تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام) الجزء ٢

تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام)0%

تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام) مؤلف:
المحقق: الشيخ نبيل رضا علوان
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 103

تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام)

مؤلف: السيد صالِح بن إبراهيم بن صالح الشهرستاني
المحقق: الشيخ نبيل رضا علوان
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف:

الصفحات: 103
المشاهدات: 14144
تحميل: 5597


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 103 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14144 / تحميل: 5597
الحجم الحجم الحجم
تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام)

تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام) الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

١

٢

٣

٤

الفصل الحادي والعشرون

موقف العباسيين من النياحة على الحسينعليه‌السلام

بعد أندثار الحكم الأموي حدثت فترة تنفس للشيعة قصيرة، حيث انفسح لهم المجال نوعاً ما لزيارة المرقد الشريف بكربلاء وإقامة المناحات حوله، وإظهار حزنهم في العشرة الأولى من محرم، وخاصة في يوم عاشوراء، وإعادة الذكريات الأليمة لهذا اليوم المشؤوم، ولكنها كانت فترة قصيرة حيث لحقتها فترة الحكم العباسي الذي كانت مكافحته للنهضة الحسينية أعظم بكثير من مقاومة الحكم الأموي.

وقد جر الحكم العباسي على المرقد الشريف في كربلاء وزائريه والوافدين عليه ومقيمين المناحات والمآتم على الحسينعليه‌السلام ما لم يجره الأمويون أيام سلطانهم؛ لأن العباسيين الذين لم يتسن لهم قتل الحسين والتمثيل به عمدوا الى النيل من قبره المقدس ومثواه الشريف والموالين له، فأمعنوا في القبر تخريباً وإهانة، وحالوا ما وسعهم دون إعادة ذكريات مقتله الأليم، وإقامة المآتم والمناحات عليه.

وكان من بين الذين يمكن أن نجعلهم في مقدمة الخلفاء العباسيين في ذلك هو أبو جعفر المنصور الدوانيقي الذي كان أول ما أمر به هو هدم قبر الحسينعليه‌السلام ومنع الزوار من زيارته وإقامة المآتم والمناحات حوله وفي الجهات الأخرى، بخلاف سلفه أبي العباس السفاح الذي ساير الشيعة كثيراً؛ ليستعين بهم ضد بقايا الأمويين، إذ سمح لهم بإقامة شعائرهم ومآتمهم، وبزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، وإقامة

٥

العزاء عند قبره، وفي دورهم، ومجتمعاتهم ومحافلهم.

كما أن الخليفة المهدي الذي خلف المنصور قد تساهل مع شيعة عليعليه‌السلام ، وأمر بأن تعاد سقيفة قبر الامامعليه‌السلام ، وفسح المجال للشيعة الموالين لآل البيت بزيارة القبر الكريم، وإقامة المآتم عنده، وفي دورهم ومجتمعاتهم، وسهل لهم أمر الشخوص الى القبر الشريف وزيارته.

أما الهادي فنظراً لقلة مدة خلافته لم يرو التاريخ شيئاً عن سوء معاملته للعلويين، ومنعه إقامة المناحة على قبر الحسينعليه‌السلام .

ولكن هارون الرشيد الذي خلف المهدي أمر بهدم القبر المطهر، وكرب موضعه، وقص شجرة السدرة التي كانت بجوار القبر من جذورها سنة «١٧١ هـ»، ومنع إقامة المآتم والمناحات، سواء على القبر، أو في دور ومجتمعات الشيعة ومجالس العزاء.

وبقيت الحال على هذه الوتيرة حتى توفي هارون الرشيد في خراسان ودفن بطوس سنة «١٩٣ هـ» وأصبح ابنه الأمين يتساهل مع الشيعة الى حد ما، وجدد بناء سقيفة قبر الحسينعليه‌السلام وسمح لهم بإقامة المآتم والمناحات على القبر وغيره.

كما أخذ المأمون يساير الشيعة، وخفف من وطأة الضغط عليهم وسمح تدريجياً للوافدين على الطف بزيارة قبر الامام الشهيدعليه‌السلام وإقامة المآتم حوله، كما فسح المجال للشيعة في مختلف البلدان الاسلامية بإقامة العزاء والمناحات على الامام الشهيد في أيام السنة، وخاصة خلال العشرة الأولى من محرم كل سنة.

