مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 222463 / تحميل: 4663
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٥٣ ـ في عيون الأخبار وفي باب آخر فيما جاء عن الرضا من الأخبار المجموعة باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ للهعزوجل عمودا من ياقوت أحمر رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى، فاذا قال العبد: لا إله إلّا الله اهتز العرش وتحرك العمود وتحرك الحوت. فيقول الله تعالى: أسكن يا عرشي، فيقول: أي أسكن وأنت لم تغفر لقائلها؟ فيقول الله تعالى: اشهدوا سكان سمواتى أني قد غفرت لقائلها.

٥٤ ـ في كتاب الخصال قال عليٌّعليه‌السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: أما أقفال السماوات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا إله إلّا الله.

٥٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن حمران عن أبي عبدالله قال ؛ من قال لا إله إلّا الله مخلصا دخل الجنة، وإخلاصه أنْ يحجزوه لا إله إلّا الله عما حرم اللهعزوجل .

وباسناده إلى زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٥٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن شبرمة عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها ايمان؟ قال: لا أدري قال: هي لا إله إلّا الله أولها كفر وآخرها ايمان.

٥٧ ـ في مجمع البيان روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فهل عسيتم إنْ وليتم

٥٨ ـ وعن عليٍّعليه‌السلام :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) قال أبو حاتم: معناه أنْ تولّاكم الناس.

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان بن أبي عبدالله عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ عمر لقى عليّاعليه‌السلام فقال: أنت الذي تقرء بهذه الاية: «بأيكم المفتون» تعرض بى وبصاحبي؟ قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أميّة «فهل عسيتم» إلى قوله «وتقطعوا أرحامكم» فقال عمر بنو أميّة أوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبني أمية وبنى عدى وبنى تميم.

في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء

٤١

عن أبان عن عبدالرحمان بن أبي عبدالله عن أبي العباس المكي مثله إلّا أنّ فيه فقال: كذبت، بنو أميّة إلخ.

٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابنا عن محمد بن مسلم، وأبى حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال لي علي بن الحسين: يا بنى إياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللهعزوجل في ثلاث مواضع قال اللهعزوجل :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: في كتاب عليٍّعليه‌السلام : ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، يبارز الله بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢ ـ عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم.

٦٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أظهر العلم واحترز العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام هنا لك( لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) .

٦٤ ـ في مجمع البيان: أفلا يتدبرون القرآن قيل أفلا يتدبرون القرآن فيقضون ما عليهم من الحق عن أبي عبداللهعليه‌السلام وأبى الحسنعليه‌السلام .

٦٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن عبد الله بن يحيى عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام يا سليمان إنّ لك قلبا ومسامع وإنّ الله إذا أراد أنْ يهدى عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا، وهو قول اللهعزوجل : أم على قلوب أغفالها.

٦٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندي

٤٢

قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الفارس عن محمد بن علي عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ ) عن الايمان بتركهم ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ ) يعنى الثاني( وَأَمْلى لَهُمْ ) .

٦٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى: «( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) فلان وفلان وفلان ارتدوا على الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام » قلت: في قوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ) ما أنزل الله قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول اللهعزوجل الذي نزل به جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : «( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) في عليٍّعليه‌السلام ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) قال: دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم أنْ لا يصيروا الأمر فينا بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: إنْ أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أنْ يكون الأمر فيهم، فقالوا:( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس أنْ لا نعطيهم منه شيئا، وقوله:( كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله:( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ) الآية.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله وأملى لهم قوله:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين سنطيعكم في بعض الأمر قال: دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم إلّا يصيروا لنا الأمر بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا. وقالوا: إنْ أعطيناهم الخمس استغنوا به فقالوا:( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) أي لا تعطوهم من الخمس شيئا، فانزل الله على نبيه:( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ) ٦٩ ـ في مجمع البيان( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) والمروي عن أبي جعفر وابى عبداللهعليهما‌السلام انهم بنو أميّة كرهوا ما نزل الله في ولاية

٤٣

أمير المؤمنينعليه‌السلام

٧٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الباقر (عليه السلام)( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) قال: كرهوا عليا وكان أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة، نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المسجد الحرام وبالجحفة ونجم.

٧١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب مرضات الناس بما أسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما، ومن اثر طاعة الله تعالى بما يغضب الناس كفاه الله تعالى عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغى كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهرا.

٧٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا بسخط الله خرج من دين الإسلام.

٧٣ ـ وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من طلب مرضات الناس بما يسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما.

٧٤ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى وفيه: قال السائل فله رضا وسخط؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نعم، وليس ذلك على ما يوجد في المخلوقين، وذلك أنّ الرضا والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه وإنّما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

٧٥ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم أنّ رجلا سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام

٤٤

عن الله تبارك وتعالى له رضا وسخط؟ قال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، وذلك أنّ الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل(١) مركب للأشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه واحد احدى الذات واحدى المعنى فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال، فان ذلك صفة المخلوقين العاجزين والمحتاجين، وهو تبارك وتعالى القوى العزيز لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه انما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

٧٦ ـ وباسناده إلى محمد بن عمارة قال: سئلت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أخبرنى عن اللهعزوجل هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين. ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.

