مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 399
المشاهدات: 126498
تحميل: 4719


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126498 / تحميل: 4719
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الكبائر ».

[١٣٢٦٣] ٢١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من الكبائر [ الشرك بالله و ](١) قتل المؤمن متعمدا، والفرار يوم الزحف(٢) ، وأكل الربا بعد البينة، وأكل مال اليتيم ظلما، والتعرب بعد الهجرة، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات ».

[١٣٢٦٤] ٢٢ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا، وهو خلقكم، ثم إن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، ثم إن تزني بحليلة جارك ».

[١٣٢٦٥] ٢٣ - عوالي اللآلي: روي أن رجلا من الصحابة سأله فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: « هن تسع أعظمهن الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وفرار من الزحف، والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا - ثم قال - من لم يعمل هذه الكبائر، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويقيم على ذلك، الا رافق محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٣٢٦٦] ٢٤ - وروي في حديث آخر: « إن الكبائر أحد عشر، أربع في الرأس: الشرك بالله عز وجل، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة، وشهادة الزور، وثلاث في البطن: أكل مال الربا، وشرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وواحدة في الرجل، وهي الفرار من الزحف، وواحدة في الفرج، وهي الزني، وواحدة في اليدين وهي قتل النفس، وواحة في جميع البدن وهي

__________________

٢١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦١١.

(١) أثبتنا من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة.

٢٢ - عوالي أبي الفتوح الرازي ح ٣ ص ٢٧٦.

٢٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٨ ح ٢١.

٢٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢.

٣٦١

عقوق الوالدين ».

[١٣٢٦٧] ٢٥ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الكبائر أربع، الا شراك بالله، والقنوط من رحمة الله، ( واليأس من روح الله )(١) ، والأمن [ من ](٢) مكر الله ».

٤٧ -( باب في صحة التوبة من الكبائر)

[١٣٢٦٨] ١ - العياشي في تفسيره: عن قتيبة الأعشى قال: سألت الصادقعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (١) قال: « دخل في الاستثناء كل شئ ».

وفي رواية أخرى، عنه (عليه‌السلام (: « دخل الكبائر في الاستثناء »(٢) .

[١٣٢٦٩] ٢ - وعن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « رحم الله عبدا لم يرض نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه، وفي كتاب الله نجاة من الردى، وبصيرة من العمى، ودليل إلى الهدى، وشفاء لما في الصدور، فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة، قال الله:( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) (١) وقال:( ومن

__________________

٢٥ - نوادر الراوندي ص ١٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتنا من المصدر.

الباب ٤٧

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٦ ح ١٥١.

(١) النساء ٤: ٤٨.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٦ ح ١٥٢.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٨ ح ١٤٣.

(١) آل عمران ٣: ١٣٥.

٣٦٢

يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) (٢) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار واشترط معه التوبة(٣) والاقلاع عما حرم الله، فإنه يقول:( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) (٤) وهذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله إلا العمل الصالح والتوبة(٥) ».

[١٣٢٧٠] ٣ - وعن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا له توبة، قال: « إن كان قتله لايمانه فلا توبة له، وإن كان قتله لغضب، أو بسبب شئ من أمور الدنيا، فإن توبته أن يقاد منه » الخبر، وفي هذا المعنى أخبار كثيرة يأتي في محله.

[١٣٢٧١] ٤ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن أحمد بن صالح بن سعد التميمي، عن موسى بن داود، عن الوليد بن هشام، عن هشام بن حسان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوستي(١) قال: دخل معاذ بن جبل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا، فسلم فردعليه‌السلام ، ثم قال: « ما يبكيك يا معاذ؟ » فقال: يا رسول الله، إن بالباب شابا طري الجسد نقي اللون حسن الصورة، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها، يريد الدخول عليك، فقال النبي ( صلى الله عليه

__________________

(٢) النساء ٤:١١٠.

(٣) في المصدر: بالتوبة.

(٤) فاطر ٣٥: ١٠.

(٥) في نسخة « فإن العمل الصالح التوبة ».

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦٧ ح ٢٣٩.

٤ - أمالي الصدوق ص ٤٥.

