مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل10%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135350 / تحميل: 5663
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

١٢ -( باب عدم جواز تعلق الرجاء والأمل بغير الله)

[١٢٧٩٩] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : باسناده قال: ( قال لي الحسينعليه‌السلام روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( يقول الله عز وجل: لا قطعن أمل كل مؤمن أمل دوني بالاياس، ولا لبسنه ثوب مذلة بين الناس، ولا نحينه من وصلي، ولأبعدنه من قربي، من ذا الذي أملني لقضاء حوائجه فقطعت به دونها؟ أم من ذا الذي رجاني بعظيم جرمه فقطعت رجاءه مني؟ أيأمل أحد غيري في الشدائد؟ وأنا الحي الكريم، وبابي مفتوح لمن دعاني، يا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا شقوة لمن عصاني ولم يراقبني ).

[١٢٨٠٠] ٢ - البحار: عن مجموع الدعوات، المنسوب إلى أبي محمد هارون بن موسى التعلكبري، قال: ( قال نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه )، موليا مبادرا، فقلت: أين تريد يا مولاي؟ فقال: ( دعني يا نوف، إن آمالي تقدمني في المحبوب ) فقلت: يا مولاي وما آمالك؟ فقال: ( قد علمها المأمول، واستغنيت عن تبيينها لغيره، وكفى بالعبد أدبا أن لا يشرك في نعمه وإربه غير ربه ) فقلت: يا أمير المؤمنين، إني خائف على نفسي من الشره والتطلع إلى طمع من أطماع الدنيا، فقال لي: ( وأين أنت من عصمة الخائفين، وكهف العارفين؟ ) فقلت: دلني عليه، قال: ( إن الله العلي العظيم يصل أملك بحسن تفضله، وتقبل عليه بهمك، واعرض عن النازلة في قلبك، فإن أحلك(١) بها فأنا الضامن من موردها، وانقطع

__________________

الباب ١٢

١ - عنه في البحار ٧١: ١٤٣ ح ٤١، واستدركه محقق الصحيفة في باب الزيادات من المستدرك، راجع صفحة ٨٧ من الصحيفة.

٢ - البحار ج ٩٤ ص ٩٤ ح ١٢ ( عن الكتاب العتيق الغروي ).

(١) في المصدر: أجلك.

٢٢١

إلى الله سبحانه، فإنه يقول: وعزتي وجلالي، لا قطعن أمل كل من يؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه عن وصلي، ولأخلين(٢) ذكره حين يرعى غيري، أيؤمل ويله لشدائده غيري؟ وكشف الشدائد بيدي، ويرجو سواي وأنا الحي الباقي، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة، ويترك بابي وهو مفتوح، فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه؟ جعلت آمال عبادي متصلة بي، وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي، وملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي، أن لا يملك أحد كشفها إلا بإذني؟ فلم يعرض العبد بعمله(٣) عني؟ وقد أعطيته ما لم يسألني، فلم يسألني وسأل غيري، أفتراني ابتدئ خلقي من غير مسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي!؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي!؟ أوليس الدنيا والآخرة لي!؟ أوليس الكرم والجود صفتي!؟ أوليس الفضل والرحمة بيدي!؟ أوليس الآمال لا تنتهي إلا إلي؟ فمن يقطعها دوني؟ وما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي؟ وعزتي وجلالي، لو جمعت أمال الأرض والسماء، ثم أعطيت كل واحد منهم، ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة، وكيف ينقص نائل أنا أفضته!؟ يا بؤسا للقانطين من رحمتي، يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محارمي، ولم يراقبني واجترأ علي ).

[١٢٨٠١] ٣ - العياشي في تفسيره: عن طربال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن، ألهمه الله علم تأويل الرؤيا - إلى أن قال - ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك، قال: فلم يفزع في حاله إلى الله فيدعوه، فلذلك قال الله:( فأنسيه الشيطان ) (١) الآية، قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته

__________________

(٢) وفيه: ولا حملن.

(٣) وفيه: بأمله.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٦ ح ٢٣.

(١) يوسف ١٢: ٤٢.

٢٢٢

تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن حببك إلى أبيك؟ قال: أنت يا ربي، قال فمن وجه السيارة إليك فقال: أنت يا ربي، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب(٢) فرجا؟ قال: أنت يا ربي، قال فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك قال: أنت يا ربي، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري، ولم تستغث بي، وتسألني أن أخرجك من السجن، واستغثت وأملت عبدا من عبادي، ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي، ولم تفزع إلي؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين، بإرسالك عبدا إلى عبد ).

[١٢٨٠٢] ٤ - وعن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( قال الله ليوسف: ألست الذي حببتك إلى أبيك، وفضلتك على الناس بالحسن؟ أو لست الذي سقت إليك السيارة، وأنقذتك وأخرجتك من الجب؟ أو لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك [ على ](١) أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني؟ فألبث لما قلت في السجن بضع سنين ).

[١٢٨٠٣] ٥ - وعن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( إن يوسف أتاه جبرئيل فقال: يا يوسف إن رب العالمين يقرؤك السلام، ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم

__________________

(٢) الجب: البئر غير البعيدة. الواسعة. ( لسان العرب ج ١ ص ٢٥٠ ).

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٢٩.

٢٢٣

قال: أنت يا رب، قال: ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب، قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره ) الخبر.

[١٢٨٠٤] ٦ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط، عن ميمون مهران قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ( خذوا عني خمسا: لا يخاف أحدكم إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه ) الخبر.

[١٢٨٠٥] ٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( خمس لو شدت إليها المطايا حتى ينضين(١) لكان يسيرا: لا يرجو العبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحيي الجاهل أن يتعلم، ولا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، ومنزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد ).

١٣ -( باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء)

[١٢٨٠٦] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ).

[١٢٨٠٧] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: ( كان أبيعليه‌السلام يقول: ليس

__________________

٦ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣.

٧ - الجعفريات ص ٢٣٦.

(١) النضو: الدابة التي هزلتها الاسفار وأذهبت لحمها. ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٣٠ ). وفي المصدر: يتعبن.

الباب ١٣

١ - مشكاة الأنوار ص ١١٨.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١١٩.

٢٢٤

من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور رجاء، ونور خوف، لو وزن هذا لم يزد على هذا ).

[١٢٨٠٨] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه: عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه قال: ( قال لقمان لابنه ناتان(١) : يا بني، خف الله خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك، وارج الله رجاء لو وافيت يوم(٢) القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك، فقال له ابنه: يا أبه(٣) ، وكيف أطيق هذا وإنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان: يا بني، لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف، ونور للرجاء، لو وزنا ما(٤) رجح أحدهما على الاخر بمثقال ذرة ) الخبر.

وروى الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد، عنهعليه‌السلام ، مثله(٥) .

[١٢٨٠٩] ٤ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا تكون مؤمنا حتى تكون خائفا راجيا، ولا تكون خائفا راجيا حتى تكون عاقلا(١) لما تخاف وترجو ).

[١٢٨١٠] ٥ - وعن المفضل بن عمر، عنهعليه‌السلام ، أنه قال: ( وما شيعة

__________________

٣ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤، عنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٢.

(١) في نسخة: بآثار.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في نسخة: يا أبت.

(٤) في نسخة: لما.

(٥) أمالي الصدوق ص ٥٣٢، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٣ ح ٣.

٤ - تحف العقول ص ٢٧٥، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٥٣ ح ١١٢.

(١) في المصدر: عاملا.

