موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء ٣

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)0%

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 679

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الصفحات: 679
المشاهدات: 202142
تحميل: 10344


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 679 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202142 / تحميل: 10344
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ثالثاً: رفض ما خالف القواعد العامّة من النصوص، وجعلها قرائن فاصلة في رفض أو قبول الأخبار ما لم تكن مُستفيضة أو متواترة، وجعلها المَحكَّ في هذا التمحيص.

رابعاً: التوصُّل إلى بعض ما سكتت عنه الأخبار من الاتِّجاهات العامة لدولة المهدي (ع) ممَّا يمكن التوصُّل إليه، بعد تذليل الصعوبة الخامسة جهد الإمكان كما سيأتي.

خامساً: التوصُّل إلى الربط بين الحوادث التي لا تبدو مرتبطة في النقل الواصل إلينا، أو مُحاولة ترتيبها زمنيَّاً إن لم يكن الترتُّب موجوداً على ضوء القواعد العامة، مع الإمكان.

إلى غير ذلك من النتائج المـُهمَّة التي سيأتي تطبيقها فيما يلي من البحث.

الأُسلوب الثاني: عند إعواز القواعد العامة أحياناً، تنحصر معرفة النتيجة عن طريق عرض ( الأُطروحات المـُحتملة )، كالذي سبق أن طبَّقناه في تاريخ الغيبة الكبرى... بالنسبة إلى عدد من أُمَّهات الأمور.

وهذا يعني عرض أقرب الاحتمالات في مورد المـُشكلة، أمَّا اثنين أو ثلاثة، ممَّا لا يكون مُخالفاً للقواعد العامة ويكون مُحتمل التحقُّق في زمنه الخاص، ويعني ذلك أيضاً عدم الجزم بأحد المـُحتملات، بل تبقى المسألة معروضة بمُحتملاتها، لكن يبقى في الإمكان جمع القرائن الدالَّة على ترجيح أحد المـُحتملات، في الأعم الأغلب.

نعم، يبقى لدينا أمران يحتاجان إلى مزيد من التأمُّل:

الأمر الأول: المفهوم الطائفي المؤكَّد عليه في أخبار المصادر الخاصة، كما سبق أن أشرنا... وهو وإن كانت له مُبرِّراته الخاصة في عصر صدور هذه الأخبار، كما عرفنا وإلاَّ أنَّ هذه المـُبرّرات تكاد تفقد قيمتها الاجتماعية في العصر الحاضر؛ لأنَّ دولة المهدي (ع) عالمية شاملة للبشرية جمعاء، وإذا كان مقصودها هو الاستيعاب والشمول في التاريخ، فلا ينبغي التأكيد على هذا المفهوم خاصة، وترك ما عداه من الأعمال والأقوال، لعهد ما بعد الظهور بأيِّ حال؛ لأنَّنا نكون قد اقتصرنا على بعض الجوانب دون بعض.

والذي ينبغي أن يُقال: إنَّه بعد التسليم بإمكان تصديق هذه الأخبار، ما كان منها

٢١

صالحاً للإثبات التاريخي... بناءً على الفَهم المهدوي الإمامي.. يُمكننا تغطية هذا الاتِّجاه الطائفي في تاريخنا هذا بأُسلوبين:

الأُسلوب الأول: أنَّنا بعد أن نملأ الفجوات التي عرفنا، ونُبرْهِن على اتِّصال المهدي (ع) بغير المسلمين شعوباً وحكومات، تقديماً لإدراجهم في دولته العالمية... ونستطيع فهم الاتِّجاهات العامة والآثار الكبرى التي تترتَّب على ذلك... وعندئذ يُمكننا أن نُعطي لتلك الأخبار مدلولها الواقعي.

إنَّ الأمَّة الإسلامية ستُصبح هي القائدة والرائدة للبشر أجمعين على طريق العدل الكامل، وبجهودها سيفتح القائد المهدي (ع) العالم، ومن مُنطلقاتها سيستطيع بثّ الدعوة المـُقدَّسة إلى العالم، والأمَّة القائدة ينبغي أن تكون على مستوى هذه المسؤولية الكبرى، وإلاَّ كانت جهودها في العالم فاشلة، ومُخلَّة في التخطيط العام في نهاية المطاف.

ومن هنا؛ كان التأكيد على ترتيبها في التخطيط الإلهي كبيراً، سواء في عصر (الغيبة) أم في عصر الظهور، وقد أنتجت تربيتها في عصر الغيبة تمخُّضها عن الجماعة المؤمنة، التي تُمارس فتح العالم بين يدي المهدي، إلى جانب انحراف الأعم الأغلب من البشر وتمرُّسهم بالظلم والطغيان، حتى من الأُمَّة الإسلامية نفسها، وهذه الأمَّة - التي أصبح الأكثر فيها مُنحرفاً - لا يمكن أن تكون على مستوى مسؤولية القيادة العالمية بأيِّ حال.

