مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل10%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135291 / تحميل: 5660
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وذاك حكم الله عز وجل، لان لهم دار حرب قائمة، وإماما منتصبا يداوي جريهم ويعالج مريضهم، ويهب(١١) لهم الكراع والسلاح، ويعيدهم إلى قتالكم كرة بعد كرة، ولم يكونوا بايعوا فيدخلون في ذمة البيعة والإسلام، ومن خرج من بيعتنا فقد خرج من الدين، وصار ماله وذراريه بعد دمه حلالا ) قالوا له: صدقت وأصبت، وأخطأنا، والحق والحجة لك الخبر.

ورواه القاضي نعمان في كتاب شرح الاخبار: عن أحمد بن شعيب الساري، بإسناده عن عبد الله بن عباس، مثله باختلاف يسير.

[١٢٤٢٦] ١٠ - العلامة في المختلف: عن ابن أبي عقيل، أنه روى: أن رجلا من عبد القيس قام يوم الجمل فقال: يا أمير المؤمنين، ما عدلت حتى(١) تقسم بيننا أموالهم، ولا تقسم بيننا نساءهم ولا أبناءهم، فقال له: ( إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف، وذلك أن دار الهجرة حرمت ما فيها، وإن دار الشرك أحلت ما فيها، فأيكم يأخذ أمه في سهمه!؟ )

قال العلامة فيه: لنا ما رواه ابن أبي عقيل، وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعلمه وعدالته، وذكر الخبر المذكور.

٢٤ -( باب حكم قتال البغاة)

[١٢٤٢٧] ١ - الحسن بن محمد الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن محمد بن الحسين بن حميد اللخمي، عن سليمان بن الربيع، عن نصر بن مزاحم، قال علي بن بلال: وحدثني علي بن

__________________

(١١) وفيه: ويعفر.

١٠ - المختلف ص ٣٣٧.

(١) في المصدر: حين.

الباب ٢٤

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٠.

٦١

عبد الله بن أسد الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن نصر بن مزاحم، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى عليعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء الذين تقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فبم نسميهم؟ قال: ( سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه ) فقال: ما كل ما في كتاب الله أعلمه، فقال: ( أما سمعت الله يقول في كتابه:( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) (١) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبدينه، وبالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، وشاء الله منا قتلهم فقتلناهم بمشيئته وإرادته ).

ورواه المفيد في أماليه(٢) : عن علي بن بلال، مثله.

[١٢٤٢٨] ٢ - ابن شهرآشوب في مناقبه: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: أولئك كانوا أهل جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٢٩] ٣ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسن بن علي بن بزيع، معنعنا عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( قال أمير المؤمنين

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٥٣.

(٢) أمالي المفيد ص ١٠١.

٢ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١٨.

٣ - تفسير فرات الكوفي ص ٥٧.

٦٢

عليه‌السلام : يا معشر المسلمين قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ثم قال: هؤلاء القوم هم ورب الكعبة، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج ).

[١٢٤٣٠] ٤ - العياشي في تفسيره: عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:(١) ( دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر، إن عليا ( صلوات الله عليه ) يوم البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم، حتى أعذر فيما بيني وبين الله تعالى وبينهم، فقام إليهم فقال لأهل(٢) البصرة: هل تجدون علي جورا في الحكم؟ قالوا: لا - إلى أن قالعليه‌السلام - ثم ثنى إلى أصحابه فقال: إن الله يقول في كتابه:( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (٣) فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، واصطفى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة، إنكم لأصحاب هذه الآية، وما قوتلوا منذ نزلت ).

[١٢٤٣١] ٥ - وعن أبي الطفيل قال: سمعت علياعليه‌السلام يوم الجمل، وهو يحض الناس على قتالهم ويقول: ( والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم( قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (١) فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم، تسميه بعض العرب الكنانة.

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٧ ح ٢٣.

(١) في المصدر زيادة: سمعته يقول.

(٢) في المصدر: يا أهل.

(٣) التوبة ٩: ١٢.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٤.

(١) التوبة ٩: ١٢.

٦٣

[١٢٤٣٢] ٦ - وعن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام على هذا المنبر، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: ( أيها الناس، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا باية ( من كتاب الله )(١) تركتها في كتاب الله إن الله يقول:( وإن نكثوا ) (٢) الآية، أما والله لقد عهد إلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية، والفئة الناكثة، والفئة المارقة ).

[١٢٤٣٣] ٧ - وعن الشعبي قال: قرأ عبد الله(١) :( وإن نكثوا ) (٢) إلى آخر الآية، ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها عليعليه‌السلام ، ثم قال: ( ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم ).

[١٢٤٣٤] ٨ - وعن أبي عثمان مولى بني قصي قال: شهدت علياعليه‌السلام سنة(١) كلها فما سمعت منه ولاية ولا براءة، وقد سمعته يقول: ( عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم( وإن نكثوا ) الآية ).

__________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٥.

(١) ليس في المصدر.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٧ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٧.

(١) هو عبد الله بن مسعود الصحابي المعروف ومن القراء المشهورين، له قراءة مستقلة.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٨.

(١) في المصدر: سنته.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٦٤

[١٢٤٣٥] ٩ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه خطب بالكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا الله، فسكت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثم قام آخر وآخر، فلما أكثروا قال: ( كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها، ولا نمنعكم الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا ( به )(١) وأشهد لقد أخبرني النبي الصادقصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الروح الأمين، عن رب العالمين، أنه لا يخرج ( علينا )(٢) منكم من فئة قلت أو كثرت إلى يوم القيامة، إلا جعل الله حتفها على أيدينا، وإن أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل المجاهدين من قتلكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، فاعملوا ما أنتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر فسوف تعلمون ).

[١٢٤٣٦] ١٠ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( ان دعي أهل البغي قبل القتال فحسن، وإلا فقد علموا ما يدعون إليه، وينبغي أن لا يبدؤوا بالقتال حتى يبدؤوهم به ).

[١٢٤٣٧] ١١ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( يقاتل أهل البغي ويقتلون بكل ما يقتل به المشركون، ويستعان ( بكل ما )(١) أمكن أن يستعان به عليهم من أهل القبلة، ويؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قدر عليهم ).

[١٢٤٣٨] ١٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه ذكر قتال من قاتله منهم فقال: ( والله

__________________

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) في المصدر: عليهم بهن.

١٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

٦٥

ما وجدت إلا قتالهم، أو الكفر بما أنزل الله على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١٢٤٣٩] ١٣ وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم(١) عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لان أولئك كانوا جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن، وعرفوا فضل أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٤٠] ١٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أكافرون هم؟ قال:: ( كفروا بالاحكام وكفروا بالنعم كفرا ليس ككفر الذين دفعوا النبوة ولم يقروا بالاسلام، ولو كانوا كذلك ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم ).

[١٢٤٤١] ١٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال يوم صفين: ( اقتلوا بقية الأحزاب وأولياء الشيطان، اقتلوا من يقول: كذب الله ورسوله )

[١٢٤٤٢] ١٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه حر ص الناس على منبر الكوفة فقال: ( يا معشر أهل الكوفة لتصبرن على قتال عدوكم، أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم ).

