مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132018 / تحميل: 5300
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

أبى، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: ( ليس في الاسلام(١) كنيسة محدثة ).

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

٤٢ -( باب أن الجزية لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب، وهم اليهود والنصاري والمجوس)

[١٢٥٢٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يقبل من عربي جزية، وإن لم يسلموا قوتلوا ).

[١٢٥٢٩] ٢ - وعنهعليه‌السلام : ( المجوس أهل الكتاب، إلا أنه اندرس أمرهم - وذكر قصتهم فقال - يؤخذ الجزية منهم ).

[١٢٥٣٠] ٣ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن علي بن سالم، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سنوا في المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية ) الخبر.

وعن ابن الفضيل، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مثله.

[١٢٥٣١] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: مرسلا(١) قال: لما جلس أمير

__________________

(١) في المصدر زيادة: اخصاء ولا.

(٢) نوادر الراوندي ص ٣٢.

الباب ٤٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٠.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٤ ح ٢١٨.

٤ - الاختصاص ص ٢٣٥.

(١) في المصدر، مسندا: عن علي بن محمد الأشعراني، عن الحسن بن علي بن

١٠١

المؤمنينعليه‌السلام في الخلافة وبايعه الناس، خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لابسا بردة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، منتعلا نعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متقلدا سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكنا، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثم قال: ( يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، وهذا سفط العلم - إلى أن قال - فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين، كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ فقالعليه‌السلام : بلى يا أشعث، قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا ) الخبر.

٤٣ -( باب أنه ينبغي اخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والوصاة بالمسلمين من القبط، وبقريش والعرب، والموالي، وكراهة مساكنة الخوز ومناكحتهم)

[١٢٥٣٢] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يدخل أهل الذمة الحرم، ولا دار الهجرة، ويخرجون منها ).

[١٢٥٣٣] ٢ - تفسير الإمامعليه‌السلام قال: (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا ) (١) عن جهلهم، وقابلوهم بحجج الله، وادفعوا بها أباطيلهم، حتى يأتي الله بأمره فيهم، بالقتل يوم [ فتح ](٢) مكة فحينئذ

__________________

شعيب، عن عيسى بن محمد العلوي، عن محمد بن العباس بن بسام، عن محمد بن أبي السدي، عن أحمد بن أبي عبد لله، عن يونس، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، فلاحظ.

الباب ٤٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨١.

٢ - تفسير الامام ص ٢١٢.

(١) البقرة ٢: ١٠٩.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٠٢

تجلونهم من بلد مكة، ومن جزيرة العرب، ولا تقرون بها كافرا ).

٤٤ -( باب جواز مخادعة أهل الحرب)

[١٢٥٣٤] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجاني، عن أبي الدنيا المعمر المغربي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( الحرب خدعة ).

ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: عن القاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم الحراني، وأبي عبد الله الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي، عن المفيد الجرجاني، عن أبي الدنيا الأشج المعمر، عن عليعليه‌السلام قال: ( سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: الحرب خدعة )(١) .

[١٢٥٣٥] ٢ - العياشي في تفسيره: عن عدي بن حاتم، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال يوم التقى هو ومعاوية بصفين فرفع بها صوته ليسمع أصحابه: ( والله لأقتلن معاوية وأصحابه - ثم يقول في آخر قوله - إن شاء الله ). يخفض بها صوته، وكنت قريبا منه، فقلت: يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت، فما أردت بذلك؟ فقال: ( إن الحرب خدعة، وأنا عند المؤمن غير كذوب، فأردت أن أحرض أصحابي عليهم لكيلا يفشلوا، ولكن يطمعوا فيهم، فأفقههم ينتفعوا بها بعد اليوم إن شاء الله تعالى ).

__________________

الباب ٤٤

١ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٢ ح ٥٣. وقد ورد في أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٦٧ حديثا مثله بسند آخر ينتهي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(١) كنز الفوائد ص ٢٦٦.

٢ - تفسير العياشي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ١٠٠. ص ٢٧ ح ٣٣ وورد في تفسير القمي ج ٢ ص ٦٠، وفي التهذيب ج ٦ ص ١٦٢ ح ٢٩٩، والكافي ج ٧ ص ٤٦٠ ح ١.

١٠٣

[١٢٥٣٦] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يصلح الكذب إلا في ثلاثة مواطن - إلى أن قال - وكذب الامام عدوه، فإنما الحرب خدعة ).

٤٥ -( باب ما يستحب من عدد السرايا والعسكر)

[١٢٥٣٧] ١ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة ).

[١٢٥٣٨] ٢ - القاضي القضاعي في الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال ( خير الرفقاء أربعة، وخير الطلائع أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف ).

٤٦ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور قبل القتال)

[١٢٥٣٩] ١ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( كان عليعليه‌السلام إذا أراد القتال، قال هذه الدعوات: اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك، جعلت فيه رضاك، وندبت إليه أولياءك، وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا، وأكرمها إليك مآبا، وأحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه( من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ) (١) فاجعلني ممن اشتريت فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعته التي

__________________

٣ - الجعفريات ص ١٧١.

الباب ٤٥

١ - عوالي الآلي ج ١ ص ١٧١ ح ١٩٦.

٢ - شهاب الاخبار ص ١٤٤ ح ٧٨٨.

الباب ٤٦

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٣ ح ١٤٣.

(١) التوبة ٩: ١١١.

١٠٤

بايعك عليها، غير ناكث ولا ناقض عهدا، ولا مبدل تبديلا ).

[١٢٥٤٠] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن الحارث بن حصيرة وغيره، قال: كان عليعليه‌السلام يركب بغلا له يستلذه فلما حضرت الحرب قال: ( ائتوني بفرس ) قال: فأتي بفرس له ذنوب أدهم يقاد بشطنين(١) ، يبحث بيديه الأرض جميعا، وله حمحمة وصهيل، فركبه قال: ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ).

[١٢٥٤١] ٣ - وعن عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم قال: كان عليعليه‌السلام إذا سار إلى القتال، ذكر اسم الله حين يركب، ثم يقول: ( الحمد لله على نعمه علينا وفضله العميم(١) ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) ثم يستقبل القبلة، ويرفع يديه إلى الله ثم يقول: ( اللهم إليك نقلت الاقدام، وأتبعت الأبدان، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وأشخصت الابصار، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، سيروا على بركة الله - ثم يقول - الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، يا الله، يا أحد يا صمد، يا رب محمد، بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم كف عنا بأس الظالمين ) فكان هذا شعاره بصفين.

[١٢٥٤٢] ٤ - وعن أبيض بن الأغر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ قال: ما كان عليعليه‌السلام في قتال قط، إلا نادى: ( يا كهيعص ).

[١٢٥٤٣] ٥ - وعن قيس بن الربيع، عن عبد الواحد بن حسان العجلي، عمن

__________________

٢ - وقعة صفين ص ٢٣٠.

(١) الشطن: الحبل، وقيل: الحبل الطويل الشديد الفتل يستقى به وتشد به الخيل. ( لسان العرب ج ٣ ص ٢٣٧ ).

٣ - وقعة صفين ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: العظيم.

٤ - كتاب صفين ص ٢٣١.

٥ - كتاب صفين ص ٢٣١.

١٠٥

حدثة، عن عليعليه‌السلام ، أنه سمعته(١) يقول يوم صفين: ( اللهم إليك رفعت الابصار، وبسطت الأيدي، ودعيت الألسن، وأفضت القلوب، وتحوكم إليك في الاعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين، [ اللهم إنا ](٢) نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا(٣) ، وشدة الزمان علينا، وظهور الفتن علينا، أعنا عليهم(٤) بفتح تعجله، ونصر تعزبه سلطان الحق وتظهره ).

[١٢٥٤٤] ٦ - وعن عمرو بن شمر، عن عمران، عن سويد قال: كان عليعليه‌السلام إذا أراد أن يسير إلى الحرب، قعد على دابته وقال: ( الحمد لله(١) على نعمه علينا وفضله العظيم، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا منقلبون ) ثم يوجه دابته إلى القبلة، ثم يرفع يديه إلى السماء ثم يقول: ( اللهم إليك نقلت الاقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وشخصت الابصار، نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، سيروا على بركة الله ) ثم يورد والله من اتبعه حياض الموت.

[١٢٥٤٥] ٧ - وعن عمر بن سعد، عن سلام بن سويد، عن عليعليه‌السلام في قوله:( والزمهم كلمة التقوى ) (١) قال: ( هي لا إله إلا الله والله أكبر، آية النصر ).

