مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 399
المشاهدات: 126459
تحميل: 4719


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126459 / تحميل: 4719
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أحدا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة مؤملة(١٩) محتملة، لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها(٢٠) عنك يد القدرة، وأخرجت إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء، و(٢١) حجرها لك حواء، وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.

وأما حق أبيك ، فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك [ ولا قوة إلا بالله ](٢٢) .

وأما حق ولدك ، فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة إلى ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين يحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه، بحسن القيام عليه والآخذ له منه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق أخيك ، فتعلم أنه يدك التي تبسطها، وظهرك الذي تلجأ إليه، وعزك الذي تعتمد عليه، وقوتك التي تصول بها، ولا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم بحق(٢٣) الله، ولا تدع نصرته على

__________________

(١٩) في الطبعة الحجرية: ( مريلة )، وفي المصدر ( موبلة )، والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

(٢٠) في الطبعة الحجرية: ( فنيتها )، وما أثبتناه من المصدر.

(٢١) في الطبعة الحجرية: وفي، وما أثبتناه من المصدر.

(٢٢) أثبتناه من المصدر.

(٢٣) في المصدر: لخلق.

١٦١

نفسه، ومعونته على عدوه، والحول بينه وبين شياطينه، وتأدية النصيحة إليه، والاقبال عليه في الله، فإن انقاد لربه وأحسن الإجابة له، وإلا فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه.

وأما حق المنعم عليك بالولاء ، فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها، وأطلقك من أسر المملكة وفك عنك حق العبودية، وأوجدك(٢٤) رائحة العز، وأخرجك من سجن القهر، ودفع عنك العسر، وبسط لك لسان الانصاف، وأباحك الدنيا كلها، فملكك نفسك وحل أسرك، وفرغك لعبادة ربك، واحتمل بذلك التقصير في ماله، فتعلم أنه أولى الخلق بك بعد أولى رحمك، في حياتك وموتك، وأحق الخلق بنصرك ومعونتك، ومكانفتك(٢٥) في ذات الله، فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك أحدا.

وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك ، فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه وواقية، وناصرا ومعقلا، وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه، فالبحري أن يحجبك عن النار، فيكون في ذلك ثوابك منه في الآجل، ويحكم لك بميراثه في العاجل، إذا لم يكن له رحم، مكافأة لما أنفقته من مالك عليه، وقمت به من حقه بعد انفاق مالك، فإن لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق ذي المعروف عليك ، فأن تشكره وتذكر معروفه، وتنشر له المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية، ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته، وإلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها.

وأما حق المؤذن، فأن تعلم أنه مذكرك بربك، وداعيك إلى حظك،

__________________

(٢٤) في الطبعة الحجرية: وواجدك، وما أثبتناه من المصدر.

(٢٥) يكنفه كنفا: أي حفظه وأعانه والمكانفة: المعاونة. ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٠٨ ).

١٦٢

وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك، فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك، وإن كنت في بيتك متهما لذلك، لم تكن لله في أمره متهما، وعلمت أنه نعمة من الله عليك لا شك فيها، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق إمامك في صلاتك ، فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله، والوفادة إلى ربك، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وطلب فيك ولم تطلب فيه، وكفاك هم المقام بين يدي الله، والمسألة له فيك ولم تكفه ذلك، فإن كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك، وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه، ولم يكن لك عليه فضل، فوقى نفسك بنفسه، ووقى صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

و [ أما ] (٢٦) حق الجليس ، فأن تلين له كنفك، وتطيب له جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ، ولا تغرق [ في ](٢٧) نزع اللحظ إذا لحظت، وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت، وإن كنت الجليس إليه، كنت في القيام عنه بالخيار، وإن كان الجالس إليك، كان بالخيار، ولا تقوم إلا بإذنه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الجار ، فحفظه غائبا، وكرامته شاهدا، ونصرته ومعونته في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوءة(٢٨) لتعرفها، فإن عرفتها منه من غير إرادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تصل(٢٩) إليه لانطوائه عليه، لا تسمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند

__________________

( ٢٦، ٢٧ ) أثبتناه من المصدر.

