مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل20%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135317 / تحميل: 5662
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وكم مختفٍ بين الشّعاب وهاربٍ

إلى الله في الأجبال يألفه النسر

فهلاّ بدا بين الورى مُتَحَمِّلاً

مشقّة نصح الخلق من دأبه الصبر

وإن كنت في ريبٍ لطول بقائه

فهل رابك الدجال والصالح الخضر؟!

أيرضى لبيبٌ أن يعمّر كافرٌ

ويأباه في باقٍ ليمحى به الكفر؟!

ومنها أيضاً :

فدع عنك وهماً تهت في ظلماته

ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحرّ

وإنْ شئت تقريب المَدى فلربّما

يكلّ بميدان الجياد بك الفكر

فمذ قادنا هادي الدليل بما قضى

به العقل والنَقلُ اليقينان والذكر

إلى عصمة الهادين آل محمدٍ

وأنّهم في عصرهم لهم الأمر

وقد جاء في الآثار عن كلّ واحدٍ

أحاديث يعيى من تواترها الحصر

تعرّفنا ابن العسكريّ وأنّهُ

هو القائم المهديّ والواتر الوتر

٢١

تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المدى

بنور الهدى والحمدلله والشّكر

وله قصيدة عينية طويلة ذات معانٍ فلسفية عالية ، عارض بها عينية ابن سينا في النفس ، التي مطلعها :

هبطت إليك من المحلّ الأرفع

عنقاء ذات تعزّزٍ وتمنّع

فممّا قال فيها ـ قدس الله نفسه الزكية ـ ردّاً عليه :

نعمت بأن جاءت بخلق المبدع

ثمّ السعادة أن يقول لها : ( ارجعي )

خُلِقَتْ لأنفع غايةٍ يا ليتها

تبعت سبيل الرّشد نحو الأنفع

الله سوّاها وألهمها فهل

تنحو السبيل إلى المحلّ الأرفع

نعمت بنعماء الوجود ونوديت

هذا هداك وما تشائي فاصنعي

ودعي الهوى المردي لئلاّ تهبطي

في الخسر ذات توجّعٍ وتَفَجُّعِ

إن شئت فارتفعي لأرفع ذروةٍ

وحذار من درك الحضيض الأوضع

إن السعادة والغنى إن تقنعي

موفورة لك والشّقا إن تطمعي

وله قصيدة في ثامن شوّال سنة ١٣٤٣ هـ ، وهو اليوم الذي هدمت فيه قبور أئمة الهدى الأطهارعليهم‌السلام في البقيع من قبل الوهّابيّين ، ومطلعها :

دهاك ثامن شوّالٍ بما دهما

فحقّ للعين إهمال الدّموع دما

ومنها :

يوم البقيع لقد جلّت مصيبته

وشاركت في شجاها كربلا عظما

ولهقدس‌سره مراسلات شعرية وغير شعرية ـ علمية ووجدانيّة ـ جرت بينه وبين السيد محسن الأمين العامليرحمه‌الله تنمّ عن أدبه الجم

٢٢

وخلفه الرفيع السامي ، أوردها السيد الأمين في : أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٧ ـ ٢٦١.

وله ـ رحمة الله واسعة ـ مراسلات شعرية أخرى جرت بينه وبين آخرين ، ومراثٍ وتهانٍ وأغراض شعرية غير ذلك ، مذكورة في أغلب المصادر التي ترجمت له.

تلامذته :

قد مرّ ذكر أسماء شيوخه وأساتذته ، أمّا تلامذته فقد تتلمذ على الشيخ البلاغي ـ رضوان الله عليه ـ العديد من أعيان الطائفة وعلمائها المشهورين ، فمن جملة الّذين نهلوا من معين علمه وتتلمذوا عليه ، أو حضروا مجلس درسه ، أو رووا عنه :

١- السيد ابوالقاسم الموسوي الخوئي ، المتوفّى سنة ١٤١٣ هـ.

٢- السيد شهاب الدين محمد حسين الحسيني المرعشي النجفي ، المتوفّى سنة ١٤١١ هـ.

٣- الشيخ ذبيح الله بن محمد علي المحلاتي ، المتوفي سنة ١٤٠٥ هـ.

٤- السيد محمد هادي الحسيني الميلاني ، المتوفّي سنة ١٣٩٥ هـ.

٥- الشيخ علي محمد البروجردي ، المتوفّى سنة ١٣٩٥ هـ.

٦- السيد محمد صادق بحر العلوم ، المتوفّى سنة ١٣٩٠ هـ.

٧- الشيخ محمد رضا آل فرج الله ، المتوفّى سنة ١٣٨٦ هـ.

٨- الشيخ محمد علي الأردوبادي ، المتوفّى سنة ١٣٨٠ هـ.

٩- الشيخ مهدي بن داود الحجار ، المتوفّى سنة ١٣٥٨ هـ.

١٠- الشيخ نجم الدين جعفر العسكري ، المتوفّى سنة ١٣٩٧ هـ.

١١- الشيخ محمد رضا الطبسي النجفي ، المتوفّى سنة ١٤٠٥ هـ.

١٢- الشيخ جعفر باقر آل محبوبة (١٣١٤ ـ ١٣٧٨ هـ ).

٢٣

١٣- السيد صدر الدين الجزائري (١٣١٢ ـ ١٣٩٤ هـ).

١٤- الشيخ مجتبى اللنكراني النجفي (١٣١٣ ـ ١٤٠٦ هـ).

١٥- الشيخ مرتضي المظاهري النجفي ، المتوفّى سنة ١٤١٤ هـ.

١٦- الشيخ محمد المهدوي اللاهيجي ، المتوفّى سنة ١٤٠٣ هـ.

١٧- الميرزا محمد علي أديب الطهراني.

١٨- الميرزا محمد علي التبريزي المدرس (١٢٩٦ ـ ١٣٧٣ هـ).

١٩- الشيخ إبراهيم بن مهدي القريشي.

وفاته ومدفنه ورثاؤه :

توفّي ـ نوّرالله مرقده ـ بمرض ذات الجنب ، ليلة الاثنين ٢٢ شعبان ١٣٥٢هـ ، فارتجّت مدينة النجف بأكملها واجتمعت إلى بيته ، وشيّع تشييعاً يليق بمقامه ، سار فيه آلاف من الجماهير يتقدّمهم عظماء المجتهدين وأساطين العلم والأدب ، ودفن في الحجرة الثالثة الجنوبية من طرف مغرب الصحن الشريف لمرقد أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهي حجرة آل العاملي.

ومن العجيب أنّ مطلع إحدى قصائده ـ المذكورة آنفاً ـ في مدح الإمام الحجّة المنتظرعليه‌السلام ، في ذكرى مولده السعيد المبارك ، قوله :

حيّ شعبان فهو شهر سعودي

وعد وصلي فيه وليلة عيدي

فكان كما أجراه الله على لسانه ، إذ وصل إلى رحمة ربّه في شعبان ، ففجع الإسلام بوفاته ، وثلم في الدين ثلمة لايسدّها شيء ، تغمّده الله بواسع رحمته.

ورثاه أكابر العلماء والأدباء بعيون الشعر الحزين الدامع ، وكان في طليعتهم خاله العلاّمة السيّد رضا الهنديرحمه‌الله في قصيدة رائعة ضمّنها

٢٤

بعض أسماء كتبه ، ومطلعها :

إن تمس في ظلم اللّحود موسّدا

فلقد أضأت بهنّ ( أنوار الهدى )

ولئن يفاجئك الرّدى فلطالما

حاولت إنقاذ العباد من الرّدى

هذا مدى تجري إليه فسابق

في يومه أو لا حق يمضي غدا

قد كنت أهوى أنّني لك سابق

هيهات قد سبق (الجواد) إلى المدى

فليندب (التّوحيد) يوم مماته

سيفاً على (التّثليث) كان مجردّا

وليبك دين محمدٍ لمجاهدٍ

أشجت رزيّته النّبيّ محمدا

وليجر أدمعه اليراع لكاتبٍ

أجراه في جفن الهداية مرودا

وجد الهدى أرقاً فأسهر جفنه

حرصاً على جفن الهدى أن يرقدا

أأخيّ كم نثرت يداك من ( الهدى )

بذراً فطب نفساً فزرعك أحصدا

إن كنت لم تعقب بنين فكلّ من

يهديه رشدك فهو منك تولّدا

إلى آخرها ، وهي طويلة وكلّها من هذا النمط العالي.