٥ - تحف العقول ص ٣٩٢.

٢٢٥

جعفر، إلا من كف لسانه، وعمل لخالقه، ورجا سيده، وخاف الله حق خيفته ).

[١٢٨١١] ٦ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لعبد الله بن جندب: ( يا بن جندب، يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله، قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الخوف والرجاء، كأن قلوبهم في مخلب طائر، شوقا إلى الثواب، وخوفا من العذاب ).

[١٢٨١٢] ٧ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: ( يا هشام، لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عالما(١) لما يخاف ويرجو ).

[١٢٨١٣] ٨ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( الخوف رفيق(١) القلب، والرجاء شفيع النفس، ومن كان بالله عارفا، كان من الله خائفا، ( وإليه راجيا )(٢) ، وهما جناحا الايمان، يطير بهما العبد المحقق إلى رضوان الله، وعينا عقله يبصر بهما إلى وعد الله تعالى ووعيده، والخوف طالع عدل الله باتقاء وعيده، والرجاء داعي فضل الله، وهو يحيي القلب، والخوف يميت النفس، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن بين خوفين: خوف ما مضى، وخوف ما بقي، وبموت النفس تكون حياة القلب، وبحياة القلب البلوغ إلى الاستقامة، ومن عبد الله على ميزان الخوف والرجاء، لا يضل ويصل إلى مأموله، وكيف لا يخاف العبد؟ وهو غير عالم

__________________

٦ - تحف العقول ص ٢٢٢، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٢٨٠.

٧ - تحف العقول ص ٢٩٤.

(١) في المصدر: عاملا.

٨ - مصابح الشريعة ص ٤٧٦.

(١) في المصدر: رقيب.

(٢) ليس في المصدر.

٢٢٦

بما يختم صحيفته، ولا له عمل يتوسل(٣) به استحقاقا، ولا قدرة له على شئ ولا مفر، وكيف لا يرجو؟ وهو يعرف نفسه بالعجز، وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه، من حيث لا تحصى ولا تعد، والمحب(٤) يعبد ربه على الرجاء، بمشاهدة أحواله بعين سهر(٥) ، والزاهد يعبد على الخوف ).

[١٢٨١٤] ٩ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما ) يقول: ( لا يكون [ المؤمن ](١) مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا، حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو ).

[١٢٨١٥] ١٠ - وبهذا الاسناد: عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن علي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما )، عن قول الله عز وجل:( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) (١) قال: ( من شفقتهم ورجائهم، يخافون أن ترد إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا، وهم يرجون أن يتقبل منهم ).

[١٢٨١٦] ١١ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إنما السعيد من خاف العقاب فأمن، ورجا الثواب فأحسن، واشتاق إلى

__________________

(٣) في المصدر: يتوصل.

(٤) وفيه: فالمحب.

(٥) كذا في الحجرية، والظاهر ( متهم ) كما في المصدر.

٩ - أمالي المفيد ص ١٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - أمالي المفيد ص ١٩٦.

(١) المؤمنون ٢٣: ٦٠.

١١ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٠٢ ح ٤٧.

٢٢٧

الجنة فأدلج(١) ) وقالعليه‌السلام (٢) : ( خف ربك خوفا يشغلك عن رجائه، وارجه رجاء من لا يأمن خوفه ).

١٤ -( باب وجوب الخوف من الله)

[١٢٨١٧] ١ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( من عرف الله خافه(١) ، ومن خاف الله حثه الخوف من الله على العمل بطاعته، والاخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله والآخذين عن الله، إنه حق على الله أن ينجيهم من مضلات الفتن ).

[١٢٨١٨] ٢ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، بالسند المتقدم في باب وجوب التوكل، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، يقول الله تعالى: لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة، وإذا خافني آمنته يوم القيامة، يا أبا ذر، لو أن رجلا كان له مثل عمل سبعين نبيا لاحتقره، وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة  - إلى أن قال - قال: يا أبا ذر، إن لله ملائكة قياما في خيفته، ما يرفعون رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد، فلو كان لرجل عمل سبعين صديقا(١) ، لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ ).

[١٢٨١٩] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي

__________________

(١) أدلج القوم: إذا ساروا الليل كله. ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٧٢ ).

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٩.

الباب ١٤

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٠.

(١) في الطبعة الحجرية: خاف، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٣.

(١) في المصدر: نبيا.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

٢٢٨

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( المؤمن لا يخاف غير الله، ولا يقول عليه إلا الحق ).

[١٢٨٢٠] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: ( من عرف الله خاف [ الله ](١) ومن خاف [ الله ](٢) سخت نفسه عن الدنيا ).

[١٢٨٢١] ٥ - وعنهعليه‌السلام قال: ( من خاف الله أخاف [ الله ](١) منه كل شئ، ومن لم يخف [ الله ](٢) أخافه [ الله ](٣) من كل شئ ).

[١٢٨٢٢] ٦ - وعنهعليه‌السلام قال: ( خف الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).

[١٢٨٢٣] ٧ - ومن كتاب السيد ناصح الدين: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( رأس الحكمة مخافة الله ).

[١٢٨٢٤] ٨ - وعن أبي كاهل قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا كاهل، لن يغضب رب العزة على من كان في قلبه مخافة، ولا تأكل النار منه هدبة(١) ).

[١٢٨٢٥] ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إن الله إذا جمع الناس يوم القيامة، نادى فيهم مناد أيها الناس، إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا، وإن أحبكم

__________________

٤ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٦ - مشكاة الأنوار ص ١١٧.

٧ - مشكاة الأنوار ص ١٢٠.

٨ - مشكاة الأنوار ص ١٢٠.

(١) الهدبة: الشعرة النابتة على شفر العين. ( لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠ ).

٩ - تحف العقول ص ص ١٤١.

٢٢٩

إلى الله أحسنكم عملا، وإن أفضلكم عنده منصبا أعملكم فيما عنده رغبة، وإن أكرمكم عليه اتقاكم ).

[١٢٨٢٦] ١٠ - وعن السجادعليه‌السلام ، أنه قال في كلام له: ( واعلموا عباد الله، أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد، وامتنع عن الرقاد، وأمسك عن بعض الطعام والشراب، من خوف سلطان أهل الدنيا، فكيف ويحك يا بن آدم!؟ من خوف بيات سلطان رب العزة، وأخذه الأليم، وبياته لأهل المعاصي والذنوب، مع طوار المنايا بالليل والنهار، فذلك البيات الذي ليس منه منجى، ولا دونه ملجأ(١) ، ولا منه مهرب، فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات، خوف ( أهل اليقين و )(٢) أهل التقوى، فإن الله يقول:( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) (٣) ) الخبر.

[١٢٨٢٧] ١١ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: ( إن أنجاكم من عذاب الله، أشدكم خشية الله ).

[١٢٨٢٨] ١٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( عليك بخشية الله وأداء الفرائض، فإنه يقول:( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) (١) ويقول:( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) (٢) - إلى أن قال - يا بن مسعود، اخش الله تعالى بالغيب كأنك تراه، فإن لم تكن تراه

__________________

١٠ - تحف العقول ص ١٩٦.

(١) في المصدر. ملتجأ.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) إبراهيم ١٤: ١٤.

١١ - تحف العقول ص ٢٠٢.

١٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٥١ و ٤٥٧.

(١) المدثر ٧٤: ٥٦.

(٢) البينة ٩٨: ٨.

٢٣٠

فإنه يراك، يقول الله تعالى:( من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ) (٣) ) الخبر.

