بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247376 / تحميل: 8636
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الإسلام ، ودفاعهما عن شريعة جدّهماصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما قاما به من إصلاح في الأمة الإسلامية ، ووقوفهما سداً منيعاً أمام كل المحاولات التي تستهدف النيل من الرسالة الإسلامية ؛ لما يحملانه من خصائص ، ومميّزات ، وقد تواترت الروايات في علو شأنهما وسمو مقامهما ، كل ذلك جعل لهما الدور الفاعل في التأثير البالغ في المسلمين ، سواء على الصعيد الفكري أم الاجتماعي أم غيرهما ، كل ذلك في زمن أصبحت الحياة الإسلامية فيه مسرحاً للخلافات ، والجرائم والآثام ، وأصبحت فيه الحكومة ملكاً عضوضاً يتوارثه بنو أمية فيما بينهم بالقهر والغلبة ، وقد انبرى الإمام الحسن والإمام الحسينعليهما‌السلام في ذلك الحين لمعالجة الواقع المرير ، وقد جاء في مجامع أحاديث السنّة أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في حق ابنه الحسنعليه‌السلام : ( إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )(١) ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق ابنه الحسينعليه‌السلام :( حسين منّي وأنا منه أحبّ الله مَن أحبّه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ) (٢)

ولذا قام الإمام الحسينعليه‌السلام ثائراً على الظلم آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، مضحّياً بنفسه وأهل بيته في سبيل إعلاء كلمة الحق ، طالباً

ـــــــــــــ

(١) صحيح البخاري : ج ٢ ص ١٧٩ ح ٢٧٠٤ ؛ الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص ٢٩١ ، وغيرها من المصادر الكثيرة جداً من الفريقين .

(٢) التاريخ الكبير ، البخاري : ج ٨ ص ٤١٥ ح ٣٥٣٦ ؛ البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ٨ ص ٢٢٤ ؛ المعجم الكبير ، الطبراني : ج ٣ ص ٣٢ ح ٢٥٨٦ ، ج ٢٢ ص ٢٧٤ ؛ الجامع الصغير ، السيوطي : ج ١ ص ٥٧٥ ح ٣٧٢٧ ؛ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، المناوي : ج ٣ ص ٥١٣ ؛ وفي صحيح الجامع الصغير ، الألباني : ج ١ ص ٦٠١ ـ ٦٠٢ ح ٣١٤٦ ، قال عن الحديث بأنّه ، (حسن) ، وغيرها من المصادر الكثيرة .

٢١

الإصلاح في أمة جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما لاحظ الممارسات البعيدة عن روح الدين والأخلاق من قِبَل الحكومة آنذاك ، حينما اتخذت الإسلام ستاراً لتغطية جرائمها وممارساتها المتهتّكة ؛ ولذا قالعليه‌السلام عندما خرج متوجّهاً إلى الكوفة :( إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) (١) .

وقد قال الذهبي في مدحهما وبيان موقعهما القيادي في الأمةعليهما‌السلام : ( فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين ، وابناه الحسن والحسين : فسبطا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلاً لذلك )(٢)

ولا نطيل الحديث في ذلك بعد أن ثبت أنّهماعليهما‌السلام إمامان قاماً أو قعداً(٣) .

الإمام زين العابدينعليه‌السلام :

قال في حقّه محمد بن إدريس الشافعي : ( هو أفقه أهل المدينة )(٤) .

وقال محمد بن أحمد الذهبي ( ت ٧٤٨ ) : ( كان له جلالة عجيبة ، وحق له والله ذلك ، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه ، وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله )(٥) . وقال أيضاً : ( وزين العابدين : كبير القدر ، من سادة

ـــــــــــــ

(١) مقتل الحسين : الخوارزمي : ص ٢٧٣ ؛ الفتوح ، ابن أعثم الكوفي : ج ٥ ص ٣٤.

(٢) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢٠ .

(٣) شرح إحقاق الحق ، السيد المرعشي : ج ١٩ ص ٢١٦ ؛ نقلاً عن أهل البيت ، الأستاذ توفيق أبو علم : ص ١٩٥ ، طبعة مطبعة السعادة ـ القاهرة .

(٤) نقله الجاحظ في رسائله : ص ١٠٦ .

(٥) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ٤ ص ٣٩٨ .

٢٢

العلماء العاملين يصلح للإمامة )(١) .

وقال ابن حجر العسقلاني : ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الهاشمي زين العابدين ، ثقة ، ثبت ، عابد ، فقيه ، فاضل ، مشهور ، قال ابن عيينة عن الزهري : ما رأيت قرشياً أفضل منه )(٢) .

وقال ابن حجر في الصواعق : ( وأخرج أبو نعيم والسلفي لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في حياة أبيه أو الوليد لم يمكنه أن يصل للحجر من الزحام ، فنُصب له منبر إلى جانب زمزم ، وجلس ينظر إلى الناس ، وحوله جماعة من أعيان أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين ، فلمّا انتهى إلى الحجر تنحّى له الناس حتى استلم ، فقال أهل الشام لهشام ، مَن هذا ؟ قال : لا أعرفه ؛ مخافة أن يرغب أهل الشام في زين العابدين ، فقال الفرزدق : أنا أعرفه ، ثم أنشد :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرمُ

هذا ابن خير عباد الله كلّهمُ

هذا التقي النقي الطاهر العلمُ

إذا رأته قريشٌ قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ

ينمي إلى ذروة العِزّ التي قصرت

عن نيلها عرب الإسلام والعجمُ

ـــــــــــــ

(١) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢٠ .

(٢) تقريب التهذيب ، ابن حجر : ج ١ ص ٦٩٢ .

٢٣

وكذا من أبيات تلك القصيدة :

هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله

بجدّه أنبياءُ الله قد خُتموا

فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف مَن أنكرت والعجمُ

ثم قال :

من معشرٍ حبّهم دين وبغضهم

كفرٌ وقربهم منجى ومعتصمُ

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا

فلمّا سمع هشام غضب ، وحبس الفرزدق بعسفان )(١) .

الإمام الباقرعليه‌السلام :

قال في حقّه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : ( وهو سيّد فقهاء الحجاز ، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناس الفقه ، وهو الملقّب بالباقر ، باقر العلم ، لقبّه به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يخلق بعد ، وبشّر به ووعد جابر بن عبد

ـــــــــــــ

(١) الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص ٣٠٣ ـ ٣٠٤ .

٢٤

الله برؤيته ، وقال : ستراه طفلاً ، فإذا رأيته فبلّغه عنّي السلام ، فعاش جابر حتى رآه ، وقال له ما وصّى )(١) .

وقال الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء : ( ومنهم الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، كان من سلالة النبوّة ، وممّن جمع حسب الدين والأبوّة ، تكلّم في العوارض والخطرات ، وسفح الدموع والعبرات ، ونهى عن المراء والخصومات )(٢) .

وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ( قال عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه مغلوب ، يعني بالحكم الحكم بن عيينة ، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه )(٣) .

وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات : ( سمّي بذلك ؛ لأنّه بقر العلم أي شقّه وعرف أصله وعرف خفيّه وهو تابعي جليل ، إمام بارع ، مجمع على جلالته ، معدود في فقهاء المدينة وأئمّتهم )(٤) .

وقال ابن خلكان : ( كان الباقر علماً ، سيّداً ، كبيراً ، وإنّما قيل له الباقر

ـــــــــــــ

(١) رسائل الجاحظ : ص ١٠٨ ؛ جمعها ونشرها حسن السندوبي .

(٢) حلية الأولياء ، أبو فرج الأصفهاني : ج ٣ ص ١٨٠ ، وكذا بألفاظ مختلفة في البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ٩ ص ٣٣٩ .

(٣) تذكرة الخواص ، الذهبي : ص ٣٠٢ .

(٤) تهذيب الأسماء واللغات : ج ١ ص ١٠٣ .