وفي خلافة المعتصم والواثق كان العلويون في رخاء وحرية الى حد ما من حيث عدم الضغط عليهم. كما كانت وفود الزوار من شيعة آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ترد على عهديهما جماعات وأفراداً على قبر الامام الشهيدعليه‌السلام في كربلاء، وتقوم بدورها في إقامة مجالس العزاء والمناحات على ذلك القبر الطاهر وعلى سائر قبور الشهداء، وعقب هارون الرشيد في مطاردة الشيعة حفيدة المستهتر جعفر المتوكل، الذي

٦

افتتح أعماله في الخلافة بمطاردة شيعة علي بن أبي طالبعليه‌السلام وتضييق السبيل عليهم، ومنع إقامة أية مناحة أو مأتم على الحسين الشهيدعليه‌السلام وهدم قبره الشريف عدة مرات، ثم كربه وحرثه وأسال الماء عليه، وأقام المراصد والمسالح على السبل المنتهية الى المثوى الطاهر، وحجز زائريه عن زيارته، وعاقبهم بالقتل والتمثيل بهم أفضع تمثيل، كل ذلك على يد قائده ديزج اليهودي.

ولكن ابنه المنتصر عارض أباه في كلّ ذلك، بل أعاد قبر الامام الشهيدعليه‌السلام الى ما كان عليه، وأصلح القبور حوله، وأطلق الحرية للشيعة في زيارة مثوى الإمام، وإقامة المآتم والمناحات حوله، وفي دورهم ومحلات عبادتهم. كما أمر بإقامة ميل يستدل به الزائر على قبر الامام الشهيد.

وفي عهده تزايد وفود الزوار ولا سيما العلويون منهم على زيارة قبر الامام الحسين وإقامة المآتم والعزاء حوله، ثم السكنى بجواره.

وكان في مقدمة هؤلاء المجاورين السيد إبراهيم المجاب الضرير الكوفي الجد الأعلى لكثير من الأسر العلوية في العالم. وقد وضع السيد إبراهيم الحجر الأساس لمجالس العزاء والمآتم والمناحات الدائمة على الامام الحسين حول قبره المطهر، بصورة منتظمة، وبترتيب منسق، ونزل المجاب كربلاء سنة «٢٤٧ هـ».

أما الخلفاء الذين خلفوا المنتصر فكانوا من الضعف ومن سوء التدبير وعدم تسلطهم على السلطة الزمنية بحيث لم يبق لهم حول ولا قوة على مجريات الأمور، وكانوا يقنعون بلقب الخلافة وإدارة بعض الشؤون الدينية، وإلقاء الخطبة باسمهم على المنابر، أما شؤون الدولة وإدارة البلاد فكانت تسير القهقرى، خاصة بعد استفحال نفوذ الأتراك الذين اصطفاهم الخلفاء لدرء بعض الأخطار. ثم أصبحت الأمور بعد ذلك يبد الأمراء البويهيين لمدة «١٣٣» سنة، أي من سنة «٣٣٤ هـ» الى سنة «٤٦٧ هـ»، ثم انتقلت منهم الى يد السلجوقيين الأتراك لمدة «١٠٨» سنة، أي من «٤٦٧ هـ» الى «٥٧٥ هـ».

٧

ومن أجل ذلك فقد كانت حرية إقامة العزاء الحسيني تتبع مذهب وسياسة هذه السلطات الحاكمة عملياً في البلاد، كالبويهيين، والسلوقين الأتراك وغيرهم.

وفي عهد الناصر لدين الله الذي ولي الخلافة سنة «٥٧٥ هـ»، والذي أراد أن يعزز شؤون الخلافة ويسترجع السلطة من يد السلاجقة ويعيد هيبتها، فقد تنفس الشيعة الصعداء بعض الشيء، وأطلقت لهم الحرية في إقامة المآتم والمناحات على الحسينعليه‌السلام . وكان هذا الخليفة يعطف على العلويين، ويمنع إيذاءهم ومطاردتهم قدر الامان. كما قد أجرى إصلاحات كثيرة على مشهد الامامينعليهما‌السلام في الكاظمية، وسمح بإقامة العزاء والمآتم، ولا سيما في عشرة عاشوراء في الكرخ ببغداد، وخاصة في المشهد الكاظمي.

