مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١١

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 399

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 399
المشاهدات: 126501
تحميل: 4719


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126501 / تحميل: 4719
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر(١) في كل موطن لقينا مع عدوه يقول: ( لا تقاتلوهم حتى يبدؤكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم ) الخبر.

٣٢ -( باب جملة من آداب الجهاد والقتال)

[١٢٤٧٣] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن ).

[١٢٤٧٤] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام : ( كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا لقي العدو عبأ الرجالة، وعبأ لخيل، وعبأ الإبل ).

[١٢٤٧٥] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف إلى القتال عبأ(١) الكتائب، وفرق بين القبائل، وقدم على كل قوم رجلا، وصف الصوف، وكردس الكراديس(٢) ، وزحف إلى القتال.

[١٢٤٧٦] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه كان إذا زحف جعل ميمنة وميسرة وقلبا يكون هو فيه، ويجعل لها روابط، ويقدم عليها رجالا، ويأمر الناس بخفض الأصوات والدعاء، واجتماع القلوب، وشهر(١) السيوف، وإظهار العدة،

__________________

(١) في المصدر: يأمرنا.

الباب ٣٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر ورد هذا الفعل بصيغة المضارع، وكذا الأفعال التي بعده.

(٢) كردس الخيل: جعلها كتيبة كتيبة، والكراديس: الكتائب ( لسان العرب ج ٦ ص ١٩٥ ).

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في نسخة: اشهار.

٨١

ولزوم كل قوم مكانهم، ورجوع كل من حمل إلى مصافه بعد الحملة.

[١٢٤٧٧] ٥ - وعنهعليه‌السلام أنه وصف القتال فقال: ( قدموا الرجالة الرماة فليرشقوا بالنبل، ولتتناوش الجنبتان، واجعلوا خيل الروابط المنتخبة ردء اللواء(١) ، ولا تنشزوا عن مراكزكم لفارس شد من العدو، ومن رأى فرصة من العدو فلينشز ولينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه، فإذا قضى حاجته عاد إليه، فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدمة، فإن تضعضع أدعمته(٢) شرطة الخميس، فإن تضعضعوا، حملت المنتخبة، ورشقت الرماة، وتقف الطلائع والمسالح(٣) في الأطراف والغياض(٤) والآكام(٥) ، ليتحفظ من المكامن، فإن ابتدأكم العدو بالحملة فأشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا، ولتنضح الرماة، وحركوا الرايات، وقعقعوا(٦) الحجف(٧) ، وليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن والدروع، فإن(٨) انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأول فالأول، ولا تحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدو، فإن لم يقم فادعوه(٩) شيئا شيئا والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم، فإذا استحقت الهزيمة، فاحملوا بجماعتكم على التعابي(١٠) غير متفرقين ولا

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٢.

(١) في المصدر زيادة: والمقدمة.

(٢) في المصدر: فأدعموه.

(٣) في نسخة: المسايح.

(٤) الغيضة: مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، وجمعها غياض. ( لسان العرب ج ٧ ص ٢٠٢ ).

(٥) الأكمة: تل صغير، والجمع أكم ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٨ ).

(٦) القعقعة: حكاية أصوات السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة ( لسان العرب ج ٨ ص ٢٨٦ ).

(٧) الحجف: ضرب من الترسة، واحدتها حجفة، وقيل: هي من الجلود خاصة ( لسان العرب ج ٩ ص ٣٩ ).

(٨) في نسخة: فإذا.

(٩) في المصدر: فادعموه، وفي نسخة: فارعوه.

(١٠) التعابي: جمع تعبية، وعبى الجيش، أصلحه وهيأه ( لسان العرب ج ١٥

٨٢

منقبضين(١١) ، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابي ).

