مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل20%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132067 / تحميل: 5302
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أي فئتين من المؤمنين وقع القتال بينهما، وأنّه لا ينبغي لأحد أن يفضّل أي فئة منهما على الأُخرى، حتّى لا تحدث فتنة. (1)

2 - حرّمت الإباضيّة الزواج بين من ربطت بينهما علاقة إثم، وقد كانوا في تحريمهم لهذا الزواج يستندون إلى روح الإسلام الّذي يحارب الفاحشة. (2) وقد انفردوا به من بين سائر المذاهب.

3 - منعت الإباضيّة المسلم من إراقة ماء الوجه والتعرّض لمذلّة السؤال؛ فإذا هانت عليه كرامته، وذهب يسأل الناس الزكاة، حَرُم منها عقاباً له على هذا الهوان، وتعويداً له على الاستغناء عن الناس، والاعتماد على الكفاح. (3)

مؤسّس المذهب الإباضي ودعاته في العصور الأُولى:

قد تعرّفت على عقائد الإباضيّة، فحان البحث عن أئمّتهم ودعاتهم في العصور الأُولى.

1 - عبد الله بن إباض، مؤسّس المذهب:

هو عبد الله بن إباض، المقاعسي، المري، التميمي، ابن عبيد، ابن مقاعس، من دعاة الإباضيّة، بل هو مؤسّس المذهب.

____________________

(1) انظر: الإباضيّة في مصر والمغرب: 61.

(2) الإباضيّة في موكب التاريخ: 111 - 112.

(3) الإباضيّة في موكب التاريخ: 116.

١٤١

قد اشتهرت هذه الفِرقة بالإباضيّة من أوّل يوم، وهذا يدلُّ على أنّه كان لعبد الله بن إباض، دور في نشوء هذه الفِرقة وازدهارها.

2 - جابر بن زيد العماني، الأزدي:

جابر بن زيد، أبو الشعثاء، الأزدي، اليحمدي، البصري، مشهور بكنيته، فقيه الإباضيّة، مات سنة 93هـ، ويقال: مائة. يروي عن عبد الله بن عبّاس.

3 - أبو عبيدة، مسلم بن أبي كريمة (المتوفّى حوالي 158هـ):

مسلم بن أبي كريمة التميمي، توفّي في ولاية أبي جعفر المنصور المتوفّى سنة 158هـ، قال عنه ابن الجوزي: مجهول.

أخذ العلم عن جابر بن عبد الله، وجابر بن زيد، وضمار السعيدي، وجعفر السمّاك وغيرهم.

حمل العلم عنه الربيع بن حبيب الفراهيدي؛ صاحب المسند، وأبو الخطّاب المعافري، وعبد الرحمن بن رستم، وعاصم السدراتي، وغيرهم.

4 - أبو عمرو، ربيع بن حبيب الفراهيدي:

هو من أئمّة الإباضيّة، وهو صاحب المسند المطبوع، ولم نجد له ترجمة وافية في كتب الرجال لأهل السنّة، ويُعدّ في طليعة الجامعين للحديث والمصنّفين فيه.

١٤٢

5 - أبو يحيى عبد الله بن يحيى الكندي:

عبد الله بن يحيى بن عمر الكندي، من حضرموت، وكان قاضياً لإبراهيم بن جبلة؛ عامل القاسم بن عمر على حضرموت، وهو عامل مروان على اليمن، خرج بحضرموت والتفَّ حوله جماعة عام 128هـ، وبسط سيطرته على عُمان واليمن والحجاز، وفي عام 130هـ جهّز مروان بن محمد جيشاً بقيادة عبد الملك بن محمد بن عطيّة السعدي، فكانت بينهم حرب عظيمة، قُتل فيها عبد الله بن يحيى وأكثر من معه من الإباضيّة، ولحق بقيّة الخوارج ببلاد حضرموت.

دول الإباضيّة:

قد قام باسم الإباضيّة، عدد من الدول في أربعة مواضع من البلاد الإسلاميّة:

1 - دولة في عُمان، استقلّت عن الدولة العباسيّة في عهد أبي العباس السفّاح، سنة 132هـ، ولا تزال إلى اليوم.

2 - دولة في ليبيا، سنة 140هـ، ولم تعمّر طويلاً؛ فقد انتهت بعد ثلاث سنوات.

3 - دولة في الجزائر، قامت سنة 160هـ، وبقيت إلى حوالي 190هـ، ثُمَّ قضت عليها الدولة العبيديّة.

١٤٣

4 - دولة قامت في الأندلس، ولا سيّما في جزيرتي ميورقة ومينورقة، وقد انتهت يوم انتهت الأندلس.

هذه هي الإباضيّة، وهذا ماضيهم وحاضرهم، وقد قدّمنا إليك صورة موجزة من تاريخهم ونشأتهم وشخصيّاتهم وعقائدهم.

١٤٤

13

الشِّيعة الإماميّة

الشّيعة لغة واصطلاحاً:

الشيعة لغة هم: الجماعة المتعاونون على أمر واحد في قضاياهم، يقال تشايع القوم إذا تعاونوا، وربّما يطلق على مطلق التابع، قال سبحانه: ( فَاسْتَغَاثَهُ الّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الّذِي مِنْ عَدُوّه ) (1) ، وقال تعالى: ( وَإِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (2) .

وأمّا اصطلاحاً، فلها إطلاقات عديدة، بملاكات مختلفة:

1 - الشيعة: من أحبَّ عليّاً وأولاده باعتبارهم أهل بيت النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الّذين فرض الله سبحانه مودّتهم، قال عزَّ وجلَّ: ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) . والشّيعة بهذا المعنى تعمّ كلّ المسلمين، إلاّ النواصب؛ بشهادة أنّهم يصلّون على نبيّهم وآله في صلواتهم وأدعيتهم، ويتلون الآيات النازلة في حقّهم صباحاً ومساءً، وهذا هو الإمام الشافعي يصفهم بقوله:

يـا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

____________________

(1) القصص: 15.

(2) الصافات: 83 - 84.

(3) الشورى: 23.

١٤٥

كـفاكم مـن عـظيم الشأن أنّكم

مَن لم يصلّ عليكم لا صلاة له (1)

2 - من يفضّل عليّاً على عثمان، أو على الخلفاء عامّة، مع اعتقاده بأنّه رابع الخلفاء، وإنّما يقدّم؛ لاستفاضة مناقبه وفضائله عن الرسول الأعظم، والّتي دوّنها أصحاب الحديث في صحاحهم ومسانيدهم.

3 - الشيعة من يشايع علياً وأولاده باعتبار أنّهم خلفاء الرسول وأئمة الناس بعده، نَصَبهم لهذا المقام بأمر من الله سبحانه، وذكر أسماءهم وخصوصيَّاتهم. والشيعة بهذا المعنى هو المبحوث عنه في المقام، وقد اشتُهر بأنّ عليّاً هو الوصيّ حتّى صار من ألقابه، وذكره الشعراء بهذا العنوان في قصائدهم، وهو يقول في بعض خطبه:

«لا يقاس بآل محمد من هذه الأُمّة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقِّ الولاية، وفيهم الوصيّة والوراثة». (2)

ومُجمل القول: إنّ هذا اللفظ يشمل كلَّ من قال إنّ قيادة الأُمّة لعليّ بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وإنّه يقوم مقامه في كلِّ ما يمتُّ إليه، سوى النبوّة ونزول الوحي عليه، كلّ ذلك بتنصيص من الرسول.

