مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132035 / تحميل: 5301
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الاعمال عند الله إيمان لاشك فيه، وغزو لا غلول(١) فيه، وحج مبرور ) الخبر.

[١٢٣٢٢] ٤٨ - عوالي اللآلي: عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ( من رمى بسهم في سبيل اله فبلغ أخطأ أو أصاب، كان سهمه ذلك كعدل رقبة من ولد إسماعيل، ومن خرجت به شيبة في سبيل الله كانت له نورا في القيامة ).

[١٢٣٢٣] ٤٩ - وعن ثوبان، عن أبيه، ( عن ) مكحول، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( جاهدوا في الله القريب والبعيد في الحضر والسفر، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، وأنه ينجي صاحبه من الهم والغم ).

[١٢٣٢٤] ٥٠ - وروي أن رجلا أتى جبلا ليعبد الله فيه، فجاء به أهله إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فنهاه عن ذلك وقال: ( إن صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوما واحدا، خير له من عبادة أربعين سنة ).

[١٢٣٢٥] ٥١ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ( ألا وإن الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لأوليائه ).

[١٢٣٢٦] ٥٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( إن جبرئيل أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك، فما أصابته قطرة من السماء أو صداع، إلا كانت له شهادة يوم القيامة ).

__________________

(١) غل غلولا: خان. وخص بعضهم به الخيانة في الفئ والمغنم. ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٩٩ ).

٤٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٤ ح ١٠.

٤٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٠.

٥٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٨٢ ح ١٢١.

٥١ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٩٨ ح ٢٦٩.

٥٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ١٨٢ ح ٢.

٢١

[١٢٣٢٧] ٥٣ - وروى زيد بن ثابت: أنه لم يكن في آية نفي المساواة بين المجاهدين والقاعدين استثناء غير أولي الضرر، فجاء ابن أم مكتوم - وكان أعمى - وهو يبكي فقال: يا رسول الله كيف لمن لا يستطيع الجهاد؟ فغشيه الوحي ثانيا ثم أسرى عنه، فقال: ( إقرأ:( غير أولي الضرر ) (١) فألحقناه، والذي نفسي بيده لكأني انظر إلى ملحقها عند صدع في الكتف ).

٢ -( باب اشتراط إذن الوالدين في الجهاد، ما لم يجب على الولد عينا)

[١٢٣٢٨] ١ البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمد بن محمد الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام (١) قال: ( جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق، وإن مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت، فقال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين، يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أقم مع والديك، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة ).

[١٢٣٢٩] ٢ - عوالي اللآلي: روى ابن عباس أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءه رجل فقال: يا رسول الله أجاهد، فقال: ( ألك أبوان؟ ) فقال: نعم، فقال: ( ففيهما فجاهد )، وهذا حديث حسن صحيح.

__________________

٥٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٩٩ ح ٢٧٢

(١) النساء ٤: ٩٥

الباب ٢

١ - البحار ج ٧٤ ص ٨١ ح ٨٢ بل عن روضه الواعظين ص ٣٦٧

(١) السند المذكور ورد في البحار في الحديث ٨١ من نفس الصفحة، والحديث الذي يليه عن روضه الواعظين مرسلا عن الإمام الصادقعليه‌السلام .

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٨ ح ١

٢٢

[١٢٣٣٠] ٣ - وروي عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا هاجر من اليمن إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( هل لك أحد باليمن؟ فقال: أبوان، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اذنا لك؟ قال: لا، قال: ارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما ).

٣ -( باب أنه يستحب أن يخلف الغازي بخير، وتبليغ رسالته، ويحرم أذاه وغيبته، وأن يخلف بسوء)

[١٢٣٣١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من اغتاب غازيا أو آذاه، وخلف في أهله بخلافة سوء، نصب له يوم القيامة علما، ويستفرغ حسابه، ويركم(١) في النار ).

ورواه في دعائم الاسلام: وفيه: ( فيستفرغ حسناته(٢) ، ثم يركس(٣) في النار )(٤) .

[١٢٣٣٢] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

__________________

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٨ ح ٢.

الباب ٣

١ - الجعفريات ص ٨٧

(١) ركم الشئ يركمه: إذا جمعه والقى بعضه على بعض. ( لسان العرب ج ١٢ ص ٢٥١ ).

(٢) في الدعائم: خيانته.

(٣) الركس: قلب الشئ على رأسه، أو رد أوله على آخره ( لسان العرب ج ٦ ص ١٠٠ ).

(٤) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٥٠ ح ٢٨.

٢ - لب اللباب: مخطوط.

٢٣

قال: ( من قال لغاز: مرحبا وأهلا، حياه الله يوم القيامة، واستقبلته الملائكة بالترحيب والتسليم ).

[١٢٣٣٣] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ( من جهز غازيا بسلك أو إبرة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ).

[١٢٣٣٤] ٤ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من أعان غازيا بدرهم، فله مثل أجر سبعين درا من درر الجنة وياقوتها، ليست منها حبة إلا وهي أفضل من الدنيا ).

[١٢٣٣٥] ٥ - القاضي نعمان في شرح الاخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: من جبن من الجهاد فليجهز بالمال رجلا يجاهد في سبيل الله، والمجاهد في سبيل الله إن جهز بمال غيره، فله فضل الجهاد ولمن جهزه فضل النفقة في سبيل الله، وكلاهما فضل، والجود بالنفس أفضل في سبيل الله من الجود بالمال ).

٤ -( باب وجوب الجهاد على الرجل دون المرأة، بل تجب عليها طاعة زوجها، وحكم جهاد المملوك)

[١٢٣٣٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( ليس على العبيد جهاد ما استغنوا عنهم، ولا على النساء جهاد، ولا على من لم يبلغ الحلم ).

[١٢٣٣٧] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه،

__________________

٣ - ٤ - لب اللباب: مخطوط.

٥ - شرح الاخبار:

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

٢ - الجعفريات ص ٩٦.

٢٤

عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كتب الله الجهاد على رجال أمتي، والغيرة على نساء أمتي، فمن صبر منهن واحتسب أعطاها الله أجر شهيد ).

[١٢٣٣٨] ٣ - السيد علي بن طاووس في اللهوف مرسلا: ورأيت حديثا أن وهب هذا كان نصرانيا - إلى أن ذكر مقتله وخروج أمه في المعركة قال - فقال لها الحسينعليه‌السلام : ( ارجعي يا أم وهب، أنت وابنك مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن الجهاد مرفوع من النساء ).

٥ -( باب أقسام الجهاد، وكفر منكره، وجملة من أحكامه)

[١٢٣٣٩] ١ - العياشي في تفسيره: عن جعفر بن محمد، عن أبي جعفرعليهما‌السلام : ( إن الله بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة أسياف: فسيف على مشركي العرب، قال الله جل وجهه:( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا ) (١) يعني فإن آمنوا( فإخوانكم في الدين ) (٢) لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا تسبي لهم ذرية، وما لهم فئ ).

[١٢٣٤٠] ٢ - وعن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام قال: ( إن الله بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة أسياف: فسيف على أهل الذمة، قال الله تعالى:( وقولوا للناس

__________________

٣ - اللهوف:، وأخرجه في البحار ج ٤٥ ص ١٧ عن ابن نما

الباب ٥

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٧ ح ٢١

(١) التوبة ٩: ٥

(٢) الأحزاب ٣٣: ٥

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٥ ح ٤٢، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٦٧ ح ١٤، والبرهان ج ٢ ص ١١٦

٢٥

حسنا ) (١) نزلت في أهل الذمة ثم نسختها أخرى قوله: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر - إلى - وهم صاغرون )(٢) فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم إلا أداء الجزية أو القتل، ( وما لهم فئ )(٣) وتسبى ذراريهم، فإذا قبلوا الجزية ( حل لنا نكاحهم وذبائحهم )(٤) ).