[١٢٨٢٩] ١٣ - الصدوق في الخصال: عن خليل بن أحمد، عن ابن معاذ، عن الحسين المروزي، عن عبد الله، عن عون، عن الحسن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له آمنين، فإذا آمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة ).

[١٢٨٣٠] ١٤ - القطب الراوندي في لب الباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله، تحاتت عنه خطاياه ) وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( اعلم الناس بالله، أشدهم خشية له ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( المؤمن بين مخافتين ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا يأمن العبد حتى يخلف جسر جهنم وراءه ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( العبد المؤمن بين مخافتين: أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ) وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله، تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق الشجر ) وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( إن الله يعاتب عبدا يوم القيامة ويقول: عبدي خفت من النار وما خفت مني، أما تستحيي؟ فيطرق العبد رأسه حياء من الله ).

[١٢٨٣١] ١٥ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي

__________________

(٣) ق ٥٠: ٣٣٠.

١٣ - الخصال ج ١ ص ٧٩ ح ١٢٧.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

١٥ - أمالي المفيد ص ٢١٠.

٢٣١

جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام قال: إن في التوراة مكتوبا فيما ناجى الله تعالى به موسىعليه‌السلام ، أن قال له: يا موسى خفني في سر أمرك، أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلوتك وعند سرور لذتك، أذكرك عند غفلاتك ).

[١٢٨٣٢] ١٦ - وعن أبي حفص عمر بن محمد بن علي، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن سلامة الغنوي، عن محمد بن حسين العامري، عن أبي معمر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: قال له أبوه ( صلوات اله عليه ) فيما أوصى إليه عند وفاته: ( أوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك ).

[١٢٨٣٣] ١٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: ( كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا - إلى أن قال - إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها ) الخبر.

[١٢٨٣٤] ١٨ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: روي أن إبراهيمعليه‌السلام كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز المرجل من خوف الله تعالى(١) ، وكان سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك، وأوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران: يا موسى، خفني في سر أمرك، أحفظك في غفواتك(٢) الخبر.

__________________

١٦ - أمالي المفيد ص ٢٢١.

١٧ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٤٦، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ١٩٣.

١٨ - إرشاد القلوب ص ١٠٥.

(١) في المصدر زيادة: في صدره.

(٢) وفيه: عوراتك.

٢٣٢

[١٢٨٣٥] ١٩ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: فاز - والله - الأبرار، وخسر الأشرار، أتدري من الأبرار؟ هم الذين خافوه واتقوه، وقربوا إليه بالأعمال الصالحة، وخشوه في ( سر أمرهم )(١) وعلانيتهم، كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار به جهلا - إلى أن قال - إن أعلم الناس الله أخوفهم منه، وأخشاهم له أزهدهم في الدنيا ) الخبر.

[١٢٨٣٦] ٢٠ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في خبر المعراج، ( أن الله تعالى قال له: يا أحمد، ما عرفني عبد ( إلا خشع لي، وما خشع لي عبد )(١) إلا خشع له كل شئ - إلى أن قال -(٢) يا أحمد، إن أحببت أن تجد حلاوة الايمان، فجوع نفسك، والزم لسانك الصمت، والزم نفسك خشية وخوفا، فإن فعلت ذلك فعلك تسلم، وإن لم تفعل فأنت من الهالكين ).

[١٢٨٣٧] ٢١ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) ، أنه قال فيما كتبه لأصحابه: ( وما العلم بالله والعمل إلا ألفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإن أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله، فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله:( إنما يخشى الله

__________________

١٩ - إرشاد القلوب ص ١٠٦.

(١) في المصدر: سرائرهم.

٢٠ - إرشاد القلوب ص ٢٠٣، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٢٧.

(١) في المصدر: وخشع لي.

(٢) لم نجده في مظانه.

٢١ - الكافي ج ٨ ص ١٦ ح ٢.

(١) بل عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، في حديث طويل عن صحيفة الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام في الزهد، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج ٧٠ ص ٣٤٤ بهذا السند أيضا، علما بأن السند المذكور أعلاه قد ورد في الحديث ١ من نفس المصدر في رسالة أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه.

٢٣٣

من عباده العلماء ) (٢) ) الخبر.

[١٢٨٣٨] ٢٢ - ورواه المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، مثله.

[١٢٨٣٩] ٢٣ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيهعليهم‌السلام ، في حديث مسائل الشيخ الشامي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال الشيخ: فأي الناس خير عند الله؟ قال: ( أخوفهما لله، وأعلمهم بالتقوى، وأزهدهم في الدنيا ).

ورواه الصدوق في معاني الأخبار: عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم المعلى، عن أبي عبد الله بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، مثله(١) .

[١٢٨٤٠] ٢٤ - وعن علي بن الحسين قال: ( كان آخر ما أوصى به خضر موسىعليهما‌السلام ، أنه قال: لا تعيرن أحدا بذنب - إلى أن قال - ورأس الحكمة مخافة الله ).

[١٢٨٤١] ٢٥ - أبو يعلى الجعفري تلميذ المفيد في نزهة الناظر: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال: ( اشحنوا قلوبكم من خوف الله

__________________

(٢) فاطر ٣٥: ٢٨.

٢٢ - أمالي المفيد ص ٢٠٢.

٢٣ - الغايات ص ٦٧.

(١) معاني الأخبار ص ١٩٩.

٢٤ - الغايات ص ٩٢.

٢٥ - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٤٦.

٢٣٤

تعالى، فإن لم تسخطوا شيئا من صنع الله يلم بكم، فاسألوا ما شئتم ).

[١٢٨٤٢] ٢٦ - أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر: روي عن الأئمةعليهم‌السلام : ( أن أصل كل خير في الدنيا والآخرة شئ واحد، وهو الخوف من الله تعالى ).

[١٢٨٤٣] ٢٧ - عوالي اللآلي: وفي الحديث الصحيح، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام مقتصد، وشاب نشأ في طاعة الله وعبادته، ورجل ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله - إلى أن قال - ورجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب، فقال: إني أخاف الله رب العالمين ).

[١٢٨٤٤] ٢٨ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قال: قلت: جعلت فداك، أشيعتكم معكم؟ قال: ( نعم، إذا هم خافوا الله وراقبوه واتقوه وأطاعوه، واتقوا(١) الذنوب، فإذا فعلوا ذلك كانوا معنا في درجتنا ) الخبر.

[١٢٨٤٥] ٢٩ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: ( جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: علمني عملا يحبني الله - إلى أن قال - قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أردت ان يحبك الله فخفه واتقه ) الخبر.

[١٢٨٤٦] ٣٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من خشي الله كمل علمه ).

__________________

٢٦ - معدن الجواهر ص ٢٢.

٢٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٩ ح ٢٥.

٢٨ - الهداية ص ٥٣.

(١) في المصدر: وتوقر.

٢٩ - البحار ج ٨٥ ص ١٦٤ ح ١٢ عن اعلام الدين ص ٨٤.

٣٠ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦٢ ح ٢٢٦.

٢٣٥

وقالعليه‌السلام (١) : ( غاية العلم الخوف من الله ).

وقالعليه‌السلام (٢) : ( أعقل الناس محسن خائف ).

وقالعليه‌السلام (٣) : ( أكثر الناس معرفة(٤) أخوفهم لربه ).

وقالعليه‌السلام (٥) : ( خف الله خوف من شغل بالفكر قلبه، فإن الخوف مطية الامن، وسجن النفس عن المعاصي ).

وقالعليه‌السلام (٦) : ( خف تأمن، ولا تأمن فتخف ).