[١٢٤٧٨] ٦ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: ( إن زحف العدو إليكم فصفوا على أبواب الخنادق، فليس هناك إلا السيوف، ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف، ولا تنظروا في وجوههم ولا يهولنكم عددهم، وانظروا إلى أوطانكم من الأرض، فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب، واستتروا ( معا بالترسة )(١) صفا محكما لا خلل فيه، فإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسيوف، فإن ثبتوا فاثبتوا على التعابي، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم، ولا قوة إلا بالله، وإن كانت - وأعوذ بالله - فيكم هزيمة فتداعوا ( وكبروا وثقوا بالله وبما تواعد )(٢) به من فر من الزحف، وبكتوا من رأيتموه ولى، واجمعوا الألوية واعتقدوا، وليسرع المخفون في رد من انهزم من(٣) الجماعة، والى المعسكر فلينفر من فيه إليكم، فإذا اجتمع أطرافكم، وآبت امدادكم، وانصرف فلكم، فالحقوا الناس بقوادهم، واحكموا تعابيهم، وقاتلوا واستعينوا بالله واصبروا ).

[١٢٤٧٩] ٧ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن إبراهيم بن بنان الخثعمي، عن جعفر بن محمد(١) بن يحيى بن شمس(٢) ، عن علي بن أحمد بن الباهلي، عن ضرار بن الأزور، أن رجلا من الخوارج سأل ابن عباس عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأعرض عنه، ثم سأله

__________________

ص ٢٦ ).

(١١) في المصدر: منفضين.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٣.

(١) في المصدر: بالأترسة.

(٢) في المصدر: واذكروا الله وما توعد.

(٣) وفيه: إلى.

٧ - تفسير فرات ص ١٦٣.

(١) في المصدر: أحمد.

(٢) وفيه: متمس.

٨٣

فقال: ( لقد كان والله علي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، يشبه القمر الزاهر، والأسد الخادر - إلى أن قال - وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراجان، وهو يتوقف على شرذمة شرذمة، يحضهم ويحثهم، إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف من المسلمين، فقال: ( معاشر الناس استشعروا الخشية، وأميتوا الأصوات، وتجلببوا بالسكينة، وأكملوا اللامة، وقلقلوا السيوف في الغمد قبل السلة، والحظوا الخزر(٣) ، واطعنوا الشرز(٤) ، ونافحوا بالظبى(٥) ، وصلوا السيوف بالخطا، والرماح بالنبال، فإنكم بعين الله مع ابن عم نبيكم، عاودوا الكر واستحيوا ( من )(٦) الفر، فإنه عار باق في الأعقاب، ونار يوم الحساب، فطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن الحياة كشحا، وامشوا إلى الموت مشيا - إلى أن قال - ألا فسووا بين الركب، وعضوا على النواجذ، واضربوا القوانص(٧) بالصوارم، واشرعوا الرماح بالجوانح، وشدوا فإني شاد ما هم لا تبصرون(٨) ) الخبر.

ورواه في النهج(٩) من قوله: ( واستشعروا الخشية ) مع اختلاف يسير.

[١٢٤٨٠] ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمان، عن أبيه: أن عليا أمير المؤمنين حرض الناس فقال: ( إن الله عز وجل قد دلكم على تجارة تنجيكم من العذاب، وتشفي

__________________

(٣) الخزر: النظر من جانب العين، وهو علامة العضب ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٣٦ ).

(٤) الطعن الشرز: ما كان عن يمين وشمال ( لسان العرب ج ٤ ص ٤٠٤ ).

(٥) نافحوا بالظبى: أي قاتلوا بالسيوف، وأصله أن يقرب أحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه وهي ريحه ونفسه ( لسان العرب ج ٢ ص ٦٢٣ ).

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) القوانص: جمع قانصة، قوانص الطير: حواصلها ( لسان العرب ج ٧ ص ٨٣ ).

(٨) ( حم لا ينصرون ) وهو استظهار من الشيخ النوري، وهو ملائم للسياق.

(٩) نهج البلاغة ج ١ ص ١١٠ ح ٦٣.

٨ - وقعة صفين ص ٢٣٥، وورد في شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٥ ص ١٨٧.

