مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135318 / تحميل: 5662
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة، فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال الله عزّ من قائل: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك اسطّح البطحاء، واموج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنّة والنار، وأنصب أهل بيتك للهداية، وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق، ولا يعييهم خفيّ، وأجعلهم حجّتي على بريّتي، والمنبّهين على قدرتي ووحدانيّتي.

ثم أخذ الله الشهادة عليهم بالربوبيّة، والإخلاص بالوحدانيّة.

فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاب ببصائر الخلق انتخاب محمّدا وآلهعليهم‌السلام ، وأراهم أنّ الهداية معه، والنور له، والإمامة في آله، تقديما لسنّة العدل، وليكون الأعذار متقدّما.

ثم أخفى الله الخليقة في غيبة، وغيّبها في مكنون علمه، ثم نصب العوالم، وبسط الزمان، وموّج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، فطفى عرشه على الماء، فسطّح الأرض على ظهر الماء، ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة.

ثم أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن توحيده بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض.

فلمّا خلق الله آدم أبان فضله للملائكة، وأراهم ما خصّه به من سابق العلم، حيث عرّفه عند استنبائه إيّاه أسماء الأشياء، فجعل الله آدم محرابا وكعبة وقبلة، أسجد إليها الأبرار والروحانيّين الأنوار.

ثم نبّه آدم على مستودعه، وكشف له عن خطر ما ائتمنه عليه، بعد ما سمّاه إماما عند الملائكة، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا.

ولم يزل الله تعالى يخبّئ النور تحت الزمان، الى أن وصل محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهرا وباطنا، ونبّههم سرّا وإعلانا، واستدعىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التنبيه على العهد الذي قدّمه إلى الذّر

١٢١

قبل النسل، فمن وافقه واقتبس من مصباح النور المقدّم اهتدى إلى سيره، واستبان واضح أمره، ومن ألبسته الغفلة استحقّ السخط.

ثم انتقل النور إلى غرائزنا، ولمع في أئمّتنا، فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض، فبنا النجاة، ومنّا مكنون العلم، وإلينا يصير الأمور، وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمّة، ومنقذ الأمّة، وغاية النور، ومصدر الأمور، فنحن أفضل المخلوقين، وأشرف الموحّدين، وحجج ربّ العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسّك بولايتنا وقبض عروتنا.

فهذا ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام (١) ، انتهى. ولا أظنّ أحدا يروي هذا الخبر من غير إنكار ولا يكون إماميّا )(٢) .

وقوله رحمه‌الله : وكتاب إثبات الوصيّة ليس بنصّ. إلى آخره، كلام من لا عهد له بهذا الكتاب، ولم يظفر بنسخته، وإنّما استظهر من اسمه أنّه موضوع لإثبات وصايتهعليه‌السلام في بعض تركته، وقضاء ديونه، وإنجاز عداته(٣) ، وتجهيز جسده المباركصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ممّا تلقاه الأمّة على اختلاف مشاربهم بالقبول، ولو كان عثر عليه لعلم أنّه أحسن كتاب صنّف في هذا الباب، وفي إثبات وصاية عليّعليه‌السلام وإمامته، وأولاده الأطيابعليهم‌السلام ، فشرع في شرح خلقة صفيّ الله آدم، ومجمل أحواله، وذكر أسامي أوصيائه، مرتّبا إلى نوحعليه‌السلام ، ثم منه إلى إبراهيمعليه‌السلام ، ثم منه إلى موسىعليه‌السلام ، ثم منه إلى داودعليه‌السلام ، ثم منه إلى

__________________

(١) مروج الذهب ١: ٤٢ باختلاف في الألفاظ.

(٢) إلى هنا تنتهي الزيادة التي لم ترد في النسخة الخطية.

(٣) العدات: جمع عدة، وهي الوعد. لسان العرب ٣: ٤٦٢.

١٢٢

المسيحعليه‌السلام ، ثم منه إلى نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليهم، ومختصر من سيرتهم، والغالب أنّهم في كلّ طبقة اثنا عشر، ويذكر في آخر حال كلّ واحد منهم أن الله تعالى أوحى إليه أن يستودع التابوت، ومواريث الأنبياء إلى فلان.

ثم شرع في الجزء الثاني في حال خاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ولادته إلى وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مختصرا.

ثم شرع في خلافة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وذكر قصّة المتقدّمين عليه على طريقة الإماميّة، ومن جملة كلامه.

فأقام أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن معه من شيعته في منازلهم، بما عهد إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيّدة النساءعليها‌السلام بالباب، حتى أسقطت محسنا، وأخذوه بالبيعة فامتنع، فقال: « لا أفعل » فقالوا: نقتلك، فقال: « إن تقتلوني فإنّي عبد الله وأخو رسوله » وبسطوا يده فقبضها وعسر عليهم فتحها، فمسحوا عليها وهي مضمومة.

ثمّ لقي أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد هذا أحد القوم، فناشده الله وذكّره بأيّام الله، وقال له: « هل لك أن أجمع بينك وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى يأمرك وينهاك » فخرجا إلى قبا. إلى آخر القصّة.

قال: وهمّوا بقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وتواصوا وتواعدوا بذلك، وأن يتولّى قتله خالد بن الوليد - إلى أن قال - وكان الموعد في قتله أنّه يسلّم إمامهم، فيقوم خالد إليه بسيفه، فأحسّوا بأسه، فقال الإمام قبل أن يسلّم: لا يفعلنّ خالد ما أمرته به، ثم كان من أقاصيصهم ما رواه الناس(١) .

ثم ساق حالاته، وبعض معاجزه، ووفاته، ونصّه على ابنه أبي محمّدعليه‌السلام ، وهكذا إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه، وذكر في حال كلّ

__________________

(١) إثبات الوصية: ١٢٣ و ١٢٤.

١٢٣

إمام ولادته، وسيرته، ومعاجزه، ووفاته، على أحسن نظم وترتيب.

ومن طريف ما رواه في حال أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قوله: وروي أنّهعليه‌السلام كان يتكلّم في المهد.

وروي عن زكريا بن آدم قال: إنّي لعند الرضاعليه‌السلام ، إذ جيء بأبي جعفرعليه‌السلام وسنّه نحو أربع سنين، فضرب بيده الأرض، ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر، فقال له الرضاعليه‌السلام : « بنفسي أنت فيم تفكّر طويلا ( منذ قعدت )(١) .

فقال: فيما صنع بأمّي فاطمةعليها‌السلام ، أما والله لأخرجنّهما، ثم لأحرقنّهما، ثم لاذرينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفا، فاستدناه وقبّل بين عينيه، ثم قال: أنت لها - يعني الإمامة - »(٢) .

وذكر في أحوال الحجّةعليه‌السلام النصوص على الأئمّة الاثني عشر، وقال في آخرها وهو آخر الكتاب: فلمّا أفضى الأمر إلى أبي محمدعليه‌السلام ، كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من وراء الستر، إلاّ في الأوقات التي يركب فيها إلى دار السلطان، وإنّ ذلك إنّما كان منه ومن أبيه قبله، مقدّمة لغيبة صاحب الزمانعليه‌السلام ، لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة، وتجري العادة بالاحتجاب والاستتار.

وفي تسع عشرة سنة من الوقت - أي وقت إمامته عجّل الله تعالى فرجه - توفّي المعتمد، وبويع لأحمد بن الموفّق - وهو المعتضد - وذلك في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، ثمّ ذكر الخلفاء إلى عصره، ثم قال: وللصاحبعليه‌السلام منذ ولد إلى هذا الوقت، وهو شهر ربيع الأوّل، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، خمس وسبعون سنة وثمانية أشهر(٣) ، أقام مع أبيه أبي محمد على

__________________

(١) في المخطوطة والحجرية: فقعد، وما أثبتناه في المتن نقلناه عن المصدر.

(٢) إثبات الوصية: ١٨٤.

(٣) في المصدر: ست وسبعون سنة وأحد عشر شهرا ونصف شهر.

١٢٤

السلام أربع سنين وثمانية أشهر، ومنها منفردا بالإمامة إحدى وسبعون سنة(١) ، وقد تركنا بياضا لمن يأتي بعد والسلام، وهو آخر الكتاب(٢) .

وقال في مروج الذهب: وفي أيّام عثمان اقتنى جماعة من الصحابة الضياع والدور، منهم الزبير بن العوام بنى داره بالبصرة، وهي المعروفة في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، تنزلها التجّار وأرباب الأموال(٣) . إلى آخره. ويعلم من هذا أنّه صنّف كتاب إثبات الوصيّة في خلال أيّام تأليفه المروج، ومنه يعلم فساد احتمال كونه منهم في أيام تأليفه، ورجوعه بعد ذلك بملاحظة الكتاب المذكور.

هذا وقال الثقة الجليل محمّد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة، في باب ما نزل من القرآن في القائمعليه‌السلام : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار القمّي، قال: حدثنا محمد بن حسان(٤) الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) (٥) هي في القائمعليه‌السلام وأصحابه(٦) .

__________________

(١) في المصدر: اثنتان وسبعون سنة وشهورا.