وكذا من جاء بعده من الخلفاء، كالظاهر بأمر الله، والمستنصر بالله، الذي آل الأمر اليه سنة «٦٢٣ هـ» وكان مثل جده الناصر مسايراً للشيعة، لا يمانع من إقامة شعائر المناحة على الامام الشهيدعليه‌السلام .

أما المستعصم الذي انقرضت على عهده الخلافة العباسية سنة «٦٥٦ هـ» فكان ضعيف الرأي والسلطان، وكان يساير الشيعة ويظهر ميلاً إليهم أحياناً، ويزور قبور أئمتهم ويعتني بها، ويأمر بعمرانها وإجراء الاصلاحات فيها، ويسمح بإقامة المناحات والمآتم على الحسينعليه‌السلام ، كما كان يقع أحياناً تحتا ضغط المتعصبين من علماء السنة وحاشيته وخاصة ابنه أبو العباس أحمد الحاقد على الشيعة فيتقدم بمنع إقامة المناحة على الامام الشهيدعليه‌السلام ، وقراءة مقتله يوم عاشوراء بججة الحيلولة دون نشوب الفتنة بين الطرفين.

وهكذا كان عزاء الحسين ومأتمه رغم جميع المطاردات والمخالفات قائماً كل عام في موسمه في شهر محرم الحرام على عهد الخلفاء العباسيين. وإنما تختلف ظروفه من حيث التقلص والاتساع، والقوة والضعف، كما مر أعلاه، ولكنه في جميع

٨

الأحوال كان يزداد تمكناً في النفوس واستقراراً في القلوب.

وبعد أن اتسعت دائرة التشيع صار الموالون لآل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقيمون العزاء باسم « النياحة » أو « الرثاء »، بمشاهد الأئمةعليهم‌السلام من عترته، أو بمحضر من يوثق بتشيعه وموالاته، أو في المجتمعات العامة وفي الاسواق والشوارع. وقد أصبح اسم النائح في القرن الثالث الهجري وما بعده علماً لمن يرثي الحسين أو يقيم النياحة عليه، وصارت مجتمعات النياحة لا تقام فقط في العراق بل تعدته الى سائر الاقطار الاسلامية، كمصر، وإيران، وأنحاء من الجزيرة العربية.

وأنقل فيما يلي بعض المرويات عن مواقف الخلفاء العباسيين حيال النياحة على الحسين، مستقاة من أوثق المصادر، ومرتبة حسن ترتيب السنوات:

١ ـ جاء في الصفحة «١٨٤» من موسوعة أعيان الشيعة القسم الأول عند بحثه عن أول قبة أو سقيفة أقيمت على قبر الحسينعليه‌السلام من قبل قبيلة بني أسد على زمن الأمويين قوله:

« وبقيت هذه القبة الى زمن الرشيد فهدمها وكرب موضع القبر، وكان عنده سدرة فقطعها. وقال السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري فيما حكى عن كتاب « تسلية الخواطر وزينة المجالس »: وكان قد بني عليه مسجد، ولم يزل كذلك بعد بني أمية وفي زمن العباسيين إلا على زمن هارون الرشيد، فإنه خربه، وقطع السدرة التي كانت نابتة عنده، وكرب موضع القبر ». ويوجد الى الآن باب من أبواب الصحن الشريف يسمى باب السدرة ولعل السدرة كانت عنده أو بجنبه(١) .

__________________

(١) أقول: ان الحي المجانب لباب السدرة في كربلاء هو الحي الذي تقع فيه بيوتنا « أسرة الشهرستاني » منذ أكثر من «٢٤٠» سنة لأن جدنا الأعلى السيد الميرزا محمد المهدي الموسوي الشهرستاني المتوفى في ١٢ صفر ١٢١٦ هـ، بعد هجرته في طفولته من إصفهان الى كربلاء حوالي سنة ١١٥٠ هـ، استوطن هذه المدينة وسكن هذا الحي الذي كان يعرف بحي آل عيسى، وابتاع فيها بستان السيد بهاء الدين بموجب وثيقة البيع الرسمية، المؤرخة سنة

٩

٢ ـ في الصفحة «٢٧» من رسالة « نزهة الحرمين في عمارة المشهدين » لمؤلفها السيد حسن الصدر الكاظمي، ما نصه:

« ولم يزل مشهد الحسينعليه‌السلام معموراً الى أيام الرشيد، أخرج الشيخ محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة في أماليه(١) حديث كرب الرشيد قبر الحسينعليه‌السلام رواه باسناده الى المصفن عن يحيى بن مغيرة الرازي، قال: كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاء رجل من أهل العراق، فسأله جرير عن خبر الناس. فقال: تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسينعليه‌السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت، فرفع جرير يده الى السماء وقال: الله أكبر، جاءنا فيه حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثاً، فلم نقف على معناه حتى الآن: لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين حتى لا يقف الناس على قبره ».