[١٢٥٤٦] ٨ - وعن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب: أن علياعليه‌السلام

__________________

(١) في المصدر: سمع.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وتشتت أهوائنا.

(٤) في الطبعة الحجرية ( عليه )، وما أثبتناه من المصدر.

٦ - كتاب صفين ص ٢٣١.

(١) في المصدر زيادة: رب العالمين.

٧ - كتاب صفين ص ١١٩ طبعة إيران القديمة، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٧ ح ٣٥.

(١) الفتح ٤٨: ٢٦.

٨ - كتاب صفين ص ٢٣٢.

١٠٦

خرج إليهم فاستقلبوه، فقال: ( اللهم رب السقف المحفوظ المكفوف، الذي جعلته مغيضا لليل والنهار، وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر ومنازل الكواكب والنجوم، وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والانعام، وما لا يحصى مما يرى وما لا يرى من خلقك العظيم، ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ورب البحر المسجور المحيط بالعالمين، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا، وللخلق متاعا، إن أظهرتنا على عدونا، فجنبنا البغي وسددنا للحق، وإن أظهرتهم علينا، فارزقنا الشهادة، واعصم بقية أصحابي من الفتنة ).

[١٢٥٤٧] ٩ - وعن عمرو بن شمر، عن تميم الأنصاري(١) قال: والله لكأني أسمع علياعليه‌السلام يوم الهرير يقول: ( حتى متى نخلي بين هذ الحيين وقد فنيتا وأنتم وقوف تنظرون إليهم؟ أما تخافون مقت الله؟ ) ثم انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله، ثم نادى: ( يا الله يا رحمان يا واحد يا صمد، يا الله يا إله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم إليك نقلت الاقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وامتدت الأعناق، وشخصت الابصار، وطلبت الحوائج، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين سيروا على بركة الله ) ثم نادى: ( لا إله إلا الله والله أكبر كلمة التقوى ).

[١٢٥٤٨] ١٠ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه كان إذا لقي العدو قال: ( اللهم أنت عصمتي وناصري ومانعي(١) ، اللهم بك أصول وبك أقاتل ).

__________________

٩ - كتاب صفين ص ٤٧٧.

(١) في المصدر: جابر بن عمير الأنصاري.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧١.

(١) في المصدر: ومعيني.

١٠٧

[١٢٥٤٩] ١١ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: ( دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم أحد، فقال: اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، فهبط عليه جبرئيل، فقال: يا محمد دعوت الله باسمه الأكبر ).

ورواه في الجعفريات: بالسند الآتي(١) .

[١٢٥٥٠] ١٢ - صاحب الدعائم في شرح الاخبار: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: ( لما توافق الناس يوم الجمل، خرج عليعليه‌السلام حتى وقف بين الصفين، ثم رفع يده نحو السماء، ثم قال: يا خير من أفضت إليه القلوب، ودعي بالألسن، يا حسن البلايا(١) ، يا جزيل العطاء، احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين ).

[١٢٥٥١] ١٣ - نهج البلاغة: وكانعليه‌السلام إذا لقي العدو محاربا، يقول: ( اللهم إليك أفضت القلوب، ومدت الأعناق، وشخصت الابصار، ونقلت الاقدام، وأنضيت الأبدان، اللهم قد صرح مكنون الشنان، وجاشت مراجل الأضغان، اللهم إنا نشكو - إلى قوله - الفاتحين ) كما تقدم.

[١٢٥٥٢] ١٤ - وفيه: قالعليه‌السلام لما عزم على لقاء القوم بصفين: ( اللهم رب السقف المرفوع، والجو المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار، ومجرى الشمس والقمر ومختلفا للنجوم السيارة، وجعلت سكانه سبطا من ملائكتك، لا يسأمون من عبادتك، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام، ومدرجا للهوام والانعام، وما لا يحصى مما يرى وما لا

__________________

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧١.

(١) الجعفريات ص ٢١٨.

١٢ - شرح الاخبار.

(١) في نسخة: البلاء.

١٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧ ح ١٥.

١٤ - نهج البلاغة ج ٢ ص ١٠١ ح ١٦٦.

١٠٨

يرى، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا، وللخلق اعتمادا، ان أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق، وإن أظهرتهم(١) علينا فارزقنا الشهادة، واعصمنا من الفتنة، أين المانع للذمار والغابر(٢) عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ؟ العار(٣) وراؤكم، والجنة أمامكم ).

[١٢٥٥٣] ١٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، [ كان ](١) إذا لقي العدو، عبأ الرجال وعبأ الخيل وعبأ الإبل، ثم يقول: اللهم أنت عصمتي وناصري ومانعي، اللهم بك أصول وبك أقاتل ).

[١٢٥٥٤] ١٦ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: ( لما كان يوم خيبر بارزت مرحبا فقلت: ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علمني أن أقوله: اللهم انصرني ولا تنصر علي، اللهم أغلب لي ولا تغلب علي، اللهم تولني ولا تول علي، اللهم اجعلني لك ذاكرا لك شاكرا لك راهبا لك منيبا مطيعا، اقتل أعداءك، فقتلت مرحبا يومئذ، وتركت سلبه، وكنت اقتل ولا آخذ السلب ).

[١٢٥٥٥] ١٧ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعا يوم الأحزاب: اللهم منزل

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: ( أظهرتم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: الغائر.

(٣) في نسخة: النار، ( منه قده ).

١٥ - الجعفريات ص ٢١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦ - الجعفريات ص ٢١٧.

١٧ - الجعفريات ص ٢١٨.

١٠٩

الكتاب، منشر السحاب، واضع الميزان، [ سريع الحساب ](١) ، اهزم الأحزاب عنا، وذللهم - وفي نسخة - وزلزلهم ).

[١٢٥٥٦] ١٨ - السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات: ومن ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، يروى أنه دعا به يوم الجمل قبل الواقعة: ( اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل، على حسن صنعك إلي وتعطفك علي، وعلى ما وصلتني به من نورك، وتداركتني به من رحمتك، وأسبغت علي من نعمتك، فقد اصطنعت يا مولاي ما يحق لك به حمدي وشكري بحسن عفوك وبلائك القديم عندي، وتظاهر نعمائك علي، وتتابع أياديك لدي، لم أبلغ إحراز حظي ولا إصلاح نفسي، ولكنك يا مولاي قد بدأتني أولا بإحسانك، فهديتني لدينك، وعرفتني نفسك، وثبتني في أموري كلها بالكفاية والصنع لي، فصرفت عني جهد البلاء، ومنعت عني محذور القضاء(١) ، فلست اذكر منك إلا جميلا، ولم أر منك إلا تفضيلا، يا إلهي كم من بلاء وجهد صرفته عني، وأريتنيه في غيري، وكم من نعمة أقررت بها عيني، وكم من صنيعة شريفة لك عندي، إلهي أنت الذي تجيب في الاضطرار دعوتي، وأنت الذي تنفس في الغموم كربتي، وأنت الذي تأخذ [ لي ](٢) من الأعداء بظلامتي، فما وجدتك ولا أجدك بعيدا مني حين أريدك، ولا منقبضا عني حين أسألك، ولا معرضا عني(٣) حين أدعوك، فأنت إلهي أجد(٤) صنيعك عندي محمودا، وحسن بلائك عندي موجودا، وجميع أفعالك عندي جميلا، يحمدك لساني وعقلي وجوارحي، وجميع ما أقلت الأرض مني، يا مولاي أسألك بنورك الذي اشتققته من عظمتك، وعظمتك

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

١٨ - مهج الدعوات ص ٩٤.

(١) في المصدر: الأشياء.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في الطبعة الحجرية ( علي )، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في الطبعة الحجرية ( أتجد )، وما أثبتناه من المصدر.

