مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل15%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132036 / تحميل: 5301
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

باب فضل السخاء والجود

١٧٠٧ - قال الصادق عليه السلام: " خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وإن البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران(١) ، ودخول الجنان، ثم قال لجميل: يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك(٢) ، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله عزوجل في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".

١٧٠٨ - وقال عليه السلام: " شاب سخي مرهق في الذنوب(٣) أحب إلى الله عزو جل من شيخ عابد بخيل ".

١٧٠٩ - وروي " أن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن لا تقتل السامري فإنه سخي ".(٤)

___________________________________

(١) " مرغمة " بفتح الميم مصدر، وبكسرها اسم آلة من الرغام بفتح الراء بمعنى التراب.

والتزحزح: التباعد (الوافى) والخبر رواه الكلينى باسناده عن سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول الخبر ".

(٢) " غرر " بالغين المعجمة والمهملتين النجباء جمع الاغر.

وفى بعض النسخ هنا وما يأتى بالعين المهملة والزاء‌ين المعجمتين جمع العزيز.

(٣) المرهق: المفرط في الشر ومرتكب المحارم.

وفى القاموس الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم.

(٤) رواه الكلينى ج ٤ ص ٤١ عن على بن ابراهيم رفعه قال: " أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام الخ ".

٦١

١٧١٠ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس ".(١)

١٧١١ - وقال الصادق عليه السلام: " من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ أنفق ولا تخف فقرأ، وأنصف الناس من نفسك(٢) ، وافش السلام في العالم(٣) واترك المراء وإن كنت محقا "(٤) .

١٧١٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ".

 (٥) وقال الله عزوجل: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين "(٦) .

١٧١٣ - وقال الصادق عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "(٧) قال: هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله عزوجل بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله عزوجل أو بمعصية الله، فإن عمل فيه بطاعة الله(٨) رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإن كان عمل فيه بمعصية الله عزوجل(٩) قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله عزوجل ".

١٧١٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس البخيل من أدى الزكاة المفروضة من

___________________________________

(١) أى بالنسبة إلى من لم يؤد وان أعطى المال الكثير في غير موقعه لما مر وسيجئ.

(٢) أى كن حكما على نفسك فيما كان بينك وبين الناس وارض لهم ما ترضى لنفسك، واكره لهم ما تكره لها.

(٣) أى سلم على من لقيت من اخوانك جهارا.

(٤) المراء: الجدال، أى اترك الجدال في الكلام وان كان الحق لك.

والخبر مروى في الكافى بسند فيه ضعف ج ٤ ص ٤٤ عن معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام.

(٥) الخلف بفتح المعجمة واللام: العوض.

وقوله " سخت " أى جادت وفى بعض نسخ الكافى " سمحت ".

(٦) من كلام المؤلف رحمه الله كما يظهر من الكافى.

(٧) الحسرات جمع الحسرة وهى أشد الندامة.

(٨) في الكافى " أو في معصية الله فان عمل به في طاعة الله الخ ".

(٩) في بعض النسخ والكافى " وان كان عمل به في معصية الله ".

٦٢

ماله وأعطى البائنة في قومه(١) إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذر فيما سوى ذلك ".

١٧١٥ - وروي عن الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: " قال لي أبو عبدالله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال: الشح أشد من البخل إن البخيل يبخل بما في يده، والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل ".

١٧١٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك ".(٢)

١٧١٧ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل ".(٣)

١٧١٨ - " وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم(٤) فقال له: كذبت إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الضلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف(٥) والنفقة في سبيل الله

___________________________________

(١) البائنة العطية، سميت بها لانها ابينت من المال (الوافى) وفى القاموس البائنة فاعلة من البين بمعنى البينونة جعلت اسما للعطية لانها ابينت من المال.

(٢) الدبيب: المشى اللين أى حركة خفيفة لا تحس، والشرك محركة: حبائل الصيد.

وقرأه الفاضل التفرشى بكسر الشين المعجمة وكسر الراء وتكلف في توجيهه بما لا يحتاج اليه.

(٣) أى إذا كان غير منظور اليه ولم يكن أهلا للهدايات والتوفيقات منع عنه اللطف فاستولى عليه الشيطان وزين له البخل.

(٤) أى عذره أشد وأكثر من عذر الظالم.

(٥) اقراء الضيف: ضيافته وخدمته والاحسان اليه.

هذه الاخبار كلها مروية في الكافي مسندة ج ٤ ص ٤٤ و ٤٥.

٦٣

عزوجل وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح ".

١٧١٩ - وقال الصادق عليه السلام: " المنجيات إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام ".

 [فضل القصد]

١٧٢٠ - وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: " ما عال امرء في اقتصاد "(١)

١٧٢١ - وقال الصادق عليه السلام: " ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر ".(٢)

وقال الله عزوجل: " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو " والعفو الوسط(٣) .

وقال الله عزوجل: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " والقوام الوسط.

باب فضل سقى الماء

١٧٢٢ - قال أمير المؤمنين عليه السلام: " أول ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء يعني في الاجر ".

١٧٢٣ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى يحب إبراد الكبد الحرى(٤) ، ومن سقى كبدا حرى من بهيمة أو غيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ".

١٧٢٤ - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان

___________________________________

(١) العيلة والعالة: الفاقة، أى ما افتقر أحد إذا اقتصد في أمر معاشه.

والخبر رواه الكلينى ج ٤ ص ٥٣ مسندا وكذا الذى قبله.

(٢) مروى في الكافى مسندا عن مدرك بن أبى الهزهاز عنه (ع).

(٣) كما في مرسلة ابن أبى عمير عن أبى عبدالله عليه السلام " في قول الله تعالى " و يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " قال: العفو الوسط " (الكافى ج ٤ ص ٥٢)

(٤) في القاموس: الحران العطشان، والانثى حرى مثل عطشى.

٦٤

كمن أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ".(١)

باب ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية

١٧٢٥ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".

١٧٢٦ - وقال عليه السلام: " إني شافع يوم القيامة لاربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا ".(٢)

١٧٢٧ - وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بابائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله عزوجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة(٣) حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ".

___________________________________

(١) هذه الاخبار الثلاثة في الباب مروية في الكافى ج ٣ ص ٥٧ مسندة.

(٢) التشريد: الطرد والتفريق، والخبر مروى في الكافى وفيه " ورجل يسعى في حوائج ذريتى الخ ".

(٣) الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة (القاموس) وفى معانى الاخبار ص ١١٦ في حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " الوسيلة هى درجتى في الجنة وهى ألف مرقاة الخ "

٦٥

باب فضل الصدقة

١٧٢٨ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله".

١٧٢٩ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء ".

١٧٣٠ - وقال الصادق عليه السلام: " داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة، فإنها تفك من بين لحيي سبعمائة شيطان(١) .

وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد"(٢) .

١٧٣١ - وقال عليه السلام: " الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحيي سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل ".

١٧٣٢ - وقال عليه السلام: " يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده، ويأمر السائل أن يدعو له ".

___________________________________

(١) قال بعض الشراح: كأن الصدقة دخلت في أفواهم باعتبار منعهم عنها بالوجوه الباطلة فبعضهم يقول لا تتصدق فانك تصير فقيرا، وبعضهم يقول: لا تتصدق فانك أحوج منه، أو أن السائل غير مستحق، أو تصدق على آخر أحوج منه انتهى.

أقول يمكن أن يقرأ " تفك " بصيغة المعلوم فالمعنى أن الصدقة تفك الرزق من بين لحيى سبعمائة شيطان كلهم يمنعون وصوله اليك، أو بصيغة المجهول أى الصدقة تخرج من بين لحيى سبعمائة شيطان فيكون كناية عن كونها شاقة على النفس وحينئذ يكون تعليلا للجملة السابقة.

وأصل الفك الفصل بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض كما في النهاية.