وعلى ذلك، فالمقوّم للتشيّع، وركنه الرّكين، هو القول بالوصاية والقيادة، بجميع شؤونها، للإمام (عليه السّلام)، فالتشيّع هو الاعتقاد بذلك، وأمّا ما سوى ذلك، فليس مقوّماً لمفهوم التشيّع، ولا يدور عليه إطلاق الشيعة.

____________________

(1) الصواعق: 148.

(2) نهج البلاغة: الخطبة 2.

١٤٦

الفصل الأوّل:

مبدأ التشيّع وتاريخ تكوّنه

زعم غير واحد من الكتّاب القدامى والجدد، أنّ التشيّع كسائر المذاهب الإسلاميّة، من إفرازات الصراعات السياسيّة، وذهب بعض آخر إلى القول إنّه نتيجة الجدال الكلامي والصراع الفكري، فأخذوا يبحثون عن تاريخ نشوئه وظهوره في الساحة الإسلاميّة، وكأنّهم يتلقّون التشيّع كظاهرة طارئة على المجتمع الإسلامي، ويظنّون أنّ القطاع الشيعي من جسم الأُمّة الإسلاميّة، باعتباره قطاعاً تكوّن على مرّ الزمن؛ لأحداث وتطورات سياسيّة أو اجتماعيّة أو فكريّة، أدَّت إلى تكوين ذلك المذهب كجزء من ذلك الجسم الكبير، ثُمَّ اتسع ذلك الجزء بالتدريج.

وبعد أن افترض هؤلاء أنّه أمر طارئ، أخذوا بالفحص والتفتيش عن علّته أو علله، فذهبوا في تعيين المبدأ إلى كونه ردّة فعل سياسيّة أو فكريّة، ولكنّهم لو كانوا عارفين أنّ التشيّع وُلِد منذ عهد النبيّ الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ لَمَا تسرّعوا في إبداء الرأي في ذلك المجال، ولعلموا أنّ التشيّع والإسلام وجهان لعملة واحدة، وليس للتشيّع تاريخ ولا مبدأ، سوى تاريخ الإسلام ومبدئه، وانّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هو الغارس لبذرة التشيّع في صميم الإسلام، من أوّل يوم أمَر بالصدع وإظهار الحقيقة، إلى أن لبىَّ دعوة ربه.

١٤٧

فالتشيّع ليس إلاّ عبارة عن استمرار قيادة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد وفاته، عن طريق من نصبه إماماً للناس وقائداً للأُمّة، حتّى يرشدها إلى النهج الصحيح والهدف المنشود، وكان هذا المبدأ أمراً ركّز عليه النبيّ في غير واحد من المواقف الحاسمة، فإذا كانّ التشيع متبلوراً في استمرار القيادة بالوصيّ، فلا نجد له تاريخاً سوى تاريخ الاسلام، والنصوص الواردة عن رسوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

والشيعة هم المسلمون من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان في الأجيال اللاحقة، هم الّذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة، ولم يغيّروه، ولم يتعدّوا عنه إلى غيره، ولم يأخذوا بالمصالح المزعومة في مقابل النصوص، وصاروا بذلك المصداق الأبرز لقوله سبحانه: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَرسُولِهِ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (1) .

ففزعوا في الأُصول والفروع إلى عليّ وعترته الطاهرة، وانحازوا عن الطائفة الأُخرى؛ الّذين لم يتعبدوا بنصوص الخلافة والولاية وزعامة العترة؛ حيث تركوا النصوص وأخذوا بالمصالح.

إنّ الآثار المرويّة في حق شيعة الإمام عن لسان النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ترفع اللّثام عن وجه الحقيقة، وتُعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصيّ، فكانوا معروفين بشيعة عليّ في عصر الرسالة، وأنّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وصفهم في كلماته بأنّهم هم الفائزون، وإن كنت في شك من هذا الأمر، فسأتلو عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام.

____________________

(1) الحجرات: 1.

١٤٨

1 - أخرج ابن مردويه، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟، قال: يا عائشة، أما تقرأين ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) (1) . (2)

2 - أخرج ابن عساكر، عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فأقبل عليّ، فقال النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ونزلت: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) ، فكان أصحاب النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، إذا أقبل عليّ قالوا: جاء خير البريّة. (3)

3 - أخرج ابن عدي، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لعلي: «هو أنت وشيعتك يوم القيامة، راضين مرضيّين». (4)

4 - أخرج ابن مردويه، عن عليّ، قال: قال لي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ألم تسمع قول الله: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأُمم للحساب تدعون غرّاً محج<لين». (5)

5 - روى ابن حجر في صواعقه، عن أُم سلمة: كانت ليلتي، وكان النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عندي، فأتته فاطمة، فتبعها عليّ (رضي الله عنه)، فقال النبيّ: «يا عليّ أنت وأصحابك في الجنّة، أنت وشيعتك في الجنة». (6)

____________________

(1) البينة: 7.

(2 و3 و4 و5) الدر المنثور: 6/589.

(6) الصواعق: 161.

١٤٩

6 - روى أحمد في المناقب: إنّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال لعليّ: «أمَا ترضى أنّك معي في الجنّة، والحسن والحسين وذريّتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذريّتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا». (1)

7 - أخرج الديلمي: (يا عليّ، إنّ الله قد غفر لك ولذريّتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك، فابشر إنّك الأنزع البطين). (2)

8 - روى المغازلي بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «يدخلون من أُمّتي الجنة سبعون ألفاً لا حساب عليهم»، ثُمَّ التفت إلى عليّ، فقال: «هم شيعتك وأنت أمامهم». (3)

إلى غير ذلك من الروايات الّتي تُعرب عن أنّ عليّاً (عليه السّلام) كان متميّزاً بين أصحاب النبيّ؛ بأنّ له شيعة وأتباعاً، ولهم مواصفات وسمات كانوا مشهورين بها، في حياة النبيّ وبعدها.

الشيعة في كلمات المؤرّخين وأصحاب الفِرق:

قد غلب استعمال الشيعة بعد عصر الرسول، تبعاً له فيمن يوالي عليّاً وأهل بيته، ويعتقد بإمامته ووصايته، ويَظهر ذلك من خلال كلمات المؤرّخين وأصحاب المقالات؛ نشير إلى بعضها:

1 - روى المسعودي في حوادث وفاة النبيّ: إنّ الإمام عليّاً أقام ومن

____________________

(1) الصواعق: 161.

(2) المصدر نفسه.

(3) مناقب المغازلي: 293.

١٥٠

معه من شيعته في منزله، بعد أن تمّت البيعة لأبي بكر. (1)

2 - وقال النوبختي (المتوفّى 313هـ): إنّ أوّل الفِرق، الشيعة؛ وهم فِرقة عليّ بن أبي طالب، المسمّون شيعة عليّ في زمان النبيّ وبعده، معروفون بانقطاعهم إليه، والقول بإمامته. (2)

3 - وقال أبو الحسن الأشعري: وإنّما قيل لهم: الشيعة، لأنّهم شايعوا عليّاً، ويقدّمونه على سائر أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). (3)

4 - ويقول الشهرستاني: الشيعة هم الّذين شايعوا عليّاً في الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّةً. (4)

5 - وقال ابن حزم: ومن وافق الشيعة في أنّ عليّاً أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالإمامة، وولْده من بعده. (5)

هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، ممّا جاء في كلمات المؤرّخين وأصحاب المقالات، تُعرب عن أنّ لفيفاً من الأُمّة في حياة الرسول وبعده، إلى عصر الخلفاء وبعدهم، كانوا مشهورين بالتشيّع لعليّ، وأنّ لفظة الشيعة ممّا نطق بها الرسول وتبعته الأُمّة عليه.