١١٠

التي اشتققتها من مشيتك، وأسألك باسمك الذي علا، أن تمن علي بواجب شكري نعمتك، رب ما أحرصني على ما زهدتني [ فيه ](٥) وحثثتني عليه، إن لم تعني على دنياي بزهد، وعلى آخرتي بتقوى هلكت، رب دعتني دواعي الدنيا من حرث النساء والبنين، فأجبتهما سريعا وركنت إليها طائعا، ودعتني دواعي الآخرة من الزهد والاجتهاد، فكبوت لها ولم أسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد، والهشيم البائد، والسراب الذاهب عن قليل، رب خوفتني(٦) وشوقتني، واحتججت علي فما خفتك حق خوفك، وأخاف أن أكون قد تثبطت عن السعي لك، وتهاونت بشئ من احتجاجك، اللهم فاجعل في هذه الدنيا سعيي لك وفي طاعتك، واملأ قلبي من خوفك، وحول تثبيطي وتهاوني وتفريطي وكلما أخافه من نفسي، فرقا منك، وصبرا على طاعتك، وعملا به يا ذا الجلال والاكرام، واجعل جنتي من الخطأ حصينة، وحسناتي مضاعفة فإنك تضاعف لمن تشاء، اللهم اجعل درجاتي في الجنان رفيعة، وأعوذ بك رب من رفيع المطعم والمشرب، وأعوذ بك من شر ما أعلم ومن شر ما لا أعلم، وأعوذ بك من الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك رب ان اشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري، أو السفه بالحلم، أو الجزع بالصبر، أو الضلالة بالهدى، أو الكفر بالايمان، يا رب من علي بذلك فإنك تولي الصالحين، ولا تضيع أجر المحسنين، والحمد لله رب العالمين ).

[١٢٥٥٧] ١٩ - وفيه: ومن ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام عن ابتداء القتال يوم صفين، من كتاب صفين لعبد العزيز الجلودي من أصحابنارحمه‌الله ، قال: فلما زحفوا باللواء، قال علي ( صلوات الله عليه ): ( بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، يا الله يا رحمن يا رحيم، يا أحد يا صمد يا إله محمد،

__________________

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في الطبعة الحجرية ( خولتني )، وما أثبتناه من المصدر.

١٩ - مهج الدعوات ص ٩٦.

١١١

إليك نقلت الاقدام، وأفضت القلوب، وشخصت الابصار، ومدت الأعناق، وطلبت الحوائج، ورفعت الأيدي، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين - ثم قال - لا إله إلا الله والله أكبر ) ثلاثا.

[١٢٥٥٨] ٢٠ - الشيخ المفيد في الارشاد: روى عن علي بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام ، أنه قال: ( لما أصبحت الخيل تقبل على الحسينعليه‌السلام ، رفع يديه وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم(١) يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته [ عني ](٢) وكشفته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة ).

٤٧ -( باب استحباب اتخاذ المسلمين شعارا)

[١٢٥٥٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لسرية بعثها: ليكن شعاركم حم ( لا )(١) ينصرون، فإنه اسم من أسماء الله تعالى عظيم ).

[١٢٥٦٠] ٢ - وبهذا الاسناد عن علي بن الحسين، عن أبيه، [ عن علي ](١)

__________________

٢٠ - الارشاد ص ٢٣٣.

(١) في نسخة: كرب.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٤٧

١ - الجعفريات ص ٨٤، نوادر الراوندي ص ٣٣.

(١) ليس في المصدر.

٢ - الجعفريات ص ٨٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

١١٢

عليهما‌السلام قال: ( كان شعار أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر: يا منصور أمت، وكان شعارهم يوم أحد للمهاجرين: يا عبد الله، وللخزرج: يا بني عبد الرحمان، وللأوس: يا بني عبيد الله ).

ورواه في الدعائم: عن عليعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[١٢٥٦١] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام قال: ( قدم ناس من مزينة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شعاركم؟ قالوا: حرام، فقال: بل شعاركم حلال ).

ورواه في الدعائم: عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) .

[١٢٥٦٢] ٤ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: ( كان شعار أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة ).

[١٢٥٦٣] ٥ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: ( كان شعار المسلمين مع خالد بن الوليد في الرحبة(١) : أمت أمت ).

وروي جميع ما تقدم، عن السيد فضل الله الراوندي في النوادر(٢) : بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهما‌السلام ، مثله.

[١٢٥٦٤] ٦ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أن رسول

__________________

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٣ - الجعفريات ص ٨٤، نوادر الراوندي ص ٣٣.

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٤ - الجعفريات ص ٨٤، نوادر الراوندي ص ٣٣.

٥ - الجعفريات ص ٨٤.

(١) الرحبة: قرية على مرحلة من الكوفة في طريق مكة. ( معجم البلدان ج ٣ ص ٣٣ ).

(٢) نوادر الراوندي ص ٣٣.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

١١٣

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أمر بالشعار قبل الحرب، وقال: وليكن في شعاركم اسم من أسماء الله تعالى ).

[١٢٥٥٦] ٧ - السيد علي بن عبد الحميد، نقلا من كتاب الغيبة للفضل بن شاذان، بإسناده إلى الفضيل بن يسار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث في أصحاب القائمعليه‌السلام - قال: ( وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسينعليه‌السلام ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ).

٤٨ -( باب استحباب ارتباط الخيل وسائر الدواب، وآدابها وآلات الركوب)

[١٢٥٦٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه قال: ( أول من ارتبط [ فرسا ](١) في سبيل الله تبارك وتعالى المقداد بن الأسود الكندي، وأول من رمى سهما في سبيل الله تبارك وتعالى سعد بن أبي وقاص، وأول شهيد في الاسلام مهجع ).

[١٢٥٦٧] ٢ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله وملائكته يصلون على أصحاب الخيل، من اتخذها وأعدها لمارد(١) في دينه أو مشرك ).

[١٢٥٦٨] ٣ - دعائم الاسلام: روينا عن علي صلوات الله عليه: ( أن رسول الله

__________________

٧ - الأنوار المضيئة:

الباب ٤٨

١ - الجعفريات ص ٢٤٠

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) في المصدر: لمارق.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

١١٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إن الله وملائكته يصلون على أصحاب الخيل، من اتخذها فأعدها في سبيل الله ).

[١٢٥٦٩] ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: ( من ارتبط فرسا في سبيل الله، كان علفه وكل ما يناله وما يكون منه وأثره حسنات في ميزانه يوم القيامة ).

[١٢٥٧٠] ٥ - وعنهعليه‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا علي، النفقة على الخيل المرتبطة في سبيل الله، هي النفقة التي قال الله عز وجل( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) (١) ).

[١٢٥٧١] ٦ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( ارتبطوا الخيل، فإن ظهروها لكم عز، وأجوافها كنز ).

٤٩ -( باب استحباب تعلم الرمي بالسهام)

[١٢٥٧٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل لهو باطل إلا ما كان من ثلاثة: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك فإنه من السنة ).

[١٢٥٧٣] ٢ - وبهذا الاسناد: قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : علموا أبناءكم الرمي والسباحة ).

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) البقرة ٢: ٢٧٤.

٦ - عوالي الآلي ج ٢ ص ١٠٣ ح ٢٨١.

الباب ٤٩

١ - الجعفريات ص ٨٧.

٢ - الجعفريات ص ٩٨.

١١٥

[١٢٥٧٤] ٣ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن المغيرة، رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) (١) الرمي ).

[١٢٥٧٥] ٤ - السيد علي بن طاووس في أمان الاخطار: عن كتاب دلائل الإمامة لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري الامامي، بإسناده عن الصادقعليه‌السلام ، في حديث طويل في مسيره مع والده أبي جعفرعليه‌السلام إلى الشام عند هشام، ومراماتهعليه‌السلام عنده، إلى أن قال: ( قال له هشام: يا محمد لا يزال العرب والعجم يسودها قريش ما دام فيهم مثلك، لله درك من علمك وفي كمت تعلمته؟ فقال أبي: قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه، فتعاطيته أيام حداثتي ثم تركته ) الخبر.

٥٠ -( باب وجوب معونة الضعيف، والخائف من لص أو سبع أو نحوها)

[١٢٥٧٦] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن عليعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجب فليس من المسلمين ).

[١٢٥٧٧] ٢ - تفسير الإمامعليه‌السلام - في خبر طويل - قالعليه‌السلام : ( ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فأيكم دفع(١) عن أخيه المؤمن بقوته؟(٢) قال عليعليه‌السلام : أنا، مررت

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٦ ح ٧٤.

(١) الأنفال ٨: ٦٠.

٤ - أمان الاخطار ص ٥٤.

الباب ٥٠

١ - الجعفريات ص ٨٨.

٢ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٣٠

(١) في المصدر زيادة: اليوم.

(٢) وفيه زيادة: ضررا.

١١٦

في طريق كذا، فرأيت فقيرا من فقراء المؤمنين قد تناوله أسد فوضعه تحته وقعد عليه، والرجل يستغيث بي من تحته، فناديت الأسد: خل عن المؤمن، فلم يخل، فتقدمت إليه فركلته برجلي فدخلت رجلي في جنبه الأيمن وخرجت من جنبه الأيسر، فخر الأسد صريعا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وجبت(٣) ، هكذا يفعل الله بكل من آذى لك وليا، يسلط الله عليه في الآخرة سكاكين النار وسيوفها، يبعج(٤) بها بطنه ويحشى نارا ).

