موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء ٣

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)5%

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 679

الجزء ١ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 679 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 212504 / تحميل: 11107
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور)

موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ ما بعد الظهور) الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

وحيي، وخليفتي في أرضي ومثله في المحاسن للبرقي ( ج ٢؛ ٣١٤ - ٣١٥ ).

وفي كفاية الأثر ( ١٦ - ١٩ ) بسنده عن ابن عبّاس في حديث طويل - ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه أسماء الأئمّة لابن عبّاس - وفيه: قال ابن عبّاس: قلت: يا رسول الله، أسامي لم أسمع بهنّ قطّ!! قال لي: يا بن عبّاس، هم الأئمّة بعدي وإن قهروا، أمناء، معصومون، نجباء، أخيار، يا ابن عبّاس، من أتى يوم القيامة عارفا بحقّهم أخذت بيده فأدخلته الجنّة، يا بن عبّاس، من أنكرهم أو ردّ واحدا منهم فكأنّما قد أنكرني وردّني، ومن أنكرني وردّني فكأنّما أنكر الله وردّه ....

وفيه أيضا (٢٩) بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول:

أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، قيل: يا رسول الله، فالأئمّة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم، الأئمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، أمناء، معصومون، ومنّا مهديّ هذه الأئمّة، ألا إنّهم أهل بيتي، وعترتي من لحمي ودمي، ما بال أقوام يؤذونني فيهم، لا أنا لهم الله شفاعتي.

والقائم بأمري

في تفسير الإمام العسكريّعليه‌السلام ( ١٨٧ - ١٨٨ ) روىعليه‌السلام أنّ عبد الله بن سلام جاء يسائل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند نزول قوله تعالى:( وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ ) (١) ، [ وبعد أن أوضح له النبي الوصاية والإمامة ]، قال ابن سلام: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله المصطفى، وأمينه المرتضى، وأميره على جميع الورى، وأشهد أنّ عليّا أخوه، وصفيه، ووصيّه، والقائم بأمره، المنجز لعداته، المؤدي لأماناته ....

وفي أمالي الصدوق (٤٦٨) بسنده عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: لمّا

__________________

(١) البقرة؛ ٩٩.

٤٤١

مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الّذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول، فلم يجبهم عن شيء ممّا سألوه، فلمّا كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهمصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي، فانظروا من هو، فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلاّ وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي، فلمّا كان اليوم الرابع جلس كلّ رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذا انقض نجم من السماء - قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا - حتّى وقع في حجرة عليّ، فهاج القوم، وقالوا: والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمّه إلاّ بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) (١) إلى آخر السورة. وانظر رواية شأن النزول هذا بلفظ « القائم فيكم بأمري » في شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٢٧٩ - ٢٨٠ ). وقال ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٣؛ ١٠ ) أبو جعفر بن بابويه في الأمالي، بطرق كثيرة، عن جويبر، عن الضحّاك، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعديّ، وعن أبي إسحاق الفزاريّ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام ، كلّهم عن ابن عبّاس، وروى عن منصور بن الأسود، عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، واللّفظ له، ثمّ ساق الخبر عن الصدوق.

وفي إرشاد القلوب (٣٣٧) في خبر حذيفة، قال: ثمّ أمر [ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ] خادمة لأم سلمة، فقال: اجمعي لي هؤلاء - يعني نساءه - فجمعتهن له في منزل أمّ سلمة، فقال لهنّ: اسمعن ما أقول لكنّ - وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب، فقال لهنّ -: هذا أخي، ووصيّي، ووارثي، والقائم فيكن وفي الأمّة من بعدي ....

__________________

(١) النجم؛ ١ - ٤.

٤٤٢

وفي اليقين ( ٤٤٨ - ٤٥٢ ) بسند عن عليّعليه‌السلام ، قال: لمّا خطب أبو بكر، قام أبيّ بن كعب يوم جمعة، وكان أوّل يوم من شهر رمضان، فقال: يا معشر المهاجرين أو لستم تعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عليّ المحيي لسنّتي، ومعلّم أمّتي، والقائم بحجّتي، وخير من أخلف بعدي ....

ويدلّ على هذا المطلب ما مرّ من أنّ عليّا خليفة النبي من بعده، ووصيّه ووزيره، ومولى المؤمنين، وغيرها ممّا مرّ، لكنّنا أثبتنا هنا بعض الروايات الواردة بلفظ « القائم بأمري ».

ولا يخفى أنّ عليّاعليه‌السلام القائم بأمر الله وأمر رسوله من بعده، والأئمّة كلّهم قائمون بأمر الله وحجّته ودينه؛ ففي أمالي الصدوق (٤٣٧) بسنده عن الرضا، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني جبرئيلعليه‌السلام ، عن الله عزّ وجلّ، أنّه قال: عليّ بن أبي طالب حجّتي، وديّان ديني، أخرج من صلبه أئمّة يقومون بأمري، ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي، وبهم أنزل رحمتي.

وفي الكافي ( ج ١؛ ٥٣٦ ) بسنده عن الحكم بن أبي نعيم، قال: أتيت أبا جعفر وهو بالمدينة قلت: إنّي جعلت لله عليّ نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام، إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد أم لا، فإن كنت أنت رابطتك، وإن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش، فقالعليه‌السلام : يا حكم، كلّنا قائم بأمر الله، قلت: فأنت المهدي؟ قال: كلّنا نهدي إلى الله، قلت: فأنت صاحب السيف؟ قال: كلّنا صاحب السيف ووارث السيف، قلت: فأنت الّذي تقتل أعداء الله، ويعزّ بك أولياء الله، ويظهر بك دين الله؟ فقال: يا حكم، كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين سنة؟! وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن منّي، وأخفّ على ظهر الدابة.

وفي إكمال الدين ( ج ٢؛ ٣٧٧ - ٣٧٨ ) بسنده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لمحمّد بن عليّ بن موسىعليهم‌السلام : إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد، الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فقالعليه‌السلام : يا أبا القاسم، ما منّا إلاّ هو قائم بأمر الله عزّ وجلّ، وهاد إلى دين الله، ولكنّ القائم الّذي يطهّر الله عزّ وجلّ به الأرض من

٤٤٣

أهل الكفر والجحود وهو في الاحتجاج (٤٤٩).

وفي معاني الأخبار ( ٩٦ - ١٠١ ) بسنده عن عبد العزيز بن مسلم، قال: كنّا مع الرضاعليه‌السلام بمرو، فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّدي فأعلمته خوضان الناس في ذلك، فتبسّمعليه‌السلام ، ثمّ قال: يا عبد العزيز، جهل القوم وخدعوا عن أديانهم [ ثمّ بين منزلة الإمام والإمامة وكثيرا من مطالبها، وقال في أواخر الحديث ]: فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل، داع لا ينكل كامل الحكم، مضطلع بالأمانة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، وهو في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ( ج ١؛ ١٧١ - ١٧٥ ) وأمالي الصدوق ( ٥٣٦ - ٥٤٠ ) وإكمال الدين ( ٦٧٥ - ٦٨١ ) والكافي ( ج ١؛ ١٩٨ - ٢٠٣ ).

والموفي بعهدي على سنّتي

أثبت الإمام عليّعليه‌السلام بسيرته العمليّة والعلميّة أنّه وفى بعهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبقي مستقيما على سنّته، فالتزم بكلّ وصايا الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يرجع كافرا، وصبر على غصب حقّه، ولمّا أخبره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادتهعليه‌السلام سأله: « أو على سلامة من ديني؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم، » كما سيأتي، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، وسار فيهم سيرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإجماع المسلمين، وقد مرّ بعض التزاماته بوصايا الرسول وعهده، وسيأتي الكثير منها، ونزيد هنا بعض النصوص المتعلّقة بالمطلب لئلاّ تخلو منها هذه الفقرة من الكلام.

ففي كشف اليقين (٢٨٣) عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجّك فيهن أحد من قريش: أنت أوّلهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسويّة، وأعدلهم في الرعيّة، وأبصرهم في القضيّة، وأعظمهم عند الله يوم القيامة مزيّة. وهو في مناقب الخوارزمي (٦١) بسنده عن معاذ.

وفي كنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٣ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول:

٤٤٤

كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فلقد رأيت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه خصالا، لئن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعليّعليه‌السلام قائم على الباب، فقلنا: أردنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالعليه‌السلام : يخرج إليكم، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فثرنا إليه، فاتّكأ على عليّ بن أبي طالب، ثمّ ضرب بيده على منكبه، ثمّ قال: إنّك مخاصم تخاصم، أنت أوّل المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيّام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسويّة، وأرأفهم بالرعيّة، وأعظمهم رزيّة، وأنت عاضدي، وغاسلي، ودافني، والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي.

وفي كنز جامع الفوائد (٥٠) كما نقله عنه في بحار الأنوار ( ج ٢٣؛ ٢٢١ - ٢٢٢ ) عن شيخ الطائفة، بإسناده عن إبراهيم النخعي، عن ابن عبّاس، قال: دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقلت: يا أبا الحسن، أخبرني بما أوصى إليك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: سأخبركم، إنّ الله اصطفى لكم الدين وارتضاه، وأتمّ نعمته عليكم، وكنتم أحقّ بها وأهلها، وإنّ الله أوحى إلى نبيّة أن يوصي إليّ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ احفظ وصيّتي، وارع ذمامي، وأوف بعهدي، وأنجز عداتي، واقض ديني، وأحي سنّتي، وادع إلى ملّتي، لأنّ الله اصطفاني واختارني، فذكرت دعوة أخي موسى، فقلت: اللهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ: أنّ عليّا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك، يا عليّ، أنت من أئمّة الهدى وأولادك منك ....

