مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135346 / تحميل: 5663
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

أحدا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة مؤملة(١٩) محتملة، لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها(٢٠) عنك يد القدرة، وأخرجت إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء، و(٢١) حجرها لك حواء، وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.

وأما حق أبيك ، فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك [ ولا قوة إلا بالله ](٢٢) .

وأما حق ولدك ، فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة إلى ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين يحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه، بحسن القيام عليه والآخذ له منه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق أخيك ، فتعلم أنه يدك التي تبسطها، وظهرك الذي تلجأ إليه، وعزك الذي تعتمد عليه، وقوتك التي تصول بها، ولا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم بحق(٢٣) الله، ولا تدع نصرته على

__________________

(١٩) في الطبعة الحجرية: ( مريلة )، وفي المصدر ( موبلة )، والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

(٢٠) في الطبعة الحجرية: ( فنيتها )، وما أثبتناه من المصدر.

(٢١) في الطبعة الحجرية: وفي، وما أثبتناه من المصدر.

(٢٢) أثبتناه من المصدر.

(٢٣) في المصدر: لخلق.

١٦١

نفسه، ومعونته على عدوه، والحول بينه وبين شياطينه، وتأدية النصيحة إليه، والاقبال عليه في الله، فإن انقاد لربه وأحسن الإجابة له، وإلا فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه.

وأما حق المنعم عليك بالولاء ، فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها، وأطلقك من أسر المملكة وفك عنك حق العبودية، وأوجدك(٢٤) رائحة العز، وأخرجك من سجن القهر، ودفع عنك العسر، وبسط لك لسان الانصاف، وأباحك الدنيا كلها، فملكك نفسك وحل أسرك، وفرغك لعبادة ربك، واحتمل بذلك التقصير في ماله، فتعلم أنه أولى الخلق بك بعد أولى رحمك، في حياتك وموتك، وأحق الخلق بنصرك ومعونتك، ومكانفتك(٢٥) في ذات الله، فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك أحدا.

وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك ، فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه وواقية، وناصرا ومعقلا، وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه، فالبحري أن يحجبك عن النار، فيكون في ذلك ثوابك منه في الآجل، ويحكم لك بميراثه في العاجل، إذا لم يكن له رحم، مكافأة لما أنفقته من مالك عليه، وقمت به من حقه بعد انفاق مالك، فإن لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق ذي المعروف عليك ، فأن تشكره وتذكر معروفه، وتنشر له المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية، ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته، وإلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها.

وأما حق المؤذن، فأن تعلم أنه مذكرك بربك، وداعيك إلى حظك،

__________________

(٢٤) في الطبعة الحجرية: وواجدك، وما أثبتناه من المصدر.

(٢٥) يكنفه كنفا: أي حفظه وأعانه والمكانفة: المعاونة. ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٠٨ ).

١٦٢

وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك، فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك، وإن كنت في بيتك متهما لذلك، لم تكن لله في أمره متهما، وعلمت أنه نعمة من الله عليك لا شك فيها، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق إمامك في صلاتك ، فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله، والوفادة إلى ربك، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وطلب فيك ولم تطلب فيه، وكفاك هم المقام بين يدي الله، والمسألة له فيك ولم تكفه ذلك، فإن كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك، وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه، ولم يكن لك عليه فضل، فوقى نفسك بنفسه، ووقى صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

و [ أما ] (٢٦) حق الجليس ، فأن تلين له كنفك، وتطيب له جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ، ولا تغرق [ في ](٢٧) نزع اللحظ إذا لحظت، وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت، وإن كنت الجليس إليه، كنت في القيام عنه بالخيار، وإن كان الجالس إليك، كان بالخيار، ولا تقوم إلا بإذنه، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الجار ، فحفظه غائبا، وكرامته شاهدا، ونصرته ومعونته في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوءة(٢٨) لتعرفها، فإن عرفتها منه من غير إرادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تصل(٢٩) إليه لانطوائه عليه، لا تسمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند

__________________

( ٢٦، ٢٧ ) أثبتناه من المصدر.

(٢٨) في الطبعة الحجرية: سوء، وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب.

(٢٩) في الطبعة الحجرية: تتصل، وما أثبتناه من المصدر.

١٦٣

نعمة، تقيل عثرته، وتغفر زلته، ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك، ولا تخرج أن تكون سلما له، ترد(٣٠) عنه لسان الشتيمة، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة، وتعاشره معاشرة كريمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الصاحب ، فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا، وإلا فلا أقل من الانصاف، وأن تكرمه كما يكرمك، وتحفظه كما يحفظك، ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأته، ولا تقصد(٣١) به عما يستحق من المودة، تلزم نفسك نصيحته وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه، ومعونته على نفسه فيما لا يهم به من معصية ربه، ثم تكون [ عليه ](٣٢) رحمة، ولا تكون عليه عذابا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الشريك ، فإن غاب كفيته، وأن حضر ساويته، ولا تعزم على حكمك دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته، وتحفظ عليه ماله، وتنفي عنه خيانته فيما عز أو هان، فإنه بلغنا أن يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المال ، فأن لا تأخذه إلا من حله، ولا تنفقه إلا في حله، ولا تحرفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه، ولا تجعله إذا كان من الله إلا إليه، وسببا إلى الله، ولا تؤثر به على نفسك من لعله لا يحمدك، وبالحري أن لا يحسن خلافته في تركتك، ولا يعمل فيه بطاعة ربك، فتكون معينا له على ذلك، وبما أحدث في مالك أحسن نظرا لنفسه، فيعمل بطاعة ربه، فيذهب بالغنيمة وتبوء بالاثم والحسرة والندامة مع التبعة، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الغريم الطالب لك ، فإن كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم تردده وتمطله، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مطل الغني

__________________

(٣٠) في الطبعة الحجرية: لم ترد، وما أثبتناه من المصدر.

(٣١) في المصدر: تقصر.

(٣٢) أثبتناه من المصدر.

١٦٤

ظلم، وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول، وطلبت إليه طلبا جميلا، ورددته عن نفسك ردا لطيفا، ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته، فإن ذلك لؤم، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الخليط ، فأن لا تغره ولا تغشه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه، ولا تعمل في انتقاضه عمل العدو الذي لا يبقي على صاحبه، وإن اطمأن إليك استقصيت له على نفسك، وعلمت أن غبن المسترسل ربا [ ولا قوة إلا بالله ](٣٣) .

وأما حق الخصم المدعي عليك ، فإن كان ما يدعي عليك حقا، لم تنفسخ في حجته، ولم تعمل في إبطال دعوته، وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها، والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود، فإن ذلك حق الله عليك، وإن كان ما يدعيه باطلا، رفقت به وردعته(٣٤) وناشدته بدينه، وكسرت حدته عنك بذكر الله، وألقيت حشو الكلام ولغطه(٣٥) الذي لا يرد عنك عادية عدوك بل تبوء بإثمه، وبه يشحذ عليك سيف عداوته، لان لفظة السوء تبعث الشر، والخير مقمعة للشر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الخصم المدعى عليه ، فإن كان ما تدعيه حقا، أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى، فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه، وقصدت قصد حجتك بالرفق، وأمهل المهلة وأبين البيان والطف اللطف، ولم تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال، فتذهب عنك حجتك، ولا يكون لك في ذلك درك، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المستشير ، فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة، وأشرت إليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به، وذلك ليكن منك في رحمة ولين، فإن اللين يؤنس الوحشة، وإن الغلظ يوحش موضع الانس، وإن لم

__________________

(٣٣) أثبتناه من المصدر.

(٣٤) في المصدر: روعته.

