مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل10%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 338471 / تحميل: 5789
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّه أسقط الزكاة عن الدر والياقوت والجوهر كلّه، ما لم يرد به التجارة.

[ ٧٦٠٠ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وروي: عن الجواهر والطيب، وما أشبه هذه الصنوف من الأموال ».

١٢ -( باب تأكد استحباب الزكاة في مال التجارة، بشرط أن يطلب برأس ماله أو زيادة في الحول كلّه، فإن طلب بنقيصة ولو في بعض الحول، لم تستحب إلّا أن يباع ثمّ يحول على الثمن الحول فتجب، وإن مضى له على النقيصة أحوال، زكّاه لحول واحد استحباباً)

[ ٧٦٠١ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ما(١) اشتري للتجارة فأعطي به رأس ماله أو اكثر، فحال عليه الحول ولم يبعه، ففيه الزكاة، وإن بار(٢) عليه ولم يجد(٣) رأس ماله، لم يزكه حتى يبيعه ».

[ ٧٦٠٢ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن كان مالك في تجارة، وطلب منك المتاع برأس مالك ولم تبعه، تبغي بذلك الفضل، فعليك زكاته إذا جاء عليك الحول، وإن لم يطلب منك برأس مالك، فليس عليك الزكاة »

____________________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٢.

الباب - ١٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٠.

(١) في نسخة: من.

(٢) وفي نسخة: كان.

(٣) في المصدر زيادة: فيه.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٤١

[ ٧٦٠٣ ] ٣ - الصدوق في المقنع: مثله، وفيه: إذا حال عليه الحول، وفيه منك المتاع إلى آخره، وفيه: عليك زكاته.

١٣ -( باب عدم جواز التجارة بمال لم يزكّه صاحبه أو العامل به، وأنّه يكفي العامل قول صاحبه أنّه يزكّيه)

[ ٧٦٠٤ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى أن يحلف الناس على صدقاتهم، وقال: هم فيها مأمونون ».

١٤ -( باب استحباب الزكاة في الخيل والإناث السائمة طول الحول، عن كلّ فرس عتيق ديناران، وعن كلّ برذون دينار كلّ عام، وعدم استحباب الزكاة في الذكور من الخيل، ولا في المعلوفة، ولا في العوامل، ولا في البغال والحمير)

[ ٧٦٠٥ ] ١ - الجعفريات: بالاسناد السابق، عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « إنّ الله تعالى عفا لكم عن صدقة الخيل المسوّمة(١) ، وعن البقر العوامل، وعن الإبل النواضح(٢) ».

____________________________

٣ - المقنع ص ٥٢.

الباب - ١٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٢.

الباب - ١٤

١ - الجعفريات ص ٥٤.

(١) الخيل المـُسَوَّمة: المـُعَلَّمة. المرعِيَّة. (لسان العرب - سوم - ج ١٢ ص ٣١٢).

(٢) نضح البعير الماء: حمله من نهر وبئر لسقي الزرع فهو ناضح. والجمع نواضح. (مجمع البحرين (نضح) - ج ٢ ص ٤١٩).

٤٢

[ ٧٦٠٦ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّه عفا عن صدقة الخيل، والبغال، والحمير، والرقيق.

[ ٧٦٠٧ ] ٣ - الحسن بن محمّد بن الحسن القمي - المعاصر للصدوق - في تاريخ قم: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « ليس في الجبهة، ولا في النخة، ولا في الكسعة صدقة » الجبهة: الخيل، والنخة: البغال، والكسعة: الحمير، كذا فسره في ترجمة التاريخ، وفي كتب اللغة: النخة: البقر العوامل.

١٥ -( باب عدم وجوب الزكاة في شئ من الحيوان غير الأنعام الثلاث، فلا يجب في الرقيق إلّا الفطرة، وزكاة ثمنه إذا بيع وحال عليه الحول، ولا في الرحى، ولا تستحب في الرقيق إلّا أن تراد به التجارة)

[ ٧٦٠٨ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « الزكاة في الإبل والبقر والغنم السائمة - يعني الراعية - وليس في شئ من الحيوان، غير هذه الثلاثة الأصناف شئ ».

[ ٧٦٠٩ ] ٢ - وعن عليعليه‌السلام : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عفا عن الدّور، والخدم، والكسوة، والاثاث، ما لم يرد (بشئ من ذلك)(١) التجارة ».

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٧.

٣ - تاريخ قم ص ١٧٧.

الباب - ١٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٧.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٠.

(١) في المصدر: به.

٤٣

[ ٧٦١٠ ] ٣ - الجعفريات: بالاسناد السابق عن عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: « إنّ الله تعالى عفا(١) عن صدقة المملوكين ».

١٦ -( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب ما تجب فيه الزكاة، وما تستحب)

[ ٧٦١١ ] ١ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « وآتوا الزكاة من المال والجاه وقوّة البدن، ومن المال مواساة إخوانكم المؤمنين، ومن الجاه إيصالهم إلى ما يتقاعسون عنه لضعفهم، من حوائجهم المتردّدة في صدورهم، وبالقوّة معونة أخ لك قد سقط حماره أو حمله في صحراء أو طريق، وهو يستغيث فلا يغاث، تعينه حتى تحمل عليه متاعه وتركبه عليه، وتنهضه حتى تلحقه القافلة، وأنت في ذلك كلّه معتقد لموالاة محمّد وآله الطيبين، فإنّ الله تعالى يزكي أعمالك ويضاعفها، بموالاتك لهم وتبرئك من أعدائهم ».

[ ٧٦١٢ ] ٢ - وقال عليعليه‌السلام : في قوله تعالى: «( وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ) (١) الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين، فإن لم يكن له مال يزكّيه، فزكاة بدنه وعقله، وهو أن يجهر بفضل عليّ والطيبين من آله إذا قدر، ويسعتمل التقية عند البلايا إذا عمّت، والمحن إذا نزلت،

____________________________

٣ - الجعفريات ص ٥٤.

(١) في المصدر زيادة: لكم.

الباب - ١٦

١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٤٥، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٩ ح ٥.

٢ - المصدر السابق ص ٢٥٠ عن علي بن الحسينعليه‌السلام .

(١) البقرة ٢: ١٧٧.

٤٤

والأعداء(٢) إذا غلبوا، ويعاشر عباد الله بما لا يثلم دينه، ولا يقدح في عرضه وبما يسلم معه دينه ودنياه » الخبر.

[ ٧٦١٣ ] ٣ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « على كلّ جزء من أجزائك زكاة واجبة لله عزّوجلّ، بل على كلّ منبت شعر من شعرك، بل على كلّ لحظة من (لحظاتك زكاة)(١) ، فزكاة العين: النظرة بالعبرة، والغضّ عن الشهوات، وما يضاهيها، وزكاة الأذن: استماع العلم والحكمة والقرآن، وفوائد الدين من الموعظة والنصيحة، وما فيه نجاتك، والإعراض عمّا هو ضدّه، من الكذب والغيبة وأشباهها، وزكاة اللسان: النصح للمسلمين، والتيقظ للغافلين، وكثرة التسبيح والذكر(٢) وغيرها، وزكاة اليد: البذل والعطاء والسخاء بما أنعم الله عليك به، وتحريكها بكتابة العلم(٣) ، ومنافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله، والقبض عن الشرور، وزكاة الرجل: السعي في حقوق الله تعالى، من زيارة الصالحين، ومجالس الذكر، وإصلاح الناس، وصلة الرحم(٤) ، والجهاد، وما فيه صلاح قلبك وسلامة(٥) دينك، هذا ممـّا يحتمل القلوب فهمه، والنفوس، استعماله وما لا يشرف عليه الا عباده المخلصون والمقربون، أكثر من أن يحصى، وهم أربابه وهو شعارهم دون غيرهم ».

____________________________

(٢) في المصدر: ولأعدائنا.

٣ - مصباح الشريعة ص ١٣٩.

(١) في المصدر: الحاظك.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في نسخة: العلوم.

(٤) في نسخة: الأرحام.

(٥) في المصدر: صلاح.

٤٥

[ ٧٦١٤ ] ٤ - دعائم الإسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّه أوجب في العسل العشر.

[ ٧٦١٥ ] ٥ - ثقة الإسلام: في الكافي: عن العدّة، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله ».

