مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 399
المشاهدات: 126576
تحميل: 4725


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126576 / تحميل: 4725
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وذاك حكم الله عز وجل، لان لهم دار حرب قائمة، وإماما منتصبا يداوي جريهم ويعالج مريضهم، ويهب(١١) لهم الكراع والسلاح، ويعيدهم إلى قتالكم كرة بعد كرة، ولم يكونوا بايعوا فيدخلون في ذمة البيعة والإسلام، ومن خرج من بيعتنا فقد خرج من الدين، وصار ماله وذراريه بعد دمه حلالا ) قالوا له: صدقت وأصبت، وأخطأنا، والحق والحجة لك الخبر.

ورواه القاضي نعمان في كتاب شرح الاخبار: عن أحمد بن شعيب الساري، بإسناده عن عبد الله بن عباس، مثله باختلاف يسير.

[١٢٤٢٦] ١٠ - العلامة في المختلف: عن ابن أبي عقيل، أنه روى: أن رجلا من عبد القيس قام يوم الجمل فقال: يا أمير المؤمنين، ما عدلت حتى(١) تقسم بيننا أموالهم، ولا تقسم بيننا نساءهم ولا أبناءهم، فقال له: ( إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف، وذلك أن دار الهجرة حرمت ما فيها، وإن دار الشرك أحلت ما فيها، فأيكم يأخذ أمه في سهمه!؟ )

قال العلامة فيه: لنا ما رواه ابن أبي عقيل، وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعلمه وعدالته، وذكر الخبر المذكور.

٢٤ -( باب حكم قتال البغاة)

[١٢٤٢٧] ١ - الحسن بن محمد الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن محمد بن الحسين بن حميد اللخمي، عن سليمان بن الربيع، عن نصر بن مزاحم، قال علي بن بلال: وحدثني علي بن

__________________

(١١) وفيه: ويعفر.

١٠ - المختلف ص ٣٣٧.

(١) في المصدر: حين.

الباب ٢٤

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٠.

٦١

عبد الله بن أسد الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن نصر بن مزاحم، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى عليعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء الذين تقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فبم نسميهم؟ قال: ( سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه ) فقال: ما كل ما في كتاب الله أعلمه، فقال: ( أما سمعت الله يقول في كتابه:( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) (١) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبدينه، وبالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، وشاء الله منا قتلهم فقتلناهم بمشيئته وإرادته ).

ورواه المفيد في أماليه(٢) : عن علي بن بلال، مثله.

[١٢٤٢٨] ٢ - ابن شهرآشوب في مناقبه: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: أولئك كانوا أهل جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٢٩] ٣ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسن بن علي بن بزيع، معنعنا عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ( قال أمير المؤمنين

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٥٣.

(٢) أمالي المفيد ص ١٠١.

٢ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١٨.

٣ - تفسير فرات الكوفي ص ٥٧.

٦٢

عليه‌السلام : يا معشر المسلمين قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ثم قال: هؤلاء القوم هم ورب الكعبة، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج ).

[١٢٤٣٠] ٤ - العياشي في تفسيره: عن حنان بن سدير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:(١) ( دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر، إن عليا ( صلوات الله عليه ) يوم البصرة لما صف الخيول قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم، حتى أعذر فيما بيني وبين الله تعالى وبينهم، فقام إليهم فقال لأهل(٢) البصرة: هل تجدون علي جورا في الحكم؟ قالوا: لا - إلى أن قالعليه‌السلام - ثم ثنى إلى أصحابه فقال: إن الله يقول في كتابه:( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (٣) فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، واصطفى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة، إنكم لأصحاب هذه الآية، وما قوتلوا منذ نزلت ).

[١٢٤٣١] ٥ - وعن أبي الطفيل قال: سمعت علياعليه‌السلام يوم الجمل، وهو يحض الناس على قتالهم ويقول: ( والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم( قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) (١) فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم، تسميه بعض العرب الكنانة.

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٧ ح ٢٣.

(١) في المصدر زيادة: سمعته يقول.

(٢) في المصدر: يا أهل.

(٣) التوبة ٩: ١٢.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٤.

(١) التوبة ٩: ١٢.

٦٣

[١٢٤٣٢] ٦ - وعن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام على هذا المنبر، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: ( أيها الناس، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا باية ( من كتاب الله )(١) تركتها في كتاب الله إن الله يقول:( وإن نكثوا ) (٢) الآية، أما والله لقد عهد إلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية، والفئة الناكثة، والفئة المارقة ).

