكتب التفسير والحديث والدعوات والأنساب والطب والنجوم واللغة والشعر والرمل والطلسمات والعوذ والتأريخ وغيرها، وقد بلغت في سنة ٦٥٠ هـ، عند تأليفه كتابه (الإقبال) ١٥٠٠ مجلّداً(١) .

وكان رضوان الله عليه (كثير الاهتمام فيها والشغف بها، حتى أنّه وضع فهرساً لها أسماه: الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة، وهو من الكتب المفقودة اليوم مع مزيد الأسف، كما وضع لها فهرساً آخر أسماه: سعد السعود، فَهْرَسَ فيه كتب خزانته بتسجيل مختارات ممّا ضمته تلك الكتب من

____________________

(١) الذريعة ١: ٥٨ و ١٢: ١٨٢.

٢٩

معلومات وفوائد، وقد طبع الموجود منه وهو الأوّل من أجزائه - وقد اختص بالكتب السماوية وعلوم القرآن - ولا ندري هل فُقد الباقي منه أو أنّ المؤلِّف لم يتمّه.

وفي أواخر أيام حياته وقف هذه الخزانة على ذكور أولاده وذكور أولادهم وطبقات ذكرها بعد نفادهم، ثم انقطعت عنّا أخبارها بعد وفاة صاحبها، فلم نعد نقرأ لها ذكراً أو نسمع لها اسماً فيما روى الرواة وألّف المؤلِّفون)(١) .

وللأسف الشديد لم تحظ مكتبة المؤلّف فيما بعد من الدراسات والبحوث إلاّ النزر القليل، نذكر فيما نذكر منها ما قام به الشيخ محمد حسن آل ياسين من كتابة بحث تحت عنوان (السيد علي آل طاووس، حياته - مؤلَّفاته - خزانة كتبه) والذي نُشر في المجلّد الثاني من مجلّة المجمع العلمي العراقي، حيث جرد فيه أسماء الكتب التي نقل عنها السيد ابن طاووس في تصانيفه مع ذكر المؤلّف، مكتفياً بذلك، وقد أحصاها إلى ٤٨٨ كتاباً فقط.

ومن الأعمال التي لم تر النور بعد، ما ذكره الدكتور حسين علي محفوظ في مقالته التي نُشرت تحت عنوان (أدب الدعاء) في العدد السادس من مجلّة البلاغ، حيث نسب إلى نفسه كتاباً تحت عنوان (المكتبة الطاووسية) من دون أي إيضاح.

____________________

(١) السيد علي آل طاووس: ١٩.

٣٠

٧ - تصانيفه

يبرز الاهتمام بالجانب الدعائي جليّاً واضحاً فيما ألّفه وصنّفه السيد ابن طاووس، حتى بدا كأنّه الصفة الغالبة لمصنّفاته، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى امتناعه عن التصنيف في علمي الفقه والكلام إلاّ نادراً، لشدّة ورعه وتحفّظه، حتى أنّه لم يشتغل بالفقه إلاّ مدّة يسيرة إيماناً منه بأنّ ما حصل عليه يكفيه عمّا في أيدي الناس، وأنّ ما اشتغل فيه بعد تلك المدّة لم يكن (إلاّ لحسن الصحبة والأُنس والتفريع فيما لا ضرورة إليه)(١) .

ولنتركه يحدّثنا عن ذلك حيث يقول: (واعلم أنّه إنّما اقتصرت على تأليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات عن الأموات، وما صنّفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات؛ لأنّي كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرّغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية، لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية، وسمعت كلام الله جلّ جلاله يقول عن أعزّ موجود عليه من الخلائق محمد (صلّى الله عليه واله):( وَلَو

____________________

(١) كشف المحجّة: ١٢٧.

٣١

تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاويل * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمينِ * ِثم لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ عَنْهُ حَاجِزينَ ) (١) فلو صنّفت كتاباً في الفقه يُعمل بعدي عليه، كان ذلك نقضاً لتورّعي عن الفتوى، ودخولاً تحت حظر الآية المشار إليها؛ لأنّه جلّ جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل عليه، فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جلّ جلاله، وأفتيت أو صنّفت خطأًا أو غلطاً يوم حضوري بين يديه.