٢٥

لأنّه تبقر في العلم )(١) .

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ( أبو جعفر الباقر : سيّد ، إمام ، فقيه ، يصلح للخلافة )(٢) ، وفي هذا المضمون ما قاله صلاح الدين الصفدي(٣) .

وقال محمد بن المنكدر : ( ما رأيت أحداً يفضّل على علي بن الحسين ، حتى رأيت ابنه محمداً ، أردت يوماً أن أعظه فوعظني )(٤) .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية : ( وهو تابعي جليل ، كبير القدر كثيراً ، أحد أعلام هذه الأُمّة ، علماً وعملاً ، وسيادة وشرفاً )(٥) .

وقال الهيتمي في صواعقه بعد أن ذكر علي بن الحسينعليهما‌السلام ما نصّه : ( وارثه منهم ، عبادة وعلماً وزهادة ، أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك : من بقر الأرض ، أي شقّها فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف ، وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ، ما لا يخفى إلاّ على منطمس البصيرة ، أو فاسد الطويّة والسريرة ، ومن ثَمّ قيل فيه : هو باقر العلم ، وجامعه ، وشاهر علمه ، ورافعه صفا قلبه وزكى علمه وعمله ، وطهرت نفسه ، وشرف خلقه وعمرت أوقاته بطاعة الله ، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحملها هذه العجالة ، وكفاه شرفاً أنّ ابن المديني روى عن جابر أنّه قال له وهو صغير : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسلّم عليك ، فقيل له وكيف

ـــــــــــــ

(١) وفيات الأعيان ، ابن خلكان : ج ٤ ص ٣٠ .

(٢) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢٠ .

(٣) الوافي بالوفيات ، صلاح الدين الصفدي : ج ٤ ص ١٠٤ .

(٤) نقلاً عن تهذيب التهذيب : ج ٩ ص ٣١٣ .

(٥) البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ٩ ص ٣٣٨ .

٢٦

ذاك ؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره وهو يداعبه ، فقال :يا جابر ، يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإن أدركته يا جابر فأقرئه منّي السلام ) (١) .

وقال أبو الحنبلي : ( قال عبد الله بن عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم علماً عنده ، وله كلام نافع في الحكم والمواعظ )(٢) .

وقال محمد بن علي الصبان في إسعاف الراغبين : ( وأما محمد الباقررضي‌الله‌عنه فهو صاحب المعارف وأخو الدقائق واللطائف ، ظهرت كراماته وكثرت في السلوك إشاراته ، لقب بالباقر لأنّه بقر العلم ، أي شقّه وعرف أصله وخفيّه )(٣) .

الإمام الصادقعليه‌السلام :

نقل عن أبي حنيفة أنّه قال : ( ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد لمّا أقدمه المنصور الحيرة بعث إليّ ، فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من مسائلك الصعاب ، قال : فهيّأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إليّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبي جعفر ، فسلّمت وأذن لي ، فجلست ، ثم ألتفت إلى جعفر ، فقال : يا أبا عبد

ـــــــــــــ

(١) الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ .

(٢) شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب : ج ١ ص ٢٦٠ .

(٣) إسعاف الراغبين : ص ٢٥٠ .

٢٧

الله ، تعرف هذا ؟ قال : نعم ، هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا حنيفة ، هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله ، وابتدأت أسأله ، وكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها : كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون : كذا وكذا ، ونحن نقول : كذا وكذا ، فربّما تابعنا ، وربّما تابع أهل المدينة ، وربّما خالفنا جميعاً ، حتى أتيت على أربعين مسألة ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس )(١) .

وقال في مختصر التحفة الاثني عشرية : ( لو لا السنتان لهلك النعمان )(٢) ، يعني السنتين اللتين نهل فيهما أبو حنيفة من بحر علم الإمام الصادقعليه‌السلام .

وقال الحافظ شمس الدين الجزري : ( وثبت عندنا أنّ كلاً من الإمام مالك ، وأبي حنيفة (رحمهما الله تعالى) صحب الإمام أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام حتى قال أبو حنيفة : ما رأيت أفقه منه ، وقد دخلني منه من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور )(٣) .

وقال الجاحظ بعد مدح عشرة من أهل البيتعليهم‌السلام ، ومن ضمنهم الإمام الصادقعليه‌السلام فقال : ( ومن الذي يُعد من قريش ، أو من غيرهم ما يعدّه الطالبيون عشرة في نسق ، كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاك فمنهم خلفاء وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا بيوت العجم )(٤) .

ـــــــــــــ

(١) تهذيب الكمال ، المزي : ج ٥ ص ٧٩ ؛ نشر مؤسسة الرسالة .

(٢) نقلاً عن أسنى المطالب عمّا في مناقب سيّدنا علي بن أبي طالب : ص ٥٥ .

(٣) المصدر نفسه : ص ٥٥ .

(٤) رسائل الجاحظ : ص ١٠٦ .

٢٨

وقال الذهبي في ترجمة مطوّلة للإمام الصادقعليه‌السلام في كتابه تاريخ الإسلام ، قال في آخرها : ( مناقب جعفر كثيرة ، وكان يصلح للخلافة ، لسؤدده وفضله وعمله وشرفه (رضوان الله عليه) )(١) .

وقال أبو عبد الله سلمان اليافعي في كتابه مرآة الجنان ، في أحداث سنة (٤٨ هـ) : ( الإمام السيد الجليل سلالة النبوّة ومعدن الفتوّة أبو عبد الله جعفر الصادقعليه‌السلام ، ودُفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجدّه زين العابدين وعمّ جده الحسن بن علي (رضوان الله عليهم أجمعين) ، وأكرم بذلك القبر وما جمع من الأشراف الكرام أُولي المناقب ، وإنّما لقّب بالصادق لصدقه في مقالته ، وله كلام نفيس في علوم التوحيد وغيرها ، وقد ألّف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمّن رسائله ، وهي خمس مائة رسالة )(٢) .

وقال ابن حجر العسقلاني : ( جعفر بن محمد المعروف بالصادق ، صدوق ، فقيه ، إمام )(٣) .

قال الملا أبو علي القاري في شرح الشفا : ( جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق متفق على إمامته وجلالته وسيادته )(٤) .

وقال محمد بن عبد الرؤوف المناوي القاهري في الكواكب الدريّة :

ـــــــــــــ

(١) تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة ١٤١ ـ ١٦٠) ، الذهبي : ص ٩٣ .

(٢) مرآة الجنان وعبرة اليقظان : ج ١ ص ٢٣٨ .

(٣) تقريب التهذيب ، ابن حجر : ج ١ ص ١٦٣ .

(٤) شرح الشفا ، أبو علي القاري : ج ١ ص ٤٣ ـ ٤٤ .

٢٩

 ( جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إماماً وله كرامات كبيرة ومكاشفات شهيرة منها أنّه سُعي به عند المنصور ، فلمّا حجّ أحضر الساعي ، وقال للساعي أتحلف ؟ قال : نعم ، فحلف ، فقال : جعفر المنصور حلّفه بما رآه ، فقال : قل برئت من حول الله وقوّته ، والتجأ إلى حولي وقوّتي ، لقد فعل جعفر كذا وكذا ، فامتنع الرجل ، ثم حلف فمات مكانه ، ومنها أنّ بعض الطغاة قتل مولاه فلم يزل يصلّي ، ثم دعا عليه عند السحر فسمعت الضجّة بموته ، ومنها أنّه لمّا بلغه قول الحكم بن عباس الكلبي في عمّه زيد :

صَلَبْنا لكم زيْداً على جِذْعِ نَخْلَةٍ

ولم نرَ مَهْديّاً على الجذْعِ يُصْلَبُ

قال اللّهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك ، فافترسه الأسد )(١) .

وقال ابن حجر الهيتمي في صواعقه : ( ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان )(٢) .

الإمام الكاظمعليه‌السلام :

قال في حقّه محمد بن إدريس المنذر ، أبو حاتم (ت ٢٧٧ هـ) : ( ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين )(٣) .

