مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل20%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135260 / تحميل: 5659
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وذاك حكم الله عز وجل، لان لهم دار حرب قائمة، وإماما منتصبا يداوي جريهم ويعالج مريضهم، ويهب(١١) لهم الكراع والسلاح، ويعيدهم إلى قتالكم كرة بعد كرة، ولم يكونوا بايعوا فيدخلون في ذمة البيعة والإسلام، ومن خرج من بيعتنا فقد خرج من الدين، وصار ماله وذراريه بعد دمه حلالا ) قالوا له: صدقت وأصبت، وأخطأنا، والحق والحجة لك الخبر.

ورواه القاضي نعمان في كتاب شرح الاخبار: عن أحمد بن شعيب الساري، بإسناده عن عبد الله بن عباس، مثله باختلاف يسير.

[١٢٤٢٦] ١٠ - العلامة في المختلف: عن ابن أبي عقيل، أنه روى: أن رجلا من عبد القيس قام يوم الجمل فقال: يا أمير المؤمنين، ما عدلت حتى(١) تقسم بيننا أموالهم، ولا تقسم بيننا نساءهم ولا أبناءهم، فقال له: ( إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف، وذلك أن دار الهجرة حرمت ما فيها، وإن دار الشرك أحلت ما فيها، فأيكم يأخذ أمه في سهمه!؟ )

قال العلامة فيه: لنا ما رواه ابن أبي عقيل، وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعلمه وعدالته، وذكر الخبر المذكور.

٢٤ -( باب حكم قتال البغاة)

[١٢٤٢٧] ١ - الحسن بن محمد الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن محمد بن الحسين بن حميد اللخمي، عن سليمان بن الربيع، عن نصر بن مزاحم، قال علي بن بلال: وحدثني علي بن

__________________

(١١) وفيه: ويعفر.

١٠ - المختلف ص ٣٣٧.

(١) في المصدر: حين.

الباب ٢٤

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٠.

٦١

عبد الله بن أسد الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن نصر بن مزاحم، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى عليعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء الذين تقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فبم نسميهم؟ قال: ( سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه ) فقال: ما كل ما في كتاب الله أعلمه، فقال: ( أما سمعت الله يقول في كتابه:( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) (١) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبدينه، وبالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، وشاء الله منا قتلهم فقتلناهم بمشيئته وإرادته ).

ورواه المفيد في أماليه(٢) : عن علي بن بلال، مثله.

[١٢٤٢٨] ٢ - ابن شهرآشوب في مناقبه: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: أولئك كانوا أهل جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٢٩] ٣ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسن بن علي بن بزيع، معنعنا عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( قال أمير المؤمنين

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٥٣.

(٢) أمالي المفيد ص ١٠١.

٢ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١٨.

٣ - تفسير فرات الكوفي ص ٥٧.

٦٢

عليه‌السلام : يا معشر المسلمين قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ثم قال: هؤلاء القوم هم ورب الكعبة، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج ).

[١٢٤٣٠] ٤ - العياشي في تفسيره: عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:(١) ( دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر، إن عليا ( صلوات الله عليه ) يوم البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم، حتى أعذر فيما بيني وبين الله تعالى وبينهم، فقام إليهم فقال لأهل(٢) البصرة: هل تجدون علي جورا في الحكم؟ قالوا: لا - إلى أن قالعليه‌السلام - ثم ثنى إلى أصحابه فقال: إن الله يقول في كتابه:( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (٣) فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، واصطفى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة، إنكم لأصحاب هذه الآية، وما قوتلوا منذ نزلت ).

[١٢٤٣١] ٥ - وعن أبي الطفيل قال: سمعت علياعليه‌السلام يوم الجمل، وهو يحض الناس على قتالهم ويقول: ( والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم( قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (١) فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم، تسميه بعض العرب الكنانة.

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٧ ح ٢٣.

(١) في المصدر زيادة: سمعته يقول.

(٢) في المصدر: يا أهل.

(٣) التوبة ٩: ١٢.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٤.

(١) التوبة ٩: ١٢.

٦٣

[١٢٤٣٢] ٦ - وعن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام على هذا المنبر، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: ( أيها الناس، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا باية ( من كتاب الله )(١) تركتها في كتاب الله إن الله يقول:( وإن نكثوا ) (٢) الآية، أما والله لقد عهد إلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية، والفئة الناكثة، والفئة المارقة ).

[١٢٤٣٣] ٧ - وعن الشعبي قال: قرأ عبد الله(١) :( وإن نكثوا ) (٢) إلى آخر الآية، ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها عليعليه‌السلام ، ثم قال: ( ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم ).

[١٢٤٣٤] ٨ - وعن أبي عثمان مولى بني قصي قال: شهدت علياعليه‌السلام سنة(١) كلها فما سمعت منه ولاية ولا براءة، وقد سمعته يقول: ( عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم( وإن نكثوا ) الآية ).

__________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٥.

(١) ليس في المصدر.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٧ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٧.

(١) هو عبد الله بن مسعود الصحابي المعروف ومن القراء المشهورين، له قراءة مستقلة.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٨.

(١) في المصدر: سنته.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٦٤

[١٢٤٣٥] ٩ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه خطب بالكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا الله، فسكت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثم قام آخر وآخر، فلما أكثروا قال: ( كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها، ولا نمنعكم الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا ( به )(١) وأشهد لقد أخبرني النبي الصادقصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الروح الأمين، عن رب العالمين، أنه لا يخرج ( علينا )(٢) منكم من فئة قلت أو كثرت إلى يوم القيامة، إلا جعل الله حتفها على أيدينا، وإن أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل المجاهدين من قتلكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، فاعملوا ما أنتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر فسوف تعلمون ).

[١٢٤٣٦] ١٠ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( ان دعي أهل البغي قبل القتال فحسن، وإلا فقد علموا ما يدعون إليه، وينبغي أن لا يبدؤوا بالقتال حتى يبدؤوهم به ).

[١٢٤٣٧] ١١ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( يقاتل أهل البغي ويقتلون بكل ما يقتل به المشركون، ويستعان ( بكل ما )(١) أمكن أن يستعان به عليهم من أهل القبلة، ويؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قدر عليهم ).

[١٢٤٣٨] ١٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه ذكر قتال من قاتله منهم فقال: ( والله

__________________

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) في المصدر: عليهم بهن.

١٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

٦٥

ما وجدت إلا قتالهم، أو الكفر بما أنزل الله على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١٢٤٣٩] ١٣ وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم(١) عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لان أولئك كانوا جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن، وعرفوا فضل أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٤٠] ١٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أكافرون هم؟ قال:: ( كفروا بالاحكام وكفروا بالنعم كفرا ليس ككفر الذين دفعوا النبوة ولم يقروا بالاسلام، ولو كانوا كذلك ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم ).