(١) كذا في الحجرية، وفي المصدر « الدرسي » وفي أسد الغابة ج ٣ ص ٣١٨ عبد الرحمن بن غنم الأشعري وهكذا في تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٥٠، وراجع ترجمة معاذ بن جبل أيضا في أسد الغابة ج ٤ ص ٣٧٨ وترجمة الحسن بن أبي الحسن البصري في تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٦٣ ح ٤٨٨.

٣٦٣

وآله ): « ادخل علي الشباب يا معاذ: فادخله عليه، فسلم فردعليه‌السلام ، ثم قال: « ما يبكيك يا شاب؟ » قال: كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا لو أخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم؟ ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هل أشركت بالله شيئا؟ » قال: أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا، قال: « أقتلت النفس التي حرم الله؟ » قال: لا، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي » قال الشاب: فإنها أعظم من الجبال الرواسي، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع، وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق » ( قال الشاب: فإنها أعظم من الأرضين السبع، وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق )(٢) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يغفر الله لك ذنوبك، وإن كانت مثل السماوات ونجومها، ومثل العرش والكرسي » قال: فإنها أعظم من ذلك، قال: فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إليه كهيئة الغضبان، ثم قال: « ويحك يا شاب، ذنوبك أعظم أم ربك!؟ » فخر الشاب على وجهه وهو يقول: سبحان ربي، ما شئ أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كل عظيم، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فهل يغفر لك الذنب العظيم إلا الرب العظيم!؟ » الخبر.

[١٣٢٧٢] ٥ - وفي الخصال: عن محمد بن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحسين الرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن الحسن بن عبد الله، عن آبائه، عن جده الحسن بن عليعليهما‌السلام - في حديث طويل - إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال في جواب نفر من اليهود، سألوه عن مسائل: « وأما شفاعتي، ففي

__________________

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٥ - الخصال ص ٣٥٥.

٣٦٤

أصحاب الكبائر، ما خلا أهل الشرك والظلم ».

[١٣٢٧٣] ٦ - أبو علي في أماله: عن أبيه الشيخ الطوسي، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن محمد بن إبراهيم(١) بن كثير، قال: دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ، نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال له عيسى بن موسى الهاشمي: يا أبا علي، أنت في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وبينك وبين الله هنات(٢) ، فتب إلى الله عز وجل، قال أبو نؤاس: سندوني، فلما استوى جالسا قال: إياي تخوف(٣) بالله، حدثني حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لكل نبي شفاعة، وأنا خبأت شفاعتي لأهل الكبائر(٤) » افترى لا أكون منهم؟

[١٣٢٧٤] ٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) (١) الآية، قال: ومن قتل مؤمنا على دينه لم تقبل توبته، ومن قتل نبيا أو وصي نبي فلا توبة له، لأنه لا يكون مثله فيقاد به، وقد يكون الرجل بين المشركين واليهود والنصارى، يقتل رجلا من المسلمين على أنه مسلم، فإذا دخل في الاسلام(٢) يجب ما كان قبله أي - يمحو - لان أعظم الذنوب عند اله هو الشرك بالله، فإذا قبلت توبته في الشرك، قبلت في ما سواه، فأما قول الصادقعليه‌السلام : « ليست له توبة » فإنه عنى من قتل

__________________

٦ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٨٩.

(١) كان في الحجرية إسماعيل وما أثبتنا من المصدر ومعاجم الرجال راجع لسان الميزان ج ٥ ص ٢٣ ح ٨٨ و ج ٧ ص ١١٥ ح ١٢٥٨.

(٢) هنات. جمع هنة وهي السيئة والفساد والشر. ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٦٦ ).

(٣) في الطبعة الحجرية « تخوفني »، والظاهر ما أثبتنا هو الصواب.

(٤) في المصدر زيادة: من أمتي يوم القيامة.

٧ - تفسير القمي ج ١ ص ١٤٨.

(١) النساء ٤: ٩٣.

(٢) في المصدر زيادة: محاه الله عنه لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الاسلام.

٣٦٥

نبيا أو وصيا فليست له توبة، لأنه لا يقاد أحد بالأنبياء إلا الأنبياء، وبالأوصياء إلا الأوصياء، والأنبياء والأوصياء لا يقتل بعضهم بعضا، وغير النبي والوصي(٣) فيقاد به، وقاتل النبي والوصي(٤) فيقاد به، وقاتل النبي والوصي لا يوفق للتوبة.