(٢) إثبات الوصية: ٢٣١.

(٣) مروج الذهب ٢: ٣٣٢.

(٤) في المخطوطة والحجرية: الحسن، والذي أثبتناه هو ما اتفقت عليه كتب الرجال، انظر على سبيل المثال لا الحصر: رجال النجاشي ٣٣٨ / ٩٠٣ وفهرست الشيخ ١٤٧ / ٦١٧ ورجال العلامة: ٢٥٥ / ٤٣ وتنقيح المقال ٣: ٩٩ / ١٠٥٢٨ وكذلك المصدر.

(٥) الحج: ٢٢: ٣٩.

(٦) الغيبة للنعماني: ٢٤١.

١٢٥

وروي عنه في الكتاب المذكور - بهذا السند إلى الكوفي - في الأبواب المختصة مضامين أخبارها بالإماميّة أخبارا كثيرة:

ففي باب ما جاء في الإمامة والوصيّة، وأنّهما من الله عزّ وجلّ باختياره وأمانته، لا باختيار خلقه، بالسند المذكور، عن الكوفي، بإسناده عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيّما أفضل الحسن أو الحسينعليهما‌السلام ؟ قال: « إنّ فضل أوّلنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أوّلنا، فكلّ له فضل » قال، فقلت له: جعلت فداك وسّع عليّ في الجواب، فإنّي والله ما أسألك إلاّ مرتادا، فقالعليه‌السلام : « نحن من شجرة برأنا الله تعالى من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن أمناء الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجّاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد؟ قال: نعم، فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلّنا واحد عند الله عزّ وجلّ، فقلت: أخبرني بعدّتكم؟ فقال: نحن اثنا عشر، هكذا حول عرش ربّنا عزّ وجلّ وفي مبتدإ خلقنا، أوّلنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأوسطنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآخرنا محمد(١) ».

وبالسند عن الكوفي، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام ذات يوم، فلمّا تفرّق من كان عنده قال: « يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد، ثمّ قال: بأبي وأمّي المسمّى باسمي، والمكنّى بكنيتي، والسابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(٢) . » الخبر.

وقس على الخبر سائر ما رواه عنه فيه، وإن لم يصفه بالمسعودي في كثير

__________________

(١) الغيبة للنعماني: ٨٥ والحديث في باب: ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما.

(٢) الغيبة للنعماني: ٨٦.

١٢٦

من المواضع، إلاّ أنّ اتّحاد السند، وتوصيفه به في بعض المواضع، كاف للمستأنس بالطريقة، في ثبوت كونه المقصود في جميع المواضع، وفي بعضها: حدّثنا محمد بن يحيى العطار بقم، ولا يناسب صدور هذا الكلام عن علي بن الحسين بن بابويه الساكن فيه كما لا يخفى، ومن هنا ظهر أنّ ما فعله في الرياض - في مقام جمع مشايخ النعماني من عدّ المسعودي منهم دون ابن بابويه - في محلّه(١) .

__________________

(١) رياض العلماء ٥: ١٣، ولم نقف في ترجمة النعماني على ذكر مشايخه في النسخة المطبوعة.

١٢٧

٢٥ - كتاب دعائم الإسلام:

تأليف نعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيوان، قاضي مصر.

قال في البحار: قد كان أكثر أهل عصرنا(١) يتوهّمون أنّه تأليف الصدوق -رحمه‌الله - وقد ظهر لنا أنّه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيليّة، وكان مالكيّا أولا، ثم اهتدى وصار إماميّا، وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة، لكن لم يرو عن الأئمّة بعد الصادقعليه‌السلام ، خوفا من الخلفاء الإسماعيليّة، وتحت ستر التقيّة أظهر الحقّ لمن نظر فيه متعمّقا، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد.

قال ابن خلّكان: هو أحد الفضلاء المشار إليهم، ذكره الأمير المختار المسبّحي في تأريخه، فقال: كان من العلم، والفقه، والدين، والنبل، على ما لا مزيد عليه، وله عدّة تصانيف، منها كتاب اختلاف أصول المذاهب، وغيره، انتهى(٢) .

وكان مالكيّ المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الإماميّة.

وقال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان: وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم، بمعانيه، وعالما بوجوه الفقه، وعلم اختلاف الفقهاء، واللّغة والشعر الفحل، والمعرفة بأيّام الناس، مع عقل وإنصاف، وألّف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق، بأحسن تأليف، وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا، وله ردود على المخالفين: له ردّ على أبي حنيفة، وعلى مالك والشافعي، وعلى ابن سريج، وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيتعليهم‌السلام (٣) .

__________________

(١) كذا في المصدر والحجرية، وفي المخطوطة: أهلنا.

(٢) أي كلام المختار المسبّحي في تأريخه ( تاريخ مصر )

(٣) وفيات الأعيان ٥: ٤١٥.

١٢٨

أقول : ثمّ ذكر كثيرا من فضائله وأحواله، ونحوه ذكر اليافعي وغيره.

وقال ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء: القاضي النعمان بن محمد ليس بإماميّ، وكتبه حسان، منها شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام ، ذكر المناقب إلى الصادقعليه‌السلام ، الاتّفاق والافتراق، المناقب والمثالب [ الإمامة ] أصول المذاهب، الدّولة، الإيضاح، انتهى ما في البحار(١) .

وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: نعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر، وقد كان بدو أمره مالكيّا، ثم انتقل إلى مذهب الإماميّة، وصنّف على طريق الشيعة كتبا، منها كتاب دعائم الإسلام، وله فيه وفي غيره ردود على فقهاء العامّة، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وغيرهم.

وذكر صاحب تأريخ مصر: عن القاضي نعمان: إنّه كان من العلم والفقه، والدين والنبل، على ما لا مزيد عليه.

وكتاب الدعائم كتاب حسن جيّد، يصدّق ما قيل فيه، إلاّ أنّه لم يرو فيه عمّن بعد الصادق من الأئمةعليهم‌السلام ، خوفا من الخلفاء الإسماعيليّة، حيث كان قاضيا منصوبا من قبلهم بمصر، لكنّه قد أبدى من وراء ستر التقيّة مذهبه، بما لا يخفى على اللبيب(٢) .

وقال العالم المتبحّر الجليل السيّد حسين القزويني، في المبحث الخامس - من كتاب جامع الشرائع - في شرح حال المشايخ، وهو كرسالة لطيفة قال: النعمان بن محمد عالم فاضل، له كتاب دعائم الإسلام.

قال في البحار - وساق بعض ما نقلناه - وقال(٣) : وأخباره صالحة

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ٣٨، معالم العلماء: ١٢٦ / ٨٥٣

(٢) رجال السيد بحر العلوم ٤: ٥ - ١٤.

(٣) أي القزويني.

١٢٩

للتأييد والتأكيد، ولما اشتهر [ من ] الفتوى بين العلماء الثقات ولم يوجد له مستند منسوب إلى الأئمة الأطهارعليهم‌السلام (١) .

وقال المحقّق النحرير الكاظمي في المقابس، في ذكر القائلين بعدم نجاسة الماء القليل بالملاقاة: وذهب إليه من القدماء صاحب دعائم الإسلام، كما يظهر من كلامه في هذا الكتاب - وساق بعض ما رواه فيه وبيّنه وشرحه - ثمّ قال: وهذا الرجل كما يلوح في كتابه من أفاضل الشيعة، بل الإماميّة، وإن لم يرو في كتابه إلاّ عن الصادق ومن قبله من الأئمّةعليهم‌السلام ، وقد ظهر للعلاّمة المجلسيقدس‌سره أنّ اسمه أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر(٢) ، وذكر بعض ما مرّ(٣) .

وقال: وما في معالم السّروي من نفي كونه إماميّا منظور فيه، وقد ذكر السروي أنّ له كتبا حسانا في الإمامة، وفضائل الأئمّةعليهم‌السلام ، وغيرها، وعدّ منها كتابا في المناقب الى الصادقعليه‌السلام ، ولعلّ الوجه في اقتصاره عليهعليه‌السلام ما سبق(٤) ، مع احتمال كون [ مراد ](٥) من نسبه من العامّة إلى الإماميّة أنّه من الشيعة، لكنّه خلاف الظاهر والله يعلم.

وأكثر الأخبار التي أوردها في الدعائم موافقة لما في كتب أصحابنا المشهورة، وقال في أوّله: إنّه اقتصر فيه على الثابت الصحيح ممّا جاء عن الأئمّة، من أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من جملة ما اختلف فيه الرّواة عنهم، وإنّه إنّما أسقط الأسانيد طلبا للاختصار، إلاّ أنّه مع ذلك خالف

__________________

(١) انتهى كلام القزويني والزيادة التي بين المعقوفتين أثبتناها لمقتضى السياق.

(٢) مقابس الأنوار: ٦٥ - ٦٦.

(٣) من كلام العلامة المجلسيرحمه‌الله .

(٤) أي كونه قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيلية.