(٣٥) في الطبعة الحجرية: ولفظه، وما أثبتناه من المصدر.

١٦٥

يحضرك له رأي، وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك، دللته عليه وأرشدته إليه، فكنت لم تأله خيرا ولم تدخره نصحا، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المشير إليك ، فلا تتهمه بما يوقفك(٣٦) عليه من رأيه إذا أشار عليك، فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم، فكن عليه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيه، فأما تهمته فلا تجوز لك، إذا كان عندك ممن يستحق المشاورة، ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن(٣٧) مشورته، فإذا وافقك حمدت الله، وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والارصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع إليك، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق المستنصح ، فإن حقه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يحمل، ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه، وليكن مذهبك الرحمة، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الناصح ، فان تلين له جناحك، ثم تشرئب له قلبك، وتفتح له سمعك، حتى تفهم عنه نصيحته، ثم تنظر فيها، فإن كان وفق فيها للصواب، حمد الله على ذلك وقبلت منه وعرفت له نصيحته، وإن لم يكن وفق لها فيها، رحمته ولم تتهمه، وعلمت أنه لم يألك(٣٨) نصحا إلا أنه أخطأ، إلا أن يكون عندك مستحقا للتهمة، فلا تعبأ بشئ من أمره على كل حال، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الكبير ، فان حقه توقير سنه، واجلال اسلامه إذا كان من أهل الفضل في الاسلام، بتقديمه فيه، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى

__________________

(٣٦) في المصدر: يوافقك.

(٣٧) في المصدر زيادة: وجه.

(٣٨) إلى الرجل: إذا قصر وترك الجهد. وفيه قوله تعالى: ( لا يألونكم خبالا ) أي لا يقصرون لكم بالفساد. ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٩ ولسان العرب ج ١٤ ص ٣٩ ).

١٦٦

طريق، ولا تؤمه في طريق، ولا تستجهله، وان جهل عليك تحملت وأكرمته بحق اسلامه مع سنه، فإنما حق السن بقدر الاسلام، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق الصغير ، فرحمته تثقيفه وتعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به، والمعونة له، والستر على جرائر حداثته، فإنه سبب للتوبة، والمداراة له، وترك مما حكته، فان ذلك أدنى لرشده.

وأما حق السائل ، فاعطاؤه إذا تهيأت صدقة وقدرت على سد حاجته، والدعاء له فيما نزل به، والمعاونة على طلبته، وان شككت في صدقه، وسبقت إليه التهمة له، ولم تعزم على ذلك، ولم تأمن أن يكون من كيد الشيطان، أراد أن يصدك عن حظك، ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك، تركته بستره ورددته ردا جميلا، وان غلبت نفسك في امره، وأعطيته على ما عرض في نفسك، فان ذلك من عزم الأمور.

وأما حق المسؤول ، فحقه إن أعطى قبل منه ما أعطى، بالشكر له، والمعرفة لفضله، وطلب وجه العذر في منعه، وأحسن به الظن، واعلم أنه ان منع ماله منع، وأن ليس التثريب(٣٩) في ماله وإن كان ظالما، فان الانسان لظلوم كفار.

وأما حق من سرك الله به وعلى يديه ، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولا ثم شكرته على ذلك، بقدره في موضع الجزاء، وكافأته على فضل الابتداء، وأرصدت له المكافأة، وإن لم يكن تعمدها، حمدت الله وشكرته، وعلمت انه منه توحدك بها، وأحببت هذا إذا كان سببا من أسباب نعم الله عليك، وترجو له بعد ذلك خيرا، فان أسباب النعم بركة حيث ما كانت، وإن كان لم يعمد، ولا قوة إلا بالله.

__________________

(٣٩) تثرب عليه: لامه وعيره بذنبه ولا تثريب عليكم. معناه لا إفساد عليكم. ( لسان العرب ج ١ ص ٢٣٥ ).

١٦٧

وأما حق من ساء لك القضاء على يديه بقول أو فعل، فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك، لما فيه له من القمع وحسن الأدب، مع كثير أمثاله من الخلق، فان الله يقول:( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل  - إلى قوله -من عزم الأمور ) (٤٠) وقال عز وجل:( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) (٤١) هذا في العمد، فإن لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه، فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه، ولا قوة إلا بالله.

واما حق (٤٢) ملتك عامة ، فاضمار السلامة، ونشر جناح الرحمة، والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم إلى نفسه واليك، فان احسانه إلى نفسه احسانه إليك، إذا كف منك أذاه، وكفاك مؤونته، وحبس عنك نفسه، فعمهم جمعيا بدعوتك، وانصرهم جميعا بنصرتك، وأنزلهم جميعا منك منازلهم: كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ، فمن أتاك تعاهده بلطف ورحمة، وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه.

وأما حق أهل الذمة ، فالحكم فيهم ان تقبل فيهم ما قبل الله، وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده، وتكلهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك [ وبينهم ](٤٣) من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله حائل، فإنه بلغنا أنه قال: من ظلم معاهدا كنت خصمه، فاتق الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

__________________

(٤٠) الشورى ٤٢: ٤١ - ٤٣.

(٤١) النحل ١٦: ١٢٦.

(٤٢) في المصدر زيادة: أهل.

(٤٣) أثبتناه من المصدر.

١٦٨

فهذه خمسون حقا محيطا بك، لا تخرج منها(٤٤) في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها، والعمل في تأديتها، والاستعانة بالله جل ثناؤه على ذلك، ولا حول ولا قوة الا بالله، والحمد لله رب العالمين ).

قلت: قال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل(٤٥) : وروينا باسنادنا في كتاب الرسائل، عن محمد بن يعقوب الكليني، باسناده إلى مولانا زين العابدينعليه‌السلام ، أنه قال: ( فاما حقوق الصلاة، فان تعلم أنها وفادة. ) وساق مثل ما مر عن تحف العقول، ومنه يعلم أن هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق، مروي في رسائل الكليني على النحو المروي في التحف، لا على النحو الموجود في الفقيه والخصال(٤٦) المذكور في الأصل، والظاهر لكل من له انس بالأحاديث، ان الثاني مختصر من الأول، واحتمال أنهعليه‌السلام ذكر هذه الحقوق بهذا الترتيب مرة مختصرة لبعضهم، وأخرى بهذه الزيادات لاخر، في غاية البعد، ويؤيد الاتحاد أن النجاشي(٤٧) قال في ترجمة أبي حمزة: وله رسالة الحقوق عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، وهذا السند أعلى وأصح من طريق الصدوق في الخصال إلى محمد بن الفضيل، ولو كان في الرسالة هذا الاختلاف الشديد، لأشار إليه النجاشي كما هو ديدنه في أمثال هذا المقام، ثم إن الصدوق رواه في الخصال مسندا عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، وفي الفقيه عن إسماعيل بن الفضل، عنه، فتأمل. هذا ويظهر من بعض المواضع أن الصدوقرحمه‌الله كان يختصر الخبر الطويل، ويسقط منه

__________________

(٤٤) في الطبعة الحجرية: فيها، وما أثبتناه من المصدر.

(٤٥) فلاح السائل: النسخة المطبوعة خالية منه.

(٤٦) الفقيه ج ٢ ص ٣٧٦ ح ١٦٣٦ والخصال ص ٥٦٥.

(٤٧) رجال النجاشي ص ٨٣.

