في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)

في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)15%

في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: شارع معلّم
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 390

في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 390 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57395 / تحميل: 9213
الحجم الحجم الحجم
في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)

في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: شارع معلّم
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وعلى نقيضه كان خصومه الأُمويّون (الذين جربّوا مبدأ سبق لأرسطو أن قرّره في سياساته، يسمح بتضليل الجمهور للحصول على دعمه للملك) (١) .

لكن هادي العلوي وهو ينقل هذه المُقارنة يميل إلى ترجيح السياسة الأُمويّة في تضليل الجمهور التي قادتهم إلى السلطة!

وقد وقع بذلك في قلب التناقض حين فاته أنّ مِثل هذا النصر الذي حقّقه الأُمويون بتضليل الجمهور إنّما هو نصر لهم وليس للأُمّة، فلقد وقعت الأُمّة في شراكهم فيما تربّعوا هُم على عرش المُلك.

وكم من حادثة وحادثة تُثبت ذلك في تاريخنا المُعاصر، (وكم كانت شؤون العالم وأحوال البشر ستكون أفضل لو أنّنا التزمنا بشيء أكثر قليلاً من الأمانة والنزاهة والاستقامة والعقلائيّة، أو لو حاولنا بالفكر المنهجي الواعي المُنظّم الثاقب أن نتقدّم بخطوات قليلة معدودة على الوقائع والأحداث والتطوّرات، وأن نُدرك مسبقاً الأخطار والأضرار التي ستنجم عن السكوت على الشرّ والجور والغدر، والتورط في الظلم والخداع والتضليل...، ولو نظرنا إلى العالم الآن بعقول واعية وعيون مفتحة، فسندرك تماماً أنّه محكوم بشريعة الغاب إلى حدّ كبير، وربما سيبقى كذلك إلى وقت طويل قادم في المستقبل المنظور أو المجهول.

تلك هي الحقيقة الموضوعيّة الصارمة القاسية المريرة، ولا مناص للإنسان العاقل الحكيم من معرفتها ومواجهتها، ولكن هذه الحقيقة لا تعني بالضرورة القاهرة أن نكون نحن معشر البشر من الوحوش والهمج والبرابرة، ولا تعني أيضاً من جهة ثانية أن نكون بالحتميّة المُطلقة من السُذّج والبُسطاء والمُغفّلين، ولكنّها تعني أن البقيّة الباقية والثمالة الأخيرة والبارقة الوحيدة من

____________________

(١) المصدر نفسه.

١٠١

الأمل في تأمين مصير العالم ومستقبل الحضارة هي المزيد من تمسّك الإنسان بإنسانيّته، على الرغم من (الغابة) وشرائعها وقوانينها وأخطارها وأهوالها وفواجعها). (١)

ب - المحافظة على بيت المال:

وهذا جانب آخر مُهمّ يُعبّر عن الأمانة والإخلاص، وهو المحافظة على ما يدخل بيت مال المسلمين من خَراج وغيره لأنّه مِلك المسلمين، حتى يبذله في مواقع صرفه المُحدّدة بالشريعة أو المساحات التي تركت الشريعة للإمام حقّ التصرّف فيها، ثُمّ على الإمام الحق أن يقوم بالرعاية الاقتصادية للأُمّة، ومواجهة الخلل والتدهور الاقتصادي، ووضع الخطط الاقتصاديّة المُناسبة بما يُعين الأُمّة على أعمالها وينشر الرخاء بين صفوفها، وكم عانى الإمام علي (عليه السلام) من بعض الأطراف في عصره بسبب مسألة تقسيم الأموال على الصحابة من أهل بدر والأنصار، حيث قسمّها كما أراد الله وعمل بها رسوله، ولم تأخذه في الله لومة لائم، أو لم يمنعه شيء من إحقاق الحق، (وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذا دخل بيت المال ونظر ما فيه من الذهب والفضة قال: (ابيضّي واصفرّي وغُرّي غيري، إنيّ من الله بكل خير). (٢)

ج - التعليم:

التعليم ضدّ الجهل، وإذا أردت أن تعرف مدى إخلاص الدولة إلى أبنائها فانظر إلى اهتمامها بالتعليم، وإنّ أعظم ما يقوم به حاكم أو قائد في أيّ بلد هو

____________________

(١) هارت - ليدل - التاريخ فكراً استراتيجيّاً ص١٤١، ترجمة حازم طالب مشتاق، الطبعة الأُولى بغداد ١٩٨٥.

(٢) باقر - عبد الغني - التظلّم من الحكّام - مجلّة كلّية الآداب - العدد السادس ص١٢٢ نيسان ١٩٦٣ - بغداد.

١٠٢

النهوض لمحاربة الجهل والتخلّف والأُميّة، ونشر المعرفة والعلم بين صفوف المجتمع؛ حتى يستطيع ذلك المجتمع أن يعي الحقائق ويُساهم في التطور العلمي والمعرفي الذي هو أساس التقدّم والازدهار، ولهذا اهتمّ إمامنا علي (عليه السلام) في هذا الأصل المُهم في الحياة، وقال: (وتعليمكم كيلا تجهلوا) ناهيك عن اهتمام رسول الإنسانيّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالتعليم، وحادثة إطلاق سراح أسرى بدر مُقابل تعليم أبناء المسلمين من أروع أمثلة العناية بالتعليم التي شهدتها البشريّة في تاريخها.

د - التأديب:

هو تربية المجتمع على المبادئ الروحيّة والقيم الأخلاقية، وأيّ شيء أجمل من أن يقوم الوالي الشرعي ببناء الذات الإنسانيّة للمجتمع بناءً سليماً يحفظ المسيرة الاجتماعية ويصونها من الانحراف؟ وذلك ببثّ الآداب العامّة الإسلاميّة التي سوف تُعطي مجتمعاً نموذجيّاً أخلاقياً في تعامله وأُلفته وتعاونه.

هذه النقاط الأربعة لو عُدنا ووضّحناها أكثر فأكثر، وطابقناها مع فروع علم الاجتماع الرئيسيّة لوجدناها تتطابق في أهدافها مع تلك الفروع بصورة جليّة وواضحة، حيث نلاحظ:

١ - النصيحة للأُمّة: تندرج ضمن علم الاجتماع السياسي.

٢ - المحافظة على بيت المال: تندرج ضمن علم الاجتماع الاقتصادي.

٣ - التعليم: يندرج ضمن علم الاجتماعي التعليمي.

٤ - التأديب: يندرج ضمن علم الاجتماع الأخلاقي.

فالإمام (عليه السلام) أوضح ضرورة مُراعاة الترابط في الحقوق بين الحاكم والرعيّة بصورة كاملة، والمحافظة على أساس العلاقات الاجتماعية وحالة التجاوب والتعاون بين الجميع.

١٠٣

ونظرة عامّة إلى وظائف علم الاجتماع التي حدّدها العلماء والكتّاب والمُهتمين بهذا الأمر تُوضّح لنا قيمة أفكار الإمام علي (عليه السلام) الحيّة التي طرحناها آنفاً، وهي تُعالج الواقع الاجتماعي من خلال القانون الاجتماعي العام الذي وضعه للعلاقات الاجتماعية بصورة عامّة وتامّة.

وفيما يلي أهمّ وظائف علم الاجتماع كما تُقرّرها أهم الدراسات المُعاصرة:

١ - يحاول عِلم الاجتماع الحديث وضع مورفولوجية (١) خاصّة بالعلاقات الاجتماعية تأخذ على عاتقها تصنيف وتقسيم العلاقات الاجتماعية إلى أنواع أو أشكال مُختلفة، خصوصاً تلك العلاقات التي تأخذ مكانها في مؤسّسات ومنظّمات المجتمع المُختلفة.

٢ - يُحاول علم الاجتماع الحديث دراسة العلاقة بين أجزاء وأقسام وعوامل الحياة الاجتماعية، كالعوامل الاقتصادية والسياسيّة والأخلاقيّة والدينيّة، مع دراسة العلاقة بين العناصر الأخلاقيّة، أو العناصر الاقتصادية مع الفكرية.

٣ - يُحاول علم الاجتماع الحديث تشخيص الظروف والقوى التي تُسبّب التغيير الاجتماعي والسكون الاجتماعي، وعندما تعتمد العلاقات الاجتماعية على طبيعة الأفراد وهُم في حالة اتّصال الواحد بالآخر أو بالاتصال مع مجتمعهم الكبير، يُحاول علم الاجتماع الوصول إلى قوانين موضوعيّة إيجابيّة قادرة على تفسير الوجود الاجتماعي والكيان الاجتماعي. (٢)

____________________

(١) الموروفولوجية: معناها الظواهر التي تتعلّق بِبُنية المجتمع.

(٢) بعض نظريّات علم الاجتماع في القرن العشرين - مجلّة كليّة الآداب - العدد ١٧ - ص٣٥.

١٠٤

ثانياً: حق الوالي على الرعيّة

أ - الوفاء بالبيعة:

أن تبقى الأُمّة على بيعتها للخليفة أو الحاكم، تُخلص له، وتدافع عنه، وتحافظ عليه، وتفي بما قطعته على نفسها من عهود الوفاء معه.

ب - النصيحة في المشهد والمغيب:

إنّ الخليفة ما دام صادقاً مع أُمّته مؤدياً أمانته، فمن حقّه أيضاً أن يصدق معه أبناء الأُمّة، بحيث لا يدور النفاق في أنفسهم في الحضور والغياب، في الشدة والرخاء.

ج - إجابة الدعوة:

حينما يدعوهم الخليفة إلى أمرٍ ما يتخذونه، أو يطلبهم لا تخاذ طريق معين أو ترك عمل مُخالف لإرادة الله ومصلحة عموم الناس، أو تقويم في طبع ما مضرّ بالخلق، يجب أن تكون إجابة الأُمّة سريعة وبدون تباطؤ أو تلكّؤ.

