مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل17%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 222954 / تحميل: 4669
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

والأئمة (صلوات الله عليهم)، وأمّا الباطنة فالعقول »(١) .

ثمّ قال: أقول: العقل يطلق في كلمات العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة، وبالتتبّع يعلم أنّه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معان:

أحدها: قوّة إدراك الخير والشر، والتمييز بينهما، ومعرفة أسباب الأُمور، ونحو ذلك، وهذا هو مناط التكليف.

وثانيها: حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع، واجتناب الشرّ والمضارّ.

وثالثها: التعقّل، بمعنى العلم، ولذا يقابل بالجهل، لا بالجنون.

وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمولة على المعنى الثاني والثالث(٢) .

وقال في الفائدة التاسعة والسبعين من كتابه المسمّى بالفوائد الطوسيّة: قد تجدّد في هذا الزمان من بعض المائلين إلى العمل بالأدلّة العقلية الظنّية الاستدلال على ذلك بما ورد في الحديث من قولهمعليهم‌السلام : « صديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله »(٣) .

وقولهمعليهم‌السلام : « العقل دليل المؤمن »(٤) .

وقولهمعليهم‌السلام : « الحجّة على الناس اليوم العقل »(٥) .

وقولهمعليهم‌السلام : « إنّ لله على الناس حجّتين: حجّة ظاهرة وحجّة

__________________

(١) وسائل الشيعة ١١: ١٦١، قطعة من الحديث ٦.

(٢) وسائل الشيعة ١١: ١٦٣، ذيل الحديث ١١.

(٣) أُصول الكافي ١: ٨ / ٤، المحاسن: ١٩٤ / ١٢.

(٤) أُصول الكافي ١: ١٩ / ٢٤.

(٥) أُصول الكافي ١: ١٩ / ٢٠، بتفاوت يسير.

٣٢١

باطنة »(١) . إلى آخره.

ثمّ أورد على هذا الاستدلال بوجوه كثيرة. إلى أن قال: الحادي عشر: بعد التنزّل عن جميع ذلك نقول: إنّها غير صريحة في حجّية الدليل العقلي الظنّي قطعاً، ولا ظاهرة في العموم بالنسبة إليه، فلا يجوز الاستدلال بها عليه، ولو سلّمنا عمومها فإنّ المخصِّص لها موجود، وهو الآيات(٢) الكثيرة، والروايات(٣) المتواترة في النهي عن العمل بالظنّ، فإذا خُصَّت بالدليل العقلي القطعي لم يبق لها فائدة؛ لأنّ هذا القسم غير موجود في الفروع قطعاً، وعلى تقدير وجوده في غيرها مثل بطلان تكليف ما لا يطاق، ونحو ذلك فهو مسلّم، لكن هناك دليل نقلي متواتر قطعاً، والاستقراء شاهد بذلك(٤) .

ثم ذكر للعقل المعاني الثلاثة السابقة، وقال: وفي هذه الأخبار وسائر أخبار مدح العقل دليلٌ واضحٌ على أنّ المراد به العقل المقابل للجهل، أعني العلم، لا المقابل للجنون، وهو من التعقّل. وقد أُطلق الجهل على الظنّ في الأخبار.

ثم ذكر أنّه لو كان المراد من العقل فيها المقابل للجنون فلا بدّ من تخصيصه بأنواع اثني عشر، وساق الأنواع.

ثم قال: وهذه الأنواع ربّما تتداخل، وأكثرها يمكن استفادته من

__________________

(١) أُصول الكافي ١: ١٣، قطعة من الحديث ١٢.

(٢) انظر على سبيل المثال سورة يونس الآية ٣٦، والحجرات الآية ١٢.

(٣) راجع قرب الاسناد: ٢٩ / ٩٤.

(٤) الفوائد الطوسيّة: ٣٥٠ ٣٥٢.

٣٢٢

النقل، أو من النقل والعقل، ولا بدّ فيها كلّها من الوصول إلى حدّ العلم(١) . إلى آخره.

وقال في الفائدة الثانية والتسعين في ردّ الرسالة التي كتبها بعض معاصريه في الاجتهاد ـ: قال المعاصر: لا دليل إلاّ كلام الله ورسوله والأئمّة (صلوات الله عليهم) وما قالوا بحجّيته وعملوا به، وهو أُمور: العقل، كما دلّ عليه الكتاب والسنة(٢) . إلى آخره.

فقال في الجواب، قوله: العقل كما دلّ عليه الكتاب والسنّة أقول: هذا الكلام مجمل لا يخلو من تسامح، وقد صرّح في موضع آخر ممّا نقلناه بأنّ العقل عبارة عن فهم المعارف، من إثبات الصانع، وصفاته، والتوحيد، والعدل، والتمييز بين الخطأ والصواب، فعلى هذا لا يكون حجّة عنده إلاّ فيما يتوقّف عليه حجّية الدليل السمعي، فإن أراد هذا سقط النزاع، لأنّ الأخباريين قائلون بحجّية هذا القدر، وأحاديث الأئمةعليهم‌السلام ناطقة به، ولا خلاف فيه؛ إذ لا يمكن حجّية الدليل السمعي بالدليل السمعي، والحديث الذي أورده لا يدلّ على أكثر من ذلك.

وحينئذ فجعل العقل من جملة الأدلّة قليل الفائدة؛ لأن الكلام في أدلّة الأحكام الشرعية الفرعية.

ولا يخفى أنّه قد استعمل بمعانٍ كثيرة في كلام العلماء تزيد على عشرة معان، واستعمل في الأحاديث. وذَكَرَ المعاني الثلاثة المتقدّمة(٣) .

__________________

(١) الفوائد الطوسيّة: ٣٥٢ ٣٥٤.

(٢) الفوائد الطوسيّة: ٤١٧.

(٣) انظر الفوائد الطوسيّة: ٤٢٦.

٣٢٣

ثمّ قال: ومعلوم أنّ أكثر الآيات والروايات الواردة في مدح العقل يراد بها المعنى الثالث، ولا شبهة في وجوب العمل بالعلم واليقين، ولا ريب أنّ العقل إنّما يحصل منه العلم واليقين ببعض مطالب الأُصول لا بجميعها، ولا بشيء من مطالب الفروع، ولا دليل على حجّية المقدمات العقلية الظنّية.