٨٤

بكم على الخير: إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب، ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر، فأخبركم بالذي يجب ( عليكم من ذلك )(١) فقال:( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) (٢) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، وقدموا الدراع، وأخروا الحاسر، وعضوا على الأضراس، فإنه أنبأ للسيوف عن الهام، وأربط للجأش، وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات، فإنه أطرد للفشل، وأولى بالوقار، والتووا في أطراف الرماح، فإنه أمور للأسنة، وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها، ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم، المانعي الذمار، والصبر عند نزول الحقائق، هم أهل الحفائظ الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها(٣) يضربون خلفها وأمامها، ولا تضيعوها، أجزأ كل امرء منكم(٤) - رحمكم الله - قرنه، وواسى أخاه بنفسه(٥) ، ولم يكل قرنه إلى أخيه، فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، فيكتسب بذلك لائمة، وتأتي به دناءة، وأنى لا يكون هذا هكذا، وهذا يقاتل اثنين، وهذا ممسك يده، قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه، وقائما ينظر إليه، من يفعل هذا يمقته الله، فلا تعرضوا لمقت الله، فإنّما مردكم إلى الله، قال الله لقوم عابهم(٦) :( لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا ) (٧) وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة،

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) الصف ٦١: ٤.

(٣) أثبتناه من المصدر، وفي الطبعة الحجرية: يكشفونها.

(٤) جاء في هامش النسخة الحجرية ما نصه: ( كذا في نسختي، وفي شرح ابن أبي الحديد: وهلا أجزأ كل امرء الخ ) ( منه قده ). علما بأن ما في نسختنا من النهج مطابق للمتن.

(٥) ورد في هامش الحجرية ما نصه: ( رحم الله امرءا واسى أخاه، نسخة الارشاد ).

(٦) ليس في المصدر.

(٧) الأحزاب ٣٣: ١٦.

٨٥

فاستعينوا بالصدق والصبر، فإنه بعد الصبر ينزل النصر ).

ورواه المفيد في الارشاد: وفيه اختصار(٨) .

[١٢٤٨١] ٩ - وعن عمر بن سعد - وحدثني رجل عن عبد الله بن جندب، عن أبيه: أن علياعليه‌السلام كان يأمر في كل موطن لقينا معه(١) عدوه يقول: ( لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤكم حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم، فلا تقتلوا مدبر، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة(٢) ، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم، فلا تهتكوا الستر، ولا تدخلوا دارا إلا بإذني، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة إلا بإذني، وإن شتمن اعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، لقد كنا وإنا نؤمر بالكف عنهن(٣) وإنهن لمشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد، فيعير بها عقبه بعده ).

[١٢٤٨٢] ١٠ - نهج البلاغة: من كلامهعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية، لما أعطاه الراية يوم الجمل: ( تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه ).

[١٢٤٨٣] ١١ - وفيه: ومن كلامهعليه‌السلام قال لأصحابه في وقت الحرب: ( وأي امرئ منكم أحس من نفسه رباط جأش عند اللقاء، ورأي من أحد

__________________

(٨) الارشاد ص ١٤١.

٩ - كتاب صفين ص ٢٠٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( مع ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: ( عوراتكم ) وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الطبعة الحجرية: ( منهن ) وما أثبتناه من المصدر.

١٠ - نهج البلاغة ج ١ ص ٣٩ ح ١٠.

١١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٣ ح ١١٩.

٨٦

إخوانه فشلا، فليذب عن أخيه بفضل نجدته التي فضل بها عليه، كما يذب عن نفسه، فلو شاء الله لجعله مثله ).

وفيه: ومنه: ( فقدموا الدراع ) إلى آخر ما مر برواية نصر بن مزاحم، مع اختلاف لا يقتضي التكرار(١) .

[١٢٤٨٤] ١٢ - وفيه: وكان يقول لأصحابهعليه‌السلام عند الحرب: ( لا تشتدن(١) عليكم فرة بعدها كرة، ولا جولة بعدها حملة، وأعطوا السيوف حقوقها، ووطنوا(٢) للجنوب مصارعها، وازمروا(٣) أنفسكم على الطعن الدعسي(٤) : والضرب الطلحفي(٥) ، وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل ).

