الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ0%

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ مؤلف:
تصنيف: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
الصفحات: 318

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

مؤلف: علي موسى الكعبي
تصنيف:

الصفحات: 318
المشاهدات: 174328
تحميل: 6609

توضيحات:

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 318 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174328 / تحميل: 6609
الحجم الحجم الحجم
الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ

مؤلف:
العربية

تلقى ولداً من ولدي ، يقال له محمد بن علي بن الحسين ، يبقر العلم بقراً ، فإذا رأيته فاقرأه مني السلام . قال جابرعليهما ‌السلام : فأخّر اللّه تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر ، فأقرأته السلام عن جدّه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

وروى المديني عن جابر ، أنّه قال للباقرعليه‌السلام وهو صغير : رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذاك؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره ، وهو يداعبه ، فقال : «يا جابر ، يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيد العابدين ، فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإن أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السلام ».

وفي بعض الأحاديث : وإن لقيته فاعلم أنّ بقاءك بعده قليل ، فلم يعش جابرعليهما‌السلام بعد ذلك إلاّ قليلاً(١) ، وذلك من أعلام النبوة.

__________________

(١) هذا الحديث مروي بطرق وألفاظ متعدّدة ، قال ابن شهرآشوب : حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة والعراق كلّهم ، وقد أخبرني جدي شهرآشوب وابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ، وسليمان الأعمش ، وأبان ابن تغلب ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، وأبي خالد الكابلي ، ثم روى الحديث. راجع : تاريخ أهل البيت: : ٨٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠ ، الكافي ١ : ٤٦٩ ، معاني الأخبار : ٢٨٠ ، عيون الأخبار / الدينوري ١ : ٢١٢ ، الإرشاد ٢ : ١٥٨ ، الاختصاص : ٦٢ ، رجال الكشي : ٤١ / ٨٨ ، الأمالي / الطوسي : ٦٣٦ / ١٣١٤ / ١٦ ، دلائل الإمامة : ٢١٨ ، الهداية : ٢٣٧ ، روضة الواعظين : ٢٠٢ و ٢٠٦ ، تذكرة الخواص : ٣٤٧ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٧ ، مطالب السؤول : ٨١ ، الصواعق المحرقة : ١٢٠ ، كشف الغمة ٢ : ٣٣٠ و ٣٤٩ ، الكامل / ابن عدي : ٦ / ٢٤٠ ، تاريخ مواليد الأئمة: / ابن الخشاب : ٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٥ ، لسان الميزان ٥ : ١٦٨ ، نور

٦١

وقالوا في معنى يبقر العلم بقراً الواردة في حديث رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أي يفجّره تفجيراً ، ويظهره إظهاراً.

ونقل في بعض الأحاديث أنّ آباء الباقر: قد أبلغوه سلام جدّه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً ، ففي وصية أمير المؤمنين علي إلى ولده الحسنعليهما‌السلام : أنّه أخذ بيد علي بن الحسين ، وقال : «وأمرك رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي ، فأقرئه من رسول اللّه ومنّي السلام »(١) .

وقال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : «أجلسني جدّي الحسين بن علي في حجره ، وقال لي : رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرئك السلام. وقال لي علي بن الحسين : أجلسني علي بن أبي طالب في حجره ، وقال لي : رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرئك السلام »(٢) .

وفي حديث عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه أقبل على الحسينعليه‌السلام ، فقال : «سيولد محمّد بن عليّ في حياتك ، فأقرئه منّي السلام »(٣) .

أصل اللقب :

روي في الحديث أنّ الإمام أبا جعفرعليه‌السلام معروف في كتاب التوراة بالباقر ، منه ما رواه جابر عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث ورد فيه النصّ على الأئمّة الاثني عشر: ، قال : «ثم محمد بن علي المعروف في التوراة

__________________

الأبصار : ١٤٣ ، عمدة الطالب : ١٩٤ ، مجمع الزوائد ١٠ : ٢٢ ، سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب / السويدي : ٣٢٩ وغيرها كثير.

(١) كتاب سليم : ٤٤٤ ، الكافي ١ : ٢٩٧ ، التهذيب ٩ : ١٧٦ / ٧١٤.

(٢) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤.

(٣) الغيبة / النعماني : ٨٠ / ١٠.

٦٢

بالباقر »(١) .

وعن أبي خالد الكابلي ، أنّه سأل الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام عن الإمام بعده ، فقال : «ابني محمد ، واسمه في التوراة باقر »(٢) .