٧٧ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أخفى اربعة في أربعة، رضاه في طاعته، فلا يستصغرن شيئا فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا يستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ ) يعنى موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين «فأحبط أعمالهم» يعنى التي عملوها من الخيرات.

٧٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي عبيدة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا عبيدة خالقوا الناس بأخلاقهم وزايلوهم بأعمالهم انا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول ثم قرأ هذه الاية:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )

٨٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عليٍّعليه‌السلام انه قال: قلت أربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه، قلت المرء مخبو تحت لسانه فاذا

__________________

(١) أي يعمل بصفاته وآلاته

٤٥

تكلم ظهر، فأنزل الله:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )

٨١ ـ في مجمع البيان وعن أبي سعيد الخدري قال: لحن القول بغضهم عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببغضهم عليّ بن أبي طالب، وروى مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وعن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور(١) أولادنا بحب عليّ بن أبي طالب، فاذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة(٢) قال أنس: ما خفي منافق على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هذه الآية.

٨٢ ـ ـ وفيه قرأ أبي بكر ليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) قال: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وشاقوا الرسول أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له.

٨٤ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا أعمالكم تقذفوا في النار منكبين خالدين فيها أبدا.

٨٥ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال: لا إله إلّا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله إنّ شجرنا في الجنة لكثير؟ قال: نعم، ولكن إياكم أنْ ترسلوا عليها نيرانا فتحرقونها، وذلك أنّ اللهعزوجل يقول:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ )

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ) كافة( فَاجْنَحْ لَها ) قال :

__________________

(١) باره: جربه واختبره.

(٢) الرشدة ـ بالفتح والكسر ـ: ضد الزنية يقال: ولد لرشدة.

٤٦

هي منسوخة بقوله:( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ ) ٨٧ ـ في جوامع الجامع: ولن يتركم أعمالكم هو من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا أو حربته وحقيقته أفردته في حميمه أو ماله من الوتر وهو الفرد ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من فاتته صلوة العصر فكأنما وتر اهله وماله أي أفرد عنهما قتلا ونهبا.

٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: ويخرج أضغانكم قال: العداوة التي في صدوركم وان تتولوا يعنى عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه يستبدل قوما غيركم قال: يدخلهم في هذا الأمر( ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ) في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لآل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : يا ابن قيس( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ) عنى أبناء الموالي المعتقين.

٨٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة أنّ أناسا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه؟ وكان سلمان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضربعليه‌السلام يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.

٩٠ ـ وروى أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: «ان تنولوا يا معشر العرب( يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) يعنى الموالي.

٩١ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قد والله أبدل خيرا منهم الموالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ) فانه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: أنت من عبادي

٤٧

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادي، وأدخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما شهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ وفي رواية فكأنه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة. عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ) إلى قوله( وَما تَأَخَّرَ ) أورده البخاري في الصحيح.

٤ ـ قتادة عن أنس قال: لـمّا رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكابة أنزل اللهعزوجل :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد نزلت عليَّ آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها.

٥ ـ عبد الله بن مسعود قال أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فانزل الله عليه:( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فأدركنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبه من السرور ما شاء الله، فأخبر انها نزلت عليه.

٦ ـ في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ما ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعد إلى ذلك الكلام.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان إساف ونايله رجلا وامرأة عجوز شمطاء(١) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلك نايلة يبست(٢) أنْ تعيد ببلادكم هذه

في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه أحدها أنّ المراد به فتح مكّة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.

__________________

(١) الشمطاء: التي خالط بياض رأسها سواد.

(٢) كذا.

٤٨

٨ ـ قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف إنشاء الله عند قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ) الآية على حديث عن الرضاعليه‌السلام وفيه يقولعليه‌السلام : فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يا محمد( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها أنّ المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفي وروى عن مجمع بن حارثة الأنصاري كان أحد القراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر(١) فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس؟ قالوا: اوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخرجنا نوجف فوجدنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله واقفا على راحلته عند كراع الغميم(٢) فلما اجتمع الناس إليه قرء( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً ) السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله؟ قال نعم والذي نفسي بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل فيها أحد إلّا من شهدها.

٩ ـ في جوامع الجامع وقيل: هو فتح الحديبية، فروى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقالعليه‌السلام : بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضى المشركون أنْ يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألوكم القضية ورغبوا إليكم في الامان وقد رأوا منكم ما كرهوا.

وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أنّ المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الإسلام، والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس على شفيرها(٣) ثم دعا بإناء من ماء فتوضى ثم

__________________

(١) هزه: حركه. والأباعر جمع بعير.

(٢) كراع الغميم: وواد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.

(٣) الشفير: ناحية كل شيء.

٤٩

تمضمض ومجه(١) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.

وعن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟ قال(٢) كنا ألفا وخمسمائة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء في تور فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولو كنا مأة ألف كفانا.

١٠ ـ في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام لـمّا حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ:( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) «و( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً ) وقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

١١ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن محمد الباقرعليه‌السلام قال: كنت عند علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا أتاه رجل من بني أميّة من شيعتنا، فقال له: يا ابن رسول الله ما قدرت أنْ أمشى إليك من وجع رجلي، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن عليعليه‌السلام ؟ قال: يا ابن رسول الله وما ذاك؟ قال آية( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ

__________________

(١) مج الماء من فيه: رمى به.