[١٢٤٤١] ١٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال يوم صفين: ( اقتلوا بقية الأحزاب وأولياء الشيطان، اقتلوا من يقول: كذب الله ورسوله )

[١٢٤٤٢] ١٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه حر ص الناس على منبر الكوفة فقال: ( يا معشر أهل الكوفة لتصبرن على قتال عدوكم، أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم ).

[١٢٤٤٣] ١٧ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قلت:( وإن طائفتان من المؤمنين - إلى قوله -فأصلحوا بينهما بالعدل ) (١) فقال

__________________

١٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

(١) في المصدر: حاربوا.

١٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

١٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٠.

١٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

١٧ - الكافي ج ٨ ص ١٨٠.

(١) الحجرات ٤٩: ٩.

٦٦

عليه‌السلام : ( الفئتان، إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة، وهم أهل هذه الآية، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو(٢) يرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى، فكان الواجب على أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، إنما من عليهم وعفا، وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم، مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل ).

[١٢٤٤٤] ١٨ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد معا، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن ضريس قال: تمارى الناس عند أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال بعضهم: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضهم: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، قال: فسمعهم أبو جعفرعليه‌السلام فقال: ( ما تقولون؟ ) فقالوا: أصلحك الله، تمارينا في حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي حرب عليعليه‌السلام ، فقال بعضنا: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضنا: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام ، ( لا، بل حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقلت: جعلت فداك، أحرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول الله ( صلى

__________________

(٢) في المصدر: و.

١٨ - الكافي ج ٨ ص ٢٥٢.

٦٧

الله عليه وآله )؟ قال: ( نعم، وسأخبرك عن ذلك، إن حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقروا بالاسلام، وإن حرب عليعليه‌السلام أقروا بالاسلام ثم جحدوه ).

[١٢٤٤٥] ١٩ - القاضي نعمان في شرح الاخبار: عن محمد بن داود، بإسناده عن عليعليه‌السلام ، أنه سئل عن قتلى الجمل، أمشركون هم؟ قال: ( لا، بل من الشرك فروا ) قيل: فمنافقون؟ قال: ( لا، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ) قيل: فما هم؟ قال: ( إخواننا بغوا علينا فنصرنا عليهم ).

[١٢٤٤٦] ٢٠ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن ميسرة قال: قال عليعليه‌السلام : ( قاتلوا أهل الشام مع كل إمام بعدي ).

[١٢٤٤٧] ٢١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أبي الحسن علي بن بلال(١) المهلبي، عن أبي العباس أحمد بن الحسين البغدادي، عن الحسين بن عمر المقرئ، عن علي بن الأزهر، عن علي بن صالح المكي، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدهعليه‌السلام قال: ( لما نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إذا جاء نصر الله والفتح ) (٢) قال: يا علي إنه قد جاء نصر الله والفتح، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله، وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلا

__________________

١٩ - شرح الاخبار:

٢٠ - الغارات ص ٥٨٠.

٢١ - أمالي المفيد ص ٢٨٨.

(١) في الحجرية ( هلال ) وما أثبتناه من المصدر ( أنظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٨٣ ).

(٢) النصر ١١٠: ١

٦٨

الله وأني رسول الله، مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي ).

٢٥ -( باب جواز فرار المسلم من ثلاثة في الحرب، وتحريمه من واحد أو اثنين، بأن يكون العدو على الضعف لا أزيد)

[١٢٤٤٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة لم يكن فارا، لان الله عز وجل افترض على المسلمين أن يقاتلوا مثلي اعدادهم من المشركين ).

[١٢٤٤٩] ٢ - العياشي: عن الحسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( كان علي ( صلوات الله عليه ) يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، ومن فر من ثلاثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر ).

[١٢٤٥٠] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) (١) الآية، قال: كان الحكم في أول النبوة في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن الرجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفار، فإن هرب منه(٢) فهو الفار من الزحف، والمائة يقاتلون ألفا، ثم علم الله أن فيهم ضعفا لا يقدرون على ذلك، فأنزل:( الآن خفف الله عنكم ) (٣) الآية، ففرض الله عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين

__________________

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٨ ح ٧٨.

٣ - تفسير القمي ج ١ ص ٢٧٩.

(١) الأنفال ٨: ٦٥.

(٢) في المصدر: منهم.

(٣) الأنفال ٨: ٦٦.

٦٩

رجلين من الكفار، فإن فر منهما فهو الفار من الزحف، وإن كانوا ثلاثة من الكفار وواحد من المسلمين ففر المسلم منهم، فليس هو الفار من الزحف.

٢٦ -( باب أن من أسر بعد جراحة مثقلة، وجب افتداؤه من بيت المال، وإلا فمن ماله، وعدم جواز الاستسلام للأسر بغير جراحة)

[١٢٤٥١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( لما بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالراية(١) معي، بعث معي ناسا، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منا ).

[١٢٤٥٢] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسين، عن أبيه: ( أن علياعليهم‌السلام كان يقول: من استأسر من غير أن يغلب، فلا يفدى من بيت مال المسلمين، ولكن يفدى من ماله إن أحب أهله ).

[١٢٤٥٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( حرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس يوم خيبر(١) ، فقال: من استأسر من غير جراحة مثخنة(٢) فليس منا ).

__________________

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ٧٨.

(١) في المصدر: بالسرايا.

٢ - الجعفريات ص ٧٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

(١) في المصدر: حنين.

(٢) في الحجرية: منجية، وما أثبتناه من المصدر.

٧٠

٢٧ -( باب تحريم الفرار من الزحف إلا ما استثني)

[١٢٤٥٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( الفرار من الزحف من الكبائر ).

[١٢٤٥٥] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، أن علياعليه‌السلام لما رأى ميمنته يوم صفين قد عادت إلى مواقفها ومصافها، وكشف من بإزائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم، أقبل حتى انتهى إليهم فقال: ( إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم، تحوزكم الجفاة الطغاة وأعراب أهل الشام، وأنتم لهاميم(١) العرب، والسنام الأعظم، وعمار الليل بتلاوة القرآن، وأهل دعوة الحق إذا ضل الخاطئون، فلولا اقبالكم بعد ادباركم، وكركم بعد انحيازكم، وجب عليكم ما وجب على المولي يوم الزحف دبره، وكنتم فيما أرى من الهالكين، ولقد هون علي بعض وجدي وشفا بعض ( هياج صدري )(٢) أني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم، وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم، تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم كالإبل المطردة إليهم(٣) ، فالآن فاصبروا، أنزلت عليكم السكينة، وثبتكم الله باليقين، وليعلم المنهزم أنه مسخط لربه، وموبق(٤) لنفسه، وفي الفرار موجدة الله عليه، والذل اللازم، وفساد العيش، وأن الفار لا يزيد في عمره

__________________

الباب ٢٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - كتاب صفين ص ٢٥٦.