وعن ابن بابويه القمّي ، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال : «اسم جدّي أبي جعفر عليه‌السلام في التوراة باقر »(٣) .

هشام يخالف الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أصبح من الواضح والمسلّم أن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي بشّر بولادة الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، وسمّاه محمداً ، ولقّبه الباقر ، غير أن هشام بن عبد الملك بن مروان بلغ من الجرأة على اللّه ورسوله إلى الحدّ الذي سمّي باقر العلم وفالق صبحه في زمان الجهل الأموي بالبقرة ، وذلك في محضر أخيه زيد بن علي حين وفد على هشام ، فقال له هشام : ما يصنع أخوك البقرة؟ فغضب زيد ، حتى كاد يخرج من إهابه ، ثم قال : لشدّ ما خالفت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سمّاه رسول اللّه الباقر ، وتسميه أنت البقرة! لشدّ ما اختلفتما! لتخالفنّه في الآخرة كما خالفته في الدنيا ، فيرد الجنة وترد النار(٤) .

قال الشاعر(٥) :

تبّاً له تاللّه باللّه كفر

مذ بدل الباقر كفراً بالبقر

 __________________

(١) إكمال الدين : ٢٥٣ / ٣.

(٢) علل الشرائع ١ : ٢٣٤ / ١ ، إكمال الدين : ٣١٩ / ٢.

(٣) الإمامة والتبصرة : ٦٤.

(٤) عمدة الطالب : ١٩٤ ، شرح نهج البلاغة ٣ : ١٣٢ و ٢٨٦ ، عيون الأخبار / ابن قتيبة ١ : ٢١٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٧.

(٥) هو الشيخ محمد حسين الأصفهاني.

٦٣

وكذب النبي في مقالته

وتاه في الغي وفي ضلالته(١)

مخالفة لابن تيمية :

ليس هشام وحده مخالفاً لما جاء عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل درج ابن تيمية في غالب ما صنفه على الإنكار للمسلمات والمخالفة للبديهيات ، مما أوقعه في مطبّات وتناقضات عديدة أحصاها عليه حتّى أتباعه ، ومع ما قدّمناه من مصادر حديث تسمية محمد بن عليعليهما‌السلام بالباقر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن بينها مصادر اعتمد ابن تيمية عليها ، مثل عيون أخبار ابن قتيبة ، ذكر ابن تيمية أنّه حديث موضوع.

وقال : ونقل تسميته بالباقر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا أصل له عند أهل العلم ، بل هو من الأحاديث الموضوعة ، وكذلك حديث تبليغ جابر له السلام ، هو من الموضوعات عند أهل العلم بالحديث(٢) .

ولكن لا عتب على ابن تيمية بعد أن كفّره الكثير من علماء أهل السنّة وحكموا بردّته وأباحوا دمه ، وبعضهم صرّح بنصبه وتحامله على أمير المؤمنين الإمام عليعليه‌السلام كابن حجر وغيره ، ولا زالت شرذمة الوهابية التي ابتدعت لها ديناً جديداً يجوز لها قطع رؤوس المسلمين وتهديم مساجدهم ، يبجّلونه ويعدونه إماماً لهم.

نعم لا عتب عليه ولا على أمثاله من الذين لا يعرفون عن الإمام الباقرعليه‌السلام إلاّ كما يعرف ابن كثير كما مرّ قوله من أنهعليه‌السلام استُشهد بكربلاء!!!

__________________

(١) الأنوار القدسية : ٧٧.

(٢) منهاج السنّة ٢ : ١٥٣.

٦٤

شمائله وحليتهعليه‌السلام :

كان الإمام الباقرعليه‌السلام يشبه جدّه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شمائله وأخلاقه وهديه وسمته ، وقد وصفه بذلك جدّه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل مولده ، وجاء ذلك على لسان الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الأنصاريعليهما ‌السلام بعد أن رآه في أكثر من مناسبة ، ففي تاريخ اليعقوبي ، قال جابر بن عبد اللّه الأنصاريعليهما ‌السلام : قال لي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّك ستبقى حتّى ترى رجلاً من ولدي أشبه الناس بي اسمه على اسمي ، إذا رأيته لم يخل عليك ، فأقرئه مني السلام ، فلما كبرت سنّ جابر ، وخاف الموت ، جعل يقول : يا باقر ، يا باقر ، أين أنت؟ حتى رآه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه ، ويقول : بأبي وأُمّي شبيه أبيه رسول اللّه ، إنّ أباك يقرئك السلام»(١) .