____________________

(1) الوصيّة: 121.

(2) فِرق الشيعة: 15.

(3) مقالات الإسلاميّين: 1/65.

(4) الملِل والنحل: 1/131.

(5) الفصل في الملِل والنحل: 2/113.

١٥١

رواد التشيع في عصر النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

وإليك أسماء لفيف من الصحابة الشيعة المعروفين بالتشيّع:

1 - عبد الله بن عبّاس. 2 - الفضل بن العبّاس. 3 - عبيد الله بن العبّاس. 4 - قثم بن العبّاس. 5 - عبد الرحمن بن العبّاس. 6 - تمام بن العبّاس. 7 - عقيل بن أبي طالب. 8 - أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب. 9 - نوفل بن الحرث. 10 - عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. 11 - عون بن جعفر. 12 - محمد بن جعفر. 13 - ربيعة بن الحرث بن عبد المُطّلب. 14 - الطفيل بن الحرث. 15 - المغيرة بن نوفل بن الحارث. 16 - عبد الله بن الحرث بن نوفل. 17 - عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث. 18 - العبّاس بن ربيعة بن الحرث. 19 - العبّاس بن عُتبة بن أبي لهب. 20 - عبد المُطّلب بن ربيعة بن الحرث. 21 - جعفر بن أبي سفيان بن الحرث.

هؤلاء من مشاهير بني هاشم، وأمّا غيرهم، فإليك أسماء لفيف منهم:

22 - سلمان المحمّدي. 23 - المقداد بن الأسود الكندي. 24 - أبوذر الغفاري. 25 - عمّار بن ياسر. 26 - حذيفة بن اليمان. 27 - خزيمة بن ثابت. 28 - أبو أيّوب الأنصاري. 29 - أبو الهيثم مالك بن التيهان. 30 - أُبي بن كعب. 31 - سعد بن عبادة. 32 - قيس بن سعد بن عبادة. 33 - عدي بن حاتم. 34 - عبادة بن الصامت. 35 - بلال بن رباح الحبشي. 36 - أبو رافع مولى رسول الله. 37 - هاشم بن عتبة. 38 - عثمان بن حُنيف. 39 - سهل بن حُنيف. 40 - حكيم بن جبلة العبدي. 41 - خالد بن سعيد بن العاص. 42 - أبو الحصيب الأسلمي. 43 - هند بن أبي هالة

١٥٢

التميمي. 44 - جعدة بن هبيرة. 45 - حجر بن عدي الكندي. 46 - عمرو بن الحمق الخزاعي. 47 - جابر بن عبد الله الأنصاري. 48 - محمّد بن أبي بكر. 49 - أبان بن سعيد بن العاص. 50 - زيد بن صوحان الزيدي.

هؤلاء خمسون صحابيّاً من الطبقة العليا للشيعة، فمن أراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيّعهم، فليرجع إلى الكتب المؤلَّفة في الرجال.

١٥٣

الفصل الثاني:

شبهات حول تاريخ الشيعة

قد تعرّفت على تاريخ التشيع، وأنّه ليس وليد الجدال الكلامي، ولا إنتاج السياسات الزمنيّة؛ وإنّما هو وجه آخر للإسلام، وهما وجهان لعملة واحدة، إلاّ أنّ هناك جماعة من المؤرّخين وكتّاب المقالات، ظنّوا أنّ التشيّع أمر حادث وطارئ على المجتمع الإسلامي، فأخذوا يفتّشون عن مبدئه ومصدره، وراحوا يثيرون الشبهات حول تاريخه، وإليك استعراض هذه الشبهات نقداً وتحليلاً.

الشبهة الأُولى:

الشيعة ويوم السقيفة

إنّ مأساة السقيفة جديرة بالقراءة والتحليل، وقد تخيّل لبعض المؤرخين أنّ التشيّع ظهر بعدها.

يقول الطبري: اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة؛ ليبايعوا سعد بن عبادة، فبلغ ذلك أبا بكر، فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فقال: ما هذا؟، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأمراء ومنكم الوزراء - إلى أن

١٥٤

قال: - فبايعه عمر، وبايعه الناس، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع إلاّ عليّاً، ثُمَّ قال: أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ، وفيه طلحة والزّبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مسلطاً بالسيف فعثر، فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه.

وقال أيضاً: وتخلّف عليّ والزّبير، واخترط الزبير سيفه، وقال: لا أغمده حتّى يُبَايَع عليّ، فبلغ ذلك أبا بكر وعمر، فقالا: خذوا سيف الزبير. (1)

يُلاحظ عليه: أنّ هذه النصوص تدلّ على أنّ فكرة التشيّع لعليّ، كانت مختمرة في أذهانهم منذ عهد الرسول إلى وفاته، فلمّا رأت الجماعة أنّ الحق خرج عن محوره، عمدوا إلى التمسّك بالحق بالاجتماع في بيت عليّ، الّذي أوصّاهم النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) به طيلة حياته؛ إذ من البعيد جداً أن يجتمع رأيهم على عليّ في يوم واحد في ذلك اليوم العصيب، فالمعارضة كانت استمراراً لما كانوا يلتزمون به في حياة النبيّ، ولم تكن فكرة خلقتها الظروف والأحداث.

كان أبوذر وقت أخذ البيعة غائباً، ولمّا جاء، قال: أصبتم قناعة، وتركتم قرابة، لو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيّكم، لَمَا اختلف عليكم اثنان. (2)

وقال سلمان: أصبتم ذا السن، وأخطأتم المعدن، أمّا لو جعلتموه فيهم، ما اختلف منكم اثنان، ولأكلتموها رغداً.

وروى الزبير بن بكار في الموفقيّات: إنّ عامّة المهاجرين، وجلّ الأنصار، كانوا لا يشكّون أنّ عليّاً هو صاحب الأمر.

____________________

(1) تاريخ الطبري: 2/443 - 444.

(2) تاريخ اليعقوبي: 2/103.

١٥٥

وروى الجوهري في كتاب السقيفة: إنّ سلمان والزبير وبعض الأنصار، كان هواهم أن يبايعوا عليّاً.

وروى أيضاً: إنّه لمّا بويع أبو بكر واستقرَّ أمره، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضاً، وهتفوا باسم الإمام عليّ، ولكنّه لم يوافقهم. (1)

ومن المستحيل عادة، اختمار تلك الفكرة بين هؤلاء، في يوم واحد، بل يُعرب ذلك عن وجود جذور لها، قبل رحلة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ويؤكد ذلك نداءاته الّتي ذكرها في حق عليّ وعترته، في مواقف متعدّدة، فامتناع الصحابة عن بيعة الخليفةن ومطالبتهم بتسليم الأمر إلى عليّ؛ إنّما هو لأجل مشايعتهم لعليّ زمن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وما هذا إلاّ إخلاصاً و وفاءاً منهم للنبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأين هو من تكوّن التشيع يوم السقيفة؟!

الشبهة الثانية:

التشيّع صنيع عبد الله بن سبأ

كتب الطبري في تاريخه يقول:

كان عبد الله بن سبأ يهوديّاً من أهل صنعاء، أُمّه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثُمَّ تنقّل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم، فبدأ بالحجاز، ثُمَّ البصرة، ثُمَّ الكوفة، ثُمَّ الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشّام، فأخرجوه حتّى أتى

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 6/43 - 44.