[١٣٢٧٥] ٨ - ثقة الاسلام، عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في خطبة طويلة، ولا شفيع أنجح من التوبة ».

[١٣٢٧٦] ٩ - القطب الراوندي في لب اللباب: مرسلا قال: « أوحى الله إلى داود: لو أن عبدا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبا، ثم ندم حلبة شاة واستغفرني مرة واحدة، فعلمت من قلبه أن لا يعود إليها، ألقيها عنه أسرع من هبوط القطر من السماء إلى الأرض ».

٤٨ -( باب تحريم الاصرار بالذنب، ووجوب المبادرة بالتوبة والاستغفار)

[١٣٢٧٧] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة من علامة الشقاء: جمود العينين(١) وشدة الحرص في طلب الدنيا، والاصرار على الذنب ».

__________________

(٣)، (٤) في المصدر زيادة: لا يكون مثل النبي والوصي.

٨ - الكافي ج ٨ ص ١٩.

٩ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٤٨

١ - الجعفريات ص ١٦٨.

(١) في المصدر زيادة: وقسوة القلب.

٣٦٦

[١٣٢٧٨] ٢ - العياشي في تفسيره: عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قول الله تعالى:( ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) (١) قال: « الاصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر، ولا يحدث نفسه بالتوبة، فذلك الاصرار ».

[١٣٢٧٩] ٣ - المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « أنه روي أن للمنافق أربع من علامات النفاق: قساوة القلب، وجمود العين، والاصرار على الذنب، والحرص على الدنيا ».

[١٣٢٨٠] ٤ - القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في كتاب الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار ».

[١٣٢٨١] ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربعة في الذنب شر من الذنب: الاستحقار، والافتخار، والاستبشار، والاصرار ».

[١٣٢٨٢] ٦ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه: « وإياكم والاصرار على شئ مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه، وقد قال الله:( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) (١) يعني المؤمنين قبلكم، إذا نسوا شيئا مما اشترط في كتابه، عرفوا أنهم قد

__________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٨ ح ١٤٤.

(١) آل عمران ٣: ١٣٥.

٣ - الاختصاص ص ٢٨.

٤ - شهاب الاخبار ص ١٠٦ ح ٥٧٥.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٦ - الكافي ج ٨ ص ١٠ ح ١.

(١) آل عمران ٣: ١٣٥.

٣٦٧

عصوا الله في تركهم ذلك الشئ، فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه، وذلك معنى قول الله:( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) (٢) ». الخبر.

[١٣٢٨٣] ٧ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أعظم الذنوب ذنب أصر عليه صاحبه ».

وقالعليه‌السلام : « عجبت لمن علم شدة انتقام الله وهو مقيم على الاصرار »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الاصرار أعظم حوبة(٣) ».

وقالعليه‌السلام : « الاصرار يجلب النقمة »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « المعاودة للذنب(٥) اصرار »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « إياك والاصرار، فإنه من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، إياك والمجاهرة بالفجور، فإنها من أشد المآثم »(٧) .

وقالعليه‌السلام : « أعظم الذنوب عند الله ذنب أصر عليه عامله »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « من اصر على ذنبه اجترأ على(٩) ربه »(١٠) .

__________________

(٢) آل عمران ٣: ١٣٥.

٧ - الغرر ج ١ ص ٢٠٣ ح ٤٤٠.

(١) الغرر ج ٢ ص ٤٩٤ ح ١٢.

(٢) الغرر ج ١ ص ٥٦ ح ١٥٣٢.

(٣) الحوبة: الاثم والذنب ( لسان العرب ج ١ ص ٣٤٠ ).

(٤) الغرر ج ١ ص ٣٦ ح ١١١٢.

(٥) في المصدر: إلى الذنب.

(٦) الغرر ج ١ ص ٤٢ ح ١٢٥٧.

(٧) الغرر ج ١ ص ١٥١ ح ٤٨، ٤٩.

(٨) الغرر ج ١ ص ١٩٢ ح ٢٠٩.

(٩) في المصدر زيادة: سخط.

(١٠) الغرر ج ٢ ص ٦٨١ ح ١١٠٢.