[ ٧٦١٦ ] ٦ - عبد الواحد بن محمّد الآمدي في الغرر والدرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال: « زكاة العلم نشره، زكاة الجاه بذله، (زكاة الحلم الاحتمال)(١) ، زكاة المال الافضال، زكاة القدرة الإنصاف، زكاة الجمال العفاف، زكاة الظفر الإحسان، زكاة البدن الجهاد والصيام، زكاة اليسار برّ الجيران وصلة الأرحام، زكاة الصحة السعي في طاعة الله، زكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله، زكاة السلطان إغاثة الملهوف، زكاة النعم اصطناع المعروف، زكاة العلم بذله لمستحقه، وإجهاد النفس في العمل به ».

[ ٧٦١٧ ] ٧ - ثقة الإسلام في الكافي: عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً لأصحابه: ملعون كلّ مال لا يزكّى، ملعون كلّ جسد لا يزكّى، ولو في كلّ أربعين يوماً مرّة، فقيل: يا رسول الله، أمّا زكاة المال فقد عرفناها، فما زكاة

____________________________

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٦.

٥ - الكافي ج ١ ص ٣٣ ح ٣.

٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ص ٤٢٤.

(١) ليس في المصدر.

٧ - الكافي ج ٢ ص ١٩٩ ح ٢٦.

٤٦

الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة، قال: فتغيرت وجوه الّذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيّرت ألوانهم، قال لهم: هل تدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: بلى، الرجل يخدش الخدشة، وينكب النكبة، ويعثر العثرة، ويمرض المرضة، ويشاك الشوكة، وما أشبه هذا - حتى ذكر في آخر حديثه - اختلاج(١) العين ».

[ ٧٦١٨ ] ٨ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن الشهيد أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل، عن أبي عبدالله محمّد بن الحسن التميمي، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن أبي علي محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه موسى، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ شئ زكاة، وزكاة الأجساد الصيام ».

____________________________

(١) الاختلاج: حركة سريعة متواترة غير عادية تعرض بجزء من البدن. (مجمع البحرين - خلج - ج ٢ ص ٢٩٥).

٨ - نوادر الراوندي ص ٤.

٤٧

٤٨

أبواب من تجب عليه الزكاة ومن لا تجب عليه

١ -( باب وجوبها على البالغ العاقل، وعدم وجوبها في مال الطفل)

[ ٧٦١٩ ] ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن عليّعليه‌السلام ، قال: « مال اليتيم يكون عند الوصي، لا يحركه حتى يبلغ، وليس عليه زكاة حتى يبلغ ».

[ ٧٦٢٠ ] ٢ - وبهذا الأسناد: عن جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « ليس على مال اليتيم زكاة ».

[ ٧٦٢١ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وليس على مال الغائب زكاة، ولا في مال اليتيم زكاة ».

[ ٧٦٢٢ ] ٤ - عوالي اللآلي لابن أبي جمهور: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « اسعوا في أموال اليتامى،(١) لا تأكلها الصدقة ».

[ ٧٦٢٣ ] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: دخلت

____________________________

أبواب من تجب عليه الزكاة ومن لا تجب عليه

الباب - ١

١ و ٢ - الجعفريات ص ٥٤.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٢.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٢٨ ح ٢.

(١) في المصدر زيادة: كي.

٥ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٣.

٤٩

على أبي عبداللهعليه‌السلام ، فقال: « دخل عليّ أُناس من أهل البصرة، فسألوني عن أحاديث وكتبوها، فما يمنعكم من الكتاب؟ أما أنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا، قلت: عمّ سألوك؟ قال: عن مال اليتيم، هل عليه الزكاة؟ قال: قلت لهم: لا؟ قال: فقالوا: إنّا نتحدّث عندنا، أنّ عمر سأل علياًعليه‌السلام عن مال أبي رافع، فقال(١) : أنفذ به الزكاة، فقلت لهم: لا ورب الكعبة، ما ترك أبو رافع يتيماً، ولقد كان ابنه قيماً لعليّعليه‌السلام على بعض ماله، كاتباً له » الخبر.

٢ -( باب أنّ من اتجر بمال الطفل وكان ولياً، استحب له تزكيته، وإن كان مليّا، وضمنه واتجر لنفسه فله الربح، ولا تستحب الزكاة للطفل بل للعامل، وإن لم يكن ولياً ولا مليّاً لم تستحب، وكان ضامناً، والربح للطفل)

[ ٧٦٢٤ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وليس في مال اليتيم زكاة، إلّا أن تتجر به ففيه الزكاة ».

[ ٧٦٢٥ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ليس في مال اليتيم، ولا في المعتوه زكاة، إلّا أن يعمل به، فإن عمل به ففيه الزكاة ».

[ ٧٦٢٦ ] ٣ - العياشي في تفسيره: عن بعض بني عطية، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، في مال اليتيم يعمل به الرجل، قال: « ينيله من

____________________________

(١) أي أمير المؤمنينعليه‌السلام .

الباب - ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٠.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٦ ح ٤١٣.

٥٠

الربح شيئاً، إنّ الله يقول:( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) (١) ».

[ ٧٦٢٧ ] ٤ - الصدوق في المقنع: اعلم أنّه ليس على مال اليتيم زكاة، إلّا أن يتجر به، فإن اتجر(١) فعليه الزكاة.

٣ -( باب عدم وجوب الزكاة في مال المجنون، واستحبابها إذا اتجر به وليه، وإلا لم تستحب)

[ ٧٦٢٨ ] ١ - تقدم عن الدعائم: عن الصادقعليه‌السلام : « أنّه ليس في مال المعتوه زكاة، إلّا أن يعمل به، فإن عمل به ففيه الزكاة ».

٤ -( باب وجوب الزكاة على الحر، وعدم وجوبها على المملوك، ولو وهبه سيده مالاً، ولو كان مكاتباً، فإن عمل له أو أذن له سيده زكاه، ولا يجب على سيده زكاة مال عبده)

[ ٧٦٢٩ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ليس في مال المكاتب زكاة ».

____________________________

(١) البقرة ٢: ٢٣٧.

٤ - المقنع ص ٥١.

(١) في المصدر: أتجربه.

الباب - ٣

١ - تقدم في الباب ٢ حديث ٢ عن دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٠.

الباب - ٤

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٠.

٥١

٥ -( باب اشتراط الملك والتمكن من التصرف في وجوب الزكاة، فلا تجب في المال الضال والمفقود، والمال الغائب الذي ليس في يد وكيله، فإن غاب سنين ثمّ عاد استحب زكاته لسنة واحدة)

[ ٧٦٣٠ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وليس على المال الغائب زكاة، وقالعليه‌السلام : وإن غاب مالك فليس عليك الزكاة، إلّا أن يرجع إليك، ويحول عليه الحول وهو في يدك ».

[ ٧٦٣١ ] ٢ - نهج البلاغة: في حديثهعليه‌السلام : « أنّ الرجل إذا كان له الدين الظّنون، يجب عليه أن يزكيه لمـّا مضى إذا قبضه ».

قال السيد (ره): فالظنون الذي لا يعلم صاحبه ايقبضه من الذي هو عليه أم لا، فكأنه(١) يظن به تارة(٢) يرجوه وتارة(٣) لا يرجوه، وهذا من أفصح الكلام إلى آخره.

[ ٧٦٣٢ ] ٣ - الصدوق في المقنع: فإن غاب عنك مالك، فليس عليك شئ إلى أن يرجع إليك مالك، ويحول عليه الحول وهو في يدك.

____________________________

الباب - ٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٢.

٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢١٣ ح ٦، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٦ ح ١٥.

(١) في المصدر زيادة: الذي. (٢ - ٣) وفيه: مرة.

٣ - المقنع ص ٥٢.

٥٢

٦ -( باب عدم وجوب زكاة الدّين والقرض على صاحبه، إلّا أن يكون تأخيره من جهته وغريمه باذل له، فتستحب)

[ ٧٦٣٣ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: في الدين يكون للرجل على الرجل: « إن كان غير ممنوع منه، يأخذه متى شاء بلا خصومة ولا مدافعة، فهو كسائر ما في يده من ماله يزكيه، وإن كان الذي عليه يدافعه ولا يصل إلى إلّا بخصومة، فزكاته على من هو في يديه، وكذلك المال الغائب، وكذلك مهر المرأة يكون على زوجها ».

[ ٧٦٣٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : بعد الكلام السابق: « إلّا أن يكون مالك (على رجل)(١) متى ما أردت اخذت منه، فعليك زكاته، فإن لم ترجع إليك منفعته، لزمتك زكاته ».

وفي موضع آخر(٢) : « فإذا كان لك على رجل مال، فلا زكاة عليك فيه حتى يقضيه، ويحول عليه الحول في يدك، إلّا أن تأخذ عليه منفعة في التجارة، فإن كان كذلك فعليك ».