[١٢٤٤٣] ١٧ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قلت:( وإن طائفتان من المؤمنين - إلى قوله -فأصلحوا بينهما بالعدل ) (١) فقال

__________________

١٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

(١) في المصدر: حاربوا.

١٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

١٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٠.

١٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

١٧ - الكافي ج ٨ ص ١٨٠.

(١) الحجرات ٤٩: ٩.

٦٦

عليه‌السلام : ( الفئتان، إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة، وهم أهل هذه الآية، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو(٢) يرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى، فكان الواجب على أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، إنما من عليهم وعفا، وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم، مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل ).

[١٢٤٤٤] ١٨ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد معا، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن ضريس قال: تمارى الناس عند أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال بعضهم: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضهم: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، قال: فسمعهم أبو جعفرعليه‌السلام فقال: ( ما تقولون؟ ) فقالوا: أصلحك الله، تمارينا في حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي حرب عليعليه‌السلام ، فقال بعضنا: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضنا: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام ، ( لا، بل حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقلت: جعلت فداك، أحرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول الله ( صلى

__________________

(٢) في المصدر: و.

١٨ - الكافي ج ٨ ص ٢٥٢.

٦٧

الله عليه وآله )؟ قال: ( نعم، وسأخبرك عن ذلك، إن حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقروا بالاسلام، وإن حرب عليعليه‌السلام أقروا بالاسلام ثم جحدوه ).

[١٢٤٤٥] ١٩ - القاضي نعمان في شرح الاخبار: عن محمد بن داود، بإسناده عن عليعليه‌السلام ، أنه سئل عن قتلى الجمل، أمشركون هم؟ قال: ( لا، بل من الشرك فروا ) قيل: فمنافقون؟ قال: ( لا، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ) قيل: فما هم؟ قال: ( إخواننا بغوا علينا فنصرنا عليهم ).

[١٢٤٤٦] ٢٠ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن ميسرة قال: قال عليعليه‌السلام : ( قاتلوا أهل الشام مع كل إمام بعدي ).

[١٢٤٤٧] ٢١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أبي الحسن علي بن بلال(١) المهلبي، عن أبي العباس أحمد بن الحسين البغدادي، عن الحسين بن عمر المقرئ، عن علي بن الأزهر، عن علي بن صالح المكي، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدهعليه‌السلام قال: ( لما نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إذا جاء نصر الله والفتح ) (٢) قال: يا علي إنه قد جاء نصر الله والفتح، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله، وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلا

__________________

١٩ - شرح الاخبار:

٢٠ - الغارات ص ٥٨٠.

٢١ - أمالي المفيد ص ٢٨٨.

(١) في الحجرية ( هلال ) وما أثبتناه من المصدر ( أنظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٨٣ ).

(٢) النصر ١١٠: ١

٦٨

الله وأني رسول الله، مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي ).

٢٥ -( باب جواز فرار المسلم من ثلاثة في الحرب، وتحريمه من واحد أو اثنين، بأن يكون العدو على الضعف لا أزيد)

[١٢٤٤٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة لم يكن فارا، لان الله عز وجل افترض على المسلمين أن يقاتلوا مثلي اعدادهم من المشركين ).

[١٢٤٤٩] ٢ - العياشي: عن الحسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( كان علي ( صلوات الله عليه ) يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، ومن فر من ثلاثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر ).

[١٢٤٥٠] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) (١) الآية، قال: كان الحكم في أول النبوة في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن الرجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفار، فإن هرب منه(٢) فهو الفار من الزحف، والمائة يقاتلون ألفا، ثم علم الله أن فيهم ضعفا لا يقدرون على ذلك، فأنزل:( الآن خفف الله عنكم ) (٣) الآية، ففرض الله عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين

__________________

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٨ ح ٧٨.

٣ - تفسير القمي ج ١ ص ٢٧٩.

(١) الأنفال ٨: ٦٥.

(٢) في المصدر: منهم.

(٣) الأنفال ٨: ٦٦.

٦٩

رجلين من الكفار، فإن فر منهما فهو الفار من الزحف، وإن كانوا ثلاثة من الكفار وواحد من المسلمين ففر المسلم منهم، فليس هو الفار من الزحف.

٢٦ -( باب أن من أسر بعد جراحة مثقلة، وجب افتداؤه من بيت المال، وإلا فمن ماله، وعدم جواز الاستسلام للأسر بغير جراحة)

[١٢٤٥١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( لما بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالراية(١) معي، بعث معي ناسا، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منا ).

[١٢٤٥٢] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسين، عن أبيه: ( أن علياعليهم‌السلام كان يقول: من استأسر من غير أن يغلب، فلا يفدى من بيت مال المسلمين، ولكن يفدى من ماله إن أحب أهله ).

[١٢٤٥٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( حرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس يوم خيبر(١) ، فقال: من استأسر من غير جراحة مثخنة(٢) فليس منا ).

__________________

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ٧٨.

(١) في المصدر: بالسرايا.

٢ - الجعفريات ص ٧٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

(١) في المصدر: حنين.

(٢) في الحجرية: منجية، وما أثبتناه من المصدر.

٧٠

٢٧ -( باب تحريم الفرار من الزحف إلا ما استثني)

[١٢٤٥٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( الفرار من الزحف من الكبائر ).

[١٢٤٥٥] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، أن علياعليه‌السلام لما رأى ميمنته يوم صفين قد عادت إلى مواقفها ومصافها، وكشف من بإزائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم، أقبل حتى انتهى إليهم فقال: ( إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم، تحوزكم الجفاة الطغاة وأعراب أهل الشام، وأنتم لهاميم(١) العرب، والسنام الأعظم، وعمار الليل بتلاوة القرآن، وأهل دعوة الحق إذا ضل الخاطئون، فلولا اقبالكم بعد ادباركم، وكركم بعد انحيازكم، وجب عليكم ما وجب على المولي يوم الزحف دبره، وكنتم فيما أرى من الهالكين، ولقد هون علي بعض وجدي وشفا بعض ( هياج صدري )(٢) أني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم، وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم، تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم كالإبل المطردة إليهم(٣) ، فالآن فاصبروا، أنزلت عليكم السكينة، وثبتكم الله باليقين، وليعلم المنهزم أنه مسخط لربه، وموبق(٤) لنفسه، وفي الفرار موجدة الله عليه، والذل اللازم، وفساد العيش، وأن الفار لا يزيد في عمره

__________________

الباب ٢٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - كتاب صفين ص ٢٥٦.

(١) اللهموم: الجواد من الناس والخيل والجمع لهاميم ( لسان العرب ج ١٢ ص ٥٤٤ ).

(٢) في المصدر: إحاح نفسي.

(٣) الهيم: الإبل العطاش ( لسان العرب ج ١٢ ص ٦٢٧ ).

(٤) موبق لنفسه: مهلك لها ( لسان العرب ج ١ ص ٣٧٠ ).

٧١

ولا يرضي ربه، فموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال، خير من الرضى بالتلبس بها والاقرار عليها ).

[١٢٤٥٦] ٣ - العياشي في تفسيره: عن زرارة، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: قلت: الزبير شهد بدرا، قال: ( نعم، ولكنه فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك(١) ، وإن كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره ).