(٢٨) في الطبعة الحجرية: سوء، وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب.

(٢٩) في الطبعة الحجرية: تتصل، وما أثبتناه من المصدر.

١٦٣

نعمة، تقيل عثرته، وتغفر زلته، ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك، ولا تخرج أن تكون سلما له، ترد(٣٠) عنه لسان الشتيمة، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة، وتعاشره معاشرة كريمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الصاحب ، فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا، وإلا فلا أقل من الانصاف، وأن تكرمه كما يكرمك، وتحفظه كما يحفظك، ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأته، ولا تقصد(٣١) به عما يستحق من المودة، تلزم نفسك نصيحته وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه، ومعونته على نفسه فيما لا يهم به من معصية ربه، ثم تكون [ عليه ](٣٢) رحمة، ولا تكون عليه عذابا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الشريك ، فإن غاب كفيته، وأن حضر ساويته، ولا تعزم على حكمك دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته، وتحفظ عليه ماله، وتنفي عنه خيانته فيما عز أو هان، فإنه بلغنا أن يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المال ، فأن لا تأخذه إلا من حله، ولا تنفقه إلا في حله، ولا تحرفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه، ولا تجعله إذا كان من الله إلا إليه، وسببا إلى الله، ولا تؤثر به على نفسك من لعله لا يحمدك، وبالحري أن لا يحسن خلافته في تركتك، ولا يعمل فيه بطاعة ربك، فتكون معينا له على ذلك، وبما أحدث في مالك أحسن نظرا لنفسه، فيعمل بطاعة ربه، فيذهب بالغنيمة وتبوء بالاثم والحسرة والندامة مع التبعة، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الغريم الطالب لك ، فإن كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم تردده وتمطله، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مطل الغني

__________________

(٣٠) في الطبعة الحجرية: لم ترد، وما أثبتناه من المصدر.

(٣١) في المصدر: تقصر.

(٣٢) أثبتناه من المصدر.

١٦٤

ظلم، وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول، وطلبت إليه طلبا جميلا، ورددته عن نفسك ردا لطيفا، ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته، فإن ذلك لؤم، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الخليط ، فأن لا تغره ولا تغشه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه، ولا تعمل في انتقاضه عمل العدو الذي لا يبقي على صاحبه، وإن اطمأن إليك استقصيت له على نفسك، وعلمت أن غبن المسترسل ربا [ ولا قوة إلا بالله ](٣٣) .

وأما حق الخصم المدعي عليك ، فإن كان ما يدعي عليك حقا، لم تنفسخ في حجته، ولم تعمل في إبطال دعوته، وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها، والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود، فإن ذلك حق الله عليك، وإن كان ما يدعيه باطلا، رفقت به وردعته(٣٤) وناشدته بدينه، وكسرت حدته عنك بذكر الله، وألقيت حشو الكلام ولغطه(٣٥) الذي لا يرد عنك عادية عدوك بل تبوء بإثمه، وبه يشحذ عليك سيف عداوته، لان لفظة السوء تبعث الشر، والخير مقمعة للشر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الخصم المدعى عليه ، فإن كان ما تدعيه حقا، أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى، فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه، وقصدت قصد حجتك بالرفق، وأمهل المهلة وأبين البيان والطف اللطف، ولم تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال، فتذهب عنك حجتك، ولا يكون لك في ذلك درك، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المستشير ، فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة، وأشرت إليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به، وذلك ليكن منك في رحمة ولين، فإن اللين يؤنس الوحشة، وإن الغلظ يوحش موضع الانس، وإن لم

__________________

(٣٣) أثبتناه من المصدر.

(٣٤) في المصدر: روعته.

(٣٥) في الطبعة الحجرية: ولفظه، وما أثبتناه من المصدر.