٣ ـ جاء في الصفحة «٥٤٣» من كتاب « مقاتل الطالبيين » عن معاملة من خلف هارون الرشيد الى عهد المعتصم والواثق للعلويين، ما نصه:

« وكان آل أبي طالب مجتمعين بسر من رأى في أيامه تدور الأرزاق عليهم حتى تفرقوا في أيام المتوكل ».

وفي هامش هذه الصفحة نقلاً عن أبي الفداء ٢ | ٣٩ وابن الأثير ٧ | ١١،

__________________

١١٨٨ هـ، وقسمها الى بيوت سكنها هو وأولاده وأحفاده. وهي لا زالت في تصرفنا. وأهمها الدار الكبيرة التي == أوقفتها والمرحوم والدي الحاج السيد إبراهيم الشهرستاني في حياته وجعلناها « حسينية الشهرستاني ». وتقع في إحدى هذه الدور بئر عميقة جداً يقال انها كانت قد حفرت منذ السنوات الأولى التي أخذت وفود الزوار والبكائين تفد على قبر الامام للاستفادة منها. كما أن بجنبها سدرة قد يتجاوز عمرها الـ «٥٠٠» سنة. وتبعد هذه الدور بضع عشرات من الأمتار فقط عن القبر الشريف. ويفصلها في الوقت الحاضر عن المشهد المطهر شارع فقط. وهذه الحسينية يقام فيها مأتم الامام الشهيد على طول السنة، وخاصة في محرم وصفر وشهر رمضان من كل سنة.

(١) امالي الطوسي: ٣٣٣.

١٠

ما يلي:

« ولما توفي المعتصم وجلس الواثق في الخلافة أحسن الى الناس، واشتمل على العلويين، وبالغ في إكرامهم والإحسان اليهم، والتعهد لهم بالأموال ».

أقول: لقد بويع الواثق سنة «٢٢٧ هـ»، ومات سنة «٢٣٢ هـ»، وكما مر في صدر هذا الفصل: إن هذين الخليفتين قد مهدا السبيل لزوار قبر الحسين في كربلاء، وازالا عن طريقهم العقبات في إقامة المناحات والمآتم على الامام الشهيد.

٤ ـ جاء في الصفحتين «٣٦ و ٣٧» من المجلد «٧» من الكامل لابن الأثير عند ذكر حوادث سنة «٢٣٦ هـ» ما نصه:

« في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى بالناس في تلك الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق، فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع. وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ولأهل بيته. وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم.

وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة، ويكشف رأسه وهو أصلع، ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون:

قد أقبل الأصلع البطين، خليفة المسلمين.

يحكي بذلك علياًعليه‌السلام والمتوكل يشرب ويضحك، ففعل ذلك يوماً والمنتصر ـ ابنه ـ حاضر، فأومأ الى عبادة يتهدده، فسكت خوفاً منه. فقال المتوكل: ما حالك؟ فقام وأخبره. فقال المنتصر: يا أمير المؤمنين: إن الذي يحكيه هذا الكاذب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك، فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله فيه. فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعاً:

غار الفتى لابن عمه ـ رأس الفتى في حر أمه.

١١

فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل أبيه المتوكل.

وقيل: إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون والمعتصم، والواثق في محبة علي وأهل بيته، وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي، منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامه بن لؤي، وعمرو بن فرخ الرخجي، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه. وكانوا يخوفونه من العلويين، ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة اليهم، ثم حسّنوا اليه الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس بعلو منزلتهم في الدين، ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان فغطت هذه السيئة جميع حسناته ».