[١٢٤٥٧] ٤ - وعن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي الحسنعليه‌السلام - في حديث - أنه قال في قوله تعالى:( إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) (١) قال: ( متطردا يريد الكرة عليهم، ومتحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله ).

[١٢٤٥٨] ٥ - الشيخ المفيد في الارشاد: عن عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم أحد، جاء عليعليه‌السلام متقلدا سيفه حتى قام بين يديه، فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه فقال له: ( ما بالك لم تفر مع الناس؟ فقال: يا رسول الله، أرجع كافرا بعد إسلامي! ) الخبر.

٢٨ -( باب سقوط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين)

[١٢٤٥٩] ١ - الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: روي أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان جالسا في بعض مجالسه، بعد رجوعه من النهروان،

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٥١ ح ٢٩.

(١) في المصدر زيادة: بقتاله إياهم.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٥١ ح ٣١.

(١) الأنفال ٨: ١٦.

٥ - الارشاد ص ٤٦.

الباب ٢٨.

١ - الاحتجاج ص ١٨٩.

٧٢

فجرى الكلام حتى قيل ( له )(١) : لم لا حاربت أبا بكر وعمر، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقالعليه‌السلام : ( إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي ) فقام إليه أشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين، لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقك؟ فقال: ( يا أشعث، قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الأنبياء ( صلوات الله عليهم أجمعين ): أولهم نوحعليه‌السلام حيث قال:( إني مغلوب فانتصر ) (٢) فإن قال قائل: إنه لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ثانيهم لوطعليه‌السلام حيث قال:( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) (٣) فإن قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وثالثهم إبراهيم خليل اللهعليه‌السلام ، حيث قال:( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) (٤) فإن قال قائل: إنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ورابعهم موسىعليه‌السلام حيث قال:( ففررت منكم لما خفتكم ) (٥) فإن قال قائل أنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر وإلا فالوصي أعذر، وخامسهم أخوه هارون حيث قال:( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (٦) فان قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وسادسهم أخي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد البشر، حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه، فإن قال قائل: إنه ذهب إلى الغار لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر ) فقام إليه الناس بأجمعهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول قولك، ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) القمر ٥٤: ١٠.

(٣) هود ١١: ٨٠.

(٤) مريم ١٩: ٤٨.

(٥) الشعراء ٢٦: ٢١.

(٦) الأعراف ٧: ١٥٠.

٧٣

[١٢٤٦٠] ٢ - وعن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام في حديث: ( إن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال في خطبة له: ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم درت(١) على أهل بدر وأهل السابقة، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر، وذهب من كنت اعتضد بهم على دين الله  - إلى أن قال - والذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق، لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا، لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري ).

[١٢٤٦١] ٣ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: ( عن ابن أبي الجليد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم، عن أبي سمينة، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبان بن عياش )(١) ، عن سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ( يا علي(٢) ، إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم(٣) على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، فإن الشهادة من وراءك، ( لعن الله قاتلك )(٤) ).

[١٢٤٦٢] ٤ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال كنا جلوسا حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وحوله جماعة من أصحابه،

__________________

٢ - الاحتجاج ص ١٩٠.

(١) في الطبعة الحجرية ( رددت ) وما أثبتناه من المصدر.

٣ - كتاب الغيبة ص ٢٠٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: يا أخي.

(٣) في الطبعة الحجرية ( كلهم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٤ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٢٥.

٧٤

فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، لو استنفرت الناس، فقام وخطب - إلى أن قال - فقال ابن قيس وغضب من قوله: فما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم، وأخو بني عدى بن كعب، وأخو بني أمية بعدهم، أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ - إلى أن قال - فقالعليه‌السلام : ( يا بن قيس اسمع الجواب، لم يمنعني من ذلك الجبن، ولا كراهة للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهده إلى، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما الأمة صانعة بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشد استيقانا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا، وأخبرني أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون بن موسى، وأن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه، إذ قال له موسى:( يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) (١) وإنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم، وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم، وإني خشيت أن يقول ذلك أخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي؟ وقد عهدت إليك أنك إن لم تجد أعوانا، أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك.

فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه، وأنا مشغول برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغسله

__________________

(١) طه ٢٠: ٩٢ - ٩٤.

٧٥

( ودفنه )(٢) ، ثم شغلت بالقرآن، فآليت يمينا بالقرآن أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب(٣) .

ثم حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فلم ندع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار، إلا ناشدتهم الله وحقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب من جميع الناس إلا أربعة رهط: الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به - إلى أن قالعليه‌السلام - ولو كنت وجدت يوم بويع ( أخو تيم )(٤) أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم.

فأما يوم بويع عمر وعثمان فلا، لأني كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته، ويلك يا بن قيس، كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان ووجدت أعوانا؟ هل رأيت مني فشلا أو جبنا أو تقصيرا(٥) يوم البصرة؟ - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو وجدت يوم بويع أبو بكر - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت، لما كففت يدي ولنا هضت القوم، ولكن لم أجد خامسا.

قال الأشعث: ومن الأربعة يا أمير المؤمنين؟ قال: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي، فإنه بايعني مرتين: أما بيعته الأولى التي وفى بها، فإنه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والأنصار فبايعوني وفيهم الزبير، فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: ففعلت.

(٤) في المصدر: أبو بكر.

(٥) في المصدر زيادة: في وقعتي.

٧٦

رؤوسهم عليهم السلاح، فما وافى منهم أحد ولا صبحني(٦) منهم غير أربعة: سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، فوالله لو أن أولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي، وأصبحوا على بابي محلقين، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته، لناهضته وحاكمته إلى الله عز وجل، ولو وجدت قبل بيعة عثمان(٧) أعوانا لناهضتهم وحاكمتهم إلى الله ) الخبر، وهو طويل.

[١٢٤٦٣] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن عمر بن فرات، عن محمد بن الفضل، عن مفضل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام - في حديث طويل في سيرة القائمعليه‌السلام وما يحدث في الرجعة، وشكاية أهل البيتعليهم‌السلام عند جدهم ( صلوات الله عليه وآله )، وذكر في جملة شكاية الحسنعليه‌السلام ، أنه قال - ( ودخلت جامع الصلاة بالكوفة، فرقأت المنبر فاجتمع الناس - ثم ذكر خطبته وتحريضه الناس على معاوية إلى أن قال - فتكملوا رحمكم الله، فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا منهم قاموا منهم سليمان بن صرد - وذكرعليه‌السلام أساميهم - فقالوا: يا بن رسول الله ما نملك غير سيوفنا وأنفسنا، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون(١) ، مرنا بما شئت، فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم، فقلت لهم: لي إسوة بجدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين عبد الله سرا، وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا، فلما أكمل الله له الأربعين صاروا في عدة وأظهروا أمر الله، فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ) الخبر.

__________________

(٦) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: صحبني.

(٧) في المصدر: عمر.

٥ - الهداية ص ١٠٧.

(١) في المصدر زيادة: وعن رأيك غير صادفين.

