بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247476 / تحميل: 8638
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

بَين أيديهم ومن خَلفِهِم ، وعَن أيمانِهِم وعن شَمائِلهِم ، ومن حَيثُ شِئتَ ، وَمِن أينَ شِئتَ ، وكَيفَ شِئتَ ، وأنّى شِئتَ ، حَتى لا يَصلَ إليَّ واحِدٌ مِنهُم بِسوءٍ.

اللّهُمَّ واجعلني في حِفظكَ وسِترِكَ وجوارِكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وجَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ. اللّهُمَّ أنتَ السُّلامُ ، ومنكَ السُّلامُ ، أسألُكَ يا ذَا الجَلالِ والإكرام فكاكَ رَقَبتَي من النَّار ، وأن تُسكنني دارَ السُّلامِ.

اللّهُمّ إنّي أسألكَ من الخير كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنه وما لم أعلم. اللّهُمّ وإنّي أسألًكَ خير ما أرجو ، وأعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما أحذر ، ومن شَرَّ ما لا أحذرُ ، وأسألكَ أن تَرزُقني من حَيثُ أحَتسبُ وَمن حَيثُ لا أحتسَبُ.

اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ ( و )(١) ابن عَبدِكَ وابنُ أمتِكَ ، وفي قَبضَتِكَ ، ناصيتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكمكَ ، عَدلٌ فيَّ قضاؤكَ ، وأسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ سَميَّتَ بهِ نَفسَكَ ، أو أنزلتهُ في شَيءٍ من كُتُبكَ ، أو عَلَّمتَهُ أحَداً من خَلقِكَ ، أو أستَأثرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، أن تُصلَّي على مُحمّدٍ النَّبيّ الأمي عَبدِكَ ورَسوُلِكَ وخِيرتِكَ من خَلقِكَ ، وعلى آل مُحمّدٍ الطّبيينَ الأخيارِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآلَ مُحمّدٍ ، وتُبارِكَ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ كما صَلَّيتَ ( وباركت )(٢) على إبراهِيمَ وآلِ إبراهِيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَجعَلَ القرآنَ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناه من الرواية الأولى في نسخة « ن ».

٢٤١

نُورَ صَدري ، ورَبيعَ قَلبي ، وجَلاءَ حُزني ، وذهابَ هَمي ، واشرح به صَدري ويسِّر به أمري ، واجَعلهُ نُوراً في بَصري ، ونُوراً في سَمعي ، ونُوراً في مُخي ، ونُوراً في عِظامي ، ونُوراً في عَصبي ، ونُوراً في شَعري ، ونُوراً في بَشري ، ونُوراً من فوقي ، ونُوراً من تَحتي ، ونُوراً عَن يَميني ، ونُوراً عن شمالي ، ونُوراً في مَطعمي ، ونُوراً في مَشربي ، ونُوراً في مَحشَري ، ونُوراً في قَبري ، ونُوراً في حَياتي ، ونُوراً في مماتي ، ونُوراً في كُلِّ شيءٍ مِني ، حَتى تُبَلّغني بِه إلى الجَنَّةِ ، يا نُورَ السّماواتِ والأرضِ ، أنتَ كَما وصَفتَ نَفسَكَ في كِتابِكَ على لِسانِ نَبيكَ ، وقَولكَ الحَقُّ ، تَباركَتَ وتَعاليتَ قُلتَ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (١) .

اللّهُمَّ فَاهدِني بنُورك ، وأيّدني لِنورِكَ ، واجعَل لي في القيامَةِ نُورَاً بين يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعَن شِمالي ، تهديني بِهِ إلى دارِكَ دار السُّلام يا ذَا الجَلالِ والإكرام. اللّهُمَّ إني أسألُكَ العَفو والعافِية في الدّنيا والآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفوَ والعافِيةَ في كُلّ شَيءٍ أعطَيتني ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفو والعَافية في أهلي ومالي ووُلدي وكُلّ شَيءٍ أحبَبتَ

__________________

(١) النور ٢٤ : ٣٥.

٢٤٢

أن تُلبسَني في العافيِةَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّدٍ وأقلِني عَثرتي ، وآمِن رَوعَتي ، واحفَظني من بَينَ يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعن شِمالي ، ومن فَوقي ومن تَحتي ،( اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١) .

يا رَحمانَ الدُّنيا والآخِرة ورَحيَمهُما صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ ، واغفر لي ذَنبي ، واقضِ عَني دَيني ، واقض لي جَميعَ حَوائجي ، أسألُكَ ذلِكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأنّكَ عَلى كُلّ شَيء قَديرٌ وأنّكَ ما تشاءُ من أمرٍ يَكُن. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ إيماناً صادِقاً وَيقيناً لَيسَ بَعَدهُ ( شك )(٢) ، وتَواضعاً لَيسَ بَعدَهُ كبر ، وَرحمةً أنالُ بِها شَرَفَ الدُّنيا والآخِرَةِ(٣) .

اليوم السابع والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ رحمةً من عِندِكَ تَهدي بها قَلبي ، وتَجمعُ بها أمري ، وَتَلُمُّ بها شَعثي ، وتُصلحُ بها ديني ، وتَحفَظُ بها عيالي ، وتَرفَع بها

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) من نسخة « ك » شكر ، واثبتنا ما في الرواية الأولى من نسخة « ن ».

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٢٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٣

شَهادَتي ، وتُكثرُ بِها مالي ، وتُزيدُ بها في رِزقي وَعُمري ، وتُعطيني بها كُلّما أُحبّ ، وتَصرِفَ عني ما أكرَهُ ، وتُبَيِّض بها وجهي ، وَتَعصِمني بها من كُلّ سوءٍ.

اللّهُمَّ أنت الأوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنت الآخرُ فَلا شَيءَ بَعدَكَ ، ظَهرتَ فَبطَنت ، وبَطنتَ فَظَهرتَ ، عَلَوتَ في ذُنوّكَ ، ودَنوتَ في عُلُوكَ ، أسالُكَ أن تُصَلي على مُحمّدٍ وآلِهِ ، وأن تَصلحَ لي ديني الَّذي هُوَ عصمة أمري ، وتُصلحَ دنياي التي فيها مَعيشتي ، وأن تُصلحَ لي آخرتي التي إليها مُنقلبي ، وأن تَجعَلَ الحَياةَ زِيادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ ، وأن تَجعلَ المَوت راحةً لي من كُلِّ سوءٍ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد قَبل كُلّ شيء ، ولك الحمد بعد كُلّ شيء ، يا صَريخ المَكروُبين ، يا مُجيبَ دَعوة المُضطرينَ ، يا كاشِفَ الكربِ العَظيم ، يا أرحَمَ الراحِمينَ ، إكشف غَمّي وكربي ، فَانَّهُ لا يَكشفُهُ غَيرُكَ ، تَعلَم حالي وحاجَتي.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد كُلّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلّه ، وَبِيدكَ الخَير كُلّه ، وإليكَ يَرجَعُ الأمر كُلّهُ ، عَلانيتُهُ وسِرُّهُ ، لا هادِي لَمِن اضلَلت ، ولا مُضِلِّ لَمِن هديتَ ، ولا مانَعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطي لما مَنعَتَ ، ولا مُؤَخّرَ لِما قَدّمتَ ، ولا مُقَدِّم لما أخَّرت ، ولا باسِطَ لِما قَبضت ، ولا قابِضَ لِما بَسطتَ.

اللّهُمَّ ابسط عَلَينا بَرَكاتكَ ورَحمتكَ وفَضلكَ ورِزقكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الغنى يَومَ الفَقر ، وأسألُكَ الأمنَ يَومَ الخَوفِ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ

٢٤٤

النَّعيم المُقيم الَّذي لا يَزولُ ولا يَحولُ. اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السَّبعِ وما فيهنَّ وما بَيَنهُنَّ ورَبِّ العَرش العظيم ، رَبَّنا ورَبِّ كُلّ شيءٍ ، مُنزِل التَّوراة والإنجيلِ والفُرقانِ العظيمِ ، فالِق الحَبِّ والنَّوى ، أعُوذُ بِك من شَرِّ كُلّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصِيتها ، أنّكَ على صِراطٍ مُستقيمٍ.

اللّهُمَّ أنتَ الأولُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنتَ الآخِرُ فَليسَ بَعدكَ شيءٌ ، وأنتَ الظاهِر فُليسَ فَوقكَ شيءٌ ، وأنتَ الباطنُ تُخبِرُ كُلَّ شَيء ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ وافعَل بي ما أنتَ أهَلُهُ.

بسمِ اللهِ وبِاللهِ ، بِاللهِ أؤمِنُ ، وبِاللهِ أعُوذُ ، وباللهِ ألوذُ ، وباللهِ أعَتصِمُ ، وبِعِزَِّته ومنعَتِهِ أمتنعُ من الشَّيطانِ الرَّجيم وَعَملِهِ وخَيلِهِ ورَجلِهِ ، وَشركُلّ دابةٍ تزحفُ معهُ. وأعُوذُ بِكُلِماتِ اللهِ التّامّاتِ التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِر ، وبِأسماءِ اللهِ الحُسنى كُلّها ، ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم به ، من شَرَّ ما خَلَقَ وذَرَأ وبَرَأ ، ومن شَرِّ كُلّ طارِقٍ إلاّ طارِقاً يَطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمانُ.

اللّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من شَرِّ نَفسي ، ومن شَرِّ كُلِّ عَينٍ ناظِرةٍ ، ومن شَرِّ كُلّ أُذنٍ سامِعَةٍ ، ولِسانٍ ناطِقٍ ، وَيَدٍ باسطَةٍ ، وَقَدمٍ ماشِيةٍ ، وما أخفَيتُهُ في نَفسي ، في لَيلي ونَهارِي ، اللّهُمَّ من أرادَني بِبغي أو عَيب ، أو مَساءةٍ أو سوءٍ ، أو مكروهٍ ، أو خِلافٍ ، من جِنٍّ أو إنسٍ ، قَريبٍ أو بَعيدٍ ، صَغيرٍ أو كبيرٍ ، فَأسألُكَ أن تخرجَ صَدرَهُ ، وتمسكَ يَدَهُ ، وتَقصرَ

٢٤٥

قَدَمَهُ ، وتَفحَمَ لِسانَهُ ، وتَعمي بَصَرَهُ ، وتَقمَعَ رَأسَهُ ، وَترُدَّهُ بِغَيظهِ ، وتَحول بَيني وبَينَهُ ، وتَجعَلَ لَهُ شاغِلاً من نَفسِهِ ، وتُميتَهُ بِغَيظِهِ ، وتكفينيهِ ، بِحولِكَ وقُوّتِكَ أنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ(١) .