٣٦٨

٤٩ -( باب جملة مما ينبغي تركه من الخصال المحرمة والمكروهة)

[١٣٢٨٤] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه قال: « وأركان الكفر أربعة: الرغبة، والرهبة، والغضب، والشهوة ».

[١٣٢٨٥] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة يطفين نور العبد: من قطع ود أبيه، أو خضب شيبته بسواد، أو وضع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له ».

[١٣٢٨٦] ٣ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا ينظر الله إليهم: المنان بالفعل، وعاق والديه، ومدمن الخمر ».

[١٣٢٨٧] ٤ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « ثلاث موبقات: نكث البيعة، وترك السنة، وفراق الجماعة ».

[١٣٢٨٨] ٥ - وبهذا الاسناد: عنهعليه‌السلام ، قال: « ثلاث من شرار الخلق: شيخ جهول، وغني ظالم، وفقير فخور ».

[١٣٢٨٩] ٦ - وبهذا الاسناد: عنهعليه‌السلام ، قال: « تسعة أشياء من تسعة ( أنفس، هن منهم أقبح من غيرهم )(١) ضيق الذرع من الملوك،

__________________

الباب ٤٩

١ - الجعفريات ص ٢٣٢.

٢ - الجعفريات ص ١٩١.

٣ - الجعفريات ص ١٨٧.

٤ - الجعفريات ص ٢٣١.

٥ - الجعفريات ص ٢٣٩.

٦ - الجعفريات ص ٢٣٤.

(١) ما بين القوسين في المصدر: أنفسهن منهن أقبح من غيرهن.

٣٦٩

والبخل من الأغنياء، وسرعة الغضب من العلماء، والصبا من الكهول، والقطيعة ( من الرؤوس )(٢) ، والكذب من القضاة، والزمانة من الأطباء، والبذاء من النساء، والبطش من ذوي السلطان ».

[١٣٢٩٠] ٧ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث -: بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، ( بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر )(١) ، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط في الناس، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالى، بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم دون طاعة الله، بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين، بئس القوم قوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات » الخبر.

[١٣٢٩١] ٨ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - إلى أن قال - قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس العبد عبد له وجهان، يقبل بوجه ويدير بوجه، إن أوتي أخوه المسلم خيرا حسده، وإن ابتلي خذله، بئس العبد عبد أوله نطفة ثم يعود جيفة، ثم لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك، بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الأجلة، فاز بالرغبة العاجلة وشقي بالعاقبة، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد عا وبغى ونسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبد له هوى يضله ونفس تذله، بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع ».

__________________

(٢) ليس في المصدر.

٧ - نوادر الراوندي ص ٢٦.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٨ - نوادر الراوندي ص ٢٢.

٣٧٠

[١٣٢٩٢] ٩ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده عن الشيخ هارون بن موسى التلعكبري، عن ابن عقدة، عن محمد بن مسلم بن جهان(١) ، عن عبد العزيز، عن الحسن بن علي، عن سنان، عن عبد الواحد، عن رجل، عن معاذ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « يا معاذ فاقطع لسانك عن إخوانك، وعن حملة القرآن، ولتكن ذنوبك عليك ولا تحملها على إخوانك، ولا تزك نفسك بتذميم إخوانك(٢) ، ولا تراء بعملك، ولا تدخل من الدنيا في الآخرة، ولا تفحش في مجلسك لكيلا يحذروك بسوء خلقك، ولا تناج مع رجل وعندك آخر، ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا، ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار(٣) ، قال الله تعالى:( والناشطات نشطا ) (٤) أتدري ما الناشطات؟ كلاب أهل النار تنشط(٥) العظم واللحم » قلت: من يطيق هذه الخصال؟ قال: « يا معاذ، أما أنه يسير على من يسر الله عليه » الخبر.

ورواه ابن فهد في عدة الداعي: نقلا عن أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي، في كتابه المنبئ عن زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بإسناده عن عبد الواحد، عمن حدثه، عن معاذ، مثله(٦) .

[١٣٢٩٣] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال، وسكر القدرة، وسكر العلم، وسكر المدح، وسكر الشباب، فإن لكل ذلك رياحا خبيثة، تسلب العقل وتستخف الوقار ».