٧٧

[١٢٤٦٤] ٦ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا عن كتاب الرسائل للكلينيرحمه‌الله ، عن علي بن إبراهيم بإسناده قال: كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان، وأمر أن يقرأ على الناس، وذكر الكتاب وهو طويل وفيه: ( وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلي عهدا فقال: يا بن أبي طالب لك ( ولاء أمتي )(١) ، فإن ولوك في عافية واجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإن الله سيجعل لك مخرجا، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع مكرها ) الخبر.

[١٢٤٦٥] ٧ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: ( إذا اجتمع للامام عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر - وجب ( عليه ) القيام والتغيير ) )

٢٩ -( باب حكم طلب المبارزة)

[١٢٤٦٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه رخص في المبارزة، وذكر من بارز على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٠ -( باب استحباب الرفق بالأسير وإطعامه وسقيه وإن كان كافرا يراد قتله، وأن إطعامه على من أسره، ويطعم من في السجن من بيت المال)

[١٢٤٦٧] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن أبي البختري،

__________________

٦ - كشف المحجة ص ١٨٠.

(١) العبارة غير واضحة في الطبعة الحجرية، وأثبتناها من المصدر.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

الباب ٣٠

١ - قرب الإسناد ص ٦٧.

٧٨

عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح، فضربه عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله بالسيف على أم رأسه، فوقع على ركبتيه واخذه فالتزمه حتى أخذه الناس، وحمل عليعليه‌السلام : حتى أفاق، ثم قال للحسن والحسينعليهم‌السلام : احبسوا هذا الأسير وأطعموه واسقوه وأحسنوا إساره ) الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب(١) : في سياق وفاتهعليه‌السلام : وروي أنهعليه‌السلام قال: ( أطعموه ) وذكر مثله.

[١٢٤٦٨] ٢ - البحار: عن الشيخ أبي الحسن البكري في حديث وفاتهعليه‌السلام ، عن لوط بن يحيى، عن أشياخه قال: ثم التفتعليه‌السلام إلى ولده الحسنعليه‌السلام وقال: ( ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه - إلى أن قال - فلما أفاق ناوله الحسنعليه‌السلام قعبا من لبن، وشرب منه قليلا ثم نحاه عن فمه، وقال: ( احملوا إلى أسيركم ) ثم قال لحسنعليه‌السلام : ( بحقي عليك يا بني إلا ما طيبتم مطعمه ومشربه، وارفقوا به إلى حين موتي، وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب، حتى تكون أكرم منه ) الخبر.

[١٢٤٦٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ينبغي أن يطعم الأسير ويسقى ويرفق به، وإن أريد به القتل ).

[١٢٤٧٠] ٤ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علياعليه‌السلام كان يخرج إلى صلاة الصبح وفي يده درة(١) فيوقظ الناس بها، فضربه ابن ملجم

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١٢.

٢ - البحار ج ٢٤٢ ص ٢٨٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٧.

٤ - الجعفريات ص ٥٣.

(١) الدرة: العصا ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٢ ).

٧٩

لعنه الله، فقال: أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره(٢) ) الخبر.

٣١ -( باب استحباب إمساك أهل الحق عن الحرب، حتى يبدأهم به أهل البغي)

[١٢٤٧١] ١ - الشيخ المفيد في الارشاد: في سياق مقتل أبي عبد اللهعليه‌السلام ووصوله إلى نينوى وممانعة الحر قال: فقال له زهير بن القين: إني والله ( لا أرى أن )(١) يكون بعد الذي(٢) إلا أشد مما ترون يا بن رسول الله، إن قتال هؤلاء القوم الساعة أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، ولعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به، فقال الحسينعليه‌السلام : ( ما كنت لأبدأهم بالقتال ).

ثم نزل، وساق الحديث إلى أن ذكر قصة يوم عاشوراء(٣) ، قال: فنادى شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته: يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة؟ فقال الحسينعليه‌السلام : ( من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن ) فقالوا: نعم، فقال: ( يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا ) ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الحسينعليه‌السلام من ذلك، فقال له: دعني حتى أرميه، فإنه(٤) الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين، وقد أمكن الله منه، فقال له الحسينعليه‌السلام : ( لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم بالقتال ).

[١٢٤٧٢] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد وعن رجل،

__________________

(٢) في الطبعة الحجرية والمصدر ( إزاره ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

الباب ٣١

١ - الارشاد ص ٢٢٧.

(١) في المصدر: ما أراه.

(٢) في الطبعة الحجرية ( الذين )، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) الارشاد ص ٢٣٣.

(٤) في الطبعة الحجرية ( فإن )، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

٨٠

عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر(١) في كل موطن لقينا مع عدوه يقول: ( لا تقاتلوهم حتى يبدؤكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم ) الخبر.

٣٢ -( باب جملة من آداب الجهاد والقتال)

[١٢٤٧٣] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن ).

[١٢٤٧٤] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام : ( كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا لقي العدو عبأ الرجالة، وعبأ لخيل، وعبأ الإبل ).

[١٢٤٧٥] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف إلى القتال عبأ(١) الكتائب، وفرق بين القبائل، وقدم على كل قوم رجلا، وصف الصوف، وكردس الكراديس(٢) ، وزحف إلى القتال.

[١٢٤٧٦] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف جعل ميمنة وميسرة وقلبا يكون هو فيه، ويجعل لها روابط، ويقدم عليها رجالا، ويأمر الناس بخفض الأصوات والدعاء، واجتماع القلوب، وشهر(١) السيوف، وإظهار العدة،

__________________

(١) في المصدر: يأمرنا.

الباب ٣٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر ورد هذا الفعل بصيغة المضارع، وكذا الأفعال التي بعده.

(٢) كردس الخيل: جعلها كتيبة كتيبة، والكراديس: الكتائب ( لسان العرب ج ٦ ص ١٩٥ ).

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في نسخة: اشهار.

٨١

ولزوم كل قوم مكانهم، ورجوع كل من حمل إلى مصافه بعد الحملة.

[١٢٤٧٧] ٥ - وعنهعليه‌السلام أنه وصف القتال فقال: ( قدموا الرجالة الرماة فليرشقوا بالنبل، ولتتناوش الجنبتان، واجعلوا خيل الروابط المنتخبة ردء اللواء(١) ، ولا تنشزوا عن مراكزكم لفارس شد من العدو، ومن رأى فرصة من العدو فلينشز ولينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه، فإذا قضى حاجته عاد إليه، فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدمة، فإن تضعضع أدعمته(٢) شرطة الخميس، فإن تضعضعوا، حملت المنتخبة، ورشقت الرماة، وتقف الطلائع والمسالح(٣) في الأطراف والغياض(٤) والآكام(٥) ، ليتحفظ من المكامن، فإن ابتدأكم العدو بالحملة فأشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا، ولتنضح الرماة، وحركوا الرايات، وقعقعوا(٦) الحجف(٧) ، وليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن والدروع، فإن(٨) انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأول فالأول، ولا تحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدو، فإن لم يقم فادعوه(٩) شيئا شيئا والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم، فإذا استحقت الهزيمة، فاحملوا بجماعتكم على التعابي(١٠) غير متفرقين ولا

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر زيادة: والمقدمة.

(٢) في المصدر: فأدعموه.