[١٢٤٨٥] ١٣ - المفيد في الارشاد: من كلامهعليه‌السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين، بعد حمد الله والثناء عليه: ( عباد الله، اتقوا الله، وغضوا الابصار، واخفضوا الأصوات، وأقلوا الكلام، ووطئوا(١) أنفسكم على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمبالطة(٢) والمبالدة(٣) والمعانقة والمكادمة، واثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، اللهم ألهمهم الصبر

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٤ ح ١٢٠.

١٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧ ح ١٦.

(١) في الطبعة الحجرية: ( لا تشدن ) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: ( ووطئوا ).

(٣) وفيه: ( واذمروا ).

(٤) الدعس: الطعن الشديد ( انظر لسان العرب ج ٦ ص ٨٢ ).

(٥) الطلحف: الضرب الشديد ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٢٣ ).

١٣ - الارشاد ص ١٤١.

(٢) المبالطة: المجالدة بالسيوف إذا تضاربوا بها على أرجلهم وليسوا ركبانا ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٢٦٥ ).

(٣) المبالدة: المقابلة بالسيوف والعصي على الأرض، لا ركبانا ( لسان العرب ج ٣ ص ٩٥ ).

٨٧

وانزل عليهم النصر وأعظم لهم الاجر ).

ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين(٤) : عن عمر بن سعد: عن إسماعيل بن يزيد، عن أبي صادق عن الحضرمي قال: سمعت علياعليه‌السلام حرض الناس في ثلاثة مواطن: في يوم الجمل، ويوم صفين، ويوم النهروان، فقال: ( عباد الله ) وذكر مثله.

٣٣ -( باب حكم ما يأخذه المشركون من أولاد المسلمين ومماليكهم وأموالهم، ثم يغنمه المسلمون)

[١٢٤٨٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: ( إذا سبيت دابة الرجل من المسلمين أو شئ من ماله، ثم ظفر به المسلمون بعد، فهو أحق به ما لم يبع ويقسم، فإن هو أدركها بعد ما ( انباع وتقسم )(١) فهو أحق بالثمن ).

[١٢٤٨٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( ما أخذ المشركون من أموال المسلمين ثم ظهر عليهم ( وأخذ من )(١) أيديهم فأهله أحق به، ولا يخرج مال المسلم من يديه إلا ما تطيب به نفسه ).

__________________

(٤) كتاب صفين ص ٢٠٤.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ٨٣.

(١) في الطبعة الحجرية: ( ابتاع ويقسم ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٣.

(١) في المصدر: ووجد في.

٨٨

٣٤ -( باب تحريم التعرب بعد الهجرة، وسكنى المسلم دار الحرب ودخولها إلا لضرورة، وحكم قتل المسلم بها، وإن من ذهبت زوجته إلى الكفار فتزوج غيرها أعطي مهرها من بيت المال)

[١٢٤٨٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعث جيشا إلى خثعم، فلما غشوهم استعصموا بالسجود، فقتل بعضهم بعضا، فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: للورثة نصف العقل(١) بصلاتهم، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني برئ من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب ).

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٢) .

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٣) .

[١٢٤٨٩] ٢ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينزل دار الحرب إلا فاسق برئت منه الذمة ).

[١٢٤٩٠] ٣ - وبهذا الاسناد قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في

__________________

الباب ٣٤

١ - الجعفريات ص ٧٩.

(١) العقل: الدية ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٠ ).

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

(٣) نوادر الراوندي ص ٢٣.

٢ - الجعفريات ص ٨٢.

٣ - الجعفريات ص ١١٣.

٨٩

حديث: ولا تعرب بعد الهجرة ) الخبر.

ورواه السيد فضل الله في نوادره: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٢٤٩١] ٤ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( من الكبائر قتل المؤمن عمدا - إلى أن قال - والتعرب بعد الهجرة ).