اليوم الثامن والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بكَ من كُلّ شيءٍ هُو دونكَ. اللّهُمَّ لا تَحرِمني ما أعطَيتَني ، ولا تَفتني بما مَنَعتنَي. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ خَيرَ ما تُعطي عِبادَكَ مِنَ الأمانَةِ والمالِ والأهلِ وَالوَلدَ النّافعِ غَير الضّارِ ولاَ المُضِرِّ. اللّهُمَّ إني إليكَ فقيرٌ ، وإني مِنكَ خائِفٌ مُستَجيرٌ بِكَ.

اللّهُمَّ لا تُبدِل اسمي ، ولا تُغَيّر جِسمي ، ولا تُجهِد بَلائي ، اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ من غنىً يُطغي ، أو هوىً يُردي ، أو عَملٍ يُخزي. اللّهُمَّ اغفِر لي جُرمي ، واقبَل تَوبتي ، واظهر حُجّتي ، واستُر عَورَتي ، واجَعَل مُحمّداً وآلِهِ والأنبياءِ المُصطَفينَ يَستَغفِرونَ لي.

اللّهُمَّ إنّي أعوَذُ بِكَ أن أقولَ قَولاً هُوَ من طاعَتِكَ أريدُ بِه سِوى وَجهكَ ، وأعَوذُ بِكَ أن يَكون غَيري أسَعَدَ بما آتَيتَني منّي. اللّهُمَّ وإنّي أعَوذُ بِكَ من شَرّ الشَّيطانِ ، وشَرِّ السُّلطانِ ، وما تَجري بِه أقلامُهُم. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ عَمَلاً بارّاً ، وعَيشاً قارّاً ، ورِزقاً دارّاً.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٣٥ ، ونقل المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٦

اللّهُمَّ كَتَبتَ الآثامَ واطّلَعتَ على الأسرارِ ، وَحُلْتَ بَيَننا وَبَينَ القُلُوب. والقُلوبُ إليكَ مفضيةٌ ، والسِّرُّ عِندَكَ عَلانِيةٌ ، وإنِّما أمرُكَ إذا أرَدتَ شَيئاً أن تَقُولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرَحمتِكَ أن تدخلَ طاعَتَكَ في كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثمَّ لا تُخرِجُها مِنّي أبداً. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرحمتكَ أن تخرجَ مَعصيتَكَ من كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثُمَّ لا تُعيدُها في أبَداً. اللّهُمَّ أنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنّي. اللّهُمَّ كُنتَ وَتكَون وأنتَ حَيٌّ قَيوّمٌ لا تَنامُ ، تَنامُ العُيونُ وتَغورُ النُّجوم وأنتَ الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، فَرِّج عَنّي هَمِّي ، اللّهُمَّ واجعَل لي من أمري فَرَجاً ومَخرَجاً ، وثَبتَ رَجاءَكَ في قَلبي حتى تُغنيني بِه عَن رَجاءِ مَن سِواكَ ، وحَتى لا يَكوُنَ ثِقتي إلاّ أنتَ.

اللّهُمَّ لا تَكتبني من الغافلين. اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني بِخطيئتي ، ولا تَفضحني بِسريرتي. اللّهُمَّ إنّي أعَوذُ بِكَ أن أضِلَ عِبادكَ ، واستريب إجابَتكَ. اللّهُمَّ إنّ لي ذُنُوباً قد أحصَتها كُتُبكَ ، وأحاطَ بها عِلمُكَ ، ونَفَذَها بَصَرُكَ ، ولَطُفَ بها خَبركَ ، وكتبَتها مَلائِكتُكَ. اللّهُمَّ فلا تُسَلّطُ عَلَيّ في الدّنيا ولا في ما بَعدها مَن لم يَخلُقني ولَم يَرحَمني ، ومَن أنتَ أولى بِرَحمتي مِنهُ. اللّهُمَّ وما سَتَرت عَلَيّ من تِلكَ العُيوبِ والعَوراتِ ، وأخَّرت من تِلكِ العُقُوباتِ ، مَكراً مِنكَ واستدراجاً ، لِتأخُذَني بِها يَومَ القيامة ، وتَفضحني بها عَلى رُؤوسِ الخَلائِق ، فَاعفُ عَنّي في الدّارينَ كَلتيهما ، فَأنّكَ غَفورٌ رَحيمٌ.

٢٤٧

اللّهُمَّ أنْ لم اُكن أهلاً أن أبلُغَ رَحَمتكَ فَإنَّ رَحَمتَكَ أهلٌ أن تبلُغني ، فإنَّها وسَعتَ كُلّ شَيء ، فَلتَسعني رَحَمتك يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ وإن كنتَ خَصَصت بِذلِكَ عِباداً أطاعُوكَ فيما أمَرتَهُم به ، وعَمِلوُا فيما خَلَقتهَمُ لَهُ ، فَإنَّهمُ لَن يَناَلُوا ذِلكَ إلاّ بكَ ، ولا يُوفِقهُم لَهُ إلاّ أنتَ ، كانَتَ رَحَمتُكَ إيّاهُم قَبلَ طاعَتِهِم لَكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ فخصّني يا سَيدي ومَولايَ ، ويا إلهي ويا كَهفي ، ويا حِرزي ويا كَنزي ، ويا قُوتي ويا رَجائي ، ويا خالِقي ويا رازقي ، بِما خَصَصتَهُم به ، ووَفِقني لِما وفقتهم لَهُ ، وارحَمني كما رَحمتَهُم يا أرحَمَ الرّاحميِنَ.

يا مَن لا يَشغلُهُ سَمعٌ عن سمعٍ ، يا مَن لا يُغَلِّطُهُ السّائِلُونَ ، يا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلحِيّنَ ، أذِقنا بِردَ عَفوك ، وحَلاوَةَ مَغفِرتِكَ ، وطيبَ رَحَمتِكَ.

اللّهُمَّ إنّي أسَتَغفرُكَ مَمّا تُبتُ إليكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيه ، وأستَغفِرُ كَلِما وَعَدتُكَ من نَفسي ثم أخلَفتُكَ ، وأستَغفِرُكَ لِكلِ أمرٍ أرَدتُ به وَجهك فَخالَطَني فيه ما لَيسَ لَكَ ، وأستَغفركَ لِكُلّ النِّعمِ التَّي أنَعمتَ بها عَلَيّ فَقويتُ بِها عَلى مَعصيتِكَ ، وأستَغفِرُكَ مِمّا دَعاني إليهِ الهَوى من قبول الرُّخَصِ فيما أتَيتُهُ واشتَبَه عَلَيَّ مِمّا هُوَ حَرامٌ عِندَكَ ، وأستَغفِرُكَ لِلذّنوبِ التي لا يَعْلُمها غَيرُكَ ، ولا يَسَعُها إلاّ حِلمُكَ وعَفَوكَ ، وأستَغفِرُكَ لكُلِّ يَمينٍ سَبقَت مني حَنثتُ فيها عِندَكَ ، يا مَن عَرَّفَنا نَفسهُ لا تَشغُلُنا بِغَيرِكَ ، وأسقِط عنّا ما كانَ لِغَيركَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٤٧ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٨

اليوم التاسع والعشرون :

لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلاّ الله العَليُّ العَظيمُ ، سُبحانَ الله رَبِّ السّماواتِ السَّبع وما فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ورَبِّ الأرَضينَ السَّبع وما فيهنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشَ العظيمِ ، والحَمدُ لله رَبِّ العالمينَ ، وتَباركَ اللهُ أحَسنُ الخالقينَ ، ولا حَولَ ولا قُوّة إلاّ بالله العَلي العَظيم.

اللّهُمَّ ألبسني العافية حتى تهنيني المعيشة ، واختم لي بالمغفِرة حَتى لا تَضُرنّي مَعَهَا الذُّنوبُ ، واكفِني نَوائِبَ الدُّنيا وهُمُومَ الآخِرَة حَتّى تُدخلني الجَنَّةَ بِرحَمتِكَ أنّكَ على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ.

اللّهُمَّ إنّكَ تَعَلم سَريرَتي فاقبَل مَعذِرتي ، وتَعلَمُ حاجَتي فَاعطِني مَسألَتي ، وتَعلُم ما في نَفسي فَاغِفر لي ذُنوبي ، اللّهُمَّ أنتَ تَعلَمُ حوائِجي وتَعَلمُ ذُنُوبي. فَاقضِ لي جَميعَ حَوائِجي ، واغفِر لي جَميعَ ذُنوبي.

اللّهُمَّ أنتَ الرَبِّ وأنا العَبدُ ، وأنتَ المالِكُ وأنا المَملُوكُ ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذَّليلُ ، وأنتَ الحَيُّ وأنا خَلَقتَني للمِوتِ ، وأنتَ القَويُّ وأنا الضَّعيفُ ، وأنتَ الغَنيُّ وأنَا الفَقيرُ ، وأنتَ الباقي وأنا الفاني ، وأنتَ المُعطي وأنا السائِلُ ، وأنتَ الغَفُورُ وأنَا المُذنِبُ ، وأنتَ السَّيّدُ وأنا العَبدُ ، وأنتَ العالِمُ وأنَا الجاهِلُ ، عَصَيتُكَ بِجَهلي ، وارتَكَبتُ الذُّنوبَ بِجَهلي ، وألَهْتني الدُّنيا بِجَهلي ، وسَهَوتُ عَن ذِكرِكِ بِجهَلي ، وركَنتُ [ إلى ] الدُّنيا بِجَهلي ،

٢٤٩

واغتَررتُ بِزينَتها بِجهلي ، وأنتَ أرحَمُ بي مني بِنفسي ، وأنتَ أنظر لي مِنّي لِنفسي ، فَاغفِر وارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ ، فإنّكَ أنتَ الأعَزُ الاكرمُ.