(٣) في نسخة: المسايح.

(٤) الغيضة: مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، وجمعها غياض. ( لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢ ).

(٥) الأكمة: تل صغير، والجمع أكم ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٨ ).

(٦) القعقعة: حكاية أصوات السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة ( لسان العرب ج ٨ ص ٢٨٦ ).

(٧) الحجف: ضرب من الترسة، واحدتها حجفة، وقيل: هي من الجلود خاصة ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٩ ).

(٨) في نسخة: فإذا.

(٩) في المصدر: فادعموه، وفي نسخة: فارعوه.

(١٠) التعابي: جمع تعبية، وعبى الجيش، أصلحه وهيأه ( لسان العرب ج ١٥

٨٢

منقبضين(١١) ، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابي ).

[١٢٤٧٨] ٦ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: ( إن زحف العدو إليكم فصفوا على أبواب الخنادق، فليس هناك إلا السيوف، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف، ولا تنظروا في وجوههم ولا يهولنكم عددهم، وانظروا إلى أوطانكم من الأرض، فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب، واستتروا ( معا بالترسة )(١) صفا محكما لا خلل فيه، فإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسيوف، فإن ثبتوا فاثبتوا على التعابي، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم، ولا قوة إلا بالله، وإن كانت - وأعوذ بالله - فيكم هزيمة فتداعوا ( وكبروا وثقوا بالله وبما تواعد )(٢) به من فر من الزحف، وبكتوا من رأيتموه ولى، واجمعوا الألوية واعتقدوا، وليسرع المخفون في رد من انهزم من(٣) الجماعة، والى المعسكر فلينفر من فيه إليكم، فإذا اجتمع أطرافكم، وآبت امدادكم، وانصرف فلكم، فالحقوا الناس بقوادهم، واحكموا تعابيهم، وقاتلوا واستعينوا بالله واصبروا ).

[١٢٤٧٩] ٧ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن إبراهيم بن بنان الخثعمي، عن جعفر بن محمد(١) بن يحيى بن شمس(٢) ، عن علي بن أحمد بن الباهلي، عن ضرار بن الأزور، أن رجلا من الخوارج سأل ابن عباس عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأعرض عنه، ثم سأله

__________________

ص ٢٦ ).

(١١) في المصدر: منفضين.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٣.

(١) في المصدر: بالأترسة.

(٢) في المصدر: واذكروا الله وما توعد.

(٣) وفيه: إلى.

٧ - تفسير فرات ص ١٦٣.

(١) في المصدر: أحمد.

(٢) وفيه: متمس.

٨٣

فقال: ( لقد كان والله علي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، يشبه القمر الزاهر، والأسد الخادر - إلى أن قال - وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراجان، وهو يتوقف على شرذمة شرذمة، يحضهم ويحثهم، إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف من المسلمين، فقال: ( معاشر الناس استشعروا الخشية، وأميتوا الأصوات، وتجلببوا بالسكينة، وأكملوا اللامة، وقلقلوا السيوف في الغمد قبل السلة، والحظوا الخزر(٣) ، واطعنوا الشرز(٤) ، ونافحوا بالظبى(٥) ، وصلوا السيوف بالخطا، والرماح بالنبال، فإنكم بعين الله مع ابن عم نبيكم، عاودوا الكر واستحيوا ( من )(٦) الفر، فإنه عار باق في الأعقاب، ونار يوم الحساب، فطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن الحياة كشحا، وامشوا إلى الموت مشيا - إلى أن قال - ألا فسووا بين الركب، وعضوا على النواجذ، واضربوا القوانص(٧) بالصوارم، واشرعوا الرماح بالجوانح، وشدوا فإني شاد ما هم لا تبصرون(٨) ) الخبر.

ورواه في النهج(٩) من قوله: ( واستشعروا الخشية ) مع اختلاف يسير.

[١٢٤٨٠] ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمان، عن أبيه: أن عليا أمير المؤمنين حرض الناس فقال: ( إن الله عز وجل قد دلكم على تجارة تنجيكم من العذاب، وتشفي

__________________

(٣) الخزر: النظر من جانب العين، وهو علامة العضب ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٣٦ ).

(٤) الطعن الشرز: ما كان عن يمين وشمال ( لسان العرب ج ٤ ص ٤٠٤ ).

(٥) نافحوا بالظبى: أي قاتلوا بالسيوف، وأصله أن يقرب أحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه وهي ريحه ونفسه ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٢٣ ).

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) القوانص: جمع قانصة، قوانص الطير: حواصلها ( لسان العرب ج ٧ ص ٨٣ ).

(٨) ( حم لا ينصرون ) وهو استظهار من الشيخ النوري، وهو ملائم للسياق.

(٩) نهج البلاغة ج ١ ص ١١٠ ح ٦٣.

٨ - وقعة صفين ص ٢٣٥، وورد في شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٥ ص ١٨٧.

٨٤

بكم على الخير: إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب، ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر، فأخبركم بالذي يجب ( عليكم من ذلك )(١) فقال:( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) (٢) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، وقدموا الدراع، وأخروا الحاسر، وعضوا على الأضراس، فإنه أنبأ للسيوف عن الهام، وأربط للجأش، وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات، فإنه أطرد للفشل، وأولى بالوقار، والتووا في أطراف الرماح، فإنه أمور للأسنة، وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها، ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم، المانعي الذمار، والصبر عند نزول الحقائق، هم أهل الحفائظ الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها(٣) يضربون خلفها وأمامها، ولا تضيعوها، أجزأ كل امرء منكم(٤) - رحمكم الله - قرنه، وواسى أخاه بنفسه(٥) ، ولم يكل قرنه إلى أخيه، فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، فيكتسب بذلك لائمة، وتأتي به دناءة، وأنى لا يكون هذا هكذا، وهذا يقاتل اثنين، وهذا ممسك يده، قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه، وقائما ينظر إليه، من يفعل هذا يمقته الله، فلا تعرضوا لمقت الله، فإنّما مردكم إلى الله، قال الله لقوم عابهم(٦) :( لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا ) (٧) وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة،

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) الصف ٦١: ٤.

(٣) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: يكشفونها.

(٤) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه: ( كذا في نسختي، وفي شرح ابن أبي الحديد: وهلا أجزأ كل امرء الخ ) ( منه قده ). علما بأن ما في نسختنا من النهج مطابق للمتن.

(٥) ورد في هامش الحجرية ما نصه: ( رحم الله امرءا واسى أخاه، نسخة الارشاد ).

(٦) ليس في المصدر.

(٧) الأحزاب ٣٣: ١٦.

٨٥

فاستعينوا بالصدق والصبر، فإنه بعد الصبر ينزل النصر ).

ورواه المفيد في الارشاد: وفيه اختصار(٨) .

[١٢٤٨١] ٩ - وعن عمر بن سعد - وحدثني رجل عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر في كل موطن لقينا معه(١) عدوه يقول: ( لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤكم حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم، فلا تقتلوا مدبر، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة(٢) ، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم، فلا تهتكوا الستر، ولا تدخلوا دارا إلا بإذني، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة إلا بإذني، وإن شتمن اعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، لقد كنا وإنا نؤمر بالكف عنهن(٣) وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد، فيعير بها عقبه بعده ).

