موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء ٣

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)0%

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 679

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الصفحات: 679
المشاهدات: 202092
تحميل: 10344


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 679 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202092 / تحميل: 10344
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الفصل الخامس

المـُنجزات الأُولى للإمام المهدي (ع)

إلى حين الوصول إلى العراق

وينبغي أن نتكلَّم في هذا الفصل ضمن عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في حديث: (... يُصلحه الله في ليلة ).

وهو ما نودُّ استهلال هذا الفصل به؛ لأنَّ انتصاره سيكون في ليلة ظهوره نفسها.

وهذا الحديث وارد في مصادر كلا الفريقين، وإن كان في المصادر العامة أغلب.

فمن مصادر الإمامية: ما أخرجه الصدوق في إكمال الدين، بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) - في حديث - قال: ( ويُصلح الله عزَّ وجل أمره في ليلة ).

وروي نحوه عن أبي جعفر الباقر (ع)(1) .

ما رواه الطبرسي(2) ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: ( قال الحسين (ع) - في حديث -: قائمنا أهل البيت يُصلِح الله تعالى أمره في ليلة واحدة ).

ومن المصادر العامة، ما أخرجه ابن ماجة(3) ، عن علي (ع)، قال: ( قال رسول الله (ص): المهدي منَّا أهل البيت يُصلِحه الله في ليلة ).

ونقل نحوه ابن حجر في الصواعق(4) ، عن أحمد.

وفي مفتاح كنوز السنَّة(5) ، نقله

____________________

(1) انظر الخبرين في المصدر المخطوط.

(2) ص401.

(3) ج2 ص1367.

(4) انظر ص97.

(5) ص484.

٣٠١

عن أبي داود، والترمذي، وأحمد. ونقله السيوطي(1) ، عن أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، ونعيم ابن حمَّاد في الفتن، وأخرجه القندوزي في الينابيع أيضاً(2) .

وفي بعض الروايات تشبيهه بموسى بن عمران (ع) من هذه الناحية.

روى القطب الراوندي(3) مُرسلاً، قال: قال محمد بن علي التقيِّ الجواد لعبد العظيم الحسني:

(المهدي... من ولدي، وإن الله يصلح أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسى (ع) حيث ذهب ليقتبس لأهله ناراً ).

والمراد من إصلاحه أو إصلاح أمره توفير النصر لديه، أو إيجاد المقدِّمات الواضحة للنصر. قالوا في اللغة: صلح ضدَّ فسُد، أو زال عنه الفساد، يُقال: صلحت حال فلان، وأصلحه بعد فساد أقامه(4) .

فالمهدي (ع) بعد أن كان في حال غيبته وتنكُّر، وكان أعزلاً عن السلاح بعيداً عن الحُكم، يُصبح بين عشيَّة وضحاها، في ليلة واحدة، مُنتصراً فائزاً قائداً، له من العدّة والعدد ما يستطيع به السيطرة على العالم بأسرع وقت وأسهل سبيل.

وأول وأهمُّ خطوة لهذا النصر هو اجتماع أصحابه الخاصِّين حوله ومُبايعتهم له، وهو يحدث في ليلة واحدة، هو نفس المساء الذي يخطب فيه بين الركن والمقام، وهذا صحيح على كلا الأُطروحتين: الإعجازية والطبيعية لاجتماعهم... فإنَّهم يجتمعون في تلك اللحظة حوله على أيِّ حال.

إذن؛ فاجتماع أصحابه هو الشيء الرئيسي المـُشار إليه في هذا الحديث الشريف، بصفته أول مراحل تصاعد الانتصار التدريجي السريع، بما فيه اجتماع عشرة آلاف نفس في الأيام القليلة القادمة، قبل الخروج من مكَّة.

الجهة الثانية: عرفنا تقدُّم حكم السفياني وتهديده للإمام المهدي (ع) بالقتل، والخسف بالجيش الذي يُرسله، تقدُّم كل ذلك على الظهور، حتى جُعِل الخسف من علامات الظهور للمهدي (ع)، كما سمعناه في هذا الكتاب وسابقه(5) .