فإذا لاحظنا درجات الإخلاص الأربعة التي ذكرناها في التاريخ السابق(1) ، ودرسنا احتمالات تجاوب أفراد الأمّة الإسلامية مع الإمام المهدي (ع) في أول دعوته، وهي احتمالات واسعة جدَّاً بلحاظ ما يحمله الأفراد من درجات الإخلاص، لكن يبقى الكثيرون وممَّا لا يتَّصفون بالإخلاص أساساً، كما ينبغي رفع درجات الإخلاص عند الأفراد، من الدرجات الدانية إلى العالية منها تدريجاً، لتكون الأمَّة بسرعة على مستوى القيادة العالمية، كأمَّة ذات دعوة وهدف.

وهذا يحتاج إلى أعمال عسكريَّة وفكرية واسعة النطاق، قد لا تقلُّ عن المقادير الواردة في الأخبار التي سنسمعها خلال هذا التاريخ، لكن ينبغي أن نفهم أنَّ مَن يعمل المهدي (ع) ضدَّه من الأفراد المسلمين هو كل مُنحرف منهم، وإن كان على مذهب لمهدي نفسه من الناحية النظريَّة.

____________________

(1) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص 248 وما بعدها.

٢٢

وهذا الذي يُفسِّر لنا كيف أنَّ جهود المهدي (ع) في أوّل ظهوره، وخلال فترة سيطرته على العالم عسكرياً وفكرياً، وتكون مبذولة على الأمَّة الإسلامية نفسها، أكثر من أيِّ أمَّة أُخرى قائدة للعالم ورائدة للحق، ريثما يستتبُّ له الوضع العالمي؛ ليوزِّع جهوده على العالم على حدٍّ سواء، وليس في مداليل الأخبار التي نحن بصددها ما هو أوسع من ذلك.

الأُسلوب الثاني: في تغطية الاتِّجاه الطائفي للأخبار، وهو الاستغناء عن ذكر ما يوجب جرح العواطف المذهبية، وإثارة الضغائن بين المذاهب الإسلامية، وإن أوجب ذلك وجود فجوة تاريخية.

على أنَّ الأخبار المـُتطرِّفة ليست كثيرة، ليست واردة بطريق صحيح، ولا تثبت للنقد أمام الأُسلوب الذي اتَّخذناه بالعمل بالأخبار، فلا يكون تركها مؤسفاً.

الأمر الثاني: ممَّا يحتاج إلى التأمُّل، أنَّ ما قلناه، من قصور الباحث عن إدراك العمق الحقيقي لليوم الموعود، وقيادة المهدي (ع) فيه، حقيقة واقعة لا مناص منها؛ ومن هنا كان الباب مُنسدَّاً أمام التعرُّف على التخطيطات والتشريعات التفصيلية، التي يقوم بها القائد المهدي (ع)، والعمق الحقيقي لثقافة الفرد المسلم والجماعة المسلمة في ذلك العصر.

إلاَّ أنَّ هذا لا يعني - بحال - عدم إمكان التعرُّف على ذلك بنحو الإجمال، على شكل قضايا تجريدية تتَّصف بشيء من العمومية... وذات اختصار تجاه تلك التفاصيل القليلة على ما سنرى.

إذاً؛ فهذا البحث لا يُمكنه أن يُزاحم الحقائق في ذلك العصر، أو يُغني عنها، وإنَّما غاية جهده أن يُلِمَّ بعناوينها العامة وقضاياها الإجمالية ونتائجها الرئيسية عن طريق مُبرهَن صحيح.

وبالاطِّلاع على هذه الجهات، نعرف - بوضوح - جواب السؤال الذي ذكرناه في أول التمهيد، من أنَّ هذا البحث خالٍ من الفائدة ورجم بالغيب، قد يتحقَّق في المـُستقبل وقد لا يتحقَّق.

أمَّا إنكار فوائد هذا البحث، فقد عرفنا ما يترتَّب عليه من فوائد الجهة الأُولى من هذا التمهيد، فإنَّ كل فائدة منها تكفي في رجحان الدخول في هذا البحث، فضلاً عن المجموع.

٢٣

وأمَّا كونه رجماً بالغيب، فليس كذلك؛ لأنَّنا إذ نتكلَّم على المستوى الإسلامي، إنَّما نأخذ ذلك من مصادر الإسلام الأساسية وقواعده العامة، وليس فيه أيُّ إخبار بالمـُغيَّبات على الإطلاق.