[١٢٤٨٢] ١٠ - نهج البلاغة: من كلامهعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية، لما أعطاه الراية يوم الجمل: ( تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه ).

[١٢٤٨٣] ١١ - وفيه: ومن كلامهعليه‌السلام قال لأصحابه في وقت الحرب: ( وأي امرئ منكم أحس من نفسه رباط جأش عند اللقاء، ورأي من أحد

__________________

(٨) الارشاد ص ١٤١.

٩ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( مع ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: ( عوراتكم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الطبعة الحجرية: ( منهن ) وما أثبتناه من المصدر.

١٠ - نهج البلاغة ج ١ ص ٣٩ ح ١٠.

١١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٣ ح ١١٩.

٨٦

إخوانه فشلا، فليذب عن أخيه بفضل نجدته التي فضل بها عليه، كما يذب عن نفسه، فلو شاء الله لجعله مثله ).

وفيه: ومنه: ( فقدموا الدراع ) إلى آخر ما مر برواية نصر بن مزاحم، مع اختلاف لا يقتضي التكرار(١) .

[١٢٤٨٤] ١٢ - وفيه: وكان يقول لأصحابهعليه‌السلام عند الحرب: ( لا تشتدن(١) عليكم فرة بعدها كرة، ولا جولة بعدها حملة، وأعطوا السيوف حقوقها، ووطنوا(٢) للجنوب مصارعها، وازمروا(٣) أنفسكم على الطعن الدعسي(٤) : والضرب الطلحفي(٥) ، وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل ).

[١٢٤٨٥] ١٣ - المفيد في الارشاد: من كلامهعليه‌السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين، بعد حمد الله والثناء عليه: ( عباد الله، اتقوا الله، وغضوا الابصار، واخفضوا الأصوات، وأقلوا الكلام، ووطئوا(١) أنفسكم على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمبالطة(٢) والمبالدة(٣) والمعانقة والمكادمة، واثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، اللهم ألهمهم الصبر

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٤ ح ١٢٠.

١٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧ ح ١٦.

(١) في الطبعة الحجرية: ( لا تشدن ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: ( ووطئوا ).

(٣) وفيه: ( واذمروا ).

(٤) الدعس: الطعن الشديد ( انظر لسان العرب ج ٦ ص ٨٢ ).

(٥) الطلحف: الضرب الشديد ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٢٣ ).

١٣ - الارشاد ص ١٤١.

(٢) المبالطة: المجالدة بالسيوف إذا تضاربوا بها على أرجلهم وليسوا ركبانا ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٢٦٥ ).

(٣) المبالدة: المقابلة بالسيوف والعصي على الأرض، لا ركبانا ( لسان العرب ج ٣ ص ٩٥ ).

٨٧

وانزل عليهم النصر وأعظم لهم الاجر ).

ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين(٤) : عن عمر بن سعد: عن إسماعيل بن يزيد، عن أبي صادق عن الحضرمي قال: سمعت علياعليه‌السلام حرض الناس في ثلاثة مواطن: في يوم الجمل، ويوم صفين، ويوم النهروان، فقال: ( عباد الله ) وذكر مثله.

٣٣ -( باب حكم ما يأخذه المشركون من أولاد المسلمين ومماليكهم وأموالهم، ثم يغنمه المسلمون)

[١٢٤٨٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( إذا سبيت دابة الرجل من المسلمين أو شئ من ماله، ثم ظفر به المسلمون بعد، فهو أحق به ما لم يبع ويقسم، فإن هو أدركها بعد ما ( انباع وتقسم )(١) فهو أحق بالثمن ).

[١٢٤٨٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ما أخذ المشركون من أموال المسلمين ثم ظهر عليهم ( وأخذ من )(١) أيديهم فأهله أحق به، ولا يخرج مال المسلم من يديه إلا ما تطيب به نفسه ).

__________________

(٤) كتاب صفين ص ٢٠٤.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ٨٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( ابتاع ويقسم ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٣.

(١) في المصدر: ووجد في.

٨٨

٣٤ -( باب تحريم التعرب بعد الهجرة، وسكنى المسلم دار الحرب ودخولها إلا لضرورة، وحكم قتل المسلم بها، وإن من ذهبت زوجته إلى الكفار فتزوج غيرها أعطي مهرها من بيت المال)

[١٢٤٨٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعث جيشا إلى خثعم، فلما غشوهم استعصموا بالسجود، فقتل بعضهم بعضا، فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: للورثة نصف العقل(١) بصلاتهم، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني برئ من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب ).

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٣) .

[١٢٤٨٩] ٢ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينزل دار الحرب إلا فاسق برئت منه الذمة ).

[١٢٤٩٠] ٣ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في

__________________

الباب ٣٤

١ - الجعفريات ص ٧٩.

(١) العقل: الدية ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٠ ).

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٣.

٢ - الجعفريات ص ٨٢.

٣ - الجعفريات ص ١١٣.

٨٩

حديث: ولا تعرب بعد الهجرة ) الخبر.

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٢٤٩١] ٤ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من الكبائر قتل المؤمن عمدا - إلى أن قال - والتعرب بعد الهجرة ).

٣٥ -( باب التسوية بين الناس في قسمة بيت المال والغنيمة)

[١٢٤٩٢] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، أنه أمر عمار بن ياسر وعبيد الله بن أبي رافع وأبا الهيثم بن التيهان، أن يقسموا مالا من الفئ بين المسلمين، وقال: ( اعدلوا بينهم ولا تفضلوا أحدا على أحد ) فحسبوا فوجدوا الذي يصيب كل رجل من المسلمين ثلاثة دنانير، فأتوا(١) الناس، فأقبل عليهم طلحة والزبير ومع كل واحد ابنه، فدفعوا إلى كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فقال طلحة والزبير: ليس هكذا كان يعطينا عمر، فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم؟ قالوا: هكذا أمرنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فمضيا إليهعليه‌السلام فوجداه في بعض أحواله(٢) ، قائما في الشمس على أجير له يعمل بين يديه، فقالا له: ترى أن ترتفع معنا إلى الظل، قال: ( نعم ) فقالا له: إنا أتينا إلى عمالك على قسمة هذا الفئ، فأعطونا كما أعطي سائر الناس، قال: ( فما تريدان؟ ) قالا: ليس كذلك كان يعطينا عمر قالعليه‌السلام : ( فما كان يعطيكما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ) فسكتا، فقالعليه‌السلام : ( أليس كان النبي

__________________

(١) نوادر الراوندي ص ٥١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٢ ح ١٤٠٨.

الباب ٣٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٤.

(١) في المصدر: فأعطوا.

(٢) وفيه: أمواله.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم بين المسلمين بالسوية؟(٣) ) قالا: نعم، قال: ( فسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بالاتباع عندكما، أم سنة عمر؟ ) قالا: سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن لنا يا أمير المؤمنين سابقة وعناء وقرابة، فإن رأيت أن لا تسوينا بالناس فافعل، قال: ( سابقتكما أسبق أم سابقتي؟ ) قالا: سابقتك، قال: ( فقرابتكما أقرب أم قرابتي؟ ) قالا: قرابتك، قال: ( فعناؤكما أعظم أم عنائي؟ ) قالا: بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناء، قال: ( فوالله ما أنا وأجيري هذا في المال إلا بمنزلة واحدة ) وأومأ بيده إلى الأجير الذي بين يديه الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب: مثله(٤) .