ومعلومٌ بالتتبّع أنّ كلّ مقدمة عقلية قطعية تتعلق بالأُصول والاعتقادات ففيها نصّ متواتر، وهذا ظاهر لمن تتبّع. إلى أن قال: ومن المعلوم المتّفق عليه أنّه لا يوجد دليل عقلي قطعي في شيء من مسائل فروع الفقه، والعقل الظنّي فيها ليس على حجّيته دليل يعتدّ به، بل النهي عن الظنّ شامل له(١) . إلى آخره.

وقال أيضاً في جملة كلام له: ولعلّ وجه ردّها أي الروايات الدالة على الرؤية مخالفتها للدليل العقلي القطعي، والدليل النقلي المتواتر، فلا يدلّ على أحدهما منفرداً، وقد عرفت تلازمهما، ومن تتبّع جزم بصحّة ما قلناه(٢) .

إلى غير ذلك من كلماته التي تنادي بأعلى صوتها: أنّ ما نفوا حجّيته حُكْمَ العقل الظنّي، وأنّه لا حكم قطعي له في الفروع، وأنّه لو فرض وجوده نادراً فهو حجّة، لا ينفكّ عنه صدور دليل نقلي قطعي بالتواتر.

وأمّا المحدّث البحراني، فلا يخفى على من راجع مؤلفاته أنّه أيضاً تابعهم، واستصوب مقالتهم، ونفى ما نفوه، فيحمل المجمل من كلامه على

__________________

(١) الفوائد الطوسيّة: ٤٢٦ ٤٢٧.

(٢) الفوائد الطوسيّة: ٤٢٨ ٤٢٩.

٣٢٤

ما نصّ عليه.

قال في مقدّمات الحدائق وفي الدرر النجفية(١) : قد اشتهر بين(٢) أصحابنارحمهم‌الله الاعتماد على الأدلة العقلية في الأُصول والفروع، وترجيحها على الأدلّة النقلية، ولذا تراهم في الاصولين(٣) متى تعارض الدليل العقلي والسمعي قدّموا الأول، واعتمدوا عليه، وتأوّلوا الثاني بما يرجع إليه، وإلاّ طرحوه بالكليّة.

وفي كتبهم الاستدلالية في الفروع الفقهية أول ما يبدؤون في الاستدلال بالدليل العقلي، وينقلون الدليل السمعي مؤيّداً له، ومن ثمّ قدّم أكثرهم العمل بالبراءة الأصلية والاستصحاب ونحوها من الأدلة العقلية على الأخبار الضعيفة باصطلاحهم، بل الموثّقة(٤) .

ثم ذكر مثالاً وقال: وبالجملة فكلامهم تصريحاً في مواضع، وتلويحاً في أُخرى متّفق الدلالة على ما نقلناه، ولم أر من ردّ ذلك وطعن فيه سوى المحدّث المحقّق السيّد نعمة الله الجزائري في مواضع من مصنّفاته، منها: في كتاب الأنوار النعمانية وهو كتاب جليل يشهد بسعة دائرته، وكثرة اطّلاعه على الأخبار، وجودة تبحّره في العلوم والآثار حيث قال فيه ونعم ما قال، فإنّه الحقّ الذي لا تعتريه غياهب الإشكال(٥) . ثمّ نقل

__________________

(١) في الأصل والحجرية: الدرّة النجفية، علماً ان كتاب الدرّة النجفية للسيد بحر العلوم وكتاب المحدّث البحراني هو ما أثبتناه.

(٢) وردت هنا زيادة في المصدر هي: أكثر.

(٣) المراد: أُصول الدين وأُصول الفقه.

(٤) الحدائق الناضرة ١: ١٢٥.

(٥) الحدائق الناضرة ١: ١٢٦، وانظر الأنوار النعمانية ٣: ١٢٩.

٣٢٥

كلامه بطوله، وقد عرفت مراده من تصريحاته، فيكون هو الحقّ الذي استحسنه واختاره.

ومع ذلك قال في جملة كلام له بعد نقل كلام السيّد: ولا ريب أنّ الأحكام الفقهية من عبادات وغيرها توقيفية، تحتاج إلى السماع من حافظ الشريعة؛ ولهذا قد استفاضت الأخبار كما مرّ بك الإشارة إلى شطر منها في المقدّمة الثالثة بالنهي عن القول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم، وعلم مأثور عنهمعليهم‌السلام (١) ووجوب التوقّف عن الفتوى والرجوع إلى الاحتياط في العمل متى انسدّ طريق العلم منهم، ووجوب الردّ إليهم فيما خفي وجهه وأشكل أمره من الأحكام، وما ذاك إلاّ لقصور العقل المذكور عن الاطّلاع على أغوارها، وإحجامه على التلجلج في لجج بحارها، بل لو تمّ للعقل الاستقلال لبطل إرسال الرسل، وإنزال الكتب؛ ومن ثم تواترت الأخبار ناعية على أصحاب القياس بذلك(٢) .

ثم ساق بعضها وقال: إلى غير ذلك من الأخبار(٣) المستفيضة الدالّة على كون الشريعة توقيفيّة لا مدخل للعقل في استنباط شيء من أحكامها بوجهٍ من الوجوه. نعم، عليه القبول والانقياد والتسليم(٤) . إلى آخره(٥) .

وهو صريح في أنّه لا يرى للعقل استقلالاً وطريقاً إلى معرفة الأحكام بالقطع واليقين، لا أنّه يستقلّ ولا يكون مع ذلك حجّة.

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) الحدائق الناضرة ١: ١٣١.

(٣) في المصدر: الأخبار المتواترة معنى.

(٤) الحدائق الناضرة ١: ١٣٢.

(٥) الدرر النجفية: ١٤٥ ١٤٨.

٣٢٦

إلى غير ذلك من كلماتهم الصريحة فيما ادّعينا ممّا لا حاجة إلى نقلها، بعد التنصيص من هؤلاء الأعلام، الذين هم عمد أصحابنا الأخباريين، وعيونهم ووجوههم، وكلّ من أتى بعدهم فقد حذا حذوهم، واتّبع أقوالهم. فالمهم في هذا الباب إثبات الصغرى، وبيان إمكان استقلال العقل في استنباط بعض الأحكام الفرعية بالقطع واليقين.

وما أشبه هذا النزاع بنزاعهم الآخر، من دعواهم قطعيّة الأخبار لقرائن ذكروها، وإنكار المجتهدين ذلك لقرائن اخرى تنفيها.

والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.