[١٢٣٤١] ٣ - وعن عمران بن عبد الله القمي(١) ، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، في قول الله تبارك وتعالى:( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) (٢) قال: ( الديلم ).

[١٢٣٤٢] ٤ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن فضيل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن الجهاد أسنة أم فريضة؟ قال: ( الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض، وجهاد سنة، وأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه(١) ، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار(٢) ، وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع الفرض، فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة، ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب، وهذا هو من عذاب الأمة(٣) ، وأما

__________________

(١) البقرة ٢: ٨٣

(٢) التوبة ٩: ٢٩

(٣) في المصدر: ويؤخذ مالهم.

(٤) كذا وردت العبارة في المستدرك والبرهان، وفي العياشي والبحار وردت العبارة بهذه الصورة: ( ما حل لنا نكاحهم ولا ذبائحهم ).

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٨ ح ١٦٣.

(١) في الحجرية: التميمي، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ١٤٢، وجامع الرواه ج ١ ص ٦٤٢ ).

(٢) التوبة ٩: ١٢٣.

٤ - كتاب الغايات ص ٧٤

(١) في المصدر زيادة: عن معاصي الله

(٢) وفيه زيادة: فرض

(٣) وفيه زيادة: وهو سنه على الامام أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم.

٢٦

الجهاد الذي هو سنة، فكل سنة أقامها الرجل ) إلى آخر ما يأتي في كتاب الأمر بالمعروف في باب استحباب إقامة السنن.

٦ -( باب حكم المرابطة في سبيل الله، ومن أخذ شيئا ليرابط به، وتحريم القتال مع الجائر، إلا أن يدهم المسلمين من يخشى منه على بيضة الاسلام فيقاتل عن نفسه أو عن الاسلام)

[١٢٣٤٣] ١ - أمين الاسلام في مجمع البيان: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في قوله تعالى:( اصبروا وصابروا ) (١) الآية: معناه: اصبروا على المصائب، وصابروا على عدوكم، ورابطوا عدوكم ).

[١٢٣٤٤] ٢ - العياشي في تفسيره: عن أبي الطفيل، عن أبي جعفرعليه‌السلام في هذه الآية قال: ( نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد، وسيكون ذلك، من نسلنا المرابط، ومن نسل ابن ناثل المرابط ).

[١٢٣٤٥] ٣ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أسمط بن عبد الله البجلي، عن سلمان الفارسي، أنه كان في جيش فصاروا في ضيق وشدة، فقال سلمان: أحدثكم حديثا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله )، سمعته يقول: ( من رابط يوما وليلة في سبيل الله تعالى، كان كمن صام شهرا وصلى شهرا، لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة، ومن مات في سبيل الله آجره الله حتى يحكم بين أهل الجنة والنار ).

[١٢٣٤٦] ٤ - وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله ( صلى الله

__________________

الباب ٦

١ - مجمع البيان ج ٢ ص ٥٦٢

(١) آل عمران ٣: ٢٠٠

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢١٣ ح ١٨٣.

٣ - تفسير أبى الفتوح ج ١ ص ٧١٣.

٤ - تفسير أبى الفتوح ج ١ ص ٧١٣.

٢٧

عليه وآله ): ( من رابط يوما في سبيل الله، يخلق الله بينه وبين النار سبع خنادق، سعة كل خندق سعة السماوات السبع والأرضين السبع ).

[١٢٣٤٧] ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( من خرج من بيته مرابطا، فإن له من جمع أمه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بكل بر وفاجر وبهيمة ومعاند، قيراطا من الاجر، والقيراط جبل مثل أحد ).

[١٢٣٤٨] ٦ - عوالي اللآلي: عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ( رباط يوم في سبيل الله خير من قيام شهر وصيامه، ومن مات مرابطا في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة ).

[١٢٣٤٩] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( من رابط في سبيل الله يوما وليلة، كان يعدل صيام شهر رمضان وقيامه، لا يفطر ولا ينفتل(١) عن صلاة إلا لحاجة ).

[١٢٣٥٠] ٨ - مجموعة الشهيد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( من لزم الرباط، لم يترك من الخير مطلبا، ولم يترك من الشر مهربا ).

٧ -( باب جواز الاستنابة في الجهاد، وأخذ الجعل عليه)

[١٢٣٥١] ١ الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده

__________________

٥ - لب اللباب: مخطوط

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٧ ح ١٩

٧ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٠٣ ح ٢٨٣

(١) ينفتل: ينصرف ( لسان العرب ج ١١ ص ٥١٤ )

٨ - مجموعه الشهيد ص ١٠٤

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ٧٨

٢٨

علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: ( الجبان لا يحل له أن يغزو، لان الجبان ينهزم سريعا، ولكن ينظر ما كان يريد أن يغروا به فليجهز به غيره، فإن له مثل أجره في كل شئ، ولا ينقص من أجره شيئا ).

[١٢٣٥٢] ٢ - ورواه القاضي في الدعائم: عنهعليه‌السلام ، مثله.

وفي شرح الاخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( من جبن عن الجهاد، فليجهز بالمال رجلا يجاهد في سبيل الله ) الخبر(١) .

٨ -( باب من يجوز له جمع العساكر والخروج بها إلى الجهاد)

[١٢٣٥٣] ١ - العياشي في تفسيره: عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي، عن أبي عبد الله، عن أبيه،عليهما‌السلام ، قال: قال: ( من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضال متكلف ) قاله لعمرو بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبد الله بن الحسن.

[١٢٣٥٤] ٢ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( من خرج يدعو الناس وفيهم من هو أفضل(١) منه فهو ضال مبتدع، ومن ادعى الإمامة(٢) وليس بإمام فهو كافر ).

[١٢٣٥٥] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : وأروي من دعا الناس إلى نفسه

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

(١) شرح الاخبار:

الباب ٨

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٥ ح ٤٠

٢ - الغيبة ص ١١٥ ح ١٣

(١) في نسخه: أعلم

(٢) في المصدر زيادة: من الله

٣ - فقه الرضا ( غليه السلام ) ص ٥٢

٢٩

وفيهم من هو أعلم منه، فهو مبتدع ضال ).

[١٢٣٥٦] ٤ - البحار، عن كتاب البرهان: عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن فضل بن ربيع الأشعري، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، في خبر طويل أنه قال: ( قال الحسن بن عليعليهما‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه، إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا ) الخبر.

٩ -( باب وجوب الدعاء إلى الاسلام قبل القتال، إلا لمن قوتل على الدعوة وعرفها، وحكم القتال مع الظالم)

[١٢٣٥٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( لما بعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن، قال: يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه إلى الاسلام، والله لئن يهدين الله على يديك رجلا، خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاه يا علي ).

[١٢٣٥٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه(١) قال: ( لا يغز قوم حتى يدعوا - يعني إذا لم يكن بلغتهم الدعوة - وإن أكدت الحجة عليهم بالدعاء فحسن، وإن قوتلوا قبل أن يدعوا، إذا كانت الدعوة قد بلغتهم فلا حرج، وقد أغار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على بني المصطلق وهم

__________________

٤ - البحار ج ٧٢ ص ١٥٥

الباب ٩

١ - الجعفريات ص ٧٧

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٩

(١) في المصدر: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٣٠

غارون(٢) ، فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم، ولم يدعهم في الوقت )، وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( قد علم الناس ما يدعون إليه ).

[١٢٣٥٩] ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ( لا تقاتل الكفار إلا بعد الدعاء(١) .