وقالعليه‌السلام (٧) : ( خوف الله يجلب لمستشعره الأمان ).

وقالعليه‌السلام (٨) : ( خشية الله جماع(٩) الايمان ).

وقالعليه‌السلام (١٠) : ( خف الله يؤمنك، ولا تأمنه فيعذبك ).

وقالعليه‌السلام (١١) : ( الخوف من الله في الدنيا، يؤمن الخوف في الآخرة(١٢) .

١٥ -( باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله تعالى)

[١٢٨٤٧] ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن صاحب كتاب زهد

__________________

(١) غرر الحكم ج ٢ ص ٥٠٥ ح ٣٢.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٩ ح ١٠٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٢ ح ٣٠٤.

(٤) في المصدر زيادة: لنفسه.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ٢١.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٥ ح ١٧.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٥.

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٤.

(٩) في المصدر: جناح.

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٠ ح ٥٦.

(١١) نفس المصدر ج ١ ص ١٠٣ ح ٢١٧٨.

(١٢) في المصدر زيادة: منه.

الباب ١٥

١ - فلاح السائل ص ٢٦٦.

٢٣٦

مولانا علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمان في رحبة القصر، إذ نحن بأمير المؤمنينعليه‌السلام ، في بقية من الليل، واضعا يده على الحائط شبه الواله، وهو يقول:( إن في خلق السماوات والأرض ) (١) إلى آخر الآية، قال: ثم جعل يقرأ هذه الآيات، ويمر شبهم الطائر [ عقله ](٢) فقال: ( أراقد يا حبة أم رامق؟ ) قال قلت: رامق، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن!؟ قال: فأرخى عينيه فبكى، ثم قال لي: ( يا حبة، إن لله موقفا ولنا بين يديه موقف، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا، يا حبة ان الله أقرب إليك وإلى من حبل الوريد، يا حبة أنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ، قال: ثم قال: أراقد يا نوف؟ ) قال، قال: لا، يا أمير المؤمنين، ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة، فقال: ( يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عز وجل، قرت غدا عيناك بين يدي الله عز وجل، يا نوف إنه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله، إلا أطفأت بحارا من النيران، يا نوف إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله، من رجل بكى من خشية الله، وأحب في الله، وابغض في الله، يا نوف من أحب في الله لم يستأثر على محبيه، ومن أبغض [ في الله ](٣) لم ينل مبغضيه خيرا، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان ) ثم وعظهما وذكرهما وقال في أواخره: ( فكونوا من الله على حذر، فقد أنذرتكما ) ثم جعل يمر وهو يقول: ( ليت شعري في غفلاتي، أمعرض أنت عني أم ناظر إلي!؟ وليت شعري في طول منامي، وقلة شكري في نعمك علي، ما حالي!؟ ) قال: فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.

__________________

(١) البقرة ٢: ١٦٤، آل عمران ٣: ١٩٠.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٣٧

[١٢٨٤٨] ٢ - وعن نوف قال: أشهد لقد رأيتهعليه‌السلام في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم(١) ، ويبكي بكاء الحزين.

[١٢٨٤٩] ٣ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن سهد بن زياد، عن عبد العظيم، عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام ، قال: ( لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران قال موسى: إلهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى أقي وجهه من(١) النار ).

[١٢٨٥٠] ٤ - وفي الخصال: عن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسين بن اشكيب، عن محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة، عن سلمة بن كهيل، عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( سبعة في ظل عرش الله عز وجل، يوم لا ظل إلا ظله - إلى أن قال - ورجل ذكر الله عز وجل خاليا، ففاضت عيناه من خشية الله ).

[١٢٨٥١] ٥ - وفي فضائل الأشهر الثالثة والأمالي: عن صالح بن عيسى العجلي، عن محمد بن علي بن علي، عن محمد بن الصلت، عن محمد بن بكير، عن عباد بن عباد المهلبي، عن سعد بن عبد الله، عن هلال بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمان بن سمرة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - أنه قال:

__________________

٢ - فلاح السائل ص ٢٦٧.

(١) السليم: اللديغ. وقيل: الجريح المشفي على الهلكة ( لسان العرب ج ١٢ ص ٢٩٢ ).

٣ - أمالي الصدوق ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: حر.

٤ - الخصال ص ٣٤٣ ح ٨.

٥ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣، أمالي الصدوق ص ١٩١.

٢٣٨

( رأيت البارحة عجائب - إلى أن قال - ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته دموعه التي بكت من خشية الله فاستخرجته من ذلك ) الخبر.

[١٢٨٥٢] ٦ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لشخص نظر إليه الله يبكي على ذنب(١) من خشية الله عز وجل، لم يطلع على ذلك الذنب غيره ).

[١٢٨٥٣] ٧ - وعن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: ( ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عز وجل، إلا حرم الله جسدها على النار، ولا فاضت دمعة على خد صاحبها، فرهق وجهه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وما من شئ من أعمال الخير إلا وله وزن وأجر، إلا الدمعة من خشية الله، فإن الله تعالى يطفئ بالقطرة منها بحارا من نار يوم القيامة، وان الباكي ليبكي من خشية الله في أمة، فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها ).

[١٢٨٥٤] ٨ - وعن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، [ عن محمد بن الحسن الصفار ](١) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: ( وما من

__________________

٦ - أمالي الشيخ المفيد ص ٦٧ ح ٢.

(١) في نسخة: ذنبه.

٧ - أمالي الشيخ المفيد ص ١٤٣ ح ١.

٨ - أمالي الشيخ المفيد ص ١١.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٠٤ و ج ١٥ ص ٢٥٠ ).

٢٣٩

قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله ).

[١٢٨٥٥] ٩ - الطبرسي في الاحتجاج: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليعليه‌السلام ، عن أبيه عليعليه‌السلام ، في خبر طويل، انه ذكر من حالات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وكان يبكي حتى يبتل مصلاه، خشية من الله عز وجل، من غير جرم ) الخبر.

[١٢٨٥٦] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: مرسلا قال: ( قال الله تعالى لداودعليه‌السلام : ( ادعني بهذا الاسم: يا حبيب البكائين ).

[١٢٨٥٧] ١١ - وفيه: أن يحيى حين ذكره أبوه زكرياعليه‌السلام ، أن في النار دركة يقال لها: الغضبان، تغضب بغضب الرحمان، فبكى حتى نقب الدمع خده، فوضعت أمه عليه قطعة لبد، ثم نام الليل فأوحى الله إليه: لو اطلعت اطلاعة في جهنم لبكيت الدم مكان الدمع، وروى ما يقرب منه الصدوق في الأمالي، في خبر طويل.

[١٢٨٥٨] ١٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( ما من عمل إلا وله وزن وثواب إلا الدمعة، فإنها تطفئ غضب الرب، ولو أن عبدا بكى من خشية الله في أمه، لرحم الله تلك الأمة ببكائه ).

[١٢٨٥٩] ١٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( لما عرج بي إلى السماء الرابعة، سمعت بكاء فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟ قال: هذا بكاء الكروبيين على أهل الذنوب ).

[١٢٨٦٠] ١٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( اللهم ارزقني عينين هطالتين، يبكيان من خشية الله، قبل أن تكون الدموع دما والأضراس جمرا ).

__________________

٩ - الاحتجاج ص ٢٢٣.

١٠، ١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - ١٤ - لب اللباب: مخطوط.

٢٤٠

[١٢٨٦١] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في حديث: ( والضحك هلاك البدن، والبكاء من خشية الله نجاة من النار ).