٣٢٧

٣٢٨

الفائدة الثانية عشر

٣٢٩

٣٣٠

اعلم أنّ علم الحديث علم شريف، بل هو أشرف العلوم، فإنّ غايته الفوز بالسعادة الأبدية، والتحلّي بالسنن النبوية، والآداب العلوية، وبه يدرك الفوز بالمعارف الحقّة ما لا يدرك من غيره، ومنه يتبيّن الحلال والحرام، والفرائض والسنن، وطرق تهذيب النفس وصفائها.

قال الشهيد الثاني في منية المريد: أقسام العلوم الشرعية الأصلية أربعة: علم الكلام، وعلم الكتاب العزيز، وعلم الأحاديث النبوية، وعلم الأحكام الشرعية المعبّر عنها: بالفقه(١) . إلى أن قال:

وأمّا علم الحديث فهو أجلّ العلوم قدراً، وأعلاها رتبة، وأعظمها مثوبة بعد القرآن، وهو ما أُضيف إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو إلى الأئمّة المعصومين (صلوات الله عليهم) قولاً، أو فعلاً، أو تقريراً، أو صفةً، حتى الحركات والسكنات، واليقظة والنوم.

وهو ضربان: رواية، ودراية.

فالأول: العلم بما ذكر.

والثاني: وهو المراد بعلم الحديث عند الإطلاق، وهو علم يعرف به معاني ما ذكر، ومتنه، وطرقه، وصحيحه وسقيمه، وما يحتاج إليه من شروط الرواة، وأصناف المرويات، ليعرف المقبول منه والمردود، ليعمل به أو يجتنب، وهو أفضل العلمين، فإنّ الغرض الذاتي منهما هو العمل،

__________________

(١) منية المريد: ١٨٨.

٣٣١

والدراية هي السبب القريب له(١) .

قالرحمه‌الله : وممّا جاء في فضل علم الحديث من الأخبار والآثار قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليبلغ الشاهد الغائب، فإنّ الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه »(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « نضّر(٣) الله امرأً سمع منّا حديثاً فحفظه، حتى يبلّغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه وليس بفقيه »(٤) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أدى حديثاً يقام به سُنّة، أو يثلم به بدعة، فله الجنّة »(٥) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رحم الله خلفائي » قلنا: ومن خلفاؤك؟ قال: « الذين يأتون بعدي، فيروون أحاديثي، ويعلّمونها الناس »(٦) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من حفظ على أُمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيهاً، وكنت له شافعاً وشهيداً »(٧) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من يعلم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه، أو يعلّمهما

__________________

(١) منية المريد: ١٩١.

(٢) مسند أحمد ٥: ٣٧.

(٣) نضّر: بتخفيف الضاد وتشديدها، النضرة هي النعمة والبهاء على الوجه.

(٤) انظر سنن أبي داود ٣: ٣٢٢ / ٣٦٦٠، سنن الترمذي ٥: ٣٤ / ٢٦٥٦، تحف العقول: ٣٠.

(٥) شرف أصحاب الحديث: ٨٠.

(٦) الفقيه ٤: ٣٠٢ / ٩٥، معاني الأخبار: ٣٧٤ ٣٧٥.

(٧) الخصال ٢: ٥٤١.

٣٣٢

غيره فينتفع بهما كان خيراً من عبادة ستين سنة »(١) .

وساق جملة من الأخبار(٢) ، وقد مرّ أضعافها في كتاب القضاء(٣) .

ولو لم يرد في فضله وشرافته إلاّ قول الحجّة (صلوات الله عليه): « وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي »(٤) . إلى آخره، لكفاه شرافةً وفضلاً.

وأعجب ما ورد في المقام ما رواه الشيخ الجليل أبو جعفر الطبري في كتاب دلائل الإمامة مسنداً عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى فاطمة (سلام الله عليها) فقال: يا بنت رسول الله، هل ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندك شيئاً تطرفينيه؟ فقالت: « يا جارية هات تلك الجريدة » فطلبتها فلم تجدها، فقالت: « ويحك اطلبيها فإنّها تعدل عندي حسناً وحسيناً!! » فطلبتها فإذا هي قد قمّمتها في قمامتها فإذا فيها: قال محمّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره »(٥) الخبر.

ورواه في الكافي باختلاف يسير، وليس فيه قولها: « فإنّها تعدل »(٦) . إلى آخره.

وقال ولده المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة: إنّ إعطاء

__________________

(١) كنز العمال ١٠: ١٦٣ ١٦٤ / ٢٨٨٤٩.

(٢) منية المريد: ١٩٢.

(٣) راجع الجزء السابع عشر من مستدرك الوسائل.

(٤) كمال الدين وتمام النعمة: ٤٨٤ / ٤، الغيبة للطوسي: ١٧٧.

(٥) دلائل الإمامة: ١.

(٦) أُصول الكافي ٢: ٤٨٩ / ٦.

٣٣٣

الحديث حقّه من الرواية والدراية أمر مهم لمن أراد التفقّه في الدين، إذ مدار أكثر الأحكام الشرعية عليه، وقد كان للسلف الصالح (رضوان الله عليهم) مزيد اعتناء بشأنه، وشدّة اهتمام بروايته وعرفانه، فقام بوظيفته منهم في كلّ عصر من تلك الأعصار أقوام بذلوا في رعايته جهدهم، وأكثروا في ملاحظته كدّهم ووكدهم، فلله درهم إذ عرفوا من قدره ما عرفوا، وصرفوا إليه من وجوه الهمم ما صرفوا، ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقّه، وجهلوا قدره، فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها، وألقوا حبل درايته على غاربها.

ثم أتاح الله سبحانه بمقتضى حكمته من عرف قدره، وبذل في خدمته وسعه، فعمّر منه الدارسة، وجدّد معالمه الطامسة، وأيقظ من مراقد الغفلة رجالاً فهمّهم إسراره، وأراهم بعين البصيرة أنواره، فرغبوا في سلوك سبيله، وجهدوا على إحرازه وتحصيله، لكنّهم حيث انقطعت عنهم بتلك الفترة طريق الرواية من غير جهة الإجازة قلّت حظوظهم من الدراية، ولاحتياجه والحال هذه إلى طول الممارسة، وإكثار المطالعة والمراجعة، والمتحملون لهذه الكلفة أقلّ قليل، والأكثرون إنّما يمرّون على معاهدة عابري سبيل(١) ، انتهى.

