بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247495 / تحميل: 8639
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ الرَّجُلُ مِنْ(١) بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ ، صَمَتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».(٢)

١٨٣٨/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ(٣) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ رَأى مَوْضِعَ كَلَامِهِ(٤) مِنْ عَمَلِهِ(٥) ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ(٦) ».(٧)

١٨٣٩/ ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ :

__________________

(١). في حاشية « بر » : « في ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحلم ، ح ١٨١١ ، مع زيادة في أوّله ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٨ ، وفيهما بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١٦٠٢٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٢. (٣). في « ج » : « قال ».

(٤). في نهج البلاغة وتحف العقول : « من علم أنّ كلامه » بدل « من رأى موضع كلامه ».

(٥). في الزهد : « عقله ». وفيشرح المازندراني : « وفيه تنبيه على أنّ المتكلّم ينبغي أن يعدّ كلامه من عمله ويتدبّر في صحّته وفساده وضرّه ونفعه ، فإن رآه صحيحاً لايترتّب عليه شي‌ء من المفاسد آجلاً وعاجلاً ، تكلّم به ، وإن رأى خلاف ذلك ، أمسك عنه ».

(٦). في تحف العقول : « فيما ينفعه ». وفيشرح المازندراني : « فيما يعنيه ، أي يهمّه ، أو يقصده ؛ من عنيتُ به ، أي اهتممت واشتغلت به ؛ أو من عنيتُ فلاناً ، أي قصدته ». وراجع أيضاً :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٣٤.

(٧).الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٤ ، عن محمّد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .نهج البلاغة ، ص ٥٣٦ ، الحكمة ٣٤٩ ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٨٩ ، ضمن الحديث الطويل ؛وفيه ، ص ١٠٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩٦ ، ح ١٦٠٧٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٣.

٣٠١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي حِكْمَةِ(١) آلِ دَاوُدَ : عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ(٢) ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ ».(٣)

١٨٤٠/ ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ(٤) يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ(٥) مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً ».(٦)

٥٧ - بَابُ الْمُدَارَاةِ (٧)

١٨٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في مرآة العقول والبحار : « حكم ».

(٢). في الوسائل والفقيه : « بأهل زمانه ».

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٥٩٠٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح ٢٢٧٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ، وفيه : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه » ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حكاية عن صحف إبراهيمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩١ ، ح ١٦٠٥٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٤.

(٤). في الفقيه وثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : « الرجل المسلم » بدل « العبد المؤمن ».

(٥). في « ف » : « يكتب ». وفي ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : + « إمّا ».

(٦).ثواب الأعمال ، ص ١٩٦ ، ح ١ ؛وفيه ، ص ١٧٨ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٥ ، باب الواحد ، ح ٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٥٨٤٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٢ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٤ ، ح ١٦٠٣١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٥.

(٧). فيالوافي : « المداراة - غير مهموزة - : ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلاّ ينفروا عنك. وقد تهمز ».

٣٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ(١) لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(٢) ».(٣)

١٨٤٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَراًعليه‌السلام يَقُولُ : « جَاءَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : دَارِ خَلْقِي ».(٤)

١٨٤٣/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ - فِيمَا نَاجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ(٥) عليه‌السلام - : يَا مُوسَى ، اكْتُمْ مَكْتُومَ(٦) سِرِّي فِي سَرِيرَتِكَ ، وَأَظْهِرْ فِي عَلَانِيَتِكَ الْمُدَارَاةَ عَنِّي(٧) لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِي ،..............................................

__________________

(١). في المحاسن والخصال ، ص ١٢٤ : « لم يقم ».

(٢). في « ب » : « الجهل » بدل « جهل الجاهل ».

(٣).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٣ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٢٤ ، باب الثلاثة ، ح ١٢١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وورد مع اختلاف في هذه المصادر :الخصال ، ص ١٤٥ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٢ ؛التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٥٤٩ ، وفيهما بسند آخر ؛الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوصيّة ، ح ٦٩٩٦ ؛الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٠ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٤.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٣ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٢ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٥. (٥). في«ص ، ف ، بف» والوافي : - « بن عمران ».

(٦). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « مكنون ».

(٧). فيالوافي : « لـمّا كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عُدّيت بعن ».

٣٠٣

وَلَا تَسْتَسِبَّ(١) لِي عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ(٢) سِرِّي : فَتَشْرَكَ(٣) عَدُوَّكَ وَعَدُوِّي(٤) فِي سَبِّي(٥) ».(٦)

١٨٤٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ(٨) الْفَرَائِضِ ».(٩)

١٨٤٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ(١٠) مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ ،

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق : « ولا تستبّ » ، وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ولا تسبب ». ولا تستسبّ له ، أي لا تُعرِّضْه للسَّبّ وتجرُّه إليه. والمراد : لاتطلب سبّي ، فإنّ من لم يفهم السرّ يسبّ من تكلّم به. فتشرك ، أي تكون شريكاً له ؛ لأنّك أنت الباعث له عليه. راجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ( سبب ).

(٢). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « بإظهارك مكنون ».

(٣). يجوز في الكلمة هيئة الإفعال على بُعدٍ.

(٤). في « بر ، بف » : « عدوّي وعدوّك ».

(٥). في « ص » : « سرّي ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢١٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٦ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٦.

(٧). في « بر » والوسائل : - « عن حمزة بن بزيع ». ولعلّه ناشٍ من جواز النظر من « بزيع » الأوّل إلى « بزيع » الثاني المستتبع للسقط. (٨). في الأمالي : « بإقامة ».

(٩).معاني الأخبار ، ص ٣٨٥ ، ضمن الحديث الطويل ٢٠ ، بسند آخر.الأمالي للطوسي ، ص ٤٨١ ، المجلس ١٧ ، ذيل ح ١٩ ؛وفيه ، ص ٥٢١ ، المجلس ١٨ ، ح ٥٧ ، وتمام الرواية فيه : « إنّا اُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما اُمرنا بإقامة الفرائض » ، وفيهما بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨١ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٣ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٧.

(١٠). في « ز » : « بن ». وهو سهو ؛ فقد روى هارون بن مسلم كتب مسعدة بن صدقة وروايته عنه في الأسناد كثيرة جدّاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٥ ، الرقم ١١٠٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٤٠٥ - ٤٠٧.

(١١). من قوله : « قال رسول الله » في الحديث السابق إلى هنا لم يرد في « ب ». ولعلّه سقط من الناسخ.

٣٠٤

وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً ، وَخَالِطُوا الْفُجَّارَ جِهَاراً(١) ، وَلَا تَمِيلُوا عَلَيْهِمْ(٢) فَيَظْلِمُوكُمْ ؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَايَنْجُو فِيهِ(٣) مِنْ ذَوِي الدِّينِ إِلَّا مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ(٤) ، وَصَبَّرَ(٥) نَفْسَهُ عَلى أَنْ يُقَالَ(٦) : إِنَّهُ أَبْلَهُ لَاعَقْلَ لَهُ ».(٧)

١٨٤٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٨) ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ(٩) قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ ، فَأُنِفُوا(١٠)

__________________

(١). في « ز ، ص ، ف » والوافي : « جهراً ».

(٢). قال فيمرآة العقول : « لا تميلوا عليهم ، على بناء المجرّد ، والتعدية بعلى للضرر ، أي لاتعارضوهم إرادةللغلبة وقيل : هو على بناء الإفعال والتفعيل ، أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر ، وهو تكلّف وإن كان أنسب بما بعده ». (٣). في شرح المازندراني : - « فيه ».

(٤). بَلِهَ بَلَهاً : ضَعُف عقله فهو أبله.المصباح المنير ، ص ٦١ ( بله ).

(٥). يجوز في « صبر » التجريد والتثقيل ؛ فإنّ المجرّد منه يستعمل لازماً ومتعدّياً. يقال : صَبَرْتُ ، أي حبستُ النفس عن الجزع ، وصَبَرْتُ زيداً وصبّرته ، أي حملته على الصبر بوعد الأجر ، أو قلت له : اصبر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٣مرآة العقول ، ج ؛ ٨ ، ص ٢٣٠.

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « [ له ] ».

(٧).تحف العقول ، ص ٤٢ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « الرفق بهم نصف العيش ». وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرفق ، ح ١٨٥٧ ، ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٨. (٨). في الوسائل : « أصحابنا ».

(٩). في الوسائل : - « من الناس ». وفي الخصال : « قريش ».

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » وشرح المازندراني والوسائل : « فاُلِقوا ». وفي الخصال : « فنفوا ». وقال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فأنفوا من قريش ، كذا في أكثر النسخ ، وكأنّه على بناء الإفعال مشتقّاً من النفي بمعنى الانتفاء ؛ فإنّ النفي يكون لازماً ومتعدّياً ، لكن هذا البناء لم يأت في اللغة. أو هو على بناء المفعول من أنف ، من قولهم : أَنَفَهُ يَأْنِفُهُ ويَأْنُفُهُ : ضرب أنفه ، فيدلّ على النفي مع مبالغة فيه ، وهو أظهر وأبلغ. وقيل : كأنّه صيغة مجهول من الأنفة بمعنى الاستنكاف ؛ إذ لم يأت الإنفاء بمعنى النفي ؛ انتهى. وأقول : هذا أيضاً لا يستقيم ؛ لأنّ الفساد مشترك ؛ إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول فإنّه يقال : أنف منه كفرح أنفاً وأنفةً : استنكف. وفي كثير من النسخ : فألقوا ، أي أخرجوا وأطرحوا منهم. وفيالخصال : فنفوا. وهو أظهر ».