د - تنفيذ الأوامر الصادرة:

إنّ الأُمّة إذا شعرت بمحبّة وليّها وسيرته العادلة، بحيث أدّى حقّ المجتمع، فما عليها حينذاك إلاّ إطاعة الأوامر الصادرة منه والعمل على تنفيذها.

لو تابعنا النقاط الأربعة الأُولى مقابلةً بالنقاط الأربعة الثانية على طاولة البحث الاجتماعي لأفرزنا النتائج الإيجابيّة المُهمّة من هذه العلاقات الاجتماعية العموديّة، ولأُعطت تلك ظواهر اجتماعية نوعيّة ذات أثر بالغ ومُهم في تقدّم مسيرة الإنسان، وبجمع كلّ هذه النقاط نحصل على صورة لأُنموذج اجتماعي صالح وسعيد يعيش أفراد كيانه في رخاء كامل وأمن واستقرار، وهذه في الحقيقة

١٠٥

ليست أفكاراً مثاليّة بعيدة المنال، إنّما هي حقائق موجودة في المجتمعات الإسلامية بالذات، لكنّها مبتورة الأطراف مشلولة اللسان مُبعثرة هنا وهناك، وليس هناك من يجمعها ويُؤلّف بينها، إمّا لوجود ذات إنسانيّة جشعة حاقدة أو لمُصادمتها مع مصالح الحُكّام أو عدم الثقة والاطمئنان من قِبَل الأُمّة بحاكمها، فتبقى تلك المعالم الواقعيّة والصادقة والأساسيّة لبناء المجتمعات رهينة تلك العُقد والمطامع، بل وتبقى في منأى عن التطبيق والمُمارسة بحيث تغيب حالة الوعي والوفاء والإخلاص ويحلّ محلّها الجهل والخيانة، وبالتالي الضرر العام للمجتمع.

إذن؛ فصلاح الأُمّة بصلاح قائدها وسائسها وفسادها بفساده، وإنّ أيّة أُمّة أو مجتمع كبير في أيّ بُقعة إذا كان راعيها مُنحرف المنهج والنفس، لا يهمه أمر أُمّته، يعل بالمنكر والهوى، مبتعداً عن الحق وأهله؛ فإنّ الأُمّة ستتبعه في منهجه وعلى نفس الطريق الذي يؤدّي إلى الانحطاط، وقد قيل (إنّ الناس على دين ملوكهم). وكذلك فإنّ أمر الولاة لا يستقيم ولا يستقرّ إلاّ باستقامة المُجتمع، والعمل على إقامة ومُساعدة الوالي - وقد سبق الكلام عن ذلك - فإنْ حصل التوافق الروحي والمبدئي بين الوالي والرعية، فإنّ الأحوال تسير على أحسن ما يُرام، بحيث تسقط مطامع الأعداء وتحرّكاتهم المُريبة، وهذا ما يُعبّر عنه بالمفهوم الحالي (بمتانة الوضع الداخلي) بحيث يتحدّى القائد أعداء بلده، ويقف بشعبه اتّجاههم مطمئن البال ومستقر الحال، وهذا يُضيف دعماً معنوياً وماديّاً عظيماً إلى القيادة وجيشها، بحيث يقلّ التفكير بوجود رتل خامس في البلاد، الذي ينشأ عادة من الأوضاع السيّئة والسلوك المُنحرف لبعض الأفراد، حيث يسعون إلى تحريك الوضع وإثارة الشَغَب بين الناس نظراً لسوء الأحوال، وعدم استقامة الأمور، وعدم جريان العدل في مجاريه الصحيحة، ثُمّ إرسال المعلومات عن الوضع القائم إلى الأعداء ونشر الأخبار الكاذبة والإشاعات المُفرّقة والمُثبّطة

١٠٦

للعزائم والهِمَم، وهذا كلّه يأتي من عدم أداء الحقوق بين الوالي والرعيّة، وقد بيّن الإمام (عليه السلام) ذلك بصورة أكثر جلاءً ووضوحاً: (وَإِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ وَالِيَهَا، أَوْ أَجْحَفَ الْوَالِي بِرَعِيَّتِهِ اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ، وَظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ، وَكَثُرَ الإِدْغَالُ فِي الدِّينِ، وَتُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ، فَعُمِلَ بِالْهَوَى، وَعُطِّلَتِ الأَحْكَامُ، وَكَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ، فَلا يُسْتَوْحَشُ لِعَظِيمِ حَقٍّ عُطِّلَ، وَلا لِعَظِيمِ بَاطِلٍ فُعِلَ، فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الأَبْرَارُ وَتَعِزُّ الأَشْرَارُ، وَتَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ الْعِبَاد ِ. فَعَلَيْكُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِي ذَلِكَ وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ وَإِنِ اشْتَدَّ عَلَى رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَطَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِيقَةَ مَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ). (١)

بعد أن وضّح الإمام النتائج المُستحصلة من الصورة الإيجابيّة المُثمرة، وبعد أن بيّن الحقوق بين الطرفين في كلام مُفصّل وفي مواضع مُختلفة يستمرّ (عليه السلام) في عرض النتائج المُستحصلة من الصورة السلبيّة في العلاقة التي إن وقعت اختلّ التوازن بين الطرفين، وهذا يحصل حينما تشعر الرعيّة بغبن وظلم الطرف الآخر، حيث تسعى هي الأُخرى إلى غلبة واليها أو التخلّص منه والعبث بالمُقدّرات العامّة وترك العمل بالحقوق، وتصبح العمليّة هُنا ساحة حرب وتسارعاً نحو الأهداف الشيطانيّة بين الوالي ورعيته، عند ذاك تظهر النتائج التالية للصورة أعلاه:

١ - انتشار معالم الجور والظُلم.

٢ - كثرة الأُمور التي تُفسد حقيقة وواقع الدين.

٣ - ترك المَحجّة البيضاء والطريق الوسطى، أو الانحراف يميناً وشمالاً في

____________________

(١) مصادر النهج، مصدر سابق، ص ١١٤.

١٠٧

طُرق أُخرى.

٤ - غلبة الأهواء والرغبات الذاتيّة للنفس الإنسانيّة.

٥ - تعطيل أحكام الله والعمل بما لا يُرضي الباري عزّ وجل.

٦ - كثرة تَعلّل النفوس بالباطل.

٧ - موت الشعور بالمسؤوليّة أزاء المُنكرات، وتعطيل الأحكام إلى الحدّ الذي قد يتجاوز عدم الاستنكار والنفرة فيها إلى الرضا والإقرار.

لقد جعل الإمام (عليه السلام) عمليّة التوازن في العلاقات بين الراعي والرعيّة الأساس المُهمّ الذي يتّكىء عليه الكيان الاجتماعي المُنسجم، الذي تُضمن فيه الحقوق والواجبات بصورة عادلة بين الجانبين، والمقوّمات الحقيقيّة لذلك هو الإيمان والصدق والأمانة.

وهناك صورة أُخرى يُعطيها الإمام علي (عليه السلام) للإمام الحاكم، مسؤولياته وأثره في الحالة الاجتماعية، هذه الصورة حين نضعها إلى جنب ما قدّمناه نقف على نسقٍ متجانس ومنهجيّة رائعة في التنظيم الاجتماعي.

ففي الخُطبة الأولى أعطى الإمام علي (عليه السلام) معالم الحقوق المفروضة على الراعي والرعيّة اتجاه بعضهم البعض، ثُمّ أعطى النتائج التي سوف تترتّب حتماً على توفّر هذه الحقوق أو على إهدارها، كاشفاً عن عُمق الرؤية في السُنن التاريخية وفلسفته السياسيّة المدنيّة..، ثُمّ جاءت الخُطبة الأُخرى بتفسير مُفصّل لطبيعة وأصناف الحقوق المفروضة على كلّ من طرفي المُعادلة الاجتماعية، وقد عكست عن حالة تامّة بوظائف علم الاجتماع.

والآن نورد كلامه في دور الإمام العادل والإمام الجائر في المجتمع، وهو قسّم من كلمته التاريخية مع عثمان بن عفّان حين شكاه الناس والتمسوا من علي (عليه السلام) مُخاطبته واستعتابه، فكان ممّا قال: (... فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ هُدِيَ وَهَدَى، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً،

١٠٨

وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً، وَإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ، لَهَا أَعْلامٌ، وَإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ، لَهَا أَعْلامٌ، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَضُلَّ بِهِ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً وَأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالإِمَامِ الْجَائِرِ وَلَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ وَلا عَاذِرٌ، فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى، ثُمّ يَرْتَبِطُ فِي قَعْرِهَا). (١)

ثُمّ يعطي الإمام (عليه السلام) العلاج التام لتلك الأمراض والأخطاء التي تترك أثارها على المجتمع بصورة عامّة، وكيان الدولة كذلك، فيقول (عليه السلام):

(فَعَلَيْكُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِي ذَلِكَ وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ وَإِنِ اشْتَدَّ عَلَى رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَطَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِيقَةَ مَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ..، وَلَكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ النَّصِيحَةُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ، وَالتَّعَاوُنُ عَلَى إِقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ.

وَلَيْسَ امْرُؤٌ وَإِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ، وَتَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِ فَضِيلَتُهُ بِفَوْقِ أَنْ يُعَانَ عَلَى مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ، وَلا امْرُؤٌ وَإِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَاقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ بِدُونِ أَنْ يُعِينَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ).

فالتناصح والتعاون هُما مطلبان أساسيّان لحياة الناس والسلطة القائمة، والإنسان مهما قام وقعد وبذل جهده وحرص على عمل الخير واجتهد فيه من أجل رضاء الله، فهو لم يبلغ ولا يستطيع أن يُدرك (حقيقة ما الله أهله من الطاعة له).

إذن؛ الواجب من الحقوق الإلهيّة هوالنصيحة بآخر جهد مع التعاون من أجل إقامة العدل والحق بين الناس، لا يتعالى عن ذلك ذو مقام لمقامه، ولا يعتذر صغير لصِغره.