١٥٦

مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: لعجب ممّن يزعم أنّ عيسى يرجع، ويكذِّب بأنّ محمّداً يرجع، وقد قال الله عز وجل: ( إِنّ الّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادّكَ إِلَى‏ مَعَادٍ ) (1) ، فمحمّد أحق بالرجوع من عيسى، قال: فقُبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة، فتكلّموا فيها، ثُمَّ قال لهم بعد ذلك: إنّه كان ألف نبيّ، ولكلّ نبيّ وصيّ، وكان عليّ وصيّ محمّد، ثُمَّ قال: محمّد خاتم الأنبياء، وعليّ خاتم الأوصياء، وإنّ عثمان غاصب حق هذا الوصيّ وظالمه، فيجب مناهضته لإرجاع الحق إلى أهله.

وقد بثّ عبد الله بن سبأ دُعاته في البلاد الإسلاميّة، وأشار عليهم أن يُظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطعن في الأُمراء، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين، فيهم الصحابي الكبير، والتابعي الصالح، من أمثال: أبي ذر، وعمّار بن ياسر، ومحمّد بن حذيفة، وعبد الرحمن بن عديس، ومحمّد بن أبي بكر، وصعصعة بن صوحان العبدي، ومالك الأشتر، إلى غيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم، فكانت السبئيّة تثير الناس على ولاتهم، تنفيذاً لخطة زعيمها، وتضع كتباً في عيوب الأمراءن وترسل إلى غير مصرهم من الأمصار، فنتج عن ذلك قيام جماعات من المسلمين؛ بتحريض السبئيّين، وقدومهم إلى المدينة، وحصرهم عثمان في داره؛ حتّى قتل فيها، كلّ ذلك كان بقيادة السبئيّين ومباشرتهم.

إنّ المسلمين بعدما بايعوا علياً، ونكث طلحة والزبير بيعتهما، وخرجا إلى البصرة، رأى السبئيّون أنّ رؤساء الجيشين أخذوا يتفاهمون، وأنّه إن تمّ ذلك

____________________

(1) القصص: 85.

١٥٧

سيؤخذون بدم عثمان، فاجتمعوا ليلاً وقرروا أن يندسّوا بين الجيشين، ويثيروا الحرب بكرة، دون علم غيرهم، وإنّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غلس الليل، قبل أن ينتبه الجيشان المتقاتلان، فناوش المندسّون من السبئيّين في جيش عليّ، من كان بإزائهم من جيش البصرة، ففزع الجيشان وفزع رؤساؤهما، وظنّ كلّ بخصمه شرّاً، ثُمَّ إنّ حرب البصرة وقعت بهذا الطريق، دون أن يكون لرؤساء الجيشين رأي أو علم. (1)

إلى هنا انتهت قصة السبئيّة؛ الّتي ذكرها الطبري في تاريخه.

نظرنا في الموضوع:

1 - إنّ ما جاء في تاريخ الطبري من القصة، لا يصحّ نسبته إلاّ إلى عفاريت الأساطير ومردة الجن؛ إذ كيف يصحّ لإنسان أن يصدّق أنّ يهوديّاً جاء من صنعاء، وأسلم في عصر عثمان، استطاع أنّ يُغري كبار الصحابة والتابعين ويخدعهم، ويطوف بين البلاد، واستطاع أن يكوّن خلايا ضدَّ عثمان، ويستقدمهم إلى المدينة، ويؤلّبهم على الخلافة الإسلاميّة، فيهاجموا داره ويقتلوه، بمرأى ومسمع من الصحابة العدول ومن تبعهم بإحسان، هذا شيء لا يحتمله العقل، وإن وطّن على قبول العجائب والغرائب!!

إنّ هذه القصّة تمسّ كرامة المسلمين والصحابة والتابعين، وتصوّرهم أُمّه ساذجة؛ يغترّون بفكر يهوديٍّ وفيهم السادة والقادة والعلماء والمفكرون.

2 - إنّ القراءة الموضوعيّة للسيرة والتاريخ، تُوقفنا على سيرة عثمان بن

____________________

(1) انظر تاريخ الطبري: 3/378، نقل بتصرف وتلخيص.

١٥٨

عفّان، ومعاوية بن أبي سفيان، فإنّهما كانا يعاقبان المعارضين لهم، وينفون المخالفين ويضربونهم، فهذا أبوذر الغفاري نفاه عثمان من المدينة إلى الربذة؛ لاعتراضه عليه في تقسيم الفيء وبيت المال بين أبناء بيته، كما أنّ غلمانه ضربوا عمّار بن ياسر؛ حتّى أنفتق له فتق في بطنه، وكسروا ضلعاً من أضلاعه. إلى غير ذلك من مواقفهم من مخالفيهم ومعارضيهم، ومع ذلك نرى أنّ رجال الخلافة وعمالها، يغضّون الطرف عمّن يؤلّب الصحابة والتابعين على إخماد حكمهم، وقتل خليفتهم في عقر داره، ويجر الويل والويلات على كيانهم!!

3 - إنّ رواية الطبري، نقلت عن أشخاص لا يصحّ الاحتجاج بهم؛ مثلاً: السري؛ الّذي يروي عنه الطبري، إنّما هو أحد رجلين:

أ - السري بن إسماعيل الهمداني؛ الّذي كذّبه يحيى بن سعيد، وضعّفه غير واحد من الحفّاظ. (1)

ب - السري بن عاصم بن سهل الهمداني؛ نزيل بغداد (المتوفّى عام 258هـ)، وقد أدرك ابن جرير الطبري شطراً من حياته؛ يربو على ثلاثين سنة، كذّبه ابن خراش، ووهّاه ابن عدي، وقال: يسرق الحديث، وزاد ابن حبان: ويرفع الموقوفات؛ لا يحلّ الاحتجاج به، فالاسم مشترك بين كذّابين، لا يهمّنا تعيين أحدهما.

4 - عبد الله بن سبأ، أسطورة تاريخيّة، لأنّ القرائن والشواهد والاختلاف الموجود في حق الرجل ومولده، وزمن إسلامه، ومحتوى دعوته، يُشرف

____________________

(1) ميزان الاعتدال: 2/117.

١٥٩

المحقّق على القول: بأنّ عبد الله بن سبأ، شخصيّة خرافيّة، وضعها القصّاصون، وأرباب السمر والمجون، في عصر الدولتين: الأُمويّة والعباسيّة.

وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين، يدعم كون الرجل أسطورة تاريخيّة، حاكها أعداء الشيعة، نكاية بالشيعة؛ حيث قال:

وأكبر الظنِّ أنّ عبد الله بن سبأ هذا، إنّما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغلَّ الفتنة ولم يثرها.

إنّ خصوم الشيعة أيّام الأُمويّين والعباسيّين، قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا، ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته، من ناحية، وليشنعوا على عليّ وشيعته من، ناحية أُخرى، فيردوا بعض أُمور الشيعة إلى يهوديٍّ أسلم كيداً للمسلمين، وما أكثر ما شنّع خصوم الشيعة على الشيعة؟!، وما أكثر ما شنع الشيعة على خصومهم؛ في أمر عثمان، وفي غير أمر عثمان؟

فلنقف من هذا كلّه، موقف التحفّظ والتحرّج والاحتياط، ولنُكبر المسلمين في صدر الإسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم، رجل أقبل من صنعاء وكان أبوه يهوديّاً وكانت أُمّه سوداء، وكان هو يهوديّاً ثُمَّ أسلم لا رغباً ولا رهباً، ولكن مكراً وكيداً وخداعاً، ثُمَّ أُتيح له من النجاح ما كان يبتغي، فحرّض المسلمين على خليفتهم حتّى قتلوه، وفرّقهم بعد ذلك أو قبل ذلك شيعاً وأحزاباً.