وفي اليقين ( ٢٩٨ - ٣٠١ ) عن محمّد بن العبّاس بن مروان، بسنده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام في قوله عزّ وجلّ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) (١) إلى قوله:( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) (٢) : فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا أسري به إلى ربّه عزّ وجلّ، قال: وقف بي جبرئيل فناداني

__________________

(١) النجم؛ ٦.

(٢) النجم؛ ١٦.

٤٤٥

ربّي عزّ وجلّ: أسألك عمّا أنا أعلم به منك، من خلّفت في الأرض بعدك؟ قلت: خير أهلها لها، أخي وابن عمّي، وناصر دينك يا ربّ، والغاضب لمحارمك إذا استحلّت، ولنبيّك غضب غضب النمر إذا جدل، عليّ بن أبي طالب، قال: صدقت يا محمّد، إنّي اصطفيتك بالنبوّة، وبعثتك بالرسالة، وامتحنت عليّا بالبلاغ والشهادة إلى أمّتك، وجعلته حجّة في الأرض معك وبعدك، وهو نور أوليائي، ووليّ من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، يا محمّد، وزوّجته فاطمة، وإنّه وصيّك، ووارثك، ووزيرك، وغاسل عورتك، وناصر دينك، والمقتول على سنّتي وسنّتك، يقتله شقيّ هذه الأمّة، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثمّ أمرني ربّي بأمور وأشياء أمرني أن أكتمها، ولم يأذن لي في إخبار أصحابي بها وهو في تفسير البرهان ( ج ٤؛ ٢٥٠ - ٢٥١ ) ونقله المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٣٦؛ ١٦٣ ) عن كنز جامع الفوائد.

وفي أمالي الطوسي ( ٣٥١ - ٣٥٢ ) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقال له: أنت الآخذ بسنّتي، والذابّ عن ملّتي ....

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٣٣ ) بالإسناد عن نافع مولى ابن عمر، قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله؟ قال: عليّ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ، وقال: لك في هذا المسجد مالي، وعليك فيه ما عليّ، وأنت وارثي، ووصيّي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وتقتل على سنّتي، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني. وانظر هذه الرواية مسندة إلى نافع في مناقب ابن المغازلي (٢٦١).

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٧؛ ١٠٣ ) عن فضائل ابن شاذان، بالإسناد يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاريّ، أنّه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا في المسجد، إذ أقبل عليّ والحسن عن يمينه والحسين عن شماله، فقام النبي وقبّل عليّا وألزمه صدره، وقبّل الحسن وأجلسه على فخذه الأيمن، وقبّل الحسين وأجلسه على فخذه الأيسر ثمّ قال: أيّها الناس إنّ الله، باهى بهما وبأبيهما وبأمّهما وبالأبرار من ولدهما الملائكة جميعا، ثمّ قال: اللهمّ إنّي أحبّهم وأحبّ

٤٤٦

من يحبّهم، اللهمّ من أطاعني فيهم وحفظ وصيّتي فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين، فإنّهم أهلي، والقوّامون بديني، والمحيون لسنّتي، والتالون لكتاب ربّي، فطاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي.

فعلي والأئمّة من ولدهعليهم‌السلام كلّهم وفوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهده، ومضوا عليه، وإنّهم المحيون لسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد وفوا لرسول الله بعهده وماتوا على سنّته، وذلك واضح من سيرتهم وما أسلفنا وسنأتي به من نصوص، وما ذكرناه يدلّ على ذلك دلالة قطعيّة.

أوّل الناس بي إيمانا

ثبت في كتب المسلمين جميعا أنّ عليّاعليه‌السلام أوّل من أسلم، وعارضته السياسة البكريّة والعمريّة والعثمانيّة والأمويّة بأحاديث مفادها أنّ أبا بكر أوّل من أسلم، فلم يقبلها الكثير من منصفي علماء العامّة طبقا لما هو الحقّ، وأمّا من تلقّاها بالقبول، فاضطرّ أن يقول: إنّ عليّا أوّلهم من الصبيان، وأبا بكر أوّلهم من الرجال، وخديجة أمّ المؤمنين أوّلهم من النساء، وعلى كلّ حال، فلم يستطع منكر أن ينكر أنّ عليّا أوّل من أسلم، وفوق ذلك ثبوت أنّه أوّل من آمن بالله ورسوله، وقد نصّت على ذلك روايات الفريقين، فيكون أوّل من أسلم من باب الأولى.

قال ابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٢): قال ابن عبّاس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي، وجماعة: أنّه أوّل من أسلم، ونقل بعضهم الإجماع عليه.

ففي أمالي الطوسي (١٤٨) بسنده عن أبي ذرّ الغفاريّ، قال: إنّي سمعته وهو يقول: عليّ أوّل من آمن بي.

وفيه أيضا (٢١٠) بسنده عن أبي ذرّ وسلمان، قالا: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: هذا أوّل من آمن بي. وهو في روضة الواعظين ( ج ١؛ ١١٥ ).

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٦ ) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما، وأوّل المؤمنين إيمانا.

٤٤٧

وفي أمالي الصدوق (٢٨) بسنده عن جابر بن عبد الله في حديث طويل، قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو [ عليّ ] أوّل من آمن وصدّقني.

وفي بشارة المصطفى ( ١٠٣، ١٠٨ ) بسنده عن أبي ذرّ الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: عليّ أوّل من آمن بي.

وفي نهج البلاغة ( ج ١؛ ١٠٥ - ١٠٦ ) من كلام للإمام عليّعليه‌السلام ، قال فيه: ألا وإنّه سيأمركم [ أي معاوية ] بسبّي والبراءة منّي، فأمّا السبّ فسبّوني؛ فإنّه لي زكاة ولكم نجاة، وأمّا البراءة فلا تتبرّءوا منّي؛ فإنّي ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإيمان والهجرة.

وفي كتاب سليم بن قيس (١٩٨) من كلام لقيس بن سعد مع معاوية، قال فيه: إنّ الله بعث محمّدا رحمة للعالمين، فبعثه إلى الناس كافّة فكان أوّل من صدّقه وآمن به ابن عمّه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ...

وفي أمالي الطوسي (١٥٦) بسنده عن العبّاس بن عبد المطّلب، قال: إنّ عليّا أوّل من آمن بالله.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٥٥ ) قال: قال ابن عبّاس: إنّما سمّي أمير المؤمنين لأنّه أوّل الناس إيمانا.

وفي خصائص النسائي (٤٦) بسنده عن عمرو بن عبّاد بن عبد الله، قال: قال عليّعليه‌السلام : أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب، آمنت قبل الناس سبع سنين. وروى قريبا منه في ( ص؛ ٤٧ ) بسنده عن عبد الله بن أبي الهذيل. وروى قريبا منه سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (١٠٨) عن مسند أحمد بسنده عن حبّة العرني، عن عليّعليه‌السلام .

وفي أنساب الأشراف ( ج ٢؛ ١٤٦ ) بسنده عن معاذة العدويّة، قالت: سمعت عليّا على منبر البصرة يقول: أنا الصّديق الأكبر، آمنت بالله قبل أن يؤمن أبو بكر. وهو في الإرشاد للمفيد (٢١) بزيادة « وأسلمت قبل أن يسلم ».

وفي الإصابة ( ج ٤؛ ١٧١ ) بسنده عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٤٨

يقول: سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

وفي مناقب الخوارزمي (١٩) بسنده إلى هارون الرشيد، عن جدّه، عن عبد الله بن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام، فقال عمر: أمّا عليّعليه‌السلام فسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: فيه ثلاث خصال، لوددت أنّ لي واحدة منهنّ، فكان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه، إذ ضرب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على منكب عليّ، فقال: يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا، وأوّل المسلمين إسلاما، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وأخرج نحوه المتّقي الهنديّ في كنز العمّال ( ج ٦؛ ٣٩٣ ) بسنده عن ابن عبّاس.

وانظر كشف الغمّة ( ج ١؛ ٧٩ - ٨٠ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٥، ٧٥ ) وأمالي الصدوق (١٧٢) وبشارة المصطفى ( ٩١، ١٢٢، ١٢٥ ) والخصال (٥٧٢) وكشف اليقين (٢٨٣) وكتاب سليم بن قيس ( ١٨٥ - ١٨٦ ) ونظم درر السمطين (٨٢) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٢٢٣ ) وتاريخ دمشق ( ج ١؛ ٥٣ / الحديث ٩٠ و ٦٣ / الحديث ٩٨ و ١١٧ / الحديث ١٦٠ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٥ ) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٣ - ٣٤ ) والمعارف (١٦٩) ووسيلة المآل (٢١١) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٠٣ ) وأسنى المطالب (٢٠) وأسد الغابة ( ج ٤؛ ١٩ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٥٧ ) ومناقب ابن المغازلي (١٩٤) ومناقب الخوارزمي (٦١) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٥٦ - ٦٢ ).