(٢) كناية عن قبوله تعالى، ولعله اشارة إلى قوله تعالى: " أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ".

٦٦

١٧٣٣ - وقال عليه السلام: " باكروا بالصدقة(١) فإن البلايا لا تتخطاها(٢) ومن تصدق بصدقة أول النهار دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدق أول الليل دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في تلك الليلة ".

١٧٣٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة(٣) والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد عليه السلام سبعين بابا من الشر "(٤) .

١٧٣٥ - وقال صلى الله عليه وأله: " صدقة السر تطفئ غضب الرب جل جلاله "(٥) .

١٧٣٦ - وروى عمار عن الصادق عليه السلام قال: " قال لي يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية ".(٦)

١٧٣٧ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه ".(٧)

١٧٣٨ - وقال صلى الله عليه وآله: " الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر(٨) وصلة الاخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين ".

___________________________________

(١) أى ابتدؤوا النهار بالصدقة أو تصدقوا في أوله وفى الكافى " بكروا " بتشديد الكاف.

(٢) أى ان البلايا لا تتجاوز الصدقة بل هى تسدها وتمنعها وحالت بين صاحبها وبين البلايا.

(٣) الدبيلة كجهينة مصغرة: الطاعون والخراج ودمل يظهر في البطن فيقتل.

(٤) في الكافى ج ٤ ص ٥ " سبعين بابا من السوء " وهو أصوب.

(٥) غضبة تعالى كناية عن العذاب والا فهو سبحانه منزه عن أن يكون محلا للحوادث.

(٦) في المحكى عن دروس الشهيد رحمه الله الصدقة سرا أفضل الا أن يتهم بترك المواساة، أو يقصد اقتداء غيره به، اما الواجبة فاظهارها أفضل مطلقا.

(٧) " طرقكم " أى نزل عليكم، وطرق فلان طروقا إذا جاء بليل.

(٨) وجه تفضيل القرض هو أن الصدقة تقع أحيانا في يد غير المحتاج والقرض غالبا لا يقع الا في يد المحتاج.

وقيل: انما جعل الله جزاء الحسنة عشر أمثالها والقرض حسنة فاذا أخذ المقرض ما أعطاه قرضا فكأنه أخذ من العشر واحدة وبقيت له عند الله تسعة ووعد الله سبحانه أن يضاعفها له في قوله " فيضاعفه له " فتصير ثمانية عشر.

٦٧

١٧٣٩ - وسئل عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح "(١) .

١٧٤٠ - وقال عليه السلام: " لا صدقة وذو رحم محتاج "(٢) .

١٧٤١ - قال عليه السلام " ملعون ملعون من ألقى كله على الناس(٣) ملعون ملعون من ضيع من يعول "(٤) .

١٧٤٢ - وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: " ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته".(٥)

١٧٤٣ - وسئل الصادق عليه السلام " عن السائل يسأل ولا يدري ما هو؟ فقال: أعط من وقعت في قلبك الرحمة له، وقال: اعطه دون الدرهم، قلت: أكثر ما يعطى؟ قال أربعة دوانيق "(٦) .

١٧٤٤ - وروى الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان فيما ناجى الله عزو جل به موسى عليه السلام أن قال: يا موسى أكرم السائل ببذل يسير، أو برد جميل إنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خولتك و يسألونك مما نولتك(٧) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران ".

___________________________________

(١) في النهاية " الكاشح ": العدو الذى يضمر لك عداوته ويطوى عليها كشحه أى باطنه وذلك لان الاخلاص فيها أتم بخلاف ذى المحبة.

(٢) حمل على الصدقة الكاملة أى لا صدقة كاملة.

(٣) الكل بالفتح: الثقل والعيال والمراد قوته وقوت عياله.

(٤) أى تركهم مهملين بلا قوت ولا نفقة.

(٥) مروى في الكافى باسناده عن معمر بن خلاد عنه عليه السلام وفيه " كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه الآية " وقال: الاسير عيال الرجل ينبغى للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراء‌ه في السعة عليهم ; ثم قال: ان فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء‌ه وجعلها عند فلان فذهب الله بها، وقال معمر: وكان فلان حاضرا".

(٦) الدوانيق جمع دانق كصاحب: سدس الدرهم.

(٧) خوله الله عزوجل أى أعطاه متفضلا.

والنوال: العطاء، ونولته أى أعطيته نوالا.

٦٨

١٧٤٥ - وقال عليه السلام: " اعط السائل ولو على ظهر فرس "(١) .

١٧٤٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تقطعوا على السائل مسألته(٢) فلو لا أن المساكين يكذبون ما أفلح من [ي‍] ردهم ".

١٧٤٧ - وروي عن الوليد بن صبيح قال: " كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فجاء‌ه سائل فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاه، ثم جاء‌ه آخر فقال: وسع الله، عليك ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثم شاء أن لا يبقي منها شيئا إلا وضعه في حق لفعل فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم قال: قلت: من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في [غير](٣) وجهه، ثم قال: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل: ألم أرزقك؟ ورجل جلس في بيته ولا يسعى في طلب الرزق ويقول: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق، ورجل له أمرأة تؤذيه فيقول: يا رب خلصني منها فيقول الله عزوجل: ألم أجعل أمرها بيدك ".

١٧٤٨ - وقال الصادق عليه السلام في السؤال(٤) : " أطعموا ثلاثة وإن شئتم أن تزدادوا فازدادوا وإلا فقد أديتم حق يومكم ".

١٧٤٩ - وقال عليه السلام: " إذا اعطيتموهم فلقنوهم الدعاء فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم ".

١٧٥٠ - وقال الصادق عليه السلام: " في الرجل يعطي غيره الدراهم يقسمها، قال: يجري له من الاجر مثل ما يجري للمعطي ولا ينقص من أجره شئ، ولو أن المعروف جرى على سبعين يدا لاوجروا كلهم من غير أن ينقص من أجر صاحبه شئ "(٥) .

___________________________________

(١) أى ولو كان السائل على ظهر فرس أى غنيا غير فقير، أو كنت على ظهر فرس غير متمكن حين السؤال من اعطاء شئ غير الفرس الذى أنت على ظهره. (م ح ق)

(٢) المراد بالقطع على السائل رده.

(٣) لفظة " غير " ليست في كثير من النسخ.

(٤) السؤال كتجار: جمع سائل وهو الفقير.

(٥) رواه الكلينى باختلاف في خبرين مسندين عن أبى نهشل وابن أبى عمير عن جميل.

٦٩

١٧٥١ - وسئل الصادق عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل(١) أما سمعت قول الله عزوجل: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " هل ترى ههنا فضلا "(٢) .

١٧٥٢ - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " ضمنت(٣) على ربي عزوجل أن لا يسأل أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة ".

١٧٥٣ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر ".

١٧٥٤ - وقال الصادق عليه السلام: " ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله عزوجل إليها ويكتب له بها النار ".(٤)

١٧٥٥ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عزوجل لخلقه المسألة(٥) وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عزوجل من فضله ولو شسع نعل ".(٦)

١٧٥٦ - وقال الصادق عليه السلام: " إياكم وسؤال الناس فإنه ذل الدنيا وفقر تتعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة ".

___________________________________

(١) في النهاية " أفضل الصدقة جهد المقل " أى قدر ما يحتمله حال قليل المال.

(٢) أى هل ترى في الاية تقييدا بالفضل عما يحتاجون اليه.

(٣) ذلك على سبيل التهكم وفيه مبالغة في أن السائل بلا حاجة يصير مآله إلى الفقر.

(٤) قوله " ما من عبد " النفى راجع إلى القيد الاخير وهو الموت، أى لا يموت عبد يسائل من غير حاجة حتى يحوجه الله تعالى (مراد) أقول: رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ١٩ وفيه " يثبت الله له بها النار ".