نعم، نفس الأخبار الواردة عن النبي (ص) والأئمة (ع) التي نعتمدها في هذا الصدد، تحتوي على الأخبار بالغيب أو بحوادث المـُستقبل، شأنها في ذلك شأن العديد من الأخبار التي اعتمدناها في التاريخ السابق، والتي أثبتنا صحَّة الأعمِّ الأغلب منها، وهو ممَّا لا يكون مُضرَّاً على المستوى الإسلامي، بعد إمكان تعليم الله تعالى إيَّاهم ذلك... ووجود المصلحة في تبليغه، وهو الإعداد التدريجي للأمَّة الإسلامية لتلقِّي اليوم الموعود.

مضافاً إلى أنَّنا اختبرنا هذه الأخبار، في التاريخ السابق، فوجدناها صادقة، وفيها ما هو مُبرهَن الصدق إلى حدٍّ يدلّ على صدق العقيدة الإسلامية، فضلاً عن قضية المهدي، كما قلنا هناك(1) ، فإذا أمكن أن نُصدِّق بعض الأخبار، أمكننا أن لا نستبعد صدق الجميع.

وأمَّا كون هذا التاريخ ممَّا قد يتحقَّق أو لا يتحقَّق، فهذا تابع لقوَّة ما سنعرضه من الأدلَّة، وفيها ما هو قطعي الإنتاج، وما هو مؤكَّد وما هو ظنِّي، وإن كانت كلُّها صالحة للإثبات التاريخي، طبقاً للمنهج الذي ذكرناه، ولا معنى بطبيعة الحال، أن نقول - لما هو قطعي أو مؤكَّد -: إنَّه سوف لن يتحقَّق أو أنَّ احتماله ضعيف...!!

الجهة الخامسة: في بيان ترتيب أبواب وفصول هذا الكتاب...

نذكره في البدء؛ ليكون القارئ مُلمَّاً بالتسلسل المنطقي لها، قبل الدخول في التفاصيل:

يقع هذا التأريخ في أقسام ثلاثة:

القسم الأوّل: في إرهاصات أو تقديمات الظهور، بما فيها من أُسُس عامة، وضواهر خاصة، وفيه بابان:

الباب الأوّل: في الأُسُس العامة للظهور، ونعني بها القضايا الرئيسية التي يبتني عليها اليوم الموعود.

ويتكوَّن هذا الباب من عدَّة فصول:

الفصل الأول: ارتباط يوم الظهور بالتخطيط العام الإلهي للبشريَّة، ذلك التخطيط الذي سبق أن عرضناه وبرهنَّا عليه في تاريخ الغيبة الكبرى.

____________________

(1) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص 538 وما بعدها إلى عدَّة صفحات.

٢٤

الفصل الثاني: آثار الغيبة الكبرى على ما بعد الظهور، فيما يعود إلى الإمام المهدي (ع) نفسه، وما يعود إلى أصحابه، وما يعود إلى البشرية على وجه العموم.

الفصل الثالث: توقيت الظهور من ناحية شرائطه وعلاماته، وفائدة تحقُّق هذه الأشياء بالنسبة إلى ما بعد الظهور، مع الإلماع إلى أنَّ مثل هذا التوقيت لا يُنافي الأخبار الدالَّة على نفي التوقيت.

الفصل الرابع: الأيدولوجية العامَّة التي يتبنَّاها الإمام المهدي (ع) تجاه الكون والحياة والتشريع.

الفصل الخامس: التخطيط الإلهي لما بعد الظهور، وإنَّ التخطيط الإلهي العام للبشرية لا ينقطع بالظهور، بل يبقى ساري المفعول، لكن على شكل جديد.

الباب الثاني: حوادث ما قبل الظهور، ونعني بها الحوادث التي تقع قبل الظهور بزمن قليل، وهو ما سبق أن أجَّلنا فيه الكلام من تاريخ الغيبة الكبرى إلى هذا التاريخ، بعد إن فصَّلنا الكلام هناك بالحوادث التي لا تكون بطبيعتها قريبة من عصر الظهور.

يندرج في ذلك: حروب السفياني وفتنة الدجَّال، وقتل النفس الزكية، والصيحة والنداء، وغير ذلك، ممَّا ورد النقل عن حدوثه قبل الظهور بقليل.

وقد سبق أن أعطينا فكرة كافية عن الثلاث الأُوَل في التاريخ السابق، إلاَّ أنَّنا نُحاول هنا أن نُعطي فكرة جديدة عنها، في حدود الفرق في أُسُس الإثبات ومنهجة البحث بين الكتابين، وقد ألمعنا إلى المـُهمِّ منها قبل صفحات.