[١٢٨٦٢] ١٦ - وفي الخبر في بعض الكتب - أي السماوية -: وعزتي لا يبكين عبد من خشيتي، إلا أجرته من نقمتي، وأبدلته ضحكا، وقال الله لعيسى: أكحل عينيك بملمول(١) الحزن إذا نظر البطالون، وكن لي خاشعا إذا ضحك المفترون، واذكر نقمتي إذا أمن الخاطئون.

[١٢٨٦٣] ١٧ - وفي التوراة: إذا دمعت عيناك فلا تمسحهما إلا بكفك على وجهك، فإنها رحمة، ولا يبكي عبدي من خشيتي، إلا سقيته من رحيق مختوم.

[١٢٨٦٤] ١٨ - وروي: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا رأى بروز جهنم يقول: ( يا رب اصرف النار عن أمتي ) فلا يصرف حتى لحق بكاء العاصين، فيرجع أسرع من طرفة عين.

[١٢٨٦٥] ١٩ - وروي: أن النار تزفر زفرة يوم القيامة، يجثو الخلائق على ركبتهم، فيجئ جبرئيل من الماء يضربه على وجهها فتنصرف، فيقول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا جبرئيل، من أين هذا الماء؟ قال: إنها من دموع العصاة ).

[١٢٨٦٦] ٢٠ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى

__________________

١٥، ١٦ - لب اللباب: مخطوط.

(١) الملمول: المكحال، الذي يكتحل به. انظر ( القاموس المحيط ج ٤ ص ٥٣ ولسان العرب ج ١١ ص ٦٣٢ ).

١٧ - ١٩ - لب اللباب: مخطوط.

٢٠ - البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٦، بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

٢٤١

لعبد نظر الله إليه وهو يبكي على خطيئته من خشية الله، لم يطلع على ذلك الذنب غيره ).

[١٢٨٦٧] ٢١ - العياشي في تفسيره: عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها، إلا حرم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت عين من خشية الله، إلا لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ).

[١٢٨٦٨] ٢٢ - وعن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( ما من شئ إلا وله وزن أو ثواب إلا الدموع، فان القطرة تطفئ البحار من النار، فان اغرورقت عيناه بمائها، حرم الله عز وجل سائر جسده على النار، وان سالت الدموع على خديه، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، ولو أن عبدا بكى في أمة لرحمها الله ).

[١٢٨٦٩] ٢٣ - وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: ( واما داود، فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه، وإن كان ليزفر الزفرة فيحرق ما نبت من دموعه.

[١٢٨٧٠] ٢٤ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في خطبة الوداع: ( ومن ذرفت عيناه من خشية الله، كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد، يكون في ميزانه من الاجر، وكان له بكل قطرة عين من الجنة، على حافيتها من المدائن ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ).

[١٢٨٧١] ٢٥ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده

__________________

٢١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢١ ح ١٥، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٧.

٢٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢٢ ح ١٦.

٢٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٨.

٢٤ - عدة الداعي ص ١٥٩، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٤ ح ٢٥.

٢٥ - الجعفريات ص ٢٤٠.

٢٤٢

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قالعليه‌السلام : ( إن إبراهيم الخيلعليه‌السلام قال: إلهي ما لعبد بل وجهه بالدموع من مخافتك؟ قال: جزاؤه مغفرتي ورضواني ( يوم القيامة )(١) ).

[١٢٨٧٢] ٢٦ - البحار: نقلا من خط الشهيد، عن كتاب زهد مولانا الصادقعليه‌السلام ، عنه قال: ( بكى يحيى بن زكريا حتى ذهب لحم خديه من الدموع، فوضع على العظم لبودا يجري عليها الدموع، فقال له أبوه: يا بني، إني سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقر عيني بك، فقال: يا أبه، إن على ميزان(١) ربنا معاثر لا يجوزها إلا البكاؤون من خشية الله عز وجل، وأتخوف أن آتيها فأزل منها، فبكى زكريا حتى غشي عليه من البكاء ).

الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن الكتاب المذكور، عنهعليه‌السلام ، مثله.

[١٢٨٧٣] ٢٧ - وروي: ان الكاظمعليه‌السلام ، كان يبكي من خشية الله، حتى يخضل لحيته بدموعه.

[١٢٨٧٤] ٢٨ - أبو علي ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( أوحى الله إلى عيسى بن مريم: يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون، وقم على قبور

__________________

(١) ليس في المصدر.

٢٦ - البحار ج ١٤ ص ١٦٧ ح ٥.

(١) في المصدر: نيران.

(٢) مكارم الأخلاق ص ٣١٦.

٢٧ - مكارم الأخلاق ص ٣١٨.

٢٨ - أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ١١.

٢٤٣

الأموات، فنادهم بالصوت الرفيع، لعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إني لا حق في اللاحقين ).

[١٢٨٧٥] ٢٩ - جامع الأخبار: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( العبودية خمسة أشياء: خلاء البطن، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتضرع عند الصبح، والبكاء من خشية الله ).

[١٢٨٧٦] ٣٠ - وروي ان نوحاعليه‌السلام مر على كلب كريه المنظر، فقال نوح: ما أقبح هذا الكلب فجثى الكلب وقال بلسان طلق ذلق(١) : إن كنت لا ترضى بخلق الله فحولني يا نبي الله، فتحير نوحعليه‌السلام ، وأقبل يلوم نفسه بذلك، وناح على نفسه أربعين سنة، حتى ناداه الله: إلى متى تنوح يا نوح؟ فقد تبت عليك.

[١٢٨٧٧] ٣١ - وعن أنس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة - إلى أن قال - ورجل يبكي في خلوة من خشية الله ).

[١٢٨٧٨] ٣٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( ما من مؤمن يبكي من خشية الله إلا غفر الله له ذنوبه، وإن كان أكثر من نجوم السماء، وعدد قطر البحار، ثم قرأ:( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) (١) ) الآية.

[١٢٨٧٩] ٣٣ - وعن أبي أمامة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ما يقطر في الأرض أحب إلى الله، من قطرة دمع في سواد الليل من خشيته، لا يراه أحد إلا الله عز وجل ).

__________________

٢٩ - جامع الأخبار ص ٢٠٨.

٣٠ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

(١) لسان طلق ذلق: أي فصيح بليغ ( لسان العرب ج ١٠ ص ١١٠ ).

٣١ - جامع الأخبار ص ١١٣.

٣٢ - جامع الأخبار ص ١١٣.

(١) التوبة ٩: ٨٢.

٣٣ - جامع الأخبار ص ١١٤.

٢٤٤

[١٢٨٨٠] ٣٤ - وعنهعليه‌السلام : ( حرمت النار على عين بكت من خشية الله ).

[١٢٨٨١] ٣٥ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: ( البكاء من خشية الله نجاة من النار، وقالعليه‌السلام : بكاء العيون، وخشية القلوب، رحمة من الله ).

[١٢٨٨٢] ٣٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( البكاء من خشية الله، ينير القلب، ويعصم من معاودة الذنب ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة ).

[١٢٨٨٣] ٣٧ - الشيخ الطوسي، بسنده المتقدم عن أبي ذر، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، إن ربي تبارك وتعالى أخبرني فقال: وعزتي وجلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا، واني لا بنين لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشركهم فيه أحد، وفيه(١) يا أبا ذر، من استطاع ان يبكي قلبه فليبك، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ) الخبر.

ورواه المفيد في أماليه: عن الصدوق، عنه، مثله.