____________________

(1) ج2 ص124.

(2) ص519 ط النجف.

(3) الخرايج والجرايح ص199.

(4) أقرب الموارد، مادَّة: صلح: ج2ص656.

(5) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص599.

٣٠٢

غير أنَّ هناك من الأخبار ما يدلُّ على تأخير التهديد والخسف على الظهور، وهو إنَّما يحصل في الأيَّام الأُولى للظهور، وهي الفترة التي نعرضها الآن من حياة الإمام المهدي، فينبغي أن لا نمرَّ بهذه الأخبار مُسرِعين.

أخرج أبو داود(1) ، عن أمِّ سلمة زوج النبي (ص)، عن النبي (ص) قال:

يكون اختلاف عند موت خليفة... فيُخرجونه ( يعني المهدي (ع) ) وهو كاره، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبعَث إليه بعث من أهل الشام، فيُخسف بهم البيداء بين مكَّة والمدينة، فإن رأى الناس ذلك، أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق، فيُبايعونه ) الحديث.

وأخرجه السيوطي(2) ، عن أبن أبي شيبة، وأحمد، وأبو يعلى، والطبراني.

وأخرج السيوطي(3) عن الطبراني في الأوسط، والحاكم عن أمِّ سلمة، قالت: قال رسول الله (ص): ( يُبايع لرجل بن الركن والمقام عدَّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام، فيغزوه جيش من أهل الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ).

وأخرج المجلسي في البحار(4) ، عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر (ع): ( يكون لصاحب هذا الأمر غيبة... ( ثمَّ يذكر حوادث الظهور واجتماع أصحاب المهدي (ع) ومُبايعتهم له، ويقول بعد ذلك: ) حتى ينتهي ( يعني المهدي (ع) وجيشه ) إلى البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني، فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله:( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ

____________________

(1) انظر سُنن أبي داود ج2 ص423

(2) الحاوي ج2 ص126

(3) المصدر ص129

(4) ج13 ص188 وما بعدها.

(5) سبأ: 24/52 - 54.

٣٠٣

وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ) (5) ، يعني بقائم آل محمد،( وقد كفروا به ) ، يعني بقائم آل محمد، إلى آخر السورة، فلا يبقى منهم إلاَّ رجلان... ) الحديث.

وتحتوي هذه الأخبار على نقاط قوَّة ونقاط ضعف.

أمَّا نقاط القوَّة فثلاث:

النقطة الأُولى: إنَّ الوضع العام يكون واضحاً، وإرسال الجيش للقضاء على حركة المهدي (ع) في مهدها، من قِبل قوى الانحراف والطغيان... يكون معلوم الدوافع، بخلاف مُحاولة القضاء على المهدي (ع) قبل ظهوره واتِّضاح دعوته؛ فإنَّه لا يكون واضحاً بهذا المقدار.

النقطة الثانية: إنَّه في صورة تقدُّم الخسف على الظهور، يثور التسائل عن كيفية معرفة السفياني بالمهدي (ع) ليُحاول الإجهاز عليه؟ كما سبق أن عرضناه وناقشناه، غير أنَّ هذا السؤال يكون بلا موضوع مع تأخُّر الخسف عن الظهور، فإنَّ السفياني سيتعرَّف على المهدي بظهوره وسيُرسل عليه الجيش وهو عالم بحقيقته.

النقطة الثالثة: إنَّ الخسف سيُصبح بعد الظهور بأيَّام قلائل، هو المعجزة الرئيسية الكبرى التي تدعم حركة الإمام المهدي (ع)، وتفهم الناس بكل صراحة عدالة دعوته وأحقِّيَّة حركته.

وقد صرَّحت الروايات بتأثير هذه المعجزة في النفس ( فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق، فيُبايعونه )( وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ ) ( يعني بقائم آل محمد )( وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ ) ( يعني بقائم آل محمد ).

بل إنَّ معجزة الخسف ستؤثِّر في (السفياني) نفسه، فتجعله قريب العاطفة من المهدي (ع)؛ الأمر الذي يُسبِّب عدَّة نتائج، أهمُّها: دخول العراق بدون قتال.