١٦٩

ما أدى نظره إلى اسقاطه، فروى في التوحيد(٤٨) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر قال: حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الا حدث الجنديسابوري(٤٩) قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن يزيد، عن عبد الله بن عبيد، عن أبي معمر السعداني: ان رجلا أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وساق خبرا طويلا، وكان الرجل من الزنادقة وجمع آيا من القرآن زعمها متناقضة، وعرضها عليهعليه‌السلام ، فأزال الشبهة عنه. وهذا الخبر رواه الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج(٥٠) عنهعليه‌السلام ، بزيادات كثيرة أسقطها الصدوق في التوحيد(٥١) ، والشاهد على أنه الذي أسقطها عنه، ان الساقط هو المواضع التي صرحعليه‌السلام بوقوع النقص والتغيير في القرآن المجيد، وهي تسعة مواضع، ولما لم يكن النقص والتغير من مذهبه القى منه ما يخالف رأيه، قال المحقق الكاظمي الشيخ أسد الله في كشف القناع(٥٢) : وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدا - إلى أن قال - وقد ذكر صاحب البحار(٥٣) حديثا عنه في كتاب التوحيد، عن الدقاق، عن الكليني، بإسناده عن أبي بصير، عن الصادقعليه‌السلام ، ثم قال: هذا الخبر مأخوذ من الكافي وفيه تغييرات عجيبة، تورث سوء الظن بالصدوق، وانه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل، انتهى. ومن هنا يختلج بالبال ان الزيارة الجامعة الكبيرة الشائعة، التي أوردها في الفقيه

__________________

(٤٨) التوحيد ص ٢٥٥.

(٤٩) في المصدر ( الأحدب الجند بنيسابور ).

(٥٠) الاحتجاج ص ٢٤٠.

(٥١) التوحيد ص ٢٥٤ ح ٥.

(٥٢) كشف القناع ص ٢١٣.

(٥٣) البحار ج ٥ ص ١٥٦ ح ٨.

١٧٠

والعيون(٥٤) ، ومنهما أخرجها الأصحاب في كتب مزارهم، ونقلوها في مؤلفاتهم، اختصرها من الجامعة المروية عن الهاديعليه‌السلام ، على ما رواه الكفعمي في البلد الأمين(٥٥) ، وأوردناها في باب نوادر أبواب المزار(٥٦) ، فإنها حاوية لما أورده فيهما مع زيادات كثيرة، لا يوافق جملة منها لمعتقده فيهمعليهم‌السلام ، فلاحظ وتأمل في الزيارتين، حتى يظهر لك صدق ما ادعيناه.

٤ -( باب استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها، وذكر نبذة منها)

[١٢٦٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثنا موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: ( قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسب الرجل دينه، ومروءته عقله، وحلمه(١) سروره، وكرمه تقواه ).

[١٢٦٦٦] ٢ - وبهذا الاسناد: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( إن أدناكم مني وأوجبكم علي شفاعة، أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس ).

[١٢٦٦٧] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال:

__________________

(٥٤) الفقيه ج ٢ ص ٣٧٠ ح ١٦٢٥، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٧٢ ح ١ وعنه في البحار ج ١٠٢ ص ١٢٧ ح ٤.

(٥٥) البلد الأمين ص ٢٩٧.

(٥٦) نوادر أبواب المزار من المستدرك الحديث ١٧.

الباب ٤

١ - الجعفريات ص ١٥٠.

(١) في نسخة ( خلقه ).

٢ - الجعفريات ص ١٥٠

٣ - الجعفريات ص ١٦٦.

١٧١

( من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأنفق(١) على والده، ورفق على ولده، ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه، ونشر(٢) عليه رحمته، ومن كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وادى أمانته، جعله الله في نوره الأعظم يوم القيامة ).

[١٢٦٦٨] ٤ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وادى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وادى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة ).

[١٢٦٦٩] ٥ - وبهذا الاسناد: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - قال: ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد(١) : أيها الناس، ان أقربكم من الله مجلسا أشدكم له خوفا، وان أحبكم إلى الله أحسنكم عملا، وان أعظمكم عنده نصيبا أعظمكم فيما عنده رغبة، ثم يقول عز وجل: لا اجمع عليكم اليوم خزي الدنيا وخزي الآخرة، فيأمر لهم بكراسي فيجلسون عليها، واقبل عليهم الجبار بوجهه، وهو راض عنهم، وقد أحسن ثوابهم ).

[١٢٦٧٠] ٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي عبيدة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من أغبط أوليائي عندي، رجل خفيف الحال، ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر،

__________________

(١) في المصدر: وارتفق.

(٢) وفيه: ويسر.

٤ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٥ - الجعفريات ص ٢٣٨.

(١) في المصدر زيادة: من السماء.

٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٧.

١٧٢

عجلت منيته، مات فقل تراثه، وقل بواكيه ).

[١٢٦٧١] ٧ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( يا أبا محمد، عليكم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحابة لمن صحبكم، وطول السجود، فان ذلك من سنن الأوابين ).

[١٢٦٧٢] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( الشريعة أقوالي، والطريقة أقوالي، والحقيقة أحوالي، والمعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، والخوف رفيقي، والعلم سلاحي، والحلم صاحبي، والتوكل زادي(١) ، والقناعة كنزي، والصدق منزلي، واليقين مأواي، والفقر فخري، وبه افتخر على سائر الأنبياء والمرسلين ).

ورواه العالم العارف المتبحر السيد حيدر الأملي، في كتاب أنوار الحقيقة وأطوار الطريقة وأسرار الشريعة(٢) ، قال: ويعضد ذلك كله قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الشريعة أقوالي ) الخ.

[١٢٦٧٣] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( أروي عن العالمعليه‌السلام قال: ما نزل من السماء أجل ولا أعز من ثلاثة: التسليم، والبر، واليقين، وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله جل وعلا، أوحى إلى آدمعليه‌السلام : أن اجمع الكلام كله في أربع كلمات، فقال: يا رب بينهن لي، فأوحى الله إليه: واحدة لي، وأخرى لك، وأخرى بيني

__________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨٦ ح ٤٣.

٨ - عوالي الآلي

(١) في نسخة: ردائي.

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصه: ( ذكرنا في أوائل الفائدة الثانية من الخاتمة صورة إجازة فخر المحققين للسيد حيدر الآملي نقلناها من خطه ) ( منه قده ).

٩ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

١٧٣

وبينك، وأخرى بينك وبين الناس، فالتي لي: تؤمن بي ولا تشرك بي شيئا، والتي لك: فأجازيك عنها أحوج ما تكون إلى المجازاة، والتي بينك وبيني: فعليك الدعاء وعلي الإجابة، والتي بينك وبين الناس: فان ترضى لهم ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك ).

[١٢٦٧٤] ١٠ - ( وأروي انه سئل العالمعليه‌السلام ، عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفرو، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا(١) ).

[١٢٦٧٥] ١١ - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( المؤمن يكون صادقا في الدنيا، واعي(١) القلب، حافظ الحدود، وعاء العلم، كامل العقل، مأوى الكرم، سليم القلب، ثابت الحلم، عاطف اليقين(٢) ، باذل المال، مفتوح الباب للاحسان، لطيف اللسان، كثير التبسم، دائم الحزن، كثير التفكر، قليل النوم، قليل الضحك، طيب الطبع، مميت الطمع، قاتل الهوى، زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، يحب الضيف، ويكرم اليتيم، ويلطف الصغير، ويرفق(٣) الكبير، ويعطي السائل، ويعود المريض، ويشبع الجنائز، ويعرف حرمة القرآن، ويناجي الرب، ويبكي على الذنوب، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، أكله بالجوع، وشربه بالعطش، وحركته بالأدب، وكلامه بالنصيحة، وموعظته بالرفق، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا إياه، ولا يشغل الا بالثناء والحمد، ولا يتهاون، ولا يتكبر، ولا يفتخر بمال الدنيا، مشغول بعيوب

__________________

١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

(١) في الطبعة الحجرية: غضوا، وما أثبتناه من المصدر.

١١ - جامع الأخبار ص ٩٩.