[ ٧٦٣٥ ] ٣ - الصدوق في المقنع: بعد كلامه المتقدم: إلّا أن يكون مالك على رجل متى أردت أخذه منه تهيّألك، فإن عليك فيه الزكاة، فإن رجعت إليك منفعته لزمتك زكاته.

____________________________

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) فقه الرضا، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٦.

٣ - المقنع ص ٥٢.

٥٣

٧ -( باب وجوب زكاة القرض مع وجوده حولاً على المقترض لا على المقرض، فإن زكاة المقرض سقطت عن المقترض)

[ ٧٦٣٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن استقرضت من رجل مالاً، وبقي عندك حتى حال عليه الحول، فعليك فيه الزكاة ».

ورواه الصدوق في المقنع: مثله(١) .

وقالعليه‌السلام في موضع آخر: « وزكاة الدين على من استقرض »(٢) .

٨ -( باب وجوب الزكاة مع الشرائط، وإن كان على المالك دين بقدر المال أو اكثر، وحكم من خلف لأهله نفقة، وحكم اشتراط البائع زكاة الثمن على المشتري)

[ ٧٦٣٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « من كان له مال وعليه مال، فليحسب ماله وما عليه، فإن كان ماله فضل على مائتي درهم، فليعط خمسة دراهم، وإن لم يكن(١) فضل على مائتي

____________________________

الباب - ٧

١ - فقه الرضا ص ٢٣.

(١) المقنع ص ٥٣.

(٢) المقنع ص ١٢٦.

الباب - ٨

١ - الجعفريات ص ٥٤.

(١) في المصدر: يكن له.

٥٤

درهم، فليس عليه شئ ».

[ ٧٦٣٨ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وإن بعت شيئاً (أو قبضت)(١) ثمنه، واشترطت على المشتري زكاة سنة أو سنتين أو اكثر، فأن ذلك جائز يلزمه من دونك.

٩ -( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب من تجب عليه الزكاة، ومن لا تجب عليه)

[ ٧٦٣٩ ] ١ - دعائم الإسلام: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّه أمر أن تضاعف الصدقة في(١) نصارى العرب.

[ ٧٦٤٠ ] ٢ - أبو الحسن محمّد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري في شرح نهج البلاغة: عند قول الراوي في آخر الخطبة الشقشقية: فقام رجل من السواد الخ.

قال صاحب المعارج: ووجدت في الكتب القديمة، أنّ الكتاب الذي دفعه إليه رجل من أهل السواد، كان فيه مسائل منها - إلى أن قال - ومنها رجل عليه من الدين ألف درهم، وله في كيسه الف درهم، فضمنه ضامن له الف درهم، فحال عليهما الحول، فالزكاة على أي مالين يجب؟ فقال: « إن ضمن الضامن بإجازة من عليه الدين، فلا زكاة عليه، وإن ضمنه من غير إذنه وإجازته، فالزكاة مفروضة في ماله ».

____________________________

٢ - المقنع ص ٥٣.

(١) في المصدر: وقبضت.

الباب - ٩

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٧.

(١) في المصدر: على.

٢ - شرح النهج للبيهقي:

٥٥

٥٦

أبواب زكاة الأنعام

١ -( باب اشتراط بلوغ النصاب في وجوب الزكاة، في الإبل والبقر والغنم، وعدم وجوب شئ فيما نقص عن النصاب، وأنه لا يضم أحدها إلى الآخر)

[ ٧٦٤١ ] ١ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « ليس في أربع من الإبل شئ » الخبر.

[ ٧٦٤٢ ] ٢ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنّه قال: « ليس فيما دون الأربعين من الغنم شئ » الخبر.

٢ -( باب تقدير النصب في الإبل، وما يجب في كلّ نصاب منها، وجملة من أحكامها)

[ ٧٦٤٣ ] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام ، يقول: « ليس فيما دون خمسة من الإبل شئ،

____________________________

أبواب زكاة الأنعام

الباب - ١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٣.

٢ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٢.

الباب - ٢

١ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٣.

٥٧

فإذا كانت خمساً ففيها شاة إلى عشر، فإذا كانت عشراً ففيها شاتان إلى خمسة عشر [ فإذا كانت خمس عشرة ](١) ففيها ثلاث شياه إلى عشرين، فإذا كانت عشرين ففيها أربع إلى خمسة وعشرين، فإذا كانت خمساً وعشرين ففيها خمس من الغنم، فإذا أزدادت واحدة على خمس وعشرين ففيها ابنة مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإذا لم يكن ابنة مخاض(٢) فابن لبون ذكر، فإذا ازدادت واحدة على خمس وثلاثين ففيها ابنة لبون(٣) إلى خمس وأربعين، وإذا ازدادت [ واحدة ](٤) على خمس وأربعين ففيها حقة(٥) إلى ستين، فإذا ازدادت على الستين ففيها جذعه(٦) إلى خمس وسبعين، فإذا زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا زادت واحدة على التسعين ففيها حقتان إلى العشرين ومائة، فإذا كثرت الإبل ففي كلّ خمسين حقة ».

[ ٧٦٤٤ ] ٢ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) قيل للفصيل إذا استكمل الحول ودخل في الثانية (ابن مخاض) لأنّ أمه لحقت بالمـُخضَّ أي الحوامل وإن لم تكن حاملاً. (مجمع البحرين - مخض - ج ٤ ص ٢٢٩).

(٣) ابن اللبون: ولد الناقة، استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، والانثى بنت لبون. (مجمع البحرين - لبن - ج ٦ ص ٣٠٦).

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) الحِقّ: ما كان من الإبل ابن ثلاث سنين، ودخل في الرابعة، وجمعها حِققْ.. والانثى حقّة.. وهي دون الجذعة بسنة.. (مجمع البحرين - حقق - ج ٥ ص ١٤٩).

(٦) الجذع من الإبل: ما دخل في السنة الخامسة. (مجمع البحرين - جذع - ج ٤ ص ٣١٠).

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥٣.

٥٨

آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « ليس في اربع من الإبل شئ، فإذا كانت خمسة سائمة ففيها شاة، ثمّ ليس فيما زاد على الخمس: شئ حتى تبلغ عشراً، فإذا كانت عشراً ففيها شاتان إلى خمس عشرة، فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث شياه إلى عشرين، فإذا بلغت عشرين ففيها أربع، فإذا كانت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض، فإن لم تكن بنت مخاض فابن لبون ذكر، إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين، فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الفحل(١) إلى ستين، فإن زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فإن زادت واحدة ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإن زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى مائة وعشرين، فإن زادت ففي كلّ اربعين ابنة لبون، وفي كلّ خمسين حقة ».

[ ٧٦٤٥ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وليس في الإبل شئ حتى يبلغ خمسة، فإذا بلغت خمسة ففيها شاة، وفي عشرة شاتان، وفي خمسة عشر ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين خمس شياه، فإذا زادت واحدة فابنة مخاض وإن لم يكن عنده ابنه مخاض، ففيها ابن لبون ذكر إلى خمسة وثلاثين، فإن زادت فيها واحدة ففيها ابنة لبون(١) ، فإن لم يكن عنده وكانت عنده ابنة مخاض، أعطى المصّدق ابنة مخاض وأعطى معها شاة، وإذا وجبت عليها ابنة مخاض (لم يكن عنده)(٢) وكانت عنده ابن لبون دفعها واسترجع من المصدّق شاة،

____________________________

(١) طروقة الفحل: أي مركوبة الفحل.. وكل ناقة طروقة فحلها. (مجمع البحرين - طرق - ج ٥ ص ٢٠٥).

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٢.

(١) في المصدر: إبن لبون.

(٢) ليست في المصدر.

٥٩

فإذا بلغت خمسة وأربعين وزادت واحدة ففيها حقة، وسميت حقة لأنه استحقت أن يركب ظهرها، إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت واحدة ففيها جذعة إلى ثمانين، فإذا زادت واحدة ففيها ثني(٣) ».

الصدوق في المقنع مثمله إلى قوله: ستين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة، فإذا كثرت الإبل ففي كلّ خمسين حقة(٤)

[ ٧٦٤٦ ] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « في خمس من الإبل شاة ».

٣ -( باب تقدير النصب في البقر، وما يجب في كلّ واحد منها)

[ ٧٦٤٧ ] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام ، يقول: « ليس فيما دون ثلاثين من البقر شئ، فإذا كانت الثلاثين ففيها تبيع(١) أو تبيعة، وإذا كانت أربعين ففيها مسّنة(٢) ».