ففي خبر أخرجه السيوطي(1) ، عن نعيم بن حمَّاد، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن علي يقول فيه:

____________________

(1) الحاوي ج2 ص146

٣٠٤

(... فيقول الذي بعث الجيش حين يبلغه الخبر من إيلياء: لعمر الله، لقد جعل الله في هذا الرجل عبرة؛ بعثت إليه ما بعثت فساخوا في الأرض، إنَّ في هذا لعبرة ونُصرة، فيؤدِّي إليه السفياني الطاعة... ) الخ الخبر الذي يروي نقض السفياني للبيعة ومقتله.

وهذا الخبر واضح بأنَّ بيعة السفياني للمهدي (ع)، واتِّخاذه معه موقف المـُلاينة، إنَّما هو نتيجة للخسف بجيشه.

وأمَّا نقاط الضعف في تلك الأخبار، أعني الدالَّة على تأخُّر الخسف عن الظهور:

النقطة الأُولى: معارضة هذه الأخبار مع الأخبار الدالَّة بصراحة على وقوع الخسف قبل الظهور.

منها: ما رويناه في التاريخ السابق(1) ، عن غيبة النعماني، عن أبي عبد الله (ع) أنَّه قال: ( من المحتوم الذي لا بدَّ منه أن يكون قبل قيام القائم، خروج السفياني وخسف بالبيداء ).

وفي خبر آخر عنه (ع)... قال الراوي: قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟

فقال: ( بلى ).

قلت: وما هي؟

قال: ( هلاك العباسي - إلى أن قال: - والخسف في البيداء ).

وهذا الأمر تعبير عن الظهور. وبين يديه يعني قبله.

وفي خبر آخر عنه (ع): ( للقائم خمس علامات... - وعد منها: الخسف في البيداء ).

أقول: والعلامة لا تكون إلاَّ سابقة على الظهور، كما هو واضح.

النقطة الثانية: معارضة هذه الأخبار بما دلَّ من الأخبار بأنَّ الخسف يحصل من أجل رجل أو جماعة لا عدد لهم ولا عدَّة؛ إذ من الواضح أنَّ الإمام المهدي (ع) بمُجرَّد ظهوره سيكون له عدد وعدَّة، لا تقلُّ عن عشرة آلاف جندي.

أخرج مسلم(2) : أنَّ رسول الله (ص) قال:

____________________

(1) انظر الأخبار الثلاثة في تاريخ الغيبة الكبرى ص600.

(2) انظر الصحيح ج8 ص167.

٣٠٥

( سيعوذ بهذا البيت قوم ليس لهم مُنعة ولا عدد ولا عدَّة، يُبعث إليهم جيش، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم ).

أقول: وهذه صفة المهدي (ع) بل الظهور.

النقطة الثالثة: معارضة هذه الأخبار بما دلَّ من الأخبار المـُطوَّلة الدالَّة على تفاصيل الحوادث، والتي تنصُّ على حدوث الخسف قبل الظهور.

أخرج النعماني في الغيبة(1) ، بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (ع)، في حديث طويل قال فيه: ( ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة، فينفر المهدي منها إلى مكَّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنَّ المهدي قد خرج إلى مكَّة، فيبعث جيشاً في أثره فلا يُدركه حتى دخل مكَّة خائفاً يترقَّب على سنَّة موسى بن عمران - قال: - وينزل أمير جيش السفياني بالبيداء، فيُنادي مُنادٍ من السماء: يا بيداء، أبيدي القوم. فيخسف بهم... - قال: - والقائم يومئذ بمكَّة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مُستجيراً... ) الخ الحديث الذي يستمرُّ في نقل خُطبته (ع).

وأخرجه المجلسي في البحار(2) ، وهو واضح – على الأقلِّ - عدم تأخُّر الخسف عن الظهور.

ومع وجود هذه الروايات، تكون الأخبار الدالة على تأخُّر الخسف عن الظهور، ساقطة عن قابلية الإثبات في هذه الجهة، ولكنَّنا مع ذلك لن نخسر نقاط القوَّة السابقة التي ذكرناها لها.