__________________

٩ - فلاح السائل ص ١٢٤.

(١) في المصدر: جبهان.

(٢) وفيه زيادة: ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك.

(٣) في المصدر: أهل النار.

(٤) النازعات ٧٩: ٢.

(٥) النشط: العض أو الانتزاع، بسرعة ( لسان العرب ) ج ٧ ص ٤١٤ ).

(٦) عدة الداعي ص ٢٢٩.

١٠ - الغرر ج ٢ ص ٨٦٢ ح ٢٧.

٣٧١

[١٣٢٩٤] ١١ - أبو محمد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجرانرضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا عاصم بن حميد قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن العباس قال: حججنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع، فأخذ بحلقه باب الكعبة وأقبل بوجهه علينا، فقال: « معاشر الناس، ألا أخبركم بأشراط الساعة؟؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال، من أشراط الساعة: إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والميل مع الأهواء، وتعظيم المال، وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء، مما يرى من المنكر، فلا يستطيع أن يغيره، فعندها يليهم أمراء جورة، ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة، فيكون عندهم المنكر معروفا، والمعروف منكرا، ويؤتمن الخائن في ذلك الزمان، ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، وتتأمر النساء، وتشاور الإماء، ويعلو الصبيان على المنابر، ويكون الكذب عندهم ظرافة، فلعنة الله على الكاذب وإن كان مازحا، وأداء الزكاة أشد التعب عليهم خسرانا ومغرما عظيما، ويحقر الرجل والديه ويسبهما، ويبرأ [ من ](١) صديقه، ويجالس عدوه، وتشارك الرجل(٢) زوجها في التجارة، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وتركبن ذوات الفروج على السروج، وتزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس، وتحلى المصاحف، وتطول المنارات، وتكثر الصفوف، ويقل الاخلاص، ويؤمهم قوم يميلون إلى الدنيا، ويحبون الرئاسة الباطلة، فعندها قلوب المؤمنين متباغضة، وألسنتهم مختلفة، وتحلى ذكور أمتي بالذهب، ويلبسون الحرير والديباج وجلود السمور(٣) ، ويتعاملون بالرشوة

__________________

١١ - كتاب الغيبة:

(١) أثبتنا لاستقامة المتن.

(٢) كذا، والظاهر أن المقصود: المرأة.

(٣) السمور: دابة تعمل من جلودها فراء غالية الأثمان وهو أسود الوبر. ( لسان العرب ( سمر ) ج ٤ ص ٣٨٠ ).

٣٧٢

والربا، ويضعون الدين ويرفعون الدنيا، ويكثر الطلاق والفراق، والشك والنفاق، ولن يضروا الله شيئا، وتظهر الكوبة(٤) والقينات والمعازف، والميل إلى أصحاب الطنابير والدفوف والمزامير، وسائر آلات اللهو، ألا ومن أعان أحدا منهم بشئ من الدينار والدرهم والألبسة والأطعمة وغيرها، فكأنما زنى مع أمه سبعين مرة في جوف الكعبة، فعندها يليهم أشرار أمتي، وتنتهك المحارم، وتكتسب(٥) المآثم، وتسلط الأشرار على الأخيار، ويتباهون في اللباس، ويستحسنون أصحاب الملاهي والزانيات، فيكون المطر قيظا، ويغيظ الكرام غيظا، ويفشوا الكذب، وتظهر الحاجة، وتفشو الفاقة، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، فيتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، ويكثر أولاد الزنى، ويتغنون بالقرآن، فعليهم من أمتي لعنة الله، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة، ويظهر قراؤهم وأئمتهم فيما بينهم التلاوم والعداوة، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات والأرض الأرجاس والأنجاس، وعندها يخشى الغني من الفقير أن يسأله، ويسأل الناس في محافلهم فلا يضع أحد في يده شيئا، وعندها يتكلم من لم يكن متعلما، فعندها ترفع البركة، ويمطرون في غير أوان المطر، وإذا دخل الرجل السوق فلا يرى أهله إلا ذاما لربهم، هذا يقول: لم أبع، وهذا يقول: لم أربح شيئا، فعندها يملكهم قوم، إن تكلموا قتلوهم، وإن سكتوا استباحوهم، يسفكون دماءهم، ويملؤون قلوبهم رعبا، فلا يراهم أحد إلا خائفين مرعوبين، فعندها يأتي قوم من المشرق وقوم من المغرب، فالويل لضعفاء أمتي منهم، والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيرا، ولا يوقرون كبيرا، ولا يتجافون عن شئ، جثتهم جثة الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين،

__________________

(٤) الكوبة: الطبل والشطرنج والنرد وأمثالها من آلات اللهو ( مجمع البحرين ( كوب ) ج ٢ ص ١٦٤ ).