(٥) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

١٣٠

فيه الأصحاب في جملة من الأحكام المعلومة عندهم، بل بعض ضروريّات مذهبهم كحلّيّة المتعة، فربّما كان مخالفته لهم هنا، وبقاؤه على مذهب مالك من هذا الباب، ولعلّه لبعض ما ذكر، ولعدم اشتهاره بين الأصحاب، وعدم توثيقهم له، وعدم تصحيحهم لحديثه أو كتابه، لم يورد صاحب الوسائل شيئا من أخباره، ولم يعدّ الدعائم من الكتب التي يعتمد عليها.

وقال صاحب البحار: ( إنّ أخباره تصلح للتأييد والتأكيد ) مع أنّ أخبار كثير من الأصول والمصنّفات يعتمد عليها وإن كان مؤلّفوها فاسدي المذهب كابن فضّال وغيره، فليعرف ذلك(١) ، انتهى.

وفي أمل الآمل: نعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن حيوان، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم(٢) ، ثم ساق بعض ما مرّ عن ابن خلّكان.

وذكره الشهيد الثالث القاضي نور الله في مجالسه في عداد علمائنا الأعلام، ورواة أخبارنا الكرام(٣) .

ولنرجع الى توضيح بعض ما ذكره هؤلاء المشايخ العظام، بما فيه قوّة اعتبار كتاب دعائم الإسلام، ويتمّ ذلك برسم أمور:

الأوّل في قول المجلسيقدس‌سره : قد كان أكثر أهل عصرنا. آخره. والظاهر أنّ سبب التوهّم عدّ الشيخ في الفهرست من كتب الصدوق كتاب دعائم الإسلام(٤) ، فظنّوا أنّه الموجود بأيدينا، ويرتفع ذلك بعد كثرة الاشتراك في أسامي الكتب، وبعد طريقة الصدوق عن تأليف مثله، بأنّه يظهر من مواضع(٥) منه أنّه كان في مصر، و(٦) مختلطا مع المنصور بالله، والمهدي بالله

__________________

(١) مقابس الأنوار: ٦٦.

(٢) أمل الآمل ٢: ٣٣٥ / ١٠٣٤.

(٣) مجالس المؤمنين ١: ٥٣٨.

(٤) الفهرست: ١٥٧ / ٦٩٥.

(٥) لم ترد في المخطوطة.

(٦) في الحجرية زيادة: أنه كان.

١٣١

من ملوك الفاطميّين(١) ، فراجع.

الثاني في قوله، وقول الجماعة: إنّه لم يرو عن الأئمّة بعد الصادقعليهم‌السلام . إلى آخره، والأمر كما قالوا إلاّ أنّي رأيت فيه الرواية عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وعن الرضاعليه‌السلام ، ففي كتاب الوصايا: عن ابن أبي عمير(٢) أنّه قال: كنت جالسا على باب أبي جعفرعليه‌السلام ، إذ أقبلت امرأة، فقالت: استأذن لي على أبي جعفرعليه‌السلام ، قيل لها: وما تريدين منه، قالت: أردت أن أسأله عن مسألة، قيل لها: هذا الحكم، فقيه أهل العراق فاسأليه، قالت: إنّ زوجي هلك وترك ألف درهم، وكان لي عليه من صداقي خمسمائة درهم ( فأخذت صداقي وأخذت ميراثي، ثمّ جاء رجل فقال: لي عليه ألف درهم )(٣) وكنت أعرف له ذلك فشهدت بها، فقال الحكم: اصبري حتى أتدبّر في مسألتك وأحسبها، وجعل يحسب، فخرج إليه أبو جعفرعليه‌السلام وهو على ذلك، فقال: « ما هذا الذي تحرّك به أصابعك يا حكم » فأخبره، فما أتمّ الكلام حتى قال أبو جعفرعليه‌السلام : « أقرّت له بثلثي ما في يديها، ولا ميراث لها حتى تقضيه(٤) ».

والمراد به أبو جعفر الثانيعليه‌السلام قطعا، لأنّ ابن أبي عمير لم يدرك الصادقعليه‌السلام فضلا عن الباقرعليه‌السلام ، بل أدرك الكاظم عليه

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٥٤ - ٥٥.

(٢) روى القاضي النعمان في دعائمه الحديث المذكور عن الحكم بن عيينة، بدلا من ابن أبي عمير، ورواه الشيخ الكليني في الكافي ٧: ٢٤ حديث ١ و ١٦٧ حديث ١، والشيخ الطوسي في التهذيب ٩: ١٦٤ حديث ٦٧١، والاستبصار ٤: ١١٤ حديث ٤٣٦ كلها عن الحكم بن عتيبة، والشيخ الصدوق في الفقيه ٤: ١٦٦ حديث ٥٧٩ عن الحكم بن عيينة، فعليه يكون استنتاج المصنف ( قده ) من أن المقصود بأبي جعفر في هذه الرواية هو الجوادعليه‌السلام ، وليس الباقرعليه‌السلام لرواية ابن أبي عمير عنه فيه تأمل، فلاحظ.

(٣) ما بين القوسين زيادة من الحجرية لم ترد في المخطوطة.

(٤) نسخة بدل: يقبضه ( مخطوط ). دعائم الإسلام ٢: ٣٦٠ / ١٣٠٩.

١٣٢

السلام ولم يرو عنه، وإنّما هو من أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام ، وهو من مشاهير الرواة، بل الفقهاء العظام الذين لا يخفى عصرهم، وزمانهم وطبقتهم، على مثله من أهل العلم والفضل، وهذا ظاهر على الخبير المنصف.

وفي كتاب الوقوف: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنّ بعض أصحابه كتب إليه: إنّ فلانا ابتاع ضيعة وجعل لك في الوقف الخمس(١) إلى آخر الخبر المروي في الكافي، والتهذيب، والفقيه، مسندا عن علي ابن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام (٢) . إلى آخره، وعليّ من أصحاب الجواد والرضاعليهما‌السلام ، لم يدرك قبلهما من الأئمةعليهم‌السلام أحدا فلاحظ.

وفي كتاب الميراث: عن حذيفة بن منصور، قال: مات أخ لي وترك ابنته، فأمرت إسماعيل بن جابر أن يسأل أبا الحسن عليّا صلوات الله عليه عن ذلك، فسأله فقال: « المال كلّه لابنته »(٣) .

الثالث في تصريح الجماعة بأنّه أظهر الحقّ تحت أستار التقيّة لمن نظر فيه متعمّقا. وهو حقّ لا مرية فيه، بل لا يحتاج إلى التعمّق في النظر.

أمّا أولا : فلانّ الإسماعيليّة الخالصة كما صرّح به الشيخ الجليل الحسن ابن موسى النوبختي في كتاب الفرق، هم الذين أنكروا موت إسماعيل في حياة

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢: ٣٤٤ / ١٢٩٠ كتاب العطايا، فصل: ذكر ما يجوز من الصدقة وما لا يجوز.

(٢) الكافي ٧: ٣٦ حديث ٣٠، والتهذيب ٩: ١٣٠ حديث ٥٥٧، والفقيه ٤: ١٧٨ حديث ٦٢٨.

(٣) لم نعثر على هذه الرواية في النسخة المطبوعة من الدعائم، ولم نعثر عليها في الكتب الحديثية ولعلها مذكورة في نسخته.

١٣٣

أبيه، وقالوا: كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس، لأنّه خاف فغيّبه عنهم، وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض يقوم بأمر الناس، وأنّه هو القائم(١) .

وأمّا الباطنيّة منهم فلهم ألقاب كثيرة، ومقالات شنيعة، وزعموا كما في الكتاب المذكور أنّ الله عزّ وجلّ بدا له في إمامة جعفرعليه‌السلام وإسماعيل، فصيّرها في محمد بن إسماعيل.

وزعموا أنّه حيّ لم يمت، وأنّه يبعث بالرسالة، وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنّه من اولي العزم.

وأولو العزم عندهم سبعة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد، وعلي - صلوات الله عليهما وآلهما - ومحمّد بن إسماعيل، على أنّ السموات سبع، وأنّ الأرضين سبع، وأنّ الإنسان بدنه سبع: يداه، ورجلاه، وظهره، وبطنه، وقلبه، وأنّ رأسه سبع: عيناه، وأذناه، ومنخراه وفمه، وفيه لسانه - كصدره الذي فيه قلبه - وأنّ الأئمّة كذلك، وقلبهم محمد بن إسماعيل، وأنّ الله تبارك وتعالى جعل له جنّة آدم، ومعناها عندهم الإباحة للمحارم، وجميع ما خلق في الدنيا، وهو قول الله عزّ وجلّ:( وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) (٢) : [ أي ](٣) موسى بن جعفر بن محمد، وولدهعليهم‌السلام من بعده من ادّعى الإمامة منهم.

وزعموا أنّه خاتم النبيّين الذي حكاه الله عزّ وجلّ في كتابه.

وزعموا أنّ جميع الأشياء التي فرضها الله عزّ وجلّ على عباده، وسنّها نبيّه

__________________

(١) فرق الشيعة: ٧٩.

(٢) البقرة ٢: ٣٥.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

١٣٤

وأمر بها، لها ظاهر وباطن، وأنّ جميع ما استعبد الله به العباد في الظاهر من الكتاب والسنّة، فأمثال مضروبة، وتحتها معان هي بطونها، وعليها العمل، وفيها النجاة، وأنّ ما ظهر منها ففي استعمالها الهلاك والشقاء، وهي جزء من العذاب الأدنى، عذّب الله به قوما إذ لم يعرفوا الحقّ، ولم يقولوا به.