أمَّا النقطة الأُولى: فلأنَّ عزم السفياني على قتل المهدي (ع) لن يكون بصفته مهدياً، بل بصفة أُخرى يشعر معها السفياني بأنَّ المهدي بتلك الصفة شخص مُتمرِّد عليه، ثائر على نظامه، فينبغي الإجهاز عليه.

وهذا الوضع طبيعي وواضح، من موقف الانحراف تجاه الحقِّ وأهله دائماً، ولا يلزم من ذلك أنَّ المهدي (ع) حال غيبته يكون قد قام بحركة واسعة ضدَّ السفياني... فإنّ

____________________

(1) ص149 وما بعدها

(2) ص146 ج13

٣٠٦

ذلك مُخالف لفكرة غيبته، إلاَّ أنَّ نفس وجود المهدي (ع) بالصفة الأُخرى هادياً للناس يُثير حقد السفياني ضدَّه وتخيُّله بالتمرُّد عليه.

وأمَّا النقطة الثانية: قد سبق أن بحثناها مُفصَّلاً، وعرفنا أنَّ السفياني لن يعرف المهدي (ع) بصفته الحقيقية، بـ (شخصيَّته الثانية) التي يتَّصف بها في ذلك العصر من عصور غيبته.

وأمَّا النقطة الثالثة: فباعتبار أنَّه من الواضح أنَّ كون الخسف معجزة صريحة وعلنيَّة، تقع إلى جانب المهدي (ع)، فتُثبت عدالة دعوته، لا يفرق الحال فيه بين أن يكون الخسف مُتأخِّراً عن الظهور بأيَّام أو مُتقدِّماً عليه بأيام، فإنَّ تقدُّمه على الظهور يكشف للناس أنَّ هذا الذي وقع الخسف من أجله هو المهدي (ع)، وهذه المعجزة تُشارك في إثبات حصانته عن الكذب والتزوير، عند إلقاء الخطبة وأخذ البيعة، وإلى نهاية الخطِّ.

( الجهة الثالثة والرابعة الخامسة حُذِفت من المـُسودَّة )

٣٠٧

٣٠٨

الباب الثاني

(من القسم الثاني للكتاب )

فتح العالم بالعدل

وهو على عِدَّة فصول

٣٠٩

٣١٠

الفصل الأول

نقطة الانطلاق إلى العالم

ونتكلَّم في هذا الفصل ضمن عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار الدالَّة على ذلك:

ستكون نقطة الانطلاق إلى فتح العالم هي الكوفة من العراق على وجه التعيين، وستكون في المدى القريب عاصمة الدولة العالمية المهدوية العادلة.

والمراد بالكوفة - وكما عرفنا - المنطقة التي تشمل النجف أيضاً، باعتبار أنَّ تجاورهما أرضاً وبناءً، يجعلهما كالمدينة الواحدة؛ ومن هنا جاءت الأخبار لتُسمِّي الكوفة تارةً والنجف أُخرى، وكلا القسمين يرجع إلى معنى واحد:

روى القندوزي في الينابيع(1) ، عن كتاب فضل الكوفة لمحمد بن علي العلوي، بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص): ( يملك المهدي أمر الناس سبعاً أو عشراً، أسعد الناس به أهل الكوفة ).

وروى ابن الصبَّاغ في الفصول المـُهمَّة(2) ، عن أبي جعفر (ع) – في حديث طويل – قال: ( إذا قام (ع) سار إلى الكوفة فوسَّع مساجدها... ) الخ الرواية.

____________________

(1) ينابيع المودَّة ص531

(2) الفصول المـُهمَّة ص321

٣١١

وروى المفيد في الإرشاد(1) ، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (ع)، قال: ( كأنِّي بالقائم (ع) على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكَّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يُفرِّق الجنود في البلاد ).

وفي رواية عن عمر بن شمر، عن أي جعفر (ع)، قال: ذكر المهدي فقال: ( يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت، فتصفو له، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب، فلا يدري الناس ما يقول، من البكاء.

فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يُصلِّي بهم الجمعة، فيأمر أن يُخطَّ له مسجد على الغريِّ، ويُصلِّي بهم هناك... ) الحديث.

ورواه الطبرسي(2) أيضاً بنفس النصِّ.

ورواه الشيخ في الغيبة(3) ، عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) - وساق الحديث إلى قوله -: ( ولا يدري الناس ما يقول من البكاء - وقال فيه: - فإذا كانت الجمعة الثانية، قال الناس: يا بن رسول الله، الصلاة خلفك تُضاهي الصلاة خلف رسول الله (ص)، والمسجد لا يسعنا. فيقول: أنا مُرتاد لكم. فيخرج إلى الغريِّ فيخطُّ مسجداً له ألف باب يسع الناس ).

وأخرج الشيخ أيضاً(4) ، بسنده عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (ع) قال: ( إذا دخل القائم الكوفة، لم يبقَ مؤمن إلاَّ وهو بها أو يجيء إليها ).

وهو قول أمير المؤمنين (ع)، وقول لأصحابه: ( سيروا بنا إلى هذا الطاغية، فيسيروا إليه ).

وأخرج أيضاً(5) ، بسنده عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله (ع) قال:

____________________

(1) ص341 وكذلك الحديث الذي بعده.

(2) إعلام الورى للطبرسي ص430.

(3) ص281.

(4) ص275.

(5) ص282.

٣١٢

ذكر مسجد السهلة، فقال له: ( أما أنَّه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله ).

وروى المجلسي في البحار(1) ، عن السيد علي بن الحميد في كتاب الأنوار المضيئة، بإسناده إلى أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى إسحاق بن عمار قال: سألته عن إنظار الله تعالى إبليس وقتاً معلوماً ذكره في كتابه، فقال:( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) .

قال: ( الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة... ) الخ الخبر.

وروى أيضاً(2) ، عن بعض مؤلَّفات أصحابنا، بإسناده عن المفضَّل بن عمر، قال: سألت سيدي الصادق (ع): هل للمأمور(3) المـُنتظر من وقت مُوقَّت يعلمه الناس – والحديث طويل إلى عدَّة صفحات، يقول فيه: – قال المفضل: قلت: يا سيدي، فأين يكون دار المهدي ويجتمع (مجمع) المؤمنين؟

قال: ( دار مُلكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله مقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكورات البيض بين الغريين ).

قال المـُفضَّل: يا مولاي، كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟

قال: ( أي والله، لا يبقى مؤمن إلاَّ كان بها أو حواليها، وليبلغنَّ مجالة فرس منها ألفي درهم... ) الخ الخبر.

وهناك عدد من الأخبار عن مُنجزات الإمام المهدي (ع) في الكوفة، سيأتي الحديث عنها عند عرض نظام دولته (ع).

وذكر الشبلنجي في نور الإبصار(4) عدَّة فوائد، بعد إيراده لأخبار المهدي (ع) وقال: الخامسة أنَّه بعد أن تُعقد له البيعة بمكَّة، يسير منها إلى الكوفة، وثمَّ يُفرَّق الجند إلى الأمصار.

أقول: التعبير في الأخبار بالنجف ونجف الكوفة، والغري، والذكوات البيض بين الغريَّين، كلُّها تعبيرات عن منطقة واحدة هي مدينة النجف الأشرف الحالية، التي

____________________

(1) البحار، ص197 ج13.

(2) المصدر: يبدأ هذا الخبر المـُطوَّل، ص200 ج13 وما نقلناه موجود، ص203.

(3) لعلَّها: المأمول.

(4) ص 171.

٣١٣

فيها مرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

ومسجد (السهلة) أحد مساجد الكوفة، يبعد عنها إلى جهة الشمال نحو كيلو متر واحد، بناه أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع)، ويحتوي على عدَّة نقاط، روي أنَّها موضع صلاة عدد من الأنبياء والأولياء، والظاهر أنَّ أول مَن قام بتحديدها هو السيد مهدي بحر العلوم، من أبرز علماء الإمامية في القرن الثاني عشر الهجري، وهو أعلم بما قال وفعل.