وانظر تخريجاته أيضا في كتاب فضائل الخمسة ( ج ١؛ ٢٢٦ - ٢٣٠ ) وقادتنا ( ج ١؛ ٦٥ - ٧٧ )

وآخرهم عهدا عند الموت

في الإرشاد ( ٢٣ - ٢٤ ) بسنده عن أبي هارون، قال: أتيت أبا سعيد الخدريّ، فقلت له: هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لفاطمةعليها‌السلام وقد جاءته ذات

٤٤٩

يوم تبكي، وتقول: يا رسول الله عيّرتني نساء قريش بفقر عليّعليه‌السلام ، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما يا فاطمة، إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع، لم يجعل لأحد من الأوّلين والآخرين مثلها: هو أخي في الدنيا والآخرة، وليس ذلك لأحد من الناس وهو أوّل من آمن بي، وآخر الناس عهدا بي، وهو وصيّي ووارث الوصيّين. وروى الطبرسي مثله في إعلام الورى (١٦٣).

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٨٠ ) قال: ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد، عن ليلى الغفاريّة، قالت: كنت امرأة أخرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أداوي الجرحى، فلمّا كان يوم الجمل أقبلت مع عليّعليه‌السلام ، فلمّا فرغ دخلت على زينب عشيّة، فقلت: حدّثيني، هل سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الرجل شيئا؟ قالت: نعم، دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله: إنّ هذا أوّل الناس إيمانا، وأوّل الناس لقاء لي يوم القيامة، وآخر الناس بي عهدا عند الموت.

وفي أمالي الطوسيّ ( ٤٦٣ - ٤٧٢ ) بأسانيده عن أبي رافع وعمّار وهند بن أبي هالة، في حديث طويل قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخره: يا عليّ، أنت أوّل هذه الأمّة إيمانا بالله ورسوله، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهدا برسوله، لا يحبّك - والّذي نفسي بيده - إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، ولا يبغضك إلاّ منافق أو كافر.

وفي الاحتجاج (١٨٤) من كتاب لمحمّد بن أبي بكر يحتجّ فيه على معاوية، قال فيه: فكيف - لك الويل - تعدل عن عليّعليه‌السلام ؟! وهو وارث علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووصيّه، وأوّل الناس له اتّباعا، وآخرهم به عهدا ...

والروايات في ذلك من طرق الإماميّة كثيرة، أغنانا عن سردها والإطالة فيها ما سيأتي من تغسيل عليّ وتكفينه ودفنه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو آخر الناس به عهدا، وروى ابن سعد في طبقاته ( ج ٢؛ ٣٠٣ ) أنّ المغيرة بن شعبة ألقى في قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - بعد أن خرجوا - خاتمه لينزل فيه، فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : إنّما ألقيت خاتمك لكي تنزل فيه، فيقال: نزل في قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والّذي نفسي بيده لا تنزل فيه أبدا، ومنعه.

٤٥٠

وقال عليّعليه‌السلام في ندبته الشجيّة الرائعة الّتي وجّهها إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد دفنه للزهراءعليها‌السلام ، قائلا: السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار لها سرعة اللّحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلّدي، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري ...

انظر هذه الندبة في الكافي ( ج ١؛ ٤٥٨ - ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ - ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩ - ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ - ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩).

وقالت أمّ سلمة -رضي‌الله‌عنها - كما في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٣٦ ) عن مسند أبي يعلى، وفضائل أحمد، عن أمّ سلمة في خبر: والّذي تحلف به أمّ سلمة، إنّه كان آخر الناس عهدا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّعليه‌السلام ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعثه في حاجة غداة قبض، فكان يقول: جاء عليّ؟ ثلاث مرّات، قالت: فجاء قبل طلوع الشمس، فخرجنا من البيت لما عرفنا أنّ له إليه حاجة، فأكبّ عليه عليّعليه‌السلام ، فكان آخر الناس به عهدا، وجعل يسارّه ويناجيه. وقد مرّ هذا الخبر في صدر الطّرفة التاسعة عشر فراجعه. وفي بعض المصادر روي الحديث بلفظ « أقرب الناس عهدا ». فهو الأقرب بالنسبة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآخر بالنسبة لسائر المسلمين؛ باعتبار بقاء عليّعليه‌السلام آخرهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في تغسيله وتكفينه ودفنه.

وقد نقلت المصادر التاريخيّة والمناقبيّة والمجاميع الحديثيّة شعر العبّاس بن عبد المطلب بعد بيعة السقيفة، وفيه يقول:

ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف

عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن

أليس أوّل من صلّى لقبلتكم

وأعلم الناس بالقرآن والسنن

وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن

جبريل عون له في الغسل والكفن

وروي الشعر أيضا بلفظ « وآخر الناس عهدا ». انظر الشعر في كتاب سليم بن قيس (٧٨) ومناقب الخوارزمي (٨) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٦٧ ). وهو في الإرشاد (٢٢) منسوب

٤٥١

لخزيمة بن ثابت الأنصاريّ، وفي تاريخ اليعقوبي ( ج ٢؛ ١٢٤ ) منسوب لعتبة بن أبي لهب.

وفي الخصائص للنسائي (١٣٠) بسنده عن المغيرة، عن أمّ المؤمنين أمّ سلمة: إنّ أقرب الناس عهدا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّعليه‌السلام . ورواه الحاكم في المستدرك ( ج ٣؛ ١٣٨ ).

وروى الذهبي في ميزان الاعتدال ( ج ٤؛ ٢١٧ / الحديث ٨٩١٠ ) بسنده عن ليلى الغفاريّة، قالت: كنت أخرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مغازيه أداوي الجرحى، وأقوم على المرضى، فلمّا خرج عليّعليه‌السلام إلى البصرة خرجت معه، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني الشكّ، فأتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فضيلة في عليّعليه‌السلام ؟ قالت: نعم، دخل عليّعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على فراشي، وعليه جرد قطيفة، فجلس عليّ بيننا، فقلت له: أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عائشة! دعي أخي، فإنّه أوّل الناس إسلاما، وآخر الناس بي عهدا عند الموت، وأوّل الناس لي لقيا يوم القيامة. ورواه ابن حجر في لسان الميزان ( ج ٦؛ ١٢٧ ) بتفاوت.

وانظر مسند أحمد ( ج ٦؛ ٣٠٠ ) وكفاية الطالب (٢٦٣) وتاريخ دمشق ( ج ٣؛ ١٥ / الحديث ١٠٢٧ ) و ( ١٧ / الحديث ١٠٣١ ) ومناقب الخوارزمي (٢٩) ووسيلة المآل (٢٣٩) وتذكرة الخواص (٤٢) والإصابة ( ج ٤؛ ٤٠٣ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٨٠ ) وغيرها من المصادر. وانظر كتاب قادتنا ( ج ٤؛ ٧٣ - ٧٦ ).

وأوّلهم لي لقاء يوم القيامة

في كشف الغمّة ( ج ١؛ ٨٠ ) قال الأربليرحمه‌الله : ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد، عن ليلى الغفاريّة، قالت: كنت امرأة أخرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أداوي الجرحى، فلمّا كان يوم الجمل أقبلت مع عليّعليه‌السلام ، فلمّا دخلت على زينب عشية، فقلت: حدّثيني هل سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الرجل شيئا؟ قالت: نعم، دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو وعائشة على فراش وعليها قطيفة، قالت: فأقعى عليّعليه‌السلام كجلسة الأعرابي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ هذا أوّل الناس إيمانا، وأوّل الناس لقاء لي يوم القيامة، وآخر الناس بي

٤٥٢

عهدا عند الموت.

وفي بشارة المصطفى (١٥٢) بسنده عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة؛ يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

وفي أسد الغابة ( ج ٥؛ ٢٨٧ ) مسندا عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإنّه أوّل من يراني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة؛ يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين. وهو في الإصابة ( ج ٤؛ ١٧١ ) بزيادة « والمال يعسوب المنافقين ». وذكره ابن عبد البرّ في الاستيعاب المطبوع بهامش الاصابة ( ج ٤؛ ١٧٠ ). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٠٢ ) فقال: وعن أبي ذرّ وسلمان، قالا: أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّعليه‌السلام فقال: إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، وساق الحديث كما تقدّم عن أبي ليلى، قال: « ورواه الطبراني والبزّار ».

وفي الإصابة ( ج ٤؛ ٤٠٢ ) قال: وأخرج ابن منده، من رواية عليّ بن هاشم بن البريد، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن القاسم، حدّثتني ليلى الغفاريّة، قالت: كنت أغزو مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى، فلمّا خرج عليّعليه‌السلام إلى البصرة خرجت معه، فلمّا رأيت عائشة أتيتها فقلت: هل سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فضيلة في عليّعليه‌السلام ؟ قالت: نعم، دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عائشة! دعي لي أخي، فإنّه أوّل الناس إسلاما، وآخر الناس بي عهدا، وأوّل الناس لي لقيا يوم القيامة.

وأوّليّة عليّعليه‌السلام في ملاقاته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومصافحته، مثبتة في كتب الفريقين، وقد مرّ بعضها، وإليك بعضا من الروايات الذاكرة بأنّهعليه‌السلام أوّل من يصافح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة، وهو معنى آخر لكونه أوّل من يلاقيه.