القسم الثاني: حوادث الظهور وإقامة الدولة العالمية إلى وفاة الإمام المهدي (ع)، ويندرج فيه عدَّة أبواب:

الباب الأول: في حوادث الظهور، وما يليه إلى حين مسير المهدي (ع) إلى العراق، ويتمُّ الكلام في ذلك ضمن فصول:

الفصل الأوَّل: في معنى الظهور وكيفيَّة، وطريقة معرفة الإمام (ع) بالوقت المـُلائم لذلك

الفصل الثاني: في مكان الظهور وزمانه، ونعني بالزمان: اسم اليوم والشهر، ونحو ذلك ممَّا قد في بعض الأخبار تعيينه.

الفصل الثالث: خُطبته الأُولى، مع بيان مغازيها والتعرُّض إلى عُمق مضامينها.

٢٥

الفصل الرابع: عدد أصحابه وخصائصهم وكيفيَّة اجتماعهم.

الفصل الخامس: مُنجزاته الأُولى إلى حين الوصول إلى العراق.

الباب الثاني: فتحه للعالم بالعدل.

وهو على عدَّة فصول:

الفصل الأول: في نقطة الانطلاق، والمراد به المكان الذي يبدأ به المهدي (ع) غزو العالم.

الفصل الثاني: في سعة ملكه.

الفصل الثالث: ضمانات النصر لديه (ع)، وأنَّه كيف يمكن أن ينتصر بالعدد القليل على العالم، وفيه القوى الكبرى ذات العدد والعدَّة.

الفصل الرابع: في كيفيَّة ومدَّة استيلائه على العالم، أعني من أول ظهوره إلى حين تأسيس الدولة العالمية بكاملها.

الفصل الخامس: ما يُحتمل أن يكون موقف الآخرين منه، سواء في ذلك الأفراد أم الجماعات.

الفصل السادس: في مدَّة بقائه في الحُكم.

الباب الثالث: التطبيق الإسلامي المهدوي، أو الدولة المهدوية العالمية، ويتضمَّن هذا الباب عدَّة فصول:

الفصل الأول: مجيء المهدي (ع) بكتاب جديد وقضاء جديد... وإعطاء الفكرة الصالحة عن ذلك.

الفصل الثاني: موقفه من القضايا السياسية والاجتماعية.

الفصل الثالث: ضمانات التطبيق السريع للعدل الكامل في العالم.

الفصل الرابع: قيادات أصحابه، ومقدار قابليَّتهم وسِعتها.

الفصل الخامس: تمحيص المهدي لأصحابه وللأُمَّة عامة.

الفصل السادس: أُسلوبه في تربية الأمَّة على وجه الإجمال بعد تعذُّر الاطِّلاع على التفصيل.

الفصل السابع: مُنجِّزات المهدي على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، في حدود

٢٦

ما وردنا في الأخبار، وما تقتضيه القواعد العامة.

الفصل الثامن: موقف الإمام المهدي (ع) من أهل الكتاب، ومسألة مشاركة المسيح عيسى بن مريم على نبِّينا وعليه السلام، ومعه في القيادة العالمية.

الباب الرابع: في انتهاء حياة المهدي (ع) والحديث عن سبب موته.

القسم الثالث: العالم بعد المهدي (ع).

و ينقسم إلى بابين:

الباب الأول: في قيادة ما بعد المهدي (ع)، وعرض صفات الدولة، ومن حيث الرئاسة والخصائص العامة لها وللمـُجتمع.

الباب الثاني: في نهاية البشرية، وهل يصح: أنَّه لا تقوم الساعة إلاَّ على شِرار الخَلق.

هذا، ويكون الكلام في هذا القسم الثالث موجَزاً نسبيَّاً؛ لأجل أن نعرضه بكل تفصيل في الكتاب الرابع من هذه الموسوعة.

وينبغي أن نُشير هنا إلى أنَّنا جعلنا عنوان هذا الكتاب: تاريخ ما بعد الظهور؛ لأنَّ المـُهمّ هو التعرُّض إلى تاريخ البشرية من زاوية ما يقوم به المهدي (ع) من أعمال من حين ظهوره فصاعداً، ويبقى التعرُّض إلى العلامات القريبة السابقة على الظهور بقليل، وإلى الظهور نفسه وما يحتويه من ملابسات، يبقى ذلك كأنّه من مُقدِّمات هذا التاريخ.