(٥) في نسخة: « وتكتب ».

٣٧٣

فلم يلبثوا هناك إلا قليلا، حتى تخور(٦) الأرض خورة، حتى يظن كل قوم أنها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء الله، ثم يمكثون في مكثهم، فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها، قال: ذهبا وفضة، ثم أومأ بيده إلى الأساطين، قال: فمثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، ثم تطلع الشمس من مغربها، معاشر الناس، إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، فأودعكم وأوصيكم بوصية فاحفظوها، إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا، معاشر الناس إني منذر وعلي هاد، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين ».

[١٣٢٩٥] ١٢ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي حمزة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر، فقال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم(١) : شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال، ».

[١٣٢٩٦] ١٣ - كتاب حسين بن عثمان: عن الحسين بن مختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن الله عز وجل يبغض الغني الظلوم، والشيخ الفاجر، والصعلوك المختال(١) ، قال: ثم قال: أتدري ما الصعلوك المختال(٢) ؟ » قال: قلت: القليل المال، قال: « لا، ولكنه الغني الذي لا يتقرب إلى الله بشئ من ماله ».

[١٣٢٩٧] ١٤ - الشهيدرحمه‌الله في الدرة الباهرة: عن الصادقعليه‌السلام ،

__________________

(٦) أرض خوارة: لينة سهلة، والخور: الضعف، يقال: ريح خوار، إذا كان مهتزا ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٦٢ )، فالمراد اهتزاز الأرض وما أشبه من الحوادث العظيمة.

١٢ - أصل عاصم بن حميد الحناط ص ٢٧.

(١) في المصدر زيادة: ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

١٣ - كتاب حسين بن عثمان ص ١٠٩.

(١) في المصدر: المحتال.

(٢) في المصدر: المحتال.

١٤ - الدرة الباهرة ص ٣٤.

٣٧٤

قال: « يهلك الله ستا لست: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهالة، والفقهاء بالحسد ».

ورواه المفيد في الإختصاص: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٣٢٩٨] ١٥ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله ( لى الله عليه وآله )، أنه قال: « شر الناس من سافر وحده، ومنع رفده، وأكل زاده وضرب عبده، ونزل وحده، ثم قال: يا علي، ألا أنبئك بشر من هذا؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، ثم قال: ألا أخبرك بشر منه؟ قلت: بلى، قال: من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره ».

[١٣٢٩٩] ١٦ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يأتي على الناس زمان، وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذبوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرف، صبيانهم عارم(١) ، ونساؤهم شاطر(٢) ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتذار(٣) بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه،

__________________

(١) الاختصاص ص ٢٣٤.

١٥ - الغايات ص ٩١.

١٦ - جامع الأخبار ص ١٥٠.

(١) العارم: الخبيث الشرير ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣٩٥ ).

(٢) الشاطر: الذي أعي أهله خبثا. ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٣٤٦ ).

(٣) في المصدر: الاعتزاز.

٣٧٥

وينزله في غير أوانه، ويسلط عليهم شرارهم، فيسومونهم سوء العذاب، ويذبحون أبناءهم، ويستحيون [ نساءهم ](٤) ، فيدعوا خيارهم، فلا يستجاب لهم ».

[١٣٣٠٠] ١٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « سيأتي على الناس زمان، بطونهم آلهتهم، ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، ولا يبقى من الايمان إلا اسمه، ومن الاسلام إلا رسمه، ومن القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة من البناء، وقلوبهم خراب عن الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض، حينئذ زمان ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم ».

[١٣٣٠١] ١٨ - وقال رسول ( اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ): « سيأتي زمان على أمتي، يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب، ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء الأول: يرفع البركة من أموالهم، والثاني: سلط الله عليهم سلطانا جائرا، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان ».

