مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 594
المشاهدات: 316346
تحميل: 4820


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 316346 / تحميل: 4820
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 7

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[ ٨١٤٠ ] ٤ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن حماد اللّحام، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « لو أنّ رجلاً أنفق ماله(١) في سبيل الله، ما كان أحسن ولا أوفق له، اليس الله يقول:( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (٢) يعني المتصدّقين ».

[ ٨١٤١ ] ٥ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أنبّئكم بخمسة دنانير بأحسنها وأفضلها؟ قالوا: بلى، قال: أفضل الخمسة الدّينار الّذي تنفقه على والدتك، وأفضل الأربعة الدّينار الّذي تنفقه على والدك، وأفضل الثلاثة الدّينار الذي تنفقه على نفسك وأهلك، وأفضل الدّينارين الدّينار الذي تنفقه على قرابتك، وأخسّها وأقلّها أجراً الدينار الذي تنفقه في سبيل الله ».

[ ٨١٤٢ ] ٦ - وعن ثوبان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل دينار دينار أنفقه الرّجل على عياله، ودينار أنفقه على دابّته في سبيل الله، ودينار أنفقه على أصحابه في سبيل الله، ثمّ قال: وأيّ رجل أعظم أجراً من رجل سعى على عياله صغاراً، يعفّهم ويغنيهم الله به ».

[ ٨١٤٣ ] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « أفضل الدّنانير

____________________________

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٧ ح ٢٧١.

(١) في المصدر: ما في يديه.

(٢) البقرة ٢: ١٩٥.

٥ و ٦ - درر اللآلي ج ١ ص ١٥.

٧ - درر اللآلي ج ١ ص ١٥.

٢٤١

الأربعة دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، وأنّ أفضلها الدّينار الذي أنفقته على أهلك ».

٤٠ -( باب استحباب إنفاق شئ كلّ يوم ولو يسيراً، وأحكام النفقات)

[ ٨١٤٤ ] ١ - القطب الرّاوندي في دعواته: عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « [ إن ](١) على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة، قيل(٢) : من يطيق ذلك؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة، وإرشادك الضّال(٣) إلى الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة(٤) ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السلام صدقة ».

[ ٨١٤٥ ] ٢ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة، قيل: فمن لم يجد؟ قال: فيعمل بيده وينفع نفسه ويتصدّق به، قيل: فإن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل: فإن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف، قيل: فإن لم يستطع، قال: يمسك عن السّوء، فإنّه له صدقة ».

____________________________

الباب - ٤٠

١ - دعوات الراوندي ص ٣٨، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٨٢ ح ٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر والبحار.

(٢) في المصدر: قال رجل.

(٣) في المصدر والبحار: الرجل.

(٤) صدقة: ليس في المصدر.

٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١٤.

٢٤٢

[ ٨١٤٦ ] ٣ - وفي حديث آخر: « إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة، وإرشادك الرّجل صدقة، وعيادتك المريض صدقة، واتّباعك الجنازة صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السّلام صدقة ».

[ ٨١٤٧ ] ٤ - وفي حديث: « وكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة وكلّ تحميدة صدقة، وصلاة ركعتين صدقة ».

٤١ -( باب تأكّد استحباب الصّدقة ولو بالجاه، على صاحب الضّرورة)

[ ٨١٤٨ ] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : البائس الفقير: الذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته ».

[ ٨١٤٩ ] ٢ - وبهذا الأسناد عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال في قوله تعالى:( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) (١) قال: « هو الزّمن الذي لا يستطيع أن يخرج إليك من زمانته ».

[ ٨١٥٠ ] ٣ - نوادر علي بن أسباط: أخبرني رجل، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام ، يقول: « يأتي على الناس

____________________________

٣ - ٤ درر اللآلي ج ١ ص ١٤.

الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ١٧٧.

٢ - الجعفريات ص ١٧٦.

(١) الحج ٢٢: ٢٨.

٣ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٦.

٢٤٣

زمان، من سأل عاش ومن سكت مات »، قال: قلت: جعلت فداك، فإن أدركت ذلك الزّمان، فما أصنع؟ قال: فقال: « إن كان عندك ما تنيلهم فأنلهم وإلّا فأعنهم بجاهك ».