٢٧

٢٨

القسم الأول

في إرهاصات الظهور ومُقدّماته

بما فيها من أُسس عامة وظواهر خاصة

وفيه بابان:

٢٩

٣٠

الباب الأول

في الأُسُس العامة لظهور المهدي (ع)

ونعني بها القضايا الرئيسية التي يبتني عليها اليوم الموعد،

بما يحتويه من ظهور المهدي (ع) ودولته العالمية العادلة.

ويتكوَّن هذا الباب من عدَّة فصول:

٣١

٣٢

الفصل الأول

ارتباط الظهور بالتخطيط الإلهي العام

يكون التخطيط الإلهي العام المـُنتِج لشرائط الظهور، قد انتهى، وتكلَّل بنتيجه الكبرى، وهو حصول اليوم الموعد.

وحاصل الفكرة التي فصَّلناها في التاريخ السابق(1) : إنَّنا - انطلاقاً من قوله تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (2) - نفهم أنَّ الغرض الإلهي الأسمى من إيجاد الخليقة، وإمدادها بالإدراك والاختيار، هو التوصُّل بها إلى الكمال، وهو تمحيض العبادة الحقيقة لله تعالى، والغرض الإلهي لا يمكن أن يتختلَّف.

وقد ذكرنا هناك معنى العبادة الحقيقية(3) ... وبرهنَّا(4) على أنَّ وجود هذا الهدف يتوقَّف على عدَّة شرائط، هي كما يلي:

أولاً: وجود الأُطروحة العادلة الكاملة المـُبلِّغة إلى البشر من قبل الله تعالى؛ لتكون هي القانون السائد في المجتمع.

ثانياً: وجود القيادة الحكيمة التي يقوم بتطبيق تلك الأُطروحة في اليوم الموعود.

ثالثاً: وجود العدد الكافي من المـُخلِصين المؤازرين للقائد بتطبيقه العالمي المنشود.

أمَّا الشرط الأول: فقد خطَّط الله تعالى لإيجاده وتربية البشرية عليه. ضمن خَطِّ الأنبياء الطويل، حتى تكلَّل هذا التخطيط بالنجاح بانجاز هذا الشرط ضمن الأُطروحة الإسلامية المـُبلَّغة من قِبَل خاتم الأنبياء (ع).

وقد سبق هناك أن برهنَّا أنَّ الأُطروحة

____________________

(1) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص 233 وما بعدها إلى عدّة صفحات.

(2) الذاريات: 56.

(3) تأريخ الغيبة الكبرى ص234

(4) المصدر 476 وما بعدها.

٣٣

العادلة الكاملة هي الإسلام(1) .

وأمّا الشرط الثاني: فقد وفّره الله تعالى في المهدي (ع) كقائد أمثَل للبشرية؛ ليكون هو المـُطبِّق لتلك الأُطروحة الكاملة في اليوم الموعود... وأكّد على بقائه الطويل خلال أجيال عديدة من البشر، ذلك البقاء الذي سنرى - في الفصل الآتي - كونه ضرورياً لتولية القيادة المأمولة في اليوم الموعود، وقد أعطينا طرفاً مُختصراً عن ذلك في التاريخ السابق(2) .

وأما الشرط الثالث: فقد خطّط الله تعالى لإيجاده بعد الإسلام، فإنَّ تربية الفرد على تفهم وتطبيق مناهج سابقة غير الأُطروحة العادلة الكاملة، والتي سبق(3) أن برهنّا على مرحليّتها وضيق مضمونها، باعتبار أنّ الذهن البشري لم يكن قابلاً لأكثر من ذلك.

إنّ التربية على تفهم وتطبيق هذه المناهج ممّا لا يكون مُجديا ً في تحقيق العدل في اليوم الموعود.

وإنَّما لا بدّ من تربية الأمّة الإسلامية على الأطروحة الكاملة نفسها، من حيث تفهُّمها واستيعاب مضمونها - من ناحية - والكفاءة لتطبيقها وإطاعة موادّ قانونها - من ناحية ثانية -... ليكون اللأفذاذ المـُمحَّصين من هذه الأمّة شرفُ المـُشاركة في انجاز اليوم الموعود، وتوطيد دعائم الدولة العالمية العادلة.

ومن هنا؛ كان لا بدّ أن تمرّ الأمّة الإسلامية بخطٍّ طويل من التربية، وبظروف مُعيّنة من الامتحان والتمحيص، من الناحيتين الفكرية والعاطفية.

أمّا من الناحية الفكرية، فتتربّى الأمّة - وبشكل غير مباشر كل البشرية - بما يُقدِّمه لها المـُفكّرون الإسلاميون من بحوث وتدقيقات لدينهم الحنيف؛ لكي تكون الأمة - ومن ثُمَّ البشرية كلها - على مستوى تفهم الأفكار والتشريعات الجديدة، التي تُعلَن في اليوم الموعود.