هذه كلّها أُمور لا تستقيم للعقل، ولا تثبت للنقد، ولا ينبغي أنّ تُقام عليها أُمور التاريخ. (1)

____________________

(1) الفتنة الكبرى: 134.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

١٢ -( باب عدم جواز تعلق الرجاء والأمل بغير الله)

[١٢٧٩٩] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : باسناده قال: ( قال لي الحسينعليه‌السلام روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( يقول الله عز وجل: لا قطعن أمل كل مؤمن أمل دوني بالاياس، ولا لبسنه ثوب مذلة بين الناس، ولا نحينه من وصلي، ولأبعدنه من قربي، من ذا الذي أملني لقضاء حوائجه فقطعت به دونها؟ أم من ذا الذي رجاني بعظيم جرمه فقطعت رجاءه مني؟ أيأمل أحد غيري في الشدائد؟ وأنا الحي الكريم، وبابي مفتوح لمن دعاني، يا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا شقوة لمن عصاني ولم يراقبني ).

[١٢٨٠٠] ٢ - البحار: عن مجموع الدعوات، المنسوب إلى أبي محمد هارون بن موسى التعلكبري، قال: ( قال نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه )، موليا مبادرا، فقلت: أين تريد يا مولاي؟ فقال: ( دعني يا نوف، إن آمالي تقدمني في المحبوب ) فقلت: يا مولاي وما آمالك؟ فقال: ( قد علمها المأمول، واستغنيت عن تبيينها لغيره، وكفى بالعبد أدبا أن لا يشرك في نعمه وإربه غير ربه ) فقلت: يا أمير المؤمنين، إني خائف على نفسي من الشره والتطلع إلى طمع من أطماع الدنيا، فقال لي: ( وأين أنت من عصمة الخائفين، وكهف العارفين؟ ) فقلت: دلني عليه، قال: ( إن الله العلي العظيم يصل أملك بحسن تفضله، وتقبل عليه بهمك، واعرض عن النازلة في قلبك، فإن أحلك(١) بها فأنا الضامن من موردها، وانقطع

__________________

الباب ١٢

١ - عنه في البحار ٧١: ١٤٣ ح ٤١، واستدركه محقق الصحيفة في باب الزيادات من المستدرك، راجع صفحة ٨٧ من الصحيفة.

٢ - البحار ج ٩٤ ص ٩٤ ح ١٢ ( عن الكتاب العتيق الغروي ).

(١) في المصدر: أجلك.

٢٢١

إلى الله سبحانه، فإنه يقول: وعزتي وجلالي، لا قطعن أمل كل من يؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه عن وصلي، ولأخلين(٢) ذكره حين يرعى غيري، أيؤمل ويله لشدائده غيري؟ وكشف الشدائد بيدي، ويرجو سواي وأنا الحي الباقي، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة، ويترك بابي وهو مفتوح، فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه؟ جعلت آمال عبادي متصلة بي، وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي، وملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي، أن لا يملك أحد كشفها إلا بإذني؟ فلم يعرض العبد بعمله(٣) عني؟ وقد أعطيته ما لم يسألني، فلم يسألني وسأل غيري، أفتراني ابتدئ خلقي من غير مسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي!؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي!؟ أوليس الدنيا والآخرة لي!؟ أوليس الكرم والجود صفتي!؟ أوليس الفضل والرحمة بيدي!؟ أوليس الآمال لا تنتهي إلا إلي؟ فمن يقطعها دوني؟ وما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي؟ وعزتي وجلالي، لو جمعت أمال الأرض والسماء، ثم أعطيت كل واحد منهم، ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة، وكيف ينقص نائل أنا أفضته!؟ يا بؤسا للقانطين من رحمتي، يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محارمي، ولم يراقبني واجترأ علي ).

[١٢٨٠١] ٣ - العياشي في تفسيره: عن طربال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن، ألهمه الله علم تأويل الرؤيا - إلى أن قال - ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك، قال: فلم يفزع في حاله إلى الله فيدعوه، فلذلك قال الله:( فأنسيه الشيطان ) (١) الآية، قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته

__________________

(٢) وفيه: ولا حملن.

(٣) وفيه: بأمله.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٦ ح ٢٣.

(١) يوسف ١٢: ٤٢.

٢٢٢

تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن حببك إلى أبيك؟ قال: أنت يا ربي، قال فمن وجه السيارة إليك فقال: أنت يا ربي، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب(٢) فرجا؟ قال: أنت يا ربي، قال فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك قال: أنت يا ربي، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري، ولم تستغث بي، وتسألني أن أخرجك من السجن، واستغثت وأملت عبدا من عبادي، ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي، ولم تفزع إلي؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين، بإرسالك عبدا إلى عبد ).

[١٢٨٠٢] ٤ - وعن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( قال الله ليوسف: ألست الذي حببتك إلى أبيك، وفضلتك على الناس بالحسن؟ أو لست الذي سقت إليك السيارة، وأنقذتك وأخرجتك من الجب؟ أو لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك [ على ](١) أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني؟ فألبث لما قلت في السجن بضع سنين ).

[١٢٨٠٣] ٥ - وعن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( إن يوسف أتاه جبرئيل فقال: يا يوسف إن رب العالمين يقرؤك السلام، ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم

__________________

(٢) الجب: البئر غير البعيدة. الواسعة. ( لسان العرب ج ١ ص ٢٥٠ ).

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٢٩.

٢٢٣

قال: أنت يا رب، قال: ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره ) الخبر.

[١٢٨٠٤] ٦ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط، عن ميمون مهران قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ( خذوا عني خمسا: لا يخاف أحدكم إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه ) الخبر.

[١٢٨٠٥] ٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( خمس لو شدت إليها المطايا حتى ينضين(١) لكان يسيرا: لا يرجو العبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحيي الجاهل أن يتعلم، ولا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، ومنزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد ).

١٣ -( باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء)

[١٢٨٠٦] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ).

[١٢٨٠٧] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: ( كان أبيعليه‌السلام يقول: ليس

__________________

٦ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣.

٧ - الجعفريات ص ٢٣٦.

(١) النضو: الدابة التي هزلتها الاسفار وأذهبت لحمها. ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٣٠ ). وفي المصدر: يتعبن.

الباب ١٣

١ - مشكاة الأنوار ص ١١٨.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١١٩.

٢٢٤

من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور رجاء، ونور خوف، لو وزن هذا لم يزد على هذا ).

[١٢٨٠٨] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه: عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه قال: ( قال لقمان لابنه ناتان(١) : يا بني، خف الله خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك، وارج الله رجاء لو وافيت يوم(٢) القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك، فقال له ابنه: يا أبه(٣) ، وكيف أطيق هذا وإنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان: يا بني، لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف، ونور للرجاء، لو وزنا ما(٤) رجح أحدهما على الاخر بمثقال ذرة ) الخبر.

وروى الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عنهعليه‌السلام ، مثله(٥) .

[١٢٨٠٩] ٤ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا تكون مؤمنا حتى تكون خائفا راجيا، ولا تكون خائفا راجيا حتى تكون عاقلا(١) لما تخاف وترجو ).

[١٢٨١٠] ٥ - وعن المفضل بن عمر، عنهعليه‌السلام ، أنه قال: ( وما شيعة

__________________

٣ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤، عنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٢.

(١) في نسخة: بآثار.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في نسخة: يا أبت.