(١) اللهموم: الجواد من الناس والخيل والجمع لهاميم ( لسان العرب ج ١٢ ص ٥٤٤ ).

(٢) في المصدر: إحاح نفسي.

(٣) الهيم: الإبل العطاش ( لسان العرب ج ١٢ ص ٦٢٧ ).

(٤) موبق لنفسه: مهلك لها ( لسان العرب ج ١ ص ٣٧٠ ).

٧١

ولا يرضي ربه، فموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال، خير من الرضى بالتلبس بها والاقرار عليها ).

[١٢٤٥٦] ٣ - العياشي في تفسيره: عن زرارة، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: قلت: الزبير شهد بدرا، قال: ( نعم، ولكنه فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك(١) ، وإن كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره ).

[١٢٤٥٧] ٤ - وعن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي الحسنعليه‌السلام - في حديث - أنه قال في قوله تعالى:( إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) (١) قال: ( متطردا يريد الكرة عليهم، ومتحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله ).

[١٢٤٥٨] ٥ - الشيخ المفيد في الارشاد: عن عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم أحد، جاء عليعليه‌السلام متقلدا سيفه حتى قام بين يديه، فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه فقال له: ( ما بالك لم تفر مع الناس؟ فقال: يا رسول الله، أرجع كافرا بعد إسلامي! ) الخبر.

٢٨ -( باب سقوط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين)

[١٢٤٥٩] ١ - الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: روي أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان جالسا في بعض مجالسه، بعد رجوعه من النهروان،

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٥١ ح ٢٩.

(١) في المصدر زيادة: بقتاله إياهم.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٥١ ح ٣١.

(١) الأنفال ٨: ١٦.

٥ - الارشاد ص ٤٦.

الباب ٢٨.

١ - الاحتجاج ص ١٨٩.

٧٢

فجرى الكلام حتى قيل ( له )(١) : لم لا حاربت أبا بكر وعمر، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقالعليه‌السلام : ( إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي ) فقام إليه أشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين، لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقك؟ فقال: ( يا أشعث، قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الأنبياء ( صلوات الله عليهم أجمعين ): أولهم نوحعليه‌السلام حيث قال:( إني مغلوب فانتصر ) (٢) فإن قال قائل: إنه لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ثانيهم لوطعليه‌السلام حيث قال:( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) (٣) فإن قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وثالثهم إبراهيم خليل اللهعليه‌السلام ، حيث قال:( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) (٤) فإن قال قائل: إنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ورابعهم موسىعليه‌السلام حيث قال:( ففررت منكم لما خفتكم ) (٥) فإن قال قائل أنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر وإلا فالوصي أعذر، وخامسهم أخوه هارون حيث قال:( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (٦) فان قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وسادسهم أخي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد البشر، حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه، فإن قال قائل: إنه ذهب إلى الغار لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر ) فقام إليه الناس بأجمعهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول قولك، ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) القمر ٥٤: ١٠.

(٣) هود ١١: ٨٠.

(٤) مريم ١٩: ٤٨.

(٥) الشعراء ٢٦: ٢١.

(٦) الأعراف ٧: ١٥٠.

٧٣

[١٢٤٦٠] ٢ - وعن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام في حديث: ( إن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال في خطبة له: ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم درت(١) على أهل بدر وأهل السابقة، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر، وذهب من كنت اعتضد بهم على دين الله  - إلى أن قال - والذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق، لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا، لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري ).

[١٢٤٦١] ٣ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: ( عن ابن أبي الجليد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم، عن أبي سمينة، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبان بن عياش )(١) ، عن سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ( يا علي(٢) ، إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم(٣) على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، فإن الشهادة من وراءك، ( لعن الله قاتلك )(٤) ).

[١٢٤٦٢] ٤ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال كنا جلوسا حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وحوله جماعة من أصحابه،

__________________

٢ - الاحتجاج ص ١٩٠.

(١) في الطبعة الحجرية ( رددت ) وما أثبتناه من المصدر.

٣ - كتاب الغيبة ص ٢٠٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: يا أخي.

(٣) في الطبعة الحجرية ( كلهم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٤ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٢٥.

٧٤

فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، لو استنفرت الناس، فقام وخطب - إلى أن قال - فقال ابن قيس وغضب من قوله: فما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم، وأخو بني عدى بن كعب، وأخو بني أمية بعدهم، أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ - إلى أن قال - فقالعليه‌السلام : ( يا بن قيس اسمع الجواب، لم يمنعني من ذلك الجبن، ولا كراهة للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهده إلى، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما الأمة صانعة بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشد استيقانا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا، وأخبرني أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون بن موسى، وأن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه، إذ قال له موسى:( يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) (١) وإنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم، وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم، وإني خشيت أن يقول ذلك أخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي؟ وقد عهدت إليك أنك إن لم تجد أعوانا، أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك.

فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه، وأنا مشغول برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغسله

__________________

(١) طه ٢٠: ٩٢ - ٩٤.

٧٥

( ودفنه )(٢) ، ثم شغلت بالقرآن، فآليت يمينا بالقرآن أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب(٣) .

ثم حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فلم ندع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار، إلا ناشدتهم الله وحقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب من جميع الناس إلا أربعة رهط: الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به - إلى أن قالعليه‌السلام - ولو كنت وجدت يوم بويع ( أخو تيم )(٤) أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم.

فأما يوم بويع عمر وعثمان فلا، لأني كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته، ويلك يا بن قيس، كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان ووجدت أعوانا؟ هل رأيت مني فشلا أو جبنا أو تقصيرا(٥) يوم البصرة؟ - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو وجدت يوم بويع أبو بكر - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت، لما كففت يدي ولنا هضت القوم، ولكن لم أجد خامسا.

قال الأشعث: ومن الأربعة يا أمير المؤمنين؟ قال: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي، فإنه بايعني مرتين: أما بيعته الأولى التي وفى بها، فإنه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والأنصار فبايعوني وفيهم الزبير، فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: ففعلت.

(٤) في المصدر: أبو بكر.

(٥) في المصدر زيادة: في وقعتي.

