بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247496 / تحميل: 8639
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

و في ( عيون ابن قتيبة ) قالت عائشة : خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله امرأة من كلب ، فبعثني أنظر إليها فقال لي : كيف رأيت ؟ فقلت : ما رأيت طائلا فقال : لقد رأيت خالا بخدّها أقشعر كلّ شعرة منك على حدها فقالت : ما دونك ستر(١) .

و روى ( سنن أبي داود ) عن أنس أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى امهات المؤمنين مع خادمها قصعة فيها طعام ، فضربت بيدها فكسرت القصعة ، فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الكسرتين فضمّ إحداهما إلى الاخرى فجعل يجمع فيها الطعام و يقول : غارت امّكم(٢) .

قلت : و المرسلة للطعام في قصعة كانت صفية بن حيّ بن أخطب و الكاسرة لها عائشة كما صرّح به في خبر رواه بعد و في ذاك الخبر : أخذ عائشة أفكل فكسرت الإناء .

و في ( اسد الغابة ) في عنوان خديجة ، قالت عائشة : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزا فقد أبدلك اللَّه خيرا منها فغضب حتى اهتزّ مقدّم شعره من الغضب ، ثم قال : لا و اللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، و صدّقتني إذ كذّبني الناس ، و واستني في مالها إذ حرمني الناس ، و رزقني اللَّه منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء(٣) .

قلت : و مغزى كلامهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ أباها كان كافرا فيمن كفر و مكذّبا فيمن كذب حين اسلام خديجة ، كما أنّها هي من نسائه اللاتي حرم الولد منهن ، فكيف يدّعون لأبيها تقدم اسلامه .

____________________

( ١ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ١٩ كذا أخبار النساء لابن قيم الجوزية : ٩ .

( ٢ ) سنن أبي داود ٣ : ٢٩٧ ح ٣٥٦٧ .

( ٣ ) اسد الغابة لابن الأثير ٥ : ٤٣٨ .

٢٨١

و في ( تفسير القمّي ) في قوله تعالى :( و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ) (١) كان سبب نزولها أنّ امرأة من الأنصار أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و قد تهيّأت و تزيّنت ، فقالت : يا رسول اللَّه هل لك فيّ حاجة فقد وهبت نفسي لك فقالت لها عائشة : قبّحك اللَّه ما أنهمك للرجال فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : مه يا عائشة فإنّها رغبت في رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ زهدتنّ فيه ثم قال : رحمك اللَّه و رحمكم يا معشر الأنصار ، نصرني رجالكم و رغبت فيّ نساؤكم ، إرجعي رحمك اللَّه فإنّي أنتظر أمر اللَّه فأنزل اللَّه تعالى( و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبيّ أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) (٢) فلا تحلّ الهبة إلاّ لرسول اللَّه(٣) .

ثم من المضحك أنّ النووي في شرحه على صحيح مسلم قال بعد ذكر رواية مسلم عن عائشة قالت : قال لي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية و إذا كنت عليّ غضبى قلت : و من أين تعرف ذلك ؟ قال : أمّا إذ كنت عني راضية تقولين : « لا و ربّ محمّد » و إذ كنت غضبى تقولين : « لا و ربّ إبراهيم » .

قلت : أجل و اللَّه لا أهجر إلاّ اسمك .

مغاضبة عائشة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هي ممّا سبق من الغيرة التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها ، حتى قال مالك و غيره من علماء المدينة : يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة ، قال و احتج بما روي ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله و لو لا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه ، لأن الغضب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و هجره كبيرة عظيمة(٤) .

____________________

( ١ ) الأحزاب : ٥٠ .

( ٢ ) الأحزاب : ٥٠ .

( ٣ ) تفسير القمي ٢ : ١٩٥ .

( ٤ ) صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ٢٠٣ .

٢٨٢

فإنّ إخواننا إنّما عرفوا الحق بالأشخاص ، فاعتقدوا بحسب مذهبهم المتناقض أنّ عائشة صدّيقة ابنة صدّيق .

فاشتروا بذلك قول اللَّه جل و علا :( يا نساء النبي من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين و كان ذلك على اللَّه يسيرا ) (١) و قوله تعالى فيها و في صاحبتها :( و إن تظاهرا عليه فإنّ اللَّه هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين ) (٢) .

و قوله عزّ اسمه تعريضا بهما كما صرّح به ( الزمخشري )(٣) و رواه ( صحيح مسلم )(٤) :( ضرب اللَّه مثلا للّذين كفروا امرأت نوح و امرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئا و قيل ادخلا النّار مع الدّاخلين ) (٥) بثمن قليل ، فكان ضعف العذاب عليها لإتيانها بتلك الفواحش المبيّنة عليهم عسيرا ، و تظاهرها هي و صاحبتها على نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله نسيا منسيا ، و أنّها مع خيانتها تلك الخيانات التي أثبتها التاريخ في الجمل و غير الجمل كان كونها تحت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يغني عنها شيئا .

كما أغمضوا عمّا شاهدوا من أبيها و صاحبه مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتخلّف عن جيش اسامة الذي لعن المتخلف عنه و منعه من الوصية و نسبة الهجر إليه ، مع قوله تعالى :( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ) (٦) و مع أهل بيته بإحراقهم لو لم يبايعوا مع قوله تعالى فيهم( إنّما يريد اللَّه ليذهب

____________________

( ١ ) الأحزاب : ٣٠ .

( ٢ ) التحريم : ٤ .

( ٣ ) الكاشف للزمخشري ٤ : ٥٧١ .

( ٤ ) صحيح مسلم ١٥ : ٢٠٣ .

( ٥ ) التحريم : ١٠ .

( ٦ ) النجم : ٣ ٤ .

٢٨٣

 عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا ) (١) .

و لمّا قال بعضهم لأمير المؤمنينعليه‌السلام : إني أعتزلك لاعتزال سعد و ابن عمر لك قالعليه‌السلام له : إنّك تعرف الحقّ بالرجال و الواجب أن تعرف الرجال بالحقّ(٢) .

و كيف تكون غيرتهن عفوا و قد قال أمير المؤمنينعليه‌السلام « غيرتهن كفر » و قال الباقرعليه‌السلام : غيرة النساء الحسد ، و الحسد أصل الكفر ، إنّ النساء إذا غرن غضبن ، و إذا غضبن كفرن إلاّ المسلمات منهنّ(٣) .

و قال الصادقعليه‌السلام : إن اللَّه تعالى لم يجعل الغيرة للنساء ، و إنّما تغار المنكرات منهن ، فأمّا المؤمنات فلا ، إنّما جعل اللَّه الغيرة للرجال(٤) .

فأمّا قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « الغيراء لا تدري أعلى الوادي من أسفله » فبيان حالهن لا دليل جواز عملهن .

و ورد من طريقنا(٥) أيضا هكذا : بينا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدا إذ جاءت امرأة عريانة حتى قامت بين يديه فقالت : إنّي قد فجرت فطهّرني ، و جاء رجل يعدو في أثرها و ألقى عليها ثوبا ، فقال : ما هي منك ؟ قال : صاحبتي خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى فقال : ضمّها إليك ثم قال : ان الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله(٦) .

____________________

( ١ ) الأحزاب : ٣٣ .

( ٢ ) ذكره المفيد في أماليه : ٣ بلفظ : « فإنّك امرؤ ملبوس عليك ، إنّ دين اللَّه لا يعرف بالرجال بل بآية الحق ، فأعرف الحق تعرف أهله .

( ٣ ) الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ، و ذكره الطبرسي في مكارم الأخلاق : ١٢٤ .

( ٤ ) الفروع من الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٢ .

( ٥ ) من حديث مطول أسنده الطبرسي إلى جابر . لم يأت المؤلف على ذكره بالتفصيل انظر مكارم الأخلاق : ١٢٤ .

( ٦ ) الكافي للكليني ٥ : ٥٠٥ ح ٣ ، و فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٩ : ٣٢٥ .

٢٨٤

و كيف يعفى عنهنّ مع ترتب مفاسد كثيرة على غيرتهن ، فقد روى الكافي أنّ عمر اتي بجارية قد شهدوا عليها أنّها بغت و كان من قصتها أنّها كانت يتيمة عند رجل و كان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبّت اليتيمة فتخوّفت المرأة أن يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بأصبعها ، فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة و أقامت البيّنة من جاراتها اللاّتي ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال للرجل : إئت عليّ بن أبي طالب و إذهب بنا إليه .

فأتوهعليه‌السلام و قصوا عليه القصة ، فقالعليه‌السلام لامرأة الرجل : ألك بيّنة أو برهان ؟

قالت : هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول ، و أحضرتهن فأخرج عليعليه‌السلام سيفه من غمده فطرحه بين يديه و أمر بكلّ واحدة منهن فأدخلت بيتا ، ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها ، فردّها إلى البيت الذي كانت فيه و دعا إحدى الشهود و جثا على ركبتيه ثم قال : تعرفيني أنا علي بن أبي طالب و هذا سيفي و قد قالت امرأة الرجل ما قالت و رجعت إلى الحق و أعطيتها الأمان و إن لم تصدقيني لأمكّننّ السيف منك فالتفتت المرأة إلى عمر و قالت : الأمان على الصدق فقال لها علي فاصدقي ، فقالت لا و اللَّه إلاّ أنّها رأت جمالا و هيئة فخافت فساد زوجها فسقتها المسكر و دعتنا فأمسكناها فافتضّتها بأصبعها فقال عليعليه‌السلام : اللَّه أكبر أنا أوّل من فرق بين الشهود إلاّ دانيال النبيعليه‌السلام ، و الزمهن حدّ القاذف و الزمهن جميعا العقر و جعل عقرها أربعمائة درهم ، و أمر بالمرأة أن تنفى من الرجل و يطلقها زوجها ، و زوّجهعليه‌السلام الجارية و ساق المهر عنه .(١) .

و روى أيضا أنّه كان على عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلان متؤاخيان

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٧ : ٤٢٥ ح ٩ .