وقال الفخر الرازي في بيان معنى الكوثر : ( والقول الثالث : الكوثر

ـــــــــــــ

(١) الكواكب الدريّة : ص ٩٤ .

(٢) الصواعق ، ابن حجر الهيتمي : ص ٣٠٥ .

(٣) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء : ج ٦ ص ٢٧٠ .

٣٠

أولاده الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام )(١) .

وقال ابن حجر الهيتمي قال : ( موسى الكاظم : وهو وارثه [ أي جعفر الصادق ] علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً ، سُمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم .

وسأله الرشيد كيف قلتم : إنّا ذرّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنتم أبناء علي ؟ فتلى :( ومِن ذُرّيّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى‏ وَهَارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيَى‏ وَعِيسَى‏ وَإِلْيَاسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَ ) (٢) ، [وعيسى] ليس له أب ، وأيضاً قال تعالى :( فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (٣) ، ولم يدعُ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند مباهلته النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم) ، فكان الحسن والحسين هما الأبناء )(٤) .

وقال خير الدين الزركلي (ت ١٣٩٦) : ( كان من سادات بني هاشم ، ومن أعبد أهل زمانه ، وأحد كبار العلماء الأجواد )(٥) .

ـــــــــــــ

(١) التفسير الكبير ، الفخر الرازي : ج ١٦ ص ١٢٥ .

(٢) الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥ .

(٣) آل عمران : ٦١ .

(٤) الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص ٣٠٧ ـ ٣٠٨ .

(٥) الأعلام ، خير الدين الزركلي : ج ٧ ص ٣٢١ .

٣١

الإمام الرضاعليه‌السلام :

قال في حقّه ابن حبان (ت ٣٥٤ هـ) : ( وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن ، من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد ، قد زرته مراراً كثيرة ، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا (صلوات الله على جدّه وعليه) ودعوت الله إزالتها عنّي إلا أستجيب لي وزالت عنّي تلك الشدّة ، وهذا شيء جرّبته (صلّى الله عليه وسلام الله عليه وعليهم أجمعين) )(١) .

وقال الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في سير أعلام النبلاء : (علي الرضا الإمام السيد ، أبو الحسن ، علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين ، الهاشمي العلوي المدني وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان ، يقال : أفتى وهو شاب في أيام مالك وقد كان علي الرضا كبير الشأن أهلاً للخلافة )(٢) .

وقال أيضاً : ( علي بن موسى الرضا كبير الشأن ، له علم وبيان ، ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته )(٣) .

وقال الحاكم النيسابوري في تاريخه : ( كان يفتي في مسجد رسول

ـــــــــــــ

(١) الثقات ، الألباني : ج ٨ ص ٤٥٦ ـ ٤٥٧ .

(٢) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ٩ ص ٣٨٧ ـ ٣٩٢ .

(٣) المصدر نفسه : ج ١٣ ص ١٢١ .

٣٢

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو ابن نيّف وعشرين سنة )(١) .

الإمام الجوادعليه‌السلام :

قال في حقّه محمد بن طلحة الشافعي : ( عُرف بأبي جعفر الثاني ، وهو وإن كان صغير السن ، فهو كبير القدر رفيع الذكر )(٢) .

وقال ابن الجوزي : ( كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود )(٣) .

وقال ابن تيمية : ( كان من أعيان بني هاشم معروف بالسخاء والسؤدد ، ولهذا سُمّي الجواد)(٤) .

وقال الذهبي : ( كان من سروات آل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )(٥) ، وقد أشار إلى فضله وشرفه صلاح الدين الصفدي في مرآة الجنان(٦) .

وقال الذهبي أيضاً : ( محمد الجواد من سادة قومه )(٧) .

وقال ابن الصباغ المالكي : ( وإن كان صغير السن ، فهو كبير القدر رفيع الذكر ، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا )(٨) .

ـــــــــــــ

(١) نقل قوله ابن حجر في تهذيب التهذيب : ج ٧ ص ٣٣٩ .

(٢) مطالب السؤول في مناقب الرسول ، كمال الدين الشافعي : ج ٢ ص ١٤٠ .

(٣) تذكرة الخواص ، السبط ابن الجوزي : ص ٣٢١ .

(٤) منهاج السنّة ، ابن تيمية : ج ٤ ص ٦٨ .

(٥) تاريخ الإسلام: (حوادث ووفيات سنة ٢١١ ـ ٢٢٠) ، الذهبي : ص ٣٥٨ .

(٦) مرآة الجنان ، عبد الله بن أسعد المكي: ج ٢ ص ٦٠ ـ ٦١ .

(٧) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢١ .

(٨) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ، ابن الصباغ المالكي : ص ٢٥٣ .

٣٣

وقال يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت ١٣٥٠ هـ) : ( محمد الجواد بن علي الرضا أحد أكابر الأئمّة ومصابيح الأُمّة من سادات أهل البيت توفّى وله من العمر (٢٥) سنة وشهر رضي الله عليه وعن آبائه الطيبين الطاهرين وأعقابهم أجمعين ونفعنا ببركتهم آمين )(١) .

وقال محمود بن وهيب : ( وهو الوارث لأبيه علماً وفضلاً ، وأجلّ أخوته قدراً وكمالاً )(٢) .

وقال السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني : ( خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجوادعليه‌السلام إذ كان له قدر عظيم علماً وعملاً )(٣) .

الإمام الهاديعليه‌السلام :

قال في حقّه شمس الدين الذهبي في ( العبر ) : ( وفيها ـ أي سنة ٢٥٤ هجرية ـ توفّي أبو الحسن علي بن الجواد محمد ابن الرضا علي بن الكاظم موسى العلوي الحسيني المعروف بالهادي ، توفّي بسامراء وله أربعون سنة ، وكان فقيهاً إماماً متعبّداً )(٤) . وفي مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نجدهعليه‌السلام يستثمر الفرص لإبداء النصح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال

ـــــــــــــ

(١) جامع كرامات الأولياء : ج١ : ص ١٦٨ ـ ١٦٩ .

(٢) أئمّتنا : محمد علي دخيل : ج ٢ ص ٢٠٦ .

(٣) شرح إحقاق الحق ، السيد المرعشي النجفي : ج ١٢ ص ٤١٧ ، نقلاً عن كتاب أئمّة الهدى : ص ١٣٥ ـ ط ١ القاهرة .

(٤) العبر في أخبار مَن غبر : ج ١ ص ٢٢٨ ؛ وكذا مرآة الجنان وعبرة اليقظان : ج ٢ ص ١١٩ .

٣٤

ابن خلكان في وفيات الأعيان : ( وهو أحد الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية ، كان قد سُعي به إلى المتوكل ، وقيل : إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته ، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه ، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليلاً ، فهجموا عليه في منزله على غفلة ، فوجدوه وحده في بيت مغلق ، وعليه مدرعة من شعر يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى ، فأخذ على الصورة التي وجد عليها ، وحُمل إلى المتوكل في جوف الليل ، فمثُل بين يديه ، والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس ، فلمّا رآه أعضمه وأجلسه إلى جنبه ، ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل عنه فناوله المتوكل الكأس الذي كان بيده ، فقال : اعفني ، ما خامر لحمي ودمي قط ، فاعفني منه ، فأعفاه وقال : أنشدني شعراً استحسنه ، فقال : إنّي لقليل الرواية للشعر ، قال : لابد أن تنشدني ، فأنشده :

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم

غلبُ الرجال فما أغنتهم القللُ

واستُنزلوا بعد عز من معاقلهم

فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخٌ من بعد ما قُبروا

أين الأسرة والتيجان والحللُ

أين الوجوه التي كانت منعمةً

من دونها تُضرب الأستار والكللُ

٣٥

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتلُ

قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا(١)

وبنفس هذا المضمون قال ابن الوردي في كتابه أخبار مَن غبر(٢) ، وكذا أبو صلاح الصفدي(٣) .