(١) في نسخة: راعي.

(٢) في المصدر: اليدين.

(٣) في نسخة: يوقر.

١٧٤

نفسه، فارغ عن عيوب غيره، الصلاة قرة عينه، والصيام حرفته وهمته، والصدق عادته، والشكر مركبه، والعقل قائده، والتقوى زاده، والدنيا حانوته، والصبر منزله، والليل والنهار رأس ماله، والجنة مأواه، والقرآن حديثه، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شفيعه، والله جل ذكره مؤنسه ).

[١٢٦٧٦] ١٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( كن تقيا تكن أورع الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحبب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك فإنه يميت القلب ).

[١٢٦٧٧] ١٣ - وعن عليعليه‌السلام : ( أحبكم إلى الله أكثركم له ذكرا، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وأنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا، وقالعليه‌السلام : التواضع عن الشريف عز الشريف، وحلية المؤمن الورع، والجود جمال الفقير، وقيمة كل امرئ ما يحسن ).

[١٢٦٧٨] ١٤ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان، عن سليم الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن ( محمد بن نضر بن قرواش )(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( ان صاحب الدين فكر فغلبته(٢) السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أعطي، وانفرد فكفي الأحزان(٣) ، ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى السرور، وطرح(٤) الحسد فظهرت المحبة، ولم يخف الناس فلم يخفهم، ولم يذنب إليهم فسلم منهم،

__________________

١٢، ١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - أمالي المفيد ص ٥٢ ح ١٤.

(١) في الطبعة الحجرية: ( محمد بن نصر بن قرداش ) وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٣٠١ ).

(٢) في المصدر: فعلته.

(٣) في المصدر: الاخوان.

(٤) في المصدر: واطرح.

١٧٥

وسخط(٥) نفسه عن كل شئ ففاز، واستكمل الفضل وابصر العافية فأمن الندامة ).

[١٢٦٧٩] ١٥ - وعن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب معا، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال موسى بن عمرانعليه‌السلام : إلهي من أصفياؤك من خلقك؟ قال: ( الري الكفين الري القدمين )(١) ، يقول صدقا، ويمشي هونا، فأولئك تزول الجبال ولا يزالون، قال: إلهي فمن ينزل دار القدس عندك؟ قال: الذين لا تنظر(٢) أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون اسرارهم في الدين، ولا يأخذون على الحكومة الرشاء، الحق في قلوبهم، والصدق في(٣) ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا، وفي دار القدس [ عندي ](٤) في الآخرة ).

[١٢٦٨٠] ١٦ - وعن الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: ( لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلوا قليل الذنوب، فان قليل الذنوب تجتمع حتى يصير كثيرا، وخافوا الله عز

__________________

(٥) في المصدر: ( وسخت ).

١٥ - أمالي المفيد ص ٨٥ ح ١، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٧٨ ح ١٣.

(١) الظاهر أن المقصود من ري الكفين وري القدمين كناية عن كثرة الخير والسخاء، وفي البحار: الندي الكفين وتفيد نفس المعنى السابق، وقال العلامة المجلسي ( قده ): ( وفي بعض النسخ ( البري القدمين ) أي أنهما بريئان من الخطأ ومحتمل الرسي: أي الثابت القدمين في الخير ).

(٢) في المصدر: ( ينظر ).

(٣) في المصدر: ( على ).

(٤) أثبتناه من المصدر.

١٦ - أمالي المفيد ص ١٥٧ ح ٨.

١٧٦

وجل في السر، حتى تعطوا من أنفسكم النصف، وسارعوا إلى طاعة الله، واصدقوا الحديث، وأدوا الأمانة، فإنما ذلك لكم، ولا تدخلوا فيما لا يحل، فإنما ذلك عليكم ).

[١٢٦٨١] ١٧ - وعن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة(١) ، عن عجلان أبي صالح، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ( أنصف الناس من نفسك، وأسهمهم في مالك، وارض لهم بما ترضى لنفسك، واذكر الله كثيرا، وإياك والكسل والضجر، فان أبي بذلك كان يوصيني، وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل، انك إذا كسلت(٢) لم تؤد ( حق الله )(٣) ، وان ضجرت لم تؤد إلى أحد حقا، وعليك بالصدق، والورع، وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف ).

[١٢٦٨٢] ١٨ - وبالإسناد عن علي بن مهزيار [ عن علي بن أسباط ](١) قال: أخبرني أبو إسحاق الخراساني - صاحب كان لنا - قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: ( لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا، ولا ترخصوا لأنفسكم [ فتدهنوا ](٢) ولا تداهنوا في الحق فتخسروا، ان الحزم ان تتفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا، وان أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه، وان أغشكم [ لنفسه ](٣) أعصاكم لربه، من يطع الله

__________________

١٧ - أمالي المفيد ص ١٨١ ح ٤.

(١) في الطبعة الحجرية: ( فضلان ) وما أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ٢٧٤ ).

(٢) في نسخة: تكاسلت.

(٣) في المصدر: ( إلى الله حقه ).

١٨ - أمالي المفيد ص ٢٠٦ ح ٣٨.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه ليستقيم السند ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٦٣ و ج ٢١ ص ١٦ ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

يأمن ويرشد، ومن يعصه يخب ويندم، واسألوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، وخير ما دار في القلب اليقين، أيها الناس إياكم والكذب، فان كل راج طالب، وكل خائف هارب ).

[١٢٦٨٣] ١٩ - وفي الاختصاص: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه كان إذا خطب قال في آخر خطبته: ( طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وامسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه ).

[١٢٦٨٤] ٢٠ - الكراجكي في كنز الفوائد: عن لقمان الحكيم، أنه قال في وصيته لابنه: يا بني أحثك على ست خصال، ليس منها خصلة الا وتقربك إلى رضوان الله عز وجل، وتباعدك عن سخطه، الأولة: ان تعبد الله لا تشرك به شيئا، والثانية: الرضى بقدر الله فيما أحببت أو كرهت، والثالثة: ان تحب في الله وتبغض في الله، والرابعة: تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، والخامسة: تكظم الغيظ، وتحسن إلى من أساء إليك، والسادسة: ترك الهوى، ومخالفة الردى ).

[١٢٦٨٥] ٢١ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن نجيح، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( قال سليمان بن داودعليه‌السلام : أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضى والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل على كل حال ).

[١٢٦٨٦] ٢٢ - أبو علي محمد بن همام في التمحيص: روي أن رسول الله ( صلى

__________________

١٩ - الاختصاص ص ٢٢٨.

٢٠ - كنز الفوائد ص ٢٧٢، وعنه في البحار ج ٧٨ ص ٤٥٧.

٢١ - الخصال ص ٢٤١ ح ٩١.

٢٢ - التمحيص ص ٧٤ ح ١٧١.

١٧٨

الله عليه وآله ) قال: لا يكمل المؤمن ايمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال، فعل وعمل ونية، وظاهر وباطن، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا رسول الله، ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال: يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر، جوهري(١) الذكر، كثيرا علمه(٢) ، عظيما حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا، وأذلهم نفسا، ضحكه تبسما، وافهامه تعلما، مذكر الغافل، معلم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة، ولا يذكر أحدا بغيبة، بريئا من المحرمات، واقفا عند الشبهات، كثير العطاء، قليل الأذى، عونا للغريب، وأبا لليتيم، بشره في وجهه، وحزنه(٣) في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من الشهد، وأصلد من الصلد، لا يكشف سرا، ولا يهتك سترا، لطيف الحركات، حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصمت، حليما إذا جهل عليه، صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أمينا على الأمانات، بعيدا من الخيانات، إلفه التقى، وحلفه(٤) الحياء، كثير الحذر، قليل الزلل، حركاته أدب، وكلامه عجيب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة، وقورا، صبورا، رضيا، شكورا، قليل الكلام، صدوق اللسان، برا، مصونا، حليما، رفيقا، عفيفا، شريفا، لا لعان، ولا نمام، ولا كذاب، ولا مغتاب، ولا سباب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشا، بشاشا، لا حساس، ولا جساس، يطلب من الأمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولا بحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذا قوة في لين، وعزمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم في من يحب، صبور في الشدائد، لا يجور، ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي، الفقر

__________________

(١) في نسخة ( جهوري )

(٢) في نسخة ( عمله ).