اللّهُمَّ اهدِني لأِرشَدِ الأُمور وقِني شَرَّ نَفسي. اللّهُمَّ أوسِع لي في رِزقي ، وأمدُد لي في عُمري ، واغفِر لي ذُنوبي ، واجعَلني ممَّن تَنتصِرُ به لِدينِكَ ولا تَستبدِل بي غَيري ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيوُّمُ ، فرِّغ قلبي لِذِكرِكَ.

اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السّبعِ وما بَينهُنَّ ، ورَبِّ [ السبع ] المَثاني والقرآنِ العَظيم ، ورَبِّ جَبرئيلَ وميكائيلَ ، ورَبِّ المَلائِكةِ أجمعَين ، ورَبِّ مُحمّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ والمُرسَلينَ أجمعينَ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ واغنني عَن خِدمَةِ عِبادِكَ ، وفَرّغني لِعبادَتِكَ باليسار والكِفايةِ والقنوعِ وَصدقِ اليَقينِ في التّوكُلّ عَليكَ.

اللّهُمَّ [ و ] أسألُكَ باسمكَ الَّذي تَقُومُ به السّماواتِ السَّبع ومَن فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ، وبه تَرزُقُ الأحياءَ ، وبه أحصَيتَ وزنَ الجِبالِ ، وبِه احصيتَ البحار ، وبه أحصَيتَ عَددَ الرّمالِ ، وبه تُمتِ الأحياء ، وبه تُحيي المَوتى ، وبه تُعزُّ الذَليلَ ، وبه تُذِلُّ العزيزَ ، وبِه تَفعَلُ ما تَشاءُ ، وبه تَقُولُ للشيء :كن فيكون ، وإذا سألك به سائل اعطيته سؤله ، أسألُكَ باسمك الأعظَمِ الأعظَمِ ، الَّذي إذا سَألكَ به السائِلونَ أعطَيتَهُم سُؤلَهُم ، وإذا دَعاكَ به الدّاعُونَ أجَبتَهُم ، وإذا اسَتجارَ بِكَ المُستَجيرُونَ أجَرتَهُم ، وإذا دَعاكَ به المُضطرُّون أنقَذتَهُم ، وإذا تَشَفّعَ به إليكَ المُتَشفّعونَ شَفَعتَهُم ، وإذا

٢٥٠

استَصرخَكَ به المُستصرخُونَ أصرَخَتهُم ، وإذا ناجاكَ به الهارِبُونَ إليكَ سَمِعتَ نِداءهُم وأعنتَهُم ، وإذا أقبلَ إليكَ التّائِبونَ قَبلتَ تَوبتَهُم.

فَأنَا أسألُكَ ـ يا سَيَّدي ويا مَولاي ويا إلهي ويا قُوّتي ويا رَجائي ويا كَهفي ويا رُكني ويا فَخري ، ويا عِدَّتي لِديني ودُنيايَ وآخِرَتي ـ بِاسمكَ الأعظَمِ ، وأدعُوك بِه لِذَنبٍ لا يَغفِره غَيرُكَ ، ولِكربٍ لا يَكشِفُهُ سِواكَ ، ولِضُرّ لا يَقدِرُ عَلى إزالَتِهِ عَنّي إلاّ أنتَ ، ولِذنُوبي التي بارَزتُكَ بِها ، وقَلَّ مِنها حَيائي عِندَ ارتكابي لَها ، فَها أنا قد أتَيتُكَ مُذنباً خاطِئاً ، قَد ضَاقَت عَلَيّ الأرضُ بِما رَحُبت ، وضَلّت عَنَّي الحيلُ ، وعَلِمتُ أن لا مَلجأ ولا مَنجاً مِنكَ إلاّ إليكَ ، وها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ ، قَد أصبحتُ وأمسيتُ مُذنِباً خاطِئِاً ، قد ضاقَتَ عَليّ الأرضُ ، فَقير ( محتاجاً )(١) ، لا أجِدُ لِذَنبي غافِراً غَيرَكَ ، ولا ( لِكَسري )(٢) جابراً سِواكَ ، ولا لِضُرّي كاشِفاً إلاّ أنتَ. وأنا أقُولُ كما قالَ عَبدُكَ ذُو النّوُنِ حينَ تُبتَ عَلَيهِ ونَجَيتهُ من الغَمِّ ، رَجاءً أن تَتوُبَ عَلَيَّ وتُنقِذُني من الذُّنوبِ يا سَيّدي( لا إِلَٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وأنا أسألُكَ يا سَيّدي ومَولايَ بِاسمِكِ العَظيم الأعظمِ أن تَستَجيبَ لي دُعائي ، وأن تُعطِيني سُؤلي ، وأن تُعجِّل لي الفَرَجَ من عِندِكَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : محتالاً ، وفي نسخة « ن » : محتلاً ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي.

(٢) في نسخة « ك » : لشكواي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) الانبياء ٢١ : ٨٧.

٢٥١

بِرحَمتِكَ في عافيةٍ ، وأن تُؤمِنَ خَوفي في أتَم النّعمةِ ، وأعظَمِ العافيةِ ، وأفضَلِ الرزقِ والسّعة والدَّعَةِ ، وما لَم تَزَلْ تُعَوِّدنيهِ يا إلهي ، وتَرزُقَني الشّكرَ عَلى ما تُؤتيَني ، وتَجعَلَ ذلِكَ تاماً أبَداً ما أبقَيتَني ، وتَعفُو عن ذُنوبي وخَطايايَ وأسرافي عَلى نَفسي وإجرامي إذا تَوَفيَتني ، حتى تَصِلَ لي سَعادَةَ الدُّنيا بِنَعيم الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ بِيدِكَ مَقاديرُ اللَيل والنَّهار ، وبِيدِكَ مقاديرُ الشمسِ والقَمر ، وبيدِكَ مَقاديرُ الخَير والشَّرِّ ، اللّهُمَّ فَباركَ لي في ديِني ودُنيايَ وآخِرَتي ، اللّهُمَّ وباركَ لي في جَميع أُموري.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وعدكَ حَقٌ ، ولِقاؤُكَ حَقٌ ، فَصَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ ، وَاختِمْ لي أجَلي بافضَلِ عَمَلي ، حَتّى تَتَوفّاني وقَد رضَيتَ عَنّي يا قيّومُ ، يا كاشِفَ الكَربِ العَظيمِ ، صَلَّ على مُحمّدٍ وآله ، وَوسِّع علَيّ مِن طيب رِزقكَ حسب جودِكَ وكَرَمِكَ.

اللّهُمَّ أنّكَ تَكَفَّلتَ بِرِزقي ورِزقِ كُلّ دابةٍ ، يا خَيرَ مَدعُوٍ ، ويا خَيرَ مَسؤولٍ ، يا أوسَعَ مُعطٍ وأفضَلَ مَرجُوٍ ، وسِّع لي في رِزقي ورِزقِ عَيالي.

اللّهُمَّ اجَعلْ فيما تَقضي وفيما تقدِّرُ من الأمرِ المَحتوم ، وفيما تَفرِقُ مِن الأمِر الحكيمِ في لَيلَةِ القَدر ، في القَضاءِ الَّذي لا يُردُّ ولا يُبدَّلُ ، أن تُصلّيَ عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآل مُحمّدٍ ، وأن تُبارِكَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، كما صَلَّيتَ وباركَتَ وتَرَحَّمت عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَكتُبَني من حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجهُّمُ ،

٢٥٢

المَشكور سَعيُهُم ، المَغفور ذُنُوبهُم ، المُكفَّر ( عَنْهُم )(١) سَيّئاتِهِم ، الواسِعةِ أرزاقُهُم ، الصحيحةِ أبدانهُم ، المُؤمِنَ خَوفَهُم ، واجعَل فيما تقضي وفيما تَقدِرُ أن تَطّوّلَ عُمري ، وأن تَزيدَ في رِزقي. يا كائِناً قَبلَ كُلّ شَيء ، يا مكون كُلّ شيءٍ ، يا كائناً بعد كُلّ شيءٍ ، تَنامُ العُيونُ ، وتَنكِدرُ النُّجومُ وأنتَ حَيٌّ قَيّومٌ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِجلالِكَ وحِلمِكَ ، ومَجدِكَ وكَرَمِكَ ، أن تُصلّي عَلى مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، وأن تَغفِرَ لَي ولِوالدِيَ ، وتَرحَمهُما رَحَمةً واسِعَةً ، أنّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ ما تشاءُ يَكنُ من أمرٍ ، ان تَغفِرَ لي ولإخوإنّي من المُؤمنينَ ( وَالمؤمنات )(٢) أنّكَ رَؤُفٌ رحَيمٌ.

الحَمدُ لله الَّذي اشَبعَنا في الجائِعينَ ، والحَمدُ للهِ الَّذي كَسانا في العارينَ ، والحمدُ للهِ الَّذي آوانا في الغائِبين ، والحَمدُ للهِ الَّذي أكرمَنا في المُهانينَ ، والحَمدُ لله الَّذي آمننا في الخائِفين ، والحَمدُ لله الَّذي هَدانا في الضّالينَ. يارَجاءَ المُؤمِنينَ لا تُخيَّبَ رَجائي ، يا غِياث المُستغيثينَ أغِثني ، يا مُعينَ المُؤمنينَ أعِنِّي ، يا مُجيب التَّوابين تُبْ عَلَيّ ، أنّكَ أنتَ التَوابُ الرَّحيمُ.

حَسبِيَ الرَبِّ من العِبادِ ، حَسبِيَ المالِكُ من المَملُوكينَ ، حَسبيَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : عن ، واثبتنا ما في نسخة « ن » وما تقدم من الرواية الأولى في نسخة « ك ».

(٢) اثبتناه من نسخة « ن ».