وروى أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال : «إنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري عليهما ‌السلام كان يقعد في مسجد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو معتجر بعمامة سوداء ، وكان ينادي : يا باقر العلم ، وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لاواللّه ما أهجر ، ولكنّي سمعت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّك ستدرك رجلاً منّي ، اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ً»(٢) .

وفي حديث آخر أن جابر بن عبد اللّه الأنصاريعليهما ‌السلام رأى الباقرعليه‌السلام يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة ، فقال : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : شمائل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي نفسي بيده(٣) . ومن هنا كانعليه‌السلام

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٧ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٥.

(٣) الكافي ١ : ٤٦٩ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٧٩.

٦٥

يُدعى الشبيه ، لأنّه كان يشبه جدّه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

قال الشاعر :

وكان كالنبي في شمائله

وفي صفاته وفي دلائله

ففي محيّاه حياة العرفا

وكيف لا وهو شبيه المصطفى

ووجهه الوجيه قبلة الورى

من كلّ ما يرى وما ليس يرى

وعينه عين عيون المعرفه

أسرارها بنورها منكشفه(٢)

ومن صفاتهعليه‌السلام أنّه كان معتدل القامة ، أسمر اللون(٣) ، جعد الشعر ، رقيق البشرة ، ربع القامة ، ضامر الكشح ، مطرق الرأس ، حسن الصوت ، له خال على خدّه ، وخال أحمر في جسده.

وروي أنّه كان على جبهته وأنفه أثر السجود ، وكان يختضب بالحناء والكتم ، ويأخذ عارضيه ويبطن لحيته ، وروي أنّه كان يدوّرها(٤) . وفي صفة ملبسه روي أنّه كان يلبس جبّة خزّ ومطرف خزّ ، ويرسل عمامته خلفه(٥) .

زوجاته :

كان لدى الإمام الباقرعليه‌السلام من الزوجات الدائمة اثنتان ، هما : أُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقيل : إنّ

__________________

(١) دلائل الإمامة : ٢١٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩.

(٢) الأنوار القدسية : ٧٥.

(٣) أخبار الدول ١ : ٣٣٢.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٢٢ و ٢٩٧ ، سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب / السويدي : ٣٢٩.

(٥) الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٧.

٦٦

اسمها فاطمة ، وأُمّ فروة كنيتها ، وتُعرف أيضاً باسم قريبة(١) ، وهي أُمّ الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام وعبد اللّه. وكانت من ذوات الإيمان والتقوى والعمل الصالح ، وهكذا أنبتها اللّه نباتاً حسناً كرامة لجدّها محمد رضي اللّه تعالى عنه.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «كانت أُمّي ممن آمنت واتّقت وأحسنت ، واللّه يحبّ المحسنين »(٢) .

قال ابن أبي الحديد : وإلى أُمّ فروة أشار الرضا أبو الحسنعليه‌السلام بقوله :

يفاخرنا قوم بمن لم نلدهم

بتيم إذا عد السوابق أو عدي

وينسون من لو قدّموه لقدّموا

عذار جواد في الجياد مقلّد

فتى هاشم بعد النبي وباعها

لمرمى علا أو نيل مجد وسؤدد

ولولا علي ما علوا سرواتها

ولا جعجعوا فيها بمرعىً ومورد

أخذنا عليكم بالنبي وفاطم

طلاع المساعي من مقام ومقعد

وطلنا بسبطي أحمد ووصيه

رقاب الورى من متهمين ومنجد

وحزنا عتيقاً وهو غاية فخركم

بمولد بنت القاسم بن محمد(٣)

وزوجته الثانية هي أُمّ حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس بن شريف الثقفي(٤) ، وهي أُمّ إبراهيم وعبيد اللّه.

والمعروف من السراري وأُمّهات الأولاد ، أُمّ ابنته أُمّ سلمة ، وأُمّ أولاده علي وزينب ، ويبدو من حديث الكافي عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أن

__________________

(١) إكمال الدين ١ : ٣٠٧ ، عمدة الطالب : ١٩٤ ، بحار الأنوار ٤٧ : ٥ / ١٥.

(٢) الكافي ١ : ٤٧٢ / ١ ، إثبات الوصية / المسعودي : ١٥٤.

(٣) شرح نهج البلاغة ٦ : ٥٤.

(٤) كشف الغمّة ٢ : ١٣١ ، نور الأبصار : ١٥٩ ، التتمّة في تاريخ الأئمة: : ٩٥.