____________________________

(٣) الثني: الجمل الذي يدخل في السنة السادسة. (مجمع البحرين - ثنا - ج ١ ص ٧٧).

(٤) المقنع ص ٤٩.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٢٩ ح ٥.

الباب - ٣

١ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٣.

(١) التبيع: ولد البقر أول سنة.. والانثى: تبيعة. (مجمع البحرين - تبع - ج ٤ ص ٣٠٧).

(٢) البقرة والشاة يقع عليهما (الْمسنّ) إذا أثنتا، فإذا سقطت ثنيتهما بعد طلوعها فقد أسَنَّت وتثني البقرة في السنة الثالثة.. (لسان العرب - سنن - ج ١٣ ص ٢٢٢).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

سهو فيهما.

ثمّ إنّ الذي يستظهر من العلماء من التأمّل في الكتاب، أنّ ما نسب إليه هو ما صدّر به الأبواب بقوله: قال الصادقعليه‌السلام ، وما فيه من الرواية ونقل الآثار من الجامع الذي كان يملى عليه، فلو أغمضنا من جميع ما ذكرنا، فالذي أخرجه الشيخ من كلام الجامع، والتعبير « عنه » بما عبّره، لا يدلّ على عدم الوثوق الذي استظهره، ولكنّ الظاهر من الشهيد في مسكّن الفؤاد بل صريحه، كون كلّه منهعليه‌السلام ، فلاحظ.

وقال الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي، في آخر مقدّمة كتاب درر اللآلي العماديّة ما لفظه: وسأختم هذه المقدّمة بذكر أحاديث تتعلّق ببعض حقائق الدين، وشيء من حقائق العبادات، أكثر اسنادها عن الصادق الامام أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، محذوفة الأسانيد كما رؤيتها.

واعلم أنّي قد التزمت في هذه الأحاديث المرويّة في هذه الخاتمة - وفي جميع الأحاديث الواردة في الأقسام الثلاثة الآتية بعدها - أن أذكر بعض ما يتعلّق بها من الأحكام الشرعيّة، وما استدلّ بها عليه، وكيفيّة الاستدلال بها عليها، وبعض الفروع المأخوذة منها على سبيل الاختصار، ممّا نقلته عن مشايخنا السابقين، وعلمائنا الماضين - قدّس الله أرواحهم - ليكون الكتاب المشتمل على هذه الأحاديث المتعلّقة بالأحكام الفقهيّة تامّ النفع، مغنيا عن مطالعة غيره من الكتب، والله الموفّق.

قال الصادقعليه‌السلام : « بحر المعرفة يدور على ثلاثة: الخوف، والرجاء، والمحبة. إلى آخره »(١) .

ثمّ نقل كثيرا من مطالب هذا الكتاب، وفي جملة من المواضع ينقل كلامهعليه‌السلام بقوله: قال الصادقعليه‌السلام ، ثمّ يشرحه بقوله: قال العارف

__________________

(١) درر اللآلي ١: ٣٩، ومصباح الشريعة: ٨.

٢٠١

كذا، ولم أتحقّق أنّ المراد منه نفسه، أو شرح هذا الكتاب أحد قبله، وهذه المقدّمة طويلة نافعة، جامعة لفوائد شريفة.

وفي رياض العلماء، في ذكر الكتب المجهولة: فمن ذلك كتاب مصباح الشريعة في الأخبار والمواعظ، كتاب معروف متداول، وقد ينسب إلى هشام ابن الحكم(١) على ما رأيت بخطّ بعض الأفاضل، وهو خطأ. أمّا أوّلا: فلأنّه قد اشتمل على الرواية عن جماعة، هم متأخّرون عن هشام. وأمّا ثانيا: فلأنّه يحتوي على مضامين تنادي على أنّه ليس من مؤلّفاته، بل هو من مؤلّفات بعض الصوفيّة كما لا يخفى. لكن وصى به ابن طاوس، انتهى(٢) .

وقال شيخنا الحرّرحمه‌الله في آخر كتاب الهداية: تتمّة، قد وصل إلينا أيضا كتب كثيرة، قد ألّفت وجمعت في زمانهمعليهم‌السلام ، نذكرها هاهنا، وهي ثلاثة أقسام - إلى أن قالرحمه‌الله - الثالث: ما ثبت عندنا كونه غير معتمد، فلذا لم ننقل منه، فمن ذلك كتاب مصباح الشريعة المنسوب إلى الصادقعليه‌السلام ، فانّ سنده لم يثبت، وفيه أشياء منكرة مخالفة للمتواترات، وربّما نسب تأليفه إلى الشيخ زين الدين، وهذه النسبة باطلة لأنّه مذكور في أمان الأخطار لابن طاوسقدس‌سره (٣) . انتهى.

قلت : للصوفيّة مقصدان، أحدهما مقدّمة الأخرى:

الأوّل : تهذيب النفس، وتصفيتها عن الكدورات والظلمات، وتخليتها عن الرذائل والصفات القبيحة، وحفظها عمّا يظلمها ويفرّقها ويقسّيها، وتحليتها

__________________

(١) نسخة بدل: سالم.

(٢) رياض العلماء ٦: ٤٥. ولعلّه أراد به وصيّة ابن طاوس المتقدمة في أول التعريف بكتاب مصباح الشريعة فلاحظ.

(٣) هداية الأمة: مخطوط. الأمان: ٩١ - ٩٢.

٢٠٢

بالأوصاف الجميلة، والكمالات المعنويّة، وهذا يحتاج إلى معرفة النفس والقلب إجمالا، ومعرفة الصفات الحسنة والقبيحة، ومبادئها وآثارها، وما به يتوسّل الى التطهير والتزكية، والتنوير والتحلية.

وهذا مقصد عظيم يشاركهم أهل الشرع، وكافة العلماء على اختلاف مشاربهم وآرائهم، وكيف لا يشاركون فيما وضعت العبادات والآداب لأجله، وبعث الأنبياء لإكماله!

وكفى بما في الكتاب المجيد من الاهتمام بأمر القلب وتهذيبه، بما وصفه به من الرين والطبع، والغشاوة، والكبر، والضيق، والتحجر، وإرادة العلوّ، والصرف، والزيغ، والمرض، والقسوة، والظلمة، والغلف، والقفل، والجهل، والعمى، والموت، وأمثالها.

ومدحه الذين اتّصفوا بما يضادّها من الخشوع، واللّين، والرقّة، والعلم، والهداية، والسلامة، والاطمئنان، والربط، والحياة، والمحبّة، والصبر، والرضا، والتوكّل، والتقوى، واليقين، وأمثالها شاهدا في المقام.

وللقوم في هذا المقصد العظيم كتب ومؤلّفات فيها مطالب حسنة نافعة، وإن أدرجوا فيها من الأكاذيب والبدع خصوصا بعض الرياضات المحرّمة ما لا يحصى، ومن هنا فارقوا أهل الشرع المتمسكين بالكتاب والسنّة، والمتشبّثين بأذيال سادات الأمّة، فحصول هذا المقصد عندهم منحصر بالعمل، بتمام ما قرّروه لهم، والاجتناب عمّا نهوا عنه، دون ما أبدعوه في هذا المقام من الرياضات، ومتابعة الشيخ والمرشد على النحو الذي عندهم، وهذا هو مراد الشهيدقدس‌سره في الدروس، في بحث المكاسب، حيث قال: وتحرم الكهانة - إلى أن قال - وتصفية النفس، أي بالطرق الغير الشرعيّة(١) .

الثاني : ما يدعون من نتيجة تهذيب النفس، وثمرة الرياضات من المعرفة

__________________

(١) الدروس ٣: ١٦٣ - ١٦٤.

٢٠٣

وفوقها، من الوصول والاتّحاد والفناء، ومقامات لم يدّعيها نبيّ من الأنبياء ووصيّ من الأوصياء، فكيف بأتباعهم من أهل العلم والتقى! مع ما فيها ممّا لا يليق نسبته الى مقدّس حضرته جلّ وعلا، ويجب تنزيهه عنه سبحانه وتعالى عمّا يقوله الظالمون.

وأمّا المقصد الثاني فحاشا أهل الشرع والدين، فضلا عن العلماء الراسخين، أن يميلوا إليه أو يأملونه، أو يتفوّهون به، وأغلب ما ورد في ذمّ الجماعة ناظر الى هذه الدعوى ومدّعيها.