٤٥٣

ففي أمالي الطوسي ( ١٤٧ - ١٤٨ ) بسنده عن أبي سخيلة، قال: حججت أنا وسلمان الفارسي، فمررنا بالربذة، وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاريّ، فقال لنا: إنّه ستكون بعدي فتنة، ولا بدّ منها، فعليكم بكتاب الله والشيخ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فالزموهما، فأشهد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّي سمعته وهو يقول: عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من صدّقني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

وانظر أوّليّته في المصافحة في أمالي الطوسي أيضا (٢٥٠) ومعاني الأخبار ( ٤٠١ - ٤٠٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٦ ) واليقين (٥١٢) عن كتاب فضائل أمير المؤمنين لعثمان بن أحمد المعروف بابن السمّاك و (٥١١) عن كتاب سنة الأربعين لفضل الله الراونديّ، و ٥٠٩ عن كفاية الطالب (١٨٧) بسنده عن ابن عبّاس، والإرشاد ( ٢١ - ٢٢ ) وتاريخ بغداد ( ج ٩؛ ٤٥٣ ) وروضة الواعظين (١١٥) وأمالي الصدوق (١٧٢).

والأحاديث في ذلك كثيرة جدّا في كتب الفريقين يضاف إليها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض معي، كما في بحار الأنوار ( ٣٩: ٢١١ ).

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت أوّل من ينشق عنه القبر معي. بحار الأنوار ( ج ٤٠؛ ٢٥، ٣٧ ) و ( ج ٧٧؛ ٦٠ ).

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أوّل من يخرج من قبره وعليّ معي. بحار الأنوار ( ج ٣٩؛ ٢٣٠ ).

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في أنّه أوّل من يلقاه، وأوّل من يصافحه، وأوّل من ينشقّ عنه التراب والقبر مع رسول الله، وانظر فضائل الخمسة ( ج ٣؛ ١١١ - ١١٣ ) تحت عنوان « إنّ عليّا أوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل من يرى النبي، وأوّل من يصافحه ».

ألا ومن أمّ قوما إمامة عمياء - وفي الأمّة من هو أعلم منه - فقد كفر

هذا المطلب يحكم به العقل قبل النقل، لأنّ ترك الأعلم، والتصدّي للإمامة وأمورها بلا هدى ولا برهان ولا دليل من الله ورسوله، ما هو إلاّ الكفر والضلال، ومع ذلك، فقد

٤٥٤

وردت روايات صريحة في هذا المطلب.

ففي تفسير العياشي ( ج ٢؛ ٩٠ - ٩١ ) عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي، عن أبي عبد الله، عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال: من ضرب الناس بسيفه، ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضالّ متكلّف.

وفي الغيبة للنعماني: ١١٥ بسنده عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من خرج يدعو الناس، وفيهم من هو أعلم منه، فهو ضالّ مبتدع، ومن ادّعى الإمامة من الله، وليس بإمام، فهو كافر.

وفي فقه الرضاعليه‌السلام (٥٢) قال: وأروي « من دعا الناس إلى نفسه، وفيهم من هو أعلم منه، فهو مبتدع ضالّ ».

وفي أمالي الطوسي (٥٦٠) بسنده عن أبي عمر زاذان في حديث ذكر فيه خطبة الإمام الحسنعليه‌السلام بعد صلحه مع معاوية، قال فيها: وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ولّت أمّة أمرها رجلا، وفيهم من هو أعلم منه، إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا. ونقله المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٧٢؛ ١٥٥ ) عن كتاب البرهان، بسنده عن عليّ ابن الحسينعليهما‌السلام في خبر طويل، أنّه قال: قال الحسن بن عليّعليهما‌السلام ورواه مثله. ورواه في المسترشد (٦٠٠) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، وهو في المسترشد أيضا (٦٠١) بسند آخر.

ويدلّ عليه ما في التحصين (٥٦٩) عن كتاب « نور الهدى » بسنده عن ابن عبّاس، في حديث قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : فأنت يا عليّ أمير من في السماء، وأمير من في الأرض، ولا يتقدّمك بعدي إلاّ كافر، ولا يتخلّف عنك بعدي إلاّ كافر، وإنّ أهل السماوات يسمّونك أمير المؤمنين. ونقله ابن طاوس في كتاب اليقين ( ٢٤١ - ٢٤٢ ) عن « المائة حديث » بنفس السند عن ابن عبّاس.

وفي كتاب التهاب نيران الأحزان (١٦) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليّعليه‌السلام : ملعون ملعون من قدّم أو تقدّم عليه.

وانظر ما تقدّم في الطّرفة السادسة عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اعلموا أنّي لا أقدّم على عليّ أحدا،

٤٥٥

فمن تقدّمه فهو ظالم »، وقوله في الطّرفة الحادية عشر: « إنّ عليّا هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ».

من كانت له عندي عدة فليأت فيها عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه ضامن لذلك كلّه، حتّى لا يبقى لأحد عليّ تباعة

انظر ما تقدّم من تخريجات الطّرفة السابعة، حيث أعطى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تراثه لعليّعليه‌السلام على أن يقضي دين النبي وينجز عداته.

ونزيد هنا بعض ما يتعلق بإنجار عليّعليه‌السلام عدات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ففي كتاب سليم بن قيس ( ١٢١ - ١٢٢ ) قول عليّعليه‌السلام : ألا ترى يا طلحة أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لي وأنتم تسمعون: يا أخي إنّه لا يقضي ديني ولا يبرئ ذمّتي غيرك، أنت تبرئ ذمّتي وتقاتل على سنّتي.

وفي الخرائج والجرائح (١٦٩) عن أبي حمزة الثمالي، عن السجاد، عن أبيهعليه‌السلام : كان عليّعليه‌السلام ينادي: من كان له عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عدة أو دين فليأتني، فكان كلّ من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاّه فيجد كذلك تحته، فيدفع إليه.

وفي نظم درر السمطين (٩٨) عن الاعمش، عن المنهال، عن عباية، عن عليّعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ يقضي ديني، وينجز موعدي، وخير من أخلف بعدي من أهلي.

وفي مناقب الخوارزمي (٢٧) بإسناده عن أنس، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ بن أبي طالب ينجز عداتي، ويقضي ديني.

هذا، وقد روى ابن سعد في طبقاته ( ج ٢؛ ٣١٩ ) بسنده عن عبد الواحد بن أبي عون: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا توفّي أمر عليّ صائحا يصيح: من كان له عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عدة أو دين فليأتني، فكان يبعث كلّ عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك، حتّى توفّي عليّعليه‌السلام ، ثمّ كان الحسن بن عليّعليهما‌السلام يفعل ذلك حتّى توفّي، ثمّ كان الحسينعليه‌السلام يفعل ذلك، وانقطع ذلك بعده، رضوان الله عليهم وسلامه. قال ابن أبي عون: فلا يأتي أحد من خلق الله إلى عليّ بحقّ

٤٥٦

ولا باطل إلاّ أعطاه.

وفي الخصال (٥٥١) في احتجاج أمير المؤمنينعليه‌السلام على أبي بكر بثلاث وأربعين خصلة، رواه بسنده عن أبي سعيد الورّاق، عن أبيه، عن الصادق، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله، وناديت في الموسم بإنجاز موعده أم أنت؟! قال: بل أنت.

قال محقق الخصال: وقد أخرجه في كنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٦ ) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصحّحه.

وانظر إثبات الوصيّة (٩٩) وأمالي المفيد ( ٦١، ١٧٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٣٢ ) و ( ج ٣؛ ٢١٤ ) والمسترشد ( ٢١٥، ٢٦٢، ٣٤٤، ٦٣٤ ) وكشف اليقين ( ٢٥٥ - ٢٥٦ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) وأمالي الصدوق (٢٥٢) وأمالي الطوسي ( ٥٤٥، ٥٥٠ ) وكفاية الأثر ( ٢٠، ٧٥ - ٧٦، ١٢١، ١٣٥ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٣٣ ) وشرح الأخبار ( ج ١؛ ١١٣ - ١١٥ ) وتفسير فرات ( ١٥٤، ٥٤٥ ) وتفسير الإمام العسكريّ (١٧٨) والتهاب نيران الاحزان (٤٠) واليقين ( ١٣٧، ٢٢٧ ) وبشارة المصطفى ( ٥٤، ٥٨، ٥٩ ) والخصال ( ٥٥١، ٥٧٢ - ٥٨٠ ) وتفسير القمّي ( ج ٢؛ ١٠٩ ) والتحصين (٦٠٧) ومناقب الخوارزمي (٢١٠) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ٥٠ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢؛ ٣١٩ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١١٣، ١٢١ ) وفيض القدير للمناويّ ( ج ٤؛ ٣٥٩ ) وكنز الحقائق (٩٢) ومناقب ابن المغازلي ( ٢٣٨، ٢٦١ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٩ ) وتذكرة الخواص (٨٦).

٤٥٧

٤٥٨

الطّرفة الحادية والعشرون

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرفة - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨٧ - ٤٨٨ ) والعلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٨٨ - ٨٩ ) بأدنى تفاوت.

مضمون هذه الطّرفة، وما مرّ في الطّرفة السابقة من قوله « لا ترجعنّ بعدي كفّارا » واحد؛ لأنّ نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الصحابة عن رجوعهم كفّارا فيه معنى الإخبار بوقوع ذلك المنهي عنه هنا، وذلك كثير في لسان العرب وكلامهم، مثل قول الشاعر:

لا ألفينّك بعد الموت تندبني

وفي حياتي ما زوّدتني زادي(١)

فصورته النهي، ومعناه الإخبار، أي إنّني سألفينك بعد الموت تندبني.