(٢) التور: إناء صغير.

٥٠

مَصِيراً وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) قال: ففعلت ما أمرنى به، فما حسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم أنّ الله جلّ وعز أمر رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النوم أنْ يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا بالبدن، وساق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات(١) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلوة الظهر فاذن بلال فصلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلوتهم ولكن تجيء الآن لهم صلوات اخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فاذا دخلوا في الصلوة أغرنا عليهم فنزل جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بصلوة الخوف في قولهعزوجل :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلوة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبية وهي على طرف الحرم، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد ويقولون: أيطمع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه أنْ يدخل الحرم أو قد غزتهم قريش في عقر ديارهم(٢) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلمّا نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبيّة خرجت قريش يحلفون باللّات والعزّى لا يدعون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدخل مكّة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّى لم آت لحرب وإنّما جئت لأقضي مناسكي وانحر بدني وأخلى بينكم وبين لحمانها(٣) ، فبعثوا عروة بن

__________________

(١) أي كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.

(٢) عقر الدار: أصلها ووسطها.

(٣) اللحمان جمع اللحم.

٥١

مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه:( وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) فلما أقبل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العوذ المطافيل(١) يحلفون باللات والعزى لا يدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أنْ تبيد أهلك(٢) وقومك يا محمد، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جئت لحرب وإنّما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب(٣) الاخلوا بيني وبين العرب، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب(٤) لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلّا أجبتم اليه، فلما وافوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: يا محمّد لم لا ترجع عنا عامك هذا إلى أنْ تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [على أنْ ترجع من عامك] فان العرب قد تسامعت بمسيرك فاذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك وقالوا له: ترد إلينا من جاءكم من رجالنا، ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أنّ المسلمين بمكّة لا يؤذون في اظهارهم الإسلام، ولا

__________________

(١) قال الجزري: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الأصل جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الإبل مع أولادها، يريد انهم جاؤا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

(٢) أي تهلكهم.

(٣) أي أضرت بهم وأثرت فيهم.

(٤) الذؤبان: الصعاليك واللصوص.

٥٢

يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرايع الإسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان إنكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فقال: نعم، قال: فنعطى الذلة في ديننا؟ فقال: إنّ اللهعزوجل قد وعدني ولن يخلفني، فقال: لو أنّ معى أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبرهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله ألم تقل لنا أنْ ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟ وقلت لك أنّ اللهعزوجل وعدني أنْ أفتح مكّة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما أكثروا عليه قال: إنْ لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هزيمة قبيحة ومروا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتبسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ قال: يا عليُّ خذ السيف وأستقبل قريشا، فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثمّ قالوا: يا عليُّ بدا لمحمّد فيما أعطانا فقالعليه‌السلام : لا وتراجع أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألستم أصحابى يوم بدر إذ أنزل اللهعزوجل فيكم:( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) ألستم أصحابى يوم أحد( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ ) ألستم أصحابى يوم كذا؟ ألستم أصحابى يوم كذا؟ فاعتذروا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وندموا على ما كان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالا: يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت، من إظهار الإسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمكتب ودعا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن أكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أكتب باسمك اللهم، فانه اسم من أسماء الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال

٥٣

سهيل بن عمرو: لو نعلم انك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حاربناك ؛ اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أتأنف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا عليُّ واكتب محمّد بن عبدالله فقال أمير المؤمنين: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ثمّ كتب: هذا ما اصطلح به محمّد بن عبدالله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أنْ يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لا اسلال ولا أغلال(١) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة(٢) وان من أحبّ أنْ يدخل في عهد محمّد وعقده فعل، ومن أحبّ أنْ يدخل في عهد قريش وعهدها فعل، وأنه من أتى محمّدا بغير اذن وليه يرد إليه وانه من أتى قريشا من أصحاب محمّد لم ترده إليه، وأنْ يكون الإسلام ظاهرا ولم يكره أحدا على دينه ولا يؤذى ولا يعير، وان محمدا يرجع عنهم عامة هذا وأصحابه ؛ ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام لا يدخل عليها بسلاح إلّا سلاح المسافر السيوف في القرب(٣) وكتبه عليّ بن أبي طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والأنصار ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ انك أبيت أنْ تمحو اسمى من النبوة ؛ فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد(٤) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين على بن

__________________

(١) الإسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعير أو غيره في جوف الليل: إذا انتزعه من بيل الإبل. والأغلال: الخيانة.

(٢) قال الجزري: أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: أراد أنْ بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض.

(٣) قرب ـ بضمتين ـ جمع قراب ـ بالكسر ـ: الغمد وقيل: هو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

(٤) مض الرجل من الشيء مضيضا: الم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور والمؤذى.

٥٤

ابى طالبعليه‌السلام ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمنا انك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم لذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشكا ذلك إلى أم سلمة ؛ فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق فنحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحلق، فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يا رسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم(١) ونزلت تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح، واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ يستغفر لهم، فنزلت آية الرضوان( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

١٣ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن علي بن نعمان عن علي بن أيوب عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله في كتابه:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها،( وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَ

__________________

(١) التنعيم: موضع قريب مكة.