وأمّا الأوّل فقد عرفت مشاركتهم فيه، وإن فارقوا القوم في بعض الطرق، وحيث إنّهم بلغوا الغاية فيما القوة في هذا المقام، والحكمة ضالّة المؤمن حيث وجدها أخذها، ترى مشايخنا العظام، والفقهاء الكرام كثيرا ما يراجعون إليه، وينقلون عنه، ويشهدون بحقّيته، ويأمرون بالأخذ به، فصار ذلك سببا للطعن عليهم، ونسبتهم إلى الصوفيّة، أو ميلهم الى المتصوّفة، ظنّا منهم الملازمة بين المقصدين، وإنّ من يحضّ على تهذيب النفس، وتطهير القلب، ويستشهد في بعض المقامات، أو تفسير بعض الآيات بكلمات بعضهم، ممّا يؤيّده أخبار كثيرة، فهو منهم ومعهم في جميع دعاويهم.

وهذا من قصور الباع، وجمود النظر، وقلّة التدبّر في مزايا الكتاب والسنّة.

وآل أمرهم الى أن نسبوا مثل الشيخ الجليل، ترجمان المفسّرين أبي الفتوح الرازي، وصاحب الكرامات علي بن طاوس، وشيخ الفقهاء الشهيد الثاني - قدّس الله أرواحهم - إلى الميل الى التصوّف كما رأيناه، وهذه رزيّة جليلة، ومصيبة عظيمة لا بدّ من الاسترجاع عندها.

نعم يمكن أن يقال لهم تأدّبا لا إيرادا، إنّ فيما ورد عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم غنى ومندوحة عن الرجوع الى زبرهم وملفّقاتهم ومواعظهم، فإنّك إن غمرت في تيّار بحار الأخبار، لا تجد حقّا صدر منهم إلاّ

٢٠٤

وفيها ما يشير إليه، بل رأينا كثيرا من الكلمات التي تنسب إليهم، هي ممّا سرقوها من معادن الحكمة، ونسبوها إلى أنفسهم، أو مشايخهم.

قال تلميذ المفيدقدس‌سره ، أبو يعلى الجعفري، في أول كتاب النزهة(١) : إنّ عبد الملك بن مروان كتب الى الحجّاج: إذا سمعت كلمة حكمة فاعزها الى أمير المؤمنين - يعني نفسه - فإنّه أحقّ بها، وأولى من قائلها(٢) ، انتهى.

ولولا خوف الإطالة لذكرت شطرا من هذا الباب، بل قد ورد النهي عن الاستعانة بهم. فروى سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار، عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال لجابر: « يا جابر ولا تستعن بعدوّ لنا [ في ] حاجة، ولا تستطعمه، ولا تسأله شربة، أما إنّه ليخلّد في النار، فيمرّ به المؤمن، فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا؟ فيستحيي منه، فيستنقذه من النار »(٣) .

الحجّة: هذا حال طعام الأجساد، فكيف بقوت الأرواح؟.

إذا عرفت ذلك فلنرجع الى ما في كلمات هؤلاء المشايخ العظام فنقول:

أمّا أوّلا : فما في البحار، والرياض، من أنّه لا يشبه سائر كلمات الأئمّةعليهم‌السلام ، وأنّه على أسلوب الصوفيّة، ومشتمل على مصطلحاتهم(٤) . ففيه: إنّ كلماتهمعليهم‌السلام وعباراتهمعليهم‌السلام في كشف المطالب المتعلّقة بالمعارف والأخلاق، مختلفة بحسب الألفاظ والتأدية، وإن لم تختلف بحسب المعنى والحقيقة، وهذا ظاهر لمن أجال الطرف في أكناف كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسائر الأئمّةعليهم‌السلام في هذه المقامات، وليس لمن

__________________

(١) تقدم في صحيفة (١٩٢) كلام حول مؤلف الكتاب فراجع.

(٢) لم نعثر على هذا الكلام في النسخة المطبوعة من النزهة.

(٣) مشكاة الأنوار: ٩٩.

(٤) بحار الأنوار ١: ٣٢، ورياض العلماء ٦: ٤٥.

٢٠٥

تقدّم الصادقعليه‌السلام من الصوفيّة، كطاوس اليماني، ومالك بن دينار، وثابت البناني، وأيّوب السجستاني، وحبيب الفارسي، وصالح المري، وأمثالهم، كتاب يعرف منه أنّ المصباح على أسلوبه، ومن الجائز أن يكون الأمر بالعكس، فيكون الذين عاصروهعليه‌السلام منهم، أو تأخّروا عنه، سلكوا سبيلهعليه‌السلام في هذا المقصد، وأخذوا ضغثا من كلماته الحقّة، ومزجوها بضغث من أباطيلهم، كما هو طريقة كلّ مبدع مضلّ، ويؤيّده اتّصال جماعة منهم إليه، والى الأئمّة من ولده، كشقيق البلخي، ومعروف الكرخي، وأبي يزيد البسطامي طيفور السقّاء، كما يظهر من تراجمهم في كتب الفريقين، فيكون ما الّف بعده على أسلوبه ووتيرته.

ثم نقول: ليس في هذا الكتاب من عناوين أبوابه شيء لا يوجد في كثير من الأخبار مثله، سوى عناوين ثلاثة أبواب من أوّل الكتاب، ولكن ما شرحه وفصّله فيها كلّها ممّا عليه الكتاب والسنّة، مع أنّه يوجد في جملة من ادعيتهم، ومناجاتهم، وخطبهمعليهم‌السلام من العبارات الخاصة، والكلمات المختصّة، ما لا يوجد في سائر كلماتهم، فارجع البصر إلى المناجاة الإنجيليّة الكبرى والوسطى، وآخر دعاء كميل، والمناجاة الخمسة عشر، التي عدّها صاحب الوسائل في الصحيفة الثانية من أدعية السجادعليه‌السلام ، ونسبها إليه من غير تردد، مع أنّه لا يوجد لها سند، ولم يحتو عليها كتاب معتمد، وليس في تمام المصباح ما يوجد فيها من الألفاظ الدائرة في ألسنة القوم.

ثمّ نقول: إنّك بعد التأمّل في ملفّقات القوم في هذا الباب، تجد المصباح خاليا عن مصطلحاتهم الخاصّة، التي عليها تدور رحى تمويهاتهم، كلفظ العشق، والخمر، والسكر، والصحو، والمحو، والفناء، والوصل، والقطب، والشيخ، والطرب، والسماع، والجذبة، والإنيّة، والوجد، والمشاهدة، وغير ذلك ممّا ليس فيه شيء منه.

ثمّ نقول: وفي كتبهم أيضا أخبار معروفة متداولة، لا توجد فيه.

٢٠٦

وأمّا ثانيا : فما في الأوّل من أنّه يروي فيه عن مشايخهم - أي الصوفيّة - ففيه، بعد تسليم كون ما فيه من الرواية والحكاية، من تتمّة كلام الصادقعليه‌السلام - كما يظهر من الشهيدرحمه‌الله في مسكّن الفؤاد - لا لمن كان يملي عليه فيجمعه، ويردفه بها، أنّ تمام ما فيه من حكاية أقوالهم، والاستشهاد بكلامهم، لا يزيد على ستّة عشر موضعا(١) ، خمسة منها عن الربيع بن خثيم، وحكايتان عن أويس القرني، وهرم بن حيّان، وهؤلاء الثلاثة من الزهّاد الثمانية الذين كانوا مع أمير المؤمنينعليه‌السلام .

روى الكشيّ، عن عليّ بن محمد بن قتيبة، قال: سئل أبو محمد الفضل ابن شاذان عن الزهّاد الثمانية، فقال: الربيع بن خثيم، وهرم بن حيّان، وأويس القرني، وعامر بن عبد قيس، وكانوا مع عليّعليه‌السلام ومن أصحابه، وكانوا زهّادا أتقياء - إلى أن قال - وأويس القرني مفضّل عليهم كلهم(٢) .

وثلاثة عن أبي ذررضي‌الله‌عنه ، وحكاية عن عبد الله بن مسعود، واخرى عن أبيّ بن كعب، وحالهم غير خفيّ، وحكاية عن وهب بن منبه، واخرى عن زيد ابن ثابت، واخرى عن سفيان بن عيينة في ذمّ القرّاء، والفتيا لمن ليس من أهلها.

فإن كان المراد من قول المجلسيرحمه‌الله أنّه اشتمل على الرواية من مشايخهم، ومن يعتمدون عليه في رواياتهم، ما حكاه عن زيد بن ثابت، وسفيان في المقامين.