١٠ -( باب كيفية الدعاء إلى الاسلام)

[١٢٣٦٠] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا بعث جيشا أو سرية، أوصى صاحبها بتقوى الله في خاصة نفسه، ومن معه من المسلمين خيرا، وقال: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، بأن تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والاقرار بما جاء(١) به من عند الله، فإن أجابوكم فإخوانكم في الدين، فادعوهم حينئذ إلى النقلة من ديارهم(٢) إلى دار المهاجرين، فإن فعلوا وإلا فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين، يجزي عليهم حكم الله الذي يجزي على المسلمين، وليس لهم في الفئ ولا في الغنيمة نصيب، فإن أبوا عن الاسلام فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون، فإن أجابوكم إلى ذلك فاقبلوا منهم(٣) ، وإن أبوا فاستعينوا بالله عليهم وقاتلوهم ) الخبر.

__________________

(٢) غارون: غافلون ( النهاية ج ٣ ص ٣٥٥ )

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٨ ج ٣

(١) في المصدر زيادة: إلى الاسلام.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٩

(١) في المصدر: جئت

(٢) في نسخه: دارهم.

(٣) في المصدر زيادة: وكفوا عنهم.

٣١

١١ -( باب اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإمام العادل، وتحريم الجهاد مع الامام الغير العادل)

[١٢٣٦١] ١ - الطبرسي في الاحتجاج: عن علي بن الحكم، عن ابان قال: أخبرني الأحول أبو جعفر محمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق: أن زيد بن علي بن الحسينعليهما‌السلام بعث إليه وهو مختف، قال: فأتيته فقال ( لي )(١) : يا أبا جعفر، ما تقول إن طرقك طارق منا أتخرج معه؟ قال: قلت له: إن كان أبوك أو أخوك خرجت ( معه )(٢) ، قال: فقال لي: فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي، قال: قلت: لا افعل جعلت فداك، قال: فقال لي: أترغب بنفسك عني؟ قال: فقلت له: إنما هي نفس واحدة، فإن كان لله عز وجل في الأرض معك حجة، فالمتخلف عنك ناج، والخارج معك هالك، وإن لم يكن لله معك حجه فالمتخلف عنك والخارج معك سواء، قال: فقال لي: يا أبا جعفر كنت اجلس مع أبي على الخوان، فيلقمني اللقمة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به، قال: فقلت: من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار، وأخبرني فإن قبلته نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن ادخل النار، ثم قلت له: جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء، قلت: يقول يعقوب ليوسف:( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) (٣) لم يخبرهم حتى لا يكيدونه ولكن كتمهم، وكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك، قال: فقال: أما والله لئن قلت ذاك لقد حدثني

__________________

الباب ١١

١ - الاحتجاج ص ٣٧٦

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) يوسف ١٢: ٥

٣٢

صاحبك بالمدينة، أني أقتل وأصلب بالكناسة، وأن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي، فحججت فحدثت أبا عبد اللهعليه‌السلام بمقالة زيد، وما قلت له، فقال: ( أخذته من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن يساره، ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه، ولم تترك له مسلكا يسلكه ).

[١٢٣٦٢] ٢ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصري، عن محمد بن الحسن بن عتبة، عن محمد بن الحسين بن أحمد، عن محمد بن وهبان، عن علي بن أحمد العسكري، عن أحمد بن المفضل الأصفهاني، عن أبي علي راشد بن علي القرشي، عن عبد الله بن حفص، عن محمد بن إسحاق، عن سعد بن زيد بن أرطأة، عن كميل، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل، ولا نقل إلا مع إمام فاضل، يا كميل، أرأيت إن لم يظهر نبي، وكان في الأرض مؤمن تقي، ما كان(٢) في دعائه إلى الله مخطئا أو مصيبا؟ بلى والله مخطئا، حتى ينصبه الله عز وجل لذلك ويؤهله ) الخبر.

ورواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول(٣) : ويوجد في بعض نسخ النهج.

[١٢٣٦٣] ٣ - السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين: نقلا عن تفسير الثقة محمد بن العباس الماهيار قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حدثنا عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، في خبر شريف في

__________________

٢ - بشارة المصطفى ص ٢٩

(١) كذا في الأصل، وفي المصدر: سعيد، ولعل الصحيح: سعد بن إبراهيم، عن زيد بن أرطأة ( راجع تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٣٩٤ )

(٢) في المصدر: أكان.

(٣) تحف العقول ص ١١٨.

٣ - كشف اليقين ص ٩٠.

٣٣

المعراج - إلى أن قال -: ( قال تعالى: فهل تعلم يا محمد فيهم اختصم الملا الأعلى؟ قلت: ربي أعلم وأحكم، وأنت علام الغيوب، قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات؟ قلت: أنت أعلم يا سيدي وأحكم، قال: إسباغ الوضوء في المكروهات، والمشي على الاقدام إلى الجهاد(١) معك ومع الأئمة من ولدك، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وافشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام ) الخبر.

١٢ -( باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائمعليه‌السلام )

[١٢٣٦٤] ١ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال: حدثنا محمد بن العباس، عن عيسى الحسيني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: ( كل راية ترفع قبل راية القائمعليه‌السلام فصاحبها(١) طاغوت ).

[١٢٣٦٥] ٢ - وعن علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم قال: حدثنا محمد بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن علي بن الحسين، ( عن علي بن الحسن بن فضال )(١) ، عن ابن مسكان، عن مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول، وذكر مثله.

__________________

(١) في المصدر: الجمعات.

الباب ١٢

١ - الغيبة ص ١١٤ ح ٩.

(١) في المصدر: صاحبها.

٢ - الغيبة ص ١١٥ ح ١١.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر، والظاهر أنه زائد: راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٣٢٩ و ج ١١ ص ٣٢٨ و ٣٣٩ ).

٣٤

[١٢٣٦٦] ٣ - وعن علي بن أحمد البندينجي(١) ، عن عبد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، وذكر مثله، إلا أن فيه: ( كل راية ترفع - أو قال -  تخرج ).

[١٢٣٦٧] ٤ - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ( أبو الحسن )(١) قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، ووهيب بن حفص عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( قال لي أبي: لا بد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شئ، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس(٢) بيوتكم، والبدوا(٣) ما لبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا ) الخبر.

[١٢٣٦٨] ٥ - وعن أحمد بن محمد بن سعيد، عن بعض رجاله، عن علي بن عمارة الكناني قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قلت له: أوصني، فقال: ( أوصيك بتقوى الله، وأن تلزم بيتك، وتقعد في دهماء هؤلاء(١) الناس، وإياك والخوارج منا فإنهم

__________________

٣ - غيبه النعماني ص ١١٥

(١) في الحجرية ( البدبيجي ) وفي المصدر ( البندنيجي ) وكلاهما تصحيف، والصحيح ما أثبتناه، عنونه ابن الغضائري نسبه إلى ( البندينجين ) بلده مشهوره في طرف النهروان من أعمال بغداد، راجع تفصيله في تنقيح المقال ج ٢ ص ٢٦٨.

٤ - غيبه النعماني ص ١٩٤

(١) في الطبعة الحجرية ( عن أبي الحسين ) وما أثبتناه من المصدر، والظاهر أنها كنيه أحمد بن يوسف بن يعقوب، ( انظر صفحه ص ١٩٨ ح ١١ وص ٢٠٠ ح ١٦ وص ٢٠٤ ح ٦ وص ٢٣٤ ح ٢١ من المصدر ).

(٢) يقال: فلان حلس من أحلاس البيت للذي لا يبرح البيت ( لسان العرب ج ٦ ص ٥٤ ).

(٣) لبد بالمكان: أقام به ( لسان العرب ج ٣ ص ٣٨٥ )

٥ - غيبه النعماني ص ١٩٤

(١) في نسخه: هواء.

٣٥

ليسوا على شئ ولا إلى شئ - إلى أن قال - واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا، إلا صرعتهم البلية(٢) حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يوارى(٣) قتيلهم، ولا يرفع صريعهم، ولا يداوي جريحهم ) فقلت: من هم؟ قال: ( الملائكة ).