[١٣٣٠٢] ١٩ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يأتي زمان على أمتي، أمراؤهم يكونون على الجور، وعلماؤهم على الطمع، وعبادهم على الرياء، وتجارهم على أكل الربا، ونساؤهم على زينة الدنيا، وغلمانهم في التزويج، فعند ذلك كساد أمتي ككساد الأسواق، وليس فيها مستام، أمواتهم(١) آيسون في قبورهم من خيرهم، ولا يعيشون(٢) الأخيار فيهم، فإن في ذلك الزمان

__________________

(٤) أثبتناه من المصدر.

١٧ - جامع الأخبار ص ١٥١.

١٨ - جامع الأخبار ص ١٥١.

١٩ - جامع الأخبار ص ١٥٢.

(١) في المصدر: الأموات.

(٢) وفيه: يعينون.

٣٧٦

الهرب خير من القيام ».

[١٣٣٠٣] ٢٠ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا بشهر رمضان، فإذا كان ذلك سلط الله عليهم سلطنا لا علم له، ولا حلم له، ولا رحم له ».

[١٣٣٠٤] ٢١ - السيد هبة الله في المجموع الرائق: عن مجموعة لبعض القدماء فيها ست خطب من خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كانت في خزانة كتب السيد علي بن طاووس وعليها خطه، منها الخطبة المعروفة باللؤلؤية: حدثنا الشيخ الإمام الزاهد العابد أبو الحسن علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب الحريمي قال: حدثنا أبو حبش الهروي قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرزاق، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: رقى أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام منبر البصرة خطيبا، فخطب خطبة بليغة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « يا أهل العراقين الكوفة والبصرة، أغنياؤكم بالشام وفقراؤكم بالبصرة » قال جابر: يا أمير المؤمنين، ومتى يكون ذلك؟ قال: « إذا ظهر في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في المشاجرة ستون خصلة  - إلى أن قال - إذا وقع الموت في الفقهاء والعلماء، وعمرت الأشرار والسفهاء، وضيعت أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الصلوات، واتبعت الشهوات، وقلت الأمانات، وكثرت الخيانات، وشربوا القهوات، ولعبوا بالشامات، وناموا عن العتمات، وتفاكهوا بشتم الاباء والأمهات، ورفعوا الأصوات في المساجد بالخصومات، وجعلوها مجالس للتجارات، وغشوا في البضاعات، ولم يخشوا النقمات، وأكثروا من السيئات، وأقلوا من الحسنات، وعصوا رب السماوات، وصار مطرهم قيظا، وولدهم غيظا، وقبلت القضاة

__________________

٢٠ - جامع الأخبار ص ١٥٢.

٢١ - المجموع بالرائق:

٣٧٧

الرشاء، وأدت الحقوق النساء، وقل الحياء، وبرح الخفاء، وانكشف الغطاء، وأظلم الهواء، واسود الأفق، وخيفت الطرق، واشتد البأس، وانفسد الناس، وقربت الساعة، وشنئت(١) القناعة، وكثرت الأشرار، وقلت الأخيار، وانقطعت الاسفار، وظهرت الاسرار، وكثر اللواط، وجارت السلاطين، واستحوذت الشياطين، وضعف الدين، وأكلوا مال اليتيم، ونهروا المساكين، وصارت المداهنة في القضاة، والحروب في السلاطين، والسفاهة في سائر الناس، وتكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وزخرفوا الجدارات، وعلوا على القصور، وشهدوا بالزور، وضاقت المكاسب، وعزت المطالب، واستصغروا العظائم، وعلت الفروج على السروج، فحينئذ تصير السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة لا قيمة لها » قال جابر قلت: ومتى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: « إذا عمرت الزوراء - إلى أن قال - فحينئذ يظهر في آخر الزمان أقوام، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، سفاكون الدماء أمثال الذئاب الضواري، إن تابعتهم عابوك، وإن غبت عنهم اغتابوك، فالحليم فيهم غاو، والغاوي فيهم حليم، والمؤمن فيهم مستضعف، والفاسق فيهم شريف، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم منافق، لا يوقر صغيرهم كبيرهم، ولا يعود غنيهم فقيرهم، والالتجاء إليهم خزي، وطلب ما في أيديهم فقر، والعز بهم ذل، إخوان العلانية أعداء السريرة، فحينئذ يسلط الله عليهم أشرارهم، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم دعاؤهم، فعند ذلك تأخذ السلاطين بالأقاويل، والقضاة بالبراطيل(٢) ، والفقهاء بما يحكمون بالتأويل، والصالحون يأكلون الدنيا بالدين » الخبر.