واعلم أنّني إنّما تركت التصنيف في علم الكلام إلاّ مقدّمة كتبتها ارتجالاً في الأصول سمّيتها (شفاء العقول من داء الفضول)؛ لأنّني رأيت طريق المعرفة به بعيدة على أهل الإسلام، وأنّ الله جلّ جلاله ورسوله وخاصّته (صلّى الله عليه وآله) والأنبياء قبله قد قنعوا من الأُمم بدون ذلك التطويل، ورضوا بما لا بدّ منه من الدليل، فسرت وراءهم على ذلك السبيل، وعرفت أنّ هذه المقالات يحتاج إليها مَن يلي المناظرات والمجادلات، وفيما صنّفه الناس مثل هذه الألفاظ غنية عن أن أخاطر بالدخول معهم على ذلك الباب، وهو شيء حدث بعد صاحب النبوة (عليه أفضل السلام) وبعد خاصّته وصحابته)(٢) .

ومصنّفاته رضوان الله عليه، هي:

١ - الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.

٢ - الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصّني من الإجازات.

٣ - الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.

٤ - أسرار الصلاة.

٥ - الاصطفاء في تأريخ الملوك والخلفاء.

____________________

(١) الحاقّة ٦٩: ٤ ٤ - ٤٧.

(٢) الإجازات المطبوع في بحار الأنوار ١٠٧: ٤٢.

٣٢

٦ - إغاثة الداعي لإعانة الساعي.

٧ - الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة.

٨ - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.

٩ - الأنوار الباهرة.

١٠ - البهجة لثمرة المهجة.

١١ - التحصيل من التذييل.

١٢ - التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.

١٣ - التراجم فيما نذكره عن الحاكم.

١٤ - التعريف لمولد الشريف.

١٥ - التمام لمهام شهر الصيام.

١٦ - التوفيق للوفاء بعد التفريق في دار الفناء.

١٧ - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.

١٨ - الدروع الواقية من الأخطار.

١٩ - ربيع الألباب.

٢٠ - روح الأسرار.

٢١ - ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبد الله بن سليمان.

٢٢ - زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.

٢٣ - السعادات بالعبادات.

٢٤ - سعد السعود.

٢٥- شفاء العقول من داء الفضول.

٢٦ - الطرائف في (معرفة) مذاهب الطوائف.

٢٧ - طرف من الأنباء والمناقب.

٢٨ - غياث سلطان الورى لسكان الثرى.

٢٩ - فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب، وهو الكتاب الذي بين يديك.

٣٣

٣٠ - فتح الجواب الباهر.

٣١ - فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.

٣٢ - فرحة الناظر وبهجة الخواطر.

٣٣- فلاح السائل ونجاح المسائل.

٣٤ - القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.

٣٥ - الكرامات.

٣٦- كشف المحجّة لثمرة المهجة.

٣٧ - لباب المسرّة من كتاب (مزار) ابن أبي قرة.

٣٨- المجتنى.

٣٩- محاسبة النفس.

٤٠ - المختار من أخبار أبى عمرو الزاهد.

٤١ - مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج.

٤٢ - مصباح الزائر وجناح المسافر.

٤٣ - مضمار السبق في ميدان الصدق.

٤٤ - الملاحم والفتن.

٤٥ - الملهوف على قتلى الطفوف.

٤٦ - المنتقى.

٤٧ - مهج الدعوات ومنهج العنايات.

٤٨ - المواسعة والمضايقة.

٤٩ - اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين(١) .

بقي أن نشير أنّ هذا السرد لا يمثّل بأيّ حال من الأحوال جرداً شاملاً

____________________

(١) السيد علي آل طاووس: ١٢ - ١٨، بتصرّف.

٣٤

لكل مصنّفات السيد ابن طاووس؛ لأنّه صرّح بنفسه أنّ هناك مختصرات ورسائل لا تخطر بباله عند ذكره لمصنّفاته في كتاب الإجازات، حيث قال:

(وجمعت وصنّفت مختصرات كثيرة ما هي الآن على خاطري، وإنشاءات من المكاتبات والرسائل والخطب ما لو جمعته أو جمعه غيري كان عدّة مجلّدات، ومذاكرات في المجالس في جواب المسائل بجوابات وإشارات وبمواعظ شافيات ما لو صنّفها سامعوها كانت ما يعلمه الله جلّ جلاله من مجلّدات)(١) .

____________________

(١) الإجازات المطبوع في بحار الأنوار ١٠٧: ٤٢.