[١٢٥٧٨] ٣ - وفيه: في خبر آخر، قالعليه‌السلام : ( ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم وقى بنفسه عن نفس رجل مؤمن البارحة؟ فقال عليعليه‌السلام : أنا يا رسول الله، وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حدث بالقصة إخوانك المؤمنين، ولا تكشف عن اسم المنافق المكائد لنا، فقد كفا كما الله شره، وأخره للتوبة لعله يتذكر أو يخشى، فقال عليعليه‌السلام : بينا أنا أسير في بني فلان بظاهر المدينة، وبين يدي بعيدا مني ثابت بن قيس، إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر، وهناك رجال من المنافقين فدفعوه ليرموه في البئر، فتمالك(١) ثابت(٢) ثم عاد فدفعه، والرجل لا يشعر بي حتى وصلت إليه، وقد اندفع ثابت في البئر، فكرهت أن اشتغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت، فوقعت في البئر لعلي آخذه، فنظرت فإذا قد سبقته إلى قرار البئر ) الخبر وهو طويل وفيه معاجز.

[١٢٥٧٩] ٤ - وفيه: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( ومن أدى الزكاة من

__________________

(٣) ( أي الجنة ) ( منه قده ).

(٤) بعج بطنه بالسكين: شقه فزال ما فيه عن موضعه وبدا متعلقا ( لسان العرب ج ٢ ص ٢١٤ ).

٣ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) في المصدر: فتماسك.

(٢) في المصدر زيادة: بي.

٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٩٣، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٣٠٩.

١١٧

بدنه، في دفع ظلم قاهر عن(١) أخيه، أو معونته على مركوب له، سقط عليه(٢) متاع لا يأمن تلفه أو الضرر الشديد عليه، قيض الله له ملائكة في عرصات القيامة يدفعون عنه نفحات النيران، ويجيؤونه(٣) بتحيات الجنان، ويزفونه(٤) إلى محل الرحمة والرضوان ).

[١٢٥٨٠] ٥ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه قال: ( قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام : إذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح، أو من قد نكل، أو من طمع عدوه(١) فيه، فقووه بأنفسكم ) الخبر.

٥١ -( باب استحباب اتخاذ الرايات)

[١٢٥٨١] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه قال: ( أول من جاهد في سبيل الله إبراهيمعليه‌السلام ، أغارت الروم على(١) ناحية فيها لوطعليه‌السلام فأسروه، فبلغ ذلك إبراهيم فنفر فاستنقذه من أيديهم، وهو أول من عمل الرايات ).

[١٢٥٨٢] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه رأى عقد الرايات والألوية قبل

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: من، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: عنه.

(٣) وفيه: ويحيونه.

(٤) وفيه: ويرفعونه.

٥ - الخصال ص ٦١٧.

(١) في المصدر: عدوكم.

الباب ٥١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) في الطبعة الحجرية ( عن )، وهو سهو، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٩.

١١٨

الزحف، وأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يعطيه رايته.

[١٢٥٨٣] ٣ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، عن ( عاصم بن حميد )(١) ، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( إن اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في صحف إبراهيم: الماحي - إلى أن قال - وكانت له راية تسمى العقاب ).

[١٢٥٨٤] ٤ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام ، قال: ( أول من قاتل في سبيل الله إبراهيمعليه‌السلام ، حيث أسرت الروم لوطاعليه‌السلام ، فنفر إبراهيم حتى استنقذه من أيديهم، وأول من اتخذ الرايات إبراهيم ) الخبر، والاخبار في هذا المعنى كثيرة لا تحصى.

٥٢ -( باب عدم جواز مضاهاة أعداء الله، في الملابس والمطاعم ونحوها)

[١٢٥٨٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: ( أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من الأنبياء: قل لقومك: لا يلبسوا لباس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يتشكلوا مشاكل أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي ).

__________________

٣ - أمالي الصدوق ص ٦٧، وعنه في البحار ج ١٦ ص ٩٨ ح ٣٧.

(١) في الطبعة الحجرية ( ابن جميلة )، ولم نجد هذه الكنية في معاجم الرجال، وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ١٨٠ ).

٤ - الجعفريات ص ٢٨.

الباب ٥٢

١ - الجعفريات ص ٢٣٤.

١١٩

٥٣ -( باب أنه إذا اشتبه المسلم بالكافر في القتلى، وجب أن يوارى من كان كميش الذكر، وإذا اشتبه الطفل بالبالغ من المشركين، وجب اعتباره بالانبات)

[١٢٥٨٦] ١ - عوالي اللآلي: وفي الحديث أن سعد بن معاذ حكم في بني قريظة بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم، وأمر بكشف مؤتزرهم فمن انبت فهو من المقاتلة، ومن لم ينبت فهو من الذراري، فصوبه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٤ -( باب جواز القتل صبرا على كراهية)

[١٢٥٨٧] ١ - عوالي اللآلي: وفي الحديث أن أبا عزة الجمحي(١) وقع في الأسر يوم بدر فقال: يا محمد إني ذو عيلة فامنن علي، فمن عليه أن لا يعود إلى القتال، فمر إلى مكة فقال: سخرت بمحمد فأطلقني، وعاد إلى القتال يوم أحد، فدعا عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يفلت، فوقع في الأسر، فقال: إني ذو عيلة فامنن علي، فقال: ( أمن عليك حتى ترجع إلى مكة، فتقول في نادي قريش: سخرت بمحمد، لا يلسع المؤمن في جحر مرتين ) وقتله بيده.

٥٥ -( باب تحريم قتال المسلمين على غير سنة)

[١٢٥٨٨] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : ( أن رسول الله

__________________

الباب ٥٣

١ - عوالي الآلي ج ١ ص ٢٢١ ح ٩٧.

الباب ٥٤

١ - عوالي الآلي ج ١ ص ٢٢٨ ح ١٢٢.

(١) في الطبعة الحجرية: ( الجحمي ) وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب الأسماء ج ٢ ص ٢٦٠ ).

الباب ٥٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٨.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الْعِقابِ ) . انّ العذاب الشديد غير مخالف لرحمته الواسعة ، كما لا يتوهّم أحدا انّ رحمته العامّة هي إعطاء الفرصة للظالمين ان يفعلوا ما يريدون. لانّه في هذه الموارد يكون شديد العقاب ، والحصول على نتائج هذه الصفتين للربّ يعني( لَذُو مَغْفِرَةٍ ) و( لَشَدِيدُ الْعِقابِ ) مرهون بسلوك الإنسان نفسه.

* * *

ملاحظتان

1 ـ لماذا التعجّب في الخلق الجديد؟

يستفاد من خلال آيات متعدّده في القرآن الكريم انّ من جملة مشاكل الأنبياء مع المشركين اثبات «المعاد الجسماني» لانّهم كانوا يتعجّبون دائما من هذا الموضوع وهو : كيف يبعث الإنسان من جديد بعد ان صار ترابا؟ كما اشارت اليه الآية السابقة( أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) وهناك سبع آيات اخرى تشير الى هذا الموضوع (الآية 35 و 82 من سورة المؤمنون 7 ـ 2 النمل 6 ـ 1 و 53 الصافات ـ 3 ق 7 ـ 4 الواقعة).

ومن هنا يتّضح انّ هذا التساؤل كان مهمّا بالنسبة إليهم حيث كانوا يكرّرونه في كلّ فرصة ، ولكن القرآن الكريم يجيبهم بعبارات قصيرة وقاطعة ، فمثلا الآية (29) من سورة الأعراف :( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) تتكوّن من كلمات قليلة ولكنّها مفحمة لهم ، وفي مكان آخر يقول تعالى :( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) لانّكم في الخلق الاوّل لم تكونوا شيئا امّا الآن فتوجد على الأقل عظام نخرة مع التراب المتبقّي منكم.

وفي بعض الأحيان يأخذ بأيدي الناس ويدعوهم الى التفكّر والإمعان في عظمة وقدرة الخالق( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) .

٣٤١

2 ـ هل انّ الله يعفو عن الظالمين؟

قرانا في الآيات المتقدّمة انّ الله يعفو ويغفر للذين ظلموا ، وهذا الغفران غير لازم لمن يصرّ على ظلمه ، ولكنّه من باب إعطاء الفرصة لهم لان يصلحوا أنفسهم ، والّا فهو تعالى شديد العقاب.