٣٠٥

مِنْ قُرَيْشٍ ، وَايْمُ اللهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ ، وَإِنَّ قَوْماً مِنْ غَيْرِ(١) قُرَيْشٍ(٢) حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ ، فَأُلْحِقُوا بِالْبَيْتِ الرَّفِيعِ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « مَنْ كَفَّ يَدَهُ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا يَكُفُّ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيَكُفُّونَ عَنْهُ أَيْدِيَ(٣) كَثِيرَةً ».(٤)

٥٨ - بَابُ الرِّفْقِ‌

١٨٤٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قُفْلاً ، وَقُفْلُ الْإِيمَانِ الرِّفْقُ(٥) ».(٦)

١٨٤٨/ ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ ».(٧)

__________________

(١). في « ف » وشرح المازندراني والوافي : - « غير ».

(٢). في الخصال : « غيرهم » بدل « غير قريش ».

(٣). كذا في النسخ والمطبوع. وفي الكافي ، ح ٣٦٣٠ : « أيدياً » وهو الصحيح. وفي الخصال : « أيادي ».

(٤).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم ، ح ٣٦٣٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ؛الخصال ، ص ١٧ ، باب الواحد ، ح ٦٠ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ؛ والكافي ، كتاب الايمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٤٧ ، المجلس ١٢ ، ضمن ح ٥٧ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤١ ، ح ١٠٩.

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٣٣ : « الرفق ، وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الأحوال ، سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر. ففيه تشبيه الإيمان بالجوهر النفيس الذي يعتنى بحفظه ، والقلب بخزانته ، والرفق بالقفل ؛ لأنّه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه ، فإنّ الشيطان سارق الإيمان ، ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الإنسان على اُمور من الخشونة والفحش والقهر والضرب ، وأنواع الفساد وغيرها من الاُمور التي توجب نقص الإيمان أو زواله ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٥ ، ح ٢٠.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٨٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢١.

٣٠٦

١٨٤٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَحْيَى(١) الْأَزْرَقِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَهُمْ وَمُضَادَّتَهُمْ(٣) لِهَوَاهُمْ(٤) وَقُلُوبِهِمْ(٥) ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ يَدَعُهُمْ عَلَى الْأَمْرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَيْلَا يُلْقِيَ(٦) عَلَيْهِمْ عُرَى الْإِيمَانِ(٧) وَمُثَاقَلَتَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَيَضْعُفُوا ، فَإِذَا أَرَادَ ذلِكَ(٨) ، نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ(٩) ، فَصَارَ مَنْسُوخاً ».(١٠)

١٨٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : - « عن يحيى » ، ووجه سقوطه ظاهر بعد ما أشرنا إليه غير مرّة من جواز النظر من لفظ إلى لفظ مشابه آخر.

(٢). « السَّلّ » : انتزاعك الشي‌ء وإخراجه بالرفق.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٨٦٨ ( سلل ).

(٣). في « ض ، بف » : « ومضادّاتهم ». وفي « بر » : « ومضادّاته ». وفي حاشية « ز » والوافي : « ومضادّته ».

(٤). في « ب » : « أهواءهم ».

(٥). ذكر فيمرآة العقول في قولهعليه‌السلام : « ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم » وجوهاً : منها : كونه عطفاً على « تسليله ». والمعنى : من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادّة مختلفة ، فلو كانوا مجتمعين متّفقين في الأهواء لأفنوا المؤمنين واستأصلوهم. أو المعنى : أنّه من لطفه جعل المضادّة بين هوى كلّ امرء وقلبه ، أي روحه وعقله ، فلو لم يكن القلب معارضاً للهوى لم يختر أحد الآخرة على الدنيا. ومنها : أن يكون المعنى : من رفقه أنّه أوجب عليهم التكاليف المضادّة لهواهم وقلوبهم ، لكن برفق ولين بحيث لم يشقّ عليهم ، بل إنّما كلّف عباده بالأوامر والنواهي متدرّجاً كيلا ينفروا ، كما أنّهم لمـّا كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أوّلاً آية تدلّ على مفاسدها ، ثمّ نهوا عن شربها قريباً من وقت الصلاة ، ثمّ عمّم وشدّد. وفي لفظ « المضادّة » إيماء إلى ذلك.

(٦). في « ب » : « تلقى ».

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « عرى الإسلام ».

(٨). في « ب ، د ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي : + « الأمر ».

(٩). في « ب ، بف » وحاشية « ج » : « الآخر ». وفي الوافي : « نسخ الآخر ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فإذا أراد ذلك الأمر نسخ بالآخر ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢٢.

٣٠٧

مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ(١) بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرِّفْقُ يُمْنٌ(٢) ، وَالْخُرْقُ(٣) شُؤْمٌ ».(٤)

١٨٥١/ ٥. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَ(٧) يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».(٨)

١٨٥٢/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي‌عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) إِلَّا‌

__________________

(١). في « ص » : « معاوية » ، وقد تقدّمت فيالكافي ، ح ١٨٠٨ رواية معاوية بن وهب عن مُعاذ بن مسلم. ولانعرف راوياً بعنوان معاوية بن مسلم مذكوراً في مصادرنا.

(٢). « اليُمن » : البَرَكة ، وضدّه الشُّؤم.النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ( يمن ).

(٣). « الخَرَق » بالتحريك : ضدّ الرفق ، وأن لايحسن الرجل العمل والتصرّف في الاُمور ، والاسم : الخرق ، بضمّ الخاء وسكون الراء. وقال ابن الأثير : « الخُرق - بالضمّ - : الجهل والحُمق ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٦٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٨ ( خرق ).

(٤).الزهد ، ص ٩٢ ، ح ٧٢ ، بسنده عن معاذ بن مسلم.الغارات ، ص ١٢١ ، عن سهل بن سعد ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيه : « وارفق بالخاصّة والعامّة ، فإنّ الرفق يمن » ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤٢ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٩ ، ح ٢٣.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد عيسى المذكور في السند السابق.

(٦). في « ص » : + « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧). في « ف » : - « و ».

(٨).الزهد ، ص ٩١ ، ح ٦٩ ، عن عليّ بن النعمان ، عن عَمروِ بن شَمِر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله رفيق يعطي الثواب ويحبّ كلّ رفيق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٤.

(٩). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : + « قطّ ».

٣٠٨

زَانَهُ(١) ، وَلَا نُزِعَ(٢) مِنْ شَيْ‌ءٍ(٣) إِلَّا شَانَهُ(٤) ».(٥)

١٨٥٣/ ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

رَفَعَهُ إِلَى(٦) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « إِنَّ فِي(٧) الرِّفْقِ الزِّيَادَةَ وَالْبَرَكَةَ ، وَمَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ».(٨)

١٨٥٤/ ٨. عَنْهُ(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٠) ، قَالَ : « مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ ».(١١)

١٨٥٥/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ(١٢) أُعْطُوا حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ وَسَّعَ‌

__________________

(١). زان الشي‌ء صاحبَه زَيناً ، وأزانه إزانةً. والاسم : الزينة. المصباح المنير ، ص ٢٦١ ( زين ).

(٢). في « د » : « ولا ينزع ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : « ولم يرتع عنه قطّ » بدل « ولا نزع من شي‌ء ».

(٤). « الشَّينُ » : العيب ، وقد شانه يشينه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم على أهل الملل ، ح ٣٦٥٨ ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤١ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٥.

(٦). في الوسائل : « عن ».

(٧). في « ز » : - « في ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٦.

(٩). الظاهر البدوي من السند رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم ، والد عليّ المذكور في السند السابق ، لكنّه يأتي فيالكافي ، ح ٣٥٣٠ ، عدم ثبوت هذه الظاهرة في أسنادالكافي . فلا يبعد سقوط « عن أبيه » من سندنا هذا.

(١٠). في الوافي : « عنه ، عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « عنه - إلى - أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٧.

(١٢). في « ص » : « البيت ».

٣٠٩

اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ ، وَالرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِي الْمَالِ ، وَالرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالتَّبْذِيرُ لَايَبْقى مَعَهُ شَيْ‌ءٌ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ(١) ».(٢)

١٨٥٦/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي - وَجَرى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِيَ - : « ارْفُقْ بِهِمْ ؛ فَإِنَّ(٣) كُفْرَ أَحَدِهِمْ(٤) فِي غَضَبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِي غَضَبِهِ ».(٥)

١٨٥٧/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ ».(٧)

١٨٥٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ ،

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد بهذه الأخبار أنّ الرفق يصير سبباً للتوسّع في الرزق والزيادة فيه ، وفي الرفق الخير والبركة ، وأنّ الرفق مع التقدير في المعيشة خيرٌ من الخرق في سعة من المال ، والرفيق يقدر على كلّ ما يريد ، بخلاف الأخرق. والسرّ فيه أنّ الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبّوه وأعانوه ، وألقى الله له في قلوبهم العطف والودّ ، فلم يدعوه يتعب أو يتعسّر عليه أمره ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٨.

(٣). في « ج » : « إنّ ».

(٤). في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « أحدكم ». وفي « ج » : « أحد ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦١ ، ح ٢٩.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ف ، بف ، جر » : - « موسى ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٩ ، مع زيادة في آخره.وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المداراة ، ضمن ح ١٨٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيتحف العقول ، ص ٤٢ ؛ وص ٥٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣٠.

٣١٠

فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ(١) الْعُجْفَ(٢) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ، فَإِنْ(٣) كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً(٤) فَانْجُوا(٥) عَنْهَا(٦) ، وَإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً(٧) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ».(٨)

١٨٥٩/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ مِمَّا(٩) خَلَقَ اللهُ شَيْ‌ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ».(١٠)

١٨٦٠/ ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ‌

__________________

(١). في البحار : « الدابّة ». والتفريع بقوله : فإذا ركبتم ، للتنبيه على أنّ الرفق مطلوب حتّى مع الحيوانات.