وقال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة : ( قال بعض أهل العلم : فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة بابه ، ومدّ على نجوم السماء أطنابه فما تعدّ منقبة إلاّ وإليه نحلتها ، ولا تذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها ، ولا تورد محمدة إلاّ وله تفضلها وجملتها فكانت نفسه مهذّبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة جرى على الوقار والسكون والطمأنينة والعفّة والنزاهة ، والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمّة عليّة )(٤) .

وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : ( توفّى [ الجواد ] وعمره خمس وعشرون سنة عن ذكرين وبنتين أجلّهم علي العسكري وكان وارث أبيه علماً وسخاءً )(٥) .

ـــــــــــــ

(١) وفيات الأعيان ، ابن خلكان : ج ٣ ص ٢٣٨ ؛ دار الكتب العلمية .

(٢) العبر في أخبار من غبر: ج ١ ص ٣٦٤ .

(٣) الوافي بالوفيات ، الصفدي : ج ٢٢ ص ٧٢ ـ ٧٣ .

(٤) الفصول المهمّة : ص ٢٧٠ .

(٥) الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي : ص ٣١٢ .

٣٦

وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : ( أبو الحسن المعروف بالهادي كان فقيهاً إماماً متعبّداً )(١) .

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ( وكذا ولده الملقّب بالهادي شريف جليل )(٢) .

الإمام العسكريعليه‌السلام :

قال في حقّه محمد بن طلحة الشافعي : ( اعلم أنّ المنقبة العليا والمزية الكبرى التي خصّه الله عزّ وجلّ بها ، وقلّده فريدها ، ومنحه تقليدها ، وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدها ، ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها ، أنّ المهدي محمد من نسله المخلوق منه وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه )(٣) .

وقال ابن الجوزي : (... كان عالماً ثقة )(٤) وقال ابن الصباغ المالكي : ( مناقب سيّدنا أبي محمد العسكري دالة على أنّه السري ابن السري ، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري واحد زمانه من غير مدافع ، ويسبح وحده من غير منازع ، وسيد أهل عصره ، وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة وأفعاله حميدة كاشف الحقائق بنظره الصائب ، ومظهر الدقائق بفكره الثاقب ، المحدّث في سرّه بالأمور الخفيات ، الكريم

ـــــــــــــ

(١) شذرات الذهب ، عماد الحنبلي : ج ٢ ص ٢٧٢ .

(٢) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢١ .

(٣) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ج ٢ ص ١٤٨ .

(٤) تذكرة الخواص : ص ٣٢٤ .

٣٧

الأصل والنفس والذات ، تغمّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آمين )(١) .

وقال العباس بن نور الدين المكي (ت ١١٨٠ هـ) : ( أبو محمد الإمام الحسن العسكري : نسبه أشهر من القمر ليلة أربعة عشر يعرف هو وأبوه بالعسكري ، وأمّا فضائله فلا يحصرها السن )(٢) .

وعن الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري : ( قال نسبه ولمّا ذاع خبر وفاته ارتجّت سُرّ مَن رأى وقامت صيحة واحدة ، وعطلت الأسواق ، وأغلقت الدكاكين ، وركب بنو هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة وسائر الناس إلى جنازته ، وكانت سرّ مَن رأى يومئذ شبيه بالقيامة )(٣) .

وقال الحضرمي الشافعي : ( أبو محمد الحسن الخالص بن علي العسكري ، كان عظيم الشأن جليل المقدار ووقع له مع المعتمد لما حبسه كرامة ظاهرة مشهورة )(٤)

وقد جمع مدحهمعليهم‌السلام الذهبي في عبارة جامعة حيث قال : ( إنّ بني هاشم أفضل القريش ، وقريشاً أفضل العرب ، والعرب أفضل بني آدم ، كما صحّ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله في الحديث الصحيح :إنّ الله اصطفى بني

ـــــــــــــ

(١) الفصول المهمة : ص ٢٧٩ ؛ وقال بمضمونه نور الدين السمهودي في كتابه الإتحاف بحب الأشراف .

(٢) حياة الإمام العسكري ، القرشي : ص ٦٩ .

(٣) شرح إحقاق الحق : ج ٢٩ ص ٦٠ ـ ٦١ ، نقلاً عن أحسن القصص : ج ٤ ص ٣٠٤ .

(٤) قادتنا كيف نعرفهم ، السيد الميلاني : ج ٧ ص ١١٥ ، عن وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل : ص ٤٢٦ .

٣٨

إسماعيل ، واصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش )(١) .

وقال الذهبي في ترجمته للإمام المهدي المنتظرعليه‌السلام : ( ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنّه الخلف الحجّة ، وأنّه صاحب الزمان ، وأنّه حي لا يموت ، حتى يخرج ، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً .

فوددنا ذلك ، والله .

فمولانا الإمام علي : من الخلفاء الراشدين ، وابناه الحسن والحسين : فسبطا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلاً لذلك .

وزين العابدين : كبير القدر ، من سادة العلماء العاملين ، يصلح للإمامة .

وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر : سيد ، إمام ، فقيه ، يصلح للخلافة .

وكذلك ولده جعفر الصادق : كبير الشأن ، من أئمّة العلم ، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور .

وكان ولده موسى : كبير القدر ، جيد العلم ، أولى بالخلافة من هارون .

وابنه علي بن موسى الرضا : كبير الشأن ، له علم وبيان ، ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته .

وابنه محمد الجواد : من سادة قومه .

وكذا ولده الملقّب بالهادي : شريف جليل .

وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى )(٢) .

ـــــــــــــ

(١) رأس الحسين ، ابن تيمية : ص ٢٠٠ ـ ٢٠١ .

(٢) سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج ١٣ ص ١٢٠ ـ ١٢١ .

٣٩

ومن جميع ما تقدّم يتضح ـ لمَن له أذن واعية ـ بطلان المقولة القائلة بأنّ الإمامة لا فائدة منها ، وأنّ الأئمّة الاثني عشر من آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) لم يمارسوا دورهم القيادي في الحكومة وهداية الأمة ؛ وذلك لقيام الأئمّة بمسؤوليتهم وأداء دورهم في حياة الأمة في الحفاظ على الرسالة ، وتحصينها ضد التردّي والسقوط في الهاوية .

وإنّ إقصاءهم عن تسلّم الحكم لا يعني تخلّيهم عن مسؤوليتهم في تحمّل أعباء الإمامة بما لها من أبعاد أخرى .

تراث زاخر

وأمّا قول المستشكل : أين هي أقوال أئمّة الاثني عشرية ؟

فنقول : ما عليك إلاّ بمراجعة يسيرة للتراث الشيعي حتى تجده زاخراً بروايات وتوصيات وتوجيهات أهل البيتعليهم‌السلام في كل المجالات ، ولم تقتصر الاستفادة منها على شيعتهم وأتباعهم فقط ، وإنّما عمّت الفائدة لكل الطوائف الأخرى ، كما تقدّم .

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

أبي الحديد أيضا قال : و في بعض الروايات ان الجملة من كلامهعليه‌السلام (١) .

١٠١ الحكمة ( ٤٤١ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْوِلاَيَاتُ مَضَامِيرُ اَلرِّجَالِ أقول : ذكرته ( المصرية ) بعد قولهعليه‌السلام : « ما أنقض النّوم لعزائم اليوم »(٢) و ذكره ابن أبي الحديد(٣) و ابن ميثم(٤) و الخطية قبله(٥) و الصحيح ما في تلك .

و كيف كان فهو نظير قولهعليه‌السلام « في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال » ، و قد مرّ في أوائل الفصل .

و في ( معارف ابن قتيبة ) : كان أوّل ولاية وليها الحجّاج تبالة ، فلمّا رآها احتقرها و انصرف ، فقيل في المثل « أهون من تبالة على الحجّاج »(٦) .