٥٥

يَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً )

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام فانّ آدمعليه‌السلام تاب الله عليه من خطيئة؟ قال له عليٌّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى، قال اللهعزوجل ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) إنّ محمّدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقالعليه‌السلام : ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادقعليه‌السلام قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن أنْ يغفر ذنوب شيعة علىعليه‌السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.

١٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وأتت فاطمة بنت عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله إنّ لنا عليكم حقوقا، عليكم أنْ إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أنْ تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا(١) على نفسه وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم انفه ونقبت جبهته(٢) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فأتى جابر إليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد انصبته العبادة(٣) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول الله اما علمت أنّ الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبّكم؟ وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم؟ فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له عليّ بن الحسين :

__________________

(١) البقيا: الإثم من أبقيت عليه إبقاء: إذا رحمته وأشفقت عليه.

(٢) الانخرام: انشقاق وترة الأنف وفي الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته: أي انخرقت.

(٣) أي أتعبه وأعيته.

٥٦

يا صاحب رسول الله اما علمت أنّ جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبي وأمّي حتى انتفخ الساق وورم القدم؟ وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.

١٧ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله أقول: وأمّا لفظ( ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أنّ المراد منه( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) عند أهل مكّة وقريش، يعنى ما تقدّم قبل الهجرة وبعدها ؛ فانك إذا فتحت مكّة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفروا ما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.

١٨ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول اللهعزوجل إلى أنْ قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال الرضاعليه‌السلام : لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم «وقالوا( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) فلما فتح الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة، قال له: يا محمد( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) عند مشركي أهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذا

٥٧

دعا الناس اليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.

١٩ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: هذا شرايع الدين إلى أنْ قالعليه‌السلام : والأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون مطهرون.

٢٠ ـ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمر أربعين سنة إلى أنْ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

٢١ ـ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

٢٢ ـ عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما من عمر يعمر إلى أنْ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه، ويشفع في أهل بيته.

٢٣ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام قال في حديث طويل يذكر فيه حروب علىعليه‌السلام وكانت السيرة فيهم لأمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه والقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنينعليه‌السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(١) ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد سأله رأس اليهود كم يمتحن الله الأوصياء في حيوة الأنبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقولعليه‌السلام وأمّا السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الأكباد، وهو طليق بن طليق معاند للهعزوجل ولرسوله وللمؤمنين منذ

__________________

(١) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله.

٥٨

بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أنْ فتح الله عليه مكّة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعد، وأبوه بالأمس أول من سلم عليَّ بامرة المؤمنين، وجعل يحثّني على النهوض في أخذ حقّي من الماضين قبلي، يجدد لي بيعته كلّما أتاني.

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لأي علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه؟ فقال: لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا فتح مكّة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود، فلمّا سلّم رفع يده وكبّر ثلاثا وقال: لا إله إلّا الله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كلى شيء قدير، ثم أقبل على أصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلوة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول، كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الإسلام وجنده.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: هو الايمان.

٢٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: السكينة الايمان.

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص البختري وهشام بن سالم وغيرهما عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: هو الايمان.

٢٩ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا ـ عبداللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: الايمان قال عز من قائل:( لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ )

٥٩

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ايها العالم أخبرنى أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا إلّا به، قلت: وما هو؟ قال: الايمان بالله الذي لا إله إلّا هو أعلى الأعمال درجة، وأشرفها منزلة وأسناها حظا قال: قلت: ألآ تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كلّه، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه(١) قال قلت: صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزائد رجحانه، قلت: إنّ الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لانّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة فيها، فليس من جوارحه جارحة إلّا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، فمن لقى اللهعزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض اللهعزوجل عليها لقى اللهعزوجل مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة، ومن خانه في شيء منها أو تعدى ما أمر اللهعزوجل فيها لقى اللهعزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن اين جاءت زيادته؟ فقال: قول اللهعزوجل :( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ ) وقال:( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الاخر ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«واضح نوره» صفة للفرض وكذا «ثابتة حجته» وقوله «يشهد له» إلى لكونه عملا أو للعامل «به» أي بذلك الفرض «ويدعو اليه» أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافي.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

يفعل يوم دخوله، ويقول كما قال، ويدعو ( ويودع )(١) بما تهيأ من الوداع وينصرف ».

[١١٨٤٧] ٣ - الصدوق في الفقيه: إذا أردت ن تخرج من المدينة فائت موضع رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه، ثم ائت المنبر وصل عنده على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استطعت، وداع لنفسك بما أحببت للدين والدنيا، ثم ارجع إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والزق منكبك الأيسر على القبر قريبا من الأسطوانة ( التي دون الأسطوانة )(١) المخلقة عند رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصل ست ركعات أو ثمان ركعات واقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة واقنت في كلّ ركعتين، فإذا فرغت منها استقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقلت مودعا له: صلى الله عليك، السلام عليك، لا جعله اله آخر تسليمي عليك، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد(٢) أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك ».

[١١٨٤٨] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « ثم إذا أردت أن تخرج من المدينة تودع قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تفعل مثل ما فعلت في الأول، تسلم وتقول: اللهم لا تجعله آخر العهد مني من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمه فإني أشهد أن لا إله إلا أنت(١) في حياتي إن

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - الفقيه ج ٢ ص ٣٤٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: في مماتي على ما أشهد في حياتي.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٦.