٢٨٥

في اللَّه عز و جل ، فمات أحدهما و أوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل و أنزلها منزلة ولده في اللطف و الإكرام ، ثم حضره سفر فخرج و أوصى امرأته في الصبية ، فأطال السفر حتى إذا أدركت الصبيّة و كان لها جمال و كان الرجل يكتب في حفظها و التعاهد لها ، فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها ، فعمدت إليها هي و نسوة معها قد كانت أعدّتهن ، فأمسكنّها لها ثم افترعتها بأصبعها ، فلما قدم الرجل من سفره دعا الجارية ، فأبت أن تجيبه استحياء ممّا صارت إليه ، فألحّ عليها في الدعاء ، كلّ ذلك و هي تأبى أن تجيبه ، فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فانّها تستحي أن تأتيك من ذنب أتته ، و رمتها بالفجور ، فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبّخها و قال لها : ويحك أما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف ، و اللَّه ما كنت أعدّك إلاّ كبعض ولدي أو إخوتي و إن كنت لابنتي ، فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقالت له الجارية : أمّا إذ قيل لك ما قيل فو اللَّه ما فعلت الذي رمتني به امرأتك و لقد كذبت عليّ ، فإنّ القصة لكذا و كذا و وصفت له ما صنعت امرأته بها فأخذ الرجل بيد امرأته و يد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنينعليه‌السلام و أخبره بالقصة كلّها و أقرّت المرأة بذلك ، و كان الحسنعليه‌السلام بين يدي أبيه فقال له : إقض فيها فقال الحسنعليه‌السلام :

نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية و عليها القيامة لافتراعها فقالعليه‌السلام له :

صدقت(١) .

و في ( مناقب السروي ) عن تميم بن خزام الأسدي قال : صبّت امرأة بياض البيض على فراش ضرّتها و قالت لزوجها : قد بات عندها رجل ، ففتّش ثيابها فأصاب ذلك البيض ، فقص ذلك على عمر فهمّ أن يعاقبها فقال أمير

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٧ : ٢٠٧ ح ١٢ .

٢٨٦

المؤمنينعليه‌السلام : إيتوني بماء حار قد اغلي غليانا شديدا ، فلما اتي به أمرهم فصبّوا على الموضع فاشتوى ذلك الموضع ، فرمى به إليها و قال :( إنّه من كيدكن إنّ كيدكن عظيم ) (١) و قالعليه‌السلام لزوجها : أمسك عليك زوجك فإنّها حيلة تلك التي قذفتها ، فضربها الحدّ(٢) .

و في ( معجم أدباء الحموي ) نقلا عن كتاب شعراء ابن المعتزّ : كان الخليل منقطعا إلى الليث بن رافع بن نصر بن سيّار ، و كان الليث من أكتب أهل زمانه بارع الأدب بصيرا بالشعر و الغريب و النحو ، و كان كاتبا للبرامكة و كانوا معجبين به ، فارتحل إليه الخليل و عاشره فوجده بحرا فأغناه ، و أحبّ الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه ، فاجتهد في تصنيف كتاب العين فصنّفه له و خصّه به دون الناس و حبّره و أهداه إليه ، فوقع منه موقعا عظيما و سرّ به و عوّضه عنه مائة ألف درهم و اعتذر إليه ، و أقبل الليث ينظر فيه ليلا و نهارا لا يملّ النظر فيه حتى حفظ نصفه و كانت ابنة عمّه تحته فاشترى عليها جارية نفيسة بمال جليل ، فبلغها ذلك فغارت غيرة شديدة ، فقالت و اللَّه لأغيظنّه و لا ابقي غاية فقالت : إن غظته في المال فذاك ما لا يبالي و لكني أراه مكبّا ليله و نهاره على هذا الدفتر و اللَّه لأفجعنه به ، فأخذت الكتاب و أضرمت نارا و ألقته فيها ، و أقبل الليث إلى منزله و دخل إلى البيت الذي كان فيه الكتاب ، فصاح بخدمه و سألهم عن الكتاب فقالوا : أخذته الحرة ، فبادر إليها و قد علم من أين اتي ، فلما دخل عليها ضحك في وجهها و قال لها : ردّي الكتاب فقد وهبت لك الجارية و حرّمتها على نفسي ، و كانت غضبى فأخذت بيده و أرته رماده ، فسقط في يد الليث فكتب نصفه من حفظه و جمع على الباقي أدباء زمانه و قال

____________________

( ١ ) يوسف : ٢٨ .

( ٢ ) المناقب للسروي ٢ : ٣٦٧ .

٢٨٧

لهم : مثلوا عليه و اجتهدوا ، فعملوا هذا النصف الذي بأيدي الناس ، فهو ليس من تصنيف الخليل و لا يشقّ غباره(١) .

هذا ، و في السير : ضرب البعث على كوفي إلى آذربيجان ، فاقتاد جارية و فرسا و كان مملكا بابنة عمه ، فكتب إليها ليغيرها :

ألا بلغوا ام البنين بأننا

غنينا و أغنتنا الغطارفة المرد

بعيد مناط المنكبين إذا جرى

و بيضاء كالتمثال زيّنها العقد

فهذا لأيّام العدو و هذه

لحاجة نفسي حين ينصرف الجند

فكبت إليه امرأته :

ألا فاقره منّي السّلام و قل له

غنينا و أغنتنا غطارفة المرد

إذا شئت أغناني غلام مرجّل

و نازعته في ماء معتصر الورد

و ان شاء منهم ناشى‏ء مدّ كفّه

إلى عكن ملساء أو كفل نهد

فما كنتم تقضون حاجة أهلكم

شهودا قضيناها على النأي و البعد

فعجّل علينا بالسراح فإنّه

منانا و لا ندعو لك اللَّه بالرد

فلا قفل الجند الذي أنت فيهم

و زادك رب الناس بعدا على بعد

فلما ورد عليه الكتاب لم يزد ان ركب فرسه و أردف الجارية و لحق بها ، فكان أوّل شي‏ء قال لها : تاللَّه هل كنت فاعلة قالت : أنت أحقر من أن أعصي اللَّه فيك ، كيف ذقت طعم الغيرة ، فوهب لها الجارية و انصرف إلى بعثه(٢) .

و في المناقب عن غريب حديث أبي عبيد : جاءت امرأة إلى عليعليه‌السلام و قالت : ان زوجها يأتي جاريتها فقالعليه‌السلام : ان كنت صادقة رجمناه و ان كنت كاذبة جلدناك فقالت : ردوني إلى أهلي غيري نقزة قال أبو عبيد : تعني ان

____________________

( ١ ) معجم الأدباء لياقوت الحموي ١٧ : ٤٥ ، عقلا عن طبقات الشعراء لعبد اللَّه بن المعتز : ٩٧ .

( ٢ ) الابشيهي ، المستطرف في كل فن مستظرف ٢ : ٤٨٧ ٤٨٨ .

٢٨٨

جوفها يغلي من الغيظ و الغيرة(١) .

و في ( المروج ) : ذكر مصعب الزبيري أنّ امّ سلمة بنت يعقوب المخزومي كانت بعد هشام بن عبد الملك عند السفاح ، و كان حلف لها أن لا يتزوّج عليها و لا يتسرّى ، و غلبت عليه غلبة شديدة حتى ما كان يقطع أمرا إلاّ بمشورتها ، حتى أفضت الخلافة إليه فوفى لها بما حلف لها ، فلما كان ذات يوم خلا به خالد ابن صفوان فقال له : إني فكّرت في أمرك و سعة ملكك ، و قد ملكت نفسك امرأة واحدة ، فإن مرضت مرضت و ان غابت غبت و حرمت نفسك التلذّذ باستطراف الجواري و معرفة أخبار حالاتهن و التمتّع بما تشتهي منهنّ ، فإنّ منهن الطويلة الغيداء و منهن الفضة البيضاء ، و منهن العتيقة الأدماء و الدقيقة السمراء و البربرية العجزاء ، من مولدات المدينة تفتن بمحادثتها و تلذّ بخلوتها ، و أين أنت من بنات الأحرار و النظر إلى ما عندهن و حسن الحديث منهن ، و لو رأيت الطويلة البيضاء و السمراء اللعساء و الصفراء العجزاء و المولّدات من البصريات و الكوفيات ، ذوات الألسن العذبة و القدود المهفهفة و الأوساط المخصّرة و الأصداغ المزرفنة ، و العيون المكحلة و الثدي المحقة ، و حسن زيّهن و زينتهن و شكلهن ، لرأيت شيئا حسنا و جعل يجيد في الوصف و يجدّ في الاطناب بحلاوة لفظه وجودة صفته .

فلما فرغ قال له السفاح : و يحك يا خالد ما صكّ مسامعي و اللَّه قطّ كلام أحسن من كلامك ، فأعده علي فقد وقع منّي موقعا ، فأعاد عليه خالد أحسن ممّا ابتدأ ، ثم انصرف و بقي السفاح مفكّرا فيما سمع من خالد ، فدخلت عليه ام سلمة فلما رأته متفكّرا قالت : إنّي لأنكرك ، هل حدث أمر أو أتاك خبر ؟ قال : لم يكن من ذلك شي‏ء قالت : فما قصّتك ؟ فجعل يزوي عنها فلم تزل به حتى

____________________

( ١ ) المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ٣٨١ .

٢٨٩

أخبرها بمقالة خالد ، فقالت : فما قلت لابن الفاعلة قال : سبحان اللَّه ينصحني و تشتمينه ، فخرجت من عنده مغضبة و أرسلت إلى خالد من البخارية و معهم من الكافر كوبات ، و أمرتهم أن لا يتركوا منه عضوا صحيحا .

قال خالد : فانصرفت إلى منزلي و أنا على السرور بما رأيت من السفاح و إعجابه بما ألقيته إليه ، و لم أشكّ أنّ صلته تأتيني ، فلم ألبث حتى صار إليّ اولئك البخارية و أنا قاعد على باب داري ، فلما رأيتهم أيقنت بالجائزة واصلة ، حتى وقفوا عليّ فسألوا عني فقلت : ها أنا ذا خالد ، فسبق اليّ أحدهم بهراوة كانت معه ، فلما أهوى بها اليّ و ثبت الى منزلي و أغلقت الباب و استترت ، و مكثت أيّاما على تلك الحال لا أخرج من منزلي ، و وقع في خلدي أنّي أوتيت من قبل امّ سلمة ، و طلبني السفاح طلبا شديدا فلم أشعر ذات يوم إلاّ بقوم هجموا عليّ و قالوا : أجب الخليفة فأيقنت بالموت ، فركبت و ليس عليّ لحم و لا دم ، فلما وصلت إلى الدار أومى اليّ بالجلوس و نظرت فإذا خلف ظهري باب عليه ستور قد ارخيت و حركة خلفها ، فقال السفاح : لم أرك يا خالد منذ ثلاث .