٢٥٣

الخالِقُ من المَخلُوقينَ ، حَسبِيَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، حَسبِيَ الرّازقُ من المَرزُوقينَ ، حَسبيَ الَّذي لَم يَزَل حَسبَي مُذ كنتُ حَسبِيَ اللهُ ونعِمَ الوكيلُ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكَبرُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكبر كَثيراً مُبارَكاً فيهِ من أوَّلِ الدَّهِر إلى آخِر الدَّهِر. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَبِّ كُلّ شَيءٍ وراحِمَهُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الَّذي لا حَيَّ مَعَهُ في دَيمُومَةِ بَقائِهِ ، قَيُّومٌ قَيُّومٌ ، لا يَفُوتُ شَيءٌ عِلمَهٌ ، ولا يَؤدُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الباقي بَعدَ كُلّ شَيءٍ وآخِرهِ ، دائِمٌ بِغيرِ فَناءٍ ولا زَوالٍ لِملكِهِ ، الصَّمَدُ في غَيرِ شبهٍ فلا شَيءَ كَمِثلِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ لا شَيءَ كُفُوهُ ولا مُداني لِوَصفِهِ ، كَبيرٌ لا تَهتَدي القُلوُبُ لِكُنهِ عَظَمتِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ البارئُ المنشئُ بِلا مِثالٍ خَلا من غَيرِهِ ، الطاهِرُ من كُلّ آفَةٍ بِقدسِه. لا إلهَ إلاّ اللهُ ( الكافي المُوسِع لِما خَلَقَ من عَطايا خَلقِهِ من فَضلِه )(١) ، النَّقيُّ من كُلّ جَورٍ لَم يَرضَهُ ولَم يُخالِطهُ فِعالهُ. لا إلهَ إلاّ الله الَّذي ( وَسِعَ كُلّ شيءٍ رحمةً وعِلماً )(٢) المَنّانُ ذَا الإحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ دَيّانُ العِبادِ وكُلٌّ يَقُومُ خاضِعاً من هَيبتهِ ، خالِقُ ما في السّماواتِ والأرضِ وكُلٌّ إليهِ مَعادُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَحيمُ كُلّ صَارخٍ وَمَكروبٍ وغِياثُهُ ومَعَاذُهُ ، يا رَبي فَلا تصِفُ الألسُنُ كُلّ جَلالِ مُلكِكَ وعِزِّك.

__________________

(١) لم ترد العبارة في نسخة « ن » ، وفي نسخة المجلسي ومهج الدعوات : ٣٠٥ : الكافي الموسع لما خلق من عطايا فضله. وفي العدد القوية : ٣٦٨ : الموسع في عطايا خلقه من فضله.

(٢) في نسخة « ك » : وسعت رحمته ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٤

لا إلهَ إلاّ اللهُ البَديعُ البَرايا لَم يَبغِ في إنشائِها عَوناً من خَلقِهِ ، وعَلاّمُ الغيوبِ فَلا يَفُوتُ شَيئاً حِفظُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ المَعيدُ ما بَدأ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوتِهِ من مَخافَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المَنيعُ الغالِبُ في أمرهِ فَلا شَيء يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَميدُ الفَعّالُ ذُو المَنّ عَلى جَميعِ خَلقِهِ.لا إلهَ إلاّ اللهُ ذُو البَطشِ الشَّديدِ ، الَّذي لا يُطاقُ انتِقامُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العالي في ارِتفاعِ مَكانِهِ فَوقَ كُلّ شَيءٍ قَوَّتُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجبَّارُ المُذِلُّ كُلّ شَيءٍ بِقَهرِ عِزّهِ وسُلطانِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ نورُ كُلّ شَيءٍ وهَدَاهُ لا إلهَ إلاّ اللهُ القُدُّوسُ الظاهِرُ عَلى كُلّ شَيء فَلا يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المُجيبُ المُتدانّي دُون كُلّ شَيء قربُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَليُّ الشامخُ في السّماءِ فَوقَ كُلّ شيءٍ إرتِفاعُ عُلّوه. لا إلهَ إلاّ اللهُ المبدئ البَرايا وَمُعيدها بَعدَ فَنائها بِقُدرَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجَليلُ المُتَكَبِّرُ على كُلّ شَيءٍ فَالعَدلُ أمره والصِدقُ وعدُهُ.

لا إلهَ إلاّ اللهٌ المَحموُدُ الَّذي لا تَبلُغُ الأوهامُ كُلّ ثَنائِهِ ومَجدِهِ. ولا إلهَ إلاّ اللهُ الكَريمُ العَفُوُّ الَّذي وَسِعَ كُلّ شَيءٍ عَفُوهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ الكَريمُ فلا يَذِلُ عِزُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَجيبُ فلا تنطِقُ الألسُنُ بكُلّ آلائِهِ وثنائِهِ ، وهُوَ كما أثنى على نَفسهِ ووَصفها بِه : اللهُ الرَّحمانُ الرِّحيمُ ، الحَقُّ المُبينُ ، البرهانُ العظيمُ ، اللهُ العَليمُ الحَكيمُ ، اللهُ الرَبُّ الرَّحيمُ ، اللهُ السُّلام المُؤمِنُ المُهيمنُ ، العَزيزُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، اللهُ المُصوِّرُ الوِترُ النُّورُ

٢٥٥

وَمنه النور ، اللهُ الحَميدُ الكَبير لا إلهَ إلاّ اللهُ عَلَيهِ تَوكَلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العظيمِ(١) .

اليوم الثلاثون :

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ واشرَح صَدري للإسلامِ ، وزَيّني بالإيمان ، والبِسني التَقوى ، وقِني عَذابَ النَّارِ. تَقُولُ ذلكَ سَبعَ مراتٍ ثُمَّ تَسألُ رَبّكَ حاجَتَكَ.

اللّهُمَّ أنتَ هُوَ يا رَبِّ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، أسألُكَ بِاسمِكَ الأعظَمِ الَّذي لا إلهَ إلاّ هَو الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تَأخُذُكَ سِنةٌ ولا نَومٌ ، لكَ ما في السّماواتِ وما في الأرضِ ، ولا يَؤُدُكَ حِفظُهُما وأنتَ العَليُّ العَظيمُ ، أن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلِهِ في الأوَّلينَ ، وأن تُصلِّي عَلى مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرينَ ، وأن تُصَلِّي على مُحمّدٍ قَبلَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلِّي عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ بَعدَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في اللَيل إذا يَغشى ، وأن تصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في النَّهارِ إذا تَجلّى ، وأن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرة والأُولى ، وأن تُعطَيني سُوءلي في جَميعِ ما أدعُوكَ به لِلآخِرِة والدُّنيا.

يا حيُّ حينَ لا حَيُّ ، قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وقَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ويا حَيُّ بَعدَ كُلّ حي ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا قَيوُّمُ بِرحمتِكَ أستغيثُ ، صَلِّ علَى مُحمّدٍ وآلِهِ ،

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٦٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨.

٢٥٦

وأصلِح لي شَاني وأسبابي ، ولا تَكلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَين أبَداً.

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ الرَّحمانِ الرَّحيم لا شريكَ لَهُ ـ تقولُ ذلِكَ أربَعَ مرّاتٍ ـ يا رَبِّ أنتَ لي ( رَحِيمٌ )(١) يا رَبِّ فَكُنَ لي رُكناً معي ، أسألُكَ يا رَبِّ بما يَحمِلُ العَرش من عزِّ جَلالِكَ أن تَفعَلَ بي ما أنتَ أهَلُهُ ، فَإنَّكَ أهَلُ التَقوى وأهلُ المَغفِرَةَ.

اللّهُمَّ إنّي أحمدُكَ حمَيداً ، وأتَوكلُّ عَليكَ وحَيداً ، وأستَغفِرُكَ فَريداً ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ شَهادة اُفني بِها عُمري ، والقى بها رَبي ، وأدخِلُ بها قَبري ، وأخلو بها ( في وحَدتي )(٢) .

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ فِعلَ الخيراتِ ، وتَرك المُنكراتِ ، وحُبَّ المَساكينَ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني ، وإذا أردَتَ بِقومٍ فِنتَة أن تَتَوفّاني إليكَ وأنا غَيرُ مَفتونٍ ، وأسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّكَ ، وحُبّاً يُقرِّبُ من حُبِّكَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ ، واجعَل لي من الذُّنوب مَخرَجاً ، ومن اُموري فَرَجاً ، واجَعل لي إلى كُلّ خَيرٍ سَبيلاً. اللّهُمَّ إنّي خَلقٌ من خَلقِكَ ، ولِخَلقٍ من خَلقِكَ قبلي حُقوقٌ ، ولي فِيما بَيني وبَيَنكَ ذُنُوبٌ ، اللّهُمَّ فَارض عَنّي خلقِكَ من حُقوقِهِم ، وهَب لي الذُّنوبَ التي بَيني وبَينَكَ ، اللّهُمَّ واجعَل فيَّ خَيراً تجَده فآنّكَ إلا تَجعَلهُ لا تَجِدهُ عنِدي. اللّهُمَّ خَلقتَني كَما أردتَ فاجعَلني كَما تُحبُّ ، اللّهُمَّ اغفِر لَنا وعافِنا ، وارحَمنا واعفُ عَنَّا ،

__________________

(١) اثبتناه من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : وحدي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٧

وارضِ عَنّا وَتَقبَّلِ مِنّا ، وادخِلنَا الجَنَّةَ ونَجّنا من النّارِ ، واصلِح لَنا شَأنَنا.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد النِّبيّ الاُميّ ، الطَّيبِ المُبارَكِ ، نَبّي الرِّحمةِ ، كَما أمرتَنا أن نُصلّي عَليهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى النّبي الاُميّ عَدَدَ مَن صَلّى عَليهِ ، وَعَددَ مَن لَم يُصَلِّ عليهِ. اللّهُمَّ رَبِّ البَيتِ الحرامِ ، ورَبِّ الركن والمَقامِ ، وَرَبِّ المَشعرِ الحَرامِ ، ابلِغ رُوحَ مُحمّد مِنّا السُّلام ، وعَليهَ السُّلامُ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ ، وعلى أهِل بَيتِهِ الطَّيبينَ الطاهِرينَ المُصطَفينَ الأخَيارِ ، ولا حولَ ولاقُوةَ إلاّ باللهِ العَليّ العَظيمِ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٧٧ بزيادة فيه. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٢٤ باختلاف فيه.