(٥) يعنى أبغض لهم أن يسألوا وذلك لان مسؤوليتهم تمنع مسؤوليته سبحانه، وهو أحب لنفسه فأبغضها لهم.(الوافى)

(٦) الشسع بكسر المعجمة وسكون المهملة وبكسرهما: قبال النعل وهو زمان بين الاصبع الوسطى والتى تليها.

٧٠

١٧٥٧ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا ".

١٧٥٨ - و " جاء‌ت فخذ من الانصار(١) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله لنا إليك حاجة، قال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها حاجة عظيمة قال: هاتوا ما هي؟ قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، فنكس صلى الله عليه وآله رأسه ونكت في الارض(٢) ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لانسان ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة ويكون بعض الجلساء أقرب منه إلى الماء فلا يقول: ناولني حتى يقوم فيشرب ".

١٧٥٩ - وقال عليه السلام: " استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك "(٣) .

١٧٦٠ - وقال الصادق عليه السلام: " المن يهدم الصنيعة ".

١٧٦١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي العبث في الصلاة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور ".

١٧٦٢ - وروي عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام " أن أميرالمؤمنين عليه السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة(٤) وكان الرجل

___________________________________

(١) رواه الكلينى باسناده عن هشام بن سالم عن أبى بصير ن الصادق عليه السلام (ج ٤ ص ٢١ والفخذ: القبيلة.

(٢) نكت في الارض بقضيبه أى ضرب بها فأثر فيها.

(٣) الشوص بالفتح ثم السكون: الغسل والتنظيف أى استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك إى بغسله وتنظيفه. ولا يقل أحد لاحد: اغسل سواكى أو نظفه.

(٤) البغيبغة بباء‌ين موحدتين وغينين معجمتين وفى الوسط ياء مثناة وفى الاخر هاء: ضيعة أو عين بالمدينة كثيرة النخل لال الرسول صلى الله عليه وآله، قال المسهودى في وفاء الوفاء: البغيبغة تصغير البغبغ وهى البئر القريبة الرشا، والبغبغات عيون عملها على بن أبى طالب عليه السلام بينبغ أول ما صارت اليه وتصدق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق ومنها خيف الاراك وخيف ليلى وخيف الطاس.

٧١

ممن يرجو نوافله ويرضى نائله ورفده(١) وكان لا يسأل عليا عليه السلام ولا غيره شيئا، فقال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألك فلان شيئا ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لاكثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت به(٢) إذا أنا أعط الذي يرجوني إلا من بعد مسألتي ثم أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلا ثمن ما أخذت منه، وذلك لاني عرضته لان يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عزوجل عند تعبده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزوجل في دعائه له(٣) حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله وذلك أن العبد قد يقول في دعائه: " الله اغفر للمؤمنين والمؤمنات " فإذا دعا له بالمغفرة فقد طلب له الجنة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل "(٤) .

باب ثواب صلة الامام عليه السلام

١٧٦٣ - سئل الصادق عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال: نزلت في صلة الامام عليه السلام "(٥) .

___________________________________

(١) النوافل: العطايا، والنائل: العطاء، والرفد بالكسر: الصلة والعطاء.

(٢) " ضربك " أى مثلك، وفى الكافى " أعطى أنا وتبخل أنت، لله أنت ".

(٣) " فلم يصدق الله " من الصدق المتعدى إلى مفعولين.

قال الله تعالى: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " أى أخبره بالحق. (سلطان)

(٤) أى لم يأت بالانصاف والعدل من قال بلسانه انى أطلب له الجنة واحب ذلك ولم يفعل باليد ما يدل على أن ما قال بلسانه كان موافقا لما في قلبه.(مراد)

(٥) رواه الكلينى ج ١ ص ٥٣٨ باسناد عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام.

٧٢

١٧٦٤ - وقال عليه السلام: " درهم يوصل به الامام أفضل من ألف ألف درهم ينفق في غيره في سبيل الله عزوجل".(١)

١٧٦٥ - وقال الصادق عليه السلام: " من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي شعيتنا(٢) يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ".

كتاب الصوم

باب علة فرض الصيام

٦ ١٧٦ سأل هشام بن الحكم أبا عبدالله عليه السلام " عن علة الصيام فقال: " إنما فرض الله عزوجل الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عزوجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع ".

١٧٦٧ - وكتب أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: " علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا، ويكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل، دليلا على الآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة ".

١٧٦٨ - وكتب حمزة بن محمد إلى أبي محمد عليه السلام " لم فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب ليجد الغني مس الجوع فيمن على الفقير ".(٣)

١٧٦٩ - وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: " جاء نفر من

___________________________________

(١) في الكافى ج ١ ص ٥٣٨ وفيه " أفضل من ألفى ألف درهم فيما سواه من وجوه البر ".

(٢) في بعض النسخ وثواب الاعمال ص ١٢٤ " صالحى موالينا ".

(٣) أى يعطى، من عليه أى أنعم واصطنع عنده صنيعة.

٧٣

اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنه قال له: " لاي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على امتي، ثم تلا هذه الآية: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال، أولها يذوب الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه عليه السلام، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براء‌ة من النار، والسابعة يطعمه الله عزوجل من طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد ".

باب فضل الصيام

١٧٧٠ - قال أبوجعفر عليه السلام: " بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية"(١)

١٧٧١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصوم جنة من النار "(٢) .

١٧٧٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما

___________________________________

(١) المراد بالولاية معرفة الامام الحق المنصوب من عند الله المنصوص عليه، والتصديق بكونه ولى أمر الامة، مفترض الطاعة كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله.

والولاية بالكسر بمعنى تولى الامر ومالكية التصرف فيه.

(٢) رواه الكلينى عن على عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة.

٧٤

لم يغتب مسلما ".(١)

١٧٧٣ - وقال صلى الله عليه وآله: " قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به(٢) ، وللصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل(٣) ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم(٤) عند الله أطيب من ريح المسك ".

١٧٧٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله عزوجل والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه(٥) ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام".

١٧٧٥ - وقال الصادق عليه السلام لعلي بن عبدالعزيز: " ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال: بلى، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله عزوجل، ألا أخبرك بابواب الخير؟ الصوم جنة من النار "(٦) .

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٦٤ باسناده عن عبدالله بن طلحة عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله، ويدل على جواز النوم للصائم.

(٢) انما خص الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنه جازيه مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه. (الوافى).

(٣) فرحه عند الافطار لاشعاره بان المولى وفقه لغلبة هواه ولعدم تزلزله في اتيان ما كلف به ومجيئه مظفرا من تلك الجهاد، وله فرح آخر وهو عند لقاء جزاء عمله بما فرض الله له.

(٤) الخلوف بضم الخاء المعجمة قبل اللام، والفاء بعد الواو: رائحة الفم، أو الرائحة الكريهة.

(٥) المؤازرة: المعاونة، وقطع الدابر كناية عن الاستيصال، والوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. (الوافى)

(٦) أى وقاية وحسن من الوقوع في كل معصية توجب دخول النار. وقال في الوافى: لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما يصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة، كما أن الجنة تدفع عن صاحبها حر الحديد.

٧٥

١٧٧٦ - وقال عليه السلام " في قول الله عزوجل: " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال: يعني بالصبر الصوم ".

١٧٧٧ - وقال عليه السلام: " إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة(١) فليصم فإن الله عزوجل يقول: " واستعينوا بالصبر والصلاة "(٢) .

١٧٧٨ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربه تعالى ذكره أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه ".

١٧٧٩ - وقال الصادق عليه السلام: " أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب اجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ".

١٧٨٠ - وقال الصادق عليه السلام: " للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه عزوجل ".

١٧٨١ - وقال عليه السلام: " من صام لله عزوجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر، قال الله عزوجل: ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له ".

١٧٨٢ - وقال أبوالحسن الاول عليه السلام: " قيلوا(٣) فإن الله عزوجل يطعم الصائم ويسقيه في منامه ".