(٢). في الفقيه : « العجاف ». و « العَجَف » : الهزال. والأعجف : المهزول ، وقد عَجِفَ. والاُنثى : عجفاء. والجمع : عجاف ، على غير قياس ، وعُجْف.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٩ ؛المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ( عجف ).

(٣). في « ض » : « وإن ».

(٤). « الأرض الـمُجْدِبة » : هي التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولامرتع ولا كلأ ، وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥). النَّجاءُ : السرعة في السير ، والخلاص عن الشي‌ء ، يقال : نجا ينجو نَجاءً ، إذا أسرع ، ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأنجاه غيره. والمعنى : أسرعوا في السير ؛ لتخلصوا منها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ( نجا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٩.

(٦). في المحاسن : « فألحوا عليها » بدل « فانجوا عنها ». وفي البحار والفقيه : « عليها » بدل « عنها ».

(٧). « المخصبة » : نقيض المجدبة ، وقد مضى معناها ، من الخِصْب ، وهو نقيض الجَدْب ، وهوكثرة العُشْب ورفاغة العيش. وللمزيد راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( خصب ).

(٨).المحاسن ، ص ٣٦١ ، كتاب السفر ، ح ٨٧ ، عن النوفلي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٢٤٨٠ ، بسنده عن السكوني.الجعفريّات ، ص ١٥٩ ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ١٥٠ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه ، وذكر الحديث بطوله » ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٥١ ، ذيل ح ١٥٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣١.

(٩). في الوافي : « من - خ ل » بدل « ممّا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٢.

٣١١

بْنِ مَيْمُونٍ(١) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَكُمْ ، وَمُضَادَّةَ(٣) قُلُوبِكُمْ ، وَإِنَّهُ(٤) لَيُرِيدُ تَحْوِيلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ ، فَيَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتّى يُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِيَةَ(٥) تَثَاقُلِ الْحَقِّ عَلَيْهِ ».(٦)

١٨٦١/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ(٧) ».(٨)

١٨٦٢/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٩) بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ كَانَ رَفِيقاً فِي أَمْرِهِ ، نَالَ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ ».(١٠)

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » : - « بن ميمون ».

(٢). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب » والمطبوع : « تسليل ». ولم يُر مجي‌ء التفعيل من‌السلّ.

(٣). في « ب ، ض » والوافي : « مضادّته ». وفيمرآة العقول : « كأنّ الأنسب هنا عطف مضادّة على أضغانكم ويحتمل أيضاً العطف على التسليل بالإضافة إلى المفعول ».

(٤). في « ج » : « فإنّه ». وفي « ص » : « فإنّه ليس ».

(٥). في « بر » : « كراهة ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٤٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣.

(٧). في الفقيه : « لصاحبه ».

(٨).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حسن الصحابة وحقّ الصاحب في السفر ، ح ٣٧٧٦. وفيالمحاسن ، ص ٣٥٧ ، كتاب السفر ، ح ٦٨ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٤٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣٣ ، ح ١٥٨٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٤.

(٩). هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « فضيل ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٥.

٣١٢

٥٩ - بَابُ التَّوَاضُعِ‌

١٨٦٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ ، جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ(٢) ». قَالَ : « فَقَالَ جَعْفَرٌ(٣) : فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلى(٤) تِلْكَ الْحَالِ ، فَلَمَّا(٥) رَأى مَا بِنَا وَتَغَيُّرَ وُجُوهِنَا ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً وَأَقَرَّ عَيْنَهُ(٦) ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟ فَقُلْتُ : بَلى أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ جَاءَنِي(٧) السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ(٨) أَرْضِكُمْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِي(٩) هُنَاكَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ(١٠) نَصَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ(١١) ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : بَدْرٌ ، كَثِيرِ الْأَرَاكِ(١٢) ، لَكَأَنِّي(١٣) أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعى لِسَيِّدِي‌

__________________

(١). الظاهر زيادة « عن أبيه » في السند ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

(٢). فيشرح المازندراني : « الخلقان الثوب ». و « الخُلْقان » : جمع الخَلَق ، وهو البالي.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧٢ ( خلق ).

(٣). في « ز » : « أبو جعفر ». وفي « ف » : + « بن محمّد ».

(٤). في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « في ».

(٥). فيالأمالي للمفيد : + « أن ».

(٦). في « ص ، ف » : « عينيه ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : « عينيّ به ».

(٧). فيالأمالي للمفيد والطوسي : « جاء في » بدل « جاءني ».

(٨). في « ف » : « من » بدل « الساعة من نحو ».

(٩). في « ز » : « عيون ». والعين : الجاسوس والديدبان. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣١ ( عين ). (١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « قد ».

(١١). في « ز ، ف » : - « فلان ». وفي حاشية « د » : + « وفلان ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : + « وقتل فلان وفلان وفلان ».

(١٢). « الأراك » : شجر من الحَمْض يستاك بقُضبانه. والواحدة : أراكة ، له حَمل كعناقيد العنب ، واسمه : الكَباث ، وإذانضج يُسمن الـمَرْد.المصباح المنير ، ص ١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠ ( أرك ).

(١٣) في « ب ، ف » : « فكأنّي ». وفيالوافي : « وقوله : لكأنّي أنظر إليه ، إمّا من كلام النجاشي ، أو حكاية كلام العين ».

٣١٣

هُنَاكَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي(١) ضَمْرَةَ.

فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ(٢) ، فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْكَ هذِهِ الْخُلْقَانُ؟ فَقَالَ لَهُ(٣) : يَا جَعْفَرُ ، إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلى عِيسىعليه‌السلام أَنَّ مِنْ حَقِّ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا لَهُ(٤) تَوَاضُعاً(٥) عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ(٦) نِعْمَةٍ(٧) ، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَحْدَثْتُ لِلّهِ هذَا التَّوَاضُعَ(٩)

فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً ، فَتَصَدَّقُوا ؛ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً ، فَتَوَاضَعُوا ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ(١٠) ، وَإِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً ، فَاعْفُوا ؛ يُعِزَّكُمُ اللهُ ».(١١)

١٨٦٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ ».(١٢)

__________________

(١). في « ز » : - « بني ».

(٢). فيالأمالي للمفيد والطوسي : + « الصالح ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بف » والوافي : - « له ».

(٤). في البحار والأمالي للمفيد والطوسي : - « له ».

(٥). في « ز » : « به تواضعاً له » بدل « له تواضعاً ».

(٦). في « ز ، ف » : - « من ».

(٧). فيالأمالي للمفيد : « النعمة ».

(٨). في « ز ، بر » والوافي : « محمّد ».

(٩). في « ض » : + « قال ».

(١٠). في البحار : « يرحمكم الله ».

(١١).الأمالي للمفيد ، ص ٢٣٨ ، المجلس ٢٨ ، ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٤ ، المجلس ١ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن هارون بن مسلم بن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العفو ، ح ١٧٩٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٧ ، ح ٢٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٣.

(١٢).الزهد ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٦ ، عن ابن أبي عمير.المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٧ ، مرسلاً عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٢ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٤.

٣١٤

١٨٦٥/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَشِيَّةَ خَمِيسٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ(٢) الْأَنْصَارِيُّ بِعُسِّ(٣) مَخِيضٍ(٤) بِعَسَلٍ ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلى فِيهِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ(٥) قَالَ : شَرَابَانِ يُكْتَفى بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، لَا أَشْرَبُهُ ، وَلَا أُحَرِّمُهُ ، وَلكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ ؛ فَإِنَّ(٦) مَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللهُ(٧) ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللهُ ، وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ(٨) رَزَقَهُ اللهُ ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ(٩) أَحَبَّهُ اللهُ ».(١٠)

١٨٦٦/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ(١١) :

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٢). في الزهد : « خولة ».

(٣). « العُسّ » : القدح الكبير. والجمع : عِساس ، وربّما قيل : أعساس.المصباح المنير ، ص ٤٠٩ ( عسس ).

(٤). في الزهد : « بعُسّ من لبن مخيض ». وخاض الشراب : خَلَطَه.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٦٩ ( خاض ).

(٥). في « ص » : - « ثمّ ».

(٦). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بر » والزهد : « فإنّه ». وفي « ج » : « إنّه ».

(٧). في « ف » : - « الله ».

(٨). في « ج ، ز » : « معيشة ».

(٩). في الزهد : « ذكر الله ».

(١٠).الزهد ، ص ١٢٤ ، ح ١٥١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله » ؛المحاسن ، ص ٤٠٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٣٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « ولكن أتواضع لله » ، مع اختلاف ؛كامل الزيارات ، ص ٢٧٠ ، الباب ٨٨ ، ذيل الحديث الطويل ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من تواضع لله‌رفعه الله ، ومن تكبّر وضعه الله » ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٦ ، المجلس ٢ ، ح ٤٩ ، وتمام الرواية فيه : « ما تواضع أحد إلّارفعه الله » ؛وفيه ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، وتمامه فيه : « ومن تواضع لله‌رفعه الله » ، وفيهما بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ج ٢٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٥.

(١١). في « بر » : « الحمّاز ». وفي حاشية « ج ، بف » : « الجمّاز ». وداود هذا ، هو داود بن سليمان الحَمّار. راجع : =

٣١٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ(١) وَقَالَ : « مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي جَنَّتِهِ(٢) ».(٣)

١٨٦٧/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَذْكُرُ أَنَّهُ : « أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَلَكٌ(٤) ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ(٥) عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً(٦) ، أَوْ مَلِكاً رَسُولاً ».

قَالَ(٧) : « فَنَظَرَ إِلى جَبْرَئِيلَ(٨) ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ : أَنْ تَوَاضَعْ ، فَقَالَ : عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً(٩) ، فَقَالَ الرَّسُولُ(١٠) : مَعَ أَنَّهُ لَايَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَيْئاً » قَالَ(١١) : « وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ(١٢) ».(١٣)

__________________

=رجال النجاشى ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٣ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٣.