[١٢٤٩٣] ٢ - وعن كتاب ابن الحاشر: بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان - في خبر طويل - أنه قام سهل بن حنيف فأخذ بيد عبده فقال: يا أمير المؤمنين قد أعتقت هذا الغلام، فأعطاه ثلاثة دنانير مثل ما أعطى سهل بن حنيف.

[١٢٤٩٤] ٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي، عن علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي بن أبي السيف، عن أبي حباب، عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، مشوا إليه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية، طلبا لما في يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن يخاف خلافه عليك من الناس وفراره إلى معاوية، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور!؟ لا والله لا أفعل ما

__________________

(٣) في المصدر زيادة: من غير زيادة.

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ١١١.

٢ - كتاب ابن الحاشر:

٣ - أمالي المفيد ص ١٧٥ ح ٦.

٩١

طلعت شمس، ولاح في السماء نجم، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم! ) الخبر.

[١٢٤٩٥] ٤ - الديلمي في إرشاد القلوب: في خبر طويل، أنه كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام في أول خلافته إلى حذيفة بن اليمان بالمدائن وفيه: ( وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة، ولا تتجاوز ما تقدمت به إليك، ولا تدع منه شيئا، ولا تبتدع فيه أمرا، ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل ) الخبر.

[١٢٤٩٦] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن محرز بن هشام المرادي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبي قال: كان أشراف الكوفة غاشين لعليعليه‌السلام ، وكان هواهم مع معاوية، وذلك أن علياعليه‌السلام كان لا يعطي أحدا من الفئ أكثر من حقه، وكان معاوية بن أبي سفيان جعل الشرف في العطاء ألفي درهم.

[١٢٤٩٧] ٦ - وعن هارون بن عنترة، عن زاذان قال: انطلقت مع قنبر إلى عليعليه‌السلام ، فقال: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة، قال: ( فما هو؟ ) قال: قم معي، فقام فانطلق إلى بيته، فإذا باسنة(١) مملوة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تترك شيئا إلا قسمته، فادخرت هذا لك، قال عليعليه‌السلام : ( لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا؟! ) فسل سيفه فضربه فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه، ثم قال: ( أقسموه بالحصص ) ففعلوا، فجعل يقول:

( هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه ). إلى آخر الخبر.

[١٢٤٩٨] ٧ - وعن محمد بن عبد الله بن عثمان قال: حدثني علي بن سيف، عن

__________________

٤ - إرشاد القلوب ص ٣٢١.

٥ - الغارات ص ٤٤.

٦ - الغارات ص ٥٥.

(١) الباسنة: كساء مخيط يجعل فيه طعام ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢ ).

٧ - الغارات ص ٧٤.

٩٢

أبي حباب، عن ربيعة وعمارة: أن طائفة من أصحاب عليعليه‌السلام مشوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين، اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف خلافه من الناس وفراره، قال: وإنما قالوا له ذلك، للذي كان معاوية يصنع من أتاه، فقال لهم عليعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟ والله لا أفعل ما طلعت شمس، وما لاح في السماء نجم(١) ، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، كيف وإنما هي أموالهم!؟ ) الخبر.

[١٢٤٩٩] ٨ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال: روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري البزاز قراءة عليه قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرو(١) الطحان وهو الوراق قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى أن قال: ثم ترك التفضيل لنفسه وولده على أحد من الاسلام، دخلت عليه أم هانئ بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهما، فسألت أم هانئ مولاتها العجمية فقالت: كم دفع إليك أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقالت: عشرين درهما، فانصرفت متسخطة، فقال لها: ( انصرفي رحمك الله، ما وجدنا في كتاب الله فضلا لإسماعيل على إسحاق ).

[١٢٥٠٠] ٩ - وبعث إليهعليه‌السلام (١) من غوص ( البحرين مخنقة لا ندري

__________________

(١) في المصدر زيادة: والله.

٨ - الاختصاص ص ١٥١، وعته في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧.

(١) في المصدر والبحار: عمرويه.

٩ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: من البصرة.

٩٣

ما قيمته )(٢) فقالت له ابنته أم كلثوم: [ يا أمير المؤمنين ](٣) أتجمل به ويكون في عنقي، فقال: ( يا أبا رافع، ادخله في(٤) بيت المال، ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك ).

[١٢٥٠١] ١٠ - وقامعليه‌السلام خطيبا بالمدينة حين ولي فقال: ( يا معشر المهاجرين والأنصار، يا معشر قريش، اعلموا والله أني أرزؤكم من فيئكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب، أفتروني مانعا نفسي(١) ومعطيكم! ولأسوين بين الأسود والأحمر ) فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال: لتجعلني وأسود من سودان المدينة واحدا، فقال له: ( اجلس رحمك الله، أما كان ها هنا من يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى ).

[١٢٥٠٢] ١١ - ووليعليه‌السلام بيت مال المدينة عمار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان، فكتب العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكل من في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم [ سواء ](١) ، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال: كم يؤتى(٢) هذا؟ فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( كم أخذت؟ ) فقال: ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس، فقال: ( فأعطوا مولاه مثل ما أخذ، ثلاثة دنانير ) ثم ذكر قصة طلحة والزبير نحو ما مر.

[١٢٥٠٣] ١٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( وإذ أخذنا ميثاقكم

__________________

(٢) في المصدر: البحر بتحفة لا يدري ما قيمتها.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: إلى، ( منه قده ).

١٠ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: وولدي.

١١ - الاختصاص ص ١٥٢.

(١) ورد في هامش الحجرية ما لفظه: ( هناك سقط بعد كلمة العجم، كلمة سواء، أو ما يشبهها ) انتهى. وقد وردت في المصدر بين معقوفين، ونحن أثبتناه لمقتضى سياق الحديث.

(٢) في المصدر: يعطى.

١٢ - تفسير القمي ج ١ ص ٥١.

٩٤

لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) (١) الآية، فإنها نزلت في أبي ذر وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذررحمه‌الله إلى الربذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي، أريد أن أضم إليها مثلها ثم أري فيها رأيي، فقال أبو ذر: يا عثمان، أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم، فقال أبو ذر: أما تذكر إني أنا وأنت دخلنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشاء، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا، فقلنا له: بابائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا، وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( نعم كان [ قد بقي ](٢) عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي، وقد قسمتها اليوم فاسترحت ) الخبر.

ورواه الراوندي في قصص الأنبياء(٣) : بإسناده عن الصدوق، عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.

[١٢٥٠٤] ١٣ - ورام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: عن هلال بن سالم الجحدري قال: سمعت جدي، عن جده أو قال أخوه، قال: شهدت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد أتي بمال عند السماء، فقالوا: قد أمسينا(١)

__________________

(١) القرة ٢: ٨٤.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) قصص الأنبياء ص ٣١٨، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٣٢ ح ٤٢.