قلت : كنت عليلا قال : ويحك إنّك وصفت لي في آخر دخلة من أمر الناس و الجواري ما لم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه فأعده علي قلت : نعم .

أعلمتك أنّ العرب اشتقت اسم الضرّة من الضر ، و ان أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلاّ كان في جهد فقال : ويحك لم يكن هذا في الحديث .

قلت : بلى ، و أخبرتك أنّ الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن قال : برئت من قرابتي من النبي إن كنت سمعت هذا منك في حديثك قلت : و أخبرتك أنّ الأربعة من النساء شرّ صيح بصاحبه يشنه و يهرمنه و يسقمنه قال : ويلك ما سمعت هذا منك و لا من غيرك قبل هذا قال خالد : بلى قال : ويلك تكذّبني .

قلت : و تريد أن تقتلني قال : مر في حديثك قلت : و أخبرتك ان أبكار الجواري

٢٩٠

رجال و لكن لا خصي لهن .

قال خالد : و سمعت الضحك من وراء الستر قلت : و نعم و أخبرتك أيضا ان بني مخزوم ريحانة قريش و أنت عندك ريحانة من الرياحين و أنت تطمح بعينك إلى حرائر النساء و غيرهن من الاماء .

قال خالد : فقيل لي من وراء الستر صدقت يا عمّاه و برّرت بهذا حديث الخليفة و لكنه بدل و غيّر و نطق عن لسانك بغيره فقال لي السفاح : قاتلك اللَّه و أخزاك و فعل بك و فعل ، فتركته و خرجت و قد أيقنت بالحياة قال : فما شعرت إلاّ برسل ام سلمة قد صاروا إليّ و معهم عشرة آلاف درهم و تخت و برذون و غلام(١) .

و غيرة الرجل التي هي إيمان ، غيرته على ميل امرأته إلى رجل أجنبي ، و أمّا ميلها إلى زوج لها قبل بمعنى مدحها له بصفات ليست في الأخير فيغيّر زوجها فليس بايمان بل من الكفر ، ففي السير كانت مع سعد بن أبي وقاص بالقادسية زوجة له كانت قبل تحت المثنى بن حارثة ، فلما لم تر من سعد إقداما مثل المثنى قالت : و امثنياه و لا مثنى للمسلمين اليوم فلطمها سعد فقالت المرأة : أ غيرة و جبنا فذهبت مثلا(٢) .

٢ الحكمة ( ٢٣٨ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْمَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا وَ شَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْهَا « المرأة شرّ كلّها » قالوا : كتب بعض الحكماء على باب داره « لا يدخل داري

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٦٠ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .

٢٩١

شرّ » فقال بعض آخر منهم : من أين تدخل امرأتك(١) ؟

و قالوا : تزوّج بعضهم امرأة نحيفة فقيل له في ذلك فقال : اخترت من الشرّ أقلّه(٢) .

و قالوا : رأى بعض الحكماء امرأة غريقة قد احتملها السيل فقال : زادت الكدر كدرا ، و الشر بالشر يهلك(٣) .

و في ( الملل ) : رأى ديو جانس امرأة تحملها الماء فقال : على هذا المعنى جرى المثل « دع الشر يغسله الشر »(٤) .

و رأى نساء يتشاورن فقال : على هذا جرى المثل : « هو ذا الثعبان يستقرض من الأفاعي سمّا » .

و رأى امرأة متزينة في ملعب فقال : هذه لم تخرج لترى و لكن لترى و قالوا : رأى بعضهم جارية تحمل نارا فقال : نار على نار ، و الحامل شر من المحمول و قالوا : رأى حكيم جارية تتعلّم الكتابة ، فقال : يسقى هذا السهم سمّا ليرمي به يوما ما(٥) .

و قالوا : و نظر حكيم إلى امرأة مصلوبة على شجرة ، فقال : ليت كلّ شجرة تحمل مثل هذه الثمرة(٦) .

و قال بعضهم :

ان النساء شياطين خلقن لنا

نعوذ باللَّه من شرّ الشياطين(٧)

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٣٢٥ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و ١٨ : ١٩٨ ١٩٩ .

( ٣ ) المصدر نفسه .

( ٤ ) الملل و النحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ، و شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ .

( ٥ ) الملل و النحل للشهرستاني ٢ : ١٥٢ ، و شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ .

( ٦ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ١٦٣ و ١٨ : ١٩٨ .

( ٧ ) نسبوا هذا البيت إلى عمر بن الخطاب ، قاله عند ما سمع امرأة تقول : ان النساء رياحين خلقن لكم و كلكم يشتهي

٢٩٢

و قال بعضهم في قولهم « بعد الّتي و اللّتيّا » : إن رجلا تزوج امرأة قصيرة و امرأة طويلة ، فلقي منهما شدّة ، فطلّقهما و قال : بعد اللتيا يعني القصيرة و الّتي أي الطويلة لا أتزوج أبدا(١) .

و في ( شعراء ابن قتيبة ) : كان جران العود و الرحال خدنين ، فتزوج كلّ واحد منهما امرأتين ، فلقيا منهما مكروها فقال الأول :

ألا لا تغرنّ امرأ نوفلية

على الرأس بعدي أو ترائب وضّح

و لا فاحم يسقي الدهان كأنّه

أساود يزهاها لعينك أبطح

و أذناب خيل علقت في عقيصة

ترى قرطها من تحتها يتطوّح

جرت يوم جئنا بالركاب نزفّها

عقاب و تشحاج من الطير متيح

فأمّا العقاب فهي منّا عقوبة

و أمّا الغراب فالغريب المطوّح

هي الغول و السعلاة حلقي منهما

مكدّح ما بين التراقي مجرّح

خذا نصف مالي و اتركا لي نصفه

و بينا بذم فالتعزّب أروح

و سمّي جران العود بقوله لامرأتيه :

خذا حذرا يا جارتيّ فإنّني

رأيت جران العود قد كان يصلح

فخوفهما بسير قدّ من صدر جمل مسن ، قال و يتمثل من شعره بقوله :

و لا تأمنوا مكر النساء و أمسكوا

عرى المال عن أبنائهن الأصاغر

فإنّك لم ينذرك أمر تخافه

إذا كنت منه خائفا مثل خابر(٢)

و في القاموس هو عامر بن الحرث و قول الصحاح اسمه المستورد غلط .

شم الرياحين ، راجع أدب الدنيا و الدين للماوردي : ١٥٦ .

____________________

( ١ ) مجمع الأمثال للميداني ١ : ١٢٥ .

( ٢ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ٢٧٥ ٢٧٧ .

٢٩٣

و قال الثاني :

فلا بارك الرحمن في عود أهلها

عشية زفّوها و لا فيك من بكر

و لا الزعفران حين مسّحنها به

و لا الحلي منها حين نيط من النحر

و لا فرش طوهرن من كلّ جانب

كأنّي أطوي فوقهن من الجمر

فيا ليت أنّ الذئب خلّل درعها

و إن كان ذا ناب حديد و ذا ظفر

و جاءوا بها قبل المحاق بليلة

و كان محاقا كلّه آخر الشهر

لقد أصبح الرحّال عنهن صادفا

إلى يوم يلقى اللَّه في آخر العمر(١)

و في ( الاستيعاب ) : كانت عند الأعشى المازني امرأة يقال لها معاذة ، فخرج يمير أهله من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزة عليه ، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف ، فجعلها خلف ظهره ، فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته و اخبر أنّها نشزت و عاذت بمطرف ، فأتاه فقال له : يا ابن عم عندك امرأتي فادفعها اليّ فقال : ليست عندي و لو كانت عندي لم أدفعها إليك و كان مطرف أعزّ منه ، فخرج حتى أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و أنشأ يقول :

يا سسّد الناس و ديّان العرب

أشكو إليك ذربة من الذرب(٢)

خرجت أبغيها الطعام في رجب

فخلفتني بنزاع و هرب

اخلفت العهد و ألظت بالذنب

و هنّ شر غالب لمن غلب(٣)

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « و هنّ شر غالب لمن غلب » و كتب إلى مطرف : إدفع إليه امرأته ، فلما قرأ الكتاب قال لمعاذة : هذا كتاب النبي فيك و أنا دافعك إليه فقالت :

خذ لي العهد أن لا يعاقبني فيما صنعت ، فأنشأ يقول :

____________________

( ١ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ١٧٠ .

( ٢ ) الذرب : حدّة اللسان .

( ٣ ) حياة الحيوان للدميري ١ : ٥١٢ .

٢٩٤

لعمرك ما حبّي معاذة بالذي

يغيّره الواشي و لا قدم العهد

و لا سوء ما جاءت به إذ أزلّها

غواة رجال إذ ينادونها بعدي(١)

و في ( الملل ) : قيل للاسكندر : إنّ روشنك امرأتك بنت دارا الملك و هي من أجمل النساء فلو قربتها إلى نفسك قال : أكره أن يقال : غلب الاسكندر دارا ، و غلبت روشنك الاسكندر(٢) .

و قالوا : كان أحمد بن يوسف كاتب المأمون إذا دخل عليه حيّاه بتحية أبرويز الملك : « عشت الدهر ، و نلت المنى ، و حبيت طاعة النساء »(٣) .

و في ( الكافي ) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : إتّقوا من شرار النساء و كونوا من خيارهن على حذر ، و إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن في المنكر(٤) .

و عنهعليه‌السلام : في خلاف النساء البركة(٥) .

____________________

( ١ ) ذكر الحكاية ( ابن الأثير ) في اسد الغابة ١ : ١٢٣ ، و لم يذكر ( ابن عبد البر ) في الإستيعاب ١ : ١٤٤ ( المصدر الّذي اعتمده المؤلف ) إلاّ جزءا من الحكاية ، فقد ذكر أبيات الأعشى المازني إمام النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و قول النبي له فقط ، مع تغيير عمّا ذكره المؤلف و الأبيات هي:

يا مالك الناس و ديان العرب

إنّي لقيتف دربة من الذّرب

ذهبت ابضيها الطعام في رجب

فخالفتني بنزاع و هرب

أخلفت العهد و الطّت بالذنب

و هن شر غالب لمن غلب

( ٢ ) الملل و النحل للشهرستاني ٢ : ١٤٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٩٥ .