٥ ـ قال ابن خلكان ما يلي:

لما هدم المتوكل قبر الحسين في سنة «٢٤٦ هـ» قال البسامي علي بن محمد الشاعر البغدادي المشهور:

تالله إن كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوماً

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله

هذا لعمرك قبره مهدوماً

اسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميماً(١)

٦ ـ جاء في الصفحة «٣٠» من رسالة « نزهة أهل الحرمين » المار ذكرها ما نصه:

وكذلك ما ذكره الملك المؤيد اسماعيل أبو الفداء في تاريخه « مختصر أخبار البشر » قال ما لفظه: ثم دخلت سنة «٢٣٦ هـ» في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام وهدم ما حوله من المنازل، ومنع الناس من إتيانه. انتهى موضع الحاجة من كلامه. وكذلك محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي في

__________________

(١) وفيات الاعيان لابن خلكان ٣: ٣٦٥.

١٢

« فوات الوفيات » قال ما لفظه:

« وكان المتوكل قد أمر سنة «٢٣٦ هـ» بهدم قبر الحسينعليه‌السلام وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل مزارع ويحرث، ومنع الناس عن زيارته ويبقى صحراء، وكان المتوكل معروفاً بالنصب فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان، وهجاء الشعراء ».

٧ ـ وجاء في الصفحة نفسها من تلك الرسالة: « وفي أمالي شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي: أسند مصنفناً عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي، وكان له علم بالسير وأيام الناس. قال: بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون ينينوى لزيارة قبر الحسين فيصير الى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قواده وضم اليه كثيفاً من الجند كثيراً ليكرب قبر الحسينعليه‌السلام ويمنع الناس عن زيارته والاجتماع الى قبره، فخرج القائد الى الطف، وعمل ما أمره، وذلك سنة «٢٣٧ هـ» فنادى أهل السواد له واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر الى الحضرة، فورد كتاب المتوكل الى القاعد بالكف عنه والمسير الى الكوفة، مظهراً أن مسيرته اليها في مصالح أهلها، والانكفاء الى المصر فمضى الامر على ذلك، حتى إذا كانت سنة «٢٤٧ هـ»، فبلغ المتوكل أيضاً مسير الناس من أهل السواد والكوفة الى كربلاء لزيارة قبر الحسين، وأنه قد كثر جمعهم لذلك وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كبير من جنده، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره، وهدم القبر وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة، وعمد على التتبع لآل أبي طالب والشيعة، ففعل ولم يتم له ما قدره »(١) .

٨ ـ وجاء في الصفحة «٣١» من الرسالة نفسها ما عبارته:

__________________

(١) امالي الطوسي ١: ٣٣٧.

١٣

« أما المنتصر ابن المتوكل فأمر بعمارة الحائر، وبنى ميلا على المرقد الشريف أيام تملكه، كما نص المجلسي وغيره، وكان تملكه ستة أشهر ».

٩ ـ وأورد الطوسي في الأمالي ١: ٣٣٧ عن عبيد الله بن دانية الطوري ما نصه:

« قال: حججت سنة «٢٤٧ هـ» فلما صدرت من الحج وصرت الى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام على حال خيفة من السلطان، ثم توجهت الى زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا هو قد حرث أرضه، وفجر فيها الماء وأرسلت الثيران والعوامل في الأرض، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت القبر حادث عنه يميناً وشمالاً، فتضرب بالعصى الضرب الشديد فلا ينفع ذلك، ولا تطأ القبر بوجه، فما امكننى الزيارة، فتوجهت الى بغداد وأنا أقول: تالله إن كانت أمية » الخ.

أقول: إن هذا الأمر كان للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى سنة «٢٣٧ هـ»، كما مر.

١٠ ـ وف الجزء ١: ١٥٨ من كتاب المجالس السنية عند ذكر إقدام المتوكل على حرث قبر الحسين سنة «٢٣٧ هـ»، وسنة «٢٤٧ هـ»، وامتناعه في الأولى عن الحرث خشية ثورة الشعب، وإقدامه عليه سنة «٢٤٧ هـ»، ما نصه:

« حتى كانت سنة «٢٤٧ هـ» فبلغ المتوكل أيضاً مصير الناس من أهل السواد والكوفة الى كربلاء لزيارة قبر الحسين، أنه قد كثر جمعهم لذلك وصار لهم عون كثير. فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي: أن برئت الذمة ممن زار قبر الحسين، وأمر بنبش القبر، وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة ».