وهذه الخطبة طويلة معروفة، قد نقل بعض أجزائها ابن شهرآشوب في

__________________

(١) شنأ الشئ: كرهه وأبغضه. ( مجمع البحرين ( شنا ) ج ١ ص ٢٥٢ ).

(٢) البراطيل: جمع برطيل، وهو الرشوة. ( القاموس المحيط ج ٣ ص ٣٤٤ ).

٣٧٨

المناقب(٣) ، وبعضها الشيخ حسن سليمان الحلي في منتخب البصائر.

[١٣٣٠٥] ٢٢ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: قال: روت أم هانئ بنت أبي طالبعليه‌السلام [ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ](١) أنه قالعليه‌السلام : « يأتي على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه، فإذا رأيته لقيته خيرا من أن تجربه، ولو جربته أظهر لك أحوالا، دينهم دراهمهم، وهمهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، يركعون للرغيف، ويسجدون للدرهم، حيارى سكارى، لا مسلمين ولا نصارى ».

[١٣٣٠٦] ٢٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: وروي أن ملكا ينادي من الكعبة: من ترك فرائض الله خرج من أمان الله، وينادي مناد من بيت المقدس: ألا من كان قوته حراما رد الله عليه عمله، وينادي مناد من قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ترك سنة هذا النبي برئ من شفاعته.

[١٣٣٠٧] ٢٤ - وفي قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد العسكريعليهما‌السلام - في حديث في قصة نوح - قال: « وجاء إبليس إلى نوحعليه‌السلام فقال: إن لك عندي يدا عظيمة، فانتصحني فإني لا أخونك، ( فتأثم نوح [ من ](١) كلامه )(٢) ومساءلته، فأوحى الله إليه: أن كلمه وسله(٣) ، فإني سأنطقه بحجة عليه،

__________________

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٧٣.

٢٢ - البحار ج ٧٤ ص ١٦٦ عن أعلام الدين ص ٩٣.

(١) أثبتنا من البحار.

٢٣ - لب اللباب: مخطوط.

٢٤ - قصص الأنبياء ص ٦٤، وعنه في البحار ج ١١ ص ٢٣٩.

(١) أثبتنا من البحار.

(٢) في المصدر: فتألم نوح بكلامه.

(٣) ليس في المصدر.

٣٧٩

فقال نوح ( صلوات الله عليه ): تكلم، فقال إبليس: إذا وجدنا ابن آدم شحيحا، أو حريصا، أو حسودا، أو جبارا، أو عجولا، تلقفناه تلقف الكرة فإذا اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا مريدا » الخبر.

[١٣٣٠٨] ٢٥ - العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة: نقلا عن السيد المرتضى ابن الداعي الحسيني الرازي، بإسناده عن الشيخ المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام ، أنه قال لأبي هاشم الجعفري: « يا أبا هاشم، سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة، وقلوبهم مظلمة متكدرة(١) ، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، المؤمن بينهم محقر، والفاسق بينهم موقر، أمراؤهم جاهلون جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة [ سائرون ](٢) ، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء، وكل جاهل عندهم خبير، وكل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص والمرتاب، لا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف، يبالغون في حب مخالفينا، ويضلون شيعتنا وموالينا، إن نالوا منصبا لم يشبعوا عن الرشاء، وإن خذوا عبدوا الله على الرياء، ألا إنهم قطاع طريق المؤمنين، والدعاة إلى نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم، وليصن دينه وإيمانه، ثم قال: يا أبا هاشم هذا ما حدثني أبي، عن آبائه جعفر بن محمدعليهم‌السلام ، وهو من أسرارنا، فاكمته إلا عن أهله ».

__________________

٢٥ - حديقة الشيعة ص ٥٩٢.

(١) في المصدر: منكدرة.

(٢) أثبتنا من المصدر.

٣٨٠