منها: الموضع الذي يُعرف بمقام المهدي (ع)، الذي يروى أنَّ الإمام المهدي (ع) صلَّى فيه ركعتين في بعض عصور غيبته.

وأمَّا (جامع الكوفة) الكبير، الذي كان مركز قضاء الإمام أمير المؤمنين (ع) وصلاته وخطبه، وفيه الموضع الذي ضُرِب فيه ضربته التي توفِّي عنها... وكان له في التاريخ الإسلامي أثر كبير، فهذا الجامع غني عن التعريف.

( الجهة الثانية والجهة الثالثة حُذِفت من المـُسودَّة )

الجهة الرابعة: هل هذه الروايات قابلة للإثبات بالنسبة إلى الأغراض التي سقناها من أجلها.

دلَّتنا هذه الروايات على عدَّة أشياء داخلة في حاجتنا وغرضنا:

أولاً: إنَّ المنطقة الرئيسية لوجود الإمام المهدي (ع) بعد مكَّة المـُكرَّمة هي الكوفة ( بالمعنى الشامل للنجف الأشرف ).

وقد أصبح هذا المضمون مُستفيضاً بل مُتواتراً، بعد أن كان مرويَّاً من كلا الفريقين، ويدلُّ عليه هذا المجموع من الروايات، كما تدلُّ عليه الأخبار التي سمعناها لسفر المهدي (ع) وجيشه إلى الكوفة، وتدلُّ عليه أيضاً مجموعة أخرى من الأخبار التي تتحدَّث عن انجازات المهدي (ع) في الكوفة، ممَّا أجَّلنا الحديث عنه.

ثانياً: اجتماع المؤمنين في الكوفة نُصرة وتأييداً للإمام (ع).

وقد دلّ على ذلك عدد من الأخبار، ذكرنا أهمَّها، وهو عدد كافٍ للإثبات.

ثالثاً: إلقاء المهدي خطاباً أساسياً في مسجد الكوفة.

وهذا ما دلَّت عليه روايتان ممَّا سبق، روتهما ثلاثة من المصادر الإمامية القديمة، فإذا

٣١٤

لاحظنا طبيعة الموقف تقتضي إلقاء هذا الخطاب، بحيث لو لم يرد له ذكر، لكان الأنسب عرضه كأُطروحة مُحتمَلة على أقلِّ تقدير، فكيف وقد ورد ذكره في الأخبار؟

إذن؛ يكون هذا الخطاب ثابتاً تاريخياً.

رابعاً: إنَّ الكوفة - والعراق على العموم - محكومة للسفياني، وإنَّه يقوم من المهدي (ع) – لأول مرَّة – موقف المـُجاملة والمـُلاينة، وهذا ثابت تاريخياً، كما سمعنا من أخبار السفياني السابقة، وما سيأتي من الأخبار التي تتحدَّث عن قتاله مع المهدي (ع)، وإن كانت أخبارنا في هذا الفصل لم تذكر ذلك بوضوح.

خامساً: إنَّ الشعب الكوفي والنجفي سيخضع للمهدي (ع) بسهولة ويؤيِّده بحرارة، وهذا واضح من مجموع الروايات، وقد تحدَّثت كلٌّ منها عن زاوية من نتائجه... إلى جانب مُناسبته مع طبع هذا الشعب وطبع الحوادث.

نعم، دلَّت إحدى الروايات أنَّ المهدي (ع) يُصلِّي بالناس صلاة الجمعة.

وهو أمر دلَّت عليه الروايات، وتقتضيه القواعد الفقهية الإسلامية أيضاً، كما لا يخفى على المـُطَّلع، إلاَّ أنَّنا عرفنا أنَّه لا دليل على شرعة إقامته لهذه الصلاة... وإن كان الطلب منه لإقامتها سريعاً، نتيجةً لاندفاع الناس عاطفياً نحو الإمام المهدي (ع) وحُبِّهم له، واحترامهم إيَّاه، واعتبارهم له الحُجَّة بينهم وبين الله تعالى.