(٤) في نسخة: لما.

(٥) أمالي الصدوق ص ٥٣٢، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٣ ح ٣.

٤ - تحف العقول ص ٢٧٥، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٥٣ ح ١١٢.

(١) في المصدر: عاملا.

٥ - تحف العقول ص ٣٩٢.

٢٢٥

جعفر، إلا من كف لسانه، وعمل لخالقه، ورجا سيده، وخاف الله حق خيفته ).

[١٢٨١١] ٦ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لعبد الله بن جندب: ( يا بن جندب، يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله، قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الخوف والرجاء، كأن قلوبهم في مخلب طائر، شوقا إلى الثواب، وخوفا من العذاب ).

[١٢٨١٢] ٧ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: ( يا هشام، لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عالما(١) لما يخاف ويرجو ).

[١٢٨١٣] ٨ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( الخوف رفيق(١) القلب، والرجاء شفيع النفس، ومن كان بالله عارفا، كان من الله خائفا، ( وإليه راجيا )(٢) ، وهما جناحا الايمان، يطير بهما العبد المحقق إلى رضوان الله، وعينا عقله يبصر بهما إلى وعد الله تعالى ووعيده، والخوف طالع عدل الله باتقاء وعيده، والرجاء داعي فضل الله، وهو يحيي القلب، والخوف يميت النفس، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن بين خوفين: خوف ما مضى، وخوف ما بقي، وبموت النفس تكون حياة القلب، وبحياة القلب البلوغ إلى الاستقامة، ومن عبد الله على ميزان الخوف والرجاء، لا يضل ويصل إلى مأموله، وكيف لا يخاف العبد؟ وهو غير عالم

__________________

٦ - تحف العقول ص ٢٢٢، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٨٠.

٧ - تحف العقول ص ٢٩٤.

(١) في المصدر: عاملا.

٨ - مصابح الشريعة ص ٤٧٦.

(١) في المصدر: رقيب.

(٢) ليس في المصدر.

٢٢٦

بما يختم صحيفته، ولا له عمل يتوسل(٣) به استحقاقا، ولا قدرة له على شئ ولا مفر، وكيف لا يرجو؟ وهو يعرف نفسه بالعجز، وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه، من حيث لا تحصى ولا تعد، والمحب(٤) يعبد ربه على الرجاء، بمشاهدة أحواله بعين سهر(٥) ، والزاهد يعبد على الخوف ).

[١٢٨١٤] ٩ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما ) يقول: ( لا يكون [ المؤمن ](١) مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا، حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو ).

[١٢٨١٥] ١٠ - وبهذا الاسناد: عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن علي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما )، عن قول الله عز وجل:( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) (١) قال: ( من شفقتهم ورجائهم، يخافون أن ترد إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا، وهم يرجون أن يتقبل منهم ).

[١٢٨١٦] ١١ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إنما السعيد من خاف العقاب فأمن، ورجا الثواب فأحسن، واشتاق إلى

__________________

(٣) في المصدر: يتوصل.

(٤) وفيه: فالمحب.

(٥) كذا في الحجرية، والظاهر ( متهم ) كما في المصدر.

٩ - أمالي المفيد ص ١٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - أمالي المفيد ص ١٩٦.

(١) المؤمنون ٢٣: ٦٠.

١١ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٠٢ ح ٤٧.

٢٢٧

الجنة فأدلج(١) ) وقالعليه‌السلام (٢) : ( خف ربك خوفا يشغلك عن رجائه، وارجه رجاء من لا يأمن خوفه ).

١٤ -( باب وجوب الخوف من الله)

[١٢٨١٧] ١ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( من عرف الله خافه(١) ، ومن خاف الله حثه الخوف من الله على العمل بطاعته، والاخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله والآخذين عن الله، إنه حق على الله أن ينجيهم من مضلات الفتن ).

[١٢٨١٨] ٢ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، بالسند المتقدم في باب وجوب التوكل، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، يقول الله تعالى: لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة، وإذا خافني آمنته يوم القيامة، يا أبا ذر، لو أن رجلا كان له مثل عمل سبعين نبيا لاحتقره، وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة  - إلى أن قال - قال: يا أبا ذر، إن لله ملائكة قياما في خيفته، ما يرفعون رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد، فلو كان لرجل عمل سبعين صديقا(١) ، لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ ).

[١٢٨١٩] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي

__________________

(١) أدلج القوم: إذا ساروا الليل كله. ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٧٢ ).

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٩.

الباب ١٤

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٠.

(١) في الطبعة الحجرية: خاف، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٣.

(١) في المصدر: نبيا.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

٢٢٨

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( المؤمن لا يخاف غير الله، ولا يقول عليه إلا الحق ).

[١٢٨٢٠] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: ( من عرف الله خاف [ الله ](١) ومن خاف [ الله ](٢) سخت نفسه عن الدنيا ).

[١٢٨٢١] ٥ - وعنهعليه‌السلام قال: ( من خاف الله أخاف [ الله ](١) منه كل شئ، ومن لم يخف [ الله ](٢) أخافه [ الله ](٣) من كل شئ ).

[١٢٨٢٢] ٦ - وعنهعليه‌السلام قال: ( خف الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).

[١٢٨٢٣] ٧ - ومن كتاب السيد ناصح الدين: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( رأس الحكمة مخافة الله ).

[١٢٨٢٤] ٨ - وعن أبي كاهل قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا كاهل، لن يغضب رب العزة على من كان في قلبه مخافة، ولا تأكل النار منه هدبة(١) ).

[١٢٨٢٥] ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إن الله إذا جمع الناس يوم القيامة، نادى فيهم مناد أيها الناس، إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا، وإن أحبكم

__________________

٤ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٦ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

٧ - مشكاة الأنوار ص ١٢٠.

٨ - مشكاة الأنوار ص ١٢٠.

(١) الهدبة: الشعرة النابتة على شفر العين. ( لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠ ).

٩ - تحف العقول ص ص ١٤١.

٢٢٩

إلى الله أحسنكم عملا، وإن أفضلكم عنده منصبا أعملكم فيما عنده رغبة، وإن أكرمكم عليه اتقاكم ).

[١٢٨٢٦] ١٠ - وعن السجادعليه‌السلام ، أنه قال في كلام له: ( واعلموا عباد الله، أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد، وامتنع عن الرقاد، وأمسك عن بعض الطعام والشراب، من خوف سلطان أهل الدنيا، فكيف ويحك يا بن آدم!؟ من خوف بيات سلطان رب العزة، وأخذه الأليم، وبياته لأهل المعاصي والذنوب، مع طوار المنايا بالليل والنهار، فذلك البيات الذي ليس منه منجى، ولا دونه ملجأ(١) ، ولا منه مهرب، فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات، خوف ( أهل اليقين و )(٢) أهل التقوى، فإن الله يقول:( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) (٣) ) الخبر.

[١٢٨٢٧] ١١ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: ( إن أنجاكم من عذاب الله، أشدكم خشية الله ).

[١٢٨٢٨] ١٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( عليك بخشية الله وأداء الفرائض، فإنه يقول:( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) (١) ويقول:( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) (٢) - إلى أن قال - يا بن مسعود، اخش الله تعالى بالغيب كأنك تراه، فإن لم تكن تراه

__________________

١٠ - تحف العقول ص ١٩٦.

(١) في المصدر. ملتجأ.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) إبراهيم ١٤: ١٤.

١١ - تحف العقول ص ٢٠٢.

١٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٥١ و ٤٥٧.

(١) المدثر ٧٤: ٥٦.