(٣) في نسخة ( خوفه ).

(٤) في المصدر: خلقه.

١٧٩

شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة كثير الصيام، طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقي، وعلمه زكي، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، يصوم رغبا ويصلي رهبا، ويحسن في عمله كأنه ناظر إليه، غض الطرف، سخي الكف، لا يرد سائلا، ولا يبخل بنائل، متواصلا إلى الاخوان، مترادفا إلى الاحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في حبه، لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يرد الحق من عدوه، ولا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم الا ليعمل، قليلا حقده، كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وان سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلته، ويرضى(٥) ما مضى من قديم صحبته ).

[١٢٦٨٧] ٢٣ - ثقة الاسلام في الكافي: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر، عن الحسن بن يحيى، عن ( قثم أبو قتادة الحراني )(١) ، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( قام رجل يقال له: همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا، إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يخطب، فقال يا أمير المؤمنين، صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه، فقال: يا همام، المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لا حقود، ولا حسود، ولا وثاب، ولا سباب، ولا غياب(٢) ، ولا مرتاب(٣) ، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة،

__________________

(٥) في المصدر: ويرعى.

٢٣ - الكافي ج ٢ ص ١٧٩ ح ١.

(١) في الطبعة الحجرية: قتم بن أبي قتادة الحمراني، وما أثبتناه من المصدر ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٧٦ ).

(٢) في المصدر: عياب.

(٣) وفيه: مغتاب.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

وآله )، قال: ( طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وأذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه من غير معصية ).

٢٩ -( باب استحباب التواضع عند تجدد النعمة)

[١٣٠٩٦] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن محمد بن سنان، عن بسطام الزيات، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( لما قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة، قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أحدثك يا رسول الله: دخلت على النجاشي يوما من الأيام وهو في غير مجلس الملك، وفي غير رياشه(١) ، وفي غير زيه، قال: فحييته بتحية الملك، وقلت له: يا أيها الملك مالي أراك في غير مجلس الملك وفي غير رياشه وفي غير زيه!؟ فقال: إنا نجد في الإنجيل أن من أنعم الله عليه بنعمة فليشكر الله، ونجد في الإنجيل أن ليس من الشكر لله شئ يعدله مثل التواضع، وأنه ورد علي في ليلتي هذه أن ابن عمك محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أظفره الله بمشركي أهل بدر، فأحببت أن أشكر الله تعالى بما ترى ).

[١٣٠٩٧] ٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري، عن عبيد الله بن محمد الواسطي، عن أبي جعفر محمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم بن سعدان، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه أنه قال: ( أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب، وعليه خلقان الثياب، قال: فقال جعفر بن أبي طالب: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا، قال:

__________________

الباب ٢٩

١ - الزهد ص ٥٧.

(١) الرياش: الأثاث من لباس أو حشو أو فراش أو دثار. واللباس الحسن الفاخر، ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٠٩ ).

٢ - أمالي المفيد ص ٢٣٨.

٣٠١

الحمد لله الذي نصر محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقر عيني فيه، ألا أبشركم؟ فقلت: بلى أيها الملك، فقال: إنه جاء في الساعة من نحو أرضكم عين(١) من عيوني هناك، فأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان، وقتل فلان وفلان، التقوا بواد يقال له: بدر، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك، وهو رجل من بني ضمرة، فقال له جعفر: أيها الملك الصالح، فما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذا الخلقان(٢) ؟ فقال: يا جعفر، إنا نجد فيما أنزل على عيسىعليه‌السلام ، إن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عندما يحدث لهم من النعمة، فلما أحدث الله لي نعمة نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أحدثت لله هذا التواضع، [ قال: ](٣) فلما بلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك، قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرحمكم(٤) الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله ).

٣٠ -( باب تأكد استحباب التواضع للعالم والمتعلم)

[١٣٠٩٨] ١ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن [ محمد بن ](١) الحسين بن أبي الخطاب، عن

__________________

(١) العين: هو الذي يأتي بالاخبار الجاسوس ( لسان العرب ج ١٣ ص ٣٠٣ ).

(٢) خلق الثوب: بلي، وثوب خلق: بال، غير جديد والجمع خلقان ( لسان العرب ج ١٠ ص ٨٨ ).

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: ( يرفعكم ).

الباب ٣٠

١ - أمالي الصدوق ص ٢٩٤.

(١) أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٤٣ و ج ١٥ ص ٢٩٦ ).

٣٠٢

الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله الصادقعليه‌السلام يقول: ( اطلبوا العلم، وتزينوا [ معه ](٢) بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين، فيذهب(٣) باطلكم بحقكم ).

[١٣٠٩٩] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( وتواضع العلماء وأهل الدين ).

[١٣١٠٠] ٣ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث المعراج - إلى أن قال: ( قال الله تبارك وتعالى: يا احمد، إن عيب(١) أهل الدنيا كثير، فيهم الجهل والحمق، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه ) الخبر.

٣١ -( باب استحباب التواضع في المأكل والمشرب ونحوهما)

[١٣١٠١] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( افطر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشية الخميس في مسجد قبا، فقال: هل من شراب؟ فاتاه أوس بن خولي(١) الأنصاري بعس من لبن مخيض بعسل، فلما وضعه على فيه نحاه، ثم قال: شرابان ويكتفى بأحدهما عن صاحبه، لا اشربه ولا أحرمه، ولكني أتواضع لله، فإنه من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر خفضه(٢) الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه، ومن

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: ( فذهب ).

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

٣ - إرشاد القلوب ص ٢٠١.

(١) لم ترد في المصدر.

الباب ٣١

١ - الزهد ص ٥٥.

(١) في الطبعة الحجرية والمصدر: ( خولة ) وما أثبتناه هو الصواب ( راجع الإصابة ج ١ ص ٨٤ والاستيعاب ج ١ ص ٧٧ ).

(٢) في نسخة: ( خذله ).

٣٠٣

بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله ).

[١٣١٠٢] ٢ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ( من ترك لبس ثوب جمال - وهو يقدر عليه - تواضعا، كساه الله تعالى حلة الكرامة ).

٣٢ -( باب وجوب ايثار رضى الله على هوى النفس، وتحريم العكس)

[١٣١٠٣] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ( قال الله: وعزتي وجلالي، وجمالي وبهائي، وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه، إلا كففت عليه ضيعته، وجعلت غناه في نفسه، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ).

[١٣١٠٤] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي، وجمالي وبهائي، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه، إلا جعلت غناه في قلبه، وهمه في آخرته، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات ) وذكر مثله.

ورواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول(١) : عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام قال: ( يا هشام، قال الله عز وجل ) وذكر مثله.

[١٣١٠٥] ٣ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي، وعظمتي وكبريائي، ونوري، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي، إلا شتت

__________________

٢ - جامع الأخبار: لم نجده في مظانه.

الباب ٣٢

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٧.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٦.

(١) تحف العقول ص ٢٩٤.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٧.

