مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٩

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل8%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 287408 / تحميل: 4951
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

٩٥ -( باب استحباب العفو)

١ - الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً من المحاسن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً، فتعافوا يعزكم الله ».

٢ - وعن الباقرعليه‌السلام ، قال: « الندامة على العفو، أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة ».

[١٠٠٣٦] ٣ - وعنهعليه‌السلام قال: « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتى باليهودية التي سمّت الشاة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان نبيّاً لم يضرّه، وإن كان ملكاً أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها ».

[١٠٠٣٧] ٤ - وعن الرضاعليه‌السلام : قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لليهودي الذي سحره: ما حملك على ما صنعت؟ قال: علمت أنه لا يضرّك وأنت نبي، قال: فعفا عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٠٠٣٨] ٥ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « العفو عند

__________________

الباب ٩٥

١ - مشكاة الأنوار ص ٢٢٨.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٢٨.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٢٨.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٢٩.

٥ - مصباح الشريعة ص ٣٣٤.

٥

القدرة، من سنن المرسلين، وأسرار المتقين، وتفسير العفو: أن لا تلزم صاحبك فيما أجرم ظاهراً، وتنسى من الأصل ما أصبت منه باطناً، وتزيد على الإحسان(١) إحساناً، ولن يجد إلى ذلك سبيلاً إلّا من قد عفا الله عنه، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وزيّنه بكرامته، وألبسه من نور بهائه، لأن العفو والغفران صفة(٢) من صفات الله تعالى أودعهما في أسرار أصفيائه، ليتخلّقوا مع الخلق بأخلاق خالقهم وجاعلهم، لذلك قال الله عزّوجلّ:( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٣) ومن لا يعفو عشر مثله، كيف يرجو عفو ملك جبار!؟ إلى أن قال فالعفو سرّ الله في القلوب - قلوب خواصّه - فمن [ بشر الله له ](٤) يسرّ له سرّه، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم؟ قالوا يا رسول الله، وما أبو ضمضم؟

قال: رجل ممن قبلكم، كان إذا أصبح يقول: اللّهم إنّي قد تصدقت بعرضي على الناس عامّة ».

[١٠٠٣٩] ٦ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن عبد الله بن طلحة، عن أبيه عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : والعفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً، فاعفوا يعزّكم الله ».

__________________

(١) في المصدر: الاختيارات.

(٢) في المصدر: صفتان.

(٣) النور ٢٤: ٢٢.

(٤) أثبتناه من المصدر.

٦ - كتاب جعفر بن محمّد الحضرمي ص ٧٧

٦

[١٠٠٤٠] ٧ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لرجل: « أوصيك بتقوى الله، والعفو عن الناس ».

[١٠٠٤١] ٨ - وشكا رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خدمه، فقال له: « اعف عنهم تستصلح به قلوبهم » فقال: يا رسول الله، إنهم يتفاوتون في سوء الأدب، فقال: « اعف عنهم » ففعل.

[١٠٠٤٢] ٩ - وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يأمر في كلّ مجالسه بالعفو، وينهى عن المثلة.

[١٠٠٤٣] ١٠ - وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من عبد يعفو عن عبد في حال جهله، إلّا زاده الله بذلك عزّاً ».

[١٠٠٤٤] ١١ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : في قوله:( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ) (١) قال: « إذا كان يوم القيامة، ينادي مناد: من كان له على الله أجر فليقم، فيقوم عند ذلك أهل العفو، فيدخلون الجنّة بغير حساب ».

[١٠٠٤٥] ١٢ - وجاء في الآثار: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم ينتقم لنفسه من أحد قط، بل كان يعفو ويصفح.

[١٠٠٤٦] ١٣ - السيد أبو حامد محيي الدين ابن أخ ابن زهرة الحلبي: عن عمه الشريف، عن القاضي أبي المكارم محمّد بن عبد الملك بن أحمد، عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأنبوسي، عن الشيخ أبي بكر

__________________

٧ - ١١ - الأخلاق: مخطوط.

(١) الشورى ٤٢: ٤٠.

١٢ - الأخلاق: مخطوط.

١٣ - الأربعين لابن زهرة ص ١٠١.

٧

أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، عن أبي عبد الله الحسين بن شجاع الموصلي، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه، وأنا أسمع فأقرّ به، قيل له: حدثكم أبو عبد الله محمّد بن خلف بن إبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه، عن جده، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عفا عن أخيه المسلم عفا الله عنه ».

[١٠٠٤٧] ١٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاثة ينزلون الجنّة حيث يشاؤون - إلى أن قال - ورجل عفا عن مظلمة ».

[١٠٠٤٨] ١٥ - مجموعة الشهيد (ره): عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال: « من بدأ بالشرّ زيف(١) أصله، ومن كافأ به شارك أهله ».

[١٠٠٤٩] ١٦ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أبي هريرة، أنه كان أبو بكر عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورجل حاضر يشتم أبا بكر وهو ساكت، والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يتبسم، ثم شرع أبو بكر في الجواب، ورد بعض ما قاله، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقام وذهب، فتبعه أبو بكر بعده، وقال: يا رسول الله، هذا الرجل كان يسبّني وأنت تتبسم، ولمّا شرعت في جواب بعض مقالته

__________________

١٤ - لبّ اللباب: مخطوط.

١٥ - مجموعة الشهيد:

(١) زيف: أي ردئ (مجمع البحرين ج ٥ ص ٦٨).

١٦ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢.