الى أن يقول الأمين في المجالس السنية:

« ولما كان بعض المحبين قد حضر لزيارة الحسين حين أمر المتوكل بحرث

١٤

القبر الشريف فلم تمكنه الزيارة فتوجه نحو بغداد وهو يقول:

تتبعوكم وراموا محو فضلكم

وخيّب الله من في ذلكم طمعا

أني وفي الصلوات الخمس ذكركم

لدى التشهد للتوحيد قد شفعا

 ١١ ـ في الصفحة «٦٣٦» من كتاب « مقاتل الطالبيين » السالف الذكر ما نصه:

« أيام المنتصر كان المنتصر يظهر الميل الى أهل هذا البيت ويخالف أباه في أفعاله، فلم يجر منه على أحد منهم قتل أو حبس ولا مكروه، فيما بلغنا، والله أعلم ».

١٢ ـ وفي الصفحة «٧٥» المجلد السابع من الكامل لابن الأثير، طبع لندن، سنة «١٨٦٥ م» في تاريخ حياة المنتصر، المتوفى سنة «٢٤٨ هـ»، ومعاملته للعلويين ما لفظه:

« كان المنتصر عظيم الحلم، راجح العقل، غزير المعروف، راغباً في الخير، جواداً، كثير الانصاف، حسن العشرة، وأمر الناس بزيارة قبر الحسينعليه‌السلام فأمّن العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه المتوكل وأطلق وقوفهم، وأمر برد فدك الى ولد الحسن والحسين ابني علي بن ابي طالبعليهم‌السلام ».

١٣ ـ جاء في الصفحة «١٨٦» من كتاب « أعيان الشيعة » المجلد الرابع، القسم الأول ما عبارته:

« وقام بالأمر بعد المتوكل ابنه المنتصر، فعطف على آل أبي طالب وأحسن اليهم، وصرف فيهم الأموال وأعاد القبور في أيامه. وذكر غير واحد من المؤرخين بأنه أمر الناس بزيارة قبر الحسين؛ وإقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام ».

١٤ ـ جاء في كتاب « بغية النبلاء » المار ذكره ما نصه:

كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تعرف بخلب تنوح بقصيدة الناشئ، فسمعناها في دور بعض الرؤساء لأن الناس إذ ذاك كانوا لا يتمكنون من النياحة

١٥

إلا بعزّ سلطان أو سراً لأجل الحنابلة، ولم يكن النوح إلا مراثي الحسين وأهل البيتعليهم‌السلام فقط، من غير تعريض بالسلف.

قال: فبلغنا أن البريهاري قال: « بلغني أن نائحة يقال لها خلب تنوح، اطلبوها فاقتلوها ».

أقول: إن البربهاري توفي سنة «٣٢٩ هـ» وكان الحادث أعلاه سنة ٣٢٣ هـ

١٥ ـ وفي « بغية النبلاء » ايضاً صفحة «١٦١» ما نصه:

« قال: الخالع قال: كنت مع والدي سنة «٣٤٦ هـ» وأنا صبي في مجلس الكبوذي، في المسجد الذي بين الوارقين والصاغة ببغداد، وهو غاص بالناس، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة، وبين يديه سطيحة وركوة، ومعه عكاز، وهو شعت، فسلم على الجماعة بصوت رفيع، ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. فقالوا: مرحباً بك وأهلاً ورفعوه. فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا: ها هو جالس. فقال: رأيت مولاتناعليها‌السلام في النوم فقالت لي: امض الى بغداد وأطلبه وقل له: نح علي ابني بشعر الناشئ الذي يقول:

بني أحمد قلبي لكم يتقطع

بمثل مصابي فيكم ليس يسمع

 وكان الناشئ حاضراً فلطم لطماً عظيماً على وجهه، وتبعه المزوق والناس كلهم، وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم الى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئاً منهم فقال: والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها، فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتيعليها‌السلام ثم آخذ عن ذلك عوضاً، وانصرف ولم يقبل شيئاً قال: ومن هذه القصيدة، وهي بضعة عشر بيتاً:

عجبت لكم تفنون قتلاً بسيفكم

ويسطو عليكم من لكم كان يخضع

كأن رسول الله أوصى بقتلكم

وأجسامكم في كل أرض توزّع

  أقول: أما الناشئ فهو علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن، المولود سنة

١٦

« ٢٧١ هـ »، والمتوفى سنة «٣٦٥ هـ» والمدفون في مقابر قريش ـ الكاظميين ـ وكان يعمل الصفر ويخرمه، وله فيه صنعة بديعة، وكان شاعراً يمدح أهل البيت فسمي شاعرا أهل البيت.