١٦٥

يحضرك له رأي، وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك، دللته عليه وأرشدته إليه، فكنت لم تأله خيرا ولم تدخره نصحا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المشير إليك ، فلا تتهمه بما يوقفك(٣٦) عليه من رأيه إذا أشار عليك، فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم، فكن عليه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيه، فأما تهمته فلا تجوز لك، إذا كان عندك ممن يستحق المشاورة، ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن(٣٧) مشورته، فإذا وافقك حمدت الله، وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والارصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع إليك، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المستنصح ، فإن حقه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يحمل، ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه، وليكن مذهبك الرحمة، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الناصح ، فان تلين له جناحك، ثم تشرئب له قلبك، وتفتح له سمعك، حتى تفهم عنه نصيحته، ثم تنظر فيها، فإن كان وفق فيها للصواب، حمد الله على ذلك وقبلت منه وعرفت له نصيحته، وإن لم يكن وفق لها فيها، رحمته ولم تتهمه، وعلمت أنه لم يألك(٣٨) نصحا إلا أنه أخطأ، إلا أن يكون عندك مستحقا للتهمة، فلا تعبأ بشئ من أمره على كل حال، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الكبير ، فان حقه توقير سنه، واجلال اسلامه إذا كان من أهل الفضل في الاسلام، بتقديمه فيه، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى

__________________

(٣٦) في المصدر: يوافقك.

(٣٧) في المصدر زيادة: وجه.

(٣٨) إلى الرجل: إذا قصر وترك الجهد. وفيه قوله تعالى: ( لا يألونكم خبالا ) أي لا يقصرون لكم بالفساد. ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٩ ولسان العرب ج ١٤ ص ٣٩ ).

١٦٦

طريق، ولا تؤمه في طريق، ولا تستجهله، وان جهل عليك تحملت وأكرمته بحق اسلامه مع سنه، فإنما حق السن بقدر الاسلام، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الصغير ، فرحمته تثقيفه وتعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به، والمعونة له، والستر على جرائر حداثته، فإنه سبب للتوبة، والمداراة له، وترك مما حكته، فان ذلك أدنى لرشده.

وأما حق السائل ، فاعطاؤه إذا تهيأت صدقة وقدرت على سد حاجته، والدعاء له فيما نزل به، والمعاونة على طلبته، وان شككت في صدقه، وسبقت إليه التهمة له، ولم تعزم على ذلك، ولم تأمن أن يكون من كيد الشيطان، أراد أن يصدك عن حظك، ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك، تركته بستره ورددته ردا جميلا، وان غلبت نفسك في امره، وأعطيته على ما عرض في نفسك، فان ذلك من عزم الأمور.

وأما حق المسؤول ، فحقه إن أعطى قبل منه ما أعطى، بالشكر له، والمعرفة لفضله، وطلب وجه العذر في منعه، وأحسن به الظن، واعلم أنه ان منع ماله منع، وأن ليس التثريب(٣٩) في ماله وإن كان ظالما، فان الانسان لظلوم كفار.

وأما حق من سرك الله به وعلى يديه ، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولا ثم شكرته على ذلك، بقدره في موضع الجزاء، وكافأته على فضل الابتداء، وأرصدت له المكافأة، وإن لم يكن تعمدها، حمدت الله وشكرته، وعلمت انه منه توحدك بها، وأحببت هذا إذا كان سببا من أسباب نعم الله عليك، وترجو له بعد ذلك خيرا، فان أسباب النعم بركة حيث ما كانت، وإن كان لم يعمد، ولا قوة إلا بالله.

__________________

(٣٩) تثرب عليه: لامه وعيره بذنبه ولا تثريب عليكم. معناه لا إفساد عليكم. ( لسان العرب ج ١ ص ٢٣٥ ).

١٦٧

وأما حق من ساء لك القضاء على يديه بقول أو فعل، فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك، لما فيه له من القمع وحسن الأدب، مع كثير أمثاله من الخلق، فان الله يقول:( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل  - إلى قوله -من عزم الأمور ) (٤٠) وقال عز وجل:( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) (٤١) هذا في العمد، فإن لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه، فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه، ولا قوة إلا بالله.

واما حق (٤٢) ملتك عامة ، فاضمار السلامة، ونشر جناح الرحمة، والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم إلى نفسه واليك، فان احسانه إلى نفسه احسانه إليك، إذا كف منك أذاه، وكفاك مؤونته، وحبس عنك نفسه، فعمهم جمعيا بدعوتك، وانصرهم جميعا بنصرتك، وأنزلهم جميعا منك منازلهم: كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ، فمن أتاك تعاهده بلطف ورحمة، وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه.

