مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 399
المشاهدات: 126520
تحميل: 4719


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126520 / تحميل: 4719
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[١٢٨٦١] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في حديث: ( والضحك هلاك البدن، والبكاء من خشية الله نجاة من النار ).

[١٢٨٦٢] ١٦ - وفي الخبر في بعض الكتب - أي السماوية -: وعزتي لا يبكين عبد من خشيتي، إلا أجرته من نقمتي، وأبدلته ضحكا، وقال الله لعيسى: أكحل عينيك بملمول(١) الحزن إذا نظر البطالون، وكن لي خاشعا إذا ضحك المفترون، واذكر نقمتي إذا أمن الخاطئون.

[١٢٨٦٣] ١٧ - وفي التوراة: إذا دمعت عيناك فلا تمسحهما إلا بكفك على وجهك، فإنها رحمة، ولا يبكي عبدي من خشيتي، إلا سقيته من رحيق مختوم.

[١٢٨٦٤] ١٨ - وروي: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا رأى بروز جهنم يقول: ( يا رب اصرف النار عن أمتي ) فلا يصرف حتى لحق بكاء العاصين، فيرجع أسرع من طرفة عين.

[١٢٨٦٥] ١٩ - وروي: أن النار تزفر زفرة يوم القيامة، يجثو الخلائق على ركبتهم، فيجئ جبرئيل من الماء يضربه على وجهها فتنصرف، فيقول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا جبرئيل، من أين هذا الماء؟ قال: إنها من دموع العصاة ).

[١٢٨٦٦] ٢٠ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى

__________________

١٥، ١٦ - لب اللباب: مخطوط.

(١) الملمول: المكحال، الذي يكتحل به. انظر ( القاموس المحيط ج ٤ ص ٥٣ ولسان العرب ج ١١ ص ٦٣٢ ).

١٧ - ١٩ - لب اللباب: مخطوط.

٢٠ - البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٦، بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

٢٤١

لعبد نظر الله إليه وهو يبكي على خطيئته من خشية الله، لم يطلع على ذلك الذنب غيره ).

[١٢٨٦٧] ٢١ - العياشي في تفسيره: عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها، إلا حرم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت عين من خشية الله، إلا لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ).

[١٢٨٦٨] ٢٢ - وعن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( ما من شئ إلا وله وزن أو ثواب إلا الدموع، فان القطرة تطفئ البحار من النار، فان اغرورقت عيناه بمائها، حرم الله عز وجل سائر جسده على النار، وان سالت الدموع على خديه، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، ولو أن عبدا بكى في أمة لرحمها الله ).

[١٢٨٦٩] ٢٣ - وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: ( واما داود، فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه، وإن كان ليزفر الزفرة فيحرق ما نبت من دموعه.

[١٢٨٧٠] ٢٤ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في خطبة الوداع: ( ومن ذرفت عيناه من خشية الله، كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد، يكون في ميزانه من الاجر، وكان له بكل قطرة عين من الجنة، على حافيتها من المدائن ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ).

[١٢٨٧١] ٢٥ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده

__________________

٢١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢١ ح ١٥، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٥ ح ٢٧.

٢٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢٢ ح ١٦.

٢٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٧٧ ح ٢٨.

٢٤ - عدة الداعي ص ١٥٩، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٣٤ ح ٢٥.

٢٥ - الجعفريات ص ٢٤٠.

٢٤٢

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قالعليه‌السلام : ( إن إبراهيم الخيلعليه‌السلام قال: إلهي ما لعبد بل وجهه بالدموع من مخافتك؟ قال: جزاؤه مغفرتي ورضواني ( يوم القيامة )(١) ).

[١٢٨٧٢] ٢٦ - البحار: نقلا من خط الشهيد، عن كتاب زهد مولانا الصادقعليه‌السلام ، عنه قال: ( بكى يحيى بن زكريا حتى ذهب لحم خديه من الدموع، فوضع على العظم لبودا يجري عليها الدموع، فقال له أبوه: يا بني، إني سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقر عيني بك، فقال: يا أبه، إن على ميزان(١) ربنا معاثر لا يجوزها إلا البكاؤون من خشية الله عز وجل، وأتخوف أن آتيها فأزل منها، فبكى زكريا حتى غشي عليه من البكاء ).

الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن الكتاب المذكور، عنهعليه‌السلام ، مثله.