٤٢ -( باب استحباب الصّدقة بأطيب المال وأحلّه، وعدم جواز الصّدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه)

[ ٨١٥١ ] ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال في قول الله عزّوجلّ:( وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (١) فقال: « (كان النّاس حين أسلموا عندهم)(٢) مكاسب من الرّبا أو من أموال خبيثة، فكان الرّجل يتعمّدها من بين ماله فيتصدّق بها، فنهاهم الله عزّوجلّ عن ذلك ».

[ ٨١٥٢ ] ٢ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنّه قيل له: أنّ عبدالله بن عامر تصدّق اليوم بكذا وكذا، وأعتق كذا وكذا، فقال: « إنّما مثل عبدالله بن عامر، كمثل الذي يسرق الحاج ثمّ يتصدّق بما سرق، إنّما الصّدقة الطيّبة صدقة من عرق فيها جبينه وأغبّر فيها وجهه، قيل لأبي عبداللهعليه‌السلام : من عنى بذلك؟ قال(١) : أمير المؤمنينعليه‌السلام ».

ورواه في موضع آخر(٢) : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هكذا:

____________________________

الباب - ٤٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٤٤.

(١) البقرة ٢: ٢٦٧.

(٢) في المصدر: كانت عند الناس حين أسلموا.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٣٢٩ ح ١٢٤٤.

(١) في المصدر زيادة: عنى به.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٤٤.

٢٤٤

أنّه ذكر عنده رجل من بني أميّة، أنّه تصدّق بمال كثير الخ.

[ ٨١٥٣ ] ٣ - وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : أنّه كان يتصدّق بالسكر، فقيل له في ذلك، فقال: « ليس شئ من الطّعام أحبّ إليّ منه، وإني أحب أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ ».

[ ٨١٥٤ ] ٤ - السّيد علي بن طاووس في فلاح السّائل: عن محمّد بن الحسن إبن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: قلت له: آيتان في كتاب الله، لا أدري ما تأويلهما؟ فقالعليه‌السلام : « وما هما؟ - إلى أن قال - فقالعليه‌السلام : الآية الأخرى »، قال قلت(١) : قوله تعالى:( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (٢) فانفق فلا أرى خلفاً، قال: « أفترى الله أخلف وعده؟ » قال قلت: لا، قال: « فمه؟ » قلت: لا أدرى، قال: « لكنّي أخبرك إن شاء الله - إلى أن قال - وأمّا قولك تنفقون فلا ترون خلفاً، أما أنكم لو كسبتم المال من حلّه، ثمّ أنفقتم(٣) في حقّه، لم ينفق رجل درهماً إلّا أخلف(٤) الله عليه » الخبر.

[ ٨١٥٥ ] ٥ - القطب الرّاوندي في لبّ اللباب: وفي الخبر: أنّ الله يقبل

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦١.

٤ - فلاح السائل ص ٣٨.

(١) ليس في المصدر.

(٢) سبأ ٣٤: ٣٩.

(٣) في المصدر: أنفقتموه.

(٤) في المصدر: أخلفه.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٢٤٥

الصّدقات، ولا يقبل منها إلّا الطيّب.

[ ٨١٥٦ ] ٦ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن سماعة، قال: سأل أبا عبداللهعليه‌السلام رجل من أهل الجبال، عن رجل أصاب مالاً من أعمال السّلطان، فهو يتصدق منه ويصل قرابته ويحجّ، ليغفر له ما اكتسب، ويقول: إنّ الحسنات يذهبن السيّئات، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : « إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة، ولكنّ الحسنة تكفّر الخطيئة، ثمّ قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن كان خلط الحرام حلالاً فاختل جمعياً، فلم يعرف الحلال من الحرام، فلا بأس ».

[ ٨١٥٧ ] ٧ - إبن أبي جمهور في درر اللآلي: روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « [ إنّ الله ](١) يقبل الصّدقات ولا يقبل منها إلّا الطيّب، ويأخذها بيمينه، ثمّ يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره وفصيله، حتّى تصير اللّقمة مثل جبل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله( يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) (٢) وأنّ الله يقبل التّوبة ويأخذ الصّدقات ».

[ ٨١٥٨ ] ٨ - وفي حديث آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ليس من مسلم يتصدّق بصدقة من طيب، إلّا وضعها في كفّ الرّحمان، فيربّيها له حتّى يملأ كفّه ».