١٦ ـ جاء في « إرشاد الأريب » لمؤلفه ياقوت الحمومي، صفحة «٣٣٥» المجلد «٥» ما نصه:

« وحدثنا الخالع قال: اجتزت بالناشئ يوماً وهو جالس في السرّاجين. فقال لي: قد عملت قصيدة وقد طلبت، وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها. فقلت: أمضي في حاجة وأعود، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه، فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح، فقال لي: أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشئ البائية، فإنا قد نحتاجها بالمشهد، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة، فقمت ورجعت اليه وقلت: هات البائية حتى أكتبها فقال: من أين علمت أنه بائية وما ذكرت بها أحداً؟ فحدثته بالمنام، فبكى، وقال: لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها، وكان أولها:

رجائي بعيد والممات قريب

ويخطئ ظني والمنون تعيب

 وهي في رثاء الامام الشهيدعليه‌السلام ».

١٧ ـ جاء في كتاب « الأنوار الحسينية » لمؤلفه الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء قال:

« زار كربلاء الشريف الرضي سنة «٣٨٦ هـ» وشاهد قوماً يبكون ويتضرعون عند قبر الحسينعليه‌السلام فهرول اليهم وأخذ يرثي الحسين بقصيدته المشهورة ».

١٨ ـ روى صاحب كتاب « القمقام » فرهاد ميرزا بسنده عن الشيخ ابن حكيم عبد الله بن إبراهيم، جامع ديوان الرضي قال: زار الشريف الرضي كربلاء لآخر مرة، ورثى الحسين عند قبره بقصيدة مشهورة، وهي آخر ما انشده من

١٧

الشعر، فلذا لم تثبت في ديوانه فنثبت مطلعها:

كربلا لازلت كرباً وبلا

ما لقى عندك آل المصطفى

كم على تربك لما صرعوا

من دم سال ومن دمع جرى

أقول: وللسيد الرضي هذه الأبيات في بكاء الحسين:

لو رسول الله يحيى بعده

قعد اليوم عليه للعزا

يا رسول الله لو عاينتهم

وهم ما بين قتل وسبا

لرأت عيناك منهم منظراً

للحشى شجواً وللعين قذا

١٩ ـ نقل كتاب « المواكب الحسينية » لمؤلفه عبد الرزاق الحائري الاصفاني، عن كتاب « عمدة الأخبار » صفحة «٤٣» ما نصه:

« إن السيد المرتضىرحمه‌الله زار الحسين بكربلاء في يوم عاشوراء سنة «٣٩٦ هـ» مع جمع من أصحابه وتلامذته، فوجد هناك جمعاً من الأعراب يضربون على الخدود، ويلطمون على الصدور، وينوحون ويبكون، فدخل معهم السيد مع تلامذته وهو يلطم على صدره ورأوه ينشد:

« كربلاء لا زلت كرباً وبلا » الى آخر القصيدة المنظومة من قبل أخيه الشريف الرضي ».

٢٠ ـ جاء في حوادث سنة «٤٠١ هـ» من كتاب « مرآة الجنان وعبرة اليقظان » لمؤلفه اليافعي، في أول الجزء الثاني منه، ما نصه:

« إن القادر بالله العباسي أبطل عاشوراء الرافضة، وأباد الحرامية والشطار ».

٢١ ـ جاء في « تاريخ المشهد الكاظمي » لمؤلفه الشيخ محمد حسن آل ياسين ما نصه:

« وفي سنة (٤٤١ هـ) منع الشيعة من إقامة ما جرت العاعدة بفعله يوم عاشوراء في المشهد الكاظمي وغيره، وحدثت على أثر ذلك فتنة كبرى، لعلها

١٨

كانت مفتاح القتن التي ستأتي الاشارة اليها ».

وقد أيد هذا الحادث كتاب « تاريخ الامامين الكاظميين » لجعفر نقدي.