٦٧

زوجته أم علي كانت ترى رأي الخوارج ، فأراد منها الإمامعليه‌السلام أن ترجع عن رأيها ، فامتنعت فطلّقها(١) . وسأله بعض مواليه عن سبب فراقها ، فقال : إنّي ذكرت عليّاً فتنقّصته ، فكرهت أن ألصق جمرة من جمر جهنم بجلدي(٢) .

لكن يظهر من حديث مالك بن أعين في الكافي أيضاً أن الثقفية هي التي سمعها تبرأ من عليعليه‌السلام ، فطلّقها ولم يسعه أن يمسكها ، وهي تبرأ منه(٣) .

ولم يرد في مصادر النسب وغيرها أنّ للثقفية ولداً اسمه علي ، بل المذكور أنّها أُمّ إبراهيم وعبيد اللّه ، وعليه فإنّ أُمّ علي غير الثقفية ، إلاّ أن نقول أن أُمّ ولده علي ثقفية أيضاً ، وأنّ الحديثين يدلاّن عليها ، أو نقول أنّهعليه‌السلام طلّقهما جميعاً.

نقش خاتمه :

وردت عدّة ألفاظ لنقش خاتمهعليه‌السلام ، ولا شك أن تعدّد النقوش يعود إلى تعدّد الخواتيم ، فروي عن الإمام الرضاعليه‌السلام أنّ الإمام الباقرعليه‌السلام كان يتختّم بخاتم جدّه الحسينعليه‌السلام وكان نقشه :إنّ اللّه بالغ أمره (٤) .

وعن أبي عبداللّه الصادقعليه‌السلام ، قال : «كان على خاتم محمد بن علي عليهما‌السلام :

ظنّي باللّه حسن

وبالنبـي المؤتمـن

وبالوصي ذي المنن

وبالحسين والحسن»(٥)

__________________

(١) الكافي ٦ : ٤٧٧ / ٦.

(٢) الكافي ٦ : ٥٥ / ١.

(٣) الكافي ٦ : ٤٤٧ / ٧.

(٤) بحار الأنوار ٤٦ : ٢٢١.

(٥) كشف الغمّة ٢ : ٣٣١ ، مكارم الأخلاق : ٩٢ ، نور الأبصار : ١٥٨ ، مطالب السؤول : ٨١ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٢١ ، التتمّة : ٩٤ ، سبائك الذهب : ٣٢٩ ، أخبار الدول ١ : ٣٣٢ ، نور الأبصار : ١٥٩.

٦٨

وعنهعليه‌السلام قال : «كان نقش خاتم أبي : القوّة للّه جميعاً »(١) .

وعنهعليه‌السلام قال : «كان في خاتم أبيمحمدبن علي ، وكان خيرمحمديرأيته بعيني : العزّة للّه جميعاً »(٢) . وروي أنّ نقش خاتمهعليه‌السلام : ربّ لاتذرني فرداً(٣) .

شعراؤه :

جاء في تراجم الإمام الباقرعليه‌السلام أنّ الشعراء الذين يتواصلون مع الإمام الباقرعليه‌السلام هم : الكميت الأسدي ، والورد أخو الكميت ، وكثير عزّة ، ووجدت أنّ من الشعراء الذين عاصروه وأنشده بعضهم : أبو هريرة العجلي ، والشاعر الحجازي مالك بن أعين الجهني ، وسديف بن مهران بن ميمون المكّي.

وعدّ الشبلنجي من شعراء الإمام الباقرعليه‌السلام السيد الحميري(٤) ، غير أنّ السيّد الحميري ، وإن كان من شعراء أهل البيت: ، لكنّه أكثر اختصاصاً بالإمام الصادقعليه‌السلام كما يبدو من أخباره ، لأنّه أدرك الإمام الباقرعليه‌السلام وعمره نحو تسع سنين ، حيث ولد سنة ١٠٥ هـ ، وتوفّي الإمام الباقرعليه‌السلام سنة ١١٤ هـ.

ولا ريب أنّ اتّصال أكثر من شاعر بالإمام الباقرعليه‌السلام ، يعني أنّه لم يهمل دور الشعر في إيصال ما يريد من أفكار واعتقادات ، ولم يترك أُسلوباً يتيح له التواصل بالأُمّة وإيصال رسالته العلمية والإصلاحية إلاّ وسلكه ، ولعلّ قراءة

__________________

(١) حلية الأولياء / أبو نعيم ٣ : ١٨٦ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٧ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤.