____________________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦٢ ح ٧٧.

٧ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣.

(١) أثبتناه ليستقيم السياق.

(٢) البقرة ٢: ٢٧٦.

٨ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣.

٢٤٦

٤٣ -( باب استحباب إطعام الطّعام)

[ ٨١٥٩ ] ١ - الجفريات: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أهون أهل النّار عذاباً عمّي، أخرجه من أصل الجحيم حتّى بلغ الضّحضاح، عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وابن جدعان، فقيل: يا رسول الله، وما بال ابن جدعان أهون أهل النّار عذاباً بعد عمّك؟ قال: إنّه كان يطعم الطّعام ».

[ ٨١٦٠ ] ٢ - القطب الرّاوندي في دعواته: عن حنّان بن سدير [ عن أبيه ](١) ، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « أما تستطيع أن تعتق كلّ يوم رقبة؟ » قال: لا يبلغ مالي ذلك، فقال: « تشبع كلّ يوم مؤمناً، فإنّ إطعام المؤمن أفضل من عتق رقبه ».

[ ٨١٦١ ] ٣ - الشّيخ المفيد في الاختصاص: عن الصّادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما، إلّا كان ذلك أفضل من عتق نسمة ».

[ ٨١٦٢ ] ٤ - أحمد بن محمّد السيّاري في كتاب التّنزيل والتّحريف: عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال:

____________________________

الباب - ٤٣

١ - الجعفريات ص ١٩١.

٢ - دعوات الراوندي ص ٤٥، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٧١ ح ٦.

(١) أثبتناه من المصدر والبحار.

٣ - الاختصاص ص ٢٧.

٤ - التنزيل والتحريف ص ٦٧ باختلاف بسيط.

٢٤٧

« إنّ الله تعالى قال:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ، فَكُّ رَقَبَةٍ ، أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) (١) قال: علم الله أنّ كلّ أحد لا يقدر على فكّ رقبة، فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك ».

وباقي أخبار الباب، يأتي في كتاب الأطعمة إنشاء الله تعالى.

٤٤ -( باب استحباب تصدّق الإنسان بأحبّ الأشياء، وأطيب الأطعمة كالسّكر ونحوه)

[ ٨١٦٣ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصّدقة شئ عجيب، قال: فقال أبو ذر الغفاري: يا رسول الله، فأيّ الصّدقات أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها، قال: فإن لم يكن له مال؟ قال: عفو طعامك، قال: يا رسول الله، فمن لم يكن له عفو طعام؟ قال: فضل رأي ترشد به صاحبك، قال: فإن لم يكن له رأي؟ قال: فضل قوّة تعين بها على ضعيف، قال: فإن لم يستطع؟ قال: الصّنيع لأجر وإن تعين مغلوباً، قال: يا رسول الله، فإن لم يفعل؟ قال: فينحّي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم، قال: يا رسول الله، فإن لم يفعل؟ قال: تكفّ أذاك عن النّاس، فإنّها صدقة تطهر بها عن نفسك ».

[ ٨١٦٤ ] ٢ - الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره: أن رجلاً من الصّحابة

____________________________

(١) البلد ٩٠: ١١ - ١٤.

الباب - ٤٤

١ - الجعفريات ص ٣٢.

٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٠٢.

٢٤٨

كان اسمه أبو طلحة، وكان له في المدينة من النّخيل ما لم يكن لأحد غيره، وكان له نخيل في تجاه مسجد الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في غاية النّضارة والعمارة، وكان كثير الغلّة، وكان فيها عين ماء، والرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يأتي إليها ويشرب من مائها ويتوضّأ منها، فلمّا نزل قوله تعالى:( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (١) أتى أبو طلحة وقال: يا رسول الله، إنّ الله تعالى يعلم أنّ أحبّ المال إليّ وأكرمه عليّ هذه النّخيلات، تصدّقت بها رجاء البرّ غداً، لتكون لي ذخيرة، يا رسول الله فضعها في موضع ترى فيه الصّلاح، فقال الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بخّ بخ، ذلك مال رابح لك ».