قلت: أمّا اهتمام السلف في هذا الفن الشريف، فهو أمر معلوم لمن راجع التراجم والإجازات، حتى قال فخر المحققين في آخر الإيضاح في مسألة عدم تحمّل العاقلة من الجراحات إلاّ الموضحة وما فوقها ما لفظه:

__________________

(١) حكاها عنه المجلسي في البحار ١٠٩: ٣.

٣٣٤

ولما رواه الشيخ عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن أبي مريم، عن الباقرعليه‌السلام قال: « قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام أن لا تحمل على العاقلة إلاّ الموضحة فصاعداً »(١) .

وهذه الرواية هي التي أشار إليها المصنّف(٢) بقوله: فيها ضعف، فإنّ في طريقها: ابن فضّال، فإن كان الحسن فقد قيل: إنّه فطحي المذهب(٣) .

وأمّا في المختلف فجعله في الموثّق(٤) ، ثم لمـّا قرأت عليه التهذيب في المرّة الثانية في طريق الحجاز في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة سألته عن هذه الرواية لمـّا بلغت إليها، وقلت له: إنّك حكمت عليها في المختلف: أنّها من الموثّق، وفي القواعد(٥) قلت: إنّ فيها ضعف؟ فقال لي: بل هي ضعيفة(٦) ، انتهى.

وعلى ذلك جرت سيرتهم، ومضى ديدنهم قديماً وحديثاً، فإنّهم على اختلاف مشاربهم وطريقتهم في كثير من الأُمور أُصولاً وفروعاً اتّفقوا على الاهتمام في البحث عن الأحاديث تدريساً وتعلّماً، وقراءةً وسماعاً، خصوصاً ما تضمّنته الكتب الأربعة الشريفة، وكانوا يقرءون أحدها على المشايخ، أو يملي عليهم، ويتكلّمون في سندها، ويبحثون في متنها، ويستخرجون منها كنوز المعاني، سواء تعلّق بالأُصول أو الفروع أو

__________________

(١) تهذيب الأحكام ١٠: ١٧٠ / ٦٦٩.

(٢) أيّ: العلاّمة الحلّي، مصنّف كتاب قواعد الأحكام.

(٣) انظر رجال النجاشي: ٣٤ / ٧٢.

(٤) مختلف الشيعة: ٧٨٧.

(٥) قواعد الأحكام ٢: ٣٤٤.

(٦) إيضاح الفوائد ٤: ٧٤٧.

٣٣٥

غيرهما، ولذا ترى من نسخ الكتب الأربعة ما لا يحصى ممّا قرئ على المشايخ العظام، وكتب الشيخ في آخرها ما معناه: قرأ عليّ فلان هذا الكتاب قراءة بحث وتدقيق. إلى آخره.

وقد عثرنا على نسخة من جامع الكافي قرئ على الشهيد الثاني من أوله إلى آخره، موشح آخرَ كلّ كتاب منه بخطه الشريف، ولو لا خوف الإطناب لذكرت جملة من ذلك.

وبلغ من عنايتهم بهذا الفن أنّهم كانوا يقرءون نهج البلاغة من أوله إلى آخره، وكذا الصحيفة الكاملة على المشايخ على الدقة والتحقيق في ألفاظها وإعرابها، واختلاف نسخها، ورواتها ومعانيها، كما لا يخفى على من له أدنى خبرة بأحوالهم ومآثرهم.

وأمّا قول صاحب المعالم: ثم خلف من بعدهم(١) . إلى آخره، فلعمري إنّه لو كان في عصرنا لأقام على الحديث المآتم، وبكى عليه بكاء الثكلى، فإنّ أهله ألقوا حبل أدنى مراتب الرواية أيضاً على غاربها؛ لاستغنائهم عن هذا الفن بالمرّة، واكتفائهم من السنّة بما يتعلّق بحاجتهم في الفروع، ممّا يوجد في الكتب الفقهية، المأخوذ من المأخذ بواسطة أو وسائط، مع ما يتطرق في هذه الأحاديث المأخوذة من النسخ الغير الصحيحة غالباً، في هذه التنقلات والتطوّرات من التحريف، والتصحيف، والزيادة، والنقصان، ممّا يختلف به المعنى اختلافاً فاحشاً ما لا يحصى.

__________________

(١) راجع بحار الأنوار ١٠٩: ٤.

٣٣٦

بل ربّما ينقلونه بالمعنى ممّا هو مركوز في أذهانهم من ألفاظه، ولذا كثرت الزّلات في هذا المقام، وقد عثرنا على كثير منها من الأعاظم فضلاً عن غيرهم يوجب نقلها الدخول في حدود تشييع الفاحشة.

قال خرّيت صناعة الفقه، صاحب كشف اللثام في آخر كشفه: ووصيّتي إلى علماء الدين وإخواني المجتهدين. إلى أن قال: ولا ينسبوا إلى أحد منهم قولاً إلاّ بعد وجدانه في كتابه، أو سماع منه شفاهاً في خطابه.

ولا يتّكلوا على نقل النقلة، ولا كلّ تعويل عليه، وإن كانوا كملة؛ فالسهو والغفلة والخطأ لوازم عادية للناس، واختلاف النسخ واضح ليس به التباس.

ولا يعتمدوا في الأخبار إلاّ أخذها من الأُصول.

ولا يعوّلوا ما استطاعوا على ما عنها من النقول، حتى إذا وجدوا في التهذيب عن محمّد بن يعقوب مثلاً خبراً، فلا يقتصروا عليه، بل ليجيلوا له في الكافي نظراً، فربّما طغى فيه القلم أو زلّ، فعن خلاف في المتن أو السند جلّ أو قلّ.

ولقد رأيت جماعة من الأصحاب أخلدوا إلى أخبار وجدوها فيه وفي غيره كما وجدوها، وأسندوا إليه آراءهم من غير أن ينتقدوها؛ ويظهر عند الرجوع إلى الكافي أو غيره أنّ الأقلام أسقطت منها ألفاظاً، أو صحّفتها، وأزالت كلمة أو كلماً عن مواضعها وحرّفتها، وما هو إلاّ تقصيرٌ بالغ، وزيغ عن الحقّ غير سائغ.

ولا يستندوا في تصحيح الطرق، والتضعيف والترجيح لبعضها على

٣٣٧

بعض، والتطفيف إلى بعض ما يوجد في بعض كتب الفروع، من غير سبر السند برجاله، والبحث عن كلّ رجل وحقيقة حاله، فإنّه إهمال، وعن الحقّ إغفال، وربّما انكشف عن الكذب حال، وانكسف البال، وانقطع المقال(١) . انتهى كلامه الشريف.