[١٢٨٧٣] ٢٧ - وروي: ان الكاظمعليه‌السلام ، كان يبكي من خشية الله، حتى يخضل لحيته بدموعه.

[١٢٨٧٤] ٢٨ - أبو علي ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( أوحى الله إلى عيسى بن مريم: يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون، وقم على قبور

__________________

(١) ليس في المصدر.

٢٦ - البحار ج ١٤ ص ١٦٧ ح ٥.

(١) في المصدر: نيران.

(٢) مكارم الأخلاق ص ٣١٦.

٢٧ - مكارم الأخلاق ص ٣١٨.

٢٨ - أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ١١.

٢٤٣

الأموات، فنادهم بالصوت الرفيع، لعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إني لا حق في اللاحقين ).

[١٢٨٧٥] ٢٩ - جامع الأخبار: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( العبودية خمسة أشياء: خلاء البطن، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتضرع عند الصبح، والبكاء من خشية الله ).

[١٢٨٧٦] ٣٠ - وروي ان نوحاعليه‌السلام مر على كلب كريه المنظر، فقال نوح: ما أقبح هذا الكلب فجثى الكلب وقال بلسان طلق ذلق(١) : إن كنت لا ترضى بخلق الله فحولني يا نبي الله، فتحير نوحعليه‌السلام ، وأقبل يلوم نفسه بذلك، وناح على نفسه أربعين سنة، حتى ناداه الله: إلى متى تنوح يا نوح؟ فقد تبت عليك.

[١٢٨٧٧] ٣١ - وعن أنس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة - إلى أن قال - ورجل يبكي في خلوة من خشية الله ).

[١٢٨٧٨] ٣٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( ما من مؤمن يبكي من خشية الله إلا غفر الله له ذنوبه، وإن كان أكثر من نجوم السماء، وعدد قطر البحار، ثم قرأ:( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) (١) ) الآية.

[١٢٨٧٩] ٣٣ - وعن أبي أمامة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ما يقطر في الأرض أحب إلى الله، من قطرة دمع في سواد الليل من خشيته، لا يراه أحد إلا الله عز وجل ).

__________________

٢٩ - جامع الأخبار ص ٢٠٨.

٣٠ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

(١) لسان طلق ذلق: أي فصيح بليغ ( لسان العرب ج ١٠ ص ١١٠ ).

٣١ - جامع الأخبار ص ١١٣.

٣٢ - جامع الأخبار ص ١١٣.

(١) التوبة ٩: ٨٢.

٣٣ - جامع الأخبار ص ١١٤.

٢٤٤

[١٢٨٨٠] ٣٤ - وعنهعليه‌السلام : ( حرمت النار على عين بكت من خشية الله ).

[١٢٨٨١] ٣٥ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: ( البكاء من خشية الله نجاة من النار، وقالعليه‌السلام : بكاء العيون، وخشية القلوب، رحمة من الله ).

[١٢٨٨٢] ٣٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( البكاء من خشية الله، ينير القلب، ويعصم من معاودة الذنب ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة ).

[١٢٨٨٣] ٣٧ - الشيخ الطوسي، بسنده المتقدم عن أبي ذر، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، إن ربي تبارك وتعالى أخبرني فقال: وعزتي وجلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا، واني لا بنين لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشركهم فيه أحد، وفيه(١) يا أبا ذر، من استطاع ان يبكي قلبه فليبك، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ) الخبر.

ورواه المفيد في أماليه: عن الصدوق، عنه، مثله.

[١٢٨٨٤] ٣٨ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن الحسينعليه‌السلام قال: ( ما دخلت على أبي قط إلا وجدته باكيا ).

[١٢٨٨٥] ٣٩ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة من الحزن، فان الله تعالى يحب كل قلب حزين،

__________________

٣٤ - جامع الأخبار ص ١١٤.

٣٥ - جامع الأخبار ص ١١٣.

٣٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٨٩ ح ٢٠٣٧.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٩١ ح ٢٠٧٣.

٣٧ - أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٤٥.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٤٢.

(٢) أمالي المفيد: النسخة المطبوعة خالية منه.

٣٨، ٣٩ - إرشاد القلوب ص ٩٦.

٢٤٥

وإذا أبغض الله عبدا نصب له في قلبه مزمارا من الضحك، وما يدخل النار من بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع ).