[ ٨١٦٥ ] ٣ - وعن أبي أيّوب الأنصاري: أنّه لمـّا نزلت الآية، كان لزيد بن حارثة، فرس جميل يحبّه حبّاً شديداً، فأتى به إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: يا رسول الله، إنّي شديد المحبّة لهذا الفرس، وقد تصدّقت به، فحمل عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ابنه أسامة بن زيد، فكره ذلك زيد وقال: يا رسول الله، إنّي تصدّقت به، فقال الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وقع في محلّه، والله تعالى قبله منك ».

ورواهما القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب: مختصراً(١) .

[ ٨١٦٦ ] ٤ - الشّيخ الطّبرسي في مجمع البيان: عن أبي الطّفيل قال:

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٩٢.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٠٢.

(١) لب اللباب: مخطوط.

٤ - مجمع البيان ج ٢ ص ٤٧٣.

٢٤٩

اشترى عليعليه‌السلام ، ثوباً فأعجبه فتصدّق به، وقال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من آثر على نفسه آثره يوم القيامة بالجنّة، ومن أحبّ شيئاً فجعله لله، قال تعالى يوم القيامة: قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وأنا أكافؤك اليوم بالجنّة ».

٤٥ -( باب تأكّد استحباب سقي الماء، النّاس والبهائم ولو في موضع يوجد فيه)

[ ٨١٦٧ ] ١ - جعفر بن أحمد القمّي في كتاب الغايات: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « أفضل الصّدقة سقي الماء ».

[ ٨١٦٨ ] ٢ - وعن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « أفضل الصّدقة إبراد كبد حارّة ».

[ ٨١٦٩ ] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « من أفضل الأعمال إبراد الكبد الحرّى » يعني سقي الماء.

[ ٨١٧٠ ] ٤ - وعن أبي علقمة مولى بني هاشم، قال: صلّى بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الصّبح، ثمّ التفت إلينا فقال: « معاشر أصحابي، رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبد المطّلب، وأخي جعفر بن أبي طالب، وبين أيديهما طبق من نبق، فأكلا ساعة فتحوّل لهما النّبق عنبا، فأكلا ساعة فتحوّل العنب رطبا، فدنوت منهما فقلت: بأبي

____________________________

الباب - ٤٥

١ - الغايات ص ٧٧ عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

٢ - الغايات ص ٧٨.

٣ - الغايات ص ٧١.

٤ - الغايات ص ٧٢.

٢٥٠

أنتما، أيّ الأعمال أفضل؟ فقالا: وجدنا أفضل الأعمال: الصّلاة عليك، وسقي الماء، وحبّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام ».

[ ٨١٧١ ] ٥ - البحار، عن الدّيلمي في أعلام الدّين: عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « خمس من أتى الله بهنّ أو بواحدة منهنّ، وجبت له الجنّة: من سقى هامّة صادية، أو حمل قدماً حافية، أو أطعم كبداً جائعة، أو كسا جلدة عارية، أو أعتق رقبة عانية ».

[ ٨١٧٢ ] ٦ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ما من مؤمن يطعم مؤمناً شبعة من طعام، إلّا أطعمه الله من ثمار الجنّة، ولا يسقيه(١) رية إلّا سقاه الله من الرّحيق المختوم ».

[ ٨١٧٣ ] ٧ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اعرابيّاً سأله فقال: يا رسول الله، علّمني عملاً أدخل به الجنّة، قال: « أطعم الطعام، وافش السلام، وصلّ والنّاس نيام »، قال: لا أطيق ذلك، قال: « فهل لك إبل »؟ قال: نعم، قال: « فانظر بعيراً منها فاسق [ عليه ](١) أهل بيت لا يشربون الماء إلّا غبّاً، فإنّك لعلّك لا ينفق(٢) بعيرك ولا يتحرف(٣) سقاؤك، حتّى تجب لك الجنّة ».

[ ٨١٧٤ ] ٨ - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن أبي حمزة الثّمالي، (عن

____________________________

٥ - البحار ج ٧٤ ص ٣٦٩ ح ٥٩ عن أعلام الدين ص ٩٤.

٦ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٣.

(١) في المصدر: سقاه.

٧ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفقة الدابة: ماتت (لسان العرب - ج ١٠ ص ٣٥٧).

(٣) في المصدر: يتمزّق، والظاهر صحّته: يتخرق.

٨ - الاختصاص ص ٢٨.

٢٥١

علي بن الحسينعليهما‌السلام (١) ، قال: « من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرّحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثّياب الخضر » وقال في آخر الحديث: « لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك ».

الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عنهعليه‌السلام : مثله(٢) .

[ ٨١٧٥ ] ٩ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : دخلت الجنّة فرأيت فيها صاحب الكلب الذي أرواه ».

ورواه السّيد فضل الله الرّاوندي في نوادره(١) : باسناده عن

____________________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) المؤمن: ٦٣ / ١٦١.

٩ - الجعفريات ص ١٤٢.

(١) نوادر الراوندي ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٦٥ ح ٢٤، وفي هامش الطبعة الحجرية هذه العبارة: قال في البحار بعد نقل الخبر عن النوادر، أقول: صاحب الكلب إشارة إلى ما رواه الدميري عن مسلم أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: بينما امرأة تمشي بفلاة من الأرض إذ اشتد عليها العطش فنزلت بئراً فشربت ثمّ صعدت فوجدت كلباً يأكل الثرى من العطش فقالت: لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي ثمّ نزلت البئر فملأت خفها وأمسكته بفيها ثمّ صعدت فسقته فشكر الله لها ذلك وغفر لها فقالوا: يا رسول الله أولنا في البهائم أجر؟ قال: نعم في كلّ كبد رطبة أجر. قال في النهاية « فإذا كلب يأكل الثرى من العطش » أي التراب الندي. أقول: فالظاهر على =

٢٥٢

محمّد بن الأشعث: مثله.

[ ٨١٧٦ ] ١٠ - القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من سقى أخاه المسلم شربة سقاه الله من شراب الجنّة، وأعطاه بكلّ قطرة منها قنطاراً في الجنّة ».

[ ٨١٧٧ ] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من سقى ظمآناً سقاه الله من الرّحيق المختوم، من سقى مؤمناً قربة من الماء أعتقه الله من النّار، من سقى ظمآناً في فلاة ورد حياض القدس مع النّبيين ».

[ ٨١٧٨ ] ١٢ - المستغفري في طبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « افضل الصّدقة الماء ».

٤٦ -( باب استحباب البرّ بالإخوان، والسّعي في حوائجهم، وصلة فقراء الشّيعة)

[ ٨١٧٩ ] ١ - زيد الزراد في أصله: قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام ، يقول: « خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان، وفي ذلك محبّة من الرّحمان، ومرغمة للشّيطان، وتزحزح عن النّيران. »

____________________________

= هذا صاحبة الكلب التي أروته إلّا أن يكون إشارة إلى قصة أخرى شبيهة بذلك. إنتهى - منه (قدّه).

١٠ و ١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٣، عنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٣.

الباب - ٤٦

١ - أصل زيد الزراد ص ٢.

٢٥٣

[ ٨١٨٠ ] ٢ - عماد الدّين الطّبري في بشارة المصطفي: عن محمّد بن شهر يار الخازن، عن محمّد بن الحسن بن داود، عن محمّد بن [ عمر بن ](١) يحيى العلوي، عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن محمّد بن الفضيل بن إبراهيم، عن إبراهيم بن معقل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « لا تدعوا صلة آل محمّدعليهم‌السلام من أموالكم، من كان غنيّاً فعلى قدر غناه، ومن كان فقيراً فعلى قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهمّ الحوائج له(٢) فليصل آل محمّدعليهم‌السلام وشيعتهم، بأحوج ما يكون إليه من ماله ».

الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول(٣) : عن المفضّل بن عمر، عنهعليه‌السلام ، مثله.

٤٧ -( باب جواز الصّدقة في حال ركوع الصّلاة، بل استحبابها)

[ ٨١٨١ ] ١ - أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسي في الاحتجاج: في رسالة أبي الحسن العسكري إلى أهل الأهواز في الجبر والتّفويض، قالعليه‌السلام : « واصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب، مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث قال: إنّي مستخلف فيكم خليفتين: كتاب الله، وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن

____________________________

٢ - بشارة المصطفى ص ٦.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب راجع فهرست الشيخ ص ١٨ ح ٥٢ وجامع الرواة ح ١ ص ٦٦.

(٢) في الحجرية: فيه، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) تحف العقول ص ٢٨١.

الباب - ٤٧

١ - الإحتجاج ص ٤٥٠.

٢٥٤

تضلّوا بعدي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، واللّفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه، قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في كتاب الله، مثل قوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ثمّ اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه تصدّق بخاتمه وهو راكع، فشكر الله ذلك، وأنزل الله الآية فيه » الخبر.