الى غير ذلك من مقالاتهم الشنيعة، التي نسبها إليهم في الكتاب المذكور(١) ، وغيره في تصانيفهم في هذا الباب.

وأنت خبير بأنّه ليس في كتاب الدعائم ذكر لإسماعيل، ولا لمحمد أصلا في موضع منه، حتى في مقام إثبات الإمامة، وردّ مقالات العامّة وأئمّتهم الأربعة، فكيف يرضى المنصف أن ينسب إليه هذا المذهب؟! ولا يذكر في كتابه اسم إمامه أو نبيّه، مع أنّ خلفاء عصره الذين كان هو في قاعدة سلطنتهم، ومنصوبا للقضاوة من قبلهم، المدّعين انتهاء نسبهم الى محمد بن إسماعيل، المستولين على بلاد المغاربة، ومصر الإسكندرية، وغيرها، كانوا في الباطن من الباطنية - كما صرّح به العالم الخبير البصير السيد المرتضى الرازي، في كتاب تبصرة العوام(٢) - وكان دعاتهم متفرّقين في البلاد، ومنهم الحسن الصبّاح المعروف في خلافة المستنصر منهم، ومع ذلك ليس فيه إشارة إلى هذا المذهب، وفي مواضع لا بدّ من الإشارة إليه لو كان ممّن يميل إليه.

وأمّا ثانيا : فلأنّه صرّح في كتابه بكفر الباطنيّة وضلالتهم، وخروجهم عن الدين، فإنّه قال في باب ذكر منازل الأئمّةعليهم‌السلام ، وتنزيههم ممّن وضعهم بغير مواضعهم، وتكفيرهم من ألحد فيهم ما لفظه.

أئمّة الهدى صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته، خلق مكرّمون من خلق

__________________

(١) فرق الشيعة: ٨٤ - ٨٥.

(٢) تبصرة العوام: ١٨١.

١٣٥

الله جلّ جلاله، وعباد مصطفون من عباده، افترض طاعة كلّ إمام منهم على أهل عصره، وأوجب عليهم التسليم لأمره، وجعلهم هداة خلقه إليه، وأدلاّء عباده عليه، وقرن طاعتهم في كتابه بطاعته وطاعة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم حجج الله على خلقه، وخلفاؤه في أرضه.

ليس كما زعم الضالّون المفترون بآلهة غير مربوبين، ولا بأنبياء مرسلين - إلى أن قال - ولمّا كان أولياء الله الأئمّة الطاهرين، حجج الله التي احتجّ بها على خلقه، وأبواب رحمته التي فتح لعباده، وأسباب النجاة التي سبّب لأوليائه وأهل طاعته، ومن لا يقبل العمل إلاّ بطاعتهم، ولا يجازى بالطاعة إلاّ من تولاّهم وصدّقهم، كان الشيطان أشدّ عداوة لأوليائهم وأهل طاعتهم، ليستزلّهم كما استزلّ أبويهم من قبلهم، فاستزلّ كثيرا منهم واستغواهم(١) ، واستهواهم، فصاروا إلى الحور بعد الكور(٢) ، والى الشقوة بعد السعادة، والى المعصية بعد الطاعة.

وقصد الشيطان كلّ امرئ منهم من حيث يجد السبيل اليه والى الإجلاب بخيله ورجله عليه، فمن كان منهم قصير العلم، متخلّف الفهم ممّن تابع هواه، استفزّه واستغواه، واستزلّه فمال إلى الجحد لهم والنفاق عليهم، والخروج عن طاعتهم والكفر بهم، والانسلاخ من معرفتهم.

ومن كان قد برع في العلم وبلغ حدود الفهم، فاستزلّه وخدعه ودخل إليه، من باب محبوبة، وموضع رغبته، ومكان طلبته، فبيّن(٣) له زخرف التأويل، ونمّق له قول الأباطيل، فأغراه بالفكرة في تعظيم شأنهم، ورفع

__________________

(١) ورد هنا في الحجرية والمصدر زيادة: وسول لهم.

(٢) في الدعاء: نعوذ بالله من الحور بعد الكور، أي نعوذ بالله من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة والتمام، انظر مجمع البحرين ٤: ٢٧٩.

(٣) نسخة بدل: فزين ( مخطوطة )، وكذا في المصدر.

١٣٦

مكانهم، وقرّب منه الوسائل، وأكّد له الدلائل على أنّهم آلهة غير مربوبين، أو أنبياء مرسلون، أمكنه من ذلك ما أمكنه فيه، وتهيأ له منه ما تجرّأ به عليه، ودخل إلى طبقة ثالثة من مدخل الشبهات، واستثقال الفرائض الواجبات، وأباح لهم المحارم، وسهّل عليهم العظائم، في رفض فرائض الدين، والخروج من جملة المسلمين، بفاسد أقام لهم من التأويل، ودلّهم عليه بأسوء دليل، فصاروا إلى الشّقوة والخسران، وانسخلوا من جملة الإيمان.

نسأل الله العصمة من الزّيغ، والخروج من الدنيا سالمين، غير ناكثين ولا مارقين، ولا مبدّلين، ولا مغضوب علينا ولا ضالّين(١) .

ثم ذكر قصّة الغلاة في عصر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإحراقه إيّاهم بالنار، ثم قال: وكان في أعصار الأئمّة من ولدهعليهم‌السلام من مثل ذلك، ما يطول الخبر بذكرهم، كالمغيرة بن سعيد وكان من أصحاب أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ودعاته، فاستزلّه الشيطان - إلى أن قال -: واستحلّ المغيرة وأصحابه المحارم كلّها وأباحوها، وعطّلوا الشرائع وتركوها، وانسلخوا من الإسلام جملة، وبانوا من جميع شيعة الحقّ، وأتباع الأئمّةعليهم‌السلام ، وأشهر أبو جعفرعليه‌السلام لعنهم، والبراءة منهم.

ثمّ كان أبو الخطّاب في عصر جعفر بن محمدعليهما‌السلام من أجلّ دعاته، ثمّ أصابه ما أصاب المغيرة فكفر وادّعى أيضا النبوّة، وزعم أنّ جعفراعليه‌السلام إلها، تعالى الله عزّ وجلّ عن قوله، واستحلّ المحارم كلّها، ورخّص لأصحابه فيها، وكانوا كلّما ثقل عليهم أداء فرض أتوه، فقالوا: يا أبا الخطّاب خفّف عنّا، فيأمرهم بتركه، حتى تركوا جميع الفرائض، واستحلّوا جميع المحارم، وأباح لهم أن يشهد بعضهم لبعض بالزور، وقال: من عرف الإمام حلّ له كلّ شيء كان حرم عليه، فبلغ أمره جعفر بن محمد عليهما

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٤٥ - ٤٧.

١٣٧

السلام، فلم يقدر عليه بأكثر من أن لعنه وتبرّأ منه، وجمع أصحابه فعرّفهم ذلك، وكتب إلى البلدان بالبراءة منه وباللعنة عليه، وعظم أمره على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، واستفظعه واستهاله.

ثمّ ساق بعض الأخبار في ذلك، قال: وروينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه كتب إلى بعض أوليائه، وقد كتب إليه بحال قوم قبله، ممّن انتحل الدعوة: تعدّوا الحدود، واستحلّوا المحارم، واطّرحوا الظاهر.

فكتب إليه أبو عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، بعد أن وصف حال القوم: « وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحجّ والعمرة، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، والمشاعر، والشهر الحرام، إنّما هو رجل، والاغتسال من الجنابة رجل، وكلّ فريضة فرضها الله تبارك وتعالى على عباده هو رجل، وإنّهم ذكروا أنّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل، وقد صلّى، وأدّى الزكاة، وصام وحجّ البيت واعتمر، واغتسل من الجنابة وتطهّر، وعظّم حرمات الله والشّهر الحرام، والمسجد الحرام، وأنّهم زعموا أنّ من عرف ذلك وثبت في قلبه، جاز له أن يتهاون، وليس عليه أن يجتهد، وأنّ من عرف ذلك الرجل فقد قبلت منه هذه الحدود لوقتها، وإن هو لم يعملها.

وأنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الفواحش التي نهى الله تعالى. عنها الخمر، والميسر، والزنا، والربا، والميتة، والدم، ولحم الخنزير أشخاص، وذكروا أنّ الله عزّ وجلّ إنّما حرّم من نكاح الأمّهات، والبنات، والأخوات، والعمّات، والخالات، وما حرّم على المؤمنين من النساء، إنّما عنى بذلك نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما سوى ذلك فمباح، وبلغك أنّهم يترادفون نكاح المرأة الواحدة، ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور، ويزعمون أنّ لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه، وأنّ الباطن هو الذي يطالبون به، وبه أمروا.