٣٥ -( باب التسوية بين الناس في قسمة بيت المال والغنيمة)

[١٢٤٩٢] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، أنه أمر عمار بن ياسر وعبيد الله بن أبي رافع وأبا الهيثم بن التيهان، أن يقسموا مالا من الفئ بين المسلمين، وقال: ( اعدلوا بينهم ولا تفضلوا أحدا على أحد ) فحسبوا فوجدوا الذي يصيب كل رجل من المسلمين ثلاثة دنانير، فأتوا(١) الناس، فأقبل عليهم طلحة والزبير ومع كل واحد ابنه، فدفعوا إلى كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فقال طلحة والزبير: ليس هكذا كان يعطينا عمر، فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم؟ قالوا: هكذا أمرنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فمضيا إليهعليه‌السلام فوجداه في بعض أحواله(٢) ، قائما في الشمس على أجير له يعمل بين يديه، فقالا له: ترى أن ترتفع معنا إلى الظل، قال: ( نعم ) فقالا له: إنا أتينا إلى عمالك على قسمة هذا الفئ، فأعطونا كما أعطي سائر الناس، قال: ( فما تريدان؟ ) قالا: ليس كذلك كان يعطينا عمر قالعليه‌السلام : ( فما كان يعطيكما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ) فسكتا، فقالعليه‌السلام : ( أليس كان النبي

__________________

(١) نوادر الراوندي ص ٥١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٢ ح ١٤٠٨.

الباب ٣٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٤.

(١) في المصدر: فأعطوا.

(٢) وفيه: أمواله.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم بين المسلمين بالسوية؟(٣) ) قالا: نعم، قال: ( فسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بالاتباع عندكما، أم سنة عمر؟ ) قالا: سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن لنا يا أمير المؤمنين سابقة وعناء وقرابة، فإن رأيت أن لا تسوينا بالناس فافعل، قال: ( سابقتكما أسبق أم سابقتي؟ ) قالا: سابقتك، قال: ( فقرابتكما أقرب أم قرابتي؟ ) قالا: قرابتك، قال: ( فعناؤكما أعظم أم عنائي؟ ) قالا: بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناء، قال: ( فوالله ما أنا وأجيري هذا في المال إلا بمنزلة واحدة ) وأومأ بيده إلى الأجير الذي بين يديه الخبر.

ابن شهرآشوب في المناقب: مثله(٤) .

[١٢٤٩٣] ٢ - وعن كتاب ابن الحاشر: بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان - في خبر طويل - أنه قام سهل بن حنيف فأخذ بيد عبده فقال: يا أمير المؤمنين قد أعتقت هذا الغلام، فأعطاه ثلاثة دنانير مثل ما أعطى سهل بن حنيف.

[١٢٤٩٤] ٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي، عن علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي بن أبي السيف، عن أبي حباب، عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، مشوا إليه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية، طلبا لما في يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن يخاف خلافه عليك من الناس وفراره إلى معاوية، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور!؟ لا والله لا أفعل ما

__________________

(٣) في المصدر زيادة: من غير زيادة.

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ١١١.

٢ - كتاب ابن الحاشر:

٣ - أمالي المفيد ص ١٧٥ ح ٦.

٩١

طلعت شمس، ولاح في السماء نجم، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم! ) الخبر.

[١٢٤٩٥] ٤ - الديلمي في إرشاد القلوب: في خبر طويل، أنه كتب أمير المؤمنينعليه‌السلام في أول خلافته إلى حذيفة بن اليمان بالمدائن وفيه: ( وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة، ولا تتجاوز ما تقدمت به إليك، ولا تدع منه شيئا، ولا تبتدع فيه أمرا، ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل ) الخبر.

[١٢٤٩٦] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن محرز بن هشام المرادي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبي قال: كان أشراف الكوفة غاشين لعليعليه‌السلام ، وكان هواهم مع معاوية، وذلك أن علياعليه‌السلام كان لا يعطي أحدا من الفئ أكثر من حقه، وكان معاوية بن أبي سفيان جعل الشرف في العطاء ألفي درهم.

[١٢٤٩٧] ٦ - وعن هارون بن عنترة، عن زاذان قال: انطلقت مع قنبر إلى عليعليه‌السلام ، فقال: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة، قال: ( فما هو؟ ) قال: قم معي، فقام فانطلق إلى بيته، فإذا باسنة(١) مملوة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تترك شيئا إلا قسمته، فادخرت هذا لك، قال عليعليه‌السلام : ( لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا؟! ) فسل سيفه فضربه فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه، ثم قال: ( أقسموه بالحصص ) ففعلوا، فجعل يقول:

( هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه ). إلى آخر الخبر.