ويمكن ان نستفيد من هذه الآية انّ الذنوب الكبيرة ـ ومن جملتها الظلم ـ قابلة للغفران (ولكن بتحقّق شروطها) ، وهو ردّ على قول المعتزلة بأنّ الذنوب الكبيرة لا يغفرها الله ابدا.

وعلى ايّة حال فـ «المغفرة الواسعة» و «العقاب الشديد» في الواقع تجعل كل المعترفين بوجود الله بين «الخوف» و «الرجاء» الذي يعتبر من العوامل المهمّة لتربية الإنسان ، فلا ييأس من رحمة الله لكثرة الذنوب ، ولا يأمن من العذاب لقلّتها.

ولهذا جاء في الحديث عن الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لو لا عفو الله وتجاوزه ما هنئ احد العيش ، ولولا وعيد الله وعقابه لاتّكل كلّ واحد»(1) .

ومن هنا يتّضح انّ الذين يقولون ـ أثناء ارتكابهم المعاصي ـ انّ الله كريم ، يكذبون في اتّكالهم على كرم الله ، فهم في الواقع يستهزءون بعقاب الله.

* * *

__________________

(1) مجمع البيان ، المجلد 5 و 6 ، ص 278 ـ تفسير القرطبي ، المجلّد السّادس ، ص 3514.

٣٤٢

الآية

( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(7) )

التّفسير

ذريعة اخرى!

بعد ما أشرنا في الآيات السّابقة الى مسألة «التوحيد» و «المعاد» ، تتطرّق هذه الآية الى واحدة من اعتراضات المشركين المعاندين حول مسألة النبوّة :( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) .

ومن الواضح انّ احدى وظائف النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اظهار معاجزه لكي يدلّ على صدقه وصلته بالوحي الالهي ، والذي يبحث عن الحقيقة له الحقّ في المطالبة بالمعجزة أثناء شكّه وتردّده في تصديق الدعوة ، او تتّضح له دلائل النبوّة عن طريق آخر.

ولكن يجب ان نلتفت الى هذه النقطة وهي : انّ اعداء الأنبياء لم يكن لديهم حسن نيّة او اتّباع للحقّ عند طلبهم المعجزة ، بل لعنادهم وعدم تسليمهم للأمر الواقع ولذلك كانوا يقترحون بين فترة واخرى معاجز عجيبة وغريبة. وهذه ما

٣٤٣

يسمّى بـ «المعجزات الاخلاقية».

اقتراحهم للمعاجز لم يكن لكشف الحقيقة ، ولهذا لم يستجب الأنبياء لمطاليبهم ، وفي الحقيقة كانت هذه الفئة من الكفّار المعاندين يعتقدون انّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدّعي القدرة على انجاز اي عمل خارق للعادة ، وايّ واحد منهم يقترح عليه انجاز عمل ما سوف يلبّي مطاليبه.

ولكن الأنبياء كانوا يقولون لهم الحقيقة وهي انّ المعاجز بيد الله ، ورسالتنا هداية الناس.

ولذلك نقرا في تكملة الآية قوله تعالى :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) .

* * *

بحثان

هنا يرد سؤالان :

1 ـ هل الآية «انّما أنت منذر ...» جواب للكفّار؟

كيف يمكن لجملة( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ان تكون جوابا للكفّار عند طلبهم المعجزة؟

الجواب : بالاضافة الى ما قلناه سابقا فإنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست له القدرة الغيبية المطلقة كي يطلبوا منه الاعجاز ، لانّ الوظيفة الاولى له هي إنذار أولئك الذين يسيرون في طريق الضلال ، والدعوة الى الصراط المستقيم ، وإذا ما احتاجت هذه الدعوة الى المعجزة فسوف يأتي بها النّبي ، ولكن لا يأتي بها للمعاندين البعيدين عن هذه المسيرة.

فمعنى الآية : انّ الكفّار نسوا انّ هدف الأنبياء الإنذار والدعوة الى الله ، واعتقدوا انّ وظيفتهم القيام بالمعاجز.

٣٤٤

2 ـ ما هو المقصود من جملة( لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ؟

قال بعض المفسّرين : انّ هاتين الصفتين (منذر) و (هاد) صفتان للرسول ، فأصل الجملة تكون (أنت منذر وهاد لكلّ قوم).

ولكن هذا التّفسير خلاف الظاهر ، لانّ الواو في جملة( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) تفصل بين جملة( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ولو كانت كلمة «هاد» قبل «لِكُلِّ قَوْمٍ » كان المعنى السّابق صحيحا. ولكن الأمر ليس كذلك.

والشيء الآخر هو انّ هدف الآية بيان انّ هناك قسمين من الدعوة الى الله : أحدهما ان يكون عمل الداعي هو الإنذار فقط. والآخر : ان يكون العمل هو الهداية.

وسوف تسألون حتما : ما هو وجه التفاوت بين (الإنذار) و (الهداية)؟ نقول في جواب هذا السؤال : انّ الإنذار للذين اضلّوا الطريق ودعوتهم تكون الى الصراط المستقيم ، ولكن الهداية والاستقامة للذين آمنوا.

وفي الحقيقة انّ المنذر مثل العلّة المحدثة ، امّا الهادي فبمنزلة العلّة الباقية وهذه هي التي تعبّر عنها بالرّسول والامام ، فالرّسول يقوم بتأسيس الشريعة والامام يقوم بحفظها وحراستها. (ليس من شكّ انّ الهداية في آيات اخرى مطلقة للرسول ، ولكن بقرينة المنذر في هذه الآية نفهم انّ المقصود من الهادي هو الشخص الحافظ والحامي للشريعة).

هناك روايات عديدة تؤكّد ما قلناه سابقا ، فقد قال الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «انا المنذر وعلي الهادي».

ولا بأس ان نشير الى عدّة من هذه الرّوايات :

1 ـ في ذيل هذه الآية من تفسير الفخر الرازي مرفوعا عن ابن عبّاس قال : وضع رسول الله يده على صدره فقال : «انا المنذر» ثمّ اومأ الى منكب عليعليه‌السلام وقال : (أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي) هذه الرّواية ذكرها العلّامة

٣٤٥

«ابن كثير» في تفسيره ، والعلّامة «ابن الصبّاغ المالكي» في الفصول المهمّة ، و «الكنجي» الشافعي في كفاية الطالب و «الطبري» في تفسيره ، و «ابو حيّان الاندلسي» في تفسيره البحر المحيط ، وكذلك «العلّامة النيسابوري» في تفسيره الكشّاف ، وعدد آخر من المفسّرين.

2 ـ نقل «الحمويني» وهو من علماء اهل السنّة المعروفين في كتابه فرائد السمطين عن ابو هريرة قال «ان المراد بالهادي عليعليه‌السلام ».

3 ـ «مير غياث الدين» مؤلّف كتاب (حبيب السيّد) كتب يقول في المجلّد الثّاني صفحة 12 : «قد ثبت بطرق متعدّدة انّه لمّا نزل قوله تعالى :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال لعلي : «انا المنذر وأنت الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي».

كما نقل هذا الحديث «الآلوسي» في (روح المعاني) و «الشبلنجي» في (نور الأبصار) والشيخ «سليمان القندوزي» في (ينابيع المودّة).

وبما انّ اكثر هذه الرّوايات مسنده الى ابن عبّاس فإنّه لم يكن الشخص الوحيد الذي روى ذلك ، فأبو هريرة نقل ذلك فيما ذكره الحمويني ، وحتّى علي نفسه ـ طبقا لما نقله الثعلبي ـ قد قال : «المنذر النّبي والهادي رجل من بني هاشم» يعني نفسه(1) .

لا شكّ انّ هذه الأحاديث لا تصرّح بالخلافة ، ولكن بالنظر الى ما تحتويه هذه الكلمة (الهداية) من المعنى الواسع ، فإنّها غير منحصرة بعليعليه‌السلام بل تشمل جميع العلماء واصحاب الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين كانوا يقومون بنفس المهمّة ، فإنّه يتّضح لنا تخصيص علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هذه الرّوايات بهذا العنوان يدلّ على انّه المصداق البارز له ، وذلك لما يمتاز به من الخصوصيات ، وهذا المطلب لا يكون منفصلا عن خلافة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتما.

* * *

__________________

(1) للمزيد من الاطلاع راجع كتاب احقاق الحقّ ، المجلّد الثّالث ، ص 87 وما بعدها.