و في ( عقد ابن عبد ربه ) : كان الحجّاج أولا يعلّم الناس بالطائف ، ثم لحق بروح بن زنباع وزير عبد الملك ، فكان في عديد شرطته إلى أن شكا عبد الملك ما رأى من انحلال العسكر و أنّ الناس لا يرحلون برحيله و لا ينزلون بنزوله ، فقال له روح : إنّ في شرطتي رجلا لو ولّيته أمر عسكرك لأرحلهم برحيله و أنزلهم بنزوله يقال له : الحجّاج بن يوسف قال : فإنّا قد قلّدناه ذلك ، فكان لا يقدر أحد أن يتخلّف عن الرحيل و النزول إلاّ أعوان روح ، فوقف عليهم يوما

____________________

( ١ ) راجع شرح شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٣١ .

( ٢ ) راجع افسيت النسخة المصرية : ٧٥٩ .

( ٣ )

( ٤ ) راجع شرح ابن ميثم ٥ : ٤٥٤ رقم ٤١٤ .

( ٥ ) راجع شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ٨٨ و ٨٩ .

( ٦ ) معارف ابن قتيبة : ٣٩٦ .

٦٢١

و قد رحل الناس و هم تخلفوا على طعام يأكلون فقال لهم : ما منعكم أن ترحلوا برحيل الخليفة ؟ فقالوا له : إنزل يا ابن اللخناء فكل معنا فقال : هيهات ذهب ما هنالك ثم أمر بهم فجلدوا بالسياط و طوّفهم في العسكر و أمر بفساطيط روح فاحرقت ، فدخل على عبد الملك باكيا فقال له : مالك ؟ قال : الرجل الذي كان في عديد شرطتي ضرب عبيدي و أحرق فساطيطي قال : عليّ به فلمّا دخل عليه قال : ما حملك على ما فعلت ؟ قال : ما أنا فعلته قال : و من فعله ؟ قال : أنت و اللَّه فعلته ، انّما يدي يدك و سوطي سوطك و ما على الخليفة أن يخلف على روح لفسطاط فسطاطين و لغلام غلامين و لا يكسرني فيما قدّمني له ، فأخلف لروح ما ذهب له و تقدّم الحجّاج في منزلته و كان ذلك أول ما عرف من كفايته(١) .

١٠٢ الحكمة ( ٤٤٢ ) و قالعليه‌السلام :

لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ اَلْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ في ( الأغاني ) : قال عبد الملك للحارث : أيّ البلاد أحبّ إليك ؟ قال : ما حسنت فيه حالي وصين(٢) وجهي ، ثم قال :

لا كوفة امّي و لا بصرة أبي

و لست كمن يثنيه عن وجهه الكسل(٣)

و قال ابن أبي الحديد : و ذهب كثير من الناس إلى غير هذا المذهب فجعلوا مسقط الرأس أحقّ به ، قال :

____________________

( ١ ) عبد ابن عبد ربه ٥ : ١٦ .

( ٢ ) نسخة التحقيق « و عرض » ، و قد دخل على هذا البيت الخرم : و هو سقوط حركة من أوله .

( ٣ ) الأغاني ، نسبه للميداني ٣ : ٣٣٤ .

٦٢٢

أحبّ بلاد اللَّه ما بين منبج

إليّ و سلمى أن يصوب سحابها

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي

و أوّل أرض مسّ جلد ترابها

و كانت العرب إذا سافرت حملت معها من تربة أرضها ما تستنشق ريحه و تطرحه في الماء إذا شربته ، و كذلك كانت فلاسفة اليونان تفعل(١) .

قلت : ما ذكره أعمّ ، فإنّ الوطن من حيث هو أحق من غيره ، و كلامهعليه‌السلام فيما إذا لم يحمله وطنه فاختياره حينئذ سفاهة ، و قال البحتري :

اضيع في معشر و كم بلد

يعد عود الكباء من حطبه(٢)

الكباء عود البخور و قال أيضا :

و إذا ما تنكرت لي بلاد

أو خليل فإنّني بالخيار(٣)

أيضا :

متى لم يزل في العرب ارتيادي

حططت إلى رباع الأعجمينا(٤)

١٠٣ الحكمة ( ٤٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

إِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِقَةٌ فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا « الخلة » بالفتح خصلة .

« رائقة » هكذا في ( الطبعة المصرية )(٥) ، و الصواب : ( رائعة ) كما في ابن

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ٩١ .

( ٢ ) ديوان البحتري ١ : ١٩٩ .

( ٣ ) ديوان البحتري ٢ : ٣٥ .

( ٤ ) ديوان البحتري ٢ : ١٠٦ .

( ٥ ) نسخة التحقيق المصرية « إذ يعد » : ٧٦٠ .

٦٢٣

أبي الحديد(١) و ابن ميثم(٢) و الخطية(٣) ، و ان كانتا بمعنى واحد أي : معجبة ، لصحّة تلك دون الطبعة المصرية و كون نسخة ابن ميثم بخط مصنّفه .

« فانتظروا اخواتها » و في ابن أبي الحديد « فانتظروا منه اخواتها »(٤) .

و كيف كان فإنّما حكمعليه‌السلام بانتظار أخواتها لأنّ تلك الخلّة لم تكن مصادفة و إنّما صدرت عن ملكة ، و تلك الملكة لم تكن موجبة لشخص تلك الخلّة بل كلّ ما كان من قبيلها .

و في ( الكامل ) مات علي بن بابويه بشيراز سنة ( ٣٣٨ ) من أسقام توالت عليه ، فلمّا أحسّ بالموت و لم يكن له ولد أنفذ إلى أخيه ركن الدولة أن يبعث إليه ابنه عضد الدولة لاستخلافه ، فوصل قبل موته بسنة ، فخرج في جميع عسكره للقائه و أجلسه على السرير و وقف هو بين يديه و كان يوما مشهودا ، و كان في قوّاده جماعة يخافهم و يعرفهم انّهم يرون أنفسهم أحق منه بالأمر ، فلمّا جعل ولد أخيه في الملك خافهم عليه فأفناهم بالقبض ، و كان منهم قائد كبير يقال له ( شير نحين ) فقبض عليه فشفع فيه أصحابه و قواده فقال لهم : اني احدثكم عنه بحديث فإن رأيتم أن اطلقه فعلت ، فحدّثهم أنّه كان في خراسان في خدمة نصر بن أحمد و نحن شرذمة قليلة من الديلم و معنا هذا ، فجلس يوما نصر و في خدمته من مماليكه و مماليك أبيه بضعة عشر ألفا سوى سائر العسكر ، فرأيت شير نحين هذا قد جرّد سكينا معه و لفّه في كسائه ، فقلت : ما هذا ؟ فقال :

أريد أن أقتل هذا الصبي يعني نصرا و لا ابالي بالقتل بعده فإنّي قد أنفت نفسي من القيام في خدمته ، و كان عمر نصر بن أحمد يومئذ عشرين سنة ،

____________________

( ١ ) ابن أبي الحديد ٢ : ٩٥ .

( ٢ ) نقل شرح ابن ميثم في النسخة المنقحة لفظ « رائعة » ٥ : ٤٥٥ .

( ٣ ) الخطية : ٣٢٩ « رايعة » .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ٩٥ .

٦٢٤

فعلمت أنّه إذا فعل ذلك لم يقتل وحده بل نقتل كلنا ، فأخذت بيده و قلت له بيني و بينك حديث ، فمضيت به إلى ناحية و جمعت الديلم و حدّثتهم حديثه فأخذوا منه السكّين ، فتريدون منّي بعد أن سمعتم حديثه في نصر أن امكّنه من الوقوف بين يدي هذا الصبي يعني عضد الدولة فأمسكوا عنه و بقي محبوسا حتى مات في محبسه(١) .