٣٠٤

عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم أؤته منها إلا ما قدرت له، وعزتي وجلالي، وعظمتي وكبريائي، ونوري، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه، إلا استحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، واتته الدنيا وهي راغمة ).

[١٣١٠٦] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: يقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علوي، لا يؤثر عبد هواي على هواه، إلا جعلت غناه في قلبه، وهمه في آخرته، وكففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء حاجته، واتته الدنيا وهي راغمة، وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علوي، لا يؤثر عبد هواه على هواي، إلا قطعت رجاه، ولم ارزقه منها(١) إلا ما قدرت له ).

[١٣١٠٧] ٥ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد الأسدي، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الرحمن [ بن ](١) عبيد [ بن ](٢) أبي الكنود وغيره، قال: لما قدم علي بن أبي طالبعليه‌السلام من البصرة إلى الكوفة - إلى أن قال - ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ( أما بعد يا أهل الكوفة، فإن لكم في الاسلام فضلا ما لم تبدلوا وتغيروا - إلى أن قال - ألا إن أخوف ما خاف عليكم، اتباع الهوى، وطول الامل، فاما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة ) الخبر.

__________________

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

(١) في المصدر: منه.

٥ - وقعة صفين ص ٣.

(١، ٢) أثبتناه من المصدر، انظر معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٧ و ٣٣٩، وفيه: عبد الرحمان بن عبد ( عبيد )، ورجال الشيخ ص ٥٣، وجامع الرواة ج ١ ص ٤٥٢، واختلفت الكتب في كنيته فقد جاء تارة ( ابن أبي الكنود ) وتارة ( ابن الكنود ) فلاحظ.

٣٠٥

٣٣ -( باب وجوب تدبر العاقبة قبل العمل)

[١٣١٠٨] ١ - الصدوق في العيون والأمالي: عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون الصوفي، عن عبيد الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما‌السلام : حدثني بحديث عن آبائك، فقال: ( حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم ) الخبر.

[١٣١٠٩] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( أتى رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: علمني، فقال عليك باليأس مما في أيدي الناس، فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك خيرا ورشدا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه ).

[١٣١١٠] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال لولده الحسينعليه‌السلام : ( ومن تورط في الأمور بغير نظر في العواقب، فقد تعرض للنوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم ).

[١٣١١١] ٤ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في وصية لعبد الله بن جندب: ( وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه، قبل أن تقع فيه فتندم ) الخبر.

__________________

الباب ٣٣

١ - أمالي الصدوق ص ٣٦٣، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٥٤.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٤٥.

٣ - تحف العقول ص ٦٠.

٤ - تحف العقول ص ٢٢٤.

٣٠٦

[١٣١١٢] ٥ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان خيرا فأسرع إليه، وإن كان شرا فانته عنه ).

[١٣١١٣] ٦ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من نظر في العواقب، سلم في النوائب ).

[١٣١١٤] ٧ - البحار: نقلا عن الدرة الباهرة قال: أوصى آدم ابنه شيث بخمسة أشياء، وقال له: اعمل بها، وأوص بها بنيك من بعدك - إلى أن قال - الثالثة: إذا عزمتم على أمر فانظروا إلى عواقبه، فاني لو نظرت في عاقبة أمري، لم يصبني ما أصابني ) الخبر.

[١٣١١٥] ٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من نظر في العواقب، سلم ( من النوائب )(١) ).

وقالعليه‌السلام : ( من ركب العجل، أدرك الزلل. من عجل ندم على العجل )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( الفكر في العواقب، ينجي من المعاطب )(٣) .

وقالعليه‌السلام : ألا ومن تورط في الأمور من غير نظر في العواقب، فقد تعرض لمفدحات(٤) النوائب )(٥) .

__________________

٥ - كنز الفوائد ص ١٩٤.

٦ - عوالي الآلي ج ١ ص ٢٩٦ ح ١٩٧.

٧ - البحار ج ٧٨ ص ٤٥٢ ح ١٩.

٨ - غرر الحكم ج ٢ ص ٦٢٣ ح ٢٦٧.

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٣١ ح ٣٩٤ و ٣٩٥.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٥٤ ح ١٤٩٨.

(٤) فدحه الامر: بهضه وثقل عليه ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٩٧ ).

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ١٦٥ ح ٢٦.

٣٠٧

وقالعليه‌السلام : ( أصل السلامة من الزلل، الفكر قبل الفعل، والروية قبل الكلام )(٦) .

وقالعليه‌السلام (٧) : ( إذا لوحت الفكر في أفعالك، حسنت عواقبك في كل امر ).

وقالعليه‌السلام (٨) : ( رو قبل الفعل، كي لا تعاب بما تفعل ).

٣٤ -( باب وجوب انصاف الناس ولو من نفسك)

[١٣١١٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد الاعمال ثلاثة: انصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكرك الله تعالى في كل حال ).

[١٣١١٧] ٢ - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: ( ثلاثة من حقائق الايمان: الانفاق من الاقتار، والانصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم ).

[١٣١١٨] ٣ - وبهذا الاسناد عنهعليه‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : السابقون إلى ظل العرش طوبى لهم، قلنا: يا رسول الله، ومن هم؟ قال: الذين يقبلون الحق إذا سمعوه، ويبذلونه إذا سئلوه، ويحكمون للناس كحكمهم لأنفسهم، هم السابقون إلى ظل العرش ).

__________________

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٩ ح ٢٧٢.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٩ ح ١٣١ باختلاف يسير.

(٨) غرر الحكم ج ١ ص ٤٢٤ ح ٥٩.

الباب ٣٤

١ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٢ - الجعفريات ص ٢٣١.

٣ - الجعفريات ص ١٨٣.

٣٠٨

[١٣١١٩] ٤ - الصدوق في الخصال: عن ماجيلويه، عن عمه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( من أنصف الناس من نفسه، رضي به حكما لغيره ).

[١٣١٢٠] ٥ - المفيد في أماليه: عن الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم(١) عن محمد بن عيسى، عن عبيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وخافوا الله عز وجل في السر، حتى تعطوا من أنفسكم النصف(٢) ) الخبر.

[١٣١٢١] ٦ - وفي الاختصاص: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا خطب قال آخر خطبته: ( طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وامسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه ).

[١٣١٢٢] ٧ - البحار، عن علي بن بابويه في كتاب الإمامة والتبصرة: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه،عليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله، وفيه: ( وامسك الفضل من قوله ).

__________________

٤ - الخصال ص ٨.

٥ - أمالي المفيد ص ١٥٧.

(١) في الطبعة الحجرية زيادة ( عن أبيه ) والصحيح ما أثبتناه كما في المصدر ومعاجم الرجال ( راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ٣١٨ و ج ١١ ص ١٩٥. و ج ١٧ ص ١١١ ).

(٢) النصف: المعاملة بالعدل والقسط ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٢٤ ).

٦ - الاختصاص ص ٢٢٨.

٧ - البحار ج ٦٩ ص ٤٠٠ ح ٩٥ بل عن جامع الأحاديث ١٧.

٣٠٩

[١٣١٢٣] ٨ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أنصف الناس من نفسك، وأنصح الأمة وأرحمهم، فإذ كنت كذلك وغضب الله على أهل بلدة وأنت فيها، وأراد أن ينزل عليهم العذاب، نظر إليك فرحمهم بك، يقول الله تعالى:( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) (١) ).

[١٣١٢٤] ٩ - نهج البلاغة: في عهده إلى الأشتررحمه‌الله : ( أنصف الله، ( وأنصف الناس من نفسك، ومن ( خاصتك، ومن أهلك )(١) ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك أن لا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب ) الخبر.

[١٣١٢٥] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( ان أعظم المثوبة مثوبة الانصاف ).

وقالعليه‌السلام (١) : ( إن أفضل الايمان، انصاف الرجل(٢) من نفسه ).