٢٥٨

الفصل الثاني والعشرون

في رواية أخرى بتعيين أيّام الشّهور

وما فيها من وقتِ السُّرور والمحذور.

حدّثنا أبو نصر مُحمّد بن أحمد بن حمدون الواسطي ، قال : حدَّثنا أبو الفرج مُحمّد بن علي القنّاني ، قال : حدثنا أحمد بن مُحمّد بن موسى ، قال : حدَّثنا مُحمّد بن علي بن معمرٍ الكوفي ، قال : حدَّثنا علي بن مُحمّد الزّاهد ، قال : حدّثنا عاصم بن حميد ، قال : قال جعفر بن مُحمّد صلوات الله عليه وقد سُئل عن اختيارات الأيام فقال :

اليوم الاول من الشهر

خَلَقَ الله فيه آدَمَ صلى الله عليه ، وهو يومٌ صالحٌ مَسعودٌ ، خاطِب فيه السُّلطان ، وتَزوّج ، واسرع في حَوائجِك ، واعمَل فيه كُلّ ما تُريده من طلب الحَوائج وغيرها(١) .

اليوم الثاني من الشهر

تزوّج فيه ، وائتِ أهلِكَ من السَّفَرِ ، واشتر ، فيه وبع ، واطلُب فيه حَوائجك ، واتَّقِ فيه أعمال السُّلطان ، وابتَغِ واطلُب فيه الحوائج ، فإنَّه يومٌ موافقٌ لذلكَ(٢) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٦ / ٩ باختلاف.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٧ / ١٤ صدره.

٢٥٩

اليوم الثالث من الشهر

يوم نَحس ، لا تأتِ فيه السُّلطان ، ولا تشترِ فيه ولا تَبع ، ولا تَطلُب فيه ، واتّقِ فيه أعمال السّلطان ، ففيه سُلبَ آدم وحوّاءعليهما‌السلام لَباسهما(١) .

اليوم الرابع من الشهر

ولد فيه هابيل بن آدمعليهما‌السلام ، وهو يوم صالحٌ للتزويج ، وطلب الصيّد ، ومَن يولد فيه يكون ما عاش صالحاً ، ولا تُسافر فيه فإنّ من سافر فيه يُسلبُ(٢) .

اليوم الخامس من الشهر

ولد فيه قابيل بن آدم وكان ملعوناً ، وهو اليوم الَّذي قتل فيه أخاهُ ودعا بالويل والثّبور على أهله وأدخل عليهم البكاء ، وهو يوم سوء ملعونٌ(٣) .

اليوم السادس من الشهر

جَيّد ، ليس فيه بؤس ، يَصلحُ للتّزويج وللصّيد ولطلب المعاش ، وكُلّ حاجة تريدها(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٨ / ١٩ باختلاف فيه.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٩ / ٢٤ باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٢٩ باختلاف فيه.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٣٤ باختلاف فيه.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

بتفصيل ذكره المسعودي و لعلّ العنوان كان كلامهعليه‌السلام في مقام آخر فأسلكه سيف في هذا كما هو دأبه ، كما أنّ المصنّف إذا رأى كلمة بليغة منسوبة إليهعليه‌السلام ينقلها و لا يراعي السند .

و كيف كان ، فمن شواهد العنوان ما في ( جمل المفيد ) أنّ ابن الزبير يوم الجمل تناول خطام جمل عائشة ، فبرز إليه الأشتر فخلّى الخطام من يده و أقبل نحوه و اصطرعا فسقطا إلى الأرض ، فجعل ابن الزبير يقول و قد أخذ الأشتر بعنقه و ينادي « اقتلوني و مالكا معي » ، قال الأشتر فما سرّني إلاّ قوله « مالك » و لو كان قال « الأشتر » لقتلوني ، فو اللَّه لقد تعجّبت من حمقه إذ ينادي بقتله و قتلي و ما كان ينفعه المشؤوم إن قتلت و قتل هو معي ، فأفرجت عنه و انهزم و به ضربة مثخنة في جانب وجهه(١) .

هذا ، و في ( الأغاني ) كان عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من حمقى العرب ، قيل له : إن لكلّ فرس جواد اسما ، و إنّ فرسك هذا سابق جواد فسمّه ، ففقأ أحدى عينيه و قال : سمّيته « الأعور » .

( و فيه ) كان أسد بن يزيد بن مزيد الشيباني شبيها بأبيه جدّا بحيث لا يفصل بينهما إلاّ المتأمل ، و كان أكثر ما يباعد منه ضربة في وجه يزيد تأخذ من قصاص شعره و منحرفة على جبهته ، فكان أسد يتمنّى مثلها فهوت له ضربة في حرب أبيه من قبل الرشيد للوليد بن طريف الخارجي فأصابت في ذلك الموضع ، فيقال إنّه لو خطت على مثال ضربة أبيه ما عدا جاءت كأنّها هي(٢) .

____________________

( ١ ) الجمل للمفيد : ١٨٧ .

( ٢ ) الأغاني للأصفهاني ١٢ : ٩٥ .

٥٦١

٦٩ الحكمة ( ٣٠٥ ) و قالعليه‌السلام :

مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ في الخبر : أخبر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ جعفر بن أبي طالب كان له خصال في الجاهلية شكرها اللَّه تعالى له ، و منها عدم زناه لغيرته كعدم شربه لعزّته و عدم كذبه لشرفه(١) .

هذا ، و في ( الطبري ) بنى الحجّاج واسطا سنة ( ١٨٥ )(٢) و كان سبب بنائه أنّه ضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان ، فعسكروا بحمام عمر و كان فتى من بني أسد حديث عهد بعرس بابنة عمّ له ، فانصرف من العسكر إلى ابنة عمّه ليلا فطرق الباب طارق و دقّه دقّا شديدا ، فإذا سكران من أهل الشام فقالت المرأة لزوجها : لقد لقينا من هذا الشامي شرّا يفعل بنا كلّ ليلة ما ترى يريد المكروه و قد شكوته إلى مشيخة أصحابه فقال : إئذنوا له ، ففعلوا ، فأغلق الباب و أندر رأسه فلمّا اذن بالفجر خرج الرجل إلى العسكر و قال لامرأته إذا صليت الفجر بعثت إلى الشاميّين أن أخرجوا صاحبكم فسيأتون بك الحجّاج فأصدقيه الخبر على وجهه ، ففعلت و رفع القتيل إلى الحجّاج و ادخلت المرأة عليه فأخبرته ، فقال : صدقتني ثم قال لولاة الشامي : ادفنوا صاحبكم فإنه قتيل اللَّه إلى النار لا قود له و لا عقل ، ثم نادى مناديه : لا ينزلنّ أحد على أحد و أخرجوا ، و بعث روّادا يرتادون له منزلا حتى نزل في موضع واسط(٣) .

____________________

( ١ ) أمالي الصدوق ، المجلس ١٧ : ٧٠ ، و نقله المؤلف في كتابه قاموس الرجال ٢ : ٦٠٣ .

( ٢ ) وقع سهوا في العلاّمة فالسنة التي بني فيها واسط هي ( ٨٣ ) للهجرة .

( ٣ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٣ : ٦٤٩ .

٥٦٢

٧٠ الحكمة ( ٣٠٦ ) و قالعليه‌السلام :

كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً فالناس كما لا يملكون حياة لا يملكون موتا :

أكان الجبان يرى أنّه

يدافع عنه الفرار الأجل

فقد يدرك الحادثات الجبان

و يسلم منها الشجاع البطل(١)

و في ( الكافي ) عن سعيد بن قيس الهمداني ، نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان ، فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقلت : في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلاّ و له من اللَّه حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه و بين كلّ شي‏ء(٢) .

و عن الصادقعليه‌السلام : كان قنبر يحبّ عليّاعليه‌السلام حبّا شديدا ، فإذا خرج عليّعليه‌السلام خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : مالك يا قنبر ؟ قال : جئت لأمشي خلفك قال : و يحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟ فقال :

بل من أهل الأرض قال : انّهم لا يستطيعون لي شيئا إلاّ بإذن اللَّه من السماء .

إرجع ، فرجع(٣) .

____________________

( ١ ) نسب المبرد البيتين في الكامل ٣ : ١١٧٣ ( طبع مصر ) لمعاوية بن أبي سفيان .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ٨ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ١٠ ، نقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٠ : ١٥٨ رواية ١٥ .

٥٦٣

٧١ الحكمة ( ٣٢٦ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْعُمُرُ اَلَّذِي أَعْذَرَ اَللَّهُ فِيهِ إِلَى اِبْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً في ( الطبري ) لمّا قتل الحسينعليه‌السلام و رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، رأت الشيعة أنّها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسينعليه‌السلام إلى النصرة و تركهم إجابته و مقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، و رأوا أنّه لا يغسل عارهم و الإثم عنهم في مقتله إلاّ بقتل من قتله أو القتل فيه ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة : سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبة و إلى المسيب بن نجبة الفزاري و كان من خيار أصحاب عليعليه‌السلام و إلى عبد اللَّه بن سعيد بن نفيل الأزدي و إلى عبد اللَّه بن والي التيمي و الى رفاعة بن شداد البجلي ، فاجتمعوا في منزل سليمان فبدأ المسيّب فقال : قد ابتلينا بطول العمر و التعرّض لأنواع الفتن( فنرغب إلى ربّنا أن لا يجعلنا ممّن يقول له غدا أَوَ لَم نُعمّركم ما يَتذكر فيه من تَذَكّر وَ جاءَكُم النذير ) (١) و ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : العمر الّذي أعذر اللَّه فيه إلى ابن آدم ستّون سنة .(٢) .

و في ( تاريخ بغداد ) : نظر العباس بن الفضل بن الربيع في المرآة فنظر إلى شيبة في لحيته فقال :

أهلا بواحدة للشيب وافدة

تنعى الشباب و تنهانا عن الغزل

جاءت لتنذرنا ترحال لذّتنا

عن الشباب و شيبا غير مرتحل

____________________

( ١ ) فاطر : ٣٧ .

( ٢ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٤ : ٤٢٦ .