ومثل هذا ما ورد في نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عائشة عن الخروج في قوله: « ليت شعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبب، تنبحها كلاب الحوأب، إيّاك أن تكونيها يا عائشة » فهذا النهي فيه معنى الإخبار بخروجها على إمام زمانها، ومقاتلتها إيّاه.

ويدلّ على هذا المراد حديث الحوض وارتداد الصحابة كما سيأتي، ويدلّ عليه الخلاف والتخاصم والقتال الّذي حدث بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتذييل الحديث بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لئن فعلتم لتجدنّي في كتيبة أضرب وجوهكم »، وأوضحها دلالة ما في تفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٢ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، حيث روى خطبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في منى في حجّة الوداع، وفيها

__________________

(١) مروج الذهب ٣؛ ٢٥.

٤٥٩

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا، فإن فعلتم ذلك - ولتفعلنّ - لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف، ثمّ التفتصلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمينه فسكت ساعة، ثمّ قال: إن شاء الله، أو عليّ بن أبي طالب ». فنهاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبر بأنّهم سيتركون أمره ويرجعون كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف.

وفي كشف اليقين ( ١٦١ - ١٦٢ ) عن علقمة والأسود، عن أبي أيّوب الأنصاريّ في خبر، قال فيه: ودخل عمّار فسلّم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرحّب به، وقال: إنّه سيكون من بعدي في أمّتي هنات، حتّى يختلف السيف فيما بينهم، وحتّى يقتل بعضهم بعضا، وحتّى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك، فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا، فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس، إنّ عليّا لا يردّك عن هدى، ولا يدلّك على ردى، يا عمّار طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله. وهو في الطرائف ( ج ١؛ ١٠١ - ١٠٢ ) ومناقب الخوارزمي ( ١٢٤ - ١٢٥ ).

وفي الإرشاد (٩٦) قال: ثمّ كان ممّا أكّدصلى‌الله‌عليه‌وآله لهعليه‌السلام من الفضل، وتخصصه منه بجليل رتبته، ما تلا حجّة الوداع من الأمور المتجدّدة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة على الاتفاق والاجتماع، من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّها الناس إنّي فرطكم على الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين أيّها الناس، لا ألفينكم بعدي ترجعون كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرار، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي، ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

وفي شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٥٢٦ - ٥٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن عبّاس، وجابر بن عبد الله الأنصاري أنّهما سمعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في حجّة الوداع - وهو بمنى -: لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّي في كتيبة يضاربونكم، فغمز جبرئيل من خلفه منكبه الأيسر، فالتفت فقال: أو عليّ، أو عليّ، فنزلت هذه الآية( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلى

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

يقولوا، إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزّ وجلّ:( والعاقبة للمتّقين ) )(١) .

وأخرجه المفيد في الإرشاد(٢) في ضمن حديث عن علي بن عقبة، عن أبيه، وكذلك فعل الطبرسي في الإعلام(٣) .

فقوله: ( ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ) واضح ببقاء المجتمع برمّته مؤمناً إلى نهاية البشرية، وهو نافٍ بصراحة لفكرة المجتمع الفاسق قبل يوم القيامة.

وكذلك قوله: ( دولتنا آخر الدول ) فإنّه واضح أنّه ليس بعد دولة الحق دولة من حين قيامها إلى آخر عمر البشرية. فإذا علمنا أنّ البشرية لا يمكن أن تخلو من حكومة أو دولة، وأنّ المجتمع المنحرف يستدعي انحراف الدولة عادةً، يتعيّن أن تكون دولة مستمرة في البشرية إلى آخر عمرها.

ومع وجود هذه المناقشات، تكون تلك الأخبار ساقطة عن إمكان الإثبات التاريخي، ولا دليل على أنّه: لا تقوم الساعة إلاّ على شرار الخلق، وستأتي في الكتاب التالي مناقشات أُخرى قائمة على أُسس جديدة.

الجهة الثالثة: إعطاء الفهم المتكامل لهذه الأخبار، أعني القائلة إنّه لا تقوم القيامة إلاّ على شرار الناس.

فإنّنا لا يخلو الأمر إمّا أن نلتزم بمضمون هذه الروايات، وإمّا أن نرفضها؛ وعلى كلا التقديرين يمكننا أن نربط تسلسل الفكرة بالنتائج التي توصلنا إليها والمعلومات التي عرفناها فيما سبق.

ومن هنا لابد أن يقع الكلام في ناحيتين:

الناحية الأُولى:

إذا التزمنا بصدق هذه الأخبار، فسيكون تسلسل الفكرة على الشكل التالي: إنّ التخطيط الإلهي العام لما بعد الظهور، بعد أن ينتج نتيجته الكبرى، وهي إيجاد المجتمع المعصوم، وتنتقل الرئاسة الإسلامية من التعيين إلى الشورى، يكون الهدف

____________________

(١) ٧ / ١٢٨.

(٢) ص٣٤٤.

(٣) أعلام الورى ص٤٣٢.

٦٦١

الأعلى من خلقة البشرية، وهو إيجاد العبادة الكاملة في ربوعها، قد تحقّق، وخاصّة بعد بقاء المجتمع على حاله الرفيع ردحاً طويلاً من الزمن.

عندئذٍ يبدأ - طبقاً لهذا الفهم - تخطيط إلهي جديد، هو التخطيط الأخير في البشرية، ليستهدف إيجاد المجتمع الكافر أو المنحرف بكل أفراده؛ ليكون هو المجتمع الذي تقوم عليه الساعة.

ولو نظرنا إلى طبائع الأشياء، بحسب فهمنا المعاصر، أمكننا أن نجد الخطوط العامّة لهذا التخطيط العام.

إنّ الدفع الإيماني القوي الذي أوجده المهدي القائم (ع) في البشرية، والذي أذكى أواره وحافظ على كيانه المهديّون الاثني عشر بعده، خلال مئات السنين، حتى أنتج نتيجته الكبرى، هو المجتمع المعصوم.... إنّ هذه الدفع سوف يكون مهدّداً بالخطر إلى حدٍّ ما حين ينقلب أمر الخلافة من التعيين إلى الانتخاب.

إنّ هذا الدفع سوف يبقى صافياً صحيحاً أجيالاً متطاولة من الزمن، ما دامت درجة العصمة محفوظة في المجتمع، إلاّ أنّ الأجيال المتأخّرة سوف تنزل عن هذه الدرجة تدريجيّاً.

وستعمل عوامل الشر في نفس الإنسان، ونوازع المصلحة من جديد، وسوف لن يوجد لها الردع الكافي في حفظ العصمة؛ لأنّ التخطيط الإلهي قاضٍ بارتفاع هذه الصفة تدريجيّاً من المجتمع.

وسوف يأتي بالانتخاب إلى كرسي الرئاسة، أولياء مهما كانوا على مستوى العدالة العليا، إلاّ أنّهم لم يرافقوا المهدي (ع) ولم يعاصروا خلفاءه المهديين، ولم توجّه إليهم تربية خاصّة من أجل تولّي مهام الرئاسة؛ ومن هنا سوف يبذل كل رئيس وسعه في دفع التيّار المنحرف لن يستطيع الإجهاز عليه، بل يبقى يستفحل على مَرّ السنين ويعمّ بين البشر، إلى أن ينحسر الدين عن القلوب والعقول، ويصبح الناس كما كانوا قبل ظهور المهدي (ع) على مستوى عصيان واضحات الشريعة الإسلامية، حيث سمعنا من إحدى الروايات قتل إحدى الشخصيّات الإسلامية داخل الحرم، بل سوف يزداد الوضع سوءاً حتى لا يقال الله، الله، على ما نطقت بعض الروايات(١) .

وعندئذٍ يتحقّق أمران لا مناص منهما:

____________________

(١) انظر مثلاً: مستدرك الحاكم، ج٤ ص٤٩٤.

٦٦٢

الأمر الأوّل: إنّ الرئيس العادل الذي هو حجّة الله على الخلق، في ذلك الحين، يصبح مسلوب الصلاحيات من الناحية العملية لا يستطيع القيام بأي عمل على الإطلاق، ولا يؤمّل من وجوده أيّة فائدة.

الأمر الثاني: إنّ الله عزّ وجلّ يشتد غضبه على الأُمّة والبشرية، بحيث تكون أهلاً لأيّ عقوبة.

ويترتّب على الأمر الأوّل: أنّ الرئيس الإسلامي، حيث لا فائدة من وجوده فينبغي أن يرتفع من الأرض، فيقبضه الله له، ويتوفّاه. وذلك قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، كما ورد في الرواية.

وعند زوال هذا القائد، لن تكون البشرية على مستوى الشعور بالمسؤولية لانتخاب شخص جديد، بل سيبقون في فساد محض وظلم كامل لمدّة أربعين يوماً، وهم شرار الله، فيُؤثر الأمر الثاني أثره، وذلك بإنزال العقاب عليهم بالنفخ في الصور وقيام الساعة.

وبهذا التسلسل الفكري استطعنا الجمع بين عدّة قواعد مرويّة في السنّة الشريفة:

أحدها: أنّ الدولة الإسلامية العادلة تبقى إلى يوم القيامة.

ثانيها: أنّ الحجّة يُرفع عن الأرض قبل يوم القيامة بأربعين يوماً.