وقالعليه‌السلام (٣) : ( إنك إن أنصفت من نفسك أزلفك(٤) الله ).

وقالعليه‌السلام (٥) : ( مع الانصاف تدوم الاخوة ).

__________________

٨ - مكارم الأخلاق ص ٢٥٧.

(١) هود ١١: ١١٧.

٩ - نهج البلاغة ٣: ٩٥.

(١) في المصدر: ( خاصة أهلك ).

١٠ - الغرر ج ١ ص ٢١٥ ح ١٢.

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٢١٩ ح ٦٣.

(٢) في المصدر: ( المرء ).

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ٢٨٧ ح ١٧.

(٤) أزلفه: قربه وأدناه ( مجمع البحرين ( زلف ) ٥: ٦٧ ).

(٥) المصدر نفسه ج ٢ ص ٧٥٨ ح ٢٤.

٣١٠

٣٥ -( باب انه يجب على المؤمن أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها)

[١٣١٢٦] ١ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: عن كتاب الرسائل للكليني، باسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في وصيته للحسنعليه‌السلام قال: ( يا بني فتفهم وصيتي، واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب ان تظلم، وأحسن كما تحب ان يحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس ما ترضى لهم منك ) الخبر.

ورواه في نهج البلاغة: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٣١٢٧] ٢ - الصدوق في الأمالي: باسناده في خبر الشيخ الشامي، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( يا شيخ، ارض للناس ما ترضى لنفسك، وائت إلى الناس ما تحب ان يؤتى إليك ).

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: مثله(١) .

[١٣١٢٨] ٣ - أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر: عن لقمان، أنه قال لابنه في وصيته: ( يا بني أحثك على ست خصال، ليس منها خصلة إلا تقربك إلى الله تعالى - إلى أن قال - والرابعة: تحب للناس ما تحب لنفسك، ( وتكره

__________________

الباب ٣٥

١ - كشف المحجة: ١٦٤.

(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ٥١.

٢ - أمالي الصدوق ص ٣٢٢.

(١) الغايات ص ٦٦.

٣ - معدن الجواهر ص ٥٥.

٣١١

لهم ما تكره لنفسك )(١) ) الخبر.

[١٣١٢٩] ٤ - محمد بن إدريس في آخر السرائر: نقلا عن كتاب المحاسن لأحمد ابن محمد البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( جاء اعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يريد بعض غزواته، فاخذ بغرز راحلته، فقال: يا رسول الله علمني شيئا ادخل الجنة به، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فائته إليهم، خل سبيل الراحلة ).

٣٦ -( باب استحباب اشتغال الانسان بعيب نفسه عن عيب غيره)

[١٣١٣٠] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن ثابت قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عمى ان يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه ).

ورواه المفيد في أماليه: عن الصدوق، عن محمد بن موسى المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد البرقي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، مثله(١) .

[١٣١٣١] ٢ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل،

__________________

(١) ليس في المصدر.

٤ - السرائر ص ٤٩٢.

الباب ٣٦

١ - كتاب عاصم بن حميد ص ٢٦.

(١) أمالي المفيد ص ٦٧.

٢ - تحف العقول ص ١٠٥ و ١٠٦.

٣١٢

ويرجي(١) التوبة بطول الامل - إلى أن قال - يستكثر من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه ويستكثر من طاعته ما يحتقر من غيره، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأدنى من عمله، فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن ) الخبر.

ورواه في النهج(٢) : عنهعليه‌السلام ، مثله.

[١٣١٣٢] ٣ - وعن عبد الله بن جندب، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: ( قال عيسى بن مريمعليه‌السلام : طوبى لمن جعل بصره في قلبه، ولم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبكم كهيئة العبد، إنما الناس رجلان: مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية ).

[١٣١٣٣] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في وصيته للحسينعليه‌السلام : ( واعلم - أي بني - أنه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره - إلى أن قال - أي بني، من نظر في عيوب الناس، ورضي ( نفسه بهذا )(١) فذاك الأحمق بعينه ).

[١٣١٣٤] ٥ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، [ عن أبيه ](١) عن علي بن أسباط، عنهمعليهم‌السلام قال: ( كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى عيسى بن مريمعليه‌السلام ، ان قال له: - إلى أن قال - يا عيسى، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب ) الخبر.

__________________

(١) أرجى الامر يرجيه: أخره، يجئ مهموزا وغير مهموز ( لسان العرب ( ( رجا ) ج ١٤ ص ٣١١ ).

(٢) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٨٩.

٣ - تحف العقول ص ٢٢٥.

٤ - تحف العقول ص ٥٨ و ٥٩.

(١) في المصدر: ( لنفسه بها ).

٥ - الكافي ج ٨ ص ١٤٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣١٣

ورواه الصدوق في الأمالي(٢) : عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

[١٣١٣٥] ٦ - المفيد في الإختصاص: عن أبي حمزة الثمالي، عن الباقر والسجادعليهما‌السلام ، انهما قالا في حديث: ( وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس(١) ما يعمي عنه من نفسه(٢) ، أو ينهى الناس عما لا يستطيع ( التحول عنه )(٣) وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

[١٣١٣٦] ٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( أيها الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتواضع من غير منقصة ) الخبر.

[١٣١٣٧] ٨ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه ).

[١٣١٣٨] ٩ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( اشتغالك بمعايب نفسك يكفيك العار ).

__________________

(٢) أمالي الصدوق ص ٤٢٠ وفيه: بمنزلة نظر الرب.

٦ - الاختصاص ص ٢٢٨.

(١) في المصدر: من عيوب غيره.

(٢) في المصدر: من عيب نفسه.

(٣) وفيه: تركه.

٧ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧٠.

٨ - مشكاة الأنوار ص ٢٤٤.

٩ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٥٥ ح ١٥٢٠.

٣١٤

وقالعليه‌السلام (١) : ( الكيس من كان غافلا عن غيره، ولنفسه كثير التقاضي(٢) ).

وقالعليه‌السلام (٣) : ( أفضل الناس من شغلته معايبه عن عيوب الناس ).

وقالعليه‌السلام (٤) : ( أكبر العيب أن تعيب غيرك بما هو فيك ).

وقالعليه‌السلام (٥) : ( شر الناس من كان متتبعا لعيوب الناس، عميا [ عن ](٦) معايبه ).

وقالعليه‌السلام (٧) : ( عجبت لمن ينكر عيوب الناس، ونفسه أكثر شئ معابا ولا يبصرها، عجبت لمن يتصدى لصلاح الناس، ونفسه أشد شئ فسادا فلا يصلحها، ويتعاطى اصلاح غيره ).

وقالعليه‌السلام (٨) : ( كفى بالمرء شغلا بمعايبه عن معايب الناس ).

وقالعليه‌السلام (٩) : ( كفى بالمرء غباوة، ان ينظر من عيوب الناس إلى ما خفي عليه من عيوبه ).

وقالعليه‌السلام (١٠) : ( كفى بالمرء جهلا، ان يجهل عيوب نفسه، ويطعن على الناس بما لا يستطيع التحول عنه ).

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٨٦ ح ٢٠٠٩.

(٢) تقاضى الرجل صاحبه: طلب حقه منه ( لسان العرب ج ١٥ ص ١٨٨ ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٨ ح ٢٦٤.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٤ ح ٣٤٥.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٤٤٧ ح ٦٧.

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٩٥ ح ١٩ و ٢٠.

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٥٨ ح ٤٨.

(٩) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٥٩ ح ٥٥.

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٦٠ ح ٦٣.

٣١٥

وقالعليه‌السلام (١١) : ( لينهك عن ذكر(١٢) معايب الناس ما تعرف من معايبك ).