[١٢٨٨٦] ٤٠ - وروي: أن بعض الأنبياء اجتاز بحجر ينبع منه ماء كثير، فعجب من ذلك، فسأل الله انطاقه، فقال له: لم يخرج منك الماء الكثير مع صغرك؟ فقال: [ من ](١) بكاء [ حزن ](٢) ، حيث سمعت الله يقول:( نارا وقودها الناس والحجارة ) (٣) وأخاف أن أكون من تلك الحجارة، فسأل الله تعالى أن لا يكون من تلك الحجارة، فأجابه الله، وبشره النبي بذلك، ثم تركه ومضى، ثم عاد إليه بعد وقت فرآه ينبع كما كان، فقال: ألم يؤمنك الله؟ فقال: بلى، فذاك بكاء الحزن، وهذا بكاء السرور.

[١٢٨٨٧] ٤١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( ما من مؤمن يخرج من عينيه مثل رأس الذبابة من الدموع، فيصيب حر وجهه، إلا حرمه الله على النار ).

[١٢٨٨٨] ٤٢ - وقال: ( لا ترى النار عين بكت من خشية الله، ولا عين سهرت في طاعة الله، ولا عين غضت عن محارم الله ).

[١٢٨٨٩] ٤٣ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ما من قطرة أحب إلى الله، من قطرة دمع خرجت من خشية الله، ومن قطرة دم سفكت في سبيل الله، وما من عبد بكى من خشية الله، إلا سقاه الله من رحيق رحمته، وأبدله الله ضحكا وسرورا في جنته، ورحم الله من حوله ولو كانوا عشرين ألفا، وما اغرورقت عين من خشية الله، إلا حرم الله جسده على النار، وإن أصابت وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلة، ولو بكى عبد في أمة لنجى الله تلك الأمة ببكائه ).

__________________

٤٠ - إرشاد القلوب ص ٩٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) التحريم ٦٦: ٦.

٤١ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٤٣ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٢٤٦

[١٢٨٩٠] ٤٤ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من بكى من ذنب غفر له، ومن بكى من خوف النار أعاذه الله منها، ومن بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله فيها، وكتب له أمان من الفزع الأكبر، ومن بكى من خشية الله، حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ).

[١٢٨٩١] ٤٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( البكاء من خشية الله، مفتاح الرحمة، وعلامة القبول، وباب الإجابة ).

[١٢٨٩٢] ٤٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إذا بكى العبد من خشية الله، تحاتت عنه الذنوب كما يتحات الورق، فيبقى كيوم ولدته أمه ).

[١٢٨٩٣] ٤٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، أو قطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبدا إلا الله عز وجل ).

[١٢٨٩٤] ٤٨ - نهج البلاغة: في كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام في صفات الذاكرين: ( جرح طول الأسى قلوبهم، وطول البكاء عيونهم ).

[١٢٨٩٥] ٤٩ - ابن شهرآشوب في المناقب: وكان - يعني النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله - يبكي حتى يغشى عليه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ( أفلا أكون عبدا شكورا ) وكذلك كان غشيات علي بن أبي طالبعليه‌السلام - وصيه - في مقاماته.

__________________

٤٤ - إرشاد القلوب ص ٩٧.

٤٥، ٤٦ - إرشاد القلوب ص ٩٨.

٤٧ - كتاب الغايات ص ٩٣.

٤٨ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٩.

٤٩ - المناقب لابن شهرآشوب: لم نجده في مظانه.

٢٤٧

١٦ -( باب وجوب حسن الظن بالله، وتحريم سوء الظن به)

[١٢٨٩٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( روي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داودعليه‌السلام : فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك، فسار(١) إليها فسألها عن عملها فخبرته، فوجده مثل سائر اعمال الناس، فسألها عن نيتها، فقالت: ما كنت في حالة فنقلني منها إلى غيرها، إلا كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها، فقال: حسن ظنك بالله عز وجل ).

[١٢٨٩٧] ٢ - ( وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة، إلا بحسن ظنه بالله عز وجل، ورجائه منه، وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين، وأيم الله لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار، إلا أن يسئ الظن بالله، وتقصيره من رجائه، وسوء خلقه، واغتياب المؤمنين، والله لا يحسن عبد مؤمن ظنا بالله الا كان الله عند ظنه به، لان الله عز وجل كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه، فأحسنوا الظن بالله وارغبوا إليه، وقد قال الله عز وجل:( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ) (١) ).

[١٢٨٩٨] ٣ - ( وروي أن داودعليه‌السلام قال: يا رب ما آمن بك من عرفك ولم يحسن الظن بك ).

ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن المحاسن، عن أبي عبد الله

__________________

الباب ١٦

١ - فقه الرضا ص ٤٩، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٣٨٨ ح ٥٦.

(١) في المصدر: فصار.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

(١) الفتح ٤٨: ٦.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٢٤٨

عليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٢٨٩٩] ٤ - ( وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار، فيلتفت فيقول: يا رب، لم يكن هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنتك، فيقول الله عز وجل: يا ملائكتي وعزتي وجلالي وجودي وكرمي وارتفاعي في علوي، ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط، ولو ظن بي ساعة خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة، ثم قال العالمعليه‌السلام : قال الله عز وجل: ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين، غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي، فيما يظنونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومنتي تبلغهم، ورضواني ومغفرتي تلبسهم، فإني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك سميت ).

[١٢٩٠٠] ٥ - ( وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران، أن يحبس رجلين من بني إسرائيل، فحبسهما ثم أمر بإطلاقهما، قال: فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة، فقال له: ما الذي بلغ بك ما أرى منك؟ قال: الخوف من الله، ونظر إلى الاخر لم يتشعب منه شئ، فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد، وقد رأيت ما بلغ الامر بصاحبك، وأنت لم تتغير، فقال له الرجل: إنه كان ظني بالله جميلا حسنا، فقال: يا رب قد سمعت مقالة عبديك، فأيهما أفضل؟ قال: صاحب الظن الحسن أفضل ).

[١٢٩٠١] ٦ - الصدوق في الأمالي وفي فضائل الأشهر الثلاثة: بالسند المتقدم في

__________________

(١) مشكاة الأنوار ص ٣٦.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٦ - أمالي الصدوق ص ١٩٢، فضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣.

٢٤٩

الباب السابق، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( ورأيت رجلا من أمتي على الصراط، يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله فمسكت(١) رعدته ) الخبر.

[١٢٩٠٢] ٧ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( الثقة بالله وحسن الظن به، حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن، والتوكل عليه نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدو ).

[١٢٩٠٣] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لأصحابه: ( إن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله، ويحسن ظنكم به، فاجمعوا بينهما، فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه، فإن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا، فدعوا الأماني منكم وجدوا واجتهدوا، وأدوا إلى الله حقه، وإلى خلقه، فما ( مع أحد )(١) براءة من النار وليس لاحد على الله حجة، ولا بين أحد وبين الله قرابة ).

[١٢٩٠٤] ٩ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( وجدنا في كتاب علي بن أبي طالبعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال وهو على منبره: والله الذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو، لا يعذب الله مؤمنا بعد الاستغفار والتوبة، إلا بسوء ظنه بالله، وتقصير من رجائه الله، وسوء خلقه، واغتيابه المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله، إلا كان الله عند ظن عبده

__________________

(١) في المصدر: فسكن.

٧ - إرشاد القلوب ص ١٠٩.

٨ - إرشاد القلوب ص ١٠٨.

(١) في المصدر: صنع أحد حقه الا كان.

٩ - مشكاة الأنوار ص ٣٥.

٢٥٠

المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن والرجاء، ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه ).

[١٢٩٠٥] ١٠ - وقال أيضاصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ليس من عبد ظن به خيرا، إلا كان عند ظنه به ) الخبر.

[١٢٩٠٦] ١١ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( بعث عيسى بن مريم رجلين من أصحابه في حاجة، فرجع أحدهما مثل الشن(١) البالي، والاخر شحما وسمنا، فقال للذي مثل الشن: ما بلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من الله، وقال للاخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال: حسن الظن بالله ).

[١٢٩٠٧] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء، وسلامة صدره، وعلامته أن يرى كلما نظر إليه بعين الطهارة والفضل، من حيث ركب فيه وقذف ( في قلبه )(١) ، من الحياء والأمانة والصيانة والصدق، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: ذكر عبادي من آلائي ونعمائي، فإنهم لم يروا مني إلا الحسن الجميل، لئلا يظنوا في الباقي إلا مثل الذي سلف مني إليهم، وحسن الظن يدعو إلى حسن العبادة، والمغرور يتمادى في المعصية ويتمنى المغفرة، ولا يكون أحسن الظن في خلق الله إلا المطيع له، يرجو ثوابه ويخاف عقابه، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحكي عن ربه: أنا عند حسن ظن عبدي بي، يا محمد، فمن زاغ عن وفاء حقيقة موجبات ظنه بربه، فقد أعظم الحجة على نفسه،

__________________

١٠ - مشكاة الأنوار ص ٣٦.