وأما حق أهل الذمة ، فالحكم فيهم ان تقبل فيهم ما قبل الله، وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده، وتكلهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك [ وبينهم ](٤٣) من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله حائل، فإنه بلغنا أنه قال: من ظلم معاهدا كنت خصمه، فاتق الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

__________________

(٤٠) الشورى ٤٢: ٤١ - ٤٣.

(٤١) النحل ١٦: ١٢٦.

(٤٢) في المصدر زيادة: أهل.

(٤٣) أثبتناه من المصدر.

١٦٨

فهذه خمسون حقا محيطا بك، لا تخرج منها(٤٤) في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها، والعمل في تأديتها، والاستعانة بالله جل ثناؤه على ذلك، ولا حول ولا قوة الا بالله، والحمد لله رب العالمين ).

قلت: قال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل(٤٥) : وروينا باسنادنا في كتاب الرسائل، عن محمد بن يعقوب الكليني، باسناده إلى مولانا زين العابدينعليه‌السلام ، أنه قال: ( فاما حقوق الصلاة، فان تعلم أنها وفادة. ) وساق مثل ما مر عن تحف العقول، ومنه يعلم أن هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق، مروي في رسائل الكليني على النحو المروي في التحف، لا على النحو الموجود في الفقيه والخصال(٤٦) المذكور في الأصل، والظاهر لكل من له انس بالأحاديث، ان الثاني مختصر من الأول، واحتمال أنهعليه‌السلام ذكر هذه الحقوق بهذا الترتيب مرة مختصرة لبعضهم، وأخرى بهذه الزيادات لاخر، في غاية البعد، ويؤيد الاتحاد أن النجاشي(٤٧) قال في ترجمة أبي حمزة: وله رسالة الحقوق عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، وهذا السند أعلى وأصح من طريق الصدوق في الخصال إلى محمد بن الفضيل، ولو كان في الرسالة هذا الاختلاف الشديد، لأشار إليه النجاشي كما هو ديدنه في أمثال هذا المقام، ثم إن الصدوق رواه في الخصال مسندا عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، وفي الفقيه عن إسماعيل بن الفضل، عنه، فتأمل. هذا ويظهر من بعض المواضع أن الصدوقرحمه‌الله كان يختصر الخبر الطويل، ويسقط منه

__________________

(٤٤) في الطبعة الحجرية: فيها، وما أثبتناه من المصدر.

(٤٥) فلاح السائل: النسخة المطبوعة خالية منه.

(٤٦) الفقيه ج ٢ ص ٣٧٦ ح ١٦٣٦ والخصال ص ٥٦٥.

(٤٧) رجال النجاشي ص ٨٣.

١٦٩

ما أدى نظره إلى اسقاطه، فروى في التوحيد(٤٨) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر قال: حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الا حدث الجنديسابوري(٤٩) قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن يزيد، عن عبد الله بن عبيد، عن أبي معمر السعداني: ان رجلا أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وساق خبرا طويلا، وكان الرجل من الزنادقة وجمع آيا من القرآن زعمها متناقضة، وعرضها عليهعليه‌السلام ، فأزال الشبهة عنه. وهذا الخبر رواه الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج(٥٠) عنهعليه‌السلام ، بزيادات كثيرة أسقطها الصدوق في التوحيد(٥١) ، والشاهد على أنه الذي أسقطها عنه، ان الساقط هو المواضع التي صرحعليه‌السلام بوقوع النقص والتغيير في القرآن المجيد، وهي تسعة مواضع، ولما لم يكن النقص والتغير من مذهبه القى منه ما يخالف رأيه، قال المحقق الكاظمي الشيخ أسد الله في كشف القناع(٥٢) : وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدا - إلى أن قال - وقد ذكر صاحب البحار(٥٣) حديثا عنه في كتاب التوحيد، عن الدقاق، عن الكليني، بإسناده عن أبي بصير، عن الصادقعليه‌السلام ، ثم قال: هذا الخبر مأخوذ من الكافي وفيه تغييرات عجيبة، تورث سوء الظن بالصدوق، وانه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل، انتهى. ومن هنا يختلج بالبال ان الزيارة الجامعة الكبيرة الشائعة، التي أوردها في الفقيه

__________________

(٤٨) التوحيد ص ٢٥٥.