وكتبت تسألني عن ذلك، وعن حالهم وما يقولون، فأخبرك أنّه من كان

١٣٨

يدين الله بهذه الصفة التي كتبت تسأل عنها، فهو عندي مشرك بيّن الشرك، ولا يسع لأحد أن يشكّ فيه »(١) . إلى آخر الخبر الشريف الطويل، الذي رواه سعد بن عبد الله في بصائره، ومحمّد بن الحسن الصفار في أواخر بصائر الدرجات، وفيهما: إنّ الذي كتب إليهعليه‌السلام هو المفضل بن عمر(٢) ، ولا يخفى أنّ صاحب هذه المقالات الشنيعة هو أبو الخطاب وأصحابه.

وقال الشيخ المقدّم الحسن بن موسى النوبختي في كتاب المقالات: فأمّا الإسماعيلية فهم الخطابيّة، أصحاب أبي الخطاب محمّد بن أبي زينب الأسدي الأجدع، وقد دخلت منهم فرقة في فرقة محمّد بن إسماعيل، وأقرّوا بموت إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام في حياة أبيه، وهم الذين خرجوا في حياة أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، فحاربوا عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس، فبلغه عنهم أنّهم أظهروا الإباحات، ثم ساق قصّة مقاتلتهم وهلاكهم(٣) .

ثمّ أنّ الظاهر من كتب المقالات أنّ الإسماعيليّة كلّهم منكرون للشرائع، تاركون للفرائض، مستبيحون للمحارم، ولذا يذكرون - إذا بلغوا إلى شرح حالهم - أنّهم لقّبوا بسبعة ألقاب، منها الباطنيّة بالمعنى الذي أشرنا إليه، صرّح بذلك السيد المرتضى الرازي في تبصرة العوام، وغيره.

ووافقنا على ذلك السيد الفاضل المعاصررحمه‌الله في الروضات، في ترجمة جلال الرومي حيث قال: الإسماعيليّة وإن كانوا في ظاهر دعاويهم الكاذبة، من جملة فرق الشيعة المنكرين لخلافة غير أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلاّ أنّ الغالب عليهم الإلحاد، والزندقة، والمروق عن الدين، والخروج عن

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٤٨ - ٥٢.

(٢) بصائر الدرجات: ٥٤٦، ومختصر بصائر الدرجات: ٧٨.

(٣) فرق الشيعة: ٨٠ - ٨١.

١٣٩

دائرة الموحّدين، والملّيّين، وأتباع النبيّين، انتهى(١) .

ولعلّه لذلك لم يتعرّض شيخ الطائفةرحمه‌الله في كتاب الغيبة لإبطال مذهبهم، كما تعرّض لإبطال مذهب الكيسانيّة، والناوسيّة، والواقفيّة، والفطحيّة، وغيرها، لظهور فساد مذهبهم عند جميع فرق المسلمين.

ومن ذلك كلّه ظهر أنّ نسبة هذا العالم الجليل، صاحب هذا المؤلّف الشريف إلى هذا المذهب السخيف، افتراء عظيم.

وأمّا ثالثا : فلأنّ لأرباب هذا المذهب ودعاته قواعد واصطلاحات ورموزا وإشارات، لا أثر لها في هذا الكتاب، ولا إشارة فيه إليها، فعندهم أنّه لا بدّ في كلّ عصر من سبعة، بهم يقتدون، وبهم يؤمنون، وبهم يهتدون، وهم متفاوتون في الرتب: إمام يؤدي عن الله وهو غاية الأدلّة إلى دين الله. وحجّة يؤدّي عن الإمام يحمل علمه. وذو مصّة يمصّ العلم من الحجّة أي يأخذه منه، فهذه ثلاثة. وأبواب وهم الدعاة: فداع أكبر هو رابعهم، يرفع درجات المؤمنين. وداع مأذون يأخذ العهود على الطالبين من أهل الظاهر، فيدخلهم في ذمّة الإمام، ويفتح لهم باب العلم والمعرفة وهو خامسهم. ومكلّب قد ارتفعت درجته في الدين، ولكن لم يؤذن له في الدعوة، بل في الاحتجاج على الناس، فهو يحتجّ ويرغّب إلى الداعي، ككلب الصائد، حتى إذا احتجّ على أحد من أهل الظاهر، وكسر عليه مذهبه بحيث رغب عنه، وطلب الحقّ، أدّاه المكلّب إلى الداعي المأذون ليأخذ عليه العهود، وإنّما سمّي مكلّبا لأنّ مثله مثل الجارح يحبس الصيد على الصائد، على ما قاله تعالى:( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) (٢) وهو سادسهم. ومؤمن يتبع الداعي، وهو الذي أخذ عليه العهد، وآمن وأيقن بالعهد، ودخل في ذمّة الإمام وحزبه وهو سابعهم.

__________________

(١) روضات الجنات ٨: ٧١.

(٢) المائدة: ٥: ٤.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: ( وإن أعظم الناس حسرة يوم القيامة، من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ).

[١٣١٤٨] ٢ - جعفر بن أحمد في كتاب الغايات: عن خيثمة، عنه، مثله.

وفيه: ( عبد وصف ) إلى آخره.

[١٣١٤٩] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( أشد أهل النار عذابا، من وصف عدلا ثم خالف إلى غيره ).

[١٣١٥٠] ٤ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن النضر، عن الحلبي، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) (١) هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم، ثم خالفوا إلى غيره ).

[١٣١٥١] ٥ - وعن عبد الله بن بحر(١) ، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( فكبكبوا ) (٢) الآية، فقال: ( يا أبا بصير، هم قوم وصفوا عدلا وعملوا بمخالفه(٣) ).

[١٣١٥٢] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( ونروي: من أعظم الناس حسرة؟ قال: من وصف عدلا فخالفه إلى غيره.

__________________

٢ - الغايات ص ٩٩.

٣ - الغايات ص ١٠٠.

٤ - الزهد ص ٦٨ ح ١٨١.

(١) الشعراء ٢٦: ٩٤.

٥ - الزهد ص ٦٨.

(١) كان في الطبعة الحجرية ( يحيى ) وهو تصحيف، وصحته ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج ٥ ص ٢٤٧ و ج ١٠ ص ١١٧.

(٢) الشعراء ٢٦: ٩٤.

(٣) في المصدر: بخلافه.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥١.

٣٢١

ونروي في قول الله:( فكبكبوا ) (١) الآية، قال: هم قوم وصفوا بألسنتهم ثم خالفوا إلى غيره، فسئل عن معنى ذلك، فقال: إذا وصف الانسان عدلا خالفه إلى غيره، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره، عظمت حسرته ).

[١٣١٥٣] ٧ - كتاب سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وإن أشد الناس(١) ندامة وحسرة، رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له، فأطاع الله فدخل الجنة، ( وادخل الداعي النار )(٢) ، بتركه عمله، واتباعه هواه، وعصيانه الله ) الخبر.

[١٣١٥٤] ٨ - الشيخ المفيد في العيون والمحاسن: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بعض أصحابه، عن خيثمة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: ( وإن أشد الناس عذابا يوم القيامة، من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ).

٣٩ -( باب وجوب إصلاح النفس عند ميلها إلى الشر)

[١٣١٥٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه قال: ( قال علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : أحمق الناس من حشى كتابه بالترهات(١) ، إنما كانت الحكماء والعلماء

__________________

(١) الشعراء ٢٦: ٩٤.

٧ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٦١.

(١) في المصدر: ( أهل النار ).

(٢) في المصدر: ( وعصى الله الداعي فأدخل النار ).

٨ - العيون والمحاسن ص ٢٨٧.

الباب ٣٩

١ - الجعفريات ص ٢٣٦.

(١) الترهات: الأباطيل، واحدتها، ترهة ( لسان العرب ( تره ) ج ١٣ ص ٤٨٠ ).

٣٢٢

والأتقياء والأبرار، يكتبون بثلاثة ليس معهن رابع: من أحسن لله سريرته أحسن الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله تعالى فيما بينه وبين الناس، ومن كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا ).

[١٣١٥٦] ٢ - بهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فقيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ).

[١٣١٥٧] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( أقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك ).

[١٣١٥٨] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: ( من ملك نفسه إذا رغب، وإذا رهب، وإذا اشتهى، وإذا غضب، وإذا رضي(١) ، حرم الله جسده على النار ).

[١٣١٥٩] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( كلما زاد علم الرجل زادت عنايته بنفسه، وبذل في رياضتها وصلاحها جهده ).

وقالعليه‌السلام : ( اشتغال النفس بما لا يصحبها بعد الموت، من أكبر الوهن )(١) .

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٩٢.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٤٤.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٤٧.

(١) في المصدر زيادة: وإذا سخط.

٥ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٥٧١ ح ١٠.

(١) المصدر نفسه ج ١ ص ٨٦ ح ٢٠٠٣.

٣٢٣

وقال: ( اكره نفسك على الفضائل، فإن الرذائل أنت مطبوع عليها )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( أعجز الناس من قدر على أن يزيل النقص عن نفسه فلم يفعل )(٣) .

وقالعليه‌السلام : ( أعجز الناس من عجز عن اصلاح نفسه )(٤) .

وقالعليه‌السلام : ( إن الحازم من شغل نفسه بحال(٥) نفسه فأصلحها، وحبسها عن أهويتها ولذاتها فملكها، وإن للعاقل بنفسه عن الدنيا وما فيها وأهلها شغلا )(٦) .