[١٢٤٩٨] ٧ - وعن محمد بن عبد الله بن عثمان قال: حدثني علي بن سيف، عن

__________________

٤ - إرشاد القلوب ص ٣٢١.

٥ - الغارات ص ٤٤.

٦ - الغارات ص ٥٥.

(١) الباسنة: كساء مخيط يجعل فيه طعام ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٢ ).

٧ - الغارات ص ٧٤.

٩٢

أبي حباب، عن ربيعة وعمارة: أن طائفة من أصحاب عليعليه‌السلام مشوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين، اعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف خلافه من الناس وفراره، قال: وإنما قالوا له ذلك، للذي كان معاوية يصنع من أتاه، فقال لهم عليعليه‌السلام : ( أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟ والله لا أفعل ما طلعت شمس، وما لاح في السماء نجم(١) ، لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، كيف وإنما هي أموالهم!؟ ) الخبر.

[١٢٤٩٩] ٨ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال: روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري البزاز قراءة عليه قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرو(١) الطحان وهو الوراق قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى أن قال: ثم ترك التفضيل لنفسه وولده على أحد من الاسلام، دخلت عليه أم هانئ بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهما، فسألت أم هانئ مولاتها العجمية فقالت: كم دفع إليك أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقالت: عشرين درهما، فانصرفت متسخطة، فقال لها: ( انصرفي رحمك الله، ما وجدنا في كتاب الله فضلا لإسماعيل على إسحاق ).

[١٢٥٠٠] ٩ - وبعث إليهعليه‌السلام (١) من غوص ( البحرين مخنقة لا ندري

__________________

(١) في المصدر زيادة: والله.

٨ - الاختصاص ص ١٥١، وعته في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧.

(١) في المصدر والبحار: عمرويه.

٩ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: من البصرة.

٩٣

ما قيمته )(٢) فقالت له ابنته أم كلثوم: [ يا أمير المؤمنين ](٣) أتجمل به ويكون في عنقي، فقال: ( يا أبا رافع، ادخله في(٤) بيت المال، ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك ).

[١٢٥٠١] ١٠ - وقامعليه‌السلام خطيبا بالمدينة حين ولي فقال: ( يا معشر المهاجرين والأنصار، يا معشر قريش، اعلموا والله أني أرزؤكم من فيئكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب، أفتروني مانعا نفسي(١) ومعطيكم! ولأسوين بين الأسود والأحمر ) فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال: لتجعلني وأسود من سودان المدينة واحدا، فقال له: ( اجلس رحمك الله، أما كان ها هنا من يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى ).

[١٢٥٠٢] ١١ - ووليعليه‌السلام بيت مال المدينة عمار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان، فكتب العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكل من في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم [ سواء ](١) ، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال: كم يؤتى(٢) هذا؟ فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( كم أخذت؟ ) فقال: ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس، فقال: ( فأعطوا مولاه مثل ما أخذ، ثلاثة دنانير ) ثم ذكر قصة طلحة والزبير نحو ما مر.

[١٢٥٠٣] ١٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( وإذ أخذنا ميثاقكم

__________________

(٢) في المصدر: البحر بتحفة لا يدري ما قيمتها.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: إلى، ( منه قده ).

١٠ - الاختصاص ص ١٥١.

(١) في المصدر زيادة: وولدي.

١١ - الاختصاص ص ١٥٢.

(١) ورد في هامش الحجرية ما لفظه: ( هناك سقط بعد كلمة العجم، كلمة سواء، أو ما يشبهها ) انتهى. وقد وردت في المصدر بين معقوفين، ونحن أثبتناه لمقتضى سياق الحديث.

(٢) في المصدر: يعطى.

١٢ - تفسير القمي ج ١ ص ٥١.

٩٤

لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) (١) الآية، فإنها نزلت في أبي ذر وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذررحمه‌الله إلى الربذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي، أريد أن أضم إليها مثلها ثم أري فيها رأيي، فقال أبو ذر: يا عثمان، أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم، فقال أبو ذر: أما تذكر إني أنا وأنت دخلنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشاء، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا، فقلنا له: بابائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا، وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( نعم كان [ قد بقي ](٢) عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي، وقد قسمتها اليوم فاسترحت ) الخبر.