٨

غضبت وذهبت وتركتنا في مكاننا، فقال: « بلى، أنه لمّا كان يشتمك وأنت ساكت، كان ملك واقف يردّه عنك، وكنت أراه وأتبسم، ولمّا شرعت في جوابه ذهب الملك وجاء شيطان، ولم أكن أجلس في محلّ فيه شيطان، اسمع مني ثلاث كلمات يا أبا بكر: ما من عبد نزلت عليه مظلمة فعفا عنها إلّا نصره الله تعالى وأعزّه، وما من عبد فتح لنفسه باب سؤال ليكثر ماله إلّا زاده الله في فقره، وما من عبد فتح باب عطاء وصلة إلّا زاد الله في ماله ».

٩٦ -( باب استحباب العفو عن الظالم، وصلة القاطع، والإحسان إلى المسئ، وإعطاء المانع)

[١٠٠٥٠] ١ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن النضر، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في خطبته: ألا أخبركم بخبر خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمّن ظلمك، وأن تصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك، وفي التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين ».

[١٠٠٥١] ٢ - الصدوق في الأمالي: عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن عبد الله النماونجي(١) ، عن عبد الجبار بن محمّد، عن داود الشعيري، عن

__________________

الباب ٩٦

١ - أمالي المفيد ص ١٨٠ ح ٢.

٢ - أمالي الصدوق ص ٤٩٠ ح ٩.

(١) في نسخة: الناونجي (منه قدّه).

٩

الربيع صاحب المنصور - في حديث طويل - أنه قال: قال الصادقعليه‌السلام ، للمنصور في جملة كلام له: « وإن كان يجب عليك في سعة فهمك، وكثرة علمك، ومعرفتك بآداب الله، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك، فإنّ المكافئ ليس بالواصل، إنّما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها » الخبر.

[١٠٠٥٢] ٣ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « خير أهل الدنيا وأهل الآخرة أخلاقاً، من يعفو عمّن ظلمه، ومن يعطي من حرمه، ومن يصل من قطعه من ذوي أرحامه وأهل ولايته ».

[١٠٠٥٣] ٤ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجّة: عن الكليني في رسائله، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لولده الحسنعليه‌السلام ، في وصيّته إليه: ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، ولا على البخل أقوى منك على البذل، ولا على التقصير أقوى منك على الفضل، ولا يكبرّن عليك ظلم من ظلمك فإنّما يسعى في مضرّته ونفعك، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه » الخبر.

[١٠٠٥٤] ٥ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جعفرعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « ثلاث لا يزيد الله من فعلهن

__________________

٣ - الأخلاق: مخطوط.

٤ - كشف المحجة ص ١٦٨.

٥ - كتاب جعفر بن محمّد الحضرمي ص ٧١.

١٠

إلّا خيراً: الصفح عمّن ظلمه، وإعطاء من حرمه، وصلة من قطعه ».

[١٠٠٥٥] ٦ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لعبد الله بن جندب: « يا ابن جندب صلّ من قطعك، وأعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وسلّم على من سبّك، وأنصف من خاصمك، واعف عمن ظلمك، كما أنّك تحبّ أن يعفى عنك » الخبر.

٩٧ -( باب استحباب كظم الغيظ)

[١٠٠٥٦] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً عن المحاسن، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال للحسينعليه‌السلام : « يا بني، ما الحلم؟ قال: كظم الغيظ، وملك النفس ».

[١٠٠٥٧] ٢ - وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، قال: « ما من جرعة يجرعها(١) عبد أحبّ إلى الله عزّوجلّ من جرعة غيظ يردّدها(٢) في قلبه، فردّها بصبر، أو ردها بحلم ».

[١٠٠٥٨] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما من عبد كظم غيظاً إلّا زاده الله عزّوجلّ به عزّاً في الدنيا والآخرة وقد قال الله تبارك

__________________

٦ - تحف العقول ص ٢٢٥.

الباب ٩٧

١ - مشكاة الأنوار ص ٢١٦.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢١٦.

(١) في المصدر: يتجرّعها.

(٢) وفيه يردّها.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢١٧.

١١

وتعالى:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (١) وآتاه الله تبارك وتعالى الجنّة مكان غيظه ذلك ».

[١٠٠٥٩] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « من كظم غيظاً(١) وهو يقدر على إنفاذه، ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً إلى يوم القيامة ».

وعنهعليه‌السلام ، قال: « نعمت الجرعة الغيظ لمن صبر عليها ».

[١٠٠٦٠] ٥ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحبّ السبل إلى الله تعالى: جرعتان: جرعة غيظ يردّها بحلم، وجرعة حزن يردّها بصبر ».

[١٠٠٦١] ٦ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ليس القوي من يصرع الفرسان، إنّما القوي من يغلب غيظه ويكظمه ».

[١٠٠٦٢] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء: رجل يدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه، ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها، ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله ».

[١٠٠٦٣] ٨ - وعن سلمان الفارسيرحمه‌الله ، قال: من كظم غيظه

__________________

(١) آل عمران ٣: ١٣٤.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢١٧.

(١) في المصدر: غيضه.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٢١٧.

٦ - ٨ الأخلاق: مخطوط.

١٢

سلم، ومن لم يكظمه ندم.

[١٠٠٦٤] ٩ - محمّد بن علي الفتال في روضة الواعظين: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس، وأحزم الناس أكظمهم غيظاً ».

[١٠٠٦٥] ١٠ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه، دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيّر من أي الحور شاء ».

[١٠٠٦٦] ١١ - الكراجكي في كنز الفوائد: من حكم لقمانعليه‌السلام : ومن لا يكظم غيظه يشمت [ به ](١) عدوّه.

[١٠٠٦٧] ١٢ - كتاب خلاد السندي البزاز الكوفي: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: قال: « ما أحبّ أن لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكلّم فيها صاحبها ».