ثالثها: أنّ القيامة تقوم على شرار الناس. وعرفنا عدم المنافاة بين هذا التخطيط والتخطيط السابق عليه المنتج لوجود المجتمع المعصوم.

يبقى سؤالان، قد يخطران على الذهن، ينبغي ذكرهما مع الإجابة عليهما:

السؤال الأوّل: أنّه كيف يمكن للمجتمع المسلم بعد ارتفاع صفة العصمة عنه أن يمارس الانتخاب، مع أن إعطاء حق الانتخاب إليه كان بسبب هذه الصفة، إذاً، فلابد أن يرتفع بارتفاعها، ويعود الأمر إلى التعيين أو إلى أي أُسلوبٍ آخر.

وهذا السؤال له عدّة إجابات، نذكر أهمّها:

أوّلاً: إنّ الانتخاب سوف لن يكون عشوائياً، وإنّما يكون للمؤهّلين للرئاسة، بحسب النظام الساري المفعول في الدولة العالمية، لا يختلف في ذلك عصر العصمة عمّا بعده. وإنّما الفرق أنّه في عصر العصمة يتوفّر عدد كبير من الناس المؤهّلين لذلك، بخلاف العصر المنحرف اللاحق له، فإنّ عددهم يتضاءل تدريجياً، وهذا لا ينافي قاعدة الانتخاب بطبيعة الحال.

ثانياً: إنّ القاعدة يومئذٍ سوف تقتضي بقاء الانتخاب؛ لأنّ هذا هو الأمر المعروف الموروث عن الدولة العادلة، وليس بين البشر مَن يستطيع إيجاد تشريع جديد، كما جاء به

٦٦٣

المهدي (ع) نفسه زيادة على المعروف قبله؛ ومن هنا ينحصر سير البشرية على قاعدة الانتخاب بالضرورة، وسيكون تغييره انحرافاً عن القواعد العادلة المعروفة يومئذ.

وأمّا اقتران الانتخاب بصفة العصمة، وإناطته بها، فقد لا يكون شيئاً مفهوماً فهماً عامّاً يومئذٍ، وإنّما هو تقدير خاص موجود في ذهن المشرّع الذي بلّغ للناس وجوب الانتخاب عند دخولهم في عصر العصمة. وهو آخر الأولياء المهديين الاثني عشر. وقد يكون معروفاً لبعض خاصّته أيضاً.

السؤال الثاني: إنّ إعداد البشرية للانحراف يعني رضاء الله تعالى بالظلم وإرادته لوجوده، فكيف يصحّ ذلك منه وهو العدل المطلق؟

وقد سبق أن أثرنا مثل هذا السؤال، في تاريخ الغيبة الكبرى(١) على التخطيط الإلهي لما قبل الظهور، وأجبنا عليه بشكل يرفع الشبهة.

وملخّص الفكرة التي ينبغي أن نفهمها الآن هو أنّ وجود الظلم لا يستلزم رضاء الله تعالى بالظلم وإرادته له ولا إجبار الناس عليه، وإنّما حين تتعلّق المصلحة بوجود الظلم في الخارج، من قبيل ما فرضناه من ضرورة قيام الساعة على شرار الخلق، ذلك الفرض الذي نتكلّم الآن على أساسه، فيكفي لله عزّ وجلّ أن يرفع المانع عن وجوده.

ومن هنا يكفي غضّ النظر عن هذا الانحراف، ورفع اليد عن مزيد التوضيح والتربية للناس إلى جانب الحق والعدل؛ لكي يوجد الظلم باختيار الأفراد الظالمين أنفسهم، وبكل قناعة منهم، مع وجود الحجّة البالغة لله عليهم بالنهي والزجر التشريعي، عن التورّط في هذا العقاب، واستحقاق العقاب عليه.

وهذا هو الذي خطّطه الله تعالى لعصر الغيبة مؤقّتاً لغرض التمحيص والإعداد ليوم الظهور، كما سبق أن فصّلناه في التاريخ السابق، وهو الذي يخطّطه أيضاً عند اقتراب الساعة، من أجل إيجاد المجتمع الذي يمكن قيام الساعة عليه، بعد استحالة قيامها في المجتمع المؤمن، على ما هو المفروض في هذا لكلام.

هذا كله على تقدير الالتزام بصحّة تلك الأخبار.

الناحية الثانية: إذا التزمنا بعدم صحّة تلك الأخبار، وعدم كفايتها لإثبات قيام الساعة عل شرار خلق الله، بل يمكن أن تقوم الساعة على المجتمع المؤمن نفسه، طبقاً لما

____________________

(١) ص٢٦٩ وما بعدها.

٦٦٤

سبق أن ذكرناه من المناقشات.

وإذا كان هذا ممكناً لا استحالة فيه، كان ذلك متعيّناً، ولا يكون التخطيط إيجاد المجتمع المنحرف ممكناً، وذلك:

أوّلاً: لكونه لغواً بلا مبرّرٍ ولا حكمة. وإيجاد اللغو قولاً أو فعلاً، محال على الله تعالى الحكيم الكامل من جميع الجهات.

ثانياً: لكونه مستلزماً - كما قلنا - لتقليل مستوى التربية والإيضاح، وهو ظلم للناس ما لم يقترن بمصلحة مهمّة مبرّرة له، والمفروض عدم وجودها.

ومعه فيتعيّن القول ببقاء المستوى المطلوب من العناية والتربية؛ نتيجة للقواعد الواضحة التفصيلية التي أعطاها الإمام المهدي طبقاً لوعي ما بعد الظهور، ونتيجة للدفع الإيماني الذي أوجده في الأُمّة، ذلك الدفع الذي أنتجه المجتمع المعصوم في نهاية المطاف، والذي لا يزول أثره إلى نهاية البشرية؛ فإنّ الوعي إذا كان على أعلى مستوى، لا يكون قابلاً للزوال، ولا الانحراف، وإنّما تؤكّده الحوادث وترسّخه المشاكل باستمرار، لو وُجدت في مثل هذا المجتمع المعصوم.

وبعد حصول صفة العصمة، سوف يكون المجتمع والدولة - بغضّ النظر عن شخص المهدي (ع) - أصلب عوداً وأقوى تطبيقاً للنظام الإسلامي الكامل. ومن هنا يكون من الطبيعي أن تتلاحق التأييدات الإلهيّة وتترسّخ بين أفراد المجتمع، فكيف يكون الانحراف مع وجود هذا التأييد؟

ويستمر المجتمع في الترقّي والتكامل في عالم الروح، حتى يكون كل فرد مترقّباً لقاء الله تعالى شأنه، مسروراً بالوصول إلى رضاه العظيم ونعيمه المقيم، فيشاء الله عزّ وجلّ أن يأخذهم جميعاً إليه كما تُزفّ العروس إلى عريسها والحبيب إلى حبيبه، فيموتون جميعاً موتاً كشمّ الرياحين، وبذلك تنتهي البشرية ويبدأ بذلك يوم القيامة.

وسيأتي في الكتاب الآتي تفسير أعمق من ذلك لنهاية البشرية، فليكن القارئ على علمٍ بذلك.

٦٦٥

ولا حاجة هنا إلى افتراض ارتفاع الحجّة قبل أربعين يوماً من يوم القيامة، ولا إلى افتراض فساد المجتمع، فإنّ كلا الأمرين منقول بالروايات التي نفترض في هذه الناحية الثانية عدم صحّتها.

بل يكفي - منطقيّاً - لقيام الساعة، تحقّق الهدف من خلق البشرية، وهو وجود العبادة الكاملة ردحاً طويلاً من الزمن، بحيث لا يبقى بعدها هدف آخر متوقّع لها على وجه الأرض، وإنّما ينحصر وجودها وتكاملها في عالمٍ آخر، وقد تحقّق ذلك بوجود المجتمع المعصوم، فيبقى وجود البشرية بلا موضوع فلابد من زوالها بشكلٍ من الأشكال.

فهذا التسلسل الفكري المبني على عدم صحّة الأخبار القائلة بأنّ الساعة لا تقوم إلاّ على شرار الناس، هو الأنسب مع القرائن والقواعد العامّة الإسلامية، مضافاً إلى عجز تلك الأخبار عن قابليّة الإثبات، كما عرفنا.

وعلى إي حال، فلا ينبغي إعطاء شيء من تفصيل نهاية البشرية أكثر من ذلك، بعد العلم أنّه سيأتي في الكتاب الآتي ما يعطي ذلك كله بتوفيق من الله العلي العظيم.

هذا آخر ما أردنا إيراده من تاريخ ما بعد الظهور، والحمد لله ربّ العالمين على حسن التوفيق، وصلّى الله على نبيّنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قد تمّ بيد مؤلّفه المحتاج إلى رحمة ربّه الكريم محمد بن السيد محمد صادق الصدر.

بتاريخ مساء يوم الجمعة المصادف ١١ رمضان ١٣٩٢ هجرية الموافق ١٢ تشرين الأوّل ١٩٧٢ ميلادية في النجف الأشرف.

٦٦٦

المصادر

أهمّ مصادر هذا التاريخ:

١- الاحتجاج، تأليف: أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي. مط: النعمان. النجف الأشرف. عام ١٣٨٦- ١٩٦٦.

٢- الإرشاد، للشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الملقّب بالمفيد. ط: طهران، عام ١٣٧٧هـ

٣- إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب، لمؤلّفه المولى الشيخ علي اليزدي الحائري. ط: أصفهان في عام ١٣٥١ هـ شمسي.