[١٢٨٨٤] ٣٨ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن الحسينعليه‌السلام قال: ( ما دخلت على أبي قط إلا وجدته باكيا ).

[١٢٨٨٥] ٣٩ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة من الحزن، فان الله تعالى يحب كل قلب حزين،

__________________

٣٤ - جامع الأخبار ص ١١٤.

٣٥ - جامع الأخبار ص ١١٣.

٣٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٨٩ ح ٢٠٣٧.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٩١ ح ٢٠٧٣.

٣٧ - أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٤٥.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٤٢.

(٢) أمالي المفيد: النسخة المطبوعة خالية منه.

٣٨، ٣٩ - إرشاد القلوب ص ٩٦.

٢٤٥

وإذا أبغض الله عبدا نصب له في قلبه مزمارا من الضحك، وما يدخل النار من بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع ).

[١٢٨٨٦] ٤٠ - وروي: أن بعض الأنبياء اجتاز بحجر ينبع منه ماء كثير، فعجب من ذلك، فسأل الله انطاقه، فقال له: لم يخرج منك الماء الكثير مع صغرك؟ فقال: [ من ](١) بكاء [ حزن ](٢) ، حيث سمعت الله يقول:( نارا وقودها الناس والحجارة ) (٣) وأخاف أن أكون من تلك الحجارة، فسأل الله تعالى أن لا يكون من تلك الحجارة، فأجابه الله، وبشره النبي بذلك، ثم تركه ومضى، ثم عاد إليه بعد وقت فرآه ينبع كما كان، فقال: ألم يؤمنك الله؟ فقال: بلى، فذاك بكاء الحزن، وهذا بكاء السرور.

[١٢٨٨٧] ٤١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( ما من مؤمن يخرج من عينيه مثل رأس الذبابة من الدموع، فيصيب حر وجهه، إلا حرمه الله على النار ).

[١٢٨٨٨] ٤٢ - وقال: ( لا ترى النار عين بكت من خشية الله، ولا عين سهرت في طاعة الله، ولا عين غضت عن محارم الله ).

[١٢٨٨٩] ٤٣ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ما من قطرة أحب إلى الله، من قطرة دمع خرجت من خشية الله، ومن قطرة دم سفكت في سبيل الله، وما من عبد بكى من خشية الله، إلا سقاه الله من رحيق رحمته، وأبدله الله ضحكا وسرورا في جنته، ورحم الله من حوله ولو كانوا عشرين ألفا، وما اغرورقت عين من خشية الله، إلا حرم الله جسده على النار، وإن أصابت وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلة، ولو بكى عبد في أمة لنجى الله تلك الأمة ببكائه ).

__________________

٤٠ - إرشاد القلوب ص ٩٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) التحريم ٦٦: ٦.

٤١ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٤٣ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٢٤٦

[١٢٨٩٠] ٤٤ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من بكى من ذنب غفر له، ومن بكى من خوف النار أعاذه الله منها، ومن بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله فيها، وكتب له أمان من الفزع الأكبر، ومن بكى من خشية الله، حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ).

[١٢٨٩١] ٤٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( البكاء من خشية الله، مفتاح الرحمة، وعلامة القبول، وباب الإجابة ).

[١٢٨٩٢] ٤٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إذا بكى العبد من خشية الله، تحاتت عنه الذنوب كما يتحات الورق، فيبقى كيوم ولدته أمه ).

[١٢٨٩٣] ٤٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، أو قطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبدا إلا الله عز وجل ).

[١٢٨٩٤] ٤٨ - نهج البلاغة: في كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام في صفات الذاكرين: ( جرح طول الأسى قلوبهم، وطول البكاء عيونهم ).

[١٢٨٩٥] ٤٩ - ابن شهرآشوب في المناقب: وكان - يعني النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله - يبكي حتى يغشى عليه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ( أفلا أكون عبدا شكورا ) وكذلك كان غشيات علي بن أبي طالبعليه‌السلام - وصيه - في مقاماته.

__________________

٤٤ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٤٥، ٤٦ - إرشاد القلوب ص ٩٨.

٤٧ - كتاب الغايات ص ٩٣.

٤٨ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٩.

٤٩ - المناقب لابن شهرآشوب: لم نجده في مظانه.

٢٤٧

١٦ -( باب وجوب حسن الظن بالله، وتحريم سوء الظن به)

[١٢٨٩٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( روي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داودعليه‌السلام : فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك، فسار(١) إليها فسألها عن عملها فخبرته، فوجده مثل سائر اعمال الناس، فسألها عن نيتها، فقالت: ما كنت في حالة فنقلني منها إلى غيرها، إلا كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها، فقال: حسن ظنك بالله عز وجل ).

[١٢٨٩٧] ٢ - ( وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة، إلا بحسن ظنه بالله عز وجل، ورجائه منه، وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين، وأيم الله لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار، إلا أن يسئ الظن بالله، وتقصيره من رجائه، وسوء خلقه، واغتياب المؤمنين، والله لا يحسن عبد مؤمن ظنا بالله الا كان الله عند ظنه به، لان الله عز وجل كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه، فأحسنوا الظن بالله وارغبوا إليه، وقد قال الله عز وجل:( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ) (١) ).

[١٢٨٩٨] ٣ - ( وروي أن داودعليه‌السلام قال: يا رب ما آمن بك من عرفك ولم يحسن الظن بك ).

ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن المحاسن، عن أبي عبد الله

__________________

الباب ١٦

١ - فقه الرضا ص ٤٩، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٣٨٨ ح ٥٦.

(١) في المصدر: فصار.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

(١) الفتح ٤٨: ٦.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٢٤٨

عليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٢٨٩٩] ٤ - ( وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار، فيلتفت فيقول: يا رب، لم يكن هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنتك، فيقول الله عز وجل: يا ملائكتي وعزتي وجلالي وجودي وكرمي وارتفاعي في علوي، ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط، ولو ظن بي ساعة خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة، ثم قال العالمعليه‌السلام : قال الله عز وجل: ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين، غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي، فيما يظنونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومنتي تبلغهم، ورضواني ومغفرتي تلبسهم، فإني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك سميت ).

[١٢٩٠٠] ٥ - ( وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران، أن يحبس رجلين من بني إسرائيل، فحبسهما ثم أمر بإطلاقهما، قال: فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة، فقال له: ما الذي بلغ بك ما أرى منك؟ قال: الخوف من الله، ونظر إلى الاخر لم يتشعب منه شئ، فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد، وقد رأيت ما بلغ الامر بصاحبك، وأنت لم تتغير، فقال له الرجل: إنه كان ظني بالله جميلا حسنا، فقال: يا رب قد سمعت مقالة عبديك، فأيهما أفضل؟ قال: صاحب الظن الحسن أفضل ).

[١٢٩٠١] ٦ - الصدوق في الأمالي وفي فضائل الأشهر الثلاثة: بالسند المتقدم في

__________________

(١) مشكاة الأنوار ص ٣٦.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٦ - أمالي الصدوق ص ١٩٢، فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣.

٢٤٩

الباب السابق، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( ورأيت رجلا من أمتي على الصراط، يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله فمسكت(١) رعدته ) الخبر.

[١٢٩٠٢] ٧ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( الثقة بالله وحسن الظن به، حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن، والتوكل عليه نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدو ).

[١٢٩٠٣] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لأصحابه: ( إن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله، ويحسن ظنكم به، فاجمعوا بينهما، فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه، فإن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا، فدعوا الأماني منكم وجدوا واجتهدوا، وأدوا إلى الله حقه، وإلى خلقه، فما ( مع أحد )(١) براءة من النار وليس لاحد على الله حجة، ولا بين أحد وبين الله قرابة ).