[١٠٠٦٨] ١٣ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه، ملاه الله أمناً وإيماناً ».

[١٠٠٦٩] ١٤ - وعن أنس، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من كظم

__________________

٩ - روضة الواعظين ص ٣٧٩.

١٠ - روضة الواعظين ص ٣٨٠.

١١ - كنز الفوائد ص ٢١٤.

(١) أثبتناه ليستقيم المعنى.

١٢ - كتاب خلاد السندي ص ١٠٦.

١٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢.

١٤ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٢.

١٣

غيظاً وهو قادر على إنفاذه، دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق، وخيّره أن يختار من الحور العين ما أراده ».

[١٠٠٧٠] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنّة، فقلت: لمن هي؟ قال للكاظمين الغيظ، وللعافين عن الناس، وللمحسنين ».

٩٨ -( باب استحباب كظم الغيظ، عن أعداء الدين في دولتهم)

[١٠٠٧١] ١ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال(١) ، عن حفص المؤذّن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وعن الحسن بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلّد السراج، عنهعليه‌السلام ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه: فاتقوا الله أيّتها العصابة الناجية [ ان ](٢) أتّم الله لكم ما أعطاكم، فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم، وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيراً فتصبروا، وتعركوا بجنوبكم حتى يستذلّوكم، ويبغضوكم، وحتى

__________________

١٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٥٣.

الباب ٩٨

١ - الكافي ج ٨ ص ٤ ح ١.

(١) في المخطوط « عن علي بن فضال »، وما أثبتناه من المصدر، والمقصود هو الحسن بن علي بن فضال « راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ٣١٩ - ٣٢١ ».

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٤

يحملوا عليكم الضيم فتحملوه(٣) منهم، تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة، وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عزّوجلّ يجترمونه(٤) إليكم، وحتى يكذبوكم بالحق، ويعادوكم فيه، ويبغضوكم عليه، فتصبروا على ذلك منهم، ومصداق ذلك كلّه في كتاب الله الذي أنزل(٥) به جبرئيل على نبيّكم، سمعتم قول الله عزّوجلّ لنبيّكمصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) (٦) الخبر.

٩٩ -( باب استحباب الصبر على الحسّاد وأعداء النعم)

[١٠٠٧٢] ١ - حسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « إنّ الله عزّوجلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع: أيسرها عليه مؤمن مثله يحسده، والثانية: منافق يقفو أثره، والثالثة: شيطان يعرض له بفتنة ويضلّه، والرابعة: كافر بالذي آمن به، يرى جهاده جهاداً، فما بقاء المؤمن بعد هذا! ».

__________________

(٣) في نسخة: فتحتملوه (منه قدّه) وفي المصدر: فتحملوا.

(٤) في نسخة: يجرمونه (منه قدّه).

(٥) في نسخة: نزّله (منه قدّه).

(٦) الأحقاف ٤٦: ٣٥.

الباب ٩٩

١ - كتاب المؤمن ص ٢١ ح ٢٠.

١٥

١٠٠ -( باب استحباب الصمت والسكوت إلّا عن خير)

[١٠٠٧٣] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً عن المحاسن: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « السكوت ذهب والكلام فضة ».

عن الرضاعليه‌السلام قال: « إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة، يكسب المحبّة، إنه دليل على كلّ خير ».

وعنهعليه‌السلام ، قال: « اتقوا الله، وعليكم بالصمت ».

وعنهعليه‌السلام ، قال: « ما أحسن الصمت من غير عي! والمهذار له سقطات ».

وعن الباقرعليه‌السلام : « أن شيعتنا الخرس ».

[١٠٠٧٤] ٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم ».

[١٠٠٧٥] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يزال الرجل المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً ».

[١٠٠٧٦] ٤ - وعن داود الرقي، عنهعليه‌السلام ، قال: « الصمت كنز وافر، وزين الحلم، وستر الجاهل ».

[١٠٠٧٧] ٥ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « من علامات الفقه: الحلم، والعلم، والصمت ».

__________________

الباب ١٠٠

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٣ - ٥ - الاختصاص ص ٢٣٢.

١٦

[١٠٠٧٨] ٦ - وعنه(١) ، عن أبيهعليه‌السلام ، قال: « قال عيسى بن مريمعليه‌السلام : طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبراً، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم الناس من يديه ولسانه ».

[١٠٠٧٩] ٧ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « الصمت باب من أبواب الحكمة، وأن الصمت يكسب المحبّة، أنّه دليل على كلّ خير ».

[١٠٠٨٠] ٨ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في وصيّته لولده الحسينعليه‌السلام : « يا بني، العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت إلّا بذكر الله، وواحد منها في ترك مجالسة السفهاء ».

[١٠٠٨١] ٩ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لعبد الله بن جندب: « وعليك بالصمت، تعدّ حليماً جاهلاً كنت أو عالماً، فإن الصمت زين لك عند العلماء، سترة لك عند الجهّال ».

[١٠٠٨٢] ١٠ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لأبي جعفر محمّد بن النعمان: « إنّ من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت، وأنتم تتعلمون الكلام، كان أحدهم إذا أراد التعبد، يتعلّم الصمت قبل ذلك بعشر سنين، فإن كان يحسنه ويصبر عليه

__________________

٦ - الاختصاص ص ٢٣٢، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٨.

(١) في المصدر: عن جعفر بن محمّد.

٧ - الاختصاص ص ٢٣٢.

٨ - تحف العقول ص ٥٩.

٩ - تحف العقول ص ٢٢٤.

١٠ - تحف العقول ص ٢٢٨.