فلعمري إنّه طعن في غير محلّ، فإنّ الاستشهاد بكلامهما في المقامين، كالاستشهاد بمدائح الأعداء في إثبات فضائل الخلفاءعليهم‌السلام ، فإنّهما من رؤساء القرّاء، وأرباب الفتيا.

__________________

(١) مصباح الشريعة: على التوالي ١٠٦، ١٧٥، ٤٤٥، ٥٠٧، ٤٣١، ٤٨٠، ١٨١، ٤٣٢، ٤٦٢، ٢٤٤، ٤٦٤، ١٨٠، ٤٩٧، ٣٧٣، ٣٥٤.

(٢) اختيار معرفة الرجال: ٣١٣ / ١٥٤.

٢٠٧

وأمّا الذين سبق ذكرهم غير وهب، فقد سبقت لهم من الله، ورسوله، ووصيّه صلوات الله عليهما وآلهما الحسنى، وإن كان في ضعف معرفة الربيع كلام، لا يضرّ في المقام، وفي غير واحد من أخبارهمعليهم‌السلام الاستشهاد بكلمات سلمان وحكمه ونصائح أبي ذرّ وموعظته، فلاحظ.

وأمّا ثالثا : فما في الرياض من أنّه قد اشتمل على الرواية عن جماعة هم متأخّرون عن هشام(١) ، قد ظهر بما ذكرنا ضعفه وبطلانه، فإنّ الذين عددناهم غير سفيان متقدّمون على هشام بطبقات، وأمّا هو ففي طبقته، وهذا منهرحمه‌الله مع طول باعه عجيب.

وأمّا رابعا : فما في الهداية من أنّ سنده لم يثبت، ففيه إنّ المراد من السند إن كان هو المعنى المصطلح، والمراد من الثبوت هو أحد الأقسام الثلاثة منه، من الصحيح أو الحسن أو الموثّق، ففيه مع أنّه غير معترف به، وخارج من طريقته إنّه لم يدعه أحد، ولا حاجة إليه خصوصا على مسلكه.

وإن كان المراد مطلق الاطمئنان بثبوته، والوثوق بصدوره ففيه إنّه يكفي شهادة هؤلاء المشايخ العظام، الذين أشرنا إليهم في الوثوق به، وقد اكتفى هو بأقلّ من ذلك في إثبات اعتبار تمام ما اعتمد عليه من الكتب، ونقل عنه.

هذا كتاب تحف العقول، للحسن بن عليّ بن شعبة، قد اكتفى بمدحه ومدح الكتاب، ونسبته إليه في الأمل(٢) بما في مجالس المؤمنين(٣) ، وليس له ولا لكتابة ذكر في مؤلّفات أصحابنا قبله، إلاّ ما نقلناه عن الشيخ إبراهيم القطيفي في رسالته، في الفرقة الناجية، وقد أكثر من النقل عن التحف في الوسائل.

ومثله في عدم الذكر والجهالة الحسن بن أبي الحسن الديلمي وكتبه، سيّما

__________________

(١) رياض العلماء ٦: ٤٥.

(٢) أمل الأمل ٢: ٧٤.

(٣) مجالس المؤمنين ١: ٣٨٣.

٢٠٨

إرشاد القلوب، الذي قد أكثر من النقل عنه، وعدّه من الكتب المعتمدة، التي نقل منها، وشهد بصحّتها مؤلّفوها، وليس له أيضا ذكر فيما وصل إليه وإلينا من مؤلّفات أصحابنا، سوى ما نقله عنه الشيخ ابن فهد في عدّة الداعي، في بعض المواضع، بعنوان الحسن بن أبي الحسن الديلمي(١) ، فمن أين عرفه، وعرف وثاقته، وعرف نسبة الكتاب إليه وشهادته بصحّته؟ فهل هذا إلاّ تهافت في المذاق، وتناقض في المسلك! وإن كانت المسامحة فيهما لعدم اشتمالهما على فروع الأحكام، واقتصارهما غالبا على ما يتعلّق بالأخلاق والفضائل والمواعظ، فهلاّ كانت شهادة هؤلاء الأجلّة على صحّة المصباح، كافية في عدّه ثالثا لهما! فإنّه أيضا مثلهما. وكذا الكلام في صحّة نسبة كتاب الاختصاص الى المفيدرحمه‌الله ، وقد تسامح فيه بما لا يخفى على الناقد البصير.

وأمّا خامسا : فما في الهداية أيضا، إنّ فيه أشياء منكرة، مخالفة للمتواترات قلت: ليتهرحمه‌الله أشار الى بعضها، فإنّا لم نجد فيه ما يخالف المشهور، فضلا عن المتواتر، نعم فيه باب في معرفة الصحابة(٢) ، وذكر فيه ما

__________________

(١) عدة الداعي: ٢٣٧ و ٢٤١ و ٢٦٩ و.

(٢) جاء في هامش النسخة الحجرية من المستدرك ص ٣٣٢ ما نصه: « الباب في معرفة الصحابة، قال الصادقعليه‌السلام : لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما تروى عنه، قد عظم الله عز وجلّ أمر الغيبة، وسوء الظن بإخوانك من المؤمنين، فكيف بالجرأة على إطلاق قول، واعتقاد، وزور، وبهتان، في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الله عز وجلّ: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ وما دمت تجد الى تحسين القول والفعل في غيبتك وحضرتك سبيلا، فلا تتخذ غيره، قال الله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً واعلم إنّ الله تبارك وتعالى اختار لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أصحابه طائفة أكرمهم بأجل الكرامة، وحلاهم بحلية التأييد والنصر والاستقامة، لصحبته على المحبوب والمكروه، وأنطق لسان نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفضائلهم ومناقبهم وكراماتهم، واعتقد محبتهم، وذكر فضلهم. وأحذر مجالسة أهل البدع، فإنها تنبت في القلب كفرا وضلالا مبينا، وإن اشتبه عليك فضيلة بعضهم فكلهم إلى عالم الغيب، وقل: اللهم إني محب لمن أحببته أنت ورسولك، ومبغض لمن أبغضت أنت ورسولك، لم يكلفك فوق ذلك » انتهى. وفي قوله: من أصحابه طائفة. الى آخره، تصريح بما تقوله الإمامية فتأمل. ( منه قده )

٢٠٩

يوهم أنّ الأصل فيهم الحسن، والفضل، والعدالة، على طريقة أهل السنّة.

فأوّل ما يقال: إنّ هذا الباب من دسيس بعضهم في هذا الكتاب، ويشهد له أنّه بني على مائة باب على ما يظهر من النسخ، وما لها من الفهرست، والباب السبعون الذي يوجد فيها أنّه في معرفة الصحابة، هو في الفهرست في حرمة المؤمنين، وعليه يتم الأبواب، وليس في الفهرست عنوان لمعرفة الصحابة، وفي النسخة جعل الباب السبعين في معرفة الصحابة، والحادي بعده في حرمة المؤمنين، والثاني والسبعين في برّ الوالدين، ثمّ كرّر وقال: الباب الثاني والسبعون في الموعظة، فإن جعلناه من غلط النسّاخ يزيد باب على المائة، وهو خلاف ما في الفهرست والنسخ، وإلاّ فهو أيضا من تدليس المدسّس ويكشف عن أنّ الباب المذكور خارج عن الأصل، لاحق به، فلاحظ.

ولو سلّمنا كونه من أبوابه، فمن المحتمل أنّهعليه‌السلام لمّا كان في مقام تهذيب الأخلاق، ونشر الآداب والسنن، وشرح حقيقتها وحكمتها، وقد شاع في عصرهعليه‌السلام من صوفيّتهم، الذين أضلّوا الناس بمموهات كلماتهم، ألحقه في هذا المقام، وإن أرادوا بها جلب العوام، وكانوا يفتخرون بهم، ويعجبون من كلماتهم، وينقلونها في محافلهم وناديهم، ويذكرونها في زبرهم ومؤلّفاتهم، بل كان خلفاء عصرهم يشيّدون أركانهم إطفاء لهذا النور، الذي كان من الله جلّ جلاله في أهل بيت نبيّهم، وصرف القلوب التي كانت تهوى وتحنّ إليهم، بما شاهدوا من المقامات العالية من صفات قلوبهم عنهمعليهم‌السلام ، أراد صلوات الله عليه أن يريهم أنّهم حيث ما كانوا، وأينما بلغوا بفهمهم القاصر، وفكرهم الفاتر، فهم دون رتبته ومقامه، ومحتاجون الى

٢١٠

التوسّل بكلامه، والتمسّك بمرامه، فذكر في مقام حال الصحابة ما يصير سببا لاستئناسهم وألفتهم، ورغبتهم في النظر إليه والتدبّر فيه، الموجب لولوج علوّ شأنهعليه‌السلام وعظم مقامه في صدورهم وقلوبهم، ويهوّن عليهم مقام البصري، واليماني، ويصغر في أعينهم البلخي، والبناني.