قلت: ولو راجعوا الأُصول أحياناً فإنّما يتفحّصون لِما راموا إثباته أو نفيه من الفروع من غير تدبّر وبحث عن سائر ما تضمّنه الخبر من الفوائد، وهذا ليس بحثاً في فن الحديث، بل يشترط في الغائص في بحاره أن لا يكون له مقصد يتجسّس بتحصيل ما يثبته أو ينفيه، وإنّما يدخل فيه فارغاً ذهنه عن كلّ مقصود، طالباً لما تضمّنه الخبر من الفوائد الشريفة، والنكات اللطيفة، والأسرار الخفيّة، بقدر استعداده ووسعه، بعد البحث عن سنده، وحال رواته بقدر اطّلاعه وخبرته، ثم يضع كلّ فائدة في محلّها، أُصولاً أو فروعاً أو أخلاقاً.

ولنِعْمَ ما قال بعض العلماء: إنّ مسألة الاستصحاب مسألة شريفة، لها فوائد كثيرة، قد توجّه أنظار العلماء إليها، وعكفت همهم عليها، فكُتب فيها رسائل عديدة فيها فوائد جمّة، إذا حقّقت النظر وجدت كلّها شرح حديث واحد، تراكم عليه الأفكار، وترادف إليها الأنظار، فاستخرجوا منه هذه الفوائد الكثيرة، والقواعد المتينة، وكم لهذا الحديث من نظائر لا تحصى، لو فعلوا بها ما فعلوا به لوجدوا منها ما حصلوا منه.

وقال العلاّمة الطباطبائي (طاب ثراه) في الدرّة، في بحث ما يجوز

__________________

(١) كشف اللثام ٢: ٥٣٥.

٣٣٨

من المقارنات:

ومشى خير الخلق بابن طاب(١)

يفتح منه أكثر الأبواب(٢)

وأشار بذلك إلى ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه رأى نخامة في المسجد، فمشى إليها بعرجون من عراجين ابن طاب، فحكّها ثم رجع القهقرى(٣) .

فكتب السيد الأجل، والعالم الأكمل، السيد مهدي القزويني (طاب ثراه) رسالة(٤) في شرح هذا الحديث، واستنبط منه بفكره الثاقب ثمانين فائدة، أربعون منها في الأُصول، وأربعون منها في الفروع.

وقال العلاّمة في الخلاصة، في سياق ذكر مؤلفاته:

وكتاب استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار، ذكرنا فيه كلّ حديث وصل إلينا، وبحثنا في كل حديث منه على صحّة السند، أو إبطاله، وكون متنه محكماً أو متشابهاً، وما اشتمل عليه المتن من المباحث الأُصولية والأدبية، وما يستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها، وهو كتاب لم يعمل مثله.

كتاب مصابيح الأنوار، ذكرنا فيه كل أحاديث علمائنا، وجعلنا كلّ حديث يتعلّق بفنّ في بابه، ورتّبنا كلّ فنّ على أبواب، ابتدأنا فيها بما روي

__________________

(١) ابن طاب: تمر في المدينة يقال له: عذق ابن طاب، ورطب ابن طاب. انظر: الصحاح ١: ١٧٣ (طيب)

(٢) الدرة النجفية: ١٦٣.

(٣) رواه الصدوق مرسلاً في الفقيه ١: ١٨٠ / ٨٤٩.

(٤) نُشرت هذه الرسالة في مجلة تراثنا التي تصدرها مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث، في العدد الثاني من السنة الاولى.

٣٣٩

عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم من بعده بما روي عن عليعليه‌السلام وهكذا إلى آخر الأئمةعليهم‌السلام .

وكتاب الدرّ والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان(١) . انتهى.

وقد قطع بهذه المؤلّفات عذر من يتوهم أنّ الاشتغال بالفقه والأُصول مانع عن التوغّل في فنّ الحديث، فإنّه تاج الفقهاء، ورأس الأُصوليين، وكلّ من جاء بعده منهم فإنّما أناخ رحله بفناء كتبه، ونال الدرجات العالية ببركات زبره، هذا حاله فكيف بمن اقتصر بفنّ الحديث، واشتغل بإصلاح سنده، واستخراج فوائد متنه، وهم جمّ غفير، تعرّضوا لشرح كتب الحديث، خصوصاً الكتب الأربعة، فكتبوا لها شروحاً وحواشي ما لا يحصى، كلّها مهجورة متروكة مستورة، لا طالب لها ولا راغب فيها، فأصبحت الديار عنها خاوية، ومحافل العلم ومجالس العلماء عن ذكرها والبحث فيها خالية.

وأصبحنا في عصر لا يوجد فيه مجلس عالم يذاكر فيه من هذا العلم ساعة، ولا من يُقرأ عليه من الكتب الأربعة باب أو صفحة، ولا من يقرأها عليهم، بل ولا من التفسير والرجال شيء، كأنها صارت من العلوم الغريبة، وفضول الفنون الغير النافعة.

ألهت بني تغلب عن كلّ مكرمة

قصيدة قالها عمرو بن كلثوم(٢) (٣)

__________________

(١) رجال العلاّمة: ٤٦ / ٥٢.

(٢) جاء في حاشية الأصل: إشارة إلى قضية مذكورة في السير.

(٣) ورد هذا البيت في موضعين من ديوان عمرو بن كلثوم: ١٧، ١٢٣، ونُسب إلى بعض شعراء بكر بن وائل، وفي كلا الموضعين: (أَلْهى) بدل (أَلْهت)

٣٤٠

الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد، واجعل هذا الطين شفاء لي من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، فإن فعل ذلك كان حتما(٣) شفاء له من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف ».

[١٢١٣٨] ٥ - وعن محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن علي(١) رفعه قال: قالعليه‌السلام : « الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ، أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر، وروي: إذا أخذته فقل: ( بسم الله )(٢) اللهم بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه، والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، وغنى من كلّ فقر، وعزا من كلّ ذل، وأوسع به علي في رزقي، وأصح به جسمي ».

[١٢١٣٨] ٦ - وعن أبيه وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء، وإذا أكلته تقول(١) : بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء، إنك على كلّ شئ قدير » قال: وروى لي بعض أصحابنا - يعني محمد بن عيسى - قال: نسيت اسناده، قال: إذا

__________________

(٣) في نسخة: حقا.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٨١.