(٤٩) في المصدر ( الأحدب الجند بنيسابور ).

(٥٠) الاحتجاج ص ٢٤٠.

(٥١) التوحيد ص ٢٥٤ ح ٥.

(٥٢) كشف القناع ص ٢١٣.

(٥٣) البحار ج ٥ ص ١٥٦ ح ٨.

١٧٠

والعيون(٥٤) ، ومنهما أخرجها الأصحاب في كتب مزارهم، ونقلوها في مؤلفاتهم، اختصرها من الجامعة المروية عن الهاديعليه‌السلام ، على ما رواه الكفعمي في البلد الأمين(٥٥) ، وأوردناها في باب نوادر أبواب المزار(٥٦) ، فإنها حاوية لما أورده فيهما مع زيادات كثيرة، لا يوافق جملة منها لمعتقده فيهمعليهم‌السلام ، فلاحظ وتأمل في الزيارتين، حتى يظهر لك صدق ما ادعيناه.

٤ -( باب استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها، وذكر نبذة منها)

[١٢٦٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثنا موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: ( قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسب الرجل دينه، ومروءته عقله، وحلمه(١) سروره، وكرمه تقواه ).

[١٢٦٦٦] ٢ - وبهذا الاسناد: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( إن أدناكم مني وأوجبكم علي شفاعة، أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس ).

[١٢٦٦٧] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال:

__________________

(٥٤) الفقيه ج ٢ ص ٣٧٠ ح ١٦٢٥، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٧٢ ح ١ وعنه في البحار ج ١٠٢ ص ١٢٧ ح ٤.

(٥٥) البلد الأمين ص ٢٩٧.

(٥٦) نوادر أبواب المزار من المستدرك الحديث ١٧.

الباب ٤

١ - الجعفريات ص ١٥٠.

(١) في نسخة ( خلقه ).

٢ - الجعفريات ص ١٥٠

٣ - الجعفريات ص ١٦٦.

١٧١

( من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأنفق(١) على والده، ورفق على ولده، ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه، ونشر(٢) عليه رحمته، ومن كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وادى أمانته، جعله الله في نوره الأعظم يوم القيامة ).

[١٢٦٦٨] ٤ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وادى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وادى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة ).

[١٢٦٦٩] ٥ - وبهذا الاسناد: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - قال: ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد(١) : أيها الناس، ان أقربكم من الله مجلسا أشدكم له خوفا، وان أحبكم إلى الله أحسنكم عملا، وان أعظمكم عنده نصيبا أعظمكم فيما عنده رغبة، ثم يقول عز وجل: لا اجمع عليكم اليوم خزي الدنيا وخزي الآخرة، فيأمر لهم بكراسي فيجلسون عليها، واقبل عليهم الجبار بوجهه، وهو راض عنهم، وقد أحسن ثوابهم ).

[١٢٦٧٠] ٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي عبيدة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من أغبط أوليائي عندي، رجل خفيف الحال، ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر،

__________________

(١) في المصدر: وارتفق.

(٢) وفيه: ويسر.

٤ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٥ - الجعفريات ص ٢٣٨.

(١) في المصدر زيادة: من السماء.

٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٧.

١٧٢

عجلت منيته، مات فقل تراثه، وقل بواكيه ).

[١٢٦٧١] ٧ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( يا أبا محمد، عليكم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحابة لمن صحبكم، وطول السجود، فان ذلك من سنن الأوابين ).

[١٢٦٧٢] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( الشريعة أقوالي، والطريقة أقوالي، والحقيقة أحوالي، والمعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، والخوف رفيقي، والعلم سلاحي، والحلم صاحبي، والتوكل زادي(١) ، والقناعة كنزي، والصدق منزلي، واليقين مأواي، والفقر فخري، وبه افتخر على سائر الأنبياء والمرسلين ).