٥٦٤

قد يعذر المرء ما دامت شبيبته

و ليس يعذر معذور كمكتهل(١)

و في ( شعراء ابن قتيبة ) قال الاقيشر :

إذا المرء أو فى الأربعين و لم يكن

له دون ما يأتي حياء و لا ستر

فدعه و لا تنفس عليه الذي أتى

و إن جرّ ارسان الحياة له الدهر(٢)

هذا ، و روى ( الخصال ) عن الصادقعليه‌السلام قال : إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة ، فإذا بلغه أوحى اللَّه تعالى إلى ملائكته إنّي قد عمّرت عبدي عمرا و قد طال ، فغلّظا و شدّدا و تحفّظا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره(٣) .

و قال الباقرعليه‌السلام : إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له : خذ حذرك فانّك غير معذور ، و ليس ابن أربعين أحق بالعذر من ابن عشرين سنة ، فإنّ الذي يطلبهما واحد و ليس عنهما براقد ، فاعمل لمّا أمامك من الهول ودع عنك فضول القول(٤) .

و في ( بديع ابن المعتزّ ) : كان رجل من أهل الأدب له أصحاب يشرب معهم و ينادمهم ، فدعوه فلم يجبهم فقالوا : ما منعك ؟ قال : دخلت البارحة في الأربعين و أنا أستحي من سنّي(٥) .

و روى أيضا عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى( أوَ لَم نُعمركم ما يَتذكر فيه من تَذكر ) (٦) إنّه توبيخ لابن ثماني عشرة سنة(٧) .

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ : ١٣٤ في ترجمة العباس بن الطفيل .

( ٢ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ١٣٤ .

( ٣ ) الخصال للصدوق ٢ : ٥٤٥ ح ٢٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٣ : ٣٨٩ رواية ٧ .

( ٥ ) البديع لابن المعتز : ١٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٧ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٨ : ٢٥٧ .

٥٦٥

هذا و في ( كتاب سيبويه ) عن الخليل سمع أعرابيا يقول : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه و إيا الشّواب بالجر(١) .

٧٢ الحكمة ( ٣٢٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَلاِسْتِغْنَاءُ عَنِ اَلْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ اَلصِّدْقِ بِهِ أقول : « أعزّ » هنا من عزّ الشي‏ء إذا قلّ و لا يكاد يوجد فهو عزيز ، و حينئذ فالمراد أن الصدق في العذر و ان كان عزيزا قليل الوجود فقالوا : « المعاذير يشوبها الكذب » إلاّ أنّ جعل عمله بحيث لا يحتاج إلى عذر أعزّ و أقلّ وجودا من العذر الصادق ، و لو تيسّر للإنسان جعل عمله كذلك كان ممدوحا و مع العذر الصادق غير مذموم .

و قال ابن أبي الحديد : المعنى ، لا تفعل شيئا تعتذر منه أعزّ لك من أن تفعل ثم تعتذر و إن كنت صادقا و هو كما ترى ، فإنّهعليه‌السلام قال : الإستغناء أعزّ في نفسه لا أعزّ لك(٢) .

٧٣ الحكمة ( ٣٣١ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلطَّاعَةَ غَنِيمَةَ اَلْأَكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ اَلْعَجَزَةِ قال تعالى :( و الّذين يؤتُون ما آتوا و قُلوبهم وَجِلةٌ أَنّهم إلى ربِّهم

_ ___________________

( ١ ) أبي بشير كتاب سيبويه ١ : ٢٧٩ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٤١ .

٥٦٦

 راجعُون اُولئكَ يُسارعونَ في الخَيراتِ وَ هُم لها سابِقُون ) (١) .( فاستبقوا الخيرات إلى اللَّه مرجِعُكم جميعاً فيُنَبِّئكم بما كُنتم فيه تختلفونَ ) (٢) ( سابقوا إلى مَغفِرةٍ مِن ربّكُم و جنّةٍ عرضها كعرض السَماءِ و الأرض ) (٣) ( و أقبَل بعضُهم على بعضٍ يتساءَلُون قالوا إِنّا كُنّا قبل في أَهلنا مُشفقينَ فمنَّ اللَّه علينا وَ وَقانا عذابَ السَّموم إِنّا كُنّا من قبلُ ندعوهُ إنّه هو البرُّ الرّحيم ) (٤) ( أَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرتى على ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّه و إِن كُنتُ لَمِنَ الساخِرينَ ) (٥) .

٧٤ الحكمة ( ٣٣٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ أقول : هو من حديث الاربعمائة ، و الوتر بالتحريك واحد أوتار القوس .

في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا(٦) .

و عنهعليه‌السلام : العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلاّ ارتحل عنه(٧) .

____________________

( ١ ) المؤمنون : ٦٠ ٦١ .

( ٢ ) المائدة : ٤٨ .

( ٣ ) الحديد : ٢١ .

( ٤ ) الطور : ٢٥ ٢٨ .

( ٥ ) الزمر : ٥٦ .

( ٦ ) الكافي للكليني ١ : ٤٤ ح ٣ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٢ : ٣٣ .

٥٦٧

٧٥ الحكمة ( ٣٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

مِنَ اَلْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ اَلْمَعَاصِي أقول : قال ابن أبي الحديد هذه الكلمة على صيغ مختلفة « من العصمة أن لا تقدر » « من العصمة ألاّ تجد »(١) .

و ليس المراد بالعصمة العصمة التي يذكرها المتكلّمون .

قلت : الظاهر أنّ المراد أنّ عدم تيسّر أسباب المعصية للإنسان قسم من عصمة اللَّه تعالى له .

٧٦ الحكمة ( ٣٤٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اِشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ وَ مَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اَللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ وَ مَنْ سَلَّ سَيْفَ اَلْبَغْيِ قُتِلَ به وَ مَنْ كَابَدَ اَلْأُمُورَ عَطِبَ وَ مَنِ اِقْتَحَمَ اَللُّجَجَ غَرِقَ وَ مَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ اَلسُّوءِ اُتُّهِمَ وَ مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ اَلنَّارَ وَ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ اَلنَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ اَلْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ وَ اَلْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ وَ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اَلْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ اَلدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ « من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره » و من اشتغل بعيب غيره

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٠ .

٥٦٨

لا بدّ أنّه نسي عيوب نفسه .

« و من رضي برزق اللَّه لم يحزن على ما فاته » لأنّه يعلم أنّ ما فاته لم يكن رزقه فلم هو يحزن .

« و من سل سيف البغي قتل به » قتل أبو مسلم أبا سلمة غيلة و قتل ستمائة ألف صبرا ، فقتل غيلة و صبرا فقال له المنصور وقت قتله :

زعمت أن الدّين لا ينقضي

فاستوف بالكيل أبا مجرم

إشرب بكأس كنت تسقي بها

أمرّ في الحلق من العلقم(١)

و في ( المروج ) : سخط المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيّات بعد خلافته بأشهر و قبض أمواله و جميع ما كان له و قد كان ابن الزيّات في أيام وزارته للمعتصم و الواثق اتّخذ للمصادرين و المغضوب عليهم تنورا من الحديد رؤوس مساميره إلى داخل ، قائمة مثل رؤوس المسال أي الابر العظام فكان يعذّبهم فيه ، فأمر المتوكل بإدخاله في ذلك التنّور ، فكتب إلى المتوكل :

هي السبيل فمن يوم إلى يوم

كأنّه ما تريك العين في النوم

لا تجزعنّ رويدا إنّها دول

دنيا تنقّل من قوم إلى قوم

و وصلت الرقعة إليه في غد ، فأمر بإخراجه فوجده ميتا و كان حبسه في التنور أربعين يوما(٢) .

و في ( تفسير القمي ) : بعث بختنّصر إلى دانيال و كان ألقاه في بئر بابل و ألقى معه لبوة ، فكانت اللبوة تأكل طين البئر و يشرب دانيال لبنها ، و كان اري في منامه كأنّ رأسه من حديد و رجلاه من نحاس و صدره من ذهب ، فدعا

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٣٠٤ .

( ٢ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ٨٨ .

٥٦٩

المنجّمين فقال لهم : ما رأيت ؟ قالوا ما ندري لكن قص علينا ما رأيت فقال : و أنا اجري عليكم الأرزاق منذ كذا و لا تدرون ما رأيت في المنام ، فأمر بهم فقتلوا ، فقال له بعض من كان عنده : ان كان عند أحد شي‏ء فعند صاحب الجبّ ، فان اللّبوة لم تتعرّض له تأكل الطين و ترضعه ، فبعث إليه فقال : ما رأيت في النوم ؟

قال : رأيت كأن رأسك من حديد و رجلك من نحاس و صدرك من ذهب ، قال :

هكذا رأيت فما ذاك ؟ قال : ذهب ملكك و أنت مقتول إلى ثلاثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس فقال : إنّ عليّ سبع مدائن على باب كل مدينة حرس ، و وضعت بطة من نحاس على باب كلّ مدينة لا يدخل غريب إلاّ صاحت عليه حتى يؤخذ .

فقال : إنّ الأمر كما قلت لك فبث الخيل و قال لا تلقون أحدا من الخلق إلاّ قتلتموه كائنا من كان و قال لدانيال : لا تفارقني هذه الثلاثة فإن مضت و أنا سالم قتلتك ، فلمّا كان الثالث ممسيا أخذه الغمّ ، فخرج فتلقّاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس و هو لا يعلم أنّه من أهل فارس ، فدفع إليه سيفه و قال : لا تلق احدا من الخلق إلاّ قتلته و إن لقيتني فاقتلني ، فأخذ الغلام سيفه فضربه به فقتله(١) .

و في ( المروج ) قال البحتري : إجتمعنا ذات يوم مع الندماء في مجلس المتوكل ، فتذاكرنا أمر السيوف فقال بعض من حضر : بلغني أنّه وقع عند رجل من أهل البصرة سيف من الهند ليس له نظير ، فأمر المتوكل بالكتاب إلى عامل البصرة بشرائه بما بلغ ، فورد الجواب أنّ السيف اشتراه رجل من اليمن ، فأمر المتوكل بالبعث إلى اليمن يطلب السيف و ابتياعه فنفذت الكتب بذلك قال البحتري : فبينا نحن عند المتوكل إذ دخل عليه عبيد اللَّه و السيف معه و عرّفه أنّه ابتيع من صاحبه باليمن بعشرة آلاف درهم ، فسرّه بوجوده

____________________

( ١ ) تفسير القمي ١ : ٨٩ ٩٠ .