( ٤ ) الكافي للكليني ٥ : ٥١٧ ح ٥ .

( ٥ ) لفظ الحديث كما رود في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٦٢ ، و جامع أحاديث الشيعة ١٦ : ٨٦ ، عن هارون بن موسى عن محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين عن علي بن اسباط عن أبي فضال عن الصادق عن ايائه عن رسول اللَّه أنه قال : شاوروا النساء و خالفوهن فأن خلافهن بركة و قد أورد جمع من المتأخرين هذا الحديث و نسبوه إلى الإمام عليّعليه‌السلام أو إلى الرسول صلّى اللَّه عليه و آله بينما لم يرد في المصادر من نسب هذا القول إلى الإمام عليّعليه‌السلام أمّا نسبته إلى الرسول صلّى اللَّه عليه و آله فقد عجّت و صادر الحديث بذكره في الموضوعات ، من هذه الكتب : ١ السخاوي في المقاصد

٢٩٥

و كل أمر تدبرته امرأة فهو ملعون(١) .

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ النساء لا يشاورن في النجوى و لا يطعن في ذوي القربى ، إنّ المرأة إذا أسنّت ذهب خير شطريها و بقي شرهما ، يعقم رحمها و يسوء خلقها و يحتدّ لسانها ، و إن الرّجل إذا أسنّ ذهب شرّ شطريه و بقي خيرهما يؤوب عقله و يستحكم رأيه و يحسن خلقه(٢) .

و عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كان إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهن ثم خالفهن(٣) .

و قال طفيل الغنوي :

إنّ النّساء متى ينهين عن خلق

فإنّه واجب لا بدّ مفعول(٤)

و قالوا : قيل لسقراط أيّ السباع أجسر ؟ قال : المرأة(٥) .

قالوا : و مرّت به امرأة فقالت له : ما أقبحك فقال لها : لو لا أنّك من المرايا الحسنة ، و قال عنه : لم أره مرفوعا ، و لكن عن العسكري من احديث حفص بن عثمان بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر قال : قال عمر : خالفوا النساء فإنّ خلافهن لبركة ( راجع المقاصد الحسنة : ٢٤٨ ح ٥٨٥ ) ٢ أورده المنقي الهندي في كنز العمّال عن ( عمر ) أنه قال : خالفوا النساء فإن خلافهن بركة ( كنز العمّال ٣ : ٤٥١ ) ٣ الزبيري في إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين ٥ : ٣٥٦ ، يقول عنه هكذا اشتهر على الألسنه و ليس بحديث .

٤ ابن عراق الشافعي في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشيعة الموضوعة ٢ : ٢١٠ ، نسبه إلى عمر بن الخطاب ٥ ( ملا علي القالي في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ، المعروف بالموضوعات الكبرى : ٢٢٢ ) ذكر قائلا : حديث شاورهن و خالفوهن لم يثبت بهذا المعنى و إن كان له وجه من حيث المعنى .

____________________

( ١ ) في بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٢٨ « كل امرى‏ء تدبره امرأة فهو ملعون » .

( ٢ ) من لا يحضره الفقيه للصدوق ٣ : ٤٦٨ ح ٤٦٢١ .

( ٣ ) ذكره المجلسي في مكانين ٩١ : ٢٥٥ و ١٠٣ : ٢٢٨ إلاّ ان أرباب السير ذكروا ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله استشار ( امّ سلمة ) في صاح الحديبيه ، فقد قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٥ : ٢٦٥ ٢٦٦ : فلمّا لم يقم منهم ( الأصحاب ) أحد دخل على امّ سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت امّ سلمة : يا نبي اللَّه ، اتحب ذلك ؟ أخرج و لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بذلك و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بدنة ، و دعا حالقه فحلقه ، فلمّا رأوا قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم بحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ .

( ٥ ) المصدر نفسه .

٢٩٦

الصديّة لغمّني ما بان من قبح صورتي فيك(١) .

هذا ، و عن ( ملح النوادر ) كان ذئب ينتاب بعض القرى و يعبث فيها ، فترصّدوه حتى أخذوه ، ثم تشاوروا فيه فقال بعضهم : تقطع يداه و رجلاه و تدقّ أسنانه و يخلع لسانه ، و قال آخر بل يصلب و يرمى بالنبال ، و قال آخر :

توقد نار عظيمة و يلقى فيها ، و قال بعض الممتحنين بالنساء : بل يزوّج و كفى بالتزويج تعذيبا و في هذه القصة قال الشاعر :

رب ذئب أخذوه

و تماروا في عقاب

ثم قالوا زوّجوه

و ذروه في عذاب(٢)

« و شر ما فيها أنّه لا بدّ منها » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : ان إبراهيمعليه‌السلام شكا إلى اللَّه ما يلقى من سوء خلق سارة ، فأوحى إليه : إنّما مثل المرأة مثل الضلع المعوجّ ، إن أقمته كسرته و إن تركته استمتعت فاصبر عليها(٣) و نظم مضمونه من قال :

هي الضلع العوجاء لست تقيمها

ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها(٤)

و في ( البيان ) : سمع أعرابي يقول « اللّهم اغفر لامّ أوفى » قيل له : من امّ أوفى ؟ قال : إمرأتي ، إنّها لحمقاء مرغامة(٥) أكول قامّة(٦) لا تبقي خامّة(٧) ، غير

____________________

( ١ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ٢٠٠ .

( ٢ ) لم نعثر على الكتاب لا في المطبوعات و لا في المخطوطات ، و يبدو ان المؤلف لم ير الكتاب حيث ذكر ( و عن ) ، و قد ذكر حاجي خليفة الكتاب في كشف الظنون ٢ : ١٨١٧ ، و نسبه إلى الشيخ أبي عبد اللَّه الكاتب .

( ٣ ) الكافي للكليني ٥ : ٥١٣ ح ٢ .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٩ .

( ٥ ) المرغامة : المبغضة ليعلها .

( ٦ ) قمّ : أكولة .

( ٧ ) الخامّ : ما تغيّر ريحه من لحم أو لبن .

٢٩٧

أنّها حسناء فلا تفرك و امّ غلمان فلا تترك(١) .

و نظير المرأة في مطلوبيتها مع شدائدها لعدم بدّ منها ، الشيب فرارا من الموت قال الشاعر :

الشيب كره و كره أن يفارقني

فأعجب لشي‏ء على البغضاء مودود(٢)

٣ الحكمة ( ٦١ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اَللَّبْسِةِ « المرأة عقرب » في ( اللّسان ) العقرب يكون للذّكر و الانثى ، و الغالب عليه التأنيث ، و يقال للانثى : عقربة و عقرباء ، و العقربان : الذكر منها ، قال إياس بن الأرتّ :

كأنّ مرعى امكم إذ غدت

عقربة يكومها عقربان(٣)

و عقرب بن أبي عقرب كان من تجّار المدينة مشهورا بالمطل ، قال الزبير ابن بكار : عامله الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب فلزم الفضل بيته زمانا فلم يعطه شيئا ، فقال الفضل :

قد تجرت في سوقنا عقرب

لا مرحبا بالعقرب التاجره

كلّ عدو يتّقى مقبلا

و عقرب تخشى من الدابره

إن عادت العقرب عدنا لها

و كانت النعل لها حاضره

____________________

( ١ ) البيان و التبيان للجاحظ ٢ : ٩٥ .

( ٢ ) هو مسلم بن الوليد ذكره النويري ، في نهاية الارب ٢ : ٣٧ .

( ٣ ) لسان العرب لابن منظور ٩ : ٣١٨ .

٢٩٨

كلّ عدوّ كيده في استه

فغير مخشي و لا ضائره(١)

« حلوة اللبسة » هكذا في ( الطبعة المصرية )(٢) ، و الصواب : ( اللسبة ) كما نقله ( ابن أبي الحديد(٣) و اللسبة من لسب بالفتح ، قال ابن السكيت يقال لسبته العقرب إذا لسعته ، و اما لسب بالكسر فبمعنى لعق ، يقال لسبت العسل أي لعقته(٤) .

و لكون المرأة عقربا حلوة اللسبة قال كثيّر في صاحبته عزّة :

هنيئا مريئا غير داء مخامر

لعزّة من أعراضنا ما استحلّت(٥)

و عن مجنون في صاحبته ليلى :

حلال لليلى شتمنا و انتقاصنا

هنيئا و مغفور لليلى ذنوبها(٦)

و في ( الأغاني ) : قدم الوليد بن عبد الملك مكة فأراد أن يأتي الطائف فقال :

هل من رجل عالم يخبرني عنها قالوا : عمر بن أبي ربيعة قال : لا حاجة لي به ، ثم عاد فسأل فذكروه فقال : هاتوه فأتى و ركب معه ، فجعل يحدّثه ثم حوّل رداءه ليصلحه على نفسه ، فرأى الوليد على ظهره أثرا فقال : ما هذا ؟ قال : كنت عند جارية لي إذ جاءتني جارية برسالة من عند جارية اخرى و جعلت تسارّني بها ، فغارت التي كنت عندها فعضّت منكبي ، فما وجدت ألم عضتها من لذة ما كانت تلك تنفث في اذني حتى بلغت ما ترى و الوليد يضحك(٧) .

____________________

( ١ ) حياة الحيوان للدميري ٢ : ٦١ .

( ٢ ) راجع النسخة المصرية : ٦٧١ رقم ٦٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٩٨ رقم ٥٩ .

( ٤ ) ترتيب اصلاح المنطق لابن السكّيت : ٣٣٤ .

( ٥ ) ديوان كثير عزة : ٥٦ .

( ٦ ) ديوان مجنون ليلى : ٣٤ .

( ٧ ) الأغاني للأصفهاني ١ : ١١٢ .

٢٩٩

و قال حجر آكل المرار في هند امرأته :

حلوة العين و الحديث و مرّ

كل شي‏ء أجنّ منها الضمير(١)

و قال أبو العتاهية :

رأيت الهوى جمر الغضا غير أنّه

على جمره في صدر صاحبه حلو(٢)

و في ( الجمهرة ) ( زينب ) اشتقاقه من زنابة العقرب و هي ابرته التي تلذع بها ، فأما زبانيا العقرب فهما قرناها(٣) .