وقالعليه‌السلام : ( من أصلح نفسه ملكها، من أهمل نفسه فقد أهلكها )(٧) .

وقالعليه‌السلام : ( من لم يتدارك نفسه بإصلاحها، أعضل داؤه، وأعيى شفاؤه، وعدم الطبيب )(٨) .

٤٠ -( باب وجوب اجتناب الخطايا والذنوب)

[١٣١٦٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه

__________________

(٢) المصدر نفسه ج ١ ص ١٣٠ ح ٢٥١.

(٣) المصدر نفسه ج ١ ص ١٩٥ ح ٣٥٣.

(٤) المصدر نفسه ج ١ ص ١٩٦ ح ٣٦٥.

(٥) في المصدر: بجهاد.

(٦) المصدر نفسه ج ١ ص ٢٣٧ ح ١٩٢.

(٧) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦١٦ ح ١٣٩، ١٤٠.

(٨) المصدر نفسه ج ٢ ص ٧٠٥ ح ١٣٦٣.

الباب ٤٠

١ - الجعفريات ص ٢٣٥.

٣٢٤

قال: ( لا تبدين(١) عن واضحة(٢) ، وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولا يأمنن البيات(٣) من عمل السيئات ).

[١٣١٦١] ٢ - وعن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : للمؤمن اثنان وسبعون سترا، فإذا أذنب ذنبا انهتك عنه ستر، فإن تاب رده الله ( عليه وسبعين معه )(١) ، فإن أبى إلا قدما في المعاصي، تهتك عنه أستاره، فإن تاب ردها الله ومع كل ستر منها سبعة أستار، فإن أبى إلا قدما قدما في المعاصي، تهتكت أستاره وبقي بلا ستر، وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة: أن استروا عبدي بأجنحتكم، فإن بني آدم يعيرون ولا يغيرون، وأنا أغير ولا أعير، فإن أبى إلا قدما في المعاصي، شكت الملائكة إلى ربها، ورفعت أجنحتها وقالت: أي رب، إن عبدك هذا قد آذانا مما يأتي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال: فيقال لهم: كفوا عنه أجنحتكم، فلو عمل بخطيئة في سواد الليل، أو في وضح النهار، أو في مفازة، أو في قعر بحر(٢) ، لأجراه على ألسنة الناس، فاسألوا الله أن لا يهتك أستاركم ).

[١٣١٦٢] ٣ - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، في قول الله تبارك وتعالى:( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (١) قالعليه‌السلام : ( ليس من المؤمن عرق، ولا نكبة حجر،

__________________

(١) في المصدر: تتدبر.

(٢) الواضحة: الأسنان التي تبدو عند الضحك. ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٣٤ ).

وهي كناية عن الضحك، فالمراد أن عامل السيئات لا يليق به أن يضحك، إذا مغبة السيئات مبكية.

(٣) البيات: ما يدهم المرء من المصائب بالليل. ( لسان العرب ج ٢ ص ١٦ ).

٢ - الجعفريات ص ١٩٥.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: بئر.

٣ - الجعفريات ص ١٧٩.

(١) الشورى ٤٢: ٣٠.

٣٢٥

ولا عثرة قدم، ولا خدش عود، إلا بذنب، ولما يعفو الله تبارك وتعالى عنه أكثر، فمن عجل الله تبارك وتعالى غفر ذنبه في دار الدنيا، فإن الله تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يعود في عفو في الآخرة ).

[١٣١٦٣] ٤ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام ، قال: ( لا أحسب أحدكم ينسى شيئا من أمر دينه، إلا بخطيئة أخطأها ).

[١٣١٦٤] ٥ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرجل ليحبس على باب الجنة مقدار كذا عام بذنب واحد، وإنه لينظر إلى أكوابه(١) وأزواجه ).

ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أبي عبد الله عن، آبائه عن علي ( صلوات الله عليهم )، مثله، وفيه: ( مائة عام )(٢) .

[١٣١٦٥] ٦ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام ، أنه كان يقول: ( أسرعكم إلى الخطيئة، أسرعكم دمعة يوم القيامة ).

[١٣١٦٦] ٧ - حسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: ( إن الله تبارك وتعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله عنده ذنب، ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ابتلاه بالحاجة، فإن هو لم يفعل شدد عليه عند الموت ) الخبر.

[١٣١٦٧] ٨ - أبو علي في أماليه: عن أبيه الشيخ الطوسي، عن الحسين بن عبيد

__________________

٤ - الجعفريات ص ١٧٢.

٥ - الجعفريات: لم نجده في مضانه، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٧٣ ص ٣٦٢ ح ٩٣ عن نوادر الراوندي ص ٤.

(١) في نسخة: إخوانه.

(٢) مشكاة الأنوار ص ١٥٥.

٦ - الجعفريات ص ٢٤٣.

٧ - المؤمن ص ١٨ ح ١١.

٨ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣١١.

٣٢٦

الله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن محمد بن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن اجلا في الموت، يبقيه ما أحب البقاء، فإذا علم [ منه ](١) أنه سيأتي بما فيه بوار(٢) دينه، قبضه الله إليه مكرها ) قال محمد بن همام: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن أبي حمزة، وكان رواية للحديث، فحدثني عن الحسين بن أسد الطغاري، عن محمد بن القاسم بن فضيل بن يسار، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال، ومن يعيش بالاحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار ).

[١٣١٦٨] ٩ - وعن أبيه، عن المفيد، عن عبد الله بن علي الموصلي، عن علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسين، عن العباس بن علي الشامي قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: ( كلما أحدث العباد(١) من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون ).

ورواه الصدوق في العلل: عن علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد العاصمي، وعلي بن محمد بن يعقوب العجلي، عن علي بن الحسين، مثله(٢) .

[١٣١٦٩] ١٠ - وعن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن أبيه محمد،

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البوار: الهلاك ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٣١ ).

٩ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٣٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( العبد )، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) علل الشرائع ص ٥٢٢.

١٠ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٣٥.

٣٢٧

عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث: « إن المؤمن ليذنب(١) فيحرم به الرزق ».

[١٣١٧٠] ١١ - وعن أبيه، عن الحسين بن عبد الله الغضائري، عن الصدوق، عن ماجيلويه، [ عن عمه محمد بن أبي القاسم ](١) عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « كان أبي يقول: ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه، فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله ».

ورواه الصدوق في الأمالي: عن ماجيلويه، مثله(٢) .

انه[١٣١٧١] ١٢ _ الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: « إن العبد ليسأل الحاجة من حوائج الدنيا، فيكون من شأن الله قضاؤها إلى أجل قريب أو وقت بطئ، فيذنب العبد عند ذلك ذنبا، فيقول الله للملك الموكل بحاجته: لا تنجز له حاجته وأحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي، واستوجب الحرمان مني ».

ورواه الطبرسي في المشكاة: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٣١٧٢] ١٣ - وعن الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن عامر، عن عمه، عن محمد بن زياد عن أبي عميرة قال: قال الصادقعليه‌السلام :

__________________

(١) في المصدر: بذنبه.

١١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٥٣.

(١) ما بين المعقوفتين من أمالي الطوسي والصدوق.

(٢) أمالي الصدوق ص ٣٢٤.

١٢ - الاختصاص ص ٣١، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٣٦٠ ح ٨٦.

(١) مشكاة الا أنوار ص ٥٥١.

١٣ - الاختصاص ص ٢٢٠، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٣٦١ ح ٧٨.

٣٢٨

« إن لله تبارك وتعالى على عبده [ المؤمن ] أربعين جنة، فمن أذنب ذنب(٢) رفع عنه جنة، فإذا عاب(٣) أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه، انكشفت تلك الجنن عنه، فيبقى مهتوك الستر، فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة، وفي الأرض على ألسنة الناس، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه، ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر، وقد امرتنا بحفظه، فيقول عز وجل: ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته، فارفعوا أجنحتكم عنه، فوعزتي لا يؤول(٤) بعدها إلى خير أبدا ».

[١٣١٧٣] ١٤ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « ما من عبد مؤمن إلا وفي ». قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب وثنى خرج من تلك النكتة سواد، فإن تمادى في الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض، ( فإذا غطى البياض )،(١) لم يرجع صاحبه إلى الخير أبدا.

[١٣١٧٤] ١٥ - وعن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « ما من عبد يعمل عملا لا يرضاه الله، إلا ستره الله عليه، فإذا ثنى ستره الله عليه، فإذا ثلث أهبط الله ملكا في صورة آدمي يقول للناس: فعل كذا وكذا ».

[١٣١٧٥] ١٦ - الشيخ الطوسي في أماليه: بالاسناد المتقدم، عن أبي ذر قال:

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: كبيرا.

(٣) في المصدر: اغتاب.

(٤) في الطبعة الحجرية: يألو، وما أثبتناه من المصدر. يؤول: من الأول وهو الرجوع. ( لسان العرب ج ١١ ص ٣٢ ). وما في الطبعة الحجرية الظاهر تصحيف لان معنى يألو: يبطئ وهي غير مناسبة لسياق الخبر.

١٤ - الاختصاص ص ٢٤٣، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٣٦١ ح ٨٨.