٧٦

رؤوسهم عليهم السلاح، فما وافى منهم أحد ولا صبحني(٦) منهم غير أربعة: سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، فوالله لو أن أولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي، وأصبحوا على بابي محلقين، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته، لناهضته وحاكمته إلى الله عز وجل، ولو وجدت قبل بيعة عثمان(٧) أعوانا لناهضتهم وحاكمتهم إلى الله ) الخبر، وهو طويل.

[١٢٤٦٣] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن عمر بن فرات، عن محمد بن الفضل، عن مفضل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام - في حديث طويل في سيرة القائمعليه‌السلام وما يحدث في الرجعة، وشكاية أهل البيتعليهم‌السلام عند جدهم ( صلوات الله عليه وآله )، وذكر في جملة شكاية الحسنعليه‌السلام ، أنه قال - ( ودخلت جامع الصلاة بالكوفة، فرقأت المنبر فاجتمع الناس - ثم ذكر خطبته وتحريضه الناس على معاوية إلى أن قال - فتكملوا رحمكم الله، فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا منهم قاموا منهم سليمان بن صرد - وذكرعليه‌السلام أساميهم - فقالوا: يا بن رسول الله ما نملك غير سيوفنا وأنفسنا، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون(١) ، مرنا بما شئت، فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم، فقلت لهم: لي إسوة بجدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين عبد الله سرا، وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا، فلما أكمل الله له الأربعين صاروا في عدة وأظهروا أمر الله، فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ) الخبر.

__________________

(٦) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: صحبني.

(٧) في المصدر: عمر.

٥ - الهداية ص ١٠٧.

(١) في المصدر زيادة: وعن رأيك غير صادفين.

٧٧

[١٢٤٦٤] ٦ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا عن كتاب الرسائل للكلينيرحمه‌الله ، عن علي بن إبراهيم بإسناده قال: كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان، وأمر أن يقرأ على الناس، وذكر الكتاب وهو طويل وفيه: ( وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلي عهدا فقال: يا بن أبي طالب لك ( ولاء أمتي )(١) ، فإن ولوك في عافية واجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإن الله سيجعل لك مخرجا، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع مكرها ) الخبر.

[١٢٤٦٥] ٧ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: ( إذا اجتمع للامام عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر - وجب ( عليه ) القيام والتغيير ) )

٢٩ -( باب حكم طلب المبارزة)

[١٢٤٦٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه رخص في المبارزة، وذكر من بارز على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٠ -( باب استحباب الرفق بالأسير وإطعامه وسقيه وإن كان كافرا يراد قتله، وأن إطعامه على من أسره، ويطعم من في السجن من بيت المال)

[١٢٤٦٧] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن أبي البختري،

__________________

٦ - كشف المحجة ص ١٨٠.

(١) العبارة غير واضحة في الطبعة الحجرية، وأثبتناها من المصدر.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

الباب ٣٠

١ - قرب الإسناد ص ٦٧.

٧٨

عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح، فضربه عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله بالسيف على أم رأسه، فوقع على ركبتيه واخذه فالتزمه حتى أخذه الناس، وحمل عليعليه‌السلام : حتى أفاق، ثم قال للحسن والحسينعليهم‌السلام : احبسوا هذا الأسير وأطعموه واسقوه وأحسنوا إساره ) الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب(١) : في سياق وفاتهعليه‌السلام : وروي أنهعليه‌السلام قال: ( أطعموه ) وذكر مثله.

[١٢٤٦٨] ٢ - البحار: عن الشيخ أبي الحسن البكري في حديث وفاتهعليه‌السلام ، عن لوط بن يحيى، عن أشياخه قال: ثم التفتعليه‌السلام إلى ولده الحسنعليه‌السلام وقال: ( ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه - إلى أن قال - فلما أفاق ناوله الحسنعليه‌السلام قعبا من لبن، وشرب منه قليلا ثم نحاه عن فمه، وقال: ( احملوا إلى أسيركم ) ثم قال لحسنعليه‌السلام : ( بحقي عليك يا بني إلا ما طيبتم مطعمه ومشربه، وارفقوا به إلى حين موتي، وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب، حتى تكون أكرم منه ) الخبر.

[١٢٤٦٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ينبغي أن يطعم الأسير ويسقى ويرفق به، وإن أريد به القتل ).

[١٢٤٧٠] ٤ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علياعليه‌السلام كان يخرج إلى صلاة الصبح وفي يده درة(١) فيوقظ الناس بها، فضربه ابن ملجم

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١٢.

٢ - البحار ج ٢٤٢ ص ٢٨٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٧.

٤ - الجعفريات ص ٥٣.

(١) الدرة: العصا ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٢ ).

٧٩

لعنه الله، فقال: أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره(٢) ) الخبر.

٣١ -( باب استحباب إمساك أهل الحق عن الحرب، حتى يبدأهم به أهل البغي)

[١٢٤٧١] ١ - الشيخ المفيد في الارشاد: في سياق مقتل أبي عبد اللهعليه‌السلام ووصوله إلى نينوى وممانعة الحر قال: فقال له زهير بن القين: إني والله ( لا أرى أن )(١) يكون بعد الذي(٢) إلا أشد مما ترون يا بن رسول الله، إن قتال هؤلاء القوم الساعة أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، ولعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به، فقال الحسينعليه‌السلام : ( ما كنت لأبدأهم بالقتال ).

ثم نزل، وساق الحديث إلى أن ذكر قصة يوم عاشوراء(٣) ، قال: فنادى شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته: يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة؟ فقال الحسينعليه‌السلام : ( من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن ) فقالوا: نعم، فقال: ( يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا ) ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الحسينعليه‌السلام من ذلك، فقال له: دعني حتى أرميه، فإنه(٤) الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين، وقد أمكن الله منه، فقال له الحسينعليه‌السلام : ( لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم بالقتال ).

[١٢٤٧٢] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد وعن رجل،

__________________

(٢) في الطبعة الحجرية والمصدر ( إزاره ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

الباب ٣١

١ - الارشاد ص ٢٢٧.

(١) في المصدر: ما أراه.

(٢) في الطبعة الحجرية ( الذين )، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) الارشاد ص ٢٣٣.