فقد تتأخَّر إقامتها إلى حين انتهاء بناء المسجد الكبير في النجف بين الغريَّين.

سابعاً: إنَّ المهدي (ع) يبدأ بغزو العالم انطلاقاً من الكوفة، وذلك بإرسال السرايا وبثِّ الجيوش المـُتكاملة للقيام بهذه المـُهمَّة.

وقد عرفنا ذلك تاريخياً، بعد وروده في مصادر كلا الفريقين، حتى اعتبره الشبلنجي أصلاً مُسلَّماً، كما عرفنا.

مضافاً إلى اقتضاء طبع الحوادث له، من حيث الحصول على القوَّة الكافية لهذا

٣١٥

الهدف يومئذ، وعدم حصولها قبل ذلك، وخاصة بعد سيطرته على حُكم البلاد على وجه العموم، وأمَّا تأجيلها أكثر من ذلك فهو بلا موجب بعد حصول القوَّة الكافية، ووجود الضمانات الكافية للانتصار التي سنسمعها عمَّا قريب.

هذه هي أهمُّ الأمور التي أردنا التعرُّف عليها في هذا الفصل.

٣١٦

الفصل الثاني

في مقدار سعة مُلكه وشموله لكل العالم

ونتكلَّم عن ذلك ضمن عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في سرد الروايات الدالَّة على ذلك، والروايات المـُندرجة تحت هذا العنوان على أقسام:

القسم الأول: ما يتكفَّل بيان ذلك بصراحة:

أخرج أبو داوود(1) ، بسنده عن أُمِّ سلمة، عن النبي (ص) قال: ( يكون اختلاف عند موت خليفة... - إلى أن قال: - فيُقسِّم المال ويعمل في الناس بسنَّة نبيِّهم (ص) ويُلقي الإسلام بجرانه في الأرض ).

وأخرج أيضاً(2) ، عن أبي هريرة، عن النبي (ص) في حديث أنَّه قال: ( ويُهلِك الله في زمانه المِلل كلَّها إلاَّ الإسلام ).

وأخرج القندوزي(3) ، عن زرارة قال: سُئِل الباقر رضي الله عنه، عن قوله تعالى:

( ... وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً... ) (4) ،( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله ) (5) .

____________________

(1) انظر السُّنن ج2 ص423.

(2) المصدر ص432.

(3) ينابيع المودَّة ص705.

(4) 9/26.

(5) 8/39.

٣١٧

قال: ( لم يجيء تأويل هذه الآية، وإذا قام قائمنا بعد، يرى مَن يُدركه، ما يكون من تأويل هذه الآية. وليُبلِغنَّ دين محمد (ص) ما بلغ الليل والنهار، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض، كما قال الله عزَّ وجلَّ ). وعن عباب بن ربعي(1) قال:

قال أمير المؤمنين على كرَّم الله وجهه، في هذه الآية: ( والذي نفسي بيده، لا تبقى قرية إلاَّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، بُكرة وعشيَّاً ).

وأخرج الصدوق في إكمال الدين(2) ، في الحديث المـُسند عن النبي (ص) في كلام منقول عن الله تعالى يقول فيه: ( لأُظهِرنَّ بهم ديني، ولأُعلينَّ بهم كلمتي، ولأُطهِّرنَّ الأرض بآخرهم – يعني آخر الأئمة المعصومين عليهم السلام – من أعدائي ولأُملِّكنَّهم مشارق الأرض ومغاربها... حتى يُعلِن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي... ) الخ الحديث.

وأخرج أيضاً(3) ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت: أبا جعفر محمد بن علي الباقر (ع) يقول: ( القائم منَّا... يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويُظهِر الله عزَّ وجل به دينه، على الدين كلِّه ولو كره الكافرون، ولا يبقى في الأرض خراب إلاَّ عُمِّر... ) الخ الحديث.

وما أخرجه المفيد في الإرشاد(4) ، في حديث عن القائم (ع)، قال: ( ولم يبقَ أهل دين حتى يُظهِروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت قول الله سبحانه:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (5) ...؟ ) الحديث.