١٧

تعبّد، وإلّا قال: ما أنا لمّا أروم(١) بأهل، إنّما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء، وصبر في دولة الباطل على الأذى، أُولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقّاً، وهم المؤمنون ».

[١٠٠٨٣] ١١ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام، لكلّ شئ دليل، ودليل العاقل التفكر، ودليل التفكر الصمت - إلى أن قال - يا هشام، قلّة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة، وقلّة وزر وخفّة من الذنوب، فحصّنوا باب الحلم فإنه باب(١) الصبر - إلى أن قال - يا هشام، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رأيتم المؤمن صموتاً، فأدنوا منه فإنه يلقي الحكمة، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل ».

[١٠٠٨٤] ١٢ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجّة: عن الكليني في كتاب الرسائل، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال لولده الحسنعليه‌السلام في وصيّته إليه: « فان العالم من عرف أنّ ما يعلم فيما لا يعلم قليل، فعدّ نفسه بذلك جاهلاً، وازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهاداً، فما يزال للعلم طالباً وفيه راغباً، وله مستفيداً، ولأهله خاشعاً، ولرأيه متّهماً، وللصمت لازماً - إلى أن قال - وفي الصمت السلامة من الندامة، وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من

__________________

(١) في نسخة: أردتم (منه قدّه).

١١ - تحف العقول ص ٢٨٨ ٢٩٦.

(١) في المصدر: فإن بابه.

١٢ - كشف المحجة ص ١٦٣.

١٨

إدراك فائدة ما فات من منطقك، واحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء(١) » الخبر.

[١٠٠٨٥] ١٣ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب. عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « قال الله تعالى له في ليلة المعراج: يا أحمد، ليس شئ من العبادة أحبّ إليّ من الصمت والصوم، فمن صام ولم يحفظ لسانه، كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته، فاعطيه أجر القيام، ولم أعطه أجر العابدين، يا أحمد، هل تدري متى يكون [ لي ](١) العبد عابداً؟ قال: لا، يا ربّ، قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يكفّه(٢) عمّا لا يعنيه، وخوف يزداد في كلّ يوم من بكائه، وحياء يستحي منّي في الخلاء وأكل ما لا بدّ منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحب الأخيار لحبّي لهم(٣) .

يا أحمد، ليس كلّ من قال أحبّ الله أحبّني، حتى يأخذ قوتاً ويلبس دوناً، وينام سجوداً، ويطيل قياماً، ويلزم صمتاً » الخبر.

[١٠٠٨٦] ١٤ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن إبراهيم بن أبي رجا أخي طربال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:ما عبد

__________________

(١) الوكاء: بالكسر والمّد، خيط يشدُ به السرة والكيس والقربة ونحوها (مجمع البحرين ج ١ ص ٤٥٣).

١٣ - إرشاد القلوب ص ٢٠٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط « يكفيه »، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: إياهم.

١٤ - الغايات ص ٧٣.

١٩

الله بشئ مثل الصمت، والمشي إلى بيته.

[١٠٠٨٧] ١٥ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن عمر بن محمّد بن علي الصيرفي، عن محمّد بن همام الأسكافي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمّد بن الحسين(١) العامري، عن معمر(٢) ، عن أبي بكر بن عياش(٣) ، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: قال له أبوه عند وفاته: « الزم الصمت تسلم ».

[١٠٠٨٨] ١٦ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق وجفّ القلم به، وهو مفتاح كلّ راحة من الدنيا والآخرة، وفيه رضاء الربّ، وتخفيف الحساب، والصون من الخطايا والزلل، قد جعله الله ستراً على الجاهل، وزيناً للعالم، ومعه عزل الهوى، ورياضة النفس، وحلاوة العبادة، وزوال قسوة القلب، والعفاف، والمروّة، والظرف، فأغلق باب لسانك عمّا لك بدّ منه، لا سيّما إذا لم تجد أهلاً للكلام والمساعدة في المذاكرة لله وفي الله.

وكان ربيع بن خيثم يضع قرطاساً بين يديه فيكتب كلّما يتكلم به، ثم يحاسب نفسه في عشيّته(١) ما له وما عليه، ويقول: أوّه نجا

__________________

١٥ - أمالي المفيد ص ٢٢٢.

(١) في المخطوط: محمّد بن الحسن، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: عن أبي معمر.

(٣) في المخطوط: أبي عياش، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال (معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ٦٧، وتقريب التهذيب ج ٢ ص ٣٩٩).

١٦ - مصباح الشريعة ص ١٧٢ باختلاف يسير، وعنه في البحار ٧١ ص ٢٨٤ ح ٣٨.

(١) في المخطوط « عشيّة »، وما أثبتناه من المصدر.

٢٠

الصامتون وبقينا(٢) .

وكان بعض أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يضع حصاة في فيه، فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنّه لله وفي الله ولوجه الله، أخرجها [ من فمه ](٣) وأن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى، وإنما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت، فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وصوابه، وعلم الصمت وفوائده، فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء، ومن علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت، ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه، كان كلامه وصمته كلّه عبادة، ولا يطلع على عبادته إلّا الملك الجبار ».

[١٠٠٨٩] ١٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

[١٠٠٩٠] ١٨ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « والسكوت كالذهب، والكلام كالفضة ».

[١٠٠٩١] ١٩ - أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ثلاثة لا يصيبون إلّا خيراً: أولو الصمت، وتاركو الشرّ، والمكثرون ذكر الله عزّوجلّ » الخبر.

__________________

(١) (٢) في المخطوط « يقيناً » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٧ - الجعفريات ص ٢٣١.

١٨ - الجعفريات ص ٢٣٢.