(١). في « ج ، بر » : + « قال ». وفي « بس » : - « مثله ». وفي الوسائل والكافي ، ح ٣٢٠٢ : - « مثله و ».

(٢). فيمرآة العقول : « أي آواه تحت قصورها وأشجارها ، أو وقع عليه ظلّ رحمته ، أو أدخله في كنفه وحمايته ، كما يقال : فلان في ظلّ فلان ».

(٣).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً ، ح ٣٢٠٢.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥٦ ، ح ٨٩٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٦.

(٤). في « ص » : - « ملك ». وفي حاشية « ز » : « جبرئيلعليه‌السلام ».

(٥). في « ز » : - « أن تكون ». (٦).في«ص»:«يخيّرك عبداًرسولاً»بدل«فقال:إنّ الله-إلى-متواضعاً».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٤٨ : « أي قال أبو جعفرعليه‌السلام : فنظر الرسول إلى جبرئيل ويحتمل أن يكون‌المستتر في « قال » راجعاً إلى الرسول ، و « إليّ » بالتشديد. وكأنّ الأوّل أظهر ».

(٨). فيالوافي : « فنظر إلى جبرئيل كأنّه يستشيره. وهذه الجملة وما بعدها معترضة ».

(٩). في « ص » والوافي : - « متواضعاً ». وفي « ف » : « عبداً رسولاً متواضعاً ».

(١٠). فيالوافي : « فقال الرسول ، يعني الملك ».

(١١). في « ب » : « وقال ».

(١٢). فيالمرآة : « قال ومعه ، أي قال أبوجعفرعليه‌السلام وكان مع الملك عند تبليغ هذه الرسالة المفاتيح أتى بها ليعطيه إيّاها إن اختار الملك. ويحتمل أن يكون ضمير « قال » راجعاً إلى الملك ، ومفعول القول محذوفاً ، والواو في قوله : « ومعه » للحال ، أي قال ذلك ومعه المفاتيح. وقيل : ضمير « قال » راجع إلى الرسول ، أي قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أقبل وإن كان معه المفاتيح. ولا يخفى ما فيه ».

(١٣)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، =

٣١٦

١٨٦٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضى بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ(١) ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلى مَنْ تَلْقى ، وَأَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ(٢) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَ(٣) لَاتُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوى».(٤)

١٨٦٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مُوسىعليه‌السلام : أَنْ يَا مُوسى ، أَتَدْرِي لِمَ(٥) اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي(٦) دُونَ خَلْقِي؟ قَالَ(٧) : يَا رَبِّ ، وَلِمَ ذَاكَ؟ » قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : يَا مُوسى(٨) ، إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِي نَفْساً(٩) مِنْكَ ؛ يَا مُوسى ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ(١٠) عَلَى التُّرَابِ - أَوْ‌

__________________

= ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٥ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٨ ، ح ٢٧.

(١). في المعاني : « المجالس ».

(٢). ماريتُه اماريه مماراة ومِراءً : جادَلتُه.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٣). هكذا في جميع النسخ والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار والمعاني. وفي المطبوع : + « أن ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام . وفيالكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم ، ح ٣٦٤٥ ؛ والخصال ، ص ١١ ، باب الواحد ، ح ٣٩ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « من التواضع أن تسلّم على من لقيت ».الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من التواضع السلام على كلّ من تمرّ به ، والجلوس دون شرف المجلس ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٨.

(٥). في البحار والعلل : « لما ».

(٦). في العلل : « لكلامي ».

(٧). في « ض » : + « موسى ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أن يا موسى ». وفي الوسائل والعلل : - « يا موسى ».

(٩). في « ب ، ج د ، ض » والوافي : « أذلّ نفساً لي ». وفي « ز » : « أذلّ نفساً » بدون « لي ». وفي « ف » : « أذلّ بي نفساً ».

(١٠). في الوسائل والعلل : « خدّيك ».

٣١٧

قَالَ : عَلَى الْأَرْضِ - ».(١)

١٨٧٠/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - عَلَى الْمُجَذَّمِينَ(٢) وَهُوَ رَاكِبٌ(٣) حِمَارَهُ وَهُمْ يَتَغَدَّوْنَ(٤) ، فَدَعَوْهُ إِلَى الْغَدَاءِ(٥) ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي(٦) لَوْ لَا أَنِّي(٧) صَائِمٌ لَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا صَارَ إِلى مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ ، فَصُنِعَ(٨) ، وَأَمَرَ أَنْ يَتَنَوَّقُوا(٩) فِيهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا(١٠) عِنْدَهُ ، وَتَغَدّى(١١) مَعَهُمْ ».(١٢)

١٨٧١/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :

__________________

(١).علل الشرائع ، ص ٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٥ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧١ ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠ ، ح ٨٥٧٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٩.

(٢). في « ب » وحاشية « ف » : « مجذّمين ». وفي حاشية « ج ، د ، ف ، ض ، بس » والبحار : « المجذومين ». والمجذَم‌والمجذوم : المبتلى بالجذام ، وهو داء يحدث من غلبة السوداء فيفسد مزاج الأعضاء. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٣٣ ( جذم ). (٣). يجوز فيه الإضافة كما في « ص ».

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « يتغذّون » بالذال المعجمة ، وكذا بعده.

(٥). في « ب » : « الغذاء » بالمعجمتين.

(٦). في الوسائل : - « إنّي ».

(٧). في « ب » : - « أنّي ».

(٨). في « ض » : + « له ».

(٩). في « ض » : « أن يتفوّقوا ». وفيمرآة العقول : « يتألّقوا ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : «يتأنّفوا». وتنوّق فلان في مطعمه ومَلبسه واموره : إذا تجوّد وبالغ.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٥٤ ( نوق ).

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فتغذّوا » بالمعجمتين.

(١١). في « ب » : « تغذّى » بالمعجمتين. وفيالمرآة : « هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد ، فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم ؛ مع أنّه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذا الحكم لقوّة توكّلهم وعدم تأثّر نفوسهم بأمثال ذلك ، أو لعلمهم بأنّ الله لايبتليهم بأمثال البلايا التي توجب نفرة الخلق ».

(١٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٥ ، ح ٢ ؛ وص ٩٤ ، ذيل ح ٨٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٠.

٣١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ ».(١)

١٨٧٢/ ١٠. عَنْهُ(٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَمُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِ اشْتَرى لِعِيَالِهِ شَيْئاً وَهُوَ يَحْمِلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ(٣) الرَّجُلُ اسْتَحْيَا(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اشْتَرَيْتَهُ لِعِيَالِكَ ، وَحَمَلْتَهُ إِلَيْهِمْ ؛ أَمَا وَاللهِ ، لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِعِيَالِيَ الشَّيْ‌ءَ ، ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَيْهِمْ ».(٦)

١٨٧٣/ ١١. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِيمَا أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ(٨) اللهِ الْمُتَوَاضِعُونَ ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ ».(٩)

١٨٧٤/ ١٢. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ‌..............................

__________________

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣١ ، ح ٣١.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتاب محسِّن بن أحمد القَيسي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٣ ، الرقم ١١٣٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٧١ ، الرقم ٧٥٤.

(٣). في « ز » : « رأى ».

(٤). في حاشية « د » : « استحى ».

(٥). هكذا في « ب ، ص ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « له ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢ ، ح ٥٧٥٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢.

(٧). في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨). في « ب » وحاشية « ص ، ف ، بف » : « إلى ».

(٩).الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٤.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى هو كتاب عليّ بن الحكم ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، الرقم ٧١٨ ، وأكثر من الرواية عنه مباشرة في كتابه المحاسن ، فالظاهر أنّ ما ورد في « ب ، ف ، بر » والمطبوع من زيادة « عن أبيه » سهو لا يعتمد عليه.=

٣١٩

إِلى(١) أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً ، وَنَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً(٢) ؟

فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام كَانَ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ مَأْمُورَةً ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهُوَ طَوَافُ النِّسَاءِ ، وَخَلّى سَبِيلَهَا نُوحٌعليه‌السلام ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الْجِبَالِ : أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عَبْدِي عَلى جَبَلٍ مِنْكُنَّ ، فَتَطَاوَلَتْ ، وَشَمَخَتْ(٣) ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ(٤) - وَهُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ - فَضَرَبَتِ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا(٥) الْجَبَلَ ». قَالَ : « فَقَالَ نُوحٌعليه‌السلام عِنْدَ ذلِكَ : يَا مَارِي ، أَتْقِنْ ، وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ : يَا(٦) رَبِّ ، أَصْلِحْ ».

قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَرَّضَ بِنَفْسِهِ(٧) (٨)

__________________

= يؤيّد ذلك خلوّ « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة من هذه الزيادة.

ثمّ إنّ ما ورد في بعض الأسناد القليلة من توسّط والد أحمد بن أبي عبد الله بينه وبين عليّ بن الحكم كما فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ وص ٣١٦ ، ح ٣٤ و ٣٦ ؛ وص ٣١٧ ، ح ٣٩ ؛ وص ٤٢٩ ، ح ٢٤٧ ، لا يأمن من وقوع الخلل.

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ض » والوافي : « عن ».

(٢). قال الجوهري : « البدنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ؛ سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ». وقال ابن الأثير : « البدنة تقع على الجمل والناقة والبقر ، وهي بالإبل أشبه ، وسمّيت بدنة لعظمها وسمنها ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٧ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( بدن ).

(٣). « شمخت » أي ترفّعت وعلت. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٠ ( شمخ ).