وله قصيدة أخرى في رثائه أيضاً ، منها :

قد خصّك الرحمن في (آلائه)

فدعاك داعيه لدار لقائه

عمّت رزيّتك السّما والأرض يا

داعي هداه بأرضه وسمائه

يا محيي الدين الحنيف تلافه

فالدين أوشك أن يموت بدائه

أوقدت (أنوار الهدى) من بعدما

قد جدّ أهل الكفر في إطفائه

ورفعت للتوحيد راية باسلٍ

ردّ الضلال منكسا للوائه

يا باري القلم الذي إن يجر في

لوح أصاب الشّرك حتم قضائه

ما السّمر تشبه منه حسن قوامه

كلاّ ولا الأسياف حدّ مضائه

عجباّ له يملي بيانك أخرساً

وترى الأصم ملبّياً لدعائه

٢٥

هو معجز طوراً ويسحر تارةً

أهل الحجى إن شاء في إنشائه

ورثاه العالم الأديب الشيخ محمد رضا المظفر في قصيدة مطلعها :

يا طرف جد بسواد العين أو فذرً

ماذا انتفاعك بعد الشمس بالنظر؟!

ومنها :

قد كان كالبدر في ليل الشتاومضى

كالشمس معروفة بالعين والأثرً

وفي رثاثه قال السيد مسلم الحلي قصيدة ، منها هذا البيت :

إني أرى الموت الزّؤام ممثّلاًًّ

للناس فعل الصّيرف النّقّادً

وقد أرخ عام وفاته السيد

محمد الحلي بأبيات ، فقال :

دهي الإسلام إذ

به تداعى سورُهُ

شرع طه أسفاً

لمّا مضى نصيرهً

مذ غاب أرّخت ألاً

غاب ( الهدى ) و ( نوره )

وقال أحد معارفه :

في ذمّة الله نفس بالجهاد قضتً

فكان آخر شيءٍ فارقت قلمً

ورثاه الشيخ محمد تقي الفقيه ـ أحد علماء جبل عامل ـ بمرثية ، منها :

أفنيت نفسك بالجهاد وطالماً

بدمائها روى اليراع الظاميً

حتى تراءت في الجنان مهيضةً

هتف الملائكة : ( ادخلي بسلام )

ومنها :

صيّرت قلبك شمعةً وحملتهُ

ضَوْءً أمام الدين للإعظامِ

فأذبته فإذا المدامع أسطر

والنور معناها البديع السامي

ورثاه الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة مطلعها :

سلوا قبّة الإسلام ماذا أمادها؟!

متى قوّضت منها الليالي عمادها

٢٦

وقد أحسن أحد الأدباء فخاطبه في رثائه :

زوّدت نفسك في حياتك زادها

تقوى الإله وذاك خير الزاد

ووصفه أحد البارعين فقال :

تحلّى به جيد الزمان وأصبحت

تزان به الدّنيا وتزهو الصّحائف

ورثاه كذلك السيد محمود الحبّوبي ومحمد صالح الجعفري والشيخ محمد علي الأردوبادي ، وغيرهم.

مصنّفاته وآثاره العلمية :

في الحقيقة أنّه لم يمت من خلّف ما خلّفه المترجم من الآثار التي تهتدي بها الآجيال ، وتحتجّ بها الأبطال ، فإنّ في مؤلّفاته ثمرات ناضجة قدّمها المترجم لروّاد الحقيقة ، وفيما يلي مسردلها ـ وقد أشرت إلى ما هو مطبوع منها فعلاً قدر المستطاع ـ عسى الله تعالى أن يقيّض من يعثر على غير المطبوع منها فيحييه :

١ـ الهدى إلى دين المصطفى.

في الردّ على النصارى ، طبع لأوّل مرّة في جزءين في صيدا سنتي ١٣٣٠ و ١٣٣١ هـ ، وطبع في النجف الأشرف سنة ١٩٦٥ م ، ثمّ أعادت طبعه دار الكتب الإسلامية في قم ، بالتصوير على الطبعة الثانية.

٢ـ الرحلة المدرسية ، أو : المدرسة السيّارة.

في الردّ على اليهود والنصارى ، في ثلاثة أجزاء ، طبع عدّة مرّات في النجف الأشرف وبيروت.

ثمّ طبع الجزء الأول منه بتحقيق يوسف الهادي ، وصدر عن مؤسّسة البلاغ في طهران سنة ١٤١٣ هـ.

كما ترجم الكتاب إلى الفارسية ، وطبع في النجف الأشرف أيضاً.

٢٧

٣ ـ أعاجيب الأكاذيب.

في الردّ على النصارى وبيان مفترياتهم ، طبع لأول مرّة في النجف الأشرف سنة ١٣٤٥ هـ.

حقّقته وصدر في قم سنة ١٤١٢ هـ عن دار الإمام السجادعليه‌السلام ، ثم أعادت دار المرتضى في بيروت طبعه ـ بالتصوير على هذه الطبعة ـ سنة ١٤١٣ هـ.

ترجم إلى الفارسية تحت عنوان : «شگفت آور دروغ» من قبل عبدالله إيراني ـ ولعّله اسم مستعار آخر للمؤلّف ـ وطبع في النجف الأشرف سنة ١٣٤٦ هـ.

٤ ـ التوحيد والتثليث.

في الرد على النصارى ، طبع لأوّل مرّة في صيدا سنة ١٣٣٢ هـ.

حققته وصدر في قم سنة ١٤١١ هـ عن مؤسسة قائم آل محمد عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ثم أعادت طبعه ـ بالتصوير على هذه الطبعة ـ دار المؤرّخ العربي في بيروت.

٥ ـ عمّانوئيل.

في المحاكمة مع بني إسرائيل.

٦ ـ داعي الإسلام وداعي النصارى.

في الردّ على النصارى.

٧ ـ رسالة في الردّ على جرجيس سايل وهاشم العربي.

في الردّ على النصارى أيضاً.

٨ ـ رسالة في الردّ على كتاب «ينابيع الإسلام».

في الردّ على ا لنصارى أيضاً.

٩ ـ المسيح والاناجيل.

في الردّ على النصارى كذلك ، طبع بتمامه في مجلّة «الهدى» العمارية

٢٨

العراقية ، في عدّة من أعدادها سنة ١٣٤٨ هـ.

١٠ ـ رسالة في الردّ على كتاب «تعليم العلماء».

١١ ـ نور الهدى.

في الرد على شبهات وردت من لبنان ، مطبوع في النجف الأشرف.

١٢ ـ البلاغ المبين.

في الإلهيّات ، طبع في بغداد سنة ١٣٤٨ هـ.

١٣ ـ أنوار الهدى.

في الردّ على الطبيعيّين والمادّيّين وشبهاتهم الإلحادية ، طبع الجزء الأوّل منه في النجف الأشرف سنة ١٣٤٠ هـ.

وأعيد طبعه في بيروت ، ثم طبع بالتصوير على هذه الطبعة في قم.

وترجم إلى الأوردية ، وطبع في لكهنو بالهند.

١٤ ـ مصابيح الهدى ، أو : المصابيح في بعض من أبدع في الدين في القرن الثالث عشر.

في الردّ على القاديانية والبابية والبهائية والأزلية ، طبع قسم منه.