(٢) قرب الإسناد : ٧٢ ، التهذيب ١ : ٣١ / ٢٢ ، الاستبصار ١ : ٤٨ / ٢ ، دلائل الإمامة : ٢١٦ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٢ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٢٣.

(٣) نور الأبصار : ١٥٩ ، سبائك الذهب : ٣٢٩ ، أخبار الدول ١ : ٣٣٢.

(٤) نور الأبصار : ١٥٧.

٦٩

آثار بعض الشعراء الذين اتّصلوا بالأئمّة: كالكميت الأسدي والسيد الحميري وكثير عزّة والفرزدق وغيرهم ، تبيّن حجم المحتوى الفكري والتعبيري للشعر ، وأنّه احدى وسائل الإيصال الفكري المهمّة لعقائد الإسلام فضلاً عمّا يشتمل عليه من عناصر الجمال والإبداع.

وسوف نذكر أهمّ الشعراء الذي عُدّوا من شعرائهعليه‌السلام مع بيان اليسير من قصائدهم وأبياتهم ، كالآتي :

١ ـ الكميت الأسدي :

عن زرارة قال : أنّ الكميت أنشد الإمام أبا جعفر الباقرعليه‌السلام قصيدته التي مطلعها :

من لقلب متيّم مستهام

غير ما صبوة ولا أحلام

 فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما دمت تقول فينا (١) .

ثم توجّه الإمامعليه‌السلام إلى الكعبة فقال :اللّهمّ ارحم الكميت واغفر له ، ثلاث مرّات. ثم قال :يا كميت ، هذه مائة ألف ، قد جمعتها لك من أهل بيتي . فقال الكميت : لا واللّه لا يعلم أحد أنّي آخذ منها حتّى يكون اللّه عزّوجلّ الذي يكافيني ، ولكن تكرمني بقميص من قمصك ، فأعطاه»(٢) .

وروى جابر الجعفي أنّ الكميت قال للإمام الباقرعليه‌السلام : «يا سيدي ، واللّه ما أنشدك طلباً لعرض من الدنيا ، وما أردت بذلك إلاّ صلة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما أوجبه اللّه علي من حقّكم. فدعا له أبو جعفرعليه‌السلام »(٣) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٢٠٨ / ٣٦٦ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٩.

(٣) دلائل الإمامة : ٢٢٤ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢١.

٧٠

وروى الخزّاز في حديث أنّ الكميت دخل على أبي جعفر الباقرعليه‌السلام في أيّام الحجّ فأنشده :

أضحكني الدهر وأبكاني

والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطفّ قد غودروا

صاروا جميعاً رهن أكفان

وستّة لا يتجارى بهم

بنو عقيل خير فرسان

ثمّ علي الخير مولاهم

ذكرهم هيّج أحزاني

 فبكى الباقرعليه‌السلام وبكى أبو عبد اللّهعليه‌السلام ، فلمّا بلغ إلى قوله :

من كان مسروراً بما مسّكم

أو شامتاً يوماً من الآن

فقد ذللتم بعد عزّ فما

أدفع ضيماً حين يغشاني

 أخذ بيده ثم قال : اللّهمّ اغفر للكميت ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فلمّا بلغ إلى قوله :

متى يقوم الحقّ فيكم متى

يقوم مهديكم الثاني

 قال :سريعاً إن شاء اللّه سريعاً . ثم قال :يا أبا المستهل ، إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر ، الثاني عشر هو القائم.

قال : فمتى يخرج يا بن رسول اللّه؟ قال :لقد سئل رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ذلك فقال : إنّما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتة (١) .

وممّا يدلّ على صدق ولاء الكميت وشدّة تعلّقه بأهل البيت: ، قصيدته العينية التي أنشدها الإمام الباقرعليه‌السلام حين وفد إليه ، وهي تتضمّن ذكر النص على خلافة عليعليه‌السلام بعد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم ، يقول فيها :

__________________

(١) كفاية الأثر : ٢٤٨.