(٢) البينة ٩٨: ٨.

٢٣٠

فإنه يراك، يقول الله تعالى:( من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ) (٣) ) الخبر.

[١٢٨٢٩] ١٣ - الصدوق في الخصال: عن خليل بن أحمد، عن ابن معاذ، عن الحسين المروزي، عن عبد الله، عن عون، عن الحسن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له آمنين، فإذا آمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة ).

[١٢٨٣٠] ١٤ - القطب الراوندي في لب الباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله، تحاتت عنه خطاياه ) وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( اعلم الناس بالله، أشدهم خشية له ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( المؤمن بين مخافتين ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا يأمن العبد حتى يخلف جسر جهنم وراءه ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( العبد المؤمن بين مخافتين: أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله، تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق الشجر ) وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( إن الله يعاتب عبدا يوم القيامة ويقول: عبدي خفت من النار وما خفت مني، أما تستحيي؟ فيطرق العبد رأسه حياء من الله ).

[١٢٨٣١] ١٥ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي

__________________

(٣) ق ٥٠: ٣٣٠.

١٣ - الخصال ج ١ ص ٧٩ ح ١٢٧.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

١٥ - أمالي المفيد ص ٢١٠.

٢٣١

جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام قال: إن في التوراة مكتوبا فيما ناجى الله تعالى به موسىعليه‌السلام ، أن قال له: يا موسى خفني في سر أمرك، أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلوتك وعند سرور لذتك، أذكرك عند غفلاتك ).

[١٢٨٣٢] ١٦ - وعن أبي حفص عمر بن محمد بن علي، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن سلامة الغنوي، عن محمد بن حسين العامري، عن أبي معمر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: قال له أبوه ( صلوات اله عليه ) فيما أوصى إليه عند وفاته: ( أوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك ).

[١٢٨٣٣] ١٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: ( كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا - إلى أن قال - إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها ) الخبر.

[١٢٨٣٤] ١٨ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: روي أن إبراهيمعليه‌السلام كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز المرجل من خوف الله تعالى(١) ، وكان سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك، وأوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران: يا موسى، خفني في سر أمرك، أحفظك في غفواتك(٢) الخبر.

__________________

١٦ - أمالي المفيد ص ٢٢١.

١٧ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٤٦، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ١٩٣.

١٨ - إرشاد القلوب ص ١٠٥.

(١) في المصدر زيادة: في صدره.

(٢) وفيه: عوراتك.

٢٣٢

[١٢٨٣٥] ١٩ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: فاز - والله - الأبرار، وخسر الأشرار، أتدري من الأبرار؟ هم الذين خافوه واتقوه، وقربوا إليه بالأعمال الصالحة، وخشوه في ( سر أمرهم )(١) وعلانيتهم، كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار به جهلا - إلى أن قال - إن أعلم الناس الله أخوفهم منه، وأخشاهم له أزهدهم في الدنيا ) الخبر.

[١٢٨٣٦] ٢٠ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في خبر المعراج، ( أن الله تعالى قال له: يا أحمد، ما عرفني عبد ( إلا خشع لي، وما خشع لي عبد )(١) إلا خشع له كل شئ - إلى أن قال -(٢) يا أحمد، إن أحببت أن تجد حلاوة الايمان، فجوع نفسك، والزم لسانك الصمت، والزم نفسك خشية وخوفا، فإن فعلت ذلك فعلك تسلم، وإن لم تفعل فأنت من الهالكين ).

[١٢٨٣٧] ٢١ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) ، أنه قال فيما كتبه لأصحابه: ( وما العلم بالله والعمل إلا ألفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإن أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله، فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله:( إنما يخشى الله

__________________

١٩ - إرشاد القلوب ص ١٠٦.

(١) في المصدر: سرائرهم.

٢٠ - إرشاد القلوب ص ٢٠٣، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٢٧.

(١) في المصدر: وخشع لي.

(٢) لم نجده في مظانه.

٢١ - الكافي ج ٨ ص ١٦ ح ٢.

(١) بل عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، في حديث طويل عن صحيفة الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام في الزهد، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج ٧٠ ص ٣٤٤ بهذا السند أيضا، علما بأن السند المذكور أعلاه قد ورد في الحديث ١ من نفس المصدر في رسالة أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه.

٢٣٣

من عباده العلماء ) (٢) ) الخبر.

[١٢٨٣٨] ٢٢ - ورواه المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، مثله.

[١٢٨٣٩] ٢٣ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيهعليهم‌السلام ، في حديث مسائل الشيخ الشامي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال الشيخ: فأي الناس خير عند الله؟ قال: ( أخوفهما لله، وأعلمهم بالتقوى، وأزهدهم في الدنيا ).

ورواه الصدوق في معاني الأخبار: عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم المعلى، عن أبي عبد الله بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، مثله(١) .

[١٢٨٤٠] ٢٤ - وعن علي بن الحسين قال: ( كان آخر ما أوصى به خضر موسىعليهما‌السلام ، أنه قال: لا تعيرن أحدا بذنب - إلى أن قال - ورأس الحكمة مخافة الله ).

[١٢٨٤١] ٢٥ - أبو يعلى الجعفري تلميذ المفيد في نزهة الناظر: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال: ( اشحنوا قلوبكم من خوف الله

__________________

(٢) فاطر ٣٥: ٢٨.

٢٢ - أمالي المفيد ص ٢٠٢.

٢٣ - الغايات ص ٦٧.

(١) معاني الأخبار ص ١٩٩.

٢٤ - الغايات ص ٩٢.

٢٥ - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٤٦.

٢٣٤

تعالى، فإن لم تسخطوا شيئا من صنع الله يلم بكم، فاسألوا ما شئتم ).

[١٢٨٤٢] ٢٦ - أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر: روي عن الأئمةعليهم‌السلام : ( أن أصل كل خير في الدنيا والآخرة شئ واحد، وهو الخوف من الله تعالى ).

[١٢٨٤٣] ٢٧ - عوالي اللآلي: وفي الحديث الصحيح، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام مقتصد، وشاب نشأ في طاعة الله وعبادته، ورجل ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله - إلى أن قال - ورجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب، فقال: إني أخاف الله رب العالمين ).

[١٢٨٤٤] ٢٨ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قال: قلت: جعلت فداك، أشيعتكم معكم؟ قال: ( نعم، إذا هم خافوا الله وراقبوه واتقوه وأطاعوه، واتقوا(١) الذنوب، فإذا فعلوا ذلك كانوا معنا في درجتنا ) الخبر.

[١٢٨٤٥] ٢٩ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: ( جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: علمني عملا يحبني الله - إلى أن قال - قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أردت ان يحبك الله فخفه واتقه ) الخبر.

[١٢٨٤٦] ٣٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من خشي الله كمل علمه ).

__________________

٢٦ - معدن الجواهر ص ٢٢.

٢٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٩ ح ٢٥.

٢٨ - الهداية ص ٥٣.

(١) في المصدر: وتوقر.

٢٩ - البحار ج ٨٥ ص ١٦٤ ح ١٢ عن اعلام الدين ص ٨٤.

٣٠ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦٢ ح ٢٢٦.

٢٣٥

وقالعليه‌السلام (١) : ( غاية العلم الخوف من الله ).

وقالعليه‌السلام (٢) : ( أعقل الناس محسن خائف ).

وقالعليه‌السلام (٣) : ( أكثر الناس معرفة(٤) أخوفهم لربه ).