ثمّ نقول بعد ذلك: إنّ ما فيه في مدح الصحابة دون ما في الصحيفة الكاملة، من الصلاة على أتباع الرسل، قالعليه‌السلام : « اللهم وأصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خاصّة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصرة، وكانفوه(١) ، وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا الى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجّة رسالاته، وفارقوا ( الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا )(٢) الآباء والأبناء في تثبيت نبوّته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبّته، يرجون تجارة لن تبور في مودّته، والذين هجرتهم العشائر وتعلّقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات، إذ سكنوا في ظلّ قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك، وبما حاشوا(٣) الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش الى ضيقه، ومن كثّرت في إعزاز دينك من مظلومهم(٤) .

بل مدحهم أمير المؤمنينعليه‌السلام بما فوق ذلك، ففي حديث أبي أراكة، الذي رواه جماعة من المشايخ بطرق متعدّدة، ومتون مختلفة، بالزيادة والنقيصة، وهو على لفظ السيّد في النهج: « لقد رأيت أصحاب محمد صلّى الله

__________________

(١) كانفوه: عاونوه، والمكانفة: المعاونة. ( لسان العرب ٩: ٣٠٨.

(٢) لم ترد في المخطوطة.

(٣) حاشوا الخلق عليك: أي جمعوا الخلق على طاعتك. ( لسان العرب ٦: ٢٠٩ )

(٤) الصحيفة السجادية الكاملة: الدعاء الرابع.

٢١١

عليه وآله، فما أرى أحدا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، قد باتوا سجّدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، مادوا كما تميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفا من العقاب، ورجاء للثواب »(١) .

والتحقيق : أن يقال في أمثال هذه الأخبار: إنّ أصحابه صلّى الله عليه وكانوا على هذه الصفات، فمن كان ممّن لقيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاويا لها كان من أصحابه، ومن فقدها كان في زمرة المنافقين، خارجا عن اسم الصحابة، كما يشهد لذلك قوله تعالى:( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) (٢) الآية، على ما حقّق في محلّه.

وما في المصباح أيضا إيماء إلى ذلك حيث قال: واعلم أنّ الله تعالى اختار لنبيّه من أصحابه طائفة أكرمهم بأجلّ الكرامة، إلى آخر ما ذكره، فلاحظ(٣) .

أو يقال: إنّ هذه المدائح للذين كانوا في عصره، لا لمن بقي بعده وأحدث، ولعلّ الأصل فيهم الصحّة والسلامة، إلاّ من عرف بالنفاق والخيانة.

ففي الخصال: بالسند الصحيح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « كان أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر ألف رجل، ثمانية آلاف رجل من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء لم ير فيهم قدري، ولا مرجئ، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون اللّيل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا قبل أن نأكل خبز الخمير(٤) . ولعلّ فيه

__________________

(١) نهج البلاغة ١: ١٩٠ / ٩٣.

(٢) الفتح ٤٨: ٢٩.

(٣) مصباح الشريعة: ٣٨٨.

(٤) الخصال: ٦٤٠.

٢١٢

إشارة، أو دلالة على الاحتمال الأوّل.

وفي دعائم الإسلام: عن عليّ بن الحسين، ومحمد بن عليّعليهم‌السلام أنّهما ذكرا وصيّة عليّعليه‌السلام عند وفاته وفيها: « وأوصيكم بأصحاب محمد الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يؤوا محدثا، ولم يمنعوا حقّا، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أوصانا بهم، ولعن المحدث منهم، ومن غيرهم »(١) .

هذا وفي رجال النجاشي: محمد بن ميمون، أبو نصر الزعفراني، عاميّ، غير أنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نسخة، روى ذلك عبد الله بن أحمد ابن يعقوب بن البواب المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن الحفص الخثعمي، قال: حدّثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدّثنا محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام (٢) .

وفيه: الفضيل بن عياض، بصري، ثقة، عاميّ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نسخة، أخبرنا علي بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن سعد، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، قال: حدّثنا سليمان بن داود، عن فضيل، بكتابه(٣) .

وفيه: عبد الله بن أبي أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، حليف بني تيم بن مرّة، أبو أويس له نسخة عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الكسائي الرازي، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثني أبي أبو أويس، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، بكتابه(٤) .

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢: ٣٥٠.

(٢) رجال النجاشي: ٣٥٥ / ٩٥٠.

(٣) رجال النجاشي: ٣١٠ / ٨٤٧.

(٤) رجال النجاشي: ٢٢٤ / ٥٨٦.

٢١٣

وفيه: سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، كان جدّه أبو عمران عاملا من عمّال خالد القسري، له نسخة عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا الحميري.

وأخبرنا أحمد بن عليّ بن العباس، عن أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدّثنا الحميري، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الرحمن، عنه(١) .

وفيه: إبراهيم بن رجاء الشيباني أبو إسحاق، المعروف بابن أبي هراسة - وهراسة امّه - عامّي روى عن الحسين بن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وعبد الله بن محمد بن عمر بن عليّعليه‌السلام ، وجعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وله عن جعفرعليه‌السلام نسخة، أخبرنا عليّ بن أحمد، عن محمد ابن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن هارون بن مسلم، عن إبراهيم(٢) .

وفي فهرست الشيخ: جعفر بن بشير البجلي ثقة جليل القدر - إلى أن قال - وله كتاب ينسب الى جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، رواية عليّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام (٣) .

فهذه ستّة نسخ منسوبة إلى الصادقعليه‌السلام ، غير الرسالة الأهوازيّة، والرسالة إلى أصحابه، المرويّة في أول روضة الكافي(٤) ، فمن الجائز أن تكون إحداها المصباح، خصوصا ما نسب الى الفضيل بن عيّاض، وهو من مشاهير الصوفيّة، وزهّادهم حقيقة، كما يظهر من توثيق النجاشي، ومدحه الشيخ بالزهد(٥) .

__________________

(١) رجال النجاشي: ١٩٠ / ٥٠٦.

(٢) رجال النجاشي: ٢٣ / ٣٤.

(٣) الفهرست: ٤٣ / ١٣١.

(٤) الكافي ٨: ٢.

(٥) رجال النجاشي: ٣١٠ / ٨٤٧، رجال الشيخ: ٢٧١ / ١٨.

٢١٤

وفي أمالي الصدوققدس‌سره : بإسناده عن الفضيل بن عيّاض، قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أشياء من المكاسب، فنهاني عنها، وقال: « يا فضيل والله لضرر هؤلاء على هذه الأمّة أشدّ من ضرر الترك والديلم »، وسألته عن الورع من الناس، قال: « الذي يتورّع عن محارم الله، ويتجنّب هؤلاء، وإذا لم يتّق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأى منكرا فلم ينكره وهو يقدر عليه، فقد أحبّ أن يعصى الله [ ومن أحب أن يعصى الله ] فقد بارز الله بالعداوة، ومن أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصى الله، إنّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين، فقال:( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (١) »(٢) .

وقال الأستاذ الأكبر في التعليقة: وفي هذه الرواية ربّما يكون إشعار بأنّ فضيلا ليس عاميّا، فتأمل. ثم ذكر خبرا من العيون فيه إشعار بعاميّته(٣) .

وقد أخرج الكلينيقدس‌سره عنه خبرا، في باب الحسد(٤) ، وآخر في آخر باب الإيمان والكفر(٥) ، وآخر في باب الكفالة والحوالة(٦) .

وبالجملة فلا أستبعد أن يكون المصباح هو النسخة التي رواها الفضيل، وهو على مذاقه ومسلكه، والذي اعتقده أنّه جمعه من ملتقطات كلماتهعليه‌السلام ، في مجالس وعظه ونصيحته، ولو فرض فيه شيء يخالف مضمونه بعض

__________________

(١) الأنعام ٦ آية ٤٥.

(٢) لم نقف على هذا الحديث في النسخ المطبوعة من الأمالي. ورواه الشيخ الكليني في الكافي ٥: ١٠٨ حديث ١١.

(٣) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٢٦١، وانظر عيون أخبار الرضا ١: ٨١ قطعة من حديث ٩.