(٤). « الجوديّ » : جبل بأرض الجزيرة ما بين دجلة والفرات ، استوت عليه سفينة نوحعليه‌السلام .الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( جود ).

(٥). « الجُؤجُؤ » : صدر السفينة. والجمع : الجآجئ.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( جأجأ ).

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « يا ».

(٧). في البحار ، ج ١١ : - « قال : فظننت - إلى - بنفسه ». وفيالوافي : « عرّض بنفسه ، يعني أراد بهذه الحكاية أن يتبيّن أنّه إنّما تواضع بذبح الشاة دون أن ينحر البدنة ليجبر الله تواضعه ذاك بالرفعة في قدره في الدنيا والآخرة».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٨ ، عن أبي بصير ، من قوله : « إنّ نوحاً كان في السفينة » ، مع اختلاف =

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

بتفصيل ذكره المسعودي و لعلّ العنوان كان كلامهعليه‌السلام في مقام آخر فأسلكه سيف في هذا كما هو دأبه ، كما أنّ المصنّف إذا رأى كلمة بليغة منسوبة إليهعليه‌السلام ينقلها و لا يراعي السند .

و كيف كان ، فمن شواهد العنوان ما في ( جمل المفيد ) أنّ ابن الزبير يوم الجمل تناول خطام جمل عائشة ، فبرز إليه الأشتر فخلّى الخطام من يده و أقبل نحوه و اصطرعا فسقطا إلى الأرض ، فجعل ابن الزبير يقول و قد أخذ الأشتر بعنقه و ينادي « اقتلوني و مالكا معي » ، قال الأشتر فما سرّني إلاّ قوله « مالك » و لو كان قال « الأشتر » لقتلوني ، فو اللَّه لقد تعجّبت من حمقه إذ ينادي بقتله و قتلي و ما كان ينفعه المشؤوم إن قتلت و قتل هو معي ، فأفرجت عنه و انهزم و به ضربة مثخنة في جانب وجهه(١) .

هذا ، و في ( الأغاني ) كان عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من حمقى العرب ، قيل له : إن لكلّ فرس جواد اسما ، و إنّ فرسك هذا سابق جواد فسمّه ، ففقأ أحدى عينيه و قال : سمّيته « الأعور » .

( و فيه ) كان أسد بن يزيد بن مزيد الشيباني شبيها بأبيه جدّا بحيث لا يفصل بينهما إلاّ المتأمل ، و كان أكثر ما يباعد منه ضربة في وجه يزيد تأخذ من قصاص شعره و منحرفة على جبهته ، فكان أسد يتمنّى مثلها فهوت له ضربة في حرب أبيه من قبل الرشيد للوليد بن طريف الخارجي فأصابت في ذلك الموضع ، فيقال إنّه لو خطت على مثال ضربة أبيه ما عدا جاءت كأنّها هي(٢) .

____________________

( ١ ) الجمل للمفيد : ١٨٧ .

( ٢ ) الأغاني للأصفهاني ١٢ : ٩٥ .

٥٦١

٦٩ الحكمة ( ٣٠٥ ) و قالعليه‌السلام :

مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ في الخبر : أخبر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ جعفر بن أبي طالب كان له خصال في الجاهلية شكرها اللَّه تعالى له ، و منها عدم زناه لغيرته كعدم شربه لعزّته و عدم كذبه لشرفه(١) .

هذا ، و في ( الطبري ) بنى الحجّاج واسطا سنة ( ١٨٥ )(٢) و كان سبب بنائه أنّه ضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان ، فعسكروا بحمام عمر و كان فتى من بني أسد حديث عهد بعرس بابنة عمّ له ، فانصرف من العسكر إلى ابنة عمّه ليلا فطرق الباب طارق و دقّه دقّا شديدا ، فإذا سكران من أهل الشام فقالت المرأة لزوجها : لقد لقينا من هذا الشامي شرّا يفعل بنا كلّ ليلة ما ترى يريد المكروه و قد شكوته إلى مشيخة أصحابه فقال : إئذنوا له ، ففعلوا ، فأغلق الباب و أندر رأسه فلمّا اذن بالفجر خرج الرجل إلى العسكر و قال لامرأته إذا صليت الفجر بعثت إلى الشاميّين أن أخرجوا صاحبكم فسيأتون بك الحجّاج فأصدقيه الخبر على وجهه ، ففعلت و رفع القتيل إلى الحجّاج و ادخلت المرأة عليه فأخبرته ، فقال : صدقتني ثم قال لولاة الشامي : ادفنوا صاحبكم فإنه قتيل اللَّه إلى النار لا قود له و لا عقل ، ثم نادى مناديه : لا ينزلنّ أحد على أحد و أخرجوا ، و بعث روّادا يرتادون له منزلا حتى نزل في موضع واسط(٣) .

____________________

( ١ ) أمالي الصدوق ، المجلس ١٧ : ٧٠ ، و نقله المؤلف في كتابه قاموس الرجال ٢ : ٦٠٣ .

( ٢ ) وقع سهوا في العلاّمة فالسنة التي بني فيها واسط هي ( ٨٣ ) للهجرة .

( ٣ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٣ : ٦٤٩ .

٥٦٢

٧٠ الحكمة ( ٣٠٦ ) و قالعليه‌السلام :

كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً فالناس كما لا يملكون حياة لا يملكون موتا :

أكان الجبان يرى أنّه

يدافع عنه الفرار الأجل

فقد يدرك الحادثات الجبان

و يسلم منها الشجاع البطل(١)

و في ( الكافي ) عن سعيد بن قيس الهمداني ، نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان ، فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقلت : في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلاّ و له من اللَّه حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه و بين كلّ شي‏ء(٢) .

و عن الصادقعليه‌السلام : كان قنبر يحبّ عليّاعليه‌السلام حبّا شديدا ، فإذا خرج عليّعليه‌السلام خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : مالك يا قنبر ؟ قال : جئت لأمشي خلفك قال : و يحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟ فقال :

بل من أهل الأرض قال : انّهم لا يستطيعون لي شيئا إلاّ بإذن اللَّه من السماء .

إرجع ، فرجع(٣) .

____________________

( ١ ) نسب المبرد البيتين في الكامل ٣ : ١١٧٣ ( طبع مصر ) لمعاوية بن أبي سفيان .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ٨ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ١٠ ، نقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٠ : ١٥٨ رواية ١٥ .

٥٦٣

٧١ الحكمة ( ٣٢٦ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْعُمُرُ اَلَّذِي أَعْذَرَ اَللَّهُ فِيهِ إِلَى اِبْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً في ( الطبري ) لمّا قتل الحسينعليه‌السلام و رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، رأت الشيعة أنّها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسينعليه‌السلام إلى النصرة و تركهم إجابته و مقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، و رأوا أنّه لا يغسل عارهم و الإثم عنهم في مقتله إلاّ بقتل من قتله أو القتل فيه ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة : سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبة و إلى المسيب بن نجبة الفزاري و كان من خيار أصحاب عليعليه‌السلام و إلى عبد اللَّه بن سعيد بن نفيل الأزدي و إلى عبد اللَّه بن والي التيمي و الى رفاعة بن شداد البجلي ، فاجتمعوا في منزل سليمان فبدأ المسيّب فقال : قد ابتلينا بطول العمر و التعرّض لأنواع الفتن( فنرغب إلى ربّنا أن لا يجعلنا ممّن يقول له غدا أَوَ لَم نُعمّركم ما يَتذكر فيه من تَذَكّر وَ جاءَكُم النذير ) (١) و ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : العمر الّذي أعذر اللَّه فيه إلى ابن آدم ستّون سنة .(٢) .

و في ( تاريخ بغداد ) : نظر العباس بن الفضل بن الربيع في المرآة فنظر إلى شيبة في لحيته فقال :

أهلا بواحدة للشيب وافدة

تنعى الشباب و تنهانا عن الغزل

جاءت لتنذرنا ترحال لذّتنا

عن الشباب و شيبا غير مرتحل

____________________

( ١ ) فاطر : ٣٧ .

( ٢ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٤ : ٤٢٦ .

٥٦٤

قد يعذر المرء ما دامت شبيبته

و ليس يعذر معذور كمكتهل(١)

و في ( شعراء ابن قتيبة ) قال الاقيشر :

إذا المرء أو فى الأربعين و لم يكن

له دون ما يأتي حياء و لا ستر

فدعه و لا تنفس عليه الذي أتى

و إن جرّ ارسان الحياة له الدهر(٢)

هذا ، و روى ( الخصال ) عن الصادقعليه‌السلام قال : إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة ، فإذا بلغه أوحى اللَّه تعالى إلى ملائكته إنّي قد عمّرت عبدي عمرا و قد طال ، فغلّظا و شدّدا و تحفّظا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره(٣) .

و قال الباقرعليه‌السلام : إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له : خذ حذرك فانّك غير معذور ، و ليس ابن أربعين أحق بالعذر من ابن عشرين سنة ، فإنّ الذي يطلبهما واحد و ليس عنهما براقد ، فاعمل لمّا أمامك من الهول ودع عنك فضول القول(٤) .

و في ( بديع ابن المعتزّ ) : كان رجل من أهل الأدب له أصحاب يشرب معهم و ينادمهم ، فدعوه فلم يجبهم فقالوا : ما منعك ؟ قال : دخلت البارحة في الأربعين و أنا أستحي من سنّي(٥) .

و روى أيضا عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى( أوَ لَم نُعمركم ما يَتذكر فيه من تَذكر ) (٦) إنّه توبيخ لابن ثماني عشرة سنة(٧) .

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ : ١٣٤ في ترجمة العباس بن الطفيل .

( ٢ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ١٣٤ .