١٥ ـ الشهاب.

في الردّ على كتاب «حياة المسيح» للقاديانية.

١٦ ـ نصائح الهدى ، أو : نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً.

في الردّ على البابية والبهائية ، طبع في بغداد سنة ١٣٣٩ هـ.

وترجمه إلى الفارسية السيد عليّ العلاّمة الفاني الأصفهاني ـ المتوفّى سنة ١٤٠٩ هـ ـ تحت عنوان : نصيحت بفريب خوردگان باب وبهاء ، وصدر في أصفهان سنة ١٣٦٩ هـ ، ثمّ أعيد طبع الترجمة هذه في قم سنة ١٤٠٥ هـ.

١٧ ـ دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى.

في إبطال فتوى الوهّابيّين بهدم قبور الأئمة الأطهارعليهم‌السلام في

٢٩

البقيع وبقيّة القبور في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٤٤ هـ.

١٨ ـ رسالة أخرى في الردّ على الوهّابية.

وهي في تفنيد فتواهم أيضاً ، مطبوعة أيضاً.

١٩ ـ رسالة في الاحتجاج لكلّ ما انفردت به الإمامية بما جاء من الأحاديث في كتب غيرهم.

٢٠ ـ إلزام المتدين بأحكام دينه.

بطراز جذّاب وأسلوب فريد في بابه.

٢١ ـ رسالة في ردّ أوراق وردت من لبنان.

ولعلّها نفس الكتاب المتقدّم برقم ١١.

٢٢ ـ مسألة في البداء.

رسالة صغيرة نشرها الشيخ محمد حسن آل ياسين لأول مرة في بغداد سنة ١٣٧٤ هـ ، في آخر المجموعة الرابعة من سلسلة «نفائس المخطوطات».

حقّقتها ثانيةً ، وصدرت في قم سنة ١٤١٤ هـ ضمن كتيّب «رسالتان في البداء».

٢٣ ـ داروين وأصحابه.

مطبوع.

٢٤ ـ نسمات الهدى.

طبع في بعض أعداد مجلّة «العرفان».

٢٥ ـ أجوبة المسائل البغدادية.

في أصول الدين ، مطبوعة.

٢٦ ـ أجوبة المسائل الحلّية.

٢٧ ـ أجوبة المسائل التبريزية.

في الطلاق وتعدّد الزوجات والحجاب.

٣٠

٢٨ ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن.

توفيرحمه‌الله ولم يتمّه ، إذ وصل فيه إلى نهاية تفسير آية الوضوء من سورة المائدة ، وقد طبع لأوّل مرّة في لبنان في جزءين ، وأعادت مكتبة الوجداني في قم طبعه ـ بالتصوير ـ على هذه الطبعة.

٢٩ ـ رسالة في تكذيب رواية التفسير المنسوب إلى الآمام العسكريعليه‌السلام .

حقّقها الشيخ رضا الأستادي ونشرها في قم ، في مجلّة «نور علم» العدد ١ ، السنة ٢ ، ربيع الآخر ١٤٠٦ هـ.

٣٠ ـ رسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم وصومهم.

طبعت بالإنكليزية ، أمّا الأصل العربي فلم يطبع.

٣١ ـ رسالة في الأوامر والنواهي.

٣٢ ـ تعليقة على «العروة الوثقى» للسيد اليزدي.

٣٣ ـ تعليقة على مباحث البيع من كتاب«المكاسب» للشيخ الأنصاري.

طبعت في النجف الأشرف سنة ١٣٤٣ هـ.

٣٤ ـ تعليقة على كتاب الشفعة من كتاب «جواهر الكلام».

٣٥ ـ رسالة في حرمة حلق اللحية.

طبعت في قم بتقديم الشيخ رضا الأستادي.

٣٦ ـ رسالة في الخيارات.

٣٧ ـ رسالة في التقليد.

٣٨ ـ رسالة في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال.

٣٩ ـ رسالة في بطلان العول والتعصيب.

٤٠ ـ رسالة في عدم تزويج أم كلثوم.

٤١ ـ العقود المفصّلة في حلّ المسائل المشكلة.

وهي ١٤ عقداً في الفقه وأصوله ، وهي :

٣١

أ ـ رسالة في العلم الإجمالي.

ب ـ رسالة قاعدة على اليد ما أخذت.

ج ـ رسالة في تنجيس المتنجّس.

د ـ رسالة في اللباس المشكوك.

طبعت الرسائل الأربع هذه مع تعليقته على «المكاسب» في النجف الأشرف.

هـ ـ رسالة في ذبائح أهل الكتاب.

و ـ رسالة في ضبط الكرّ.

زـ رسالة في ماء الغسالة.

ح ـ رسالة في حرمة مسّ المصحف على المحدث.

ط ـ رسالة في إقرار المريض.

ي ـ رسالة في منّجزات المريض.

ك ـ رسالة في مواقيت الإحرام.

ل ـ رسالة في القبلة وتعيين مواقع البلدان المهمّة في العالم من مكّة المكّرمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض.

م ـ رسالة في إلزامهم بما ألزاموا به أنفسهم.

طبعت بتصحيح عليّ أكبر الغفّاري في إيران سنة ١٣٧٨ هـ.

ن ـ رسالة في الرضاع.

٤٢ ـ رسالة أخرى في فروع الرضاع على مذهب الإمامية والمذاهب الأربعة.

وغيرها.

رسالتنا هذه :

لقد ذكر أغلب المترجمين للعلامة البلاغي ـ قدس الله سره ـ ان له

٣٢

رسالتين اثنتين مطبوعتين في ردّ الوهّابية.

فقد ذكر الشيخ آقا بزرگ الطهرانيرحمه‌الله رسالة : « دعوى الهدى » التي أوردناها آنفاً برقم ١٧ ، ذكرها في الذريعة ٨ / ٢٠٦ رقم ٨٤٣ وأنّها مطبوعة في سنة ١٣٤٤ هـ ، وذكر الرسالة الثانية ـ التي أوردناها برقم ١٨- في الذريعة ١٠ / ٢٣٦ رقم ٧٤٠ وقال : «رأيته بخطّه في كتبه في النجف» ولم ينّوه بأنّها طبعت فما بعد أو لا.

ثم ذكرهما أيضاً في نقباء البشر في القرن الرابع عشر ١ / ٣٢٥ ضمن تعداده لكتب الشيخ البلاغي المطبوعة ، ولم يصّرح باسم الرسالة الأولى أو بتاريخ طبع الرسالتين أو إحداهما.

وذكرهما له أيضاً السيد محسن الأمين العامليرحمه‌الله في أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٦ بالرقمين ١٢ و ١٣ ، ولم يصرح بعنوان خاص لإحداهما أو بتاريخ طبعهما.

كما ذكرهما له الأستاذ المحامي توفيق الفكيكيرحمه‌الله ضمن مؤلّفاته المطبوعة ، في مقدّمته للطبعة الثانية من كتاب «الهدى إلى دين المصطفى» ص ١٣ ، بالتسلسلين ٩ ، ١٠ ، ولم يصّرح بعنوان خاصّ لإحداهما أو بتاريخ طبعهما أيضاً.

وكذلك ذكرهما كوركيس عوّاد في معجم المؤلّفين العراقيّين ٣ / ١٢٤ بالرقمين ١٠ و ١١ ، ولم يصّرح بعنوان خاصّ لإحداهما أو بتاريخ طبعهما هو الآخر.

أمّا الرسالة هذه ، فقد عثرت على ثلاث نسخ منها بعد جهد جهيد ، وكانت جميعها خالية من اسم الرسالة والمؤلف ، تتألف من ٤٥ صفحة ، ومطبوعة على الحجر في النجف الأشرف ، وكان الفراغ منها في ليلة ١٤ ربيع الأول سنة ١٣٤٥ هـ.