٧١

نفى عن عينك الأرق الهجوعا

وهم يمتري منها الدموعا

دخيل في الفؤاد يهيج سقماً

وحزناً كان من جذل منوعا

وتوكاف الدموع على اكتئاب

أحل الدهر موجعه الضلوعا

لفقدان الخضارم من قريش

وخير الشافعين معاً شفيعا

لدى الرحمن يصدع بالمثاني

وكان له أبو حسن قريعا

وأصفاه النبي على اختيار

بما أعيى الرفوض له المذيعا

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أرَ مثلها خطراً مبيعا

فلم أبلغ بها لعناً ولكن

أساء بذاك أولهم صنيعا

فصار بذاك أقربهم لعدل

إلى الجور وأحفظهم مضيعا

٧٢

أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا

وأقومهم لدى الحدثان ريعا

تناسوا حقّه وبغوا عليه

بلا ترة وكان لهم قريعا

فقل لبني أُمية حيث حلّوا

وإن خفت المهند والقطيعا

ألا أفٍ لدهر كنت فيه

هدانا طائعاً لكم مطيعا

أجاع اللّه من أشبعتموه

وأشبع من بجوركم أجيعا(١)

 وذكر المؤرّخون أنّ الإمام أبا جعفرعليه‌السلام لما سمع هذه القصيدة قال :اللّهمّ أكف الكميت ، وأخذ يكرّرها ثلاثا ً.

__________________

(١) الهاشميات : ٧٩ ، شرح الهاشميّات لأبي رياش القيسي : ١٩٧ ، كنز الفوائد ١ : ٢٣٣ ، كشف الغمّة ١ : ٥٠ ، الغدير ٢ : ١٨٠.

٧٣

٢ ـ الورد بن زيد الأسدي :

وهو أخو الكميت ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام (١) ، وأنشد الإمام أبا جعفر الباقرعليه‌السلام حين وفد عليه قصيدة ، عبّر فيها عن حبّه وولائه له ، يقول فيها :

كم جزت فيك من أحواز وأيفاع(٢)

وأوقع الشوق بي قاعا إلى قاعِ

ياخير من حملت أُنثى ومن وضعت

به إليك غدا سيري وإيضاعي(٣)

أما بلغتك فالآمال بالغة

بنا إلى غاية يسعى لها الساعي

من معشر شيعة للّه ثم لكم

صور(٤) إليكم بأبصارٍ وأسماعِ

وعاة أمر ونهي عن أئمّتهم

يوصي بها منهم واع إلى واعِ

لا يسأمون دعاء الخير ربّهم

أن يدركوا فيلبّوا دعوة الداعِ

 وأظهر فيها حسن اعتقاده بالغيبة ، وعبّر عن لسان الغيب الذي سمعه من رواة أهل البيت الثقات ، فذكر الوليد بسامراء قبل بنائها ، ويريد به الإمام الثاني عشر من أهل البيت: ، يواصل القول فيها :

متى الوليد بسامرا إذا بنيت

يبدو كمثل شهاب الليل طلاعِ

حتى إذا قذفت أرض العراق به

إلى الحجاز أناخوه بجعجاعِ(٥)

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣١٧.

(٢) الأحواز : جمع حوزة ، الناحية. الأيفاع جمع يَفاع : وهو المرتفع من الأرض.

(٣) أوضعت الناقة إيضاعا : أسرعت في سيرها.

(٤) صُور : جمع أصْوَر ، وهو المائل العنق ، يقال : صار عنقه إليه : أي أقبل به عليه.

(٥) الجعجاع : المكان الضيّق ، والمُناخ السَّيء الذي لا يقرّ فيه صاحبه.

٧٤

وغاب سبتا(١) وسبتا من ولادته

مع كل ذي جوبٍ(٢) للأرض قطّاعِ

لا يسأمون به التجواب قد تبعوا

أسباط هارون كيل الصاع بالصاعِ

شبيه موسى وعيسى في مغابهما

لو عاش عمريهما لم ينعه ناعِ

تتمّة النقباء المسرعين إلى

موسى بن عمران كانوا خير سراعِ

أو كالعيون التي يوم العصا انفجرت

فانصاع منها إليه كل منصاعِ(٣)

إنّي لأرجو له رؤيا فأدركه

حتى أكون له من خير أتباعِ

بذاك أنبأنا الراوون عن نفر

منهم ذوي خشية للّه طواعِ

روته عنكم رواة الحقّ ما شرعت

آباؤكم خير آباء وشرَّاعِ(٤)

 ٣ ـ كثير عزّة :

٧٥

وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني ، من فحول الشعراء ومتقدّميهم ، ينسب إلى عزّة امرأة أحبّها وشبّب بها ، روي أن الإمام الباقرعليه‌السلام شيّعه ورفع جنازته بيده الشريفة وعرقه يجري ، وكان يعد من أصحابه ، غير أنّه كان على مذهب الكيسانية ، كما هو واضحٌ من قوله :

ألا إن الأئمّة من قريش

ولاة الحقّ أربعة سواءُ

عليٌّ والثلاثة من بنيه

هم الأسباط ليس بهم خفاءُ

فسبط سبط إيمان وبر

وسبط غيّبته كربلاءُ

 __________________

(١) السبت : الدهر أو برهة منه.