١٧٨٣ - وقال الصادق عليه السلام: " نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب ".

___________________________________

(١) في الكافى ج ٤ ص ٦٤ " بالرجل النازلة والشديدة الخ ".

(٢) في الكافى " يقول " استعينوا بالصبر " يعنى الصيام ".

(٣) من القيلولة وهى نوم الضحى، أمر من قال يقيل قيلولة بمعنى النوم قبل الظهر.

٧٦

باب وجوه الصوم

١٧٨٤ - روي عن الزهري أنه قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام يوما: " يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد، قال: ففيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم الاذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الاباحة، وصوم السفر والمرض، قلت: جعلت فداك فسرهن لي.

قال: فأما الواجب فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار قال الله عزوجل: " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا(١) ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا "، وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله(٢) إلى قوله تعالى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين "، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الاطعام(٣) قال الله عزوجل: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " فكل ذلك متتابع وليس بمتفرق، وصيام أذى حلق

___________________________________

(١) " ثم يعودون " أى يريدون الوطى ونقض قولهم، فعليهم الكفارة " من قبل أن يتماسا " أى يجامعا.

(٢) أى مدفوعة إلى أهل القتيل.

(٣) أى لم يجده مع اختيه من العتق والكسوة، وترك للظهور. (م ت)

٧٧

الرأس واجب قال عزوجل: " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "(١) فصاحبها فيها بالخيار فإن صام صام ثلاثا، وصوم دم المتعة(٢) واجب لمن لم يجد الهدي قال الله تعالى: " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة، وصوم جزاء الصيد واجب قال الله عزوجل: " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما " ثم قال: أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت: لا أدرى قال: يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما، وصوم النذر واجب(٣) ، وصوم الاعتكاف واجب(٤) .

وأما الصوم الحرام: فصوم يوم الفطر، ويوم الاضحى، وثلاثة أيام التشريق(٥) ، وصوم يوم الشك امرنا به ونهينا عنه، امرنا أن نصومه مع شعبان ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس(٦) ، فقلت له جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من

___________________________________

(١) جمع نسيكة وهى الذبيحة.

(٢) أى الهدى الواجب في حج التمتع بعد العجز عنه.

(٣) الظاهر أن المراد أعم منه ومن العهد واليمين وسيجئ اطلاقه في الاخبار عليهما ولو تجوزا. (م ت)

(٤) المراد به الوجوب الشرطى بمعنى عدم تحقق الاعتكاف بدون الصوم ولا يجب أن يكون الصوم للاعتكاف فلو كان عليه قضاء رمضان وصامه في اعتكافه صح والمراد وجوب اليوم الثالث والسادس والتاسع وهكذا كل ثالث بعد اعتكافه يومين. (م ت)

(٥) أى لمن كان بمنى، ولا خلاف في حرمة صوم أيام التشريق لمن كان بمنى ناسكا والمشهور التحريم لمن كان فيها وان لم يكن ناسكا.

(٦) الظاهر أن المراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن يصح عند الناس أنه منه. (المرآة)

٧٨

شعبان فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضره، فقلت له: وكيف يجزي صوم تطوع عن صوم فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا يعلم أنه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه، لان الفرض إنما وقع على اليوم بعينه(١) ، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام(٢) ، وصوم نذر المعصية حرام(٣) ، وصوم الدهر حرام(٤) .

___________________________________

(١) أى أن الفرض أنما وقع على اليوم بعينه سواء نواه بقصد الواجب أو المندوب أو لم يقصدهما كما أنه لو صام يوما من شهر رمضان ندبا لاجزأ عنه إذا كان جاهلا ولو كان نية التعيين شرطا لما أجزأ عنه، أو لان الفرض على اليوم بعينه ونية التعيين واجب مع العلم واما مع الجهل فلا لانه لا ريب أنه لو غفل عن نية التعيين في يوم بعينه ونواه ندبا أجزأ عن رمضان فكذا يوم الشك لانه لا يعلم أنه من رمضان فاذا نواه من شعبان فانكشف أنه كان من رمضان أجزأ عنه والمعتمد قوله عليه السلام لا استدلاله وهذه الاستدلالات كانت لاشكالات العامة. (م ت)

(٢) ذهب الشيخ رحمه الله في النهاية وأكثر الاصحاب إلى أن صوم الوصال هو أن ينوى صوم يوم وليلة إلى السحر، وذهب هو في الاقتصاد وابن ادريس إلى أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما، وانما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزء‌ا من الصوم أما لو أخره الصائم بغير نية فانه لا يحرم فيها، قطع به الاصحاب والاحتياط يقتضى اجتناب ذلك، واما صوم الصمت فهو أن ينوى الصوم ساكتا وقد أجمع الاصحاب على تحريمه. (المرآة)

(٣) هو أن يصوم بنذره على ترك الطاعة أو فعل المعصية شكرا أو عكسهما جزاء. (م ت)

(٤) حرمة صوم الدهر اما لاشتماله على الايام المحرمة ان كان المراد كل السنة، وان كان المراد ما سوى الايام المحرمة فلعله انما يحرم إذا صام على الاعتقاد أنه سنة مؤكدة فانه يقتضى الافتراء على الله تعالى: ويمكن حمله على الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضنون بين العامة قال المطرزى في المغرب: وفى الحديث انه عليه السلام " سئل عن صوم الدهر فقال: لا صام ولا أفطر " قيل انما دعا عليه لئلا يعتقد فريضته ولئلا يعجز فيترك الاخلاص أو لئلا يرد صيام السنة كلها فلا يفطر في الايام المنهى عنها انتهى، وقال الجزرى في النهاية في الحديث انه " سئل عمن يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر " أى لم يصم ولم يفطر كقوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى " وهو احباط لاجره على صومه حيث خالف السنة، وقيل: دعاء عليه كراهة لصنيعه. (المرآة)

٧٩

وأما الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار(١) فصوم يوم الجمعة، والخميس، والاثنين وصوم البيض(٢) ، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان(٣) ، وصوم يوم عرفة، ويوم عاشورا كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأما صوم الاذن فإن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها(٤) ، والعبد لا يصوم تطوعا إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا باذنهم ".

وأما صوم التأديب فإنه يؤمر الصبي إذا راهق(٥) بالصوم تأديبا وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم قوي بعد ذلك امر بالامساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله

___________________________________

(١) معنى كون صاحب الصوم بالخيار أن ليس شئ من الصوم تركه ممنوعا لكنه لابد من كون الفعل راجحا على الترك (مراد) وقال المولى المجلسى رحمه الله: أى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه أو لا يجب صومه.

(٢) هو اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لبياض الليالى فيها مع الايام، أو لابيضاض جسد آدم عليه السلام لصيامها.(م ت)

(٣) استحباب صيامها مشهور بين العامة وروى من طرقهم أن من صامها بعد شهر رمضان فكانما صام الدهر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ولو صامها بعد يومين أو ثلاثة بعد العيد فهو أفضل لما سيجئ.(م ت)

(٤) المشهور بين الاصحاب بل المتفق عليه بينهم أنه لا يجوز صوم المرأة ندبا مع نهى زوجها عنه والمشهور أيضا عدم الجواز مع عدم الاذن.(المرآة)

(٥) راهق الغلام مراهقة: قارب الاحتلام ولم يحتلم بعد (المصباح المنير) وفى المحكى عن الفاضل الاسترابادى أنه قال: اشتهر بين المتأخرين خلاف من غير فيصل وهو أن عبادات الصبى المميز تمرينية يعنى صورتها صورة الصلاة والصوم مثلا وليست بعبادة، أو عبادة فلو نوى النيابة عن الميت لبرئت ذمة الميت، وجعله عليه السلام صوم الصبى قسيما للصوم الذى صاحبه بالخيار فيه صريح في أن صوم الصبى ليس بعبادة ويؤيد ذلك أن نظائره مطلوبة وليست بصوم بل صورتها صورة الصوم.