[١٢٤٣٣] ٧ - وعن الشعبي قال: قرأ عبد الله(١) :( وإن نكثوا ) (٢) إلى آخر الآية، ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها عليعليه‌السلام ، ثم قال: ( ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم ).

[١٢٤٣٤] ٨ - وعن أبي عثمان مولى بني قصي قال: شهدت علياعليه‌السلام سنة(١) كلها فما سمعت منه ولاية ولا براءة، وقد سمعته يقول: ( عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم( وإن نكثوا ) الآية ).

__________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٥.

(١) ليس في المصدر.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٧ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٧.

(١) هو عبد الله بن مسعود الصحابي المعروف ومن القراء المشهورين، له قراءة مستقلة.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٨.

(١) في المصدر: سنته.

(٢) التوبة ٩: ١٢.

٦٤

[١٢٤٣٥] ٩ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه خطب بالكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا الله، فسكت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثم قام آخر وآخر، فلما أكثروا قال: ( كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها، ولا نمنعكم الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا ( به )(١) وأشهد لقد أخبرني النبي الصادقصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الروح الأمين، عن رب العالمين، أنه لا يخرج ( علينا )(٢) منكم من فئة قلت أو كثرت إلى يوم القيامة، إلا جعل الله حتفها على أيدينا، وإن أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل المجاهدين من قتلكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، فاعملوا ما أنتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر فسوف تعلمون ).

[١٢٤٣٦] ١٠ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( ان دعي أهل البغي قبل القتال فحسن، وإلا فقد علموا ما يدعون إليه، وينبغي أن لا يبدؤوا بالقتال حتى يبدؤوهم به ).

[١٢٤٣٧] ١١ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( يقاتل أهل البغي ويقتلون بكل ما يقتل به المشركون، ويستعان ( بكل ما )(١) أمكن أن يستعان به عليهم من أهل القبلة، ويؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قدر عليهم ).

[١٢٤٣٨] ١٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه ذكر قتال من قاتله منهم فقال: ( والله

__________________

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٣.

(١) في المصدر: عليهم بهن.

١٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

٦٥

ما وجدت إلا قتالهم، أو الكفر بما أنزل الله على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١٢٤٣٩] ١٣ وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر الذين حاربهم(١) عليعليه‌السلام فقال: ( أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لان أولئك كانوا جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن، وعرفوا فضل أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة ).

[١٢٤٤٠] ١٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أكافرون هم؟ قال:: ( كفروا بالاحكام وكفروا بالنعم كفرا ليس ككفر الذين دفعوا النبوة ولم يقروا بالاسلام، ولو كانوا كذلك ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم ).

[١٢٤٤١] ١٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال يوم صفين: ( اقتلوا بقية الأحزاب وأولياء الشيطان، اقتلوا من يقول: كذب الله ورسوله )

[١٢٤٤٢] ١٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه حر ص الناس على منبر الكوفة فقال: ( يا معشر أهل الكوفة لتصبرن على قتال عدوكم، أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم ).

[١٢٤٤٣] ١٧ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قلت:( وإن طائفتان من المؤمنين - إلى قوله -فأصلحوا بينهما بالعدل ) (١) فقال

__________________

١٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

(١) في المصدر: حاربوا.

١٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٨.

١٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٠.

١٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

١٧ - الكافي ج ٨ ص ١٨٠.

(١) الحجرات ٤٩: ٩.

٦٦

عليه‌السلام : ( الفئتان، إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة، وهم أهل هذه الآية، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو(٢) يرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى، فكان الواجب على أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، إنما من عليهم وعفا، وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم، مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل ).

[١٢٤٤٤] ١٨ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد معا، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن ضريس قال: تمارى الناس عند أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال بعضهم: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضهم: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، قال: فسمعهم أبو جعفرعليه‌السلام فقال: ( ما تقولون؟ ) فقالوا: أصلحك الله، تمارينا في حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي حرب عليعليه‌السلام ، فقال بعضنا: حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضنا: حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر من حرب عليعليه‌السلام ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام ، ( لا، بل حرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقلت: جعلت فداك، أحرب عليعليه‌السلام شر من حرب رسول الله ( صلى

__________________

(٢) في المصدر: و.

١٨ - الكافي ج ٨ ص ٢٥٢.

٦٧

الله عليه وآله )؟ قال: ( نعم، وسأخبرك عن ذلك، إن حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقروا بالاسلام، وإن حرب عليعليه‌السلام أقروا بالاسلام ثم جحدوه ).