( ٣ ) الخصال للصدوق ٢ : ٥٤٥ ح ٢٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٣ : ٣٨٩ رواية ٧ .

( ٥ ) البديع لابن المعتز : ١٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٧ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٨ : ٢٥٧ .

٥٦٥

هذا و في ( كتاب سيبويه ) عن الخليل سمع أعرابيا يقول : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه و إيا الشّواب بالجر(١) .

٧٢ الحكمة ( ٣٢٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَلاِسْتِغْنَاءُ عَنِ اَلْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ اَلصِّدْقِ بِهِ أقول : « أعزّ » هنا من عزّ الشي‏ء إذا قلّ و لا يكاد يوجد فهو عزيز ، و حينئذ فالمراد أن الصدق في العذر و ان كان عزيزا قليل الوجود فقالوا : « المعاذير يشوبها الكذب » إلاّ أنّ جعل عمله بحيث لا يحتاج إلى عذر أعزّ و أقلّ وجودا من العذر الصادق ، و لو تيسّر للإنسان جعل عمله كذلك كان ممدوحا و مع العذر الصادق غير مذموم .

و قال ابن أبي الحديد : المعنى ، لا تفعل شيئا تعتذر منه أعزّ لك من أن تفعل ثم تعتذر و إن كنت صادقا و هو كما ترى ، فإنّهعليه‌السلام قال : الإستغناء أعزّ في نفسه لا أعزّ لك(٢) .

٧٣ الحكمة ( ٣٣١ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلطَّاعَةَ غَنِيمَةَ اَلْأَكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ اَلْعَجَزَةِ قال تعالى :( و الّذين يؤتُون ما آتوا و قُلوبهم وَجِلةٌ أَنّهم إلى ربِّهم

_ ___________________

( ١ ) أبي بشير كتاب سيبويه ١ : ٢٧٩ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٤١ .

٥٦٦

 راجعُون اُولئكَ يُسارعونَ في الخَيراتِ وَ هُم لها سابِقُون ) (١) .( فاستبقوا الخيرات إلى اللَّه مرجِعُكم جميعاً فيُنَبِّئكم بما كُنتم فيه تختلفونَ ) (٢) ( سابقوا إلى مَغفِرةٍ مِن ربّكُم و جنّةٍ عرضها كعرض السَماءِ و الأرض ) (٣) ( و أقبَل بعضُهم على بعضٍ يتساءَلُون قالوا إِنّا كُنّا قبل في أَهلنا مُشفقينَ فمنَّ اللَّه علينا وَ وَقانا عذابَ السَّموم إِنّا كُنّا من قبلُ ندعوهُ إنّه هو البرُّ الرّحيم ) (٤) ( أَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرتى على ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّه و إِن كُنتُ لَمِنَ الساخِرينَ ) (٥) .

٧٤ الحكمة ( ٣٣٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ أقول : هو من حديث الاربعمائة ، و الوتر بالتحريك واحد أوتار القوس .

في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا(٦) .

و عنهعليه‌السلام : العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلاّ ارتحل عنه(٧) .

____________________

( ١ ) المؤمنون : ٦٠ ٦١ .

( ٢ ) المائدة : ٤٨ .

( ٣ ) الحديد : ٢١ .

( ٤ ) الطور : ٢٥ ٢٨ .

( ٥ ) الزمر : ٥٦ .

( ٦ ) الكافي للكليني ١ : ٤٤ ح ٣ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٢ : ٣٣ .

٥٦٧

٧٥ الحكمة ( ٣٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

مِنَ اَلْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ اَلْمَعَاصِي أقول : قال ابن أبي الحديد هذه الكلمة على صيغ مختلفة « من العصمة أن لا تقدر » « من العصمة ألاّ تجد »(١) .

و ليس المراد بالعصمة العصمة التي يذكرها المتكلّمون .

قلت : الظاهر أنّ المراد أنّ عدم تيسّر أسباب المعصية للإنسان قسم من عصمة اللَّه تعالى له .

٧٦ الحكمة ( ٣٤٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اِشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ وَ مَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اَللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ وَ مَنْ سَلَّ سَيْفَ اَلْبَغْيِ قُتِلَ به وَ مَنْ كَابَدَ اَلْأُمُورَ عَطِبَ وَ مَنِ اِقْتَحَمَ اَللُّجَجَ غَرِقَ وَ مَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ اَلسُّوءِ اُتُّهِمَ وَ مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ اَلنَّارَ وَ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ اَلنَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ اَلْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ وَ اَلْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ وَ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اَلْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ اَلدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ « من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره » و من اشتغل بعيب غيره

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٠ .

٥٦٨

لا بدّ أنّه نسي عيوب نفسه .

« و من رضي برزق اللَّه لم يحزن على ما فاته » لأنّه يعلم أنّ ما فاته لم يكن رزقه فلم هو يحزن .

« و من سل سيف البغي قتل به » قتل أبو مسلم أبا سلمة غيلة و قتل ستمائة ألف صبرا ، فقتل غيلة و صبرا فقال له المنصور وقت قتله :

زعمت أن الدّين لا ينقضي

فاستوف بالكيل أبا مجرم

إشرب بكأس كنت تسقي بها

أمرّ في الحلق من العلقم(١)

و في ( المروج ) : سخط المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيّات بعد خلافته بأشهر و قبض أمواله و جميع ما كان له و قد كان ابن الزيّات في أيام وزارته للمعتصم و الواثق اتّخذ للمصادرين و المغضوب عليهم تنورا من الحديد رؤوس مساميره إلى داخل ، قائمة مثل رؤوس المسال أي الابر العظام فكان يعذّبهم فيه ، فأمر المتوكل بإدخاله في ذلك التنّور ، فكتب إلى المتوكل :

هي السبيل فمن يوم إلى يوم

كأنّه ما تريك العين في النوم

لا تجزعنّ رويدا إنّها دول

دنيا تنقّل من قوم إلى قوم

و وصلت الرقعة إليه في غد ، فأمر بإخراجه فوجده ميتا و كان حبسه في التنور أربعين يوما(٢) .

و في ( تفسير القمي ) : بعث بختنّصر إلى دانيال و كان ألقاه في بئر بابل و ألقى معه لبوة ، فكانت اللبوة تأكل طين البئر و يشرب دانيال لبنها ، و كان اري في منامه كأنّ رأسه من حديد و رجلاه من نحاس و صدره من ذهب ، فدعا

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٣٠٤ .

( ٢ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ٨٨ .

٥٦٩

المنجّمين فقال لهم : ما رأيت ؟ قالوا ما ندري لكن قص علينا ما رأيت فقال : و أنا اجري عليكم الأرزاق منذ كذا و لا تدرون ما رأيت في المنام ، فأمر بهم فقتلوا ، فقال له بعض من كان عنده : ان كان عند أحد شي‏ء فعند صاحب الجبّ ، فان اللّبوة لم تتعرّض له تأكل الطين و ترضعه ، فبعث إليه فقال : ما رأيت في النوم ؟

قال : رأيت كأن رأسك من حديد و رجلك من نحاس و صدرك من ذهب ، قال :

هكذا رأيت فما ذاك ؟ قال : ذهب ملكك و أنت مقتول إلى ثلاثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس فقال : إنّ عليّ سبع مدائن على باب كل مدينة حرس ، و وضعت بطة من نحاس على باب كلّ مدينة لا يدخل غريب إلاّ صاحت عليه حتى يؤخذ .

فقال : إنّ الأمر كما قلت لك فبث الخيل و قال لا تلقون أحدا من الخلق إلاّ قتلتموه كائنا من كان و قال لدانيال : لا تفارقني هذه الثلاثة فإن مضت و أنا سالم قتلتك ، فلمّا كان الثالث ممسيا أخذه الغمّ ، فخرج فتلقّاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس و هو لا يعلم أنّه من أهل فارس ، فدفع إليه سيفه و قال : لا تلق احدا من الخلق إلاّ قتلته و إن لقيتني فاقتلني ، فأخذ الغلام سيفه فضربه به فقتله(١) .

و في ( المروج ) قال البحتري : إجتمعنا ذات يوم مع الندماء في مجلس المتوكل ، فتذاكرنا أمر السيوف فقال بعض من حضر : بلغني أنّه وقع عند رجل من أهل البصرة سيف من الهند ليس له نظير ، فأمر المتوكل بالكتاب إلى عامل البصرة بشرائه بما بلغ ، فورد الجواب أنّ السيف اشتراه رجل من اليمن ، فأمر المتوكل بالبعث إلى اليمن يطلب السيف و ابتياعه فنفذت الكتب بذلك قال البحتري : فبينا نحن عند المتوكل إذ دخل عليه عبيد اللَّه و السيف معه و عرّفه أنّه ابتيع من صاحبه باليمن بعشرة آلاف درهم ، فسرّه بوجوده

____________________

( ١ ) تفسير القمي ١ : ٨٩ ٩٠ .

٥٧٠

و انتضاه فاستحسنه و تكلّم كلّ واحد منّا بما يجب و جعله تحت ثني فراشه ، فلمّا كان من الغداة قال للفتح : اطلب لي غلاما تثق بنجدته و شجاعته أدفع إليه هذا السيف ليكون واقفا به على رأسي لا يفارقني كلّ يوم ما دمت جالسا ، فلم يستتم الكلام حتى أقبل باغر التركي فقال له الفتح : هذا باغر التركي وصف لي بالشجاعة و البسالة و هو يصلح لمّا أردت فدعا به المتوكل و دفع إليه السيف و أمره بما أراد و تقدم ان يزاد في مرتبته و أن يضعف له الرزق .