٨٠

عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر(١) في كل موطن لقينا مع عدوه يقول: ( لا تقاتلوهم حتى يبدؤكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم ) الخبر.

٣٢ -( باب جملة من آداب الجهاد والقتال)

[١٢٤٧٣] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن ).

[١٢٤٧٤] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام : ( كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا لقي العدو عبأ الرجالة، وعبأ لخيل، وعبأ الإبل ).

[١٢٤٧٥] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف إلى القتال عبأ(١) الكتائب، وفرق بين القبائل، وقدم على كل قوم رجلا، وصف الصوف، وكردس الكراديس(٢) ، وزحف إلى القتال.

[١٢٤٧٦] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف جعل ميمنة وميسرة وقلبا يكون هو فيه، ويجعل لها روابط، ويقدم عليها رجالا، ويأمر الناس بخفض الأصوات والدعاء، واجتماع القلوب، وشهر(١) السيوف، وإظهار العدة،

__________________

(١) في المصدر: يأمرنا.

الباب ٣٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر ورد هذا الفعل بصيغة المضارع، وكذا الأفعال التي بعده.

(٢) كردس الخيل: جعلها كتيبة كتيبة، والكراديس: الكتائب ( لسان العرب ج ٦ ص ١٩٥ ).

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في نسخة: اشهار.

٨١

ولزوم كل قوم مكانهم، ورجوع كل من حمل إلى مصافه بعد الحملة.

[١٢٤٧٧] ٥ - وعنهعليه‌السلام أنه وصف القتال فقال: ( قدموا الرجالة الرماة فليرشقوا بالنبل، ولتتناوش الجنبتان، واجعلوا خيل الروابط المنتخبة ردء اللواء(١) ، ولا تنشزوا عن مراكزكم لفارس شد من العدو، ومن رأى فرصة من العدو فلينشز ولينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه، فإذا قضى حاجته عاد إليه، فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدمة، فإن تضعضع أدعمته(٢) شرطة الخميس، فإن تضعضعوا، حملت المنتخبة، ورشقت الرماة، وتقف الطلائع والمسالح(٣) في الأطراف والغياض(٤) والآكام(٥) ، ليتحفظ من المكامن، فإن ابتدأكم العدو بالحملة فأشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا، ولتنضح الرماة، وحركوا الرايات، وقعقعوا(٦) الحجف(٧) ، وليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن والدروع، فإن(٨) انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأول فالأول، ولا تحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدو، فإن لم يقم فادعوه(٩) شيئا شيئا والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم، فإذا استحقت الهزيمة، فاحملوا بجماعتكم على التعابي(١٠) غير متفرقين ولا

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر زيادة: والمقدمة.

(٢) في المصدر: فأدعموه.

(٣) في نسخة: المسايح.

(٤) الغيضة: مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، وجمعها غياض. ( لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢ ).

(٥) الأكمة: تل صغير، والجمع أكم ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٨ ).

(٦) القعقعة: حكاية أصوات السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة ( لسان العرب ج ٨ ص ٢٨٦ ).

(٧) الحجف: ضرب من الترسة، واحدتها حجفة، وقيل: هي من الجلود خاصة ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٩ ).

(٨) في نسخة: فإذا.

(٩) في المصدر: فادعموه، وفي نسخة: فارعوه.

(١٠) التعابي: جمع تعبية، وعبى الجيش، أصلحه وهيأه ( لسان العرب ج ١٥

٨٢

منقبضين(١١) ، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابي ).

[١٢٤٧٨] ٦ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: ( إن زحف العدو إليكم فصفوا على أبواب الخنادق، فليس هناك إلا السيوف، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف، ولا تنظروا في وجوههم ولا يهولنكم عددهم، وانظروا إلى أوطانكم من الأرض، فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب، واستتروا ( معا بالترسة )(١) صفا محكما لا خلل فيه، فإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسيوف، فإن ثبتوا فاثبتوا على التعابي، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم، ولا قوة إلا بالله، وإن كانت - وأعوذ بالله - فيكم هزيمة فتداعوا ( وكبروا وثقوا بالله وبما تواعد )(٢) به من فر من الزحف، وبكتوا من رأيتموه ولى، واجمعوا الألوية واعتقدوا، وليسرع المخفون في رد من انهزم من(٣) الجماعة، والى المعسكر فلينفر من فيه إليكم، فإذا اجتمع أطرافكم، وآبت امدادكم، وانصرف فلكم، فالحقوا الناس بقوادهم، واحكموا تعابيهم، وقاتلوا واستعينوا بالله واصبروا ).

[١٢٤٧٩] ٧ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن إبراهيم بن بنان الخثعمي، عن جعفر بن محمد(١) بن يحيى بن شمس(٢) ، عن علي بن أحمد بن الباهلي، عن ضرار بن الأزور، أن رجلا من الخوارج سأل ابن عباس عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأعرض عنه، ثم سأله

__________________

ص ٢٦ ).

(١١) في المصدر: منفضين.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٣.

(١) في المصدر: بالأترسة.

(٢) في المصدر: واذكروا الله وما توعد.

(٣) وفيه: إلى.

٧ - تفسير فرات ص ١٦٣.

(١) في المصدر: أحمد.

(٢) وفيه: متمس.

٨٣

فقال: ( لقد كان والله علي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، يشبه القمر الزاهر، والأسد الخادر - إلى أن قال - وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراجان، وهو يتوقف على شرذمة شرذمة، يحضهم ويحثهم، إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف من المسلمين، فقال: ( معاشر الناس استشعروا الخشية، وأميتوا الأصوات، وتجلببوا بالسكينة، وأكملوا اللامة، وقلقلوا السيوف في الغمد قبل السلة، والحظوا الخزر(٣) ، واطعنوا الشرز(٤) ، ونافحوا بالظبى(٥) ، وصلوا السيوف بالخطا، والرماح بالنبال، فإنكم بعين الله مع ابن عم نبيكم، عاودوا الكر واستحيوا ( من )(٦) الفر، فإنه عار باق في الأعقاب، ونار يوم الحساب، فطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن الحياة كشحا، وامشوا إلى الموت مشيا - إلى أن قال - ألا فسووا بين الركب، وعضوا على النواجذ، واضربوا القوانص(٧) بالصوارم، واشرعوا الرماح بالجوانح، وشدوا فإني شاد ما هم لا تبصرون(٨) ) الخبر.

ورواه في النهج(٩) من قوله: ( واستشعروا الخشية ) مع اختلاف يسير.

[١٢٤٨٠] ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمان، عن أبيه: أن عليا أمير المؤمنين حرض الناس فقال: ( إن الله عز وجل قد دلكم على تجارة تنجيكم من العذاب، وتشفي

__________________

(٣) الخزر: النظر من جانب العين، وهو علامة العضب ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٣٦ ).

(٤) الطعن الشرز: ما كان عن يمين وشمال ( لسان العرب ج ٤ ص ٤٠٤ ).

(٥) نافحوا بالظبى: أي قاتلوا بالسيوف، وأصله أن يقرب أحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه وهي ريحه ونفسه ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٢٣ ).

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) القوانص: جمع قانصة، قوانص الطير: حواصلها ( لسان العرب ج ٧ ص ٨٣ ).

(٨) ( حم لا ينصرون ) وهو استظهار من الشيخ النوري، وهو ملائم للسياق.

(٩) نهج البلاغة ج ١ ص ١١٠ ح ٦٣.

٨ - وقعة صفين ص ٢٣٥، وورد في شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٥ ص ١٨٧.