٤ الحكمة ( ٢٣٤ ) و قالعليه‌السلام :

خِيَارُ خِصَالِ اَلنِّسَاءِ شَرُّ خِصَالِ اَلرِّجَالِ اَلزَّهْوُ وَ اَلْجُبْنُ وَ اَلْبُخْلُ فَإِذَا كَانَتِ اَلْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا وَ إِذَا كَانَتْ بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَ مَالَ بَعْلِهَا وَ إِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يَعْرِضُ لَهَا « خيار خصال النساء شرّ خصال الرجال » و ممّا قيل في اختلافهن مع الرجال في غير ما قالعليه‌السلام قول ابن شبرمة : ما رأيت لباسا على رجل أزين من فصاحته ، و لا رأيت لباسا على امرأة أزين من شحم(٤) و لشاعر :

الخال يقبح بالفتى في خدّه

و الخال في خد الفتاة مليح

و الشيب يحسن بالفتى في رأسه

و الشيب في رأس الفتاة قبيح(٥)

الزهو : أي : الكبر و الفخر و كونه من شرار خصال الرجال واضح .

____________________

( ١ ) الأغاني للأصفهاني ١٦ : ٣٥٨ ، كذا ابن قيم الجوزية : ١٤٤ و نسب البيت إلى عمرو الملك .

( ٢ ) الأغاني للأصفهاني ٤ : ٤١ و في نسخة التحقيق ورد العجز بلفظ « على كل حال عند صاحبه حلو » .

( ٣ ) جمهرة اللغة لابن دريد ٣ : ٣٦٥ .

( ٤ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٤ : ٣٠ .

( ٥ ) المصدر نفسة ٤ : ٢٢ .

٣٠٠

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ الرَّجُلُ مِنْ(١) بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ ، صَمَتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».(٢)

١٨٣٨/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ(٣) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ رَأى مَوْضِعَ كَلَامِهِ(٤) مِنْ عَمَلِهِ(٥) ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ(٦) ».(٧)

١٨٣٩/ ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ :

__________________

(١). في حاشية « بر » : « في ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحلم ، ح ١٨١١ ، مع زيادة في أوّله ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٨ ، وفيهما بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١٦٠٢٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٢. (٣). في « ج » : « قال ».

(٤). في نهج البلاغة وتحف العقول : « من علم أنّ كلامه » بدل « من رأى موضع كلامه ».

(٥). في الزهد : « عقله ». وفيشرح المازندراني : « وفيه تنبيه على أنّ المتكلّم ينبغي أن يعدّ كلامه من عمله ويتدبّر في صحّته وفساده وضرّه ونفعه ، فإن رآه صحيحاً لايترتّب عليه شي‌ء من المفاسد آجلاً وعاجلاً ، تكلّم به ، وإن رأى خلاف ذلك ، أمسك عنه ».

(٦). في تحف العقول : « فيما ينفعه ». وفيشرح المازندراني : « فيما يعنيه ، أي يهمّه ، أو يقصده ؛ من عنيتُ به ، أي اهتممت واشتغلت به ؛ أو من عنيتُ فلاناً ، أي قصدته ». وراجع أيضاً :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٣٤.

(٧).الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٤ ، عن محمّد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .نهج البلاغة ، ص ٥٣٦ ، الحكمة ٣٤٩ ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٨٩ ، ضمن الحديث الطويل ؛وفيه ، ص ١٠٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩٦ ، ح ١٦٠٧٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٣.

٣٠١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي حِكْمَةِ(١) آلِ دَاوُدَ : عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ(٢) ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ ».(٣)

١٨٤٠/ ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ(٤) يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ(٥) مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً ».(٦)

٥٧ - بَابُ الْمُدَارَاةِ (٧)

١٨٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في مرآة العقول والبحار : « حكم ».

(٢). في الوسائل والفقيه : « بأهل زمانه ».

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٥٩٠٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح ٢٢٧٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ، وفيه : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه » ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حكاية عن صحف إبراهيمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩١ ، ح ١٦٠٥٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٤.

(٤). في الفقيه وثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : « الرجل المسلم » بدل « العبد المؤمن ».

(٥). في « ف » : « يكتب ». وفي ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : + « إمّا ».

(٦).ثواب الأعمال ، ص ١٩٦ ، ح ١ ؛وفيه ، ص ١٧٨ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٥ ، باب الواحد ، ح ٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٥٨٤٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٢ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٤ ، ح ١٦٠٣١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٥.

(٧). فيالوافي : « المداراة - غير مهموزة - : ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلاّ ينفروا عنك. وقد تهمز ».

٣٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ(١) لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(٢) ».(٣)

١٨٤٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَراًعليه‌السلام يَقُولُ : « جَاءَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : دَارِ خَلْقِي ».(٤)

١٨٤٣/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ - فِيمَا نَاجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ(٥) عليه‌السلام - : يَا مُوسَى ، اكْتُمْ مَكْتُومَ(٦) سِرِّي فِي سَرِيرَتِكَ ، وَأَظْهِرْ فِي عَلَانِيَتِكَ الْمُدَارَاةَ عَنِّي(٧) لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِي ،..............................................

__________________

(١). في المحاسن والخصال ، ص ١٢٤ : « لم يقم ».

(٢). في « ب » : « الجهل » بدل « جهل الجاهل ».

(٣).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٣ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٢٤ ، باب الثلاثة ، ح ١٢١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وورد مع اختلاف في هذه المصادر :الخصال ، ص ١٤٥ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٢ ؛التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٥٤٩ ، وفيهما بسند آخر ؛الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوصيّة ، ح ٦٩٩٦ ؛الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٠ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٤.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٣ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٢ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٥. (٥). في«ص ، ف ، بف» والوافي : - « بن عمران ».

(٦). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « مكنون ».

(٧). فيالوافي : « لـمّا كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عُدّيت بعن ».

٣٠٣

وَلَا تَسْتَسِبَّ(١) لِي عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ(٢) سِرِّي : فَتَشْرَكَ(٣) عَدُوَّكَ وَعَدُوِّي(٤) فِي سَبِّي(٥) ».(٦)

١٨٤٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ(٨) الْفَرَائِضِ ».(٩)

١٨٤٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ(١٠) مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ ،

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق : « ولا تستبّ » ، وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ولا تسبب ». ولا تستسبّ له ، أي لا تُعرِّضْه للسَّبّ وتجرُّه إليه. والمراد : لاتطلب سبّي ، فإنّ من لم يفهم السرّ يسبّ من تكلّم به. فتشرك ، أي تكون شريكاً له ؛ لأنّك أنت الباعث له عليه. راجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ( سبب ).

(٢). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « بإظهارك مكنون ».

(٣). يجوز في الكلمة هيئة الإفعال على بُعدٍ.

(٤). في « بر ، بف » : « عدوّي وعدوّك ».

(٥). في « ص » : « سرّي ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢١٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٦ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٦.

(٧). في « بر » والوسائل : - « عن حمزة بن بزيع ». ولعلّه ناشٍ من جواز النظر من « بزيع » الأوّل إلى « بزيع » الثاني المستتبع للسقط. (٨). في الأمالي : « بإقامة ».

(٩).معاني الأخبار ، ص ٣٨٥ ، ضمن الحديث الطويل ٢٠ ، بسند آخر.الأمالي للطوسي ، ص ٤٨١ ، المجلس ١٧ ، ذيل ح ١٩ ؛وفيه ، ص ٥٢١ ، المجلس ١٨ ، ح ٥٧ ، وتمام الرواية فيه : « إنّا اُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما اُمرنا بإقامة الفرائض » ، وفيهما بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨١ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٣ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٧.

(١٠). في « ز » : « بن ». وهو سهو ؛ فقد روى هارون بن مسلم كتب مسعدة بن صدقة وروايته عنه في الأسناد كثيرة جدّاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٥ ، الرقم ١١٠٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٤٠٥ - ٤٠٧.

(١١). من قوله : « قال رسول الله » في الحديث السابق إلى هنا لم يرد في « ب ». ولعلّه سقط من الناسخ.

٣٠٤

وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً ، وَخَالِطُوا الْفُجَّارَ جِهَاراً(١) ، وَلَا تَمِيلُوا عَلَيْهِمْ(٢) فَيَظْلِمُوكُمْ ؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَايَنْجُو فِيهِ(٣) مِنْ ذَوِي الدِّينِ إِلَّا مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ(٤) ، وَصَبَّرَ(٥) نَفْسَهُ عَلى أَنْ يُقَالَ(٦) : إِنَّهُ أَبْلَهُ لَاعَقْلَ لَهُ ».(٧)

١٨٤٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٨) ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ(٩) قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ ، فَأُنِفُوا(١٠)

__________________

(١). في « ز ، ص ، ف » والوافي : « جهراً ».

(٢). قال فيمرآة العقول : « لا تميلوا عليهم ، على بناء المجرّد ، والتعدية بعلى للضرر ، أي لاتعارضوهم إرادةللغلبة وقيل : هو على بناء الإفعال والتفعيل ، أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر ، وهو تكلّف وإن كان أنسب بما بعده ». (٣). في شرح المازندراني : - « فيه ».

(٤). بَلِهَ بَلَهاً : ضَعُف عقله فهو أبله.المصباح المنير ، ص ٦١ ( بله ).

(٥). يجوز في « صبر » التجريد والتثقيل ؛ فإنّ المجرّد منه يستعمل لازماً ومتعدّياً. يقال : صَبَرْتُ ، أي حبستُ النفس عن الجزع ، وصَبَرْتُ زيداً وصبّرته ، أي حملته على الصبر بوعد الأجر ، أو قلت له : اصبر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٣مرآة العقول ، ج ؛ ٨ ، ص ٢٣٠.

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « [ له ] ».

(٧).تحف العقول ، ص ٤٢ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « الرفق بهم نصف العيش ». وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرفق ، ح ١٨٥٧ ، ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٨. (٨). في الوسائل : « أصحابنا ».

(٩). في الوسائل : - « من الناس ». وفي الخصال : « قريش ».