٣٣

وبقرائن : زماني التأليف والطبع ومكانيهما ، وعدم ذكر اسم المؤلّف ،(٢١) بل ذكر في الإنهاء اسم مستعار هو «عبدالله» ، وقّوة العرض والاستدلال بالرغم من صغر الرسالة ، وأدب المؤلف وأخلاقه في المحاججة والنقاش ، وكلّ ما يعبّر عنه بـ : نفس المؤلّف وأسلوب في التصنيف والتأليف ...

بقرينة كل ذلك أمكنني الجزم أن رسالتنا هذه هي إحدى الرسالتين اللتين نمّقهما يراع المؤلفقدس‌سره في هذا المجال.

فإذا ما احتملنا أنّ ما ورد في الذريعة ٨ / ٢٠٦ رقم ٨٤٣ من أنّ تاريخ طبع رسالة «دعوى الهدى» هو غلط مطبعي ، وأنّ الصحيح هو سنة ١٣٤٥ هـ بدلاً من ١٣٤٤ هـ ، لكانت هذه الرسالة هي تلك بعينها ، مع ملاحظة أنّ المؤلّفقدس‌سره لم يحل أو يشر في رسالته هذه إلى أن له رسالة أخرى في نفس الغرض.

أمّا إذا لم يصح ما احتملناه ، فتكون هذه الرسالة هي الرسالة الثانية للشيخ البلاغيقدس‌سره لا غير.

أهميّتها :

رسالة صغيرة الحجم ، كبيرة المحتوى فهي بعيدة عن التطويل المملّ أو الاختصار المخلّ ، فقد اشتملت على جلّ المباحث اللازمة في الردّ على الوهّابية ، وامتازت ـ بالرغم من صغر حجمها ، وكبقية رسائل الشيخ البلاغي ـ بإيفاء الموضوع حقّه ، بالحجّة القاطعة ، والدليل النقلي القوي ، والبرهان العقلي المقنع ، فقد اعتمد المؤلفرحمه‌الله على

__________________

(٢١) كما في كتبه : « الهدى إلى دين المصطفى» في طبعته الأولى ، « التوحيد والتثليث » ، و « أعاجيب الأكاذيب » وقد أنهاه بتوقيع : عبدالله العربي ، و« أنوار الهدى » وقد وضع عنوان المراسلة معه على الصفحة الأولى باسم : كاتب الهدى النجفي ، و « البلاغ المبين » وهو محاورة بين شخصين ، هما : ( عبدالله ) و( رمزي ) وأنهاه بتوقيع : عبدالله وغيرها.

٣٤

أمّهات المصادر المعتمدة لدى عامة المسلمين ، لدحض شبهات هذه الفرقة الضالّة ، وإثبات مراده ، مضافاً إلى ذلك دماثة الأخلاق والأدب الرفيع في المناقشة والمناظرة.

منهج العمل فيها :

استفدت من علامات الترقيم الحديثة في إعادة تقطيع النصّ وتوزيعه ، وأثبت الإيضاحات في الهامش ، وخرّجت الأحاديث والروايات اعتماداً على مصادرها الأصلية قدر الإمكان ، أمّا إذا لم يتوفّر المصدر الأصلي لديّ ، فإنّي قمت بتخريجها على عدّة مصادر أخرى ، وربّما عضّدت الجميع بمصادر إضافية إمعاناً في إقامة الحجة وإثباتها.

كما أني أصلحت الأغلاط الإملائية والطباعية التي لا تخلو منها أيّة طبعة لأيّ كتاب ، وخاصّة إذا كانت طبعة حجرية ، ولم أشر إلى ذلك إلا في موضعين.

أما ما وضعته بين معقوفتين [ ] ولم أشرإليه في الهامش ، فهو أحد ثلاثة :

* أمّا عنوان وضعته بين الفقرات والمطالب لزيادة الإيضاح.

* أو إضافة من المصدر المنقول عنه يقتضيها نسق المطلب ، ربّما سقطت أثناء الطبع.

* أو زيادة من عند نفسي يقتضيها السياق ، ربّما سقطت أثناء الطبع أيضاً.

شكر لا بد منه :

لا يسعني وأنا أقدّم هذه الرسالة ألاّ أن أشكر كلّ من أعانني وأسدى إليَّ معروفاً ، لإخراجها بأفضل صورة ممكنة ، لا سيّما سماحة حجة الإسلام والمسلمين المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ، الذي تفضّل عليّ

٣٥

بقراءتها وإبداء الملاحظات العلمية حولها ، وكذا كلّ من ساهم بمراحل تهيئتها وإخراجها الأخرى.

وأشكر كذلك مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث ، في قم ، لتفضّلها بنشر هذه الرسالة المهمّة على صفحات مجلّتها الغرّاء «تراثنا».

وفّق الله الجميع لخدمة دينه الحنيف ومراضيه.

وكلمة أخيرة لا بدّ منها :

فأنا لا أدّعي كمالاً في عملي هذا ، فما كان إلاّ في خدمة الدين والدفاع عنه ابتغاء غفران الله جلّ وعلا وروضوانه ، وما هو إلاّ من منّه وفضله وحسن توفيقه ، عسى الله ينفع به ، فهو وليّ ذلك ، والله من وراء القصد ، وهو يهدي السبيل.

وإنْ هو إلاّ صفحات متواضعة أعددتها ليوم فقري وفاقتي ، أرفعها إلى مقام الإمام الحجة المنتظر المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، راجباّ منهعليه‌السلام نظرة عطفٍ ولطف.

والحمدلله أوّلاً وآخراً ، وصلّى الله وسلّم على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

محمد علي الحكيم

٩جمادى الأولى ١٤١٥ هـ

٣٦

٣٧

٣٨

[ الردّ على الوهّابيّة ]

[ تمهيد : ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة على محمد سيد الأوّلين والآخرين ، صلّى الله عليه وسلّم ، وعلى آله أجمعين.

وبعد ،

فقد عثرت في بعض الجرائد(١) على سؤال نصّه هذا :

«غادر مكّة في شهر رمضان الماضي الشيخ عبدالله بن بليهد ، قاضي قضاة الوهّابيّين في الحجاز ، قاصداً المدينة المنوّرة ، وقد تلقّت جريدة أمّ القرى من مكاتبها في المدينة أنّ الشيخ ابن بليهد اجتمع بعلماء المدينة وباحثهم في أمور كثيرة ، ثم وجه إليهم السؤال الآتي :

بسم الله الرحمن الرحيم ، ما قول علماء المدينة المنوّرة ـ زادهم

__________________

(١) هي جريدة « أم القرى » العدد ٦٩ ، بتاريخ ١٧ شّوال ١٣٤٤ هـ.

وهذا ممّا أفادني به سماحة العلاّمة المحقق السيد عبدالعزيز الطباطبائي دام بقاؤه.

٣٩

الله فهماً وعلماً ـ في البناء على القبور واتّخاذها مساجد ، هل هو جائز أم لا؟

وإذا كان غير جائز ، بل ممنوعُ منهيّ عنه نهياً شديداً ، فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟

وإذا كان البناء في مسبلة ـ كالبقيع ـ وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبنيّ عليه ، فهل هو غصب يجب رفعه ، لما فيه من ظلم المستحقّين ومنعهم استحاقهم ، أم لا؟

وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح ، من التمسح بها ، ودعائها مع الله ، والتقريب بالذبح والنذر لها ، وإيقاد السرج عليها ، هل هو جائز أم لا؟

وما يفعل عند حجرة النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، من التوجّه إليها عند الدعاء وغيره ، والطواف بها وتقبيلها والتمسّح بها ، وكذلك ما يفعل في المسجد الشريف ، من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة ، هل هو مشروع أم لا؟

أفتونا مأجورين ، وبيّنوا لنا الأدلّة المستند إليها ، لازلتم ملجأً للمستفدين».