____________________

(١) نهج البلاغة - تحقيق د. صبحي الصالح، ص ٢٣٥.

١٠٩

١١٠

الفصلُ الثّاني

الحَرب والِسلم

والمُجتمعات الإنسانيّة

١١١

١١٢

لقد كَتب الكثير من عُلماء التاريخ والفلسفة والاجتماع والجغرافيّة عن أثر الحُروب في الكيانات الاجتماعية ووجودها، وقام البعض من الفلاسفة بطرح نظريّاتهم الفكريّة حول الوجود الاجتماعي ككل، والإنسان بصورة خاصّة وارتباطات ذلك بالحرب والسلم.

وهل للمجتمعات البشريّة دورات حضاريّة تتكرّر دائماً بنمط مُعيّن واحد، أم حتميّة تاريخية، اقتصادية، أو نفسيّة، أو مثاليّة، أو تحدّي واستجابة، أم ديالكتيك حسب قانون التناقض، أم أنّ أصل ذلك كما جاء في نظريّة (الصراع من أجل البقاء) أو البقاء للأصلح الدارونيّة، أو (التعاقد الاجتماعي) لهوبزولوك وروسو، أم غير ذلك؟

إنّ كلّ تلك نظريّات من بنات أفكار البشر، وإنّ لهذا الكون سُنناً إلهيّة موضوعة من قبل الباري عزّ وجل، وإنّ أول البشر هو آدم (عليه السلام)، وإنّ أوّل حربٍ شرعت بين المخلوقات هي الحرب النفسيّة العقائديّة التي قادها إبليس: ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمّ لآتِيَنّهُم مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) . (١)

ثُمّ كان صراع قابيل وهابيل وقتل أحدهما الآخر، ولكن ليست بالصورة

____________________

(١) سورة الأعراف: الآية ١٦ و١٧.

١١٣

التي طرحها توينبي، كما ذكرها الوردي في كتابه، حيث قال: (يميل بعض الباحثين بأنّ قصّة آدم التي ورد ذكرها في الكُتب المُقدّسة ليست سوى قصّة رمزيّة...، وخلاصة القول أنّ آدم وزوجته حوّاء كانا يعيشان في جنّة عدن مُنعّمين، ثُمّ عصيا ربّهما بتحريض من الشيطان.. فطردهما الله من الجنّة، حيث صارا يكسبان قوتهما عن طريق الكَدح وعَرَق الجبين، ورزقهما الله بعد ذلك وَلَدَين هُما: هابيل وقابيل، فاتخذ هابيل بين مهنة الرعي بينما اتخذ قابيل مهنة الزراعة، وجرى بين الأخوين نزاع فقتل قابيل أخاه هابيل، ومن الباحثين الذين عنوا بهذه القصّة: المؤرّخ الذي أشرنا إليه (توينبي)، فكان من رأيه أنّ جنّة عدن التي عاش فيها آدم وزوجته قبل سقوطهما، تُمثّل الحالة المطمئنة التي كان البشر يعيشون فيها قبل انحسار العصر الجليدي، أمّا النزاع بين هابيل وقابيل، فيُمثّل الصراع الذي حدث بعدئذٍ بين البداوة والحضارة). (١)

وبعضهم طرح أفكاره بصورة خياليّة غير واقعيّة، أو تفسيرات ماديّة وما شابه ذلك.

وأقول: لقد تكوّنت المُجتمعات وازدادت الحاجات وبُنيت المُدن والدول وبُعث الله الأنبياء مُبشّرين ومُنذرين، فبدأ هنا الصراع بين قوى الحق وقوى الضلال، بين الأنبياء وأتباعهم المُخلصين، والطواغيت وجلاوزتهم المغرورين، وهذا القرآن الكريم يستعرض التاريخ البشري بصورة كاملة وصادقة، وقد أعطى بل وضع بين يدي الإنسان القوانين الكونيّة، وبقي على الإنسان أن يستخرج ما ينفعه، ويكتشف العِلل والأسباب لكل حادث وحَدَث ليحصل على الصورة الواضحة التي تُساهم في استقراره وطمأنينته، إلاّ أنّ الإنسان كان ظلوماً جهولاً،

____________________

(١) دراسة في طبيعة المُجتمع العراقي ص٢٥.

١١٤

وإلاّ لسارت المُجتمعات على هُداها في طريقها المُستقيم، إنّ وراء الصراع الدامي أطماعاً بشريّة وأنانيّات ذاتيّة، وتعصّبات قوميّة، بل حتى في أحيان كثيرة التعصّب الديني للفكرة الاعتقادية التي سار عليها الآباء والأجداد رغم ظهور الأنبياء والرُسل: ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنْتَ مِنَ الْصّادِقِينَ ) . (١)

التَعصّب ونشوء الحرب

إنّ التعصّب يأخذه عِدّة مناحٍ: منها الديني، أو السياسي، أو العشائري، أو القومي، أو الشخصي، وهذه قضيّة اجتماعية نفسية مُتأصّلة في نفوس البشرية منذ أن خُلقت وتكوّنت، والتعصّبات بأنواعها هي السبب لنشوب الحروب والغزوات، و(اعلم أنّ الحروب وأنواع المُقاتلة لم تزل واقعةً في الخليقة مُنذ برأها الله، وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض، ويتعصّب لكل منها أهل عصبيّته، فإذا تذامروا لذلك وتوافقت الطائفتان، إحداهما تطلب الانتقام والأُخرى تُدافع كانت الحرب، وهو أمرٌ طبيعي في البشر لا تخلو عنه أُمّةٌ، وسبب هذا الانتقام في الأكثر إمّا غيرة ومُنافسةٌ، وإمّا عُدوانٌ، وإمّا غضب لله ولدينه، وإمّا غضب للمُلك وسعيٌ في تمهيده..، فالأول: أكثر ما يجري بين القبائل المُتجاورة والعشائر المتناظرة. والثاني وهو العدوان: أكثر ما يكون بين الأُمم الوحشيّة، الساكنين بالقفر، كالعرب والتُرك والتُركمان والأكراد وأشباههم؛ لأنّهم جعلوا أرزاقهم في رماحهم ودمائهم، فيما بأيدي غيرهم ومَن دافعهم عن متاعه آذنوه بالحرب، ولا بغية لهم فيما وراء ذلك من رتبة ولا ملك، وإنّما همّهم ونصب أعينهم غلب على ما

____________________

(١) سورة الأعراف: الآية ٧٠.

١١٥

في أيديهم. والثالث: هو المُسمّى في الشريعة بالجِهاد. والرابع: هو حروب الدول مع الخارجين عليها والمانعين لطاعتها. فهذه أربعة أصناف من الحُروب، الصنفان الأولان منها حُروب بغيٍ وفتنة، والصنفان الأخيران حروب جهاد وعدل). (١)

هذا رأي ابن خلدون في عصره، أمّا في عصرنا، فكانت أهمّ أسباب الحروب: الأطماع، والتوسّع، والدوافع السياسيّة والقوميّة، واتّخذت شكلاً آخر في الفترات المُتأخّرة، فيما يُسمّى بحروب النيابة أو لوقف نفوذ فكري أو ديني وأسباب أُخرى مُتعدّدة.

الصراعات والتطوّر

هناك مَن يقول: إنّه لولا الحروب لما تطورت البشريّة ووصلت إلى هذه المرحلة من التقدّم التقني، إذ الحاجة هي أُم الاختراع، والحروب قد كشفت دائماً عن مواضع النقص في الحاجات الضروريّة لإدارة ماكنة الحرب وعجلة الاقتصاد، فيرى هؤلاء المفكرون أنّه لولا الحروب العالميّة العُظمى الأخيرة لما ترقّى فنّ الطيران بهذه السُرعة التي ترقّى بها، بل لاستغرق ارتقاؤه نصف قرن على الأقل.

وهناك أُمور كثيرة أحدثتها هذه الحرب، كتحسّن فنّ الجراحة، واختراع الكثير من المواد والأدوات ووسائل استغلال المادّة والطاقة، التي أصبحت بعد الحرب تُستخدم اقتصاديّاً وصناعيّاً، كالغوص في البحار، وبعض مكائن الحرب التي يُرجى أن تنفع في مجال الزراعة والصناعات على الأقل.

____________________

(١) مُقدّمة ابن خلدون، الفصل السابع والثلاثون ص٢٧٠ مؤسسة الأعلمي - بيروت.

١١٦

وهكذا تكون الحرب من العناصر الفعّالة في تقدّم الحضارة والمدنيّة أحيانا، وهي ضرورة اجتماعيّة أحياناً تتمخض عن تحقيق نِسَب أفضل من التوازن الأُمَمي، ويشاهد الإنسان أثرها حتى في توازن الكون، ولولا التصادم الموجود في عالم الحيوان والإنسان لتعطّلت سُنّة الكون، ولتعطّل العمران، وتأخّرت البشريّة: ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلكِنّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (١) ؛ لأنّ الناس والجماعات مُختلفو المصالح والأغراض والمآرب، فهُم يعملون متناهضين متعارضين، وعلى تعبير الرياضيّين الميكانيكيّين: يتحرّكون متقاطعين، وفي هذه الحالة يتصادمون، وتصادمهم ينتهي بتدمير بعض أنظمتهم فإذا لم يكن ثمّة وسيلة لكبح جماح القوّة الاجتماعية المُتفوّقة أو الزائدة حتى تتوازن مع غيرها كانت النتيجة دماراً للاجتماع.