[١٢٤٤٥] ١٩ - القاضي نعمان في شرح الاخبار: عن محمد بن داود، بإسناده عن عليعليه‌السلام ، أنه سئل عن قتلى الجمل، أمشركون هم؟ قال: ( لا، بل من الشرك فروا ) قيل: فمنافقون؟ قال: ( لا، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ) قيل: فما هم؟ قال: ( إخواننا بغوا علينا فنصرنا عليهم ).

[١٢٤٤٦] ٢٠ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن ميسرة قال: قال عليعليه‌السلام : ( قاتلوا أهل الشام مع كل إمام بعدي ).

[١٢٤٤٧] ٢١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أبي الحسن علي بن بلال(١) المهلبي، عن أبي العباس أحمد بن الحسين البغدادي، عن الحسين بن عمر المقرئ، عن علي بن الأزهر، عن علي بن صالح المكي، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدهعليه‌السلام قال: ( لما نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إذا جاء نصر الله والفتح ) (٢) قال: يا علي إنه قد جاء نصر الله والفتح، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، يا علي إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله، وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلا

__________________

١٩ - شرح الاخبار:

٢٠ - الغارات ص ٥٨٠.

٢١ - أمالي المفيد ص ٢٨٨.

(١) في الحجرية ( هلال ) وما أثبتناه من المصدر ( أنظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٨٣ ).

(٢) النصر ١١٠: ١

٦٨

الله وأني رسول الله، مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي ).

٢٥ -( باب جواز فرار المسلم من ثلاثة في الحرب، وتحريمه من واحد أو اثنين، بأن يكون العدو على الضعف لا أزيد)

[١٢٤٤٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة لم يكن فارا، لان الله عز وجل افترض على المسلمين أن يقاتلوا مثلي اعدادهم من المشركين ).

[١٢٤٤٩] ٢ - العياشي: عن الحسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ( كان علي ( صلوات الله عليه ) يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، ومن فر من ثلاثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر ).

[١٢٤٥٠] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) (١) الآية، قال: كان الحكم في أول النبوة في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن الرجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفار، فإن هرب منه(٢) فهو الفار من الزحف، والمائة يقاتلون ألفا، ثم علم الله أن فيهم ضعفا لا يقدرون على ذلك، فأنزل:( الآن خفف الله عنكم ) (٣) الآية، ففرض الله عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين

__________________

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٨ ح ٧٨.

٣ - تفسير القمي ج ١ ص ٢٧٩.

(١) الأنفال ٨: ٦٥.

(٢) في المصدر: منهم.

(٣) الأنفال ٨: ٦٦.

٦٩

رجلين من الكفار، فإن فر منهما فهو الفار من الزحف، وإن كانوا ثلاثة من الكفار وواحد من المسلمين ففر المسلم منهم، فليس هو الفار من الزحف.

٢٦ -( باب أن من أسر بعد جراحة مثقلة، وجب افتداؤه من بيت المال، وإلا فمن ماله، وعدم جواز الاستسلام للأسر بغير جراحة)

[١٢٤٥١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( لما بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالراية(١) معي، بعث معي ناسا، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منا ).

[١٢٤٥٢] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن الحسين، عن أبيه: ( أن علياعليهم‌السلام كان يقول: من استأسر من غير أن يغلب، فلا يفدى من بيت مال المسلمين، ولكن يفدى من ماله إن أحب أهله ).

[١٢٤٥٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( حرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس يوم خيبر(١) ، فقال: من استأسر من غير جراحة مثخنة(٢) فليس منا ).

__________________

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ٧٨.

(١) في المصدر: بالسرايا.

٢ - الجعفريات ص ٧٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

(١) في المصدر: حنين.

(٢) في الحجرية: منجية، وما أثبتناه من المصدر.

٧٠

٢٧ -( باب تحريم الفرار من الزحف إلا ما استثني)

[١٢٤٥٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( الفرار من الزحف من الكبائر ).