وهذا نصّ الجواب :

«أمّا البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً؛ لصحّة الأحاديث الواردة في منعه ، وبهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه ، مستندين على ذلك بحديث عليٍ رضي الله عنه أنّه قال لأبي الهيّاج : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، أن لا تدع

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وقالعليه‌السلام : ( من لم يوقن قلبه لم يطعه عمله )(١٨) .

وقالعليه‌السلام : ( ما أيقن بالله من لم يرع عهوده وذممه )(١٩) .

وقالعليه‌السلام : ( ما أعظم سعادة من بوشر قلبه ببرد اليقين )(٢٠) .

وقالعليه‌السلام : ( ما عذر من أيقن المرجع )(٢١) .

وقالعليه‌السلام : ( لا إيمان لمن لا يقين له )(٢٢) .

وقالعليه‌السلام : ( لا يعمل بالعلم إلا من أيقن بفضل الاجر فيه )(٢٣) .

وقالعليه‌السلام : ( يستدل على اليقين بقصر الامل، وإخلاص العمل، والزهد في الدنيا )(٢٤) .

[١٢٧٣٩] ١٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب قال: إن أهل الشام دنوا من عليعليه‌السلام يوم صفين، فوالله ما يزيد قربهم منه إلا سرعة في مشيه، فقال له الحسنعليه‌السلام : ( ما ضرك لو سعيت حتى تنتهي إلى هؤلاء الذين صبروا لعدوك(١) من أصحابك؟ قال: يا بني إن لأبيك يوما لن يعدوه، ولا يبطئ به عنه السعي، ولا يعجل به إليه المشي، إن أباك والله ما يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه ).

__________________

(١٨) غرر الحكم ج ٢ ص ٧٠٢ ح ١٣٣١.

(١٩) ج ٢ ص ٧٤٣ ح ١٢٥.

(٢٠) ج ٢ ص ٧٤٢ ح ١٠٤

(٢١) ج ٢ ص ٧٤٤ ح ١٣٩.

(٢٢) ج ٢ ص ٨٤٧ ح ٣٤٥.

(٢٣) ج ٢ ص ٨٥٤ ح ٤٣٣.

(٢٤) ج ٢ ص ٨٦٤ ح ١٥.

١٨ - وقعة صفين ص ٢٤٩.

(١) في الطبعة الحجرية: بعدك، وما أثبتناه من المصدر.

٢٠١

[١٢٧٤٠] ١٩ - وعن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي إسحاق قال: خرج عليعليه‌السلام يوم صفين في يده عنزة، فمر على سعيد بن قيس الهمداني، فقال له سعيد: أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوك؟ فقال له عليعليه‌السلام : ( إنه ليس من أحد إلا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب(١) ، أو يخر عليه حائط أو تصيبه آفة، فإذا جاء القدر، خلوا بينه وبينه ).

٨ -( باب في وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل)

[١٢٧٤١] ١ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن الباقرعليه‌السلام قال: ( لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال [ له ](١) أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا أكلمك(٢) إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أعاقب، وإياك أثيب ).

[١٢٧٤٢] ٢ - وفي العلل: عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي، عن محمد بن إبراهيم بن أسباط، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان، عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله، عن عيسى بن جعفر العلوي العمري، عن آبائه، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالبعليه‌السلام : ( إن

__________________

١٩ - وقعة صفين ص ٢٠٥.

(١) القليب: هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها صاحب ولا من حفرها، وتكون في البراري ( لسان العرب ج ١ ص ٦٨٩ ).

الباب ٨

١ - أمالي الصدوق ص ٣٤٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: أحملك، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - علل الشرائع ص ٩٨.

٢٠٢

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل مما خلق الله عز وجل العقل؟ قال: خلقه من ملك له رؤوس بعدد الخلائق، من خلق ومن لم يخلق إلى يوم القيامة، ولكل رأس وجه، ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل، واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى، لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود، ويبلغ حد الرجال أو حد النساء، فإذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الانسان نور فيفهم الفريضة والسنة والجيد والردئ، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في البيت ).

[١٢٧٤٣] ٣ - وفيه وفي العيون: عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن أبي عبد الله السياري، عن أبي يعقوب البغدادي، عن ابن السكيت، عن الرضاعليه‌السلام - في حديث - قال: فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال الرضاعليه‌السلام : ( العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه ) فقال ابن السكيت: هذا هو -  والله - الجواب.

[١٢٧٤٤] ٤ - وفي معاني الأخبار: عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفرعليهما‌السلام - في حديث - قال: ( إني نظرت في كتاب لعليعليه‌السلام ، فوجدت في الكتاب: إن قيمة كل امرئ وقدره معرفته، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا ).

[١٢٧٤٥] ٥ - وفي العلل والخصال: عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمان المروزي،

__________________

٣ - علل الشرائع ص ١٢٢، عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٧٩ ح ١٢.

٤ - معاني الأخبار ص ١ ح ٢.

٥ - بل معاني الأخبار ص ٣١٢، والخصال ص ٤٢٧، وأخرجه المجلسي في البحار ج ١ ص ١٠٧ ح ٣ عن الخصال والعلل.

٢٠٣

عن محمد بن جعفر المقرئ الجرجاني، عن محمد بن الحسن الموصلي، عن محمد بن عاصم الطريفي، عن عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن عليعليه‌السلام ، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه، الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينه، والحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والايمان، والصدق، والسكينة، والاخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثم قال عز وجل، أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: تكلم، فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد ولا ند ولا شبيه ولا كفؤ ولا عديل ولا مثل، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك، ولا أعز منك(١) ، بك أوحد، وبك أعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغي، وبك أخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب فخر العقل عند ذلك ساجدا، فكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك وتعالى: ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه، فقال الله جل جلاله لملائكته: أشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه ).

[١٢٧٤٦] ٦ - وفي العلل: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي.

__________________

(١) في المصدر زيادة: بك أؤاخذ وبك أعطي.

٦ - علل الشرائع ص ١١٥.

٢٠٤

وفي الخصال(١) : عن أبيه، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن البرقي، عن علي بن حديد، عن سماعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في خبر طويل، في ذكر جنود العقل والجهل، إلى أن قال -  قالعليه‌السلام : ( وإنما يدرك الحق(٢) بمعرفة العقل وجنوده، ومجانبة الجهل وجنوده ).

ورواه البرقي في المحاسن: عن علي بن، حديد مثله(٣) .

[١٢٧٤٧] ٧ - تفسير الإمامعليه‌السلام : في سياق قصة آدم وحواء والشجرة، قال: ( فلما آيس إبليس من قبول آدم منه، عاد ثانية بين لحيي(١) الحية، فخاطب حواء من حيث توهمها أن الحية هي التي تخاطبها، وقال: يا حواء أرأيت هذه الشجرة التي كان الله عز وجل حرمها عليكما، وقد أحلها لكما بعد تحريمها، لما عرف من حسن طاعتكما له وتوقيركما إياه، وذلك إن الملائكة الموكلين بتلك الشجرة، الذين معهم الحراب يدفعون عنها سائر حيوان الجنة، لا تدفعك عنها إن رمتها، فاعلمي بذلك أنه قد أحل لك، وأبشري بأنك إن تناولتها قبل آدم، كنت أنت المسلطة عليه الامرة الناهية فوقه، فقالت حواء: سوف أجرب هذا، فرامت الشجرة فأرادت الملائكة أن تمنعها(٢) عنها بحرابها، فأوحى الله تعالى إليهم تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره، فأما من جعلته ممكنا مميزا مختارا، فكلوه إلى عقله الذي جعلته حجة عليه، فإن أطاع استحق ثوابي، وأن عصى وخالف أمري استحق عقابي وجزائي، فتركوها ) الخبر.