٢٢ ـ جاء في الصفحة «٧٠» من كتاب « عمران بغداد » لمؤلفه السيد محمد صادق الحسيني ( نشأة ) ما يلي:

« منع النوح على آل البيت ونتائجه. وفي سنة «٤٢٢ هـ» منع أهل الكرخ عن إتيان ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء، من النوح على الامام الحسينعليه‌السلام فلم يقبلوا، فجرت بينهم وبين السنة فتنة عظيمة، قتل فيها كثير من الناس، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك الكرخ وخربوا خيامهم هناك ».

٢٣ ـ يروي ابن الجوزي في « المنتظم » المجلد التاسع، صفحة «٢٠٧» ما عبارته:

« إن دبيس بن صدقة بن منصور الأسدي زار قبر الحسين في كربلاء سنة «٥١٣ هـ». وكان شجاعاً، أديباً، شاعراً، ملك الحلة بعد والده وحكمها زهاء «١٧» عاماً، قتل سنة «٥٢٩ هـ» بتحريض السلطان مسعود السلجوقي. ولما ورد كربلاء دخل الى الحائر الحسيني باكياً حافياً، متضرعاً الى الله أن يمن عليه بالتوفيق وينصره على أعدائه، ولما فرغ من مراسم الزيارة أمر بكسر المنبر الذي كان يخطب عليه باسم الخليفة العباسي عند صلاة الجمعة، قائلاً: لا تقام في الحائر الحسيني صلاة الجمعة، ولا يخطب هنا لأحد ».

٢٤ ـ جاء في الصفحة «٩٦» من كتاب « تاريخ كاظمين » المار ذكره بعد ذكر حادث عودة الخليفة المسترشد بالله من التنكيل بدبيس بن صدقة الى بغداد، ما تعريبه عن اللغة الفارسية:

« وعند وصول الخليفة الى بغداد أقام سلطانها المهرجانات والأفراح لذلك، وقد صادف يوم دخوله بغداد يوم العاشر من محرم سنة «٥١٧ هـ» ـ «١١٢٣ م» وإقامة مراسم العاشوراء والعزاء الحسيني من قبل الشيعة على فاجعة كربلاء. وقد

١٩

استغل الرعاع من أهالي بغداد هذه المناسبة وقيام الشيعة بأداء شعارات احزانهم وما اعتادوا عليه من إقامة المأتم الحزين، فتوجهوا نحو المشهد الكاظمي ودخلوه عنوة وشرعوا في نهب محتوياته الثمينة ».

٢٥ ـ في الصفحة «٨٦» من كتاب « عمران بغداد » السالف الذكر ما نصه:

« أما الحوادث الداخلية المهمة التي حدثت في عهد الناصر ببغداد فهي: أن الشيعة أخذت بالظهور شيئاً فشيئاً، حتى عادوا بإقامة المأتم بأمر الوزير هبة الله بن علي ».

أقول: إن الخليفة الناصر لدين الله حكم من سنة «٥٧٥ هـ» الى سنة «٦٢٢ هـ».

٢٦ ـ وفي كتاب « الحوادث الجامعة » لابن الفوطي، صفحة «١٥٢» و «١٥٥» قال:

« وفي سنة «٦٤٠ هـ» حدث حريق في مشهد سامراء فأتى على ضريحي الهادي والحسن العسكريعليهما‌السلام فتقدم الخليفة المستنصر بالله بعمارة المشهد المقدس والضريحين الشريفين وإعادتهما الى اجمل حالاتهما » الخ.

أقول: توفي المستنصر في «١٠» جمادي الثانية سنة «٦٤٠ هـ».

٢٧ ـ وفي الصفحة «١٨٥» من الكتاب نفسه يقول: « وفي ١٧ رجب سنة ٦٤١ قصد المستعصم مشهد موسى بن جعفرعليهما‌السلام وكان يوماً مطيراً، ونزل عن مركوبه من باب سور المشهد، وانحدر في ٤ شعبان الى زيارة سلمانرحمه‌الله ».

وفي الصفحة «٢٤٤» منه: « إن المستعصم أمر سنة «٦٤٧ هـ» بعمارة سور مشهد موسى بن جعفرعليهما‌السلام ».

وفي الصفحة «٢٥٧» منه: « إن المستعصم زار النجف بعد أن لبس سراويل الفتوة من أمير المؤمنينعليه‌السلام فلبس الخليفة السراويل عند الضريح الشريف، وذلك سنة ٦٤٩ هـ ».

٢٠