وقالعليه‌السلام (٥) : ( خف الله خوف من شغل بالفكر قلبه، فإن الخوف مطية الامن، وسجن النفس عن المعاصي ).

وقالعليه‌السلام (٦) : ( خف تأمن، ولا تأمن فتخف ).

وقالعليه‌السلام (٧) : ( خوف الله يجلب لمستشعره الأمان ).

وقالعليه‌السلام (٨) : ( خشية الله جماع(٩) الايمان ).

وقالعليه‌السلام (١٠) : ( خف الله يؤمنك، ولا تأمنه فيعذبك ).

وقالعليه‌السلام (١١) : ( الخوف من الله في الدنيا، يؤمن الخوف في الآخرة(١٢) .

١٥ -( باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله تعالى)

[١٢٨٤٧] ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن صاحب كتاب زهد

__________________

(١) غرر الحكم ج ٢ ص ٥٠٥ ح ٣٢.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٩ ح ١٠٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٢ ح ٣٠٤.

(٤) في المصدر زيادة: لنفسه.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ٢١.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٧.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٥.

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٤.

(٩) في المصدر: جناح.

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٦.

(١١) نفس المصدر ج ١ ص ١٠٣ ح ٢١٧٨.

(١٢) في المصدر زيادة: منه.

الباب ١٥

١ - فلاح السائل ص ٢٦٦.

٢٣٦

مولانا علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمان في رحبة القصر، إذ نحن بأمير المؤمنينعليه‌السلام ، في بقية من الليل، واضعا يده على الحائط شبه الواله، وهو يقول:( إن في خلق السماوات والأرض ) (١) إلى آخر الآية، قال: ثم جعل يقرأ هذه الآيات، ويمر شبهم الطائر [ عقله ](٢) فقال: ( أراقد يا حبة أم رامق؟ ) قال قلت: رامق، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن!؟ قال: فأرخى عينيه فبكى، ثم قال لي: ( يا حبة، إن لله موقفا ولنا بين يديه موقف، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا، يا حبة ان الله أقرب إليك وإلى من حبل الوريد، يا حبة أنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ، قال: ثم قال: أراقد يا نوف؟ ) قال، قال: لا، يا أمير المؤمنين، ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة، فقال: ( يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عز وجل، قرت غدا عيناك بين يدي الله عز وجل، يا نوف إنه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله، إلا أطفأت بحارا من النيران، يا نوف إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله، من رجل بكى من خشية الله، وأحب في الله، وابغض في الله، يا نوف من أحب في الله لم يستأثر على محبيه، ومن أبغض [ في الله ](٣) لم ينل مبغضيه خيرا، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان ) ثم وعظهما وذكرهما وقال في أواخره: ( فكونوا من الله على حذر، فقد أنذرتكما ) ثم جعل يمر وهو يقول: ( ليت شعري في غفلاتي، أمعرض أنت عني أم ناظر إلي!؟ وليت شعري في طول منامي، وقلة شكري في نعمك علي، ما حالي!؟ ) قال: فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.

__________________

(١) البقرة ٢: ١٦٤، آل عمران ٣: ١٩٠.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٣٧

[١٢٨٤٨] ٢ - وعن نوف قال: أشهد لقد رأيتهعليه‌السلام في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم(١) ، ويبكي بكاء الحزين.

[١٢٨٤٩] ٣ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن سهد بن زياد، عن عبد العظيم، عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام ، قال: ( لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران قال موسى: إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى أقي وجهه من(١) النار ).

[١٢٨٥٠] ٤ - وفي الخصال: عن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسين بن اشكيب، عن محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة، عن سلمة بن كهيل، عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( سبعة في ظل عرش الله عز وجل، يوم لا ظل إلا ظله - إلى أن قال - ورجل ذكر الله عز وجل خاليا، ففاضت عيناه من خشية الله ).

[١٢٨٥١] ٥ - وفي فضائل الأشهر الثالثة والأمالي: عن صالح بن عيسى العجلي، عن محمد بن علي بن علي، عن محمد بن الصلت، عن محمد بن بكير، عن عباد بن عباد المهلبي، عن سعد بن عبد الله، عن هلال بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمان بن سمرة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - أنه قال:

__________________

٢ - فلاح السائل ص ٢٦٧.

(١) السليم: اللديغ. وقيل: الجريح المشفي على الهلكة ( لسان العرب ج ١٢ ص ٢٩٢ ).

٣ - أمالي الصدوق ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: حر.

٤ - الخصال ص ٣٤٣ ح ٨.

٥ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣، أمالي الصدوق ص ١٩١.

٢٣٨

( رأيت البارحة عجائب - إلى أن قال - ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته دموعه التي بكت من خشية الله فاستخرجته من ذلك ) الخبر.

[١٢٨٥٢] ٦ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لشخص نظر إليه الله يبكي على ذنب(١) من خشية الله عز وجل، لم يطلع على ذلك الذنب غيره ).

[١٢٨٥٣] ٧ - وعن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: ( ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عز وجل، إلا حرم الله جسدها على النار، ولا فاضت دمعة على خد صاحبها، فرهق وجهه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وما من شئ من أعمال الخير إلا وله وزن وأجر، إلا الدمعة من خشية الله، فإن الله تعالى يطفئ بالقطرة منها بحارا من نار يوم القيامة، وان الباكي ليبكي من خشية الله في أمة، فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها ).

[١٢٨٥٤] ٨ - وعن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، [ عن محمد بن الحسن الصفار ](١) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: ( وما من

__________________

٦ - أمالي الشيخ المفيد ص ٦٧ ح ٢.

(١) في نسخة: ذنبه.

٧ - أمالي الشيخ المفيد ص ١٤٣ ح ١.

٨ - أمالي الشيخ المفيد ص ١١.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٠٤ و ج ١٥ ص ٢٥٠ ).

٢٣٩

قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله ).

[١٢٨٥٥] ٩ - الطبرسي في الاحتجاج: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليعليه‌السلام ، عن أبيه عليعليه‌السلام ، في خبر طويل، انه ذكر من حالات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وكان يبكي حتى يبتل مصلاه، خشية من الله عز وجل، من غير جرم ) الخبر.

[١٢٨٥٦] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: مرسلا قال: ( قال الله تعالى لداودعليه‌السلام : ( ادعني بهذا الاسم: يا حبيب البكائين ).

[١٢٨٥٧] ١١ - وفيه: أن يحيى حين ذكره أبوه زكرياعليه‌السلام ، أن في النار دركة يقال لها: الغضبان، تغضب بغضب الرحمان، فبكى حتى نقب الدمع خده، فوضعت أمه عليه قطعة لبد، ثم نام الليل فأوحى الله إليه: لو اطلعت اطلاعة في جهنم لبكيت الدم مكان الدمع، وروى ما يقرب منه الصدوق في الأمالي، في خبر طويل.

[١٢٨٥٨] ١٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( ما من عمل إلا وله وزن وثواب إلا الدمعة، فإنها تطفئ غضب الرب، ولو أن عبدا بكى من خشية الله في أمه، لرحم الله تلك الأمة ببكائه ).

[١٢٨٥٩] ١٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( لما عرج بي إلى السماء الرابعة، سمعت بكاء فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟ قال: هذا بكاء الكروبيين على أهل الذنوب ).

[١٢٨٦٠] ١٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( اللهم ارزقني عينين هطالتين، يبكيان من خشية الله، قبل أن تكون الدموع دما والأضراس جمرا ).

__________________

٩ - الاحتجاج ص ٢٢٣.

١٠، ١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - ١٤ - لب اللباب: مخطوط.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399