١١ - مشكاة الأنوار ص ٣٦.

(١) الشن: القربة الخلق ( الصحاح ج ٥ ص ٢١٤٦ ).

١٢ - مصباح الشريعة ص ٤٦٣.

(١) ليس في المصدر.

٢٥١

وكان من المخدوعين في أسر هواه ).

[١٢٩٠٨] ١٣ - ورام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إن حسن الظن بالله من حسن العبادة ).

[١٢٩٠٩] ١٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن ما شاء ).

[١٢٩١٠] ١٥ - كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي: عن مالك الجهني، قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، وقد حدثت نفسي بأشياء، فقال لي: ( يا مالك، أحسن الظن بالله، ولا تظن أنك مفرط في أمرك ) الخبر.

[١٢٩١١] ١٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( حسن ظن العبد بالله سبحانه، على قدر رجائه له، حسن توكل العبد على الله على قدر ثقته(١) ).

وقالعليه‌السلام : ( حسن الظن، من أفضل السجايا وأجزل العطايا )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( حسن الظن، أن تخلص العمل، وترجو من الله أن يعفو عن الزلل )(٣) .

__________________

١٣ - مجموعة ورام ج ١ ص ٥٢.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

١٥ - كتاب المؤمن ص ٣٠ ح ٥٦.

١٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٣٧٧ ح ٢٨، ٢٩.

(١) في المصدر: يقينه به.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣١.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٧٨ ح ٣٣.

٢٥٢

١٧ -( باب استحباب ذم النفس، وتأديبها، ومقتها)

[١٢٩١٢] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : ( وإذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في اجتهاده، فوبخ نفسك ولمها وعيرها، وحثها(١) على الازدياد عليه، واجعل لها زماما من الامر وعنانا من النهي، وسقها كالرائض للفارة(٢) الذي لا يذهب عليه ( خطره منها )(٣) إلا وقد صحح أولها وآخرها، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يصلي حتى يتورم [ قدماه ](٤) ويقول: أفلا أكون عبدا شكورا! أراد أن يعتبر [ بها ](٥) أمته، فلا يغفلون عن الاجتهاد والتعبد والرياضة، ألا وإنك لو وجدت حلاوة عبادة الله، ورأيت بركاتها، واستضأت بنورها، لم تصبر عنها ساعة واحدة، ولو قطعت إربا إربا ).

[١٢٩١٣] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: ( إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة [ ثم قرب قربانا ](١) فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ما أتيت إلا منك، وما الذنب إلا لك، فأوحى الله تعالى إليه ذمك نفسك، أفضل من عبادة أربعين سنة ).

[١٢٩١٤] ٣ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين والجنة: عن مولانا

__________________

الباب ١٧

١ - مصابح الشريعة ص ٤٤٣.

(١) في المصدر: تحثيثا.

(٢) دابة فارهة: أي نشيطة. حادة، قوية. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢١ ).

(٣) في المصدر: خطوة من خطواتها.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - البلد الأمين ص ٣١٨، المصباح ص ٣٧٨.

٢٥٣

العسكري، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، وذكر مناجاة طويلة عنهعليه‌السلام ، قال: ( ثم أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، على نفسه يعاتبها ويقول: أيها المناجي ربه بأنواع الكلام، والطالب منه مسكنا في دار السلام، والمسوف بالتوبة عاما بعد عام، ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام، فلو دافعت نومك يا غافلا بالقيام، وقطعت يومك بالصيام، واقتصرت على القليل من لعق الطعام، وأحييت ليلك مجتهدا بالقيام، كنت أحرى أن تنال أشرف المقام، أيتها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين، لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين، وتشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها، ودامت في الخلوات شدة حنينها، وأبكى المستمعين عولة أنينها، وألان قسوة الضمائر ضجة رنينها، فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا، وآثرت الآخرة على الأولى، أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون، ويحشر إلى ربهم بالحسنى والسرور المتقون ).

[١٢٩١٥] ٤ - وفي الأول: ندبة مولانا زين العابدينعليه‌السلام ، رواية الزهري: ( يا نفس حتى م إلى الحياة سكونك! وإلى الدنيا وعمارتها ركونك! أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك! ومن وارته الأرض من الإفك! ومن فجعت به من إخوانك! ونقلت إلى دار البلى من أقرانك ).