[١٢٣٦٩] ٦ - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن التيملي قال: حدثني الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن أبيهما، عن أحمد بن علي الحلبي، عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ( ليس منا أهل البيت أحد يدفع ضيما ولا يدعو إلى حق إلا صرعته البلية، حتى تقوم عصابة شهدت بدرا لا يوارى قتيلها ولا يداوى جريحها ) قلت: من عنى أبو جعفرعليه‌السلام ؟ قال: الملائكة.

[١٢٣٧٠] ٧ - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا يوسف بن كليب المسعودي قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن محمد بن كثير، عن أبي بكر الحضرمي قال: دخلت أنا وأبان على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وذاك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى؟ فقال: ( اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل، فانهدوا(١) إلينا بالسلاح ).

[١٢٣٧١] ٨ - وعن محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي

__________________

(٢) في المصدر: المنية والبلية.

(٣) في نسخه: يروى.

٦ - غيبه النعماني ص ١٩٥.

٧ - غيبه النعماني ص ١٩٧.

(١) المناهدة في الحرب: المناهضة. ونهد القوم لعدوهم: إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله ( لسان العرب ج ٣ ص ٤٣١ )

٨ - غيبه النعماني ص ١٩٧.

٣٦

عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم، فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به ولا يصيب العامة ولا يزال الزيدية وقاء لكم ).

[١٢٣٧٢] ٩ - وبالإسناد عن الفزاري قال: حدثني أحمد بن علي الجعفي، عن محمد بن المثنى الحضرمي، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، قال: ( مثل خروج القائم منا ( أهل البيت )(١) كخروج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائمعليه‌السلام ، مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان ).

[١٢٣٧٣] ١٠ - وعن علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: ( اسكنوا ما سكنت السماوات ( والأرض )(١) ، ولا(٢) تخرجوا على أحد، فإن أمركم ليس به خفاء، إلا أنها آية من الله عز وجل ( ليست من )(٣) الناس ) الخبر.

[١٢٣٧٤] ١١ - وعن الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: وحدثني محمد بن يحيى بن عمران قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: وحدثنا علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي باشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي

__________________

٩ - غيبه النعماني ص ١٩٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - غيبه النعماني ص ٢٠٠

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أي لا.

(٣) في نسخه: جعلها بين.

١١ - غيبه النعماني ص ٢٩٧.

٣٧

المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال:: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام : ( يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا، حتى ترى علامات اذكرها لك ) الخبر.

[١٢٣٧٥] ١٢ - العياشي في تفسيره: عن بريد(١) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( اصبروا ) (٢) : ( يعني بذلك عن المعاصي( وصابروا ) (٣) يعني التقية( ورابطوا ) (٤) يعني على الأئمةعليهم‌السلام ، ثم قال: أتدري ما معنى البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا؟ ) الخبر.

[١٢٣٧٦] ١٣ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن إبراهيم بن جبير، عن جابر قال: قال لي محمد بن عليعليهما‌السلام : يا جابر إن لبني العباس راية ولغيرهم رايات، فإياك ثم أياك ثم إياك - ثلاثا - حتى ترى رجلا من ولد الحسينعليه‌السلام ، يبايع له بين الركن والمقام، معه سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومغفر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١٢٣٧٧] ١٤ - وبهذا الاسناد عن جابر قال: قال محمد بن عليعليهما‌السلام : ( ضع خدك ( على(١) الأرض ولا تحرك رجليك، حتى

__________________

١٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢١٣ ح ١٨٤

(١) في الطبعة الحجرية ( يزيد ) وما أثبتناه من المصدر، كما في البرهان ج ١ ص ٣٣٥ والبحار ج ٢٤ ص ٢١٨ ح ١٣ نقلا عن العياشي، ويؤيده ما في البحار ج ٢٤ ص ٢١٩ ح ١٤ عن غيبه النعماني، ( راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٢٩٠ ).

(٢) آل عمران ٣: ٢٠٠.

(٣) آل عمران ٣: ٢٠٠.

(٤) آل عمران ٣: ٢٠٠.

١٣ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٩

١٤ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٨

ينزل الروم الرميلة(٢) والترك الجزيرة(٣) ، وينادي مناد من دمشق ).

١٣ -( باب استحباب متاركة الترك والحبشة ما دام يمكن الترك)

[١٢٣٧٨] ١ - المفيد في الإختصاص: عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن مسلم مولى أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: سأله رجل فقال له: الترك خير أم هؤلاء؟ فقال: ( إذا صرتم إلى الترك يخلون بينكم وبين دينكم ) قال: قلت: نعم جعلت فداك، قال: ( هؤلاء يخلون بينكم وبين دينكم؟ ) قال: قلت: لا بل يجهدون على قتلنا، قال ( فإن غزوهم أولئك فاغزوهم معهم - أو أعينوهم عليه(١) - ) الشك من(٢) أبي الحسن.

١٤ -( باب آداب أمراء السرايا وأصحابهم)

[١٢٣٧٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان إذا بعث جيشا أو سرية، أوصى صاحبها بتقوى الله في خاصة نفسه، ومن معه من المسلمين خيرا، وقال: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله - إلى أن قال -  ولا تقتلوا وليدا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة - يعني إن لم يقاتلوكم - ولا

__________________

(٢) الظاهر ( وهي مدينه عظيمه بفلسطين لعلها هي المقصودة ( معجم البلدان ج ٣ ص ٦٩ ).

(٣) الجزيرة: عده أماكن، منها جزيرة ( أقور ) وهي بين دجله والفرات تحت الموصل، وجزيرة ابن عمر فوق الموصل، ولعل المراد إحداهما ( انظر معجم البلدان ج ٢ ص ١٣٤ و ١٣٩ ).

الباب ١٣

١ - الاختصاص ص ٢٦١.

(١) في المصدر: عليهم.

(٢) سقطت كلمه ( مولى ) لأن الشك لا يحصل من الامام.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٩.

٣٩

تمثلوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا ).

[١٢٣٨٠] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين(١) ، عن زيد بن وهب قال: إن علياعليه‌السلام قال في صفين ( الحمد لله الذي لا يبرم ما نقض - إلى أن قال - ألا إنكم لآتوا(٢) العدو غدا، فأطيلوا الليلة القيام، وأكثروا تلاوة القرآن، واسألوا الله الصبر والنصر، وألقوهم بالجد والحزم، وكونوا صادقين ) ثم انصرف، ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها.

[١٢٣٨١] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: كتاب كتبه أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى زياد بن النضر، حين أنفذه على مقدمته إلى صفين: ( اعلم أن مقدمة القوم عيونهم، وعيون المقدمة طلائعهم، فإذا أنت خرجت من بلادك ودنوت من عدوك، فلا تسأم من توجيه الطلائع في كل ناحية، وفي بعض الشعاب والشجر والخمر(١) وفي كل جانب، حتى لا يغيركم عدوكم ويكون لكم كمين، ولا تسير الكتاب والقبائل من لدن الصباح إلى المساء إلا تعبية(٢) ، فإن دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبية، وإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم، فليكن معسكركم في اقبال الاشراف(٣) أو في سفاح الجبال أو أثناء الأنهار، كي ما تكون لكم ردء

__________________

٢ - وقعه صفين ص ٢٢٥.

(١) كان في الحجرية ( مالك بن أعنق ) وما أثبتناه من المصدر ( انظر لسان الميزان ج ٥ ص ٣ ) .

(٢) في المصدر: لا قوا.

٣ - تحف العقول ص ١٣٠

(١) الخمر: ما واراك من جبل أو شجر ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٩٣ )

(٢) تعبية: عبيت الجيش: رتبتهم في مواضعهم وهيأتهم للحرب ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٨١ )

(٣) الاشراف: جمع شرف وهو المرتفع من الأرض من تل ونحوه ( لسان العرب ج ٩ ص ١٧٠ ).

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

باب فضل السخاء والجود

١٧٠٧ - قال الصادق عليه السلام: " خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وإن البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران(١) ، ودخول الجنان، ثم قال لجميل: يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك(٢) ، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله عزوجل في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".