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » وشرح المازندراني والوسائل : « فاُلِقوا ». وفي الخصال : « فنفوا ». وقال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فأنفوا من قريش ، كذا في أكثر النسخ ، وكأنّه على بناء الإفعال مشتقّاً من النفي بمعنى الانتفاء ؛ فإنّ النفي يكون لازماً ومتعدّياً ، لكن هذا البناء لم يأت في اللغة. أو هو على بناء المفعول من أنف ، من قولهم : أَنَفَهُ يَأْنِفُهُ ويَأْنُفُهُ : ضرب أنفه ، فيدلّ على النفي مع مبالغة فيه ، وهو أظهر وأبلغ. وقيل : كأنّه صيغة مجهول من الأنفة بمعنى الاستنكاف ؛ إذ لم يأت الإنفاء بمعنى النفي ؛ انتهى. وأقول : هذا أيضاً لا يستقيم ؛ لأنّ الفساد مشترك ؛ إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول فإنّه يقال : أنف منه كفرح أنفاً وأنفةً : استنكف. وفي كثير من النسخ : فألقوا ، أي أخرجوا وأطرحوا منهم. وفيالخصال : فنفوا. وهو أظهر ».

٣٠٥

مِنْ قُرَيْشٍ ، وَايْمُ اللهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ ، وَإِنَّ قَوْماً مِنْ غَيْرِ(١) قُرَيْشٍ(٢) حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ ، فَأُلْحِقُوا بِالْبَيْتِ الرَّفِيعِ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « مَنْ كَفَّ يَدَهُ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا يَكُفُّ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيَكُفُّونَ عَنْهُ أَيْدِيَ(٣) كَثِيرَةً ».(٤)

٥٨ - بَابُ الرِّفْقِ‌

١٨٤٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قُفْلاً ، وَقُفْلُ الْإِيمَانِ الرِّفْقُ(٥) ».(٦)

١٨٤٨/ ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ ».(٧)

__________________

(١). في « ف » وشرح المازندراني والوافي : - « غير ».

(٢). في الخصال : « غيرهم » بدل « غير قريش ».

(٣). كذا في النسخ والمطبوع. وفي الكافي ، ح ٣٦٣٠ : « أيدياً » وهو الصحيح. وفي الخصال : « أيادي ».

(٤).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم ، ح ٣٦٣٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ؛الخصال ، ص ١٧ ، باب الواحد ، ح ٦٠ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ؛ والكافي ، كتاب الايمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٤٧ ، المجلس ١٢ ، ضمن ح ٥٧ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤١ ، ح ١٠٩.

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٣٣ : « الرفق ، وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الأحوال ، سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر. ففيه تشبيه الإيمان بالجوهر النفيس الذي يعتنى بحفظه ، والقلب بخزانته ، والرفق بالقفل ؛ لأنّه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه ، فإنّ الشيطان سارق الإيمان ، ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الإنسان على اُمور من الخشونة والفحش والقهر والضرب ، وأنواع الفساد وغيرها من الاُمور التي توجب نقص الإيمان أو زواله ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٥ ، ح ٢٠.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٨٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢١.

٣٠٦

١٨٤٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَحْيَى(١) الْأَزْرَقِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَهُمْ وَمُضَادَّتَهُمْ(٣) لِهَوَاهُمْ(٤) وَقُلُوبِهِمْ(٥) ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ يَدَعُهُمْ عَلَى الْأَمْرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَيْلَا يُلْقِيَ(٦) عَلَيْهِمْ عُرَى الْإِيمَانِ(٧) وَمُثَاقَلَتَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَيَضْعُفُوا ، فَإِذَا أَرَادَ ذلِكَ(٨) ، نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ(٩) ، فَصَارَ مَنْسُوخاً ».(١٠)

١٨٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : - « عن يحيى » ، ووجه سقوطه ظاهر بعد ما أشرنا إليه غير مرّة من جواز النظر من لفظ إلى لفظ مشابه آخر.

(٢). « السَّلّ » : انتزاعك الشي‌ء وإخراجه بالرفق.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٨٦٨ ( سلل ).

(٣). في « ض ، بف » : « ومضادّاتهم ». وفي « بر » : « ومضادّاته ». وفي حاشية « ز » والوافي : « ومضادّته ».

(٤). في « ب » : « أهواءهم ».

(٥). ذكر فيمرآة العقول في قولهعليه‌السلام : « ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم » وجوهاً : منها : كونه عطفاً على « تسليله ». والمعنى : من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادّة مختلفة ، فلو كانوا مجتمعين متّفقين في الأهواء لأفنوا المؤمنين واستأصلوهم. أو المعنى : أنّه من لطفه جعل المضادّة بين هوى كلّ امرء وقلبه ، أي روحه وعقله ، فلو لم يكن القلب معارضاً للهوى لم يختر أحد الآخرة على الدنيا. ومنها : أن يكون المعنى : من رفقه أنّه أوجب عليهم التكاليف المضادّة لهواهم وقلوبهم ، لكن برفق ولين بحيث لم يشقّ عليهم ، بل إنّما كلّف عباده بالأوامر والنواهي متدرّجاً كيلا ينفروا ، كما أنّهم لمـّا كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أوّلاً آية تدلّ على مفاسدها ، ثمّ نهوا عن شربها قريباً من وقت الصلاة ، ثمّ عمّم وشدّد. وفي لفظ « المضادّة » إيماء إلى ذلك.

(٦). في « ب » : « تلقى ».

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « عرى الإسلام ».

(٨). في « ب ، د ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي : + « الأمر ».

(٩). في « ب ، بف » وحاشية « ج » : « الآخر ». وفي الوافي : « نسخ الآخر ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فإذا أراد ذلك الأمر نسخ بالآخر ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢٢.

٣٠٧

مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ(١) بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرِّفْقُ يُمْنٌ(٢) ، وَالْخُرْقُ(٣) شُؤْمٌ ».(٤)

١٨٥١/ ٥. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَ(٧) يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».(٨)

١٨٥٢/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي‌عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) إِلَّا‌

__________________

(١). في « ص » : « معاوية » ، وقد تقدّمت فيالكافي ، ح ١٨٠٨ رواية معاوية بن وهب عن مُعاذ بن مسلم. ولانعرف راوياً بعنوان معاوية بن مسلم مذكوراً في مصادرنا.

(٢). « اليُمن » : البَرَكة ، وضدّه الشُّؤم.النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ( يمن ).

(٣). « الخَرَق » بالتحريك : ضدّ الرفق ، وأن لايحسن الرجل العمل والتصرّف في الاُمور ، والاسم : الخرق ، بضمّ الخاء وسكون الراء. وقال ابن الأثير : « الخُرق - بالضمّ - : الجهل والحُمق ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٦٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٨ ( خرق ).

(٤).الزهد ، ص ٩٢ ، ح ٧٢ ، بسنده عن معاذ بن مسلم.الغارات ، ص ١٢١ ، عن سهل بن سعد ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيه : « وارفق بالخاصّة والعامّة ، فإنّ الرفق يمن » ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤٢ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٩ ، ح ٢٣.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد عيسى المذكور في السند السابق.

(٦). في « ص » : + « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧). في « ف » : - « و ».

(٨).الزهد ، ص ٩١ ، ح ٦٩ ، عن عليّ بن النعمان ، عن عَمروِ بن شَمِر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله رفيق يعطي الثواب ويحبّ كلّ رفيق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٤.

(٩). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : + « قطّ ».

٣٠٨

زَانَهُ(١) ، وَلَا نُزِعَ(٢) مِنْ شَيْ‌ءٍ(٣) إِلَّا شَانَهُ(٤) ».(٥)

١٨٥٣/ ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

رَفَعَهُ إِلَى(٦) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « إِنَّ فِي(٧) الرِّفْقِ الزِّيَادَةَ وَالْبَرَكَةَ ، وَمَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ».(٨)

١٨٥٤/ ٨. عَنْهُ(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٠) ، قَالَ : « مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ ».(١١)

١٨٥٥/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ(١٢) أُعْطُوا حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ وَسَّعَ‌

__________________

(١). زان الشي‌ء صاحبَه زَيناً ، وأزانه إزانةً. والاسم : الزينة. المصباح المنير ، ص ٢٦١ ( زين ).

(٢). في « د » : « ولا ينزع ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : « ولم يرتع عنه قطّ » بدل « ولا نزع من شي‌ء ».

(٤). « الشَّينُ » : العيب ، وقد شانه يشينه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم على أهل الملل ، ح ٣٦٥٨ ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤١ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٥.

(٦). في الوسائل : « عن ».

(٧). في « ز » : - « في ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٦.

(٩). الظاهر البدوي من السند رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم ، والد عليّ المذكور في السند السابق ، لكنّه يأتي فيالكافي ، ح ٣٥٣٠ ، عدم ثبوت هذه الظاهرة في أسنادالكافي . فلا يبعد سقوط « عن أبيه » من سندنا هذا.

(١٠). في الوافي : « عنه ، عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « عنه - إلى - أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٧.

(١٢). في « ص » : « البيت ».

٣٠٩

اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ ، وَالرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِي الْمَالِ ، وَالرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالتَّبْذِيرُ لَايَبْقى مَعَهُ شَيْ‌ءٌ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ(١) ».(٢)

١٨٥٦/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي - وَجَرى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِيَ - : « ارْفُقْ بِهِمْ ؛ فَإِنَّ(٣) كُفْرَ أَحَدِهِمْ(٤) فِي غَضَبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِي غَضَبِهِ ».(٥)

١٨٥٧/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ ».(٧)

١٨٥٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ ،

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد بهذه الأخبار أنّ الرفق يصير سبباً للتوسّع في الرزق والزيادة فيه ، وفي الرفق الخير والبركة ، وأنّ الرفق مع التقدير في المعيشة خيرٌ من الخرق في سعة من المال ، والرفيق يقدر على كلّ ما يريد ، بخلاف الأخرق. والسرّ فيه أنّ الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبّوه وأعانوه ، وألقى الله له في قلوبهم العطف والودّ ، فلم يدعوه يتعب أو يتعسّر عليه أمره ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٨.

(٣). في « ج » : « إنّ ».

(٤). في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « أحدكم ». وفي « ج » : « أحد ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦١ ، ح ٢٩.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ف ، بف ، جر » : - « موسى ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٩ ، مع زيادة في آخره.وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المداراة ، ضمن ح ١٨٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيتحف العقول ، ص ٤٢ ؛ وص ٥٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣٠.