(١) في المصدر: علي بن محمد بن علي.

(٢) ليس في المصدر.

٦ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ١، ٢.

(١) في نسخة: فقل، ( منه قده ).

٣٤١

أكلته تقول: « اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب الوصي(٢) الذي وارته، صل على محمد وآل محمد، واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كلّ داء ».

[١٢١٤٠] ٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي فيه شفاء نافعا، ورزقا واسعا، وأمانا من كلّ خوف وداء فإنه إذا قال ذلك، وهب الله له العافية وشفاه ».

[١٢١٤١] ٨ - الشيخ الطوسي في المصباح: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من أكل من طين قبر الحسينعليه‌السلام غير مستشف به، فكأنما أكل من لحومنا، فإذا احتاج أحدكم إلى الأكل منه ليستشفي به، فليقل: بسم الله وبالله، اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة، ورب النور الذي ( انزل فيه )(١) ، ورب الجسد الذي سكن فيه، ورب الملائكة الموكلين به، اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا، واجرع من الماء جرعة خلفه، وقل: اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء وسقم، فإن الله تعالى يدفع(٢) بها كلّ ما تجد من السقم والهم والغم إن شاء الله ».

__________________

(٢) في المصدر: هذا الوصي.

٧ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ٣.

٨ - مصباح المجتهد ص ٦٧٦.

(١) وفي نسخة: نزل فيها.

(٢) في المصدر زيادة: عنك.

٣٤٢

٥٧ -( باب أقل ما يزار فيه الحسينعليه‌السلام ، وأكثر ما يكره تأخير زيارته عنه للغني والفقير)

[١٢١٤٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، ونحن في طريق المدينة - إلى أن قال - قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم متى(١) يعود إليه؟ وفي كم يؤتى؟ وفي كم يسع الناس تركه؟ قال: « أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كلّ ثلاث سنين، فما جاز الثلاث سنين(٢) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقطع رحمه، إلا من علة، ولو يعلم الزائر للحسينعليه‌السلام ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الفرح، وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمةعليهم‌السلام والشهداء منا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والأجل والمذخور له عند الله، لأحب أن يكون ما ثم مدارة ما بقي، وأن زائره ليخرج من رحله فما يقع قدمه على شئ إلا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئا، فينصرف وما عليه ذنب، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط ( في دمه )(٣) في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة، أو يمضي ثلاث سنين، أو يموت » وذكر الحديث بطوله.

__________________

الباب ٥٧

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٧ ح ١٧.

(١) في المصدر: ينصرف فمتى.

(٢) وفيه زيادة: وما يصل إليه.

(٣) في المصدر: بدمه.

٣٤٣

[١٢١٤٣] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ شهر من الثواب؟ قال: « له الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر ».

٥٨ -( باب استحباب اتخاذ سبحة من تربة الحسينعليه‌السلام ، والتسبيح بها، وادارتها)

[١٢١٤٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: « من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله إله إلا الله والله أكبر، مع كلّ حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها ».

[١٢١٦٥] ٢ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من أدار الحجر من تربة الحسينعليه‌السلام ، فاستغفر مرة واحدة، كتبت له بالواحدة سبعون مرة، ومن أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها، ففي كلّ حبة منها سبع مرات ».

[١٢١٤٦] ٣ - وفي كتاب الحسن بن محبوب: أن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وطين(١) قبر الحسين

__________________

٢ - المزار للمشهدي ص ٥٩٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٧ ح ٢٤.

الباب ٥٨

١ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، وعنه في لبحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٥.

٢ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، ورواه المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ١٣٦ ح ٧٧ عن مصباح المتهجد ص ٦٧٨.

٣ - المزار للمشهدي ص ٥١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٤٤

عليه‌السلام ، والتفاضل بينهما، فقال: « السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. قال: وقال: ( رأيت )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك، فقال: « أما أنها أعود علي أو قال أخف علي ».

[١٢١٤٧] ٤ - وروي: أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما، يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسينعليه‌السلام .

[١٢١٤٨] ٥ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « السبح الزرق في أيدي شيعتنا، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل، إن الله عزو جل أوحى إلى موسىعليه‌السلام : أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، ويذكرون به إله السماء ».

٥٩ -( باب استحباب الاكثار من الدعاء وطلب الحوائج عند قبر الحسينعليه‌السلام )

[١٢١٤٩] ١ - أحمد بن فهد في عده الداعي: روي عن الصادقعليه‌السلام : « من كانت له حاجة إلى الله عز ووجل، فليقف عند رأس الحسينعليه‌السلام وليقل: يا با عبد الله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ».

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٧.

٥ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٨.

الباب ٥٩

١ - عدة الداعي ص ٥٦.

٣٤٥

[١٢١٥٠] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إلى أبو الحسنعليه‌السلام في مرضه، وإلى محمد بن حمزه، فسبقني إليه محمد بن حمزة، فأخبرني أنه ما زال يقول: « ابعثوا إلى الحائر ( ابعثوا إلى الحائر )(١) » فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر، فقال: « انظروا في ذلك » ثم قال: « إن محمدا ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك. قال فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر؟ فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: « اجلس » حين أردت القيام: فلما رأيته آنس بي ذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: « ألا قلت له: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة، إنما هي من مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع ».

[١٢١٥١] ٣ - وعن علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليهعليه‌السلام - يعني الهاديعليه‌السلام - نعوده وهو عليل، فقال لنا: « وجهوا قوما إلى الحير من مالي. فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن حمزة المشير: يوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: « ليس هو هكذا، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحير الحسينعليه‌السلام من تلك المواضع » قال الحسين بن

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٣ ح ٢.

٣٤٦

أحمد بن المغيرة، وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الرازي المعروف بالوهوردي بنيسابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأوليين، أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه، قال أبو محمد الوهودي: وحدثني أبو علي محمد بن همام (ره) قال: حدثني محمد الحميري قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمدعليهما‌السلام ، وهو محموم عليل، فقال لي: « يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال، فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكني أقول: إنه أفضل من الحير، إذا كان بمنزلة من في الحير، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له: بالحائر، فأعلمته ( صلوات الله عليه ) ما قال، فقال لي: « قل له: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وأن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها، فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها ».