إذن، يجب أن يكون في روح الاجتماع ما يُسيطر على تلك القوى الاجتماعية المُعتركة، ويدر بها في سبيل التوازن حتى تستقر في نظام، هو (العقل الاجتماعي)، فالارتقاء في التمدّن يسلتزم هذا التغيير في الأنظمة، وتنقيحها أو إبدالها بأنظمة أكثر موافقة للحالة التمدنيّة التي يتّجه إليها المُجتمع في نُموّه، إذن؛ اعتراك القوى مُفيد للاجتماع البشري ولازم له. (٢)

إنّ هذا الأمر ليس أساساً يؤخذ به على أنّه لولا الحروب في الكُرة الأرضية لما تبدّلت الأنظمة أو صلح أمرها أو تطوّرت من النواحي الماديّة، إنّ ذلك يُخالف الاجتماع العام والتوافق الأُممي على العيش، إلاّ بالظرف الذي يستحدثه الطُغاة.

فرسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أرسل في بداية دعوته رسائل السلام والوئام إلى قادة دول العالم الرئيسيّة آنذاك، الروم والفُرس والأقباط والأحباش، إن لم

____________________

(١) سورة البقرة: الآية ٢٥١.

(٢) انظر: الراعي والرعية ص١٠٩.

١١٧

ينزعوا من فكرة الشرك فإنّ عليهم آثامهم وآثام شعوبهم التي يُضلّونها عن طريق الهدى. حتى أذن الله له بقتال المشركين والكفّار لتثبيت ونشر مبادئ الإسلام وإحقاق الحقّ وإنقاذ الأُمم من الظُلم المخيّم على العالم آنذاك.

وحدّد الإسلام أنواع الجهاد، وفيها أحكام فقهية مُختلفة لسنا بصدد بحثها، إلاّ أنّه على العموم لم يكن الجهاد المعني في الإسلام هو الحروب والقتال والغزو والسيطرة كما هو الأمر لدى الامبراطوريّات والدول السابقة، إنّما هو رسالة الحريّة والسلام والخلاص من الظلم والعبوديّة، بإذن وأمر من الباري عزّ وجل لإطباق المبادئ الحقّة على العالم.

فالسيف كان مع القرآن، لا مع دوافع الاستبداد والتوسّع، والدين لا يُؤخذ على حين غرّة.

لقد فُتحت البلدان وعاش الكثير من أهلها أديانهم السابقة في رعاية المسلمين، وسُمّوا بأهل الذمة مقابل دفع الجزية التي تعفيهم من مهمّات الحرب ومن حقّ الزكاة الذي يُؤدّيه المسلمون.

إذن، معنى التدافع ليس بالضرورة أن يكون التصادم والحرب، إنّما المعنى في ذلك هو صراع الحقّ مع الباطل والدفاع عن الحق، وهناك آية شريفة تُدلل على هذا المعنى: ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لّهُدّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللّهِ ) . (١)

وقد ذكر السيّد الطباطائي في الميزان أنّ الآية في مقام الإشارة إلى حقيقة يتّكىء عليها الاجتماع الإنساني الذي به عمارة الأرض، وباختلافه يختلّ العمران وتفسد الأرض، وهي غريزة الاستخدام الذي جُبل عليه الإنسان،

____________________

(١) سورة الحج: الآية ٤٠.

١١٨

وتأديتها إلى التصالح في المنافع، أعني التمدّن والاجتماع التعاوني، وهذا المعنى وإن كان بعض أعراقه وأُصوله التنازع في البقاء والانتخاب الطبيعي، لكنّه مع ذلك هو السبب القريب الذي تقوم عليه عِمارة الأرض ومصونيتها عن الفساد، فينبغي أن تُحمل الآية التي تُريد إعطاء السبب في عدم طروق الفساد على الأرض عليه، لا على ما ذُكر من القاعدتين - التنازع في البقاء والانتخاب الطبيعي - وبعبارة أُخرى واضحة: إنّ هاتين توجبان انحلال الكثرة وعودتها إلى الوحدة، فإنّ كُلاً من المُتنازعين يريد بالنزاع إفناء الآخر، وضمّ ما لَهُ من الوجود ومزاياه إلى نفسه، والطبيعة بالانتخاب تريد أن يكون الواحد الباقي منهما أقواهما وأمثلهما، فنتيجة جريان القاعدتين فساد الكثرة وبطلانها وتبدّلها إلى واحد أمثل، وهذا أمر يُنافي الاجتماع والتعاون والاشتراك في الحياة، الذي يطلبه الإنسان بفطرته، ويهتدي إليه بغريزته، وبه عمارة الأرض، بهذا النوع لا إفناء قوم منه قوماً، وأكل بعضهم بعضاً، والدفع الذي تعمر به الأرض وتُصان عن الفساد هو الدفع الذي يدعو إلى الاجتماع والاتّحاد المستقر على الكثرة والجماعة، دون الدفع الذي يدعو الى إبطال الاجتماع وإيجاد الوحدة المُفنية للكثرة، فالقتال سبب لعمارة الأرض وعدم فسادها، من حيث أنّه تحيى به حقوق اجتماعية حيويّة لقوم مستهلكين مستذلّين، لا من حيث يتشتّت به الجمع وتهلك به العين ويُمحى به الأثر. (١)

فليس الهدف إذن من وراء الحروب هو تقدّم فنّ الجراحة والاختراعات العلميّة والاستخدامات التقنية العالية، إنّما الهدف هو الوصول إلى تحقيق العدالة

____________________

(١) الطباطبائي - السيد محمد حسين - الميزان في تفسير القرآن - المجلّد الثاني - ص ٣٠٥، مؤسّسة الأعلمي.

١١٩

والسعادة للبشريّة بوجود هذا التدافع، لا كما يُفلسفه الماديّون.

فالبشريّة حين استقرّت وابتعدت عن الحروب بعض الشيء توجّهت عقول علمائها وأبنائها إلى كشف حقائق مجاهيل الكون، وتطوّرت العُلوم الطبّية والهندسيّة والقانونيّة والصناعيّة، واستخدمت الذرّة لألغراض الأنسانيّة، والاستخدامات الكومبيرتريّة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وغير ذلك. في حين أنّ المجتمعات التي لا تزال تعيش في دوّامة الحرب لم يُصبها التطوّر الجِدّي والسريع.

فالإنسان حينما خُلق لم يخُلق من أجل أن يتصارع ويتقاتل مع أخيه الإنسان. حتى أنّ الله سبحانه وتعالى قال: ( يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى‏ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ ) . (١)

فبينما نرى مجتمعاً يندفع قُدماً في بناء حضارة مُتجدّده، لا يزال هناك مجتمعاً لم يتقدّم بعد بفعل الدمار الذي تُخلّفه الحروب المُتعاقبة عليه.

نعم، قد تكون ظاهرة الحروب بين بني البشر مُحفّزاً نحو التكامل والاستعداد الشامل لمتطلبات الحياة، ودفع عدوان مُحتمل الوقوع، وهذا ما نقرأه في قوله تعالى: ( وَأَعِدّوا لَهُم مَااستَطَعْتُم مِن قُوّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللّهِ وَعَدُوّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ) . (٢)

وقد قال بعض أهل الفكر أنّه إذا أردّت أن تعيش بسلام فعليك أن تستعدّ للحرب، والكلام واضح هنا، أي: أن تكون قويّاً مُهاب الجانب؛ فلا يجترئ عليك عدوٌّ باغٍ.

____________________

(١) سورة الحجرات: الآية ١٣.

(٢) سورة الأنفال: الآية ٦٠.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

____________________

=

النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٢٦ باب ما جاء في إخباره بخروجهم وسيماهم والمخدج، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة: ح ٤٧٦٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٦ ح ٩١٠، سنن سعيد بن منصور: ٢ / ٣٢٢: ٢٩٠٣.

عطاء بن يسار: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٧ في أواخر الكتاب، صحيح البخاري: (٦٩٣١)، صحيح مسلم، ح ١٤٧ من كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج، شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٢٦: ٢٥٥٣، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٢ ح ٩٣٥.

أبو عثمان النهدي: السنّة لابن أحمد: ص ٢٧٧ ح ١٤٣٨.

الفرزدق: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٧ ح ٩٢٦.

قتادة: السنّة للمروزي: ٢٠: ٥٢، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣: ٤٧٦٥ باب في قتال الخوارج، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٨ (كتاب قتال أهل البغي) وقال: لم يسمع هذا الحديث قتادة من أبي سعيد إنّما سمعه من أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب قتال أهل البغي.

أبو المتوكّل عليّ الناجي: مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٨ كتاب قتال أهل البغي.

محمّد بن عليّ بن الحسين أبو جعفر الباقر: تاريخ الطبري: ٣ / ٩٢ حوادث سنة ٨.

معبد بن سيرين: صحيح البخاري: ٩ / ١٩٨ باب قراءة الفاجر والمنافق في آخر الصحيح، مسند أحمد: ١٨ / ١٥٨: ١١٦١٤، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٨٥ ح ١٤٧٨ في آخر الكتاب، شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٣٤: ٢٥٥٨ عن البخاري، مسند أبي يعلى: ٢ / ٤٠٩: ١١٩٣، سنن سعيد بن منصور: ٢ / ٣٢٤: ٢٩٠٤.

أبو نضرة العبدي: تقدّم برقم: ١٧٣.

أبو هارون العبدي: المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥١.

أبو الوداك: تاريخ بغداد: ٥ / ١٢٢ ترجمة أحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين، مسند أبي يعلى: ٢ / ٢٨٨: ١٠٠٨.

٢٤١

١٧٧ - قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن [ عبد الله ] بن وهب [ بن مسلم ] قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع:

أنّ الحرورية لمّا خرجت مع عليّ بن أبي طالب فقالوا: لا حكم إلاّ لله، قال عليّ:كلمة حقّ أُريد بها باطل، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)وصف لي ناساً، إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء الّذين يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه -من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طُبْيُ شاة أو حلمة ثدي .

فلمّا قاتلهم عليّ قال:انظروا. فنظروا فلم يجدوا شيئاً فقال:ارجعوا والله ما كذبت ولا كذبت - مرّتين أو ثلاثاً -. ثمّ وجدوه في خربة فأتوا به حتّى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: أنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليّ فيهم.