[١٢٤٥٥] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، أن علياعليه‌السلام لما رأى ميمنته يوم صفين قد عادت إلى مواقفها ومصافها، وكشف من بإزائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم، أقبل حتى انتهى إليهم فقال: ( إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم، تحوزكم الجفاة الطغاة وأعراب أهل الشام، وأنتم لهاميم(١) العرب، والسنام الأعظم، وعمار الليل بتلاوة القرآن، وأهل دعوة الحق إذا ضل الخاطئون، فلولا اقبالكم بعد ادباركم، وكركم بعد انحيازكم، وجب عليكم ما وجب على المولي يوم الزحف دبره، وكنتم فيما أرى من الهالكين، ولقد هون علي بعض وجدي وشفا بعض ( هياج صدري )(٢) أني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم، وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم، تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم كالإبل المطردة إليهم(٣) ، فالآن فاصبروا، أنزلت عليكم السكينة، وثبتكم الله باليقين، وليعلم المنهزم أنه مسخط لربه، وموبق(٤) لنفسه، وفي الفرار موجدة الله عليه، والذل اللازم، وفساد العيش، وأن الفار لا يزيد في عمره

__________________

الباب ٢٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٠.

٢ - كتاب صفين ص ٢٥٦.

(١) اللهموم: الجواد من الناس والخيل والجمع لهاميم ( لسان العرب ج ١٢ ص ٥٤٤ ).

(٢) في المصدر: إحاح نفسي.

(٣) الهيم: الإبل العطاش ( لسان العرب ج ١٢ ص ٦٢٧ ).

(٤) موبق لنفسه: مهلك لها ( لسان العرب ج ١ ص ٣٧٠ ).

٧١

ولا يرضي ربه، فموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال، خير من الرضى بالتلبس بها والاقرار عليها ).

[١٢٤٥٦] ٣ - العياشي في تفسيره: عن زرارة، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: قلت: الزبير شهد بدرا، قال: ( نعم، ولكنه فر يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك(١) ، وإن كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره ).

[١٢٤٥٧] ٤ - وعن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي الحسنعليه‌السلام - في حديث - أنه قال في قوله تعالى:( إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) (١) قال: ( متطردا يريد الكرة عليهم، ومتحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله ).

[١٢٤٥٨] ٥ - الشيخ المفيد في الارشاد: عن عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم أحد، جاء عليعليه‌السلام متقلدا سيفه حتى قام بين يديه، فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه فقال له: ( ما بالك لم تفر مع الناس؟ فقال: يا رسول الله، أرجع كافرا بعد إسلامي! ) الخبر.

٢٨ -( باب سقوط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين)

[١٢٤٥٩] ١ - الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: روي أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان جالسا في بعض مجالسه، بعد رجوعه من النهروان،

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٥١ ح ٢٩.

(١) في المصدر زيادة: بقتاله إياهم.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٥١ ح ٣١.

(١) الأنفال ٨: ١٦.

٥ - الارشاد ص ٤٦.

الباب ٢٨.

١ - الاحتجاج ص ١٨٩.

٧٢

فجرى الكلام حتى قيل ( له )(١) : لم لا حاربت أبا بكر وعمر، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقالعليه‌السلام : ( إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي ) فقام إليه أشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين، لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقك؟ فقال: ( يا أشعث، قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الأنبياء ( صلوات الله عليهم أجمعين ): أولهم نوحعليه‌السلام حيث قال:( إني مغلوب فانتصر ) (٢) فإن قال قائل: إنه لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ثانيهم لوطعليه‌السلام حيث قال:( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) (٣) فإن قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وثالثهم إبراهيم خليل اللهعليه‌السلام ، حيث قال:( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) (٤) فإن قال قائل: إنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، ورابعهم موسىعليه‌السلام حيث قال:( ففررت منكم لما خفتكم ) (٥) فإن قال قائل أنه قال هذا لغير خوف، فقد كفر وإلا فالوصي أعذر، وخامسهم أخوه هارون حيث قال:( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (٦) فان قال قائل: إنه قال لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر، وسادسهم أخي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد البشر، حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه، فإن قال قائل: إنه ذهب إلى الغار لغير خوف، فقد كفر، وإلا فالوصي أعذر ) فقام إليه الناس بأجمعهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول قولك، ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) القمر ٥٤: ١٠.

(٣) هود ١١: ٨٠.

(٤) مريم ١٩: ٤٨.

(٥) الشعراء ٢٦: ٢١.

(٦) الأعراف ٧: ١٥٠.

٧٣

[١٢٤٦٠] ٢ - وعن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام في حديث: ( إن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال في خطبة له: ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم درت(١) على أهل بدر وأهل السابقة، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر، وذهب من كنت اعتضد بهم على دين الله  - إلى أن قال - والذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق، لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا، لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري ).

[١٢٤٦١] ٣ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: ( عن ابن أبي الجليد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم، عن أبي سمينة، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبان بن عياش )(١) ، عن سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ( يا علي(٢) ، إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم(٣) على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، فإن الشهادة من وراءك، ( لعن الله قاتلك )(٤) ).