[١٢٩٠٤] ٩ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( وجدنا في كتاب علي بن أبي طالبعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال وهو على منبره: والله الذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو، لا يعذب الله مؤمنا بعد الاستغفار والتوبة، إلا بسوء ظنه بالله، وتقصير من رجائه الله، وسوء خلقه، واغتيابه المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله، إلا كان الله عند ظن عبده

__________________

(١) في المصدر: فسكن.

٧ - إرشاد القلوب ص ١٠٩.

٨ - إرشاد القلوب ص ١٠٨.

(١) في المصدر: صنع أحد حقه الا كان.

٩ - مشكاة الأنوار ص ٣٥.

٢٥٠

المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن والرجاء، ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه ).

[١٢٩٠٥] ١٠ - وقال أيضاصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ليس من عبد ظن به خيرا، إلا كان عند ظنه به ) الخبر.

[١٢٩٠٦] ١١ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( بعث عيسى بن مريم رجلين من أصحابه في حاجة، فرجع أحدهما مثل الشن(١) البالي، والاخر شحما وسمنا، فقال للذي مثل الشن: ما بلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من الله، وقال للاخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال: حسن الظن بالله ).

[١٢٩٠٧] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء، وسلامة صدره، وعلامته أن يرى كلما نظر إليه بعين الطهارة والفضل، من حيث ركب فيه وقذف ( في قلبه )(١) ، من الحياء والأمانة والصيانة والصدق، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: ذكر عبادي من آلائي ونعمائي، فإنهم لم يروا مني إلا الحسن الجميل، لئلا يظنوا في الباقي إلا مثل الذي سلف مني إليهم، وحسن الظن يدعو إلى حسن العبادة، والمغرور يتمادى في المعصية ويتمنى المغفرة، ولا يكون أحسن الظن في خلق الله إلا المطيع له، يرجو ثوابه ويخاف عقابه، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحكي عن ربه: أنا عند حسن ظن عبدي بي، يا محمد، فمن زاغ عن وفاء حقيقة موجبات ظنه بربه، فقد أعظم الحجة على نفسه،

__________________

١٠ - مشكاة الأنوار ص ٣٦.

١١ - مشكاة الأنوار ص ٣٦.

(١) الشن: القربة الخلق ( الصحاح ج ٥ ص ٢١٤٦ ).

١٢ - مصباح الشريعة ص ٤٦٣.

(١) ليس في المصدر.

٢٥١

وكان من المخدوعين في أسر هواه ).

[١٢٩٠٨] ١٣ - ورام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إن حسن الظن بالله من حسن العبادة ).

[١٢٩٠٩] ١٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن ما شاء ).

[١٢٩١٠] ١٥ - كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي: عن مالك الجهني، قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، وقد حدثت نفسي بأشياء، فقال لي: ( يا مالك، أحسن الظن بالله، ولا تظن أنك مفرط في أمرك ) الخبر.

[١٢٩١١] ١٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( حسن ظن العبد بالله سبحانه، على قدر رجائه له، حسن توكل العبد على الله على قدر ثقته(١) ).

وقالعليه‌السلام : ( حسن الظن، من أفضل السجايا وأجزل العطايا )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( حسن الظن، أن تخلص العمل، وترجو من الله أن يعفو عن الزلل )(٣) .

__________________

١٣ - مجموعة ورام ج ١ ص ٥٢.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

١٥ - كتاب المؤمن ص ٣٠ ح ٥٦.

١٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٧٧ ح ٢٨، ٢٩.

(١) في المصدر: يقينه به.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣١.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣٣.

٢٥٢

١٧ -( باب استحباب ذم النفس، وتأديبها، ومقتها)

[١٢٩١٢] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( وإذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في اجتهاده، فوبخ نفسك ولمها وعيرها، وحثها(١) على الازدياد عليه، واجعل لها زماما من الامر وعنانا من النهي، وسقها كالرائض للفارة(٢) الذي لا يذهب عليه ( خطره منها )(٣) إلا وقد صحح أولها وآخرها، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يصلي حتى يتورم [ قدماه ](٤) ويقول: أفلا أكون عبدا شكورا! أراد أن يعتبر [ بها ](٥) أمته، فلا يغفلون عن الاجتهاد والتعبد والرياضة، ألا وإنك لو وجدت حلاوة عبادة الله، ورأيت بركاتها، واستضأت بنورها، لم تصبر عنها ساعة واحدة، ولو قطعت إربا إربا ).

[١٢٩١٣] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: ( إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة [ ثم قرب قربانا ](١) فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ما أتيت إلا منك، وما الذنب إلا لك، فأوحى الله تعالى إليه ذمك نفسك، أفضل من عبادة أربعين سنة ).

[١٢٩١٤] ٣ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين والجنة: عن مولانا

__________________

الباب ١٧

١ - مصابح الشريعة ص ٤٤٣.

(١) في المصدر: تحثيثا.

(٢) دابة فارهة: أي نشيطة. حادة، قوية. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢١ ).

(٣) في المصدر: خطوة من خطواتها.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - البلد الأمين ص ٣١٨، المصباح ص ٣٧٨.

٢٥٣

العسكري، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، وذكر مناجاة طويلة عنهعليه‌السلام ، قال: ( ثم أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، على نفسه يعاتبها ويقول: أيها المناجي ربه بأنواع الكلام، والطالب منه مسكنا في دار السلام، والمسوف بالتوبة عاما بعد عام، ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام، فلو دافعت نومك يا غافلا بالقيام، وقطعت يومك بالصيام، واقتصرت على القليل من لعق الطعام، وأحييت ليلك مجتهدا بالقيام، كنت أحرى أن تنال أشرف المقام، أيتها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين، لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين، وتشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها، ودامت في الخلوات شدة حنينها، وأبكى المستمعين عولة أنينها، وألان قسوة الضمائر ضجة رنينها، فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا، وآثرت الآخرة على الأولى، أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون، ويحشر إلى ربهم بالحسنى والسرور المتقون ).

[١٢٩١٥] ٤ - وفي الأول: ندبة مولانا زين العابدينعليه‌السلام ، رواية الزهري: ( يا نفس حتى م إلى الحياة سكونك! وإلى الدنيا وعمارتها ركونك! أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك! ومن وارته الأرض من الإفك! ومن فجعت به من إخوانك! ونقلت إلى دار البلى من أقرانك ).

الندبة، وهي طويلة ذكرناها مع سندها المذكور في إجازة العلامة لأولاد زهرة في معالم العبر، وفي الإجازة أنه كان يحاسب نفسه ويناجي ربه ويقول: الخ.

[١٢٩١٦] ٥ - الشيخ المفيد في الأمالي: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي،

__________________

٤ - البلد الأمين ص ٣٢٠.

٥ - أمالي الشيخ المفيد ص ٣٥٠ ح ٥.

٢٥٤

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: ( ما كان عبد ليحبس نفسه على الله، إلا أدخله الله الجنة ).

[١٢٩١٧] ٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( رحم الله امرء الجم نفسه عن معاصي الله بلجامها، وقادها إلى طاعة الله بزمامها ) وقالعليه‌السلام : ( رحم الله امرء أقمع نوازع نفسه إلى الهوى فصانها، وقادها إلى طاعة الله بعنانها ).

١٨ -( باب وجوب طاعة الله)

[١٢٩١٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطيعوا الله عز وجل يطيعكم ).