وأمّا التربية من الناحية العاطفية، أي من جهة تعميق الإيمان والإخلاص، فالأسلوب الرئيسي لذلك هو أن تمرَّ الأمّة بظروف صعبة، من الظلم والمصاعب والانحراف، ويكون ردُّ فعلهم تجاه هذا الظلم والانحراف، ويكون لدى النخبة الصالحة منها من الإخلاص والإيمان وقوّة الإرادة، بحيث يكون ردُّ فعلهم تجاه هذا الظلم والانحراف ردَّ فعل مُخلص، مُتضمّن للتطبيق الكامل للأُطروحة الكاملة، أو الإطاعة التامّة للإسلام.

____________________

(1) المصدر ص 261.

(2) المصدر ص 501 وما بعدها.

(3) المصدر ص 255 وما بعدها و ص 258 وما بعدها.

٣٤

وتستمرُّ التربية جيلاً بعد جيل على هذا الأساس، يتزايد خلالها هؤلاء المخلصون، كما يتطرّف العديدون إلى جانب الظلم والانحراف، حتى يأتي اليوم الذي يتوفّر العدد الكافي من هؤلاء المـُخلصين لقيادة اليوم الموعود وتنفيذه، وعندئذ يكون الوعد الإلهي ضروري التطبيق، بعد توفّر شرائطه الثلاثة.

ومعه نستطيع أن نفهم - بكل وضوح - مدى ارتباط يوم الظهور الموعود بالتخطيط العام للبشرية، فإنّه في الحقيقة هو اليوم الذي يتحقّق فيه السبب الرئيسي لإيجاد العبادة الكاملة لله تعالى في خلقة... وبإيجاده يتحقَّق الهدف الأسمى لخلق البشرية ككُلّ.

إذاً؛ فيوم الظهور، ليس يوماً ولا عرضاً عارضاً، ولا ظاهرة موقَّتة، وإنّما هو النتيجة الطبيعة المقصودة لله عز وجل من خلقة، وعلى طريقة كانت جهودَ الأنبياء والأولياء والشهداء، أولئك الأعاظم الذين لم تتكمَّل جهودهم بالنتيجة الأساسية المأمولة في عصورهم، بل بقيت مذخورة ومُخطّطة لليوم الموعود.

وعلى طريقة كانت تضحيات البشر والآمهم، وما قاسوه من المصاعب والمصائب على مَرِّ التاريخ، وما مرُّوا فيه من ظروف الظلم والعَسْف والنحراف، فهو غياث المـُستغيثين، وأمل الآملين، ورافع كرب المكروبين وظلم المظلومين، ومُحقِّق العدل العظيم.

وسيأتي فيما يلي من البحث، المزيد من التفصيل والإيضاح لهذه الفكرة.

٣٥

٣٦

الفصل الثاني

في نتائج الغيبة الكبرى على ما بعد الظهور

بالنسبة إلى كلٍّ من الإمام المهدي (ع) نفسه، وبالنسبة إلى أصحابه وخاصّته، وإلى الأمّة الإسلامية بشكل عام، بل إلى البشر أجمعين، تنقسم الغيبة الكبرى في مفهومها الضخم الذي حقّقناه في التاريخ السابق إلى ثلاثة مداليل:

المدلول الأول: تأجيل اليوم الموعود إلى أمدٍ بعيد، وإلى موعد مجهول.

المدلول الثاني: طول عمر الإمام القائد المذخور للمـُهمّة، ومُعاصرة العالمية في اليوم الموعود... كما يقتضية الفهم الإمامي للمهدويّة، مُعاصرة هذا القائد لتاريخ طويل وأجيال كثيرة للأمّة الإسلامية.

المدلول الثالث: غيبة هذا القائد خلال ذلك، وعدم اطّلاع الناس على شخصه، ومكانه وأُسلوب حياته... بالمعنى الذي ذكرناه من الغيبة في التاريخ السابق(1) ، ولكلٍّ من هذه المداليل تأثيره الحقيقي الفعّال في اليوم الموعود.

أمّا المدلول الأول: فهو مدلول ثابت ومُنتج، سواء على الفهم الإمامي للمهدي أم على الفهم الآخر؛ لأنّ قضيّة التأجيل أمر واضح للمسلمين عموماً، من صدر الإسلام وإلى المـُستقبل... لا يختلف الحال فيه بين أن يكون القائد المهدي (ع) موجوداً خلال هذا الأجل الطويل أو لم يكن، أو غائباً أو ليس بغائب.