٥٧٠

و انتضاه فاستحسنه و تكلّم كلّ واحد منّا بما يجب و جعله تحت ثني فراشه ، فلمّا كان من الغداة قال للفتح : اطلب لي غلاما تثق بنجدته و شجاعته أدفع إليه هذا السيف ليكون واقفا به على رأسي لا يفارقني كلّ يوم ما دمت جالسا ، فلم يستتم الكلام حتى أقبل باغر التركي فقال له الفتح : هذا باغر التركي وصف لي بالشجاعة و البسالة و هو يصلح لمّا أردت فدعا به المتوكل و دفع إليه السيف و أمره بما أراد و تقدم ان يزاد في مرتبته و أن يضعف له الرزق .

قال البحتري : فو اللَّه ما انتضى ذلك السيف و لا خرج من غمده من الوقت الذي دفع إليه إلاّ في الليلة التي ضربه بذلك السيف إلى أن قال فسمعت صيحة المتوكل و قد ضربه باغر بالسيف الذي كان قد دفعه إليه على جانبه الأيمن فقده إلى خاصرته ، ثم ثنّاه على جانبه الأيسر ففعل مثل ذلك(١) .

و في ( المناقب ) : قال الحسينعليه‌السلام يوم الطف : اللّهم سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبّرة لا يدع منهم أحدا إلاّ قتله قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم(٢) .

و في ( الطبري ) في وفاة المنتصر و هو ابن خمس و عشرين سنة قال بعضهم : كان المنتصر وجد حرارة فدعا بعض من كان يتطبّب له و أمره بفصده ففصده بمبضع مسموم فكان فيه منيته ، و الطبيب الذي فصده انصرف إلى منزله و قد وجد حرارة فدعا تلميذا له فأمره بفصده و وضع مباضعه بين يديه ليتخير أجودها و فيها المبضع المسموم الذي فصد به المنتصر و قد نسيه ، فلم يجد التلميذ فيها أجود من المبضع المسموم ففصد به استاذه و هو لا يعلم أمره فلمّا فصده به نظر إليه صاحبه فعلم أنّه هالك

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ١١٩ بتصرف في النقل .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٤٥ : ١٠ رواية ٣٧ .

٥٧١

فأوصى من ساعته و هلك من يومه(١) .

و في ( الطبري ) : كان نجاح بن سلمة على ديوان توقيع المتوكّل و تتبع عماله ، فكان العمال يتّقونه و ربّما نادمه المتوكّل ، و كان الحسن بن مخلد على ديوان الضياع و موسى بن عبد الملك على ديوان الخراج و كانا منقطعين إلى وزير المتوكل عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان فكتب نجاح إلى المتوكل : ان الحسن و موسى خانا و انه يستخرج منهما أربعين ألف ألف درهم ، فشاربه المتوكل تلك العشية و قال : بكّر الي حتى أدفعها إليك ، فغدا و قد رتب اصحابه و قال يا فلان خذ أنت الحسن و خذ يا فلان أنت موسى ، فغدا إلى المتوكل فلقي عبيد اللَّه الوزير و قد أمر أن يحجب عن المتوكل ، فقال له : يا أبا الفضل إنصرف حتى ننظر في هذا الأمر و أنا أشير عليك بأمر لك فيه صلاح قال : و ما هو ؟ قال :

اصلح بينك و بينهما و تكتب رقعة تذكر فيها أنّك كنت شاربا و أنّك تكلّمت بأشياء تحتاج إلى معاودة النظر فيها و أنا أصلح الأمر عند المتوكل ، فلم يزل يخدعه حتى كتب رقعة بما أمره به ، فأدخلها عبيد اللَّه على المتوكل و قال له : قد رجع نجاح عمّا قال البارحة و هذه رقعة موسى و الحسن يتقبّلان بنجاح بما كتبا فتأخذ ما ضمنا عنه ثم تعطف عليهما فتأخذ منهما قريبا ممّا ضمن نجاح لك عنهما .

فسرّ المتوكل و طمع في ما قال له عبيد اللَّه ، فقال إدفعه إليهما فانصرفا به و امرا بأخذ قلنسوته عن رأسه و كانت خزا فوجد البرد و وجّها إلى ابنيه أبي الفرج فاخذ و أبي محمد فهرب و اخذ كاتبه إسحاق القطربلي و اخذ ابن البواب المنقطع إليه فأقر نجاح و ابنه لهما بنحو من مائة و أربعين ألف دينار سوى قيمة قصورهما و فرشهما و مستغلاتهما بسامراء و بغداد ، و سوى

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٤١٤ .

٥٧٢

ضياع لهما كثيرة ، فقبض ذلك كلّه و ضرب مرارا بالمقارع نحوا من مائتي مقرعة و غمز و خنق ، و قيل عصر خصيتاه حتى مات و ضرب ابنه و كاتبه و المنقطع إليه نحوا من خمسين خمسين فأقرّ بعضهم بخمسين ألف دينار و بعضهم بأقل ، و أخذ جميع ما في دار نجاح و دار ابنه ، و قبضت دورهما و ضياعهما حيث كانت و أخرجت عيالهما و أخذ بسببه قوم فحبسوا(١) .

هذا ، و في ( نوادر حد الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في خبر أخذ محرم ثعلبا فجعل يقرب النار في وجهه و جعل الثعلب يصيح و يحدث من استه و جعل أصحابه ينهونه عمّا يصنع ثم أرسله بعد ذلك ، فبينما الرجل نائم إذ جاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما أحدث الثعلب ثم خلّت عنه(٢) .

« و من كابد الأمور » أي : قاسى شدائدها .

« عطب » بالكسر أي : هلك .

« و من اقتحم اللجج غرق » قال الجوهري : قحم في الأمر ، رمى بنفسه فيه من غير رويّة ، و اقتحم النهر ، دخله(٣) .

« و من دخل مداخل السوء اتّهم » و في الخبر : إتّقوا مواضع التّهم(٤) و في ( ١٥٩ ) « من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلو منّ إلاّ من أساء به الظن »(٥) .

« و من كثر كلامه كثر خطاؤه » قهرا .

« و من كثر خطاؤه قلّ حياؤه » اضطرارا .

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٢٨٤ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٤ : ٣٩٧ ح ٦ كذلك وسائل الشيعة ٥ : ٨٤ من حديث زيد الشحام .

( ٣ ) الصحاح للجوهري ٥ : ٢٠٠٦ مادة ( قحم ) .

( ٤ ) نظيره في البحار ٧٥ : ٩٠ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( ٥ ) بلفظ « وقف نفسه » بحار الأنوار للمجلسي ٧٠ : ٦٠ .

٥٧٣

« و من قلّ حياؤه قلّ ورعه » أيضا قهرا .

« و من قل ورعه مات قلبه » قال تعالى :( و ما أنتَ بمُسمع من في القُبُور ) (١) .

« و من مات قلبه دخل النار » كلامهعليه‌السلام من قوله « و من كثر كلامه » إلى هنا جزء خطبة الوسيلة المروية في تحف العقول(٢) ، كما انه قياس مركب منتج أنّ من كثر كلامه دخل النار .

« و من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » و أغلب الناس كذلك ، فعاب عبد الملك بن مروان يزيد بن معاوية بهدم الكعبة و فعل هو مثل فعله و أكثر ، و وصف المنصور عبد الملك بكونه جبارا لغدره بالناس و قتله لهم و سمّى نفسه خليفة مع أنّه فعل مثل فعله(٣) .

« و القناعه مال لا ينفد » ذكره المصنف مستقلا في ( ٥٧ ) و في ( ٤٧٥ ) لكنّه إنّما في ( ابن أبي الحديد )(٤) و اما ( ابن ميثم )(٥) فليس فيه ، و صرّح بأن فقرات العنوان أربع عشرة .

« و من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير » فإنّ الحرص على الدنيا إنّما لطول الأمل و نسيان الموت .

« و من علم ان كلامه من عمله » لأنّه تعالى يقول :( ما يَلفظُ من قولٍ إلاّ

___________________

( ١ ) فاطر : ٢٢ .

( ٢ ) تحف العقول للحراني : ٦١ .

( ٣ ) ذكر ابن الأثير في الكامل ٤ : ٣٥٠ ، و كان عبد الملك ينكر ذلك أيّام يزيد من معاوية ثم أمر به فكان الناس يقولون خذل في دينه .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٤ رقم ( ٣٥٥ ) النصان متصلان .

( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٤١٢ ذكرهما مستقلين ، خلافا لمّا ذكره العلاّمة التستري .

٥٧٤

لديه رقيبٌ عتيد ) (١) .

« قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه » في الخبر ، مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام برجل يتكلّم بفضول الكلام ، فوقف عليه و قال له : يا هذا إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك(٢) .

و روي أيضا : أنّ آدم لمّا كثر ولده و ولد ولده كانوا يتحدّثون عنده و هو ساكت ، فقالوا : يا أبه مالك لا تتكلّم ؟ فقال : يا بنيّ إنّ اللَّه تعالى لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ : أقلّ كلامك ترجع الى جواري(٣) .

و في ( تاريخ بغداد ) : سفيان الثوري عن ام صالح عن صفية بنت شيبة عن ام حبيبة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كلّ كلام ابن آدم عليه إلاّ أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو الصلح بين الناس فقيل : ما أعجب هذا الحديث إمرأة عن امرأة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما تعجب و هو في كتاب اللَّه تعالى ،( قال عزّ اسمه لا خيرَ في كثيرٍ من نجواهُم إِلاّ من أَمر بصَدَقةٍ أَو معرُوفٍ أَو إصلاحٍ بين النّاس ) (٤) و العصر إنّ الإنسانَ لَفي خسر إلاّ الَّذين آمنوا و عملوا الصالحاتِ و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصَّبر(٥) .

و في ( البيان ) قال رجل : صحبت الربيع بن خيثم سنتين فما كلّمني إلاّ كلمتين ، قال لي مرة « امك حيّة » و اخرى « كم في بني تميم من مسجد »(٦) .