(١) في المصدر: الله.

٢٠١

توفيتني قبل ذلك، وأن محمدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تودع القبر إلا وأنت قد اغتسلت أو أنت متوضئ إن لم يمكنك الغسل والغسل أفضل ».

١٢ -( باب وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة، واستحبابسكناها والصدقة بها، وكثرة الصلاة فيها، والاتمام سفرا بها)

[١١٨٤٩] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن عاصم بن عبد الواحد المدني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « مكة حرم الله(١) ، والمدينة حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والكوفة حرم علي بن أبي طالبعليه‌السلام إن علياعليه‌السلام حرم من الكوفة ما حرم إبراهيمعليه‌السلام من مكة، وما حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة ».

[١١٨٥٠] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن عليعليه‌السلام أنه خطب، فقال في خطبته: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو أوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ».

[١١٨٥١] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من أحدث في المدينة

__________________

الباب ١٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٤.

(١) في المصدر: إبراهيم.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٣ - دعائم الاسلام.

٢٠٢

حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله، قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما الحدث؟ قال: القتل(١) ».

[١١٨٥٢] ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله الله شرا منها ».

[١١٨٥٣] ٥ - السيد الرضي في الخصائص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في مدح الكوفة: « يا كوفة ما أطيبك وأطيب ريحك! »(١) .

[١١٨٥٤] ٦ - وفي نهج البلاغة: عنهعليه‌السلام قال: « كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم(١) العكاظي، تعركين(٢) بالنوازل، وتركبين الزلازل(٣) ، وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل ».

[١١٨٥٥] ٧ - الصدوق في العيون: عن محمد بن عمر بن سالم(١) ، عن

__________________

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٥ - الخصائص ص ٨٩.

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٦ - نهج البلاغة ج ١ ص ٩٣ ح ٤٦.

(١) الأديم: هو الجلد المدبوغ ( لسان العرب ج ١٢ ص ٩ ).

(٢) تعركين: عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه، وكأنه كناية عن التذلل للأعداء وتحمل الأذى من جهتهم ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٨٢ ).

(٣) في المصدر: بالزلزال.

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٩١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٢ ح ٢٢.

(١) في المخطوط: أسلم، والصواب أثبتناه من المصدر. راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٦٨.

٢٠٣

الحسن بن عبد الله بن محمد الرازي التميمي، عن أبيه، عن الرضا،، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « ذكر عليعليه‌السلام الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية(٢) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٨٥٦] ٨ - وفي العلل: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الايمان ».

[١١٨٥٧] ٩ - حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في تاريخ قم: عن عبد الواحد البصري، عن أبي وائل، عن عبد الله الليثي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: كنت ذات يوم جالسا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: « ( إلي يا أبا الحسن ثم اعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وقال: يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ( ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليه مكة فزينها بالكعبة )(١) ، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك » الخبر.

__________________

(٢) أخبية: جمع خباء، وهو ما يعمل من الوبر أو الصوف أو الشعر، ويراد به مسكن الرجل أو داره ( مجمع البحرين ج ١ ص ١١٩ ).

٨ - علل الشرائع ص ٤٦٠.

٩ - تاريخ قم ص ٩٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠٤

[١١٨٥٨] ١٠ - وعن محمد بن قتيبة الهمداني والحسن بن علي الكمشارجاني، عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ(١) : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم » الخبر.

[١١٨٥٩] ١١ - وعن الحسن بن يوسف، عن خالد بن أبي يزيد(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله اختار من جميع البلاد كوفة، وقم، وتفليس ».

[١١٨٦٠] ١٢ - وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن جماعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا عمت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها من السواد » الخبر.

[١١٨٦١] ١٣ - وعن محمد بن سهل بن اليسع، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا فقد الامن من البلاد، وركب الناس على الخيول، واعتزلوا النساء والطيب، فالهرب الهرب قلت،

__________________

١٠ - تاريخ قم ص ٩٥.

(١) في المخطوط: عن أبي الأكراد عن ميمون الصائغ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال. راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٢٠٨.

١١ - تاريخ قم ص ٩٧.

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر: خالد أبي يزيد، والظاهر أن الصحيح: خالد بن يزيد، حيث عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام .

راجع رجال الطوسي ص ١٨٥ و ١٨٩، ومعجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٩.

١٢ - ١٣ تاريخ قم ص ٩٧.

٢٠٥

جعلت: فداك إلى أين؟ قال: إلى الكوفة ونواحيها » الخبر.

[١١٨٦٢] ١٤ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الكرخي، عن سليمان بن صالح قال: كنا ذات يوم عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فذكر فتن بني عباس وما يصيب الناس منهم، فقلنا: جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟ فقال: « إلى الكوفة وحواليها ».

[١١٨٦٣] ١٥ - وعن جماعة من أهل الري، أنهم دخلوا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى أن قالوا: فقالعليه‌السلام : « إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنينعليه‌السلام حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم » الخبر.

[١١٨٦٤] ١٦ - السيد الرضي في المجازات النبوية: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرت بقرية تأكل القرى، تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ».