__________________

(١) الخصال ص ٥٩١.

(٢) في الخصار والمحاسن: الفوز.

(٣) المحاسن ص ١٩٨.

٧ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٨٩.

(١) اللحيان: العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم، يكون للانسان وغيره من الحيوان ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٤٣ ).

(٢) في نسخة: تدفعها.

٢٠٥

[١٢٧٤٨] ٨ - وفي قوله:( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب ) (١) الآية في مقام بيان الفرق بين عوامنا وعوام اليهود، قالعليه‌السلام : ( إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح(٢) ، وبأكل الحرام والرشاء، وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات - إلى أن قالعليه‌السلام - واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من يفعل ما يفعلونه فهو فاسق، لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ) ) الخ.

[١٢٧٤٩] ٩ - وفيه قال: ( قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : من لم يكن عقله(١) أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه ).

[١٢٧٥٠] ١٠ - الشيخ أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( لكل شئ آله وعدة، وآلة المؤمن وعدته العقل، ولكل شئ مطية ومطية المرء العقل، ولكل شئ غاية وغاية العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل سفر فسطاط يلجؤون إليه وفسطاط المسلمين العقل ).

[١٢٧٥١] ١١ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( لا عدة أنفع من العقل، ولا عدو أضر من الجهل وقالعليه‌السلام : ( زينة الرجل عقله وقالعليه‌السلام : ( من لم يكن أكثر ما فيه عقله، كان بأكثر ما فيه قتله ).

__________________

(٨) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٢١.

(١) البقرة ج ٢ ص ٧٨.

(٢) في المصدر: الصراح.

٩ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٩.

(١) في المصدر زيادة: من.

١٠ - كنز الفوائد ص ١٣.

١١ - كنز الفوائد ص ٨٨.

٢٠٦

وقالعليه‌السلام : ( العقول ذخائر والاعمال كنوز )(١) .

وقالعليه‌السلام : ( من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( الجمال في اللسان والكمال في العقل )(٣) .

وقالعليه‌السلام : ( العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء )(٤) .

[١٢٧٥٢] ١٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ( استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا ).

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( سيد الاعمال في الدارين العقل، ولكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته ).

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : ( العاقل من أطاع الله، وإن كان ذميم المنظر حقير الخطر ).

[١٢٧٥٣] ١٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عليعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا علمتم من رجل حسن الحال فانظروا في حسن عقله فإنما يجزى الرجل بعقله ).

[١٢٧٥٤] ١٤ - محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( صدر العاقل صندوق سره، ولا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا مال أعود من العقل، ولا عقل كالتدبير ).

__________________

(١) نفس المصدر ص ١٩٤.

(٢) نفس المصدر ص ٨٨.

(٣) نفس المصدر ص ٨٨.

(٤) نفس المصدر ص ٨٨.

١٢ - كنز الفوائد ص ١٩٤.

(١) نفس المصدر ص ١٣.

١٣ - الجعفريات ص ١٤٨.

١٤ - روضة الواعظين ص ٤.

٢٠٧

[١٢٧٥٥] ١٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال ٦ ( قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له ) وروي ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل له: ما العقل؟ قال: ( العمل بطاعة الله، وان العمال بطاعة الله هم العقلاء ).

[١٢٧٥٦] ١٦ - وعن ابن عباس، أنه قال: أساس الدين بني على العقل، وفرضت الفرائض على العقل، وربنا يعرف بالعقل، ويتوسل إليه بالعقل، والعاقل أقرب من ربه من جميع المجتهدين بالعقل(١) ، ولمثقال ذرة من بر العاقل، أفضل من جهاد الجاهل الف عام.

[١٢٧٥٧] ١٧ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام قال: ( إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة، كان أول ما يغير منه عقله ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر، كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة [ في البحر ](٢) ).

[١٢٧٥٨] ١٨ - وعنهعليه‌السلام قال: ( أفضل طبائع العقل العبادة، وأوثق الحديث له العلم، وأجزل حظوظه الحكمة، وأفضل ذخائره الحسنات ).

[١٢٧٥٩] ١٩ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم ).

[١٢٧٦٠] ٢٠ - وعن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي

__________________

١٥، ١٦ - روضه الواعظين ص ٤.

(١) في المصدر: بغير عقل.

١٧ - الاختصاص ص ٢٤٥.

(١) نفس المصدر ص ٢٤٤.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٨ - نفس المصدر ص ٢٤٤.

١٩ - المحاسن ص ١٩٥ ح ١٧.

٢٠ - نفس المصدر ص ١٩٥ ح ١٦.

٢٠٨

الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة، على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا ).

ورواه في الكافي: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، مثله(١) .

[١٢٧٦١] ٢١ - وعن النوفلي، وجهم بن حكيم المدائني، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا بلغكم عن رجل حسن حالة، فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازى بعقله ).

[١٢٧٦٢] ٢٢ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في جواب شمعون بن لاوي بن يهودا من حواري عيسىعليه‌السلام ، حيث قال: أخبرني عن العقل، ما هو؟ وكيف هو؟ ما يتشعب منه وما لا يتشعب؟ وصف لي طوائفه كلها؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إن العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب، فإن لم تعقل جارت، فالعقل عقال من الجهل، وان الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقا أعظم منك، ولا أطوع منك، بك أبدئ وبك أعيد، لك الثواب وعليك العقاب ) الخبر، وهو طويل شريف.

[١٢٧٦٣] ٢٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إنما يدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له - واثنى قوم بحضرته على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير، تسألنا عن عقله! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الأحمق يصيب

__________________

(١) الكافي ج ١ ص ٩ ح ٧.

٢١ - المحاسن ص ١٩٤ ح ١٤.

٢٢ - تحف العقول ص ١٢.

٢٣ - المصدر السابق ٣٨.

٢٠٩

بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

[١٢٧٦٤] ٢٤ - وقدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران، وكان فيه بيان وله وقار وهيبة، فقيل: يا رسول الله، ما اعقل هذا النصراني! فزجر القائل وقال: ( مه، ان العاقل من وحد الله وعمل بطاعته ).

[١٢٧٦٥] ٢٥ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( العاقل من كان ذلولا إجابة الحق، منصفا بقوله، جموحا عند الباطل، خصما بقوله، يترك دنياه ولا يترك دينه، ودليل العقل(١) شيئان صدق القول وصواب الفعل ) الخبر.

[١٢٧٦٦] ٢٦ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من كتاب الزاهد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( دعامة الاسلام العقل، ومنه الفطنة والفهم والحفظ والعلم، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح امره، فإذا كان تأييد عقله من النور، كان عالما حافظا زاكيا فطنا فهما، فعلم بذلك كيف ولم؟ وحيث، وعرف من نصحه ومن غشه، فإذا عرف ذلك، عرف مجراه وموصوله ومفصوله، وأخلص الوحدانية لله والاقرار بالطاعة، فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات واردا على ما هو آت، فعرف ما هو فيه، ولأي شئ هو هاهنا؟ ومن أين يأتي؟ وإلى ما هو صائر؟ وذلك كله من تأييد العقل ).

[١٢٧٦٧] ٢٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في حديث: ( العقل هداية، والجهل ضلالة ).

__________________

٢٤ - تحف العقول ص ٣٨.

٢٥ - مصباح الشريعة ص ٢٢٢.

(١) في نسخة: العاقل.

٢٦ - مشكاة الأنوار ص ٢٥٢.

٢٧ - لب اللباب: مخطوط.

٢١٠

قلت: ذكر الشيخ في الأصل(١) في آخر الباب، للعقل معاني يطلق عليها في الأحاديث، وذكر ان أكثر أحاديث الباب محمول على معنيين: أحدهما العلم، ومنه يظهر ان ما نسب إلى الأخباريين من انكارهم حجية القطع الحاصل من العقل في غير محله، وله شواهد كثيرة من كلماتهم، ليس هنا محل نقلها، ولعلنا نشير في بعض فوائد الخاتمة إلى ذلك، إن شاء الله تعالى.