____________________

يزيد بن صهيب الفقير: مسند أحمد: ٣ / ٥٢ ط ١، التاريخ الكبير للبخاري: ٨ / ٣٤٢ ترجمة يزيد الفقير برقم ٣٢٥١.

وللحديث شواهد منها الأحاديث التالية.

١٧٧ - ورواه إبراهيم بن منذر الحزامي عن ابن وهب: فرائد السمطين: ح ٢٢٦ باب ٥٣.

ورواه أحمد بن صالح عن ابن وهب: الشريعة للآجري: ص ٣١ باب ذكر قتل عليّ (رضي الله عنه) للخوارج.

ورواه أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر عن ابن وهب: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٩ باب ٤٨ التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب (قتال أهل البغي)، وعنه الجويني في فرائد السمطين: باب ٥٣.

ورواه اصبغ بن الفرج عن ابن وهب: المعرفة والتاريخ للفسوي: ٣ / ٣٩١، وعنه الخطيب في تاريخ بغداد: ١٠ / ٣٠٥ ترجمة عبيد الله بن أبي رافع، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٨ ح ٩٢٨.

٢٤٢

١٧٨ - أخبرنا محمّد بن معاوية بن يزيد قال: حدثنا عليّ بن هاشم [ بن البريد ]، عن الأعمش، عن خيثمة [ بن عبد الرحمان ]، عن سويد بن غفلة قال:

سمعت عليّاً يقول:إذا حدّثتكم عن نفسي فإنّ الحرب خدعة، وإذا حدّثتكم عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلأن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أن أكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ،سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول:

(يخرج قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإن أدركتهم فاقتلهم، فإنّ في قتلهم أجراً لمَن قتلهم يوم القيامة) .

____________________

ورواه حرملة بن يحيى عن ابن وهب، صحيح ابن حبّان: ١٥ / ٣٨٧: ٦٩٣٩.

ورواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٩ باب ٤٨ التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة.

ورواه ابن لهيعة عن بكير: الشريعة للآجري: ص ٣١ باب ذكر قتل عليّ الخوارج.

ورواه المتّقي في كنز العمّال: ١١ / ٢٩٥: ٣١٥٥٦ عن مصادر منها ابن جرير وأبي عوانة.

١٧٨ - ورواه إبراهيم بن حميد عن الأعمش: السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧١ رقم ١٤١٦.

ورواه جرير عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ باب التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، تهذيب الآثار للطبري: ص ١٢٠ ح ١٨٩ من مسند عليّ (عليه السلام).

ورواه حفص بن غياث عن الأعمش: صحيح البخاري: ٩: ٢١ باب قتل الخوارج من كتاب استتابة المرتدّين.

ورواه زهير بن معاوية عن الأعمش: شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٢٧: ٢٥٥٤، والجعديات: ٢٦٨٩.

ورواه سفيان الثوري عن الأعمش: صحيح ابن حبّان: ١٥ / ١٣٦: ٦٧٣٩، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٧، صحيح البخاري: ٦ / ٢٤٣ باب من رايا بقراءة القران في آخر كتاب التفسير، صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ باب التحريض على قتل الخوارج، سنن أبي داود:

=

٢٤٣

____________________

=

٤ / ٢٤٤: ٤٧٦٧ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة، سنن النسائي: ٧ / ١١٩ باب مَن شهر سيفه من كتاب تحريم الدم، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٧: ١٨٦٧٧ باب ما جاء في الحرورية، مسند أحمد: ٢ / ٣٢٩: ١٠٨٦، السنّة لابن أحمد: ٢٧٢: ١٤١٩.

ورواه سليمان التيمي عن الأعمش: المعجم الصغير للطبراني: ٢ / ١٠٠ ح ١٠٤٩.

ورواه شريك عن الأعمش: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٠: ١٤١٣.

ورواه محمّد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش: السنن الكبرى للبيهقي: ٧ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي باب ما جاء في قتالهم والخوارج.

ورواه محمّد بن فضيل عن الأعمش: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٠ ح ٨٠٤ ط ١.

ورواه أبو معاوية محمّد بن خازم عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ ح ٣ من باب التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، مسند أحمد: ٢ / ٥٣: ٦١٦ و ٩١٢ مكرّراً وفي الفضائل: ح ٣٢٠، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٢٥: ٢٦١ ح ١ من مسند عليّ، مسند البزّار: ح ٥٦٨، سنن البيهقي: ٨ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٠ باب ما جاء بخروجهم وسيماهم والمخدج، السنّة لعبد الله بن أحمد عن أبيه وأبي خيثمة عن أبي معاوية: ص ٢٧١ برقم ١٤١٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٩ ح ٩١٤.

ورواه وكيع عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٦: ١٠٦٦ باب ٤٨ (التحريض على قتل الخوارج) من كتاب الزكاة: ح ١، مسند أحمد: ٢ / ٣٢٩: ١٠٨٦، المصنّف لابن أبي شيبة: ١٢ / ٥٣٠، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٧٣: ٣٢٤، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٢: ١٤١٩ عن أبيه وص ٢٧١ برقم ١٤١٥ عن ابن نمير كلاهما عن وكيع.

ورواه يحيى بن عيسى عن الأعمش: تهذيب الآثار للطبري: ١٢٠.

ورواه يعلى بن عبيد عن الأعمش: مناقب ابن المغازلي: ٥٧: ٨١، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧١ رقم ١٤١٥.

ورواه أبو حصين عثمان بن عاصم عن سويد بصدره: تهذيب الآثار: مسند عليّ: ١١٩:

=

٢٤٤

ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث:

١٧٩ - أخبرنا أحمد بن سليمان [ الرهاوي ] والقاسم بن زكريّا قالا: حدثنا عبيد الله [ بن موسى ]، عن إسرائيل [ بن يونس ]، عن [ جدّه ] أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن عليّ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

(يخرج قوم من آخر الزمان يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قتالهم حقّ على كلّ مسلم) .

خالفه يوسف بن أبي إسحاق فأدخل بين أبي إسحاق وبين سويد بن غفلة عبد الرحمان بن ثروان [ أبي قيس ]:

____________________

=

١١٨.

ورواه شمر بن عطية عن سويد: مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٨.

ورواه أبو قيس الأزدي عن سويد: كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٨، وفي مسند البزّار: ٥٦٦.

ورواه أبو جحيفة عن عليّ: تهذيب الآثار: ١٢٠: ١٩١ بصدره.

ولقوله: (الحرب خدعة) مرفوعاً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شواهد من طريق: جابر وعائشة وزيد بن ثابت وكعب بن مالك وابن عبّاس وأبي الطفيل والنوّاس وشهر وأبي هريرة وأنس ونعيم بن مسعود وابن عمر وأُمّ كلثوم بنت عقبة، ذكر ذلك كلّه الطبري في تهذيب الآثار: مسند عليّ (عليه السلام): ح ١٩٣ إلى ٢٢١.

١٧٩ - ورواه يحيى بن آدم عن إسرائيل: مسند أحمد: ٢ / ٤٥٣: ١٣٤٦ والسنّة: ٢٧٢: ١٤٨ في أواخر الكتاب وفي ص ٢٦٨ برقم ١٤٠٦ مكرّراً.

ورواه البزّار في مسنده: ح ٥٦٧ من طريق إسرائيل؛ فلاحظ.

ورواه حديج عن أبي إسحاق: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٧ ح ٩١١.

ولاحظ الحديث المتقدّم والتالي.

٢٤٥

١٨٠ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا [ أبو كريب ] محمّد بن العلاء قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف [ بن إسحاق بن أبي إسحاق ]، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي قيس الأودي، عن سويد بن غفلة، عن عليّ، عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) قال:

(يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز (١) تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، قتالهم حقّ على كل مسلم، سيماهم [ التحليق ] (٢) ) .

١٨١ - أخبرنا أحمد بن بكار الحراني قال: حدثنا مخلد [ بن يزيد ] قال: حدثنا إسرائيل [ بن يونس ]، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد قال:

خرجنا مع عليّ إلى الخوارج فقتلهم، ثمّ قال:انظروا فإنّ نبي الله (صلّى الله عليه وسلّم)قال: (إنّه سيخرج قوم يتكلّمون بالحقّ لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحقّ كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أنّ فيهم رجلاً أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود). إن كان هو فقد قتلتم شرّ النّاس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير النّاس . فبكينا ثمّ قال:اطلبوا. فطلبنا فوجدنا المخدج فخررنا سجوداً، وخرّ عليّ معنا ساجداً غير أنّه قال: يتكلّمون بكلمة الحقّ.

____________________

١٨٠ - ورواه عبد الله بن أحمد عن أبي كريب: السنّة: ٢٧٢: ١٤١٧.

ورواه محمّد بن أحمد بن هلال عن أبي كريب: الكامل لابن عدي: ١ / ٢٣٧ ترجمة إبراهيم بن يوسف.

ورواه البزّار أيضاً عن أبي كريب: كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٨.

(١) في بعض النسخ: (لا يجاز).

(٢) من طبعة مصر وحدها، ولم ترد لفظة (سيماهم) في نسخة طهران.

١٨١ - ورواه عثمان بن عمر عن إسماعيل: مسند البزّار: ٨٩٧.

ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن إسرائيل: فضائل أحمد: ح ٣٤٦، المسند: ٢ / ٤١٠: ١٢٥٥.

٢٤٦

١٨٢ - أخبرنا الحسن بن مدرك قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة قال: أخبرنا أبو بلج يحيى بن سليم بن بلج قال: أخبرني أبي سليم بن بلج:

أنّه كان مع علي في النهروان قال: كنت قبل ذلك أصارع رجلاً على يده شيء فقلت: ما شأن يدك؟ قال: أكلها بعير. فلمّا كان يوم النهروان وقتل عليّ الحروريّة، فجزع عليّ من قتلهم حين لم يجد ذا الثدي فطاف حتّى وجده في ساقية فقال: صدق الله وبلّغ رسوله وقال: في منكبه ثلاث شعرات مثل حملة الثدي.