[١١٨٦٥] ١٧ - العياشي في تفسيره: عن بدر بن خليل الأسدي، عن رجل من أهل الشام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لادم سجدوا على ظهر الكوفة ».

[١١٨٦٦] ١٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال:

__________________

١٤ - ١٥ - تاريخ قم ص ٩٧.

١٦ - المجازات النبوية ص ٣٣٠.

١٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤ ح ١٨.

١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

٢٠٦

« اللهم أنك أخرجوني من أحب البقاع إلي، فأسكني أحب البقاع إليك، فأسكنه المدينة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في حق المدينة(١) : « لا يصبر على لأوائها(٢) وشدتها أحد الا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) : « إن الايمان لنازل على المدينة كما تنزل الحية إلى حجرها ».

[١١٨٦٧] ١٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، ( فقال: اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا )(١) ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان ».

قال صاحب العوالي في الحاشية: أراد بالشام هنا المدنية، وأراد باليمن مكة.

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جفاك زمنك شامك، شامك أو يمنك يمنك. يعني عليك بالمدينة ومكة. انتهى.

[١١٨٦٨] ٢٠ - وفيه عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال؟: « مكة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم،

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤١٨ ح ١٢١.

(٢) اللاواء: ضيق المعيشة، وقيل: القحط ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٣٨ ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٩ ح ١٢٢.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٢٠٧

وروي بعشرة آلاف ».

[١١٨٦٨] ٢١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) في مكة: « ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ».

[١١٨٧٠] ٢٢ - المسعودي في إثبات الوصية: في سياق قصة نوح، عن العالمعليه‌السلام أنه قال: « وعقد نوح في وسط المسجد قبة، فأدخل إليها أهله وولده و، ( المؤمنين )(١) - إلى أن قال - فسميت الكوفة قبة الاسلام بسبب تلك القبة ».

[١١٨٧١] ٢٣ - حسين بن حمدان في كتابه: في حديث المفضل الطويل، عن الصادقعليه‌السلام قال: « حدثني أبي الباقر عن جدي علي بن الحسين يرفعه إلى جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( طينتنا من المدينة )(١) ، وطينة شيعتنا من الكوفة، وطينة أعدائنا من البصرة » الخبر.

[١١٨٧٢] ٢٤ - وقال الشيخ الطوسي في المصباح: ويستحب أن يقول في السجدة بين الأذان والإقامة: اللهم اجعل قلبي بارا، ( وعملي سارا،

__________________

٢١ - عوالي اللآلي ج ١. ص ٤٢٩ ح ١٢٣.

(١) نفس المصدر. ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦٠.

٢٢ - اثبات الوصية ص ٢٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٣ - الهداية ص ١١١ أ.

(١) في المصدر: طينة أبي من مدينة.

٢٤ - مصباح المتهجد ٢٨.

٢٠٨

وعيشي قارا(١) ، ورزقي دارا، واجعل لي عند قبر نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مستقرا وقرارا.

١٣ -( باب أن حرم المدينة من عائر إلى وعير، لا يعضد شجره ولا بأس بصيده، إلا ما صيد بين الحرتين)

[١١٨٧٣] ١ - دعائم الاسلام؟: عن عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. الخبر.

[١١٨٧٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « ما بين لابتي المدينة حرم. فقيل له: طيرها كطير مكة؟ قال: « لا ولا يعضد(١) شجرها. قيل له: وما لابتاها؟ قال: « ما أحاطت به الحرة، حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يهاج صيدها، ولا يعضد شجرها ».

[١١٨٧٥] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مكة حرم الله، حرمها إبراهيم، والمدينة حرمي ما بين لابتيها، لا يعضد شجرها، وما بين لابتيها، ما بين ظل عائر إلى ظل وعير، وليس صيدها كصيد مكة، بل يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

(١) العضد: القطع، أي لا يقطع شجرها ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٠٢ ).

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥.

٢٠٩

١٤ -( باب استحباب زيارة فاطمةعليه‌السلام ، وموضع قبرها)

[١١٨٧٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: عن كتاب المسائل وأجوبتها من الأئمةعليهم‌السلام ، فيما سئل عن مولانا علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمةعليها‌السلام ، أهي في طيبة أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: « هي مع جدي ( صلوات الله عليه ) » قلت: وهذا النص كاف في أنها مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنقول:

السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها.

ثم قل: اللهم صل على أمتك، وابنه نبيك، وزوجة وصي نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين، من أهل السماوات وأهل الأرضين.

فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة، واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة.

وذكر ولده في كتاب زوائد الفوائد(١) : أن هذه الزيارة مختصة بيوم وفاتها، وهو الثالث من جمادى الآخرة، وقال: تصلي صلاة الزيارة أو صلاتها وهي ركعتان، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد

__________________

الباب ١٤

١ - إقبال الاعمال ص ٦٢٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٨٩.

(١) زوائد الفوائد: مخطوط.

٢١٠

ستين مرة، وإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد والاخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون، وإذ سلمت تقول: السلام عليك، وساق الزيارة مع اختلاف يسير.

[١١٨٧٧] ٢ - البحار، معن مصباح الأنوار: عن أمير المؤمنين، عن فاطمةعليها‌السلام قالت: « قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة ».