١٧٠٨ - وقال عليه السلام: " شاب سخي مرهق في الذنوب(٣) أحب إلى الله عزو جل من شيخ عابد بخيل ".

١٧٠٩ - وروي " أن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن لا تقتل السامري فإنه سخي ".(٤)

___________________________________

(١) " مرغمة " بفتح الميم مصدر، وبكسرها اسم آلة من الرغام بفتح الراء بمعنى التراب.

والتزحزح: التباعد (الوافى) والخبر رواه الكلينى باسناده عن سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول الخبر ".

(٢) " غرر " بالغين المعجمة والمهملتين النجباء جمع الاغر.

وفى بعض النسخ هنا وما يأتى بالعين المهملة والزاء‌ين المعجمتين جمع العزيز.

(٣) المرهق: المفرط في الشر ومرتكب المحارم.

وفى القاموس الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم.

(٤) رواه الكلينى ج ٤ ص ٤١ عن على بن ابراهيم رفعه قال: " أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام الخ ".

٦١

١٧١٠ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس ".(١)

١٧١١ - وقال الصادق عليه السلام: " من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ أنفق ولا تخف فقرأ، وأنصف الناس من نفسك(٢) ، وافش السلام في العالم(٣) واترك المراء وإن كنت محقا "(٤) .

١٧١٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ".

 (٥) وقال الله عزوجل: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين "(٦) .

١٧١٣ - وقال الصادق عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "(٧) قال: هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله عزوجل بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله عزوجل أو بمعصية الله، فإن عمل فيه بطاعة الله(٨) رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإن كان عمل فيه بمعصية الله عزوجل(٩) قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله عزوجل ".

١٧١٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس البخيل من أدى الزكاة المفروضة من

___________________________________

(١) أى بالنسبة إلى من لم يؤد وان أعطى المال الكثير في غير موقعه لما مر وسيجئ.

(٢) أى كن حكما على نفسك فيما كان بينك وبين الناس وارض لهم ما ترضى لنفسك، واكره لهم ما تكره لها.

(٣) أى سلم على من لقيت من اخوانك جهارا.

(٤) المراء: الجدال، أى اترك الجدال في الكلام وان كان الحق لك.

والخبر مروى في الكافى بسند فيه ضعف ج ٤ ص ٤٤ عن معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام.

(٥) الخلف بفتح المعجمة واللام: العوض.

وقوله " سخت " أى جادت وفى بعض نسخ الكافى " سمحت ".

(٦) من كلام المؤلف رحمه الله كما يظهر من الكافى.

(٧) الحسرات جمع الحسرة وهى أشد الندامة.

(٨) في الكافى " أو في معصية الله فان عمل به في طاعة الله الخ ".

(٩) في بعض النسخ والكافى " وان كان عمل به في معصية الله ".

٦٢

ماله وأعطى البائنة في قومه(١) إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذر فيما سوى ذلك ".

١٧١٥ - وروي عن الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: " قال لي أبو عبدالله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال: الشح أشد من البخل إن البخيل يبخل بما في يده، والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل ".

١٧١٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك ".(٢)

١٧١٧ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل ".(٣)

١٧١٨ - " وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم(٤) فقال له: كذبت إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الضلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف(٥) والنفقة في سبيل الله

___________________________________

(١) البائنة العطية، سميت بها لانها ابينت من المال (الوافى) وفى القاموس البائنة فاعلة من البين بمعنى البينونة جعلت اسما للعطية لانها ابينت من المال.

(٢) الدبيب: المشى اللين أى حركة خفيفة لا تحس، والشرك محركة: حبائل الصيد.

وقرأه الفاضل التفرشى بكسر الشين المعجمة وكسر الراء وتكلف في توجيهه بما لا يحتاج اليه.

(٣) أى إذا كان غير منظور اليه ولم يكن أهلا للهدايات والتوفيقات منع عنه اللطف فاستولى عليه الشيطان وزين له البخل.

(٤) أى عذره أشد وأكثر من عذر الظالم.

(٥) اقراء الضيف: ضيافته وخدمته والاحسان اليه.

هذه الاخبار كلها مروية في الكافي مسندة ج ٤ ص ٤٤ و ٤٥.

٦٣

عزوجل وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح ".

١٧١٩ - وقال الصادق عليه السلام: " المنجيات إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام ".

 [فضل القصد]

١٧٢٠ - وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: " ما عال امرء في اقتصاد "(١)

١٧٢١ - وقال الصادق عليه السلام: " ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر ".(٢)

وقال الله عزوجل: " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو " والعفو الوسط(٣) .

وقال الله عزوجل: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " والقوام الوسط.

باب فضل سقى الماء

١٧٢٢ - قال أمير المؤمنين عليه السلام: " أول ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء يعني في الاجر ".

١٧٢٣ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى يحب إبراد الكبد الحرى(٤) ، ومن سقى كبدا حرى من بهيمة أو غيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ".

١٧٢٤ - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان

___________________________________

(١) العيلة والعالة: الفاقة، أى ما افتقر أحد إذا اقتصد في أمر معاشه.

والخبر رواه الكلينى ج ٤ ص ٥٣ مسندا وكذا الذى قبله.

(٢) مروى في الكافى مسندا عن مدرك بن أبى الهزهاز عنه (ع).

(٣) كما في مرسلة ابن أبى عمير عن أبى عبدالله عليه السلام " في قول الله تعالى " و يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " قال: العفو الوسط " (الكافى ج ٤ ص ٥٢)

(٤) في القاموس: الحران العطشان، والانثى حرى مثل عطشى.

٦٤

كمن أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ".(١)

باب ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية

١٧٢٥ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".

١٧٢٦ - وقال عليه السلام: " إني شافع يوم القيامة لاربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا ".(٢)

١٧٢٧ - وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بابائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله عزوجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة(٣) حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ".

___________________________________

(١) هذه الاخبار الثلاثة في الباب مروية في الكافى ج ٣ ص ٥٧ مسندة.

(٢) التشريد: الطرد والتفريق، والخبر مروى في الكافى وفيه " ورجل يسعى في حوائج ذريتى الخ ".

(٣) الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة (القاموس) وفى معانى الاخبار ص ١١٦ في حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " الوسيلة هى درجتى في الجنة وهى ألف مرقاة الخ "

٦٥

باب فضل الصدقة

١٧٢٨ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله".

١٧٢٩ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء ".

١٧٣٠ - وقال الصادق عليه السلام: " داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة، فإنها تفك من بين لحيي سبعمائة شيطان(١) .

وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد"(٢) .

١٧٣١ - وقال عليه السلام: " الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحيي سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل ".

١٧٣٢ - وقال عليه السلام: " يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده، ويأمر السائل أن يدعو له ".

___________________________________

(١) قال بعض الشراح: كأن الصدقة دخلت في أفواهم باعتبار منعهم عنها بالوجوه الباطلة فبعضهم يقول لا تتصدق فانك تصير فقيرا، وبعضهم يقول: لا تتصدق فانك أحوج منه، أو أن السائل غير مستحق، أو تصدق على آخر أحوج منه انتهى.

أقول يمكن أن يقرأ " تفك " بصيغة المعلوم فالمعنى أن الصدقة تفك الرزق من بين لحيى سبعمائة شيطان كلهم يمنعون وصوله اليك، أو بصيغة المجهول أى الصدقة تخرج من بين لحيى سبعمائة شيطان فيكون كناية عن كونها شاقة على النفس وحينئذ يكون تعليلا للجملة السابقة.

وأصل الفك الفصل بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض كما في النهاية.

(٢) كناية عن قبوله تعالى، ولعله اشارة إلى قوله تعالى: " أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ".