٣٤٦

الآيات

( اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10) )

التّفسير

علم الله المطلق :

نقرا في هذه الآيات قسما من صفات الخالق ، والتي تكمل بحث التوحيد والمعاد ، فالحديث عن علمه الواسع ومعرفته بكلّ شيء ، هو ذاك العلم الذي يقوم عليه نظام التكوين وعجائب الخلقة وآيات التوحيد ، وهو العلم الذي يكون أساسا للمعاد والعدالة الالهيّة يوم القيامة وهذه الآيات استندت الى هذين القسمين : (العلم بنظام التكوين ، والعلم بأعمال العباد).

تقول الآية اوّلا :( اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ) في رحمها ، سواء من أنثى الإنسان او الحيوان( وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ ) اي تنقص قبل موعدها المقرّر( وَما

٣٤٧

تَزْدادُ ) (1) اي يعلم بما تزيد عن موعدها المقرّر.

في تفسير هذه الجمل الثلاث هناك آراء مختلفة بين المفسّرين :

يعتقد البعض ـ انّها تشير ـ كما ذكرنا آنفا ـ الى وقت الولادة ، وهي على ثلاثة انواع : فمرّة يولد المولود قبل موعده. ومرّة في موعده ، واخرى بعد الموعد المقرّر. فالله يعلم كلّ ذلك ويعلم لحظة الولادة بالتحديد ، وهذه من الأمور التي لا يستطيع اي احد او جهاز ان يحدّد موعده ، وهذا العلم خاص بذات الله المنزّهة ، وسببه واضح لانّ استعدادات الأرحام والاجنّة مختلفة ، ولا احد يعلم بهذا التفاوت.

وقال بعض آخر : انّها تشير الى ثلاث حالات مختلفة للرحم ايّام الحمل ، فالجملة الاولى تشير الى نفس الجنين الذي تحفظه ، والجملة الثانية تشير الى دم الحيض الذي ينصبفي الرحم ويمصّه الجنين ، والجملة الثالثة اشارة الى الدم الاضافي الذي يخرج أثناء الحمل أحيانا ، او دم النفاس أثناء الولادة(2) .

وهناك عدّة احتمالات اخرى في تفسير هذه الآية دون ان تكون متناقضة فيما بينها ، ويمكن ان يكون مراد الآية اشارة الى مجموع هذه التفاسير ، ولكن الظاهر انّ التّفسير الاوّل اقرب ، بدليل جملة (تحمل) المقصود منها الجنين والجمل (تغيض) و (تزداد) بقرينة الجملة السابقة تشير الى الزيادة والنقصان في فترات الحمل.

روى الشيخ الكليني في الكافي عن الامام الصادقعليه‌السلام او الامام الباقرعليه‌السلام

__________________

(1) «تغيض» أصلها الغيض بمعنى ابتلاع السائل وهبوط مستوى الماء. وتأتي بمعنى النقصان والفساد ، و «الغيضة» المكان الذي يقف فيه الماء فيبتلعه ، و «ليلة غائضة» اي مظلمة.

(2) يقول صاحب الميزان مؤيّدا هذا الراي : إنّ بعض روايات ائمّة اهل البيت يؤيّد هذا الراي. وابن عبّاس ممّن يؤيّد هذا الراي ايضا ، ولكن بالنظر الى الرّوايات المنقولة في تفسير نور الثقلين في ذيل الآية فإنّ أكثرها يؤيّد ما قلناه في الراي الاوّل.

٣٤٨

في تفسير الآية انّ «الغيض كلّ حمل دون تسعة أشهر ، وما تزداد كلّ شيء حمل على تسعة أشهر». وفي تكملة الحديث يقول : «كلّما رأت المراة الدم الخالص في حملها فإنّها تزداد وبعدد الايّام التي زاد فيها في حملها من الدم»(1) .

( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ ) ولكي لا يتصوّر احد انّ هذه الزيادة والنقصان بدون حساب ودليل ، بل انّ كلّ ساعة وثانية ولحظة لا تمرّ دون حساب ، كما انّ للجنين ودم الرحم حساب وكتاب ايضا. فالآية التي بعدها تؤكّد ما قلناه في الآية السابقة حيث تقول :( عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) فعلمه بالغيب والشهادة لهذا السبب( الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ ) فهو يحيط بكلّ شيء ، ولا يخفى عنه شيء.

ولتكميل هذا البحث وتأكيد علمه المطلق يضيف القرآن الكريم :( سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ) (2) وهذا هو الحقّ فالذي يوجد في كلّ مكان لا معنى للغيب والشهادة او الليل والنهار عنده ، فهو محيط بها وعالم بأخبارها بشكل متساو.

* * *

بحوث

1 ـ القرآن وعلم الاجنّة

أشار القرآن المجيد مرارا الى مسألة الجنين وعجائب تكوينه ليكون احد الادلّة على التوحيد ومعرفة الله وعلمه المطلق ، وبالطبع فإنّ علم الاجنّة واحد من العلوم الحديثة وكان سابقا عبارة عن معلومات اوّليّة محدودة ثمّ توسعت في هذا العصر. ولكن بتقدّم العلم والمعرفة حدثت قفزة في هذا المجال كشف عن

__________________

(1) نور الثقلين ، ج 2 ، صفحة 485.

(2) «سارب» من سرب على وزن ضرر ، بمعنى الماء الجاري ، ويقال للشخص الذاهب الى عمل ايضا.

٣٤٩

كثير من اسرار هذا العالم الساكن والهادىء وعن كثير من عجائبه بحيث نستطيع ان نقول : انّ اكبر درس للتوحيد ومعرفة الله كامن في تكوين الجنين ومراحل تكامله.

فمن هذا الذي يرعى هذا الكائن المخفي وبتعبير القرآن واقع «في ظلمات ثلاث» الذي يمتاز بالظرافة ودقّة التكوين وان يوصل له المقدار اللازم من الغذاء ويرشده مراحل حياته؟

وعند ما تقول الآية السابقة :( اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ) فليس المقصود من علمه بالذكر والأنثى فقط ، بل بكلّ خصائصه والطاقة الكامنة فيه ، هذه الأشياء لا يستطيع احد وبأي وسيلة ان يتعرّف عليها ، وعلى هذا فإنّ وجود هذا النظام الدقيق والمعقّد للجنين ومراحل تكامله لا يمكن ان يكون بدون صانع عالم وقدير.

2 ـ كلّ شيء له مقدار

نحن نقرا في آيات مختلفة من القرآن الكريم انّ كلّ شيء له حدّ محدود ولا يتجاوزه ، ففي الآية (3) من سورة الطلاق يقول تعالى :( قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) وفي الآية 21 سورة الحجر يقول تعالى :( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) والآية التي نحن بصددها( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ ) .

كلّ هذه تشير الى انّه ليس هناك شيء في العالم بدون حساب ، حتّى الموجودات في الطبيعة التي نعتبرها في بعض الأحيان غير مهمّة ، فإنّ وجودها على أساس حساب دقيق ، علمنا بذلك ام لم نعلم ، وأساسا فإنّ معنى حكمة الله هو ان يجعل لكلّ ما في الكون حدّا ومقدارا ونظاما.

وكلّ ما حصلناه اليوم من اسرار الكون بواسطة العلوم يؤكّد هذه الحقيقة ، فمثلا نرى انّ دم الإنسان ـ الذي هو المادّة الحياتية لوجود الإنسان والذي يقوم

٣٥٠

بنقل المواد الضروريّة اللازمة لخلايا الجسم ـ يتركّب من عشرين مادّة او اكثر ، وبنسب ثابتة دقيقة بحيث لو تمّ اي تغيير فيها لتعرّضت سلامة الإنسان للخطر ، ولهذا السبب ولمعرفة النقص الحاصل في الجسم يقومون بتحليل الدم وقياس نسبة السكر والدهن وسائر مركّبات الدم الاخرى ، ويتمّ تشخيص العلّة بواسطة معرفة زيادة او نقصان هذه النسب ، وليس دم الإنسان وحده له هذه الميزة ، بل كلّ ما في الوجود له نفس هذه الدقّة في النظام.

ولا بدّ هنا من التنبيه على انّ ما يظهر لنا في بعض الأحيان من عدم النظام في عالم الوجود هو في الواقع ناتج من قصور في علومنا ومعرفتنا ، فالإنسان الذي يؤمن بالله لا يمكن ان يتصوّر ذلك ، وبتطوّر العلوم تتأكّد لنا هذه الحقيقة.

وكي نستطيع ان نتعلّم هذا الدرس وهو انّ المجتمع الانساني الذي هو جزء من عالم الوجود إذا أراد له العيش بسلام ، فعليه ان يجعل شعار( كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ ) يسود جميع جوانبه ، ويجتنب الإفراط والتفريط في اعماله وتخضع جميع مؤسساته الاجتماعية للحساب والموازين.