(٤) في الطبعة الحجرية ( فإن )، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

السماوات، وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السماوات، وجبار من في الأرض، لا جبار فيهما غيرك، وانت ملك من في السماوات، وملك من في الأرض، لا ملك فيهما غيرك، أسألك باسمك الكبير، ونور وجهك المنير، وبملكك القديم، يا حيّ يا قيوم، ثلاثا، اسألك باسمك الّذي اشرق به كلّ شئ، وباسمك الّذي اشرقت به السماوات والأرض، وباسمك الّذي صلح به الأولون، وبه يصلح الآخرون، يا حيا قبل كلّ حي، ويا حيا بعد كلّ حي، ويا حي لا إله إلّا أنت، صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لي ذنوبي، واجعل لي من أمري يسرا وفرجا قريبا، وثبّتني على دين محمّد وآل محمّد، وعلى هدى محمّد وآل محمّد، وعلى سنة محمّد وآل محمّد، (عليه وعليهم السلام)، واجعل عملي في المرفوع المتقبل، وهب لي كما وهبت لأوليائك وأهل طاعتك، فإنّي مؤمن بك، ومتوكّل عليك، منيب اليك، مع مصيري اليك، وتجمع لي ولأهلي وولدي الخير كلّه، وتصرف عنّي وعن ولدي وأهلي الشرّ كلّه، أنت الحنّان المنّان، بديع السماوات والأرض، تعطي الخير من تشاء، وتصرفه عمّن تشاء، فامنن عليّ برحمتك يا ارحم الراحمين ».

[ ٨٤١٧ ] ٨ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « إن للصائم عند فطره دعوة لا تردّ، فيقول إذا أفطر: اللهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كلّ شئ، أن تغفر لي ».

____________________________

٨ - درر اللآلي ج ١ ص ١٦.

٣٦١

٦ -( باب استحباب تقديم الصلاة على الإفطار، إلّا أن يكون هناك من ينتظر إفطاره، أو تنازعه نفسه)

[ ٨٤١٨ ] ١ - دعائم الإسلام: روينا عن علي (صلوات الله عليه)، أنّه قال: « السنة تعجيل الفطر، وتأخير السحور، والابتداء بالصلاة - يعني صلاة المغرب - قبل الفطر، إلّا أن يحضر الطعام (فإن حضر الطعام ابتدأ به قبل الصلاة)(١) « وذكرعليه‌السلام : » أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتى بكتف جزور(٢) مشوية، وقد أذّن بلال، فأمره فكفّ هنيهة، حتّى أكل وأكلنا معه، ثمّ دعا بلبن فشرب وشربنا معه، ثمّ أمر بلالا فأقام، فصلى وصلينا معه ».

٧ -( باب استحباب إفطار الصائم ندبا، عند المؤمن إذا سأله ذلك قبل الغروب، ولو بعد العصر، واستحباب كتم الصوم عنه، واختيار الإفطار عنده، على إتمام اليوم)

[ ٨٤١٩ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فطرك لأخيك المسلم، وإدخالك السرور عليه، أعظم أجرا من صيامك ».

____________________________

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٠.

(١) في المصدر: فان حضر بُدِئ به ثمّ صلّى ولم يدع الطعام ويقوم إلى الصلاة.

(٢) الجزور: الناقة. (لسان العرب - جزر - ج ٤ ص ١٣٤).

الباب - ٧

١ - الجعفريات ص ٦٠.

٣٦٢

[ ٨٤٢٠ ] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل ما على الرجل، إذا تكلف له أخوه المسلم طعاما، فدعاه وهو صائم فأمره أن يفطر، (أن يفطر)(١) ما لم يكن صيامه ذلك اليوم فريضة، أو قضاء أو نذرا سماه، وما لم يمل النهار ».

[ ٨٤٢١ ] ٣ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما على الرجل، إذا تكلف له أخوه طعاما فدعاه إليه، وهو صائم، أن يفطر ويأكل من طعام أخيه، الخبر وقد تقدّم.

[ ٨٤٢٢ ] ٤ - وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « إذا دخل أحدكم على أخيه وهو صائم، فسأله أن يفطر فليفطر » الخبر.

٨ -( باب استحباب حضور الصائم عند من يأكل)

[ ٨٤٢٣ ] ١ - علي بن عيسى في كشف الغمة: عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، بعد العصر، فوجدته جالسا وبين يديه صحفة(١) فيها لبن حاذر(٢) » أجد ريحه من شدّة

____________________________

٢ - الجعفريات ص ٦٠.

(١) ما بين القوسين إستظهار المصنّف (قدّه).

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٠٨ ح ٣٤٨.

الباب - ٨

١ - كشف الغمة ج ١ ص ١٦٣.

(١) في المصدر: صحيفة.

(٢) في المصدر: حازر بالزاي وهو الصحيح، وحزر اللبن: حمض فهو حازر. (لسان العرب - حزر - ج ٤ ص ١٨٦).

٣٦٣

حموضته، وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده احيانا، فإذا غلبه كسره بركبته، وطرحه فيه، فقال: « (ادن فاصب)(٣) من طعامنا هذا » فقلت: إني صائم، فقال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه، كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنّة، ويسقيه من شرابها » الخبر.

[ ٨٤٢٤ ] ٢ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن أُمّ عمارة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاها، فتات(١) رجال من أهلها وبني عمّها، فاتتهم بتمر فأكلوا، واعتزل رجل منهم، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مالك لا تأكل؟ فقال: إنّي صائم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إنه ليس من صائم، يأكل عنده مفاطير، إلّا صلّت عليه الملائكة، ما داموا يأكلون ».

٩ -( باب استحباب الإفطار على الحلوى، أو الرطب، أو الماء وخصوصا الفاتر، أو التمر، أو السكر، أو الزبيب، أو اللبن، أو السويق)

[ ٨٤٢٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان إذا قدّم إليه الطعام وفيه التمر، بدأ بالتمر، وكان يفطر على التمر في زمن التمر، وعلى الرطب في زمن الرطب.

____________________________

(٣) في المصدر: أُدن واصب.

٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١٦.

(١) كذا في الطبعة الحجرية، والظاهر أن صوابها « فنادت ».

الباب - ٩

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٣.

٣٦٤

[ ٨٤٢٦ ] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أنس بن مالك، قال: كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شربة يفطر عليها، وشربة للسحر، وربما كانت واحدة، وربما كانت لبنا، وربما كانت الشربة خبزا، يماث الخبر.

[ ٨٤٢٧ ] ٣ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه رآه عديّ بن حاتم، وبين يديه شنة فيه قراح ماء، وكسرات من خبر شعير، وملح، فقال: إني لا أرى لك يا أمير المؤمنين، لتضلّ نهارك طاويا مجاهدا، وبالليل ساهرا مكابدا، ثمّ يكون هذا فطورك، فقالعليه‌السلام :

« علل النفس بالقنوع وإلا

طلبت منك فوق ما يكفيها ».

[ ٨٤٢٨ ] ٤ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « لو أنّ الناس تسحّروا، ولم يفطروا إلّا على الماء، لقدروا على أن يصوموا الدّهر ».

[ ٨٤٢٩ ] ٥ - المستغفري في طبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد فليفطر على الماء، فإنه طهور ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « افضل ما يبدأ الصائم به، الزّبيب أو التّمر أو شئ حلو »(١)

____________________________

٢ - مكارم الأخلاق ص ٣٢.

٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٩٨.

٤ - الهداية ص ٤٨.

٥ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٦.

(١) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٧، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٦.

٣٦٥

١٠ -( باب استحباب إمساك سمع الصائم وبصره وشعره وبشره، وجميع أعضائه، عمّا لا ينبغي من المكروهات، ووجوب تركه للمحرّمات)

[ ٨٤٣٠ ] ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « صوم شهر رمضان فرض في كلّ عام، وأدنى ما يتمّ به فرض صومه، العزيمة من قلب المؤمن، على صومه بنيّة صادقة، وترك الأكل والشّرب والنكاح في نهاره كلّه، وأن يحفظ في صومه جميع(١) جوارحه كلّها، عن(٢) محارم الله، متقرّبا بذلك كلّه إليه، فإذا فعل ذلك، كان مؤدّيا لفرضه ».

[ ٨٤٣١ ] ٢ - وعنه، عن آبائه، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وعليها)، أنها قالت: « ما يصنع الصائم بصيامه؟ إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه ».

[ ٨٤٣٢ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم يرحمك الله، أنّ الصوم حجاب ضربه الله عزّوجلّ، على الألسن والأسماع والأبصار وسائر الجوارح، لمـّا له في عادة من ستره وطهارة تلك الحقيقة، حتّى يستر به من النار، وقد جعل الله على كلّ جارحة حقّا للصيام، فمن أدّى حقّها كان صائما، ومن ترك شيئاً منها، نقص من فضل صومه بحسب ما ترك منها » وقالعليه‌السلام : « نروي عن بعض آبائنا، أنه

____________________________

الباب - ١٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٨.

(١) في المصدر: التوقّي لجميع.

(٢) وفيه: وكفّها عن.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٨.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٣٦٦

عليه‌السلام قال: إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك وجلدك وشعرك « وقالعليه‌السلام : » ولا تجعلوا يوم صومكم كيوم فطركم، وأن الصوم جنة من النار، وقد روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: من دخل عليه شهر رمضان، فصام نهاره، وأقام وردا في ليله، وحفظ فرجه ولسانه، وغضّ بصره، وكفّ أذاه(١) ، خرج من ذنوبه كهيئة يوم(٢) ولدته أُمّه، فقيل له: ما أحسن هذا من حديث! فقال: ما أصعب هذا من شرط! ».

[ ٨٤٣٣ ] ٤ - ابراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات: بإسناده عن الأصبغ بن نباته، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض خطبه: « الصيام إجتناب المحارم، كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب ».

[ ٨٤٣٤ ] ٥ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « كم من صائم ليس له من صيامه إلّا [ الجوع و ](١) الظّمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلّا [ السّهر و ](٢) العناء، حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم ».

[ ٨٤٣٥ ] ٦ - الصّحيفة السّجادية: قالعليه‌السلام في دعائه عند دخول شهر رمضان: « وأعنّا على صيامه، بكفّ الجوارح عن معاصيك،

____________________________

(١) في المصدر: أُذناه.

(٢) في المصدر: كيوم.

٤ - الغارات ج ٢ ص ٥٠٣.

٥ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٨٥ ح ١٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٦ - الصحيفة السجادية ص ٢٢٧ دعاء ٤٤.

٣٦٧

واستعملنا(١) فيه بما يرضيك، حتّى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، ولا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي بطوننا إلّا ما أحللت، ولا تنطق ألسنتا إلّا (ما قلت)(٢) ، ولا نتكلف إلّا ما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى إلّا الّذي يقي من عقابك، ثمّ خلّص ذلك كلّه من رياء المرائين، وسمعة المستعمين(٣) ، ولا نشرك فيه أحدا دونك، ولا نبتغي به مرادا سواك » الدّعاء.

[ ٨٤٣٦ ] ٧ - البحار، عن كتاب الإمامة والتّبصرة: عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ربّ قائم حظّه من قيامه السّهر، وربّ صائم حظّه من صيامه العطش ».

[ ٨٤٣٧ ] ٨ - وعن المجازات النبوية للسيد الرضي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « الصوم جُنّة، ما لم يخرقها » قال السيد: وهذه استعارة، وذلك أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شبّه الصوم الّذي يجن صاحبه من لواذع العذاب، وقوارع العقاب، إذا أخلص له النية، واصلح فيه السريرة، فجعلصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من اعتصم في صومه من الزّلل، وتوقّى جرائر القول والعمل، كمن صان تلك الجنّة وحفظها، وجعل من اتّبع نفسه هواها، وأوردها رداها،

____________________________

(١) في المصدر: واستعمالها.

(٢) وفيه: بما مثّلت.

(٣) وفيه: المسمعين

٧ - البحار ج ٩٦ ص ٣٩٥ ح ٢٧ بل عن جامع الأحاديث ص ١٢.

٨ - المجازات النبوية ص ٣١٤ ح ٢٤١.

٣٦٨

كمن خرق تلك الجنّة وهتكها، فصارت بحيث لا تُجِنّ من جارحة، ولا تعصم من جائحة(١) ، وذلك من أحسن التّمثيلات، وأوقع التّشبيهات.

[ ٨٤٣٨ ] ٩ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك، وفرجك ولسانك، وتغضّ بصرك عمّا لا يحلّ النّظر إليه، والسّمع عمّا لا يحلّ سماعه(١) ، واللّسان من الكذب والفحش ».

[ ٨٤٣٩ ] ١٠ - ابن ابي جمهور في عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا اغتاب الصائم أفطر ».

[ ٨٤٤٠ ] ١١ - وفي درر اللآلي: عن ابي العالية قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الصائم في عبادة ما لم يغتب، وإن كان نائما على فراشه ».

[ ٨٤٤١ ] ١٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصوم جنة(١) من آفات الدّنيا، وحجاب من عذاب الآخرة، فإذا صمت، فانو بصومك كفّ النّفس عن الشّهوات، وقطع الهمّة عن خطوات الشياطين، وأنزل نفسك

____________________________

(١) في المصدر: جانحة.

٩ - الهداية ص ٤٦.

(١) المثبت من المصدر وكان في الأصل (استماعه إليه).

١٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٣ ح ٥٣.

١١ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٣٠.

١٢ - مصباح الشريعة: ص ١٣٣.

(١) في المصدر زيادة: أي سترة.

٣٦٩

منزلة المرضى، لا تشتهي طعاما ولا شرابا، وتوقّع(٢) في كلّ لحظة شفاءك من مرض الذّنوب، وطهّر باطنك من كلّ كدر وغفلة وظلمة، يقطعك عن معنى الإخلاص لوجه الله ».

[ ٨٤٤٢ ] ١٣ - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « الصائم في عبادة، وإن كان نائما على فراشه، ما لم يغتب مسلما ».