[١١٨٧٨] ٣ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي مكان دفنت؟ فقال: « سأل رجل جعفرا عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر، فقال له عيسى: دفنت في البقيع، فقال الرجل: ما تقلو؟ فقال: قد قال لك، فقلت له: أصلحك الله وما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك، فقالعليه‌السلام : دفنت في بيتها ».

١٥ -( باب استحباب النزول بالمعرس لمن مر به واردا من مكة، والصلاة فيه، والاضطجاع به ليلا كان أو نهارا، وعدم استحباب الغسل له)

[١١٨٧٩] ١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمد بن شريح: عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:

__________________

٢ - البحار ج ١٠٠ ص ١٩٤، عن مصباح الأنوار ص ٢٨٦.

٣ - قرب الإسناد ص ١٦١.

الباب ١٥

١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٥

٢١١

سألته عن معرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذي الحليفة، فقال: « عند المسجد ببطن الوادي، حيث يعرس الناس ».

١٦ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وكراهة تركها)

[١١٨٨٠] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن الحسن بن علي بن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله القصباني، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن ولايتنا ولاية الله عز وجل التي لم يبعث نبي قط إلا بها، إن الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم تقبلها قبول أهل الكوفة، وإن إلى جانبهم لقبرا ما لقيه مكروب إلا نفس الله كربته، وأجاب دعوته، وقلبه إلى أهله مسرورا ».

[١١٨٨١] ٢ - السيد الرضي في الخصائص: عن الصادقعليه‌السلام عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من زار علياعليه‌السلام بعد وفاته فله الجنة ».

[١١٨٨٢] ٣ - وعنهعليه‌السلام قال: « إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ».

[١١٨٨٣] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: « من ترك زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة

__________________

١ - أمالي المفيد ص ١٤٢.

٢ - ٣ الخائص ص ٥.

٤ - الخصائص ص ٥.

٢١٢

والنبيونعليهم‌السلام ، إن أمير المؤمنينعليه‌السلام أفضل من كلّ الأئمة، وله مثل ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ».

[١١٨٨٤] ٥ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كلّ يوم ( وليلة )(١) سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها(٢) أتوا قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلموا عليه، ثم اتوا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسينعليه‌السلام فسلموا عليه، ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة ».

وقالعليه‌السلام : « من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب، وتستقبله الملائكة، فإذا انصرف شيعوه إلى منزله، فإذا مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره ».

[١١٨٨٥] ٦ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده إلى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن

__________________

٥ - بشارة المصطفى ص ١٠٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: به: وما أثبتناه من المصدر.

٦ - مزار المشهدي ص ١٤، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٦٢ ح ١٧

٢١٣

عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « أتى أعرابي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إن منزلي ناء عن منزلك، وإني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك، وأقدم فلا أجدك وأجد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه، وأرجع وأنا متأسف على رؤيتك.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار علياعليه‌السلام فقد زارني، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عني، ومن أتاه زائرا فقد أتاني وأنا المجازي له يوم القيامة، وجبرئيل، وصالح المؤمنين ».

[١١٨٨٦] ٧ - السيد المرتضى في أجوبة المسائل الميافارقيات: وروي أن من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام كانت له الجنة.

١٧ -( باب استحباب عمارة مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام وتعاهدها، وكثرة زيارتها)

[١١٨٨٧] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي البركات بن(١) إبراهيم الصنعاني، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، ( عن محمد بن علي بن المفضل،

__________________

٧ - أجوبة المسائل الميافارقيات ص ٥٨.

الباب ١٧

١ - فرحة العزي ص ٧٧.

(١) في المخطوط: عن، وما أثبتناه من المصدر ( راجع رياض العلماء ج ٣ ص ١٧٥ ).

٢١٤

عن الحسين بن محمد بن الفرزدق عن علي )(٢) بن موسى ( بن )(٣) الأحول، عن محمد بن أبي السري، عن عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة بن يزيد، عن أبي عامر التباني واعظ أهل الحجاز قال: اتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام وقلت له(٤) : ما لمن زار قبره - يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام - وعمر تربته؟ قال: « يا أبا عامر حدثني أبي، عن أبيه عن جده الحسين بن علي، عن عليعليهم‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وأن الله جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة من عباد تحن إليكم، وتحتمل المذلة والأذى فيعمرون قبوركم، يكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، هم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أوليائك ومحبيك من النعيم، وقرة العين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيرون ( زوار قبوركم )(٥) كما

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر، وهو الموافق لما في الوافي ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦ ).

(٣) أثبتناه من معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦.

(٤) في المصدر زيادة: يا ابن رسول الله.

(٥) في المصدر: زواركم.

٢١٥

تعير الزانية بزنائها، أولئك شرار أمتي لا ( أنالهم الله )(٦) شفاعتي، ولا يردون حوضي ».

[١١٨٨٨] ٢ - وعن نصير الدين الطوسي، عن والده، عن القطب الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن زكريا بن طهمان، عن الحسن بن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

وبالإسناد عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي بن الفضل عن أبي أحمد إسحاق بن محمد المقرئ المنصوري، مولى المنصور عن أحمد بن زكريا بن طهمان، مثله.

[١١٨٨٩] ٣ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينب، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث طويل - وفيه: أنه ذكر له جبرئيلعليه‌السلام قصة شهادة أبي عبد اللهعليه‌السلام - إلى أن قال - « ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار، ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما

__________________

(٦) في نسخه: نالتهم، ( منه قده ).