(١) ليس في المصدر.

١٥ - بل في كتاب الزهد ص ٧٤ ح ١٩٨، وعنه في البحار ج ٦ ص ٦ ح ١٠ و ج ٧٣ ص ٣٦١ ح ٨٩ « راجع التعليقات السابقة ».

١٦ - أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٤٠.

٣٢٩

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على ذنبه، يا أبا ذر، إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة يا أبا، ذر، لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت.

يا أبا ذر إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه(١) ».

[١٣١٧٦] ١٧ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا بن مسعود، ( انظر أن تدع الذنب سرا وعلانية، صغيرا وكبيرا، فإن الله تعالى حيث ما كنت يراك، وهو ( معك فاجتنبها )(٢) ».

[١٣١٧٧] ١٨ - الصدوق في الأمالي: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال في كلام له: « فاحذروا - أيها الناس - من المعاصي والذنوب، فقد نهاكم الله عنها، وحذركموها في الكتاب الصادق، والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وشدة أخذه، عندما يدعوكم إليه الشيطان اللعين، من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا - إلى أن قالعليه‌السلام - ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب، لأهل المعاصي والذنوب فقال:( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) (١) فإن قلتم أيها الناس: إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف ذاك وهو يقول:

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٤١.

١٧ - مكارم الأخلاق ص ٤٥٤.

(١) بدل ما بين القوسين في المصدر: إياك والذنب.

(٢) في المصدر: معكم أينما كنتم.

١٨ - أمالي الصدوق ص ٤٠٨.

(١) الأنبياء ٢١: ٤٦.

٣٣٠

( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) (٢) ؟ اعلموا عباد الله، أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، ولا تنشر لهم الدواوين، وإنما تنشر الدواوين لأهل الاسلام » الخبر.

[١٣١٧٨] ١٩ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن الباقرعليه‌السلام قال: « ما يصيب العبد إلا بذنب، وما يغفر الله منه أكثر ».

[١٣١٧٩] ٢٠ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الذنب يحرم العبد الرزق، وذلك قول الله عز وجل:( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الحنة ) (١) ».

وعنهعليه‌السلام قال: « إن الخطايا(٢) تحظر الرزق(٣) ».

[١٣١٨٠] ٢١ - وعنه، عن آبائه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، لا أخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه، حتى استوفي منه كل خطيئة عملها، إما بسقم في جسده، أو بضيق في رزقه، وأما بخوف في دنياه، فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت » الخبر.

[١٣١٨١] ٢٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن الله تبارك وتعالى، إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب، ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك به

__________________

(٢) الأنبياء ٢١: ٤٧.

١٩ - مشكاة الأنوار ص ١٥٥.

٢٠ - مشكاة الأنوار ص ١٥٥.

(١) القلم ٦٨: ١٧.

(٢) في الطبعة الحجرية: الخطآء وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: على المسلم.

٢١ - مشكاة الأنوار ص ١٥٦.

٢٢ - مشكاة الأنوار ص ١٥٧.

٣٣١

ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك به شدد عليه الموت، ليكافئه بذلك الذنب » الخبر.

[١٣١٨٢] ٢٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أذنب ذنبا وهو ضاحك دخل النار ».

[١٣١٨٣] ٢٤ - وعنهعليه‌السلام ، قال لمفضل بن عمر: « [ يا مفضل ](١) إياك والذنوب و! وحذر شيعتنا من الذنوب، فوالله ما هي إلى شئ أسرع منه إليكم، والله إن أحدكم ليرمى(٢) بالسقم في بدنه، وما هو إلا بذنوبه، وإن أحدكم ليحجب من الرزق، فيقول: ما لي وما شأني! وما هو إلا بذنوبه، وإنه لتصيبه المعرة(٣) من السلطان، فيقول: مالي! وما هو إلا بالذنوب، والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة ».

[١٣١٨٤] ٢٥ - وعنهعليه‌السلام قال: « ما من حمى ولا صداع ولا عرق يضرب إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر ».

[١٣١٨٥] ٢٦ - وعنهعليه‌السلام قال: « من كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به، ابتلاه الله عز وجل بالحزن في الدنيا ليكفرها به، فإن فعل ذلك به، وإلا عذبه في قبره، فيلقى الله عز وجل يوم يلقاه، وليس شئ يشهد عليه بشئ من ذنوبه ».

[١٣١٨٦] ٢٧ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن الأحمسي، عن

__________________

٢٣ - مشكاة الأنوار: ص ١٥٧.

٢٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٧٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفي نسخة: ليرى.

(٣) المعرة: الامر القبيح المكروه والأذى ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٤٠٠ ).

٢٥ - مشكاة الأنوار ص ٢٧٨.

٢٦ - مشكاة الأنوار ص ٢٨١. ٢٧ - التمحيص ص ٤٤ ح ٥٣.

٣٣٢

أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لا تزال الهموم والغموم بالمؤمن حتى لا تدع له ذنب ».

[١٣١٨٧] ٢٨ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « البر لا يبلى(١) ، والذنب لا ينسى، والديان لا يفنى، فكن كما شئت، كما تدين تدان ».

[١٣١٨٨] ٢٩ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أنبئكم بدائكم من دوائكم؟ داؤكم الذنوب، ودواؤكم الاستغفار ».

[١٣١٨٩] ٣٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « عجبت لمن يحتمي [ من ](١) الطعام لأذيته، ( ولا يحتمي الذنب لأليم عقوبته )(٢) ».

[١٣١٩٠] ٣١ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إذا أذنب العبد كان نقطة سوداء على قلبه، فإن هو تاب وأقلع واستغفر صفا قلبه منها، وإن هو لم يتب ولم يستغفر، كان الذنب على الذنب والسواد على السواد، حتى يغمر القلب فيموت بكثرة غطاء الذنوب عليه، وذلك قوله تعالى:( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) (١) ».

__________________

٢٨ - لب اللباب: مخطوط.

(١) في الطبعة الحجرية: يبتلى، وفي الحاشية: كذا في الأصل وهو سقيم، وهو تصحيف لعل صحته: يبلى من البلى: عود الشئ خلقا قديما ممزق بعد ما كان جديدا. أنظر ( لسان العرب ج ١٤ ص ٨٥ ). غيره من كتب اللغة. والمراد أن البر والعمل الصالح جديدا أبدا لا تبليه الأيام.

٢٩ - لب اللباب: مخطوط.

٣٠ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٤٩٤ ح ٧.

(١) أثبتنا من المصدر.

(٢) في المصدر: كيف لا يحتمي من الذنب لعقوبته.

٣١ - إرشاد القلوب ص ٤٦.

(١) المطففين ٨٣: ١٤.

٣٣٣

[١٣١٩١] ٣٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا أراد الله بعبد سوء، أمسك عليه ذنوبه، حتى يوافي بها يوم القيامة، وإذا أراد بعبد خيرا، عجل عقوبته في الدنيا ».

[١٣١٩٢] ٣٣ - كتاب درست بن أبي منصور: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا يضرب على أحدكم عرق، ولا ينكت إصبعه الأرض نكبة(١) إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر ».

[١٣١٩٣] ٣٤ - مجموعة الشهيدرحمه‌الله : نقلا من كتاب فضل بن محمد الأشعري، عن مسمع، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث -  قال: « وإن الخطايا تحظر(١) الرزق عن المسلم ».

[١٣١٩٤] ٣٥ - وبخطه: ومن غيره، من حديث أبي الغوث، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن كان العبد ليسأل الحاجة من حوائج الدنيا، فيكون من شأن الله قضاؤها إلى أجل قريب أو وقت هو بطئ، فيذنب ذلك العبد عند ذلك الوقت ذنبا، فيقول الله للملك الموكل بحاجته: لا تنجز حاجته وأحرمه إياها، فإنه قد تعرض لسخطي، واستوجب الحرمان مني ».

٤١ -( باب وجوب اجتناب المعاصي)

[١٣١٩٥] ١ - كتاب درست بن أبي منصور: عن ابن مسكان وحديد، رفعاه إلى

__________________

٣٢ - إرشاد القلوب ص ١٨٢.

٣٣ ك - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٢.

(١) نكبت الحجارة رجله أو ظفره: أصابته بأذى. ( لسان العرب ج ١ ص ٧٧٣ ).

وفي المصدر: نكبته.

٣٤ - مجموعة الشهيد:

(١) الحظر: المنع. ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٧٣ ).

٣٥ - مجموعة الشهيد:

الباب ٤١

١ - كتب درست بن أبي منصور ص ١٦٧.

٣٣٤

أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه )، قال: « أوحى الله إلى نبي في نبوته: أخبر قومك أنهم استخفوا بطاعتي وانتهكوا معصيتي، فمن كان منهم محسنا فلا يتكل على إحسانه، فإني لو ناصبته الحساب كان لي عليه ما أعذبه، وإن كان منهم مسيئا فلا يستسلم ولا يلقي بيديه إلى التهلكة، فإنه لن يتعاظمني ذنب اغفره إذا تاب منه صاحبه، وخبر قومك ليس من رجل، ولا أهل قرية، ولا أهل بيت، يكونون على ما أكره إلا كنت لهم على ما يكرهون، فإن تحولوا عما أكره إلى ما أحب، تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، وخبر [ قومك ](١) أنه ليس من رجل، ولا أهل بيت، ولا أهل قرية، يكونون على ما أحب، إلا كنت لهم على ما يحبون، فإن تحولوا عما أحب، تحولت لهم عما يحبون » ض.