____________________

ورواه وكيع عن إسرائيل باختصار: السنّة لابن أحمد: ٢٨٠: ١٤٤٩.

ورواه الوليد بن القاسم عن إسرائيل: مسند أحمد: ٢ / ٢٠٩: ٨٤٨ والسنّة: ص ٢٧٤ ح ١٤٢٥.

ورواه يحيى بن آدم عن إسرائيل: أنساب الأشراف: ح ٤٦٧ من ترجمة أمير المؤمنين.

١٨٢ - لم أجده في مصدر آخر من هذا الطريق، وقد رواه النسائي أيضاً في مسند عليّ (عليه السلام) كما في ترجمة سليم بن بلج من تهذيب الكمال.

٢٤٧

ثواب مَن قاتلهم

١٨٣ - أخبرنا عليّ بن المنذر قال: أخبرنا [ محمّد ] بن فضيل قال: حدثنا عاصم بن كليب [ بن شهاب ] الجرمي، عن أبيه قال:

كنت عند عليّ جالساً إذ دخل رجل عليه ثياب السفر، قال: وعليّ يكلّم النّاس ويكلّمونه، فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن أن أتكلّم؟ فلم يلتفت إليه وشغله ما هو فيه، فجلست إلى الرجل فسألته: ما خبرك؟ قال: كنت معتمراً فلقيت عائشة فقالت لي: هؤلاء القوم الّذين خرجوا في أرضكم يسمون حرورية؟ قلت: خرجوا في موضع يسمّى حروراء فسمّوا بذلك. فقالت: طوبى لمَن شهد

____________________

١٨٣ - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٦٣: ٤٧٢، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٠: ١٤١١، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٨ ح ٩١٣.

ورواه عليّ بن حكيم عن ابن فضيل: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٥ ح ٧٩٨.

ورواه أبو هشام الرفاعي عن ابن فضيل: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٥: ٤٨٢، وأشار في حديث ٤٧٢ إلى روايته أيضاً.

ورواه سعيد بن مسلمة عن عاصم: مسند البزّار: ح ٨٧٣، وكشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٦.

ورواه عبد الله بن إدريس عن عاصم: مسند أحمد: ٢ / ٤٧٠: ١٣٧٩، والسنّة: ٢٦٩: ١٤١٠، وكلاهما من رواية عبد الله بن أحمد.

ورواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم: مسند البزّار: ح ٨٧٢، وكشف الأستار: ٢ / ٣٦٢: ١٨٥٥.

ورواه قاسم بن مالك عن عاصم: مسند أحمد: ٢ / ٤٧٠: ١٣٧٨، والفضائل: ٣٤٥، والسنّة: ٢٧٠: ١٤١٢، وجميعها من رواية عبد الله بن أحمد.

وله شاهد من حديث مسروق عن عائشة: دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٤ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٦١ ح ٨٣٩ ط ١، كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣.

ومن حديث أبي سعيد الرقاشي عن عائشة: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٥ ح ١٣٢٧.

٢٤٨

هلكتهم، لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، قال: فجئت أسأله عن خبرهم. فلمّا فرغ عليّ قال:أين المستأذن؟ فقصّ عليه كما قصّ علينا. قال [ علي ]:

إنّي دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وليس عنده أحد غير عائشة أُمّ المؤمنين فقال لي: (كيف أنت يا عليّ وقوم كذا وكذا)؟ قلت: الله ورسوله أعلم. وقال ثمّ أشار بيده فقال: (قوم يخرجون من المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج كأنّ يده ثدي). أُنشدكم بالله أخبرتكم بهم؟ قالوا: نعم. قال: أُناشدكم بالله أخبرتكم أنّه فيهم؟ قالوا: نعم. قال: فأتيتموني فأخبرتموني أنّه ليس فيهم فحلفت لكم بالله أنّه فيهم فأتيتموني به تجرونه(١) كما نعتّ لكم؟ قالوا: نعم. قال: صدق الله ورسوله.

١٨٤ - أخبرنا محمّد بن العلاء(٢) قال: حدثنا أبو معاوية [ محمّد بن خازم ]، عن الأعمش، عن زيد - وهو ابن وهب - عن عليّ بن أبي طالب قال:

لمّا كان يوم النهروان (٣) لقى الخوارج فلم يبرحوا حتّى شجروا بالرماح فقتلوا جميعاً ، قال علي:اطلبوا ذا الثدية .فطلبوه [ فلم يجدوه، فقال علي:ما كذبت ولا

____________________

(١) في ج، ط: (تسحبونه)، وهكذا في طبعة مصر.

١٨٤ - ورواه أحمد عن أبي معاوية: السنّة: ٢٧٣: ١٤٢٣.

ورواه ابن أبي شيبة عن أبي معاوية: المصنّف: ٧ / ٥٥٨: ٣٧٩٠٢ في أواخر الكتاب.

ولاحظ مسند البزّار: ح ٥٧٩، ولاحظ الحديثين الاتيين وما بهامشهما من تعليق.

(٢) هو أبو كريب الكوفي، وكان في الأصل وطبعة الكويت: (محمّد بن عبد الأعلى)، والمثبت من طبعة بيروت ومصر ويؤيّدهما ما في تهذيب الكمال في ترجمة محمّد بن العلاء وأبي معاوية ومحمّد بن عبد الأعلى.

(٣) في ج: (النهر).

٢٤٩

كذبت، اطلبوه . فطلبوه ](١) فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور، فكبّر عليّ والنّاس، وأعجبهم ذلك.

١٨٥ - أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال:

خطبنا عليّ بقنطرة الديزجان فقال: إنّه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق وفيهم ذو الثدية، فقاتلهم، فقالت الحرورية بعضهم لبعض: لا تكلّموه فيردكم كما ردّكم يوم حروراء، فشجر بعضهم بعضاً بالرماح فقال رجل من أصحاب عليّ: اقطعوا العوالي. - والعوالي: الرماح - فداروا واستداروا، وقتل من أصحاب عليّ اثني عشر رجلاً أو ثلاثة عشرة رجلاً(٢) ، فقال علي: التمسوا المخدج. وذلك في يومٍ شات، فقالوا: ما نقدر عليه. فركب عليّ بغلة النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) الشهباء فأتى وهدة من الأرض فقال: التمسوه في هؤلاء. فأخرج فقال: ما كذبت ولا كُذّبت. فقال: اعملوا ولا تتكلوا، لولا أنّي أخاف أن تتكلوا لأخبرتكم بما قضى الله لكم

____________________

(١) من طبعة مصر وبيروت و(ج) والمصنّف والسنّة.

١٨٥ - ورواه... عن الفضل بن دكين: مسند البزّار.

ورواه يحيى بن آدم عن موسى بن قيس: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٥ ح ٣٧٨٨٧ في أواخر الكتاب.

ورواه الأعمش عن سلمة: كما في الحديث المتقدّم.

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل: كما في الحديث التالي.

(٢) كذا في هذه الرواية وهي شاذّة، وفي التالية: (وما أصيب من النّاس يومئذ إلاّ رجلان)، وفي روايات أُخر: أخبر فيها أمير المؤمنين أصحابه مسبقاً بعدد القتلى فقال: (لا يفلت منهم عشرة ولا يقتل منكم عشرة) فكان كما قال.

٢٥٠

على لسانه - يعني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) - ولقد شهدنا ناس(١) باليمن. قالوا: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: كان هواهم معنا.

١٨٦ - أخبرنا العبّاس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرزّاق [ بن همام ] قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل قال: حدثنا زيد بن وهب:

أنّه كان في الجيش الّذين كانوا مع عليّ، الّذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ:أيّها النّاس إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)يقول: سيخرج قوم من أُمّتي يقرءون القرآن، ليس صيامهم بشيء، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)، لو يعلم (٢) ، الجيش الّذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيّهم (صلّى الله عليه وسلّم)لاتّكلوا عن (٣) العمل، وآية ذلك أنّ فيهم رجلاً له عضد وليست له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة

____________________

(١) في طبعتي مصر وبيروت و(ج): أُناس.

١٨٦ - المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٧: ١٨٦٥٠ باب ما جاء في الحروريّة، وعنه مسلم في صحيحه: ٢ / ٧٤٨، وأبو داود في سننه: ٤ / ٢٤٤: ٤٧٦٨، وابن أبي عاصم في السنّة: ص ٤٣٢ ح ٩١٧، والبزّار في مسنده (٥٨١)، والبيهقي في السنن الكبرى: ٨ / ١٧٠ ودلائل النبوّة: ٦ / ٤٣٢، والبغوي في شرح السنّة: ١٠ / ٢٣٠: ٢٥٥٦ بسنده عن أحمد عن عبد الرزّاق، والسيّد أبو طالب في أماليه: ح ١٥ بسنده عن عبيد الله بن فضالة عن عبد الرزّاق.

ورواه يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن عبد الملك بن أبي سليمان: مسند أحمد: ٢ / ١١٣ ح ٧١٦ برواية عبد الله، وفي السنّة: ٢٧٢: ١٤٢٠، والسنّة لابن أبي عاصم: ٩١٦: ٤٣٠.

(٢) في الأصل: (لو يعلمون... الذي). والمثبت من المصنّف و (أ، ب) وطبعتي مصر وبيروت.

(٣) في (غ) وطبعتي مصر وبيروت: على.

٢٥١

ثدي المرأة، عليه شعرات بيض، [ فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟! والله إنّي لأرجوا أن يكونوا هؤلاء القوم فإنّهم قد سفكوا الدم الحرام وأغارو في سرح النّاس، فسيروا على اسم الله ] (١) .