3 ـ الغيب والشهادة سواء عند الله

استندت هذه الآيات الى انّ الغيب والشهادة معلومان عند الله ، فهما مفهومان نسبيان وتستخدمان للكائن الذي علمه ووجوده محدود ، وعلى سبيل المثال نحن نمتلك حواسا ذات مدى نسبي ، فمتى ما كان الشيء داخلا في هذا المدى فهو شاهد بالنسبة لنا ، وما كان خارجا عنه فهو غيب ، فلو فرضنا انّ أبصارنا لها قدرة غير محدودة ويمكنها النفوذ في باطن الأشياء وإدراكها ، فإنّ كلّ شيء يعتبر شاهد عندنا.

وبما انّ كلّ شيء له حدّ محدود غير الذات الالهيّة ، فإنّ لغير الله تعالى غيب وشهادة ، ولانّ ذات الله غير محدودة ووجوده عام ومطلق فإنّ كلّ شيء بالنسبة

٣٥١

اليه شهادة ، ولا معنى للغيب بالنسبة اليه ، وإذا ما قلنا ـ انّ الله عالم الغيب والشهادة فهو ما نعتبره نحن غيب وشهادة ، امّا هو فهما عنده سواء. لنفترض انّنا ننظر ما في أيدينا في النهار ، فهل نجهل ما فيها؟! جميع الكون في مقابل علم الله أوضح من هذا واظهر.

4 ـ الآثار التربوية في إدراكنا لعلم الله

أثناء قراءتنا للآيات الماضية التي تقول : انّ الله يعلم السرّ والجهر من القول وحركاتكم في الليل والنهار وكلّها مشهودة عنده ، هل نجد في أنفسنا ايمانا بهذه الحقيقة؟ لو كنّا مؤمنين بذلك حقّا ونشعر بأنّ الله تعالى مطّلع علينا فإنّ هذا الايمان والاحساس الباطني يبعث على تغيير عميق في روحنا وفكرنا وقولنا وضمائرنا؟.

نقل عن الامام الصادقعليه‌السلام في جوابه لمن سأله عن طريقتهم في الحياة قال : «علمت انّ الله مطلع عليّ فاستحييت».

كما نشاهد كثيرا من المواقف من تأريخ المسلمين وحياتهم تتجلّى فيها هذه الحقيقة ، يقال : دخل أب وابنه في بستان ، فتسلّق الأب شجرة ليقطف ثمارها دون اذن صاحبها ، بينما بقي الابن أسفل الشجرة لمراقبة الأوضاع. وفجأة صاح الابن الذي كان مؤمنا ومتعلّما ونادى أباه بأن ينزل بسرعة ، عندها خاف الأب ونزل فورا وسأل من الذي رآني؟ قال : الذي هو فوقنا ، فنظر الأب الى الأعلى فلم يجد أحدا ، وسأل من الذي رآني؟ قال : الذي هو فوقنا ، فنظر الأب الى الأعلى فلم يجد أحدا ، فقال الابن : كان قصدي هو الله المحيط بنا جميعا ، كيف يمكن ان تخاف ان يراك الإنسان ، ولا تخاف ان يراك الله؟! اين الايمان؟!

* * *

٣٥٢

الآية

( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11) )

التّفسير

المعقّبات الغيبية!

علمنا في الآيات السابقة انّ الله بما انّه عالم الغيب والشهادة فإنّه يعلم أسرار الناس وخفاياهم ، وتضيف هذه الآية انّه مع حفظ وحراسة الله لعبادة فإنّ( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ) (1) .

ولكي لا يتصوّر احد انّ هذا الحفظ بدون شروط وينغمس في المزلّات ، او يرتكب الذنوب الموجبة للعقاب ، ومع كلّ ذلك ينتظر من الله او الملائكة ان يحفظوه ، يعلّل القرآن ذلك بقوله :( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما

__________________

(1) هناك حديث بين المفسرين في ان الضمير (له) لمن يعود ، وكما تشير الآية فإنه يعود للإنسان كما تؤكد عليه الآيات السابقة ، ولكن بعضهم قال : يعود للنبي او لله. وهذا يخالف ما جاء في ذيل الآية [فتأمل].

٣٥٣

بِأَنْفُسِهِمْ ) .

وكي لا يتبادر الى الأذهان انّه مع وجود الملائكة الحافظة فأيّ معنى للعذاب او الجزاء؟ هنا تضيف الآية( وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ ) ولهذا السبب فإنّه حين صدور العذاب الالهي على قوم او امّة ، فسوف ينتهي دور المعقّبات ويتركون الإنسان عرضة للحوادث

* * *

بحوث

1 ـ ما هي المعقّبات؟

«المعقّبات» كما جاء في مجمع البيان للعلّامة الطبرسي وكما قاله بعض المفسّرين جمع (معقبة) وهي بدورها جمع (معقّب) ومعناه المجموعة التي تعمل بشكل متناوب ومستمر. والظاهر من الآية انّ الله سبحانه وتعالى امر مجموعة من الملائكة بأن يحفظوا الإنسان في الليل والنهار ومن بين يديه ومن خلفه.

انّ الإنسان ـ بدون شك ـ معرّض في حياته الى كثير من الحوادث الروحية والجسمية ، فالامراض والمتغيّرات في السّماء والأرض محيطة بالإنسان ، وخصوصا في مرحلة الطفولة التي لا يدرك فيها ما يجري حوله ويكون هدفا سهلا للإصابة بها ، فقد يتعجّب الإنسان كيف ينجو الطفل وينمو من بين جميع هذه الحوادث ، وخصوصا في العوائل التي لا تدرك هذه المسائل وتعاني من قلّة الامكانيات كأبناء الريف الذين يعانون من الحرمان والفقر وهم معرضون للامراض اكثر من غيرهم.

وإذا ما امعنّا النظر في هذه المسائل فسوف نجد انّ هناك قوى محافظة ، تحفظ الإنسان في مقابل هذه الحوادث كالدرع الواقي.

وكثيرا ما يتعرّض الإنسان الى حوادث خطرة ويتخلّص منها بشكل

٣٥٤

اعجازي تجعله يشعر انّ كلّ ذلك ليس صدفة وانّما هناك قوى محافظة تحميه.

وهناك كثير من الأحاديث المنقولة عن ائمّة المسلمين تؤكّد ذلك ومن جملتها : الحديث المروي عن الامام الباقرعليه‌السلام في تفسير هذه الآية يقول : «يحفظ بأمر الله من ان يقع في ركي او يقع عليه حائط او يصيبه شيء ، حتّى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه يدفعونه الى المقادير ، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان من نهار يتعاقبانه».

وفي حديث آخر عن الامام الصادقعليه‌السلام يقول : «ما من عبد الّا ومعه ملكان يحفظانه فإذا جاء الأمر من عند الله خليا بينه وبين امر الله».

ونقرا في نهج البلاغة عن امير المؤمنينعليه‌السلام «انّ مع كلّ انسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه».

كما نقرا في نهج البلاغة في وصف الملائكة من الخطبة الاولى «ومنهم الحفظة لعباده».

انّ عدم إدراكنا لوجود المعقّبات عن طريق الحسّ او التجربة العلمية ليس دليلا على عدم وجودهم ، لانّه غير منحصر في هذا المجال فقط ، فالقرآن الكريم والمصادر المعرفية الاخرى اشارت الى امور كثيرة وراء الحسّ والتي لا يمكن إثباتها بالطرق العادية. واكثر من ذلك ما قلنا سابقا من انّنا نتعرّض في حياتنا الى كثير من المخاطر والتي لا يمكن النجاة منها الّا بوجود هذه القوى المحافظة (ورأيت في حياتي بعض من هذه النماذج المحيّرة ، والتي كانت بالنسبة لي كشخص صعب التصديق دليلا على وجود هذا المعقّب اللامرئي).

2 ـ التغيير يبدأ من النفس (قانون عام)

تبيّن الجملة( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ ) والتي جاءت في موردين متفاوتين في القرآن الكريم ، انّها قانون عام ، قانون حاسم ومنذر!

٣٥٥

هذا القانون الذي هو واحد من القوانين الاساسيّة لعلم الاجتماع في الإسلام ، يقول لنا : انّ ما يصيبكم هو من عند أنفسكم ، وما أصاب القوم من السعادة والشقاء هو ممّا عملت أيديهم ، وما يقال من الحظّ والصدفة وما يحتمله المنجّمون ليس له أساس من الصحّة ، فالأساس والقاعدة هي ارادة الامّة إذا أرادت العزّة والافتخار والتقدّم ، او العكس ان أرادت هي الذلّة والهزيمة ، حتّى اللطف الالهي او العقاب لا يكون الّا بمقدّمة. فتلك ارادة الأمم في تغيير ما بأنفسهم حتّى يشملهم اللطف او العذاب الالهي.