(٤) الكافي ٢: ٢٣٢ حديث ٧.

(٥) الكافي ٢: ٣٣٤ حديث ٢.

(٦) لم نعثر على حديث للفضيل في الباب المذكور. وإنّما في الباب الذي يليه وهو باب « عمل السلطان وجوائزهم » الكافي ٥: ١٠٨ حديث ١١.

٢١٥

ما في غيره، وتعذّر تأويله فهو منه على حسب مذهبه، لا من فريته وكذبه، فإنّه ينافي وثاقته.

وقد أطنبنا الكلام في شرح حال المصباح مع قلّة ما فيه من الأحكام، حرصا على نشر المآثر الجعفريّة، والآداب الصادقيّة، وحفظا لابن طاوس، والشهيد، والكفعمي -رحمهم‌الله تعالى - عن نسبة الوهم والاشتباه إليهم، والله العاصم.

٢١٦

٤١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام :

ويعبّر عنه أيضا بمسند الرضاعليه‌السلام ، كما في مجمع البيان(١) ، وبالرضويات كما في كشف الغمة(٢) ، وهو من الكتب المعروفة المعتمدة، الذي لا يدانيه في الاعتبار والاعتماد كتاب صنّف قبله، أو بعده، وهو داخل في فهرست كتاب الوسائل، إلاّ أنّ له نسخا متعدّدة، وأسانيد مختلفة، ويزيد متن بعضها على بعض، واقتصر صاحب الوسائل على نسخة الشيخ الطبرسيقدس‌سره وروايته، وكأنّه لم يلتفت إلى اختلافها، أو لم يعثر على باقيها، وقد عثرنا على بعضها، وأخرجنا منها ما ليس في نسخة الطبرسي، فرأيت إن أشير إلى الاختلاف، وأذكر الطرق، فربما وقف الناظر على خبر نقلته، أو نقل منها، ولا يوجد في النسخة المعروفة، فلا يبادر إلى التخطئة.

وقد جمعها الفاضل الآميرزا عبد الله في رياض العلماء، ونحن نسوقها بألفاظه قال:

فمن ذلك ما رأيته في بلدة أردبيل، في نسخة من هذه الصحيفة، وكان صدر سندها هكذا:

قال الشيخ الإمام الأجلّ العالم نور الملّة والدين، ظهير الإسلام والمسلمين، أبو أحمد أناليك العادل المروزي: قرأ علينا الشيخ القاضي الإمام الأجلّ الأعزّ الأمجد الأزهد، مفتي الشرق والغرب، بقيّة السلف، أستاذ الخلف، صفيّ الملّة والدين، ضياء الإسلام والمسلمين، وارث الأنبياء والمرسلين أبو بكر محمود بن عليّ بن محمد السرخسي، في المسجد الصلاحي بشاذياخ

__________________

(١) مجمع البيان: لم نعثر عليه فيه.

(٢) كشف الغمة ١: ٨٩.

٢١٧

نيسابور - عمّرها الله - غداة يوم الخميس، الرابع من ربيع الأوّل من شهور سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الأجلّ السيد الزاهد، ضياء الدين حجة الله على خلقه، أبو محمد الفضل بن محمد بن إبراهيم الحسيني - تغمّده الله بغفرانه، وأسكنه أعلى جنانه - في شهور سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو المحاسن أحمد بن عبد الرحمن اللبيدي، قال: أخبرنا أبو لبيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن لبيد، قال: حدّثنا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب -رضي‌الله‌عنه - سنة خمس وأربعمائة، بنيسابور في داره، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد - حافد العباس بن حمزة - سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله. بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي في سنة ستين ومائتين، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، إمام المتّقين، وقدوة أسباط سيّد المرسلين، ممّا أورده في مؤلّفه المعنون بصحيفة أهل البيتعليهم‌السلام ، سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال. إلى آخره.

وبسند آخر: وبعد فيقول الفقير إلى الله تعالى الكريم الغنيّ، طاهر بن محمد الراونبزي - غفر له ولوالديه وأحسن في الدارين إليهما واليه -: أخبرني بالصحيفة المباركة الميمونة، الموسومة بصحيفة الرضاعليه‌السلام - إجازة بإجازته العامّة - شيخي ومخدومي، قدوة أرباب الهدى، أسوة أصحاب التقى، بقيّة كرام الأولياء، قطب دوائر المحقّقين، الشيخ سعد الحقّ والملّة والدين، يوسف بن الشيخ الكبير، والبدر المنير، خلف الأقطاب، الشيخ فخر الحقّ والملّة والدين، عبد الواحد الحموي -قدس‌سرهما ، وأكثر برّهما - قال: أخبرني إجازة شيخي ومخدومي، وعمّي وأستاذي، ومن عليه في أمور الدنيا اعتمادي، الشيخ غياث الحقّ والدين، هبة الله الحموي - تغمّده الله بغفرانه، بالإجازة العامّة - عن سيّده وجدّه، شيخ الإسلام والمسلمين، سلطان المحدّثين، الشيخ

٢١٨

صدر الحقّ والملّة والدين، إبراهيم الحموي -قدس‌سره - قال: أخبرني الشيخ السند، شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله الدمشقي قراءة بها وأنا أسمع، يوم الأربعاء، الحادي عشر من ربيع الأوّل، سنة خمس وتسعين وستمائة، بالخانقاه الشّمياطي، قيل له: أخبرك الشيخ أبو روح عبد العزيز بن محمد الهروي، بروايته عن الشيخ أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي، قال: أخبرني الإمام أبو القاسم حبيب، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الحفيد، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستين ومائتين، قال: حدّثني الإمام علي بن موسىعليهما‌السلام سنة أربع وتسعين ومائة قال: حدّثني أبي. إلى آخره.

وبسند آخر: حدّث القاضي مرشد الأزكياء، أبو منصور عبد الرحيم بن أبي سعيد المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني، قال: حدّثني القاضي الإمام فخر الإسلام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخ العالم أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد العريضي النيسابوري - بالريّ قدم حاجّا - قال: أخبرنا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسّر(١) ، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد - حفدة العباس ابن حمزة، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة - قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني علي ابن موسى الرضاعليهما‌السلام سنة أربع وتسعين ومائة.

وبسند آخر: أخبرني الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفزاري(٢) - المعروف بخابوسة، سنة سبع وعشرين وخمسمائة - قال: أخبرني

__________________

(١) في نسخة: المفتي.

(٢) نسخة بدل: الفزري.

٢١٩

القاضي الزكيّ الكبير، أبو الفضل عبد الجبّار بن الحسين بن محمد الزبربري، قال: أخبرنا الشيخ الجليل عليّ بن أحمد بن عليّ بن أميرك الطريقي، قال: أخبرنا الشريف أبو عليّ الحسن بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن موسى(١) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام - نزله في المسجد الحرام، في قبّة الشراب، يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي الحجّة، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن حمدونة، أبو نصر البغدادي - بمرو الرود - قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي - بالبصرة - قال: حدّثني أبي - سنة ستّين ومائتين - قال: حدّثني أبو الحسن عليّ ابن موسى الرضاعليهما‌السلام ، قال: حدّثني أبي. إلى آخره.

وبسند آخر: قال الشيخ الإمام الأجلّ العالم، عماد الدين، جمال الإسلام، أبو المعالي، محمد بن محمد بن الحسين المرزباني القمي - مدّ الله في عمره -: أخبرني بهذه الصحيفة - من أوّلها إلى آخرها، وبالزيادة في آخرها - الشيخ الإمام نجم الدين، شيخ الإسلام، أبو المعالي، الحسن بن عبد الله بن أحمد البزّاز، قال: أخبرني بها الشيخ الإمام ركن الدين، علي بن الحسن بن العباس الصندلي، قال: أخبرني أبو القاسم يعقوب بن أحمد، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد - حفدة العباس بن حمزة - قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي - بالبصرة - قال: حدّثني أبي - في سنة ستّين ومائتين - قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام - سنة أربع وتسعين ومائة - قال: حدّثني. إلى آخره.

وبسند آخر: أخبرنا الشيخ الفاضل، العالم الكامل، قطب السالكين، مؤيّد الإسلام والمسلمين، عبد العلي بن عبد الحميد(٢) بن محمد السبزواري،

__________________

(١) جاء في حاشية المخطوطة والحجرية: كذا والظاهر انه هنا سقط بعض الأسامي.

(٢) هامش الحجرية نسخة بدل: عبد المجيد.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594