١٠٤ الحكمة ( ٤٤٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهَوَاتُهُ هكذا في ( الطبعة المصرية )(٢) و الصواب : ( شهوته ) كما في ابن أبي الحديد(٣) و ابن ميثم(٤) و الخطية(٥) ، قال ابن أبي الحديد(٦) : و الجيّد النادر في هذا قول الشاعر :

فإنّك إن أعطيت بطنك سؤله

و فرجك نالا منتهى الذّمّ أجمعا(٧)

قلت : الظاهر أنّ مرادهعليه‌السلام الشهوة المباحة فهي أيضا توجب هو ان النفس ، فمن كرمت عليه نفسه لا بدّ أن تهون الشهوات المباحة عنده فيتركها ، فمن عرفه الناس بكثرة الأكل و النكاح يكون موهونا عندهم و قال الشاعر :

____________________

( ١ ) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ٨ : ٤٨٢ ٤٨٣ .

( ٢ ) شرح محمد عبده : ص ٧٦ .

( ٣ ) شرح بن أبي الحديد ٢٠ : ٩٩ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٤٥٧ أيضا « شهواته » .

( ٥ ) الخطية : ٣٢٩ .

( ٦ ) شرح نهج البلاغة ١٩ : ٣٥٢ .

( ٧ )

٦٢٥

إذا كنت في دار الهوان فإنّما

ينجّيك من دار الهوان اجتنابها

هذا ، و اعلم ان ابن أبي الحديد تفرّد بنقل عناوين في بابه الثالث لم تكن في الطبعة المصرية الأولى و نقلها الثانية عن ابن أبي الحديد بين قوسين .

منها الرقم ( ٣٣٦ ) « المسؤول حر حتى يعد »(١) و ( ٣٤٢ ) « الغنى الأكبر اليأس عمّا في أيدي الناس » .

و منها الأرقام ( ٣٧٩ ) إلى ( ٤١ ) « نعم الطيب المسك خفيف محمله عطر ريحه »(٢) « ضع فخرك و احطط كبرك و اذكر قبرك »(٣) و هو جزء العنوان ١٤٩ ١ « إنّ للولد على الوالد حقّا و إنّ للوالد على الولد حقّا ، فحقّ الوالد على الولد أن يطيعه في كلّ شي‏ء إلاّ في معصية اللَّه سبحانه ، و حقّ الولد على الوالد أن يحسن اسمه و يحسن أدبه و يعلّمه القرآن »(٤) .

« العين حقّ ، و الرّقى حقّ ، و السّحر حقّ ، و الفأل حقّ ، و الطّيرة ليست بحقّ ، و العدوى ليست بحقّ ، و الطّيب نشرة ، و العسل نشرة ، و الرّكوب نشرة ، و النّظر إلى الخضرة نشرة »(٥) .

و منها الرقم ( ٤٧٤ ) : « أولى الناس بالكرم من عرفت به الكرام » و ( ٤٥٣ ) « ما زال الزبير رجلا منّا أهل البيت حتّى نشأ ابنه المشوم عبد اللَّه »(٦) .

و منها ( ٤٧٤ ) « ما المجاهد الشهيد في سبيل اللَّه بأعظم أجرا ممّن قدر

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٧٢ .

( ٢ )

( ٣ )

( ٤ )

( ٥ ) شرح النهج شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ١٤٨ .

( ٦ ) شرح شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٤١ .

٦٢٦

فعفّ ، لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة »(١) .

و حيث إنّ ابن ميثم لم يصدقها و نسخته بخط الرضي رضي اللَّه عنه لم نعنونها و قد شرحها ابن أبي الحديد الذي تفرّد بنقلها ، و حيث إنّ نسخة ابن ميثم بخط مصنّفه و هي خالية فلا بدّ إمّا أن يكون المصنف استنسخ كتابه ثانيا فزاد فيها و غيّر ، كما هو شأن كلّ من استنسخ كتاب نفسه ثانية ، فقال ابن أبي الحديد بعد العنوان ( ٤٤٣ ) : « و قد جاءه نعي الأشتر » يقال : ان الرضيّ ختم الكتاب به و كتبت به نسخ ثم زاد عليه إلى ان وفّى الزيادات التي نذكرها فيما بعد(٢) ، و اما يكون ما زاد ابن أبي الحديد حواشي من المحشين اختلطت بالمتن و مثله يقع كثيرا في الكتب .

و منها ما في ( الطبعة المصرية ) في العنوانين الأخيرين في جعلها كلام المحشين كلام الرضي كما عرفت عند ذكرهما و هو الأظهر ، و ان قال ابن أبي الحديد : « إنّ النسخة التي بني هذا الشرح على فضلها أتم نسخة وجدتها لنهج البلاغة ، فإنّها مشتملة على زيادات تخلو عنها أكثر النسخ »(٣) فإنّ الرضي رضي اللَّه عنه لا ينقل كل كلام رآه مرويا عنهعليه‌السلام بل ما كان في غاية الفصاحة ، و يبعد أن ينقل الرضي مثل قوله : « نعم الطيب المسك خفيف محمله عطر ريحه » و مثل قوله : « العين حق . » .

هذا ، و صرّح ابن أبي الحديد بأنّه نقل ممّا ليس في النهج عنهعليه‌السلام ألف كلمة المشهورة و غير المشهورة ، و نحن نقلنا بعض ما وجدنا ممّا يناسب العناوين عند شرحها(٤) .

____________________

( ١ ) شرح شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٤٠ .

( ٢ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ٣٥٠ .

( ٣ )

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ٣٥٠ .

٦٢٧

هذا ، و في آخر الطبعة المصرية بعد ( ٤٨٠ ) من عناوينه « و هذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام حامدين له سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضمّ ما انتشر من أطرافه و تقريب ما بعد من أقطاره ، و تقرّر العزم كما شرط أوّلا على تفصيل أوراق من البياض في آخر كلّ باب من الأبواب ليكون لانتقاض الشارد و استلحاق الوارد و ما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض و يقع إلينا بعد الشذوذ ، و ما توفيقنا إلاّ باللَّه عليه توكلنا و هو حسبنا و نعم الوكيل و ذلك في سنة أربعمائة من الهجرة ، و صلّى اللَّه على سيّدنا محمّد خاتم الرسل و الهادي إلى خير السبل و آله الطاهرين و أصحابه نجوم اليقين »(١) .

و لكن لم ينقله ابن أبي الحديد(٢) و ابن ميثم(٣) هنا بل بعد الرقم ( ٤٦١ ) « ربّ مفتون بحسن القول فيه » .

قال الأول : و اعلم أنّ الرضي رضى اللَّه عنه قطع كتاب نهج البلاغة على هذا الفصل ، و هكذا وجدت النسخة بخطه ، و قال : « هذا حين انتهاء الغاية بنا . » مثله لكن فيه « المنتزع » بدل « المختار » و « مقررين العزم كما شرطنا » بدل « و تقرر العزم كما شرط » و « و نعم الوكيل ، نعم المولى و نعم النصير » بدل « و نعم الوكيل و ذلك . » .

ثم قال ابن ميثم وجدنا نسخا كثيرة فيها زيادات بعد هذا الكلام قيل إنّها وجدت في نسخة كتبت في حياة الرضي و قرئت عليه فأمضاها و أذن في إلحاقها .(٤) .

____________________

( ١ ) افسيت الطبعة المصرية : ٧٦٧ .

( ٢ ) راجع شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ١٨٠ رقم ( ٤٦٨ ) .

( ٣ )

( ٤ )

٦٢٨

و قال الثاني « و قال الرضي : و هذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار إلى قوله و نعم الوكيل » بدون زيادة لكن فيه أيضا « و مقررين كما شرطناه أولا على تفصيل » و فيه « و ما عساه » و مثله في ابن أبي الحديد .

ثم قال ابن ميثم : بلغ المصنف في اختيار كلامهعليه‌السلام إلى هنا ثم كتبت على عهده زيادة من محاسن الكلمات إمّا باختياره هو أو بعض من كان يحضره من أهل العلم ، و تلك الزيادة تارة توجد خارجة عن المتن و تارة موضوعة فيه ملحقة بمنقطع اختياره ، و روي انّها قرئت عليه و أمر بالحاقها بالمتن(١) .