[ ٨١٨٢ ] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال للزّنديق، في حديث طويل: « قال المنافقون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل بقي لربّك علينا بعد الّذي (فرض علينا)(١) شئ آخر يفترضه؟ فيذكر(٢) فتسكن أنفسنا إلى أنّه لم يبق غيره، فأنزل الله في ذلك( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ) (٣) يعني الولاية، فأنزل الله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٤) وليس بين الأمّة خلاف، أنّه لم يؤت الزكاة يومئذٍ أحد وهو راكع غير رجل واحد، لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما اسقط من ذكر » الخبر.

____________________________

(١) المائدة ٥: ٥٥.

٢ - الاحتجاج ص ٢٥٥.

(١) في المصدر: فرضه.

(٢) وفيه: فتذكره.

(٣) سبأ ٣٤: ٤٦.

(٤) المائدة ٥: ٥٥.

٢٥٥

[ ٨١٨٣ ] ٣ - الصّدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، ومحمّد بن أحمد بن السّناني، وعلي بن أحمد بن موسى الدّقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعليّ بن عبدالله الورّاقرضي‌الله‌عنهم ، قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا سليمان بن حكيم، عن ثور(١) بن يزيد، عن مكحول، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا وقد شركته فيها وفضلته، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم - إلى أن قالعليه‌السلام - وأمّا الخامسة والسّتون، فإنّي كنت أصلّي في المسجد، فجاء سائل فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من أصبعي، فأنزل الله تبارك وتعالى فيّ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ ) (٢) الآية، الخبر.

[ ٨١٨٤ ] ٤ - السّيد علي بن طاووس في كتاب اليقين: عن محمّد بن جرير الطّبري، عن القاضي أبي الفرج المعافي، عن محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، عن القاسم بن هشام بن يونس النّهشلي، عن الحسن بن الحسين، عن معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، في قول الله عزّوجلّ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ

____________________________

٣ - الخصال ص ٥٧٢ ح ١.

(١) في الطبعة الحجرية: عمرو، وما أثبتناه من المصدر. وهو الصواب راجع تهذيب التهذيب ٢: ٣٣ و ١٠: ٢٩٠.

(٢) المائدة ٥: ٥٥.

١ - اليقين ص ٥١.

٢٥٦

وَالَّذِينَ ) (١) الآية، قال: اجتاز عبدالله بن سلام ورهطه معه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدّثاً دون المسجد، أنّ قومنا لمـّا رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم، أظهروا لنا العداوة والبغضاء، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يكلّمونا، فشقّ ذلك علينا، فبيناهم يشكون إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ نزلت هذه الآية( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ ) (٢) الآية، فلمّا قرأها عليهم قالوا: قد رضيا بما رضى الله ورسوله، ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين، وأذّن بلال العصر، وخرج النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل والنّاس يصلّون، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « هل أعطاك أحد شيئاً؟ » فقال: نعم، قال: « ماذا؟ » قال: خاتم فضّة، قال: « من أعطاكه(٣) ؟ » قال: ذاك الرّجل القائم، قال النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « على أيّ حال أعطاكه؟ » قال: أعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

[ ٨١٨٥ ] ٥ - ونقل في كتاب سعد السّعود: عن تفسير الثقة محمّد بن العبّاس بن ماهيار، عن عليّ بن زهرة الصّيرفي، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرّزاق قال: كان خاتم عليعليه‌السلام الّذي تصدّق به وهو راكع، حلقة فضّة فيها مثقال، عليها منقوش: الملك لله.

[ ٨١٨٦ ] ٦ - وعن الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، قال: حدّثنا جدّي يحيى بن الحسن، قال: حدّثنا أبو بريد أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا

____________________________

(١ و ٢) المائدة ٥: ٥٥.

(٣) في المصدر: أعطاك.

٥ - سعد السعود ص ٩٧.

٦ - سعد السعود ص ٩٧.