ورواه الراوندي في قصص الأنبياء(٣) : بإسناده عن الصدوق، عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.

[١٢٥٠٤] ١٣ - ورام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر: عن هلال بن سالم الجحدري قال: سمعت جدي، عن جده أو قال أخوه، قال: شهدت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد أتي بمال عند السماء، فقالوا: قد أمسينا(١)

__________________

(١) القرة ٢: ٨٤.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) قصص الأنبياء ص ٣١٨، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٣٢ ح ٤٢.

١٣ - مجموعة ورام ج ٢ ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

٩٥

فأخره إلى غد، فقال لهم: ( تضمنون لي أن أعيش إلى غد ) قالوا: وما ذاك بأيدينا، قال: ( فلا تؤخره حتى تقسموه ) فأتى بشمع فقسموا ذاك المال من ( غنائمهم )(٢) .

٣٦ -( باب كيفية قسمة الغنائم)

[١٢٥٠٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول في الغنيمة: ( يخرج منها الخمس ويقسم ما بقي بين من قاتل عليه وولى ذلك، وأما الفئ والأنفال فهو خالص لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ).

[١٢٥٠٦] ٢ - وعن ابن الطيار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ( يخرج خمس الغنيمة، ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه ).

[١٢٥٠٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: ( الغنيمة يقسم على خمسة أخماس، فيقسم أربعة أخماس على من قاتل عليها، والخمس لنا أهل البيت في اليتيم منا والمسكين وابن السبيل، وليس فينا مسكين ولا ابن السبيل اليوم بنعمة الله، فالخمس لنا موفرا ونحن شركاء الناس فيما حضرناه في الأربعة الأخماس ).

[١٢٥٠٨] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: ( أربعة أخماس الغنيمة لمن قاتل عليها: للفارس سهمان، وللراجل سهم ).

[١٢٥٠٩] ٥ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن

__________________

(٢) وفيه: تحت ليلتهم.

الباب ٣٦

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦١ ح ٥١.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٦٢ ح ٥٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

٩٦

الاعراب، هل عليهم جهاد؟ قال: لا، إلا أن ينزل بالاسلام أمر - وأعوذ بالله - يحتاج فيه إليهم، وقال: وليس لهم من الفئ شئ ما لم يجاهدوا ).

[١٢٥١٠] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( ليس للعبيد من الغنيمة شئ، وإن حضر وقاتل عليها فرأى الامام أو من أقامه الامام أن يعطيه على بلائه إن كان منه، أعطاه من خرثى المتاع ما يراه ).

[١٢٥١١] ٧ - وعنهعليه‌السلام إنه قال: ( من مات في دار الحرب من المسلمين قبل أن يحرز الغنيمة فلا سهم له فيها، ومن مات بعد أن أحرزت فسهمه ميراث لورثته ).

[١٢٥١٢] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قسم في النفل، للفارس سهمين، وللراجل سهما.

[١٢٥١٣] ٩ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات قال: بعث أسامة بن زيد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : أن ابعث إلي بعطائي، فوالله لتعلم أنك إن كنت في فم الأسد لدخلت معك، فكتب إليه: ( إن هذا المال لمن جاهد عليه، ولكن هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت ).

٣٧ -( باب حكم عبيد أهل الشرك، وحكم الرسل والرهن)

[١٢٥١٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : ( أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم يوم الطائف، أيما عبد خرج إلينا قبل مواليه فهو

__________________

٦ - ٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦١.

٩ - الغارات ص ٥٧٧.

الباب ٣٧

١ - الجعفريات ص ٨٠.

٩٧

حر، وأيما عبد خرج إلينا بعد مواليه فهو عبد ).

[١٢٥١٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: ( إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب، فزعم أنه رسول إليكم، فإن عرف ذلك وجاء بما يدل عليه، فلا سبيل لكم عليه حتى يبلغ رسالته، ويرجع إلى أصحابه، وإن لم تجدوا على قوله دليلا فلا تقبلوا منه ).