٦٦

١٧٣٣ - وقال عليه السلام: " باكروا بالصدقة(١) فإن البلايا لا تتخطاها(٢) ومن تصدق بصدقة أول النهار دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدق أول الليل دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في تلك الليلة ".

١٧٣٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة(٣) والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد عليه السلام سبعين بابا من الشر "(٤) .

١٧٣٥ - وقال صلى الله عليه وأله: " صدقة السر تطفئ غضب الرب جل جلاله "(٥) .

١٧٣٦ - وروى عمار عن الصادق عليه السلام قال: " قال لي يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية ".(٦)

١٧٣٧ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه ".(٧)

١٧٣٨ - وقال صلى الله عليه وآله: " الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر(٨) وصلة الاخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين ".

___________________________________

(١) أى ابتدؤوا النهار بالصدقة أو تصدقوا في أوله وفى الكافى " بكروا " بتشديد الكاف.

(٢) أى ان البلايا لا تتجاوز الصدقة بل هى تسدها وتمنعها وحالت بين صاحبها وبين البلايا.

(٣) الدبيلة كجهينة مصغرة: الطاعون والخراج ودمل يظهر في البطن فيقتل.

(٤) في الكافى ج ٤ ص ٥ " سبعين بابا من السوء " وهو أصوب.

(٥) غضبة تعالى كناية عن العذاب والا فهو سبحانه منزه عن أن يكون محلا للحوادث.

(٦) في المحكى عن دروس الشهيد رحمه الله الصدقة سرا أفضل الا أن يتهم بترك المواساة، أو يقصد اقتداء غيره به، اما الواجبة فاظهارها أفضل مطلقا.

(٧) " طرقكم " أى نزل عليكم، وطرق فلان طروقا إذا جاء بليل.

(٨) وجه تفضيل القرض هو أن الصدقة تقع أحيانا في يد غير المحتاج والقرض غالبا لا يقع الا في يد المحتاج.

وقيل: انما جعل الله جزاء الحسنة عشر أمثالها والقرض حسنة فاذا أخذ المقرض ما أعطاه قرضا فكأنه أخذ من العشر واحدة وبقيت له عند الله تسعة ووعد الله سبحانه أن يضاعفها له في قوله " فيضاعفه له " فتصير ثمانية عشر.

٦٧

١٧٣٩ - وسئل عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح "(١) .

١٧٤٠ - وقال عليه السلام: " لا صدقة وذو رحم محتاج "(٢) .

١٧٤١ - قال عليه السلام " ملعون ملعون من ألقى كله على الناس(٣) ملعون ملعون من ضيع من يعول "(٤) .

١٧٤٢ - وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: " ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته".(٥)

١٧٤٣ - وسئل الصادق عليه السلام " عن السائل يسأل ولا يدري ما هو؟ فقال: أعط من وقعت في قلبك الرحمة له، وقال: اعطه دون الدرهم، قلت: أكثر ما يعطى؟ قال أربعة دوانيق "(٦) .

١٧٤٤ - وروى الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان فيما ناجى الله عزو جل به موسى عليه السلام أن قال: يا موسى أكرم السائل ببذل يسير، أو برد جميل إنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خولتك و يسألونك مما نولتك(٧) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران ".

___________________________________

(١) في النهاية " الكاشح ": العدو الذى يضمر لك عداوته ويطوى عليها كشحه أى باطنه وذلك لان الاخلاص فيها أتم بخلاف ذى المحبة.

(٢) حمل على الصدقة الكاملة أى لا صدقة كاملة.

(٣) الكل بالفتح: الثقل والعيال والمراد قوته وقوت عياله.

(٤) أى تركهم مهملين بلا قوت ولا نفقة.

(٥) مروى في الكافى باسناده عن معمر بن خلاد عنه عليه السلام وفيه " كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه الآية " وقال: الاسير عيال الرجل ينبغى للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراء‌ه في السعة عليهم ; ثم قال: ان فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء‌ه وجعلها عند فلان فذهب الله بها، وقال معمر: وكان فلان حاضرا".

(٦) الدوانيق جمع دانق كصاحب: سدس الدرهم.

(٧) خوله الله عزوجل أى أعطاه متفضلا.

والنوال: العطاء، ونولته أى أعطيته نوالا.

٦٨

١٧٤٥ - وقال عليه السلام: " اعط السائل ولو على ظهر فرس "(١) .

١٧٤٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تقطعوا على السائل مسألته(٢) فلو لا أن المساكين يكذبون ما أفلح من [ي‍] ردهم ".

١٧٤٧ - وروي عن الوليد بن صبيح قال: " كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فجاء‌ه سائل فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاه، ثم جاء‌ه آخر فقال: وسع الله، عليك ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثم شاء أن لا يبقي منها شيئا إلا وضعه في حق لفعل فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم قال: قلت: من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في [غير](٣) وجهه، ثم قال: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل: ألم أرزقك؟ ورجل جلس في بيته ولا يسعى في طلب الرزق ويقول: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق، ورجل له أمرأة تؤذيه فيقول: يا رب خلصني منها فيقول الله عزوجل: ألم أجعل أمرها بيدك ".

١٧٤٨ - وقال الصادق عليه السلام في السؤال(٤) : " أطعموا ثلاثة وإن شئتم أن تزدادوا فازدادوا وإلا فقد أديتم حق يومكم ".

١٧٤٩ - وقال عليه السلام: " إذا اعطيتموهم فلقنوهم الدعاء فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم ".

١٧٥٠ - وقال الصادق عليه السلام: " في الرجل يعطي غيره الدراهم يقسمها، قال: يجري له من الاجر مثل ما يجري للمعطي ولا ينقص من أجره شئ، ولو أن المعروف جرى على سبعين يدا لاوجروا كلهم من غير أن ينقص من أجر صاحبه شئ "(٥) .

___________________________________

(١) أى ولو كان السائل على ظهر فرس أى غنيا غير فقير، أو كنت على ظهر فرس غير متمكن حين السؤال من اعطاء شئ غير الفرس الذى أنت على ظهره. (م ح ق)

(٢) المراد بالقطع على السائل رده.

(٣) لفظة " غير " ليست في كثير من النسخ.

(٤) السؤال كتجار: جمع سائل وهو الفقير.

(٥) رواه الكلينى باختلاف في خبرين مسندين عن أبى نهشل وابن أبى عمير عن جميل.

٦٩

١٧٥١ - وسئل الصادق عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل(١) أما سمعت قول الله عزوجل: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " هل ترى ههنا فضلا "(٢) .

١٧٥٢ - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " ضمنت(٣) على ربي عزوجل أن لا يسأل أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة ".

١٧٥٣ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر ".

١٧٥٤ - وقال الصادق عليه السلام: " ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله عزوجل إليها ويكتب له بها النار ".(٤)

١٧٥٥ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عزوجل لخلقه المسألة(٥) وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عزوجل من فضله ولو شسع نعل ".(٦)

١٧٥٦ - وقال الصادق عليه السلام: " إياكم وسؤال الناس فإنه ذل الدنيا وفقر تتعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة ".

___________________________________

(١) في النهاية " أفضل الصدقة جهد المقل " أى قدر ما يحتمله حال قليل المال.

(٢) أى هل ترى في الاية تقييدا بالفضل عما يحتاجون اليه.

(٣) ذلك على سبيل التهكم وفيه مبالغة في أن السائل بلا حاجة يصير مآله إلى الفقر.

(٤) قوله " ما من عبد " النفى راجع إلى القيد الاخير وهو الموت، أى لا يموت عبد يسائل من غير حاجة حتى يحوجه الله تعالى (مراد) أقول: رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ١٩ وفيه " يثبت الله له بها النار ".

(٥) يعنى أبغض لهم أن يسألوا وذلك لان مسؤوليتهم تمنع مسؤوليته سبحانه، وهو أحب لنفسه فأبغضها لهم.(الوافى)

(٦) الشسع بكسر المعجمة وسكون المهملة وبكسرهما: قبال النعل وهو زمان بين الاصبع الوسطى والتى تليها.