ثم ليس في واحد منهما ما في الطبعة المصرية من قوله « و ذلك . » ، لكن في نسخة خطية مؤرخة بسنة ( ١٠٧٥ ) « و ذلك في رجب سنة أربعمائة من الهجرة و صلاته على رسوله محمّد و آله و سلامه » بدل ما في الطبعة المصرية بدون زيادة .

____________________

( ١ ) راجع شرح ابن ميثم ٥ : ٤٦١ رقم ٤٣٤ .

٦٢٩

الفهرست

الفهرست

الفصل الخمسون في وصف الانصار و طوائف قريش و تميم و في الشعراء ٣

١ الحكمة ( ٤٦٥ ) و قال عليه‌السلام في مدح الأنصار : ٤

٢ الحكمة ( ١٢٠ ) و سئل عليه‌السلام عن قريش فقال : ١٣

٣ الكتاب ( ١٨ ) و من كتاب له عليه‌السلام.... ٣٢

٤ الحكمة ( ٤٥٥ ) و سئل عن أشعر الشعراء فقال عليه‌السلام : ٥٣

الفصل الحادي و الخمسون في كلامه في الاستسقاء و في الاضحية ٨٠

١ الخطبة ( ١١٣ ) و من خطبة له عليه‌السلام في الاستسقاء : ٨١

٢ من الخطبة ( ١٤١ ) و من خطبة له عليه‌السلام في الاستسقاء : ١١٥

٣ من الحكمة ( ٤٧٢ ) و قال عليه‌السلام في دعاء استسقى به : ١٢٩

٤ من الخطبة ( ٥٣ ) و من كلام له عليه‌السلام في ذكر يوم النحر : ١٣٥

الفصل الثاني و الخمسون في الاقبال و الادبار ١٤٦

١ من الحكمة ( ٨ ) قَالَ ع : ١٤٧

٢ الحكمة ( ٢٣٩ ) وَ قَالَ ع : ١٥٢

٣ الحكمة ( ٢٣٠ ) ١٥٤

٤ الحكمة ( ٥١ ) عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ أقول : ١٥٥