وقالعليه‌السلام (١٣) : ( ليكف من علم منكم عن عيب غيره، ما يعرف عن عيب نفسه ).

وقالعليه‌السلام (١٤) : ( من أبصر عيب نفسه لم يعب أحدا ).

وقالعليه‌السلام (١٥) : ( من بحث عن عيوب الناس فليبدأ بنفسه ).

وقالعليه‌السلام : ( من أنكر عيوب الناس ورضيها لنفسه، فذلك الأحمق ).

وقالعليه‌السلام (١٧) : ( لا تتبعن عيوب الناس، فان لك من عيوبك - ان عقلت - ما يشغلك ان تعيب أحدا ).

٣٧ -( باب وجوب العدل)

[١٣١٣٩] ١ - الصدوق في الخصال: عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن جده الحسن، عن عمرو بن عثمان، عن سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسينعليه‌السلام : أخبرني بجميع شرائع الدين، قال: ( قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد ).

__________________

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٨٣ ح ٤٢.

(١٢) ليس في المصدر.

(١٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٨٣ ح ٤٥.

(١٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥٢ ح ٧٢٠.

(١٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥٩ ح ٨٢٨.

(١٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٨٩ ح ١٢٠٤.

(١٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٠٩ ح ١٤٥.

الباب ٣٧

١ - الخصال ص ١١٣.

٣١٦

[١٣١٤٠] ٢ - وعن عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري، عن علي بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: ( استعمال العدل والاحسان مؤذن بدوام النعمة ).

[١٣١٤١] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه سئل عن صفة العدل من الرجل، فقال: ( إذا غض طرفه عن المحارم، ولسانه، عن المآثم، وكفه عن المظالم ).

[١٣١٤٢] ٤ - سبط الطبرسي في المشكاة: عن مجموع السيد ناصح الدين أبي البركات، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة، قيام ليلها، وصيام نهارها ).

[١٣١٤٣] ٥ - المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسين، عن عبيس بن هشام، عن عبد الكريم، عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه، وإن قل! ).

[١٣١٤٤] ٦ - وعن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( العدل أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك ).

[١٣١٤٥] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( العدل ميزان الله في الأرض، فمن أخذه قاده إلى

__________________

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٣ ح ٥٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٦ ح ٩.

٣ - تحف العقول ص ٢٧٢.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٣١٦.

٥ - الاختصاص ص ٢٦١.

٦ - الاختصاص ص ٢٦٢.

٧ - لب اللباب: مخطوط.

٣١٧

الجنة، ومن تركه ساقه إلى النار ).

[١٣١٤٦] ٨ - الآمدي في الغرر: أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( في العدل إصلاح البرية، في العدل الاقتداء بسنة الله، في العدل الاحسان ).

وقالعليه‌السلام : ( غاية العدل أن يعدل المرء في نفسه )(١) .

وقالعليه‌السلام : ( العدل حياة، الجور ممحاة )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( العدل خير الحكم )(٣) .

وقالعليه‌السلام : ( العدل حياة الاحكام، الصدق روح الكلام )(٤) .

وقالعليه‌السلام : ( العدل يصلح البرية )(٥) .

وقال: ( العدل فضيلة السلطان )(٦) .

وقال: ( العدل قوام الرعية، الشريعة صلاح البرية )(٧) .

وقال: ( العدل أقوى أساس )(٨) .

وقال: ( العدل أفضل سجية(٩) ).

__________________

٨ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥١٣ ح ٤٩، ٥٤، ٤٠.

(١) المصدر نفسه ج ٢ ص ٥٠٤ ح ٢٣.

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ١٣ ح ٣٠٧، ٣٠٨.

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ١٤ ح ٣٥٥.

(٤) المصدر نفسه ج ١ ص ١٧ ح ٤٤٠، ٤٤١.

(٥) الغرر ج ١ ص ٢٠ ح ٥٥١.

(٦) الغرر ج ١ ص ٢٢ ح ٦٦٣.

(٧) المصدر نفسه ج ١ ص ٢٦ ح ٧٤٩ و ٧٥٠.

(٨) الغرر ج ١ ص ٣٠ ح ٩١٣.

(٩) الغرر ج ١ ص ٣٣ ح ١٠٢٠.

٣١٨

وقال: ( الرعية لا يصلحها إلا العدل )(١٠) .

وقال: ( العدل يريح العامل به من تقلد المظالم )(١١) .

وقال: ( العدل رأس الايمان وجماع الاحسان ) )(١٢) .

وقال: ( أعدل تحكم )(١٣) .

وقال: ( أعدل تملك )(١٤) .

وقال: ( أعدل تدم لك القدرة )(١٥) .

وقال: ( أعدل فيما وليت )(١٦) .

وقال: ( استعن على العدل بحسن النية في الرعية، وقلة الطمع، وكثرة الورع )(١٧) .

وقال: ( اجعل الدين كهفك، والعدل سيفك، تنج من كل سوء، وتظفر على كل عدو )(١٨) .

وقال: ( أسنى المواهب العدل )(١٩) .

وقال: ( أفضل الناس سجية من عم الناس بعدله )(٢٠) .

__________________

(١٠) الغرر ص ٣٣ ( الطبعة الحجرية ).

(١١) الغرر ج ١ ص ٥٣ ح ١٤٧٥.

(١٢) الغرر ج ١ ح ٦٦ ح ١٧٣٣.

(١٣) الغرر ج ١ ص ١٠٨ ح ٤.

(١٤) الغرر ج ١ ص ١٠٩ ح ٢٩.

(١٥) الغرر ج ١ ص ١١٠ ح ٦٢.

(١٦) الغرر ج ١ ص ١٠٩ ح ٤١.

(١٧) الغرر ج ١ ص ١٢١ ح ١٨٣.

(١٨) الغرر ج ١ ص ١٢٤ ح ٢٠٧.

(١٩) الغرر ج ١ ص ١٧٦ ح ٥٥.

(٢٠) الغرر ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٣٣ وفيه: الفضل الملوك سجية ...

٣١٩

وقالعليه‌السلام : ( بالعدل تتضاعف البركات )(٢١) .

وقال: ( جعل الله العدل قواما للأنام، وتنزيها من المظالم والآثام، وتسنية(٢٢) للاسلام )(٢٣) .

وقال: ( شيئان لا يوزن ثوابها: العفو، والعدل )(٢٤) .

وقال: ( عليك بالعدل في الصديق والعدو )(٢٥) .

وقال: ( في العدل الاقتداء بسنة الله وثبات الدول )(٢٦) .

وقال: ( ليكن مركبك العدل، فمن ركبه ملك )(٢٧) .

وقال: ( من عدل عظم قدره )(٢٨) .

وقال: ( من عدل في البلاد، نشر الله عليه الرحمة )(٢٩) .

وقال: ( ما عمرت البلاد بمثل العدل )(٣٠) .

٣٨ -( باب أنه لا يجوز لمن وصف عدلا أن يخالفه إلى غيره)

[١٣١٤٧] ١ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن أبي الصباح، عن خيثمة

__________________

(٢١) الغرر ج ١ ص ٣٣٠ ح ٣٣.

(٢٢) السناء: الرفعة والعلو، والسني: الرفيع ( لسان العرب - سنا - ج ١٤ ص ٤٠٣ ).

(٢٣) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٧٤ ح ٧٣.

(٢٤) الغرر ج ١ ص ٤٤٩ ح ١٥.

(٢٥) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٤٨١ ح ٥٠.

(٢٦) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥١٣ ح ٥٤.

(٢٧) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥٨٧ ح ٨٢.

(٢٨) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦٢٥ ح ٢٩٤.

(٢٩) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٦٧٠ ح ٩٧٥.

(٣٠) غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٧٤١ ح ٩١.

الباب ٣٨

١ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٩.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399