٣٥

٨ - شعره

لم نعهد شعراً للسيد ابن طاووس سوى ما أورده الشيخ شمس الدين محمد بن مكي، قال: كتبت من خط رضي الدين بن طاووس (قدّس الله روحهما):

خبت نار العلى بعد اشتعالِ

ونادى الخير حيّ على الزوالِ

عدمنا الجود إلاّ في الأماني

وإلاّ في الدفاتر والأمالي

فيا ليت الدفاتر كُنّ قوماً

فأثرى الناس من كرم الخصالِ

ولو أنّي جُعلت أمير جيشٍ

لما حاربت إلاّ بالسؤالِ

لأنّ الناس ينهزمون منه

وقد ثبتوا لأطراف العوالي(١)

وقال الشيخ محمد حسن آل ياسين بعد أن نقل البيت الأوّل من هذه القطعة: (ثم ذكر خمسة أبيات من الشعر، ولم يثبت أنّها له)(٢) . ولم يذكر السبب لهذا التشكيك.

ووصفه الحرّ العاملي بأنّه (كان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً)(٣) ، إلاّ أنّه لم يذكر شعراً له.

____________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧: ٣٤، الكنى والألقاب ١: ٣٢٨.

(٢) السيد علي آل طاووس: ١٢.

(٣) أمل الآمل ٢: ٢٠٥.

٣٦

٩ - وفاته ومدفنه

توفّي (رضوان الله عليه) في بغداد بكرة يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة ٦٦٤ هـ، وأمّا مدفنه الشريف، فقد تضاربت الأقوال فيه، فذهب الشيخ يوسف البحراني إلى أنّ (قبره - قُدّس سرّه - غير معروف الآن)(١) .

وذكر المحدّث النوري أنّ (في الحلّة في خارج المدينة قبّة عالية في بستان نُسب إليه ويُزار قبره ويُتبرّك فيها، ولا يخفى بُعده لو كان الوفاة ببغداد، والله العالم)(٢) .

وعلّق السيد محمد صادق بحر العلوم على عبارة الشيخ يوسف البحراني المتقدّمة قائلاً:

(في الحلّة اليوم مزار معروف بمقربة من بناية سجن الحلّة المركزي الحالي، يُعرف عند أهالي الحلّة بقبر رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، يزوره الناس ويتبرّكون به

____________________

(١) لؤلؤة البحرين: ٢٤١.

(٢) مستدرك الوسائل ٣: ٤٧٢.

٣٧

قال سيّدنا العلاّمة الحجّة السيد حسن الصدر الكاظمي - رحمه الله - في خاتمة كتابه تحيّة أهل القبور بما هو مأثور، ما نصّه: (... وأعجب من ذلك خفاء قبر السيد جمال الدين علي بن طاووس صاحب الإقبال، مات ببغداد لمّا كان نقيب الأشراف بها ولم يعلم قبره، والذي يُعرف بالحلّة بقبر السيد علي بن طاووس في البستان هو قبر ابنه السيد علي بن السيد علي المذكور فإنّه يشترك معه في الاسم واللقب)(١) .

كل ما تقدّم يرسم غمامة من الشكوك والاحتمالات، إلاّ أنّ ما ذكره السيد ابن طاووس في فلاح السائل من اختياره لقبره في جوار مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يمكن أن يدفع كثيراً من تلك الشكوك ويبدّدها، حيث قال:

(وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى مَن حفر لي قبراً كما اخترته في جوار جدّي ومولاي علي بن أبي طالب (عليه السلام) متضيّفاً ومستجيراً ووافداً وسائلاً وآملاً، متوسّلاً بكل ما يتوسّل به أحد من الخلائق إليه، وجعلته تحت قدمي والدَي، رضوان الله عليهما؛ لأنّي وجدت الله جلّ جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان إليهما، فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما)(٢) .

وإذا أمعنت النظر جيّداً في عبارة السيد، لا تشك أبداً في أنّه هل أوصى أن يُدفن في هذا المكان الذي أشرف على ترتيبه في حياته أم لا؟ وهو المعروف بدقّته في الأمور الجزئية والبسيطة.

أضف إلى ذلك ما ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة، قال:

____________________

(١) هامش لؤلؤة البحرين: ٢٤١.

(٢) فلاح السائل: ٧٣.

٣٨

(وفيها(١) توفّي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس، وحُمل إلى مشهد جدّه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قيل: كان عمره نحو ثلاث وسبعين سنة)(٢) .

وكما هو معروف فإنّ ابن الفوطي هو أفضل مَن أرّخ لحوادث القرن السابع الهجري باعتبار معاصرته لتلك الفترة؛ ولذلك فإنّ قوله مقدّم على أقوال الآخرين بهذا الخصوص.

____________________

(١) أي في سنة ٦٦٤ هـ.

(٢) الحوادث الجامعة: ٣٥٦.

٣٩

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364