٨٤

بكم على الخير: إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب، ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر، فأخبركم بالذي يجب ( عليكم من ذلك )(١) فقال:( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) (٢) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، وقدموا الدراع، وأخروا الحاسر، وعضوا على الأضراس، فإنه أنبأ للسيوف عن الهام، وأربط للجأش، وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات، فإنه أطرد للفشل، وأولى بالوقار، والتووا في أطراف الرماح، فإنه أمور للأسنة، وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها، ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم، المانعي الذمار، والصبر عند نزول الحقائق، هم أهل الحفائظ الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها(٣) يضربون خلفها وأمامها، ولا تضيعوها، أجزأ كل امرء منكم(٤) - رحمكم الله - قرنه، وواسى أخاه بنفسه(٥) ، ولم يكل قرنه إلى أخيه، فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، فيكتسب بذلك لائمة، وتأتي به دناءة، وأنى لا يكون هذا هكذا، وهذا يقاتل اثنين، وهذا ممسك يده، قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه، وقائما ينظر إليه، من يفعل هذا يمقته الله، فلا تعرضوا لمقت الله، فإنّما مردكم إلى الله، قال الله لقوم عابهم(٦) :( لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا ) (٧) وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة،

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) الصف ٦١: ٤.

(٣) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: يكشفونها.

(٤) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه: ( كذا في نسختي، وفي شرح ابن أبي الحديد: وهلا أجزأ كل امرء الخ ) ( منه قده ). علما بأن ما في نسختنا من النهج مطابق للمتن.

(٥) ورد في هامش الحجرية ما نصه: ( رحم الله امرءا واسى أخاه، نسخة الارشاد ).

(٦) ليس في المصدر.

(٧) الأحزاب ٣٣: ١٦.

٨٥

فاستعينوا بالصدق والصبر، فإنه بعد الصبر ينزل النصر ).

ورواه المفيد في الارشاد: وفيه اختصار(٨) .

[١٢٤٨١] ٩ - وعن عمر بن سعد - وحدثني رجل عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر في كل موطن لقينا معه(١) عدوه يقول: ( لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤكم حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم، فلا تقتلوا مدبر، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة(٢) ، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم، فلا تهتكوا الستر، ولا تدخلوا دارا إلا بإذني، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة إلا بإذني، وإن شتمن اعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، لقد كنا وإنا نؤمر بالكف عنهن(٣) وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد، فيعير بها عقبه بعده ).

[١٢٤٨٢] ١٠ - نهج البلاغة: من كلامهعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية، لما أعطاه الراية يوم الجمل: ( تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه ).

[١٢٤٨٣] ١١ - وفيه: ومن كلامهعليه‌السلام قال لأصحابه في وقت الحرب: ( وأي امرئ منكم أحس من نفسه رباط جأش عند اللقاء، ورأي من أحد

__________________

(٨) الارشاد ص ١٤١.

٩ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( مع ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: ( عوراتكم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الطبعة الحجرية: ( منهن ) وما أثبتناه من المصدر.

١٠ - نهج البلاغة ج ١ ص ٣٩ ح ١٠.

١١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٣ ح ١١٩.

٨٦

إخوانه فشلا، فليذب عن أخيه بفضل نجدته التي فضل بها عليه، كما يذب عن نفسه، فلو شاء الله لجعله مثله ).

وفيه: ومنه: ( فقدموا الدراع ) إلى آخر ما مر برواية نصر بن مزاحم، مع اختلاف لا يقتضي التكرار(١) .

[١٢٤٨٤] ١٢ - وفيه: وكان يقول لأصحابهعليه‌السلام عند الحرب: ( لا تشتدن(١) عليكم فرة بعدها كرة، ولا جولة بعدها حملة، وأعطوا السيوف حقوقها، ووطنوا(٢) للجنوب مصارعها، وازمروا(٣) أنفسكم على الطعن الدعسي(٤) : والضرب الطلحفي(٥) ، وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل ).

[١٢٤٨٥] ١٣ - المفيد في الارشاد: من كلامهعليه‌السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين، بعد حمد الله والثناء عليه: ( عباد الله، اتقوا الله، وغضوا الابصار، واخفضوا الأصوات، وأقلوا الكلام، ووطئوا(١) أنفسكم على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمبالطة(٢) والمبالدة(٣) والمعانقة والمكادمة، واثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، اللهم ألهمهم الصبر

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٤ ح ١٢٠.

١٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧ ح ١٦.

(١) في الطبعة الحجرية: ( لا تشدن ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: ( ووطئوا ).

(٣) وفيه: ( واذمروا ).

(٤) الدعس: الطعن الشديد ( انظر لسان العرب ج ٦ ص ٨٢ ).

(٥) الطلحف: الضرب الشديد ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٢٣ ).

١٣ - الارشاد ص ١٤١.

(٢) المبالطة: المجالدة بالسيوف إذا تضاربوا بها على أرجلهم وليسوا ركبانا ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٢٦٥ ).

(٣) المبالدة: المقابلة بالسيوف والعصي على الأرض، لا ركبانا ( لسان العرب ج ٣ ص ٩٥ ).

٨٧

وانزل عليهم النصر وأعظم لهم الاجر ).

ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين(٤) : عن عمر بن سعد: عن إسماعيل بن يزيد، عن أبي صادق عن الحضرمي قال: سمعت علياعليه‌السلام حرض الناس في ثلاثة مواطن: في يوم الجمل، ويوم صفين، ويوم النهروان، فقال: ( عباد الله ) وذكر مثله.

٣٣ -( باب حكم ما يأخذه المشركون من أولاد المسلمين ومماليكهم وأموالهم، ثم يغنمه المسلمون)

[١٢٤٨٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( إذا سبيت دابة الرجل من المسلمين أو شئ من ماله، ثم ظفر به المسلمون بعد، فهو أحق به ما لم يبع ويقسم، فإن هو أدركها بعد ما ( انباع وتقسم )(١) فهو أحق بالثمن ).

[١٢٤٨٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ما أخذ المشركون من أموال المسلمين ثم ظهر عليهم ( وأخذ من )(١) أيديهم فأهله أحق به، ولا يخرج مال المسلم من يديه إلا ما تطيب به نفسه ).

__________________

(٤) كتاب صفين ص ٢٠٤.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ٨٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( ابتاع ويقسم ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٣.

(١) في المصدر: ووجد في.

٨٨

٣٤ -( باب تحريم التعرب بعد الهجرة، وسكنى المسلم دار الحرب ودخولها إلا لضرورة، وحكم قتل المسلم بها، وإن من ذهبت زوجته إلى الكفار فتزوج غيرها أعطي مهرها من بيت المال)

[١٢٤٨٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعث جيشا إلى خثعم، فلما غشوهم استعصموا بالسجود، فقتل بعضهم بعضا، فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: للورثة نصف العقل(١) بصلاتهم، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني برئ من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب ).

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٣) .

[١٢٤٨٩] ٢ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينزل دار الحرب إلا فاسق برئت منه الذمة ).

[١٢٤٩٠] ٣ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في

__________________

الباب ٣٤

١ - الجعفريات ص ٧٩.

(١) العقل: الدية ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٠ ).

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٣.

٢ - الجعفريات ص ٨٢.

٣ - الجعفريات ص ١١٣.

٨٩

حديث: ولا تعرب بعد الهجرة ) الخبر.

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٢٤٩١] ٤ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من الكبائر قتل المؤمن عمدا - إلى أن قال - والتعرب بعد الهجرة ).