قال سلمة: فنزّلني زيد منزلاً حتّى مررنا على قنطرة [ فلما التقينا و ](٢) على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها، فإنّي أخاف أن يناشدوكم [ كما ناشدوكم يوم حروراء ](٣) قال: فسلوا السيوف وألقوا جفونها، وشجرهم النّاس - يعني برماحهم - فقتل بعضهم على بعض، وما أُصيب من الناس يومئذ إلاّ رجلان. قال علي:التمسوا فيهم المخدج ، فلم يجدوه، فقام عليّ بنفسه حتّى أتى أناساً قتلى بعضهم على بعض. قال:جرّدوهم . فوجدوه ممّا يلي الأرض فكبّر عليّ وقال:صدق الله وبلّغ رسوله (صلّى الله عليه وسلّم).

فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، والله الّذي لا إله إلاّ هو سمعت هذا الحديث من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال: إي والله الّذي لا إله إلاّ هو لسمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). حتّى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.

١٨٧ - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا [ محمّد بن إبراهيم ] بن أبي عدي، عن [ عبد الله ] بن عون، عن محمّد [ بن سيرين ]، عن عبيدة [ السلماني ] قال:

قال عليّ:لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد الله الّذين يقتلونهم على لسان محمّد (صلّى الله عليه وسلّم). فقلت: أنت سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال:إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة.

____________________

(١) من أ، ب، غ، والمصنّف.

(٢) من ب، غ، وطبعة مصر والمصنّف.

(٣) من المصنّف، وفي طبعة بيروت: (يوم النهروان).

١٨٧ - ورواه أحمد عن ابن أبي عدي: السنّة لابن أحمد: ٢٦٩: ١٤٠٧، المسند:

=

٢٥٢

____________________

=

٢ / ٤٦٦: ١٣٣٢.

ورواه محمّد بن المثنى عن ابن أبي عدي: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٨ باب التحريض على قتال الخوارج من كتاب الزكاة، مسند البزّار: ح ٥٤٧.

ورواه أشهل بن حاتم عن ابن عون: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣١ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

ورواه حمّاد بن يحيى عن ابن عون: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٩: ١٤٠٨، المسند لأحمد: ٢ / ٢٨١: ٩٨٣ من رواية عبد الله.

ورواه خالد بن الحارث عن ابن عون: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٣: ٤٧٩.

ورواه عبد الرحمان بن حماد عن ابن عون: فضائل أحمد: ح ١٦٨ من رواية القطيعي.

ورواه عثمان بن عمر عن ابن عون: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣١.

ورواه أيّوب السختياني عن ابن سيرين: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ ح ١٥٥ من كتاب الزكاة باب التحريض على قتال الخوارج، مسند أحمد: ٢ / ٦٠: ٦٢٦ و ٢ / ٢٨١: ٩٨٢، المصنّف لابن أبي شيبة: ح ١ من باب ما ذكر في الخوارج في آخر المصنّف، وعن ابن ماجة في سننه: ١ / ٥٩ ح ١٦٧، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٨١: ٣٣٧ وص ٣٧١ ح ٤٧٧ وص ٣٧٤ ح ٤٨١ بسندين، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٨ ح ٩١٢ بسندين عن أيّوب، مسند البزّار: (٥٣٨ و ٥٣٩)، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥٢ باب ما جاء في الحروريّة، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٢ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة: ح ٤٧٦٣، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٤٠٠ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٢ و ١٤٠٤ و ١٤٠٥، مسند أحمد: ٢ / ٢٣٦: ٩٠٤ وكرّره في ٩٨٨ برواية عبد الله، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣١ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي.

ورواه جرير بن حازم عن محمّد: المسند لأحمد: ٢ / ١٣٧: ٧٣٥، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٣٩٨ و ١٤٠١ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٣، مسند البزّار: ٥٤٦، الشريعة للآجري: ص ٣٢،

=

٢٥٣

١٨٨ - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عوف

____________________

=

المناقب لابن المغازلي: ٤١٦: ٤٦٢.

ورواه سعيد بن عبد الرحمان عن محمّد: مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٦.

ورواه أبو عمرو بن العلاء عن محمّد: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٣٩٨ و ١٣٩٩ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٣، مسند أحمد: ٢ / ١٣٧: ٧٣٥، مسند البزّار: (٥٤٥)، الشريعة للآجري: ص ٣٢، تاريخ بغداد: ١٢ / ٣٩٠ ترجمة فارس بن محمّد بن عمر البزّار.

ورواه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن محمّد: كما في الحديث التالي؛ فلاحظ تخريجاته هناك.

ورواه قتادة بن دعامة عن محمّد: المعجم الصغير للطبراني: ٢ / ٧٥ ترجمة محمّد بن ياسر الحذاء الدمشقي، مسند البزّار: ح....

ورواه معاوية بن عبد الكريم عن محمّد: المعجم الصغير: ٢ / ٨٥ ترجمة محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ورواه هشام بن حسان عن محمّد: المصنَّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥٣، المسند لأحمد: ٢ / ٢٨٣: ٩٨٨ و ٢ / ٣٩٣: ١٢٢٤ وكرّره في ٩٠٤ من رواية عبد الله بن أحمد، السنّة لعبد الله: ٢٦٨: ١٤٠٥ وص ٢٧٥: ١٤٢٨، الشريعة للآجري: ص ٣٢، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٨.

ورواه أبو هلال الراسبي واسمه محمّد بن سليم عن ابن سيرين: مناقب ابن المغازلي: ص ٥٦ ح ٨٠.

ورواه يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين: مسند البزّار: ح...

ورواه يونس بن عبيد عن محمّد: مناقب الخوارزمي: ص ٢٦٢ ح ٢٤٥ في آخر الفصل ١٦، مسند البزّار: ح... و... بسندين.

ولاحظ مسند البزّار ح ٥٤٠ - ٥٤٤ فمن طريق محمّد بن سيرين.

١٨٨ - ورواه عبد الله بن صباح عن المعتمر: مسند البزّار: ح....

ورواه أبو أسامة عن عوف: تاريخ بغداد: ١١ / ١١٨ ترجمة عبيدة السلماني.

٢٥٤

[ بن أبي جميلة الأعرابي ] قال: حدثنا محمّد بن سيرين قال: قال عَبيدة السلماني:

لمّا كان حيث أصيب أصحاب النهر(١) قال عليّ:ابتغوا فيهم، فإنّهم إن كانوا هم القوم الّذين ذكرهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)فإنّ فيهم رجلاً مُخْدج اليد - أو مثدون اليد أو مؤدن اليد(٢) - فابتغيناه فوجدناه فدللناه عليه فلمّا رآه قال:الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر . قال:والله لو لا أن تبطروا - ثمّ ذكر كلمة معناها -لحدّثتكم بما قضى الله [ عزّ وجلّ ] (٣) على لسان نبيّه [ صلّى الله عليه وسلّم ](٤) لمَن وَلِي قتل هؤلاء . قلت: أنت سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال:إي وربّ الكعبة. ثلاثاً.

١٨٩ - أخبرنا محمّد بن عبيد بن محمّد قال: حدثنا أبو مالك عمرو - وهو ابن هاشم -، [ عن إسماعيل - وهو ابن أبي خالد - قال: أخبرني عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو ](٤) عن زِرّ بن حبيش أنّه سمع عليّاً يقول:

____________________

ورواه جعفر بن سليمان الضبعي عن عوف: الشريعة للآجري: ص ٣٢ باب ذكر قتل عليّ للخوارج.

ورواه هوذة بن خليفة عن عوف: دلائل النبوّة للبيهقي: ٥ / ١٨٩.

ورواه يزيد بن زريع عن عوف: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٠: ٤٧٥٠.

ورواه جماعة عن ابن سيرين فلاحظ الحديث المتقدّم وتعليقته.

(١) في (ط) وطبعة مصر: (النهروان).

(٢) مخدج اليد: ناقصها، ومثدون اليد: صغيرها.

(٣ و٤) من أ، ب، ط.

١٨٩ - ورواه عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبيد: السنّة: ٢٧٣: ١٤٢١.

ورواه الحسن بن سفيان عن محمّد بن عبيد: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٦ ترجمة زر بن حبيش،

=

٢٥٥

____________________

=

وعنه الكنجي في كفاية الطالب: باب ٤٠.

ورواه عيسى بن زيد عن إسماعيل بن أبي خالد بصدر الحديث فقط: حلية الأولياء: ١ / ٦٨ في ترجمة أمير المؤمنين، تاريخ دمشق: ح ١٢٢٤ من ترجمة أمير المؤمنين: ٣ / ٢٢١ ط ٢، وفيه خطأ (عن زاذان) بدل (عن زر).

وقال الدار قطني في العلل: ق ١١٨ / أ: يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه، فرواه عمران الطفاوي عن المنهال عن عبّاد بن عبد الله عن عليّ. وخالفه مسعود بن سعد الجعفي فرواه عن إسماعيل عن المنهال عن زرّ، وخالفه عيسى بن زيد بن علي فرواه عن إسماعيل عن عمرو بن قيس عن المنهال عن زرّ.

طرق حديث ذمّ الخوارج عن عليّ (عليه السلام):

أبو جحيفة: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٥: ١٤٣٠، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٣: ٨٠٩ ط ١، أنساب الأشراف: ح ٤٦٨ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

جندب الأزدي: الشريعة للآجري: ص ٣٣، تاريخ بغداد: ٧ / ٢٤٩ ترجمة جندب، المعجم الأوسط للطبراني: ٢ / ٣٢٣ ح ١٥٦٠.

جوين والد أبي هارون العبدي: تاريخ بغداد: ٧ / ٢٥٠ في ترجمة جوين، المصنَّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٠: ١٨٦٥٧.

حبة بن جوين: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٥ ح ٨١١ ط ١، تيسير المطالب: ح ٥.

زِرّ بن حبيش: تقدّم في الحديث ١٨٩ وتعليقته.

زيد بن وهب: تقدّم في الحديث ١٨٤ - ١٨٦ وتعليقاتها.

أبو سعيد الخدري: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٠ ح ٩١٥.