[ ٨٤٤٣ ] ١٤ - القطب الراوندي في لبّ اللّباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « إن من تمسّك في شهر رمضان بست خصال، غفر الله له ذنوبه: أن يحفظ دينه، ويصون نفسه، ويصل رحمه، ولا يؤذي جاره، ويرعى إخوانه، ويخزن لسانه، أمّا الصيام فلا يعلم ثواب عامله إلّا الله ».

وفيه عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما صام، من ظلّ يأكل لحوم النّاس ».

١١ -( باب أنّه يكره للصائم الجدال والجهل والحلف، ويستحب له احتمال الجهل والشتم)

[ ٨٤٤٤ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

(٢) وفيه: متوقعاً.

١٣ - الاختصاص ص ٢٣٤.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ١١

١ - الجعفريات ص ٦٠.

٣٧٠

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد يصبح صائما، فيشتم فيقول: سلام عليكم إنّي صائم، إلّا قال الله تعالى: استجار عبدي من عبدي بالصيام، فأدخلوه جنّتي ».

ورواه السيد الراوندي في نوادره(١) : بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عنه (صلوات الله عليهم)، مثله.

١٢ -( باب كراهة الرّفث في الصوم)

[ ٨٤٤٥ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عز وجل، كره لكم أشياء: العبث في الصّلاة، والمنّ في الصّدقة، والرّفث في الصّيام، والضحكّ عند القبور، وإدخال الاعين في الدّور بغير إذن، والجلوس في المساجد وانتم جنب ».

[ ٨٤٤٦ ] ٢ - أحمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: عن البرقي، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : قوله جل ثناؤه: صوما وصمتا، قال قلت صمتا من أيّ شئ؟ قال: « من الكذب »، قال قلت: صوما وصمتا تنزيل؟ قال: « نعم ».

____________________________

(١) نوادر الراوندي ص ١٩.

الباب - ١٢

١ - الجعفريات ص ٣٧.

٢ - التنزيل والتحريف: ٣٦ أ.

٣٧١

١٣ -( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب آداب الصائم)

[ ٨٤٤٧ ] ١ - السيد علي بن طاووس في كتاب سعد السعود: وجدت في صحيفة ادريسعليه‌السلام : إذا دخلتم في الصيام، فطهّروا نفوسكم من كلّ دنس ونجس، وصوموا لله بقلوب خالصة صافية، منزّهة عن الأفكار السيّئة، والهواجس المنكرة، فإنّ الله يحبس القلوب اللّطخة، والنيّات المدخولة، ومع صيام أفواهكم من المأكل، فلتصم جوارحكم من المأثم، فإنّ الله لا يرضى منكم أن تصوموا من المطاعم فقط، لكن من المناكير كلّها، والفواحش بأسرها.

____________________________

الباب - ١٣

١ - سعد السعود ص ٣٩.

٣٧٢

أبواب مَن يصح مِنه الصوم

١ -( باب وجوب الإفطار في السفر في شهر رمضان، وإن قوي على الصوم، ووجوب قضائه له، وإن صام)

[ ٨٤٤٨ ] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفّين: عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « خرج عليعليه‌السلام ، وهو يريد صفّين، حتّى إذا قطع النّهر، أمر مناديه فنادى بالصّلاة، قال: فتقدّم فصلّى ركعتين، حتّى إذا قضى الصلاة، أقبل علينا فقال: يا أيها الناس ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتمّ فإنّا قوم على سفر، ومن صحبنا فلا يصم المفروض، والصّلاة ركعتان ».

[ ٨٤٤٩ ] ٢ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (١) قال فقال: « ما أبينها لمن عقلها! قال: من شهد رمضان فليصمه، ومن سافر فيه فليفطر ».

____________________________

أبواب من يصح منه الصوم

الباب - ١

١ - كتاب وقعة وصفّين ص ١٣٤.

٢ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨١ ح ١٨٧.

(١) البقرة ٢: ١٨٥.

٣٧٣

[ ٨٤٥٠ ] ٣ - وعن الزهري، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « صوم السّفر والمرض، إنّ العامة اختلفت في ذلك، فقال قوم: يصوم، وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم: إن شاء صام وإن شاء أفطر، وأمّا نحن فتقول: يفطر في الحالين جميعا، فإن صام في السفر، أو في حال المرض، فعليه القضاء، ذلك بأنّ الله يقول:( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ - إلى قوله -يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (١) ».

فقه الرضاعليه‌السلام مثله(٢) .

وقالعليه‌السلام : « ولا يجوز للمريض والمسافر الصيام، فإن صاما كانا عاصيين، وعليهما القضاء(٣) ».

[ ٨٤٥١ ] ٤ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سافر في شهر رمضان فأفطر، وأمر من معه أن يفطروا، فتوقف بعضهم(١) عن الفطر، فسمّاهم العصاة، وذلك لأنّه أمرهم فلم يأتمروا لأمره، وفي ذلك خلاف على الله وعلى رسوله ».

[ ٨٤٥٢ ] ٥ - وروينا عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « صام رسول الله

____________________________

٣ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٢ ح ١٩٢.

(١) البقرة ٢: ١٨٤، ١٨٥.

(٢) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

(٣) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٦.

(١) في المصدر: قوم.

٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٦.

٣٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في السّفر في شهر رمضان، وأفطر في السّفر فيه، وأنّه قالعليه‌السلام : من صام في السفر(١) في شهر رمضان، فليعد صوما آخر في الحضر، إنّ الله عزّوجلّ يقول:( فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (٢)

[ ٨٤٥٣ ] ٦ - وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى، أهدى إلى أُمّتي هدية، لم يهدها إلى أحد من الأُمم، تكرمة من الله عزّوجلّ لها قالوا: يا رسول الله، وما ذاك؟ قال: الإفطار وتقصير الصلاة، في السفر، فمن لم يفعل ذلك فقد ردّ على الله هديته ».

[ ٨٤٥٤ ] ٧ - وعن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « من قصر الصلاة في السفر وأفطر، فقد قبل تخفيف الله عزّوجلّ، وكملت صلاته ».

[ ٨٤٥٥ ] ٨ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن ذريح قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : وإذا سافر الرّجل في شهر رمضان، قال: « يفطر ».

[ ٨٤٥٦ ] ٩ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول الله

____________________________

(١) في المصدر زيادة: يعني.

(٢) البقرة ٢: ١٨٤، ١٨٥.

٦، ٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩٥.

٨ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص ٨٩.

٩ - الجعفريات ص ٣٣.