ورواه العالم العارف المتبحر السيد حيدر الأملي، في كتاب أنوار الحقيقة وأطوار الطريقة وأسرار الشريعة(٢) ، قال: ويعضد ذلك كله قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الشريعة أقوالي ) الخ.

[١٢٦٧٣] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( أروي عن العالمعليه‌السلام قال: ما نزل من السماء أجل ولا أعز من ثلاثة: التسليم، والبر، واليقين، وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله جل وعلا، أوحى إلى آدمعليه‌السلام : أن اجمع الكلام كله في أربع كلمات، فقال: يا رب بينهن لي، فأوحى الله إليه: واحدة لي، وأخرى لك، وأخرى بيني

__________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨٦ ح ٤٣.

٨ - عوالي الآلي

(١) في نسخة: ردائي.

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: ( ذكرنا في أوائل الفائدة الثانية من الخاتمة صورة إجازة فخر المحققين للسيد حيدر الآملي نقلناها من خطه ) ( منه قده ).

٩ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

١٧٣

وبينك، وأخرى بينك وبين الناس، فالتي لي: تؤمن بي ولا تشرك بي شيئا، والتي لك: فأجازيك عنها أحوج ما تكون إلى المجازاة، والتي بينك وبيني: فعليك الدعاء وعلي الإجابة، والتي بينك وبين الناس: فان ترضى لهم ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك ).

[١٢٦٧٤] ١٠ - ( وأروي انه سئل العالمعليه‌السلام ، عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفرو، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا(١) ).

[١٢٦٧٥] ١١ - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( المؤمن يكون صادقا في الدنيا، واعي(١) القلب، حافظ الحدود، وعاء العلم، كامل العقل، مأوى الكرم، سليم القلب، ثابت الحلم، عاطف اليقين(٢) ، باذل المال، مفتوح الباب للاحسان، لطيف اللسان، كثير التبسم، دائم الحزن، كثير التفكر، قليل النوم، قليل الضحك، طيب الطبع، مميت الطمع، قاتل الهوى، زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، يحب الضيف، ويكرم اليتيم، ويلطف الصغير، ويرفق(٣) الكبير، ويعطي السائل، ويعود المريض، ويشبع الجنائز، ويعرف حرمة القرآن، ويناجي الرب، ويبكي على الذنوب، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، أكله بالجوع، وشربه بالعطش، وحركته بالأدب، وكلامه بالنصيحة، وموعظته بالرفق، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا إياه، ولا يشغل الا بالثناء والحمد، ولا يتهاون، ولا يتكبر، ولا يفتخر بمال الدنيا، مشغول بعيوب

__________________

١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

(١) في الطبعة الحجرية: غضوا، وما أثبتناه من المصدر.

١١ - جامع الأخبار ص ٩٩.

(١) في نسخة: راعي.

(٢) في المصدر: اليدين.

(٣) في نسخة: يوقر.

١٧٤

نفسه، فارغ عن عيوب غيره، الصلاة قرة عينه، والصيام حرفته وهمته، والصدق عادته، والشكر مركبه، والعقل قائده، والتقوى زاده، والدنيا حانوته، والصبر منزله، والليل والنهار رأس ماله، والجنة مأواه، والقرآن حديثه، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شفيعه، والله جل ذكره مؤنسه ).

[١٢٦٧٦] ١٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( كن تقيا تكن أورع الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحبب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك فإنه يميت القلب ).

[١٢٦٧٧] ١٣ - وعن عليعليه‌السلام : ( أحبكم إلى الله أكثركم له ذكرا، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وأنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا، وقالعليه‌السلام : التواضع عن الشريف عز الشريف، وحلية المؤمن الورع، والجود جمال الفقير، وقيمة كل امرئ ما يحسن ).

[١٢٦٧٨] ١٤ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان، عن سليم الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن ( محمد بن نضر بن قرواش )(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( ان صاحب الدين فكر فغلبته(٢) السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أعطي، وانفرد فكفي الأحزان(٣) ، ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى السرور، وطرح(٤) الحسد فظهرت المحبة، ولم يخف الناس فلم يخفهم، ولم يذنب إليهم فسلم منهم،

__________________

١٢، ١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - أمالي المفيد ص ٥٢ ح ١٤.