٣١٠

فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ(١) الْعُجْفَ(٢) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ، فَإِنْ(٣) كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً(٤) فَانْجُوا(٥) عَنْهَا(٦) ، وَإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً(٧) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ».(٨)

١٨٥٩/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ مِمَّا(٩) خَلَقَ اللهُ شَيْ‌ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ».(١٠)

١٨٦٠/ ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ‌

__________________

(١). في البحار : « الدابّة ». والتفريع بقوله : فإذا ركبتم ، للتنبيه على أنّ الرفق مطلوب حتّى مع الحيوانات.

(٢). في الفقيه : « العجاف ». و « العَجَف » : الهزال. والأعجف : المهزول ، وقد عَجِفَ. والاُنثى : عجفاء. والجمع : عجاف ، على غير قياس ، وعُجْف.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٩ ؛المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ( عجف ).

(٣). في « ض » : « وإن ».

(٤). « الأرض الـمُجْدِبة » : هي التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولامرتع ولا كلأ ، وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥). النَّجاءُ : السرعة في السير ، والخلاص عن الشي‌ء ، يقال : نجا ينجو نَجاءً ، إذا أسرع ، ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأنجاه غيره. والمعنى : أسرعوا في السير ؛ لتخلصوا منها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ( نجا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٩.

(٦). في المحاسن : « فألحوا عليها » بدل « فانجوا عنها ». وفي البحار والفقيه : « عليها » بدل « عنها ».

(٧). « المخصبة » : نقيض المجدبة ، وقد مضى معناها ، من الخِصْب ، وهو نقيض الجَدْب ، وهوكثرة العُشْب ورفاغة العيش. وللمزيد راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( خصب ).

(٨).المحاسن ، ص ٣٦١ ، كتاب السفر ، ح ٨٧ ، عن النوفلي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٢٤٨٠ ، بسنده عن السكوني.الجعفريّات ، ص ١٥٩ ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ١٥٠ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه ، وذكر الحديث بطوله » ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٥١ ، ذيل ح ١٥٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣١.

(٩). في الوافي : « من - خ ل » بدل « ممّا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٢.

٣١١

بْنِ مَيْمُونٍ(١) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَكُمْ ، وَمُضَادَّةَ(٣) قُلُوبِكُمْ ، وَإِنَّهُ(٤) لَيُرِيدُ تَحْوِيلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ ، فَيَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتّى يُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِيَةَ(٥) تَثَاقُلِ الْحَقِّ عَلَيْهِ ».(٦)

١٨٦١/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ(٧) ».(٨)

١٨٦٢/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٩) بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ كَانَ رَفِيقاً فِي أَمْرِهِ ، نَالَ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ ».(١٠)

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » : - « بن ميمون ».

(٢). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب » والمطبوع : « تسليل ». ولم يُر مجي‌ء التفعيل من‌السلّ.

(٣). في « ب ، ض » والوافي : « مضادّته ». وفيمرآة العقول : « كأنّ الأنسب هنا عطف مضادّة على أضغانكم ويحتمل أيضاً العطف على التسليل بالإضافة إلى المفعول ».

(٤). في « ج » : « فإنّه ». وفي « ص » : « فإنّه ليس ».

(٥). في « بر » : « كراهة ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٤٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣.

(٧). في الفقيه : « لصاحبه ».

(٨).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حسن الصحابة وحقّ الصاحب في السفر ، ح ٣٧٧٦. وفيالمحاسن ، ص ٣٥٧ ، كتاب السفر ، ح ٦٨ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٤٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣٣ ، ح ١٥٨٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٤.

(٩). هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « فضيل ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٥.

٣١٢

٥٩ - بَابُ التَّوَاضُعِ‌

١٨٦٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ ، جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ(٢) ». قَالَ : « فَقَالَ جَعْفَرٌ(٣) : فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلى(٤) تِلْكَ الْحَالِ ، فَلَمَّا(٥) رَأى مَا بِنَا وَتَغَيُّرَ وُجُوهِنَا ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً وَأَقَرَّ عَيْنَهُ(٦) ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟ فَقُلْتُ : بَلى أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ جَاءَنِي(٧) السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ(٨) أَرْضِكُمْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِي(٩) هُنَاكَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ(١٠) نَصَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ(١١) ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : بَدْرٌ ، كَثِيرِ الْأَرَاكِ(١٢) ، لَكَأَنِّي(١٣) أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعى لِسَيِّدِي‌

__________________

(١). الظاهر زيادة « عن أبيه » في السند ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

(٢). فيشرح المازندراني : « الخلقان الثوب ». و « الخُلْقان » : جمع الخَلَق ، وهو البالي.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧٢ ( خلق ).

(٣). في « ز » : « أبو جعفر ». وفي « ف » : + « بن محمّد ».

(٤). في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « في ».

(٥). فيالأمالي للمفيد : + « أن ».

(٦). في « ص ، ف » : « عينيه ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : « عينيّ به ».

(٧). فيالأمالي للمفيد والطوسي : « جاء في » بدل « جاءني ».

(٨). في « ف » : « من » بدل « الساعة من نحو ».

(٩). في « ز » : « عيون ». والعين : الجاسوس والديدبان. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣١ ( عين ). (١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « قد ».

(١١). في « ز ، ف » : - « فلان ». وفي حاشية « د » : + « وفلان ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : + « وقتل فلان وفلان وفلان ».

(١٢). « الأراك » : شجر من الحَمْض يستاك بقُضبانه. والواحدة : أراكة ، له حَمل كعناقيد العنب ، واسمه : الكَباث ، وإذانضج يُسمن الـمَرْد.المصباح المنير ، ص ١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠ ( أرك ).

(١٣) في « ب ، ف » : « فكأنّي ». وفيالوافي : « وقوله : لكأنّي أنظر إليه ، إمّا من كلام النجاشي ، أو حكاية كلام العين ».

٣١٣

هُنَاكَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي(١) ضَمْرَةَ.

فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ(٢) ، فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْكَ هذِهِ الْخُلْقَانُ؟ فَقَالَ لَهُ(٣) : يَا جَعْفَرُ ، إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلى عِيسىعليه‌السلام أَنَّ مِنْ حَقِّ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا لَهُ(٤) تَوَاضُعاً(٥) عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ(٦) نِعْمَةٍ(٧) ، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَحْدَثْتُ لِلّهِ هذَا التَّوَاضُعَ(٩)

فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً ، فَتَصَدَّقُوا ؛ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً ، فَتَوَاضَعُوا ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ(١٠) ، وَإِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً ، فَاعْفُوا ؛ يُعِزَّكُمُ اللهُ ».(١١)

١٨٦٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ ».(١٢)

__________________

(١). في « ز » : - « بني ».

(٢). فيالأمالي للمفيد والطوسي : + « الصالح ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بف » والوافي : - « له ».

(٤). في البحار والأمالي للمفيد والطوسي : - « له ».

(٥). في « ز » : « به تواضعاً له » بدل « له تواضعاً ».

(٦). في « ز ، ف » : - « من ».

(٧). فيالأمالي للمفيد : « النعمة ».

(٨). في « ز ، بر » والوافي : « محمّد ».

(٩). في « ض » : + « قال ».

(١٠). في البحار : « يرحمكم الله ».

(١١).الأمالي للمفيد ، ص ٢٣٨ ، المجلس ٢٨ ، ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٤ ، المجلس ١ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن هارون بن مسلم بن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العفو ، ح ١٧٩٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٧ ، ح ٢٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٣.

(١٢).الزهد ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٦ ، عن ابن أبي عمير.المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٧ ، مرسلاً عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٢ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٤.

٣١٤

١٨٦٥/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَشِيَّةَ خَمِيسٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ(٢) الْأَنْصَارِيُّ بِعُسِّ(٣) مَخِيضٍ(٤) بِعَسَلٍ ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلى فِيهِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ(٥) قَالَ : شَرَابَانِ يُكْتَفى بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، لَا أَشْرَبُهُ ، وَلَا أُحَرِّمُهُ ، وَلكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ ؛ فَإِنَّ(٦) مَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللهُ(٧) ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللهُ ، وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ(٨) رَزَقَهُ اللهُ ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ(٩) أَحَبَّهُ اللهُ ».(١٠)

١٨٦٦/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ(١١) :

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٢). في الزهد : « خولة ».

(٣). « العُسّ » : القدح الكبير. والجمع : عِساس ، وربّما قيل : أعساس.المصباح المنير ، ص ٤٠٩ ( عسس ).

(٤). في الزهد : « بعُسّ من لبن مخيض ». وخاض الشراب : خَلَطَه.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٦٩ ( خاض ).

(٥). في « ص » : - « ثمّ ».

(٦). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بر » والزهد : « فإنّه ». وفي « ج » : « إنّه ».

(٧). في « ف » : - « الله ».

(٨). في « ج ، ز » : « معيشة ».

(٩). في الزهد : « ذكر الله ».

(١٠).الزهد ، ص ١٢٤ ، ح ١٥١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله » ؛المحاسن ، ص ٤٠٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٣٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « ولكن أتواضع لله » ، مع اختلاف ؛كامل الزيارات ، ص ٢٧٠ ، الباب ٨٨ ، ذيل الحديث الطويل ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من تواضع لله‌رفعه الله ، ومن تكبّر وضعه الله » ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٦ ، المجلس ٢ ، ح ٤٩ ، وتمام الرواية فيه : « ما تواضع أحد إلّارفعه الله » ؛وفيه ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، وتمامه فيه : « ومن تواضع لله‌رفعه الله » ، وفيهما بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ج ٢٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٥.

(١١). في « بر » : « الحمّاز ». وفي حاشية « ج ، بف » : « الجمّاز ». وداود هذا ، هو داود بن سليمان الحَمّار. راجع : =

٣١٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ(١) وَقَالَ : « مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي جَنَّتِهِ(٢) ».(٣)

١٨٦٧/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَذْكُرُ أَنَّهُ : « أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَلَكٌ(٤) ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ(٥) عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً(٦) ، أَوْ مَلِكاً رَسُولاً ».

قَالَ(٧) : « فَنَظَرَ إِلى جَبْرَئِيلَ(٨) ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ : أَنْ تَوَاضَعْ ، فَقَالَ : عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً(٩) ، فَقَالَ الرَّسُولُ(١٠) : مَعَ أَنَّهُ لَايَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَيْئاً » قَالَ(١١) : « وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ(١٢) ».(١٣)

__________________

=رجال النجاشى ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٣ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٣.