(٢) الجوب : القطع. يقال : جاب الأرض جوبا وتجوابا : قطعها سيرا.

(٣) انصاع : تفرَّق.

(٤) مقتضب الأثر / ابن عياش الجوهري : ٤٦ ، وبعض المصادر تنسبها إلى الكميت.

٧٦

وسبط لا يذوق الموت(١)

حتّى يقود الخيل يقدمها اللواءُ

يغيبُ فلا يرى منهم(٢) زمانا

برضوى(٣) عنده عسل وماءُ(٤)

ورغم اعتقاده الكيساني إلاّ أنّه كان على مودّة من الإمام الباقرعليه‌السلام ، يدلّ عليه ما رواه السيد المرتضى أنّ رجلاً نظر إلى كثير وهو راكب ، والإمام أبو جعفرعليه‌السلام يمشي ، فأنكر عليه ذلك وقال له : أتركب وأبو جعفر يمشي؟! فأجابه كثير قائلاً : هو أمرني بذلك ، وأنا بطاعته في الركوب ، أفضل من عصياني إيّاه بالمشي(٥) .

ويبدو أنّ كثيراً لم يكن جادّاً في مدح بني أمية ، ولا مؤمناً بما يقوله فيهم ، روى المرزباني عن أبي عبد الرحمن الخزاعي ، قال : إنّ الباقرعليه‌السلام قال له : «تزعم أنّك من شيعتنا وتمدح آل مروان ؟!» فقال : إنّما أسخر منهم ، وأجعلهم حيّات وعقارب ، وآخذ أموالهم ، ألم تسمع إلى قولي في عبد العزيز بن مروان :

وكنت عتبت معتبة فلجت

بي الغلواء في سنن العتاب

فما زالت رقاك تسل ضغني

وتخرج من مكامنها ضبابي

ويرقيني لك الراقون حتّى

أجابك حيّة تحت الحجاب

 __________________

(١) في الأغاني : وسبطٌ لا تراه العينُ.

(٢) في الأغاني والشعر والشعراء : تغيَّبَ لا يُرى عنهم ، وفي إكمال الدين : يغيب فلا يُرى عنّا.

(٣) رضوى : جبل بالمدينة ، وهو الجبل الذي تزعم الكيسانية أنَّ محمّد بن الحنفية مقيم به حي يرزق. معجم البلدان ٣ : ٥١.

(٤) المقالات والفرق : ٢٩ ، شرح ديوان كثير ٢ : ١٨٦ ، الأغاني ٨ : ٣١ ، الشعر والشعراء : ٣٥٠ ، إكمال الدين : ٣٢ ، تذكرة الخواص : ٢٩٣ ، الفصول المختارة : ٢٤٢.

(٥) الأمالي / السيد المرتضى ١ : ٢٠٤.

٧٧

قال : فقال له عبد الملك بن مروان : ما مدحك إنّما جعلك راقياً للحيّات ، قال : فذكر عبد العزيز ذلك لي ، قلت : واللّه لأجعلنّه حيّة ، ثمّ لا ينكر ذلك ، فقلت له :

يقلب عيني حيّة بمجارة

أضاف إليها الساريات سبيلها

يصيد ويغضي وهو ليث خفية

إذا أمكنته عدوة لا يقيلها

 قال : فأجزل لي عبد الملك الصلة(١) .

وذكر ابن شهر آشوب أنّ الإمام الباقرعليه‌السلام قال لكثير :امتدحت عبد الملك؟ فقال : ما قلت له يا إمام الهدى ، وإنّما قلت يا أسد والأسد كلب ، ويا شمس والشمس جماد ، ويا بحر والبحر موات ، ويا حية والحية دويبة منتنة ، ويا جبل وإنّما هو حجر أصمّ. قال : فتبسّمعليه‌السلام (٢) .

٤ ـ مالك بن أعين الجهني :

شاعر حجازي سكن الكوفة ، له أبيات في مدح أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، ومثلها في رثاء جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (٣) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام (٤) ، توفّي سنة ١٤٨ هـ ، وممّا قاله في الإمام الباقرعليه‌السلام :

إذا طلب الناس علم القرآ

ن كانت قريش عليه عيالا

وإن قيل أين ابن بنت النبي

نلت بذاك فروعاً طوالاً

__________________

(١) مختصر أخبار شعراء الشيعة / المرزباني : ٦٨.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧.