٤- أسد الغابة في معرفة الصحابة، للشيخ عِزّ الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري المعروف بابن الأثير. ط الأوفست، الإسلامية. طهران.

٥ - إسعاف الراغبين، للأُستاذ الشيخ محمد الصبّان، على هامش نور الأبصار ( انظره ).

٦ - الإشاعة لاشتراط الساعة، تأليف السيد الشريف محمد بن رسول البرزنجي الحسيني. ط: الأُولى، مصر عام، ١٣٧٠ هـ.

٧ - بحار الأنوار، تأليف الشيخ محمد باقر بن محمد تقي المعروف المجلسي. الجزء الثالث عشر، ط: الحجر عام ١٣٠٥ هـ.

٨ - البيان في أخبار صاحب الزمان، للحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي الكنجي الشافعي. قدّم له وعلّق عليه: محمد مهدي الخرسان. مط النعمان، النجف الأشرف، ١٩٦٢ - ١٣٨٢.

٩ - الجامع الصحيح، للحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. مط الفجّالة الجديدة، القاهرة: عام ١٣٨٧ - ١٩٦٧.

١٠ - الحاوي للفتاوي، للشيخ جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر بن محمد السيوطي،

٦٦٧

حقّق أُصوله وعلّق على حواشيه: محمد محي الدين عبد الحميد. ط: مصر، الثالثة. مط السعادة عام ١٩٥٩ م.

١١ - الخرايج والجرايح، للشيخ قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسين الرواندي. ط الهند، على الحجر، عام ١٣٠١ هـ.

١٢ - سنن أبي داود، للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني. ط: مصر، الأُولى، عام ١٣٧١ - ١٩٥٢.

١٣ - سنن ابن ماجة، للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني بن ماجة. بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء الكتب العربية، عام ١٣٧٣ - ١٩٥٣.

١٤ - شرح نهج البلاغة، للشيخ محمد عبده. بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. مطبعة الاستقامة، مصر، مهمل من التأريخ.

١٥ - صحيح البخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يردذية البخاري الجعفي. مطابع الشعب مصر ١٣٧٨هـ.

١٦ - صحيح مسلم، لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري. مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر.

١٧ - الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، للمحدِّث شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي المكّي. ط: مصر عام ١٣١٢.

١٨ - الغيبة، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. ط: النجف الثانية، عام ١٣٨٥.

١٩ - الغيبة، للشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الملقّب بالنعماني. ط: تبريز، عام ١٣٨٣.

٢٠ - الفتوحات المكّيّة، للشيخ أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن عربي الحاتمي الطائي. أوفست دار صادر بيروت، مهمل من التأريخ.

٢١ - الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، للشيخ نور الدين علي بن محمد بن أحمد المالكي المكّي الشهير بابن الصبّاغ. ط: الحجر، طهران، عام ١٣٠٢.

٢٢ - الكافي ( الأُصول ) لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني. نسخة خطّيّة من مكتبتنا الخاصّة. وقع الفراغ في تحريرها في عصر يوم الثلاثاء من شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٧٧ هـ. بيد محمد بن طاهر آقاجان الشوشتري.

٦٦٨

٢٣ - الكامل في التاريخ، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير. بيروت - لبنان، عام ١٣٨٧ - ١٩٦٧.

٢٤ - كامل الزيارات، للشيخ الأقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمّي. حقّقه وعلّق عليه الشيخ ميرزا عبد الحسين الأميني التبريزي. المطبعة المرتضوية، النجف، ١٣٥٦ هـ.

٢٥ - الكتاب المقدّس، أي كتب العهد القديم والعهد الجديد. انتشر على يد جمعيّة التوراة البريطانية والأجنبية. ط: جامعة كامبردج - بريطانيا.

٢٦ - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، للعلاّمة أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي. المطبعة العلمية، قم.

٢٧ - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي. وهو مختصر معجم البلدان لياقوت، تحقيق وتعليق: علي محمد البجاوي. دار إحياء الكتب العربية، مصر عام، ١٣٧٤ - ١٩٥٥.

٢٨ - مطالب السؤل في مناقب آل الرسول، تأليف الشيخ أبي سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي الشافعي. دار الكتب التجارية في النجف الأشرف، ١٣٧١ - ١٩٥١.

٢٩ - مفاتيح الجنان، تأليف: الشيخ عبّاس القمّي. ترجمة: السيد محمد رضا النوري النجفي. ط: طهران، عام ١٣٥٩.

٣٠ - الملاحم والفتن، للسيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني الحسيني. ط: الثالثة، الحيدرية، النجف الأشرف ١٣٨٣ - ١٩٦٤.

٣١ - منتخب الأثر في الإمام الاثني عشر، تأليف الشيخ لطف الله الصافي. الثانية، مهمل من التأريخ.

٣٢ - وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة، للشيخ الحسن بن الحرّ العاملي. ط: الحجر، طهران، عام ١٣١٤هـ.

٣٣ - ينابيع المودّة، تأليف: الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي. الطبعة السابعة، ط: النجف الأشرف، الحيدرية، عام ١٣٨٤ - ١٩٦٥.

٦٦٩

٦٧٠

الفهرست

تمهيد ٥

الجهة الأُولى: أهمِّيَّة الموضوع: ٦

الجهة الثانية: طرق الاستدلال ٨

الجهة الثالثة: صعوبات البحث ١٢

الجهة الرابعة: خروج من هذه الصعوبات ١٩

الجهة الخامسة: الفهرسة ٢٤

القسم الأول: مقدمات الظهور ٢٩

الباب الأول: الأُسُس العامة لظهور المهدي (ع) ٣١

الفصل الأول: ارتباط الظهور بالتخطيط العام ٣٣

الفصل الثاني: نتائج الغيبة الكبرى على ما بعد الظهور ٣٧

الفصل الثالث: توقيت الظهور بشرائطه وعلاماته ٥١

روايات نفي التوقيت ٥٣

الفصل الرابع: الأيديولوجيَّة العامَّة للمهدي (ع) ٦١

الجهة الأُولى: في دينه ٦١

الجهة الثانية: مذهبه ٦٨

الجهة الثالثة: موقفه من العنصرية ٧٩

٦٧١

الجهة الرابعة: نظام الدولة المهدوية ٨٧

الفصل الخامس: التخطيط الإلهي لما بعد الظهور ٩٣

ما بين التخطيطن ٩٧

الأُسُس العامة لتخطيط ما بعد الظهور ١٠٠

الجهة الأُولى: خصائص المجتمع الثاني ١٠١

الجهة الثانية: هدف التخطيط الثاني ١٠٢

الجهة الثالثة: تفاصيل التخطيط الجديد ١٠٣

الباب الثاني: حوادث ما قبل الظهور ١١١

تمهيد ١١٣

الفصل الأوَّل: الظواهر الطبيعية ١١٧

الجهة الأُولى: خسوف والكسوف ١١٧

الجهة الثانية: الفَزْعة والصيحة ١٢٣

الجهة الثالثة: النداء ١٢٧

الجهة الرابعة: المطر ١٣٦

الفصل الثاني: الظواهر الاجتماعية ١٣٩

الدجَّال: ١٣٩

الناحية الأولى: موقف الدجال من الأمة الاسلامية ١٣٩

الناحية الثانية: علاقة الدجَّال بالمسيح (ع) ١٤٢

الناحية الثالثة: علاقة الدجَّال بالمهدي (ع) ١٤٤

يأجوج ومأجوج: ١٤٦

الناحية الأُولى: عدم الأخذ بالدلالة الصريحة ١٤٨

الناحية الثانية: عرض أطروحة لفهم يأجوج ومأجوج ١٤٩

الناحية الثالثة: الفرق بين يأجوج ومأجوج والدجال ١٥٥

السُّفياني: ١٥٩

الناحية الأُولى: في سرد الأخبار ١٦٠

٦٧٢

الناحية الثانية: في صلاحيتها للإثبات التاريخي ١٦٣

الناحية الثالثة: تنظيم مداليل الأخبار ١٦٥

الناحية الرابعة: الرايات السود والخراساني ١٦٩

الناحية الخامسة: الخسف يكون بجيش السفياني ١٧٠

الناحية السابعة: الفهم الرمزي للسفياني ١٧٣

النفس الزكية ١٧٥

الناحية الأُولى: سرد الأخبار الدالة على ذلك ١٧٦

الناحية الثانية: فهم الأخبار ككل ١٧٨

الناحية الثالثة:بعض الاعتراضات ١٧٩

الناحية الرابعة: في تمحيص الأخبار ١٨٣

القسم الثاني: حوادث الظهور وإقامة الدولة العالمية ١٨٧

الباب الاول: من الظهور إلى المسير إلى العراق ١٨٩

تمهيد ١٩١

الفصل الأول: في معنى الظهور وكيفيَّته ١٩٥

الجهة الأُولى: في كيفية الطهور ١٩٦

الجهة الثانية: أسلوب معرفة الإمام بالوقت ١٩٧

الفصل الثاني: في تاريخ الظهور وموعده ٢٠٧

في تعيين الظهور بعلم الحروف ٢٠٧

في تعيين الظهور بالروايات إجمالاً ٢٠٧

الفصل الثالث: خُطبته الأُولى وبيعته ٢٢١

الجهة الأُولى: في ظهوره بين الركن والمقام ٢٢١

الجهة الثانية: اخبار خطبته ٢٢٢

الجهة الثالثة: نقاط في الاخبار ٢٢٤

٦٧٣

الجهة الرابعة: في إقامة المعجزة ٢٣٣

الجهة الخامسة: ظهوره في كرعة ٢٤٠

الجهة السادسة: البيعة بعد الخطاب ٢٤٢

الجهة السابعة: في السلام عليه ٢٥٨

الفصل الرابع: أصحاب الإمام المهدي (عج) ٢٦١

الجهة الأُولى: في الروايات ٢٦١

الجهة الثانية: في أهمِّيَّتهم ٢٦٦

الجهة الثالثة: في عددهم ٢٦٧

الجهة الربعة: في كيفيَّة ورودهم إلى مكَّة المكرمة ٢٧٠

الجهة الخامسة: جنسياتهم ٢٧٤

الجهة السادسة: المشكلة القانونية التي تحدث في مكة لورودهم ٢٨٦

الجهة السابعة: في خصائص أخرى لهم ٢٩١

الجهة الثامنة: في سؤال مع جوابه ٢٩٤

الفصل الخامس: المـُنجزات الأُولى للإمام المهدي (ع) إلى حين الوصوله إلى العراق ٣٠١