وبتعبير آخر : انّ هذا الأصل القرآني الذي يبيّن واحدا من اهمّ المسائل الاجتماعية في الإسلام ، يؤكّد لنا ان اي تغيير خارجي للأمم مرتبط بالتغيير الداخلي لها ، واي نجاح او فشل يصيب الامّة ناشئ من هذا الأمر ، والذين يبحثون عن العوامل الخارجية لتبرير اعمالهم وتصرّفاتهم ويعتبرون القوى المستعمرة والمتسلّطة هي السبب في شقائهم يقعون في خطأ كبير ، لانّ هذه القوى الجهنميّة لا تستطيع ان تفعل شيئا إذا لم تكن لديها قدرة ومركز في داخل المجتمع.

المهمّ ان نطهّر مجتمعاتنا من هذه المقرّات والمراكز للمستعمرين ولا نجعلها تنفذ في داخل مجتمعنا ، فهؤلاء بمنزلة الشياطين ، ونحن نعلم انّ الشيطان ليس له سبيل على عباد الله المخلصين ، فهو يتسلّط على الذي مهّد له السبيل في داخله.

يقول هذا الأصل القرآني : انّنا يجب ان نثور من الداخل كي ننهي حالة الشقاء والحرمان ، ثورة فكرية وثقافية ، ثورة ايمانيّة وأخلاقية ، وأثناء وقوعنا في مخالب الشقاء يجب ان نبحث فورا عن نقاط الضعف فينا ، ونطهّر أنفسنا منها بالتوبة والرجوع الى الله ونبدأ حياة جديدة مفعمة بالنّور والحركة ، كي نستطيع في ظلّها ان نبدّل الهزيمة الى نصر ، لا ان نخفي نقاط الضعف وعوامل الهزيمة هذه ونبحث عنها في خارج المجتمع ونظلّ ندور في الطرق الملتوية.

٣٥٦

هناك كتب ومؤلّفات كثيرة كتبت عن عوامل انتصار المسلمين الأوائل ثمّ تضعضع سلطانهم بعد حين ، وكثير من تلك الأبحاث ظلّت تتعثّر في الطرق الملتوية ، ولكن إذا ما أردنا ان نستلهم من الأصل أعلاه والصادر من منبع الوحي فيجب ان نبحث عن ذاك النصر او تلك الهزيمة وعن عواملها الفكرية والعقائدية والاخلاقية في المسلمين. ففي الثورات المعاصرة ومن جملتها الثورة الاسلامية في ايران ، او ثورة الجزائر او ثورة المسلمين الافغان ، نشاهد بوضوح انطباق هذا الأصل القرآني عليها. فقبل ان تغيّر الدول المستعمرة والمستكبرة طريقتها في التعامل معنا ، غيّرنا نحن ما بأنفسنا فتغيّر كلّ شيء.

وعلى ايّة حال فهذا درس ليومنا ولغدنا ولمستقبلنا ولكلّ المسلمين والأجيال القادمة. ونحن نرى انّ القيادات المنتصرة فقط هي التي استطاعت ان تقود وتغيّر شعوبها على أساس هذا الأصل الخالد ، وفي تاريخ المسلمين والإسلام شواهد على ذلك كثيرة.

* * *

٣٥٧

الآيات

( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (13) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (15) )

التّفسير

قسم آخر من دلائل عظمة الله :

يتطرّق القرآن الكريم مرّة ثانية الى آيات التوحيد وعلائم العظمة واسرار الخلقة. فهذه الآيات تحاول ان تقرّب العلاقة بين الإنسان وربّه من خلال الاشارة الى بعض الظواهر الطبيعيّة بشكل موجز وعميق المعنى لكي يشعّ نور الايمان في

٣٥٨

قلوب الناس ، فتشير اوّلا الى البرق( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً ) فالبرق بشعاعه يبهر العيون من جانب ، ويحدث صوتا مخيفا وهو الرعد من جانب آخر ، وقد يسبّب أحيانا الحرائق للناس وخصوصا في المناطق الصحراوية فيبعث على خوفهم ومن جانب آخر فإنّه يسبّب هطول الأمطار ويروي ظمأ الصحراء ويسقي المزروعات فيطمع فيه الناس ، وبين هذا الخوف والرجاء تمرّ عليهم لحظات حسّاسة. ثمّ تضيف الآية( وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ) القادرة على ارواء ظمأ الاراضي الزراعية.

بركات الرعد والبرق :

نحن نعلم انّ ظاهرة البرق في المفهوم العلمي هي اقتراب سحابتين إحداهما من الاخرى ، وهما تحملان شحنات سالبة وموجبة ، فيتمّ تفريغ الشحنات بين السحابتين فتحدث شرارة عظيمة ، ويحدث مثل ذلك عند اقتراب سلكين أحدهما سالب والآخر موجب ، وإذا كنّا قريبين منهما فإنّنا نسمع صوتا خفيفا ، ولكن لاحتواء الغيوم على شحنات هائلة من الالكترونات فانّهما تحدثان صوتا شديدا يسمّى الرعد.

وإذا ما اقتربت سحابة تحمل الشحنة الموجبة من الأرض التي تحتوي على شحنات سالبة فستحدث شرارة تسمّى بالصاعقة ، وخطورتها تكمن في انّ الأرض والمناطق المرتفعة تعتبر راس السلك السالب ، حتّى الإنسان في الصحراء يمكن ان يمثّل هذا السلك فيحدث تفريغ للشحنات يحوّل الإنسان الى رماد في لحظة واحدة ، ولهذا السبب عند وقوع البرق والرعد في الصحراء يجب ان يلجأ الإنسان الى شجرة او حائط او الى الجبال او الى اي مرتفع آخر ، او ان يستلقي في ارض منخفضة.

وعلى ايّة حال فإنّ للبرق ـ الذي يسمّى في بعض الأحيان مزاح الطبيعة ـ

٣٥٩

فوائد جمّة عرفت من خلال ما كشفه العلم الحديث. ونشير هنا الى ثلاثة منها :

1 ـ السقي : ـ من الطبيعي انّ البرق تتولّد منه حرارة عالية جدّا قد تصل بعض الأحيان الى (15) الف درجة مئوية ، وهذه الحرارة كافية لان تحرق الهواء المحيط بها ، وفي النتيجة يقلّ الضغط الجوي ، فيسبّب سقوط الأمطار. ولهذا السبب نرى هطول الأمطار الغزيرة بعد حدوث البرق.

وهذه في الواقع واحدة من وظائف البرق (السقي).

2 ـ التعقيم : ـ ونتيجة للحرارة العالية التي يسبّبها البرق فسوف يزداد مقدار الاوكسجين في قطرات الماء ، ويسمّى هذا الماء بالماء الثقيل او الماء المؤكسد (2 O 2 H ) ومن آثاره قتل المكروبات ، ولهذا السبب يستعمل لغسل الجروح ، فعند نزول هذه القطرات الى الأرض سوف تبيد بيوض الحشرات والآفات الزراعية ، ولهذا السبب يقال انّ السنة الكثيرة الآفات الزراعية هي السنة القليلة البرق والرعد.

3 ـ التغذية والتسميد : ـ تتفاعل قطرات الماء مع الحرارة العالية للبرق لتنتج حامض الكاربون ، وعند نزولها الى الأرض وتركيبها مع محتوياتها تضع نوعا من السّماد النباتي ، فتتمّ تغذية النبات من هذا الطريق.

يقول بعض العلماء : انّ مقدار ما ينتجه البرق من الاسمدة في السنة يصل الى عشرات الملايين من الاطنان ، وهذه كميّة كبيرة جدّا.

وعلى ايّة حال نرى من خلال ظاهرة طبيعيّة صغيرة كلّ هذه المنافع والبركات ، فهي تقوم بالسقي ورشّ السموم والتغذية ، فيمكن ان تكون دليلا واضحا لمعرفة الله ، كلّ ذلك من بركات البرق. كما انّه يمكن ان يكون البرق عاملا مهمّا في إشعال الحرائق من خلال الصاعقة ، وقد تحرق الإنسان او الأشجار ، ومع انّها نادرة الحدوث ويمكن الوقاية منها ، فهي مع ذلك عامل خوف للناس ، فمفهوم الخوف والطمع للبرق قد يكون اشارة الى جميع هذه الأمور.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399