١٩ - نزهة الناظر ص ٥٣.

٢١

[١٠٠٩٢] ٢٠ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه - إلى أن قال - وكان أكثر دهره صامتاً - إلى أن قال - وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على أن(١) يسمع أحرص منه على أن يتكلم - إلى أن قال - فعليكم بهذه الخلائق(٢) فالزموها ».

[١٠٠٩٣] ٢١ - البحار، عن الديلمي في أعلام الدين: عن ابن ودعان في أربعينه، بإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق ».

١٠١ -( باب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السكوت)

[١٠٩٤] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه، فزن كلامك واعرضه على العقل، فإن كان لله وفي الله فتكلّم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت أولى(١) » الخبر.

[١٠٠٩٥] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال:

__________________

٢٠ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩.

(١) في المصدر: ما.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: الأخلاق.

٢١ - البحار ٧٧ ص ١٧٩.

الباب ١٠١

١ - مصباح الشريعة ص ٢٦٠.

(١) في المصدر: خير منه.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٩٣ ح ١٧٥.

٢٢

« السكوت عند الضرورة بدعة ».

١٠٢ -( باب وجوب حفظ اللسان مما لا يجوز من الكلام)

[١٠٠٩٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شئ من الجوارح، فيقول: أي ربّ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً من الجوارح، قال: فيقال: خرجت منك كلمة بلغت(١) مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، وأخذ بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، فوعزّتي لأعذبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئاً من جوارحك ».

[١٠٠٩٧] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة له مفتحة ».

[١٠٠٩٨] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ثلاث منجيات: تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك ».

__________________

الباب ١٠٢

١ - الجعفريات ص ١٤٧.

(١) في المصدر: يلهث.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٣ - الجعفريات ص ٢٣١.

٢٣

[١٠٠٩٩] ٤ - مجموعة الشهيد (ره): قيل للحسين بن عليعليهما‌السلام : ما الفضل؟ قال: « ملك اللسان، وبذل الإحسان » قيل: فما النقص؟ قال: « التكلّف لمّا لا يعنيك ».

[١٠١٠٠] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « كان أبو ذر يقول في عظته: يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح كلّ خير ومفتاح كلّ شرّ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك ».

الطبرسي في(١) المشكاة: نقلاً من المحاسن، عنه: مثله.

[١٠١٠١] ٦ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إمسك لسانك، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك ».

[١٠١٠٢] ٧ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من حفظ لسانه، ستر الله عورته ».

[١٠١٠٣] ٨ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان في شئ شؤم ففي اللسان ».

[١٠١٠٤] ٩ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام في وصيّته

__________________

٤ - مجموعة الشهيد.

٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٦.

(١) مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٦ - ٨ - مشكاة الأنوار ص ١٧٥.

٩ - الاختصاص ص ٢٢٩.

٢٤

إلى محمّد بن الحنفية: واعلم أن اللسان كلب عقور إنّ خليته عقر، وربّ كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ».

[١٠١٠٥] ١٠ - وعن الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « ان لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله، الله [ فينا ](١) ويناشدونه(٢) ، ويقولون: إنّما نثاب بك، ونعاقب بك ».

[١٠١٠٦] ١١ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان ».

[١٠١٠٧] ١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبراً، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم الناس من يده ولسانه ».

[١٠١٠٨] ١٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وفي الخبر: « ما من صباح إلّا وتكلّم الأعضاء اللسان، فتقول: إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت أعوججنا ».

__________________

١٠ - الاختصاص ص ٢٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) كذا في المصدر، وفي المخطوط: فيناشدونه.

١١ - الاختصاص ص ٢٤٩.

١٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥١.

١٣ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٥

١٠٣ -( باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى)

[١٠١٠٩] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي(١) القلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب ».

[١٠١١٠] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد لله مات شهيداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف أيّتها المرأة؟ فلعلّه كان يبخل بما لا يضره، ويقول فيما لا يعنيه ».

[١٠١١١] ٣ - زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في صفات المؤمنين: « ألسنتهم مسجونة، وصدورهم وعاء لسرّ الله، إن وجدوا له أهلاً (نبذوه إليه نبذاً)(١) وإن لم يجدوا له أهلاً ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها، وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شئ، خزّان

__________________

الباب ١٠٣

١ - مجمع البيان ج ١ ص ١٣٩.

(١) في المصدر: تقسي.

٢ - الجعفريات ص ٢٠٧.

٣ - أصل زيد الزراد ص ٧.

(١) كذا في المصدر، وفي المخطوط: نبدوا.

٢٦

العلم، ومعدون [ الحلم و ](٢) الحكم، وتبّاع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق (خرسا عمياً بلهاً)(٣) ، وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، أنّهم لا كياس، فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة، صفوة الله، أسكنتهم الخشية [ لله ](٤) واعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسرّه » الخبر.

[١٠١١٢] ٤ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه ».

[١٠١١٣] ٥ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: إن آدمعليه‌السلام لمّا كثر ولده وولد ولده، كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت، فقالوا: يا أبه مالك لا تتكلم؟ فقال: يا بني ان الله جل جلاله، لمّا أخرجني من جواره، عهد إليّ وقال: أقل كلامك ترجع إلى جواري.

[١٠١١٤] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن معاوية بن وهب، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي يقول: قم بالحق، ولا تعرض لمّا نابك، واعتزل عمّا لا يعنيك ».

[١٠١١٥] ٧ - وعنهعليه‌السلام قال: « استمعوا مني كلاماً هو خير من

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: خرساء وعمياء وبلهاء.

٤ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧١، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٣ و ج ٩٦ ص ١١٧ ح ٩.