[١٢٩٠٩] ٢ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبي، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعن الحسن بن محمد، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه: ( بسم الله الرحمن الرحيم، [ أما بعد ](١) فاسألوا الله ربكم  - إلى أن قال - فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده، إلا بطاعته، واجتناب محارمه، التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه - إلى أن قالعليه‌السلام - واعلموا أنه تعالى إنما أمر

__________________

٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٤٠٩ ح ١٥ و ١٦.

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٢١٥.

٢ - الكافي ج ٨ ص ٢ و ٨ و ١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٥

ونهى، ليطاع فيما أمر به، ولينتهى عما نهى عنه، فمن أتبع أمره فقد أطاعه، وقد أدرك كل شئ من الخير عنده، ومن لم ينته عما نهى الله عنه فقد عصاه، فإن مات على معصيته كبه الله على وجهه في النار، واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه: ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا من دون ذلك من خلقه كلهم، إلا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله، إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وقالعليه‌السلام : ( عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم، فإن الله ربكم، واعلموا أن الاسلام هو التسليم، والتسليم هو الاسلام، فمن ( أسلم فقد سلم )(٢) ، ومن لم يسلم فلا إسلام له، ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الاحسان، فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الاحسان، واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله، فليطلب إلى الله أن يرضى عنه، واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصبه رضى الله إلا بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة ولاة أمره من آل محمدعليهم‌السلام - إلى أن قال - ولن ينال شئ من الخير(٣) إلا بطاعته، والصبر والرضى ( من طاعته )(٤) - إلى أن قالعليه‌السلام -  ومن سره أن يعلم أن الله يحبه، فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ) الخبر.

[١٢٩٢٠] ٣ - أبو علي ابن الشيخ في أماليه: عن أبيه، عن أبي عمر(١) عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى، عن جعفر بن عنبسة، عن إسماعيل بن أبان،

__________________

(٢) في المصدر: ( سلم فقد أسلم ).

(٣) في المصدر زيادة: عند الله.

(٤) ليس في المصدر.

٣ - أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ٢٧٩.

(١) في الطبعة الحجرية: عمرو، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع رياض العلماء ج ٣ ص ٣٨٠ ).

٢٥٦

عن مسعود بن سعد، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( إنما شيعتنا من أطاع الله عز وجل ).

[١٢٩٢١] ٤ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( أما المطيعون لنا فيغفر الله ذنوبهم امتنانا(١) إلى إحسانهم، قالوا: يا أمير المؤمنين، وما المطيعون لكم؟ قال: الذين يوحدون ربهم ويصفونه بما يليق به من الصفات، ويؤمنون بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويطيعون الله في إتيان فرائضه وترك محارمه ويحيون أوقاتهم بذكره وبالصلاة على نبيه محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين )، ويتقون على أنفسهم الشح والبخل، ويؤدون كل ما فرض عليهم من الزكوات ولا يمنعونها ).

[١٢٩٢٢] ٥ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن عمرو بن سعيد بن هلال، قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، ونحن جماعة فقال: ( كونوا النمرقة الوسطى، يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي، واعلموا يا شيعة آل محمد، ما بيننا وبين الله من قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة، من كان مطيعا نفعته ولايتنا، ومن كان عاصيا لم تنفعه ولايتنا - قال ثم التفت إلينا وقال: - ولا تفتروا ولا تغتروا ) الخبر.

[١٢٩٢٣] ٦ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطاعة قرة العين ).

__________________

٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: فيزيدهم إحسانا.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٦٠.

٦ - البحار ج ٧٠ ص ١٠٥ بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

٢٥٧

[١٢٩٢٤] ٧ - علي بن محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن محمد بن وهبان البصري، عن داود بن الهيثم بن إسحاق، عن إسحاق بن بهلول، عن أبيه بهلول بن حسان، عن طلحة بن زيد، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وإذا أردت عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله، إلى عز طاعة الله عز وجل ) الخبر.

[١٢٩٢٥] ٨ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب قال: سمعت جعفراعليه‌السلام يقول: ( ما من عبد يخطو خطوات في طاعة الله، إلا رفع الله له بكل خطوة درجة، وحط عنه بها سيئة(١) ).

[١٢٩٢٦] ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال: ( يا هشام، نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة العالم بالعقل ) الخبر.

[١٢٩٢٧] ١٠ - جعفر بن محمد بن أحمد القمي في كتاب الغايات: سئل العالمعليه‌السلام : أي شئ أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل؟ قال: ( طاعة الله، وطاعة رسوله، وحب الله، وحب رسوله ).

[١٢٩٢٨] ١١ - الديلمي في إرشاد القلوب: روي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه: ( يا بن آدم، أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك، حتى أجعلك حيا

__________________

٧ - كفاية الأثر ص ٢٢٨.

٨ - كتاب جعفر بن محمد ص ٦٨.

(١) في المصدر: خطيئة.

٩ - تحف العقول ص ٢٨٩.

١٠ - الغايات ص ٧٦.

١١ - إرشاد القلوب ص ٧٥.

٢٥٨

لا تموت، يا بن آدم، أنا أقول للشئ كن فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشئ كن فيكون ).

القطب الراوندي في لب اللباب: مثله، إلى قوله: لا تموت.

[١٢٩٢٩] ١٢ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( إن في الجنة حوراء يقال لها: لعبة، خلقت من أربعة أشياء: من المسك والكافور والعنبر والزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، لو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر من طعم ريقها، مكتوب على نحرها: من أراد أن يكون مثلي(١) فليعمل بطاعة ربي ).

[١٢٩٣٠] ١٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( يقول الله: أنا العزيز، فمن أراد أن يعز فليطع العزيز ).

[١٢٩٣١] ١٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( ليس على وجه الأرض أكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لامره ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( راكب الطاعة مقيله(٢) الجنة ).

وقال(٣) : ( رضى الله سبحانه مقرون بطاعته ).

١٩ -( باب وجوب الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته)

[١٢٩٣٢] ١ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن أمير المؤمنين

__________________

لب اللباب: مخطوط.

(١) الظاهر أن المراد: يكون له مثلي، وسقطت ( ( له ) من النساخ.

١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥٩٨ ح ٧٩.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٠ ح ٥.

(٢) في المصدر: ( منقلبه ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٢ ح ٢٧.

الباب ١٩

١ - التمحيص ص ٦٤ ح ١٤٩.

٢٥٩

عليه‌السلام ، أنه كان يقول: ( الصبر ثلاثة: الصبر على المصيبة، والصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية ) وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام (١) : ( الصبر صبران: الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم ).

[١٢٩٣٣] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس زمان لا ينال فيه الملك إلا بالقتل والتجبر، و [ لا ](١) الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق به ).

[١٢٩٣٤] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( أروي: أن الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه عن(١) المحارم ).

[١٢٩٣٥] ٤ - ( وروي: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصابرون؟ فيقوم عنق(١) من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، فتلقاهم الملائكة فيقولون لهم: أي شئ كانت أعمالكم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معصية الله، فيقولون: نعم أجر العاملين، ونروي أن وصايا الأنبياء ( صلوات الله عليهم ): اصبروا على الحق وإن كان مرا ).

__________________

(١) التمحيص ص ٦٤ ح ١٥٠.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

(١) في الطبعة الحجرية: من، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

(١) العنق: الجماعة الكثيرة من الناس. جاء القوم عنقا. أي طوائف ( لسان العرب ج ١٠ ص ٢٧٣ ).

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399