الندبة، وهي طويلة ذكرناها مع سندها المذكور في إجازة العلامة لأولاد زهرة في معالم العبر، وفي الإجازة أنه كان يحاسب نفسه ويناجي ربه ويقول: الخ.

[١٢٩١٦] ٥ - الشيخ المفيد في الأمالي: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي،

__________________

٤ - البلد الأمين ص ٣٢٠.

٥ - أمالي الشيخ المفيد ص ٣٥٠ ح ٥.

٢٥٤

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: ( ما كان عبد ليحبس نفسه على الله، إلا أدخله الله الجنة ).

[١٢٩١٧] ٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( رحم الله امرء الجم نفسه عن معاصي الله بلجامها، وقادها إلى طاعة الله بزمامها ) وقالعليه‌السلام : ( رحم الله امرء أقمع نوازع نفسه إلى الهوى فصانها، وقادها إلى طاعة الله بعنانها ).

١٨ -( باب وجوب طاعة الله)

[١٢٩١٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطيعوا الله عز وجل يطيعكم ).

[١٢٩٠٩] ٢ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبي، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعن الحسن بن محمد، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه: ( بسم الله الرحمن الرحيم، [ أما بعد ](١) فاسألوا الله ربكم  - إلى أن قال - فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده، إلا بطاعته، واجتناب محارمه، التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه - إلى أن قالعليه‌السلام - واعلموا أنه تعالى إنما أمر

__________________

٦ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٤٠٩ ح ١٥ و ١٦.

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٢١٥.

٢ - الكافي ج ٨ ص ٢ و ٨ و ١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٥

ونهى، ليطاع فيما أمر به، ولينتهى عما نهى عنه، فمن أتبع أمره فقد أطاعه، وقد أدرك كل شئ من الخير عنده، ومن لم ينته عما نهى الله عنه فقد عصاه، فإن مات على معصيته كبه الله على وجهه في النار، واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه: ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا من دون ذلك من خلقه كلهم، إلا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله، إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وقالعليه‌السلام : ( عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم، فإن الله ربكم، واعلموا أن الاسلام هو التسليم، والتسليم هو الاسلام، فمن ( أسلم فقد سلم )(٢) ، ومن لم يسلم فلا إسلام له، ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الاحسان، فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الاحسان، واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله، فليطلب إلى الله أن يرضى عنه، واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصبه رضى الله إلا بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة ولاة أمره من آل محمدعليهم‌السلام - إلى أن قال - ولن ينال شئ من الخير(٣) إلا بطاعته، والصبر والرضى ( من طاعته )(٤) - إلى أن قالعليه‌السلام -  ومن سره أن يعلم أن الله يحبه، فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ) الخبر.

[١٢٩٢٠] ٣ - أبو علي ابن الشيخ في أماليه: عن أبيه، عن أبي عمر(١) عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى، عن جعفر بن عنبسة، عن إسماعيل بن أبان،

__________________

(٢) في المصدر: ( سلم فقد أسلم ).

(٣) في المصدر زيادة: عند الله.

(٤) ليس في المصدر.

٣ - أمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ٢٧٩.

(١) في الطبعة الحجرية: عمرو، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع رياض العلماء ج ٣ ص ٣٨٠ ).

٢٥٦

عن مسعود بن سعد، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( إنما شيعتنا من أطاع الله عز وجل ).

[١٢٩٢١] ٤ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( أما المطيعون لنا فيغفر الله ذنوبهم امتنانا(١) إلى إحسانهم، قالوا: يا أمير المؤمنين، وما المطيعون لكم؟ قال: الذين يوحدون ربهم ويصفونه بما يليق به من الصفات، ويؤمنون بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويطيعون الله في إتيان فرائضه وترك محارمه ويحيون أوقاتهم بذكره وبالصلاة على نبيه محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين )، ويتقون على أنفسهم الشح والبخل، ويؤدون كل ما فرض عليهم من الزكوات ولا يمنعونها ).

[١٢٩٢٢] ٥ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن عمرو بن سعيد بن هلال، قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، ونحن جماعة فقال: ( كونوا النمرقة الوسطى، يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي، واعلموا يا شيعة آل محمد، ما بيننا وبين الله من قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة، من كان مطيعا نفعته ولايتنا، ومن كان عاصيا لم تنفعه ولايتنا - قال ثم التفت إلينا وقال: - ولا تفتروا ولا تغتروا ) الخبر.