٩ -( باب وجوب غلبة العقل على الشهوة، وتحريم العكس)

[١٢٧٦٨] ١ - ثقة الاسلام في الكافي: عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه، عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: ( يا هشام، كيف يزكو عند الله عملك؟ وأنت قد شغلت قلبك [ عن أمر ربك ](١) وأطعت هواك على غلبة عقلك ) ).

[١٢٧٦٩] ٢ - الآمدي في الغرر، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: ( العقل والشهوة ضدان، ومؤيد العقل العلم، ومزين الشهوة الهوى، والنفس متنازعة بينهما، فأيهما قهر كانت في جانبه ).

وقالعليه‌السلام : ( إن أفضل الناس عند الله، من أحيى عقله وأمات شهوته )(١) .

وقالعليه‌السلام : ( ذهاب العقل بين الهوى والشهوة )(٢) .

وقالعليه‌السلام ( زوال العقل بين دواعي الشهوة

__________________

(١) وسائل الشيعة ج ١١ ص ١٦٣.

الباب ٩

١ - الكافي ج ١ ص ١٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٩٦ ح ٢١٢٢.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٤٠ ح ٢٠٣.

(٢) نفس المصدر ص ٢٠٧، ( الطبعة الحجرية ).

٢١١

والغضب )(٣) .

وقالعليه‌السلام : ( من كمل عقله استهان بالشهوات )(٤) .

وقالعليه‌السلام : ( من لم يملك شهوته لم يملك عقله )(٥) .

وقالعليه‌السلام : ( لا عقل مع شهوة )(٦) .

وقالعليه‌السلام : ( من ملك نفسه علا امره، من ملكته نفسه ذل قدره )(٧) )(٨) .

وقالعليه‌السلام : ( من غلب شهوته ظهر عقله )(٩) .

وقالعليه‌السلام : ( من غلب عقله هواه أفلح، من غلب هواه عقله افتضح )(١٠) .

وقالعليه‌السلام : ( من غلب شهوته صان قدره )(١١) .

[١٢٧٧٠] ٣ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( والهوى عدو العقل، ومخالف الحق، وقرين الباطل، وقوة الهوى من الشهوات، و أصل علامات الهوى من اكل الحرام، والغفلة عن الفرائض، والاستهانة بالسنن، والخوض في الملاهي ).

[١٢٧٧١] ٤ - أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن أبي جعفر

__________________

(٣) نفس المصدر ج ٢٣٤ وفيه: ( ضلال النفس ) بدل ( زوال العقل ) الطبعة الحجرية.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٤٢ ح ٥٧١.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٠٢ ح ١٣٣٣.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٣٣ ح ٩٣.

(٧) ليس في المصدر.

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٢١ ح ٢٢٨.

(٩) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٢٥ ح ٣٠٨.

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥٠ ح ٦٩٨، ٦٩٩.

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥١ ح ٧٠٧.

٣ - مصباح الشريعة ص ٢٢٣.

٤ - نزهة الناظر ص ٥٠

٢١٢

عليه‌السلام ، قال: ( ان طبائع الناس كلها مركبة على الشهوة، والرغبة، والحرص، والرهبة، والغضب، واللذة، إلا أن في الناس من زم(١) هذه الخلال بالتقوى والحياء والأنف، فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الامر، فارم ببصرك إلى السماء، فإن لم تخف من(٢) فيها، فانظر إلى من في الأرض، لعلك ان تسستحيي ممن فيها، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف، ولا ممن في الأرض تستحي، فعد نفسك في البهائم ).

١٠ -( باب وجوب الاعتصام بالله)

[١٢٧٧٢] ١ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن هارون القاضي(١) ، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة، وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة، واتكل عليه في جميع أموره ) الخبر.

[١٢٧٧٣] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( أيما عبد اقبل قبل ما يحب الله عز وجل، اقبل الله عز وجل قبل كل ما يحب، ومن اعتصم بالله وبتقواه عصمه الله، ومن أقبل قبله وعصمه، لم يبال لو سقطت السماء على الأرض [ أو كانت نازلة على أهل الأرض ](١) فشملتهم بلية، وكان في حرز الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله تبارك وتعالى يقول:( ان المتقين في مقام امين ) (٢) ).

__________________

(١) في المصدر: قد ضم.

(٢) وفيه: ممن.

الباب ١٠

١ - الخصال ج ١ ص ٢٨٥ ح ٣٧.

(١) في المصدر: الفامي، وكلاهما صحيح ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٥٤ ).

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الدخان ٤٤: ٥١.

٢١٣

[١٢٧٧٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام : ( أوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام : أنه ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهن، إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السماوات من بين يديه، وأسخت الأرض من تحته ولا أبالي في اي واد يهلك ).

فقه الرضاعليه‌السلام : مثله(١) .

[١٢٧٧٥] ٤ - محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: ( من اعتصم بالله لا يهزم ).

[١٢٧٧٦] ٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( يقول الله عز وجل: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني، الا قطعت أسباب السماوات والأرض(١) دونه، فان سألني لم اعطه، وان دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي، الا ضمنت السماوات والأرض رزقه، فان سألني أعطيته، وان دعاني أجبته، وان استغفرني غفرت له ).

صحيفة الرضاعليه‌السلام : مسندا عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

[١٢٧٧٧] ٦ - القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( يقول الله: ما من عبد نزلت به بلية، فاعتصم بي دون خلقي، الا أعطيته قبل أن يسألني ).

__________________

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٦.

(١) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

٤ - روضة الواعظين ص ٤٢٥.

٥ - روضة الواعظين ص ٤٢٦.

(١) في المصدر زيادة: من.

(٢) صحيفة الإمام الرضاعليه‌السلام ص ٣٣ ح ٥.

٦ - لب اللباب: مخطوط.

٢١٤

[١٢٧٧٨] ٧ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من اعتصم بالله نجاه ) وقالعليه‌السلام : ( من اعتصم بالله لم يضره شيطان )(١) وقالعليه‌السلام : ( اعتصم في أحوالك كلها بالله، فإنك تعتصم منه سبحانه بمانع عزيز(٢) ، الجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك، فإنك تلجئها إلى كهف حريز )(٣) .

١١ -( باب وجوب التوكل على الله والتفويض إليه)

[١٢٧٧٩] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( الايمان له أركان أربعة: التوكل على الله، والتفويض إليه، والتسليم لامر الله تعالى، والرضى بقضاء الله تعالى ).

ورواه في المحاسن: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

ورواه الحميري في قرب الإسناد: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البزنطي، عن الرضاعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[١٢٧٨٠] ٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قال لي: ( ما من شئ إلا وله حد ) قال: فقلت: وما حد التوكل؟ قال: ( اليقين ) قلت: فما حد اليقين؟ قال: ( أن لا يخاف مع الله شيئا ).

__________________

٧ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦١٩ ح ١٨٤.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٣٠ ح ٣٨٠.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١١٩ ح ١٦٦.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١١٨ ح ١٦٥.

الباب ١١

١ - الجعفريات ص ٢٣٢

(١) عنه في مشكاة الأنوار ص ١٨.

(٢) قرب الإسناد ص ١٥٥.

٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٤.

٢١٥

[١٢٧٨١] ٣ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي الحسين رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، ان سرك أن تكون أقوى الناس، فتوكل على الله، وان سرك أن تكون أكرم الناس، فاتق الله عز وجل، وان سرك أن تكون أغنى الناس، فكن بما في يدي الله عز وجل أوثق منك بما في يديك، يا أبا ذر، لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ) (١) ).

[١٢٧٨٢] ٤ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( إن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطناه ).