الجهة الأُولى: حديث يصلحه الله في ليله ٣٠١

الجهة الثانية: احتمال تأخر الخسف عن الظهور ٣٠٢

الباب الثاني: فتح العالم بالعدل ٣٠٩

الفصل الأول: نقطة الانطلاق إلى العالم ٣١١

الجهة الأُولى: سرد الأخبار ٣١١

الجهة الثانية: قابلية الروايات للاثبات ٣١٤

الفصل الثاني: في مقدار سعة مُلكه ٣١٧

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار ٣١٧

الجهة الثانية: اقتضاء التخطيط العام عالمية الدولة ٣٢٠

الجهة الثالثة: في ملحوظات تساعد على الفهم ٣٢١

الفصل الثالث: ضمانات الانتصار ٣٢٧

٦٧٤

تمهيد ٣٢٧

القسم الأول: الضمانات الناتجة من التخطيط السابق ٣٣٣

الضمان الأول: فشل الأنظمة السابقة ٣٣٣

الضمان الثاني: ضعف الدول السابقة ٣٣٦

الحرب العالمية ٣٣٧

الضمان الثالث: وجود العدد الكافي من المخلصين ٣٤٥

الجهة الأُولى: شرائط النصر عموماً ٣٤٥

الجهة الثانية: سرد الأخبار في أصحاب الإمام المهدي (ع) ٣٤٧

الجهة الثالثة: في مقدار إيمانهم ٣٤٩

الجهة الرابعة: عبادتهم ٣٥١

الجهة الخامسة: شجاعتهم ٣٥٢

الجهة السادسة: مقدار إطاعتهم للمهدي (ع) ٣٥٤

الجهة السابعة: شعارهم ٣٥٦

الضمان الرابع: مميزات الإمام نفسه ٣٥٧

الجهة الأُولى: نتائج التخطيط السابق ٣٥٧

الجهة الثانية: الأخبار الواردة حول ذلك ٣٥٨

الجهة الثالثة: الشرح اللغوي للأخبار ٣٦٥

الجهة الرابعة: حل تعارضات الأخبار ٣٦٧

الجهة الخامسة: كونه في سن الشيوخ ٣٦٩

القسم الثاني من ضمانات الانتصار ٣٧١

الضمان الأول: المباغتة ٣٧١

الجهة الأُولى: في تخطيط المباغتة ٣٧٢

الجهة الثانية: في بعض المناقشات ٣٧٣

الضمان الثاني: كونه منصوراً بالرعب ٣٧٤

الجهة الأُولى: الأخبار الدالة على ذلك ٣٧٤

٦٧٥

الفصل الرابع: كيفيَّة ومُدَّة استيلائه على العالم ٣٨٩

تمهيد ٣٨٩

الفصل الخامس: موقف الآخرين من الإمام المهدي عليه السلام ٤١٩

العواطف السلبية ٤١٩

الفصل السادس: مدَّة بقاء المهدي (ع) في الحُكم ٤٣١

تمهيد ٤٣١

الباب الثالث: التطبيق الإسلامي المهدوي أو الدولة المهدوية العالمية ٤٤١

الفصل الأول: مجيء المهدي (ع) بأمر جديد وكتاب جديد ٤٤٣

الفصل الثاني: موقف الإمام المهدي (ع) من القضايا السياسية والاجتماعية السابقة على الظهور ٤٥٧

تمهيد ٤٥٧

الفصل الثالث: ضمانات التطبيق السريع العميق للعدل الكامل في العالم ٤٦٩

تمهيد ٤٦٩

٦٧٦

الفصل الرابع: قيادات أصحابه ومقدار قابلياتها ٤٨٣

تمهيد ٤٨٣

الجهة الأُولى: في إيراد الأخبار حول ذلك ٤٨٣

الجهة الثانية: بعض نقاط الضعف في خطبة البيان ٤٩١

الفصل الخامس: تمحيص الإمام المهدي لأصحابه خاصة وللأُمَّة عامة ٥٠٧

تمهيد ٥٠٧

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار الدالة على ذلك ٥٠٨

الجهة الثانية: في فهم مفردات هذه الأخبار ٥١٠

الجهة الثالثة: في محاولة فهم عام لهذه الأخبار ٥١٦

الفصل السادس: أُسلوب الإمام المهدي (ع) في تربية الأُمَّة ٥٣١

تمهيد ٥٣١

الجهة الأُولى: في الأساليب العامة للتربية في عصر الظهور ٥٣١

الجهة الثانية: في نتائج التربية الإسلامية في دولة المهدي (ع) ٥٣٣

الفصل السابع: بعض مُنجَزَات الإمام المهدي (ع) على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي ٥٤١

الجهة الأُولى: في الأخبار الدالة على هذه المنجزات ٥٤١

الجهة الثانية: في المسلك الشخصي للإمام المهدي (ع) ٥٤٧

الجهة الثالثة: السياسة الزراعية للمهدي في دولته ٥٥١

الجهة الرابعة: السياسة العمرانية لدولة المهدي (ع) ٥٥٣

الجهة الخامسة: أهمية التعدين في الدولة المهدوية ٥٥٦

الجهة السادسة: السياسة المالية للدولة المهدوية ٥٥٧

الجهة السابعة: في التأييد الإلهي لدولة المهدي (ع) ٥٦٣

الخاتمة الأُولى: في المنجزات القضائية والعبادية والفقهية وغيرها ٥٦٧

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار الدالة على هذه المنجزات ٥٦٧

الجهة الثانية: في المبررات الكافية لاتخاذ المهدي (ع) أسلوب قضاء سليمان وداود (ع) ٥٧٢

٦٧٧

الجهة الثالثة: في مقتل إبليس ٥٧٥

الجهة الرابعة: الحج في عصر المهدي (ع) ٥٧٩

الجهة الخامسة: في منجزات أخرى وردت في الأخبار ٥٨٠

الخاتمة الثانية: في المنجزات العلمية لدولة المهدي (ع) ٥٨١

الجهة الأُولى: في الأخبار الدالة على وجود الأجهزة الحديثة قبل الظهور ٥٨٢

الجهة الثانية: في الأخبار الدالة على وجودها في عصر الظهور ٥٨٤

الفصل الثامن: موقف الإمام المهدي (ع) من أهل الكتاب ونزول المسيح (ع) في دولته ٥٩١

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار المتعلقة بالمسيح وأهل الكتاب ٥٩١

الجهة الثانية: في وحدة المسيح والمهدي ٥٩٥

الجهة الثالثة: في المضمون العام لهذه الأخبار ٦٠٠

الجهة الرابعة: في الحديث عن بعض خصائص المسيح عيسى بن مريم (ع) ٦٠٣

الجهة الخامسة: في بعض خصائص أهل الكتاب وعقيدتهم يومئذ ٦٠٧

الباب السادس: في انتهاء حياة الإمام المهدي (ع) وهي في فصل واحد ٦١٣

الجهة الأُولى: تلخيص النتائج السابقة ٦١٥

الجهة الثانية: الأخبار التي تنفع بهذا الصدد ٦١٥

الجهة الثالثة: في أن المهدي (ع) هل يقتل؟! ٦١٦

الجهة الرابعة: في أمور أخرى أشارت إليها الأخبار ٦١٩

القسم الثالث: العالم بعد المهدي (ع) ٦٢٥

الباب الأوّل: قيادة ما بعد المهدي (ع) ٦٢٧

القول بالرجعة ٦٢٩

الأخبار الدالة على الرجعة ٦٣٠

الآيات الممكنة الدلالة على الرجعة ٦٣٠

حكم الأولياء الصالحين ٦٣٩

الفهم العام لهذه الأخبار ٦٤٠

٦٧٨

أسئلة حول الأولياء الصالحين ٦٤٢

الباب الثاني: قيام الساعة على شِرار الخَلْق ٦٥٥

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار الدالة على ذلك ٦٥٧

الجهة الثانية: في نقد هذه الأخبار ٦٥٨

الجهة الثالثة: إعطاء الفهم المتكامل عن هذه الأخبار ٦٦١

أهم مصادر هذا التاريخ ٦٦٧

الفهرست ٦٧١

٦٧٩