١٣ - مجموعة ورام ج ٢ ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

٩٥

فأخره إلى غد، فقال لهم: ( تضمنون لي أن أعيش إلى غد ) قالوا: وما ذاك بأيدينا، قال: ( فلا تؤخره حتى تقسموه ) فأتى بشمع فقسموا ذاك المال من ( غنائمهم )(٢) .

٣٦ -( باب كيفية قسمة الغنائم)

[١٢٥٠٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول في الغنيمة: ( يخرج منها الخمس ويقسم ما بقي بين من قاتل عليه وولى ذلك، وأما الفئ والأنفال فهو خالص لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ).

[١٢٥٠٦] ٢ - وعن ابن الطيار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( يخرج خمس الغنيمة، ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه ).

[١٢٥٠٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( الغنيمة يقسم على خمسة أخماس، فيقسم أربعة أخماس على من قاتل عليها، والخمس لنا أهل البيت في اليتيم منا والمسكين وابن السبيل، وليس فينا مسكين ولا ابن السبيل اليوم بنعمة الله، فالخمس لنا موفرا ونحن شركاء الناس فيما حضرناه في الأربعة الأخماس ).

[١٢٥٠٨] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( أربعة أخماس الغنيمة لمن قاتل عليها: للفارس سهمان، وللراجل سهم ).

[١٢٥٠٩] ٥ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن

__________________

(٢) وفيه: تحت ليلتهم.

الباب ٣٦

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦١ ح ٥١.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٢ ح ٥٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

٩٦

الاعراب، هل عليهم جهاد؟ قال: لا، إلا أن ينزل بالاسلام أمر - وأعوذ بالله - يحتاج فيه إليهم، وقال: وليس لهم من الفئ شئ ما لم يجاهدوا ).

[١٢٥١٠] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( ليس للعبيد من الغنيمة شئ، وإن حضر وقاتل عليها فرأى الامام أو من أقامه الامام أن يعطيه على بلائه إن كان منه، أعطاه من خرثى المتاع ما يراه ).

[١٢٥١١] ٧ - وعنهعليه‌السلام إنه قال: ( من مات في دار الحرب من المسلمين قبل أن يحرز الغنيمة فلا سهم له فيها، ومن مات بعد أن أحرزت فسهمه ميراث لورثته ).

[١٢٥١٢] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قسم في النفل، للفارس سهمين، وللراجل سهما.

[١٢٥١٣] ٩ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات قال: بعث أسامة بن زيد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : أن ابعث إلي بعطائي، فوالله لتعلم أنك إن كنت في فم الأسد لدخلت معك، فكتب إليه: ( إن هذا المال لمن جاهد عليه، ولكن هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت ).

٣٧ -( باب حكم عبيد أهل الشرك، وحكم الرسل والرهن)

[١٢٥١٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم يوم الطائف، أيما عبد خرج إلينا قبل مواليه فهو

__________________

٦ - ٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦١.

٩ - الغارات ص ٥٧٧.

الباب ٣٧

١ - الجعفريات ص ٨٠.

٩٧

حر، وأيما عبد خرج إلينا بعد مواليه فهو عبد ).

[١٢٥١٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب، فزعم أنه رسول إليكم، فإن عرف ذلك وجاء بما يدل عليه، فلا سبيل لكم عليه حتى يبلغ رسالته، ويرجع إلى أصحابه، وإن لم تجدوا على قوله دليلا فلا تقبلوا منه ).

٣٨ -( باب الأسير من المسلمين، هل له أن يتزوج في دار الحرب أم لا؟)

[١٢٥١٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يحل لمسلم أن يتزوج حربية في دار الحرب ).

٣٩ -( باب جواز قتال المحارب واللص والظالم، والدفاع عن النفس والمال وإن قل، وإن خاف القتل)

[١٢٥١٧] ١ - كتا ب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يقتل دون ماله، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل دون ماله قتل شهيدا، ولو كنت أنا لتركت له المال ولم أقاتله ).

[١٢٥١٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وفيه ( ولم أقاتل عليه، وإن أراد القتل لم يسع للمرء(١) المسلم إلا المدافعة عن نفسه، وما أصيب من اللص وعرف(٢) أهله رد عليهم، والجاسوس والعين إذا ظفر بها قتلا ) كذلك روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام .

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

الباب ٣٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٥٢.

الباب ٣٩

١ - الأصول الستة عشر ص ١٥٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

(١) في المصدر: المرء.

(٢) في المصدر: فعرفه.

٩٨

[١٢٥١٩] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ، بإسناده قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل ).

[١٢٥٢٠] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( ومن تخطى حريم قوم حل قتله ).

[١٢٥٢١] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شهر سيفه فدمه هدر ).

٤٠ -( باب قتل الدعاة إلى البدعة)

[١٢٥٢٢] ١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن، عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن مروان، عن زيد بن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال: ( لما حضر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة - إلى أن قال - ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للمسلمين وهم مجتمعون حوله: أيها الناس لا نبي بعدي، ولا سنة بعد سنتي، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ومن ابتعه فهم في النار ) الخبر.

٤١ -( باب شرائط الذمة)

[١٢٥٢٣] ١ - ابن شهرآشوب في المناقب: وكتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهدا لحي سلمان بكازرون: ( هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلى

__________________

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٥ - الجعفريات ص ٨٣.

الباب ٤٠

١ - أمالي المفيد ص ٥٣.

الباب ٤١

١ - المناقب ج ١ ص ١١١.

٩٩

الله عليه وآله )، سأله الفارسي سلمان وصية لأخيه(١) مهاد بن فروخ بن مهيار وأقاربه وأهل بيته وعقبه - إلى أن قال - وقد رفعت عنهم جز الناصية، والجزية، والخمس والعشر، وسائر المؤن، والكلف ) الخ قال: والكتاب إلى اليوم في أيديهم.

[١٢٥٢٤] ٢ - ووجدت العهد بتمامه في طومار عتيق، منقولا من نسخة الأصل: ( وقد رفعت عنهم جز الناصية، والزنارة(١) ، والجزية و(٢) الخمس والعشر، وسائر المؤن والكلف، وأيديهم طلقة على بيوت النيران وضياعها وأموالها، ولا يمنعون(٣) من اللباس الفاخرة والركوب وبناء الدور والاصطبل، وحمل الجنائز، واتخاذ ما يجدون في دينهم ومذاهبهم ) إلى آخره، وفى آخره: ( كتب علي بن أبي طالب، بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحضوره ).

[١٢٥٢٥] ٣ - دعائم الاسلام: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن إحداث(١) الكنائس في دار الاسلام.

[١٢٥٢٦] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لما قبل الجزية من أهل الذمة، لم يقبلها إلا على شروط افترضها(١) عليهم، منها أن لا يأكلوا الربا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه وذمة الله وذمة رسوله.

[١٢٥٢٧] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا

__________________

(١) في المصدر: بأخيه.

٢ - ...

(١) الزنارة: ما يشده الذمي على وسطه ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٣٠ ).

(٢) في الطبعة الحجرية ( إلى ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

(٣) وفيها ( ولا يمنعونها ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨١.

(١) في الطبعة الحجرية: ( عهد )، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧ ح ٨٦.

(١) في المصدر: اشترطها.

٥ - الجعفريات ص ٨٠.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399