[١٢٧٨٣] ٥ - وعن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، سأله علي بن سويد السائي، عن قول الله عز وجل:( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (١) قال: ( التوكل على الله درجات، منها أن تتوكل عليه في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم أنه لا يألوك الا خيرا وفضلا، وتعلم أن الحكم في ذلك إليه، ووثقت به فيها وفي غيرها ).

__________________

٣ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة خالية من هذه القطعة، وأخرجها العلامة المجلسي في البحار ج ٧٧ ص ٨٧ عن معاني الأخبار والخصال وذكر في ذيل: ورواه الشيخ في أماليه مثله.

(١) الطلاق ٦٥: ٢، ٣.

٤ - مشكاة الأنوار ص ١٦.

٥ - المصدر السابق ١٦.

(١) الطلاق ٦٥: ٣.

٢١٦

[١٢٧٨٤] ٦ - محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( من أحب أن يكون اتقى الناس، فليتوكل على الله ).

[١٢٧٨٥] ٧ - وعن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: ( من توكل على الله لا يغلب ).

[١٢٧٨٦] ٨ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( من أحب أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أكرم الناس، فليتق الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لو أن رجلا على الله بصدق النية، لاحتاجت إليه ( الأمور ممن دونه )(٢) ، فكيف يحتاج هو ومولاه الغني الحميد؟ ).

[١٢٧٨٧] ٩ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( من توك وقنع ورضي كفي المطلب ).

[١٢٧٨٨] ١٠ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم يسدوا فاقته، ومن أنزلها بالله أو شك الله له الغنى، إما موتا عاجلا، أو غنى آجلا ).

[١٢٧٨٩] ١١ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لو توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا ) ورأي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قوما لا يزرعون، قال: ( ما أنتم؟ ) قالوا: نحن المتوكلون، قال: ( لا بل أنتم المتكلون ).

[١٢٧٩٠] ١٢ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا تتكل إلى غير الله فيكلك الله

__________________

٦، ٧ - روضة الواعظين ص ٤٢٥.

٨ - المصدر السابق ص ٤٢٦.

(١) في المصدر: سره.

(٢) في المصدر: الأمراء فمن دونهم.

٩ - ١٢ - لب اللباب: مخطوط.

٢١٧

إليه، ولا تعمل لغير الله فيجعل ثوابك عليه ).

[١٢٧٩١] ١٣ - وسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جبرئيل عن تفسير التوكل، فقال: ( اليأس من المخلوقين، وأن يعلم أن المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع ).

[١٢٧٩٢] ١٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( قضى الله على نفسه، انه من آمن به هداه، ومن اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه أنماه، ومن وثق به أنجاه، ومن التجأ إليه آواه، ومن دعاه أجابه ولباه، وتصديقها من كتاب الله( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) (١) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) (٢) ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (٣) ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه ) (٤) ( ومن يعتصم بالله فقد هدى ) (٥) ( وأنيبوا إلى ربكم ) (٦) ( وإذا سألك عبادي ) (٧) الآية.

[١٢٧٩٣] ١٥ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، قال: ( ان العز والغنى خرجا يجولان، فلقيا التوكل فاستوطنا ).

[١٢٧٩٤] ١٦ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( التوكل كأس مختوم بختام الله عز وجل، فلا يشرب بها ولا يفض ختامها الا المتوكل، كما قال الله تعالى:( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) (١) وقال عز وجل:

__________________

١٣، ١٤ - لب اللباب: مخطوط.

(١) التغابن ٦٤: ١١.

(٢) الطلاق: ٦٥: ٢.

(٣) الطلاق ٦٥: ٣.

(٤) البقرة ٢: ٢٤٥.

(٥) آل عمران ٣: ١٠١.

(٦) الزمر ٣٩: ٥٤.

(٧) البقرة ٢: ١٨٦.

١٥ - لب اللباب: مخطوط.

١٦ - مصباح الشريعة ص ٤١٣ - ٤١٨. ( باختلاف يسير ).

(١) إبراهيم ١٤: ١٢.

٢١٨

( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) (٢) جعل الله التوكل مفتاح الايمان، والايمان قفل التوكل، وحقيقة التوكل الايثار، وأصل الايثار تقديم الشئ بحقه، ولا ينفك المتوكل في توكله من اثبات أحد الايثارين: فإن اثر معلول التوكل وهو الكون حجب به، وان اثر العلل عله التوكل وهو البارئ سبحانه وتعالى بقي معه، فإن أردت أن تكون متوكلا لا متعللا، فكبر على روحك خمس تكبيرات، وودع أمانيك كلها توديع الموت للحياة، وأدنى حد التوكل أن لا تسابق مقدورك بالهمة، ولا تطالع مقسومك، ولا تستشرف معدومك، فينتقض بأحدها عقد ايمانك وأنت لا تشعر، وان عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكلين من اثبات أحد الايثارين حقا، فاعتصم بمعرفة هذه الحكاية، وهي انه روي مان بعض المتوكلين قدم على بعض الأئمةعليهم‌السلام ، فقال له: اعطف علي بجواب مسألة في التوكل، والإمامعليه‌السلام كان يعرف الرجل بحسن التوكل ونفيس الورع، وأشرف على صدقه فيما سأل عنه من قبل ابدائه إياه، فقال له: قف مكانك وانظرني ساعة، فبينا هو مطرق لجوابه إذ اجتاز بهما فقير، فادخل الإمامعليه‌السلام يده في جيبه وأخرج شيئا فناوله الفقير، ثم اقبل على السائل فقال له: هات وسل عما بدا لك، فقال السائل: أيها الامام، كنت أعرفك قادرا متمكنا من جواب مسألتي قبل أن استنظرتني، فما شأنك في ابطائك عني؟ فقال الإمامعليه‌السلام : لتعتبر المعنى قبل كلامي، إذا لم أكن أراني ساهيا بسري وربي مطلع علي، ان أتكلم بعلم التوكل وفي جيبي دانق، ثم لم يحل ذلك إلا بعد ايثاره فافهم، فشهق السائل شهقة، وحلف أن لا يأوي عمرانا ولا يأنس ببشر ما عاش ).

[١٢٧٩٥] ١٧ - الشيخ المفيد في الإختصاص: مرسلا عن الأوزاعي، أن لقمان قال لابنه: يا بني من ذا الذي عبد الله فخذله؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم

__________________

(٢) المائدة ٥: ٢٣.

١٧ - الاختصاص ص ٣٣٧.

٢١٩

يجده؟ ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره(١) ؟ ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره؟ ومن ذا الذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه؟

[١٢٧٩٦] ١٨ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في خبر المعراج - أنه قال: ( يا رب أي الاعمال أفضل؟ فقال الله عز وجل: ( يا أحمد )(١) ، ليس شئ أفضل عندي من التوكل علي والرضى بما قسمت ).

[١٢٧٩٧] ١٩ - العلامة الكراجكي في معدن الجواهر: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( خصلة من عمل بها كان من أقوى الناس، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: التوكل على الله عز وجل ).

[١٢٧٩٨] ٢٠ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه مر يوما على قوم، فرآهم أصحاء جالسين في زاوية المسجد، فقالعليه‌السلام : ( من أنتم؟ ) قالوا: نحن المتوكلون قالعليه‌السلام : ( ( لا بل أنتم المتأكلة، فان كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم؟ ) قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، قالعليه‌السلام : ( هكذا تفعل الكلاب عندنا ) قالوا: فما نفعل؟ قال: ( كما نفعل ) قالوا: كيف تفعل؟ قالعليه‌السلام : ( إذا وجدنا بذلنا، وإذا فقدنا شكرنا ).

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: يجده، وما أثبتناه من المصدر.

١٨ - ارشاد القلوب ص ١٩٩.

(١) ليس في المصدر.

١٩ - معدن الجواهر ص ٢٢.

٢٠ - تفسير أبي الفتوح الرازي:

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399