٥ - قصص الأنبياء ص ١٨، وعنه في البحار ج ١١ ص ١٨٠ و ج ٧١ ص ٢٨٣.

٦ - الاختصاص ص ٢٣٠، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٦.

٧ - الاختصاص ص ٢٣١.

٢٧

الدّهم الموقفة(١) : لا تكلّمن بما لا يعنيك، ودع كثيراً من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً، فرب متكلّم بحقّ في غير موضعه فعنت ».

[١٠١١٦] ٨ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « ما أحسن الصمت إلّا من عيّ، والمهذار له سقطات ».

[١٠١١٧] ٩ - الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: قال: قيل للقمان: الست عبد آل فلان؟ قال: بلى، قيل: فما بلغ بك ما ترى(١) ؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني، وغضّي بصري، وكفّي(٢) لساني، وعفّتي في طعمتي، فمن نقص عن هذا فهو دوني، ومن زاد عليه فهو فوقي، ومن عمله فهو مثلي.

[١٠١١٨] ١٠ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنّ موسىعليه‌السلام لقي الخضرعليه‌السلام ، فقال: أوصني، فقال [ الخضر ](١) يا طالب العلم ان القائل أقلّ ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدّثتهم - إلى أن قال - ولا تكونن مكثاراً (في المنطق)(٢) مهذاراً، أنّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي

__________________

(١) كان في الأصل: الموقوفة، وفي المصدر: المدقوقة، وكلاهما تصحيف، والصحيح ما أثبتناه في المتن، وهي صفة مدح للخيل « انظر لسان العرب ج ٩ ص ٣٦١ ».

٨ - الإختصاص ص ٢٣٢.

٩ - مجموعة ورّام ج ٢ ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: نرى.

(٢) في المصدر: وكف.

١٠ - منية المريد ص ٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: بالنطق تكن.

٢٨

مساوئ السخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التوفيق والسداد » الخبر.

[١٠١١٩] ١١ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: « مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، وهم قعود في بعض المساجد، في أوّل يوم من شعبان، [ و ](١) إذا هم يخوضون في أمر للقدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس، قد ارتفعت أصواتهم، واشتدّ فيه محكهم(٢) وجدالهم، فوقف عليهم فسلّم فردّوا عليه، وأوسعوا له، وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قال لهم(٣) :

يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولم يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتتهم(٤) خشيته من غير عيّ(٥) ولا بكم، وأنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألباء العالمون بالله وأيّامه ».

[١٠١٢٠] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الكلام إظهار ما في قلب المرء، من الصفاء والكدر والعلم والجهل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه،

__________________

١١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٦٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) المحك، المشارَّة والمنازعة في الكلام. والحك: التمادي في اللجاجة (لسان العرب ج ١٠ ص ٤٨٦).

(٣) في المصدر زيادة: وناداهم.

(٤) في المصدر: أسكنتهم.

(٥) وفيه: صم.

١٢ - مصباح الشريعة ص ٢٥٩.

٢٩

فزن كلامك واعرضه على العقل والمعرفة(١) ، فإن كان لله وفي الله فتكلم به، وإن كان غير ذلك فالسكوت خير منه، وليس على الجوارح أخفّ مؤونة، وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله، من الكلام في رضاء الله ولوجهه، ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا ترى أنّ الله عزّوجلّ لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه، ومخزونات وحيه غير الكلام، وكذلك بين الرسل والأمم، ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف(٢) والعبادة وكذلك لا معصية أثقل(٣) على العبد وأسرع عقوبة عند الله، وأشدّها ملامة وأعجلها سامة عند الخلق منه.

واللسان ترجمان الضمير وصاحب خير القلب، وبه ينكشف ما في سرّ الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والكلام خمر تسكر(٤) القلوب والعقول ما كان منه لغير الله عزّوجلّ، وليس شئ أحقّ بطول السجن من اللسان ».

[١٠١٢١] ١٣ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « راحة الإنسان في حبس اللسان، سكوت اللسان سلامة الإنسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بلاء الإنسان من اللسان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سلامة الإنسان في حفظ

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) الكلفة: المشقة والجمع كلف كغرفة وغرف (مجمع البحرين ج ٥ ص ١١٥)، وفي المصدر: الطف العبادة.

(٣) في المصدر: اشغل.

(٤) في المصدر: يسكر.

١٣ - جامع الأخبار ص ١٠٩ - ١١٠.

٣٠

اللسان(١) ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « البلاء موكّل بالمنطق ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فتنة اللسان أشدّ من ضرب السيف ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تقى(٢) من مؤونة لقلقه(٣) ، وقبقبه(٤) ، وذبذبه(٥) ، دخل الجنّة ».

وفي رواية أخرى: « من حفظ لقلقه، وقبقبه، وذبذبه، دخل الجنّة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله تعالى عند لسان كلّ قائل ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ».

[١٠١٢٢] ١٤ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه(١) عمّن ذكره عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام : « أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: جمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النظر،

__________________

(١) عنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٦ ح ٤٢.

(٢) في نسخة: وقى.

(٣) اللقلق: اللسان، (النهاية ج ٤ ص ٢٦٥).

(٤) القبقب: البطن، (النهاية ج ٤ ص ٧).

(٥) الذبذب: الذكر، (النهاية ج ٢ ص ١٥٤).

١٤ - المحاسن ص ٥ ح ١٠.

(١) ليس في المصدر.

٣١

والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبراً(٢) ، وسكوته فكراً(٣) وكلامه ذكراً، وبكى على خطيئته، وأمن(٤) الناس شرّه ».