ولهذا المدلول، أعني التأجيل الطويل، فوائد المـُهمّة وآثاره العميقة على اليوم

____________________

(1) انظر تأريخ الغيبة الكبرى ص34

٣٧

الموعود والدولة العالمية، من عدَّة نواحٍ:

الناحية الأُولى: مرور الأُمّة الإسلامية بظروف التمحيص والاختيار، التي توضِّح حقيقة أفرادها، وتكشف عن إيمان المؤمنين فيها، وتجعلها على طريق تعميق الإخلاص والوعي.

الناحية الثانية: إنّ ظروف التمحيص الطويل تُنتج العدد الكافي من الإفراد المـُخلصين الكاملين، لغزو العالم بالعدل، الذين يكون لهم شرف القيادة في اليوم الموعود، الأمر الذي عرفنا أهمِّيَّته في التاريخ السابق مُفصّلاً.

الناحية الثالثة: إنّ هذه المدّة الطويلة كفيلة بإكمال تربية الأجيال من الناحية الفكرية والعاطفية أو - بتعبير آخر: - على فهم الأُطروحة العادلة الكاملة، أولاً، والتدرُّب على إطاعتها والتضحية في سبيلها.

وقد سبق أن عرفنا في تاريخ الغيبة الكبرى فكرة مُفصَّلة عن ذلك، وهذه التربية لا تختصّ بخصوص المـُمحّصين الكاملين، بل هي عامة تشمل سائر الأفراد على مُختلف المستويات، كما برهنّا، وهي تؤثِّر في الأُمّة من زاوية جعلها على مستوى فهم القوانين والأفكار، والمفاهيم التي تُعلن في الدولة العالمية، والتي يكون إعلانها ضروريّاً لاستتباب العدل الكامل في الأرض.

وهذه النواحي الثلاث - كما قلنا - لا ترتبط بوجود الإمام الغائب، بل يمكن تصوُّر إنتاجها لفوائدها بدون الإيمان بذلك، طبقاً للتصوُّر غير الإمامي للمهدي... حتى ما إذا علم الله تعالى إكماله للنتيجة بحسب ما هو المقصود في تخطيطه الطويل، أوجد الإمام المهدي في عصره، فأخذ بقيادة الأمّة الإسلامية والبشرية إلى شاطئ العدل والسلام.

إلاَّ أنّ هذا ممّا لا ينبغي المـُبالغة في نتيجته، وإن كان صحيحاً على أيّ حال... وذلك بعد أن نلتفت إلى مجموعة أمرين:

الأمر الأول: ما تسالمت عليه مذاهب المسلمين على اختلافها، من أنّ الحقّ مُنحصِر في مذهب واحد على الإجمال، وأنَّ المذاهب الإسلامية الأُخرى بعيدة عن واقع الإسلام بقليل أو بكثير، غاية الأمر أنّ كل مذهب يدّعي هذه المزيَّة لنفسه.

الأمر الثاني: إنّ التمحيص الإلهي الضروري لإيجاد اليوم الموعود، لا يكون إلاّ على الحقّ، والتجارب والمِحن لا تنطلق إلاّ من طاعته والإخلاص له، وأمّا المذهب أو المذاهب التي يكون في واقعها بعيدة عن الإسلام، فالتربية على أساسها والتدريب على

٣٨

طاعتها تدريب على الباطل، وإن اتّخذ صفة الإسلام.

إذاً؛ فالتمحيص ينحصر في المذهب الواحد الحق المـُطابق للإسلام، والمـُرضي لله تعالى من المذاهب المـُتعدِّدة في الإسلام، وهو - على إجماله - الذي يقوم فيه المـُخلصون الكاملون بقيادة البشرية بين يدي الإمام المهدي في اليوم الموعود.

ومعه؛ فالفوائد المَبْنيّة على أساس المدلول الأول والناتجة عنه، لا تترتَّب إلاَّ على ذلك المذهب الحق، ولا يمكن أن يترتَّب على مجموع مذاهب المسلمين.

وأما المدلول الثاني: وهو عمر الإمام المهدي (ع) ومعاصرته لتاريخ طويل للأمّة الإسلامية خاصة، وللبشرية عامة... فما يترتّب عليه من الفوائد يختصّ بالفهم الإمامي للمهدي (ع)، ولا يعمُّ فَهْم المذاهب الأُخرى له، فإذا عرفنا ما لهذا المدلول من فوائد في تكميل وترسيخ العدل في عصر الظهور، أمكننا أن نعرف أفضليّة التصوُّر الإمامي على غيره من هذه الجهة، وأنّ الله تعالى حين يريد أفضل أشكال العدل للدولة العالمية، فهو يختار التخطيط للغيبة، وبذلك نستكشف صحّة التصوُّر الإمامي وتعين الأخذ به في التخطيط الإلهي.