(١) في الطبعة الحجرية: ( محمد بن نصر بن قرداش ) وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٣٠١ ).

(٢) في المصدر: فعلته.

(٣) في المصدر: الاخوان.

(٤) في المصدر: واطرح.

١٧٥

وسخط(٥) نفسه عن كل شئ ففاز، واستكمل الفضل وابصر العافية فأمن الندامة ).

[١٢٦٧٩] ١٥ - وعن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب معا، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال موسى بن عمرانعليه‌السلام : إلهي من أصفياؤك من خلقك؟ قال: ( الري الكفين الري القدمين )(١) ، يقول صدقا، ويمشي هونا، فأولئك تزول الجبال ولا يزالون، قال: إلهي فمن ينزل دار القدس عندك؟ قال: الذين لا تنظر(٢) أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون اسرارهم في الدين، ولا يأخذون على الحكومة الرشاء، الحق في قلوبهم، والصدق في(٣) ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا، وفي دار القدس [ عندي ](٤) في الآخرة ).

[١٢٦٨٠] ١٦ - وعن الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: ( لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلوا قليل الذنوب، فان قليل الذنوب تجتمع حتى يصير كثيرا، وخافوا الله عز

__________________

(٥) في المصدر: ( وسخت ).

١٥ - أمالي المفيد ص ٨٥ ح ١، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٧٨ ح ١٣.

(١) الظاهر أن المقصود من ري الكفين وري القدمين كناية عن كثرة الخير والسخاء، وفي البحار: الندي الكفين وتفيد نفس المعنى السابق، وقال العلامة المجلسي ( قده ): ( وفي بعض النسخ ( البري القدمين ) أي أنهما بريئان من الخطأ ومحتمل الرسي: أي الثابت القدمين في الخير ).

(٢) في المصدر: ( ينظر ).

(٣) في المصدر: ( على ).

(٤) أثبتناه من المصدر.

١٦ - أمالي المفيد ص ١٥٧ ح ٨.

١٧٦

وجل في السر، حتى تعطوا من أنفسكم النصف، وسارعوا إلى طاعة الله، واصدقوا الحديث، وأدوا الأمانة، فإنما ذلك لكم، ولا تدخلوا فيما لا يحل، فإنما ذلك عليكم ).

[١٢٦٨١] ١٧ - وعن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة(١) ، عن عجلان أبي صالح، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ( أنصف الناس من نفسك، وأسهمهم في مالك، وارض لهم بما ترضى لنفسك، واذكر الله كثيرا، وإياك والكسل والضجر، فان أبي بذلك كان يوصيني، وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل، انك إذا كسلت(٢) لم تؤد ( حق الله )(٣) ، وان ضجرت لم تؤد إلى أحد حقا، وعليك بالصدق، والورع، وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف ).

[١٢٦٨٢] ١٨ - وبالإسناد عن علي بن مهزيار [ عن علي بن أسباط ](١) قال: أخبرني أبو إسحاق الخراساني - صاحب كان لنا - قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: ( لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا، ولا ترخصوا لأنفسكم [ فتدهنوا ](٢) ولا تداهنوا في الحق فتخسروا، ان الحزم ان تتفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا، وان أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه، وان أغشكم [ لنفسه ](٣) أعصاكم لربه، من يطع الله

__________________

١٧ - أمالي المفيد ص ١٨١ ح ٤.

(١) في الطبعة الحجرية: ( فضلان ) وما أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ٢٧٤ ).

(٢) في نسخة: تكاسلت.

(٣) في المصدر: ( إلى الله حقه ).

١٨ - أمالي المفيد ص ٢٠٦ ح ٣٨.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه ليستقيم السند ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٦٣ و ج ٢١ ص ١٦ ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

يأمن ويرشد، ومن يعصه يخب ويندم، واسألوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، وخير ما دار في القلب اليقين، أيها الناس إياكم والكذب، فان كل راج طالب، وكل خائف هارب ).

[١٢٦٨٣] ١٩ - وفي الاختصاص: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه كان إذا خطب قال في آخر خطبته: ( طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وامسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه ).