____________________

(1) ينابيع المودَّة ص 508 ط النجف.

(2) انظر الإكمال المخطوط.

(3) المصدر المخطوط.

(4) ص243.

(5) آل عمران: 3/83.

٣١٨

وأخرج المجلسي في البحار(1) ، عن المـُفضَّل بن عمر: قال الصادق (ع): ( كأنِّي أنظر إلى القائم على منبر الكوفة، وحوله أصحابه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، عدَّة أهل بدر، وهم أصحاب الأولوية، وهم حُكَّام الله في أرضه على خلقه ).

وفي حديث آخر(2) ، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: ( كأنِّي بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين، ليس من شيء إلاَّ وهو مُطيع لهم ).

إلى أخبار أُخرى مُشابهة.

القسم الثاني: ما دلّ من الأخبار على أنَّ المهدي (ع) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

وهو خبر متواتر - كما سبق أن عرفنا - أخرجته الصحاح العامة والحفَّاظ، وأجمع رجال الحديث من الفريقين على صحَّته، وقد خرجناه في التاريخ السابق(3) .

وقد ورد بألفاظ مُتقاربة وبمناسبات مُختلفة، بمعنى أنَّ النبي (ص) وقادة الإسلام (ع) كرَّروه مراراً، ولم يقتصروا على المرَّة والمرَّتين، ومن هنا كان مجموع النقول واضحة ومُتواترة.

والمراد من (الأرض) كل الأرض المعمورة بطبيعة الحال؛ إذ لا قرينة على ما دون ذلك.

القسم الثالث: تشبيه المهدي (ع) بذي القرنين، في سعة المـُلك.

أخرج الصدوق في إكمال الدين(4) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ( إنَّ ذي القرنين كان عبداً صالحاً، جعله الله حجَّة على عباده - إلى أن قال: - وإنَّ الله عزَّ وجلَّ سيُجري سنَّته في القائم من ولدي، ويُبلغه شرق

____________________

(1) بجار الأنوار ج 13 ص 184.

(2) المصدر ص185.

(3) انظر ص281.

(4) إكمال الدين المخطوط.

٣١٩

الأرض وغربها، حتى لا يبقى منها موضعاً من سهل ولا جبل وطأه ذو القرنين إلاَّ وطأه... يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً ).

وأخرجه الطبرسي في إعلام الورى(1) .

القسم الرابع: سيطرته على أقاليم الأرض جميعاً.

أخرج النعماني في الغيبة، بسنده(2) عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول: ( لو قد خرج قائم آل محمد (ع)... - إلى أن قال: - يفتح الله له الروم، والصين، والتُّرك، والديلم، والسِّنْد، والهند، وكابل شاه، والخزر ).

وأخرج الطبرسي(3) ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) في حديث عن القائم (ع)، قال: ( ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم... ) الحديث.

ويندرج في هذا القسم ما ورد من توزيع المهدي (ع) أصحابه حكَّاماً على أقاليم الأرض، كما سوف يأتي في الحديث عن الشكل الإداري للدولة العالمية.

وهذه الأخبار بأقسامها الأربعة مُتواترة قطعية الصدق بالنسبة إلى المطلوب، وهو: عالمية الدولة المهدوية، وخاصة إذا التفتنا إلى أنَّ نتيجة التخطيط الإلهي العام تقتضي ذلك بعينه، كما سنذكر في الجهة الآتية.

وسنُحاول فَهْم تفاصيل هذه الأخبار بعد الحديث عن التخطيط الإلهي.

الجهة الثانية: اقتضاء التخطيط الإلهي العام عالمية الدعوة المهدوية.

سبق أن ذكرنا في هذا التاريخ، والذي قبله(4) أنَّه يمكن أن ننطلق من قوله تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (5) .

وآيات كريمة أُخرى في القرآن، إلى الاستدلال على أنَّ هدف وجود الخليقة عموماً إنَّما هو

____________________

(1) ص413.

(2) ص122-123.

(3) ص432.

(4) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص34.

(5) 51/ 56.

٣٢٠