٣٥ -( باب التسوية بين الناس في قسمة بيت المال والغنيمة)

[١٢٤٩٢] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، أنه أمر عمار بن ياسر وعبيد الله بن أبي رافع وأبا الهيثم بن التيهان، أن يقسموا مالا من الفئ بين المسلمين، وقال: ( اعدلوا بينهم ولا تفضلوا أحدا على أحد ) فحسبوا فوجدوا الذي يصيب كل رجل من المسلمين ثلاثة دنانير، فأتوا(١) الناس، فأقبل عليهم طلحة والزبير ومع كل واحد ابنه، فدفعوا إلى كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فقال طلحة والزبير: ليس هكذا كان يعطينا عمر، فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم؟ قالوا: هكذا أمرنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فمضيا إليهعليه‌السلام فوجداه في بعض أحواله(٢) ، قائما في الشمس على أجير له يعمل بين يديه، فقالا له: ترى أن ترتفع معنا إلى الظل، قال: ( نعم ) فقالا له: إنا أتينا إلى عمالك على قسمة هذا الفئ، فأعطونا كما أعطي سائر الناس، قال: ( فما تريدان؟ ) قالا: ليس كذلك كان يعطينا عمر قالعليه‌السلام : ( فما كان يعطيكما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ) فسكتا، فقالعليه‌السلام : ( أليس كان النبي

__________________

(١) نوادر الراوندي ص ٥١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٢ ح ١٤٠٨.

الباب ٣٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٤.

(١) في المصدر: فأعطوا.

(٢) وفيه: أمواله.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم بين المسلمين بالسوية؟(٣) ) قالا: نعم، قال: ( فسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بالاتباع عندكما، أم سنة عمر؟ ) قالا: سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن لنا يا أمير المؤمنين سابقة وعناء وقرابة، فإن رأيت أن لا تسوينا بالناس فافعل، قال: ( سابقتكما أسبق أم سابقتي؟ ) قالا: سابقتك، قال: ( فقرابتكما أقرب أم قرابتي؟ ) قالا: قرابتك، قال: ( فعناؤكما أعظم أم عنائي؟ ) قالا: بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناء، قال: ( فوالله ما أنا وأجيري هذا في المال إلا بمنزلة واحدة ) وأومأ بيده إلى الأجير الذي بين يديه الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب: مثله(٤) .

[١٢٤٩٣] ٢ - وعن كتاب ابن الحاشر: بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان - في خبر طويل - أنه قام سهل بن حنيف فأخذ بيد عبده فقال: يا أمير المؤمنين قد أعتقت هذا الغلام، فأعطاه ثلاثة دنانير مثل ما أعطى سهل بن حنيف.

[١٢٤٩٤] ٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي، عن علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي بن أبي السيف، عن أبي حباب، عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، مشوا إليه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية، طلبا لما في يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن يخاف خلافه عليك من الناس وفراره إلى معاوية، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور!؟ لا والله لا أفعل ما

__________________

(٣) في المصدر زيادة: من غير زيادة.

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ١١١.

٢ - كتاب ابن الحاشر:

٣ - أمالي المفيد ص ١٧٥ ح ٦.

٩١

طلعت شمس، ولاح في السماء نجم، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم! ) الخبر.

[١٢٤٩٥] ٤ - الديلمي في إرشاد القلوب: في خبر طويل، أنه كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام في أول خلافته إلى حذيفة بن اليمان بالمدائن وفيه: ( وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة، ولا تتجاوز ما تقدمت به إليك، ولا تدع منه شيئا، ولا تبتدع فيه أمرا، ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل ) الخبر.

[١٢٤٩٦] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن محرز بن هشام المرادي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبي قال: كان أشراف الكوفة غاشين لعليعليه‌السلام ، وكان هواهم مع معاوية، وذلك أن علياعليه‌السلام كان لا يعطي أحدا من الفئ أكثر من حقه، وكان معاوية بن أبي سفيان جعل الشرف في العطاء ألفي درهم.

[١٢٤٩٧] ٦ - وعن هارون بن عنترة، عن زاذان قال: انطلقت مع قنبر إلى عليعليه‌السلام ، فقال: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة، قال: ( فما هو؟ ) قال: قم معي، فقام فانطلق إلى بيته، فإذا باسنة(١) مملوة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تترك شيئا إلا قسمته، فادخرت هذا لك، قال عليعليه‌السلام : ( لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا؟! ) فسل سيفه فضربه فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه، ثم قال: ( أقسموه بالحصص ) ففعلوا، فجعل يقول:

( هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه ). إلى آخر الخبر.

[١٢٤٩٨] ٧ - وعن محمد بن عبد الله بن عثمان قال: حدثني علي بن سيف، عن

__________________

٤ - إرشاد القلوب ص ٣٢١.

٥ - الغارات ص ٤٤.

٦ - الغارات ص ٥٥.

(١) الباسنة: كساء مخيط يجعل فيه طعام ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢ ).

٧ - الغارات ص ٧٤.

٩٢

أبي حباب، عن ربيعة وعمارة: أن طائفة من أصحاب عليعليه‌السلام مشوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين، اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف خلافه من الناس وفراره، قال: وإنما قالوا له ذلك، للذي كان معاوية يصنع من أتاه، فقال لهم عليعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟ والله لا أفعل ما طلعت شمس، وما لاح في السماء نجم(١) ، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، كيف وإنما هي أموالهم!؟ ) الخبر.

[١٢٤٩٩] ٨ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال: روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري البزاز قراءة عليه قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرو(١) الطحان وهو الوراق قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى أن قال: ثم ترك التفضيل لنفسه وولده على أحد من الاسلام، دخلت عليه أم هانئ بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهما، فسألت أم هانئ مولاتها العجمية فقالت: كم دفع إليك أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقالت: عشرين درهما، فانصرفت متسخطة، فقال لها: ( انصرفي رحمك الله، ما وجدنا في كتاب الله فضلا لإسماعيل على إسحاق ).

[١٢٥٠٠] ٩ - وبعث إليهعليه‌السلام (١) من غوص ( البحرين مخنقة لا ندري

__________________

(١) في المصدر زيادة: والله.

٨ - الاختصاص ص ١٥١، وعته في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧.

(١) في المصدر والبحار: عمرويه.

٩ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: من البصرة.

٩٣

ما قيمته )(٢) فقالت له ابنته أم كلثوم: [ يا أمير المؤمنين ](٣) أتجمل به ويكون في عنقي، فقال: ( يا أبا رافع، ادخله في(٤) بيت المال، ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك ).

[١٢٥٠١] ١٠ - وقامعليه‌السلام خطيبا بالمدينة حين ولي فقال: ( يا معشر المهاجرين والأنصار، يا معشر قريش، اعلموا والله أني أرزؤكم من فيئكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب، أفتروني مانعا نفسي(١) ومعطيكم! ولأسوين بين الأسود والأحمر ) فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال: لتجعلني وأسود من سودان المدينة واحدا، فقال له: ( اجلس رحمك الله، أما كان ها هنا من يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى ).

[١٢٥٠٢] ١١ - ووليعليه‌السلام بيت مال المدينة عمار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان، فكتب العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكل من في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم [ سواء ](١) ، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال: كم يؤتى(٢) هذا؟ فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( كم أخذت؟ ) فقال: ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس، فقال: ( فأعطوا مولاه مثل ما أخذ، ثلاثة دنانير ) ثم ذكر قصة طلحة والزبير نحو ما مر.

[١٢٥٠٣] ١٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( وإذ أخذنا ميثاقكم

__________________

(٢) في المصدر: البحر بتحفة لا يدري ما قيمتها.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: إلى، ( منه قده ).

١٠ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: وولدي.

١١ - الاختصاص ص ١٥٢.

(١) ورد في هامش الحجرية ما لفظه: ( هناك سقط بعد كلمة العجم، كلمة سواء، أو ما يشبهها ) انتهى. وقد وردت في المصدر بين معقوفين، ونحن أثبتناه لمقتضى سياق الحديث.

(٢) في المصدر: يعطى.

١٢ - تفسير القمي ج ١ ص ٥١.

٩٤

لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) (١) الآية، فإنها نزلت في أبي ذر وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذررحمه‌الله إلى الربذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي، أريد أن أضم إليها مثلها ثم أري فيها رأيي، فقال أبو ذر: يا عثمان، أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم، فقال أبو ذر: أما تذكر إني أنا وأنت دخلنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشاء، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا، فقلنا له: بابائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا، وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( نعم كان [ قد بقي ](٢) عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي، وقد قسمتها اليوم فاسترحت ) الخبر.