(١). في « ج ، بر » : + « قال ». وفي « بس » : - « مثله ». وفي الوسائل والكافي ، ح ٣٢٠٢ : - « مثله و ».

(٢). فيمرآة العقول : « أي آواه تحت قصورها وأشجارها ، أو وقع عليه ظلّ رحمته ، أو أدخله في كنفه وحمايته ، كما يقال : فلان في ظلّ فلان ».

(٣).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً ، ح ٣٢٠٢.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥٦ ، ح ٨٩٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٦.

(٤). في « ص » : - « ملك ». وفي حاشية « ز » : « جبرئيلعليه‌السلام ».

(٥). في « ز » : - « أن تكون ». (٦).في«ص»:«يخيّرك عبداًرسولاً»بدل«فقال:إنّ الله-إلى-متواضعاً».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٤٨ : « أي قال أبو جعفرعليه‌السلام : فنظر الرسول إلى جبرئيل ويحتمل أن يكون‌المستتر في « قال » راجعاً إلى الرسول ، و « إليّ » بالتشديد. وكأنّ الأوّل أظهر ».

(٨). فيالوافي : « فنظر إلى جبرئيل كأنّه يستشيره. وهذه الجملة وما بعدها معترضة ».

(٩). في « ص » والوافي : - « متواضعاً ». وفي « ف » : « عبداً رسولاً متواضعاً ».

(١٠). فيالوافي : « فقال الرسول ، يعني الملك ».

(١١). في « ب » : « وقال ».

(١٢). فيالمرآة : « قال ومعه ، أي قال أبوجعفرعليه‌السلام وكان مع الملك عند تبليغ هذه الرسالة المفاتيح أتى بها ليعطيه إيّاها إن اختار الملك. ويحتمل أن يكون ضمير « قال » راجعاً إلى الملك ، ومفعول القول محذوفاً ، والواو في قوله : « ومعه » للحال ، أي قال ذلك ومعه المفاتيح. وقيل : ضمير « قال » راجع إلى الرسول ، أي قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أقبل وإن كان معه المفاتيح. ولا يخفى ما فيه ».

(١٣)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، =

٣١٦

١٨٦٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضى بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ(١) ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلى مَنْ تَلْقى ، وَأَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ(٢) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَ(٣) لَاتُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوى».(٤)

١٨٦٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مُوسىعليه‌السلام : أَنْ يَا مُوسى ، أَتَدْرِي لِمَ(٥) اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي(٦) دُونَ خَلْقِي؟ قَالَ(٧) : يَا رَبِّ ، وَلِمَ ذَاكَ؟ » قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : يَا مُوسى(٨) ، إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِي نَفْساً(٩) مِنْكَ ؛ يَا مُوسى ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ(١٠) عَلَى التُّرَابِ - أَوْ‌

__________________

= ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٥ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٨ ، ح ٢٧.

(١). في المعاني : « المجالس ».

(٢). ماريتُه اماريه مماراة ومِراءً : جادَلتُه.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٣). هكذا في جميع النسخ والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار والمعاني. وفي المطبوع : + « أن ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام . وفيالكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم ، ح ٣٦٤٥ ؛ والخصال ، ص ١١ ، باب الواحد ، ح ٣٩ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « من التواضع أن تسلّم على من لقيت ».الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من التواضع السلام على كلّ من تمرّ به ، والجلوس دون شرف المجلس ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٨.

(٥). في البحار والعلل : « لما ».

(٦). في العلل : « لكلامي ».

(٧). في « ض » : + « موسى ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أن يا موسى ». وفي الوسائل والعلل : - « يا موسى ».

(٩). في « ب ، ج د ، ض » والوافي : « أذلّ نفساً لي ». وفي « ز » : « أذلّ نفساً » بدون « لي ». وفي « ف » : « أذلّ بي نفساً ».

(١٠). في الوسائل والعلل : « خدّيك ».

٣١٧

قَالَ : عَلَى الْأَرْضِ - ».(١)

١٨٧٠/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - عَلَى الْمُجَذَّمِينَ(٢) وَهُوَ رَاكِبٌ(٣) حِمَارَهُ وَهُمْ يَتَغَدَّوْنَ(٤) ، فَدَعَوْهُ إِلَى الْغَدَاءِ(٥) ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي(٦) لَوْ لَا أَنِّي(٧) صَائِمٌ لَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا صَارَ إِلى مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ ، فَصُنِعَ(٨) ، وَأَمَرَ أَنْ يَتَنَوَّقُوا(٩) فِيهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا(١٠) عِنْدَهُ ، وَتَغَدّى(١١) مَعَهُمْ ».(١٢)

١٨٧١/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :

__________________

(١).علل الشرائع ، ص ٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٥ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧١ ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠ ، ح ٨٥٧٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٩.

(٢). في « ب » وحاشية « ف » : « مجذّمين ». وفي حاشية « ج ، د ، ف ، ض ، بس » والبحار : « المجذومين ». والمجذَم‌والمجذوم : المبتلى بالجذام ، وهو داء يحدث من غلبة السوداء فيفسد مزاج الأعضاء. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٣٣ ( جذم ). (٣). يجوز فيه الإضافة كما في « ص ».

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « يتغذّون » بالذال المعجمة ، وكذا بعده.

(٥). في « ب » : « الغذاء » بالمعجمتين.

(٦). في الوسائل : - « إنّي ».

(٧). في « ب » : - « أنّي ».

(٨). في « ض » : + « له ».

(٩). في « ض » : « أن يتفوّقوا ». وفيمرآة العقول : « يتألّقوا ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : «يتأنّفوا». وتنوّق فلان في مطعمه ومَلبسه واموره : إذا تجوّد وبالغ.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٥٤ ( نوق ).

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فتغذّوا » بالمعجمتين.

(١١). في « ب » : « تغذّى » بالمعجمتين. وفيالمرآة : « هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد ، فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم ؛ مع أنّه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذا الحكم لقوّة توكّلهم وعدم تأثّر نفوسهم بأمثال ذلك ، أو لعلمهم بأنّ الله لايبتليهم بأمثال البلايا التي توجب نفرة الخلق ».

(١٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٥ ، ح ٢ ؛ وص ٩٤ ، ذيل ح ٨٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٠.

٣١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ ».(١)

١٨٧٢/ ١٠. عَنْهُ(٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَمُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِ اشْتَرى لِعِيَالِهِ شَيْئاً وَهُوَ يَحْمِلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ(٣) الرَّجُلُ اسْتَحْيَا(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اشْتَرَيْتَهُ لِعِيَالِكَ ، وَحَمَلْتَهُ إِلَيْهِمْ ؛ أَمَا وَاللهِ ، لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِعِيَالِيَ الشَّيْ‌ءَ ، ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَيْهِمْ ».(٦)

١٨٧٣/ ١١. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِيمَا أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ(٨) اللهِ الْمُتَوَاضِعُونَ ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ ».(٩)

١٨٧٤/ ١٢. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ‌..............................

__________________

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣١ ، ح ٣١.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتاب محسِّن بن أحمد القَيسي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٣ ، الرقم ١١٣٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٧١ ، الرقم ٧٥٤.

(٣). في « ز » : « رأى ».

(٤). في حاشية « د » : « استحى ».

(٥). هكذا في « ب ، ص ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « له ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢ ، ح ٥٧٥٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢.

(٧). في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨). في « ب » وحاشية « ص ، ف ، بف » : « إلى ».

(٩).الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٤.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى هو كتاب عليّ بن الحكم ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، الرقم ٧١٨ ، وأكثر من الرواية عنه مباشرة في كتابه المحاسن ، فالظاهر أنّ ما ورد في « ب ، ف ، بر » والمطبوع من زيادة « عن أبيه » سهو لا يعتمد عليه.=

٣١٩

إِلى(١) أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً ، وَنَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً(٢) ؟

فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام كَانَ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ مَأْمُورَةً ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهُوَ طَوَافُ النِّسَاءِ ، وَخَلّى سَبِيلَهَا نُوحٌعليه‌السلام ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الْجِبَالِ : أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عَبْدِي عَلى جَبَلٍ مِنْكُنَّ ، فَتَطَاوَلَتْ ، وَشَمَخَتْ(٣) ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ(٤) - وَهُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ - فَضَرَبَتِ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا(٥) الْجَبَلَ ». قَالَ : « فَقَالَ نُوحٌعليه‌السلام عِنْدَ ذلِكَ : يَا مَارِي ، أَتْقِنْ ، وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ : يَا(٦) رَبِّ ، أَصْلِحْ ».

قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَرَّضَ بِنَفْسِهِ(٧) (٨)

__________________

= يؤيّد ذلك خلوّ « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة من هذه الزيادة.

ثمّ إنّ ما ورد في بعض الأسناد القليلة من توسّط والد أحمد بن أبي عبد الله بينه وبين عليّ بن الحكم كما فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ وص ٣١٦ ، ح ٣٤ و ٣٦ ؛ وص ٣١٧ ، ح ٣٩ ؛ وص ٤٢٩ ، ح ٢٤٧ ، لا يأمن من وقوع الخلل.

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ض » والوافي : « عن ».

(٢). قال الجوهري : « البدنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ؛ سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ». وقال ابن الأثير : « البدنة تقع على الجمل والناقة والبقر ، وهي بالإبل أشبه ، وسمّيت بدنة لعظمها وسمنها ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٧ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( بدن ).

(٣). « شمخت » أي ترفّعت وعلت. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٠ ( شمخ ).

(٤). « الجوديّ » : جبل بأرض الجزيرة ما بين دجلة والفرات ، استوت عليه سفينة نوحعليه‌السلام .الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( جود ).

(٥). « الجُؤجُؤ » : صدر السفينة. والجمع : الجآجئ.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( جأجأ ).

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « يا ».

(٧). في البحار ، ج ١١ : - « قال : فظننت - إلى - بنفسه ». وفيالوافي : « عرّض بنفسه ، يعني أراد بهذه الحكاية أن يتبيّن أنّه إنّما تواضع بذبح الشاة دون أن ينحر البدنة ليجبر الله تواضعه ذاك بالرفعة في قدره في الدنيا والآخرة».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٨ ، عن أبي بصير ، من قوله : « إنّ نوحاً كان في السفينة » ، مع اختلاف =

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639