سلمان الفارسي: تاريخ بغداد: ١٣ / ٢٨٢ ترجمة نصر بن مزاحم.

سليم بن بلج: تقدّم في الحديث ١٨٢ تخريجه.

سويد بن غفلة: تقدّم في الحديث ١٧٨ - ١٨٠ تخريجه.

٢٥٦

____________________

شقيق بن سلمة: مسند البزّار....

طارق بن زياد: تقدّم في الحديث ١٨١ تخريجه.

عبيد الله بن أبي رافع: تقدّم في الحديث ١٧٧ تخريجه.

عَبيدة السَلماني: تقدّم في الحديث ١٨٧ و ١٨٨ وتعليقتهما.

علقمة بن قيس: لاحظ الحديث ١٩١ وما بهامشه من تعليق.

قيس بن أبي حازم: تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٥٢ ترجمة قيس.

كثير البجلي: تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٨٠ ترجمة كثير.

أبو كثير مولى الأنصار: مسند الحميدي: ١ / ٣١: ٥٩، مسند أحمد: ٢ / ٩٤: ٦٧٢، مسند أبي يعلى: ١١ / ٣٧٢: ٤٧٨، تاريخ بغداد: ١٤ / ٣٦٣ ترجمة أبي كثير، التاريخ الكبير للبخاري: ٩ / ٦٤ ترجمة أبي كثير الأنصاري.

كليب الجرمي: تقدّم في الحديث ١٨٣ وتعليقته.

مالك بن الحارث: مستدرك الحاكم: ٢ / ١٥٤ كتاب قتال أهل البغي.

أبو المؤمن الواثلي: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٣ ح ٩١٩ ولعبد الله بن أحمد: ٢٧٨: ١٤٤٢، مسند البزّار...، تاريخ بغداد: ١٤ / ٣٦٢ ترجمة أبي المؤمن، تهذيب الكمال: ٣٤ / ٣٣٦ ترجمة أبي المؤمن بسنده إلى الخطيب البغدادي ونقلاً عن مسند علي للنسائي.

أبو مريم: مسند أحمد: ٢ / ٤٣٠: ١٣٠٣ برواية عبد الله وهكذا في الفضائل: ح ٣٢٧، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٩٦: ٣٥٨، مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٥، المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٦٠: ٣٧٩١٤، أنساب الأشراف: ح ٤٦٦ من ترجمة أمير المؤمنين.

أبو موسى: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٤: ١٤٢٤، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٣ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

أبو وائل: المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٧: ٣٧٩٠١، وعنه أبو يعلى في مسنده: ١ / ٣٦٤: ٤٧٣.

٢٥٧

____________________

أبو الوضيء عباد بن نسيب: المسند: ٢ / ٣٧٠: ١١٧٩٠ و ٢ / ٣٧٥: ١١٨٨ و ١١٨٩ و ٢ / ٣٨٠: ١١٩٧ وجميعها برواية عبد الله، السنّة لعبد الله: ٢٨٢: ١٤٦٨ عن أبيه أحمد، والفضائل: ح ٣٥٣ من رواية عبد الله، مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٤: ٤٨٠ وص ٤٢١ ح ٥٥٥، مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٩، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٥: ٤٧٦٩، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٣ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

ورواه الأزرق بن قيس عن رجل من عبد القيس عن عليّ: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٤: ١٤٢٦.

طريق حديث الخوارج من غير أمير المؤمنين:

أبو أُمامة: سنن ابن ماجة: ١ / ٦٢: ١٧٦، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٢: ١٨٦٦٣، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٣: ٣٧٨٨١، الشريعة للآجري: ص ٣٥ باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج بأسانيد، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٨٢: ١٤٦٩ - ١٤٧٣، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٩ بسندين، طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ: ٢ / ١٥٢: ١٧٢ ترجمة عصام بن سلم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٨ كتاب قتال أهل البغي باب الخلاف في قتالهم بسندين، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٠ ح ٨٠٣ ط ١.

أنس بن مالك: رواه عنه حفص بن عمر وسليمان التيمي وقتادة: مسند أحمد: ٣ / ١٥٩ و ١٨٣ و ١٨٩ و ١٩٧ و ٢٢٤ ط ١ و سنن ابن ماجة: ١ / ٦٢ ح ١٧٥، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٨٤ ح ١٤٧٤ و ١٤٧٥ و ١٤٧٦، السنّة لمحمّد بن نصر المروزي: ٢٠: ٥٢، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٤ ح ٩٤٠ وص ٤٤٧ ح ٩٤٥، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣: ٤٧٦٥ وتاليه باب في قتال الخوارج، المستدرك للحاكم: ٢ / ١٤٧ و ١٤٨ بأسانيد عن قتادة، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٠ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب قتال أهل البغي، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٧: ٧٩٩ ط ١.

أبو أيّوب الأنصاري: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٩: ٨١٤ ط ١، تاريخ دمشق: ح ١٢١٧ -

=

٢٥٨

____________________

=

١٢١٩ من ترجمة عليّ (عليه السلام)، المستدرك للحاكم: ٣ / ١٣٩ وفيه بسندين أنّه مأمور بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

أبو برزة الأسلمي: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٨: ٣٧٩٠٤ في آخر باب من المصنّف (باب ما ذكر في الخوارج)، سنن النسائي: ٧ / ١١٩ باب من شهر سيفه من كتاب تحريم الدم، مسند أحمد: ٤ / ٤٢١ و ٤٢٤ ط ١ مسند أبي برزة، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٦ كتاب قتال أهل البغي.

أبو بكرة: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٩: ١٤٤٦ و ١٤٤٨، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٦ كتاب قتال أهل البغي، مسند أحمد: ٥ / ٣٦ و ٤٢ ط ١ مسند أبي بكرة، السنّة لابن أبي عاصم: (٩٢٧ و ٩٣٦ - ٩٣٨)، مسند البزّار كما في كشف الأستار: ٢ / ٣٤٦، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٧ كتاب قتال أهل البغي باب الخلاف في قتالهم.

جابر الأنصاري: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٠: ١٠٦٣ باب ذكر الخوارج وصفاتهم من كتاب الزكاة بأسانيد، سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٢، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥١، مسند الحميدي: ٢ / ٥٣٤: ١٢٧١، المصنّف لابن أبي شيبة: ٥ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٥، مسند أحمد: ٣ / ٣٥٣ و ٣٥٤ ط ١ بأسانيد، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٥ ح ٩٤٣، السنن الكبرى للنسائي: ٥ / ٣١: ٨٠٨٧ و ٨٠٨٨ في كتاب فضائل القران، دلائل البيهقي: ٥ / ١٨٥ - ١٨٦.

أبو ذر الغفاري: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٢٩ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، سنن ابن ماجة: ١ / ٦٠: ١٧٠، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٣: ٣٧٨٧٨ باب ما ذكر في الخوارج: آخر المصنّف، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠: ١٠٦٧ باب ٤٩ (الخوارج شرّ الخلق والخليقة)، مسند الدارمي: ٢ / ٢١٤ في آخر كتاب الجهاد، السنّة لابن أبي عاصم: (٩٢١ و ٩٢٢)، مسند الطيالسي: ص ٦٠ ح ٤٤٨ مسند أبي ذر، مسند أحمد: ٥ / ١٧٦ ط ١.

رافع الغفاري: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٢٩، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠، مسند الدارمي: ٢ / ٢١٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٤ ح ٩٢١ ذيل حديث أبي ذر.

٢٥٩

____________________

أبو زيد الأنصاري: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٥ ح ٩٤١.

سعد بن أبي وقّاص: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣٤ بسندين باب إخباره بخروجه وسيماهم والمخدج...، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٨، السنّة لابن أبي عاصم: ح ٩٢٠ و ١٣٢٩.

أبو الطفيل عامر بن واثلة: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٤ ح ٧٩٧ ط ١.

أبو سعيد الخدري: وقد تقدّم برقم ١٦٩ - ١٧٦ فلاحظ.

سهل بن حنيف: دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٢٨ و ٤٢٩ باب ما جاء في إخباره بخروجهم بسندين، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٢: ٣٧٨٧١ وص ٥٦٢ ح ٣٧٩٢٦، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧٧ ح ١٤٣٥، صحيح البخاري: ٩ / ٢٢ باب ٧ من كتاب استتابة المرتدّين، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠: ١٠٦٨ وتالييه باب ٤٩ من كتاب الزكاة، مسند أحمد: ٣ / ٤٨٦ ط ١ مسند سهل بسندين، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٨ ح ٨٠٠ ط ١، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٦ ح ٩٠٨ و ٩٠٩، سنن النسائي الكبرى: ٥ / ٣٢: ٨٠٩ كتاب فضائل القران.

عائشة: انظر ما تقدّم برقم ١٨٣ وما بهامشه من تعليق.

عبد الله بن أبي أوفى: سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٣، المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٢: ٣٧٨٧٣، الشريعة للآجري: ص ٣٧، السنّة لعبد الله بن أحمد: آخر الكتاب ح ١٤٨٠ وقبله ص ٢٧٩ ح ١٤٤٧ وص ٢٧٨ ح ١٤٤٠، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٤ ح ٩٠٤ - ٩٠٦.

عبد الله بن عبّاس: المصنّف لابن أبي شيبة: ٦ / ١٤٥: ٣٠١٨٥ و ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٦، وعنه ابن ماجة في سننه: ١ / ٦١: ١٧١، وعبد الله بن أحمد في المسند: ٤ / ١٥٧: ٢٣١٢، والفريابي في فضائل القران: ١٩٤، مسند الطيالسي: (٢٦٨٧)، المعجم الكبير للطبراني: ١١ / ٢٢٣: ١١٧٣٤ وص ٢٣٢ برقم ١١٧٧٥، مسند أبي يعلى: ٤ / ٢٤٢: ٢٣٥٤.

عبد الله بن عمر: سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٤، صحيح البخاري: ٩ / ٢١ باب ٦ من كتاب استتابة المرتدّين.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390