٣٧٥

صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عزّوجلّ اهدى إليّ وإلى إمّتي هدية، لم يهدها إلى احد من الأُمم، تكرمة من الله تعالى(١) قالوا: وما ذلك يا رسول الله؟ قال: الإفطار في السّفر، والتقصير في الصلاة، فمن لم يفعل ذلك، فقد ردّ على الله عزّوجلّ هديته، قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : وكان اصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يصومون في السفر ويفطرون ».

[ ٨٤٥٧ ] ١٠ - الصدوق في المقنع: واعلم أنّ كلّ من وجب عليه التّقصير في الصلاة(١) ، فعليه الإفطار.

٢ -( باب أنّ من صام في السفر، عالماً بوجوب الإفطار، لم يجزه صومه، ووجب عليه قضاؤه، وإن كان جاهلا بذلك أجزأه)

[ ٨٤٥٨ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « روي أن من صام في مرضه، أو سفره، أو أتمّ الصلاة، فعليه القضاء، إلّا أن يكون جاهلا فيه، فليس عليه شئ ».

____________________________

(١) في المصدر زيادة: لنا.

١٠ - المقنع ص ٦٢.

(١) في المصدر زيادة: في السفر.

الباب - ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١٧.

٣٧٦

٣ -( باب كراهة السفر في شهر رمضان، حتّى تمضي ليلة ثلاث وعشرين منه، إلّا لضرورة، أو طاعة: كالحج، والعمرة، وتشييع المؤمن، واستقباله)

[ ٨٤٥٩ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن الصباح بن سيابة، قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ابن أبي يعفور أمرني أن أسألك عن مسائل، فقال: « وما هي؟ » قال يقول لك: إذا دخل شهر رمضان وأنا في منزلي، أَلي أن أُسافر؟ قال: « إنّ الله يقول:( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (١) فمن دخل عليه شهر رمضان وهو في أهله، فليس له ان يسافر، إلّا لحجّ، أو عمرة، أو في طلب مال يخاف تلفه ».

[ ٨٤٦٠ ] ٢ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه كره لمن أهلّ(١) شهر رمضان وهو حاضر، أن يسافر فيه، إلّا لمـّا لا بد منه، ولا بأس أن يرجع إلى بيته من كان مسافرا فيه.

[ ٨٤٦١ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وكان أبو عبداللهعليه‌السلام ، يقول: إذا صام الرجل ثلاثا وعشرين من شهر رمضان، جاز له أن يذهب ويجئ في أسفاره ».

____________________________

الباب - ٣

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٠ ح ١٨٦.

(١) البقرة ٢: ١٨٥.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٦.

(١) في المصدر زيادة: عليه.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤.

٣٧٧

٤ -( باب أنّه يشترط وجوب الإفطار، ما يشترط في وجوب القصر في الصّلاة)

[ ٨٤٦٢ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ومن وجب عليه التقصير في السفر، فعليه الإفطار، وكلّ من وجب عليه التمام في الصلاة، فعليه الصّيام، متى ما أتمّ صام، ومتى ما قصر أفطر، والذي يلزمه التّمام للصّلاة، والصّوم في السفر: المكاري، والبريد، والرّاعي، والملّاح، والرّايح(١) ، لأنّه عملهم، وصاحب الصّيد إذا كان صيده بطرا، فعليه التمام في الصلاة والصوم، وإن كان صيده للتّجارة، فعليه التمام في الصلاة والصوم، وروي أنّ عليه الإفطار في الصوم، وإذا كان صيده ممـّا يعود على عياله، فعليه التقصير في الصلاة والصوم، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الكادّ على عياله، كالمجاهد في سبيل الله ».

[ ٨٤٦٣ ] ٢ - الصدوق في المقنع: مثله، إلى قوله: المكاري، والكري والاشتقان وهو البريد، والرّاعي، والملّاح، لأنّه عملهم، وصاحب الصّيد، إذا كان صيده بطرا أو اشرا، فعليه التمام في الصلاة، والإفطار في الصوم، وإذا كان صيده ممـّا يعود به على عياله، فعليه التّقصير في الصّوم والصلاة.

٥ -( باب اشتراط تبييت نيّة السّفر باللّيل، أو الخروج قبل الزّوال، وإلّا لم يجز الإفطار)

[ ٨٤٦٤ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه

____________________________

الباب - ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٥.

(١) في المصدر الرابح.

٢ - المقنع ص ٦٢.

الباب - ٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٧.

٣٧٨

قال: « من خرج مسافرا في شهر رمضان قبل الزّوال، قضى(١) ذلك اليوم، وإن خرج بعد الزّوال أتمّ صومه ولا قضاء عليه ».

[ ٨٤٦٥ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا أصبح المسافر في بلده ثمّ خرج، فإن شاء صام، وإن شاء أفطر، قال: وإن سافر قبل الزّوال فليفطر، وإن خرج بعد الزّوال فليتمّ.

وروي: إن خرج بعد الزّوال فليفطر، وليقض ذلك.

[ ٨٤٦٦ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « من خرج من منزله مسافرا في شهر رمضان، قبل انشقاق الفجر، فهو في صيام ذلك اليوم بالخيار، وإذا هو خرج بعد إنشقاق الفجر، فعليه صيامه ولا يفطر ».

قلت: الّذي تضمّنه خبر الدعائم، هو الحقّ الّذي عليه المحققون، وله شواهد من الأخبار، ولا حكم للبيتوته في جواز الافطار إن سافر قبل الزّوال، وعدمه إن سافر بعده، لمـّا قرّر في محلّه، فلاحظ.

____________________________

(١) في نسخة « أفطر » - منه (قدّه).

٢ - المقنع ص ٦٢.

٣ - الجعفريات ص ٦٠.

٣٧٩

٦ -( باب جواز إفطار المسافر، وإن علم قدومه قبل الزّوال، فإن أمسك وقدم قبله، صحّ صومه واجزأه، وحكم ما لو دخل جنبا)

[ ٨٤٦٧ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « إذا دخل المسافر ارضا ينوي فيها المقام، في شهر رمضان، قبل طلوع الفجر، فعليه صيام ذلك اليوم ».

[ ٨٤٦٨ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنّه قال في حديث: « وإن قدم من سفره، فوصل إلى أهله قبل الزّوال، ولم يكن أفطر ذلك اليوم، وبيّت صيامه ونواه، اعتدّ به ولم يقضه، وإن لم ينوه أو دخل بعد الزّوال، قضاه ».

[ ٨٤٦٩ ] ٣ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أباعبداللهعليه‌السلام ، عن رجل يقبل من سفر في شهر رمضان، فيدخل أهله حين يصبح، أو ارتفاع النّهار، قال فقال: « إذا طلع الفجر وهو خارج لم يدخل أهله، فهو بالخيار: إن شاء صام، وإن شاء أفطر ».

____________________________

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٧ عن أبي جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام .

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٧ عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

٣ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ص ٣٢.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399