قال البحتري : فو اللَّه ما انتضى ذلك السيف و لا خرج من غمده من الوقت الذي دفع إليه إلاّ في الليلة التي ضربه بذلك السيف إلى أن قال فسمعت صيحة المتوكل و قد ضربه باغر بالسيف الذي كان قد دفعه إليه على جانبه الأيمن فقده إلى خاصرته ، ثم ثنّاه على جانبه الأيسر ففعل مثل ذلك(١) .

و في ( المناقب ) : قال الحسينعليه‌السلام يوم الطف : اللّهم سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبّرة لا يدع منهم أحدا إلاّ قتله قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم(٢) .

و في ( الطبري ) في وفاة المنتصر و هو ابن خمس و عشرين سنة قال بعضهم : كان المنتصر وجد حرارة فدعا بعض من كان يتطبّب له و أمره بفصده ففصده بمبضع مسموم فكان فيه منيته ، و الطبيب الذي فصده انصرف إلى منزله و قد وجد حرارة فدعا تلميذا له فأمره بفصده و وضع مباضعه بين يديه ليتخير أجودها و فيها المبضع المسموم الذي فصد به المنتصر و قد نسيه ، فلم يجد التلميذ فيها أجود من المبضع المسموم ففصد به استاذه و هو لا يعلم أمره فلمّا فصده به نظر إليه صاحبه فعلم أنّه هالك

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ١١٩ بتصرف في النقل .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٤٥ : ١٠ رواية ٣٧ .

٥٧١

فأوصى من ساعته و هلك من يومه(١) .

و في ( الطبري ) : كان نجاح بن سلمة على ديوان توقيع المتوكّل و تتبع عماله ، فكان العمال يتّقونه و ربّما نادمه المتوكّل ، و كان الحسن بن مخلد على ديوان الضياع و موسى بن عبد الملك على ديوان الخراج و كانا منقطعين إلى وزير المتوكل عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان فكتب نجاح إلى المتوكل : ان الحسن و موسى خانا و انه يستخرج منهما أربعين ألف ألف درهم ، فشاربه المتوكل تلك العشية و قال : بكّر الي حتى أدفعها إليك ، فغدا و قد رتب اصحابه و قال يا فلان خذ أنت الحسن و خذ يا فلان أنت موسى ، فغدا إلى المتوكل فلقي عبيد اللَّه الوزير و قد أمر أن يحجب عن المتوكل ، فقال له : يا أبا الفضل إنصرف حتى ننظر في هذا الأمر و أنا أشير عليك بأمر لك فيه صلاح قال : و ما هو ؟ قال :

اصلح بينك و بينهما و تكتب رقعة تذكر فيها أنّك كنت شاربا و أنّك تكلّمت بأشياء تحتاج إلى معاودة النظر فيها و أنا أصلح الأمر عند المتوكل ، فلم يزل يخدعه حتى كتب رقعة بما أمره به ، فأدخلها عبيد اللَّه على المتوكل و قال له : قد رجع نجاح عمّا قال البارحة و هذه رقعة موسى و الحسن يتقبّلان بنجاح بما كتبا فتأخذ ما ضمنا عنه ثم تعطف عليهما فتأخذ منهما قريبا ممّا ضمن نجاح لك عنهما .

فسرّ المتوكل و طمع في ما قال له عبيد اللَّه ، فقال إدفعه إليهما فانصرفا به و امرا بأخذ قلنسوته عن رأسه و كانت خزا فوجد البرد و وجّها إلى ابنيه أبي الفرج فاخذ و أبي محمد فهرب و اخذ كاتبه إسحاق القطربلي و اخذ ابن البواب المنقطع إليه فأقر نجاح و ابنه لهما بنحو من مائة و أربعين ألف دينار سوى قيمة قصورهما و فرشهما و مستغلاتهما بسامراء و بغداد ، و سوى

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٤١٤ .

٥٧٢

ضياع لهما كثيرة ، فقبض ذلك كلّه و ضرب مرارا بالمقارع نحوا من مائتي مقرعة و غمز و خنق ، و قيل عصر خصيتاه حتى مات و ضرب ابنه و كاتبه و المنقطع إليه نحوا من خمسين خمسين فأقرّ بعضهم بخمسين ألف دينار و بعضهم بأقل ، و أخذ جميع ما في دار نجاح و دار ابنه ، و قبضت دورهما و ضياعهما حيث كانت و أخرجت عيالهما و أخذ بسببه قوم فحبسوا(١) .

هذا ، و في ( نوادر حد الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في خبر أخذ محرم ثعلبا فجعل يقرب النار في وجهه و جعل الثعلب يصيح و يحدث من استه و جعل أصحابه ينهونه عمّا يصنع ثم أرسله بعد ذلك ، فبينما الرجل نائم إذ جاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما أحدث الثعلب ثم خلّت عنه(٢) .

« و من كابد الأمور » أي : قاسى شدائدها .

« عطب » بالكسر أي : هلك .

« و من اقتحم اللجج غرق » قال الجوهري : قحم في الأمر ، رمى بنفسه فيه من غير رويّة ، و اقتحم النهر ، دخله(٣) .

« و من دخل مداخل السوء اتّهم » و في الخبر : إتّقوا مواضع التّهم(٤) و في ( ١٥٩ ) « من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلو منّ إلاّ من أساء به الظن »(٥) .

« و من كثر كلامه كثر خطاؤه » قهرا .

« و من كثر خطاؤه قلّ حياؤه » اضطرارا .

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٢٨٤ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٤ : ٣٩٧ ح ٦ كذلك وسائل الشيعة ٥ : ٨٤ من حديث زيد الشحام .

( ٣ ) الصحاح للجوهري ٥ : ٢٠٠٦ مادة ( قحم ) .

( ٤ ) نظيره في البحار ٧٥ : ٩٠ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( ٥ ) بلفظ « وقف نفسه » بحار الأنوار للمجلسي ٧٠ : ٦٠ .

٥٧٣

« و من قلّ حياؤه قلّ ورعه » أيضا قهرا .

« و من قل ورعه مات قلبه » قال تعالى :( و ما أنتَ بمُسمع من في القُبُور ) (١) .

« و من مات قلبه دخل النار » كلامهعليه‌السلام من قوله « و من كثر كلامه » إلى هنا جزء خطبة الوسيلة المروية في تحف العقول(٢) ، كما انه قياس مركب منتج أنّ من كثر كلامه دخل النار .

« و من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » و أغلب الناس كذلك ، فعاب عبد الملك بن مروان يزيد بن معاوية بهدم الكعبة و فعل هو مثل فعله و أكثر ، و وصف المنصور عبد الملك بكونه جبارا لغدره بالناس و قتله لهم و سمّى نفسه خليفة مع أنّه فعل مثل فعله(٣) .

« و القناعه مال لا ينفد » ذكره المصنف مستقلا في ( ٥٧ ) و في ( ٤٧٥ ) لكنّه إنّما في ( ابن أبي الحديد )(٤) و اما ( ابن ميثم )(٥) فليس فيه ، و صرّح بأن فقرات العنوان أربع عشرة .

« و من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير » فإنّ الحرص على الدنيا إنّما لطول الأمل و نسيان الموت .

« و من علم ان كلامه من عمله » لأنّه تعالى يقول :( ما يَلفظُ من قولٍ إلاّ

___________________

( ١ ) فاطر : ٢٢ .

( ٢ ) تحف العقول للحراني : ٦١ .

( ٣ ) ذكر ابن الأثير في الكامل ٤ : ٣٥٠ ، و كان عبد الملك ينكر ذلك أيّام يزيد من معاوية ثم أمر به فكان الناس يقولون خذل في دينه .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٤ رقم ( ٣٥٥ ) النصان متصلان .

( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٤١٢ ذكرهما مستقلين ، خلافا لمّا ذكره العلاّمة التستري .

٥٧٤

لديه رقيبٌ عتيد ) (١) .

« قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه » في الخبر ، مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام برجل يتكلّم بفضول الكلام ، فوقف عليه و قال له : يا هذا إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك(٢) .

و روي أيضا : أنّ آدم لمّا كثر ولده و ولد ولده كانوا يتحدّثون عنده و هو ساكت ، فقالوا : يا أبه مالك لا تتكلّم ؟ فقال : يا بنيّ إنّ اللَّه تعالى لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ : أقلّ كلامك ترجع الى جواري(٣) .

و في ( تاريخ بغداد ) : سفيان الثوري عن ام صالح عن صفية بنت شيبة عن ام حبيبة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كلّ كلام ابن آدم عليه إلاّ أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو الصلح بين الناس فقيل : ما أعجب هذا الحديث إمرأة عن امرأة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما تعجب و هو في كتاب اللَّه تعالى ،( قال عزّ اسمه لا خيرَ في كثيرٍ من نجواهُم إِلاّ من أَمر بصَدَقةٍ أَو معرُوفٍ أَو إصلاحٍ بين النّاس ) (٤) و العصر إنّ الإنسانَ لَفي خسر إلاّ الَّذين آمنوا و عملوا الصالحاتِ و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصَّبر(٥) .

و في ( البيان ) قال رجل : صحبت الربيع بن خيثم سنتين فما كلّمني إلاّ كلمتين ، قال لي مرة « امك حيّة » و اخرى « كم في بني تميم من مسجد »(٦) .

____________________

( ١ ) ق : ١٨ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٥ : ٣٢٧ رواية ٢١ و قد ذكر النصّ : يا هذا انك تملي على كاتبيك كتابا إلى ربك فتكلّم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك .

( ٣ ) بحار الأنوار ١١ : ١٨ رواية ٣١ .

( ٤ ) النساء : ١١٤ .

( ٥ ) تاريخ بغداد ١٢ : ٣٢١ ، و ذكره البخاري في التاريخ الكبير ١ : ٢٦٢ و المغني للعراقي ١ : ٧٠ ، و الآيات ١ ٣ من سورة العصر .