[١٢٦٨٤] ٢٠ - الكراجكي في كنز الفوائد: عن لقمان الحكيم، أنه قال في وصيته لابنه: يا بني أحثك على ست خصال، ليس منها خصلة الا وتقربك إلى رضوان الله عز وجل، وتباعدك عن سخطه، الأولة: ان تعبد الله لا تشرك به شيئا، والثانية: الرضى بقدر الله فيما أحببت أو كرهت، والثالثة: ان تحب في الله وتبغض في الله، والرابعة: تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، والخامسة: تكظم الغيظ، وتحسن إلى من أساء إليك، والسادسة: ترك الهوى، ومخالفة الردى ).

[١٢٦٨٥] ٢١ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن نجيح، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال سليمان بن داودعليه‌السلام : أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضى والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل على كل حال ).

[١٢٦٨٦] ٢٢ - أبو علي محمد بن همام في التمحيص: روي أن رسول الله ( صلى

__________________

١٩ - الاختصاص ص ٢٢٨.

٢٠ - كنز الفوائد ص ٢٧٢، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٤٥٧.

٢١ - الخصال ص ٢٤١ ح ٩١.

٢٢ - التمحيص ص ٧٤ ح ١٧١.

١٧٨

الله عليه وآله ) قال: لا يكمل المؤمن ايمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال، فعل وعمل ونية، وظاهر وباطن، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا رسول الله، ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال: يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر، جوهري(١) الذكر، كثيرا علمه(٢) ، عظيما حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا، وأذلهم نفسا، ضحكه تبسما، وافهامه تعلما، مذكر الغافل، معلم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة، ولا يذكر أحدا بغيبة، بريئا من المحرمات، واقفا عند الشبهات، كثير العطاء، قليل الأذى، عونا للغريب، وأبا لليتيم، بشره في وجهه، وحزنه(٣) في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من الشهد، وأصلد من الصلد، لا يكشف سرا، ولا يهتك سترا، لطيف الحركات، حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصمت، حليما إذا جهل عليه، صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أمينا على الأمانات، بعيدا من الخيانات، إلفه التقى، وحلفه(٤) الحياء، كثير الحذر، قليل الزلل، حركاته أدب، وكلامه عجيب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة، وقورا، صبورا، رضيا، شكورا، قليل الكلام، صدوق اللسان، برا، مصونا، حليما، رفيقا، عفيفا، شريفا، لا لعان، ولا نمام، ولا كذاب، ولا مغتاب، ولا سباب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشا، بشاشا، لا حساس، ولا جساس، يطلب من الأمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولا بحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذا قوة في لين، وعزمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم في من يحب، صبور في الشدائد، لا يجور، ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي، الفقر

__________________

(١) في نسخة ( جهوري )

(٢) في نسخة ( عمله ).

(٣) في نسخة ( خوفه ).

(٤) في المصدر: خلقه.

١٧٩

شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة كثير الصيام، طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقي، وعلمه زكي، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، يصوم رغبا ويصلي رهبا، ويحسن في عمله كأنه ناظر إليه، غض الطرف، سخي الكف، لا يرد سائلا، ولا يبخل بنائل، متواصلا إلى الاخوان، مترادفا إلى الاحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في حبه، لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يرد الحق من عدوه، ولا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم الا ليعمل، قليلا حقده، كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وان سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلته، ويرضى(٥) ما مضى من قديم صحبته ).

[١٢٦٨٧] ٢٣ - ثقة الاسلام في الكافي: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر، عن الحسن بن يحيى، عن ( قثم أبو قتادة الحراني )(١) ، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( قام رجل يقال له: همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا، إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يخطب، فقال يا أمير المؤمنين، صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه، فقال: يا همام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لا حقود، ولا حسود، ولا وثاب، ولا سباب، ولا غياب(٢) ، ولا مرتاب(٣) ، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة،

__________________

(٥) في المصدر: ويرعى.

٢٣ - الكافي ج ٢ ص ١٧٩ ح ١.

(١) في الطبعة الحجرية: قتم بن أبي قتادة الحمراني، وما أثبتناه من المصدر ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٧٦ ).

(٢) في المصدر: عياب.

(٣) وفيه: مغتاب.

١٨٠