[١٢٤٦٢] ٤ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال كنا جلوسا حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وحوله جماعة من أصحابه،

__________________

٢ - الاحتجاج ص ١٩٠.

(١) في الطبعة الحجرية ( رددت ) وما أثبتناه من المصدر.

٣ - كتاب الغيبة ص ٢٠٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: يا أخي.

(٣) في الطبعة الحجرية ( كلهم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٤ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٢٥.

٧٤

فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، لو استنفرت الناس، فقام وخطب - إلى أن قال - فقال ابن قيس وغضب من قوله: فما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم، وأخو بني عدى بن كعب، وأخو بني أمية بعدهم، أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ - إلى أن قال - فقالعليه‌السلام : ( يا بن قيس اسمع الجواب، لم يمنعني من ذلك الجبن، ولا كراهة للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهده إلى، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما الأمة صانعة بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشد استيقانا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا، وأخبرني أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون بن موسى، وأن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه، إذ قال له موسى:( يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) (١) وإنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم، وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم، وإني خشيت أن يقول ذلك أخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي؟ وقد عهدت إليك أنك إن لم تجد أعوانا، أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك.

فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه، وأنا مشغول برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بغسله

__________________

(١) طه ٢٠: ٩٢ - ٩٤.

٧٥

( ودفنه )(٢) ، ثم شغلت بالقرآن، فآليت يمينا بالقرآن أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب(٣) .

ثم حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فلم ندع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار، إلا ناشدتهم الله وحقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب من جميع الناس إلا أربعة رهط: الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به - إلى أن قالعليه‌السلام - ولو كنت وجدت يوم بويع ( أخو تيم )(٤) أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم.

فأما يوم بويع عمر وعثمان فلا، لأني كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته، ويلك يا بن قيس، كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان ووجدت أعوانا؟ هل رأيت مني فشلا أو جبنا أو تقصيرا(٥) يوم البصرة؟ - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو وجدت يوم بويع أبو بكر - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت، لما كففت يدي ولنا هضت القوم، ولكن لم أجد خامسا.

قال الأشعث: ومن الأربعة يا أمير المؤمنين؟ قال: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي، فإنه بايعني مرتين: أما بيعته الأولى التي وفى بها، فإنه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والأنصار فبايعوني وفيهم الزبير، فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: ففعلت.

(٤) في المصدر: أبو بكر.

(٥) في المصدر زيادة: في وقعتي.

٧٦

رؤوسهم عليهم السلاح، فما وافى منهم أحد ولا صبحني(٦) منهم غير أربعة: سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير - إلى أن قالعليه‌السلام -

يا بن قيس، فوالله لو أن أولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي، وأصبحوا على بابي محلقين، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته، لناهضته وحاكمته إلى الله عز وجل، ولو وجدت قبل بيعة عثمان(٧) أعوانا لناهضتهم وحاكمتهم إلى الله ) الخبر، وهو طويل.

[١٢٤٦٣] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن عمر بن فرات، عن محمد بن الفضل، عن مفضل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام - في حديث طويل في سيرة القائمعليه‌السلام وما يحدث في الرجعة، وشكاية أهل البيتعليهم‌السلام عند جدهم ( صلوات الله عليه وآله )، وذكر في جملة شكاية الحسنعليه‌السلام ، أنه قال - ( ودخلت جامع الصلاة بالكوفة، فرقأت المنبر فاجتمع الناس - ثم ذكر خطبته وتحريضه الناس على معاوية إلى أن قال - فتكملوا رحمكم الله، فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا منهم قاموا منهم سليمان بن صرد - وذكرعليه‌السلام أساميهم - فقالوا: يا بن رسول الله ما نملك غير سيوفنا وأنفسنا، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون(١) ، مرنا بما شئت، فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم، فقلت لهم: لي إسوة بجدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين عبد الله سرا، وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا، فلما أكمل الله له الأربعين صاروا في عدة وأظهروا أمر الله، فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ) الخبر.

__________________

(٦) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: صحبني.

(٧) في المصدر: عمر.

٥ - الهداية ص ١٠٧.

(١) في المصدر زيادة: وعن رأيك غير صادفين.

٧٧

[١٢٤٦٤] ٦ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا عن كتاب الرسائل للكلينيرحمه‌الله ، عن علي بن إبراهيم بإسناده قال: كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان، وأمر أن يقرأ على الناس، وذكر الكتاب وهو طويل وفيه: ( وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلي عهدا فقال: يا بن أبي طالب لك ( ولاء أمتي )(١) ، فإن ولوك في عافية واجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإن الله سيجعل لك مخرجا، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع مكرها ) الخبر.