[١٣١٩٦] ٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عز وجل: يا بن آدم، أما تنصفني! أتحبب إليك بالنعمة، وتتمقت(١) إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل(٢) ، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم ( يأتيني عنك )(٣) في كل يوم وليلة بعمل قبيح(٤) ، يا بن آدم، لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف، لسارعت إلى مقته ».

ورواه الكراجكي في كنزه: عن المفيد، عن عمر بن محمد المعروف بابن الزيات، عن علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان، عن الرضا، على آبائه، عنه ( صلوات الله عليهم )، مثله(٥) .

__________________

(١) أثبتنا من المصدر.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٢ ح ٤.

(١) في كنز الفوائد: تتبغض.

(٢) في كنز: نازل.

(٣) في الطبعة الحجرية: يأتيك عني، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في الكنز: غير صالح.

(٥) كنز الفوائد ص ١٦٣.

٣٣٥

[١٣١٩٧] ٣ - المفيد في الأمالي: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن النضر، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن زيد الشحام قال، سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « احذروا سطوات الله بالليل والنهار، فقلت: وما سطوات الله؟ قال: أخذه على المعاصي ».

[١٣١٩٨] ٤ - وعن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام قال: « ألا أخبركم بأشد ما فرض الله على خلقه؟ قلت: بلى، قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة أخيك، وذكر الله على كل حال، أما إني لا أريد بالذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذلك، ولكن ذكر الله في كل موطن تهجم [ فيه ](١) على طاعة الله أو معصية له ».

[١٣١٩٩] ٥ - وفي الاختصاص: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من ترك معصية من مخافة الله عز وجل، أرضاه الله يوم القيامة ».

[١٣٢٠٠] ٦ - تفسير الإمامعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا عباد الله، احذروا الانهماك في المعاصي والتهاون، فإن المعاصي يستولي بها الخذلان على صاحبها، حتى توقعه في رد ولاية وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورفع نبوة نبي الله، ولا يزال أيضا

__________________

٣ - أمالي الشيخ المفيد ص ١٨٤ ح ٨.

٤ - امالي الشيخ المفيد ص ٨٨ ح ٤.

(١) أثبتنا من المصدر.

٥ - الاختصاص ص ٢٤٩، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٣٩٨ ح ٦٧.

٦ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٠٥، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٣٦٠ ص ٨٣.

٣٣٦

بذلك حتى توقعه في دفع توحيد الله، والالحاد في دين الله ».

[١٣٢٠١] ٧ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه: « وإياكم ومعاصي الله ان تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها، فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه، وليس بين الاحسان والإساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الإساءة عند ربهم النار ».

[١٣٢٠٢] ٨ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: روي في زبور داود: يقول الله: يا بن آدم، تسألني وأمسك(١) لعلمي بما ينفعك، ثم تلح علي با لمسألة فأعطيك ما سألت، فتستعين به على معصيتي، فأهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك، فكم من جميل أصنع معك! وكم من قبيح تصنع معي! يوشك أن اغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا ».

[١٣٢٠٣] ٩ - الصدوق في الأمالي: عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن المغيرة بن محمد، عن بكر(١) بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي، عن وف البكالي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « كذب من زعم أنه يعرف الله، وهو مجترئ على معاصي الله كل يوم وليلة ».

[١٣٢٠٤] ١٠ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: بالسند المتقدم،

__________________

٧ - الكافي ج ٨ ص ١١.

٨ - عدة الداعي ص ١٩٨.

(١) في المصدر: وأمنعك.

٩ - أمالي الصدوق ص ١٧٤.

(١) في الطبعة الحجرية: بكير، وما أثبتنا من المصدر ومعاجم الرحال. راجع ( تنقيح المقال ج ١ ص ١٧٨ ).

١٠ - بشارة المصطفى ص ٢٧.

٣٣٧

عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في كلام له في تسويل الشياطين: « إنهم يخدعوك بأنفسهم، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك بتحبيبهم إليك شهواتك، واعطائك أمانيك وإرادتك، ويسولون لك وينسونك، وينهونك ويأمرونك، ويحسنون ظنك بالله حتى ترجوه، فتغتر بذلك فتعصيه، وجزاء العاصي لظى ».

[١٣٢٠٥] ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي أن شوكة تعلقت بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلعنها، فنادت: لا تلعني، إني ظهرت من شؤم معصية الآدميين.

[١٣٢٠٦] ١٢ - وعن الباقرعليه‌السلام قال: « عجبا لمن يحتمي عن الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي عن المعاصي خشية النار! ».

[١٣٢٠٧] ١٣ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الموت غنيمة، والمعصية مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة » الخبر.

« وقال تعالى: إذا عصاني من عرفني، سلطت عليه من لم يعرفني ».

[١٣٢٠٨] ١٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « غالبوا أنفسكم على ترك المعاصي، يسهل عليكم مقادتها إلى الطاعات ».

وقالعليه‌السلام : « للمجترئ على المعاصي نقم من(١) الله سبحانه »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « التنزه عن المعاصي عبادة التوابين »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « المعصية تجلب العقوبة »(٤) .

__________________

١١ - ١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - غرر الحكم. درر الكلم ج ٢ ص ٥٠٨ ح ٣٢.

(١) في المصدر زيادة: عذاب.

(٢) المصدر نفسه ج ٢ ص ٥٨١ ح ٢٦ (٣) المصدر نفسه ج ١ ص ٧٠ ح ١٧٨٤.

(٤) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٦ ح ١١١٤.

٣٣٨

وقالعليه‌السلام : « التهجم على المعاصي يوجب عقاب(٥) النار »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « إياك والمعصية، فإن الشقي(٧) من باع جنة المأوى بمعصية دنية من معا معاصي الدنيا »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « إياك أن تستسهل ركوب المعاصي، فإنها تكسوك في الدنيا ذلة، وتكسبك في الآخرة سخط الله »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « إنما الورع التطهير عن المعاصي »(١٠) .

وقالعليه‌السلام : « توقوا المعاصي، واحبسوا أنفسكم عنها، فإن الشقي من أطلق فيها عنانه »(١١) .

وقالعليه‌السلام : « راكب المعصية مثواه النار »(١٢) .

وقالعليه‌السلام : « لو لم يتواعد الله سبحانه على معصيته، لوجب أن لا يعصى شكرا لنعمته »(١٣) .

وقالعليه‌السلام : « من كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية »(١٤) .

وقالعليه‌السلام : « مداومة المعاصي تقطع الرزق »(١٥) .

__________________

(٥) في المصدر: عذاب.

(٦) المصدر نفسه ج ١ ص ٩٩ ح ٢١٤٦.

(٧) في المصدر: اللئيم.

(٨) المصدر نفسه ج ١ ص ١٥٤ ح ٧٥.

(٩) المصدر نفسه ج ١ ص ١٥٦ ح ٩٣.

(١٠) المصدر نفسه ج ١ ص ٢٩٧ ح ١٣.

(١١) المصدر نفسه ج ١ ص ٣٤٨ ح ٣٩.

(١٢) المصدر نفسه ج ١ ص ٤٢٠ ح ٣.

(١٣) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٠٥ ح ٢٦.

(١٤) المصدر نفسه ج ٢ ص ٦٧٧ ح ١٠٦٨.

(١٥) ج ٢ ص ٧٦٠ ح ٥٩.

٣٣٩

[١٣٢٠٩] ١٥ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « إذا غدا العبد في معصية الله، وكان راكبا فهو خيل إبليس، وإذا كان راجلا فهو من رجالته ».

٤٢ -( باب وجوب اجتناب الشهوات واللذات المحرمة)

[١٣٢١٠] ١ - ثقة الاسلام في الكافي(١) : عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال موسى بن جعفرعليهما‌السلام : « يا هشام، من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه ».

ورواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: وزاد فيه: « يا هشام، أوحى الله إلى داود: [ يا داود ](٢) حذر وانذر أصحابك عن حب الشهوات، فإن المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا، قلوبهم محجوبة عني »(٣) .

[١٣٢١١] ٢ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله

__________________

١٥ - كتاب جعفر بن محمد عن شريح ص ٧٢.

الباب ٤٢

١ - الكافي ج ١ ص ١٣.

(١) في المصدر زيادة: أبو عبد الله الأشعري. ى

(٢) أثبتنا من المصدر.

(٣) تحف العقول ص ٢٨٨.

٢ - أمالي الصدوق ص ٤١٦، والحديث في يخلو من هذه القطعة، وأخرجه العلامة المجلسي قي البحار ج ١٤ ص ٢٨٩ ح ١٤ عن أمالي الصدوق والكافي، نافلا القطعة المذكور عن الكافي ج ٨ ص ١٣٦ فقط، فلاحظ.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399