٢٥٧

عبد الوّهاب بن حازم، عن مخلّد بن الحسن، (عن المبارك، عن الحسن)(١) ، قال: قال عمر بن الخطّاب: أخرجت من مالي صدقة يتصدّق بها عنّي وأنا راكع، أربعاً وعشرين مرّة، على أن ينزل في ما نزل في عليعليه‌السلام ، فما نزل

[ ٨١٨٧ ] ٧ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسين بن سعيد(١) معنعنا، عن أبي جعفرعليه‌السلام : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي(٢) ذات يوم في المسجد فمّر به فقير(٣) ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تصدّق عليك بشئ؟ قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه، وأشار بيده فإذا هو عليّ بن ابي طالبعليه‌السلام ، فنزلت هذه الآية( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ ) الآية.

[ ٨١٨٨ ] ٨ - الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّي في كتاب الرّوضة والفضائل: بإسناده إلى جابر بن عبدالله الأنصاري قال: كنّا جلوساً عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال، عليه أثواب رثّة والفقر بين عينيه، فلمّا دخل وسلّم، قال: شعراً - وذكر الأبيات - قال: فلمّا سمع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك، بكى بكاء شديداً، ثمّ قال لأصحابه: « معاشر المسلمين، إنّ

____________________________

(١) ليس في المصدر.

٧ - تفسير فرات الكوفي ص ٣٨، وعنه في البحار ج ٣٥ ص ١٩٨ ح ٢٠.

(١) كذا في الحجرية والبحار. وفي المصدر: الحسين فقط. والظاهر من طريقة المصدر أنه ابن الحكم.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: مسكين.

(٤) المائدة ٥: ٥٥.

٨ - كتاب الفضائل ص ١٥٦، والروضة ص ٢٨ باختلاف.

٢٥٨

الله تعالى سبق إليكم جزاء، والجزاء من الله غرف في الجنّة، تضاهي غرف إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، فمن كان منكم يواسي هذا الفقير »؟ فقال: فلم يجبه أحد، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، يصلّي ركعات التّطوّع كانت له دائماً، فأومأ إلى الإعرابي بيده، فدنا منه فوقع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته، فأخذه الاعرابي وانصرف، وهو يقول: - وذكر أبياتاً - ثمّ إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه جبرئيل ونادى: السّلام عليك يا محمّد، وربّك يقرئك السّلام، ويقول لك: إقرأ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ - إلى قوله -الْغَالِبُونَ ) (١) فعند ذلك قام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على قدميه، وقال: « معاشر المسلمين، أيّكم اليوم عمل خيراً حتّى جعله الله وليّ كلّ من آمن »؟ قالوا: يا رسول الله، ما فينا من عمل خيراً سوى ابن عمّك علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإنّه تصدّق على الاعرابي بخاتمه وهو يصلّي الخبر.

ورواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره(٢) : مثله، وفي لفظه: أنّ الصّحابة لمـّا رأوا ذلك، فكلّ من كان عنده خاتم أعطاه، حتّى روي أنّه اجتمع عنده أربعمائة خاتم

[ ٨١٨٩ ] ٩ - السيّد هاشم في غاية المرام: عن عمّار السّاباطي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : « إنّ الخاتم الّذي تصدق به أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة، وفصّه خمسة مثاقيل وهو من ياقوته حمراء، وثمنه خراج الشّام، وخراج الشّام

____________________________

(١) المائدة ٥: ٥٥.

(٢) تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٧٥.

٩ - غاية المرام:

٢٥٩

ثلاثمائة حمل من فضّة، وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمروان بن طوق، قتله أميرالمؤمنينعليه‌السلام وأخذ الخاتم من إصبعه، وأتى به إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من جملة الغنائم، وأمره النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ الخاتم فأخذ الخاتم، وأقبل وهو في إصبعه، وتصدق به على السّائل في أثناء صلاته خلف النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٨ -( باب استحباب التّصدق بنصف المال)

[ ٨١٩٠ ] ١ - الصدوق في الأمالي: عن محمّد بن إبراهيم الطّالقاني، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرّضا، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « لمـّا حضرت الحسن بن عليعليهما‌السلام الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي أنت به؟ وقد قال فيك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قال، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات، حتّى النّعل والنّعل، فقال: إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطلع، وفراق الاحبّة ».

٤٩ -( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب الصّدقة)

[ ٨١٩١ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

الباب - ٤٨

١ - أمالي الصدوق ص ١٨٤ ح ٩.

الباب - ٤٩

١ - الجعفريات ص ٥٥.

٢٦٠