____________________

( ١ ) ق : ١٨ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٥ : ٣٢٧ رواية ٢١ و قد ذكر النصّ : يا هذا انك تملي على كاتبيك كتابا إلى ربك فتكلّم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك .

( ٣ ) بحار الأنوار ١١ : ١٨ رواية ٣١ .

( ٤ ) النساء : ١١٤ .

( ٥ ) تاريخ بغداد ١٢ : ٣٢١ ، و ذكره البخاري في التاريخ الكبير ١ : ٢٦٢ و المغني للعراقي ١ : ٧٠ ، و الآيات ١ ٣ من سورة العصر .

( ٦ ) البيان و التبيين للجاحظ ٢ : ١٤٦ .

٥٧٥

هذا ، و كأنّه حصل خلط في الفقرات ، و الظاهر أن فقرة : « و من نظر في عيوب الناس » كانت بعد الأولى و فقرة : « و من أكثر من ذكر الموت » بعد « و من رضي » و فقرة « و من علم » بعد « دخل النار » كما لا يخفى .

٧٧ الحكمة ( ٣٥٠ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ مِنَ اَلرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ اَلْقَوْمَ اَلظَّلَمَةَ أقول : و عن أبي جعفرعليه‌السلام : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر و هو الشرك ، و ظلم يغفر و هو ظلم الرجل نفسه في ما بينه و بين اللَّه تعالى ، و ظلم لا يدعه و هو المداينة بين العباد(١) .

« و يظاهر القوم الظلمه » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام من أعان ظالما بظلم سلّط اللَّه عليه من يظلمه(٢) .

و عنهعليه‌السلام : العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلاثتهم .

و رواه الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

____________________

( ١ ) أخرجه الكليني في حديث كعب بن طريف بلفظ مشابه الكافي ٢ : ٣٣١ ح ١ و يبدو ان زيادة و تقيصة حصلت عند نقل الحديث و اللَّه أعلم و الحديث هو : الظلم ثلاثة ، ظلم يغفره اللَّه و ظلم لا يغفره اللَّه ، و ظلم لا يدعه اللَّه ، فأما الظلم الّذي لا يغفره فالشرك و أما الظلم الّذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين اللَّه ، و أما الظلم الذي لا يدعه فالمداينه بين العباد .

( ٢ ) الحديث كما ورد في الكافي ٢ : ٢٣٢ عن عبد الأعلى مولى ال سام عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من ظلم سلط اللَّه عليه من يظلمه أو على عقب عقبه .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٣٣٣ ح ١٦ و أيضا بحار الأنوار للمجلسي ٩٢ : ١٧٢ و رواه الصدوق في الخصال ١ : ١٠٧ ح ٧٢ مع تبديل ( و المعين يه ) ب ( و المعين عليه ) .

٥٧٦

٧٨ الحكمة ( ٣٥٢ ) و قالعليه‌السلام لبعض أصحابه :

لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَ وَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَ وَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وَ إِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اَللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وَ شُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اَللَّهِ و من يتَّق اللَّه يَجعَل له مخرَجاً( و يَرزقهُ من حَيث لا يَحتسب ) (١) ( ألا إِنَّ أولياء اللَّه لا خوفٌ عليهم و لا هُم يَحزنون الَّذِينَ آمنوا و كانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدُّنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات اللَّه ذلكَ هو الفوز العظيم ) (٢) .

« و إن يكونوا أعداء اللَّه فما همّك و شغلك بأعداء اللَّه »( و يومَ يحشر أعداءُ اللَّه إلى النار فهُم يوزَعُون حتى إذا ما جاءوها شَهد عليهم سَمعهُم و أبصارُهم و جلودهم بما كانوا يَعملون ) (٣) الآيات( ذلك جَزاءُ أعداء اللَّه النارُ لهُم فيها دارُ الخُلدِ جَزاءً بما كانُوا بآياتنا يجحدون ) (٤) .

و روى ( الروضة ) أنّ مولى لأمير المؤمنينعليه‌السلام سأله مالا فقالعليه‌السلام يخرج عطائي فأقاسمكه ، فقال : لا أكتفي و خرج إلى معاوية فوصله فكتبعليه‌السلام إليه : أمّا بعد ، فإنّ ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلى أهل بعدك ، و انما لك منه ما مهدت لنفسك ، فآثر نفسك على صلاح ولدك ، فإنّما أنت صانع لأحد الرجلين إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللَّه فسعد بما شقيت ، و إمّا رجل

____________________

( ١ ) الطلاق : ٢ ٣ .

( ٢ ) يونس : ٦٢ ٦٤ .

( ٣ ) فصلت : ١٩ ٢٠ .

( ٤ ) فصلت : ٢٨ .

٥٧٧

عمل فيه بمعصية اللَّه فشقي بما جمعت له ، و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ، و ارج لمن مضى رحمة اللَّه و لمن بقي رزق اللَّه(١) .

و في ( البيان ) : باع عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أرضا بثمانين ألفا ، فقيل له : لو اتخذت من هذا المال لولدك ذخرا فقال : إنّما أجعل هذا المال ذخرا لي عند اللَّه تعالى و أجعل اللَّه تعالى ذخرا لولدي(٢) .

٧٩ الحكمة ( ٣٥٣ ) و قالعليه‌السلام :

أَكْبَرُ اَلْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ أقول : هو نظير قولهعليه‌السلام المتقدم في ( ٧٦ ) « من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » .

و في ( كامل المبرد ) كان أبو الهندي قد غلب عليه الشراب على كرم منصبه و شرف اسرته حتى كاد يبطله و كان عجيب الجواب ، جلس إليه رجل مرة يعرف ببرزين المناقير و كان أبوه صلب في خرابة و الخرابة عندهم سرق الابل خاصة فأقبل يعرض لأبي الهندي بالشراب ، فلمّا أكثر عليه قال له أبو الهندي : أحدهم يرى القذاة في عين أخيه و لا يرى الجذع في است أبيه(٣) .

و قال أبو البحتري العنبري :

يمنعني من عيب غيري الذي

اعرفه عندي من العيب

عيبي لهم بالظن منّي لهم

و لست من عيبي في ريب

____________________

( ١ ) الروضة من الكافي للكليني : ٧٢ ح ٢٨ .

( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ١٤٦ .

( ٣ ) الكامل في الأدب للمبرد ٢ : ٧٥٤ ( الطبعة المصرية ) .

٥٧٨

إن كان عيبي غاب عنهم فقد

أحصى ذنوبي عالم الغيب

عيبي الأول في البيت الثاني مصدر و الثاني في الثالث اسم مصدر كالعيب في كلامهعليه‌السلام .

٨٠ الحكمة ( ٣٥٥ ) وَ بَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ

 بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ ع أَطْلَعَتِ اَلْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ اَلْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ اَلْغِنَى هكذا في ( الطبعة المصرية )(١) و الصواب : ( ليصف ) كما في ابن أبي الحديد(٢) و ابن ميثم(٣) و النسخة الخطية(٤) « لك الغنى » كما أنّه يصف الباني .

في ( الطبري ) خط خالد بن برمك مدينة المنصور له و أشار بها عليه ، فلمّا احتاج إلى الأنقاض قال له : ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن و حمل نقضه إلى مدينتي هذه ؟ قال : لا أرى ذلك قال : و لم ؟ قال : لأنّه علم من أعلام الإسلام يستدل بها الناظر إليه على أنّه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا و انّما هو أمر دين ، و مع هذا فان فيه مصلّى لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : هيهات يا خالد أبيت إلاّ الميل إلى أصحابك العجم ، و أمر أن ينقض القصر الأبيض ، فنقضت ناحية منه و حمل نقضه فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض و الحمل فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لو عمل ، فرفع ذلك إلى المنصور فدعا بخالد و قال له : ما ترى ؟ قال : كنت أرى قبل ان لا تفعل ، فأما إذ فعلت فإنّي أرى الآن أن تهدم حتى تلحق بقواعده لئلاّ يقال : إنّك قد عجزت

____________________

( ١ ) النسخة المصرية ورد النصّ « يصف له الغنى » انظر : ٧٣٩ رقم ( ٣٥٤ ) .

( ٢ ) في نسخة ابن أبي الحديد المحققة ١٩ : ٢٧١ أيضا « يصف لك الغنى » .

( ٣ ) في نسخة ابن ميثم المحققة ٥ : ٤١٦ ورد بلفظ يصف لك الغنى .

( ٤ ) سقط النصّ في النسخة الخطية ( المرعشي ) .

٥٧٩

عن هدمه فأعرض المنصور عن ذلك و أمر أن لا يهدم .

قال موسى بن داود المهندس : حدّثني المأمون بهذا الحديث و قال لي :

إذا بنيت بناء فاجعله ما يعجز عن هدمه ليبقى طلله و رسمه(١) .

هذا ، و في ( الجهشياري ) حكّي أنّ جعفر البرمكي لمّا عزم على الانتقال إلى قصره المعروف بقصر جعفر جمع المنجّمين لاختيار وقت ، فاختاروا له وقتا من الليل ، فخرج إليه و الطرق خالية و الناس ساكنون ، فلمّا سار إلى سوق يحيى رأى رجلا قائما و هو يقول :

يدبّر(٢) بالنّجوم و ليس يدري

و ربّ النجم يفعل ما يريد

فاستوحش و قال : ما أردت ؟ قال : شي‏ء جاء على لساني ، فمضى و قد تنغّص عليه(٣) .

و في الخبر : من جمع مالا من حرام سلّط اللَّه عليه الماء و الطين(٤) .

٨١ الحكمة ( ٣٥٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ لِيَرَكُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلنِّعْمَةِ وَجِلِينَ كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ اَلنِّقْمَةِ فَرِقِينَ إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً وَ مَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً أقول : رواه ( التحف ) و زاد قبله : « أيّها الناس إنّ للَّه في كلّ نعمة حقّا ، فمن

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٦ : ٢٦٤ .

( ٢ ) نسخة التحقيق : تدبّر .

( ٣ ) الجهشياري : ٢١٧ .

( ٤ ) الحديث قال أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من كسب مالا من غير حلّه سلّط اللَّه عليه البناء و الماء و الطين الكافي للكليني ٦ :

٥٣١ رقم ١٢١ .

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639