٣٨ -( باب الأسير من المسلمين، هل له أن يتزوج في دار الحرب أم لا؟)

[١٢٥١٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ( لا يحل لمسلم أن يتزوج حربية في دار الحرب ).

٣٩ -( باب جواز قتال المحارب واللص والظالم، والدفاع عن النفس والمال وإن قل، وإن خاف القتل)

[١٢٥١٧] ١ - كتا ب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يقتل دون ماله، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل دون ماله قتل شهيدا، ولو كنت أنا لتركت له المال ولم أقاتله ).

[١٢٥١٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وفيه ( ولم أقاتل عليه، وإن أراد القتل لم يسع للمرء(١) المسلم إلا المدافعة عن نفسه، وما أصيب من اللص وعرف(٢) أهله رد عليهم، والجاسوس والعين إذا ظفر بها قتلا ) كذلك روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام .

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٧٦.

الباب ٣٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٥٢.

الباب ٣٩

١ - الأصول الستة عشر ص ١٥٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

(١) في المصدر: المرء.

(٢) في المصدر: فعرفه.

٩٨

[١٢٥١٩] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ، بإسناده قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل ).

[١٢٥٢٠] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : ( ومن تخطى حريم قوم حل قتله ).

[١٢٥٢١] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شهر سيفه فدمه هدر ).

٤٠ -( باب قتل الدعاة إلى البدعة)

[١٢٥٢٢] ١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن، عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن مروان، عن زيد بن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال: ( لما حضر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة - إلى أن قال - ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للمسلمين وهم مجتمعون حوله: أيها الناس لا نبي بعدي، ولا سنة بعد سنتي، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ومن ابتعه فهم في النار ) الخبر.

٤١ -( باب شرائط الذمة)

[١٢٥٢٣] ١ - ابن شهرآشوب في المناقب: وكتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهدا لحي سلمان بكازرون: ( هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلى

__________________

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٥ - الجعفريات ص ٨٣.

الباب ٤٠

١ - أمالي المفيد ص ٥٣.

الباب ٤١

١ - المناقب ج ١ ص ١١١.

٩٩

الله عليه وآله )، سأله الفارسي سلمان وصية لأخيه(١) مهاد بن فروخ بن مهيار وأقاربه وأهل بيته وعقبه - إلى أن قال - وقد رفعت عنهم جز الناصية، والجزية، والخمس والعشر، وسائر المؤن، والكلف ) الخ قال: والكتاب إلى اليوم في أيديهم.

[١٢٥٢٤] ٢ - ووجدت العهد بتمامه في طومار عتيق، منقولا من نسخة الأصل: ( وقد رفعت عنهم جز الناصية، والزنارة(١) ، والجزية و(٢) الخمس والعشر، وسائر المؤن والكلف، وأيديهم طلقة على بيوت النيران وضياعها وأموالها، ولا يمنعون(٣) من اللباس الفاخرة والركوب وبناء الدور والاصطبل، وحمل الجنائز، واتخاذ ما يجدون في دينهم ومذاهبهم ) إلى آخره، وفى آخره: ( كتب علي بن أبي طالب، بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحضوره ).

[١٢٥٢٥] ٣ - دعائم الاسلام: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن إحداث(١) الكنائس في دار الاسلام.

[١٢٥٢٦] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لما قبل الجزية من أهل الذمة، لم يقبلها إلا على شروط افترضها(١) عليهم، منها أن لا يأكلوا الربا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه وذمة الله وذمة رسوله.

[١٢٥٢٧] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا

__________________

(١) في المصدر: بأخيه.

٢ - ...

(١) الزنارة: ما يشده الذمي على وسطه ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٣٠ ).

(٢) في الطبعة الحجرية ( إلى ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

(٣) وفيها ( ولا يمنعونها ) والظاهر ما أثبتناه هو الصواب.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٨١.

(١) في الطبعة الحجرية: ( عهد )، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧ ح ٨٦.

(١) في المصدر: اشترطها.

٥ - الجعفريات ص ٨٠.

١٠٠