[١٠١٢٣] ١٥ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن ابن ودعان في أربعينه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رحم الله عبداً تكلّم فغنم، أو سكت فسلم، إنّ اللسان أملك شئ للإنسان، ألا وأنّ كلام العبد كلّه عليه إلّا ذكر الله تعالى، أو امر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو إصلاح بين المؤمنين » فقال له معاذ بن جبل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما نتكلم؟ فقال له: « وهل تكبّ(١) الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه » الخبر.

[١٠١٢٥] ١٦ - العلامة الكراجكي في كنزه: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من وقى شرّ ثلاث فقد وقى الشرّ كلّه: لقلقه، وقبقبه وذبذبه » فلقلقه: لسانه، وقبقبه: بطنه، وذبذبه: فرجه.

[١٠١٢٥] ١٧ - الصدوق في العيون والمعاني وغيره: بأسانيدهم عن

__________________

(٢) في المصدر: اعتباراً.

(٣) في المصدر: فكره.

(٤) كان في المخطوط: فأمن، وما أثبتناه من المصدر.

١٥ - البحار ج ٧٧ ص ١٧٨.

(١) في المصدر: يكب.

١٦ - كنز الفوائد ص ١٨٤.

١٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٣١٩، ومعاني الأخبار ص ٨٣.

٣٢

الحسن بن عليعليهما‌السلام ، عن خاله هند - في حديث وصفه حلية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: « قال: قد تركصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه » الخبر.

[١٠١٢٦] ١٨ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته، فأسكتتهم عن المنطق، وأنّهم لفصحاء عقلاء - إلى أن قال - يا هشام المتكلمون ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاجب، فأمّا الرابح: فالذاكر لله، وأمّا السالم: فالساكت، وأمّا الشاجب: فالذي يخوض في الباطل، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذئ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه ».

[١٠١٢٧] ١٩ - الطبرسي في المشكاة: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « العالم لا يتكلّم بالفضول ».

[١٠١٢٨] ٢٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من فقه الرجل، قلّة كلامه فيما لا يعنيه ».

[١٠١٢٩] ٢١ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « من كثر كلامه، كثر كذبه ».

__________________

١٨ - تحف العقول ص ٢٩٤.

١٩ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

٢٠ - الأخلاق: مخطوط.

٢١ - الأخلاق: مخطوط.

٣٣

[١٠١٣٠] ٢٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمّد بن عمر بن سالم(١) ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن محمّد بن يزيد، عن أحمد بن رزق(٢) ، عن أبي زياد الفقيمي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلام المرء، تركه الكلام فيما لا يعنيه ».

[١٠١٣١] ٢٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ الله يحبّ الحيّ العيّ(١) المتعفّف، وإنّ الله يبغض البليغ من الرجال ».

[١٠١٣٢] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون(١) المتشدّقون(٢) ».

__________________

٢٢ - أمالي المفيد ص ٣٤ ح ٩.

(١) كان في المخطوط: مسلم وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه، كما في المصدر، انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٦ ح ٩٥٣، ويظهر ذلك من المراجعة إلى الأمالي، كما في الصفحة ١٤ و ٣٤.

(٢) كان في المخطوط « أزرق » وهو تصحيف وصحته ما أثبتناه، كما في المصدر، راجع معجم الرجال ج ٢ ص ١١٥.

٢٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٠ ح ١٢٨.

(١) في المصدر: العيي.

٢٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٢ ح ١٣٥.

(١) المتفيهقون: الذين يظهرون للناس أنهم ذوو فهم وذكاء ليقربوهم ويعظموهم، (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣١).

(٢) المتشدقون: جمع متشدق، وهو المتوسع في الكلام، والمتفاصح فيه من دون سبب، (لسان العرب ج ١٠ ص ١٧٣).

٣٤

[١٠١٣٣] ٢٥ - الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته للشيخ شمس الدين محمّد بن تركي(١) : روى عن رجل من المجاهدين قتل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الغزوات، فأتته أمّه وهو شهيد بين القتلى، فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطاً لشدّة صبره وقوّة عزمه، فمسحت عليه وقالت: هنيئاً لك يا بني، فسمعها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها: « مه - أو نحوها - لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه ».

١٠٤ -( باب استحباب مداراة الناس)

[١٠١٣٤] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا محمّد ربّك يقرئك السلام ويقول لك: دار خلقي ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بتبليغ الرسالة ».

[١٠١٣٥] ٢ - وعن الباقرعليه‌السلام : سئل(١) عن رجل خبيث قد لقي منه جهداً، هل ترى مكاشفته أم مداراته؟ فكتب إليه: « المداراة خير لك من المكاشفة، إن مع العسر يسرا، فإن العاقبة للمتقين ».

__________________

٢٥ - البحار ج ١٠٨ ص ١٠٥.

(١) صورة الإجازة موجودة في: روضات الجنات ج ١ ص ٢٧، والبحار ج ١٠٨ ص ٨٩ ح رقم ٤٤، والذريعة ج ١ ص ١٣٤ ح تحت رقم ٦٢٧ فراجع.

الباب ١٠٤

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٧.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

(١) في المخطوط زيادة « عنه »، حذفت لاستقامة المعنى.

٣٥

[١٠١٣٦] ٣ - الإمام أبو محمّد العسكريعليه‌السلام في تفسيره: في قوله تعالى:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) ، قال الصادقعليه‌السلام (٢) : « قولوا للناس كلّهم حسناً - مؤمنهم ومخالفهم - أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن استتر من ذلك(٣) يكف شرورهم عن نفسه، وعن إخوانه المؤمنين.