وقد بحثنا ذلك في التاريخ السابق(1) طبقاً لمنهج مُعيّن، ونريد أن نبحثه الآن طبقاً لمنهج آخر، قد يكون أكثر تحليلاً:

وخلاصة القول في ذلك: إنّ الأُطروحة الإمامية لفهم المهدي (ع)، في حدودها الصحيحة المـُبرهنة التي عرضناها في التاريخ السابق، تتضمَّن - في حدود المدلول الثاني الذي نحن بصدده - عدّة خصائص مُهمّة:

الخصِّيصة الأُولى: الإيمان بعصمة الامام المهدي (ع)، باهتباره الثاني عشر من الائمة المعصومين.

الخصِّيصة الثانية: الإيمان بكونه القائد الشرعي الوحيد للعالم عامة، ولقواعده الشعبية خاصة، طيلة زمان وجوده، سواء كان غائباً أم حاضراً.

الخصِّيصة الثالثة: مُعاصرته لأجيال مُتطاولة من الأمَّة الإسلامية خاصة، والبشرية عامة.

الخصيصة الرابعة: كونه على مستوى الاطِّلاع على الأحداث يوماً فيوماً، وعاماً فعاماً،

____________________

(1) انظر: التخطيط الخاص بإيجاد القائد ص497 وما بعدها.

٣٩

عارفاً بأسبابها ونتائجها وخصائصها.

الخصِّيصة الخامسة: كونه على ارتباط مُباشر بالناس خلال غيبته، يراهم ويرونه، ويتفاعل معهم ويتفاعلون معه، لا أنّهم لا يعرفون بحقيقة إلاّ نادراً جدّاً، وذلك طبقاً لـ ( أُطروحة خفاء العنوان ) التي اخترناها وبرهنّا عليها في تاريخ الغيبة الكبرى(1) .

وكل هذه الخصائص ممّا يفقدها الفهم غير الإمامي للمهدي، بكل وضوح، وإنّما المهدي بحسب تلك الأُطروحة شخص يولَد في زمانه، ويُيسِّر له الله عزّ وجلّ ظروف الثورة العالمية، فهل هذا العمل الكبير ممكن التنفيذ من قِبل شخص غير معصوم، أحسن ما فيه أنّه يُمثِّل ثقافة عصره ودرجة وعيه من الناحية الإسلامية؟!

الحق، إنّنا ينبغي أن نُذعن بأنّ مثل هذا الإنسان، لا يمكن أن يؤهَّل للقيادة العالمية بأيّ حال، وأنّ خصائص المهدي في التصوُّر الإمامي ليست بالخصائص الطارئة أو الثانوية، وإنّما هي أساسية في تكوين قيادته وتمكُّنه من تحقيق المجتمع العادل، كما أراده الله تعالى، وكما وعد به.

أمّا الخصيصة الأُولى: وهي عصمة الإمام المهدي (ع)، فتترتّب عليها عدّة فوائد، يمكن أن نُشير إلى أربعة منها:

الفائدة الأُولى: كونه وارثاً علم الإمامة المـُتضمِّن للأُسس الرئيسية للفكر القيادي العالمي... عن آبائه المعصومين، عن رسول الله (ص)، عن الله عز وجل، وأنًَّى لمَن يوجد في العصور المـُتأخِّرة الحصول على ذلك؟! إلاّ بوحي جديد من الله عز وجل! وهو ما حصل الإجماع من قِبل سائر المسلمين على عدم حصوله للمهدي (ع).

ولا يخفى ما في الاطِّلاع على هذه الأُسس الرئيسية، من زيادة في القدرة على القيادة العالمية، إن لم تكن في واقعها الطريق الرئيسي الوحيد لذلك، وتعذُّر القيادة العالمية بدونها، وكلّما تعيّن شيء للقيادة العالمية، أو كان أفضل لها، كان الله تعالى مُنجِزاً له لا محالة؛ لكونه واقعاً في طريق الهدف البشري الأعلى، وكون اختيار عكسه ظلم للبشرية، وموجب لتخلُّف الهدف وكلاهما مُحال على الله عز وجل!

الفائدة الثانية: الشعور بالأُبوَّة للبشر أجمعين، فهو حين يُحارب الكافرين والمـُنحرفين، ويقتل العاصين، لا يشعر تجاههم بحقد أو ضغينة، وإنّما يُحاربهم من أجل مصالحهم أنفسهم،

____________________

(1) انظر ص34 وما بعدها.

٤٠