٥ الحكمة ( ١٥٢ ) و قال عليه‌السلام : ١٥٨

الفصل الثالث و الخمسون في الفتن و الشبه و البدع  ١٦١

١ في أوّل الباب الثالث من النهج باب المختار ١٦٢

٢ الخطبة ( ٩١ ) إِنَّ اَلْفِتَنَ. ١٦٨

٦٣٠

٣ الحكمة ( ٧٦ ) و قال عليه‌السلام : ١٦٩

٤ الحكمة ( ٩٣ ) و قال عليه‌السلام : ١٧٠

٥ في الخطبة ( ١٤٣ ) منها : ١٧٦

٦ الخطبة ( ٥٠ ) و من كلام له عليه‌السلام : ١٧٨

٧ الخطبة ( ٣٨ ) و من خطبة له عليه‌السلام.... ١٨٨

الفصل الرابع و الخمسون في العقل. ١٩٦

١ الحكمة ( ٢٣٥ ) وَ قِيلَ لَهُ صِفْ لَنَا اَلْعَاقِلَ  ١٩٧

٢ الحكمة ( ٤٥٠ ) و قال عليه‌السلام : ١٩٩

٣ الحكمة ( ٤٠ ) و قال عليه‌السلام : ٢٠٠

٤ الحكمة ( ٣٠١ ) و قال عليه‌السلام : ٢٠٥

٥ الحكمة ( ٤٠٧ ) و قال عليه‌السلام : ٢٠٧

٦ الحكمة ( ٤٢١ ) و قال عليه‌السلام : ٢٠٩

٧ الحكمة ( ٤٢٤ ) و قال عليه‌السلام : ٢١١

٨ في الكتاب ( ٣ ) من عناوين فصل الموت : ٢١٢

الفصل الخامس و الخمسون كلامه عليه‌السلام في القلوب   ٢١٤

١ الحكمة ( ٩١ ) و قال عليه‌السلام : ٢١٥

٢ الحكمة ( ١٩٣ ) و قال عليه‌السلام : ٢١٨

٣ الحكمة ( ٥٠ ) و قال عليه‌السلام : ٢١٩

٤ الحكمة ( ٤٠٩ ) و قال عليه‌السلام : ٢٢١

٥ الحكمة ( ٣٨٨ ) و قال عليه‌السلام : ٢٢٢

٦٣١

الفصل السادس و الخمسون فيما ذكره عليه‌السلام من الحقائق  ٢٢٦

١ الخطبة ( ١٨٥ ) منها : ٢٢٧

٢ الحكمة ( ٤١٧ ) و قال عليه‌السلام.... ٢٣٤

٣ الحكمة ( ٤٥٢ ) و قال عليه‌السلام : ٢٤٠

٤ الحكمة ( ٣٤ ) و قال عليه‌السلام : ٢٤١

٥ الحكمة ( ٥٤ ) و قال عليه‌السلام : ٢٤٢

٦ الخطبة ( ١٠١ ) ( و منها ) : ٢٤٩

٧ الحكمة ( ١١٣ ) و قال عليه‌السلام : ٢٥١

٨ الحكمة ( ٢٥٩ ) و قال عليه‌السلام : ٢٥٨

٩ الخطبة ( ٣٢٧ ) و قال عليه‌السلام : ٢٥٩

١٠ الحكمة ( ٤٢٨ ) و قال عليه‌السلام في بعض الاعياد : ٢٦٠

١١ الحكمة ( ٥٣ ) و قال عليه‌السلام : ٢٦٣

١٢ الحكمة ( ٥٦ ) و قال عليه‌السلام : ٢٦٤

١٣ الحكمة ( ٥٩ ) و قال عليه‌السلام : ٢٦٥

١٤ الحكمة ( ٢٨١ ) و قال عليه‌السلام : ٢٦٦

الفصل السابع و الخمسون في الفقر ٢٦٨

١ الحكمة ( ١٦٣ ) و قال عليه‌السلام : ٢٦٩

٢ الحكمة ( ٣١٩ ) و قال عليه‌السلام لابنه محمّد بن الحنفية : ٢٧٠

٣ الحكمة ( ٣٤٦ ) و قال عليه‌السلام : ٢٧٢

٤ الحكمة ( ٤٢٧ ) و قال عليه‌السلام : ٢٧٦

٦٣٢

الفصل الثامن و الخمسون كلامه عليه‌السلام في النساء ٢٧٨

١ الحكمة ( ١٢٤ ) و قال عليه‌السلام : ٢٧٩

٢ الحكمة ( ٢٣٨ ) و قال عليه‌السلام : ٢٩١

٣ الحكمة ( ٦١ ) و قال عليه‌السلام : ٢٩٨

٤ الحكمة ( ٢٣٤ ) و قال عليه‌السلام : ٣٠٠

٥ الخطبة ( ٧٨ ) و من خطبة له عليه‌السلام : ٣٠٩

٦ من غريب كلامه رقم ( ٤ ) و في حديثه عليه‌السلام : ٣١٩

٧ من الخطبة ( ١٥١ ) اِعْقِلْ ذَلِكَ.. ٣٢٧

الفصل التاسع و الخمسون في إبليس.. ٣٣٦

١ الخطبة ( ٨١ ) في خطبة عجيبة : ٣٣٧

٢ من الخطبة القاصعة ( ١٩٠ ) ٣٤٠

٣ الخطبة ( ٧ ) و من خطبة له عليه‌السلام : ٤٠٢

الفصل الستون في موضوعات مختلفة ٤١٦

١ الكتاب ( ٧٤ ) و من حلف له عليه‌السلام.... ٤١٧

٢ الحكمة ( ١٥٥ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٠

٣ الحكمة ( ١٥٤ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣١

٤ الحكمة ( ١٥١ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٢

٥ الحكمة ( ١٦٠ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٢

٦ الحكمة ( ١٦١ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٥

٧ الحكمة ( ١٧٣ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٨

٦٣٣

٨ الحكمة ( ١٦٢ ) و قال عليه‌السلام : ٤٣٩

٩ الحكمة ( ١٧٥ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٠

١٠ الحكمة ( ١٧٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤١

١١ الحكمة ( ٢١٧ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٣

١٢ الحكمة ( ٢١٣ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٦

١٣ الحكمة ( ١٩٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٧

١٤ الحكمة ( ٢١٤ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٨

١٥ الحكمة ( ٢٢٠ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٨

١٦ الحكمة ( ٢٦٣ ) و قال عليه‌السلام : ٤٤٩

١٧ الحكمة ( ٢٦٤ ) و قال عليه‌السلام : ٤٥٦

١٨ الحكمة ( ٢٦٧ ) و قال عليه‌السلام : ٤٥٨

١٩ الحكمة ( ١٩٢ ) و قال عليه‌السلام : ٤٦١

٢٠ الحكمة ( ٢٢ ) و قال عليه‌السلام : ٤٦٣

٢١ الحكمة ( ٢٥ ) و قال عليه‌السلام : ٤٦٤

٢٢ الحكمة ( ٢٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٦٨

٢٣ الحكمة ( ٤٩ ) و قال عليه‌السلام : ٤٦٨

٢٤ الحكمة ( ٥٨ ) و قال عليه‌السلام : ٤٧٢

٢٥ الحكمة ( ٤٠٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٧٤

٢٦ الحكمة ( ٣٠٧ ) و قال عليه‌السلام : ٤٧٧

٦٣٤

٢٧ الحكمة ( ٣١٥ ) وَ قَالَ ع لِكَاتِبِهِ ؟ ٤٧٨

٢٨ الحكمة ( ٦٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٨٣

٢٩ الحكمة ( ٦٧ ) و قال عليه‌السلام : ٤٨٤

٣٠ الحكمة ( ٥ ) و قال عليه‌السلام : ٤٨٤

٣١ الحكمة ( ٢٠ ) و قال عليه‌السلام : ٤٨٧

٣٢ الحكمة ( ٢١١ ) و قال عليه‌السلام : ٤٩٠

٣٣ الحكمة ( ٥٢ ) و قال عليه‌السلام : ٤٩٣

٣٤ الحكمة ( ١١٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٩٤

٣٥ الحكمة ( ٤٦٦ ) و قال عليه‌السلام : ٤٩٧

٣٦ الخطبة ( ٧٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥٠٢

٣٧ الحكمة ( ٤٢ ) و قال عليه‌السلام : لبعض أصحابه : ٥٠٣

٣٨ الحكمة ( ٤٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥٠٨

٣٩ الحكمة ( ٤٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٢

٤٠ الحكمة ( ٦٣ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٥

٤١ الخطبة (( الحكمة )) ( ٦٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٧

٤٢ الحكمة ( ٦٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٨

٤٣ الحكمة ( ٨٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٨

٤٤ الحكمة ( ٨٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥١٩

٤٥ الحكمة ( ١٠٦ ) و قال عليه‌السلام : ٥٢٣

٤٦ الحكمة ( ١١٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٢٤

٦٣٥

٤٧ الحكمة ( ١٢١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٢٥

٤٨ الحكمة ( ٤٣٣ ) و قال عليه‌السلام : ٥٢٦

٤٩ الحكمة ( ١٢٦ ) و قال عليه‌السلام : ٥٢٦

٥٠ الحكمة ( ١٢٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٠

٥١ الحكمة ( ١٢٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٢

٥٢ الحكمة ( ١٤١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٣

٥٣ الحكمة ( ١٤٢ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٤

٥٤ الحكمة ( ١٥٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٥

٥٥ الحكمة ( ١٦٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٦

٥٦ الحكمة ( ١٦٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٧

٥٧ الحكمة ( ١٧١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٣٨

٥٨ الحكمة ( ٢٠٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤٠

٥٩ الحكمة ( ٢٠٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤١

٦٠ الحكمة ( ٢٤٠ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤٢

٦١ الحكمة ( ٢٤١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤٤

٦٢ الحكمة ( ٢٤٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤٤

٦٣ الحكمة ( ٢٥٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٤٦

٦٤ من غريب كلامه رقم ( ٢ ) و في حديثه عليه‌السلام : ٥٤٩

٦٥ من غريب كلامه رقم ( ٣ ) و في حديثه عليه‌السلام : ٥٥٦

٦٦ الحكمة ( ٢٩٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥٥٨

٦٣٦

٦٧ الحكمة ( ٢٦٥ ) و قال عليه‌السلام : ٥٥٩

٦٨ الحكمة ( ٢٩٦ ) وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ يَسْعَى. ٥٦٠

٦٩ الحكمة ( ٣٠٥ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٢

٧٠ الحكمة ( ٣٠٦ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٣

٧١ الحكمة ( ٣٢٦ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٤

٧٢ الحكمة ( ٣٢٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٦

٧٣ الحكمة ( ٣٣١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٦

٧٤ الحكمة ( ٣٣٧ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٧

٧٥ الحكمة ( ٣٤٥ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٨

٧٦ الحكمة ( ٣٤٩ ) و قال عليه‌السلام : ٥٦٨

٧٧ الحكمة ( ٣٥٠ ) و قال عليه‌السلام : ٥٧٦

٧٨ الحكمة ( ٣٥٢ ) و قال عليه‌السلام لبعض أصحابه : ٥٧٧

٧٩ الحكمة ( ٣٥٣ ) و قال عليه‌السلام : ٥٧٨

٨٠ الحكمة ( ٣٥٥ ) وَ بَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ ٥٧٩

٨١ الحكمة ( ٣٥٨ ) و قال عليه‌السلام : ٥٨٠

٨٢ الحكمة ( ٣٦٥ ) و قال عليه‌السلام : ٥٨٢

٨٣ الحكمة ( ٣٧١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٨٣

٨٤ الحكمة ( ٣٧٦ ) إِنَّ اَلْحَقَّ. ٥٨٧

٨٥ الحكمة ( ٣٨١ ) و قال عليه‌السلام : ٥٨٨

٨٦ الحكمة ( ٣٨٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٨٩

٦٣٧

٨٧ الحكمة ( ٣٨٦ ) و قال عليه‌السلام : ٥٩١

٨٨ الحكمة ( ٣٩٢ ) و قال عليه‌السلام : ٥٩٢

٨٩ الحكمة ( ٣٩٤ ) و قال عليه‌السلام : ٥٩٩

٩٠ الحكمة ( ٣٩٥ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٣

٩١ الحكمة ( ٤٠٢ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٣

٩٢ الحكمة ( ٤٠٣ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٥

٩٣ الحكمة ( ٤٠٨ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٥

٩٤ الحكمة ( ١١٨ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٧

٩٥ الحكمة ( ٤١١ ) و قال عليه‌السلام : ٦٠٨

٩٦ الحكمة ( ٤١٦ ) و قال عليه‌السلام لابنه الحسن : ٦٠٩

٩٧ الحكمة ( ٤٢٩ ) و قال عليه‌السلام : ٦١١

٩٨ الحكمة ( ٤٢٦ ) و قال عليه‌السلام : ٦١٢

٩٩ الحكمة ( ٤٣٠ ) و قال عليه‌السلام : ٦١٣

١٠٠ الحكمة ( ٤٣٥ ) و قال عليه‌السلام : ٦١٧

١٠١ الحكمة ( ٤٤١ ) و قال عليه‌السلام : ٦٢١

١٠٢ الحكمة ( ٤٤٢ ) و قال عليه‌السلام : ٦٢٢

٦٣٨

١٠٣ الحكمة ( ٤٤٥ ) و قال عليه‌السلام : ٦٢٣

١٠٤ الحكمة ( ٤٤٩ ) و قال عليه‌السلام : ٦٢٥

الفهرست.. ٦٣٠

٦٣٩