قال الإمامعليه‌السلام : إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منزله، إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي سلول، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس أخو العشيرة ائذنوا له، فأذنوا له، فلمّا دخل أجلسه وبشر في وجهه، فلمّا خرج قالت عائشة: يا رسول الله، قلت فيه ما قلت، وفعلت به من البشر ما فعلت » فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عويش يا حميرا، إنّ شرّ الناس عند الله يوم القيامة، من يكرم اتقاء شرّه.

وقال الإمامعليه‌السلام (٤) : ما من عبد ولا أمة داري عباد الله بأحسن المداراة، ولم يدخل بها في باطل، ولم يخرج بها من حقّ، إلّا جعل الله نفسه تسبيحاً، وزكّى أعماله، وأعطاه لصبره على كتمان

__________________

٣ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٤٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٠١ ح ٤٢.

(١) البقرة ٢: ٨٣.

(٢) في المخطوط زيادة « قال » حذفت لاستقامة المعنى.

(٣) في المصدر: ذاك.

(٤) نفس المصدر ص ١٧.

٣٦

سرّنا، واحتمال الغيظ لمّا يحتمله(٥) من أعدائنا، ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله.

[١٠١٣٧] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « نروي أنّ الله تبارك وتعالى، أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي آخذك بمداراة الناس، كما آخذك بالفرائض.

ونروي أن المؤمن آخذ عن الله عزّوجلّ الكتمان، وعن نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مداراة الناس.

وعن العالمعليه‌السلام : الصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٨] ٥ - أبو علي محمّد بن همام في كتاب التمحيص: عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال: « لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنة من وليّه، فأمّا السنة من ربّه فكتمان السر، وأمّا السنة من نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمداراة الناس، وأمّا السنة من وليّه، فالصبر في البأساء والضراء ».

[١٠١٣٩] ٦ - محمّد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن أحمد بن محمّد بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله الواسطي، عن محمّد بن أحمد الجمحي(١) ، عن هارون بن يحيى عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن

__________________

(٥) في المصدر: يسمعه.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

٥ - التمحيص ص ٦٧ ح ١٥٩.

٦ - كفاية الأثر ص ٢٣٩.

(١) كان في المخطوط « الحجمي » وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٢٤.

٣٧

أبيه، قال مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمّداًعليه‌السلام ، والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمّد بن عليعليهما‌السلام وكنّاه بالباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيّته أن قال: « يا بنيّ، إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذراً، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافرها في كلمتين، إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلّا عن شئ قد عرفه وفطن له » الخبر.

[١٠١٤٠] ٧ - السيد علي بن طاووس في فتح الأبواب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لسلمان: « يا سلمان، إن الناس لو قارضتهم قارضوك(١) ، وإن(٢) تركتهم لم يتركوك، وإن(٣) هربت منهم أدركوك، قال: فاصنع ماذا؟ قال أقرضهم عرضك ليوم فقرك ».

[١٠١٤١] ٨ - وجدت منقولاً عن خطّ الشهيد الثاني، منقولاً عن خط الشهيد الأول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « كمال الأدب والمروّة في سبع خصال: العقل، والحلم، والصبر، والرفق، والصمت، وحسن الخلق، والمداراة ».

[١٠١٤٢] ٩ - وروي أنه سمع سليمان عصفوراً يقول للهدهد: ما رأيت أحسن من لقائك للحداة والباز وهما عدوّاك، فقال الهدهد: يا أخي

__________________

٧ - فتح الأبواب ص ٦٧.

(١) اي إن سببتهم ونلت منهم سبوك، (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧).

(٢) في المصدر: فان.

(٣) في المصدر: فان.

٨ - مجموعة الشهيد

٩ - مجموعة الشهيد

٣٨

من حسنت مداراته طابت حياته، فقال سليمان: صدق والله الهدهد.

[١٠١٤٣] ١٠ - البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيما أوصى به رفاعة بن شدّاد البجلي في رسالة إليه: « دار المؤمن ما استطعت، فإن ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله [ وله يكون ثواب الله ](١) وظالمه خصم الله، فلا تكن خصمه ».

[١٠١٤٤] ١١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس ».

١٠٥ -( باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة)

[١٠١٤٥] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب ابتلاء المؤمن: عن الصادقعليه‌السلام قال: « [ والله ](١) ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن ».

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن ابن مسلم،

__________________

١٠ - البحار ج ٧٤ ص ٢٣٠ عن كتاب قضاء الحقوق ح ٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

١١ - الغايات ص ٦٦.

الباب ١٠٥

١ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٩

عن أحدهماعليهما‌السلام : مثله(٢) .

[١٠١٤٦] ٢ - وعن أبان بن تغلب: قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن حق المؤمن على المؤمن، قال: « حقّ المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم به لكفرتم ».

[١٠١٤٧] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « والله ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن، فقال: إن المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة.

وقال: إن المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فلا يخونه، ولا يخذله، ومن حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يلبس ويعرى أخوه، وما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم.

وقال: أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإذا احتجت فسله، وإذا سألك فتعطه، ولا تمله خيراً ولا يمله لك، كن له ظهيراً فإنه لك ظهير، إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد زره وأجلّه(١) وأكرمه، فإنه منك وأنت منه، وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سخيمته(٢) ، وإن أصابه خير فاحمد الله عزّوجلّ، وإن أبتلي فاعطه، وتحمّل عنه واعنه ».

__________________

(٢) الغايات ص ٧٢.

٢ - المؤمن ص ٥٥ ح ١٤٢.

٣ - المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥.

(١) في المصدر: وأجلله.

(٢) السخيمة: الحقد في النفس (النهاية ج ٢ ص ٣٥١).

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469