( ٦ ) البيان و التبيين للجاحظ ٢ : ١٤٦ .

٥٧٥

هذا ، و كأنّه حصل خلط في الفقرات ، و الظاهر أن فقرة : « و من نظر في عيوب الناس » كانت بعد الأولى و فقرة : « و من أكثر من ذكر الموت » بعد « و من رضي » و فقرة « و من علم » بعد « دخل النار » كما لا يخفى .

٧٧ الحكمة ( ٣٥٠ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ مِنَ اَلرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ اَلْقَوْمَ اَلظَّلَمَةَ أقول : و عن أبي جعفرعليه‌السلام : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر و هو الشرك ، و ظلم يغفر و هو ظلم الرجل نفسه في ما بينه و بين اللَّه تعالى ، و ظلم لا يدعه و هو المداينة بين العباد(١) .

« و يظاهر القوم الظلمه » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام من أعان ظالما بظلم سلّط اللَّه عليه من يظلمه(٢) .

و عنهعليه‌السلام : العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلاثتهم .

و رواه الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

____________________

( ١ ) أخرجه الكليني في حديث كعب بن طريف بلفظ مشابه الكافي ٢ : ٣٣١ ح ١ و يبدو ان زيادة و تقيصة حصلت عند نقل الحديث و اللَّه أعلم و الحديث هو : الظلم ثلاثة ، ظلم يغفره اللَّه و ظلم لا يغفره اللَّه ، و ظلم لا يدعه اللَّه ، فأما الظلم الّذي لا يغفره فالشرك و أما الظلم الّذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين اللَّه ، و أما الظلم الذي لا يدعه فالمداينه بين العباد .

( ٢ ) الحديث كما ورد في الكافي ٢ : ٢٣٢ عن عبد الأعلى مولى ال سام عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من ظلم سلط اللَّه عليه من يظلمه أو على عقب عقبه .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٣٣٣ ح ١٦ و أيضا بحار الأنوار للمجلسي ٩٢ : ١٧٢ و رواه الصدوق في الخصال ١ : ١٠٧ ح ٧٢ مع تبديل ( و المعين يه ) ب ( و المعين عليه ) .

٥٧٦

٧٨ الحكمة ( ٣٥٢ ) و قالعليه‌السلام لبعض أصحابه :

لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَ وَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَ وَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وَ إِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اَللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وَ شُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اَللَّهِ و من يتَّق اللَّه يَجعَل له مخرَجاً( و يَرزقهُ من حَيث لا يَحتسب ) (١) ( ألا إِنَّ أولياء اللَّه لا خوفٌ عليهم و لا هُم يَحزنون الَّذِينَ آمنوا و كانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدُّنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات اللَّه ذلكَ هو الفوز العظيم ) (٢) .

« و إن يكونوا أعداء اللَّه فما همّك و شغلك بأعداء اللَّه »( و يومَ يحشر أعداءُ اللَّه إلى النار فهُم يوزَعُون حتى إذا ما جاءوها شَهد عليهم سَمعهُم و أبصارُهم و جلودهم بما كانوا يَعملون ) (٣) الآيات( ذلك جَزاءُ أعداء اللَّه النارُ لهُم فيها دارُ الخُلدِ جَزاءً بما كانُوا بآياتنا يجحدون ) (٤) .

و روى ( الروضة ) أنّ مولى لأمير المؤمنينعليه‌السلام سأله مالا فقالعليه‌السلام يخرج عطائي فأقاسمكه ، فقال : لا أكتفي و خرج إلى معاوية فوصله فكتبعليه‌السلام إليه : أمّا بعد ، فإنّ ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلى أهل بعدك ، و انما لك منه ما مهدت لنفسك ، فآثر نفسك على صلاح ولدك ، فإنّما أنت صانع لأحد الرجلين إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللَّه فسعد بما شقيت ، و إمّا رجل

____________________

( ١ ) الطلاق : ٢ ٣ .

( ٢ ) يونس : ٦٢ ٦٤ .

( ٣ ) فصلت : ١٩ ٢٠ .

( ٤ ) فصلت : ٢٨ .

٥٧٧

عمل فيه بمعصية اللَّه فشقي بما جمعت له ، و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ، و ارج لمن مضى رحمة اللَّه و لمن بقي رزق اللَّه(١) .

و في ( البيان ) : باع عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أرضا بثمانين ألفا ، فقيل له : لو اتخذت من هذا المال لولدك ذخرا فقال : إنّما أجعل هذا المال ذخرا لي عند اللَّه تعالى و أجعل اللَّه تعالى ذخرا لولدي(٢) .

٧٩ الحكمة ( ٣٥٣ ) و قالعليه‌السلام :

أَكْبَرُ اَلْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ أقول : هو نظير قولهعليه‌السلام المتقدم في ( ٧٦ ) « من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » .

و في ( كامل المبرد ) كان أبو الهندي قد غلب عليه الشراب على كرم منصبه و شرف اسرته حتى كاد يبطله و كان عجيب الجواب ، جلس إليه رجل مرة يعرف ببرزين المناقير و كان أبوه صلب في خرابة و الخرابة عندهم سرق الابل خاصة فأقبل يعرض لأبي الهندي بالشراب ، فلمّا أكثر عليه قال له أبو الهندي : أحدهم يرى القذاة في عين أخيه و لا يرى الجذع في است أبيه(٣) .

و قال أبو البحتري العنبري :

يمنعني من عيب غيري الذي

اعرفه عندي من العيب

عيبي لهم بالظن منّي لهم

و لست من عيبي في ريب

____________________

( ١ ) الروضة من الكافي للكليني : ٧٢ ح ٢٨ .

( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ١٤٦ .

( ٣ ) الكامل في الأدب للمبرد ٢ : ٧٥٤ ( الطبعة المصرية ) .

٥٧٨

إن كان عيبي غاب عنهم فقد

أحصى ذنوبي عالم الغيب

عيبي الأول في البيت الثاني مصدر و الثاني في الثالث اسم مصدر كالعيب في كلامهعليه‌السلام .

٨٠ الحكمة ( ٣٥٥ ) وَ بَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ

 بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ ع أَطْلَعَتِ اَلْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ اَلْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ اَلْغِنَى هكذا في ( الطبعة المصرية )(١) و الصواب : ( ليصف ) كما في ابن أبي الحديد(٢) و ابن ميثم(٣) و النسخة الخطية(٤) « لك الغنى » كما أنّه يصف الباني .

في ( الطبري ) خط خالد بن برمك مدينة المنصور له و أشار بها عليه ، فلمّا احتاج إلى الأنقاض قال له : ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن و حمل نقضه إلى مدينتي هذه ؟ قال : لا أرى ذلك قال : و لم ؟ قال : لأنّه علم من أعلام الإسلام يستدل بها الناظر إليه على أنّه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا و انّما هو أمر دين ، و مع هذا فان فيه مصلّى لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : هيهات يا خالد أبيت إلاّ الميل إلى أصحابك العجم ، و أمر أن ينقض القصر الأبيض ، فنقضت ناحية منه و حمل نقضه فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض و الحمل فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لو عمل ، فرفع ذلك إلى المنصور فدعا بخالد و قال له : ما ترى ؟ قال : كنت أرى قبل ان لا تفعل ، فأما إذ فعلت فإنّي أرى الآن أن تهدم حتى تلحق بقواعده لئلاّ يقال : إنّك قد عجزت

____________________

( ١ ) النسخة المصرية ورد النصّ « يصف له الغنى » انظر : ٧٣٩ رقم ( ٣٥٤ ) .

( ٢ ) في نسخة ابن أبي الحديد المحققة ١٩ : ٢٧١ أيضا « يصف لك الغنى » .

( ٣ ) في نسخة ابن ميثم المحققة ٥ : ٤١٦ ورد بلفظ يصف لك الغنى .

( ٤ ) سقط النصّ في النسخة الخطية ( المرعشي ) .

٥٧٩

عن هدمه فأعرض المنصور عن ذلك و أمر أن لا يهدم .

قال موسى بن داود المهندس : حدّثني المأمون بهذا الحديث و قال لي :

إذا بنيت بناء فاجعله ما يعجز عن هدمه ليبقى طلله و رسمه(١) .

هذا ، و في ( الجهشياري ) حكّي أنّ جعفر البرمكي لمّا عزم على الانتقال إلى قصره المعروف بقصر جعفر جمع المنجّمين لاختيار وقت ، فاختاروا له وقتا من الليل ، فخرج إليه و الطرق خالية و الناس ساكنون ، فلمّا سار إلى سوق يحيى رأى رجلا قائما و هو يقول :

يدبّر(٢) بالنّجوم و ليس يدري

و ربّ النجم يفعل ما يريد

فاستوحش و قال : ما أردت ؟ قال : شي‏ء جاء على لساني ، فمضى و قد تنغّص عليه(٣) .

و في الخبر : من جمع مالا من حرام سلّط اللَّه عليه الماء و الطين(٤) .

٨١ الحكمة ( ٣٥٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ لِيَرَكُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلنِّعْمَةِ وَجِلِينَ كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ اَلنِّقْمَةِ فَرِقِينَ إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً وَ مَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً أقول : رواه ( التحف ) و زاد قبله : « أيّها الناس إنّ للَّه في كلّ نعمة حقّا ، فمن

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٦ : ٢٦٤ .

( ٢ ) نسخة التحقيق : تدبّر .

( ٣ ) الجهشياري : ٢١٧ .

( ٤ ) الحديث قال أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من كسب مالا من غير حلّه سلّط اللَّه عليه البناء و الماء و الطين الكافي للكليني ٦ :

٥٣١ رقم ١٢١ .

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639