[١٢١٥٢] ٤ - وعن الحسن ( بن عبد الله )(١) بن محمد ( بن عيسى )(٢) عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « ولا دعا عنده أحد دعوة إلا استجيب له عاجلة وآجلة » الخبر.

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر، أنظر معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٧٦

٣٤٧

٦٠ -( باب أنه يستحب لمن أراد زيارة الحسينعليه‌السلام ، أن يصوم ثلاثا آخرها الجمعة، ثم يغتسل ليلتها، وعلى غسل، تاركا للدهن والطيب والزاد الطيب، ملازما للحزن والشعث والجوع والعطش)

[١٢١٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن الثمالي قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج، فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك - إلى أن قال - ولا تدهن ولا تكتحل، حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة ».

[١٢١٥٤] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له: أبو المضا قال: قال لي ( رجل: قال )(١) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تأتون قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ » قال: قلت: نعم، قال: « تتخذون لذلك سفرة(٢) » قال: قلت: نعم، قال: « أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك » قال: قلت: أي شئ نأكل؟

__________________

الباب ٦٠

١ - كامل الزيارات ص ٢٢٢ ح ١٨.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٩ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) السفرة، بضم السين: طعام يتخذ للمسافر ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٦٨ ) .

٣٤٨

قال: « الخبز واللبن. قال: وقال صرام(١) لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك، إن قوما يزورون قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيطيبون السفر، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أما أنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك ».

[١٢١٥٥] ٣ - وعن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين وغيرهم جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لكرام: « إذا أردت أنت قبر الحسين ( صلوات الله عليه )، فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر(١) ، فإن الحسينعليه‌السلام قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان ».

[١٢١٥٦] ٤ - الشيخ الطوسي في المصباح، روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان قال: استأذنت الصادقعليه‌السلام لزيارة مولاي الحسينعليه‌السلام ، وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: « يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث ثم، اجمع إليك أهلك » الخ.

__________________

في المصدر كرام. وقد اختلفت النسخ في ضبطه، فورد بلفظ: ضرام وحرام، وخرام، وجزام.

٣ - كامل الزيارات ص ١٣١ ح ٤.

(١) في نسخة: مغبر.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٦٠.

٣٤٩

٦١ -( باب استحباب زيارة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام بالبقيع)

[١٢١٥٧] ١ - السيد المرتضى في الفصول: نقلا عن شيخه المفيد (ره) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسنعليه‌السلام : « من زارك بعد موتك، أو زار أباك، أو زار أخاك، فله الجنة ».

[١٢١٥٨] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: « نعم » قال: فما لمن زاره؟ قال: « الجنة إن كان يأتم به » قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: « الحسرة يوم الحسرة ».

[١٢١٥٩] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد(١) الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هاشم، عن ( رجل من )(٢) أصحابنا، عن أحدهمعليهم‌السلام قال: « إذا أتيت القبور بالبقيع - قبور الأئمةعليه‌السلام - فقف عندهم واجعل(٣) القبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم » الزيارة.

__________________

الباب ٦١

١ - الفصول ص ٩٥، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٩٤ ح ٧.

٣ - كامل الزيارات ص ٥٣ ح ٢.

(١) في المخطوط: عبيد وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٥.

(٢) في المصدر: بعض.

(٣) وفيه زيادة: القبلة خلفك و.

٣٥٠

[١٢١٦٠] ٤ - وعن علي بن الحسين وغيره، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تقول عند قبر علي بن الحسينعليهما‌السلام ما أحببت ».

[١٢١٦١] ٥ - البحار عن ( مجموع الدعوات لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري )(١) ، روى أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصيداوي هذه الزيارة لعثمان بن سعيد العمري ومعه أبو القاسم بن روح، قال: عند زيارتهما لمولانا أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وقفا على باب السلام فقالا: « السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وأبا موالي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا شهيد دار الفناء وزعيم دار البقاء، إنا خالصتك ومواليك، ونعترف بأولاك وأخراك، فاشفع لنا إلى مشفعك الله تعالى ربنا وربك، فما خاب عبد قصد بك ربه، وأتعب فيك قلبه، وهجر فيك أهله وصحبه، واتخذك وليه وحسبه، والسلام عليك ورحمة الله ».

[١٢١٦٢] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتزور قبور السادة في المدينة وأنت على غسل إن شاء الله تعالى ».

[١٢١٦٣] ٧ - البحار: روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا، إلا غشيته الرحمة، وغفرت له ذنوبه ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٥٥ ح ٣.

٥ - البحار ج ١٠٠ ص ٢١١ ح ٩.

(١) في البحار: الكتاب العتيق.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٣٠٢ ح ١.

٣٥١

٦٢ -( باب استحباب زيارة قبر الكاظمعليه‌السلام ، ولو من خارج)

[١٢١٦٤] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسين بن الوليد جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام : ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: فقال: « زره » قال: قلت: وأي شئ فيه من الفضل؟ قال: فقال: « فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قلت: فإن خفت ولم يكن لي الدخول داخلا؟ قال: « سلم من وراء الجدار ».

[١٢١٦٥] ٢ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الأشعري قال: قال(١) الرضاعليه‌السلام : « من زار قبر أبي ببغداد، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) فضلهما ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله(٢) .

[١٢١٦٦] ٣ - وعن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما لمن

__________________

الباب ٦٢

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٦.

(١) في المصدر: قال لي.

(٢) نفس المصدر ذيل ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٣.

٣٥٢

زار قبر(١) أبي الحسينعليه‌السلام ؟(٢) قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

[١٢١٦٧] ٤ - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام ، عن زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام ، أمثل زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « نعم ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، مثله(١) .

٦٣ -( باب استحباب زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام بالمأثور، والصلاة في المساجد حوله، وما يصلح لزيارة جميع المشاهد)

[١٢١٦٨] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « تقول ببغداد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، اتيتك عرافا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي، قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ».

[١٢١٦٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا

__________________

(١) في المصدر: قبر أبيك.

(٢) في المصدر زيادة: فقال: زره، قال: وقلت: فأي شئ فيه من الفضل.

٤ - كامل الزيارات ص ٢٩٨ ح ١.

(١) نفس المصدر ذيل ح ٦.

الباب ٦٣

١ - كامل الزيارات ص ٣٠١.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٤.

٣٥٣

عليه‌السلام ، في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام قال: « صلوا في المساجد حوله ».