[١٢٤٦٥] ٧ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: ( إذا اجتمع للامام عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر - وجب ( عليه ) القيام والتغيير ) )

٢٩ -( باب حكم طلب المبارزة)

[١٢٤٦٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه رخص في المبارزة، وذكر من بارز على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٠ -( باب استحباب الرفق بالأسير وإطعامه وسقيه وإن كان كافرا يراد قتله، وأن إطعامه على من أسره، ويطعم من في السجن من بيت المال)

[١٢٤٦٧] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن أبي البختري،

__________________

٦ - كشف المحجة ص ١٨٠.

(١) العبارة غير واضحة في الطبعة الحجرية، وأثبتناها من المصدر.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

الباب ٣٠

١ - قرب الإسناد ص ٦٧.

٧٨

عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح، فضربه عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله بالسيف على أم رأسه، فوقع على ركبتيه واخذه فالتزمه حتى أخذه الناس، وحمل عليعليه‌السلام : حتى أفاق، ثم قال للحسن والحسينعليهم‌السلام : احبسوا هذا الأسير وأطعموه واسقوه وأحسنوا إساره ) الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب(١) : في سياق وفاتهعليه‌السلام : وروي أنهعليه‌السلام قال: ( أطعموه ) وذكر مثله.

[١٢٤٦٨] ٢ - البحار: عن الشيخ أبي الحسن البكري في حديث وفاتهعليه‌السلام ، عن لوط بن يحيى، عن أشياخه قال: ثم التفتعليه‌السلام إلى ولده الحسنعليه‌السلام وقال: ( ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه - إلى أن قال - فلما أفاق ناوله الحسنعليه‌السلام قعبا من لبن، وشرب منه قليلا ثم نحاه عن فمه، وقال: ( احملوا إلى أسيركم ) ثم قال لحسنعليه‌السلام : ( بحقي عليك يا بني إلا ما طيبتم مطعمه ومشربه، وارفقوا به إلى حين موتي، وتطعمه مما تأكل وتسقيه مما تشرب، حتى تكون أكرم منه ) الخبر.

[١٢٤٦٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ينبغي أن يطعم الأسير ويسقى ويرفق به، وإن أريد به القتل ).

[١٢٤٧٠] ٤ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: ( أن علياعليه‌السلام كان يخرج إلى صلاة الصبح وفي يده درة(١) فيوقظ الناس بها، فضربه ابن ملجم

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١٢.

٢ - البحار ج ٢٤٢ ص ٢٨٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٧.

٤ - الجعفريات ص ٥٣.

(١) الدرة: العصا ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٢ ).

٧٩

لعنه الله، فقال: أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره(٢) ) الخبر.

٣١ -( باب استحباب إمساك أهل الحق عن الحرب، حتى يبدأهم به أهل البغي)

[١٢٤٧١] ١ - الشيخ المفيد في الارشاد: في سياق مقتل أبي عبد اللهعليه‌السلام ووصوله إلى نينوى وممانعة الحر قال: فقال له زهير بن القين: إني والله ( لا أرى أن )(١) يكون بعد الذي(٢) إلا أشد مما ترون يا بن رسول الله، إن قتال هؤلاء القوم الساعة أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، ولعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به، فقال الحسينعليه‌السلام : ( ما كنت لأبدأهم بالقتال ).

ثم نزل، وساق الحديث إلى أن ذكر قصة يوم عاشوراء(٣) ، قال: فنادى شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته: يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة؟ فقال الحسينعليه‌السلام : ( من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن ) فقالوا: نعم، فقال: ( يا بن راعية المعزى، أنت أولى بها صليا ) ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الحسينعليه‌السلام من ذلك، فقال له: دعني حتى أرميه، فإنه(٤) الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين، وقد أمكن الله منه، فقال له الحسينعليه‌السلام : ( لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم بالقتال ).

[١٢٤٧٢] ٢ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد وعن رجل،

__________________

(٢) في الطبعة الحجرية والمصدر ( إزاره ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

الباب ٣١

١ - الارشاد ص ٢٢٧.

(١) في المصدر: ما أراه.

(٢) في الطبعة الحجرية ( الذين )، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) الارشاد ص ٢٣٣.

(٤) في الطبعة الحجرية ( فإن )، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

٨٠