٢ - فرحة الغري ص ٧٨.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

٢١٦

لأهل الحق، وسببا للمؤمنين إلى الفوز » الخبر.

[١١٨٩٠] ٤ - البحار: عن السيد محمد بن أبي طالب قال: قال المفيد بإسناده إلي أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما سار أبو عبد اللهعليه‌السلام من المدينة أتته أفواج من مسلمي الجن، إلى أن قالعليه‌السلام : « وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس؟ وبماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلا؟ وقد اختارها الله تعالى يوم دحو الأرض، وجعلها معقلا لشيعتنا، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة » الخبر.

ورواه(١) الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية بإسناده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

١٨ -( باب استحباب زيارة آدم ونوح وإبراهيم مع أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٨٩١] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: « يا صفوان، إذا أردت ذلك - وذكر -عليه‌السلام كيفية الزيارة وآدابها، إلى أن قالعليه‌السلام -: ثم عد إلى عند الرأس لزيارة آدمعليه‌السلام ، ونوحعليه‌السلام ، وقل في زيارة آدم:

السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام

__________________

٤ - البحار ج ٤٤ ص ٣٣٠.

(١) الهداية ص ٤٤ أ.

الباب ١٨

١ - البحار ج ١٠٠ ص ٢٨٧.

٢١٧

عليك يا نبي الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام يا خليفة الله في أرضه، السلام عليك يا أبا البشر، السلام عليك(١) وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك وذريتك، صلاة لا يحصيها إلا هو، ورحمة الله وبركاته.

وقل في زيارة نوحعليه‌السلام :

السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا شيخ المرسلين، السلام عليك يا أمين الله، في أرضه، صلوات الله وسلامه عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك، ورحمة الله وبركاته.

ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام - إلى أن قال - وتهدي الأربع ركعات الأخرى إلى آدم ونوحعليهما‌السلام ».

[١١٨٩٢] ٢ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: وقد روي الناس مما أوصى - أي عليعليه‌السلام - إلى الحسنعليه‌السلام أن يحمل هو وأخوه الحسينعليهما‌السلام مقدم الجنازة، فإذا وقعت الجنازة حفرا في ذلك الموضع فإنهما يجدان خشبتين(١) كان نوحعليه‌السلام حفر هما(٢) له، فيدفناه فيها.

__________________

(١) في نسخة: سلام الله، ( منه قده ).

٢ - أثبات الوصية ص ١٣٢.

(١) في نسخة: خشبة.

(٢) في نسخة: حفرها.

٢١٨

[١١٨٩٣] ٣ - وروي أن الجنازة حملت إلى مسجد السهلة، ووحدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنينعليهم‌السلام في قبر واحد.

[١١٨٩٤] ٤ - وروي في سياق قصة نوح ما لفظه: فقبض روحه، وتولى سام ابنه غسله ودفنه والصلاة عليه، وقبره في ظاهر الكوفة بالغري مع آدمعليهما‌السلام .

[١١٨٩٥] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: حدثني أحمد بن صالح، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الإمامعليه‌السلام أن الصادقعليه‌السلام قال لشيعته بالكوفة وقد سألوه فضل الغريين، والبقعة التي دفن فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أن قالعليه‌السلام : « وأما البقعة التي فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإن نوحا لما طافت السفينة في الطوفان حول الحرم بمكة، وقفت في جانب الركن اليماني، وهبط جبرئيل على نوح وقال: إن الله يأمرك أن تنزل ما بين السفينة والركن اليماني، فإذا استقرت قدماك على الأرض فابحث بيدك هناك، فإنك تستخرج تابوت أبيك آدم، فاحمله معك في السفينة، فإذا غاض الماء فادفنه بظهر النجف في الذكوات البيض من أرض الكوفة، فإنها بقعة له ولك ولعلي بن أبي طالب وصي حبيبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففعل

__________________

٣ - إثبات الوصية ص ١٣٢.

٤ - إثبات الوصية ص ٢٣.

٥ - الهداية ص ١١ ب.

٢١٩

نوح ووصى ابنه أن يدفنه في البقعة مع التابوت الذي كان لآدم، فإذا زرتم مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام فزوروه على أنه مشهد آدم ونوح وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله ) عليهم أجمعين.

١٩ -( باب تأكد استحباب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الغدير، وكثرة الصدقة فيه)

[١١٨٩٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: روى عدة من شيوخنا، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه بإسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء، وإن كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة، وهذا الدعاء:

اللهم صل على وليك، وأخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله، وموضع سره وخيرته من أسرته، ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه ووليه، وأشرف عترته الذين آمنوا به، وأبي ذريته، وباب حكمته، والناطق بحجته، والداعي إلى شريعته، والماضي على سنته، وخليفته على أمته، سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك، اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حمل، ورعى ما استحفظ، وحفظ ما استودع، وحلل حلالك، وحرم حرامك، وأقام أحكامك، ودعا إلى سبيلك، ووالى أولياءك، وعادى أعداءك، وجاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين والمارقين عن أمرك، صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم،

__________________

الباب ١٩

١ - الاقبال ص ٤٩٣.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442