[١٢١٧٠] ٣ - وعن محمد بن الحسين مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان قال: سئل الرضاعليه‌السلام عن إتيان(١) أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري(٢) أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين(٣) في طاعة الله، ( السلام على الادلاء على الله )(٤) ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس ( من الأولين والآخرين )(٥) ، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين(٦) ، هذا يجزئ في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣١٥ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

(٢) وفيه: مظاهر.

(٣) في نسخة: المخلصين. ( منه قده ).

(٤) ليس في المصدر.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) ليس في المصدر.

٣٥٤

٦٤ -( باب استحباب زيارة قبر الرضاعليه‌السلام )

[١٢١٧١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن جماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر(١) عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « من زار قبر أبي فله الجنة ».

وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الصرمي، مثله.

[١٢١٧٢] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي(١) قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أيوب: وأزيدك، فيه قلت: نعم، فقال: سمعته يقول(٢) ، يعني أبا جعفرعليه‌السلام : « ( من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )(٣) ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

__________________

الباب ٦٤

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٣ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: الثاني.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٣.

(١) وفي نسخة: الديواني.

(٢) في المصدر زيادة: ذلك.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣٥٥

[١٢١٧٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن شعيب بن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :من زارني على بعد داري وشطون (١) مزاري، اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان ».

[١٢١٧٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن الزيات، عن يحيى بن الحسن الحسيني، عن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده، فقال: « إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه، كان عند الله عز وجل كشهداء بدر ».

[١٢١٧٥] ٥ - وعن أبيه والكليني معا، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ، أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام - الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال (١) أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبنى له منبرا حذاء (٢) منبر محمد وعلي ( صلوات الله عليهما )، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق » فرأيت بعد ذلك أيوب بن نوح

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٤.

(١) شطنت الدار شطونا: بعدت. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٣٨ ).

٤ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٥.

٥ - كامل الزيارات ص ٣٠٥ ح ٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة. بحذاء.، ( منه قده ).

٣٥٦

وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.

[١٢١٧٦] ٦ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام - فله الجنة ».

[١٢١٧٧] ٧ - البحار: رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال: « من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه » الخبر.

٦٥ -( باب استحباب التبرك بمشهد الرضاعليه‌السلام ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٨] ١ - البحار: عن بعض مؤلفات أصحابنا، عن كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام ، قال في حديث: « وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور ».

٦٦ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام على زيارة كلّ واحد من الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٩] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن

__________________

٦ - أصل زيد النرسي ص ٥٢.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٥

١ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٦

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧ ح ١٣.

٣٥٧

عبد الرحمان بن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « من زار ولدي - إلى أن قالعليه‌السلام - أو بات(١) عنده ليلة، كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار في عرشه! قال: « نعم، إذا كان يوم القيامة، كان على عرش اله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، وأما الأربعة الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم يمد المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمةعليهم‌السلام ، إلا أن أعلاهم درجه وأقربهم حبوه زوار قبر ولدي عليعليه‌السلام ».

ورواه عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري بهذا السند.

٦٧ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام وخصوصا في رجب على الحج والعمرة المندوبتين)

[١٢١٨٠] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: بالاسناد السابق عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة » قال: قلت: سبعين حجة! قال: « نعم وسبعمائة حجة » قلت: وسبعمائة حجة! قال: « نعم وسبعين ألف حجة » قلت: وسبعين ألف حجة! قال: « رب حجة لا تقبل ».

[١٢١٨١] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،

__________________

(١) في المصدر: وبات.

الباب ٦٧

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٦.

٣٥٨

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : « أبلغ شيعتي(١) أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة » قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجة! قال! « أي والله وألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه ».

[١٢١٨٢] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن رجل حج حجة الاسلام (١) متمتعا بالعمرة إلى الحج، فأعانه الله تبارك وتعالى على عمرته وحجة، ثم أتى المدينة فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتاك عارفا بحقك يعلم أنك حجته على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فسلم عليك، ثم أتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسلم عليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم انصرف إلى بلاده فلما كان وقت الحج رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيهما أفضل لهذا الذي حج حجة الاسلام، يرجع فيحج أيضا، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال: « بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن عليه‌السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولكن لا ينبغي أن تفعلوا (٣) هذا اليوم، فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة ».

قلت: متن الخبر هكذا في نسختي من كامل الزيارة، وهو مطابق لما في

__________________

(١) في نسخة: شيعتنا.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٥.

(١) في المصدر زيادة: فدخل.

(٢) وفيه زيادة: الحسين.

(٣) وفيه: يفعلوا.

٣٥٩

الكافي(٤) سندا من الحسن بن علي إلى آخره: ومتنا، ولما في التهذيب(٥) ، ولكن الصدوق رواه في العيون(٦) بهذا السند، وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة، غير مضر بالمقصود، إلا أن فيه: ثم أتى المدينة فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتى أباك أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله الخ. وهذا مطابق لأصل السيرة وأقرب إلى الاعتبار، بل السلام على الجواد الحيعليه‌السلام في هذا الترتيب، قبل السلام على أمير المؤمنين وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ما لا يخفى، فاللازم على جامع شتات الروايات الإشارة إلى هذا الاختلاف في محله، والعجب من الشيخين الجليلين المحدثين الكاملين(٧) شيخنا المجلسي(٧) والحر(٨) رحمهما الله، وما صنعا في هذا المقام، أما الأول فساق أولا متن ما في العيون، ثم ذكر سند الكامل وقال: مثله، وأما الثاني فساق في الأصل متن ما في الكافي، ثم قال: ورواه الصدوق في عيون الأخبار عن فلان إلى آخره نحوه، من غير إشارة منهما إلى هذا الاختلاف الغريب، وهذا منهما عجيب.

[١٢١٨٣] ٤ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا قال: زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، كلّ الأوقات صالحة (١) ، وأفضلها في شهر رجب، روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد عليه‌السلام الزيارة.

__________________

(٤) - الكافي ج ٤ ص ٥٨٤ ح ٢.

(٥) - التذهيب ج ٦ ص ٨٤ ح ١٦٦.

(٦) - عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٢٥٨ ح ١٥.

(٧) - البحار ج ١٠٢ ص ٣٧ ح ٢٩.

(٨) - وسائل الشيعة ج ١٠ ص ٤٤٤ ح ٢.

٤ - البحار ج ١٠٢ ص ٥٢ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: لزيارته.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442