ورواه الراوندي في قصص الأنبياء(٣) : بإسناده عن الصدوق، عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.

[١٢٥٠٤] ١٣ - ورام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: عن هلال بن سالم الجحدري قال: سمعت جدي، عن جده أو قال أخوه، قال: شهدت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد أتي بمال عند السماء، فقالوا: قد أمسينا(١)

__________________

(١) القرة ٢: ٨٤.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) قصص الأنبياء ص ٣١٨، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٣٢ ح ٤٢.

١٣ - مجموعة ورام ج ٢ ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

٩٥

فأخره إلى غد، فقال لهم: ( تضمنون لي أن أعيش إلى غد ) قالوا: وما ذاك بأيدينا، قال: ( فلا تؤخره حتى تقسموه ) فأتى بشمع فقسموا ذاك المال من ( غنائمهم )(٢) .

٣٦ -( باب كيفية قسمة الغنائم)

[١٢٥٠٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول في الغنيمة: ( يخرج منها الخمس ويقسم ما بقي بين من قاتل عليه وولى ذلك، وأما الفئ والأنفال فهو خالص لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ).

[١٢٥٠٦] ٢ - وعن ابن الطيار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( يخرج خمس الغنيمة، ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه ).

[١٢٥٠٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( الغنيمة يقسم على خمسة أخماس، فيقسم أربعة أخماس على من قاتل عليها، والخمس لنا أهل البيت في اليتيم منا والمسكين وابن السبيل، وليس فينا مسكين ولا ابن السبيل اليوم بنعمة الله، فالخمس لنا موفرا ونحن شركاء الناس فيما حضرناه في الأربعة الأخماس ).

[١٢٥٠٨] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( أربعة أخماس الغنيمة لمن قاتل عليها: للفارس سهمان، وللراجل سهم ).

[١٢٥٠٩] ٥ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن

__________________

(٢) وفيه: تحت ليلتهم.

الباب ٣٦

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦١ ح ٥١.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٢ ح ٥٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

٩٦

الاعراب، هل عليهم جهاد؟ قال: لا، إلا أن ينزل بالاسلام أمر - وأعوذ بالله - يحتاج فيه إليهم، وقال: وليس لهم من الفئ شئ ما لم يجاهدوا ).

[١٢٥١٠] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( ليس للعبيد من الغنيمة شئ، وإن حضر وقاتل عليها فرأى الامام أو من أقامه الامام أن يعطيه على بلائه إن كان منه، أعطاه من خرثى المتاع ما يراه ).

[١٢٥١١] ٧ - وعنهعليه‌السلام إنه قال: ( من مات في دار الحرب من المسلمين قبل أن يحرز الغنيمة فلا سهم له فيها، ومن مات بعد أن أحرزت فسهمه ميراث لورثته ).

[١٢٥١٢] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قسم في النفل، للفارس سهمين، وللراجل سهما.

[١٢٥١٣] ٩ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات قال: بعث أسامة بن زيد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : أن ابعث إلي بعطائي، فوالله لتعلم أنك إن كنت في فم الأسد لدخلت معك، فكتب إليه: ( إن هذا المال لمن جاهد عليه، ولكن هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت ).

٣٧ -( باب حكم عبيد أهل الشرك، وحكم الرسل والرهن)

[١٢٥١٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم يوم الطائف، أيما عبد خرج إلينا قبل مواليه فهو

__________________

٦ - ٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦١.

٩ - الغارات ص ٥٧٧.

الباب ٣٧

١ - الجعفريات ص ٨٠.

٩٧

حر، وأيما عبد خرج إلينا بعد مواليه فهو عبد ).

[١٢٥١٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب، فزعم أنه رسول إليكم، فإن عرف ذلك وجاء بما يدل عليه، فلا سبيل لكم عليه حتى يبلغ رسالته، ويرجع إلى أصحابه، وإن لم تجدوا على قوله دليلا فلا تقبلوا منه ).

٣٨ -( باب الأسير من المسلمين، هل له أن يتزوج في دار الحرب أم لا؟)

[١٢٥١٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يحل لمسلم أن يتزوج حربية في دار الحرب ).

٣٩ -( باب جواز قتال المحارب واللص والظالم، والدفاع عن النفس والمال وإن قل، وإن خاف القتل)

[١٢٥١٧] ١ - كتا ب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يقتل دون ماله، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل دون ماله قتل شهيدا، ولو كنت أنا لتركت له المال ولم أقاتله ).

[١٢٥١٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وفيه ( ولم أقاتل عليه، وإن أراد القتل لم يسع للمرء(١) المسلم إلا المدافعة عن نفسه، وما أصيب من اللص وعرف(٢) أهله رد عليهم، والجاسوس والعين إذا ظفر بها قتلا ) كذلك روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام .

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

الباب ٣٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٥٢.

الباب ٣٩

١ - الأصول الستة عشر ص ١٥٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

(١) في المصدر: المرء.

(٢) في المصدر: فعرفه.

٩٨

[١٢٥١٩] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ، بإسناده قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل ).

[١٢٥٢٠] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( ومن تخطى حريم قوم حل قتله ).

[١٢٥٢١] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شهر سيفه فدمه هدر ).

٤٠ -( باب قتل الدعاة إلى البدعة)

[١٢٥٢٢] ١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن، عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن مروان، عن زيد بن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال: ( لما حضر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة - إلى أن قال - ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للمسلمين وهم مجتمعون حوله: أيها الناس لا نبي بعدي، ولا سنة بعد سنتي، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ومن ابتعه فهم في النار ) الخبر.

٤١ -( باب شرائط الذمة)

[١٢٥٢٣] ١ - ابن شهرآشوب في المناقب: وكتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهدا لحي سلمان بكازرون: ( هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلى

__________________

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٥ - الجعفريات ص ٨٣.

الباب ٤٠

١ - أمالي المفيد ص ٥٣.

الباب ٤١

١ - المناقب ج ١ ص ١١١.

٩٩

الله عليه وآله )، سأله الفارسي سلمان وصية لأخيه(١) مهاد بن فروخ بن مهيار وأقاربه وأهل بيته وعقبه - إلى أن قال - وقد رفعت عنهم جز الناصية، والجزية، والخمس والعشر، وسائر المؤن، والكلف ) الخ قال: والكتاب إلى اليوم في أيديهم.

[١٢٥٢٤] ٢ - ووجدت العهد بتمامه في طومار عتيق، منقولا من نسخة الأصل: ( وقد رفعت عنهم جز الناصية، والزنارة(١) ، والجزية و(٢) الخمس والعشر، وسائر المؤن والكلف، وأيديهم طلقة على بيوت النيران وضياعها وأموالها، ولا يمنعون(٣) من اللباس الفاخرة والركوب وبناء الدور والاصطبل، وحمل الجنائز، واتخاذ ما يجدون في دينهم ومذاهبهم ) إلى آخره، وفى آخره: ( كتب علي بن أبي طالب، بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحضوره ).

[١٢٥٢٥] ٣ - دعائم الاسلام: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن إحداث(١) الكنائس في دار الاسلام.

[١٢٥٢٦] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لما قبل الجزية من أهل الذمة، لم يقبلها إلا على شروط افترضها(١) عليهم، منها أن لا يأكلوا الربا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه وذمة الله وذمة رسوله.

[١٢٥٢٧] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا

__________________

(١) في المصدر: بأخيه.

٢ - ...

(١) الزنارة: ما يشده الذمي على وسطه ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٣٠ ).

(٢) في الطبعة الحجرية ( إلى ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

(٣) وفيها ( ولا يمنعونها ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨١.

(١) في الطبعة الحجرية: ( عهد )، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧ ح ٨٦.

(١) في المصدر: اشترطها.

٥ - الجعفريات ص ٨٠.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399