[١٢٩٢٣] ٦ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطاعة قرة العين ).

__________________

٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: فيزيدهم إحسانا.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٦٠.

٦ - البحار ج ٧٠ ص ١٠٥ بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

٢٥٧

[١٢٩٢٤] ٧ - علي بن محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر: عن محمد بن وهبان البصري، عن داود بن الهيثم بن إسحاق، عن إسحاق بن بهلول، عن أبيه بهلول بن حسان، عن طلحة بن زيد، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وإذا أردت عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله، إلى عز طاعة الله عز وجل ) الخبر.

[١٢٩٢٥] ٨ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب قال: سمعت جعفراعليه‌السلام يقول: ( ما من عبد يخطو خطوات في طاعة الله، إلا رفع الله له بكل خطوة درجة، وحط عنه بها سيئة(١) ).

[١٢٩٢٦] ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال: ( يا هشام، نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة العالم بالعقل ) الخبر.

[١٢٩٢٧] ١٠ - جعفر بن محمد بن أحمد القمي في كتاب الغايات: سئل العالمعليه‌السلام : أي شئ أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل؟ قال: ( طاعة الله، وطاعة رسوله، وحب الله، وحب رسوله ).

[١٢٩٢٨] ١١ - الديلمي في إرشاد القلوب: روي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه: ( يا بن آدم، أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك، حتى أجعلك حيا

__________________

٧ - كفاية الأثر ص ٢٢٨.

٨ - كتاب جعفر بن محمد ص ٦٨.

(١) في المصدر: خطيئة.

٩ - تحف العقول ص ٢٨٩.

١٠ - الغايات ص ٧٦.

١١ - إرشاد القلوب ص ٧٥.

٢٥٨

لا تموت، يا بن آدم، أنا أقول للشئ كن فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشئ كن فيكون ).

القطب الراوندي في لب اللباب: مثله، إلى قوله: لا تموت.

[١٢٩٢٩] ١٢ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( إن في الجنة حوراء يقال لها: لعبة، خلقت من أربعة أشياء: من المسك والكافور والعنبر والزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، لو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر من طعم ريقها، مكتوب على نحرها: من أراد أن يكون مثلي(١) فليعمل بطاعة ربي ).

[١٢٩٣٠] ١٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( يقول الله: أنا العزيز، فمن أراد أن يعز فليطع العزيز ).

[١٢٩٣١] ١٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( ليس على وجه الأرض أكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لامره ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( راكب الطاعة مقيله(٢) الجنة ).

وقال(٣) : ( رضى الله سبحانه مقرون بطاعته ).

١٩ -( باب وجوب الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته)

[١٢٩٣٢] ١ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن أمير المؤمنين

__________________

لب اللباب: مخطوط.

(١) الظاهر أن المراد: يكون له مثلي، وسقطت ( ( له ) من النساخ.

١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥٩٨ ح ٧٩.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٠ ح ٥.

(٢) في المصدر: ( منقلبه ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٢ ح ٢٧.

الباب ١٩

١ - التمحيص ص ٦٤ ح ١٤٩.

٢٥٩

عليه‌السلام ، أنه كان يقول: ( الصبر ثلاثة: الصبر على المصيبة، والصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية ) وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام (١) : ( الصبر صبران: الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم ).

[١٢٩٣٣] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس زمان لا ينال فيه الملك إلا بالقتل والتجبر، و [ لا ](١) الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق به ).

[١٢٩٣٤] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( أروي: أن الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه عن(١) المحارم ).

[١٢٩٣٥] ٤ - ( وروي: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصابرون؟ فيقوم عنق(١) من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، فتلقاهم الملائكة فيقولون لهم: أي شئ كانت أعمالكم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معصية الله، فيقولون: نعم أجر العاملين، ونروي أن وصايا الأنبياء ( صلوات الله عليهم ): اصبروا على الحق وإن كان مرا ).

__________________

(١) التمحيص ص ٦٤ ح ١٥٠.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

(١) في الطبعة الحجرية: من، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

(١) العنق: الجماعة الكثيرة من الناس. جاء القوم عنقا. أي طوائف ( لسان العرب ج ١٠ ص ٢٧٣ ).

٢٦٠