٧٠

١٧٥٧ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا ".

١٧٥٨ - و " جاء‌ت فخذ من الانصار(١) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله لنا إليك حاجة، قال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها حاجة عظيمة قال: هاتوا ما هي؟ قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، فنكس صلى الله عليه وآله رأسه ونكت في الارض(٢) ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لانسان ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة ويكون بعض الجلساء أقرب منه إلى الماء فلا يقول: ناولني حتى يقوم فيشرب ".

١٧٥٩ - وقال عليه السلام: " استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك "(٣) .

١٧٦٠ - وقال الصادق عليه السلام: " المن يهدم الصنيعة ".

١٧٦١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي العبث في الصلاة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور ".

١٧٦٢ - وروي عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام " أن أميرالمؤمنين عليه السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة(٤) وكان الرجل

___________________________________

(١) رواه الكلينى باسناده عن هشام بن سالم عن أبى بصير ن الصادق عليه السلام (ج ٤ ص ٢١ والفخذ: القبيلة.

(٢) نكت في الارض بقضيبه أى ضرب بها فأثر فيها.

(٣) الشوص بالفتح ثم السكون: الغسل والتنظيف أى استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك إى بغسله وتنظيفه. ولا يقل أحد لاحد: اغسل سواكى أو نظفه.

(٤) البغيبغة بباء‌ين موحدتين وغينين معجمتين وفى الوسط ياء مثناة وفى الاخر هاء: ضيعة أو عين بالمدينة كثيرة النخل لال الرسول صلى الله عليه وآله، قال المسهودى في وفاء الوفاء: البغيبغة تصغير البغبغ وهى البئر القريبة الرشا، والبغبغات عيون عملها على بن أبى طالب عليه السلام بينبغ أول ما صارت اليه وتصدق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق ومنها خيف الاراك وخيف ليلى وخيف الطاس.

٧١

ممن يرجو نوافله ويرضى نائله ورفده(١) وكان لا يسأل عليا عليه السلام ولا غيره شيئا، فقال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألك فلان شيئا ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لاكثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت به(٢) إذا أنا أعط الذي يرجوني إلا من بعد مسألتي ثم أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلا ثمن ما أخذت منه، وذلك لاني عرضته لان يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عزوجل عند تعبده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزوجل في دعائه له(٣) حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله وذلك أن العبد قد يقول في دعائه: " الله اغفر للمؤمنين والمؤمنات " فإذا دعا له بالمغفرة فقد طلب له الجنة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل "(٤) .

باب ثواب صلة الامام عليه السلام

١٧٦٣ - سئل الصادق عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال: نزلت في صلة الامام عليه السلام "(٥) .

___________________________________

(١) النوافل: العطايا، والنائل: العطاء، والرفد بالكسر: الصلة والعطاء.

(٢) " ضربك " أى مثلك، وفى الكافى " أعطى أنا وتبخل أنت، لله أنت ".

(٣) " فلم يصدق الله " من الصدق المتعدى إلى مفعولين.

قال الله تعالى: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " أى أخبره بالحق. (سلطان)

(٤) أى لم يأت بالانصاف والعدل من قال بلسانه انى أطلب له الجنة واحب ذلك ولم يفعل باليد ما يدل على أن ما قال بلسانه كان موافقا لما في قلبه.(مراد)

(٥) رواه الكلينى ج ١ ص ٥٣٨ باسناد عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام.

٧٢

١٧٦٤ - وقال عليه السلام: " درهم يوصل به الامام أفضل من ألف ألف درهم ينفق في غيره في سبيل الله عزوجل".(١)

١٧٦٥ - وقال الصادق عليه السلام: " من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي شعيتنا(٢) يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ".

كتاب الصوم

باب علة فرض الصيام

٦ ١٧٦ سأل هشام بن الحكم أبا عبدالله عليه السلام " عن علة الصيام فقال: " إنما فرض الله عزوجل الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عزوجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع ".

١٧٦٧ - وكتب أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: " علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا، ويكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل، دليلا على الآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة ".

١٧٦٨ - وكتب حمزة بن محمد إلى أبي محمد عليه السلام " لم فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب ليجد الغني مس الجوع فيمن على الفقير ".(٣)

١٧٦٩ - وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: " جاء نفر من

___________________________________

(١) في الكافى ج ١ ص ٥٣٨ وفيه " أفضل من ألفى ألف درهم فيما سواه من وجوه البر ".

(٢) في بعض النسخ وثواب الاعمال ص ١٢٤ " صالحى موالينا ".

(٣) أى يعطى، من عليه أى أنعم واصطنع عنده صنيعة.

٧٣

اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنه قال له: " لاي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على امتي، ثم تلا هذه الآية: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال، أولها يذوب الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه عليه السلام، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براء‌ة من النار، والسابعة يطعمه الله عزوجل من طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد ".

باب فضل الصيام

١٧٧٠ - قال أبوجعفر عليه السلام: " بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية"(١)

١٧٧١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصوم جنة من النار "(٢) .

١٧٧٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما

___________________________________

(١) المراد بالولاية معرفة الامام الحق المنصوب من عند الله المنصوص عليه، والتصديق بكونه ولى أمر الامة، مفترض الطاعة كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله.

والولاية بالكسر بمعنى تولى الامر ومالكية التصرف فيه.

(٢) رواه الكلينى عن على عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة.

٧٤

لم يغتب مسلما ".(١)

١٧٧٣ - وقال صلى الله عليه وآله: " قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به(٢) ، وللصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل(٣) ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم(٤) عند الله أطيب من ريح المسك ".

١٧٧٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله عزوجل والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه(٥) ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام".

١٧٧٥ - وقال الصادق عليه السلام لعلي بن عبدالعزيز: " ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال: بلى، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله عزوجل، ألا أخبرك بابواب الخير؟ الصوم جنة من النار "(٦) .

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٦٤ باسناده عن عبدالله بن طلحة عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله، ويدل على جواز النوم للصائم.

(٢) انما خص الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنه جازيه مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه. (الوافى).

(٣) فرحه عند الافطار لاشعاره بان المولى وفقه لغلبة هواه ولعدم تزلزله في اتيان ما كلف به ومجيئه مظفرا من تلك الجهاد، وله فرح آخر وهو عند لقاء جزاء عمله بما فرض الله له.

(٤) الخلوف بضم الخاء المعجمة قبل اللام، والفاء بعد الواو: رائحة الفم، أو الرائحة الكريهة.

(٥) المؤازرة: المعاونة، وقطع الدابر كناية عن الاستيصال، والوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. (الوافى)

(٦) أى وقاية وحسن من الوقوع في كل معصية توجب دخول النار. وقال في الوافى: لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما يصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة، كما أن الجنة تدفع عن صاحبها حر الحديد.

٧٥

١٧٧٦ - وقال عليه السلام " في قول الله عزوجل: " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال: يعني بالصبر الصوم ".

١٧٧٧ - وقال عليه السلام: " إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة(١) فليصم فإن الله عزوجل يقول: " واستعينوا بالصبر والصلاة "(٢) .

١٧٧٨ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربه تعالى ذكره أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه ".

١٧٧٩ - وقال الصادق عليه السلام: " أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب اجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ".

١٧٨٠ - وقال الصادق عليه السلام: " للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه عزوجل ".

١٧٨١ - وقال عليه السلام: " من صام لله عزوجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر، قال الله عزوجل: ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له ".

١٧٨٢ - وقال أبوالحسن الاول عليه السلام: " قيلوا(٣) فإن الله عزوجل يطعم الصائم ويسقيه في منامه ".

١٧٨٣ - وقال الصادق عليه السلام: " نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب ".