(٣) الأعلام / الزركلي ٥ : ٢٥٧.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٥.

٧٨

نجوم تهلّل للمدلجين

جبال تورث علماً جبالا(١)

٥ ـ أبو هريرة العجلي :

عدّه ابن شهر آشوب في شعراء أهل البيت: المجاهرين(٢) ، وأنشد الإمام محمد الباقرعليه‌السلام قصيدة تدلّ على متابعته وطاعته له ، ورصده الحديث الصحيح وتمييزه عمّن سواه ممّا يحدثه المبتدعة أمثال المغيرة بن سعيد :

أبا جعفر أنت الولي أحبّه

وأرضى بما ترضى به وأتابع

أتتنا رجال يحملون عليكم

أحاديث قد ضاقت بهنّ الأضالع

أحاديث أفشاها المغيرة فيهم

وشرّ الأُمور المحدثات البدائع(٣)

بوّابه :

بوّابه : جابر بن يزيد الجعفي(٤) .

أولاده:

المشهور بين المؤرّخين والمحدّثين ورجال النسب أنّ للإمام الباقرعليه‌السلام سبعة أولاد ، خمسة ذكور وابنتان ، وهم : أبو عبد اللّه جعفر الصادقعليه‌السلام ويُكنّى به ، وعبد اللّه ، وأُمّهما أُم فروة بنت القاسم ، وإبراهيم وعبيد اللّه درجا(٥) ، أُمّهما أُم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية ، وعلي وزينب ، لأُم ولد ، وأُم سلمة

__________________

(١) معجم الشعراء / المرزباني : ٢٦٨ ، الإرشاد ٢ : ١٥٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٥ ، روضة الواعظين : ٢٠٧ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧١ ، عمدة الطالب : ١٩٥.

(٢) معالم العلماء : ١٨٣.

(٣) عيون الأخبار / ابن قتيبة ٢ : ١٥١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤١.

(٤) تاريخ أهل البيت: : ١٤٨ ، دلائل الإمامة : ٢١٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٢ ، التتمّة في تاريخ الأئمة: : ٩٦.

(٥) درج الرجل : إذا مات ولم يخلف نسلاً ، ويقال : درج في حياته ، إذا مات.

٧٩

لأُم ولد.

وهناك اختلاف في اللذين درجا ، فروي : عبيد اللّه وعلي ، ويوجد اختلاف في ترتيبهم على الأُمّهات ، فقيل : علي وأُم سلمة وزينب من أُم ولد ، وقيل : زينب لأُم ولد أُخرى.

وهناك اختلاف في العدد أيضاً ، فمنهم من ذكر تسعة ، ستّة ذكور وهم : جعفر الصادقعليه‌السلام وعبد اللّه وعلي وزيد وعبيد اللّه وإبراهيم ، وثلاث بنات ، وذكر منهنّ : زينب وأُم سلمة ، ولم يذكر الثالثة.

وقيل : خلّف ثمانية ، ستّة ذكور وبنتان ، فأضاف إلى الذكور المذكورين أولاً أحمد.

وقيل : خلف ستّة ، أربعة ذكور وبنتان ، فأسقط من المذكورين عبيد اللّه ، وجعل بعضهم أُم سليمان بدل أُم سلمة.

ومنهم من ذكر أربعة من الذكور ، وثلاث بنات ، وهم : جعفر الصادقعليه‌السلام وعبد اللّه وإبراهيم وعبيد اللّه ، وأُم سليمان وزينب وواحدة غير مشهورة.

وقيل له خمسة اولاد ، أربعة ذكور وبنت ، وهم : جعفر الصادقعليه‌السلام وعلي وعبد اللّه وإبراهيم وأُم سلمة.

وقيل : له أربعة أولاد ، ثلاثة ذكور وبنت ، وهم : جعفر الصادقعليه‌السلام وعبد اللّه وإبراهيم وأُم سلمة ، واسمها زينب.

أما العقب ، فذكر بعضهم أنّ عقبه في اثنين من الذكور فقط ، وهما جعفر الصادقعليه‌السلام وعبد اللّه ، وقيل : العقب من جعفر الصادقعليه‌السلام فقط(١) .

__________________

(١) راجع : تاريخ أهل البيت: : ١٠٤ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٦ ، جمهرة أنساب

٨٠