___________________________________

(١) في الكافى ج ٤ ص ٦٤ " بالرجل النازلة والشديدة الخ ".

(٢) في الكافى " يقول " استعينوا بالصبر " يعنى الصيام ".

(٣) من القيلولة وهى نوم الضحى، أمر من قال يقيل قيلولة بمعنى النوم قبل الظهر.

٧٦

باب وجوه الصوم

١٧٨٤ - روي عن الزهري أنه قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام يوما: " يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد، قال: ففيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم الاذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الاباحة، وصوم السفر والمرض، قلت: جعلت فداك فسرهن لي.

قال: فأما الواجب فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار قال الله عزوجل: " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا(١) ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا "، وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله(٢) إلى قوله تعالى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين "، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الاطعام(٣) قال الله عزوجل: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " فكل ذلك متتابع وليس بمتفرق، وصيام أذى حلق

___________________________________

(١) " ثم يعودون " أى يريدون الوطى ونقض قولهم، فعليهم الكفارة " من قبل أن يتماسا " أى يجامعا.

(٢) أى مدفوعة إلى أهل القتيل.

(٣) أى لم يجده مع اختيه من العتق والكسوة، وترك للظهور. (م ت)

٧٧

الرأس واجب قال عزوجل: " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "(١) فصاحبها فيها بالخيار فإن صام صام ثلاثا، وصوم دم المتعة(٢) واجب لمن لم يجد الهدي قال الله تعالى: " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة، وصوم جزاء الصيد واجب قال الله عزوجل: " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما " ثم قال: أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت: لا أدرى قال: يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما، وصوم النذر واجب(٣) ، وصوم الاعتكاف واجب(٤) .

وأما الصوم الحرام: فصوم يوم الفطر، ويوم الاضحى، وثلاثة أيام التشريق(٥) ، وصوم يوم الشك امرنا به ونهينا عنه، امرنا أن نصومه مع شعبان ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس(٦) ، فقلت له جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من

___________________________________

(١) جمع نسيكة وهى الذبيحة.

(٢) أى الهدى الواجب في حج التمتع بعد العجز عنه.

(٣) الظاهر أن المراد أعم منه ومن العهد واليمين وسيجئ اطلاقه في الاخبار عليهما ولو تجوزا. (م ت)

(٤) المراد به الوجوب الشرطى بمعنى عدم تحقق الاعتكاف بدون الصوم ولا يجب أن يكون الصوم للاعتكاف فلو كان عليه قضاء رمضان وصامه في اعتكافه صح والمراد وجوب اليوم الثالث والسادس والتاسع وهكذا كل ثالث بعد اعتكافه يومين. (م ت)

(٥) أى لمن كان بمنى، ولا خلاف في حرمة صوم أيام التشريق لمن كان بمنى ناسكا والمشهور التحريم لمن كان فيها وان لم يكن ناسكا.

(٦) الظاهر أن المراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن يصح عند الناس أنه منه. (المرآة)

٧٨

شعبان فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضره، فقلت له: وكيف يجزي صوم تطوع عن صوم فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا يعلم أنه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه، لان الفرض إنما وقع على اليوم بعينه(١) ، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام(٢) ، وصوم نذر المعصية حرام(٣) ، وصوم الدهر حرام(٤) .

___________________________________

(١) أى أن الفرض أنما وقع على اليوم بعينه سواء نواه بقصد الواجب أو المندوب أو لم يقصدهما كما أنه لو صام يوما من شهر رمضان ندبا لاجزأ عنه إذا كان جاهلا ولو كان نية التعيين شرطا لما أجزأ عنه، أو لان الفرض على اليوم بعينه ونية التعيين واجب مع العلم واما مع الجهل فلا لانه لا ريب أنه لو غفل عن نية التعيين في يوم بعينه ونواه ندبا أجزأ عن رمضان فكذا يوم الشك لانه لا يعلم أنه من رمضان فاذا نواه من شعبان فانكشف أنه كان من رمضان أجزأ عنه والمعتمد قوله عليه السلام لا استدلاله وهذه الاستدلالات كانت لاشكالات العامة. (م ت)

(٢) ذهب الشيخ رحمه الله في النهاية وأكثر الاصحاب إلى أن صوم الوصال هو أن ينوى صوم يوم وليلة إلى السحر، وذهب هو في الاقتصاد وابن ادريس إلى أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما، وانما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزء‌ا من الصوم أما لو أخره الصائم بغير نية فانه لا يحرم فيها، قطع به الاصحاب والاحتياط يقتضى اجتناب ذلك، واما صوم الصمت فهو أن ينوى الصوم ساكتا وقد أجمع الاصحاب على تحريمه. (المرآة)

(٣) هو أن يصوم بنذره على ترك الطاعة أو فعل المعصية شكرا أو عكسهما جزاء. (م ت)

(٤) حرمة صوم الدهر اما لاشتماله على الايام المحرمة ان كان المراد كل السنة، وان كان المراد ما سوى الايام المحرمة فلعله انما يحرم إذا صام على الاعتقاد أنه سنة مؤكدة فانه يقتضى الافتراء على الله تعالى: ويمكن حمله على الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضنون بين العامة قال المطرزى في المغرب: وفى الحديث انه عليه السلام " سئل عن صوم الدهر فقال: لا صام ولا أفطر " قيل انما دعا عليه لئلا يعتقد فريضته ولئلا يعجز فيترك الاخلاص أو لئلا يرد صيام السنة كلها فلا يفطر في الايام المنهى عنها انتهى، وقال الجزرى في النهاية في الحديث انه " سئل عمن يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر " أى لم يصم ولم يفطر كقوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى " وهو احباط لاجره على صومه حيث خالف السنة، وقيل: دعاء عليه كراهة لصنيعه. (المرآة)

٧٩

وأما الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار(١) فصوم يوم الجمعة، والخميس، والاثنين وصوم البيض(٢) ، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان(٣) ، وصوم يوم عرفة، ويوم عاشورا كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأما صوم الاذن فإن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها(٤) ، والعبد لا يصوم تطوعا إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا باذنهم ".

وأما صوم التأديب فإنه يؤمر الصبي إذا راهق(٥) بالصوم تأديبا وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم قوي بعد ذلك امر بالامساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله

___________________________________

(١) معنى كون صاحب الصوم بالخيار أن ليس شئ من الصوم تركه ممنوعا لكنه لابد من كون الفعل راجحا على الترك (مراد) وقال المولى المجلسى رحمه الله: أى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه أو لا يجب صومه.

(٢) هو اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لبياض الليالى فيها مع الايام، أو لابيضاض جسد آدم عليه السلام لصيامها.(م ت)

(٣) استحباب صيامها مشهور بين العامة وروى من طرقهم أن من صامها بعد شهر رمضان فكانما صام الدهر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ولو صامها بعد يومين أو ثلاثة بعد العيد فهو أفضل لما سيجئ.(م ت)

(٤) المشهور بين الاصحاب بل المتفق عليه بينهم أنه لا يجوز صوم المرأة ندبا مع نهى زوجها عنه والمشهور أيضا عدم الجواز مع عدم الاذن.(المرآة)

(٥) راهق الغلام مراهقة: قارب الاحتلام ولم يحتلم بعد (المصباح المنير) وفى المحكى عن الفاضل الاسترابادى أنه قال: اشتهر بين المتأخرين خلاف من غير فيصل وهو أن عبادات الصبى المميز تمرينية يعنى صورتها صورة الصلاة والصوم مثلا وليست بعبادة، أو عبادة فلو نوى النيابة عن الميت لبرئت ذمة الميت، وجعله عليه السلام صوم الصبى قسيما للصوم الذى صاحبه بالخيار فيه صريح في أن صوم الصبى ليس بعبادة ويؤيد ذلك أن نظائره مطلوبة وليست بصوم بل صورتها صورة الصوم.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399